إدارة الاحتواء العالي وعلاقتها بجودة الحياة الوظيفية لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج.

حاول البحث الحالي الكشف عن العلاقة بين إدارة الاحتواء العالي بأبعادها (المشاركة في صنع واتخاذ القرار، التحفيز والتعويضات، التدريب والتطوير، امتلاك المعلومات ومشاركتها، الاندماج الوظيفي)، وجودة الحياة الوظيفية بأبعادها (التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، فرص الترقي والتنمية المهنية، بيئة وظروف العمل، العلاقات الاجتماعية في محيط العمل، المرافق والخدمات الجامعية) لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج من وجهة نظر عينة البحث. واستخدم الباحثان المنهج الوصفي، واستعانا بالاستبانة كأداة لجمع البيانات من عينة البحث، والتي بلغ عدد أفرادها (320) عضو هيئة تدريس بالجامعة.
وقد أكدت نتائج البحث على أهمية إدارة الاحتواء العالي كإحدى أفضل الممارسات الإدارية التي يمكن استخدامها مع أعضاء هيئة التدريس لتجويد حياتهم الوظيفية بكافة أبعادها، ووجود درجة أهمية متوسطة لجميع عبارات أبعاد محور إدارة الاحتواء العالي في جامعة سوهاج من وجهة نظر عينة البحث؛ وحصلت على متوسط حسابي قدره (3.18)، فيما عدا بُعد (الاندماج الوظيفي) والذي جاء بدرجة أهمية مرتفعة، ووجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بين متغيري إدارة الاحتواء العالي وجودة الحياة الوظيفية لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط بين المتغيرين (0.811)، بالإضافة إلى وجود أثر ذي دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) لأبعاد إدارة الاحتواء العالي مجتمعة على جودة الحياة الوظيفية لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج. حيث بلغ معامل الارتباط بينهما (0.731)، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات تقديرات أفراد عينة البحث تجاه كافة أبعاده، تُعزى إلى متغيرات: النوع، المسمى الوظيفي، وعدد سنوات الخدمة لأفراد العينة.
وفي النهاية طرح الباحثان مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تفيد في تجويد الحياة الوظيفية لأعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج من خلال تطبيق إدارة الاحتواء العالي، من أهمها ما يلي: ضرورة نشر ثقافة إدارة الاحتواء العالي بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، والاطِّلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وتمكين أعضاء هيئة التدريس، وتشجيعهم على المشاركة الجادة والإيجابية في عمليات صنع واتخاذ القرار الجامعي، وإنشاء وحدة أو إدارة في الجامعة تختص بمتابعة مدى تحقق جودة الحياة الوظيفية لدى أعضاء هيئة التدريس، وتعزيز التنمية المهنية المستدامة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة في النواحي النظرية والعملية، والعمل على تحسين بيئة الجامعة المادية والمعنوية والصحية السوية لأعضاء هيئة التدريس، وتعزيز شعور أعضاء هيئة التدريس بالاندماج الوظيفي في العمل، والاهتمام – بشكل أكبر - بالعلاقات الاجتماعية داخل الجامعة، وتوفير العديد من برامج الرفاهية الاجتماعية بشكل أكبر لأعضاء هيئة التدريس.