رؤية مقترحة للمسئولية المجتمعية لکلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة في ضوء معايير الأيزو 26000

رؤیة مقترحة للمسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000

أ.م.د/ أبو بکر أحمد صدیق جلال

أستاذ الإدارة والتخطیط والدراسات المقارنة المساعد

 بکلیة التربیة بالقاهرة ووکیل کلیة العلوم الأزهریة بجنوب سیناء

د/ التهامی محمد إبراهیم متولی

مدرس الإدارة والتخطیط والدراسات المقارنة بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر

ملخص الدراسة

     تهدف الدراسة الحالیة إلى تطویر المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000، وذلک من خلال التعرف على الأسس النظریة للمسئولیة المجتمعیة ومعاییر الأیزو 26000 وفلسفتها. والکشف عن درجة (توافر  – أهمیة) ممارسات المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم. ومن ثم وضع رؤیة مقترحة ولتحقیق هذا الهدف استخدمت الدراسة المنهج الوصفی، کما استخدمت الاستبانة کأداة لجمع البیانات والمعلومات اللازمة للإجابة عن تساؤلات وفروض الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى زیادة أهمیه المسئولیة المجتمعیة مع ضعف توافرها ، حیث جاءت درجة الأهمیة للمجموع الکلی (87.36%)، بینما جاءت درجة التوافر  للمجموع الکلی (37.09%). وجاء بعد الحوکمة فی المرتبة الأولى بمتوسط (46.8) من حیث الأهمیة ثم قضایا الطلاب بمتوسط (44.4)، ثم تنمیة ومشارکة المجتمع بمتوسط (35.5) ثم ممارسات العمل بمتوسط (35.2) ثم حقوق الإنسان بمتوسط (35.1) ثم البیئة بمتوسط (34) ثم ممارسات التشغیل العادلة بمتوسط (30.7)، وفیما یتعلق بالتوافر جاء محور قضایا الطلاب فی المرتبة الأولى بمتوسط (19.6) ثم الحوکمة بمتوسط (19) ، ثم حقوق الإنسان بمتوسط (16.6) ثم ممارسات العمل بمتوسط (14.5) ثم تنمیة ومشارکة العمل بمتوسط (14.2) ثم البیئة بمتوسط (13.9) ثم ممارسات التشغیل العادلة بمتوسط (13.2)،  کما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05) من حیث درجة الأهمیة ودرجة التوافر  فی المجموع الکلی لعناصر أداة الدراسة، حیث بلغت قیمة التاء (48.52)، وقد بلغ المتوسط لدرجة الأهمیة (262.7) فی حین جاء المتوسط لدرجة التوافر  (111.3)، وفی ضوء نتائج الدراسة تم وضع رؤیة مقترحة للمسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة، ومن اهم ما جاء فیها اقتراح تکوین لجنة للمسؤولیة المجتمعیة مع استحداث منصب وکیل الکلیة للمسئولیة المجتمعیة مع اقتراح إحلال معیار المسئولیة المجتمعیة بدیلا عن معیار المشارکة المجتمعیة وتنمیة البیئة کون المسئولیة المجتمعیة أوسع وأشمل، وهذا یعتبر جزء منها کما هو واضح فی أبعاد المسئولیة  المجتمعیة.

الکلمات المفتاحیة: ( جامعة الازهر – کلیة التربیة – المسئولیة المجتمعیة – الایزو 26000)

Abstract:

The current study aims to develop the social responsibility(SR) of the Faculty of Education, Al-Azhar University in Cairo in light of the ISO 26000 standards, by identifying the theoretical bases of the SR and the ISO 26000 standards and philosophy. And the disclosure of the degree (availability - importance) of the social responsibility practices of the Faculty of Education Al-Azhar University in Cairo from the point of view of faculty members and their assistants. The study used a descriptive approach. The questionnaire was used as a tool to collect data and information needed to answer the questions and hypotheses of the study. The study found that the importance of social responsibility was increased with the weak availability. The importance of the total was 87.36% The total availability was 37.09%. Followed by average (35.5), average (35.2), human rights (35.1), average (34), average (35.1) and average (35.1). (19.7), average human rights (16.6), average work practices (14.5), and labor development and participation (14.2%). (13.9) and fair operating practices (13.2). The study also found that there are significant differences (0,05) in terms of importance and availability in the total number of elements of the study instrument, where the value of t (48.52), the mean of the importance (262.7), while the average for availability (111.3) A proposed vision for social responsibility in the Faculty of Education, Al-Azhar University in Cairo. The most important of these was the proposal to form a committee for social responsibility with the creation of the post of the college's vice-president for social responsibility, with the proposal to replace the criterion of social responsibility with the criterion of community participation and environmental development. As is evident in the dimensions Societal responsibility.

Keywords (Al-Azhar University - Faculty of Education - Community Responsibility - ISO 26000).

رؤیة مقترحة للمسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000

أ.م.د/ أبو بکر أحمد صدیق جلال

أستاذ الإدارة والتخطیط والدراسات المقارنة المساعد

 بکلیة التربیة بالقاهرة ووکیل کلیة العلوم الأزهریة بجنوب سیناء

د/ التهامی محمد إبراهیم متولی

مدرس الإدارة والتخطیط والدراسات المقارنة بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر

الجزء الأول: الإطار التمهیدی للدراسة

مقدمة

یُعد التعلیم العالی قمة المنظومة التعلیمیة، وهو مؤشر رئیس على تقدم البلدان والشعوب ورفاهیتها، والترکیز هنا لا یقوم على التعلیم فقط، بل على التربیة عموماً؛ إذ تعد التربیة حجر الزاویة للعملیة التعلیمیة وباتحادهما معاً أی (التربیة والتعلیم)، نستطیع النهوض بالمجتمع ومؤسساته، بل مواجهة التحدیات الخطیرة التی تواجه الأمة (عواد، 2014: 471).وکلیات التربیة من أکثر الکلیات الجامعیة ارتباطاً بمستقبل المجتمع، نظراً لکونها الجهة المنوطة بإعداد المعلم الذی هو عصب العملیة التعلیمیة والعامل الرئیس الذی یتوقف علیه نجاح المؤسسة التعلیمیة فی بلوغ أهدافها، (أحمد، 2017: 7) ولما کانت مؤسسات إعداد المعلمین والمتمثلة فی کلیات التربیة لا تعیش بمعزل عن متغیرات العصر، فإن علیها أن تواکب تلک المتغیرات من خلال التخطیط العلمی السلیم وتحقیق مستویات عالیة من الجودة (أحمد وحافظ، 2012: 248).لذلک تحتاج کلیات التربیة إلى إرضاء المجتمع والتوافق مع احتیاجاته ویتطلب هذا تبنی المسئولیة  المجتمعیة کونها رکیزة أساسیة فی التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة المستدامة، وتشمل ما هو أکثر من النشاطات الإنتاجیة، وتصل إلى هموم المجتمع والبیئة والنمو الاقتصادی والتقدم الاجتماعی (الغالبی والعامری، 2005: 33)، والمسئولیة  المجتمعیة اکتسبت قیمة اجتماعیة کبیرة؛ إذ تؤدی إلى تغییر القیم والممارسات فی المنظمات، وتسهم فی خلق ثقافة جدیدة، وتنمیة مستدامة (3:Loria, 2008).

     کما أن الکلیات الجامعیة کمؤسسات عملیة أکادیمیة مهنیة اجتماعیة ثقافیة لابد لها أن تخرج من أسوارها وتفتح أبوابها لتشارک المجتمع فی جمیع نشاطاته وفعالیاته، ویکون لها الدور الریادی فی ذلک (شاهین، 2011: 23) وینبغی أن تدرک ضرورة أن تعکس أنشطتها وقراراتها القیم والمعاییر التی تجسدها، وهذا یعنی تعمیق التزامها بالمسئولیة المجتمعیة على المستوى الإداری وکذلک المستوى الأکادیمی وهذا لن یکون مفیدا فقط للمؤسسة نفسها، بل سیکون مفیدا للمجتمع بوجه عام (Asemah, et. al., 2013:214).

     والمسئولیة المجتمعیّة للجامعات تشیر أساسا إلى جمیع الأنشطة التی تضطلع بها الجامعة (Freyedon and Naser, 2011:299) وتهتم بکل أصحاب المصالح الداخلیین والخارجیین (Cabrera, 2018: 221)  فهی فی المقام الأول رسالة صدق وخدمة إنسانیة تهدف إلى تحسین حیاة المجتمع (عبد المجید، 2010: 6) أن الجامعات المرموقة فی العالم مثل جامعة (هارفرد)، وجامعة (ستانفورد)، وجامعة (دیوکی) جعلت المسئولیة جزءا لا یتجزأ من الخطط الاستراتیجیة الخاصة بها (Hersh & Schneider, 2005).ونظرا لأهمیة المسئولیة  المجتمعیة للمؤسسات أصدرت الأیزو مواصفة دولیة توجیهیة إرشادیة مبنیة على سبعة مبادئ أساسیة للمسئولیة المجتمعیة، وتخص سبعة مواضیع جوهریة متفرعة إلى قضایا مختلفة وتسعى هذه المواصفة لتشجع کل المنظمات فی القطاع الخاص والعام، الصغیرة منها والکبیرة، التی تسعى إلى أن تصبح مسئولة اجتماعیا وبیئیا بشکل یمکنها من المساهمة فی التنمیة المستدامة (الأمانة المرکزیة للأیزو، 2010: 8).

مشکلة الدراسة:

لم یعد دور مؤسسات التعلیم مقتصراً على الرسالة العلمیة المجردة بل تعداه إلى جوانب مختلفة من الحیاة الیومیة؛ وإن کانت الرسالة العلمیة المعرفیة هی الهدف الحقیقی والرئیس الذی أوجدت من أجله تلک المؤسسات؛ (مخلوف، 2011: 235) فلم یعد ینظر الی الجامعات على أنها مؤسسات علمیة فحسب بل هی مؤسسة اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة ومجتمعیة بالمعنی الواسع الذی یعنی الاهتمام بکل ما یشغل المجتمع (الکبیسی، 2001: 24).

    وتواجه الجامعة المصریة ومنها جامعة الأزهر أزمة تتجسد فی ضعف التوازن فی القیام بوظائفها؛ حیث ترکز أدائها على دور واحد فقط وهو الدور التعلیمی (هاشم، 2008: 345) وتعد کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة واحدة من ضمن خمس کلیات للتربیة بجامعة الازهر، وتتمثل أهم  أدوارها الرئیسة فی: إعداد المعلمین قبل الخدمة حیث تعد بمثابة الوعاء الذی تتلاقى فیه علوم مختلفة تطبیقیة وإنسانیة، وتربویة لیحملها معلمو المستقبل للأجیال القادمة فی صورة مبادئ قیمة تحدد مجموعة التصورات الحاکمة لبناء الإنسان، کما تقوم بتنظیم، وتنفیذ برامج التدریب التوجیهیة، والتأهیلیة، والثقافیة المختلفة وتقدیم الاستشارات التربویة. (عبد الرازق، 2017: 2).

    وعلى الرغم من الجهود التطویریة الکبیرة التی تبذل بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة والإنجازات المتحققة على أرض الواقع والتی تتمثل فی عقد المؤتمرات العلمیة الناجحة والندوات التثقیفیة والاتصال بمؤسسات وأفراد المجتمع المحلی، وتطویر البنیة التحتیة بالإضافة الی تطویر المقررات وتوصیفها وغیرها من الجهود التطویریة غیر المنظورة فمن خلال عمل الباحثان بالکلیة فقد لاحظا الکثیر من الأنشطة المتعلقة بالمجتمع مثل الأعمال الدعویة وبرامج تأهیل المعلمین وغیرها، إلا أن الکلیة تحتاج للمزید من التطویر نظراً لدورها الکبیر وارتفاع طموحات المستفیدین الداخلیین والخارجین کونها الکلیة الأم لکلیات التربیة بالأزهر، إضافة إلى التوجهات العالمیة الجدیدة التی تشیر إلى ضرورة تحمل مؤسسات التعلیم العالی خاصة کلیات التربیة للمسئولیة المجتمعیة فی أرقى صورها.

