نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
دراسة مقارنة لمراکز التعلیم-الجیل الثالث للتعلیم العابر للحدود- فی هونج کونج،وسنغافورةوإمکان الإفادة منها فی مصر.
حنان محمود محمد عبد الرحیم
مدرس بقسم التربیة المقارنة
کلیة التربیة- جامعة الاسکندریة
مقدمة:
یُعد التعلیم العالی قمة النظام التعلیمی والرکیزة الرئیسة فیه؛ولذا تسعى کل الدول إلى النهوض به،وتطویره؛لتحسین مواردها البشریة.وتبذل فی هذا الصدد جهودًا لتوسیع قطاعه،وزیادة فرص الحصول علیه.وفی الوقت نفسه یُشکل انتشار مفهوم"التعلیم کبند قابل للتداول"- فی إطار منظمة التجارة العالمیة (الاتفاق العام بشأن التجارة فی الخدمات)-،مرکزًا رئیسًا فی الخطابات السیاسیة بشأن تطویر التعلیم العالی فی جمیع أنحاء العالم.وعلیه،حاولت عدة بلدان المشارکة فی التجارة الدولیة فی خدمات التعلیم.
لقد کان لظهور مجتمع،واقتصاد المعرفة أثر عمیق على القطاعات الفرعیة للتعلیم العالی – البُعد الدولی على وجه الخصوص-.ویُعد التعلیم العالی عنصرًا اقتصادیًا،وسیاسیًا رئیسًا حاسمًا بالنسبة للبلدان الراغبة فی تحقیق اقتصاد المعرفة الجدیدة[1].
ظهرت مراکز التعلیم الدولیة International education hubsفی سیاق تکثیف أنشطة التعلیم العالی عبر الحدود،ویُمثل مفهومها تکوینًا استراتیجیًا جدیدًا لهذه الأنشطة عبر الحدود[2].وتبرز مراکز التعلیم کمبادرات واسعة النطاق تضع التدویل فی قلب التخطیط للتعلیم العالی.
شهدت آسیا جُملة من التطورات،والتی انعکس صداها على عدید من المستویات؛کالمستوىالاقتصادی،والسیاسی،والاجتماعی،والدیموجرافی،...وغیرها،والتی أثرت جمیعًافی التعلیم العالی.ومن الناحیة التاریخیة کانت آسیا منطقة إرسال؛حیث ینتقل منها الطلاب للدراسة فی جمیع أنحاء العالم،غیر أنها فی السنوات الأخیرة صارت دولة مُضیفة لأعداد کبیرة من الطلاب الأجانب،والبرامج عبر الوطنیة؛ علاوة على فروع الجامعات الأجنبیة الموجودة بها.
یرى عدید من صانعی القرار فی التعلیم العالی عبر الحدود کمنصة لتنمیة المواهب البشریة وفی هذا الصدد تبرز مراکز التعلیم کمبادرات واسعة النطاق تدعمها خطط،واستثمارات شاملة تخدم هذا الشأن،ویُمکن ملاحظة ذلک من خلال مقارنة التطورات الحادثة فی بعض المدن والدول؛ مثل:مالیزیا،وسنغافورة،وهونج کونج؛کمراکز للتعلیم.وهناک ثلاثة أهداف متمیزة فی هذا الصدد،وهی:تطویر المواهب المحلیة،جذب المواهب الأجنبیة،إعادة المواهب من الخارج،وبرغم الاهتمام الموجه نحو توظیف الطلاب الدولیین؛فإنه لا یزال تطویر المواهب المحلیة هدفًا أساسیًا فی مراکز التعلیم[3].
توخت عدد من بلدان آسیا والشرق الأوسط تحویل نفسها إلى مراکز للتعلیم العالی.وفی الوقت الذی یُعد فیه تولید الدخل عبر الإتجار فی الخدمات التعلیمیة هو أحد الأهداف الأساسیة لبعض المراکز التعلیمیة،فإنه –بالتأکید- لیس الهدف الأوحد أو الأهم بین مراکز التعلیم فی جمیع أنحاء العالم؛بل یُعد بناء القدرات هو الأساس المنطقی المشترک بین کثیر من البلدان المضیفة للتعلیم عبر الحدود؛فمراکز التعلیم حریصة على تنمیة المواهب البشریة؛للتنافس من أجل تحقیق اقتصاد المعرفة.
وبرغم الجهود التی تمارسها عدید من دول شرق،وجنوب أسیا فی تطویر قطاع التعلیم العالی-وخاصة تلک المتعلقة بالتعلیم العابر للحدود-فإنها لاتزال مقصورة فی قدرتها على تنمیة قطاع التعلیم العالی،وجذب المواهب المحلیة،والأجنبیة وإعادة مواهب الشتات ؛وذلک ما أکدته التقاریر الإحصائیة الأخیرة فی عدید من الدول .
استندت تنمیة التعلیم العالی عبر الحدود فی کل من:هونج کونج،وسنغافورة عبر الاعتماد على مراکز التعلیم،والتی تنظر للتعلیم العالی إحدى الصناعات الخدمیة،وتُعِدٍّه عنصرًا جاذبًا للمواهب العالمیة.إن الصلة بین مفهوم مراکز التعلیم،وتنمیة قطاع التعلیم العالی تکمن فی ظهور استراتیجیات محاور التعلیم بعد الأزمة العالمیة الأسیویة 1997-1998،حیث تبنت حکومتا المدینتین مراکز التعلیم؛کجزء من التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة.وَوُصِفَتْ استراتیجیة مراکز التعلیم کوسیلة لزیادة الدخل القومی،وتعزیز القدرة التنافسیة الوطنیة.وقد نشرت حکومة سنغافورة عددًا من الوثائق والخطط؛ لتوضیح فِکَرِها فی إصلاح التعلیم العالی،وتطویره منذ أواخر التسعینیات.وأشارت الحکومة بوضوح إلی طموحها فی تطویر المدینة إلی مراکز تعلیمی إقلیمی فی إطار تنفیذ شعار سنغافورة فی التحول إلی "بوسطن الشرق",ولتأیید هذا الطموح أطلقت الحکومة استراتیجیة" منصة مرکز التعلیم:المدرسة العالمیة"فی عام 2002 .واعتبرتها خطوة مهمة لاستقبال الدولة لمقدمی التعلیم العالی من الخارج ومستهلکیه أیضًا[4].
إن فکرة تحویل سنغافورة إلی مراکز تعلیمی کان مدفوعًا فی المقام الأول بالشواغل الاقتصادیة؛حیث وُضِعَتْ خطة لجذب الجامعات الأجنبیة عبر إنشاء فروع جامعیة لها فی سنغافورة؛مستهدفة فی ذلک جذب 150000 طالب دولی بدوام کامل بحلول عام 2015[5].
وتعد سنغافورة الآن واحدة من المراکز الأکثر نموًا ونجاحًا؛منذ تحرکها على مدار الخمسة عشر عامًا الماضیة من مشروع" منصة مرکز التعلیم:المدرسة العالمیة"،والذی یُرکز على توظیف الطلاب الأجانب،واستقطاب الجامعات المرموقة إلی استراتیجیتها الحالیة؛والتی تؤکد الاستثمار فی المبادرات البحثیة الأساسیة،والمرافق لإنشاء شراکات الأبحاث الدولیة المستدامة،وعلیه ینصب ترکیزها الحالی بشکل مباشر على الأبحاث؛وإنتاج المعرفة،والابتکار[6].
وفی الفترة نفسهاتعهدت حکومة هونج کونج بتطویر المدینة لتصبح محورًا تعلیمیًا،وبدأت استراتیجیتها- اللتین کانتا فی إطار إدارتی:"تونغ"(1997-2005)،و"تسیانغ"(2005-2012)- ؛لتحقیق ذلک الهدف.
فقد هدفت حکومة منطقة هونج کونج الإداریة الخاصة إلی تطویر هونج کونج کمراکز إقلیمی للتعلیم العالی؛ففی عام 2004 أعرب الرئیس التنفیذی السابق عن أمله فی تطویر هونج کونج لتکون مدینة آسیا فی العالم[7].
کانت نوایا هونج کونج وبیانات سیاستها حول وضعها کمراکز تعلیمی واضحة؛لکن خُططها للمضی قُدمًا کانت أقل وضوحًا.وقد رکزت جهود هونج کونج على تقدیم المنح الدراسیة،وتوظیف مزید من الطلاب غیر المحلیین(المقصود هنا الطلاب من المنطقة،وبر الصین الرئیس،الذین لا یمکن تصنیفهم رسمیًا کطلاب أجانب أو دولیین)،ونظرًا لأولویتها فی تعیین الطلاب؛اعتُبِرَتْ هونج کونج مرکزًا لتعلیم الطلاب[8].وتجدر الاشارة إلی أن فکرة تصدیر الخدمات التعلیمیة جاءت بعد الأزمة العالمیة فی عام 2008.وفی عام 2009 ومن أجل خلق فرص عمل جدیدة،وتعزیز قدرة هونج کونج على المنافسة؛قررت الحکومة اعتبار الخدمات التعلیمیة واحدة من المحرکات الاقتصادیة الستة الجدیدة التی یُمکن أن تکمل الرکائز الاقتصادیة التقلیدیة[9].والیوم،ومع تغیر سیاسات الهجرة،واستقطاب مزید من الطلاب للإقامة والعمل فی هونج کونج؛فإنها تطمح إلی أن تصبح مرکزًا لتعلیم المواهب.
مشکلة الدراسة؛وسیاقها:
صارت ظاهرة مراکز التعلیم موضوعًا بحثیًامهمًا فی مجال التعلیم الدولی ؛لفحص سوق للتعلیم العالی على الصعید العالمی،وقد أدى تکثیف التنقل العالمی وظهور أنشطة أخرى عبر الحدود إلی إطلاق استهلاک التعلیم العالی،وتحرره من القیود التی تفرضها الحدود الوطنیة.وفی هذا السیاق أعلنت عدد من المدن،والمناطق،والبلدان عن نیتها فی تطویر نفسها إلى مراکز تعلیمیة[10].
ظهرت مراکز التعلیم فی الآونة الأخیرة تلبیةً للطلب الضخم على التعلیم العالی بشکل عام،والتعلیم الدولی –على وجه الخصوص-على الصعیدین:الإقلیمی،والدولی،بل وصار هذا الاتجاه من أفضل السبل لتطویر البلد أو المدینة؛لجذب الطلاب الموهوبین،والأساتذة أیضًا،وتوفیر الخدمات التعلیمیة للطلاب الدولیین،والمحلیین على حد سواء؛کون التعلیم العالی عنصرًا حاسمًا فی تکوین المراکز التعلیمیة فی بیئة دولیة تنافسیة[11].
وتماشیًا مع هذا الاتجاه؛فإن دول ومدن جنوب شرق أسیا– مثل:مالیزیا،وسنغافورة،وهونج کونج- شرعت فی عملیة تدویل جامعات التعلیم العالی التابعة لها،وتجنید مزید من الطلاب الدولیین،والسعی لتطویر أنفسهم إلى مراکز تعلیم إقلیمیة Regional education hubs[12].
ولم تعد مصر استثناء من ذلک،فالاتجاه الیوم نحو الترکیز على صناعة المعرفة بدلًا من الصناعات التقلیدیة؛لبلوغ مجتمع المعرفة.وتتوافر فی مصر بعض أنشطة التعلیم العابر للحدود،غیر أنها لاتزال محدودة ولا یُفادُ منها بالشکل الذی یضع مصر فی مصاف الدول المتقدمة فی هذا الصدد.
ویشیر الواقع الی بعض العوائق التی تقف حائلًا دون فعالیة أکبر لجهود تدویل التعلیم العالی فی مصر؛ من بینها:المرکزیة الشدیدة لإدارة نظام التعلیم المصری،وضعف استقلالیة مؤسساته،وضعف جودة الکثیر منها وغیاب تنفیذ إطار المؤهلات الوطنی بما یحرم المؤهلات المصریة من ربطها بنظیراتها الأجنبیة[13].
وقد تبین من رصد التحدیات التی تواجه التعلیم العالی ضعف القدرة الاستیعابیة لمؤسساته الحالیة،وضرورة التوسع فی عدد مؤسسات التعلیم العالی الحالیة وإنشاء مؤسسات تعلیم عال جدیدة؛ لاستیعاب معدلات الالتحاق المتزایدة دون التقصیر فی توفیر بیئة مشجعة وصحیة للطلاب [14]
تستهدف الدولة بحلول عام 2030 إتاحة التعلیم والتدریب للجمیع بجودة عالیة دون تمییز؛والإسهام فی بناء الشخصیة المتکاملة،وإطلاق إمکاناتها إلى أقصى مدى لمواطن معتز بذاته ،وقادر على التعامل تنافسیًا مع الکیانات الإقلیمیة والعالمیة[15] ،ویؤکد ذلک دعوتها لإنشاء فروع للجامعات الأجنبیة فی العاصمة الإداریة الجدیدة؛مما یمکنها من التحول إلی مرکز تعلیمی؛وذلک لما لهذه الجامعات من مکانة على المستوى الدولى،وقدرة على جذب الطلاب الوافدین من دول أخرى،والراغبین فى الدراسة بهذه الجامعات؛الأمر الذی یجعل مصر فى قلب التعلیم الدولى،وقبلةً لراغبی هذا النوع من التعلیم فى الوطن العربى والإفریقى[16].على أن ذلک لم یصحبه بیان ما إذا کانت هناک إمکانات واستعدادات کافیة؛ مما یتطلب دراسة نماذج ناجحة فی هذا الصدد،للإفادة منها فی مصر.
تُعد ظاهرة مراکز التعلیم من أحدث الظواهر المرتبطة بالتعلیم الدولی، وعلیه فإن الدراسات التی تناولتها بالبحث،والدراسة لاتزال قلیلة،علاوة على ترکیزها على تصدیر التعلیم،وعلاقته بالتعلیم الدولی،وسوق العمل،وما إلی ذلک؛على أنه لا یزال هناک نقص فی البحوث التی ترکز على قضایا تنمیة مرکز التعلیم،ودوره فی تطویر التعلیم العالی ککل،وصناعته.وعلیه تترکز مشکلة الدراسة فی التساؤل الرئیس التالی:
ما دور مراکز التعلیم Education hubs فی التنمیة المستقبلیة للتعلیم العالی،وجذب المواهب، لصناعة التعلیم العالی؟
منهج الدراسة:
فی إطار المنهج المقارنComparative Method ؛تستخدم الدراسة الراهنة کل من مدخل بیردای،نظریة تحلیل النظم العالمیة؛أما فیما یتعلق بمدخل بیردای،وخطواته:(الوصف،التفسیر،المقابلة، المقارنة /الاستنتاج)،وفی الخطوة الأخیرة المقارنة /الاستنتاج یُستعان بنظریة تحلیل النظم العالمیة لمزید من تفسیر الظاهرة-محل الدراسة-ورصدها کما سیتبین لاحقًا.
أولًا:مدخل بیردای
تستخدم الدراسة الحالیة مدخل بیردای[17]؛لاتساقه مع طبیعة الدراسة الراهنة،وأهدافها؛حیث یعتمد هذا المدخل على مفهوم الحلول الکبرى،ویساعد فی تحقیق التدقیق العلمی عبر اتباعه خطوات علمیة منطقیة تنطلق من فرض مبدئی؛وصولًا إلی الفرض الحقیقی للبحث واختیاره وانتهاءً بوضع عدد من الآلیات والتوصیات المقترحة.وتتمثل خطوات مدخل بیردای فی الدراسة الراهنة فیما یلی:
ثانیًا:نظریة تحلیل النظم العالمیة:
استکمالًا للتحلیل المقارن فی هذه الدراسة،فلابد من الأخذ فی الحسبان منظور تحلیل النظم العالمیة World Systems Analysis ؛حیث تُعد الدراسة الراهنة تطبیقًا لها؛تماشیًا مع الإطار الدولی،وتأکیدًا لتجاوز الحدود الوطنیة للدول؛فالظاهرة والمجال بأکمله نابعان من تأثیر العولمة.ولذا فالدراسة الحالیة تعد تطبیقًا لتحلیل النظم العالمیةWSA على الدراسة المقارنة للنظم التعلیمیة،وقد تبیَّن ذلک فی جوانب عدة فی الدراسة من تأثیر السیاسات العالمیة،والاقتصاد،والأزمة الاقتصادیة،وأثر ذلک على هونج کونج وسنغافورة؛وتحولهما إلی مراکز تعلیمیة.
یمکن الاستناد إلی إمکانیة استخدام مدخل تحلیل النظم العالمیة فی الدراسة الحالیة إلی المرتکز الذی قدمه أرنوف فی دراسته المقدمة عام 1980 بعنوان "Comparative Education and World Systems Analysis"؛حیث أشار إلی إمکانیة استخدام تحلیل النظم العالمیة فی التربیة المقارنة؛لأنها یمکن أن"تحدد وضع دولة ما فی سیاق النظام العالمی"فی إشارة منه لضرورة أو حتمیة تجاوز الحدود الوطنیة ؛کونها خطوة مهمة لفهم أفضل للظواهر التربویة،وتفسیرها فی ظل دراسة البحوث المقارنة.وتعد هذه دعوة لتحلیل النظم العالمیة للتعلیم،حیث کانت الدراسات فی الفترات السابقة تتخذ الدولة القومیة کوحدة أساسیة للتحلیل؛وقد أضاف"أرنوف "بأن الإهمال النسبی للبعد الدولی کان أمرًا مثیرًا للدهشة[18].
ولعل تحلیل النظم العالمیة یستعید البعد الدولی فی مجال التعلیم المقارن والدولی،ویوفر إطارًا أساسیًا لفهم التطورات التعلیمیة والإصلاحات التی اجتاحت عدید من دول العالم فی وقت واحد.ویمکن القول بأن تحلیل النظم العالمیة لا یوسع التحلیلات الکلیة لیأخذ فی الحسبان تصرفات الوکالات التعلیمیة فی نظام دولی حقیقی فحسب؛بل یعزز فهمنا لمصادر التغیر والصراع فی النظام الصغیر للمدرسة والفصول الدراسیة[19].
ویعرف النظام العالمی بأنه:"مجموعة من شبکات التفاعل المتداخلة التی تربط جمیع وحدات التحلیل الاجتماعی- الأفراد،المنازل،الأحیاء،الشرکات،البلدان والمدن،والطبقات،والمناطق،الدول والمجتمعات الوطنیة،الجهات الفاعلة عبر الوطنیة،المناطق الدولیة،والهیاکل العالمیة-.کما یعرف بأنه کل العلاقات: الاقتصادیة،والسیاسیة،والاجتماعیة،والثقافیة بین شعوب الأرض".وبالتالی فإن النظام العالمی لایعنی "العلاقات الدولیة" " أو" السوق العالمیة "فحسب؛بل إنه النظام التفاعلی بالکامل،حیث یکون الکل أکبر من مجموع الأجزاء[20].
یعد Immanuel Waller-stein مُنشئ مفهوم" النظام العالمی"،والذی جادل فی کتابه " النظام العالمی الحدیث الأول:الرأسمالیة الزراعیة وأصول الاقتصاد العالمی الأوروبی فی القرن 16 "(1974)،بأن النظام العالمی هو تقسیم إقلیمی متعدد الثقافات للعمل یکون فیه إنتاج السلع الأساسیة والمواد الخام،وتبادلها ضروری لسکانها فی الحیاة الیومیة.ومن ثم فهی تتکون من مجتمعات ترتبط –ثقافیًا- ارتباطًا وثیقًا ببعضها البعض من خلال تبادل المواد الغذائیة والمواد الخام.وعد "فولرشتاین"أیضًا النظام العالمی الموحد المتمرکز حول أوروبا أول نظام رأسمالی؛حیث استندت النظم السابقة -إلی حد کبیر -إلى استخدام القوة القسریة للدول.وهناک سمة أخرى من سمات النظام العالمی الموحد وهی الهیکلة السیاسیة –کونها " نظاما بین الدول" - للدول غیر المتکافئة والقویة بشکل متساو.ویزعم فولرشتاین أن الأنظمة العالمیة السابقة کانت تمیل دوریًا للتحول إلی" إمبراطوریة عالمیة "ومناطق طرفیة إلی حد کبیر محاطة بکیان سیاسی واحد –،ومن الأمثلة على ذلک روما القدیمة والصین.ویقول "فولرشتاین": إن النظام العالمی لم یشهد هذا النوع من تشکیل الامبراطوریة،حیث لم تتمکن أی دولة منفردة من التغلب علی المنطقة الأساسیة بأکملها.بدلًا من ذلک،ظلت النواة مؤلفة من عدة ولایات مع عرض ظاهرة تسمى" التسلسل الهیمنی"بمعنى:صعود وسقوط حالات الهیمنة الأساسیة"؛على سبیل المثال:هولندا فی القرن 17 ،وبریطانیا فی القرن 19 ،أما فی القرن العشرین کانت الولایات المتحدة،وبناء على ذلک فإن هیاکل الهیمنة فی النظام العالمی هی أقل مرکزیة من الناحیة السیاسیة مقارنة بالامبراطوریات القدیمة الأساسیة[21].
تجدر الإشارة إلى أنه عُرِفَ "تحلیل النظم العالمیة" بهذا الاسم منذ عام 1974 ،وتشیر بعض الحجج إلی تاریخ أقدم من ذلک،ومع ذلک فهو لم یظهر إلا فی سبعینیات القرن 20[22].
تحلیل "فولرشتاین" للنظم العالمیة:
یعد "فولرشتاین"أحد المعنیین بتحلیل النظم العالمیة فقد رکز تحلیله،على التطور التاریخی للنظام الاقتصادی الرأسمالی العالمی؛فضلًا عن تخصیصه قسمًا خاصًا لأنواع العمل الممتدة عبر الدول العدیدة،أو السیاسات المتداخلة والمتفاعلة عن طریق ما یسمى بالنظام الداخلی لدولة ما.
وفی تقسیم النظام العالمی الجدید میز فالرشتاین أربع فئات مختلفة تحدد الموقف النسبی لمنطقة معینة داخل الاقتصاد العالمی على النحو التالی:
لقد ظهر الاقتصاد الرأسمالی العالمی کنظام عالمی تاریخی خلال القرنین:السادس عشر،والسابع عشر؛ ولهذا فإن "فولرشتاین" یسوق الحجة على أنه فی أواخر القرن الثامن عشر،استطاع هذا الاقتصاد دمج کل العالم جغرافیًا،مع قطاع من المناطق المرکزیة،والمناطق البعیدة،وشبه البعیدة عن هذا المرکز،والأنشطة الاقتصادیة المصاحبة،التی ترسخ التفاوتات داخل النظام.ویعنى استخدام النظام العالمی- کوحدة أساسیة للتحلیل-، ضرورة هذه العدسة لرصد التطورات فی الدول الوطنیة قید الدراسة بما فیها موقعها داخل النظام العالمی،وجهودها للحفاظ على/ أو تحسن وضعها النسبی وهذا ینطوی على تحدید سیاق الظروف المعیشیة المتطورة فی دولة وطنیة ما؛مقارنةً بالتفاوت المتزاید، والاندماج على المستوى العالمی مع الدول الوطنیة والنظام الداخلی للدولة،الذی یعمل على دعم هذا النظام[24].
دخل تحلیل النظم العالمیة الآن عقده الخامس کنموذج رئیس فی العلوم الاجتماعیة،منذ نشر "فولرشتاین للمجلد الأول من کتابهThe Modern World-System(1974a .ومقاله الذی یلخص موقفه النظری العام والمعنون باسم "The Rise and Future Demise of the World Capitalist System: Concepts for Comparative Analysis (1974b)" والذی أُجرِیَت عدة تقییمات نقدیة له[25].وعلیه؛یمکن القول بأن هناک تیاراین رئیسیین من تحلیل النظم العالمیة فی العلوم الاجتماعیة والأدبیات فی أواخر الستینیات وأوائل السبعینیات؛الأول:والمرتبط بجهود إیمانویل فولرشتاین( 1974، 1980، 1989)؛بینما یرتبط التیار الآخر بما یسمى " الثقافة العالمیة "و مداخل Neoinstitutionalist .وخلال الثمانینیات أدى الترکیز الموسع الذی قدمه تحلیل النظم العالمیة إلی عدید من الدراسات التی تربط المتغیرات على المستوى الکلی/ المکبر والجزئی/ المصغر لتوضیح أو شرح نتائج ومخرجات النظم التعلیمیة.بحلول التسعینیات من القرن العشرین تجاوزت هذه المدارس المتباینة بشکل متزاید" العولمة " وهی أهم المواضیع الحالیة فی مجالی التعلیم:المقارن والدولی؛وفقًا لبعض المسوح الأخیرة[26].
وتعلیقًا على ما سبق؛تجدر الإشارة إلى أنه برغم کل من: انفصال سنغافورة عن مالیزیا،وإعلانها جمهوریة سنغافورة فی اغسطس 1965 فإنه یطلق علیها الدولة المدینة؛لصغر حجمها،واتحادها السابق مع مالیزیا.أما فیما یتعلق بهونج کونج فهی إحدى المناطق الخاصة التابعة لجمهوریة الصین الشعبیة، وبرغم کونها مدینة تابعة للصین ؛فإن لها نظامًا سیاسیًا مختلفًا عن الموجود فی البر الرئیس الصینی
وذلک وفق مبدأ "بلد واحد، نظامان مختلفان"،والذی یُکرِّس للمدینة حکمها الذاتی؛ فللمدینة استقلالیة قضائیة تتبع هیکلها للقانون العام،کما أنَّ لدیها قانونًا أساسیًا مستقلاً، وینصُّ دستورها الذی وُضِعَ عقب نقل ملکیتها من بریطانیا إلى الصین على أنَّها ستحوز "درجةً من الاستقلالیة" فی کلِّ جوانب الدولة، باستثناء العلاقات الدبلوماسیة الدولیة والبنیة العسکریَّة.والأمر الذی یجعل البعض یطلق علیها على استحیاء"الدولة المدینة".
