تحليل مقارن للجامعة المستدامة في کل من کندا وأستراليا وإمکانية الإفادة منه في مصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

يَهدف البحث التوصل إلى مجموعة من الإجراءات المقترحة للجامعة المستدامة في جمهورية مصر العربية، وذلک من خلال دراسة الجامعة المستدامة في العالم المعاصر، وکذلک الجامعة المستدامة في کل من کندا وأستراليا، وبما يتفق مع بيئة المجتمع المصري وثقافته، واعتمد البحث على المنهج المقارن، وذلک من خلال ما يلي:
1-   الخطوة الأولى : "البعد الوصفي "Dimension Descriptiveويشمل دراسة الظاهرة التعليمية في وضعها المعياري What Ought to be، ثم وصف الظاهرة التعليمية في دول البحث، ورصد العلاقة بينها وبين متغيرات البحث، وتتمثل في الأسس النظرية والفکرية للجامعة المستدامة في عالمنا المعاصر ( إطار نظري)، وواقع الجامعة المستدامة في کندا وأستراليا، وکذلک وصف وتحليل الجهود المصرية نحو جامعة مستدامة.
2-    الخطوة الثانية: "البعد التحليلي"  Analytical Dimensionويتضمن هذا البعد إظهار القوى والعوامل الثقافية المسئولة عن الوضع الراهن للظاهرة التعليمية، ويتمثل في القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في الجامعة المستدامة في کندا وأستراليا، وکذلک القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في توجه مصر نحو جامعة مستدامة.
3-   الخطوة الثالثة: "البعد التفسيري"Interpretive Dimension ويقصد به تحديد أوجه التشابه وأوجه الاختلاف للظاهرة التعليمية في جامعة کالغاري وجامعة کوينزلاند، وتفسيرها في ضوء مفاهيم بعض العلوم الاجتماعية ذات العلاقة بالظاهرة التعليمية، ويتمثل في مقارنة تفسيرية لأوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة في کلٍ من جامعة کالغاري وجامعة کوينزلاند.
4-   الخطوة الرابعة: " البعد التنبؤي"  DimensionPredictive يتمثل هذا البعد في الجانب النفعي أو الإصلاحي للتربية المقارنة، ولکن على نحو استشراف المستقبل التربوي للظاهرة التعليمية، ويتمثل في وضع إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة في جمهورية مصر العربية، من خلال عدة محاور وهي: رؤية الجامعة المستدامة ورسالتها، وسياسات الجامعة المستدامة وأهدافها، والبنى التحتية للجامعة المستدامة، والعناصر البشرية للجامعة المستدامة، وذلک من خلال توظيف الإطار النظري وخبرتي الجامعتين، وکذلک التحليل المقارن لهما.

الكلمات الرئيسية


تحلیل مقارن للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا وإمکانیة الإفادة منه فی مصر

إعداد

عادل محمد حسن سلیمان

المدرس المساعد بقسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیة التربیة- جامعة عین شمس

      یَهدف البحث التوصل إلى مجموعة من الإجراءات المقترحة للجامعة المستدامة فی جمهوریة مصر العربیة، وذلک من خلال دراسة الجامعة المستدامة فی العالم المعاصر، وکذلک الجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا، وبما یتفق مع بیئة المجتمع المصری وثقافته، واعتمد البحث على المنهج المقارن، وذلک من خلال ما یلی:

1-   الخطوة الأولى : "البعد الوصفی "Dimension Descriptiveویشمل دراسة الظاهرة التعلیمیة فی وضعها المعیاری What Ought to be، ثم وصف الظاهرة التعلیمیة فی دول البحث، ورصد العلاقة بینها وبین متغیرات البحث، وتتمثل فی الأسس النظریة والفکریة للجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر ( إطار نظری)، وواقع الجامعة المستدامة فی کندا وأسترالیا، وکذلک وصف وتحلیل الجهود المصریة نحو جامعة مستدامة.

2-    الخطوة الثانیة: "البعد التحلیلی"  Analytical Dimensionویتضمن هذا البعد إظهار القوى والعوامل الثقافیة المسئولة عن الوضع الراهن للظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعة المستدامة فی کندا وأسترالیا، وکذلک القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فی توجه مصر نحو جامعة مستدامة.

3-   الخطوة الثالثة: "البعد التفسیری"Interpretive Dimension ویقصد به تحدید أوجه التشابه وأوجه الاختلاف للظاهرة التعلیمیة فی جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند، وتفسیرها فی ضوء مفاهیم بعض العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة بالظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی مقارنة تفسیریة لأوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة فی کلٍ من جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند.

4-   الخطوة الرابعة: " البعد التنبؤی"  DimensionPredictive یتمثل هذا البعد فی الجانب النفعی أو الإصلاحی للتربیة المقارنة، ولکن على نحو استشراف المستقبل التربوی للظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی وضع إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة فی جمهوریة مصر العربیة، من خلال عدة محاور وهی: رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها، وسیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها، والبنى التحتیة للجامعة المستدامة، والعناصر البشریة للجامعة المستدامة، وذلک من خلال توظیف الإطار النظری وخبرتی الجامعتین، وکذلک التحلیل المقارن لهما.

الکلمات المفتاحیة: الجامعة المستدامة- الجامعة الخضراء- التنمیة المستدامة- التعلیم المستدام- المجتمعات المستدامة-  القیادة المستدامة- التصمیم البیئی المستدام.


A comparative Analysis of the Sustainable University in Canada, Australia and the possibility of Benefiting it in Egypt

Prepared by

Adel Mohammed Hassan Solaiman

Assistant Lecturer, Department of Comparative Education and Educational Administration

Faculty of Education - Ain Shams University

 

               The research aims at reaching a set of proposed procedures for the sustainable university in Arab Republic of Egypt through studying the sustainable university in the contemporary world, as well as the Sustainable University, in Canada, Australia and in accordance with the environment and culture of the Egyptian society. The research depended on the comparative approach, through the following:
 
1 - The first step: "Descriptive dimension", which includes the study of the educational phenomenon in the normative status (What Ought to be), and then describing the educational phenomenon in the research countries, monitoring the relationship between the phenomenon and variables of the research, It can be expressed in the theoretical and intellectual foundations of the sustainable university in our contemporary world (theoretical framework) and the reality of the sustainable university in Canada and Australia, As well as description and analysis Egyptian efforts towards a sustainable university.
2- The second step: "Analytical Dimension", which is concerned with showing the cultural forces and factors responsible for the current state of the educational phenomenon, namely the forces and cultural factors that influence the sustainable university in Canada and Australia, As well as the forces and cultural factors that influence Egypt's direction towards a sustainable university. 

3- The third step: "Interpretive dimension", which is intended to identify the similarities and differences of the educational phenomenon in the countries of comparison, and interpret these similarities and differences in light of the concepts of some social sciences related to the educational phenomenon, namely an interpretive comparison of the similarities and differences of the Sustainable University in Calgary university and the University of Queensland.

4- Step 4:"Predictive Dimension", which reflects the utilitarian or remedial aspect of comparative education, but in terms of looking at the educational future of the educational phenomenon. It is represented in the establishment of proposed procedures for a sustainable university in Arab Republic of Egypt through several axes: the vision of the university and its mission, The University's policies and objectives, infrastructure and human resources, through the use of the theoretical framework and the expertise of the two universities, as well as the comparative analysis.

Keywords: Sustainable University- Green University- Sustainable Development- Sustainable Education- Sustainable Societies- Sustainable Leadership- SustainableEnvironmental Design.


تحلیل مقارن للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا وإمکانیة الإفادة منه فی مصر

إعـداد
عادل محمد حسن سلیمان
المدرس المساعد بقسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیة التربیة- جامعة عین شمس

مقدمة:

 یَعیش العالم الیوم العدید من التغیرات فی العدید من المجالات الاقتصادیة، والبیئیة، والاجتماعیة، والثقافیة، وتفرض علینا هذه التغیرات تبنی أنماطًا فکریة وثقافیة وحیاتیة وعملیة جدیدة، ولیست الجامعات بمنأى عن هذه التغیرات العالمیة، وتؤکد التقاریر الدولیة المعنیة بالتنمیة المستدامة بأن هناک اعترافًا دولیًا بالدور الذی یمکن أن تقوم به الجامعات فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة، خاصًة فی ظل الضغظ المتزاید على الموارد الطبیعیة من ناحیة، والنمو السکانی من ناحیة أخرى؛ لذا یأتی دور الجامعات بصفة عامة، والجامعات المستدامة بصفة خاصة لنشر ثقافة الاستدامة بین أعضاء المجتمع کافة، ونقل المجتمع نحو عالم أکثر استدامة.

     وتتمثل مبادئ الاستدامة فی ثلاثة أبعاد  البیئة-المجتمع-الاقتصاد؛ حیث تتناول التنمیة المستدامة الأبعاد الثلاثة ضمن سیاقها المحلی؛ وبالتالی تأخذ أشکال عدیدة فی أنحاء العالم، وتشتمل على العدید من المفاهیم، مثل: المساواة بین الأجیال، والعدالة بین الجنسین، والسلام، والتسامح، والحد من الفقر، وحفظ البیئة وصیانتها، والحفاظ على الموارد الطبیعیة، والعدالة الاجتماعیة، ویحتوی بیان ریو Rio Declaration بشأن البیئة والتنمیة على سبعة وعشرین مبدًأ أهمها: حق الإنسان فی حیاة صحیة منتجة، وأن یعیش فی وئام مع الطبیعة، وتحقیق التنمیة بحیث یتم إشباع الاحتیاجات الإنمائیةوالبیئیة للأجیال الحالیة والمستقبلیة بطریقة مُنصفة، والقضاء على الفقر، وتقلیص الفوارق بین مستویات المعیشة فیأنحاء العالم؛ حیث یُعد ذلک أمر أساسی لتحقیق التنمیة المستدامة، وکذلک حمایة البیئة التی تشکل جزءًا لا یتجزء من عملیة التنمیة بحیث لایمکن تناول التنمیة المستدامة دون النظر إلى حمایة البیئة، وتنمیة المجتمع والاقتصاد معًا.([1])

      إن التعلیم من أجل التنمیة المستدامة یُمکن الدارسین من تغییر أنفسهم وتحویل اﻟﻤﺠتمع الذی یعیشون فیه، وذلک من خلال تطویر المعارف والمهارات والمواقف والکفاءات والقیم المطلوبة لتحقیق المواطنة العالمیة، ومن أهم هذه المهارات: مهارة التفکیر النقدی، والتفکیر المنهجی، وحل المشکلات بطریقة تحلیلیة، والعمل التشارکی، واتخاذ القرارات، وفهم الترابط بین التحدیات العالمیة، فضلًا عن المسئولیات المنبثقة عن هذا الوعی، وکذلک مواجهة التحدیات المرتبطة بالظروف المحلیة فی الحاضر والمستقبل.([2])

     وأصبح للجامعات أدوارٌا مختلفة فی تعزیز الاستدامة کالتأثیر على صناعة القرار فی المستقبل، وتقدیم نماذج ومعارف جدیدة، فضلًا عن  تأثیرها الکبیر من خلال أدوارها البیئیة والاجتماعیة والثقافیة،    وعلى وجه العموم فهناک اتجاه عالمی للجامعات للتحول نحو نموذج الجامعة المستدامة؛ بحیث یکون لها دورٌا رائدٌا فی تطویر المجتمع، ولدیها التزام أخلاقی وأدبی تجاه الاستدامة، وبناء على هذا یتعین على الجامعات تبنی سیاسات شاملة لدمج قضایا الاستدامة فی جمیع مستویات أنشطتها وعملیاتها، ومع بزوغ فجر الألفیة الجدیدة، تم دمج قضایا الاستدامة فی التعلیم، والبحوث، وإدارة الجامعات؛ مما دفع الجامعات إلى تطویر معارف جدیدة فیما یتعلق بالاستدامة.([3])

      ومن ثم أخذت بعض الجامعات على عاتقها تطبیق مبادئ التنمیة المستدامة فی أنحاء الحرم الجامعی، بدءًا من رؤیتها ورسالتها، وسیاساتها وأهدافها، ومرورًا بعناصرها البشریة، وبناها المادیة، وذلک حتى تستطیع مواکبة التحدیات البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة الراهنة، فضلًا عن إعدادها لعنصر بشری قادر على الدخول لسوق العمل المستدام، ومواکبة المجتمع المستدام.

     وتُعد الجامعة صورة مصغرة من المجتمع، والطریقة التی تنفذ بها أنشطتها دلیل مهم لتحقیق المسئولیة البیئیة والاقتصادیة والاجتماعیة، وذلک من خلال الممارسات الجامعیة المتنوعة؛ من حیث إشراک الطلاب فی الأنشطة التی تقلل من التلوث والنفایات، وفهم عملیة التمثیل الغذائی، فالجامعة بمثابة قدوة للمجتمع، وتؤثر على أنماطه السلوکیة، وتعمل الجامعات على توجیه البحوث الجامعیة فی شتى المجالات سواء کانت علوم طبیعیة أو اجتماعیة أو إنسانیة، فکثیر من العلوم والتکنولوجیا أدت إلى استنزاف الموارد الطبیعیة، وتدمیر نظام دعم الحیاة، ونحن فی حاجة ماسة لإعادة توجیه البحوث نحو البحوث متعددة التخصصات، والاتجاه نحو قضایا التغیر العالمی، وقضایا التنمیة المستدامة؛ مما یتطلب نهجًا خاصًا للتعاون الوثیق بین الباحثین والجهات الفاعلة فی المجتمع؛ وکذلک الاعتماد على المناهج المستدامة" المناهج الخضراء"Green Curriculum، والترکیز على ماذا نعلم وکیف؟([4])

      لذا فإن الجامعة المستدامة هی الجامعة التی تدمج مبادئ الاستدامة فی عملیاتها وأنشطتها التنفیذیة، فضلًا عن تحمل المسئولیة الاجتماعیة تجاه البیئة، والعمل على حمایتها والحفاظ علیها بالتعاون مع أعضاء الحرم الجامعی، والمجتمع المحلی.([5])

     وتقوم رؤیة الجامعة المستدامة على استخدام الموارد اللازمة کافة لتحقیق وتحویل الجامعة إلى نموذج مستدام، أما عن رسالة الجامعة المستدامة فتعمل على تحقیق العدالة الاجتماعیة والتنمیة الاقتصادیة، من خلال دمج مبادئ الاستدامة الاجتماعیة والبیئیة والاقتصادیة فی عملیات الحرم الجامعی، والحیاة الأکادیمیة والطلابیة، وکذلک برامج التوعیة.([6])

     وتؤثر الجامعة المستدامة بشکلٍ کبیر على البیئة والاقتصاد والمجتمع، ومن ثم فإن الجامعة المستدامة تقوم على عدة سیاسات من أهمها التعلیم، والبحوث، والتوعیة، والشراکة، فالتعلیم بالجامعة المستدامة بحاجة إلى أن یکون أکثر عمقًا فی ظل إستنزاف الموارد، والکوارث البیئیة، والمشکلات الاقتصادیة والاجتماعیة، وذلک لتخریج طالب أکثر تحملًا للمسئولیة الاجتماعیة تجاه مجتمعه، فلا یقتصر تغییر التعلیم على إضافة موضوعات فقط، ولکن یتطلب التعرف على فروع متعددة من العلوم، والاتجاه إلى نهج متعدد التخصصات، والترکیز على تنظیم العلم، وحل المشکلات المتنوعة، فالاستدامة عملیة مبتکرة ومتعددة التخصصات تتطلب نهجًا شاملًا وتشارکیًا، وتؤکد سیاسات البحوث بالجامعة المستدامة على سیاسة التکامل بین التخصصات المختلفة، وبین البحث والتطبیق؛ حیث یساعد ذلک على حل المشکلات المعقدة فی المجتمع على نحٍو فعال، ومن أجل ذلک تم إنشاء دوائر أکادیمیة بالجامعات للبحوث التکاملیة، وذلک یُسهم فی ربط العلاقات المتبادلة بین البحوث، وخلق بیئة تعلیمیة متبادلة مع فهم منهجی متعدد التخصصات، ومن أهم سیاسات الجامعة المستدامة توعیة المجتمع المحلی والعالمی بقضایا الاستدامة بمختلف أبعادها الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة، وخاصًة قطاع الأعمال، وإعادة توجیه قادة المؤسسات الصناعیة والشرکات بمخاطر الکوارث البیئیة، وتنظیم دورات لهم وتثقیفهم بالعمل البیئی، فالجامعة المستدامة تقود المجتمع إلى نموذج حیاة مستدامة من خلال تثقیف الموارد البشریة من مختلف القطاعات والمؤسسات.([7])