      وتعتبر معاییر الأیزو 26000 واحدة من أفضل المساهمات التی تساعد مؤسسات التعلیم العالی على تبنى المسئولیة المجتمعیة، ومعاییر الأیزو 26000 تحتاج إلى جهود طویلة الأمد ومستمرة لاستیفائها کونها تتضمن الکثیر من الممارسات التی یصعب على أی مؤسسة تعلیمیة مهما کانت إمکاناتها وقدراتها تحقیقها بسهولة، والدلیل على ذلک الجامعات المصنفة فی المراکز العشر الأولى فی العالم (بحسب تصنیف التایمز 2010) حیث جاء أدائها وفق لهذه المعاییر متوسطا ((Nejati et. al., 2011: 445

ومن خلال استقراء الدراسات التی أجریت على کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة تتضح بعض جوانب القصور التی یمکن أن تعالجها معاییر الأیزو 26000 ومنها:

جمود بعض اللوائح والقوانین المنظمة للعمل بالکلیة والحاجة إلى خطة استراتیجیة لتحدد وتوجه حرکة العمل بالکلیة وتوضح توجه الکلیة فی تبنی المسئولیة المجتمعیة (رسلان، 2017: 180).

ضعف الاهتمام بإعداد وتنمیة أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم، حیث أوضح بیان البعثات والمهمات العلمیة فیما یخص کلیة التربیة بالقاهرة خلال الفترة من 2001-2015م أن إجمالی المهمات والمؤتمرات والمنح والبعثات والتدریب (36) فرداً فقط (إدارة المعلومات والإحصاء بجامعة الأزهر) وهو ما یعنی الحاجة إلى الاهتمام بإعداد هیئة التدریس ومعاونیهم بالکلیة.

ضعف الاهتمام الکافی بالقیام بالبحوث والدراسات فی مجال تنمیة البیئة، وعدم الاهتمام بإدخال التربیة البیئیة ومداخل البیئة عند القیام بالبحوث، وقصور تحقیق الربط بین الکلیة والبیئة بوجه عام (مسعود، 2017: 205).

کثرة الأعباء الإداریة على قیادات الکلیة وأعضاء هیئة التدریس، وأعمال الامتحانات، إضافة إلى ضعف نظام الأجور والمکافآت لأعضاء هیئة التدریس (معوض، 2017: 183).

وجود فجوة بین النظریة والتطبیق فی إعداد طلاب الکلیة حیث یتم الاهتمام بالجوانب النظریة والفلسفات التربویة والسیکولوجیة أکثر من تطبیقاتها فی مواقف الحیاة الیومیة، الأمر الذی یؤدی إلى ضعف کفاءة خریجی الکلیة (رسلان، 2017: 184).

وفی ضوء ما سبق یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی التساؤل الرئیس التالی:

کیف یمکن تطویر المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000؟

ویتفرع من هذا التساؤل الرئیس عدة أسئلة فرعیة وهی:

ما الأسس النظریة للمسئولیة المجتمعیة فی الأدب التربوی المعاصر؟

ما واقع المسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الازهر فی ضوء معاییر ISO 26000؟

ما درجة (توافر – أهمیة) ممارسات المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم؟

ما الرؤیة المقترحة للمسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000؟

أهداف الدراسة

هدفت الدراسة الحالیة إلى تحقیق الهدف الرئیس التالی:

تطویر المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000.

ولتحقیق هذا الهدف الرئیس تسعى الدراسة إلى تحقیق الأهداف الفرعیة التالیة:

تعرف الأسس النظریة للمسئولیة المجتمعیة فی الأدب التربوی المعاصر.

رصد معاییر الأیزو 26000 وفلسفتها.

کشف درجة (توافر – أهمیة) ممارسات المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم.

وضع رؤیة مقترحة للمسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی ضوء معاییر الأیزو 26000.

أهمیة الدراسة:

    تأتی أهمیة الدراسة الحالیة فی جانیین هما:

- الأهمیة النظریة الأکادیمیة: وتتمثل فی أهمیة الموضوع الذی تبحثه وهو المسئولیة المجتمعیة کونها أحد أهم الموضوعات المطروقة بقوة على الساحة العالمیة والعربیة، مما یجعل بحث هذا الموضوع ومحاولة وضع رؤیة له بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة ذو قیمة کبیرة، کما یکتسب الموضوع أهمیته من أهمیة المؤسسة الذی تجرى علیها الدراسة وهی کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة.

- الأهمیة العملیة التطبیقیة: وتتمثل فیما یأمل الباحثان من التوصل لرؤیة تساعد فی تطویر أو تأسیس العمل وفق مبادئ المسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة.

منهج الدراسة وأداتها:

    وفقا لطبیعة الدراسة الحالیة تم استخدم المنهج الوصفی کونه المنهج المناسب لطبیعة هذه الدراسة حیث استخدم لوصف المسئولیة المجتمعیة وأبعادها فی ضوء معاییر الأیزو 26000، تمهیدًا للوصول إلى رؤیة مقترحة لتطویر المسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة، کما استخدمت الدراسة الاستبانة کأداة لجمع البیانات والمعلومات اللازمة للإجابة عن تساؤلات وفروض الدراسة، وتم بناء أداة الدراسة بالاعتماد على الأدب النظری الذی تناول المسئولیة المجتمعیة وکذلک الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع.

حدود الدراسة: اقتصرت الدراسة على

الحدود الموضوعیة: وتتمثل فی معاییر المسئولیة المجتمعیة التی نص علیها الدلیل الإرشادی للأیزو وهی (الحوکمة، حقوق الإنسان، ممارسات العمل، البیئة، ممارسات التشغیل العادلة، قضایا الطلاب، تنمیة ومشارکة المجتمع)

الحدود البشریة: اقتصرت الدراسة الحالیة على أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة.

الحدود المکانیة: أجریت هذه الدراسة بکلیة التربیة بنین جامعة الأزهر بالقاهرة.

الحدود الزمانیة: أجریت الدراسة المیدانیة فی الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی (2017-2018).

فروض الدراسة

الفرض الأول: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین (توافر وأهمیة) معاییر المسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة، وتشمل: (الحوکمة، حقوق الإنسان، ممارسات العمل، البیئة، ممارسات التشغیل العادلة، قضایا الطلاب، تنمیة ومشارکة المجتمع).

الفرض الثانی: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی (توافر  وأهمیة) معاییر المسئولیة المجتمعیة بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة ترجع الی متغیرات الدراسة: الدرجة الوظیفیة (معید، مدرس مساعد، مدرس، أستاذ مساعد، أستاذ)، جهة الحصول على الدکتوراه (جامعة مصریة، جامعة أجنبیة، لم یحصل) المنصب الإداری (یشغل منصباً إداریاً، لا یشغل منصباً إداریاً)، القسم (تربوی ویشمل أقسام الادارة والتخطیط, والمناهج, وأصول التربیة, والتربیة الاسلامیة ، نفسی ویشمل علم النفس والصحة النفسیة، نوعی وشرعی ویشمل الدراسات الاسلامیة والتربیة الفنیة, والخدمة الاجتماعیة, وتکنولوجیا التعلیم).

مصطلحات الدراسة

     یخلط البعض بین مفهوم المسئولیة الاجتماعیة والمسئولیة المجتمعیة حیث یتم استخدام المصطلحین بالتبادل وقد یرجع ذلک إلى ترجمة المصطلح من الإنجلیزیة ، ولکن یتضح ان العلاقة بین المصطلحین هی علاقة الکل بالجزء حیث یعتبر الجانب الاجتماعی جزء من المسؤولیة المجتمعیة وقد حدد بعض الباحثین الجانب الاجتماعی کبعد من أبعاد المسؤولیة المجتمعیة.

تعرف المسئولیة المجتمعیة بأنها:

تعهد من المؤسسة بعمل تنمیة مستدامة، وتحسین فی جودة الحیاة من خلال العمل مع الموظفین وأسرهم، الجمعیات المحلیة، والمجتمع ککل، کما یجب علیها احترام سلامة الناس والبیئة، وأخذ احتیاجات المجتمع فی حساباتها (Jenkins, 2005: 528).

الاهتمام بالقضایا غیر النقدیة والمجتمعیة من قبل المؤسسة، مع بیان ذلک فی تقریر سنوی یوضح المساهمة المالیة فی القضایا الاجتماعیة، والمشاریع الصحیة والجمعیات الخیریة والمنح التعلیمیة وکذلک المشارکة المجتمعیة وذلک بهدف تعزیز صورة المؤسسة (Kurian, 2013: 225).

التزام من المؤسسات بأن تکون منتبهة لاحتیاجات الداعمین والمستهلکین والمسئولیة تعنی أیضًا اتخاذ قرار بتوجیه کل نشاطات الشرکة من أجل حمایة وتعزیز حقوق الإنسان، العمالة، البیئة، وإتباع المتطلبات الشرعیة فی علاقتها بالمجتمع (Barroso-Tanoira et al. 2016: 33).

تعرف بأنها التزام أصحاب النشاطات التجاریة بالإسهام فی التنمیة المستدامة من خلال العمل مع المجتمع المحلی بهدف تحسین مستوى معیشة الناس بأسلوب یخدم الاقتصاد ویخدم التنمیة فی آن واحد" (World Bank, 2005).

التزام المنظّمة بتعظیم أثرها الإیجابی والتقلیل من أثرها السلبی على المجتمع" (Pride & Ferrell, 1997:15)، وتعرف بأنها التزام إدارة المنظمات باتخاذ القرارات والقیام بالأعمال التی ستعزز رفاهیة ومصالح کل من المجتمع والمنظمة على حد سواء" (Daft, 2008:19).

وفی نطاق مؤسسات التعلیم العالی تعرف المسئولیة المجتمعیة بأنها:

سیاسة ذات إطار اخلاقی لأداء المؤسسة التعلیمیة لمسؤولیتها تجاه الاثار التعلیمیة والمعرفیة والبیئیة التی تنتجها الجامعة فی حوار تفاعلی مع المجتمع لتعزیز تنمیة انسانیة مستدامة (Shu-Hsiang et. al., 2015: 168).

والمسئولیة المجتمعیة للتعلیم هی عملیة تقوم فیها المؤسسة التعلیمیة بنقل القیم والتقالید والمهارات والمعاییر الثقافیة المناسبة إلى الجیل التالی. وتعزز تعلم القیام بالأعمال الصالحة وتحقیق النجاح الأکادیمی (Sihem, 2013: 49).

التزام الکلیة بمعالجة آثارها نحو المجتمع الذی توجد فیه بما یعزز من التنمیة المستدامة، وفی إطار من الفهم والإدراک القائمین على استخدام الدور التعلیمی والتربوی، للتأثیر على الطلبة والعاملین بممارسة الأنشطة التی من شأنها تحقیق ذلک، فضلا عن إسهام الجامعة بقیادة أنشطة المجتمع المحلی وریادته فی هذا المجال (مخلوف، 2010: 7).

وتعرفها المنظمة الدولیة للقیاس والمعاییر ISO على أنها مسئولیة المنظمة تجاه تأثیر قراراتها وأنشطتها على المجتمع والبیئة وذلک من خلال سلوک أخلاقی یتسم بالشفافیة والذی من شأنه أن (الأمانة المرکزیة للأیزو، 2010: 3):

یساهم فی التنمیة المستدامة متضمنة صحة ورخاء المجتمع.

یأخذ فی الاعتبار توقعات الأطراف المعنیة.

یتماشى مع القوانین المطبقة ومعاییر السلوک الدولیة.

یدمج عبر المنظمة ویمارس من خلال علاقاتها.