یستعید تحلیل النظم العالمیة البعد الدولی فی مجالی التعلیم:المقارن،والدولی ،وحیث إنه لم یعد هناک دول مرکز وهامش على النحو القدیم لتقسیم النظام العالمی، ولکن الاتجاه الآن لدراسة ظاهرة العولمة وتأثیراتهاعلى العالم،وهذا یتطابق مع الوضع فی حالتی المقارنة:هونج کونج،وسنغافورة-بالدراسة الراهنة-،وضرورة تجاوز حدود الدولة الوطنیة؛فی إطار العولمة،والتعلیم العابر للحدود. وعلیه کانت نظریة تحلیل النظم العالمیة ملائمة لفهم الدراسة.
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة لتحقیق جُملة من الأهداف؛منها:
5.إلقاء الضوء على التحدیات التی تواجه مراکز التعلیم،وتحول دون نجاحها فی تحقیق الأهداف المرجوة منها،وإمکانیة الإفادة من هذا فی مصر.
أهمیة الدراسة:
حدود الدراسة:
تقتصر الدراسة على فحص الجیل الثالث من التعلیم العابر للحدود؛وتحدیدًا مراکز التعلیم؛وخاصة فی بعض المناطق الجغرافیة فی جنوب شرق آسیا.ثم تُبین تفصیلًا حالتی: سنغافورة،وهونج کونج؛لفحص تجربتهما فی التحول إلی مراکز تعلیمیة.
-تقتصر الدراسة على فحص دور مراکز التعلیم فی التنمیة المستقبلیة للتعلیم العالی،والنظر إلیه کصناعة،وجذب المواهب.
مصطلحات الدراسة:
التعلیم العالی عبر الحدود:
یشمل التعلیم العالی عبر الحدود cross border education جمیع أنواع الدراسة بالتعلیم العالی؛التی یوجد فیها المتعلمون فی بلد مختلف عن البلد الذی تکون فیه المؤسسة المانحة،ویضم عددًا من والأنشطة التی تشکلت عبر موجات أو أجیال ثلاث منذ ظهورها وحتى الوقت الراهن.
مراکز التعلیم الدولیة:
یعد مرکز التعلیم جهدًا منسقًا مخططًا له من قبل قطاع جغرافی محدد کأن یکون دولة بأکملها أو مدینة أو منطقة لبناء کتلة حرجة من الجهات الفاعلة- المحلیة والأجنبیة – بما فی ذلک الطلاب،والمؤسسات التعلیمیة،والشرکات،ومراکز العلوم،والتکنولوجیا؛لتعزیز قطاع التعلیم العالی والمساهمة فی تحقیق اقتصاد المعرفة؛بالارتکاز على مبادرات التعلیم والتدریب وإنتاج المعرفة ومبادرات الابتکار.
صناعة التعلیم العالی:
یعنی مصطلح صناعة التعلیم العالی higher education industryالنظر للتعلیم العالی على أنه أحد الصناعات الخدمیة،والتی یجوز التعامل معها بالمبدأ المنطبق فی الصناعة نفسه،والإتجار فیها, وکون التعلیم أحد السلع التی یمکن تصدیرها فی السوق العالمیة.وعزز هذا الأمر فکرة تصدیر الخدمات التعلیمیة؛کونها أحد المحرکات الاقتصادیة فی إطار تطبیق اتفاقیة الجاتس على قطاعی الخدمات- الصحة والتعلیم-؛وعلى ما سبق یمکن اعتبار التعلیم صناعة یمکن تصدیرها واستیرادها؛لتلبیة الطلب المتزاید على التعلیم فی البلدان المختلفة.وقد صاحب ذلک أیضًا ظهور بعض المصطلحات المصاحبة؛ مثل:الإتجار فی التعلیم العالی،وتسلیع التعلیم العالی.
خطوات الدراسة:
تسیر الدراسة وفقًا للخطوات الاتیة:
الإطار النظری
یتکون الإطار النظری للدراسة من أربعة محاور رئیسة؛هی:مراکز التعلیم الدولیة،حالات المقارنة، المناظرة،والدراسة المقارنة التفسیریة،والواقع المصری وسیتم تناولها تفصیلًا.
المحور الأول:مراکز التعلیم الدولیة
یختص هذا القسم بتقدیم الملامح الرئیسة لظاهرة مراکز التعلیم الدولیة،والفضاءات المُشَکِّلة لها فی سیاق عالمی.
یشمل التعلیم العالی عبر الحدود Cross Border Education جمیع أنواع الدراسات بالتعلیم العالی التی یوجد فیها المتعلمون فی بلد مختلف عن البلد الذی تکون فیه المؤسسة المانحة.ویعد التعلیم عبر الحدود أحد جوانب التدویل المثیرة للجدل،فلم یعد الأمر یتوقف على انتقال الطلاب من بلد إلی آخر لغرض التعلیم-رغم أن هذا النموذج استمر وقتًا طویلًا منذ نهایة القرن الماضی؛بل ولایزال شائعًا حتى الیوم-،وصارت البرامج الأکادیمیة،والمؤسسات التعلیمیة،ومقدمو الخدمات أیضًا یتحرکون عبر الحدود،الأمر الذی یعود بالفائدة على البلدان والمدن؛حیث ترتبط أنواع مختلفة من التعلیم العابر للحدود.وتشیر التقدیرات إلى أنه بحلول عام 2025 سیکون هناک 7.8 ملیون طالب یختارون دراسة التعلیم العالی فی خارج بلادهم[27]؛الأمر الذی یبرر الاهتمام بهذا النوع من التعلیم.
تٌعد مراکز التعلیم الدولیة أحدث وآخر التطورات فی مجال التعلیم عبر الحدود،وتمثل الجیل الثالث منه ؛حیث یُعد التنقل/الحراک،والتعاون بین الجامعات العالمیة،والمحلیة،والطلاب،ومعاهد البحث العلمی،والقطاع الخاص عناصر أساسیة فی هذا الصدد.ومنذ أوائل عام 2001 بدأت الدول فی تطویر کتلة حرجة من مقدمی الخدمات،والبرامج الأجنبیة،والطلاب،وبدأت الموجة الثالثة أو الجیل الثالث فی الظهور عالمیًا[28].
1.أجیال التعلیم العابر للحدود
أکدت الدراسات فی مجال التعلیم العالی عبر الحدود وجود ثلاثة أجیال،ویجدر الإشارة إلی أن هذه الأجیال لا یستبعد بُعضها بعضًا؛ففی الواقع تبنى،وترتکز مراکز التعلیم على أنشطة الجیلین:الأول،والثانی ویوضح الجدول رقم (1) ذلک تفصیلًا.
جدول رقم(1):أجیال التعلیم العالی عبر الحدود.
الوصف |
الترکیز الأساسی |
أجیال التعلیم عبر الحدود |
الطلاب:- إما للحصول على درجة علمیة کاملة أو دراسة لفصل دراسی واحد،أو لإجراء بحث میدانیFieldworkresearch،أو برامج تبادلیة Exchange program. أعضاء هیئة التدریس:- للتدریس،النمو المهنی،ولتدعیم التعاون البحثی الدولی. |
حرکة الطلاب/الناس تشمل حرکة الطلاب وأعضاء هیئة التدریس،والعلماء إلی دول أجنبیة لأغراض التربیة،والبحث العلمی. |
الجیل الأول |
حرکة البرامج،وتشمل : *التوأمة Twinning. *الامتیازFranchised . *الدرجات المشترکةJoint/double award. *التعلیم من بعد/عبر المسافات. Online/distance Massive open online courses
حرکة المزودین وتشمل: * أفرع الأحرم الجامعیةBranch campus. *الجامعة الافتراضیةVirtual university. *المؤسسات المستقلةIndependent institutions |
حرکة البرامج والمزودین Programme and provider mobility حیث تشمل حرکة البرامج،والمؤسسات/الشرکات عبر الحدود لأغراض التعلیم والتدریب فی دولة أجنبیة.
|
الجیل الثانی |
مرکز الطالب Student hub یتحرک الطلاب،البرامج والمزودین/المقدمین إلی دول أجنبیة لأغراض التعلیم. مرکز الموهبة Talent hub یتحرک الطلاب إلی الدول الأجنبیة للتعلیم والتدریب،ویمکثون من أجل التوظیف. مرکز المعرفة/الابتکار Knowledge / innovation hub یتحرک الباحثون،العلماء،ومؤسسات التعلیم العالی،ومراکز البحوث والتنمیة R&D إلی دول أجنبیة؛لإنتاج المعرفة . |
مراکز التعلیم Education hub تجتذب البلدان طلابًا،وباحثین،وعمال وبرامج،ومزودین أجانب،وشرکات البحوث والتنمیة R&D لأغراض التعلیم،وإنتاج المعرفة والابتکار.
|
الجیل الثالث |
المصدر:
- Knight," Understanding Education Hubs Within the Context of Crossborder Education" ,15.
وفی هذا الصدد صُنِفَ التعلم العالی عبر الحدود إلی ثلاثة أنواع رئیسة؛وهی:الحراک الطلابی student mobility،حراک البرامج والمزودین Program and provider mobility ،مراکز التعلیم Education hubs[29]،وسوف یتم شرح کل منها بشیء من التفصیل.
*الحراک الطلابی:الجیل الأول للتعلیم العابر للحدود:
عندما یُستخدم مصطلح الحراک الطلابی بمعناه الشامل؛فإنه عادة ما یشیر إلی حرکة الطلاب الدولیین الذین یأخذون درجات کاملة فی الخارج،أو الطلاب الذین یتشارکون فی فصل دراسی أو سنة کاملة فی الخارج کجزء من برنامجهم الدراسی فی جامعتهم الأم.وعلاوة على ما سبق؛فإن تنقل أو حراک الطلاب یتضمن أکثر من مجرد برنامج أو مقرر،فقد یشمل البحوث،والعمل المیدانی،والتدریب الداخلی؛کجزء من البرنامج.ونظرًا لأهمیة فهم الثقافات واللغات الأجنبیة للطلاب،ونتیجة لعدم توافر الوقت أو التکلفة الکاملة لقضاء فصل دراسی کامل فی الخارج،فیمکن بدلًا من ذلک أن یشارکوا فی دورات أو ورش عمل ثقافیة أو رحلات أو أنشطة على مدى زمنی قصیر،وکل ما سبق یُعد أشکالًا جدیدة من الحراک الظاهری آخذة فی الظهور،وتستحق مزیدًا من الاهتمام والبحث[30].
*حراک البرامج ومقدمی البرامج:الجیل الثانی للتعلیم العابر للحدود:
فی بدایة التسعینیات،بدأت حرکة البرامج ومقدمى الخدمات عبر الحدود فی الزیادة بشکل کبیر،وأصبح لها تأثیر على عدد الطلاب الذین یمکنهم الالتحاق ببرامج التعلیم العالی الأجنبی،والحصول على عدد من المؤهلات والشهادات بدون مغادرة بلدهم الأم.وتشمل الأمثلة على حراک البرامج ما یلی:برامج التوأمة والامتیاز،الدرجات المشترکة المزدوجة،الدورات المقدمة عبر الانترنت؛والتی تتضمن مراکز التدریس Teaching centres،والجامعات الافتراضیة.
* مراکز التعلیم:الجیل الثالث للتعلیم العابر للحدود:
ظهرت مراکز التعلیم- الجیل الثالث- مؤخرًا،والتی تضم أو تشمل الجیلین:الأول،والثانی من الأنشطة التعلیمیة عبر الوطنیة،ولکنها تمثل تکوینًا استراتیجیًا واسعًا من الفعالیات،والأنشطة.ومن أکثر المشارکین نشاطًا فی إنشاء مراکز تعلیمیة:هونج کونج،وسنغافورة،ومالیزیا،والإمارات العربیة المتحدة،وقطر فی منطقة آسیا والمحیط الهادی والتی تعد الوجهة الرئیسة لتصدیر التعلیم خاصة بعد الإعلان الرسمی لمنظمة التجارة العالمیة فی عام 1995،واعتبار التعلیم أحد السلع التی یمکن تصدیرها فی السوق العالمیة[31].إن المیزة الجیدة للجیل الثالث:الترکیز على إنتاج المعرفة،والابتکار،خلافًا عن الجیلین:الأول،والثانی؛واللذان ارتبطا تقلیدیًا بعدد من مبادرات التعلیم والتدریب.
2.مفهوم مرکز التعلیم:
عرفت دراسةKnight,2014))مرکز التعلیم على أنه جهدٌ منسقُ،واستراتیجیٌ؛لبناء کتلة حرجة من الجهات الفاعلة:والمحلیة،والأجنبیة؛بما فی ذلک الطلاب،والمؤسسات التعلیمیة،والشرکات،والصناعات المعرفیة،ومراکز العلوم والتکنولوجیا عبر التفاعل،والشبکات والجهات الفاعلة للانخراط فی التعلیم، والتدریب،وإنتاج المعرفة،ومبادرات الابتکار.ویکون هذا التخطیط من قِبَلِ الدولة أو المنطقة أو المدینة لبناء کتلة حرجة من أجل تعزیز قطاع التعلیم العالی ،والإسهام فی اقتصاد المعرفة[32].
وتعرفه دراسة (Lane, Kinser,2011) بأنه:"منطقة مخصصة تهدف جذب الاستثمار الأجنبی والاحتفاظ بالطلاب المحلیین،وبناء منطقة إقلیمیة السمعة؛عن طریق توفیر الوصول إلی التعلیم والتدریب عالی الجودة لکل من الطلاب الدولیین والمحلیین،وإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة"[33].
ولفهم مفهوم المرکز بشکل أکثر إیضاحًا،من المفید فحص الکلمات المفتاحیة الرئیسة الخمسة فیه،على النحو التالی[34]:
أولًا:یُشیر مفهوم" الجهد المخطط "إلی أن المرکز یُعد مشروعًا مقصودًا أو متعمدًا یضمن عادة استراتیجیة وإطارًا للسیاسة العامة،وبعبارة أخرى فإنه أکثر من مجرد تداخل أو مصادفة للجهات الفاعلة التی تعمل فی التعلیم وقطاعات المعرفة.ویساعد مفهوم التخطیط فی تقلیل فرص کون مرکز التعلیم مجرد حرکة أو تدریبات على العلامات التجاریة.
ثانیًا:یشیر مفهوم "الکتلة الحرجة" إلی أن هناک أکثر من فاعل واحد،ومجموعة من الأنشطة المعنیة وهذا یعنی أن أفرع الأحرم الجامعیة أو برامج الامتیاز,أو حدائق العلوم والتکنولوجیا بمفردها لا تشکل مرکزًا؛حیث یتجاوز مفهوم الکتلة الحرجة عمدًا مجموعة عشوائیة من الأنشطة العابرة للحدود،ویشیر إلی وجود مجموعة أساسیة من الجهات الفاعلة لضمان أن یکون تأثیر الکل)المرکز)أکبر من مجموع أجزائه.
ثالثًا:یُشیر إدراج" العناصر الفاعلة المحلیة والدولیة"إلی أن مرکز التعلیم یضم کل من المشارکین المحلیین والأجانب.؛حیث تشمل الجهات الفاعلة: المحلیة،والإقلیمة،والدولیة؛ مثل:العلماء،والمؤسسات،والشرکات،والمنظمات،ومراکز الأبحاث،والصناعات المعرفیة.وتُستخدم مصطلح " الفاعل" بطریقة شاملة لتغطیة مقدمی الخدمات،ومنتجیها،ومستخدمیها فی عروض التعلیم الخاصة بالمرکز،والتدریب،والخدمات المعرفیة.ویختلف تنوع الجهات الفاعلة من مرکز إلی آخر حسب الأسس المنطقیة،ووظائف المرکز؛وبالتالی لا یتم تحدید أنواع العناصر عن قصد فی التعریف.
رابعًا: تُعد فکرة "المشارکة الاستراتیجیة" أساسیة بالنسبة للمفهوم؛حیث إنها تؤکد الشعور المتعمد بالتفاعل أو العلاقة بین الأطراف الفاعلة.فبرغم اختلاف طبیعة المشارکة ختلف من مرکز إلی آخر؛فإن المبدأ الأساسی هو وجود قیمة مضافة عندما تکون الجهات الفاعلة متصلة أو تتعاون أو تتشارک فی مرافق وموارد مشترکة.
خامسًا:یصور" التعلم والتدریب وإنتاج المعرفة ومبادرات الابتکار" فئات واسعة من أنشطة ومخرجات المحور؛فهناک مجموعة واسعة من المبادرات أو الخدمات المتوفرة حسب نوع المرکز وأولویات الجهات الفاعلة الفردیة والخطة الاستراتیجیة للراعی.
ولعل ماسبق یتماشى مع دراسة (Lo,2015) فی تحلیل مفهومات مراکز التعلیم،والتی أکدت أنه بالنظر إلی جُملة المفهومات یتبین تأکیدها على أهمیة "الشعور المتعمد بالتفاعل أو العلاقة بین الفاعلین" فی مشروع المرکز،ولذلک فإن أفکار" الجهد المخطط" و" المشارکة الاستراتیجیة" مدرجة دومًا فی تلک التعریفات،کما یوحی الترکیز على " الکتلة حرجة" و" الجهات الفاعلة:المحلیة والدولیة " أن المرکز یشیر إلی مزیج متعمد من الجهات الفاعلة الأجنبیة والمحلیة التی یمکن أن تنتج نتائج مهمة.وتشیر عبارة " التعلیم والتدریب وإنتاج المعرفة والابتکار"إلی أن مفهوم مرکز التعلیم لا یتعلق بالتعلیم فحسب؛بل یشمل أیضًا مجالات أخرى ذات صلة.وتکشف هذه الفکرة عن المشارکة متعددة الساحات التی تؤدی لتنوع المبررات،والجهات الفاعلة،والأنشطة المتعلقة بمراکز التعلیم.ولقد نجم عن هذا عدد من الأنواع المختلفة لمراکز التعلیم[35].
أعطت دراسةKnight,2014))مزیدًا من الترکیز على محددین أساسیین فی تعریف المرکز التعلیمی؛وهما:مخطط Planned ،واستراتیجیstrategic ،وهذا یشیر بوضوح إلی أن تنمیة المرکز لیست عملیة متخبطة،وینبغی أن تکون هناک بعض الأدلة على التخطیط الاستراتیجی فی خطط المراکز التعلیمیة[36].
وعلى ما سبق،یمکن للباحث تحدید مفهوم مرکز التعلیم على النحو التالی:"جهدٌ منسقٌ مخططط له من قِبَلِ الدولة/المدینة/المنطقة؛لبناء کتلة حرجة من الجهات الفاعلة– المحلیة والأجنبیة-؛بما فی ذلک الطلاب، والمؤسسات التعلیمیة،والشرکات،ومراکز العلوم،والتکنولوجیا؛لتعزیز قطاع التعلیم العالی،والإسهام فی تحقیق اقتصاد المعرفة،بالارتکاز على مبادرات التعلیم،والتدریب،وإنتاج المعرفة ومبادرات الابتکار".
وقد أکدت دراسة Knight,2014)) تنوع المداخل/ النهوج والدوافع لتطویر المراکز التعلیمیة،فلا یوجد نموذج أو مقیاس واحد یناسب جمیع المداخل/النهوج لإنشاء مرکز تعلیمی دولی،فکل بلد أو ولایة لدیها دوافعها،ونهوجها،وتوقعاتها الخاصة[37].
حتى عام 2012 لم یکن هناک سوى عدد قلیل من البلدان والمدن فی جمیع أنحاء العالم تحاول بجدیة تطویر نفسها کمراکز تعلیمیة؛منها-على سبیل المثال-:هونج کونج،وسنغافورة،ومالیزیا،والإمارات العربیة،وقطر،وبوتسوانا،والبعض الآخر؛مثل:البحرین،وموریشیوس،وکوریا،وسیریلانکا کانت لاتزال فی المراحل المتعثرة الأولیة.إلا أنه بنهایة 2017 صار هناک عدد من البلدان والمدن التی تعمل کمراکز تعلیمیة موثوقة،ومستدامة،وهی:سنغافورة،ومالیزیا،وقطر،والامارات العربیة المتحدة،وموریشیوس.تمییزًا لها عن أخرى ذات نوایا قویة لعمل مراکز تعلیمیة لکنها-حتى نهایة 2017- لم تنفذ خططها بشکل کامل وتشمل بوتسوانا،هونج کونج،کوریا،البحرین،سیریلانکا.[38]
ویُلاحظ الإشارة إلی أن کل الدول التی لدیها مراکز تعلیمیة هی دول صغیرة الحجم نسبیًا،ومتطورة بشکل معقول،ولکنها غیر قادرة على استضافة أعداد کبیرة من الطلاب الدولیین.معظم المراکز - خاصة مراکز الطلاب،والموهبة-تهدف إلی زیادة أعداد المزودین والبرامج،وبالتالی زیادة عدد الطلاب.ولکن یبدو السیناریو مختلفًا فی الدول کبیرة الحجم،والتی قد تؤسس بعضها مراکز تعلیمیة على مستوى المدینة أو المنطقة.على سبیل المثال:تعد بوسطن مرکزًا تعلیمیًا یرکز على الجامعات ومراکز البحوث،وبرغم أن بوسطن لم تکن البدایة عندها بوضع خطة رئیسة Master Plan لتطویر نفسها کمرکز تعلیمی، فإنه یمکن وصفها بأنهاأفضل مثال لمرکز تعلیمی على مستوى المدینة فی العالم A City Level Education Hub.وعلى الجانب الآخر أعلنت الهند خطتها لإنشاء(12)مرکز تعلیمی على مستوى المدینة،لکن الفحص الدقیق لخططهم یبین أن هدفهم یقتصر على تعزیز الروابط بین مؤسسات التعلیم العالی المحلیة والصناعات الخاصة،ولکنهم لم یخططوا – على الأقل حتى هذا الوقت – لجعل هذه المدن مراکز للجهات الفاعلة المحلیة والأجنبیة العاملة تعمل بالتعاون مع أنشطة التعلیم عبر الحدود[39].
هناک عدید من المصطلحات التی تصف المرکز التعلیمی،وفی الواقع تختار کل دولة / مدینة المفهومات التی تناسب مبادراتها.على سبیل المثال تشمل المصطلحات المستخدمة حالیًا بقع التعلیم الساخنة education hot spot،البوابة gateway ،المرکز hub،والمنطقة الاقتصادیة الحرة free economic zone ، المدرسة العالمیة global school house ،مدینة العالم global village ،المدینة الأکادیمیة الدولیة international academic city ،مدینة الجامعة university town والقائمة تطول.ویکشف تحلیل المصطلحات أنه فیما عدا " المنطقة الاقتصادیة الحرة للتعلیم العالی" فإن المصطلحات تکون أکثر توجیهًا نحو تحدید مکانة تسویقیة أکثر من الإشارة إلی نهج تجاری أو أکادیمی معین؛على أن تنوع المصطلحات،واستخدامها قد یؤدی الی حدوث إرباک کثیر؛فمدینة التعلیم -على سبیل المثال-و مصطلح مفضل لدى کثیرین،ولکن له استخدام مغایر تمامًا عن المرکز التعلیمی؛فمدینة التعلیم البحرانیة Bahrain education city تشیر إلی مجمع من المبانی،وأماکن الترفیه،والمرافق التجاریة،وکذلک المختبرات،والمناطق السکنیة فی حین أن مدینة هونج کونج التعلیمیة Hong Kong education city هی بوابة على شبکة الانترنت للمعلمین،والطلاب،وأولیاء الأمور،والمجتمع[40].
3.الفرق بین مراکز التعلیم وأفرع الأحرم الجامعیة:
قد ینظر البعض إلى مراکز التعلیم وأفرع الأحرم الجامعیة على أنها کیانات واحدة على أن هذا غیر صحیح،فرغم تشابهها؛فإنها غیر متطابقة.وقد عززت ذلک جُملة من الدراسات یمکن الاستعانة بها فی هذا الصدد.
أکدت دراسةKnight,2014)) أن هناک علاقة بین مراکز التعلیم،وأفرع الأحرم الجامعیة،واستدلت على ذلک بأن أربعة من أکبر خمسة بلدان مستقبلة للفروع الأجنبیة هی مراکز تعلیمیة بالفعل؛حیث تبین أن أعلى البلدان المستقبلة لتلک الأفرع فی عام 2011 هی:الإمارات العربیة المتحدة،وسنغافورة،والصین،وقطر،ومالیزیا،ونجد أن المراکز التعلیمیة تستضیف نحو 40% من إجمالی الفروع الدولیة،ویمثل أعلى ترکیز من المراکز التعلیمیة فی هذه البلدان - فیما عدا الصین-.فی المقابل فإن البلدان الرئیسة المصدرة للفروع؛هی:الولایات المتحدة،واسترالیا،والمملکة المتحدة،وفرنسا،والهند لم یتم تحدیدهم بشکل جدی على أنهم مراکز تعلیم[41].