        وتهدف الجامعة المستدامة إلى تعلیم الطلاب لیصبحوا قادة تحویلیین Transformational leaders، من خلال دمج قضایا الاستدامة فی المناهج الدراسیة، وتوجیه البحوث نحو قضایا الاستدامة، وتخریج جیل من الطلاب قادر على الابتکار، والتواصل، والقیادة، والتفاعل مع المجتمع المحلی والعالمی، والتصرف على نحو مستدام ومسئول فی جمیع الممارسات والعملیات؛ مما یعنی أن الجامعة تستخدم مواردها بشکل تراعی فیه المسئولیة الاجتماعیة، بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات السلبیة للموارد البیئیة، والحرص على تحقیق العدالة الاجتماعیة، والمحافظة على البیئة، ومن ثم فإن الجامعة المستدامة تُنشأ جیل جدید من المهنیین یتبنون أسالیب العیش المستدام، وتعزیز الحیاة المستدامة للجمیع.([8])


مشکلة البحث:

إنه على الرغم من الجهود المبذولة فی توجه بعض الجامعات المصریة نحو التحول إلى الجامعة المستدامة، إلا أن هناک الکثیر من المشکلات والعقبات التی تعوقها عن التحول نحو هذا  النمط الجدید من الجامعات، ومن أهم هذه المشکلات ما یلی:

  • البیروقراطیة وضعف الاستجابة للتغییر، فضلًا عن غیاب الرؤیة الواضحة، وغیاب سیاسات واضحة للجامعات المصریة، فضلًا عن ضعف استقلالیة الجامعات المصریة، وضعف استجابتها لسوق العمل المتغیر، مما جعلها تتخلف عن سیاسات الجامعة المستدامة.([9])
  • ·        ضعف خریجی الجامعة، حیث یفتقدون القدرة على الاتصال، والعمل بروح الفریق، وحل المشکلات، والموثوقیة، والقدرة على التکیف، مما یجعلهم طلابًا غیر قادرین على ممارسة الاستدامة فی المجتمع المحلی والعالمی؛ فضلًا عن امتلاکهم مهارات غیر ملاءمة للوظائف التی یتقدمون لشغلها، وتضخم السوق الاقتصادیة التالیة للتعلیم الجامعی، فضلًا عن ادعاءات خریجی الجامعات بأنهم قابلون للتوظف بناء على سیر ذاتیة مجهزة، مما یضعف قدرتهم على اکتساب المهارات المستدامة التی تؤهلهم للعمل سواء على الصعید المحلی أو الدولی، بالإضافة إلى أن الطلاب الجامعیین غیر راضین عن أدائهم لأن مساقاتهم التدریسیة لا تُساعدهم على تنمیة المهارات العملیة، خاصة أن العدید منهم یسعى إلى العمل فی الخارج.([10])
  • ·        تراجع کفاءة الجامعات المصریة داخلیًا وخارجیًا، فضلًا عن ضعف الأهداف التی تواءم أهداف الأمم المتحدة للاستدامة؛ مما ینذر بآثار سلبیة على الاقتصاد المصری، وخططه للتنمیة المستقبلیة، فضلًا عن بعدها عن التوجه المستدام.([11])
  • ·        عجز منظومة التعلیم العالی بالجامعات المصریة عن إمداد المجتمع المحیط بالقوى البشریة المؤهلة للقیام بهذا الدور، فضلًا عن غیاب التفکیر المستقبلی فی الشئون المجتمعیة، والتوجهات المدمرة نحو البیئة.([12])
  • ·        تراجع التصنیف الدولی لمؤسسات التعلیم العالی وفقًا لتقریر التنمیة البشریة الصادر عن برنامج الأمم المتحدة 2014، حیث هبطت مصر إلى المرکز 110  من بین 187 دولة، وتراجع مصر فی جودة مؤسسات التعلیم العالی، وتدریب أعضاء هیئة التدریس، وإنفاق الشرکات على البحث والتطویر، والقدرة على الابتکار....... إلخ إلى الترتیب 111، وما یخص کفاءة سوق العمل وصلت إلى الترتیب 140 على المستوى الدولی، وبالنسبة لنظام التعلیم بشکل عام احتلت مصر رقم 139(المرکز قبل الأخیر)، أما بالنسبة لجودة مؤسسات ومراکز البحث العلمی احتلت مصر المرکز 124 عالمیًا([13])
  • ·        ضعف العنصر البشری فی تلک المؤسسات هو نتاج تعلیم مؤسس على التلقین والحفظ، لا على التأمل، والتحلیل، والابتکار، والتفکیر الناقد والإبداعی؛ مما یضعف استدامة البحوث، وهذا على خلاف ما تؤکد علیه الجامعة المستدامة.([14])
  • ضعف البرامج التدریبیة المقدمة لأعضاء هیئة التدریس، وکذلک ضعف المدربین المُعدین لبرامج الاستدامة فی الجامعة، ومن ثم ضعف العائد من هذا التدریب.(([15]
  • تغیر المناخ فی مصر، وآثاره السلبیة على النظام الأیکولوجی فی البیئة المصریة، وعلى ضعف الاستثمار، وکذلک السیاحة، وارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراری؛ مما یجعل ذلک سببا فی ضرورة توجه الجامعة لمعالجة قضایا الاستدامة.([16]
  • انخفاض مصادر المیاه فی المجتمع المصری، وتلوث نهر النیل، بالإضافة إلى تأثر الإنتاج الزراعی، مما انعکس على قلة الدخول، وکذلک ضعف الرعایة الصحیة والاجتماعیة.([17])
  • اضطراب المعاییر الأخلاقیة والاجتماعیة فی المجتمع المصری، مما ینعکس على الأمن والاستقرار الاجتماعی، وانتشار البطالة بین الشباب، وکذلک العنف، وتفشی الإرهاب فی المجتمع المصری، والفساد، واللامبالاة، وضعف الانتماء....إلخ.([18])
  • انتشار الأمراض والأوبئة، مثل: حالات الفشل الکلوی، والتی وصلت إلى ألف حالة سنویًا، وکذلک ظهور 100 ألف مریض سرطان سنویًا، وذلک بسبب الأسمدة والمبیدات الکیمیائیة فی الزراعة؛ مما یُعد مبررًا قویًا فی توجه الجامعة المستدامة.([19])
  • الزیادة المطردة فی الاستهلاک غیر الکفء للطاقة، واتساع الفجوة بین الموارد الأولیة المتوفرة وحجم الطلب علیها؛ حیث متوقع أن تصل الفجوة إلى 35% من حجم الطلب علیها فی الفترة بین عامی 2022م-2030م، وذلک یفسر توجه الجامعة نحو بحوث الاستدامة لمعالجة قضیة الطاقة.([20])

وانطلاقًا مما سبق یمکن صیاغة السؤال الرئیس للبحث على النحو التالی:

کیف یمکن التوصل إلى جامعة مستدامة فی ج م ع، وذلک فی ضوء خبرتی کندا وأسترالیا، وکذلک الدراسة النظریة، وبما یناسب الأوضاع الثقافیة للمجتمع المصری؟

ویتفرع من هذا السؤال الرئیس الأسئلة الفرعیة التالیة، وهی:

1-   ماالأسس النظریة والفکریة المرتبطة بالجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر؟

2-   ما واقع  الجامعة المستدامة فی کندا فی  ضوء المبادئ  والأسس النظریة السابق ذکرها، وما القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها؟

3-   ما واقع الجامعة المستدامة فی أسترالیا فی ضوء المبادئ والأسس النظریة السابق ذکرها، وما القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها؟

4-   ما أوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا؟

5-   ما واقع  الجهود المصریة فی التحول نحو نموذج الجامعة المستدامة فی ضوء المبادئ والأسس النظریة السابق ذکرها، وما القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها؟

6-    ماالإجراءات المقترحة للوصول إلى جامعة مستدامة فی مصر، وذلک فی ضوء خبرتی کندا وأسترالیا، وکذلک الدراسة النظریة، وبما یناسب بیئة المجتمع المصری؟

أهداف البحث:

      یتمثل الهدف الرئیس للبحث فی الوصول إلى جامعة مستدامة بجمهوریة مصر العربیة، بحیث یتفق مع واقع المجتمع المصری وثقافته، ویعمل على تلبیة احتیاجاته، وذلک من خلال ما یلی:

  • التعرف على الجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر.
  • الوقوف على واقع الجامعة المستدامة فی دولتی المقارنة، والقوى والعوامل الثقافیة الموثرة على الجامعة المستدامة فی تلک الدولتین.
  • التعرف على أوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا.
  • الوقوف على جهود الجامعات المصریة فی التحول نحو الجامعة المستدامة، ومحاولة تشخیصها، مع التعرف على القوى والعوامل الثقافیة الموثرة فی الجامعة المستدامة لدولة الباحث.
  • الوصول إلى إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة بحیث یتفق مع واقع المجتمع المصری وثقافته.

حدود البحث:

تناول البحث العدید من الحدود المرتبطة بالموضوع على النحو التالی:

1-  الحدود المکانیة:

سوف یقتصر البحث فی حالات المقارنة على نموذجین الأول لجامعة کالغاری المستدامة بکندا، والثانی لجامعة کوینزلاند المستدامة بأسترالیا.

-        جامعة کالغاری المستدامة بکندا:University of Calgary

  • أن جامعة کالغاری أحد أفضل الجامعات المستدامة فی کندا، وذلک وفقًا لمؤشر الاستدامة فی مؤسسات التعلیم العالی بکندا.
  • أن جامعة کالغاری أحد الجامعات الریادیة، والتی تُسهم فی دعم التبادل الطلابی، فضلًا عن دعمها للاکتشاف والإبداع والابتکار فی مختلف التخصصات.
  • تُعد جامعة کالغاری مرکزًا فکریًا عالمیًا؛ حیث تساعد الطلاب وأعضاء هیئة التدریس والموظفین على المشارکة دولیًا، بالإضافة إلى تطویر العلاقات الدولیة، والشراکات، ومشاریع التنمیة، التی تدعم استراتیجیتها الدولیة، کما تساعد الطلاب على تدویل خبراتهم الأکادیمیة من خلال فرص الدراسة فی الخارج.
  • أن جامعة کالغاری حصلت على درجات عالیة فی عدد من مؤشرات الأداء الرئیسة، بما فی ذلک إدارة المیاه، والاستثمار المستدام، ومساحة المبانی الخضراء المعتمدة، وسیاسات الشراء الخضراء، والإدارة الفعالة للنفایات، وممارسات النقل المستدام.

 

-       جامعة کوینزلاند المستدامة بأسترالیا: University of Queensland

  • تُعتبر من أعرق الجامعات المستدامة فی العالم المتقدم، وتلتزم جامعة کوینزلاند بدمج الاستدامة فی جمیع جوانب الحیاة الجامعیة من رؤیة ورسالة، وسیاسات، وأهداف، وبنى تحتیة، وبرامج، وبنیة تنظیمیة...... إلخ.
  • تُعد من أهم 50 جامعة على مستوى العالم، فضلًا عن إسمهماتها الفاعلة فی المجتمع الأسترالی.
  • ·        تلتزم جامعة کوینزلاند بإستراتیجیات الاستدامة وتنفیذها بنجاح منذ عام 2008م، فضلًا عن تبنیها سیاسة بیئیة ناجحة، ونظام فاعل للإدارة البیئیة.
  • قامت بوضع إستراتیجیة للکربون لتحدید وترتیب الأولویات، والحد من انبعاثات الکربون، وتوسیع البرنامج البیئی لتضمین الاستدامة فی البرامج التعلیمیة، والبحثیة، والأنشطة التنفیذیة.

2-  الحدود المجالیة، وتتمثل فیما یلی:

  • ·        رؤیة الجامعة ورسالتها؛ حیث من خلالها یتم وضع التصور المستقبلی للجامعة المستدامة، والشکل المرغوب فیه للجامعة، فلا یمکن تحقیق أهداف الجامعة المستدامة دون وجود رؤیة مستقبلیة واقعیة لهذه الأهداف، وکذلک الرسالة؛ حیث هی تجسید لواقع المؤسسة تبرز فیها ممیزاتها، فضلًا عن دورها فی توجیه القرارات، والإرشادات؛ لذا فهی بمثابة محرک أساسی لواقع المؤسسة وتوجهاتها.
  • ·        سیاسات الجامعة وأهدافها؛ حیث أن سیاسات الجامعة بمثابة الأطر والتوجهات والرؤى الفکریة، والتی من خلالها تساعد الجامعة المستدامة على صنع القرارات واتخاذها بما یتفق مع قضایا الاستدامة وأهدافها، ورسم أهداف الجامعة على نحو یراعی احتیاجات المجتمع الجامعی وغیر الجامعی، وذلک على نحو یراعی تحقیق المستقبل المستدام.

 

  • ·        العناصر البشریة بالجامعة.

        أحد العناصر المهمة للجامعة المستدامة؛ حیث من خلال العناصر البشریة للجامعة المستدامة، سواء کانوا طلاب، أو موظفین، أو أکادیمیین، تتحقق النقلة النوعیة للجامعة، ویظهر ذلک من خلال أنشطتهم المختلفة سواء التدریسیة أو البحثیة أو الخدمیة، ومن ثم المساهمة فی خلق عنصر بشری مستدام، وقادر على التنافس على المستوى العالمی.

 

  • ·        البنى التحتیة للجامعة.

    وفی ظل ندرة المیاه العالمیة، وتغیر المناخ،  وقلة مصادر الطاقة، والتلوث البیئی، وتغیر النظام الأیکولوجی، کل ما سبق یدفعنا للتفکیر فی أهمیة البنى التحتیة المستدامة، والتی من خلالها یمکن الاستفادة من الموارد الطبیعیة قدر الإمکان، وتوفیر الوقود الأحفوری، وتجنب الملوثات البیئیة الناتجة عن انبعاثات ثانی أکسید الکربون وغیرها من الغازات الضارة بالبیئة، وکذلک مراعاة معاییر التصمیم البیئی المستدام من مواد، وخامات، ومواقع، وتشغیل، وصیانة ......إلخ.

مصطلحات البحث:

       تقتصر مصطلحات البحث على مصطلح الجامعة المستدامة SustainableUniversity، باعتباره المصطلح الرئیس للبحث الراهن، ونظرًا لحداثة المصطلح، سوف یتناول البحث بعض التعریفات من خلال المراجع والدراسات الأجنبیة "کتعریف إصطلاحی"، وفیما یلی توضیح مصطلح الجامعة المستدامة على النحو التالی:

الجامعة المستدامة: SustainableUniversity

      ویقصد بها أنها مؤسسة التعلیم العالی التی تعالج الآثار السلبیة فی الحیاة البیئیة والاقتصادیة  والصحیة والاجتماعیة، من خلال استخدامها الرشید للموارد؛ وبالتالی تقوم بنشر الوعی لدى أعضاء المجتمع الجامعی کافة (الاستدامة الجامعیة)University Sustainability، وتحقیق المحافظة على المصادر الطبیعیة للأجیال الحالیة والقادمة، وکذلک الاهتمام بالمساحات الخضراء فی الحرم الجامعی، فضلًا عن تکوین الملتقیات الطلابیة الخاصة بالبیئة الجامعیة المستدامة، وعقد الورش والندوات والمؤتمرات، ودعم الطاقة المستدامة أو الطاقة البدیلة، والمحافظة على المیاه، وإیجاد المبانی الخضراء، وتدویر النفایات وتعظیم الاستفادة منها، والحد من استخدام وسائل النقل الملوثة للبیئة، واستثمار کل ماسبق فی البحث والتدریس والتوعیة والشراکة، والعمل على مساعدة المجتمع فی الانتقال إلى أسالیب الحیاة المستدامة، والتحول نحو مجتمع مستدام.([21])

     ومن خلال التعریف السابق یُلاحظ أن الجامعة المستدامة تؤکد الحفاظ على الموارد الطبیعیة وتنمیتها، باعتبارها أحد أهم رکائز الجامعة المستدامة، بالإضافة إلى أنها تسعى إلى توظیف ذلک فی بعض عملیات الجامعة کالشراکة والتدریس والتوعیة، ورغبتها فی نقل المجتمع إلى حیاة مستدامة.

      کما یُقصد بها أیضًا أنها الجامعة القادرة على دمج مبادئ الاستدامة فی الحرم الجامعی، والمناهج الدراسیة، ونشر ثقافة الاستدامة فی محیط الجامعة، وابتکار طرق جدیدة للعلاقة بین الطلاب، ومؤسسات وقادة الأعمال، وتکوین خریج قادر على التعایش مع مستقبل أکثر استدامة له وللأجیال القادمة.([22])

    ویُلاحظ من التعریف السابق بأن الجامعة المستدامة تؤکد على تقویة الروابط بین الجامعة وقطاع الأعمال( الصناعیة، والتجاریة، والخدمیة)، بالإضافة إلى تأکیدها على استدامة المناهج الجامعیة أو مایسمى بالمناهج الخضراءGreen Curriculum، وتهدف إلى الوصول لمخرج أو منتج قادر على التعایش مع مستقبل أکثر استدامة.

7- 

وتُعرف الجامعة المستدامة بأنها الجامعة التی ترتقی بالمجتمع على نحٍو أفضل، وذلک من خلال تضمین خطط الاستدامة فی هیکلها الأکادیمی والإداری، وتضمین المناهج الدراسیة بقضایا الاستدامة، وتعظیم  الاستفادة من البحوث والمشاریع والاستشارات ذات العلاقة بالاستدامة، وذلک من أجل تخریج جیل قادر على قیادة المستقبل المستدام، فضلًا عن ضمان أن تکون ممارستهم المهنیة مستدامة لهم وللأجیال القادمة.([23])

ویؤکد التعریف السابق على رغبة الجامعة فی استدامة البحوث العلمیة والاستفادة منها فی حل المشکلات المجتمعیة، وربطها بالمجتمع المحلی والدولی لتعظیم الفائدة المجتمعیة.