   ومن خلال ما سبق یعرف الباحثان المسئولیة المجتمعیة بأنها "التزام کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة على تقدیم المساهمة الفاعلة لتطویر مجتمعها الداخلی والخارجی والقیام بدورها التعلیمی والتربوی من خلال الترکیز على قیم ومبادئ الحوکمة، وحمایة حقوق الإنسان، وحمایة والبیئة، وتبنی أفضل الممارسات فی بیئة العمل، وتحقیق العدالة فی التشغیل والاهتمام بقضایا الطلاب، ودعم المجتمع ومشارکته".

الجزء الثانی: الإطار النظری والدراسات السابقة

یصعب تحدید مراحل دقیقة لتطور مفهوم المسئولیة المجتمعیة للمؤسسات، وذلک لتداخل الأحداث وتأثیراتها المتبادلة، غیر أن المتتبع لهذه الأحداث یستطیع أن یلمس تغیرات مهمة وإضافات نوعیة أدت إلى إثراء المفهوم (الغالبی والعامری، 2005: 45)، ومن أهم هذه الأحدث وقوع الکساد العالمی الکبیر فی عام 1929م إلى انهیار مالی عالمی، وانهارت إمبراطوریات المال وظهر تخوف من انهیار الرأسمال برمته (الدقن، 2012: 11) حیث انهارت المؤسسات  الصناعیة، وتم تسریح آلاف من العاملین الذین وجدوا أنفسهم فجأة دون دخل یعیشون منه بسب إهمال إدارات المنظمات لبعض مسئولیاتها تجاه المستفیدین عن طریق تسویق أکبر کمیة من المنتجات دون الأخذ فی الحسبان المستهلک ومصالحه، مما أدى إلى اضطرابات کثیرة نجم عنها دعوات مهمة لتدخل الدولة لحمایة مصالح العاملین، وإیجاد فرص عمل بدیلة لهم. ومن هنا ظهرت دعوة جون مینارد کینز John M. Keynes ونظریته الشهیرة بوجوب تدخل الدولة بحد معقول لإعادة التوازن الاقتصادی (شقوارة، 2013: 100) وقد أثرت آراء کینز John M. Keynes على الاتجاهات الحدیثة فی علم الاقتصاد والتی بدأت تهتم بالمسئولیة المجتمعیة للمؤسسات خاصة فی ظل تنامی أفکار دولة الرفاهیة فی أوروبا (مراس للاستشارات الإداریة، 2010: 15).

 ارتقى الاهتمام بالأداء الاجتماعی للمؤسسات حیث أوضح شیلدون "Sheldon" أن المؤسسات موجودة لخدمة المجتمع (Sheldon, 2004)، وکان قد ظهر نموذج کارول Carrol حیث تعد مساهمته من المساهمات الرائدة التی قدمت أفکاراً أصیلة حول المسئولیة المجتمعیة، حیث حول کارول اهتمام المؤسسات من الترکیز على الجانب الاقتصادی والربح إلى جوانب أخرى أهمها الجوانب الاجتماعیة والأخلاقیة (Carroll, 1991: 42)، ثم تطور الاعتراف بالمسئولیة  المجتمعیة من خلال المیثاق العالمی للمسئولیة المجتمعیة للمؤسسات الذی حدد مجالات المسئولیة المجتمعیة للمؤسسات فی أربعة مجالات وهی: حقوق الإنسان، معاییر العمل، حمایة البیئة، مکافحة الفساد (United Nation, 2003).

 ظهرت المسئولیة المجتمعیة لمؤسسات التعلیم العالی وانتشرت فی جمیع أنحاء العالم (Millican and Bourner, 2011: 91) (Bakko & McBride, 2017: 88). ومن ثم ظهرت التوجهات بتطبیق المسئولیة المجتمعیة على کافة المنظمات بجمیع أنواعها المختلفة ومن أهمها الجامعات (Moratis & Cochius, 2017: 22).

المنظمة الدولیة للمعاییر ISO وتطور المسئولیة المجتمعیة

     المنظمة الدولیة للمعاییر (ISO) هی منظمة دولیة غیر حکومیة مستقلة وبدأ نشاطها عام 1947 ویشارک فی عضویتها فی الوقت الحالی 161 هیئة قومیة (عضو) من مختلف الدول سواء کانت صغیرة أم کبیرة، متقدمة أو نامیة، وکذلک من مختلف أنحاء العالم،  وتدرک الأیزو بأن المسئولیة المجتمعیة أمر جوهری فی بقاء واستمرار أیة منظمة وقد تم التعبیر عن هذا الإدراک فی عامی 1992 عند انعقاد قمة الأرض الخاصة بالبیئة فی ریودی جانیرو و2002 عند انعقاد القمة العالمیة الخاصة بالتنمیة المستدامة فی جنوب أفریقیا (دلیل المشارکة فی أیزو 26000، 2).

      وفی عام 2001 طلب مجلس إدارة الأیزو من لجنة حمایة المستهلک أن تبحث فی مدى قیام الأیزو بإعداد مواصفات قیاسیة دولیة فی المجال الذی تم الإشارة إلیه فیما بعد (بالمسئولیة المجتمعیة المشترکة)، (Author, 2011). وفی بدایة عام 2003 قامت منظمة الأیزو بتکوین مجموعة استشاریة استراتیجیة لتختص بالمسئولیة المجتمعیة، وفی 2005 صوت 37 عضواً فی الأیزو على اقتراح إعداد مواصفة قیاسیة حول المسئولیة المجتمعیة، وعقب 6 سنوات من العمل مع أکثر من 400 خبیراً من 80 بلداً من جمیع قطاعات المجتمع و60خبیراً من 34منظمة بالشراکة بین البلدان المتقدمة والنامیة تم تجهیز الأیزو 26000 فی دیسمبر 2008 وصدر الدلیل الارشادی فی 2010م .(Stewart, 2010: 5)

والایزو 2600 هی مواصفة عالمیة تقدم الإرشادات العامة للمبادئ الأساسیة للمسؤولیة المجتمعیة والمواضیع والقضایا المرتبطة بها، کما أنها تتطرق للوسائل التی تمکن المنظمات من إدخال مفهوم المسئولیة المجتمعیة ضمن إطار الاستراتیجیات والآلیات والممارسات والعملیات بها، وبما أن هذه المبادئ والتوجیهات لن تکون متساویة فی الاستخدام، فإن المسئولیة تقع على المؤسسات فی تحدید ما یهمها منها وتنفیذها بالتساوی والتعاون مع شرکائها (Hahn, 2013: 448). وبالنظر فی طریقة إعداد المواصفة والمراحل التی مرت بها نکشف عن مدی اهتمام المنظمة الدولیة للتقییس ISO بالمسئولیة المجتمعیة من خلال الجهد المبذول فی إعداد هذا الدلیل الارشادی وکذلک عدد الخبراء المشارکین فی إعداده یکشف عن مدی التوافق على مبادئ وقضایا المسئولیة المجتمعیة الواردة فی هذا الدلیل غیر أن هذا الدلیل ینقصه الاعتراف الرسمی من المنظمة الدولیة للتقییس بمبادرات المنظمات فی مجال المسئولیة المجتمعیة وتقدیم اعتماد أو شهادة من قبل المنظمة الدولیة إلی تلک المنظمات التی تفی بمبادئ المسئولیة المجتمعیة حسب مجال عملها وربما یکون ذلک حافزاً إضافیاً للمنظمات لتبنی وتطبیق ما جاء بالمواصفة.

أهمیة المسئولیة المجتمعیة لمؤسسات التعلیم العالی

ازدادت أهمیة المسئولیة المجتمعیة فی کافة المجالات والحقول الإداریة نظرا للارتباط الوثیق بین المنظمة والمجتمع الذی تعمل فیه، حیث یرى الکثیر من الباحثین أن المسئولیة المجتمعیة تمثل الخیار الاستراتیجی الأفضل لنجاح المنظمات على المدى القریب والبعید فی بیئتها ومجتمعها المحلی  (السالم وببان، 2011: 281) ، وهناک العدید من الفوائد المباشرة العائدة على المؤسسة والمنتسبین إلیها والمجتمع ککل من خلال تبنیها للمسئولیة المجتمعیة حسبما ذکرت العدید من الدراسات التی أجریت على الکثیر من المنظمات (أرتولی وإبراهیم، 2013: 11) ویمکن تناول أهم فوائد تبنی المسئولیة  المجتمعیة للمؤسسات من حلال نتائج تلک الدراسات حیث أثبتت الدراسات أن تبنی المؤسسات للمسئولیة المجتمعیة یسهم فی خلق سمعة طیبة والمساهمة الفاعلة فی المجتمع (Asemah et. al. 2013: 222)، کما یسهم فی رفع القوة المؤسسیة وتحقیق المیزة التنافسیة (Boulouta & Pitelis 2014: 361) (weber, 2008: 655) (Husted et al., 2007: 606) وکذلک تحسین الأداء المالی للمنظمة  (Lee et al., 2009: 108) (Kang et al., 2010: 23) کما أن قیام المؤسسات بدورها تجاه المسئولیة المجتمعیة یضمن إلى حد کبیر دعم جمیع أفراد المجتمع لأهدافها ورسالتها التنمویة والاعتراف بممارساتها والمساهمة فی إنجاح خططها وأهدافها (ضیافی، 2010 : 66).

    کذلک تمکن أنشطة المسئولیة المجتمعیة المؤسسة من جذب عاملین یتمتعون بمهارات أعلى، وارتفاع الروح المعنویة ودرجة الالتزام لدى العاملین (جلبی وعبده، 2011: 171).  (Frolova, & Lapina, 2014: 178) وتقلل معدل دوران العمل وما یترتب على ذلک من زیادة الإنتاجیة (Branco, et. al.; 128) (السبیعی، 2016: 60) (Galbreath, 2010: 422) وتسهم فی خلق المیزة التنافسیة وذلک بسبب الارتباط الإیجابی بین تطبیقات المسئولیة المجتمعیة وتعزیز القدرات التنافسیة (العارف، 2003: 37) (Asemah et. al. 2013: 195) (Geryk, 2011: 62).

معاییر المسئولیة المجتمعیة

     هناک الکثیر من المساعی والمحاولات لتحدید معاییر المسئولیة المجتمعیة، حیث اتفقت الدراسات واختلفت على بعض وکل معاییر المسئولیة المجتمعیة، وفی هذه الدراسة استند الباحثان إلى معاییر المواصفة القیاسیة الدولیة أیزو 26000 کونها معاییر شاملة ومناسبة لکل المؤسسات، من خلال استعراض القضایا الجوهریة التی حددتها المواصفة حیث تشتمل کل قضیة على مجموعة من المعاییر الفرعیة والتی على أساسها قامت الدراسة المیدانیة مع مراعاة طبیعة کلیة التربیة جامعة الأزهر وقطاع التعلیم بشکل عام. وتتمثل معاییر المسئولیة المجتمعیة فیما یلی:

 شکل (1) معاییر المسئولیة المجتمعیة

     لذا یمکن تناول أبعاد المسئولیة المجتمعیة فیما یلی:

الحوکمة: ویُقصد بحوکمة مؤسسات التعلیم العالی الطریقة التی یتم من خلالها توجیه أنشطة المؤسسة وإدارة أقسامها العلمیة وکلیاتها ومتابعة تنفیذ خطتها الاستراتیجیة وتوجهاتها العامة (خورشید ویوسف، 2009: 14) وتهدف الحوکمة على المستوى المؤسسی والإداری إلى دعم انتشار روح الفریق والعمل التعاونی وتطویر مستوى الإفصاح بما یخدم أصحاب المصالح (الطالب، والمعلم، والمجتمع) ووضع خطوط واضحة للسلطة والمسئولیة، وإدارة نظام المسئولیة  المجتمعیة وتحقیق التوازن بین أهداف المؤسسة الجامعیة والأهداف المجتمعیة ویتم على مستویات الإدارة العلیا (الملیجی، 2013: 1269) وفی نطاق حوکمة المؤسسات یکون من الضروری احترام مبادئ المسئولیة  المجتمعیة فی سیاسة الجامعة واستراتیجیتها وإجراءاتها وعملیاتها کجزء لا یتجزأ من محاسبة الإدارة ومشارکة أصحاب المصلحة (مسعود، 2017: 56).