لقد تناولت دراسة (2017 Pham,)العلاقة بین المراکز التعلیمیة،والأفرع الجامعیة من منظورین؛الأول:أنه برغم أن المحور مفهوم وکیان شاملان؛فإننا نجد الفروع الجامعیة هی مؤسسة أکادیمیة فعلیة یمکن أن تستخدمها الحکومات لمساعدتها فی تطویر نفسها إلى مراکز تعلیم[42].والثانی،حیث أقرت بالشراکات الدولیة أو مبادرات الأفرع الجامعیة- کونها واحدة من استراتیجیات المرکز-؛من أجل الحفاظ على الخریجین داخل الحدود الإقلیمیة و/ أو الحدود الوطنیة.وبما أن حکومات البلدان المضیفة قد اعترفت جیدًا بخطر فقدان المواهب الشابة؛فإن وجود الأفرع الجامعیة لیس لإبقاء الطلاب المحلیین فحسب ،ولکن أیضًا لجذب الطلاب الأجانب للدراسة داخل البلد المضیف.لذلک تتجاوز استراتیجیات المحور هدف استیراد البرامج أو مقدمی الخدمات إلى منع الآثار السلبیة الدولیة المحتملة لـ" هجرة الادمغة "والتطلعات نحو" کسب الأدمغة "الإقلیمیة من أجل التنمیة الاقتصادیة المستدامة[43].
وعلیه، فإن مراکز التعلیم لیست فرع حرم جامعی مفرد؛ولکنها أشمل وأکثر من مجرد مبادرة أو مؤسسة واحدة.
4.أنواع مراکز التعلیم:
هناک ثلاثة أنواع رئیسة للمراکز التعلیمیة تشمل:مرکز الطالب،مرکز الموهبة،مرکز المعرفة،والابتکار.وتستند هذه النماذج الثلاثة على المبررات الدافعة للتنمیة لدى المرکز.
*مرکز الطالب Student hub :
یُعد هذا النوع الأکثر شیوعًا،ویختص بشکل تقلیدی بتدریب طلاب التعلیم العالی على مستوى المرحلة الجامعیة undergraduate level .ویشمل هذا المرکز کلًا من الطلاب المحلیین،والأجانب،والمغتربین فی بعض الحالات.والطلاب المغتربینexpatriate student هم أبناء العمال الضیوف الذین یعملون،ویعیشون فی البلدة المضیفة،وبرغم أنهم یعیشون لفترة طویلة من الزمن،فإن أبنائهم لا یحصلون على الفرص التعلیمیة المتاحة للمواطنین المحلیین نفسها،أما الطلاب الأجانب فقد یأتون من دول الجوار والتی تکون فرص التعلیم بها محدودة،وقد یأتوا من دول متقاربة فی السیاق الثقافی أو یأتون من دول خارج المنطقة.وعلى ذلک فإن مرکز الطلاب یوسع نظام التعلیم على أمل تلبیة احتیاجات الطلاب من أصول مختلفة[44].
وعلى ما سبق،یُعد الأساس المنطقی لهذا المرکز هو جذب مؤسسات التعلیم العالی الأجنبیة وتشجیعها على تقدیم برامج الامتیاز،والتوأمة،أو تأسیس أفرع الأحرم الجامعیة لتوسیع فرص الحصول على التعلیم العالی للطلاب المحلیین،تولید الایرادات من رسوم الطلاب، تدویل نظام التعلیم العالی المحلی،وتطویر مؤسساته،وتحسین تصنیفها الدولی[45].
* مرکز الموهبة Talent hubs:
یشترک مرکز الموهبة مع سابقه فی المبدأ نفسه،وهو دعوة مؤسسات التعلیم العالی الدولیة الی توفیر البرامج الأکادیمیة،وفرص التطویر المهنی التی تستهدف الطلاب الدولین،والمغتربین،والوطنیین،فضلًا عن الموظفین المحلیین،وإضافة لما سبق،فإن مرکز الموهبة له هدف أشمل وأهم یتمثل فی تنمیة الموارد البشریة للقوى العاملة الماهرة،وتوسیع نطاق المواهب من العمال المهرة وبناء اقتصاد قائم على الخدمات أو قائم على المعرفةa service –or- knowledge –based economy [46].
*مرکز المعرفة،والابتکار: The knowledge /innovation hub
یرکز هذا المرکز على إنتاج،وتطبیق المعرفة الجدیدة،والتی یکون لدیها القدرة على الاستخدام التجاری.إن البحث فی مرکز المعرفة لا یقتصر فحسب على مجال التعلیم العالی،ولکنه یشمل أیضًا البحوث التی أجریت بالشراکة بین القطاعین:العام،والخاص وقطاع الشرکات؛لذلک لا یسعى مرکز المعرفة لجذب المؤسسات الأجنبیة للتعلیم العالی فحسب،وإنما أیضًا الشرکات المستقلة وبشکل أکثر تحدیدًا یسعى مرکز المعرفة لتعزیز ثقافة البحث العلمی،ومخرجات الدولة أوالمنطقة أو المدینة؛لتصبح راعیًا بارزًا فی اقتصاد المعرفة العالمی.ترکز بعض مراکز المعرفة،والابتکار بشکل ملحوظ على الأبحاث فی مجالات العلوم،والتکنولوجیا،والهندسة،والریاضیات STEM؛بهدف تعزیز الکفاءات،والقدرة على المنافسة فی المجالات الاستراتیجیة,واستقطاب الخبراء,والمؤسسات المعنیة باقتصاد المعرفة،ولتحقیق ذلک فإن مراکز المعرفة قد تنفذ مجموعة واسعة من الاستراتیجیات وتزید -إلی حد کبیر-التمویل العام للبحوث،وتستخدم سجلات نشر أو طلبات براءات الاختراع،وهناک استراتیجیة أخرى تتمثل فی جذب الاستثمار الأجنبی المباشر لتمویل البحوث والاستفادة من الملکیات الفکریة لأغراض تجاریة[47].
وتعکس الأنواع الثلاثة لمراکز التعلیم وظائف مختلفة للتعلیم عبر الحدود؛ففی الوقت الذی یرکز مرکز الطالب على الصلة بین التعلیم کصناعة والتدویل،وتشکل زیادة حصة الدولة فی سوق التعلیم العالی العالمی أحد الشواغل الرئیسیة فی هذا النهج؛یجمع نهج مرکز المواهب الذی یضطلع بمهمة تنمیة الموارد البشریة بین مفهوم المرکز مع وظائف التدریب المهنی والتقنی فی اقتصاد المعرفة.وأخیرًا یسعى مرکز المعرفة،والابتکار إلی استکشاف المنافسة الدولیة؛النهوض بالمعرفة,والاستتثمار الأجنبی, والتنافس الدولی.وباختصار فإن استراتیجیة مراکز التعلیم تتضمن أساسًا وضع بلد- منطقة- مدینة فی المشهدین: السیاسی،والاقتصادی من المنظورات العالمیة,والإقلیمیة[48].
5.الأسس المرتبطة بمراکز التعلیم:
إن مسح مراکز التعلیم الموجودة حالیًا،وفحصها یشیر إلی وجود ثلاثة جوانب أساسیة لابد من دراستها بعمق عند تناول المراکز التعلیمیة هی:المستوى،والمشارکة،والتأثیر.
یشیر الجانب الأول إلى مستوى أو حجم المرکز؛کأن تکون دولة بأکملهاCountry،أو مدینة city أومنطقةzone.وهذا یُشیر إلی إمکانیة أن یکون المرکز فی منطقة جغرافیة محددة أو یکون أکثر انتشارًا ؛کما هو الحال فی المستوى القُطری Country Level.ویتضمن الجانب الثانی"المشارکة" أو جذب الجهات الفاعلة لتکون جزء من الأنشطة،والخدمات المقدمة من المرکز؛على سبیل المثال یمکن لمرکز التعلیم أن یشمل الجهات الفاعلة المحلیة،والاقلیمیة،والدولیة.أما الجانب الثالث فیرکز على تأثیر أو انتشار نفوذ،ومدى الاستفادة من مرکز التعلیم ؛کتوفیر التعلیم،العمالة المهرة،أو تولید المعارف الجدیدة/الابتکار یمکن أن تستفید منه منطقة،ولایة،دولة،أو خارجها.وهکذا فإن المفهومات الثلاثة:المستوى،والمشارکة،والتأثیر مرکزیة لدراسة مراکز التعلیم[49].
وتطبیقًا على ما سبق،یمکن اعتبار مالیزیا أحد أمثلة مراکز التعلیم على مستوى الدولة A-Country-level hub ؛حیث تحوی عددًا من مبادرات التعلیم عبر الحدود،وتشمل(7) أفرع دولیة تقع فی ولایات مختلفة،بالإضافة إلی استراتیجیة لتجنید الطلاب الدولیین على المستوى الوطنی،وتنطوی على عدد من الجامعات المحلیة والخارجیة فی جمیع أنحاء البلاد.وهناک منطقة اقتصادیة خاصة تسمى Iskander تضم مدینة تعلیمیة Education City وشراکات دولیة متعددة،وبرامج أکادیمیة مشترکة بین التعلیم العالی والأجنبی.هناک حالات أخرى مثل دولة الامارات العربیة المتحدة لا توجد فیها استراتیجیة لمحاور التعلیم على المستوى القطری لکن هناک عدة أنشطة تعلیمیة دولیة تقع فی مواقع أو مناطق مختلفة فی الدولة.وتعتبر قطر مثالًا مثیرًا لأنها تنص بوضوح فی وثائق التخطیط على أنها مرکز تعلیم،وتعد سنغافورة أیضًا مثالًا مثیرًا للاهتمام؛حیث تعد مرکزًا تعلیمیًا على المستوى القطری؛وتنطویضوی على عدد کبیر من السیاسات،والمبادرات المترابطة،ولکنها جغرافیًا تسمى الدولة المدینة–کما یطلق علیها البعض- city state.
تُعد دراستا الحالة التی تقدمها الدراسة الراهنة – من حیث المشارکة- ذات طابع دولی؛حیث تجتذب مقدمین تعلیمیین،طلاب وشرکات محلیة،وأجنبیة على حد سواء.ولهذا یفضل التمییز بین مرکزًا على المستوى المحلی domestic level -والذی یشمل فاعلین محلیین فحسب-،وبین مراکز التعلیم الدولیة،وعلیه فإن التعاون والتفاعل بین الفاعلین/الجهات المحلیة والدولیة هی أساسیة لمفهوم مرکز التعلیم الدولی،وقد تبدو الاختلافات بین المستوى،والمشارکة،والتأثیر غامضة فی هذه المرحلة.
6.تاریخ تأسیس المرکز،وتطوره:
إن عدد السنوات التی تستغرقها الدولة حتى تجعل نفسها مرکزًا تعلیمیًا له تأثیر هائل على تقدم وتطور المرکز؛وعلى سبیل المثال فی عام 2003/2004 أعلنت الإمارات العربیة المتحدة،وهونج کونج خططهما لتصبحا مرکزین تعلیمیین معترف بهما.وقد حققت الإمارات العربیة المتحدة أهدافها،وکذلک هونج کونج-وإن کانت تلیها فی التنمیة-.أعلنت مالیزیا عن مرکزها التعلیمی عام 2007 ،وتقدمت للأمام بشکل ملحوظ،ویرجع ذلک إلی أنها کانت جزئیًا– قبل ذلک - قد أسست أفرع أحرم دولیة؛مما أسهم إیجابیًا فی تطورها،وبسبب إرادتها السیاسیة القویة[50].ویعرض الجدول التالی أمثلة لتواریخ تأسیس بعض المراکز التعلیمیة،وتطورها،وتطلعاتهم على المدى المتوسط أو الطویل.
جدول رقم(2):تواریخ تأسیس بعض مراکز التعلیم– على المستوى القطری-،وتقدمها.
|
قطر |
الإمارات العربیة المتحدة |
هونج کونج |
مالیزیا |
سنغافورة |
بوتسوانا |
الإعلان |
1995 |
2003 |
2003 |
2007 |
1998 |
2008 |
التنفیذ |
1995 |
2003 |
2008 |
2007 |
1998 |
2008 |
مستوى التقدم |
عالٍ |
عالٍ |
منخفض |
متوسط- عالٍ |
عالٍ |
منخفض |
نوع المرکز |
موهبة/طلاب |
طلاب/موهبة |
طلاب |
طلاب |
معرفة |
طلاب |
الطموح |
موهبة/معرفة |
موهبة/معرفة |
موهبة |
موهبة/معرفة |
معرفة |
طلاب/موهبة |
المصدر:
Jane Knight," Comparative Analysis of Education Hubs" in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 184.
ومن الجدول السابق یمکن الخروج بأنه تعد قطر،وسنغافورة من أوائل المناطق الجغرافیة التی توافرت لدیها رؤیة واضحة فی أن تصبح مراکز للتعلیم؛خاصة بعد أن أعلنت نوایاها فی عامی 1995 ،1998.وقد حققت قطر فی السبع عشرة سنة تقدمًا کبیرًا فی هذا الصدد من خلال تطویر مدینتها التعلیمیة،وحققت سنغافورة أیضا درجة عالیة من التقدم بدایة من إنشاء المشروع العالمی" المدرسة العالمیة" the global school house project فی السنوات الأولى؛انتقالًا إلی إنشاء مراکز البحث، والابتکار المکثف بحلول عام 2012[51].
7.التخطیط،والسیاسات،والوثائق التنظیمیة للمراکز التعلیمیة:
هناک أربعة أنواع من الوثائق التنظیمیة للمراکز التعلیمیة کما یلی[52] :
*الرؤیة أو الخطة القومیة A national vision or plan
وتوضح هذه الخطة الحاجة،المبررات،والأولویات بالنسبة للدولة،ودرجة ارتباطهم بتطویر مرکز التعلیم.
*الخطة والسیاسات على المستوى القومی national –level policies and plan
وتشمل السیاسات من مختلف القطاعات؛مثل:التربیة،والاقتصاد،والموارد البشریة،وکیفیة ارتباطهم بالمرکز.
*وضع خطة رئیسة للمرکز أو عدد من الخطط الواضحة لمکوناته.
* اللوائح على مستوى العملیات،والسیاسات ومراقبة تنفیذ خطط مرکز التعلیم .ویوضح الجدول رقم (3) لمحة عن التخطیط،السیاسات والوثائق التنظیمیة لعدد من المراکز التعلیمیة الشهیرة.
جدول رقم(3):الخطط،والسیاسات،واللوائح المُشَکِلّة لتطور بعض المراکز التعلیمیة.
Influential policies and regulations shaping hub development
|
قطر |
الامارات العربیة |
هونج کونج |
مالیزیا |
سنغافوره |
الخطة أو الرؤیة الوطنیة التی توجه تطور المرکز على مستوى القطاع Sector-level plans
|
توجد
خطة قطر الوطنیة2030 |
لا توجد
هناک خطة على مستوى الإمارة فحسب،ولیس على المستوى القومی |
لا توجد
یوجد خطاب سیاسی فحسب من الرئیس التنفیذی للأعوام (2004)/(200) / (2009-2012). |
توجد
الخطة الوطنیة |
توجد
سنغافورة21 |
الخطط على مستوى القطاع والتی تتضمن خطة المرکز الاستراتیجیة Master/strategic hub plan |
توجد
استراتجیة التعلیم العالی |
لا توجد
توجد خطةعلى مستوى الامارات فحسب |
توجد
لجنة المنح الجامعیة |
توجد
الخطة الاستراتیجیة القومیة للتعلیم العالی (خطة 2020) |
توجد
منصة الصناعة21 |
القواعد التشغیلیة لخطة المرکز الاستراتیجیة Operational regulations |
بالتکوین تتطور من قبل صندوق قطر |
على مستوى الامارة فقط والموجودة هی خطة دبی الاستراتیجیة 2015 |
لاتوجد |
بالتکوین المدینة التعلیمیة فی اسکندر |
توجد |
المصدر:
Jane Knight," Comparative Analysis of Education Hubs" in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 186-187.
ومن الجدول السابق یتبین أن جمیع البلدان باستثناء الإمارات وهونج کونج لدیها وثیقة أو رؤیة على المستوى القومی/الوطنی،والتی تتناول -على وجه الخصوص -أهمیة ودور کون الدولة مرکزًا للتعلیم لأغراض التنمیة الوطنیة.
8.الفاعلون الرئیسون المسؤولون عن المراکز التعلیمیة:-
یختلف الفاعلون الرئیسون المسؤولون عن المراکز التعلیمیة فی الدول المختلفة،ویوضح الجدول التالی بعضًا منهاعلى سبیل المثال لا الحصر.
جدول رقم(4) یوضح الفاعلین المسؤولین عن بعض المراکز -على المستوى القطری-.
قطر |
الإمارات العربیة |
هونج کونج |
مالیزیا |
سنغافورة |
مؤسسة قطر للتربیة ،العلم،تنمیة المجتمع.
|
الحکومة على مستوى الإمارة Emirati-level government |
وزارة التعلیم، والقوى العاملة.
|
وزارة التعلیم العالی
|
مجلس البحث،والابتکار
|
تمویل قطر للبحث المحلی Qatar National Research Fund |
وکالة الاستثمار TECOM (Investment Agency)
|
لجنة المنح الجامعیة(UGC)
|
Khazanah Nasional |
وزارة التجارة والصناعة Ministry of Trade and Industry |
معهد راند-قطر للسیاسة. Rand-Qatar Policy Institute |
المجلس الدولی لضمان جودة الجامعة University Quality Assurance International Board (Dubai) |
مجلس هونج کونج للتجارة والتنمیة. Hong Kong Trade and Development Council |
قسم الهجرة المالیزی Malaysia External Trade Development Corp |
مجلس السیاحة السنغافوری.
|
|
Knowledge and Human Development Authority, Dubai |
قسم الهجرة
|
وزارة العلوم والتکنولوجیا و الابتکار
|
وزارة التعلیم
|
|
|
لجنة رؤساء الجامعات.
|
وکالة المؤهلات المالیزیة Malaysian Qualifications Agency |
مجلس التنمیة الاقتصادی. |
|
|
Quality Assurance Authority Council |
Malaysian Immigration Depart |
Nat Science and Tech Board A-STAR |
|
|
مجلس المنح البحثیة |
|
|
9.المبررات الوطنیة،والعالمیة للمراکز التعلیمیة:
من فحص الأدبیات حول المراکز التعلیمیة یمکن استخلاص ثلاثة مبررات رئیسة للمراکز التعلیمیة؛وهی المبرر الاقتصادی،الخدمی،العالمی،وفیما یلی نبذة عن کل منهما.
*المبرر الاقتصادی
من وجهة نظر المنافع الاقتصادیة یمکن القول بأن مراکز التعلیم صُممت؛لتوسیع القوة الناعمة؛ولتعزیز القدرات البشریة،والتنافسیة الوطنیة فی السوق العالمیة.وهذا یشیر إلی عدد لا یُحصى من العواقب الاقتصادیة،والاجتماعیة،والثقافیة،والسیاسیة على المجتمعات ولاسیما فیما یتعلق بتنمیة القوى العاملة الوطنیة[53].ویمکن اعتبار المراکز وسیلة لتولید الدخل القومی من رسوم الطلاب الدولیین وتوسیع مجموعة المواهب.ویشیر الأول إلی اعتماد أسلوب التشغیل الموجه نحو الأعمال التجاریة،والذی یُستخدم عادة فی التعلیم العالی عبر الوطنی.ویهدف الأخیر إلی تطویر المواهب المحلیة،وجذب المواهب الأجنبیة،وإعادة المواهب المشتتة للوطن،ولذلک ینظر لاستراتیجیة محور التعلیم على أنها وسیلة لتضافر" مبادرات التعلیم،والتدریب،والمعرفة،والابتکار".إن الضرورة الاقتصادیة لاستراتیجیة المراکز التعلیمیة تدل على أهمیة،وصلة التعلیم العالی فی التحولات ما بعد الصناعة فی عصر العولمة[54].
*المبرر الخدمی للطلاب
من وجهة نظر الطالب،لا یشیر ظهور مرکز التعلیم إلی مزید من خیارات الدول التی یمکن أن یقصدها الطلاب فحسب،ولکن أیضًا یوفر وصولًا أرخص وأسهل للتعلیم الأجنبی،حیث یمکن أن یدرسوا فی وطنهم أوعلى مقربة منه.
*المبرر العالمی /التدویل :
تُسهم مراکز التعلیم فی تدویل التعلیم العالی؛الأمر الذی یُعد استجابة من المؤسسات الأکادیمیة لعالم معولم،ولعل تدویل التعلیم العالی قد نبع أساسًا من العولمة،وتحتاج البلدان فی سعیها للتنافس مع الأخرین أن تصبح مغناطیسًا للأکادیمیین من الطراز العالمی،وأن تجذب الموهوبین من الطلاب،وهذا من شأنه أن یعزز التبادل الثقافی مع البلدان.
المحور الثانی:حالات المقارنة
تعرض الدراسة مثالین للمراکز التعلیمیة؛باعتبارهما حالتی المقارنة؛- تطبیقًا لخطوات مدخل بیردای-.
1.هونج کونج
1-1.لمحة عن السیاق الثقافی الوطنی:
خضعت هونج کونج للاستعمار البریطانی لأکثر من 150 سنة؛حیث کانت مستعمرة بریطانیة صغیرة جغرافیًا،واقتصادیًاعلى مقربة من الصین الاشتراکیة تعمل فی بیئة سیاسیة خاصة ومستقرة نسبیًا،وتسعى لتحقیق نمو مضطرد فی الاقتصاد،من خلال صناعتها التحویلیة،والتجارة الإقلیمیة.
وفی عام 1990 انتقلت هونج کونج من النظام الاقتصادی القائم على استثمار الید العاملة فی الصناعات التحویلیة من الدرجة الأولى إلی مرکز أعمال عالمی[55].استأنفت الصین سیادتها فی هونج کونج عام 1997 ،ولقد عانى المجتمع فی هونج کونج من تحدیات جسیمة من جراء الانتقال السیاسی فی یولیو 1997 من مستعمرة بریطانیة إلی منطقة إداریة خاصة فی الصین Special Administrative Region (SAR) ،مع الاحتفاظ بنظامها الرأسمالی،والتمتع باستقلال ذاتی بموجب مبدأ" دولة واحدة ونظامان" One Country ,Two System [56].وقد بلغ عدد سکان هونج کونج فی منتصف 2014 حوالی 7.23 ملیون نسمة،بنسبة 94% منهم من الصینیین[57].
2-1.التعلیم العالی فی هونج کونج:
استند نظام التعلیم العالی فی هونج کونج- إلی حد کبیر -إلی النظام البریطانی بسبب التاریخ الاستعماری.وقد خضعت هونج کونج للموجة الأولى من التوسع فی التعلیم العالی خلال الفترة الانتقالیة،واستند توسع نظام التعلیم العالی إلى منح عدد من مؤسسات التعلیم ما بعد الثانوی مرکزًا جامعیًا[58].
وتجدر الإشارة إلی أنه قبل سبعینیات القرن الماضی کان التعلیم العالی فی هونج کونج یُقدم بشکل رئیس من قبل جامعتین محلیتین؛هما:جامعة هونج کونج The university of hong kong -المنشأة فی عام1911 -،والجامعة الصینیة لهونج کونج the Chinese university of hong kong -المنشأة عام 1964 -وبرغم تـأسیس جامعة هونج کونج البولتیکنیکة the hong kong polytechnic ،ومدینة البولیتیکنیک الخاصة بهونج کونج city polytechnic of hong kong فی السبعینیات وأوائل الثمانینیات على التوالی إلا أن أهدافهم التعلیمیة کانت لتطویر المعرفة،والمهارات التقنیة،والتطبیقیة التی یحتاجها الطلاب للعمل فی الصناعة[59].
ارتفع معدل مشارکة الطلاب الجامعیین- الذین تتراوح أعمارهم بین 17 :20 عامًا- فی البرامج الممولة من الحکومة من 2% فی السبعینیات إلی 18 % - خلال الفترة الانتقالیة-،وحین بدأت الموجة الثانیة من التوسع فی التعلیم العالی - بعد عام 1997 - رکزت حکومة المنطقة على أهمیة التدویل[60].
تعترف حکومة هونج کونج -فی الوقت الحالی- بنحو(17) مؤسسة محلیة للتعلیم العالی.ویتم تمویل المؤسسات الثمانیة الأبرز من قِبَلِ لجنة المنح الجامعیة،وهی هیئة استشاریة تأسست فی عام 1965،یعین أعضاؤها من قبل الرئیس التنفیذی لهونج کونج.وتتمثل المهمة المعلنة لهذه اللجنة فی تقدیم المشورة الی حکومة هونج کونج وجمهوریة الصین الشعبیة بشأن" تنمیة وتمویل مؤسسات التعلیم العالی " فی هونج کونج[61].
3-1.دوافع تحول هونج کونج إلی مرکز تعلیمی:خطوات ما قبل التحول:
ارتبطت الدوافع الرئیسة للسعی لإنشاء مرکز تعلیمی إقلیمی regional education hub ارتباطًا وثیقًا بالسیاق الاجتماعی والاقتصادی المتغیر لهونج کونج.وباعتبارها منطقة إداریة خاصة یتعین علیها تغییر مکانتها لتصبح ذات قدرة تنافسیة عالیة فی الصین.لقد نوعت حکومة هونج کونج الأنشطة الاقتصادیة من خلال الدعوة إلی رکائز اقتصادیة جدیدة فی السنوات الأخیرة.ویتمثل أحد هذه الرکائز فی تعزیز التعلیم کخدمة والنظر إلیه کصناعة،وهذا لن یتأتى إلا من خلال التحول إلی مرکز إقلیمی للتعلیم[62].
وانطلاقًا من تلک الدوافع ،ورغبتها فی خلق رکائز اقتصادیة جدیدة سعت هونج کونج إلى إعادة هیکلة قطاع التعلیم العالی – والمقصود به القطاع الممول من الحکومة- إلا أنها وضعت المیزة التنافسیة نصب عینیها ؛الأمر الذی جعلها تضع جملة من الاستراتیجیات للتحول إلى مرکز تعلیمی،وحددت أن ذلک سیعزز قدرتها التنافسیة على اجتذاب المواهب ،وتنمیة التعلیم العالی،وتوسیع آفاق الطلاب المحلیین.