وهی الجامعة التی تعزز الأنشطة الإیجابیة بیئیًا، واجتماعیًا، وثقافیًا، واقتصادیًا، من خلال  تحمل المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة والبیئیة فی رؤیة المؤسسة ورسالتها، فضلًا عن دمج الاستدامة فی المناهج الدراسیة من مختلف الجوانب الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة، والالتزام بنظم التفکیر النقدی، وتعددیة التخصصات، بالإضافة إلى محو أمیة الاستدامة باعتبارها سمة من سمات الطالب العالمی، وتحقیق التوعیة والشراکة مع المدارس، والحکومات، والمنظمات غیر الحکومیة والصناعیة، وإعادة هیکلة الحرم الجامعی تخطیطًا وتصمیمًا، وتحقیق الصفر الکربونی لجعلها منظمة متجددة، وذلک من خلال تحقیق الأهداف البیئیة من خلال الرصد البیئی المستمر، وتشجیع الطلاب على المشارکة فی التعلم البیئی للتحول إلى بیئة تعلم، والتأکید على التنوع الثقافی، والشمول الثقافی، واحترام المساواة، والتنوع، وخلق أطر عمل لتعزیز التعاون بین الجامعات الوطنیة والعالمیة.([24])

ویؤکد التعریف السابق على عدة أبعاد من أهمها: البعد الاجتماعی والاقتصادی والبیئی، وذلک من خلال الاهتمام بالتنوع الثقافی، والتأکید على التعاون بین الجامعات الوطنیة والعالمیة، بالإضافة إلى الاتجاه نحو التعلیم متعدد التخصصات، والترکیز على خلق مجتمع جامعی خالٍ من المواد الملوثة، وجعلها منظمة متجددة، وذلک لتحقیق البعد البیئی، ونشر ثقافة الاستدامة فی محیط الحرم الجامعی.

وهی الجامعة القادرة على محو الأمیة البیئیة فی جمیع أنحاء الحرم الجامعی، فضلًا عن تشجیع الطلاب على التعرف على الآثار البیئیة المترتبة على دراستهم، وتشجیع البحوث متعددة التخصصات ذات الصلة بالاستدامة، وتقدیم أفضل الممارسات المستدامة فی الجامعة والمجتمع المحلی، فضلًا عن بناء شراکات مع المجتمع المحلی لتعزیز الاستدامة.([25])

      ویؤکد التعریف السابق على اکتساب أفضل ممارسات الاستدامة، وتوثیق العلاقة بین الجامعة والمجتمع المحلی، فضلًا عن نشر الثقافة البیئیة.

کما یمکن تعریفها بأنها الجامعة القادرة على إحداث تغییر اجتماعی، وذلک من خلال استخدامها لممارسات الاستدامة على المستوى البیئی والاقتصادی والاجتماعی، من أجل حیاة أفضل للمجتمعات، واستبعاد الأنماط غیر المستدامة فی الإنتاج والاستهلاک. ([26])

ویلاحظ من التعریف السابق الترکیز على البعد الاجتماعی، من خلال تبنی الجامعة ثقافة الاستدامة، والعمل على إحداث تغییر اجتماعی فی جمیع أرجاء الحرم الجامعی، والانتقال إلى نمط مستدام.

وتتعدد تعریفات الجامعة المستدامة والتی من أهمها ما یلی:([27])

        هی الجامعة التی تسعى جاهدة لنشر مبادئ الاستدامة، لیس فقط من خلال التعلیم والبحوث والأنشطة الأساسیة، ولکن فی کل عمل داخل المؤسسة بما فیها علاقتها بأصحاب المصلحة.

       وفی تعریف آخر هی الجامعة التی تعمل على خلق وتعزیز الوعی والمعرفة، والقدرات والقیم، لتنجح فی إنشاء نظام عادل ومستدام، فضلًا عن استثمار الحریة الأکادیمیة، والقدرات المتنوعة التی تسمح بتطویر أفکار جدیدة، وتبنی أسالیب جدیدة للبحث عن الحلول التی تساعد على أنماط الحیاة المستدامة.

        وهی المؤسسة التی تعمل على دمج الاستدامة فی مختلف الجوانب البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة، وإدارة الاعتماد المتبادل بین المجتمعات المحلیة والوطنیة والعالمیة، وإداراک العلاقة بین الأنشطة التعلیمیة والبحثیة من جهة والمجتمع المحلی من جهة أخرى، حیث تتجلى فیها المسئولیة الاجتماعیة.

ویلاحظ من التعریفات السابقة التأکید على مبادئ الاستدامة ودمجها فی جمیع أنحاء الحرم الجامعی، فضلًا عن تبنی آلیات الاستدامة فی البحث، والتدریس، وخلق أطر مشترکة بین الجامعة والمجتمع المحلی والعالمی، وتعظیم المسئولیة الاجتماعیة لکل أفراد المجتمع الجامعی.

       وتُعرف الجامعة المستدامة إجرائیًا فی سیاق البحث الراهن بأنها: المؤسسة التی تسعى إلى الحفاظ على المجتمع من کافة الجوانب الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة، من خلال دمج الاستدامة فی جمیع أنحاء الحرم الجامعی، من أجل مستقبل أفضل للمجتمع، ومن ثم الانتقال إلى أسالیب الحیاة المستدامة.

 

الدارسات السابقة:

تم ترتیب الدراسات السابقة وفقًا للتسلسل الزمنی من الأحدث إلى الأقدم کالتالی:

1-   دراسة مقارنة للجامعات الأجنبیة المستدامة بین الولایات المتحدة والصین: حالات من جامعة إندیانا وجامعة تسینجوا.(2015)([28])

هدفت الدراسة إلى التعرف على الجامعات المستدامة کإطار مفاهیمی، وتحلیل نموذجین لجامعتین إحداهما فی الصین والأخرى فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وذلک من خلال عدة محاور منها: أهداف الجامعة المستدامة، والبنیة التنظیمیة، والاستراتیجیات، واعتمدت الدراسة على منهج التحلیل المقارن، وتوصلت الدراسة إلى أن جامعة تسینجوا University of Tsinghuaترکز على الجانب البیئی، بینما ترکز جامعة إندیانا University of Indianaعلى الجانب الاقتصادی والاجتماعی، بالإضافة إلى الجانب البیئی ویرجع ذلک لاختلاف السیاق الثقافی لکلٍ منهما، فضلًا عن تعزیز الاستدامة على المستوى الجامعی کاتجاه عالمی، والتوصل لأهم إستراتیجیات الجامعة المستدامة فی کلٍ من أمریکا والصین، واختلاف السیاق الوطنی والمحلی لکلا الجامعتین؛ مما نتج عنه اختلاف فی الاستراتیجیات والبنى التنظیمیة للجامعة المستدامة، ووضع رؤیة شاملة للاستدامة بحیث تشمل حمایة البیئة، والتنمیة الاقتصادیة، وتحقیق العدالة الاجتماعیة، وتؤکد أیضًا على التواصل مع المجتمع والمشارکة التطوعیة، وکذلک مرونة الهیکل التنظیمی بجامعة إندیانا، على خلاف جامعة تسینجوا یغلب علیها المرکزیة فی بنیتها التنظیمیة، بالإضافة إلى الترکیز على القضایا البیئیة وعلاقتها مع التنمیة الاقتصادیة، وقد لا یولون اهتمامًا کافیًا لقضایا العدالة الاجتماعیة المتعلقة بالاستدامة، بسبب قلة التجارب والجهود لجامعة تسینجوا التی تساعدها فی توجیهها، وبناء على هاتین التجربتین توصلت الدراسة لمجموعة من السیاسات التی تدعم الجامعة المستدامة.

 

2-  السعی نحو جامعة مستدامة: استعراض.(2015)([29])

هدفت الدراسة إلى التعرف على الأسالیب والآلیات المختلفة لتحقیق الجامعة المستدامة فی القرن الحادی والعشرین، والتعرف على الجهود المبذولة للجامعات لتحقیق التنمیة المستدامة، واعتمدت الدراسة على أسلوب التحلیل النوعی، وتوصلت الدراسة  لآلیات أکثر حداثة لتحقیق الاستدامة بالجامعات، والتوصل لنظام إدارة الجامعة المستدامة، والتأکید على المسئولیة الاجتماعیة للمؤسسة، وأنشطة الاستدامة التعلیمیة والبحثیة للجامعة، وتسلیط الضوء على القضایا البیئیة فی الجامعة، والتأکید على أن للجامعات دورًا رئیسًا فی تحویل المجتمع إلى نموذج مستدام، وتحقیق الاستدامة فی الأنشطة البحثیة، وضرورة تبنی مفهوم الاستدامة فی الإدارة التنظیمیة للجامعة، فضلًا عن غرس مفهوم وفلسفة الاستدامة للطلاب، وأکدت على أن للجامعة المستدامة أربعة أبعاد من بینها: التعلیم، والبحث، والتوعیة المجتمعیة، والشراکة، فضلًا عن بیان أهم أبعاد الاستدامة بالجامعة سواء کانت أبعاد ثقافیة أو اقتصادیة أو اجتماعیة، وتأکید نظم الإدارة البیئیة للجامعات على قضایا الاستدامة بالجامعة وربطها بالمجتمع الخارجی، وتشجیع الأنشطة التی تحث على الاستدامة.

3-  لجامعات المستدامة دراسة عوامل النجاح الحرجة للمداخل التشارکیة.(2015)[30]))

      هدفت الدراسة إلى التأکید على المدخل التشارکی لدمج مفهوم الاستدامة فی ثقافة الجامعة، والتعرف على الأبعاد الداعمة للاستدامة فی الجامعات، واعتمدت الدراسة على أسلوب التحلیل النوعی، وتوصلت إلى ربط التعلیم العالی من أجل التنمیة المستدامة بتنمیة المهارات والقدرات لدى الطلاب، والتأکید على أفضل الأبعاد المشارکة فی تقییم ممارسات الاستدامة، والتوصل لوضع مدخل تشارکی من أجل الانتقال بالجامعة إلى نمط مستدام.

 

4-  التعلیم من أجل التنمیة المستدامة وضمان الجودة بالجامعات الصینیة وبلدان شمال غرب أوروبا: دراسة مقارنة.(2015)[31]))

     هدفت الدراسة إلى  ایجاد العلاقة بین التنمیة المستدامة وتحقیق الجودة بالجامعات على أن تتضح  فی الممارسة العملیة، من خلال تحویل الجامعات إلى جامعات مستدامة، والتعرف على دور الدول الاسکندنافیة، وهی:(الدنمارک، وفنلندا، وأیسلندا، والنرویج، والسوید) فی قیادة الطریق إلى  تعزیز البیئة والتنمیة المستدامة، واعتمدت الدراسة على منهج التحلیل المقارن، وتوصلت إلى التأکید على العلاقة بین التنمیة المستدامة بالجامعات، وتحقیق الجودة فی کل من بلدان شمال أوروبا والصین، وعقد مقارنة بین سیاسات الاستدامة فی کلا المنطقتین.

5-   الحرم الجامعی المستدام: مشارکة المجتمع فی تحقیق الاستدامة.(2015)([32])

     هدفت الدراسة إلى تحدید العوامل الرئیسة التی تساعد المجتمع على مشارکة الحرم الجامعی لتحقیق الاستدامة، واعتمدت الدراسة على أسلوب دراسة الحالة، وتوصلت الدراسة إلى أهم العوامل التی تساعد المجتمع للمشارکة فی برامج الاستدامة بالجامعة، ومن أهمها: العوامل النفسیة، والامکانات المادیة، والدوافع الشخصیة، والإدراک العام، فضلًا عن وضع إطار عام للمشارکة المجتمعیة المستدامة بالجامعة، والتوصل لنهج شامل لمشارکة المجتمع فی التنمیة المستدامة بالجامعة، وتحدید استراتیجیات للمشارکة المجتمعیة فی مشاریع الاستدامة، وضرورة نشر ثقافة الاستدامة داخل المجتمع الجامعی وخارجه.

6-  دراسة استطلاعیة للتنمیة المستدامة بالجامعات الإیطالیة.(2015)([33])

هدفت الدراسة إلى تحدید أفضل الممارسات المستدامة ومدى تنفیذها فی الجامعات الإیطالیة، واعتمدت الدراسة على أسلوب التحلیل النوعی، فضلًا عن الدراسة الاستطلاعیة، وتوصلت الدراسة إلى أهم المجالات التی تساعد على تحقیق الاستدامة فی الجامعة، وأکدت التغیرات المؤسسیة بالجامعات الإیطالیة على أهمیة دور المنظمات غیر الحکومیة، والمجتمع، وأصحاب المصلحة فی الجامعة وخارجها، والـتأکید على أهمیة تنویع مصادر التمویل للجامعة المستدامة، وذلک لتحقیق مشاریع الاستدامة، وأهمیة السیاق الثقافی والاقتصادی للجامعة؛ مما یُسهم فی تحقیق أهداف الجامعة المستدامة، وتعزیز البحوث المستدامة ذات الصلة بالمجتمع.

 

تعلیق عام على الدراسات السابقة، من حیث:

-       أوجه التشابه:

  • یتشابه البحث الحالی مع بعض الدراسات السابقة فی دراسة بعض المحاور، مثل: المناهج المستدامة، وأهداف الجامعة المستدامة وسیاساتها.
  • یتشابه البحث الحالی مع الدراسات السابقة فی تناول الجامعة المستدامة کمفهوم.

 

-       أوجه الاختلاف:

  • یختلف البحث الحالی عن معظم الدراسات السابقة فی الهدف، حیث یتمثل هدف البحث الحالی فی التوصل إلى إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة بجمهوریة مصر العربیة.
  • یختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة فی طبیعة تناول الموضوع، حیث إن البحث الحالی یقوم بدراسة الجامعة المستدامة، من خلال عدة مکونات، فکریة، وبشریة، ومادیة، کما أن البحث الحالی یختلف عن الدراسات السابقة فی کیفیة تناول منهجیة البحث.
  • یختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة فی تناوله مدخلات الجامعة المستدامة، مثل: رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها، وسیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها، والعناصر البشریة للجامعة المستدامة، والبنى التحتیة للجامعة المستدامة.
  • یختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة فی تناول بعض الخبرات الأجنبیة مثل: جامعة کالغاری بکندا، وجامعة کوینزلاند بأسترالیا.
  • یختلف البحث الحالی عن الدراسات السابقة فی إجراء دراسة مقارنة تفسیریة لجامعة کالغاری المستدامة، وجامعة کوینزلاند المستدامة فی ضوء مفاهیم العلوم الاجتماعیة.

-       أوجه الإستفادة:

  • أکدت الدراسات السابقة على أن الجامعة المستدامة إحدى أهم التوجهات العالمیة، التی تهدف إلى تحقیق نقلة نوعیة فی المجتمع فی کافة المجالات الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة، ومن ثم الاستفادة من التوجهات العالمیة لنمط الجامعة المستدامة.
  •  یستفید البحث الحالی من الدراسات السابقة فی التأصیل النظری للجامعة المستدامة من حیث بعض مکوناتها.
  •  الاستفادة من واقع الجامعات المستدامة بأمریکا وأسترالیا والصین والسوید وبریطانیا. 

منهج البحث:

       یعتبر المنهج المقارن أنسب المناهج المستخدمة، وأکثرها دلالة على التربیة المقارنة فی دراسة المشکلات البحثیة، ونظراً لطبیعة المشکلة البحثیة سوف یتم استخدام المنهج المقارن، وتتمثل الخطوات الإجرائیة للبحث فیما یلی:([34])

5-   الخطوة الأولى : " البعد الوصفی "Dimension Descriptiveویشمل دراسة الظاهرة التعلیمیة فی وضعها المعیاری What Ought to be، ثم وصف الظاهرة التعلیمیة فی دول البحث، ورصد العلاقة بینها وبین متغیرات البحث، وتتمثل فی الأسس النظریة والفکریة للجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر (إطار نظری)، وواقع الجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا، وکذلک وصف وتحلیل الجهود المصریة نحو جامعة مستدامة.

6-    الخطوة الثانیة:  " البعد التحلیلی "  Analytical Dimensionویتضمن هذا البعد إظهار القوى والعوامل الثقافیة المسئولة عن الوضع الراهن للظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعة المستدامة لدولتی کندا وأسترالیا، وکذلک القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فی توجه مصر نحو جامعة مستدامة.

7-   الخطوة الثالثة: " البعد التفسیری"Interpretive Dimension ویقصد به تحدید أوجه التشابه وأوجه الاختلاف للظاهرة التعلیمیة فی دول البحث، وتفسیرها فی ضوء مفاهیم بعض العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة بالظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی مقارنة تفسیریة لأوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة فی کلٍ من جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند.