حقوق الإنسان: حقوق الإنسان هی الحقوق الأساسیة التی یستحقها جمیع البشر، ومنها الحریة والسلام والصحة والسعادة. والمنظمات المسؤولة مجتمعیا علیها أن تحترم هذه الحقوق فی کل أنشتطها ولا تسمح بانتهاکها تحت أی مبرر وتدافع عنها وتأصلها فی کل ما تقدمه من خدمات (Nejati et. al., 2011: 445) والمؤسسات التعلیمیة تملک فرصة جیده للدفاع عن حقوق الإنسان وحمایتها وتربیة الطلاب على احترامها.

ممارسات العمل: تشمل ممارسات العمل بالمنظمة جمیع السیاسات والممارسات المتعلقة بالعمل المنجز داخل المنظمة أو بالنیابة عنها، وتشمل ممارسات العمل توظیف وترقیة العاملین؛ إجراءات التأدیب والتظلم؛ نقل وندب العاملین والفصل من العمل؛ التدریب وتنمیة المهارات؛ الصحة والسلامة وأی سیاسة أو ممارسة تؤثر على ظروف العمل، لا سیما وقت العمل والمکافأة (الأمانة المرکزیة أیزو، 2010: 22).

البیئة: تشیر المسئولیة البیئیة إلى إعادة التوازن فی علاقة المنظمة بالبیئة من خلال التأکید على محدودیة الموارد وکون السلع البیئیة ذات تکلفة شأنها شأن عوامل الانتاج الأخرى کالعمل ورأس المال، وبالتالی فهی تکلفة داخلیة على من یستخدمها أو یفسدها أو یلوثها أن یتحملها  (نجم، 2012: 19)، حیث أصبحت المشکلات البیئیة من أبرز المشکلات التی تواجه العالم، ویقع على مؤسسات التعلیم عبء کبیر فی تحمل مسئولیتها تجاه البیئة ویکون هذا الدور فی کیفیة مکافحة التلوث بکافة أشکاله وضرورة المحافظة على الموارد الطبیعیة خاصة النادرة منها وضرورة المشارکة فی عمل برامج ومشروعات للحفاظ على البیئة وحمایتها من أضرار التلوث وتخفیض أضرار الاحتباس الحراری والقیام بمکافحة المخلفات بإعادة تدویرها لصالح المجتمع (عباس، 2014: 38).

ممارسات التشغیل العادلة: یجب أن تضمن الجامعة العدالة والإنصاف لأعضاء هیئة التدریس والعاملین، کما تعمل سیاستها وإجراءاتها على تجنب التمییز، وتتبنی ممارسات توظیف عادلة، منصفة، شفافة، منفتحة، ودعم أعضاء هیئة التدریس وتقدیم تنمیة شامله لهم تتضمن المسئولیة المجتمعیة، وتدعم تکافؤ الفرص والمساواة وتضمن حریة الاتحادات (مسعود، 2017: 58)

قضایا الطلاب: المنظمات التی تقدم منتجات أو خدمات للعملاء تتحمل مسؤولیات تجاه هؤلاء العملاء، وتشمل هذه المسؤولیات المعلومات الدقیقة عن الخدمة أو المنتج، واستخدام عملیات التسویق والتعاقد العادلة والشفافة والمفیدة (Nejati et. al., 2011: 440-447) ومؤسسات التعلیم علیها أن تلبی احتیاجات الطلاب فی نطاق مسؤولیتها المجتمعیة، کأن تلتزم بإدارة قبول الطلاب بطریقة عادلة وشفافة واستخدام معاییر واضحة فی الاختیار وتوسیع فرص الالتحاق بما یناسب ظروف الطلاب، وتبنی طرق التدریس التی ترتکز على المتعلم (مسعود، 2017: 54).

تنمیة ومشارکة المجتمع: ویشیر هذا البعد إلى مجموعة الممارسات والتوجهات التی تعتمدها مؤسسة التعلیم لبناء علاقتها بالمجتمع الخارجی وتنمیته (الشمری، 2014: 122) حیث یُنظر للمسئولیة المجتمعیة على أنها عقد بین الجامعة والمجتمع، تلتزم بموجبه الجامعة بإرضاء المجتمع وتحقیق ما یتفق مع الصالح العام، ولا بد للجامعة من أن تسهم فی تحقیق رفاهیة المجتمع الذی تعمل فیه (Buffel, et. al, 2017: 105) ویمثل هذا البعد مجموعة واسعة من المسئولیات التی یجب أن تتحملها الجامعة، کتقدیم مخرجات وخدمات ذات قیمة للمجتمع بنوعیة جیدة وتکلفة مقبولة (مسعود، 2017: 50) والمساهمة فی حل مشکلات المجتمع (ناصر وشقوارة، 2013: 16) ، فالجامعات کوحدات اجتماعیة تأخذ بعین الاعتبار المجتمع ومتطلباته عند اتخاذ قراراتها مراعیة آثار هذه القرارات على کل جوانب المجتمع Lo, et. al. 2017: 38)).

الدراسات السابقة

    لقد تناول الباحثان الدراسات السابقة فی محورین هما:

دراسات تناولت کلیة التربیة جامعة الأزهر

         أشارت نتائج دراسة (عوض 2003) إلى أن أعضاء هیئة التدریس بکلیات التربیة بصورة مجملة یقومون بأدوارهم فی خدمة المجتمع وتنمیة البیئة بدرجة متوسطة، حیث هدفت الدراسة التعرف على وظائف الجامعة وأدوار أعضاء هیئة التدریس فی خدمة المجتمع وتنمیة البیئة، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی والاستبانة التی طبقت على أعضاء هیئة التدریس بکلیات التربیة فی مصر ومنها کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة، وتوصی الدراسة بضرورة إعطاء أعضاء هیئة التدریس الفرصة المناسبة للقیام بدورهم فی خدمة المجتمع والبیئة.

      وأشارت نتائج دراسة (عامر، 2005م)؛ إلى حاجة دور کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة فی خدمة وتنمیة المجتمع إلى تطویر نظرا لجوانب القصور التی تشوبه، حیث هدفت الدراسة إلى بناء تصور مقترح لتطویر کلیة التربیة جامعة الأزهر فی ضوء احتیاجات المجتمع وتحدیات المستقبل، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی وأسلوب دلفای، وتوصلت إلى بناء تصور مقترح لتطویرها فی بعض المحاور مثل: الأهداف، ونظام الإعداد، والعلاقات الإنسانیة وطرق التدریس، والتربیة العملیة، ونظام الإدارة، والتقویم، واحتیاجات الطلاب.

     وأشارت نتائج دراسة (عطیة، 2009م)؛ إلى أن معیار جودة أداء الطلاب لم یحقق بعد الجودة المطلوبة، وأقل المؤشرات توافرا هی: "تضع الکلیة مشکلات الطلاب فی اعتبارها وتقدم المقترحات لحلها، تتسم نظم التقییم فی الکلیة بالعدالة والصدق والثبات وعدم التحیز". وهدفت الدراسة إلى الکشف عن مدى توافر المعاییر والمؤشرات المتعلقة بجودة أداء الطلاب المعلمین بالکلیة ومحاولة وضع جملة من المتطلبات التی یمکن أن تسهم فی تحقیق هذه المعاییر بالکلیة کوسیلة لاعتمادها، واستخدمت المنهج الوصفی، وتوصی الدراسة بضرورة إجراء دراسات تقویمیة واستطلاعیة للوقوف على مدى رضا المستفیدین من الکلیة عن الخدمات المقدمة لهم، وللتعرف على معاییر الجودة کما یرونها.

     أشارت نتائج دراسة (نصار وعبد القادر، 2012م) ؛ إلى ضعف برامج التنمیة المهنیة المستمرة لأعضاء هیئة التدریس بکلیتی التربیة جامعة الأزهر، حیث هدفت الدراسة إلى اقتراح مجموعة من المتطلبات یجب توافرها فی کلیتی التربیة جامعة الأزهر والتی تؤهلهما للحصول على الاعتماد الأکادیمی واستخدمت المنهج الوصفی، وتوصلت إلى أن معظم المتطلبات تتوافر بالکلیتین بدرجة متوسطة لا تؤهلهما للحصول على الاعتماد، الأمر الذی یستدعی وضع الخطط واتخاذ القرارات المناسبة لتوفیر هذه المتطلبات بما یؤهل الکلیتین للحصول على الاعتماد الأکادیمی.

      وأشارت نتائج دراسة معوض 2017م حول "متطلبات تفعیل جودة الحیاة الوظیفیة لأعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة جامعة الأزهر" إلى ضعف ظروف العمل بکلیة التربیة جامعة الأزهر ونقص التجهیزات مما یصعّب مهام أعضاء هیئة التدریس وکذلک کثرة الأعباء الوظیفیة، حیث استهدفت الدراسة تعرف متطلبات تفعیل جودة الحیاة الوظیفیة لأعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة جامعة الأزهر، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وبلغت عینة الدراسة (120) عضوًا من (155) عضوًا هم جملة مجتمع الدراسة، وتوصی الدراسة بضرورة تحسین ظروف العمل المادیة والمعنویة ومراعاة العدالة فی توزیع المهام التدریسیة، البحثیة، والإداریة.

       کما أشارت نتائج دراسة (رسلان، 2017م) ؛ حول "تطویر العملیات الإداریة بکلیة التربیة جامعة الأزهر باستخدام مدخل الجودة الإحصائی (Six Sigma)": إلى أن جودة جمیع العملیات الإداریة (التخطیط والتنظیم والتوجیه والرقابة) بکلیة التربیة تقع فی فئة متوسطة وتقترب من أن تکون ضعیفة، بالإضافة إلى عدم وجود خطة استراتیجیة للکلیة، حیث هدفت الدراسة إلى تطویر العملیات الإداریة بکلیة التربیة جامعة الأزهر فی ضوء مدخل (Six Sigma)، واستخدمت المنهج الوصفی، والاستبانة کأداة لجمع البیانات، وقدمت الدراسة تصورا لاستخدام مدخل الجودة الإحصائی فی تطویر العملیات الإداریة بالکلیة.

     وأشارت دراسة (أحمد 2017) حول "تطویر الأداء المؤسسی لکلیة التربیة بجامعة الأزهر باستخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن" إلى أن ممارسات العمل جاءت بین الضعیفة والمتوسطة ومنها إعطاء العاملین الصلاحیات والمسؤولیات اللازمة لتأدیة مهامهم"، قیاس کفاءة وفعالیة أداء العاملین بها، تبنی مناخ عمل داعم لثقافة الإبداع والتعلم ویسوده الثقة، تحقیق رضا العاملین بها على مستوی (الجهاز الأکادیمی والإداری)، توفیر برامج تنمیة مهنیة، وتسهیل فرص البعثات والمهمات العلمیة، حیث هدفــت الدراسة إلى تقدیم "استراتیجیة مقترحة لتطویر الأداء المؤسسی لکلیة التربیة جامعة الأزهر باستخدام مدخل بطاقة الأداء المتوازن، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی واستبانة تم تطبیقها على جمیع أعضاء هیئة التدریس بالکلیة البلغ عددهم (211) عضواً، ووضعت الدراسة استراتیجیة مقترحة لتحقیق التوازن فی أداء الکلیة.