ولعل هناک جملة من الخطوات التی مرت بها هونج کونج ،والتی أسهمت فی تحولها إلى مرکز تعلیمی،والتی تستند فی مجملها على إصلاح نظام التعلیم العالی فی هونج کونج ،بل ورکزت معظم هذه الاصلاحات على إضفاء الطابع الدولی علیه،وهذا ما سیتضح فی هذا الجزء.
بدأ التعلیم العالی فی هونج کونج فی تکثیف أنشطته –بشکل أساسی- فی أوائل التسعینیات.وقد بذلت الحکومة وسلطاتها التعلیمیة -مثل لجنة المنح الجامعیة -جهودًا کبیرًة فی إصلاح قطاع التعلیم العالی.
لقد ظهرت فکرة التدویل للمرة الأولى فی الوثائق الرسمیة للتعلیم العالی فی هونج کونج فی بدایة عام 1990.وفی عام 1993 صدر تقریر مؤقت من قبل لجنة المنح الجامعیة،والذی یحوی خُطة لتنمیة التعلیم العالی فی هونج کونج للعقد الممتد من 1991-2001 ؛بغیة تحسین التعلیم فی هونج کونج،والاحتفاظ بوضعها الرائد فی التنمیة الاقتصادیة،والصناعیة فی الصین،وأسیا واعتبرت السلطات أنه من الضروری الاستثمار فی الجامعات ذات المستوى العالمی أو مؤسسات التعلیم المعترف بها دولیًا؛لأن هذه العملیة ستؤدی لاحقًا إلى جذب الأکادیمیین،والطلاب الأجانب من الدول الأخرى،ومن البر الرئیس الصینی لیأتوا إلی هونج کونج للدراسة أو للعمل.وبرغم أن مصطلح التدویل لم یُنص علیه صراحة فی تقریر لجنة المنح الجامعیة ؛فإن النداء بالاستثمار فی الجامعات ذات المستوى العالمی یکشف أن سیاسة التعلیم متجهة نحو التدویل[63].
فی عام 1996 نشرت لجنة المنح الجامعیة تقریرًا آخر بعنوان" التعلیم العالی فی هونج کونج"،والذی أشار بوضوح إلى وجوب الاعتماد على تدویل التعلیم العالی فی تنمیة هونج کونج کمرکز تعلیمی إقلیمی فی آسیا.
فی أعقاب الأزمة الآسیویة عام 1997 أجرت حکومة منطقة هونج کونج الإداریة - المنشأة حدیثًا وقتها - استعراضًا شاملًا للتعلیم،وظهر مقترحٌ لإصلاح نظامه؛ کونه عاملًا رئیسًا فی رفع القدرة التنافسیة العالمیة لهونج کونج،وفی تطورها المستقبلی.وقد استعرض تقریر بعنوان " التعلیم العالی فی هونج کونج" بعض التوصیات المثیرة للجدل؛بشأن إصلاح نظام التعلیم العالی فی هونج کونج،والذی أوصت فیه الحکومة – ضمن ما أوصت - بتخطیط استراتیجی لعدد صغیر من المؤسسات،وتسلیط الضوء علیها،لتکون مرکز الدعم من کل من:الجمهور،والقطاع الخاص؛وذلک لضمان قدرتها على المنافسة مع الآخرین فی أعلى مستوى دولی.
فی مایو 2001 قدمت لجنة المنح الجامعیة تقریرًا یحوی نقدًا شاملًا لتنمیة طویلة الأمد للتعلیم العالی فی هونج کونج بعنوان" التعلیم العالی فی هونج کونج"،والذی صدر فی مارس 2002.وَوَضَّحَ واضعو التقریر أن نظام التعلیم العالی لابد أن یخدم ثلاثة مستویات من المجتمع على النحو التالی[64]:
المستوى الأول:سیکون لسکان هونج کونج والذین من أجلهم ستؤدی الجامعة دورها الأساسی فی الحفاظ على هویة ثقافیة قویة،واقتصاد قوی.
المستوى الثانی:سیکون خارج هونج کونج ولکن داخل منطقة " دلتا نهر اللؤلؤ" فی مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصین عند مصب النهر فی بحر الصین الجنوبی،وهی أکثر المناطق سکانًا وعمرانًا،وإحدى مراکز تطور الاقتصاد فی جنوب الصین،وأیضًا البر الرئیس الصینی بأکمله،ویمکن هذا المستوى هونج کونج من اغتنام الفرص الاقتصادیة.
المستوى الثالث:سیکون خارج البر الرئیس الصینی حیث یجب أن تتنافس جامعات هونج کونج وفقًا للمعاییر العالمیة مع الدول والمؤسسات الأجنبیة؛مثل:سنغافورة،ومختصر القول إنه إذا أرادت هونج کونج أن تصبح مدینة أسیویة عالمیة هذا یعنی أنه لابد أن تتنافس عالمیًا .
وقد لوحظ أن هناک نیة أکثر وضوحًا لتدویل التعلیم العالی فی هونج کونج بعد أن أصدرت الحکومة جدول أعمالها کجزء من الخطة الخمسیة الحادیة عشر للصین،والذی أوصى باستکشاف سبل اجتذاب مزید من الطلاب غیر المحلیین للدراسة فی هونج کونج،وتطویر هونج کونج إلی مرکز تعلیمی إقلیمی[65].
اتُخِذَت خُطوة أخرى لإعادة هیکلة التعلیم العالی فی هونج کونج بعد أن أصدرت لجنة المنح الجامعیة تقریرین أخرین فی عام 2014.وقد أثارت هذه التقاریر نقطة مهمة تتعلق بفکرة أن قطاع التعلیم العالی فی هونج کونج-،والذی یعنی فی الأساس قطاع التعلیم العالی" الممول من القطاع العام "ینبغی أن یتطلع إلی أن یکون مرکزًا للتعلیم فی المنطقة -،ومع ذلک وفقًا لما أقرته لجنة المنح الجامعیة،تجسدت المیزة التنافسیة القویة لهونج کونج على منافسیها الآخرین أولًا وقبل کل شئ؛فی صلاتها قویة مع البر الرئیس للصین"؛فضلًا عن مجموعة من العناصر الأخرى ؛منها:موقعها الجغرافی والنظرة العالمیة[66].
4-1.السیاسات الداعیة لتحویل هونج کونج إلی مرکز تعلیمی:
أعلنت الحکومة فی الخطاب السیاسی لعام 2004/2005 حرصهاعلى تعزیز هونج کونج کمدینة عالمیة فی آسیا؛حیث ذکر الرئیس التنفیذی فی الخطاب ما نصه:"نحن نشجع هونج کونج لتصبح مدینة آسیا فی العالم،على قدم المساواة مع الدور الذی تلعبه نیویورک فی أمریکا الشمالیة ولندن فی أوروبا"[67].
فی عام 2006 تکررت فکرة إنشاء مرکز تعلیمی یمکن أن یُساعد هونج کونج فی جذب المواهب،وتعزیز قدرتها التنافسیة،وتوسیع آفاق الطلاب المحلیین.ثم أعلن وزیر التعلیم والقوى العاملة عن إنشاء لجنة توجیهیة لمرکز التعلیم برئاسة الأمین العام لشؤون الإدارة مع رؤساء المکاتب الحکومیة کأعضاء؛بغرض دراسة وتقدیم المشورة بشأن کیفیة قیام الحکومة بوضع سیاسات فی مجالات مثل الهجرة والعمالة[68].وبرغم ذلک فإن تنفیذ المرکز التعلیمی لم یتحقق حتى عام 2007-2008 عندما دفع الرکود العالمی الحکومة لإعادة تقییم اقتصادها،واقتُرِحَت 6صناعات کقطاعات نحو المستقبل؛اعتبر التعلیم أحدها؛نظرًا للاهتمام القوی بالطلاب الصینیین القادمین من البر الرئیس لدراسة التعلیم العالی فی هونج کونج؛حیث یأتی أکثر من 90% من الطلاب غیر المحلیین فی المدینة من البر الرئیس[69].
وأکد السید دونالد تسابنج -الرئیس التنفیذی لهونج کونج- فی خطابه السیاسی للفترة من 2009-2010 أن التعلیم سیصبح واحدًا من الصناعات الست الکبرى فی هونج کونج.وفی الفترة من 2009-2010 کان هناک 9333 طالبًا غیر محلی یدرسون فی مؤسسات التعلیم العالی فی هونج کونج.وفقًا لتصنیف تایمز فإن ثلاثة من أصل 8 جامعات من هونج کونج،وُجِدُوا فی تصنیف أفضل 100 جامعة من 2007 إلی 2009 ولأول مرة حصلت جامعة هونج کونج على أعلى مرتبة لها؛حیث کانت فی المرتبة 18 من أفضل الجامعات على مستوى العالم فی عام 2007،والمرتبة رقم 24 فی عام 2009 وهذا جعلها ثانی أعلى مرتبة فی جامعات آسیا بعد جامعة طوکیو[70].وقد ذکر الخطاب السیاسی للفترة من 2009 -2010 بأن تطویر هونج کونج إلى مرکز تعلیمی لیس فی مصلحة هونج کونج فحسب ولکن أیضًا فی مصلحة الصین بأسرها،ویفید فی الاقتران بشکل اقتصادی أوثق بین هونج کونج،والبر الرئیس للصین بشکل عام .
وعلى ما سبق؛فإنه منذ عام 2004 أصبحت رؤیة تحول هونج کونج إلی مرکز تعلیمی إقلیمی فی أسیا أجندة سیاسیة رسمیة لکل من لجنة المنح الجامعیة،والحکومة.
5-1.الجهات الرئیسة،والفاعلة،وأصحاب المصلحة:
إن حکومة منطقة هونج کونج الإداریة الخاصة التی یرأسها الرئیس التنفیذی هی البادئ والسلطة المسؤولة عن مرکز التعلیم.وتعد الجهة الفاعلة الرئیسة فی وضع السیاسات،وتحدید توجهات السیاسة المرکزیة،وهی أیضًا الجهة الرئیسیة التی توفر التمویل،والموارد المالیة،فی حین أن الوکالات الأخرى أو الهیئات ذات الصلة مسؤولة عن تقدیم المشورة فحسب.
إن التحول إلى مرکز تعلیمی عادة ما یحتاج إلی إشراک مجموعة متنوعة من الفاعلین،والأنشطة؛فإلی جانب الحکومة،تعد لجنة المنح الجامعیة(UGC)من أهم المشارکین.وحیث إنUGC لجنة استشاریة غیر قانونیة مسؤولة عن إسداء المشورة للحکومة حول احتیاجات التنمیة،والتمویل لمؤسات التعلیم العالی.یمکن النظر إلیها کونها الطرف الرئیس المسؤول عن خدمة وقیادة رؤیة المرکز التعلیمی؛کمستشار ومنسق.وتعمل UGC بشکل مباشر مع أصحاب المصلحة فی التعلیم العالی،ومختلف الادارات الحکومیة؛ مثل:مجلس الهجرة والتجارة The immigration and trade and development council (TDC)،والمسؤول عن إصدار وإدارة تأشیرات دخول الطلاب غیر المحلیین[71].
ویمکن تلخیص رؤیة حکومة هونج کونج فی هذا الصدد فی ثلاث سمات أساسیة،تشمل:الاعتقاد فی فلسفة"الحکومة الصغیرة،السوق الکبیرة"’تدویل المؤسسات الثمانیة المحلیة،والممولة من القطاع العام،السعی للدمج مع بر الصین الرئیس.
وبهذه الطریقة فإن التفکیر السائد للحکومة أن التعلیم العالی أمرٌ بالغ الأهمیة فی التطویر إلى مرکز تعلیمی إقلیمی،وبالنسبة لتدویله فإنها تعتقد أن المؤسسات الثمانی الممولة من القطاع العام ینبغی أن تکون المحرک لذلک[72].
6-1. متطلبات تنفیذ تحویل هونج کونج الی مرکز تعلیمی:
یتناول الجزء التالی عرضًا لخطوات تنفیذ تحول هونج کونج إلی مرکز تعلیمی.ویمکن القول بأن مرکز التعلیم فی هونج کونج یتکون فی مضمونه من جملة من الخطط والسیاسات التی تُمکن من تدویل التعلیم العالی واستقطاب الطلاب الدولیین،وضمان الاستفادة منهم وتشغیلهم بعد التخرج؛علاوة على جذب المواهب الأجنبیة.کما یستند محور التعلیم فی هونج کونج على النظر إلى التعلیم کإحدى الصناعات التی یُرتکز علیها فی التطویر؛الأمر الذی یمکن من تصدیره وتوفیره للطلاب المحلیین والدولیین.
أشارت دراسة(Lo,2017)إلی أن التصنیع،والتدویل هما النهجان اللذان اعتمدتهما حکومة هونج کونج للتحول الی مرکز تعلیمی،وذلک من خلال جملة من الخطوات کما سیتضح لاحقًا[73].
فیما یتعلق بالتصنیع،فکما سبقت الإشارة إلی أن حکومة منطقة هونج کونج الإداریة الخاصة اعتبرت التعلیم إحدى الصناعات الست الرئیسة لتحقیق التنمیة الاقتصادیة؛وعلیه یجب توفیر جملة من الضمانات والسیاسات لتوفیره للطلاب المحلیین والدولیین.
وفیما یتعلق بالتدویل؛أعلنت لجنة المنح الجامعیة عن زیادة تدریجیة فی عدد الطلاب غیر المحلیین واعتمدت فی ذلک على جملة من الإجراءات؛التی عُدّتْ سببًا رئیسًا فی تحول هونج کونج إلی مرکز تعلیمی.
لتنفیذ الآلیتین أو النهجین السابقین؛فإن هونج کونج کانت بحاجة إلی جُملة من المتطلبات الداخلیة والخارجیة المهمة لإتمام التحول إلی مرکز للتعلیم،کما یلی:-
*دعم السیاسات المتعلقة بالتدویل:
بدأت حکومة هونج کونج فی الترکیز على أهمیة التدویل منذ عام 1997 ؛حیث خططت فی هذا العام لزیادة نسبة الطلاب غیر المحلیین إلی 4% على مستوى البکالوریوس،وفی عام 2010 وضعت لجنة المنح الجامعیة (UGC) هدفًا لزیادة الحصص المتاحة للطلاب غیر المحلیین إلی 20% من إجمالی الأماکن،وبالتالی فإن الالتحاق غیر المحلی بالبرامج الممولة من المنح الجامعیة ارتفع تدریجیًا من 1% فی 1997/1998 إلی 15% فی عام 2013/2014[74].
احتاجت هونج کونج إلی وضع مجموعة من السیاسات المتعلقة بالتدویل والطلاب الدولیین.فیما یتعلق بالتدویل أعلنت لجنة المنح الجامعیة عن زیادة تدریجیة فی عدد الطلاب غیر المحلیین؛حیث وفرت الحکومة فرصًا جدیدة للمنح الدراسیة لاجتذاب الطلاب غیر المحلیین إلیها عن طریق إنشاء صندوق للمنح الدراسیة الحکومیة فی منطقة هونج کونج الاداریة الخاصة بمقدار بلیون دولار عام 2008 ،وفی عام 2012 أنشئ برنامج للمنح الدراسیة،واستهدف الطلاب من بلدان رابطة أمم جنوب شرق أسی،والهند،وکوریا،والأهم من ذلک أن زیادة عدد الطلاب غیر المحلیین استخدم لتطویر قطاع التعلیم العالی الممول ذاتیًا،والرسم البیانی التالی یوضح ذلک[75].
وفی الفترة من 2012-2015 وضعت لجنة المنح الجامعیة خطة تمویل ثلاثیة بقیمة 30 ملیون دولار لدعم 4 مبادرات حول التدویل والمشارکة مع البر الرئیسی الصینی.وفی الفترة من 2016-2019 قررت اللجنة توفیر التمویل للجامعات لدعم جهودها فی هذا المجال،على أن یکون التمویل متاحًا للتخصیص التنافسی لدعم المشاریع المقدمة فی الجامعات فی الاستکشاف والتطویر،وبشکل أکبر فی التدویل والمشارکة مع البر الرئیس بتکلفة إجمالیة تصل إلی 25 ملیون دولار[76].
شکل رقم(1)رسم بیانی یعبر عن تزاید عدد الطلاب غیر المحلیین فی الفترة من 1996-2014.
المصدر(بتصرف):
Li Wang and Xiao Han," Getting Connected with the Global World:The Promotion of Internationalization in University Campuses in Hong Kong and China" in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance,ed., K.H. Mok,( Singapore:Springer , 2017(,DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_9, ,161.
وتدعیمًا لما سبق،فقد احتاجت هونج کونج إلى وضع مجموعة من السیاسات والتدابیر لتصاریح دخول وإقامة الطلاب الدولیین،وإمکانیة توظیفهم؛لاجتذاب،وتعیین الطلاب المتمیزین من جمیع أنحاء العالم.لقد کانت هونج کونج – فی الماضی- بطیئة فی فهم أهمیة استیعاب المواهب من البلدان الآخرى،على أن هذا الوضع تغیر کثیرًا فمنذ عام 2002-2005 زادت نسبة الطلاب غیر المحلیین فی هونج کونج من 2 إلی4 % ثم زادت إلی 10% فی عام 2005/2006.وفی عام 2008 ارتفعت النسبة المئویة إلی 20%فی السنوات الأخیرة،وأقامت حکومة هونج کونج منحًا دراسیة لاجتذاب الطلبة غیر المحلیین،وعلیه فقد قررت تحریر القیود المفروضة على تأشیرات الدخول والعمل؛بالإضافة إلی السماح للعمل بدوام جزئی وخلال العطل،کما یُسمح للطلاب غیر المحلیین أیضًا بالبقاء فی هونج کونج للعمل بعد التخرج[77].
وقد بلغ عدد إجمالی الطلاب فی الجامعات التی تمولها لجنة المنح الجامعیة فی العام2015/2016 حوالی 98842 مقارنة بـ 99817 فی العام 2016/2017[78].وفی العام الدراسی 2016/2017 کان هناک حوالی 16500من الطلاب غیر المحلیین الذین یدرسون فی البرامج الممولة من لجنة المنح الجامعیة فی جمیع مستویات الدراسة(بما یمثل 17% من إجمالی عدد الطلاب)[79].
* دعم السیاسات الداعمة لمقدمی خدمات التعلیم:
لکی تصبح هونج کونج مرکزًا للتعلیم یجب أن تکون هناک سلسلة من تدابیر السیاسة العامة لدعم مؤسسات التعلیم العالی وغیرها من مقدمی الخدمات؛لتطویر وتعزیز خدمات التعلیم،وبرامج التدریب المهنی عبر الحدود.ومن أبرز هذه التدابیر قیام هونج کونج بتقدیم قروض إلی مقدمی الخدمات التعلیمیة[80].
*مشارکة الوکالات المرکزیة:
یتطلب إنشاء مرکز تعلیمی مشارکة مختلف المکاتب الحکومیة،وتنفیذ السیاسات الداعمة لخدمات التعلیم عبر الحدود،ولذلک ینبغی أن تکون هناک لجنة توجیهیة مشترکة بین المکاتب القیادیة،وعملیة وضع السیاسات ذات الصلة وتنفیذها وتنسیق الأنشطة فیما بین الوکالات والمکاتب؛لتحقیق وتعزیز الاتفاقیات بشأن التعلیم،والإشراف على التقدم المحرز من قبل المرکز التعلیمی وإنجازاته،والاهتمام بالنظر الی التعلیم العالی کإحدى الصناعات.ومن أمثلة تلک الوکالات أنشئ المجلس البریطانی،ومجلس التعلیم الدولی الأسترالی لیقوما بدور رئیس ومرکزی فی تسهیل وتعزیز هدف تصدیر خدمات التعلیم العالی فی هونج کونج.ویمکن دعم هذه الوکالات من قبل جمیع الأطراف المهتمة؛مثل:مجلس هونج کونج لتنمیة التجارة، وقطاع التعلیم العالی فی هونج کونج[81].
7-1.الوظائف الاستراتیجیة لمرکز التعلیم:
أصبح التعلیم العالی فی هونج کونج القوة الدافعة الرئیسة لتشکیل مرکز تعلیمی إقلیمی؛من خلال خدمة اثنین من الوظائف الاستراتیجیة الأساسیة،وهی:التصنیع فی مجال التعلیم،وبناء القوة الناعمة.
*دور مرکز التعلیم فی صناعة التعلیم:
وفقًا للجنة المنح الجامعیة عُدَّ تطویر هونج کونج إلی مرکز تعلیمی نوع من الاستثمار فی اقتصاد المعرفة التنافسیة؛من خلال توفیر الخدمات التعلیمیة للسکان غیر المحلیین،ولعل هذا یؤکد الصلة بین التعلیم،والتنمیة الاقتصادیة؛حیث أشارت الوثائق الحکومیة إلی أن رؤیة تطویر هونج کونج إلی مرکز تعلیمی ترتبط بالتنمیة الاقتصادیة للمدینة فی سیاق ما بعد الصناعة.وهکذا عندما تعهد تونغ تشی هو - الرئیس التنفیذی السابق لحکومة هونج کونج- بتطویر المدینة لتصبح مرکزًا تعلیمیًا فی عام 2004،اعتبر التعلیم صناعة یُمکن تصدیرها لتلبیة الطلب المتزاید على التعلیم فی البلدان،والمناطق المجاورة.وُحِّدَتْ فکرة تصدیر خدمات التعلیم بعد الأزمة المالیة العالمیة عام 2008 کما هو مبین فی الخطاب السیاسی لعام 2009 لـ تسانغ یام – کوین خلیفة تونغ.
ویمحو قطاع التعلیم فی هونج کونج نحو العمل على تلبیة الطلبات المتزایدة لسوق إقلیمیة ضخمة فی هونج کونج،ودلتا نهر اللؤلؤ،والصین.ویمکنهم فی هذا الصدد التعاون مع المجتمعات المهنیة والصناعات الآخرى ذات الصلة لتصنیع الخدمات التعلیمیة،وتصدیرها،وبالإضافة إلی ذلک فهناک حاجة إلى اتخاذ تدابیر داعمة-من حیث الهیاکل والنظم والقوانین واللوائح وضمان جودة من المؤهلات والمرافق ذات الصلة-،وستساعد هذه التدابیر فی زیادة تعزیز ونمو قطاع التعلیم،کإنشاء مزید من مؤسسات التعلیم العالی،وجنى الفوائد الاقتصادیة قصیرة وطویلة الأجل،وخلق منافع اقتصادیة أخرى غیر مباشرة،والإسهام فی التنمیة الشاملة لمنطقة آسیا والمحیط الهادی والصین[82].
*بناء القوة الناعمة:
لتطویر مجتمع تنافسی دولی،فإننا بحاجة إلی السیطرة على الموارد الاستراتیجیة،وهناک نوعان من القوة الاستراتیجیة:لینة،وصلبة.وکثیرًا مایقصد بالقوة الصلبة السیطرة على الموارد الشحیحیة النادرة،والبُنى التحتیة القویة،والأجهزة،والتکنولوجیا المتطورة.بینما تُشیر القوة الناعمة إلی تأثیر رأس المال البشری عالی الجودة،والشبکات البشریة المحلیة،والعالمیة والقدرة الفکریة عالیة القیمة.ومن أجل تطویر اقتصاد قائم على المعرفة هناک حاجة ماسة إلی المهنیین ذوی المهارات العالیة فی الصناعات التکنولوجیة المتقدمة والمهن ذات القیمة المضافة العالیة؛مثل:الأعمال التجاریة،والتمویل،والاتصالات[83].وبعبارة أخرى فإن رأس المال البشری هو أهم الأصول أو القوة الناعمة وسط التنافس العالمی الیوم.
تجدر الإشارة إلى أن تحول هونج کونج الی مرکز تعلیمی قد أسهم فی بناء القوى الناعمة بنوعیها:تطویر القوى البشریة المحلیة واستقطاب المواهب الأجنبیة للتعلیم،ثم العمل فی هونج کونج بعد التخرج.
8-1.طرائق تطویر مرکز التعلیم:
ینبغی عند تطویر مرکز التعلیم الترکیز على کلتا الوظیفیتین الاستراتیجیتن:تصنیع التعلیم،وبناء القوة الناعمة،وهذا یختلف اختلافًا کبیرًا من بلد الی آخر اعتمادًا على نقاط القوة فی التعلیم العالی ومایتصل بها من خلفیة؛فبعضهم یرکز على بناء القوة الناعمة فی حین یرکز البعض الآخر على تصنیع التعلیم،والبعض یؤکدهما معًا.وقد تکون العلاقة بین تصنیع التعلیم،وبناء الطاقة الناعمة تفاعلیة،ولا تعد هونج کونج استثناء من ذلک.ویوفر الشکل رقم(2)منحى تخیلیًا لإظهار الأسالیب الممکنة لتطویر مرکز التعلیم فی هونج کونج؛من حیث:تصنیع التعلیم،وبناء القوة الناعمة.
شکل رقم(2):یوضح رسمًا تخطیطًا للأسالیب الممکنة لتطویر مرکز التعلیم
المرحلة أ |
المرحلة ب |
المرحلة جـ |
المرحلة د |
المصدر(بتصرف):
Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong", 482.