8-   الخطوة الرابعة: " البعد التنبؤی" DimensionPredictive یتمثل هذا البعد فی الجانب النفعی أو الإصلاحی للتربیة المقارنة، ولکن على نحو استشراف المستقبل التربوی للظاهرة التعلیمیة، ویتمثل فی وضع إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة فی جمهوریة مصر العربیة، من خلال توظیف الدراسة النظریة، وخبرتی الجامعتین.

وبناء على ما سبق، تتمثل الخطوات الإجرائیة للبحث فیما یلی:

1-               عرض الأسس النظریة والفکریة للجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر.

2-               عرض واقع الجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا، والقوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها.

3-               تحدید أوجه التشابه والاختلاف للجامعة المستدامة بین جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند.

4-               عرض الجهود المصریة فی التوجه نحو جامعة مستدامة، والقوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها.

5-               الوصول إلى إجراءات مقترحة لجامعة مستدامة فی مصر، من خلال الاستفادة من خبرتی کندا وأسترالیا، وکذلک الدراسة النظریة، وبما یتفق مع السیاق الثقافی للمجتمع المصری.

وفیما یلی بیان تفصیلی لتلک الخطوات:

أولًا: الجامعة المستدامة فی عالمنا المعاصر"إطار نظری"

       تُعد الجامعة المستدامة مطلبًا تنمویًا تسعى إلیه دول العالم المعاصر، لما لها من أهمیة کبیرة فی الحفاظ على البیئة، وتحقیق التنمیة الاقتصادیة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد، وتحقیق التنمیة الاجتماعیة من خلال تعظیم المسئولیة الاجتماعیة لدى الأفراد، ومن ثم مساهمتهم فی نهضة المجتمع وتقدمه، وفیما یلی شکل یبین مثلث الاستدامة فی الجامعة: ([35])

 

شکل رقم(1)

مثلث الاستدامة

        ومن الشکل السابق یتبین أبعاد الاستدامة الاقتصادیة، والاجتماعیة، والبیئیة، وظهور تداخل واضح بینهم، فعلى المستوى البیئی والاجتماعی نجد أهمیة العدالة البیئیة بین المناطق الغنیة والفقیرة، لأن الأغنیاء یتصرفون فی الموارد الطبیعیة سواء کانوا دولًا أو أفرادًا کما لو أنهم یعیشون منفردین بغض النظر عن حقوق الدول الفقیرة أو الأفراد الفقراء، کذلک یتضح من التداخل البیئی والاجتماعی أهمیة التوعیة بالموارد الطبیعیة، وأثرها على تنمیة المجتمع کافة على المستویین المحلی والدولی، وکذلک على المستوى الاقتصادی والاجتماعی؛ حیث أن النمو الاقتصادی یستلزم اتباع مبادئ التجارة العادلةFair Trade، والتی تعطی أصحاب المواد الأولیة والمنتجات حقوقهم، وأن یکون هناک أخلاقیات للعمل، متمثلة فی الترابط، والتعاون، والتکامل، واحترام الآخر....إلخ، مع إبراز حقوق العمال فی أی مؤسسة، وعلى المستوى الاقتصادی البیئی نجد أن التنمیة الاقتصادیة فی حاجة إلى الاعتماد على الطاقة النظیفة، ومن ثم الحفاظ على البیئة، وکذلک الإدارة البیئیة للموارد وترشید الاستهلاک، یصب فی النهایة فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة.  

        وعملیة التحول صوب الجامعة المستدامة، لیست عملیة یسیرة على الإطلاق؛ حیث تعتمد على وضع إستراتیجیة لدمج الاستدامة فی الجامعة وفق منظور شمولی، مع الالتزام التام لدى الإدارة العلیا نحو مسألة الاستدامة، والعمل على التحفیز، وتأمین الموارد والمتطلبات اللازمة، ومن ثم سعت التخصصات العلمیة فی الجامعة المستدامة إلى التعاون والتکامل فی هذا الشأن، ووضع سیاسات شاملة لاستدامة الجامعة، وتأسیس مرکز متخصص فی البیئة والاستدامة.([36])

      وبدأت الجامعة المستدامة فی القیام بدوٍر محوری للانتقال بالمجتمع إلى حیاة أکثر استدامة، ومن ثم بدأت بتغییر ممهمها، وممارستها، وسیاستها التربویة، لإدراج الاستدامة فی جمیع جوانب الجامعة، ولکی تتحول الجامعة لتصبح جامعة مستدامة تقوم ببعض التغییرات أهمها ما یلی:([37])

 

أ‌-     الحرم الجامعی:

      الجامعة -مثل أی منظمة أخرى- تستهلک الموارد الطبیعیة، وتنتج النفایات ویؤثر ذلک على البیئة، وتقدم الجامعة خدمة تعلیمیة للمجتمع، وتُسهم فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة، فالجامعة المستدامة مسئولة عن بعض التغییرات داخل الحرم الجامعی ذات الصلة بقضایا الاستدامة، مثل: الکفاءة فی استهلاک الطاقة، والعدالة، والفقر، وکفاءة استخدام المیاه، ومراعاة ذوی الاحتیاجات الخاصة، والنقل والتنقل من الطلاب والموظفین، وإدارة النفایات، والتراث الطبیعی، وخدمات الطعام، والصحة والسلامة المهنیة، ومن ثم معالجة بیئة العمل، والمشتریات البیئیة من قبل الجامعة.

ب‌-  المعارف والمهارات والقیم:

     تلعب الجامعة المستدامة دورًا أکثر حیویة فی المستقبل، لدمج مبادئ الاستدامة فی أنشطة الحرم الجامعی کافة، وتعد الوسیلة الرئیسة المتاحة للجامعة لتزوید الطلاب بالمعارف والقیم والمهارات هی الوظائف الأکادیمیة الأساسیة وهی: التعلیم، والبحث العلمی، وخدمة المجتمع، ویرکز التعلیم والبحث العلمی فی الجامعة المستدامة على التعلیم متعدد التخصصات؛ حیث هو مفتاح الجامعات المستدامة لمعالجة القضایا والمشکلات المجتمعیة بشکل أعمق؛ مما یتطلب إعادة النظر فی أهدافها وممارساتها التربویة، ویرکز البحث العلمی بشکل أساسی على قضایا الاستدامة الثلاث: البیئة- الاقتصاد- المجتمع، وکذلک خدمة المجتمع فی نشر ثقافة الاستدامة.

       وفیما یلی یتناول البحث الجامعة المستدامة، من حیث رؤیتها ورسالتها، وسیاسات الجامعة وأهدافها، والعناصر البشریة، والبنى التحتیة، وذلک على النحو التالی:

1-   رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها:

       تسعى الجامعة المستدامة إلى إعداد الطلاب فی کافة المجالات، من خلال إکسابهم المعارف والمهارات التی تمکنهم من مواجهة التحدیات البیئیة، مثل: تغیر المناخ، والتحدیات الاجتماعیة، مثل: احتیاجات الانسان الأساسیة، والتحدیات الاقتصادیة، مثل: الأمن الاقتصادی، بالإضافة إلى دمج الاستدامة فی التعلیم لإکساب الطلاب المعارف والمهارات التی تجعلهم قادرین على بناء عالم أفضل ودخول سوق العمل، والترکیز على خلق الحلول، وحل المشکلات الحقیقیة، وتحسین نوعیة الحیاة، دون الإضرار بکوکب الأرض فی المستقبل.([38])

 

  وتتطلب رؤیة الجامعة المستدامة عدة متطلبات، ومن أهمها ما یلی:([39])

-         ثقافة وعقلیة مختلفة للمجتمع القائم على الاستدامة بأبعادها الثلاثة.

-         التأکید على شعور الانتماء لأطیاف المجتمع کافة.

-         الترکیز على البحوث القائمة على المعرفة؛ حیث ترکز على أفضل ممارسات الاستدامة.

-         التأکید على إنتاج المعرفة ذات الجودة العالیة من خلال مبادرات التوعیة.

-         الترابط بین الاستدامة البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة.

      ومما سبق یمکن القول بأن رؤیة الجامعة المستدامة تقوم على ثلاثة أرکان هی: المجتمع ؛ حیث الاستفادة من مهارات العاملین على مستوى الجامعة، وخلق روابط مشترکة بینهم وبین قطاع الأعمال، والمجتمع الخارجی، والبیئة؛ حیث إننا کمجتمع مؤتمنون على الموارد الطبیعیة لنا وللأجیال القادمة، ومن ثم تعتبر حمایتها جزءًا أساسیًا من رؤیة الجامعة المستدامة، والاقتصاد؛ حیث تعتمد رؤیة الجامعة المستدامة على خلق قیمة مضافة، من خلال سیاسات توجه البحوث الجامعیة المستدامة نحو البیئة والمجتمع.([40])

      وعلى سبیل المثال تتمثل رؤیة جامعة بوراس( بالسوید)  UniversityofBoråsالمستدامة فی السعی من أجل تحقیق مجتمع مستدام أیکولوجیا واقتصادیا واجتماعیا، من خلال دمج التنمیة المستدامة فی أنشطة المؤسسة کافة.([41])

     وکذلک تتمثل رؤیة جامعة واترلو بکندا Waterloo University فی تبنی نموذج القیادة العالمیة المبتکرة فی التعلیم التعاونی والتطویر الوظیفی، ووضع واترلو کخیار أفضل للطلاب وأصحاب العمل، وتحقیق رؤیتها من خلال الخدمات والقدرات التی تقدمها الجامعة لدعم أهدافها المحلیة والدولیة، والتعاون مع شرکاء الجامعة داخلیًا وخارجیًا، وتعزیز نمط القیادة المستدامة، وتبنی أفضل الممارسات المستدامة.([42])

      وتؤکد رسالة الجامعة المستدامة فی العالم المعاصر على تعزیز ثقافة الاستدامة ونشرها من خلال البحث العلمی، والتوعیة المجتمعیة، والإدارة الجامعیة، وذلک لتعزیز الصحة البیئیة، والازدهار الاقتصادی، والعدالة الاجتماعیة، ودمجها فی رسالتها، وتتمثل رسالة جامعة تسینجوا بالصینTsinghua Universityفی تثقیف الخریجین فیما یتعلق بحمایة البیئة والتنمیة المستدامة، وربط البحوث بالبیئة لخلق حرم جامعی صدیق للبیئة، وذلک من خلال دعم مراکز التعلیم والبحوث للبیئة والتنمیة المستدامة فی الصین.([43])

       ومما سبق یُلاحظ أن النماذج السابقة لرؤیة الجامعة المستدامة تؤکد على سعی الجامعة فی الحفاظ على النظام الأیکولوجی، وتنمیة المجتمع اقتصادیًا واجتماعیًا وثقافیًا، کما ترکز رسالتها على تحقیق الاستدامة المجتمعیة، من خلال أنشطتها وعملیاتها المتمثلة فی البحوث، والتدریس، والتوعیة، والشراکة، وتفاعلها مع المجتمع الخارجی، لإنتاج مجتمع مستدام.

2-  سیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها:

      تتبنى الجامعة المستدامة عدة سیاسات من شأنها إحداث تغییر فی الجامعة بشکلها التقلیدی لتتحول إلى جامعة مستدامة، وذلک فی فلسفتها وأهدافها وعملیاتها وأنشطتها، ولعل أهم تلک السیاسات هی:([44])

-                     سیاسات دمج الاستدامة Sustainability Integration Policies( البیئیة – الاجتماعیة- الاقتصادیة) فی المناهج الدراسیة، وإعداد برامج للتنمیة المستدامة فی مؤسسات التعلیم العالی، مثل: برنامج القیادة المستدامة، والإدارة المستدامة....إلخ.

-                     سیاسات البحوث المستدامةSustainable research policies، من خلال ربط بحوث أعضاء هیئة التدریس بقضایا التنمیة المستدامة، والعمل على حل مشکلات المجتمع المحلی بشکل مستدام.

-                     سیاسات البنىInfrastructure policies، من خلال تخضیر الحرم الجامعی، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة تدویر النفایات، وحسن استثمار الموارد.

-                     سیاسات الشراکةPartnership policies، من خلال التعاون المتبادل بین مؤسسات التعلیم العالی وأصحاب المصلحة، ومشارکة عموم الناس فی تحقیق التنمیة المستدامة.

-                     سیاسات تعدد التخصصاتMultidisciplinary policies، من خلال تشجیع العلوم البینیة، وتنفیذ الاستدامة فی الحرم الجامعی، من خلال دمج الاستدامة فی أنشطة الحیاة الیومیة، فضلًا عن دمج الاستدامة فی إطار العمل المؤسسی، وتشجیع التعاون بین العلوم المختلفة؛ بحیث یتعلم الطلاب علمًا بینیًا کمدخل للتعلیم من أجل التنمیة المستدامة، ووضع نظم لتعزیز العلوم البینیة فی إطار الجامعة وبین الجامعات المختلفة.

-                     سیاسات اجتماعیةSocial policies، من خلال تعظیم المسئولیة الأخلاقیة، والتزام الجامعة بها عبر التدریس وإجراء البحوث، وتسییر شؤون الجامعة بصورة مستدامة.

-                     سیاسات ثقافیة Cultural policies، من خلال تغییر طریقة تفکیر الناس بمنهجیات تدریس جدیدة، وبحث متصل بالمجتمع ومستجیب لحاجاته، ومد الجسور بین قواعد المعرفة المتنوعة وتقویتها وبین نظم المعارف المختلفة لتشجیع التجدید کمدخل تعلیم الممارسة.

      وتلتزم جامعة ییلYale Universityبسیاسات وأنظمة متکاملة توازن بین حیویة النظام الأیکولوجی، وصحة الإنسان، والتنمیة الاقتصادیة، والاجتماعیة، وفیما یلی سیاسات الجامعة:([45])

  • ·        سیاسات التفکیر المنهجی المتکامل: تؤکد جامعة ییل على العلاقة المتبادلة بین المجتمع والاقتصاد والبیئة الطبیعیة، من خلال استخدام التقکیر المنهجی الذی یقر بأن القرارات داخل نظام واحد قد تؤثر بغیر قصد على نظام آخر.
  • ·        سیاسات التکیف والمرونة: من خلال تخطیط وإدارة النمو وتنمیته فی الحرم الجامعی بطریقة قابلة للاستمرار من الناحیة المالیة؛ بحیث تقلل من الآثار السلبیة التی تؤثر على حیویة النظام الأیکولوجی وصحة الإنسان مع تطویر القدرة على التکیف والتحمل فی مواجهة التغیرات غیر المتوقعة مع مرور الوقت.
  • سیاسات التواصل المجتمعی: من خلال إحترام وإثراء السلامة البیئیة للحرم الجامعی بجامعة ییل المادیة، من خلال ممارسات الاستدامة التی تعزز لیس فقط نوعیة الحیاة فی الحرم الجامعی، ولکن أیضا ربط الجامعة بالمجتمع الخارجی.
  • سیاسات المساءلة؛ حیث یشارک أصحاب المصلحة( طلاب- موظفین- أکادیمیین) فی التخطیط لعملیات الاستدامة بالحرم الجامعی، وکذلک فی التنفیذ، مع المساءلة المستمرة لهم.
  • سیاسات بناء القدرات ودعم الابتکار؛ حیث تعزیز ثقافة الاستدامة والتی بدورها تُسهم فی توسیع مدارک التفکیر، ورفع مستوى أدء العاملین بالجامعة من أجل مستقبل مستدام.

      وتهدف الجامعة المستدامة إلى تحقیق الأهداف التالیة:([46])

  • القضاء على الفقر بکافة أشکاله فی أرجاء الأرض کافة.
  • القضاء على الجوع والحرمان، وتحقیق الأمن الغذائی للأجیال الحالیة والمستقبلیة، وتحسین التغذیة الصحیة السلیمة، وتعزیز الزراعة المستدامة.
  • ضمان تحقیق حیاة صحیة مستدامة، وتحقیق الرفاهیة لجمیع الأعمار.
  • التأکید على جودة التعلیم الشامل العادل، بالإضافة إلى تعزیز فرص التعلم مدى الحیاة للجمیع.
  • أن تحرص على تحقیق المساواة بین الجنسین، وتمکین النساء والفتیات فی الوصول لأعلى درحات التعلیم.
  • أن تضمن تحقیق الادارة المستدامة للمیاه، وترشید استهلاکها.
  • أن تضمن الحصول على طاقة مستدامة للجمیع أو طاقة خضراء أکثر حفاظًا على البیئة والمجتمع.
  • تعزیز النمو الاقتصادی الشامل المستدام، فضلا عن تعزیز العمالة المنتجة.
  • العمل على بناء بنى تحتیة مرنة، فضلًا عن تعزیز التصنیع الشامل المستدام Sustainable Industrialization، وتشجیع الابتکار والإبداع.
  • تحقیق العدالة الاجتماعیة، والحد من عدم المساواة داخل البلدان، وبین البلدان.
  • أن تکون المدن آمنة ومستدامة للجمیع.
  • أن تکون أنماط الإنتاج والاستهلاک على نحو مستدام.
  • القدرة  على اتخاذ إجراءات عاجلة وفوریة للحد من تغیرات المناخ وآثاره السلبیة.
  • الاستخدام الرشید والمستدام للموارد البحریة، والأنهار، والبحار، والمحیطات والحفاظ علیها.
  • تعزیز الاستخدام المستدام للنظم الأیکولوجیة الأرضیة Terrestrial Ecosystems، وإدارة الغابات والحفاظ علیها، ومکافحة التصحر، والحد من تدهور التنوع البیولوجی.
  • تعزیز السلام الشامل من أجل التنمیة المستدامة، وبناء نظام فعال للمساءلة لجمیع المستویات، وتحقیق العدالة للجمیع.
  • تعزیز وسائل التنفیذ، وضمان الشراکة العالمیة من أجل التنمیة المستدامة.