دراسات تناولت المسئولیة المجتمعیة

      تؤکد نتائج دراسة (Hersh & Schneider, 2005) التی أجریت حول تعزیز المسئولیة الشخصیة والمجتمعیة فی الجامعات أن عدیدا من المؤسسات على المستوى الوطنی فی انجلترا، مثل جامعة (هارفرد)، وجامعة (ستانفورد)، وجامعة (دیوکی) جعلت المسئولیة جزءا لا یتجزأ من الخطط الاستراتیجیة الخاصة بها کما جعلتها من متطلبات الحصول على الدرجة العلمیة، وأن لدى هذه الجامعات التزامات تعکس اتجاها أوسعاً فی مجال الأخلاق والقیم والمسئولیة الشخصیة والمجتمعیة؛ حیث شکلت أحد الأهداف البارزة فی عملیات التعلم التی تقدمها الکلیات. وقد أوصى الباحثان بضرورة وجود مبادرات استباقیة واضحة تعمل على تحقیق هذه الأهداف المرتبطة بالأخلاق والمسئولیة الشخصیة والمجتمعیة، وربطها بالتمیز الدراسی للطلاب والمجتمع الخارجی أیضا، وتقدیم الأدوات التی تتیح قیاس مدى الوفاء بهذه الأهداف وتقییمها.

     وتؤکد نتائج دراسة (72. Nejati et al., 2010) إلى أن هناک اهتماماً متزایداً بمجالات المسئولیة المجتمعیة بین الأکادیمیین والممارسین والمؤسسات التعلیمیة خاصة المتعلقة بحمایة حقوق الإنسان، کونها تؤدی دوراً مهماً فی حل المشکلات العالمیة، وهدفت الدراسة إلی استقصاء اهتمام الجامعات الرائدة بالمسئولیة المجتمعیة، (الجامعات العشرة الاولی فی بعض التصنیفات) وأظهرت النتائج أن هذه الجامعات ملتزمة بمسئولیاتها المجتمعیة وتقدّم معلومات کافیة حول المسئولیة المجتمعیة المتضمنة والتی شملت التحکّم بالتنظیم، وحقوق الإنسان، وممارسات العمل، والبیئة، والممارسات التشغیلیة، ومواضیع الطلبة، وتطور المجتمع المحلی وإن کانت هناک اختلافات بین بعض الجامعات فی شدة الاهتمام بأحد مجالات المسئولیة المجتمعیة عن المجالات الأخرى.

     وأشارت نتائج دراسة (عبد المجید، 2010) إلى دور المسئولیة  المجتمعیة فی حمایة البیئة وتنمیة المجتمع حیث هدفت الدراسة إلى تعرف المسئولیة  المجتمعیة المناطة بالجامعات الأسیویة فی ظل التحدیات التی یفرضها القرن الحادی والعشرین، متخذه من الجامعات الکوریة نموذجا وتوصلت الدراسة إلى أن الجامعات الکوریة قد اتخذت حتى الآن - خطوات حقیقیة واسعة النطاق لتحقیق المسئولیة  المجتمعیة من أجل الصالح العام عن طریق الخدمات الاجتماعیة والبیئیة، وتوصی الدراسة بضرورة قیام الجامعات بوضع المسئولیة  المجتمعیة فی صلب استراتیجیاتها، وأن تضع استراتیجیات شاملة بناء على أبحاث ودراسات، لخدمة المجتمع والبیئة.

         وأکدت دراسة (Freyedon and Naser, 2011: 298-306) حول "المسئولیة المجتمعیة فی الجامعات: جامعة إیران دراسة حالة" على ضرورة نقل وتبادل المعرفة بین الجامعات والمنظمات الاقتصادیة کواحدة من أهم المسئولیات المجتمعیة على الجامعة، حیث هدفت الدراسة إلى بحث المسئولیة المجتمعیة وتحدیدها فی الجامعة الإیرانیة من منظور عملیة نقل وانتاج وتبادل المعرفة بین الجامعات والمنظمات الاقتصادیة. وتوصلت الدراسة إلى أن عملیة نقل المعرفة وتبادلها بین الجامعات والمنظمات الاقتصادیة یمکن أن یکون واحدة من أهم الأدوات المساعدة على حل المشکلات التی تعانی منها الجامعات وکذلک سوق العمل، وترى الدراسة أن عملیة نقل المعرفة وتبادلها بین الجامعات والمنظمات الاقتصادیة -فی الوقت الراهن- یعوقها الکثیر من المشکلات منها عملیة الاستقلالیة فی اتخاذ القرار فی کل من الجامعات والمنظمات الاقتصادیة وکذلک الهیئات الاستشاریة للحکومة التی تحدد موضوعات التعلیم فی الجامعات.

     وتشیر نتائج دراسة (التل، 2011: 135-158) إلى وجود ارتباط إیجابی بین المسئولیة  المجتمعیة والتکاتف الأکادیمی، حیث هدفت الدراسة إلى الکشف عن دور المسئولیة المجتمعیة فی تحقیق التکاتف الأکادیمی بالجامعات من خلال التعرف على مستوى ممارسة رؤساء الأقسام العلمیة بجامعة جازان لهذه المسئولیة  وطبقت استبانة على عینة من (259) عضو هیئة تدریس، وأوضحت نتائج الدراسة أن تقدیرات أفراد العینة لمستوى ممارسة رؤساء الأقسام العلمیة للمسئولیة المجتمعیة لتحقیق التکاتف الأکادیمی بأقسامهم کانت بمستوى مرتفع، وبینت نتائج الدراسة أن مستوى ممارسة رؤساء الأقسام العلمیة للمسئولیة المجتمعیة فی تحقیق التکاتف الأکادیمی کانت بمستوى مرتفع.

      وتؤکد نتائج دراسة (Asemah, et. al., 2013: 195-224) على ضرورة أن تسعى الجامعات إلى أن تکون مسئولة مجتمعیا، إذا کانت ترغب فی کسب رضا وتأیید أصحاب المصلحة الداخلیین، حیث هدفت الدراسة إلى الکشف عن مدى الحاجة إلى أن تتحمل الجامعة برامج المسئولیة المجتمعیة، واعتمدت الدراسة على نظریة أصحاب المصلحة واستخدمت الدراسة طریقة البحث النوعی حیث اعتمدت على المقابلة الشخصیة فی جمع البیانات والمعلومات، وتوصلت الدراسة إلى أن الجامعات یجب أن تکون مسئولة مجتمعیا لأصحاب المصلحة، کما أظهرت النتائج أیضا أن المسئولیة المجتمعیة تساعد المنظمات، بما فی ذلک الجامعات لتحسین صورتها وتحقیق رضا أصحاب المصالح ومنهم الطلاب.

     وأکدت نتائج دراسة ((Plungpongpan et.al. 2016 على أن المسئولیة المجتمعیة تؤثر على نوعیة الخریجین بالجامعة حیث هدفت الدراسة إلى الکشف عن آثار المسئولیة المجتمعیة للجامعة على صورة الجامعات الخاصة فی تایلاند. واستخدمت الدراسة الطریقة النوعیة، وتمثلت عینة الدراسة فی ستة أفراد من قیادات الجامعات الخاصة بتایلاند، وسته من الطلاب، وسته من أولیاء الأمور، وأظهرت نتائج الدراسة أن المسئولیة المجتمعیة للجامعة تؤثر على القدرة التنافسیة ونوعیة الخریجین، وتوصی الدراسة بضرورة تطبیق الجامعات للمسئولیة المجتمعیة وممارسة الأنشطة المتعلقة، کما تؤکد الدراسة على ضرورة التواصل مع أصحاب المصالح، والإعلان عما تقوم به الجامعة من أنشطة فی مجال المسئولیة المجتمعیة.

     وأکدت دراسة (السبیعی، 2016: 13-72) أن المؤسسات التی تعمل على ممارسة برامج المسئولیة  المجتمعیة تتبنى سیاسات وبرامج متمیزة فی إدارة الموارد البشریة حیث تعمل على تحقیق الأمن الوظیفی للعاملین، کما تطبق نظام للحوافز والمکافآت بما ینعکس إیجابًا على أداء العاملین، حیث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دافع تبنّی برامج المسئولیة  المجتمعیة تجاه العاملین بالشرکات الصناعیة بمنطقة الریاض، وقیاس أثر ذلک على سیاسات إدارة الموارد البشریة بها وقد اعتمدت الدراسة على أسلوب المسح الشامل لجمیع مفردات المجتمع محل البحث (والبالغ عددها 28 شرکة).

     کما أشارت نتائج دراسة (Cabrera, 2018: 220-230) حول "المسئولیة المجتمعیة للجامعات من منظور أصحاب المصالح المختلفین" إلى تنوع حاجة المجتمع الداخلی والخارجی من برامج المسئولیة المجتمعیة وهدفت الدراسة إلى تحلیل المسئولیة المجتمعیة من منظور أصحاب المصلحة لتحدیدها فی الجامعات العامة فی کیتو (عاصمة الإکوادور). وأظهرت النتائج أن مدیری الجامعات یربطون هذا المفهوم بإجراءات مرتبطة بالمجتمع، والمساءلة، بینما یربط الطلاب هذا المفهوم بالتدریس والعملیات الأکادیمیة، وبالنسبة للموظفین الإداریین ترتبط المسئولیة المجتمعیة بفوائد العمل. ومن ناحیة أخرى، یربط قطاع الأعمال هذا المفهوم مع احتیاجاتهم من الابتکار، بینما الوکالات الحکومیة تهتم باستجابات الجامعة لتصبح محرکًا للتحول الاقتصادی فی البلد.

     ومن خلال استعراض الدراسات السابقة یتضح أنها تتفق على أهمیة ترسیخ المسئولیة  المجتمعیة بکافة المؤسسات وخاصة مؤسسات التعلیم العالی، ومن خلال الدراسات التی أجریت على جامعة الازهر عموما وکلیة التربیة جامعة الازهر بالقاهرة خصوصا یتضح أن الکلیة تعانی من بعض المشکلات التی یمکن أن یتم معالجتها من خلال دمج المسئولیة المجتمعیة کما هو الحال فی الکثیر من الجامعات والمؤسسات التی تناولتها الدراسات السابقة، کما أشارت الدراسات السابقة إلى أن المسئولیة  المجتمعیة لیس فقط تمکن الکلیة من حل المشکلات بل تساعدها على تحقیق التنافسیة والسمعة الطیبة, وبشکل عام استفاد الباحثان من الدراسات السابقة بتحویل ممارسات المسئولیة المجتمعیة التی جاءت فی مواصفة الأیزو بشکل عام لتناسب کل المؤسسات إلى ممارسات قطاعیة تتعلق بقطاع التعلیم، وتتفق الدراسة الحالیة مع بعض الدراسات السابقة فی التأکید على أهمیة المسئولیة المجتمعیة وفی استخدام المنهج الوصفی والاستبانة کأداة لجمع البیانات والمعلومات، بینما تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة فی بیئة الدراسة وعینتها وهدفها.

الجزء الثالث: الدراسة المیدانیة

          وفقاً لطبیعة مشکلة الدراسة فإن الدراسة المیدانیة استهدفت الوقوف على آراء أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر حول درجة (توافر/أهمیة) مقومات المسئولیة المجتمعیة فی ضوء معاییر الأیزو 26000 بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر وفقاً للمتغیرات (الدرجة الوظیفیة: معید، مدرس مساعد، مدرس، أستاذ مساعد، أستاذ) و (المنصب الإداری: أشغل منصباً إداریاً، لا أشغل منصباً إداریاً) و (جهة الحصول على الدکتوراه: جامعة مصریة، جامعة أجنبیة، لم یحصل) و (القسم: تربوی، نفسی، ونوعی وشرعی).

أداة الدراسة المیدانیة

          قام الباحثان بتصمیم أداة الدراسة، وهی عبارة عن استبانة بهدف جمع المعلومات اللازمة للدراسة، حیث تم من خلال الدراسة النظریة تحدید المحاور الرئیسة للاستبانة، ثم قام الباحثان بصیاغة العبارات الفرعیة داخل کل محور من محاورها ومن ثم قام الباحثان بتحکیم تلک الأداة وحساب معاملات الثبات والاتساق الداخلی، ویمکن تناول ذلک من خلال:

وصف أداة الدراسة المیدانیة

احتوت الاستبانة على (60) عبارة فی سبعة محاور، کما فی الجدول التالی:

جدول (1) وصف أداة الاستبانة

صدق وثبات الأداة

      لصدق الاستبانة وثباتها اعتمد الباحثان على الصدق الظاهری (صدق المحکمین)، وحساب معامل الثبات بطریقة الفا کرونباخ، ثم حساب الصدق الذاتی وهو یساوی الجذر التربیعی لمعامل الثبات (باهی والنمر، 2009: 107).