فی الشکل السابق،عندما یتم تأسیس قوة ناعمة على مستوى معین ستتمکن هونج کونج من تعزیز تصنیع التعلیم،وفی السنوات العشرین الماضیة أنشات هونج کونج بالفعل قطاعًا للتعلیم العالی ومجتمعات مهنیة ذات سمعة طیبة وترتیب دولی،کما هو الحال فی المرحلة (أ) من تطویر مرکز التعلیم فی الشکل السابق.واستنادًا إلی نقاط قوة راسخة من رأس المال البشری،بدأت هونج کونج فی تعزیز تصنیع التعلیم،وخلق أسواقه کما هو الحال فی المرحلة (ب) من تطویر مرکز التعلیم.وعندما تکون هونج کونج قادرة على جنی فوائد اقتصادیة کبیرة وغیرها من الموارد المفیدة من التصنیع یمکن أن تُعید استثمار هذه "الأرباح" فی بناء القوة الناعمة لجذب المزید من الطلاب،والموهوبین المهرة إلی هونج کونج ،وإعطائها رأس مال بشری على مستوى أعلى کما هو الحال فی المرحلة (ج) ومع زیادة القدرة البشریة المعززة فی کل من قطاع التعلیم العالی والمجتمعات المهنیة تستطیع هونج کونج توسیع صادرات خدماتها التعلیمیة لدعم التنمیة المستقبلیة لمنطقة آسیا،والمحیط الهادی،والصین،ومنطقة دلتا نهر اللؤلؤ کما فی المرحلة (د) من تطویر مرکز التعلیم[84].
9-1.تقییم مرکز التعلیم فی هونج کونج:
حقق مرکز التعلیم فی هونج کونج عدد من المزایا التی أفادت هونج کونج کثیرًا,غیر أنه على الجانب الآخر له جملة من نواحی القصور على النحو التالی:-
9-1-1. أبرز مزایا مرکز التعلیم الاقلیمی لهونج کونج:
هناک عدید من مزایا المرکز التعلیمی لعل أبرزها ما یلی[85] :
*بناء القدرات البشریة:إن الترکیز الرئیس لمرکز هونج کونج هو بناء قوة محلیة لینة والتوسع فیها،وزیادة تأثیرها فی منطقة أسیا,وتعزیز التآزر بین الصناعات وکما هو مبین فی الشکل رقم (2) فإن الخط المنحنی،والذی یمثل تنمیة مرکز التعلیم مدفوع ببناء القدرات ینمو إلی مادون الخط القطری ویقترب من المحور الأفقی "أی بناء القوة الناعمة".
*تطویر صناعة تعلیم رفیعة المستوى:اعتبرت هونج کونج التعلیم کإحدى صناعات الخدمات،وهی کمرکز للتعلیم الاقلیمی یجب أن ترکز أکثر على تطویر عالی المستوى والتأثیر،وصناعة تعلیم مکثف فکریًا؛والذی یُمکنها من توفیر رأس مال بشری عالی الجودة،وقوى ناعمة متطورة.
*التحالف والتعاون:یعد حجم نظام التعلیم فی هونج کونج صغیر نسبیًا،وعلیه فإن الجهود الرامیة إلى تطویر مرکز التعلیم -من حیث بناء القوة الناعمة،وتصنیع التعلیم فی هونج کونج- یمکن أن تقوم على التعاون والتحالف عبر المؤسسات،وعبر الحدود من خلال خلق الکتلة الحرجة اللازمة من الخبرة الأکادیمیة والمهنیة والاستفادة من التأثیر،والتآزر لتوفیر خدمات تعلیمیة ذات مستوى عالٍ.
9-1-2. أبرز نواحی القصور فی مرکز التعلیم الاقلیمی لهونج کونج:
رغم أن هونج کونج لدیها قطاع تعلیم عالی نابض بالحیاة،وقادر على المنافسة دولیًا ؛فإن عدد مؤسسات التعلیم العالی،ومراکز البحوث والتعلیم والمجتمعات المهنیة لا یزال محدودًا؛فضلًا عن کون تطویر التعلیم –کأحد الصناعات- لا یزال مقیدًا إلی حد کبیر بهذه المساحة المحدودة لهونج کونج[86].وعند مقارنة حالة المرکز الاقلیمی مع البلدان والاقتصادات المجاورة فإن مشروع المرکز الاقلیمی یُعد ناجحًا لکن لیس بدرجة کبیرة على وجه الخصوص عندما نقیس الأداء من حیث عدد الطلاب الدولیین الوافدین إلیها[87].
2.سنغافورة
2-1.لمحةعن السیاق الثقافی الوطنی:
تعد سنغافورة أکبر تجمع تهیمن علیه الصین لیس فی جنوب شرق آسیا فحسب؛ولکن أیضًا فی خارج الصین الکبرى التی تضم" الصین،وتایوان،وهونج کونج،وماکاو".بلغ عدد سکان سنغافورة 5.4 ملیون نسمة فی عام 2013 منهم 3.8 ملیون مواطن سنغافوری مقیمین، 1.5 ملیون من العمال الأجانب والطلاب الموجودین لفترة مؤقتة.وتعد سنغافورة مجتمعًا متعدد الأعراق،والثقافات؛فهی تتألف من السکان الأصلیین الصینین،بالإضافة إلى المالیزیین،والهنود والذین تتراوح نسبتهم بین 10 :15 فی المائة. ولهذا کان مهم بالنسبة لسنغافورة کدولة ناشئة منذ استقلالها عام 1965 - بعد الانفصال عن مالیزیا لمدة تقل عن سنتین- تحقیق النمو الاقتصادی،والتقدم الاجتماعی،والاستقرار السیاسی،والانسجام العنصری ،والحفاظ علیه،ولهذا وضعت حکومة سنغافورة – منذ استقلالها- سلسلة من السیاسات التعلیمیة؛لبناء الهویة الوطنیة السنغافوریة،بما فی ذلک توحید المناهج الدراسیة،واشتراط اللغة الانجلیزیة کلغة مشترکة للتعلیم[88].
تعد سنغافورة قصة نجاح اقتصادی لیس لها مثیل؛فبرغم کونها مدینة لا تزید مساحتها عن 700 کیلو متر مربع فی نهایة شبه الجزیرة المالیزیة؛فإنها تمکنت من التغلب على ندرة الموارد الطبیعیة،وحولت نفسها من دولة من دول العالم الثالث إلی العالم الأول.ویقدر نصیب الفرد فی سنغافورة من الناتج المحلی الاجمالی 59.936 دولار أمریکی,وهو خامس أعلى معدل فی العالم؛کما تحتل المرتبة الحادیة عشر فی احتیاطات النقد الأجنبی فی العالم بعد ألمانیا.وتضم جملة من الصناعات رائدة على مستوى العالم فی الهندسة البحریة،والبشریة,والفضاء,والکیماویات,والالکترونیات,وإنتاج الأدویة,وتکنولوجیا المیاه.[89]
2-2.التعلیم العالی فی سنغافورة:
یرجع نظام التعلیم العالی فی سنغافورة الی فترة الاستعمار البریطانی؛حیث افتتحت الحکومة الاستعماریة کلیة الطب فی عام 1905 ردًا على التماس من قادة المجتمع المحلی،وسمیت هذه الکلیة-،والتی خدمت کل من سنغافورة ومالایا- باسم کلیة الملک إدوارد السابع للطب فی عام 1920 ،ثم أنشئت جامعة"رافلز" عام 1928،وقدمت دبلومات فی الفنون والعلوم،ووجد معظم الطلاب وظائف بعد التخرج؛کمعلمین أو کموظفین مدنیین.ثم دُمجت کلیة الملک إدوارد السابع الطبیة,وکلیة رافلز لتشکیل جامعة "مالایا" التی منحت درجة علمیة فی عام 1949 .وقد خدمت الجامعة احتیاجات کل من:سنغافورة،ومالایا وأراضی بورنیو لعقد من الزمن بعد ذلک.وقد أنشئ قسمان مستقلان فی الجامعة أحدهما فی سنغافورة،والآخر فی کوالامبور فی عام 1959 ،ثم شُکِلَتْ بعد ذلک جامعتان وطنیتان منفصلتان,وتأسست جامعة سنغافورة عام 1962.وعلى ما سبق یتبین أنه حین استقلت سنغافورة کانت هناک جامعتان هما:جامعة سنغافورة - التی أنشئت رسمیًا عام 1962 -،جامعة نانیانغ nanyang التی أنشئت کجامعة خاصة فی عام 1956 من قبل المجتمع الصینی,فضلًا عن ثلاث کلیات فی الفنون،والعلوم،والتجارة.وفی عام 1980 وافق مجلس جامعة نانیانغ على اقتراح رئیس الوزراء آنذاک بدمج جامعتهم مع جامعة سنغافورة لتشکیل" الجامعة الإنجلیزیة الوطنیة" the engilshmedium national university (NUS) وبعد تشکیل NUS تأسس معهد Nanyang التکنولوجی الانجلیزی المتوسط فی حرم جامعة نانیانغ فی عام 1981.وفی عام 1991 وافقت الحکومة على توصیة من الأکادیمی البریطانی السیرفریدریک دانیتون لتحویل المعهد القومی للاتصالات من جامعة هندسیة الی جامعة شاملة سمیت جامعة نانیانج التکنولوجیة NTU .أُنشئت الجامعة الثالثة الممولة من القطاع العام وهی جامعة الإدارة السنغافوریة The Singapore management university (SMU) فی عام 2000 ،وصممت على غرار مدرسة وارتون فی جامعة بنسلفانیا وقدمت درجات علمیة فی إدارة الأعمال،والمحاسبة،والعلوم الإنسانیة.بالإضافة إلی الجامعات هناک أیضًا 5 معاهد فنیة تمنح شهادة الدبلوم وکجزء من خططها التوسیعیة للتعلیم العالی فی أواخر الثمانینیات،افتتحت الحکومة معهدین فنیین جدیدین فی تتابع سریع[90].
إن واحدة من أهم الانجازات التی حققتها سنغافورة على مدى السنوات الخمسین الماضیة منذ استقلالها عام 1965 - کما ادعى"لی کوان یو lee kuan yew " أول رئیس وزراء لها -هو تحولها الناجح من کونها مستعمرة بریطانیة سابقة فی العالم الثالث إلی دولة أولى مستقلة فی العالم،مع توافر القوى العاملة؛بحسبانها المورد الوحید الذی یمکن أن تعتمد علیه سنغافورة؛لتحقیق التنمیة المستدامة على المدى الطویل،وحیث إن القوى البشریة هی المورد الوحید؛عُدَّ التعلیم العالی آداةً سیاسیةً استراتیجیةً حاسمةً تسهل للحکومة السنغافوریة تحقیق أهدافها فی بناء الدولة،والتنمیة الاقتصادیة من خلال تحسین المنتج البشری،وضمان توفیر إمدادات مستقرة من القوى العاملة عالیة المستوى،والتی تضم المهنیین والفنیین؛للحفاظ على نمو هذه المدینة العالمیة فی آسیا[91].
3-2. دوافع تحول سنغافورة إلی مرکز تعلیمی،وخطوات ما قبل التحول:
بنهایة السبعینیات، بدأت سنغافورة مسارها فی الإنتاج المکثف للعمالة؛ وکمنصة للشرکات متعددة الجنسیات.وقد استجابت لهذا التطور بثلاث استجابات،خلقت الظروف اللازمة لتشکیل المعرفة بسنغافورة،وخطة مرکز التعلیم فیها.وذلک على النحو التالی:[92]
أولًا:سیاسة العمل فی أعقاب توصیات عام 1991؛حیث تغیرت الخطة الاقتصادیة الاستراتیجیة من النظر للعمال الأجانب على أن مهاراتهم متدنیة,ومؤقتة إلی اعتبار العمالة الأجنبیة مُکملة دائمًا وحاسمة للقوى العاملة المحلیة,وتوسعت لتهیئة ظروف وإمکانات توظیف المهاجرین ذوی المهارات العالیة والطلاب الدولیین -فی إطار مشروع المدرسة العالمیة بحلول منتصف العقد الاول من القرن 21کما ستلی الإشارة.
ثانیًا:إعادة صیاغة السیاسة الصناعیة لتحویل الإنتاج عن طریق تحریک سلسلة القیمة کما ورد تفصیلًا فی خطتى التکنولوجیا الوطنیتین لعامی 1991 ،1996 ،وفی منصة الصناعة 21 ،وقد شکلت الحکومة المجلس الوطنی للعلوم والتکنولوجیا المکلف بمهمة تحدید وتعزیز المجالات الرئیسة للبحث والتطویر؛ لتعزیز القدرة التنافسیة الاقتصادیة.
ثالثًا:العمل على استمرار التصنیع من خلال البحث والتطویر.وعلیه،فقد أدخلت سنغافورة أیضًا استراتیجیة ترتکز على الخدمات service –led- strategy قُدِمَت فی عام 1986؛للتخفیف من آثار المنافسة على المنتجات الصناعیة،وقیل إن سنغافورة بحاجة إلی تشجیع الشرکات متعددة الجنسیات لتدعیم رؤیتها؛کقاعدة للابتکار،ولتدعیم سعیها لاستغلال أسواق جدیدة فی شرق،وجنوب،وجنوب شرق أسیا.
وعلى ما سبق؛مهدت تلک العوامل الرغبة فی التحول إلى مرکز تعلیمی،وانطلاقًا من تلک الدوافع رکزت على استخدام التعلیم لتطویر الاقتصاد،والنهوض بالدولة فی اتجاه اقتصاد المعرفة.وسار ذلک النهج من خلال جملة من الاستراتیجیات للتحول إلى مرکز تعلیمی ،والتی تبدأ کنظیرتها هونج کونج بسلسلة من الإصلاحات فی التعلیم العالی،ثم إضفاء البعد الدولی واستقطاب طلاب وجامعات عالمیة على النحو التالی.
منذ أواخر الثمانینیات بدأت الحکومة سلسلة من المراجعات الشاملة لنظام التعلیم العالی،واعتماد استراتیجیات إصلاحیة مختلفة لتعزیزه،وجعله منافسًا على مستوى السیاقات الإقلیمیة والعالمیة،کان الهدف الرئیس لإصلاح التعلیم هو تحویل سنغافورة إلی مرکز تعلیم،وتعلم ومعلومات فی منطقة آسیا والمحیط الهادی.وهناک مراحل رئیسة لإصلاحات التعلیم العالی فی السنوات الأخیرة،بدأت الأولى من خلال إنشاء فریق استشاری أکادیمی دولی یضم باحثین بارزین من مؤسسات التعلیم العالی الدولیة أو قادة المجتمع من الشرکات الکبرى لمساعدة الجامعات على التطور إلی مؤسسات عالمیة؛سواء فیما یتعلق بالتعلیم والبحث،وشهدت المرحلة الثانیة من الاصلاحات إنشاء الجامعة الثالثة فی سنغافورة فی أغسطس عام 2000 ،وهدفت الحکومة فی هذا الصدد إلی تقدیم أسالیب جدیدة من التمویل والحوکمة،واعتزمت أیضًا ضخ درجة من" المنافسة الداخلیة" لقطاع الجامعات.وترتبط المرحلة الأخیرة من إصلاحات التعلیم العالی ارتباطًا وثیقًا بالجامعة عام 2002[93].
فی عام 1991 نشرت حکومة سنغافورة تقریرًا عنوانه "سنغافورة 21:معًا نحن نصنع الاختلاف"Singapore 21:together we make the difference ،والذی رکزت فیه على إبراز الکیفیة التی یمکن بها لسنغافورة أن تتصدى لظهور اقتصاد المعرفة فی القرن الحادی والعشرین.[94]
تأثرت سیاسة التعلیم العالی والتنمیة فی سنغافورة بالتغیرات الاجتماعیة،والاقتصادیة الناجمة عن البیئات الخارجیة والداخلیة؛والواقع أن سنغافورة لم تعزل نفسها عن تلک التغیرات الناجمة عن تحدیات العولمة.ومن أجل التنافس مع الاقتصادات العالمیة(مثل:الیابان،والمملکة المتحدة،وأمریکا)،فقد أعلن رئیس الوزراء السابق جوه تشوک تونغ فی یونیو 1997 مبادرة " المدارس المفکرة،الأمم المتعلمة" thinking schools,learning nations ،وهی مخطط لإصلاح نظام التعلیم فی سنغافوره فی یونیو 1997 .
4-2. خطوات تطویر سنغافورة إلی مرکز تعلیمی:
یتناول الجزء التالی عرضًا لتنفیذ تحول سنغافورة إلى مرکز تعلیمی وعرضًا لمکوناته.ویمکن القول بأن العناصر التی شکلت مرکز التعلیم فی سنغافورة ترتکز على بناء منصة مرکز التعلیم " المرسة العالمیة " The global school house ،والتی تؤکد ضمن استراتیجیاتها استقطاب وجذب الجامعات والطلاب الدولیین،وضمان الاستفادة منهم وتشغیلهم بعد التخرج؛علاوة على جذب المواهب الأجنبیة.بالإضافة لمبادرة" المدارس المفکرة،الأمم المتعلمة" ،تأسیس مدینة قوانتغو المعرفیة،وعدد من مراکز الأبحاث التی تنفذ التحول إلی مرکز تعلیمی.
4-2-1.بناء منصة مرکز التعلیم"المدرسة العالمیة":
قدمت سنغافورة استراتیجیتها المرتکزة على الخدمات فی عام 1986 ؛للتخفیف من آثار المنافسة على المنتجات الصناعیة،وقد ذکر تقریر" اقتصاد سنغافورة:الاتجاهات الجدیدة" هذه الاستراتیجیة وطرح فکرة إنشاء مرکز للتعلیم کجزء من نهج أوسع نطاقًا لبناء الصناعات القائمة على الخدمات.
وتجدر الاشارة إلی أنه لم تکن "المدرسة العالمیة " فکرة جدیدة بالکامل،لکنها کانت الأحدث فی سلسلة المبادرات السیاسیة التی تعزز الدور الرئیس للتعلیم فی دعم التنافسیة الاقتصادیة الوطنیة.على سبیل المثال ففی عام 1991 ،نشرت وزارة التجارة والصناعة تقریرًا فی أعقاب الرکود الاقتصادی فی الفترة من 1985: 1986 ،والذی کان له تأثیر کبیر على الاقتصاد السنغافوری.وقد حدد التقریر بالفعل التعلیم باعتباره أحد قطاعات الخدمات الثمانیة عشر التی سیتم الترویج لها کقاطعات محتملة النمو.وعلیه،فإن تقریر عام 1991-الصادر عن وزارة التجارة والصناعة- کان أول من أعلن الحاجة إلی تطویر سنغافورة؛لتصبح مرکزًا دولیًا للتعلم یستخدم الموارد العالمیة والتکنولوجیا العالمیة والمواهب العالمیة.وبعد خمس سنوات أعلن رئیس الوزراء نیة الحکومة لتحویل سنغافورة إلی"بوسطن الشرق"[95].
وعلى غرار رؤیة هونج کونج ،ورغبة سنغافورة إلی أن تصبح " بوسطن أسیا " ککعبة للدبلومات والدرجات العلمیة والتعلیم العالی فی استجابة منها للعولمة،وظهور اقتصاد المعرفة؛الأمر الذی جعل حکومتها تعمل على إصلاح النظام التعلیمی بأکمله لتعزیز قدرتها التنافسیة فی السوق العالمیة. وضعت سنغافورة رؤیتها المعنونة "المدارس المفکرة،تعلم الأمة" Thinking school,learning nation(TSLN) فی عام 1997 لتکون جزءًا من الاستراتیجیة الرئیسة لسنغافورة لتحقیق هذا الهدف[96].
*رؤیة مرکز التعلیم"المدرسة العالمیة":
حددت وزارة التجارة والصناعة رؤیة مرکز التعلیم"المدرسة العالمیة":فی تقریر عام 2002 ،وکانت اللجنة المسؤولة عن ذلک التقریر قد زعمت بأن البیئتین الإقلیمیة والعالمیة قد تغیرت بشکل کبیر وأن سنغافورة بحاجة إلی تنشیط اقتصادها.وقد غطى التقریر مجموعة من المجالات(مثل: الضرائب،والأجور،ورأس المال،وتطویر قطاع الخدمات).ومن بین عدید من اللجان المرتبطة بالتقریر کانهناک اللجنة الفرعیة للخدمات،والتی فحصت من بین أمور أخرى "التعلیم کصناعة"؛فاقترحت فی هذا الصدد زیادة إسهام قطاع الخدمات التعلیمیة فی الناتج المحلی الإجمالی من 1.9% فی عام 2000 إلی 3-5%،واعتزمت تحقیق هدف طموح باجتذاب 150000 طالب دولی بحلول عام 2015[97].
على المستوى الاستراتیجی،صدرت ورقة سیاسیة بعنوان" تطویر صناعة التعلیم فی سنغافورة"،وأوصت بتنمیة الإمکانیات الاقتصادیة لسنغافورة لتصبح مرکزًا تعلیمیًا.وفی هذا الصدد ضمت سنغافورة بشکل خلاق نظامًا للتعلیم العالی من ثلاثة مستویات.الطبقة الأولى هی: جامعات النخبة world class universities ؛عبر دعوة (9) جامعات عالمیة؛لإنشاء أفرع لها فی سنغافورة." وتتألف الطبقة الثانیة من الجامعات الرئیسة الثلاثة؛الجامعة الوطنیة بسنغافورة،وجامعة نانیانغ التکنولوجیة،وجامعة الإدارة السنغافوریة.فی حین تتکون الطبقة الثالثة من خمسة جامعات بولیتکنیکیة وست جامعات ومؤسسات أخرى متخصصة تتعاون مع الفروع المحلیة للجامعات الأجنبیة.وتعد الطبقتان:الثانیة،والثالثة حجرًا الأساس فی قطاع الجامعات المحلیة،والتی ترکز أساسًا على التعلیم والبحث للسکان المحلیین.وبالإضافة إلى ذلک أنشات الحکومة لجنة استشاریة دولیة لمساعدة کل من جامعتی: سنغافورة الوطنیةNUS وجامعة NTU فی تحولاتهما إلی جامعات ذات مستوى عالمی[98].
4-2-2.متطلبات تنفیذ تحویل سنغافورة الی مرکز تعلیمی:
أعلنت سنغافورة رسمیًا بناء منصة مرکز التعلیم المعروفة باسمThe global school house فی عام 2002،والتی ترتکز على ثلاث استراتیجیات واسعة[99]:
ویمکن القول بأن المنتجین الرئیسیین لرأس المال:الفکری والابتکاری والذین یقوم علیهما مشروع مرکز المعرفة فی سنغافورة،هی:المؤسسات العامة،الجامعات،ومؤسسات البحوث الممولة من القطاع العام مثل معاهد A* Star .ویجب عدم إغفال الدور المهم للخبراء الأجانب الذین یجلسون فی المجالس الاستشاریة العلمیة العدیدة,والفرق الاستشاریة الدولیة.
ومن الجدیر بالذکر أن منصة مرکز التعلیم المعروفة باسم " المدرسة العالمیة " ترکز على دعم کل من التدریس،والبحث فی مؤسسات التعلیم العالی وهذا یمیزها عن المراکز الإقلیمیة الأخرى الموجهة أساسًا إلی تجنید واستقطاب الطلاب الدولیین والجامعات الأجنبیة لأغراض التدریب والربح[100].وهناک عدید من المزایا فی متابعة هذه الرؤیة،ومنها[101]:
أولًا:أن زیادة الإنفاق المؤسسی وإنفاق الطلاب الأجانب یغذی النمو الاقتصادی،ویخلق وظائف ذات أجور مرتفعة.
ثانیًا:سیعمل تدفق الطلاب الأجانب فی الإسهام برأس المال البشری فی احتیاجات الصناعة القائمة،والمتوقعة.ومن المتوقع أن تشارک الجامعات المحددة فی الأنشطة القائمة على المعرفة(مثل:البحث، والتطویر،وتولید برءات الاختراع،وتنمیة المشاریع)،وبذلک تقترب سنغافورة من رؤیتها- التی أُعلِنَ عنها لأول مرة فی الثمانینیات- نحو تحقیق اقتصاد المعرفة.
ثالثًا:سیسهم العدد المتزاید من المؤسسات التعلیمیة على تلبیة الطلب المحلی المتزاید على التعلیم العالی الذی لم یتم تلبیته فی الوقت الحالی.
رابعًا:أشارت اللجنة الفرعیة إلی أن التفاعل بین الطلاب المحلیین،والدولیین سوف "یعزز" التنمیة المجتمعیة.والذی سیعمل بدوره على تعزیز الأفراد الموهوبین فی سنغافورة وإمکانیة إنشاء شبکة من الخریجین الدولیین فی جمیع أنحاء العالم.
وثمة مثال آخر على مبادرة التعلیم العالی ذات النطاق الإقلیمی هو "منطقة نیبال" Nepal hill وهی منطقة صممت من قبل الحکومة السنغافوریة لکلیات إدارة الأعمال لتوفیر التدریب،وإجراء البحوث بشأن قضایا الموارد البشریة ذات الصلة بآسیا؛ففی حین أن مبادرة المدرسة العالمیة تتلقى قلیل من الاهتمام فی وسائل الاعلام السنغافوریة فی هذه الأیام ،فإن هناک اهتمامًا کبیر بشأن Nepal hill [102].