 

 

 وتلعب الجامعة دورًا کبیرًا فی تسهیل انتقال المجتمع إلى مستقبل مستدام، وتعتمد فی تحقیق تلک الأهداف على عدة مبادئ لعل أهمها ما یلی:([47])

-                     المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة والبیئیة فی رؤیة الجامعة ورسالتها، والتعبیر عن ذلک فی نظامها الاداری.

-                     الاستدامة البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة فی المناهج الدراسیة، فضلًا عن محو أمیة الاستدامة باعتبارها سمة عالمیة للطالب العالمی.

-                     التوعیة وخدمة المجتمع بما فی ذلک الشراکة مع المؤسسات الحکومیة وغیر الحکومیة.

-                     تخطیط الحرم الجامعی، وتصمیم أنشطتها وتطویرها بما یجعلها منظمة متجددة قادرة على تخطی الصفر الکربونی فی إطار البیئة الحیویة.

-                     السیاسات والممارسات التی تعزز المساواة والتنوع بین الطلاب.

-                     دعم التعاون بین الجامعات على الصعیدین المحلی والعالمی، والاحتفال بالتنوع الثقافی.

      ویقع على عاتق الجامعة المستدامة الیوم إعداد القوى العاملة فی المستقبل، وتشکیل وعی الأفراد، وخلق مستقبل مستدام للمجتمع، وذلک من خلال بیئة تعلیمیة تعاونیة وتشجیعیة. ومن ثم تحتاج البلدان الیوم إلى جامعات مستدامة من أجل تنمیتها الاقتصادیة والاجتماعیة، ویبین الشکل التالی أهداف الجامعة المستدامة. ([48])

 

ویتضح من الشکل السابق أن الجامعة المستدامة تسعى إلى تحقیق التکامل على المستوى المجتمعی، من خلال تعزیز فرص التعلم مدى الحیاة، ودعم المناهج المستدامة، وإکساب الطلاب بعض المهارات اللازمة لمستقبل مستدام کالمشارکة فی صناعة القرار، وتعظیم المسئولیة الاجتماعیة، وإقامة شراکات بین الجامعة وغیرها من المؤسسات ذات المصلحة.....إلخ.

           إن التنمیة المستدامة هی واحدة من أکثر التحدیات إلحاحًا فی العالم، من حیث تغیر المناخ، وإزالة الغابات، وتلوث المیاه، إلى الزحف العمرانی ونضوب الموارد، وتواجه البیئة قائمة طویلة من المشاکل، وتلتزم جامعة واترلو University of Waterloo بترک تأثیر إیجابی على البیئة، باعتبارها واحدة من أکبر المؤسسات فی منطقة واترلو، من خلال التعلیم البیئی، والبحوث المبتکرة، والمشارکة المجتمعیة، والاستدامة التشغیلیة، وفیما یلی أهداف جامعة واترلو المستدامة  University of Waterloo:([49])

-       على المستوى الأکادیمی:

  • أن تکون رائدة فی مجال التعلیم والبحوث فی مجال الاستدامة، ودمج الاستدامة داخل المناهج الدراسیة.
  • دعم البحوث المستدامة باعتبارها القوة الموضوعیة الأساسیة لسمعة واترلو وهویتها.
  • أن تکون رائدة عالمیًا فی التمیز البحثی فی ​​القضایا ذات صلة بالاستدامة.
  • إنشاء واترلو کمرکز للمعرفة والخبرة بشأن تحدیات الاستدامة.
  • تنفیذ مشاریع جدیدة ذات الصلة بالاستدامة فی الحرم الجامعی سنویًا باستخدام خبرة أعضاء هیئة التدریس والطلاب، وتنفیذ ما لا یقل عن 8 مشاریع جدیدة فی الحرم الجامعی سنویًا.

-       على مستوى عملیات الحرم الجامعی:

  • وضع خطة عمل طویلة الأمد بشأن المناخ والطاقة لتحقیق الحیاد الکربونی.
  • تنفیذ استراتیجیات فعالة من حیث التکلفة وکذلک عملیة الحد من أو التقلیل فی استخدام الطاقة فی الحرم الجامعی.
  • خفض کثافة المیاه بنسبة 5٪ للمتر المربع من خط الأساس لعام 2015م.
  • توسیع نطاق نشر تکنولوجیات إدارة میاه العواصف إلى المناطق المستهدفة.
  • زیادة نسبة رحلات التنقل إلى 90٪  والتی تتم عن طریق المشی ورکوب الدراجات.
  • زیادة استخدام المرکبات الکهربائیة والوقود البدیل فی الحرم الجامعی، وخفض استهلاک الوقود الأحفوری لأسطول الحرم الجامعی بنسبة 25٪ عن خط الأساس لعام 2015.
  • الحفاظ على جمیع أسس الجامعة وفقا لمعاییر المناظر الطبیعیة المستدامة، ووضع خطط للمعالجة والحفاظ على مجالات طبیعیة محددة ومثیرة.
  • إنتاج 40٪ من جمیع مشتریات المواد الغذائیة والمشروبات من المواد الغذائیة فی الموقع أو من مصادر محلیة أو معتمدة من طرف ثالث للاستدامة.
  • الحفاظ على تنمیة التجارة العادلة فی الحرم الجامعی، وتقدیم برامج متعددة الأوجه لزیادة وعی الطلاب والموظفین حول الخیارات الغذائیة الصحیة والمستدامة.
  • تقییم تکلفة دورة الحیاة مما یتطلب الکشف عن الاستدامة من الموردین لجمیع قرارات الشراء.
  • وضع بیانات وأهداف أساسیة لتحسین النسبة المئویة للمشتریات على مستوى الحرم الجامعی التی تلبی معاییر الجهات الخارجیة للورق والمعدات الإلکترونیة ولوازم التنظیف.

-       دمج ممارسات الاستدامة فی ثقافة الحرم الجامعی من خلال:

  • نشر المعلومات ذات الصلة فی الوقت المناسب حول مبادرات الاستدامة والفرص داخل مجتمع الحرم الجامعی.
  • تطویر برامج مستدامة للطلاب، لتشجیع العیش المستدام فی الحرم الجامعی.
  • إنشاء برنامج لقادة الاستدامة فی شراکة مع الطلاب داخل الحرم وخارجه، ومع المجتمع المحلی.
  • ·        زیادة نسبة المکاتب الخضراء المعتمدة داخل الإدارات الجامعیة، والاعتراف بواترلو کزعیم الاستدامة فی منطقة واترلو.

ویتضح مما سبق أهمیة أهداف الاستدامة للجامعة؛ حیث تسمح بالاستثمار فی مستقبلها الأکادیمی، وتحقیق دور أوسع فی المجتمع.

 

 

3-   العناصر البشریة للجامعة المستدامة:

      تهتم الجامعة المستدامة بتثقیف الطلاب وإکسابهم السلوک المستدام، وتشجیع الأکادیمیین على ممارسات الاستدامة، فضلًا عن مد المجتمع بقیادات مستدامة، کی تتحول الجامعة المستدامة إلى مختبر حی ویقصد به " منتدى للابتکار"؛ حیث یعمل على تطویر المنتجات البشریة، ودمج الناس فی عملیة التنمیة بأکملها کمستخدمین، ومبدعین، ومشارکین؛ بحیث یکون لدیهم القدرة على استکشاف، ودراسة، وتجربة، واختبار، وتقییم الأفکار الجدیدة والسیناریوهات، والنظم والمفاهیم والعملیات، والحلول الإبداعیة فی سیاقات معقدة وحقیقیة، ومن خلال ذلک یکتسب الطلاب بعض الممارسات المستدامة، فضلًا عن تشجیعهم على المشارکة البناءة، وتعظیم المسئولیة المجتمعیة على المستویین الجامعی والمجتمعی، وأیضًا من خلال المشارکة المتبادلة، وکل ما سبق یوثر على الجامعة والمجتمع الخارجی.([50])

     وفی الجامعة المستدامة یُمارس الأکادیمیون أنشطتهم فی التدریس والبحث، بوصفها عوامل التغییر المحتملة للطلاب والمجتمع، ومن خلال البحوث العلمیة فی الجامعة المستدامة،  یحاول من خلالها استخلاص المعلومات بشکل منهجی، ومن خلال جمع البیانات وتحلیلها وتفسیرها؛ وبالتالی یمکن أن یکون الإجابة على سؤال، أو حل مشکلة أو لفهم أکبر للظاهرة، خاصة أن الجامعة تسعى الحصول على تمویل من خلال معالجة البحوث التطبیقیة المتعلقة بقضایا الاستدامة، کذلک یتم تحفیز الأکادیمیین لحل المشکلات الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة، من خلال البحوث النظریة والتطبیقیة؛ حیث ترکز البحوث التی یجریها الأکادیمیون على أسالیب منها البحوث متعددة التخصصات، والبحوث التشارکیة، والانعکاسیة، وذلک للترکیز على قضایا الاستدامة، والدعم التربوی للعملیة التحویلیة، بالإضافة إلى ما سبق یمکن أن یُسهم الأکادیمیون فی معرفة متخصصة، وعلى سبیل المثال، فی جامعة سانت أندروزباسکتلندا  University of St. Andrewsلعب الأکادیمیون دورًا بارزًا فی إشراک المجتمع، وتقدیم المشورة بشأن إستراتیجیات الطاقة، وتغییر السلوک والمساعدة فی تصمیم إستراتیجیة التنوع البیولوجی، وکذلک من خلال الخبرة، والتفاعل بین الأکادیمیین والطلاب من خلال تغییر ثقافة الطلاب نحو عالم أکثر استدامة، ومن ثم فإن التدریس فی جامعة مستدامة سیکون قادرا على تمکین التعلم التحویلی، والذی یُعد الطلاب أیضا لیکونوا مواطنین أخلاقیین ومسئولین، وتلبیة احتیاجات المجتمع المحلی، فضلًا عن قیام الطلاب بدراسة کیفیة الحد من النفایات فی المساکن الجامعیة، وأثر الهواء الطلق على ذهاب الأطفال إلى الحضانة، وتُعد البحوث نموذجًا مهمًا فی الجامعة المستدامة؛ حیث یَحرص الأکادیمیون على إنتاج معارف متعاونة مع أصحاب المصلحة وأطراف العملیة المجتمعیة لحل المشکلات المجتمعیة، وفی الواقع أن العلم ینظر على أنه شکل من أشکال المعرفة، والعمل مع حدود الاختصاصات التی یسهل اختراقها وعبر مستویات مختلفة، مما یؤدی إلى ظهور رؤى مشترکة وأشکال أکثر دیمقراطیة من إنتاج المعرفة، ومن ثم فإن إنتاج المعرفة یقصد بها أنها "عملیة مفاوضات اجتماعیة تشمل أطرافًا متعددة وعلاقات قوة معقدة"؛ لذا فإن الأکادیمیین فی حاجة إلى التعلم المتبادل، والاتصالات المفتوحة مع الأطراف ذات الصلة، فالأکادیمیون یعززون التعلم الاجتماعی بجانب التعلم الواقعی، والتی تشمل طرق عمل جدیدة فضلًا عن معارف جدیدة.([51])

     ومما سبق یمکن القول أن البحوث المستدامة فی الجامعة أحد أدوات الجامعة التی من خلالها یتم تنمیة مهارات الأکادیمیین، وکذلک الطلاب، وتُسهم فی تنمیة مهارات التفکیر الناقد، والإبداعی، ومهارات التحلیل، والتفسیر، والاستنتاج، فضلًا عن تنمیة القدرة الإنتاجیة المعرفیة للأفرد.

     کما یتم تنمیة الموظفین والإداریین وتدریبهم فی الجامعة المستدامة والتأکید على أهمیة إضفاء الطابع المؤسسی على أنشطة الجامعة المستدامة؛ مما یساعد على وضوح الطریقة التی تعزز وتحقق الاستدامة بها، وبما أن المسئولیة مشترکة بین الطلاب، والموظفین، والأکادیمیین، ومتخذی القرار، وأصحاب المصلحة لأنهم فی النهایة یحققوا هدف واحد وهو استدامة الجامعة، فضلًا عن المشارکة فی جمیع المشاریع الخضراء التی تنفذها الجامعة، من خلال توعیتهم باستمرار، وتوجیههم بأهمیة الثقافة المستدامة للمجتمع ککل.([52])

4- البنى التحتیة للجامعة المستدامة:

      "ویقصد بخضرنة الأبنیة بأنها زیادة فاعلیة کافة المبانی ومواقعها فی استخدام أمثل للطاقة والمیاه والمواد، وتقلیل تأثیرات المبانی على صحة الإنسان والبیئة، من خلال تحسین مستمر لـ: تحدید المواقع، والتصمیم، والبناء، والتشغیل، والصیانة، والإزالة، ضمن دورة حیاة کاملة للمبنى"[53]))

ومن أهم الملامح التی تمیز المبانی الخضراء ما یلی:([54])

-                     الاستخدام الأمثل للطاقة، والحرص على استخدام الطاقة المتجددة؛ حیث یشیر المجلس الأمریکی للأبنیة الخضراء إلى أن البناء الأخضر یمکن أن یوفر 70% من الکهرباء المستخدمة، و60% من المیاه، و36% من الطاقة المستخدمة مقارنة بالمبانی التقلیدیة، بالإضافة إلى المنافع المتحققة فی صحة الإنسان؛ مما یُسهم فی توفیر میزانیات ضخمة تنفق فی مواجهة الأوبئة والأمراض المتوطنة التی تحدث بسبب التلوث بکافة أشکاله.

-                      بناء منظور" دورة حیاة المبنى" Building Life Cycle، یتطلب ضرورة التکامل فی عملیة خضرنة المبانی، حیث تتطلب تکاتف التخصصات العلمیة والمهنیة المشارکة مثل: التخطیط الحضری، والهندسة، والبیئة، والصحة، والطاقة....إلخ، فضلًا عن التحسین المستمر للمبانی الخضراء؛ حیث أن العوامل المؤثرة متغیرة والبیئة دینامیکیة؛ مما یؤکد على أهمیة التفکیر المبدع والابتکاری.

 

ومن إستراتیجیات جامعة ییلYale University لاستدامة البنى التحتیة ما یلی:([55])

-         تعمل جامعة ییل على التخلص من المواد التی تترک تأثیرًا سلبیًا على البیئة، وذلک اعترافًا بالأثر البیئی للمشتریات، وإعادة تدویر النفایات، وإعادة تدویر الزجاج، والبلاستیک، والمعادن، والورق المقوى، کما یتم إعادة تدویر الخشب النظیف والمعادن الخردة، ویتم تخزین وتوزیع الأثاث الفائض والمعدات ومواد البناء للحرم الجامعی، ویتم جمع الإلکترونیات والبطاریات التی تم التخلص منها وإعادة تدویرها بشکل صحیح، واتباع سیاسات الشراء المفضلة بیئیًا، وتشجیع استخدام المواد المفضلة مع المحتوى المعاد تدویره والقابل لإعادة التدویر.

-         تحرص جامعة ییل فی مشاریع البناء والتجدید الرئیسة الالتزام بالمبادئ التوجیهیة لشهادة لید الذهب، والتی تعطی الأولویة لاستخدام المواد التی تم إنقاذها أو إعادة استخدامها أو إعادة تدویرها، کما تتبع جامعة ییل معاییر عالمیة لتحقیق الاستدامة ومنها تحویل 90٪ کحد أدنى من النفایات الصلبة لمخلفات البناء والهدم فی جمیع التجدیدات الشاملة والمبانی الجدیدة،  ومعدل تحویل75٪ على الأقل فی جمیع مشاریع البناء الأخرى، وخفض النفایات الصلبة التی تم إنشاؤها فی الحرم الجامعی خلال العقد الماضی، وهذا الالتزام یُسهم فی الحد من المواد والنفایات فی التطور؛ حیث أن العلوم المادیة تنتج بدائل أخف وزنا وکتلة أقل، وخالیة من النفایات، فضلًا عن  الاعتماد على بدائل مفضلة بیئیًا.

     ومن ثم تراعی جامعة ییل الآثار البیئیة والصحیة المعقدة للمواد والمنتجات فی عملیاتها الجاریة، وتعالج کمیات کبیرة من المواد العضویة والمصنعة سنویًا، وذلک لکی تصبح حرم جامعی مستدام.