الصدق الخارجی (الظاهری) Face Validity       

تم حساب هذا النوع من الصدق من خلال عرض الاستبانة على مجموعة من المحکمین من ذوی الاختصاص والخبرة للقیام بتحکیمها، لإبداء آراءهم وملاحظاتهم حول الاستبانة وفقراتها من حیث درجة ملائمة الفقرات لموضوع الدراسة، وصدقها فی الکشف عن المعلومات المنشودة للدراسة، وکذلک من حیث ترابط کل فقرة بالمحور المندرجة تحته، ومدى وضوح الفقرة وسلامة صیاغتها، واقتراح طرق تحسینها بالإشارة بالحذف أو تعدیل العبارات والنظر فی تدرج المقیاس، ومدى ملاءمته وغیر ذلک مما یرونه مناسباً؛ وبناء على آراء المحکمین وملاحظاتهم تم تعدیل صیاغة بعض العبارات، ومن ثم توصل الباحثان إلى اتسام الاستبیان بالصدق، وأنها صالحة للتطبیق بعد أخذ شکله النهائی.

حساب معامل الثبات

      یمکن حساب الثبات Reliability بطریقة إحصائیة من خلال معاملات الارتباط (الاتساق الداخلی Internal Consistency , وقد استخدم الباحثان طریقة ألفا کرونباخ (Cronbach's alpha) کما یمکن حساب الصدق بأخذ الجذر التربیعی للثبات(Saris E, et al, 2004: 275-280) کما هو موضح فی الجدول التالی :

جدول (2) صدق وثبات أداة الاستبانة بمحوریها بطریقة ألفا کرونباخ

     یتضح من الجدول السابق وبشکل عام أن معدل الصدق والثبات الإجمالی للمحاور مرتفع حیث بلغ الصدق الإجمالی (0.985) للتوافر (0.987) للأهمیة، وبلغ الثبات الإجمالی (0.970) للتوافر (0.974) للأهمیة، وهذا یدل على إمکانیة ثبات النتائج التی تسفر عنها الدراسة الحالیة کما یمکن أن تعمم نتائجها نظرا لصدقها.

مجتمع وعینة الدراسة

      یتحدد مجتمع البحث الحالی فی أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر ومعاونیهم، حیث قام الباحثان بتوزیع أداة الدراسة علیهم، ووصل الصالح منها للتحلیل الإحصائی الى (207) وهو العدد الذی سیصبح عینة للدراسة، والجدول التالی یوضح توزیع العینة وفقاً لمتغیرات الدراسة، وهو ما یمکن توضیحه فیما یلی:

جدول (3) وصف عینة الدراسة بحسب متغیرات الدراسة

      یتضح من الجدول السابق تحقیق التوازن فی اختیار العینة وفق متغیرات الدراسة التی تم تحدیدها,کما یمکن توضیح توزیع افراد العینة بحسب اقسام الکلیة فیما یلی:

جدول (4) توزیع افراد العینة حسب اقسام الکلیة

      یتضح من الجدول السابق تحقیق التوازن فی اختیار العینة وفق متغیرات الدراسة التی تم تحدیدها.

ج- أسالیب المعالجة الإحصائیة

      بعد تطبیق الاستبانة وتجمیعها تم تفریغها فی جداول لحصر التکرارات ومعالجتها إحصائیاً من خلال الأسالیب التالیة:

اختبار التاء للفروق بین متوسطین غیر معتمدین Independent Samples T Test : یستخدم اختبار التاء لقیاس الفروق بین متوسطی مجموعتین غیر معتمدتین اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه one way ANOVA لقیاس الفروق بین متوسطات أکثر من مجموعتین. واختبار مربع کای (کا2) Chi - Square - Test  : یستخدم اختبار مربع کای (کا2) للمقارنة بین التکرار الواقعی المشاهد أو التجریبی والتوزیع التکراری المتوقع للعینة.

د- التحلیل الإحصائی لاستجابات أفراد عینة الدراسة من أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر حول درجة ( توافر/ أهمیة/ فجوة) عناصر أداة الدراسة:

      یمکن تناول التحلیل الإحصائی لاستجابات أفراد عینة الدراسة وفقاً للفروق بین (التوافر والأهمیة) بحسب محاور الدراسة لاستجابات أفراد عینة الدراسة کما یلی:

أولا :  الفرض الأول: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05) بین (التوافر /الأهمیة)، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (5) الفروق بین (التوافر والأهمیة) لمتغیرات المسئولیة المجتمعیة باستخدام اختبار التاء للأزواج

     یتضح من الجدول السابق ما یلی:

جاءت درجة الأهمیة للمجموع الکلی (87.36%)، بینما جاءت درجة التوافر للمجموع الکلی (37.09%).

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05) من حیث درجة الأهمیة ودرجة التوافر فی المجموع الکلی لعناصر أداة الدراسة، حیث بلغت قیمة التاء (48.52)، وقد بلغ المتوسط لدرجة الأهمیة (262.7) فی حین جاء المتوسط لدرجة التوافر  (111.3)، وقد یعزى ذلک إلى أن غالبیة أعضاء هیئة التدریس یرون عظم أهمیة تبنی کلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر لممارسات المسئولیة المجتمعیة فی ضوء معاییر الأیزو 26000 وما لهذه الممارسات من دور إیجابی فی رفعة شأن کلیة التربیة وإعطاءها المزید من السمعة الأکادیمیة الحسنة فیما یتعلق بمسئولیتها المجتمعیة وقدرتها على القیام بهذا الدور على الوجه الأمثل.

جاء ترتیب محاور المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر فی ضوء معاییر الأیزو 26000 وفقاً لدرجة الأهمیة على النحو الآتی: محور قضایا الطلاب بنسبة مئویة (88.9%) فی الترتب الأول، ثم محور تنمیة ومشارکة المجتمع بنسبة مئویة (88.8%) فی الترتیب الثانی، ثم محور ممارسات العمل بنسبة مئویة (88.1%) فی الترتیب الثالث، ثم محور ممارسات التشغیل العادلة بنسبة مئویة (87.94%) فی الترتیب الرابع، ثم محور حقوق الانسان بنسبة مئویة (87.92%) فی الترتیب الخامس، ثم محور البیئة بنسبة مئویة (85.23%) فی الترتیب السادس، ثم محور الحوکمة بنسبة مئویة (85.16%) فی الترتیب السابع. وقد یرجع ذلک إلى زیادة وعی أعضاء هیئة التدریس بالکلیة بأولویات المسئولیة  المجتمعیة حیث جاء بعد قضایا الطلاب فی الترتیب الأول وذلک إیمانا بالدور الأصلی المرتبط بالکلیة والذی یتعلق بتقدیم خبرة تعلیمیة وتربویة غنیة للطلاب المعلمین والذین یأمل علیهم القیام بدور مسئول فی مجتمعهم ومن خلال دورهم کمعلمین ولهم حیز تأثیر کبیر، وجاء بعد تنمیة ومشارکة المجتمع وقد یرجع ذلک أیضا إلى الدور المتوقع من الکلیة نحو المجتمع المحلی کون تنمیة المجتمع ینظر إلیها کوظیفة من وظائف مؤسسات التعلیم، کذلک جاء محور ممارسات العمل فی المرتبة الثالثة نظرا لما یتضمنه من ممارسات تتعلق بأعضاء هیئة التدریس والعاملین وتمکنهم من أداء دورهم فی الکلیة بشکل أفضل وهذا أیضا یرتبط بمحور ممارسات التشغیل العادلة. بینما جاء محور حقوق الانسان والبیئة والحوکمة فی المراتب الثلاث الأخیرة من حیث درجة الأهمیة على الترتیب وقد یرجع ذلک إلى حاجة مجتمع الکلیة بشکل أکبر للأبعاد المذکورة سابقا، وهذا لا یقلل من أهمیة المحاور الثلاث الأخیرة إذا علمنا أن أقل نسبة أهمیة تجاوزت 85% ولکنه نوع من ترتیب الأولویات.

جاء ترتیب محاور المسئولیة المجتمعیة لکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر فی ضوء معاییر الأیزو 26000 وفقاً لدرجة التوافر  على النحو الآتی: محور حقوق الانسان بنسبة مئویة (41.6%) فی الترتب الأول، ثم محور قضایا الطلاب بنسبة مئویة (39.22%) فی الترتیب الثانی، ثم محور ممارسات التشغیل العادلة بنسبة مئویة (37.9%) فی الترتیب الثالث، ثم محور ممارسات العمل بنسبة مئویة (36.33%) فی الترتیب الرابع، ثم محور تنمیة ومشارکة المجتمع بنسبة مئویة (35.59%) فی الترتیب الخامس، ثم محور البیئة بنسبة مئویة (34.93%) فی الترتیب السادس، ثم محور الحوکمة بنسبة مئویة (34.57%) فی الترتیب السابع. ویوضح هذا الترتیب مدى اهتمام الکلیة ببعض القضایا المتعلقة بالمسئولیة المجتمعیة خاصة قضیة حقوق الإنسان التی تشغل الرأی العالمی ، وتقوم الکلیة بدورها فی تعزیز وعی الطلاب بهذه الحقوق من وجهة نظر عینة الدراسة، وجاءت قضایا الطلاب فی الترتیب الثانی کونها أساس عمل الکلیة وبرغم المشکلات الکثیرة المتعلقة بالطلاب ألا أن هناک جهود کبیرة لدعم الطلاب وتحقیق تجربة تعلیمیة مثمرة، وجاء محور ممارسات التشغیل العادلة وممارسات العمل فی الترتیب الثالث والرابع لیشیر ذلک إلى استناد الکلیة إلى اللوائح والقوانین المنظمة للممارسات العمل وأن کافة الممارسات تسیر فی إطار القانون المنظم لها وذلک برغم الصعوبات والمشکلات المتعلقة، وجاء محور مشارکة المجتمع فی المرتبة الخامسة من حیث التوافر وقد یرجع ذلک إلى الغیاب التنظیمی للجهود الموجه نحو المجتمع حیث لا یوجد وکیل لشئون المجتمع، إضافة للاهتمام بالجوانب التعلیمیة والبحثیة على حساب خدمة المجتمع. وبالنظر فی هذا الترتیب سواء على مستوى التوافر أو مستوى الأهمیة یتضح ان هناک حاجة لتعزیز المسئولیة المجتمعیة کثقافة وممارسة بالکلیة ویمکن إحلالها محل خدمة المجتمع کونه فکر شمولی ینظر لجهود الکلیة على أنها وحدة متکاملة قادرة على خدمة القضایا الداخلیة وکذلک تحقیق توقعات المجتمع الخارجی.