بدأت سنغافورة فی عام 2010 تشیید ما سمی بـمدینة قوانتشغو المعرفیة Guangzhou knowledge city (GKC) ؛حیث یتشارک الصندوق السنغافوری،والشرکات الصینیة،وحکومة بلدیة قوانغتشو فی امتلاک هذه المشروع.واستهدفت منه جذب 10 جامعات عالمیة المستوى إلی مرکزها التعلیمی.ویقول المخططون أن GKC تعد نموذجًا للتحول الاقتصادی،ویستند هذا المشروع الی تجربة سنغافورة فی إنشاء مجمعات صناعیة فی الصین والهند باعتبارها" الجناح الثانی لاقتصادها،ففی عام 1998 تعاونت الحکومة السنغافوریة مع الحکومة الصینیة لبناء حدیقة سوتشو الصناعیة ومدینة تیانجین البیئیة فی عام 1994 و2007 على التوالی،وفی عام 1998 ساعدت سنغافورة الهند فی بناء أول حدیقة تکنولوجیا المعلومات IT Park,international technology park Bangalore ،والتی أصبحت نموذجًا لحدائق التقنیة الأخرى فی الهند.کما قامت سنغافورة ببناء حدائق مماثلة فی أندونیسیا وفیتنام والفلبین وتوفر هذه المبادرات منبرًا آخر لسنغافورة لتوسیع نفوذها الجیوسیاسی فی جمیع أنحاء آسیا من خلال مشاریع إنتاج المعرفة.ومن هذه الأمثلة یتضح أن سنغافورة تضع أعینها على آسیا باعتبارها المنطقة ذات الأهمیة بدلًا من جنوب شرق أسیا[103].
4-2-3. استقطاب الطلاب الدولیین والجامعات الأجنبیة:
فی العقد الماضی بدأت سنغافورة أیضًا فی تطویر وعولمة نظام التعلیم العالی بها من خلال استراتیجیة سریعة،وواسعة النطاق؛تؤکد على التنویع،وریادة الأعمال،والتی تتضمن عناصر جذب الطلاب الأجانب.وهدفت من جراء هذا النهج التحول إلی مرکز إقلیمی للمواهب عالیة الجودة،وللبحوث.کانت الحکومة السنغافوریة قد وضعت هدفًا لجذب تدفق 150000طالب دولی بحلول عام 2015 وزیادة إسهام قطاع التعلیم فی الناتج المحلی الإجمالی من 1.9% إلی 5% ،ولتحقیق هذا الهدف-المتمثل فی زیادة عدد الطلاب الدولیین- قدمت الحکومة السنغافوریة منحًا دراسیة؛بحیث تتنازل عن جزء من الرسوم الدراسیة للطلاب الدولیین؛کمکافأة لإقامتهم لمدة ثلاث سنوات فی سنغافورة بعد التخرج،وبالاضافة إلی ذلک یسمح للطلاب الدولیین الذین یدرسون فی(22)مؤسسة معینة بالعمل لمدة تصل إلی 16 ساعة فی الاسبوع،کما یسمح لهم بالبقاء فی سنغافورة سنة واحدة للبحث عن عمل بعد التخرج[104].
ویمکن القول بأنه منذ منتصف تسعینیات القرن الماضی دأبت سنغافورة على دعوة الجامعات ذات المستوى العالمی؛لاستحداث مراکز التمیز فی البلاد للبحث والتطویر بما یتماشى مع رؤیة منصة مرکز التعلیم. وبحلول عام 2005 قبلت 16 مؤسسة أجنبیة دعوة سنغافورة،وفی السنوات الأخیرة وسعت سنغافورة نطاق مرکزها التعلیمی فی مزید من التأکید على الشراکات البحثیة مع الجامعات الأجنبیة والشرکات متعددة الجنسیات فی محاولة منها لأن تصبح رأس المال الابتکاری لآسیا[105].
وقد نُصحت الجامعات المحلیة بتشکیل شراکات مع جامعات أجنبیة عالیة الجودة؛کجزء من التوسع والتنوع فی مشهد التعلیم العالی المحلی -على سبیل المثال- کانت أول شراکة جامعیة ألمانیة أسیویة؛حیث قدمت TUM Asia وهی شرکة تابعة مملوکة بالکامل لجامعةـ Technische Universität Münchenدرجات جامعیة مشترکة مع جامعتی: NUS وNTU،کما أطلق معهد سنغافورة الوطنی للتعلیم،-وهو جزء من جامعة تایوان الوطنیة-درجة الدکتوراه التعلیمیة المزدوجة المشترکة a joint dual-degree مع معهد التعلیم بجامعة لندن.وتعاونت مدرسة لی کوان یو Lee Kuan Yew للسیاسة العامة بجامعة کولومبیا،وکلیة لندن للاقتصاد والعلوم السیاسیة،ومعهد الدراسات السیاسیة فی باریس لتقدیم درجة الماجستیر المزدوجة[106].
5-2.الوظائف الاستراتیجیة للمرکز التعلیمی:
بدأت سنغافورة النظر للتعلیم؛بحسبانه إحدى صناعات الخدمات المحتملة فی الثمانینیات عندما أدرک صناع السیاسات أن الصناعات التحویلیة ذات القیمة المنخفضة لا تستطیع المحافظة على البلد.ولقد أدت الأزمة المالیة الآسیویة فی عام 1997 ،والتی أعقبها رکود اقتصادی عام 2001 إلی الإلحاح بضرورة إعادة معاییر اقتصاد البلاد وإعادة تشکیل المشهد التعلیمی العالی فی آن واحد.الأمر الذی طبق فعلیًا فی عام 1998؛حین أعلنت الحکومة عن خطتها لجذب ما لایقل عن 10 جامعات عالمیة المستوى.بعد بضع سنوات وسعت الحکومة هذه المبادرة إطلاق خطة منصة مرکز التعلیم بهدف أن تصبح بوسطن الشرق[107].
وعلى ما سبق،یمکن القول بأن المرکز التعلیمی فی سنغافورة له دور بارز فی اعتبار التعلیم احدى الصناعات الخدمیة الرئیسة المسؤولة عن تطویر الدولة فی مواجهة الصناعات التقلیدیة ذات القیمة المنخفضة،وبناء قوى بشریة وعمالة متقدمة ؛باعتبارها الموارد التی یمکن الاعتماد علیها ،بل وعضدت استراتیجیتها فی استقطاب الطلاب والجامعات الدولیة فی تطویر المواهب المحلیة ،وجذب المواهب الأجنبیة و الابقاء علیها للعمل،والإسهام فی تطویر سنغافورة.
6-2. تقییم مرکز التعلیم فی سنغافورة:
تشیر الدراسات إلى النجاح الباهر الذی حققته سنغافورة فی تحویل نفسها إلی مرکز تعلیمی،والذی أسهم بشکل فعال فی جذب المواهب الأجنبیة،وإنتاج المعرفة،والتحول نحو اقتصاد المعرفة؛علاوة على قدرتها على استقطاب عدد من الجامعات الأجنبیة والطلاب،واستنادها على النظر للتعلیم کإحدى الصناعات.
لم یجر حتى الآن تقییم لنتائج وأثر المرکز التعلیمی-على الأقل لا یوجد تقییم عام-.ومع ذلک یبدو أن هناک بعض الدروس المستفادة من مبادرة منصة مرکز التعلیم:المدرسة العالمیة،فبعد مرور 5 سنوات علیها انسحبت مؤسستان معروفتان من مشروع المدرسة العالمیة فی العامین الماضیین:مرفق البحوث الطبیة الحیویة لجامعة جونز هوبکنز من الولایات المتحدة الأمریکیة،وجامعة نیوساوث ویلز من أسترالیا.ویشیر انسحاب المؤسستین إلی وجود فجوة بین التوقعات والواقع؛مما یدل على ضرورة قیام کل من المؤسسة الأجنبیة،ومجلس التنمیة الاقتصادیة فی سنغافورة بوضع خطط عمل قویة،ونهج عملی للتکالیف والعائد المتوقع من الاستثمارات فی الجامعات الأجنبیة العامة،والخاصة وأن یکون على بینة من الجوانب الاجتماعیة والثقافیة والقضایا السیاسیة[108].
وإن کان ذلک - فی وجهة نظر الباحث- لا یعنی إخفاق المرکز التعلیمی؛فالتغیر الکبیر الذی قادته سنغافورة – بالتحول إلی مرکز تعلیمی-یؤکد فاعلیة دور المرکز فی صناعة التعلیم،وجذب المواهب،والتحول نحو اقتصاد المعرفة.
المحور الثالث:الواقع المصری.
تحاول مصر تطویر قطاع التعلیم العالی وتوسیعه منذ نشأته وحتى الوقت الراهن، ومع سعی دول العالم إلى الاستجابة لتأثیرات العولمة وانتشار تطبیقات ـجیال التعلیم العابر للحدود جاهدت مصر لتکون ضمن مصاف الدول الآخذة بهذا الاتجاه . وفیما یلی عرض للجهود الراهنة فی هذا الصدد.
شارکت مؤسسات التعلیم العالی فی مصر لمدة طویلة فی طائفة من المساعی الدولیة من خلال جملة من الجهود التی تشمل بعض أجیال التدویل وتحدیدًا:الأول والثانی .
تشمل الجهود الممثلة لأجیال التعلیم العابر فی مصر الحراک الدولی للطلاب،وأعضاء هیئة التدریس، وبرامج التوأمة العالمیة،وبعض الشراکات مع الهیئات الدولیة ،ویتسبب النوعان الأخیران فی اجتذاب الطلاب الدولیین للدراسة فی مصر .
أ. الحراک الدولی للطلاب وأعضاء هیئة التدریس
یشمل الحراک الدولی للطلاب وأعضاء هیئة التدریس جزأین:
1. الحراک الدولی للطلاب وأعضاء هیئة التدریس المصریین إلى الخارج.
2. الحراک الدولی للطلاب الوافدین إلى مصر "
ویعنی الحراک الدولی نحو الخارج انتقال أعضاء هیئة التدریس والطلاب المصریین إلى الخارج للدراسة
فی حین یشیر الحراک نحو الداخل إلى انتقال الطلاب وأعضاء هیئة التدریس الأجانب إلى مصر؛بغرض الدراسة القیام بالمهام العلمیة المختلفة.
ب. برامج التوأمة العالمیة،والدرجات العلمیة المشترکة:
تحقیق التوافق بین النظم العالمیة المصریة ونظیراتها الأوروبیة،وذلک من خلال جملة من المحاضرات وورش العمل فی مختلف الجامعات المصریة بالتعاون مع مکتب برنامج الاتحاد الأوروبی لدعم التعلیم العالی[109].وعلى سبیل المثال أکدت جامعة الإسکندریة فی هذا الصدد اهتمامها بدعم التعاون الدولی وانشاء الدرجات العلمیة المشترکة و المزدوجة مع کبرى الجامعات العالمیة وخاصة المالیزیة منها؛حیث عقدت 16 اتفاقیة مع جامعاتها،وغیرها من الأمثلة الکثیر .[110]
ج. الشراکات والتبادلات العلمیة مع الهیئات الدولیة:
مثل الشراکة مع هیئة فولبرایت بموجب بروتوکول تعاون بین الحکومتین:المصریة،والأمریکیة،والشراکة مع الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی DAAD بموجب الشراکة العلمیة والبحثیة بین مصر،وألمانیا فی مجالات التعلیم العالی،والعلوم،والتکنولوجیا،والابتکار [111]
د. إنشاء فروع للجامعات الاجنبیة فی مصر:
بدأت مصر فی إنشاء الجامعات الاجنبیة مع مطلع القرن العشرین من خلال الجامعة الأمریکیة، واستکملت ذلک بإنشاء عدد من الجامعات الخاصة ذات الشراکات الأجنبیة؛مثل:الجامعة الألمانیة،والفرنسیة،والأهرام الکندیةـوالیابانیة،والبریطانیة.
کما تقدم مصر بعض أنشطة تدویل المناهج داخل مؤسسات التعلیم العالی الحکومیة والخاصة،والذی یمکن اعتباره أحد أنشطة الجیل الأول للتعلیم العابر للحدود.ومن أبرز الأمثلة فی هذا الصدد: مشروع میدا ستار للمفوضیة الاوروبیة مع جامعات:النیل،عین شمس، بورسعید،سوهاج،الأکادیمیة العربیة للعلوم والتکنولوجیا والنقل البحری لتطویر برامج الدراسات العلیا،ومن هذه الأمثلة فی الجامعات الحکومیة ایضا برنامج المنصورة مانشستر Mansoura – Manchester programme ،والذی بدأت الدراسة فیه مع بدایة 2006/2007 حسب الاتفاقیة الموقعة مع جامعة مانشستر .[112]
یشیر العرض السابق إلى جملة من الجهود الممثلة لبعض أنشطة الجیلین:الأول،والثانی فی مصر على أن الجهود لاتزال محدودة ومتفاوتة وقد أرجعت دراسة (هلال،علی،2012 ) ذلک إلى غیاب رؤیة استراتیجیة واضحة لتطویر القدرة المؤسسیة للتعلیم العالی فی مصر بما یتلاءم مع متطلبات التدویل مسبقًا،وأکدت ضرورة وجود استراتیجیة للتدویل لإضفاء شرعیة على إشراک المعنیین فی النشاطات الدولیة.وأوصت فی هذا الصدد بالعمل على اجتذاب الطلاب الوافدین وتقدیم التسهیلات المحفزة لذلک،علاوة على ضرورة نشر فروع للجامعات المصریة فی الخارج [113]
وتوجه الدولة اهتماماتها الآن إلى تبنی أنشطة التعلیم العابر للحدود،وتقدیم سلسلة من السیاسات الداعمة له .فقد رسمت فی الخطة الاستراتیجیة للتعلیم العالی ملامح تلک الأنشطة،وأکدتها بصدور رؤیة مصر 2030 والتی تعکس بوضوح اهتمام الدولة فی هذا الصدد.
تؤکد استراتیجیة التعلیم العالی المصری عنصر العالمیة،وترجمت ذلک فی انشاء فروع جامعات دولیة؛ فلقد عرضت الاستراتیجیة 22 مشروعًا تابعًا لوزارة التعلیم العالی ، منها المشروعات من 18-22 متعلقة بأفرع الجامعات الاجنبیة ، بالإضافة إلى عدد من المشروعات المتعلقة بالجامعات الاهلیة الدولیة من مشروع رقم 1-7) ؛منها:جامعة الجلالة ،والجامعة الیابانیة ،جامعة الملک سلیمان "فرع شرم الشیخ"[114].
وأشارت الاستراتیجیة -فیما یتعلق بإنشاء فروع للجامعات الاجنبیة-الی صدور قانون رقم 162 لسنة 2018 بشان إنشاء وتنظیم فروع للجامعات الاجنبیة داخل جمهوریة مصر العربیة ،وکذا قرار رقم 4200 لسنة 2018 بشان تشکیل اللجنة المختصة بفحص ودراسة طلبات إنشاء فروع للجامعات الأجنبیة داخل ج.م.ع،والمؤسسات الجامعیة وتنظیم عملها،وتحدید الشروط،والطلبات اللازمة لانشائهما.وأوضح مجمع الجامعات الکندیة والأوروبیة European university in Egypt على سبیل المثال فی أسبانیا هناک جامعة بولتکنیک کاتالونیا "جاری التفاوض بشانها " أما فی النمسا فهناک جامعة التکنولوجیا " فیینا " وجامعة کونست وجامعة یوهانس کیلر ،وفی انجلترا هناک مدرسة لندن للاقتصاد و العلوم اسیاسیة وجامعة سنترال لانکشایر وجامعة لندن وجامعة ایست لندن وجاری تنفیذها جمیعا [115]
تعد رؤیة مصر 2030 خارطة الطریق التی ترغب مصر من خلالها تحقیق التقدم المنشود فی کل قطاعاتها وعلى رأسها التعلیم .وتعکس الرؤیة اتجاه مصر الواضح لإضفاء البعد الدولی على قطاعات التعلیم ،حیث تبرز الجهود فی هذا الصدد وتؤکد عددًا من البرامج الاصلاحیة لعلاج نقاط القصور المتعلقة بها.
أشار المؤشر الثامن التابع لمخرجات النظام التعلیم المصری فی محور التعلیم والتدریب برؤیة مصر 2030 نسبة الطلاب الوافدین من اجمالی المقیدین بالجامعات المصریة حسب التخصص ویستدل من هذا المؤشر على مدى تنافسیة منظومة التعلیم العالی وقدرتها على جذب الطلاب الدولیین للالتحاق بالبرامج التعلیمیة المختلفة على اختلاف التخصصات التی تقدمها فبینما یقدر الوضع الحالی بنسبة 2% تهدف مصر الی زیادة النسبة الی 3% عام 2020 والی 6% عام 2030 [116]
وفی هذا الصدد أشارت الرؤیة فی أحد برامجها الإصلاحیة والمعنون " التوسع فی إنشاء مؤسسات التعلیم العالی بالمشارکة مع القطاعین:الأهلی،والخاص"الی ضرورة التوسع فی إنشاء بعض البرامج المصریة الأجنبیة المشترکة فی تخصصات تخدم سوق العمل [117] ،وفی برنامجها" تطبیق نظام معادلات الشهادات المصریة والاعتراف بالشهادات العلیا " هدف البرنامج إلى تدویل الجامعات المصریة من خلال معادلة الشهادات وهی تعد مبادرة فعالة حیث یتم تحدیث منظومة التعلیم العالی باستمرار ،ویعد هذا البرنامج من البرامج عالیة التکلفة،ومن المتوقع البدء فی تنفیذه فی عام 2020 والانتهاء من تنفیذه عام 2025 [118].
من خلال ما سبق،یمکن القول بأن الجهود التی قامت بها مصر فی تنفیذ أنشطة التعلیم العابر للحدود تقتصر على بعض أنشطة الجیلین:الأول،والثانی،بینما لم تضع مصر أی سیاسات رسمیة تعبر عن عزمها لانتهاج التحول الی محور أو عدد من المحاور التعلیمیة؛رغم توافر عدد من الأنشطة المعینة على ذلک،وعلى رأسها جذب الطلاب الدولیین،والعمل على جذب فروع لجامعات أجنبیة؛الأمر الذی یحتم تکاتف الجهود لتنفیذ ذلک على المستوى الرسمی،والإعلان عن خطة على المستوى القومی لتطبیق التحول إلى محور تعلیمی.
المحور الرابع:المناظرة، والدراسة المقارنة التفسیریة
تتأسس الدراسة الحالیة على الفرض التالی: أن الأخذ بتطویر مصر إلی مرکز تعلیمی یسهم فی ترسیخ مفهوم التعلیم العالی کصناعة ویعمل على تنمیته المستقبلیة،وجذب المواهب،فمن خلال التعرض لخبرتی هونج کونج وسنغافورة فی تأسیس المراکز التعلیمیة یتبین أن کلتا الدولتین قد نجحتا فی تطویر نفسهما إلی مرکز تعلیمی،وإن اختلفت رغبتهما فی حدود المرکز؛فسنغافورة تسعى لأن تکون مرکزًا عالمیًا ولیس إقلیمیًا فحسب،بینما تضع هونج کونج النشاط الإقلیمی لمنطقة الصین الکبرى نصب عینیها.إلا أنه قد ساعد تحولها الی مراکز تعلیمیة فی ترسیخ مفهوم التعلیم العالی کصناعة،والإسهام فی تنمیته،وجذب المواهب إلیها.
ووفقًا لمدخل بیردای؛فقد تم عرضت خطوتا الوصف،والتفسیر خلال عرض المرکزین:الأول،والثانی،وفی هذا المحور ستعرض خطوتا المقابلة،والمقارنة على النحو التالی:
1.المقابلة أوالمناظرة:
تتم خطوة المقابلة على مستویین:أولهما مقابلة المراکز التعلیمیة فی حالتی المقارنة – على حده – بما جاء فی الإطار النظری(من الجانب المعیاری)؛لتحدید مدى التقارب أو التباعد بین التطبیقات والناحیة النظریة؛وهذا قد تمت الإشارة إلیه ضمنیًا فی المرکزین:الأول،والثانی للدراسة لذا لن یتم تکراره هنا.ثانیهما:مقابلة واقع المراکز التعلیمیة فی حالتی المقارنة مع بعضهما البعض فی کل محور من محاور البحث؛الأمر الذی یُفضی إلی تحدید أوجه الشبه والاختلاف بین الدولتین.ویوضح جدول رقم(5) مقابلة/مناظرة المراکز التعلیمیة فی حالتی المقارنة:سنغافوره،ـوهونج کونج.
جدول رقم(5):مقابلة/مناظرة المراکز التعلیمیة فی حالتی المقارنة:سنغافوره،ـوهونج کونج.
|
المرکز التعلیمی لسنغافورة |
المرکز التعلیمی لهونج کونج |
نوع المرکز التعلیمی |
معرفة |
طلاب |
|
تعد سنغافورة مرکزًا على مستوى المدینة city zone ویمکن اعتبارها مرکزًا تعلیمیًا على مستوى الدولة/المدینة city-state level-کما یسمیها البعض-. |
تعد هونج کونج مرکزًا على مستوى المدینة city zone ،وقد یطلق البعض علیها دولة – مدینة. |
تاریخ التأسیس |
أعلنت سنغافورة نفسها کمرکز تعلیمی ؛ونفذت ذلک فی عام 1998 |
أعلنت هونج کونج عن المرکز التعلیمی فی عام 2003 غیر أن التنفیذ قد تأخر حتى عام 2008. |
مستوى التقدم فی المرکز |
حققت سنغافورة درجة عالیة من التقدم فی مرکزها التعلیمی منذ إعلانها،وحتى الوقت الراهن بدایة من إنشاء منصة مرکز التعلیم:المدرسة العالمیة، انتقالا إلى إنشاء مراکز بحث وابتکار مکثف فی الوقت الراهن. |
تسیر هونج کونج فی الوقت الراهن بخطى متناسبة ،أسرع مما قبل ،ولذا یمکن تصنیف مستوى التقدم فی مرکزها التعلیمی على أنه منخفض- متوسط. |
طموحها |
تطمح سنغافورة إلى مزید من التقدم لتتحول إلى مرکزٍ للمعرفة/والابتکار. |
تطمح هونج کونج فی التحول إلی مرکز موهبة فی الفترات القادمة |
الخطة أو الرؤیة الوطنیة التی تُوجه تطور المرکز |
توجد خطة استراتیجیة توجه تطور مرکزها التعلیمی،وهو ما أسمته؛بسنغافوره 21. |
لا توجد خطة استراتیجیة توجه عمل المرکز التعلیمی لهونج کونج ،فهی تسیر على ما أوردته بعض الخطابات السیاسیة المقدمة من الرؤساء التنفیذین |
خطة المرکز الرئیسةMaster hub plan |
یمکن الاعتماد على وثائق وقرارات لجنة المنح الجامعیة فی هذا الصدد. |
یمکن الاعتماد على منصة الصناعة 21. |
الفاعلون الرئیسیون المسؤولون عن المرکز |
یتضافر فی هذا عدد من الفاعلین ومنها: وزارة التعلیم والقوى العاملة،ولجنة المنح الجامعیة ،ومجلس هونج کونج للتجارة والتنمیة،وقسم الهجرة،ولجنة رؤساء الجامعات،ومجلس المنح الجامعیة |
یتضافر فی هذا الصدد عدد من الفاعلین المسؤولین عن المرکز وهم :مجلس البحث والابتکار، وزارة التجارة والصناعة ،ومجلس السیاحة السنغافوری،وزارة التعلیم،مجلس التنمیة الاقتصادی. |
الدوافع لإنشاء المرکز التعلیمی |
مع ندرة الموارد الطبیعیة،رأت سنغافورة ضرورة الاعتماد على الموارد البشریة بحسبانها المورد الوحید الذی یمکن أن تستند إلیه لتحقیق التنمیة المستدامة على المدى الطویل؛خاصة وقد رأت ضرورة التحول من الاعتماد على الصناعات التقلیدیة الی الاقتصاد القائم على المعرفة والاعتمادعلى الاستراتیجیات المرتکزة على الخدمات . |
ارتبطت الدوافع الرئیسة للسعی للتحول إلی مرکز تعلیمی إقلیمی بالسیاق الاجتماعی والاقتصادی المتغیر للدولة المدینة،خاصة وبحسبانها منطقة إداریة خاصة ؛فإنه یستلزم من هونج کونج تغییر مکانتها لتصبح ذات قدرة تنافسیة عالیة فی الصین،وعلیه فإنها قد وضعت البر الرئیسی نصب عینیها |
صناعة التعلیم |
بدأت سنغافورة النظر للتعلیم باعتباره إحدى صناعات الخدمات المحتملة منذ الثمانینیات؛حین أدرک صناع السیاسات انه لا یمکن الاعتماد على الصناعات التحویلیة فحسب. |
اعتبر التعلیم صناعة یمکن تصدیرها؛لتلبیة الطلب المتزاید على التعلیم فی البلدان والمناطق المجاورة،وقد وُحِّدَتْ فکرة تصدیر خدمات التعلیم بعد الأزمة المالیة عام 2008. |
الآلیات التی اعتمدت علیها فی التحول إلی مرکز تعلیمی |
اعتمدت سنغافورة على جملة من الآلیات لانشاء مرکز التعلیم؛کجزء من نهج أوسع نطاقا لبناء الصناعات القائمة على الخدمات،ومنها: *بناء مرکز محور التعلیم:المدرسة العالمیة. *استقطاب الطلاب الدولیین والجامعات الأجنبیة. *النظر للتعلیم کإحدى الصناعات الخدمیة |
یُعد تصنیع التعلیم،وتدویله النهجان اللذان اعتمدتهما حکومة هونج کونج للتحول الی مرکز تعلیمی. |
2.المقارنة:
تترجم هذه الخطوة هنا فیما یسمى بالدراسة المقارنة التفسیریة،ویعتمد تنفیذ هذه الخطوة على جملة من الآلیات،ومنها:
2-1.تحدید أوجه التشابه فی کل محور من محاور البحث المختارة فی حالتی المقارنة،وتفسیرها فی ضوء بعض مفهومات العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة.