ثانیًا: واقع الجامعة المستدامة فی کندا:

        إن جامعة کالغاری إحدى أهم الجامعات الکندیة التی حققت نجاحًا کبیرًا فی القیادة والتمیز لتحقیق الاستدامة فی السنوات الأخیرة من القرن الحادی والعشرین، وقد تم تصنیفها کأکبر حرم جامعی مستدام، وحصلت على درجات عالیة فی عدد من مؤشرات الأداء الرئیسة، بما فی ذلک إدارة المیاه، والاستثمار المستدام، ومساحة المبانی الخضراء، وإدارة النفایات، فضلًا عن تبنی ممارسات الشراء المستدام.......إلخ، وتقوم جامعة کالغاری بإنشاء برامج أکادیمیة جدیدة حول فکرة الاستدامة، والهدف من هذه البرامج هو إنتاج جیل من الطلاب وأعضاء هیئة التدریس قادرین على وضع الحلول المبتکرة للتحدیات الکبرى فی العالم الیوم -وعلى سبیل المثال لا الحصر- التفاعلات بین الإنسان والبیئة، وتغیر المناخ، والنمو السکانی، ونظم الغذاء، والماء،  والطاقة، ورفاهیة المجتمع،  والعدالة الاجتماعیة، وذلک لتصبح جامعة کالغاری رائدة فی مجال الاستدامة.

وفیما یلی عرض لبعض محاور الجامعة المستدامة بکالغاری:

1-  رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها:

      وتتمثل رؤیة جامعة کالغاری فی أن تکون رائدة فی التعلیم القائم على الاستدامة، وإعداد قادة للاستدامة، من خلال دمج عملیات الاستدامة فی الحرم الجامعی، وتعزیز البحوث المستدامة لمواجهة التحدیات الاجتماعیة، والبیئیة، والاقتصادیة فی المجتمع المحلی والعالمی، وتتمثل رسالتها فی دمج مبادرات الاستدامة داخل الحرم الجامعی وخارجه، وتعزیز علاقتها بالصناعة والمجتمع.([56])

    ومما سبق نجد أن رؤیة جامعة کالغاری للاستدامة ترکز على إعداد جیل من الطلاب لقیادة مستقبل أکثر استدامة، والترکیز أیضًا على المهارات والقیم والسلوکیات، التی تمکنهم من مواجهة المشکلات المجتمعیة واقتراح حلول لها، کما تدعم الرسالة رؤیة الجامعة من خلال دمج المبادرات الرسمیة وغیر الرسمیة التی تتخذها الجامعة فی سبیل تحقیق الاستدامة بمضمونها الواسع.

 

2-  سیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها:

        وتهدف سیاسات جامعة کالغاری المستدامة إلى تأکید جامعة کالغاری على التمیز والقیادة فی السعی نحو تحقیق الاستدامة فی التدریس والبحث وخدمة المجتمع،([57]) ومن هذه السیاسات ما یلی:([58])

  • التأکید على المسئولیة الاجتماعیة للجامعة Social Responsibility، من خلال مواجهة التحدیات المجتمعیة، وتحقیق الرفاهیة للمجتمعات المحلیة والعالمیة معتمدة فی ذلک على البحوث المستدامة وخدمة المجتمع الخارجی.
  • تداخل التخصصات Interdisciplinary عبر الأقسام الأکادیمیة، وهیئة الطلاب، والوحدات التشغیلیة، والمجتمعات المحلیة؛ حیث هی أساس لتأسیس مجتمع نشط، وثمة إیجاد حلول فعالة.
  • تنوع الممارسة التطبیقیة Experiential Learningوالتعلم القائم على المشاریع، وهما رکنین أساسیین لتطویر الکفاءات الأساسیة لقیادة الاستدامة، وإدماج مجالات المعرفة، وفهم أهمیة الحلول القائمة على أساس المکان.
  • بناء القدراتCapacity Building: إن بناء قدرات الطلاب - فی جمیع التخصصات - سیحول القدرة المحلیة والعالمیة للطلاب نحو القیادة فی مجال الاستدامة، وتعزیز قدرات أعضاء هیئة التدریس والموظفین من أجل القیادة فی مجال الاستدامة.
  • التنوعDiversity : تعتمد الاستدامة على فهم التنوع الثقافی، والبیولوجی، واحتضانه، واحترام المساواة بین الأجیال.
  • ریادة الأعمال :Entrepreneurialismتمثل الاستدامة أحد التحدیات الکبرى؛ مما یتطلب عملًا جریئا، وحلولاً مبتکرة، وفعالة، لمواجهة التحدیات المجتمعیة المتزایدة فی التعقید.

       ومن خلال ما سبق نلاحظ أن سیاسات جامعة کالغاری المستدامة تؤکد على عدة أبعاد، منها: النظم الطبیعیة؛ حیث تشیر سیاسات الاستدامة لهذا البعد من خلال العیش ضمن الحدود الطبیعیة، والبیولوجیة للأرض، والمساهمة فی الحفاظ على النظام الأیکولوجی، والأنظمة الاقتصادیة، التی تزود المجتمع البشری بالسلع والخدمات والعمل الهادف؛ حیث تشیر سیاسات الاستدامة إلى الجدوى الاقتصادیة والحیویة والازدهار والتنمیة، والنظم الاجتماعیة؛ حیث تشیر سیاسات الاستدامة لهذا البعد، من خلال دعم الاستقرار الاجتماعی والشمولیة والإنصاف والتماسک الاجتماعی، والصحة والسعادة، ونوعیة الحیاة للفرد وأسرته؛ حیث تشیر سیاسات الاستدامة لهذا البعد، من خلال الاهتمام بصحة الأفراد، وسعادتهم ، ودعم ممارسة الخیارات الحکیمة.

وتهدف جامعة کالغاری المستدامة إلى تحقیق ما یلی:([59])

  • تعزیز البحوث والتعلیم فی مجال الاستدامة، من خلال الدورات التی ترکز على الاستدامة أو المحتوى، فضلًا عن إطلاعهم على المشاکل المعاصرة التی تواجه المجتمع على المستویات المحلیة والإقلیمیة والعالمیة.
  • دمج البحوث والتعلیم فی الاستدامة، من خلال دعم الروابط المستدامة على مستوى الدراسات الجامعیة فیما بین الأنشطة البحثیة، والأنشطة الرسمیة للمناهج الدراسیة، والمناهج الدراسیة المشترکة، وتطویر الحرم الجامعی کمختبر للبحوث التعلیمیة الحیة.
  • خلق بیئة مؤسسیة یشارک فیها الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فی جمیع جوانب البحوث متعددة التخصصات فی مجال الاستدامة.
  • تمکین أعضاء الحرم الجامعی من المشارکة الفعالة والمستمرة على جمیع المستویات فی مجال الاستدامة، وکذلک تعمیق القدرات والاشتراک فی العمل التحویلی.
  • تحقیق تقدم مستمر وثابت نحو أهداف طویلة الأجل وأهداف قصیرة الأجل عبر الممارسات الإداریة والتشغیلیة، فضلًا عن الاسترشاد ببعض القیم الأساسیة، مثل: التعاون، والتواصل، والدعم، والعولمة، والتوازن، والتمیز.

3-  العناصر البشریة للجامعة المستدامة:

      یتم تأهیل موظفی الجامعة من خلال التدریب على الاستدامة؛ حیث یتلقون دورات تعلیمیة وأکادیمیة، ویمکن لجمیع الموظفین، وأعضاء هیئة التدریس المشارکة فی برنامج منسق الاستدامة من أجل التدریب أثناء العمل فی مجال الاستدامة، ومن خلال مرکز التعلیم المستمر یحصل الموظفون على بعض البرامج التدریبیة ومنها: تکنولوجیا الطاقة المتجددة، والإشراف البیئی، والمسئولیة الاجتماعیة للشرکات، والاحتباس الحراری، وتغیر المناخ، والإدارة البیئیة، وإدارة النفایات......إلخ، وبالإضافة إلى هذه الدورات التدریبیة، یقوم مکتب الاستدامة بالتأکید على أربعة موضوعات حول الاستدامة، مثل: الطاقة، والمیاه، والغذاء، والصحة، ویتم تضمین أعضاء هیئة التدریس کخبراء فی الحدث، ویتم تشجیع الموظفین والطلاب على الحضور.([60])

     کما یتم تقدیم عروض تقدیمیة کجلسات توجیهیة للموظفین الجدد من خلال إدارة الموارد البشریة، وتشمل قسم مخصص بالکامل للاستدامة ویتضمن ما یلی:([61])

  • نصائح للحد من النفایات، أی تجنب المیاه المعبأة فی زجاجات، ورصد حوافز لاستخدام کوب / أو قدح قابل لإعادة الاستخدام، وکیفیة عقد حدث خالٍ من النفایات.
  • توعیة الموظفین الجدد بخیارات النقل المستدام.
  • نصائح لتوفیر الطاقة فی المکاتب والفصول الدراسیة والمختبرات التی تتراوح من إطفاء الأنوار / المعدات إلى صعود الدرج وإغلاق الوشاح على أغطیة الدخان.
  • تزوید جمیع الموظفین أیضًا بدلیل معلومات حول استخدام مصادر الطاقة والمیاه ، والحد من النفایات، والشراء المسؤول، وسلامة الصحة والعافیة، بالإضافة إلى دعم جامعة کالغاری لدورات الاستدامة وکیفیة الالتحاق بها.

     ویشارک الموظفون أعضاء هیئة التدریس، کمنسقین للاستدامة فی الحرم الجامعی؛ حیث یوجد منسق للاستدامة بکل قسم أکادیمی، أو إداری، ویشارکون شهریًا من 2-5 ساعات فی مبادرات الاستدامة سواء کانت دورات، أو أنشطة، أو ورش عمل....إلخ، وذلک یُسهم فی رفع مستوى الوعی لبقیة الأعضاء فی الحرم الجامعی، ویُسهم بشکل کبیر فی استدامة الحرم الجامعی، وصُمم هذا البرنامج لتقدیم الدعم والتعلیم لمنسقی الاستدامة؛ حیث یتولون مهمة مشارکة زملائهم هذه المعلومات، ویحصل هؤلاء المنسقون على دعم من أقسامهم، مما یُسهم فی نجاحهم. ([62])

      وبناء على ما سبق فإن جامعة کالغاری تهتم ببناء العناصر البشریة بالجامعة سواء کانوا، موظفین، أو طلاب، أو أعضاء هیئة تدریس، من خلال عقد دورات تدریبیة فی مجالات الاستدامة، وتأهیلهم حتى یکونوا قادرین على توعیة باقی أعضاء المجتمع الجامعی وغیر الجامعی، ویکونوا أداة لنشر ثقافة الاستدامة فی الحرم الجامعی.

4-  البنى التحتیة للجامعة المستدامة:

      تؤکد إستراتیجیة الاستدامة المؤسسیة على أن جامعة کالغاری تهدف إلى أن تکون الشرکة الرائدة الکندیة فی المبانی الخضراء، فضلًا عن تبنیها الممارسات المستدامة، کما تؤکد على کفاءة الطاقة، والإشراف على المیاه، والحد من النفایات، واستخدامها لممارسات الاستدامة فی التصمیم، والبناء، والتشغیل، والصیانة للمبانی، ویهدف برنامج المبانی المستدامة إلى الحفاظ على الطاقة والمیاه، وتعزیز المساحات المفتوحة، والحد من استهلاک المیاه، وتعزیز الجودة البیئیة الداخلیة، ودعم الأسواق للمواد المفضلة بیئیًا مع توفیر العمل الصحی، ومما هو جدیر بالذکر أن جمیع المبانی المشیدة حدیثًا مسجلة فی LEED، ومصممة وفقًا لمعاییر LEED الذهبیة، وهی تسعى حالیًا للحصول على شهادة LEED.([63] )

       وجامعة کالغاری تسعى للحصول على الشهادة المعتمدة من برنامج الریادة فی مجال الطاقة والتصمیم البیئی (LEED)، فالمبانی المستدامة تقلل من انبعاثات الکربون، مع زیادة الارتباط بالبیئة والحفاظ علیها، بالإضافة إلى الفوائد التشغیلیة للتخطیط المستدام؛ من حیث انخفاض تکالیف المرافق، وتساعد هذه المبانی على دعم الشعور بالمجتمع واحتیاجاته، فضلًا عن أن المواد منخفضة الانبعاثات، ونظام الهواء الخارجی المخصص لتوفیر نوعیة ممتازة من الهواء على مدار العام، ومن خلال فضاءات الراحة المشترکة التی تُسهم فی إنشاء مجتمعات طلابیة قویة وداعمة، بالإضافة إلى الزراعة الحضریة؛ حیث تحرص المبانی على ألا تنتج أکثر من 100 کیلوجرام من انبعاثات ثانی أکسید الکربون لکل متر مربع سنویاً، مع زراعة أشجار التفاح وشجیرات التوت البری، بجانب إعادة تدویر النفایات، والاعتماد على النوافذ الکبیرة المفتوحة فی جمیع أنحاء المبنى، فهی تساعد على سطوع النهار، وتعطیک شعوراً برؤیة العالم الخارجی، والتفاعل معه، لذلک فهی تعمل لتکون أکثر وعیاً بیئیاً، ویستخدم المبنى المستدام المواد والعملیات المسئولة بیئیاً، والموفرة للموارد طوال دورة حیاته، من التصمیم، إلى البناء، إلى التشغیل والصیانة، وتوفر المبانی الخضراء لشاغلیها بیئة صحیة أکثر إنتاجیة، وتوفر العدید من الفوائد، مثل: توفیر الطاقة، والمیاه، والحفاظ على الموارد الطبیعیة، والترویج لبیئة صحیة داخلیة، وکذلک تحرص جامعة کالغاری أن تکون رائدة فی المبانی الخضراء، فضلًا عن تبنیها للممارسات المستدامة، وقد حصلت مشاریع کالغاری على شهادة لید -القیادة فی مجال الطاقة والتصمیم البیئی- وبشکل جماعی، فإن برنامج کالغاری للأبنیة الخضراء یعمل على تحقیق ما یلی: ([64])

  • خفض انبعاثات الغازات الدفیئة بمقدار 14,700 طن سنویًا.
  • حفظ 133,000 متر مکعب من میاه الشرب سنویًا.
  • زراعة 51,2 فدان ذات مساحة خضراء طبیعیة تضم 80 نوعًا مختلفا من النباتات المحلیة.
  • تدویر 75,000 متر مکعب من میاه الأمطار سنویًا، وحمایة نهر بو من الفیضانات.

-                     القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة على الجامعة المستدامة فی کندا:

       یعانی المجتمع الکندی من تغیرات مناخیة عدة من شأنها أن تحدث تأثیرات سلبیة على قطاعات المجتمع کافة، لذا تبنت الحکومة الکندیة إستراتیجیة للتنمیة المستدامة، بهدف تقلیل انبعاثات غاز ثانی أکسید الکربون، ومن ثم بدأت قطاعات عدیدة فی کندا التحول نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، واستخدام الألواح الشمسیة، والسیارات الکهربائیة، واستخدام مواد البناء ذات التأثیر البیئی المنخفض.([65])

     وتمتلک کندا موارد طبیعیة کثیرة من میاه عذبة ومحیطات وأراضی وجبال وثروات معدنیة .....إلخ - فعلى سبیل المثال لا الحصر- تنتج حدائق کندا وحدها حوالی 5 بلایین دولار سنویاً نتیجة الأنشطة الاقتصادیة القائمة على الحدائق، وتساعد فی توظیف 65000 شخص، وتنتج الصناعات البحریة حوالی 40 ملیار دولار سنویاً للاقتصاد الکندی؛ لذا فإن وجود ضمانات وإشراف أفضل تجعل نظمنا الأیکولوجیة أکثر ثراءً وأکثر إنتاجیة. کما أنها تخلق الوظائف حیث تصبح المعرفة البیئیة أکثر قیمة فی جمیع أنحاء العالم، ویقع على عاتق کل جیل مسئولیة ترک بیئة أکثر نظافة وصحة للأجیال اللاحقة، ولکن مع بدایة عقد هاربر أصبحت کندا فی خطر بیئی وتبدید للفرص الاقتصادیة ففی عام 2011 لم تحمی کندا سوى 1,3% من المناطق البحریة والساحلیة فحین کان یجب حمایة 10٪ من المناطق البحریة والساحلیة فی کندا. فی حین أن الولایات المتحدة والمملکة المتحدة قد وصلت بالفعل إلى أهدافها، فضلًا عن قطع التمویل لحمایة ومراقبة موارد المیاه العذبة التی لا تقدر بثمن، خاصة أن کندا تتمتع بوفرة من المیاه العذبة، سواء کانت مستجمعات المیاه فی جبال روکی أو بحیرة وینیبیج أو نهر سانت جون فإن البحیرات العظمى ونهر سانت لورانس هما أکبر وأهم مستودع للمیاه العذبة فی العالم وأحد النظم الأیکولوجیة الأکثر تنوعًا فی العالم.([66])

    وبناء على ما سبق توجهت الحکومة الکندیة نحو حمایة الموارد الاقتصادیة، باعتبارها إحدى أسس التنمیة المستدامة، وعملت على التوجه نحو الاستدامة فی الجامعات الکندیة، وذلک لتخریج جیل من الطلاب لدیهم وعی کامل بأهمیة الموارد الطبیعیة وضرورة الحفاظ علیها لهم وللأجیال القادمة.