ثانیا: الفروق بحسب متغیر (القسم):   

      لدراسة الفرض الثانی حول فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05) بین درجة إجمالی (توافر/ أهمیة/ فجوة) عناصر أداة الدراسة وفقاً لمتغیر القسم (تربوی – نفسی – نوعی وشرعی)، تم استخدام اختبار تحلیل التباین احادی الاتجاه والجدول التالی یوضح:

جدول (6) الفروق فی (التوافر - الأهمیة – الفجوة) لمتغیرات المسئولیة المجتمعیة حسب متغیر القسم (تربوی – نفسی – نوعی وشرعی) باستخدام اختبار تحلیل التباین احادی الاتجاه

یتضح من الجدول السابق ما یلی:

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور الحوکمة من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (2.66)؛ وقد یعزى هذا إلى اتفاق آراء أعضاء اقسام الکلیة بأنواعها على عظم أهمیة ممارسات هذا المحور وفی نفس الوقت قلة توافر ها بالکلیة.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور حقوق الانسان من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة لصالح نوعی وشرعی؛ حیث بلغت قیمة الفاء (3.26)، وقد بلغ المتوسط للتربوی (17.65) فی حین جاء المتوسط للنفسی (18.62) وللنوعی والشرعی (21.42)؛ وقد یعزى هذا إلى أن هذان النوعان من الاقسام وخصوصا الاقسام النوعیة لها ارتباط کبیر بالطلاب وبأعضاء المجتمع خصوصا من اولیاء الامور نتیجة احتوائها على المقررات العملیة ومن ثم یعلمون بشکل کبیر احتیاجاتهم الى المشارکة والحوار، هذا اضافة الى اهتمام الاقسام الشرعیة بتدریس حقوق الانسان فی الشریعة الاسلامیة فی المقررات التی یقدمونها للطلاب واثناء الخطابة فی المجتمع ومن ثم علمهم بأهمیة هذا المحور وأهمیة تطبیق ممارساته.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، فی محاور الدراسة وبلغت قیمة الفاء بالنسبة لمحور ممارسات العمل (2.32)؛ وبالنسبة لمحور البیئة بلغت قیمة الفاء (0.32)، والنسبة لمحور ممارسات التشغیل العادلة بلغت قیمة الفاء (1.29)، والنسبة لمحور قضایا الطلاب بلغت قیمة الفاء (0.12). وبالنسبة لمحور تنمیة ومشارکة المجتمع بلغت قیمة الفاء (0.99)، والنسبة لإجمالی المحاور بلغت قیمة الفاء (0.74). وقد یعزى هذا إلى اتفاق آراء أعضاء اقسام الکلیة بأنواعها على عظم أهمیة ممارسات المسئولیة المجتمعیة وفی نفس الوقت قلة توافر ها بالکلیة، وقد یرجع إلى أهمیة هذه الممارسات بالنسبة لکل أعضاء هیئة التدریس کونها ترتبط بشکل مباشر بوظائفهم ومهامهم، إضافة إلى ضعف توافرها بطریقة لا تلبی توقعاتهم.

ثالثا : الفروق وفقاً للفروق بین متغیر الدرجة الوظیفیة (هیئة معاونة – أعضاء هیئة التدریس):   

     فیما یلی التحلیل الإحصائی لاستجابات أفراد عینة الدراسة حول الفرض الثالث: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05) بین درجة إجمالی (توافر/أهمیة/ فجوة) عناصر أداة الدراسة وفقاً لمتغیر الدرجة الوظیفیة (هیئة معاونة – أعضاء هیئة التدریس)، والجدول التالی یوضح:

جدول (7) الفروق فی (التوافر - الأهمیة – الفجوة) لمتغیرات المسئولیة المجتمعیة حسب متغیر الدرجة الوظیفیة (هیئة معاونة – أعضاء هیئة التدریس) باستخدام اختبار التاء لعینیتین مستقلتین

 یتضح من الجدول السابق ما یلی:

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور الحوکمة من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ لصالح أعضاء هیئة تدریس؛ حیث بلغت قیمة الفاء (4.7)، وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (24.46) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة تدریس (30.41)؛ وقد یرجع ذلک الى أن أعضاء هیئة التدریس بحکم العمر وسنوات العمل وعدد الابحاث التی تم القیام بها وحضور مجالس الاقسام ومجالس الکلیة وغیرها من الامور التی یمکن ان تجعلهم اکثر قدرة على ادراک الممارسات المهمة فی هذا الشأن من غیرهم ومن ثم تأکیدهم على أهمیة هذه الممارسات وقلة توافرها لدى غیرهم من أعضاء الهیئة المعاونة.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور حقوق الانسان من حیث درجة الفجوة بین التوافر والأهمیة؛ وقد یعزى هذا إلى اتفاق آراء أعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة على عظم أهمیة ممارسات هذا المحور وفی نفس الوقت قلة توافر ها بالکلیة.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور ممارسات العمل من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (2.18)؛ وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (19.43) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة التدریس (21.68)؛ وقد یعزى هذا إلى أن أعضاء هیئة التدریس أکثر خبرة فی مجال المسئولیة المجتمعیة من الهیئة المعاونة فیما یتعلق بمحور ممارسات العمل حیث انهم قاموا بعمل عدد اکبر من الابحاث الامر الذی قد یجعلهم اکثر قدرة على ادراک أهمیة ان تملک الکلیة أنظمة عمل مرنة تعزز فرص التطور المهنی، وضرورة ان تعمل الکلیة على حمایة بیانات العاملین الشخصیة وتؤکد على سریتها وغیرها من الامور التی تجعلهم اکثر تأکیدا على أهمیة هذه الممارسات وقلة توافرها.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور البیئة من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (3.96) وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (17.76) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة التدریس (21.94)؛ وقد یعزى هذا إلى ادراک أعضاء هیئة التدریس لأهمیة الدور الذی یمکن أن تقوم به الکلیة فی الحد من أی تأثیر سلبی لأنشطتها وممارساتها على البیئة، وضرورة ان تعزز الکلیة حمایة البیئة من خلال سیاستها وممارستها، وغیرها من الامور التی تجعلهم اکثر تأکیدا على أهمیة هذه الممارسات وقلة توافرها مقارنة بغیرهم من أعضاء الهیئة المعاونة.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور ممارسات التشغیل العادلة من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (2.80) وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (16.18) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة التدریس (18.54)؛ وقد یعزى هذا إلى ادراک أعضاء هیئة التدریس لأهمیة ان تضمن الکلیة الحریة الأکادیمیة لهم وضرورة ان تدرب الکلیة موظفیها على أسالیب محاربة الفساد (المالی والإداری)، وغیرها من الامور التی یمکن أن تجعلهم اکثر تأکیدا على أهمیة هذه الممارسات وقلة توافرها مقارنة بغیرهم من الهیئة المعاونة.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور قضایا الطلاب من حیث درجة الفجوة بین التوافر والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (0.59) وهو ما یشیر الى اتفاق أفراد عینة الدراسة.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لمحور تنمیة ومشارکة المجتمع من حیث درجة الفجوة بین التوافر  والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (2.29) وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (20.02) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة التدریس (22.24)؛ وقد یعزى هذا إلى أن أعضاء هیئة التدریس مارسوا العمل المجتمعی سواء کان ذلک بشکل نظری من خلال أبحاثهم العلمیة التی یقومون بها من أجل خدمة المجتمع ومن خلال احتکاکهم مع الطلاب على شکل محاضرات توعیة أو بشکل عملی من خلال المشارکة فی ندوات وقوافل ومعسکرات هدفها خدمة وقلة توافر توافر ذلک لدى أعضاء الهیئة المعاونة.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0,05)، بالنسبة لإجمالی المحاور من حیث درجة الفجوة بین التوافر والأهمیة؛ حیث بلغت قیمة الفاء (3.10) وقد بلغ المتوسط للهیئة المعاونة (140.04) فی حین جاء المتوسط لأعضاء هیئة التدریس (159.06)؛ وقد یعزى هذا إلى وجود فروق فی معظم المحاور لصالح أعضاء هیئة التدریس.

تحلیل النتائج التفصیلیة لعناصر أداة الدراسة

      بعد التحلیل الإحصائی لإجمالی عناصر أداة الدراسة، تتناول الدراسة فیما یلی تحلیل النتائج التفصیلیة لعناصر أداة الدراسة:

نتائج المحور الأول: الحوکمة

         جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور الأول: الحوکمة لکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (8) الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور الأول (الحوکمة) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

      یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور الأول (الحوکمة) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ (یرجی الرجوع الی الاستبانة ) ما یلی:  

جاءت جمیع عبارات المحور الأول (الحوکمة) من حیث درجة توافرها بنسبة تتراوح بین (38.94%) و(29.47%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (87.63%) و (83.19%)؛ الأمر الذی یشیر إلى الحاجة إلى أهمیة الحوکمة فی إطار المسئولیة المجتمعیة والحاجة إلى تذلیل العقبات التی قد تحول دون تحقیق ممارسات الحوکمة بالکلیة.

کانت جمیع عبارات المحور الأول (الحوکمة) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافر ها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (54.98%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " یوجد بالکلیة لجنة تدیر برامج المسئولیة المجتمعیة" و(44.93%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ " تشترک الکلیة فی الفعالیات المهتمة بالمسئولیة المجتمعیة من خلال اتحاد الطلاب او الأنشطة العلمیة للأساتذة کالندوات".

جاءت العبارة رقم (6) والمتعلقة بـ "تتعامل الکلیة مع أی صراع  أو نزاع بین العاملین او الطلاب  بعدالة" فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر  بنسبة مئویة (38.94%)، بینما جاءت العبارة رقم (2) والمتعلقة بـ "یتم تمثیل أصحاب المصلحة وقطاعات المجتمع ذات الصلة فی مجلس الکلیة لوضع توقعاتهم فی الاعتبار والعمل على تحقیقها" فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر  بنسبة مئویة (29.47%)، الأمر الذی یؤکد على وعی وإدراک عینة الدراسة بأهمیة تمثیل أصحاب المصلحة سواء کانوا اولیاء امور ام اصحاب مدارس أو غیرهم من قطاعات المجتمع ذات الصلة فی مجلس الکلیة لمعرفة مستوى رضائهم عن الخدمة التی یتم تقدیمها من قبل الکلیة ومن ثم تحسینها هذا اضافة الى معرفة افکارهم للتطویر الشامل والتنمیة المستدامة، ویشکل هذا الجانب جزء کبیر من ممارسات المسئولیة المجتمعیة التی تعبر عن إشراک المجتمع الخارجی والذی تعبر عنه بعض الدراسات السابقة بأصحاب المصالح الخارجیین فی مقابل أصحاب المصالح الداخلیین.

نتائج المحور الثانی: حقوق الإنسان

        جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور الثانی (حقوق الإنسان) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (9) یوضح الفروق فی ( التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور الثانی (حقوق الإنسان)  باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

      یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور الثانی (حقوق الإنسان) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ ما یلی:  

جاءت جمیع عبارات المحور الثانی (حقوق الإنسان) من حیث درجة توافر ها بنسبة تتراوح بین (45.89%) و(37.78%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (90.72%) و(86.90%)؛ الأمر الذی یعنی تأکید أفراد عینة الدراسة على ضعف التوافر وعظم الأهمیة، وقد یرجع ذلک إلى حاجة المقررات والممارسات التدریسیة إلى توجیه الاهتمام نحو قضایا حقوق الإنسان إضافة إلى الندوات التی تقوم بها الکلیة بشکل منتظم حیث یمکن أن توجه الاهتمام نحو مناقشة هذه القضایا ضمن الندوات التی تنظم بالکلیة.

کانت جمیع عبارات المحور الثانی (حقوق الإنسان) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقًا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافر ها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (51.59%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " تعزز الکلیة قیم المشارکة والتفاعل والحوار بین الطلاب وهیئة التدریس" وقد یرجع ذلک إلى الصعوبات المتعلقة بهذه الامر ومن ضمنها کثرة مشاغل أعضاء هیئة التدریس وزیادة عدد الطلاب بالکلیة، و(42.13%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ "توافر الکلیة بیئة خالیة من السلوکیات الخاطئة کالغش والعنف بین الطلاب وبین الهیئة التدریسیة". ویشیر ذلک إلى الجهود المبذولة فی الکلیة خاصة تلک التی تمارسها الکلیة بشکل دوری للقضاء على السلوکیات الخاطئة بین الطلاب واستخدام أسالیب متدرجة فی ذلک بدایة من التحذیر ونهایة بالحرمان من الامتحان لمن یکرر ارتکاب السلوکیات الخاطئة.

جاءت العبارة رقم (3) والمتعلقة بـ "ترفض الکلیة أی ممارسات تنبنی على التمییز الجغرافی أو الطائفی أو غیره" فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (45.89%)، بینما جاءت العبارة رقم (1) والمتعلقة بـ "تعزز الکلیة قیم المشارکة والتفاعل والحوار بین الطلاب وهیئة التدریس" فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (37.78%).