2-2. تحدید أوجه الاختلاف فی کل محور من محاور البحث المختارة فی حالتی المقارنة،وتفسیرها فی ضوء بعض مفهومات العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة.
2-3.التوصل إلی عدة معطیات تفید فی بیان کیفیة الإفادة منها فی مصر،للسعی لتطویرها الی مرکز تعلیمی.ویشیر جدول رقم(6) إلی أبرز نتائج الدراسة التفسیریة المقارنة.
جدول رقم (6):نتائج الدراسة التفسیریة المقارنة.
|
أوجه التشابه |
أوجه الاختلاف |
نوع المرکز التعلیمی |
|
تختلف الدولتین فی نوع المرکز التعلیمی فی بدایته وکذلک فی طموحهما المستقبلی؛فهونج کونج ترغب فی التحول إلی مرکز موهبة،بینما وضعت سنغافورة مرکز المعرفة / الابتکار نصب عینیها. |
حدود المرکز |
کلتا الدولتین قد نجحتا فی تطویر نفسهما الی محاور تعلیمیة.
|
تختلف رغبة کلتا الدولتین فی حدود المحور؛فلدى سنغافورة رؤیة بعیدة وطویلة المدى من خلال الرغبة الی التحول کمرکز عالمی؛أما هونج کونج فتضع النشاط الإقلیمی لمنطقة الصین الکبرى نصب عینیها. |
المنهج المتبع للتحول الی مرکز تعلیمی |
|
تختلف الدولتان المدینتان فی النهج الذی تعتمدانه فی التحول الی مراکز تعلیمیة؛فتتبنى سنغافورة نهجًا تنظیمیًا شاملا،أما هونج کونج فتتبنى نهجًا انتقائیا متداخلًا. |
الجدیة فی تنفیذ المرکز |
|
تختلف الدولتان فی تنفیذ المرکز منذ قرار إعلانه؛فسنغافورة أعلنت المرکز ونفذت ذلک فی العام نفسه بینما تأخرت هونج کونج قلیلا. |
مستوى التقدم |
|
تختلف الدولتین فی مستوى التقدم فی المرکز؛حیث تنتقل سنغافورة بخطوات واسعة وثابتة فی الوقت الذی تعثرت فیه هونج کونج قلیلًا. |
آلیات إصلاح التعلیم العالی فی إطار السعی للتحول لمراکز تعلیمیة |
تتشابه الدولتان المدینتان فی طرائق إصلاح التعلیم العالی للسعی نحو التحول لمراکز تعلیمیة،وإن اختلفت حدود هذا الإصلاح؛نتیجة لاختلافهم فی مدى المرکز التعلیمی. |
|
جذب المواهب الأجنبیة |
تتشابه هونج کونج وسنغافورة فی جذب المواهب الأجنبیة،فبالنسبة لکلتاهما کان جذب المواهب الأجنبیة عاملًا رئیسًا فی تطورهما خلال العقود القلیلیة المنصرمة کمدن عالمیة،ولذا فإن المراکز التعلیمیة هی منبر طبیعی لتجنید المواهب الأجنبیة فی شکل طلاب وباحثین. |
|
ومن خلال فحص الجدول السابق،یمکن تفسیر أوجه التشابه والاختلاف بین المرکزین فی ضوء العلوم الاجتماعیة ،ویمکن فی هذا الصدد الاستعانة بنظریة تحلیل النظم العالمیة على النحو التالی.
منذ تسعینیات القرن الماضی عُدَّتْ" العولمة"وما أفضت إلیه من تدویل،وما استتبعها من نمو التعلیم العابر للحدود من أهم الموضوعات فی مجال التعلیم المقارن والدولی؛وفقًا لبعض المسوح الأخیرة[119].الأمر الذی یمکن معه فهم التطورات نتیجة لتحول هونج کونج وسنغافورة لمراکز تعلیمیة.
إن تطور مراکز التعلیم فی آسیا یُظهر خروجًا ملموسًا عن کونهم المصدرین التقلیدین لخدمات التعلیم؛فقدیمًا کانت المملکة المتحدة،وأسترالیا أساس ظهور التعلم العالی عبر الحدود؛سعیًا لتحقیق الربح،غیر أن الأمر اختلف کثیرًا حین بدأت مالیزیا،وسنغافورة،وهونج کونج فی تجهیز مبادرات مراکزها التعلیمیة بمبررات أکثر أهمیة؛تشمل تنمیة المواهب،وبناء القدرات التعلیمیة،ودعم الابتکار.ولا تستبعد هذه المبررات الهدف الأهم والمتمثل فی النظر للتعلیم کصناعة،وبالمثل فإن مرکز التعلیم لا یستثنى الاستراتیجات الوطنیة الأخرى؛مثل:التحول إلی"مرکز مالی "کما هو الحال فی هونج کونج أو مرکز الخدمات اللوجستیة کما فی" سنغافورة[120].
أکدت دراسة(Chan,2011) الفرض الذی وضعته الدراسة الحالیة؛حیث أن سنغافورة,وهونج کونج مدن تتمتع - بصفة خاصة دون غیرهما من المدن الأسیویة-بالاستخدام السائد للغة الانجلیزیة؛للاستعمار البریطانی السابق وعلاوة على ذلک فإن کلتاهما مصنفة کمنطقتین متقدمتین فی أسیا وکلتاهما حققتا بالفعل مهمة اللحاق بالرکب،وهما یمضیان قُدمًا فی تدویلهما للتعلیم العالی؛الأمر الذی یجعلهما تتمتعان بمزایا نسبیة مقارنة بأماکن أخرى فی أسیا،وهذا ما عضد تحولهما إلی مراکز تعلیمیة إقلیمیة،على أن سنغافورة لدیها رؤیة بعیدة،وطویلة المدى أکثر لتطویر نفسها لتکون مرکزا تعلیمیًا لیس إقلیمیًا فحسب,ولکن أیضًا على الصعید العالمی.فی حین تهدف هونج کونج لتطویر نفسها لتکون مرکزًا للتعلیم أساسی لمنطقة الصین الکبرى[121].
تختلف الدولتان المدینتان فی النهج اللذان تعتمدانه للتحول إلی مراکز إقلیمیة؛وللتمییز بین الرؤى المختلفة فی کلتهما نجد أن سنغافورة تبنت" نهجًا تنظیمیًا شاملًا " لدفع تطورها للتعلیم العالی-؛ولاسیما من خلال دعوة الجامعات ذات المستوى العالمی من الخارج؛لإقامة فروع لها فی سنغافورة-وبینما تتقاسم الحکومتان دورًا مماثلًا من حیث التقسیم الطبقی لقطاعات التعلیم العالی فإنها تعکس أیضا وجهات نظرهم المختلفة بشأن أدوارهم کـ " ممولین " و" مقدمین / مزودین " للتعلیم العالی.وبینما تواصل حکومة سنغافورة القیام بدور استباقی وتنظیمی للغایة فی تشکیل التعلیم العالی لاتزال حکومة هونج کونج الإداریة الخاصة تؤمن بفلسفة" السوق یعرف الأفضل" ومن ثم تسمح للسوق بإدارة مسارها الخاص دون تدخل حکومی کبیر[122].
وتؤکد دراسة(Chan and Ng,2008) الاتجاه نفسه،والتی أشارت لاختلاف رؤیة کل من هونج کونج وسنغافورة فی التحول إلی مرکز إقلیمی؛ففی حالة هونج کونج تدیر الحکومة قطاع التعلیم العالی من خلال تقسیمه إلی قسمین؛الجزء الأول:هو القطاع التقلیدی المحافظ،والذی یعد مسؤولًا بشکل أساسی عن برامج البکالریوس،والدراسات العلیا،والبحوث.والجزء الآخر هو القطاع الناشئ،والذی یقدم برامج التعلیم المستمر.تأخد الحکومة الجزء الأول کجوهر أو لب تعلیمها العالی وتحتفظ بدور توجیهی قوی فیه،بینما تعد الجزء الأخیر قطاعًا تکمیلیًا supplementary sector وتکون أکثر تحررًا تجاهه.واعتبرت الحکومة هذا النهج" نهجًا انتقائیًا متداخلًا" فی حوکمة الجامعة وتسرع الحکومة بشکل استباقی فی تطویر الجزء الأساسی من خلال تشجیع الاندماجات بین المؤسسات مع ترک الجزء التکمیلی،لیحکم بشکل فضفاض لتشجع التنوع فی السوق.ومع هذا النهج سوف یعلق مختلف أصحاب المصلحة فی قطاع التعلیم العالی معانی مختلفة؛لأنها "مرکز إقلیمی".أما فی سنغافورة؛ فإن عدیدًا من المؤسسات التعلیمیة فی سنغافورة تعمل فی تناقض ما بین المرکزیة واللامرکزیة فمن ناحیة -ومنذ إطلاق رؤیة - TSLN أعطیت الجامعات فی سنغافورة مزید من الاستقلال الذاتی لإصلاح مؤسساتها للتنافس مع الافضل فی العالم.ومن ناحیة أخرى لم یتم تقویض سیطرة الحکومة على هذا القطاع.وفی الواقع فإن " الحکم الذاتی " یرسی موقعًا أکثر لائقة للحکم فی السماح للحکومة؛بالحکم عن بعد.وهذاهو "النهج التنظیمی" Regulatory approach[123].
تتشابه المدینتان فی طرائق إصلاح التعلیم العالی فی إطار سعیهما للتحول إلی مراکز تعلیمیة،وعلى غرار حکومة هونج کونج تتبنی حکومة سنغافورة" الحکم الذاتی"/" التنویع " و" المساءلة " و" التوجیه الحکومی" کطرق لإصلاح قطاع التعلیم العالی،ومع ذلک تختلف سنغافورة عن هونج کونج؛لأنها لا تنوی توسیع قطاع التعلیم العالی بسرعة کبیرة من خلال آلیة السوق الحرة والتحکم فی تطویر وجذب مقدمی خدمات التعلیم العالی الجدیدة.وفی تنظیم الجامعات القائمة والتمییز بین سلعهم وخدماتهم التعلیمیة.هذه الاختلافات تمیز بین المدینتین بشکل أساسی رغم أن لهم الطموح نفسه فی أن یصبحوا مراکز إقلیمیة للتعلیم العالی"[124].
هناک تشابه بین سنغافورة وهونج کونج فی جذب المواهب الأجنبیة؛فبالنسبة لهما کانت المواهب الأجنبیة عاملًا أساسیًا فی تطورهما خلال العقود القلیلة الماضیة کمدن عالمیة،ولذلک تعد مراکز التعلیم منبرًا طبیعیًا لتجنید المواهب الأجنبیة فی شکل طلاب،وباحثین وتسعى سنغافورة الی تحقیق هذا الهدف بقوة أکبر من هونج کونج لأن الأثار المترتبة على انخفاض معدل الموالید والمنافسة من الاقتصادات القریبة تلوح فی أذهان صناع القرار.فی الوقت نفسه فإن هونج کونج لدیها البر الرئیس لتخفی به عیوبها فی تخطیط القوى العاملة فالمدینة لا تزال وجهة جذابة للمهاجرین الصینیین.
فی التحلیل المقارن للتعلیم العالی عبر الوطنی فی شرق آسیا استخدم مصطلح "دولة تسارع السوق" a market accelerationist state کأساس نظری لتحلیل العلاقات بین الدولة والسوق.فی النظر إلی توجهها الاقتصادی.ویمکن النظر لهونج کونج کدولة مُیسرة للسوق،وفی هذا الصدد یسلط الضوء على تقالید المدینة والالتزام بنموذج الدولة التنظیمی،ومبادئ اقتصاد السوق الحر،ولعل مفهوم "میسر للسوق" یفسر نهج هونج کونج غیر التدخلی فی تطویر التعلیم العالی عبر الوطنی،وعلى نقیض ذلک،تعد سنغافورة دولة تسارع السوق a market accelerationist state ،حیث تؤکد على أهمیة نموذج الدولة التنمویة،وتبرر الدور الاستباقی للدولة فی توجیه التعلیم العالی عبر الوطنی .ویمکن تعریف دولة تسارع السوق فی سنغافورة من خلال نجاحها فی الجمع بین دولة قویة مع اقتصاد السوق اللیبرالیة ودورها کمولد للسوقa market generator وهو یمثل وسیلة لإدارة التوتر بین التوجه العالمی والنموذج الذی یرکز على الدولة وفی هونج کونج تشیر الدولة المیسرة للسوق إلی نموذج للحوکمة یلتزم باقتصاد السوق اللیبرالی ویتجنب التدخل الحکومی القوی وهو یمثل تحضیرًا للتحالف بین التوجه العالمی والنموذج القائم على السوق[125].
بعض المعطیات والآلیات التی یمکن الافادة بها فی مصر:
من فحص التعلیم العابر للحدود فی مصر؛یتبین أنه یقتصر على بعض أنشطة الجیلین فحسب:الأول؛کحراک عدد کبیر من الطلاب للدراسة فی الخارج،وکذا انتقال أعضاء هیئة التدریس لأغراض البحث والدراسة خارج مصر؛فضلًا عن اجتذاب الطلاب الدولیین للدراسة بمصر.
وتجدر الإشارة إلی أنه یمکن الإفادة من الخبرات السابق عرضها فی الواقع الراهن؛خاصة مع الاهتمام ببعض المبادرات التی یمکن بالترکیز علیها خلال الفترات القلیلة القادمة أن تخطو مصر نحو انتهاج الجیل الثالث؛على سبیل المثال:إنشاء مدینة البحوث العلمیة والتطبیقات ببرج العرب،عقد قمة مجتمع المعلومات بشرم الشیخ (إبریل2014) بعنوان“نحو بناء مجتمع المعرفةلأجل السلام وتحقیق التنمیة المستدامة“،وإنشاء العاصمة الإداریة - بوصفها أول مدینة معرفیة مصریة-وتماشیًا مع رؤیة مصر 2030؛لتحقیق التنمیة المستدامة؛وهذا ما تسعى إلیه مصر فی سنواتها القادمة.
قائمة المراجع
أولًا:المراجع العربیة: |
1.الفقی،محمد عبدالله محمد عبدالله. " تدویل التعلیم العالی مدخل لتحقیق رؤیة مصر فی التعلیم العالی 2030" فی مجلةکلیةالتربیة - جامعة المنوفیة.مجلد 32. عدد4(2017):62-145 |
2.جریفیز. توم ج./ کنزفیک، لیزا، محمد .تحلیل فولرشتاین للنظم العالمیة فی التربیة المقارنة : دراسة حالة.زین العابدین سید.مترجم.مجلة مستقبلیات - رکز مطبوعات الیونسکو – مصر.مجلد 40 عدد 4 :دیسمبر 2010 :685-712. |
3.محمد،عبدالناصر محمد رشاد .عماد نجم عبدالحکیم مصطفى." آلیات تعزیز الحراک الطلابی الدولی بمؤسسات التعلیم العالی فی کندا ومصر:دراسة مقارنة" فی التربیة.ع172.ج2 (ینایر2017):60-169. |
4.هلال،ناجی عبدالوهاب علی عبدالرؤوف محمد نصار." تدویلالتعلیمالعالىالمصرىعلىضوءتحدیاتالعولمةرؤیةمستقبلیة"فی مستقبل التربیة العربیة .مجلد 19 .عدد7 :(إبریل 2012):185-316 |
5.وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی ."الملخص التنفیذی لرؤیة 2030 "فی استراتیجیة التنمیة المستدامة :رؤیة مصر 2030.متاح خلال الموقع الالکترونی لرؤیة مصر 2030 :تاریخ الدخول على الموقع 3 ابریل2019 |
6.وزارة التعلیم والبحث العلمی،"استراتیجیة وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی فی ضوء خطة التنمیة المستدامة مصر 2030".متاح خلال الموقع الالکترونی لبوابة وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی . تاریخ الدخول 3 ابریل 2019 |
7.وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی."المحور السابع : التعلیم والتدریب "فی استراتیجیة التنمیة المستدامة: رؤیة مصر 2030".متاح خلال الموقع الالکترونی لبوابة التعلیم العالی والبحث العلمی المصریة:تاریخ الدخول 3 ابریل 2019 |
8.وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی،حصاد أداء وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی فی مجال التعلیم العالی) خلال الفترة.(1/1/2017 - 31/12/2017).الصفحة الرسمیة لموقع وزارة التعلیم العالی على موقع التواصل الاجتماعی.30 دیسمبر 2017. متاح عبر الموقع الالکترونی https://www.facebook.com/MOHEEGYPT/ بتاریخ 12 أکتوبر 2018. |
ثانیًا:المراجع الأجنبیة: |
9.Arnove,Robert F. "WORLD-SYSTEMS ANALYSIS AND COMPARATIVE EDUCATION IN THE AGE OF GLOBALIZATION" in International Handbook of Comparative Education,ed. R. Cowen and A. M. Kazamias,2009. 101–119. |
10.Arnove, Robert F. "Comparative Education and World-Systems Analysis" in Comparative Education Review. Vol. 24, No. 1 (Feb., 1980): 48-62. |
11.Arnove,Robert F. "WORLD-SYSTEMS ANALYSIS AND COMPARATIVE EDUCATION IN THE AGE OF GLOBALIZATION" in International Handbook of Comparative Education,ed. R. Cowen and A. M. Kazamias,2009. 101–119. |
15.Bereday, George Z.F. " comparative method in education.( New York: Holt Rinehart and Winston,1964. |
16.Cheng,Yin Cheong and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun." Development of a regional education hub: the case of Hong Kong" in International Journal of Educational Management, Vol. 25 No. 5, 2011. DOI 10.1108/09513541111146378. 474-493. |
17.Chan, David and Pak Tee Ng," Similar Agendas, Diverse Strategies: The Quest for a Regional Hub of Higher Education in Hong Kong and Singapore" in Higher Education Policy, 2008, 21, 2008 International Association of Universities 0952-8733/08.www.palgrave-journals.com/hep.(487–503). |
18.Chan,David Kinkeung. " Internationalization of Higher Education as a Major Strategy for Developing Regional Education Hubs:A Comparison of Hong Kong and Singapore" in The Internationalization of East Asian Higher Education, ed. J. D. Palmer et al. John D. Palmer, Amy Roberts, Young Ha Cho, and Gregory S. Ching ,2011. 11-39. |
19.Cheng ,Yin Cheong and Alan Chi Keung Cheung , and Shun Wing Ng," Internationalisation of Higher Education:Conceptualization, Typology and Issues" in Internationalization of Higher Education,Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28, Edited by Y.C. Cheng et al., Singapore: Springer,2016. DOI 10.1007/978-981-287-667-6_1.(1-18). |
20.Choi ,Pik Lin and Sylvia Yee Fan Tang " Cross-Border Higher Education for Identity Investment: Cases of Malaysian and Indonesian Ethnic Chinese Students in Hong Kong",in Internationalization of Higher Education,Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28. Edited by Y.C. Cheng et al., ( singapore:Springer,2016),DOI 10.1007/978-981-287-667-6_8. 161-170. |
21.Dunn, Christopher Chase- and Peter Grimes." World-Systems Analysis", in Annual Review of Sociology, Vol. 21, (1995): 387-417. Stable URL: http://www.jstor.org/stable/2083416 |
22.Han,Ka Ho Mok and Xiao. " The rise of transnational higher education and changing educational governance in China" in International Journal of Comparative Education and Development,Vol. 18 No. 1, 2016. 19-39. DOI 10.1108/IJCED-10-2015-0007. |
23.Jung ,Jisun and Gerard A. Postiglione." From Massification Towards the Post- massification of Higher Education in Hong Kong " in Mass Higher Education Development in East Asia,Knowledge Studies in Higher Education 2, Edited by,( Switzerland,Springer:2015),DOI 10.1007/978-3-319-12673-9_7 . |
24.Knight,Jane. " International Higher Education Hubs " in Encyclopedia of International Higher Education Systems and Institutions. Edited by J.C. Shin, P. Teixeira,. Dordrecht:Springer , 2018).https://doi.org/10.1007/978-94-017-9553-1_251-1 .1-3. |
25.Knight,Jane. "Understanding Education Hubs Within the Context of Crossborder Education" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight,( Dordrecht: Springer,2014).13-29. |
26.Knight,Jane. "Comparative Analysis of Education Hubs" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight,. Dordrecht: Springer, 2014. 183-206. |
27.Knight ,Jane and Jack Lee." An Analytical Framework for Education Hubs" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight,. Dordrecht: Springer,2014.29-42. |
16.Knight,Jane. " Education Hubs: Issues, Indicators and Reflections "in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight, Dordrecht: Springer,2014.207-228. |
28.Knight,Jane. "International Education Hubs:Collaboration for Competitiveness and Sustainability" in NEW DIRECTIONS FOR HIGHER EDUCATION. no. 168, Winter 2014,Published online in Wiley Online Library (wileyonlinelibrary.com). DOI: 10.1002/he.20115.83-96. |
29.Lane,Jason E. Kevin Kinserm"The Cross-Border Education Policy Context: Educational Hubs, Trade Liberalization, and National Sovereignty "in NEW DIRECTIONS FOR HIGHER EDUCATION. no. 155. Fall 2011:79-85. |
30.Lanford, Michael " Perceptions of higher education reform in Hong Kong:a glocalisation perspective " in International Journal of Comparative Education and Development. Vol. 18 Issue: 3, https://doi.org/10.1108/IJCED-04-2016-0007 :184-204. |
31.Lee,Jack T." Education hubs and talent development: policymaking and implementation challenges" in High Educ (2014) 68.Published online: 20 March 2014,_ Springer Science+Business Media Dordrecht 2014 , DOI 10.1007/s10734-014-9745-x.807–823. |
32.Lee,Jack T. " The Regional Dimension of Education Hubs:Leading and Brokering Geopolitics" in Higher Education Policy, 2015, 28. International Association of Universities 0952-8733/15.www.palgrave-journals.com/hep/ . 69–89. |
33.Lo,William Yat Wai. " Revisiting the Notion of Hong Kong as a Regional Education Hub",in Higher Education Policy. 2015, 28,(2015). International Association of Universities 0952-8733/15 www.palgrave-journals.com/hep/. 55–68. |
34.Lo, William Yat Wai ." After globalisation: A reconceptualisation of transnational Higher Education governancein Singapore and Hong Kong" in Higher education quarterly.2017, ileyonlinelibrary.com/journal/hequ,1–12. |
35.Lo,William Yat Wai. " Higher Education Industry in Hong Kong and Singapore: Reflections on a Decade of Expansion " in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality,Excellence and Governance, Edited by K.H. Mok. Singapore:Springer Science+Business Media, 2017.DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_7.123-134. |
36.Lo ,William Yat Wai and Felix Sai Kit Ng," Trends and Developments of Higher Education Research in Hong Kong: In Pursuit of a Cosmopolitan Vision" in Higher Education Policy, 2015, 28. (517–534). |
37.LEE,Michael H. " Internationalizing Universities: Comparing China’s Hong Kong and Singapore (1996–2006)", in Crossing Borders in East Asian Higher Education,CERC Studies in Comparative Education 27, Edited byDavid W. Chapman and William K. Cummings and Gerard A. Postiglione. Dordrecht: Springer,2016.283-318. |
38.Lee,Michael H. "Researching Higher Education in “Asia’s Global Education Hub”: Major Themes in Singapore ". in Researching Higher Education in Asia, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance, Edited by,DOI 10.1007/978-981-10-4989-7_13 ,225-226. |
39.Leen ,Jack T. " The Regional Dimension of Education Hubs:Leading and Brokering Geopolitics",in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15,www.palgrave-journals.com/hep/.(69–89). |
40.Lee,Michael H" Globalisation and History Education in Singapore", in Nation-Building and History Education in a Global Culture Globalisation, Comparative Education and Policy Research , Edited by Joseph Zajda. Dordrecht Heidelberg New York London: Springer ,2015.131-154. |
41.Loa. William Yat Wai and Felix Sai Kit Ng." Connectivity for whom and for what? A normative dimension of education hub" in JOURNAL OF HIGHER EDUCATION POLICY AND MANAGEMENT. VOL. 38, NO. 3. http://dx.doi.org/10.1080/1360080X.2016.1174403,2016: 354–368. |
42.Mishra, Rapti." World System Theory: Understanding the Capitalist Design" in Asian Journal of Multidisciplinary Studies.( Volume1, Issue 3, October 2013):163-165. Available online at www.ajms.co.in ,ISSN: 2321-8819 |
43.Mok ,Ka Ho and Peter Bodycott. Hong Kong: The Quest for Regional Education Hub Status ",in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight, Dordrecht: Springer,2014.81-100. |
44.Mok,Ka Ho." Singapore’s global education hub ambitions University governance change and transnational higher education", in International Journal of Educational Management ,Vol. 22 No. 6, 2008, DOI 10.1108/09513540810895444 . 527-546 |
45.Mok,Ka Ho " The Quest for Regional Education Hub Status:Challenges, Possibilities and Search for New Governance in Hong Kong" in Internationalization of Higher Education,Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28, Edited by Y.C. Cheng et al. Singapore:Springer , 2016,DOI 10.1007/978-981-287-667-6_3 . 43-62. |
46.NG,ShunWing. " Can Hong Kong export its higher education services to the Asian markets?". in Educ Res Policy Prac (2011) 10: DOI 10.1007/s10671-011-9099-4.115–131. |
47.Ng,Pak Tee and Charlene Tann," The Singapore Global Schoolhouse :An analysis of the development of the tertiary education landscape in Singapore", in International Journal of Educational Management ,Vol. 24 No. 3, 2010. DOI 10.1108/09513541011031556. 178-188. |
48.Ngm,ShunWing. "The Challenges of Attracting Asian Students to Study Higher Education in Hong Kong" in Higher Education Quarterly, Volume 66, No. 3, July 2012, DOI: 10.1111/j.1468-2273.2012.00524.x :272–292. |
49.Pham,Anh. " Cross-Border Higher Education: Engaging East Asian Cities" in University-Community Engagement in the Asia Pacific, International and Development Education. Edited by C.S. Collins . 2017. DOI 10.1007/978-3-319-45222-7_3.21-39. |
50.Sanderson, Stephen K."World-Systems Analysis after Thirty Years Should it Rest in Peace? "in JOURNAL OF COMPARATIVE SOCIOLOGY.Vol 46(3). DOI: 10.1177/0020715205058606,2005 کلها من.. |
51.Sidhu ,Ravinder. " Kong-Chong Ho , and Brenda S.A. Yeoh ," Singapore: Building a Knowledge and Education Hub" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models . Edited by Jane Knight. Dordrecht: Springer, 2014. 121-143. |
52.Tan, Eng Thye Jason."Singapore as a Global Schoolhouse:A Critical Review" in Managing International Connectivity. Diversity of Learning and Changing Labour Markets. Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance,ed. K.H. Mok,2017 . DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_8.135-147. |
53.Tan,Eng Thye Jason. " Singapore: A Small Nation with Big Dreams of Being a Global Schoolhouse " in " The Palgrave Handbook of Asia Pacific Higher Education". Edited by, C.S. Collins et al., DOI 10.1057/978-1-137-48739-1_36,2016.547-548. |
54.Tim,Mazzarol. Geoffrey Norman Soutar, Michael Sim Yaw Seng."The third wave: future trends in international education " in International Journal of Educational Management, Vol. 17 Issue: 3, |
55.University Grants Committee ,"Hong Kong Higher Education;To Make a Difference;To Move with the Times", January 2004. |
56.University Grants Committee, INTERNATIONALISATION AND ENGAGEMENT WITH MAINLAND CHINA . |
57.Wallerstein , Immanuel. World-Systems Analysis: The Second Phase". in Review (Fernand Braudel Center), Vol. 13, No. 2 (Spring, 1990): 287-293. Stable URL: http://www.jstor.org/stable/40241154. |
58.Waring,Peter. " Singapore’s global schoolhouse strategy: retreat or recalibration?".in Studies in Higher Education. 2014 /Vol. 39, No. 5. http://dx.doi.org/10.1080/03075079.2012.754867 :874–884. |
59.Wu ,Siu-Wai and David Sorrell," Internationalisation of Education in Hong Kong: Practice and Challenges" in Sociological and Philosophical Perspectiveson Education in the Asia-Pacific Region, Education in the Asia-Pacific Region:Issues, Concerns and Prospects 29, Edited by C.-M. Lam, J. Park,. Singapore:Springer , 2016.DOI 10.1007/978-981-287-940-0_9. 131-146. |
60.Wang ,Li and Xiao Han." Getting Connected with the Global World:The Promotion of Internationalization in University Campuses in Hong Kong and China" in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance.Edited by K.H. Mok.Singapore:Springer , 2017,DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_9, 151-167. |
61.Wang ,Li and Xiao Han." Getting Connected with the Global World:The Promotion of Internationalization in University Campuses in Hong Kong and China" in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance. Edited by K.H. Mok. Singapore:Springer , 2017.,DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_9.151-167.
|
[1] Jane Knight," Regional Education Hubs: Mobility for the Knowledge Economy", in International Students and Global Mobility in Higher Education, ed.R. Bhandari et al., (Rajika Bhandari and Peggy Blumenthal, 2011),211-212.