       ویتسم المجتمع الکندی بتنوع العرقیات؛ مما أدى إلى تبنی العدید من الممارسات الثقافیة، والدینیة، والاجتماعیة، والاقتصادیة المختلفة التی تمیز کندا الحدیثة، وفی ظل عالم یتسم بالعولمة والاتصال؛  لذا فإن بناء القوى البشریة المستدامة یکون من خلال تفاعلات إنسانیة محترمة، ومثمرة فی مجتمع متعدد الثقافات، للعیش والعمل والتعلم معًا، وکذلک تعزیز التواصل عبر الحدود الثقافیة، واکتشاف المحددات الاجتماعیة للتعلم والرفاهیة عبر فترات الحیاة، وتحسین علاقات السکان الأصلیین بالمهاجرین، وتقدیر وفهم التنوع والهجرة والتعددیة.([67])

ثالثًا: واقع الجامعة المستدامة فی أسترالیا:

          تلعب الجامعات الأسترالیة دورًا رائدًا فی مواجهة التحدیات الاقتصادیة، والاجتماعیة، والبیئیة، وتعتبر جامعة کوینزلاند المستدامة إحدى الجامعات العالمیة التی تُسهم فی مواجهة تلک التحدیات؛ حیث تُساهم بشکل فعال فی مبادرات الطاقة النظیفة، وذلک بالتعاون مع رجال الصناعة والحکومة، فضلًا عن الدور الرائد لمعهد التغیر العالمی التابع لجامعة کوینزلاند فی تعظیم الاستفادة من الطاقة الشمسیة کمورد للطاقة المتجددة، کما تعطی جامعة کوینزلاند نموذجًا رائدًا فی مجال البنى التحتیة المستدامة، ودورها فی تقلیل انبعاثات ثانی أکسید الکربون، بالإضافة إلى تنمیة الموارد البشریة بالجامعة من طلاب وموظفین وأکادیمیین، وذلک لتحول الجامعة نحو مستقبل أکثر استدامة، وفیما یلی بعض محارو جامعة کوینزلاند المستدامة.

1-  رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها:

       تتمثل رؤیتها فی قیادة المعرفة من أجل عالم أفضل، کما تتمثل رسالتها فی أنها تؤثر إیجابیًا على المجتمع من خلال السعی للتمیز، من خلال إنشاء وحفظ ونقل وتطبیق المعرفة، وتساعد الجامعة فی تشکیل المستقبل، من خلال إعداد قادة لمستقبل مستدام، وإعداد أجیال تعود بالنفع على المجتمع المحلی والعالمی، کما تسعى جامعة کوینزلاند إلى تحقیق النجاح الشخصی والمهنی لطلابها وموظفیها وخریجیها.([68])

        وعلى سبیل المثال، تتمثل رؤیة معهد التغیر العالمی Global Change Institute فی تحقیق التعزیز والاکتشاف والتعلم والمشارکة من خلال إنتاج، وتطبیق، ونقل المعرفة للحلول المبتکرة والمتکاملة، وذلک لمواجهة العدید من التحدیات العالمیة المتمثلة فی ندرة المیاه، والملوثات الناتجة عن مصادر الطاقة، وتغیر المناخ، والأمن الغذائی، والعدالة الاجتماعیة.......إلخ، وکذلک تتمثل رسالة معهد التغیر العالمی فی إنتاج الحلول والتقدم فیها، والتأثیر على صانعی القرار من أجل وضع جامعة کوینزلاند کشرکة عالمیة رائدة فی مواجهة تحدیات عالم متغیر.([69])

       ومما سبق یُلاحظ أن رؤیة جامعة کوینزلاند تهدف إلى إنتاج أفراد مسلحین بالمعرفة، وقادرین على استثمارها لحل المشکلات، ومواجهة التحدیات العالمیة، والتحول نحو مجتمع مستدام قادر على العیش بأسالیب الحیاة المستدامة، وتتکامل رسالة الجامعة مع رؤیتها فی استثمار المعرفة فی تحویل ما تهدف له إلى حقیقة واقعة، متمثلة فی الإنتاج والاستهلاک المستدامین، والزراعة المستدامة، والتخلص من النفایات بطریقة آمنة، وإعادة تدویرها، وتبنی قیم ومهارات العیش المستدام، مثل: احترام الآخر وقبوله، والمساواة بین الجنسین، وتکافؤ الفرص، وتحقیق العدالة الاجتماعیة، وإتاحة فرص عمل متنوعة......إلخ. 

2- سیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها:

     وفیما یلی سیاسات جامعة کوینزلاند نحو الاستدامة:([70])

  • سیاسات مجتمعیة، من خلال دعم مؤسسات المجتمع الخارجی، مثل: مجتمع الصناعة ورجال الأعمال، والمدارس، ومؤسسات المجتمع المدنی.......إلخ.
  • سیاسات تدریسیة، من خلال دمج طرق التدریس المبتکرة کالتعلم النشط، والتعلم التفاعلی، فضلًا عن الاهتمام بالتدریس القائم على المشکلة، وذلک لتنمیة مهارات التفکیر الإبداعی، واتباع نهج البحوث متعددة التخصصات، وذلک من أجل مواجهة التغیرات العالمیة، ومواجهة مشکلات الطاقة، والمناخ، والمیاه على نحو مستدام.
  • سیاسات تعلیمیة،من خلال تشجیع الطلاب والعاملین والباحثین على طرق التعلم، والاکتشافات الجدیدة، کی تتحول جامعة کوینزلاند لمرکز مستدام عالمیًا.
  • سیاسات ثقافیة، من خلال نشر ثقافة الاستدامة باعتبارها جزءًا لا یتجزأ من جامعة کوینزلاند، فی مجالات التدریس، والبحث، والمشارکة، والأنشطة التشغیلیة.
  •  سیاسات إداریة، من خلالوضع أهداف قابلة للقیاس لإدارة قضایا الاستدامة المؤسسیة، وزیادة الوعی بالاستدامة، وتبنی فلسفة الإدارة المستدامة وبیان ذلک فی مدى التزامها، واتصالاتها، وتقییمها المستمر لأنشطة الجامعة المختلفة، وقیام الجامعة بتحسین استدامة أعمالها وأنشطتها باستمرار، ودمج الاستدامة فی نتائج التعلیم والبحث العلمی، فضلًا عن دعم الإدارة المنهجیة المستدامة على مستوى الحرم الجامعی ککل، وذلک لضمان مستقبل مستدام.
  • سیاسات المشارکة، من خلال إشراک الطلاب والموظفین والأکادیمیین فی عملیة صنع القرار المرتبطة بقضایا الاستدامة، وکذلک مشارکة الموظفون والطلاب المسئولیة فی متابعة العملیات والإجراءات المستدامة فی مجالات عملهم وعبر الجامعة ککل حیثما وجدت، وأن یشارک المدیرون والمشرفون فی تحمل المسئولیة الشاملة عن الاستدامة وعن الأداء المستدام، والتنفیذ الفعال للنظم المستدامة فی مجالات أعمالهم وأنشطتهم.
  • سیاسات تشغیلیة، من خلال اهتمام سیاسة الجامعة بالإجراءات والأنشطة التی قد تؤثر على التنوع البیولوجی، (والکربون)، والمخاطر البیئیة،  وإعادة التدویر والنفایات، والنقل، والمیاه.....إلخ، ودمج حلول الاستدامة التشغیلیة مع أهداف التعلیم والتدریس والبحث العلمی.
  • سیاسات مالیة، من خلال توفیر نموذج مالی مناسب لتنفیذ إستراتیجیات الاستدامة کافة.

       وتأسیسًا على ما سبق یُلاحظ تنوع السیاسات التی تتبناها جامعة کوینزلاند وتعددها، ولکنها رکزت جمیعها على قضایا الاستدامة، من خلال رؤى وأفکار وتوجهات تتبناها الجامعة، مثل: نشر ثقافة الاستدامة، وتبنى طرق تعلیمیة تفاعلیة ونشطة، ودمج أعضاء المجتمع الجامعی مع المجتمع الخارجی، وربطهم بمشکلاته، فضلًا عن سیاسات تنویع مصادر التمویل، وبناء نموذج مالی لتنفیذ إستراتیجیة الاستدامة.

وتتمثل أهداف جامعة کوینزلاند المستدامة فیما یلی:([71])

  • إعداد طلاب قادرین على معالجة القضایا المعقدة من منظور عالمی، مثل: تغیر المناخ، والطاقة، والمیاه......إلخ.
  • تقدیم حلول ذات أهمیة عالمیة للتحدیات التی تواجه المجتمع، من خلال تولید معارف جدیدة، وإقامة شراکة مع قطاع الصناعة.
  • بناء شراکات إستراتیجیة مع مجموعة واسعة من الشبکات المحلیة والعالمیة، والالتزام بالأنشطة التی تجذب وتدعم وتحتفظ بمجتمع متنوع وشامل من مختلف الفئات.
  • تنویع مصادر دخل الجامعة وإدارة مواردها، من خلال إنشاء قاعدة مالیة مستدامة، وخلق فرص عمل مستدامة، والاقتصاد المتنوع، وحمایة البیئة، وبناء مجتمعات آمنة ورعایة متصلة باستمرار.
  • تنمیة مهارات الطلاب فی مجال التفکیر المستقل، من خلال تشجیع الطلاب للسعی نحو الابتکار، وتأیید الحریة الفکریة والإبداع.
  •  تعظیم موارد الجامعة، وتحقیق المسئولیة الاجتماعیة للأفراد داخل المؤسسة، وخارج المؤسسة.
  • الاحترام المتبادل، وتعزیز التنوع فی المجتمع الجامعی من خلال احترام الأفکار والثقافات المختلفة.
  • خلق بیئة نابضة بالحیاة وشاملة تزدهر فیها الأفکار، وتتواصل فیها الأجیال وتتعاون من أجل تحقیق النجاح المشترک.
  • خلق بیئة جامعیة داعمة للمجتمع ورفاهیته، والعمل على دعمه لإثراء حیاتهم وتحقیق أهدافهم.
  • تحقیق التوازن بین الأولویات الاجتماعیة والبیئیة والاقتصادیة، والحد من انبعاثات الغازات الدفیئة، والإدارة الحذرة للنفایات، وحفظ التنوع البیولوجی.
  •  أن تکون الأولویات البیئیة متوازنة مع النتائج الاجتماعیة والاقتصادیة؛ لضمان التنمیة المستدامة لجمیع الأجیال على الصعیدین المحلی والدولی.
  • دمج الممارسات المستدامة فی جمیع جوانب الحیاة الجامعیة، من العملیات الیومیة إلى أهداف طویلة الأجل لتقلیل تأثیرنا على هذا الکوکب.
  • معالجة المخاوف البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة، وخلق التغییر من أجل مستقبل أکثر إشراقا فی الحرم الجامعی وخارجه.

        ومن ثم تؤکد جامعة کوینزلاند المستدامة على مراعاة التوازن بین الأهداف البیئیة والاقتصادیة والاجتماعیة، وذلک لأنها مترابطة ببعضها البعض، کما تحرص على الممارسات المستدامة فی المحیط الجامعی، ومدى انعکاسها على سلوک الطلاب والعاملین خارج الجامعة، وتأثر المجتمع بهم، وتعزیز التنوع الثقافی فی المجتمع الجامعی ودعمه، لأنه وسیلة للإثراء، وإکساب الطلاب مهارات التفکیر المستقل، وبناء شخصیة مسئولة اجتماعیًا تجاه نفسها ومجتمعها......إلخ، کما تلتزم جامعة کوینزلاند بدمج الاستدامة فی جمیع جوانب الحیاة الجامعیة، ویلعب کل عضو فی مجتمع جامعة کوینزلاند دوراً نشطاً فی تحقیق أهداف الاستدامة، کما تدعم الجامعة مجموعة من المشاریع المستدامة فی الحرم الجامعی.

3- العناصر البشریة للجامعة المستدامة:

      یقوم معهد المعادن المستدامةSustainable Minerals Institute ، بتلبیة الاحتیاجات المهنیة والتدریبیة للطلاب، من خلال برنامج فرید من نوعه فی الدراسات العلیا، وهو برنامج تنمیة الموارد المسئولةResponsible Resource Development program، ویساعد هذا البرنامج الفرید الخریجین على فهم متعمق للاستدامة، ودورها فی صناعة استخراج المعادن، واکسابهم مجموعات من المهارات العلیا فی حل المشکلات، والتواصل الفعال، وإدارة المشاریع، والعمل الجماعی، ویتم الاعتماد على نهج شمولی فی التدریس، بجانب ندوات، وورش عمل، وینقسم البرنامج إلى عدة مجالات دراسیة منها: التنمیة المستدامة، والعلاقات المجتمعیة، والصحة والسلامة، والبیئة، وفی کل مجال من مجالات الدراسة یتلقى الخریجین عدة مقررات/ دورات، کما یدرس الطلاب الذین یدرسون مجال تخصص العلاقات المجتمعیة مقررات فی الجوانب المجتمعیة لتنمیة الموارد، وتنمیة المجتمع لقطاع الموارد، ومشارکة المجتمع فی صناعة الموارد، والتنمیة الاقتصادیة الإقلیمیة والمحلیة لقطاع الموارد ، وأسالیب البحث المجتمعی لقطاع الموارد، کما یتلقى الطلاب الذین یدرسون فی مجال البیئة دورات فی الإدارة البیئیة فی التعدین، والنباتات، وإعادة تأهیل الموائل، وإدارة المناظر الطبیعیة، وإدارة المیاه فی صناعة المعادن، وإدارة وسائل الإعلام للنمو، وتصمیم وتحلیل العینات فی علوم الحفظ، کما یدرس الطلاب الذین یدرسون فی مجال الصحة والسلامة دورات فی الإدارة المستدامة للمخاطر فی الصناعة، وإدارة مخاطر صناعة المعادن ، وإدارة الصحة والسلامة المهنیة فی المناجم ، والتحقیق والتحلیل فی الحوادث، وتصمیم المراکز البشریة فی صناعة الموارد.([72])

      کما یتم تدریب الطلاب على ترکیب أنابیب على صنابیر المیاه، وذلک لمنع تسرب المیاه، مع ضمان اختیار الأنبوب الصحیح، مع مراعاة متغیرات الضغط، ودرجة الحرارة، فضلًا عن إعداد الأنبوبة، وکیفیة التعامل معها، والقدرة على تثبیت وترکیب الأنابیب بشکل صحیح.....إلخ.([73])

      کما یتم إعداد دورة عن الصحة والسلامة المهنیة لمدراء المعامل، ومشرفی المختبرات، بهدف تزویدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة المخاطر داخل مختبرات الجامعة، ویتم تدریبهم على المعاییر التی تنطبق على المختبرات، وفهم مبادئ إدارة السلامة للمختبرات، ووضع تدابیر فعالة للتحکم فی مخاطر الأخطار المختبریة بما فی ذلک المواد الکیمیائیة، مثل: المواد المعدیة، والمعالجة الیدویة، والعملیات المتکررة ، والآلات، والکهرباء، والإشعاع والإسعافات الأولیة، بالإضافة إلى دورة إعداد معدات الحمایة الشخصیة سواء کانت للباحثین، أو مشرفی، وموظفی المعامل؛ حیث یتلقون محاضرات نظریة وعملیة، ویتم تدریبهم وتوعیتهم على اختیار أدوات الحمایة الشخصیة، مثل: حمایة العین، والجهاز التنفسی، والبشرة، والسمع.....إلخ.([74])

        وتلعب الجامعة المستدامة فی أسترالیا دورًا کبیرًا فی إعداد القوى البشریة المؤهلة للعمل المستدام، من خلال التأکید على العمل الجماعی، وحل المشکلات، ومهارات التواصل استجابة لدعوة مجتمع الأعمال لإنتاج الخریجین ذوی المهارات المعاصرة والوظیفیة اللازمة لتحقیق المنفعة الاقتصادیة الفوریة والطویلة الأجل، ولاشک فی أن الجامعات تؤثر على مستقبل المجتمعات، وتساعد فی إعداد المجتمع لمواجهة هذه التحدیات، وتؤکد الجامعات الأسترالیة ومنها جامعة کوینزلاند المستدامة على عدة جوانب لبناء شخصیة الطالب على نحو مستدام تتمثل فیما یلی:([75])

المعرفة والفهم، من خلال التأکید على العدالة الاجتماعیة والمساواة،  والعالمیة،  والتنوع، والاعتماد المتبادل.

المهارات، من خلال اکساب الطلاب مهارات التفکیر النقدی / التفکیر الشامل، ومهارات التواصل، والتعاون، والنهج التشارکیة.

القیم والمواقف، من خلال الشعور بالهویة واحترام الذات، والالتزام بالعدالة الاجتماعیة والإنصاف، واحترام الناس، والالتزام بمبادئ التنمیة المستدامة، والتأکید على البعد الاجتماعی والبیئی والاقتصادی.