تائج المحور الثالث (ممارسات العمل) 

       جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور الثالث (ممارسات العمل) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (10) یوضح الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور الثالث (ممارسات العمل) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

        یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور الثالث (ممارسات العمل) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ ما یلی:  

جاءت جمیع عبارات المحور الثالث (ممارسات العمل) من حیث درجة توافر ها بنسبة تتراوح بین (39.32%) و(30.24%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (91.30%) و(83.38%)؛ الأمر الذی یعنی تأکید أفراد عینة الدراسة على ضعف التوافر وعظم الأهمیة، الأمر الذی یشیر إلى أهمیة تعظیم الجهود المبذولة فی سبیل توفیر بیئة عمل جیدة والسعی نحو تحقیق أفضل المعدلات فیما یتعلق بممارسات العمل. 

کانت جمیع عبارات المحور الثالث (ممارسات العمل) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقًا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافر ها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (53.14%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " تشجع الکلیة العاملین على ممارسة الریاضة " وقد یعود ذلک إلى کثرة الانشغال بالأعمال الروتینیة بالکلیة والمتعلقة بالتدریس والبحث العلمی والأعمال الإداریة وضعف توافر وقت کافی للقیام بمثل هذه الممارسات وقد یرجع ذلک إلى ضعف الموارد المالیة المخصصة للکلیة بما یتیح لها تحسین هذه الممارسات ، و(50.14%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ " تتواصل إدارة الکلیة مع ممثلی العاملین وأعضاء هیئة التدریس بشکل مستمر" وقد یرجع ذلک إلى جودة عملیات التواصل التی تتم داخل الکلیة من خلال القنوات المناسبة سواء بالتواصل المباشر مع أعضاء هیئة التدریس أو من خلال رؤساء الأقسام بالکلیة ، إضافة إلى التواصل المستمر بین إدارة الکلیة ورؤساء الأقسام العلمیة بالکلیة.

جاءت العبارة رقم (1) والمتعلقة بـ " توسع الکلیة فرص الحراک الأکادیمی لأعضاء هیئة التدریس " فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (39.32%)، بینما جاءت العبارة رقم (3) والمتعلقة بـ " تشجع الکلیة العاملین علی ممارسة الریاضة " فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (30.24%).

نتائج المحور الرابع (البیئة)

      جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور الرابع (البیئة) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (11) یوضح الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور الرابع (البیئة) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

       یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور الرابع (البیئة) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ ما یلی:   

جاءت جمیع عبارات المحور الرابع (البیئة) من حیث درجة توافر ها بنسبة تتراوح بین (38.55%) و(31.21%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (89.57%) و(79.90%)؛ الأمر الذی یعنی تأکید أفراد عینة الدراسة على ضعف التوافر وعظم الأهمیة، الأمر الذی یشیر إلى أهمیة توجیه بعض الجهود البحثیة والأعمال التطوعیة والندوات ومحاور من المؤتمرات التی تعقدها الکلیة لتوجیه الاهتمام بخدمة البیئة والمحافظة علیها، وکذلک تحسین تناول المقررات الدراسیة والأنشطة الطلابیة لقضایا البیئة.  

کانت جمیع عبارات المحور الرابع (البیئة) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقًا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافرها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (53.04%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " تُسهم الکلیة فی نشر الوعی البیئی بین فئات المجتمع من خلال عقد ندوات ودورات متخصّصة " و(47.15%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ " تستخدم الکلیة الموارد المتاحة لها بشکل مستدام ومسئول ". وقد یرجع ذلک على اهتمام إدارة الکلیة بجودة استخدام الموارد وتوجیهها بشکل مناسب یخدم احتیاجات الکلیة.

جاءت العبارة رقم (1) والمتعلقة بـ " تعمل الکلیة على الحد من أی تأثیر سلبی لأنشطتها وممارساتها على البیئة " فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (38.55%)، وهذا یشیر إلى الجهود المبذولة من الکلیة لتحسین الممارسات البیئیة المتعلقة بأنشطتها، وقد یرجع أیضا إلى أنه لا یوجد أنشطة او ممارسات تقوم بها الکلیة ویصاحبها أی تأثیر سلبی على البیئة المحیطة.

بینما جاءت العبارة رقم (4) والمتعلقة بـ " تصدر الکلیة تقاریر الاستدامة البیئیة بشکل دوری متضمنة تقییم الإجراءات والمخاطر البیئیة والمجتمعیة" فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (31.21%)، الأمر الذی یؤکد على وعی وإدراک عینة الدراسة بأهمیة ان تقوم کلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر بإصدار تقاریر الاستدامة البیئیة بشکل دوری، وإذا تم ذلک بشکل مستمر یمکن ان یساعد الکلیة بالحفاظ على سمعتها فی المجتمع المحلی وإظهارها بمظهر متمیز.

        وبشکل عام یرتبط هذا الجانب بالمنظور القدیم لدور الکلیة فی خدمة المجتمع وتنمیة البیئة ولکن فی الوقت الحالی ووفق الاهتمامات العالمیة والمتغیرات المحلیة نحتاج إلى إحلال فلسفة المسئولیة المجتمعیة والتی تعبر عن منظور شامل لدور المؤسسة التعلیمیة تجاه کافة أصحاب المصالح بما فی ذلک البیئة والمجتمع المحلی ککل.

نتائج المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة)

      جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (12) یوضح الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ ما یلی:   

جاءت جمیع عبارات المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة) من حیث درجة توافر ها بنسبة تتراوح بین (42.03%) و(33.14%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (91.51%) و(84.54%)؛ الأمر الذی یعنی تأکید أفراد عینة الدراسة على ضعف التوافر وعظم الأهمیة، ویشیر ذلک إلى أهمیة التوجه للارتقاء بممارسات التشغیل العادلة وفق معاییر أیزو 26000 وقد یحتاج ذلک إلى جهد طویل المدى کونها معاییر تحتاج إلى الکثیر من الجهد والموارد.  

کانت جمیع عبارات المحور الخامس (ممارسات التشغیل العادلة) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقًا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافر ها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (54.40%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " تدرب الکلیة موظفیها على أسالیب محاربة الفساد (المالی والإداری) " و(45.60%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ " تعتمد الکلیة على ممارسات توظیف عادلة، وشفافة". 

جاءت العبارة رقم (2) والمتعلقة بـ " تعتمد الکلیة على ممارسات توظیف عادلة، وشفافة " فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر بنسبة مئویة (42.03%)، ویشیر ذلک إلى عدالة عملیات التوظیف بالکلیة کونها ترتبط بمعاییر حاسمة ولوائح وقوانین تنظم عملیات التوظیف على أسس لا یتم اختراقها أو تجاوزها.

بینما جاءت العبارة رقم (6) والمتعلقة بـ " تقدم الکلیة الدعم اللازم للمؤسسات الراغبة فی ترسیخ المسئولیة  المجتمعیة" فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر  بنسبة مئویة (33.14%)، الأمر الذی یؤکد على وعی وإدراک عینة الدراسة بأهمیة أن تقوم کلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر بدور المساعد والموجه للمؤسسات الأخرى کونها مؤسسة رائدة، وقد ترجع الفجوة النسبیة فی هذا الدور إلى حداثة مفهوم المسئولیة المجتمعیة على مؤسسات التعلیم العالی فی مصر عموما وحاجة الکلیة إلى أخذ وقت

مناسب لترسیخ هذه الثقافة والممارسات ومن ثم العمل على دعم الکلیات والمؤسسات الأخرى وتقل تجربتها لهم.

     ویتضح الترابط بین دور الکلیة فی خدمة المجتمع المحلی وکذلک ممارساتها الموجهة نحو المجتمع الداخلی وخاصة أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم وهذا یعزز فکرة التجاوب مع التغیرات الحالیة ودمج المسئولیة المجتمع فی معاییر الجودة کمفهوم أشمل وأعم من خدمة المجتمع.

نتائج المحور السادس (قضایا الطلاب)

       جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور السادس (قضایا الطلاب) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (13) یوضح الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور السادس (قضایا الطلاب) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون

       یتضح من الجدول السابق والمتعلق بدرجة (توافر / أهمیة) عبارات المحور السادس (قضایا الطلاب) من وجهة نظر عینة الدراسة؛ ما یلی:   

جاءت جمیع عبارات المحور السادس (قضایا الطلاب) من حیث درجة توافر ها بنسبة تتراوح بین (45.22%) و(34.98%)، بینما جاءت جمیع عبارات هذا المحور من حیث درجة اهمیتها بنسبة تتراوح بین (91.11%) و(87.05%)؛ ویشیر ذلک إلى أهمیة قضایا

الطلاب فی سیاق المسئولیة المجتمعیة کونهم العمیل الأول الذی تقوم الکلیة بخدمته وتسعى إلى تعظیم استفادته وتحقیق أعلى قدر من رضاه عن الخدمات المقدمة له، إضافة على تأهیله التأهیل المناسب کونه یعبر عن الکلیة بعد تخرجه وشغله وظیفة مناسبة ضمن تخصصه.  

کانت جمیع عبارات المحور السادس (قضایا الطلاب) دالة إحصائیا عند مستوى (0.05) وذلک وفقًا للفرق بین درجة أهمیة کل عبارة ودرجة توافر ها؛ الامر الذی یدل على تطابق اراء افراد عینة الدراسة حول وجود فجوة نسبیة تراوحت فی جمیع العبارات بین (52.75%) کأعلى نسبة والمتعلقة بـ " تسهل الکلیة فرص الحراک الأکادیمی للطلاب من خلال برامج التعاون الدولیة " وقد یشیر ذلک إلى القوانین التی تنظم عمل الکلیة والتی لا تضع فی الاعتبار بشکل کاف توفیر فرص الحراک الأکادیمی للطلاب.

و(43.38%) کأدنی نسبة والمتعلقة بـ " تعمل الکلیة على بناء المواطن الخلوق المعتز بالثوابت الدینیة الخبیر بالعلوم التربویة والفنیة ".  ویشیر ذلک إلى جهود الکلیة المبذولة من خلال عملیات التدریس والتثقیف والأنشطة التعلیمیة والطلابیة لتعزیز ثقافة المواطنة لدى الطلاب وتعزیز التمسک بالقیم الإسلامیة والاهتمام بالممارسات التربویة مقرونة بالقیم الإسلامیة کون کلیة التربیة تهتم بشکل واضح بدراسة التراث التربوی من المنظور الإسلامی وکذلک تقوم بتدریسه للطلاب من هذا المنظور.

جاءت العبارة رقم (7) والمتعلقة بـ " تعمل الکلیة على بناء المواطن الخلوق المعتز بالثوابت الدینیة الخبیر بالعلوم التربویة والفنیة" فی الترتیب الأول من حیث درجة التوافر  بنسبة مئویة (45.22%)، بینما جاءت العبارة رقم (6) والمتعلقة بـ " تسهل الکلیة فرص الحراک الأکادیمی للطلاب من خلال برامج التعاون الدولیة" فی الترتیب الاخیر من حیث درجة التوافر  بنسبة مئویة (34.98%)، الأمر الذی یؤکد على وعی وإدراک عینة الدراسة بأهمیة ان تقوم کلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر بتسهیل الحراک الأکادیمی للطلاب من خلال اقامة بروتوکولات للتعاون الدولی مع مختلف

المؤسسات الرائدة فی هذا المجال بحیث یمکنها أن تساعد الکلیة على تحقیق هذه الممارسات. 

نتائج المحور السابع (تنمیة ومشارکة المجتمع)

 جاءت الفروق بین درجتی (التوافر / الأهمیة) لعبارات المحور السابع (تنمیة ومشارکة المجتمع) بکلیة التربیة بالقاهرة جامعة الأزهر کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (14) یوضح الفروق فی (التوافر - الأهمیة) لعبارات المحور السابع (تنمیة ومشارکة المجتمع) باستخدام اختبار مربع کای بیرسون