[2] William Yat Wai Lo," Revisiting the Notion of Hong Kong as a Regional Education Hub", in Higher Education Policy, 2015, 28,(2015), International Association of Universities 0952-8733/15 www.palgrave-journals.com/hep/., 56.
[3] Jack T. Lee," Education hubs and talent development: policymaking and implementation challenges" in High Educ (2014) 68, Published online: 20 March 2014, _ Springer Science+Business Media Dordrecht 2014, DOI 10.1007/s10734-014-9745-x.,807-808.
[4] William Yat Wai Lo," After globalisation: A reconceptualisation of transnational Higher Education governancein Singapore and Hong Kong" in Higher education quarterly, 2017, ileyonlinelibrary.com/journal/hequ,2-3.
[5] Eng Thye Jason Tan,"Singapore as a Global Schoolhouse:A Critical Review" in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance,ed. K.H. Mok,2017, , DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_8,135.
[6] Jane Knight,"International Education Hubs:Collaboration for Competitiveness and Sustainability" in
NEW DIRECTIONS FOR HIGHER EDUCATION, no. 168, Winter 2014,Published online in Wiley Online Library (wileyonlinelibrary.com), DOI: 10.1002/he.20115, 88.
[7] ShunWing Ngm,"The Challenges of Attracting Asian Students to Study Higher Education in Hong Kong",in Higher Education Quarterly, Volume 66, No. 3, July 2012, DOI: 10.1111/j.1468-2273.2012.00524.x :273.
[8]Jane Knight,"International Education Hubs:Collaboration for Competitiveness and Sustainability",90.
[9]William Yat Wai Loa and Felix Sai Kit Ng," Connectivity for whom and for what? A normative dimension of education hub" in JOURNAL OF HIGHER EDUCATION POLICY AND MANAGEMENT, VOL. 38, NO. 3, http://dx.doi.org/10.1080/1360080X.2016.1174403,2016:355.
[10] William Yat Wai Lo," Revisiting the Notion of Hong Kong as a Regional Education Hub", 55.
[11] Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong", 475-477.
[12] ShunWing NG," Can Hong Kong export its higher education services to the Asian markets?" in Educ Res Policy Prac (2011) 10: DOI 10.1007/s10671-011-9099-4., 115.
[13] عبدالناصر محمد رشاد محمد،عماد نجم عبدالحکیم مصطفى،" آلیاتتعزیزالحراکالطلابیالدولیبمؤسساتالتعلیم العالیفیکنداومصر :دراسةمقارنة" فی التربیة ،ع172،ج2 (ینایر2017):115
[14] وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی ،"المحور السابع : التعلیم والتدریب " فی استراتیجیة التنمیة المستدامة : رؤیة مصر 2030"،163.متاح خلال الموقع الالکترونی لبوابة التعلیم العالی والبحث العلمی المصریة : تاریخ الدخول 3 ابریل 2019
http://portal.mohesr.gov.eg/ar-eg/Pages/default.aspx
[15] وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی ،"الملخص التنفیذی لرؤیة 2030 "فی استراتیجیة التنمیة المستدامة :رؤیة مصر 2030،13 .متاح خلال الموقع الالکترونی لرؤیة مصر 2030 :تاریخ الدخول على الموقع 3 ابریل2019
[16] وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی،حصاد أداء وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی فی مجال التعلیم العالی)خلال الفترة.(1/1/2017 - 31/12/2017).الصفحة الرسمیة لموقع وزارة التعلیم العالی على موقع التواصل الاجتماعی .30 دیسمبر 2017.متاح عبر الموقع الالکترونی https://www.facebook.com/MOHEEGYPT/ بتاریخ 12 أکتوبر 2018.
[17] یمکن الرجوع الی :
George Z.F. Bereday," comparative method in education",( New York: |
Holt Rinehart and Winston ,1964( |
[18]Robert F. Arnove," Comparative Education and World-Systems Analysis" in Comparative Education Review, http://www.jstor.org/stable/1187395,Accessed: 17-03-2018 17:33 UTC,Vol. 24, No. 1 (Feb., 1980):48,62.
[19]Robert F. Arnove," Comparative Education and World-Systems Analysis" in Comparative Education Review, http://www.jstor.org/stable/1187395,Accessed: 17-03-2018 17:33 UTC,Vol. 24, No. 1 (Feb., 1980):48,62.
[20] Christopher Chase-Dunn and Peter Grimes," World-Systems Analysis", in Annual Review of Sociology, Vol. 21, Stable URL: http://www.jstor.org/stable/2083416 (1995):388.
[21]Dunn and Grimes," World-Systems Analysis",389-390.
[22] Immanuel Wallerstein ," World-Systems Analysis: The Second Phase", in Review (Fernand Braudel Center), Vol. 13, No. 2 (Spring, 1990) Stable URL: http://www.jstor.org/stable/40241154:287.
[23]Rapti Mishra," World System Theory: Understanding the Capitalist Design" in Asian Journal of Multidisciplinary Studies,( Volume1, Issue 3, October 2013):163-165.
Available online at www.ajms.co.in ,ISSN: 2321-8819 .
[24] جریفیز، توم ج./ کنزفیک، لیزا، محمد .تحلیل فولرشتاین للنظم العالمیة فی التربیة المقارنة : دراسة حالة.زین العابدین سید ، مترجم .مجلة مستقبلیات - مرکز مطبوعات الیونسکو – مصر.مجلد 40 عدد 4 :دیسمبر 2010 .686-687.
[25] Stephen K. Sanderson,"World-Systems Analysis after Thirty Years Should it Rest in Peace? "in JOURNAL OF COMPARATIVE SOCIOLOGY ,Vol 46(3), DOI: 10.1177/0020715205058606,2005:179.
[26]Robert F. Arnove,"WORLD-SYSTEMS ANALYSIS AND COMPARATIVE EDUCATION IN THE AGE OF GLOBALIZATION" in International Handbook of Comparative Education,ed. R. Cowen and A. M. Kazamias,2009.101,106.
[27]- Ka Ho Mok and Xiao Han," The rise of transnational higher education and changing educational governance in China" in International Journal of Comparative Education and Development,Vol. 18 No. 1, 2016. DOI 10.1108/IJCED-10-2015-0007,20.
- Tim Mazzarol, Geoffrey Norman Soutar, Michael Sim Yaw Seng,"The third wave: future trends in international education " in International Journal of Educational Management, Vol. 17 Issue: 3,
[28]Jane Knight," Understanding Education Hubs Within the Context of Crossborder Education" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight,( Dordrecht: Springer,2014).13
[29] Anh Pham," Cross-Border Higher Education: Engaging East Asian Cities" in University-Community Engagement in the Asia Pacific, International and Development Education, ed., C.S. Collins (ed.), 2017. DOI 10.1007/978-3-319-45222-7_3, 22.
[30] Knight," Understanding Education Hubs Within the Context of Cross border Education",16-17.
[31]Ka Ho Mok and Xiao Han," The rise of transnational higher education and changing educational governance in China" in, 22.
[32] Knight," Understanding Education Hubs within the Context of Cross border Education" ,14,19.
[33] Jason E. Lane, Kevin Kinserm"The Cross-Border Education Policy Context: Educational Hubs, Trade Liberalization, and National Sovereignty "in NEW DIRECTIONS FOR HIGHER EDUCATION, no. 155, Fall 2011:82.
[34]Knight," International Education Hubs: Collaboration for Competitiveness and Sustainability", 85-86.
[35] William Yat Wai Lo," Revisiting the Notion of Hong Kong as a Regional Education Hub", 58.
[36] Jane Knight," Comparative Analysis of Education Hubs" in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight,( Dordrecht: Springer,2014). 186.
[37] Knight," Understanding Education Hubs within the Context of Cross border Education", 14, 19.
[38]Jane Knight," International Higher Education Hubs " in Encyclopedia of International Higher Education Systems and Institutions,ed., J.C. Shin, P. Teixeira,( Dordrecht:Springer , 2018),https://doi.org/10.1007/978-94-017-9553-1_251-1 ,3.
[39]Jane Knight," Education Hubs: Issues, Indicators and Reflections "in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014).208.
[40] Jane Knight," Regional Education Hubs: Mobility for the Knowledge Economy", 213.
[41] Jane Knight," Education Hubs: Issues, Indicators and Reflections "in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 209.
[42] Anh Pham," Cross-Border Higher Education: Engaging East Asian Cities" in University-Community Engagement in the Asia Pacific, International and Development Education, ed., C.S. Collins (ed.), 2017. DOI 10.1007/978-3-319-45222-7_3, 22-25.
[44] Jane Knight and Jack Lee," An Analytical Framework for Education Hubs", in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014).31.
[45] Anh Pham," Cross-Border Higher Education: Engaging East Asian Cities", 24.
[46] Ibid, 24.
[47] Jane Knight and Jack Lee," An Analytical Framework for Education Hubs", 33-34.
[48]William Yat Wai Lo," Revisiting the Notion of Hong Kong as a Regional Education Hub", 58-59.
[49] Knight," Understanding Education Hubs within the Context of Crossborder Education", 22-23.
[50] Jane Knight," Comparative Analysis of Education Hubs" in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 184.
[51] Knight," Comparative Analysis of Education Hubs", 184.
[52] Ibid, 186-187.
[53] Anh Pham," Cross-Border Higher Education: Engaging East Asian Cities", 24.
[54] William Yat Wai Lo," Higher Education Industry in Hong Kong and Singapore: Reflections on a Decade of Expansion " in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality,Excellence and Governance,ed., K.H. Mok,( Singapore:Springer Science+Business Media, 2017),DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_7. , 125.
[55] Yin Cheong Cheng, Alan Chi Keung Cheung, and Shun Wing Ng," Internationalisation of Higher Education: Conceptualization, Typology and Issues" in Internationalization of Higher Education, Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28, ed. Y.C. Cheng et al., (Singapore: Springer, 2016), DOI 10.1007/978-981-287-667-6_1. , 8.
[56] William Yat Wai Lo and Felix Sai Kit Ng," Trends and Developments of Higher Education Research in Hong Kong: In Pursuit of a Cosmopolitan Vision" in Higher Education Policy, 2015,( 28), 250.
[57] Pik Lin Choi and Sylvia Yee Fan Tang " Cross-Border Higher Education for Identity Investment: Cases of Malaysian and Indonesian Ethnic Chinese Students in Hong Kong", in Internationalization of Higher Education, Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28, ed., Y.C. Cheng et al., (Singapore: Springer, 2016), DOI 10.1007/978-981-287-667-6_8. , 159.
[58] William Yat Wai Lo and Felix Sai Kit Ng," Trends and Developments of Higher Education Research in Hong Kong: In Pursuit of a Cosmopolitan Vision" in Higher Education Policy, 2015, (28), 520-521.
[59] Jisun Jung and Gerard A. Postiglione," From Massification Towards the Post- massification of Higher Education in Hong Kong " in Mass Higher Education Development in East Asia,Knowledge Studies in Higher Education 2, ed.,(Switzerland,Springer:2015),DOI 10.1007/978-3-319-12673-9_7 ,120.
[60] William Yat Wai Lo and Felix Sai Kit Ng," Trends and Developments of Higher Education Research in Hong Kong: In Pursuit of a Cosmopolitan Vision" in Higher Education Policy, 2015, (28), 520-521.
[61] Michael Lanford," Perceptions of higher education reform in Hong Kong:a glocalisation perspective " in
International Journal of Comparative Education and Development, Vol. 18 Issue: 3, https://doi.org/10.1108/IJCED-04-2016-0007 :185.
[62] Ka Ho Mok and Peter Bodycott, Hong Kong: The Quest for Regional Education Hub Status ", in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 84.
[63] Michael H. LEE," Internationalizing Universities: Comparing China’s Hong Kong and Singapore (1996–2006)", in Crossing Borders in East Asian Higher Education,CERC Studies in Comparative Education 27,ed.David W. Chapman and William K. Cummings and Gerard A. Postiglione,( Dordrecht: Springer,2016),286-287.
[64] Ibid, 283-285.
[65] Pik Lin Choi and Sylvia Yee Fan Tang " Cross-Border Higher Education for Identity Investment: Cases of Malaysian and Indonesian Ethnic Chinese Students in Hong Kong", 160.
[66]Ka Ho Mok," The Quest for Regional Education Hub Status: Challenges, Possibilities and Search for New Governance in Hong Kong" in Internationalization of Higher Education, Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28, ed. Y.C. Cheng et al. (Singapore: Springer, 2016 (, DOI 10.1007/978-981-287-667-6_3, 46-47.
[67] University Grants Committee,"Hong Kong Higher Education; To Make a Difference;To Move with the Times", January 2004,5.
[68] Ka Ho Mok and Peter Bodycott, Hong Kong: The Quest for Regional Education Hub Status ", 84-85.
[69] Jack T. Leen" The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics", in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15,www.palgrave-journals.com/hep/, 81-82.
[70] ShunWing NG," Can Hong Kong export its higher education services to the Asian markets?", 116-121.
[71] Ka Ho Mok and Peter Bodycott, Hong Kong: The Quest for Regional Education Hub Status ", 85-86.
[72] David Kinkeung Chan," Internationalization of Higher Education as a Major Strategy for Developing Regional Education Hubs:A Comparison of Hong Kong and Singapore" in The Internationalization of East Asian Higher Education, ed. J. D. Palmer et al.( John D. Palmer, Amy Roberts, Young Ha Cho, and Gregory S. Ching ,2011),18.
[73] William Yat Wai Lo," Higher Education Industry in Hong Kong and Singapore: Reflections on a Decade of Expansion " in Managing International Connectivity, Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality,Excellence and Governance,ed., K.H. Mok,(Singapore:Springer Science+Business Media, 2017),DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_7, 126.
[74] William Yat Wai Lo and Felix Sai Kit Ng," Trends and Developments of Higher Education Research in Hong Kong: In Pursuit of a Cosmopolitan Vision" in Higher Education Policy, 2015, (28), 520-521.
[75] William Yat Wai Lo," Higher Education Industry in Hong Kong and Singapore: Reflections on a Decade of Expansion ", 127.
[76]University Grants Committee, "INTERNATIONALISATION AND ENGAGEMENT WITH MAINLAND CHINA", 45-46.
[77]Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong" in International Journal of Educational Management, Vol. 25 No. 5, 2011. DOI 10.1108/09513541111146378, 488.
[78] University Grants Committee, "Key Statistics on UGC-funded Universities", 83.
[79] University Grants Committee," INTERNATIONALISATION AND ENGAGEMENT WITH MAINLAND CHINA ", 46.
[80]Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong", 489.
[81] Ibid, 489.
[82]Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong" ", 481.
[84] Yin Cheong Cheng and Alan C.K. Cheung and Timothy W.W. Yeun," Development of a regional education hub: the case of Hong Kong",482-483.
[85] Ibid,483-484.
[86] ibid ", 483.
[87] Ka Ho Mok," The Quest for Regional Education Hub Status: Challenges, Possibilities and Search for New Governance in Hong Kong" in Internationalization of Higher Education, Education in the Asia-Pacific Region: Issues, Concerns and Prospects 28,ed. Y.C. Cheng et al.( Singapore:Springer , 2016 (,DOI 10.1007/978-981-287-667-6_3, 52.
[88] Michael H. Lee," Globalisation and History Education in Singapore", in Nation-Building and History Education in a Global Culture Globalisation, Comparative Education and Policy Research, ed., Joseph Zajda,( Dordrecht Heidelberg New York London: Springer ,2015), 131-132.
[89] Peter Waring," Singapore’s global schoolhouse strategy: retreat or recalibration?",in Studies in Higher Education, 2014 /Vol. 39, No. 5, http://dx.doi.org/10.1080/03075079.2012.754867 : 874.
[90]Eng Thye Jason Tan," Singapore: A Small Nation with Big Dreams of Being a Global Schoolhouse "in" The Palgrave Handbook of Asia Pacifi c Higher Education", ed., C.S. Collins et al., DOI 10.1057/978-1-137-48739-1_36, 2016, 547-548.
- Pak Tee Ng and Charlene Tann," The Singapore Global Schoolhouse: An analysis of the development of the tertiary education landscape in Singapore", in International Journal of Educational Management, Vol. 24 No. 3, 2010. DOI 10.1108/09513541011031556, 179.
[91]Michael H. Lee,Researching Higher Education in “Asia’s Global Education Hub”: Major Themes in Singapore ", in Researching Higher Education in Asia, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance,ed.,DOI 10.1007/978-981-10-4989-7_13 ,225-226
[92] Ravinder Sidhu, Kong-Chong Ho, and Brenda S.A. Yeoh," Singapore: Building a Knowledge and Education Hub" in International Education Hubs: Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight, (Dordrecht: Springer, 2014), 125-126.
[93] Ka Ho Mok," Singapore’s global education hub ambitions University governance change and transnational higher education", in International Journal of Educational Management, Vol. 22 No. 6, 2008, DOI 10.1108/09513540810895444 ,532-533.
[94] Ibid, 531.
[95] Tan,"Singapore as a Global Schoolhouse:A Critical Review",138.
[96] David Chan and Pak Tee Ng," Similar Agendas, Diverse Strategies: The Quest for a Regional Hub of Higher Education in Hong Kong and Singapore", 494.
[97] Eng Thye Jason Tan,"Singapore as a Global Schoolhouse:A Critical Review" in Diversity of Learning and Changing Labour Markets, Higher Education in Asia: Quality, Excellence and Governance,ed,. K.H. Mok,Managing International Connectivity,( Singapore: Springer,2017),DOI 10.1007/978-981-10-1736-0_8 ,136-137.
[98] David Kinkeung Chan," Internationalization of Higher Education as a Major Strategy for Developing Regional Education Hubs:A Comparison of Hong Kong and Singapore" in The Internationalization of East Asian Higher Education, ed. J. D. Palmer et al.( John D. Palmer, Amy Roberts, Young Ha Cho, and Gregory S. Ching ,2011),24-25.
[99] Ravinder Sidhu , Kong-Chong Ho , and Brenda S.A. Yeoh ," Singapore: Building a Knowledge and Education Hub" in International Education Hubs :Student, Talent, Knowledge-Innovation Models .ed, Jane Knight,( Dordrecht: Springer,2014),126-128.
[100] Jane Knight," Regional Education Hubs: Mobility for the Knowledge Economy", 218-219.
[101] Tan,"Singapore as a Global Schoolhouse:A Critical Review",137.
[102] Jack T. Leen" The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics", in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15,www.palgrave-journals.com/hep/ ,79.
[103]Jack T. Leen" The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics", 79-80.
[104] William Yat Wai Lo," Higher Education Industry in Hong Kong and Singapore: Reflections on a Decade of Expansion ", 127.
[105] Jack T. Leen" The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics", in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15,www.palgrave-journals.com/hep/ ,71.
[106]Pak Tee Ng," The global war for talent: responses and challenges in the Singapore higher education system"in Journal of Higher Education Policy and Management, Vol. 35, No. 3,2013,, http://dx.doi.org/10.1080/1360080X.2013.786859:283.
[107] Jack T. Leen" The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics", in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15,www.palgrave-journals.com/hep/ ,71.
[108] Knight," Regional Education Hubs: Mobility for the Knowledge Economy", 220.
[109] محمد عبدالله محمد عبدالله الفقی،" تدویل التعلیم العالی : مدخل لتحقیق رؤیة مصر فی التعلیم العالی 2030" فی مجلةکلیةالتربیة -جامعة المنوفیة ،مجلد 32، عدد4 (2017):103-104.
[110] دراسة د. عبد الناصر الیات تعزیز الحراک الطلابی الدولی بؤسسات التعلیم العالی عبد الناصر وعماد نجم ص117 یاریت مرجع اصلی
[111] الفقی،" تدویل التعلیم العالی : مدخل لتحقیق رؤیة مصر فی التعلیم العالی 2030"،104.
[112] محمد،عماد نجم عبدالحکیم مصطفى،" آلیاتتعزیزالحراکالطلابیالدولیبمؤمسساتالتعلیم العالیفیکنداومصر :دراسةمقارنة" ،115-116.
[113] ناجی عبدالوهاب هلال،علی عبدالرؤوف محمد نصار،" تدویلالتعلیمالعالىالمصرىعلىضوءتحدیاتالعولمةرؤیةمستقبلیة" فی مستقبل التربیة العربیة ،مجلد 19 ، عدد7 : (إبریل 2012):228-230.
[114] وزارة التعلیم والبحث العلمی ،"استراتیجیة وزارة التعلیم العالی و البحث العلمی فی ضوء خطة التنمیة المستدامة مصر 2030"،10-12 ،متاح خلال الموقع الالکترونی لبوابة وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی . تاریخ الدخول 3 ابریل 2019
http://portal.mohesr.gov.eg/ar-eg/Pages/default.aspx
[115] وزارة التعلیم والبحث العلمی،"استراتیجیة وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی فی ضوء خطة التنمیة المستدامة مصر 2030"،44، 46.
[116] وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی ،"المحور السابع : التعلیم والتدریب " فی استراتیجیة التنمیة المستدامة : رؤیة مصر 2030"،162
[117] المرجع السابق،165، 176.
[119]Robert F. Arnove,"WORLD-SYSTEMS ANALYSIS AND COMPARATIVE EDUCATION IN THE AGE OF GLOBALIZATION" in International Handbook of Comparative Education,ed. R. Cowen and A. M. Kazamias,2009.101,106.
[120]Jack T. Lee," The Regional Dimension of Education Hubs: Leading and Brokering Geopolitics" in Higher Education Policy, 2015, 28, International Association of Universities 0952-8733/15.www.palgrave-journals.com/hep/. , 87.
[121] David Kinkeung Chan," Internationalization of Higher Education as a Major Strategy for Developing Regional Education Hubs:A Comparison of Hong Kong and Singapore",30.
[122] Ibid,31.
[123] David Chan and Pak Tee Ng," Similar Agendas, Diverse Strategies: The Quest for a Regional Hub of Higher Education in Hong Kong and Singapore", 498-500.
[124] Ibid, 494.
[125] Lo," After globalisation: A reconceptualisation of transnational Higher Education governancein Singapore and Hong Kong",5.