         ومما سبق ترکز جامعة کوینزلاند على بناء عناصر بشریة مستدامة، من خلال تدریبهم، وتنمیتهم مهنیًا، وإکسابهم المهارات والسلوکیات التی تدعم الفکر المستدام، مثل مهارات: التقکیر النقدی، ومهارات التواصل، ومهارات النهج التشارکیة، وتدریبهم على مجالات الاستدامة، مثل: التنمیة المستدامة، والسلامة والصحة المهنیة، والبیئة، والعلاقات المجتمعیة، وذلک بهدف بناء عناصر بشریة لدیها من المهارات التی تجعلها قادرة على حمایة المجتمع، وتنمیته فی إطار الحفاظ على البیئة.

 

4- البنى التحتیة للجامعة المستدامة:

         تلتزم الجامعة بحمایة البیئة، وإدارة قیم التنوع البیولوجی وتعزیزها، من خلال عدد من التدابیر، بما فی ذلک مشاریع زراعة أنواع الأشجار المحلیة، والإدارة المستدامة للآفات، والعمل عن کثب مع موظفی الأرض للحفاظ على الجامعات، والمواقع وفقا لمبادئ التنوع البیولوجی السلیمة، وتنظیم حملات توعیة، وبرامج تغییر السلوک لمجتمع جامعة کوینزلاند، کما تعمل على تصمیم وتشغیل وصیانة هذه البنیة التحتیة کفرصة کبیرة للحفاظ على الطاقة، والمیاه، والحد من النفایات، ولضمان استدامة الأساسیات البیئیة، فتعمل على التخطیط الدقیق لتحدید وتعزیز عناصر الحرم الجامعی المرغوبة، وتنفیذ التخطیط للتراث والمناظر الطبیعیة، والسعی للحد من آثار التطورات الفردیة، وقد تم تصمیم المبنى، وفقًا لإرشادات التصمیم المستدام بیئیًا Environmentally Sustainable Design(ESD).([76])

        وأصبحت الاستدامة جزءًا لا یتجزأ من التصمیم المعماری المعاصر، وبما أن تغیر المناخ یمثل مصدر قلق الیوم، فقد بدأت الجامعة فی إنشاء مبانی مستدامة؛ بحیث توفر الحد الأدنى من التأثیر البیئی، وأقصى قدر من الراحة البشریة، مع تبنی اعتبارات مستدامة، مثل: کفاءة استخدام الطاقة، وإدارة المیاه فی إطار القوانین الوطنیة، وقواعد بناء الدولة، مما یتیح للمهندسین المعماریین الیوم الحفاظ على الموارد والمواد وبناء المساکن التی تعمل مع محیطها الطبیعی بدلا من أن تکون ضده.([77])

       وباستقراء ما سبق یتبین مدى أهمیة التصمیم المستدام للبنى التحتیة؛ حیث من خلال استدامة البنى التحتیة یتم الحفاظ على الموارد البیئیة، وتقلیل انبعاثات ثانی أکسید الکربون، ومن ثم تحقیق إتزان فی التغیرات المناخیة بما یضمن حیاة صحیة سلیمة.

- القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة على الجامعة المستدامة بأسترالیا:

      بسبب العولمة، لم یعد بإمکان الطلاب أن یتوقعوا أن تکون وظائفهم محلیة، وبالتالی فإن أولئک الذین اکتسبوا خلال دراستهم الجامعیة قدرتهم على الوعی العالمی، والحساسیة الثقافیة المتبادلة، سوف یکونون أکثر جاذبیة لأصحاب العمل، ومن ثم على الطلاب أولاً اکتساب مستوى من الوعی العالمی، تلیها الکفاءة العالمیة، وأخیرًا الخبرة العالمیة فی المجالات التی اختاروها، فالجامعة تسعى إلى تعزیز القیم  والسلوکیات المقبولة بشکل عام فی الطلاب، مثل: الصدق، والتسامح العرقی، والقدرة على التواصل، والتفکیر النقدی، والتفکیر الأخلاقی، والعیش مع التنوع؛ لذا فإن مثل هذه القیم ضروریة للطلاب الیوم، ویتم غرسها من خلال المناهج الجامعیة المستدامة، لذا اهتمت جامعة کوینزلاند باستدامة مناهج التعلیم الجامعی؛ حیث تتمیز بما یلی:([78])

  • البعد العالمی Global Dimension؛ حیث لا یتم الترکیز على مجموعات معینة من الطلاب، بل تستوعب المناهج وجهات النظر الدولیة، وتضمین مختلف وجهات النظر الثقافیة......إلخ.
  • تعددیة التخصصاتMultidisciplinary: کوسیلة لتوسیع وجهات النظر، وتحقیق التکامل المعرفی.
  • التنوع الثقافیCultural Diversity، ومن خلاله یتم الترکیز على قبول الآخر، والعیش فی مجتمع متنوع ومتسامح.
  • الترکیز على النمو الشخصی للطلاب بجانب النمو المهنی، فضلًا عن التأکید على تدویل المنهج من خلال المسابقات الدولیة، والرحلات المیدانیة.....إلخ.

       إن القرن الحادی والعشرین یتطلب إکساب الطلاب العدید من المهارات والخبرات والممارسات التی تعزز الاستدامة، وذلک من خلال مهارات العمل التعاونی والجماعی، وتعزیز التعلم مدى الحیاة، واحترام الهویة الثقافیة، واحترام التعدد والاختلاف، خاصة أن أسترالیا تمتاز بالتعددیة الثقافیة؛ حیث نجد 20% من السکان فی المنزل الواحد یتحدثون أکثر من لغة([79]) ،ومن ثم فإن أسترالیا تتمتع بزیادة المهاجرین إلیها مما أوجد نوع من التنوع الثقافی، ولهذا رسخت الجامعات الأسترالیة فکرة الاستدامة لأنها تدعو إلى دعم الهویة الوطنیة، واحترام الثقافات الأخری وتدعم التعدد اللغوی والدینی والفکری.......إلخ.

        ویؤکد التعلیم الوطنی الأسترالی على إکساب الطلاب مهارات العمل الدیمقراطی التشارکی، وأن یصبحوا مواطنین نشطین، ومطلعین، وملتزمین بالقیم الوطنیة الدیمقراطیة، والإنصاف، والعدالة، والمشارکة فی الحیاة المدنیة فی أسترالیا، وکذلک مسئولین على المستوىین المحلی والعالمی، کما یؤکد التعلیم الأسترالی على معالجة القضایا البیئیة والاجتماعیة، کما یؤکد على المواطنة من حیث: مشارکة الشباب سیاسیًا، ومحلیًا، وعالمیًا، والتأکید على العمل التعاونی، وتحمل المسئولیة، وتقبل الاختلافات الثقافیة......إلخ.([80])

         کما تلعب الجامعات دورًا أساسیًا فی تثقیف المجتمع للتصدی للتحدیات العالمیة المتمثلة فی تغیر المناخ، والنمو السکانی، ومحدودیة الموارد، وفقدان التنوع البیولوجی، وقضایا الاستدامة الأخرى، ویمثل مجموعة أصحاب المصلحة ورقة ضغط على الجامعات الأسترالیة، مثل: الطلاب، والموظفین، وأولیاء الأمور، والخریجین، وأصحاب العمل، والموردین، والحکومات، والمنظمات غیر الحکومیة، والمجتمعات المحلیة؛ مما یحملها المسئولیة بشکل کبیر، وتعتمد الجامعات الأسترالیة على تقاریر الاستدامة فی توعیة الأطراف الخارجیة والداخلیة بقضایا الاستدامة، ومن خلال هذه التقاریر أیضًا یمکن تحدید مستوى أداء الجامعات نحو الاستدامة؛ حیث تساعد تقاریر الاستدامة على فهم الروابط بین قضایا الاستدامة وخطط المنظمة وإستراتیجیتها، وتحدید الأهداف، وقیاس الأداء، وإدارة التغییر نحو اقتصاد عالمی مستدام.([81])

رابعًا: مقارنة تفسیریة للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا:

1-  رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها.

       تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی رؤیتهما للجامعة المستدامة؛ حیث أکدتا على إنتاج المعرفة، وخلق عالم مستدام، من خلال الربط بین النظریة والممارسة، والسعى نحو إنتاج جیل من الطلاب قادر على قیادة المجتمع لمستقبل أکثر استدامة، فضلًا عن تبنی سیاسات مستدامة، ودمج عملیات الاستدامة فی الحرم الجامعی، وخلق مجتمع قادر على التکیف فی الحاضر والمستقبل، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم الجامعة المستدامة، Sustainable University وذلک على النحو التالی:([82])

 

  • هی الجامعة التی تعمل على تحقیق الصلة مع المجتمع، من خلال ترابط العلاقات الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة.
  • ویقصد بها وصف لحالة أو عملیة أو کیان ملموس قابل للتطبیق ودائم على المدى الطویل.
  •  وهی الجامعة التی تحرص على إنتاج المعرفة وتبادلها وتطبیقها، من خلال البحوث المستدامة.
  •  وأیضًا هی الجامعة التی تهدف إلى الوصول للاستدامة الاجتماعیة، وتشمل:( قضایا الفقر، والصحة، والغذاء، والتعلیم، والاندماج الاجتماعی، والمساواة)، والاستدامة الاقتصادیة، وتشمل: (التنمیة الاقتصادیة، والبنیة التحتیة المستدامة، والاستهلاک والإنتاج المستدام) ، والاستدامة البیئة، وتشمل: (قضایا المیاه، والطاقة، والمناخ، والنظم البحریة، والبیئیة)، وذلک من خلال البحث لتعزیز المعرفة بالأنظمة البیئیة أو الاجتماعیة أو الاقتصادیة، والتدریس لتعزیز مهارات مستدامة للخریجین، والشراکة لدعم التعاون المستدام بینها وبین الشرکات ومؤسسات المجتمع المدنی، والتوعیة لنشر ثقافة الاستدامة.......إلخ
  •  وکذلک هی الجامعة التی تحرص على إکساب الطلاب السلوکیات المستدامة، والعیش فی مجتمع مستدام، من خلال تبادل المعرفة والبحوث،  والتواصل مع المجتمع ، والتأثیر الاقتصادی لدور الجامعة  فی شراء المنتجات المستدامة، وشراکتها مع المؤسسات الصناعیة، وتقدیم نماذج ناجحة للاستدامة، مثل: إدارة النفایات، وتخفیض إنبعاثات الکربون، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
  •  وهی  الجامعة التی لدیها قیادة مستدامة، وموظفین مهتمین ومشارکین فی الاستدامة؛ حیث أن ذلک أمر حیوی لتحقیق الاستدامة، ودمجها فی الجامعة بنجاح.

       وتتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی رغبتهما فی خلق عنصر بشری قادر على القیادة المستدامة؛ حیث أکدت جامعة کوینزلاند على إعداد قادة لمستقبل مستدام، وإعداد أجیال تعود بالنفع على المجتمع المحلی والعالمی، کما تسعى جامعة کوینزلاند إلى تحقیق النجاح الشخصی والمهنی لطلابها وموظفیها وخریجیها، وأیضًا أکدت جامعة کالغاری على إعداد عناصر بشریة لمستقبل أکثر استدامة، وقادرة على التعایش معه، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم القیادة المستدامة Sustainable Leadership، ویقصد بها تلک التصرفات والسلوکیات الواعیة التی یتبناها القادة، والتی تؤکد على العلاقة بین الکوکب والإنسان والربح، وذلک من خلال الاختیارات الشخصیة والتنظیمیة التی تراعی آثار التغییر البیئی والاجتماعی الإیجابی.([83])

     کما تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی سعیهما لتحقیق التنمیة المستدامة، من خلال إرساء قیم العدالة الاجتماعیة، وحمایة البیئة، والتکامل الاقتصادی وتنمیته، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم التنمیة المستدامةSustainable Development  وهی التنمیة التی تلبی احتیاجات الحاضر دون الإخلال بقدرة الأجیال القادمة فی تلبیة احتیاجاتها، وذلک على أساس الإدارة الرشیدة والحکیمة للموارد والإمکانات البیئیة؛([84])حیث أن التنمیة المستدامة تراعی الموارد البیئیة، وضرورة الحفاظ علیها، لما لها من تأثیر على حیاة الأجیال الحالیة والمستقبلیة، فأی نشاط اقتصادی یراعی هذه الجوانب. کما یُقصد بها الاستثمار الأمثل فی العناصر البشریة باعتبار أن الانسان یشکل محور العملیة التنمویة، مع ضمان  النمو الاقتصادی المتحقق بعدالة اجتماعیة، وإعطاء الفرص للأجیال الحاضرة، والأجیال القادمة للمشارکة فیها، مع مراعاة نظم الطبیعة من خلال الاستعمال  العقلانی للموارد الطبیعیة.

    وکذلک تتشابه رسالة تلک الجامعتین فی التطبیق الفعلی للمعرفة لمعالجة قضایا الاستدامة بالمجتمع المحیط، ومواجهة التحدیات المختلفة، وإنتاج الحلول المختلفة لمساعدة صانعی القرار فی وضع سیاسات وأهداف فاعلة للجامعة المستدامة، ومن ثم ثطبیقها فی المیدان.

        وتختلف جامعة کوینزلاند عن جامعة کالغاری نسبیًا فی تمیزها بشکل أکبر فی تخریج أفراد مسلحین بالمعرفة، وقادرین على استثمارها لحل المشکلات، ومواجهة التحدیات العالمیة، والتحول نحو مجتمع مستدام قادر على العیش بأسالیب الحیاة المستدامة، ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف فی ضوء مفهوم التفکیر المستدام Sustainable thinking، ویقصد به اتخاذ القرارات التی لا تسبب عواقب سلبیة على الأجیال الحالیة أو المستقبلیة، بهدف تحقیق الوعی المستدام والوعی البیئی من أجل الحفاظ على الموارد الطبیعیة، والوصول إلى الرفاهیة البشریة والاجتماعیة، وتحسین نوعیة الحیاة، والوصول إلى أفضل الحلول التی توفر منافع نوعیة ومادیة ونفسیة لأفراد المجتمع.([85])

2- سیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها.

        تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی سیاساتهما نحو خدمة المجتمع المحلی، من خلال التعاون بین وحدات الجامعة، وربط النظریة بالممارسة، وإضفاء الجانب التطبیقی، وخدمة قطاع الأعمال، ومؤسسات المجتمع المدنی، فضلًا عن تنفیذ شراکات مع کیانات محلیة بهدف نشر الفکر المستدام، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم خدمة المجتمع Community Service ویقصد به رفع کفاءة الأفراد بجانب رفع کفایة التعلیم، من خلال الممارسات التعلیمیّة التی تهدف للوصول إلى المتعلّم، وتعامل هذه الأهداف المتعلّم کحالة فردیة وکعضو فی جماعة فی الوقت نفسه، فهی تهتم بتنمیته کفرد، وتطویر المجموعة کمجموعة فی مجتمع أو بیئة محلّیّة، وهی أداة تتحقّق بها رفاهیة المجتمع، وتعتمد هذه الأداة على استثمار الطاقة البشریة الموجودة وتحفیزها على العمل والبناء، وتعمل على ربط الفرد بالجامعة أو مرکز الخدمة المجتمعیة والبیئة المحیطة والمجتمع، للحصول على أفراد مُنتمین للبیئة المحلیة، وخادمین لها.([86])

     وتتشابه الجامعتین فی دعمهما لسیاسات الطاقة المستدامة أو الطاقة الخضراء، والتی تقلل من انبعاثات الکربون، وبالتالی تساعد على تحقیق جودة صحیة ملاءمة للأفراد، فضلًا عن حمایة البیئة، والحفاظ على مواردها الطبیعیة، وتبنی سیاسات الشراء المستدام، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم الاقتصاد الأخضر Green Economyویقصد به انه اقتصاد یُوجَّه فیه النمو فی الدخل والعمالة بواسطة استثمارات فی القطاعین العام والخاص من شأنها أن تؤدی إلى تعزیز کفاءة استخدام الموارد، وتخفیض انبعاثات الکربون، والنفایات، والتلوّث، ومنع خسارة التنوّع الأحیائی، وتدهور النظام الأیکولوجی، وهی أیضاً موجّهة بدوافع تنامی الطلب فی الأسواق على السلع والخدمات الخضراء، والابتکارات التکنولوجیة، بواسطة تصحیح السیاسات العامة الضریبیة بما یضمن أن تکون الأسعار انعکاساً ملائمًا للتکالیف البیئیة.([87])

    وتتشابه الجامعتین أیضًا فی دعمهما للحرم الجامعی المستدام، واستخدامهما للحرم کمختبر حی، من خلال تعزیز الفرص بین الطلاب وأعضاء هیئة التدریس، والعمل معًا لمواجهة تحدیات الاستدامة والعمل على حلها، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم المختبر الحیLiving laboratory ویقصد به أنه بیئة ریادیة مفتوحة للابتکار، من خلال دمج البحث والاختبار فی بیئة تعلیمیة نشطة وفعالة، وتعمل على تلبیة الحاجات والتطلعات الخاصة للمجتمع المحیط، وتکوین جیل قادر على ریادة الأعمال، ومن الأمثلة على الابتکار نظام جمع النفایات؛ حیث یُعد حلًا بیئیًا یفید المواطن والمجتمع ، ویهدف إلى مساعدة الناس فی الحفاظ على قوتهم وصحتهم، وتقدیم مشاریع ابتکاریة تضیف قیمة اجتماعیة للمجتمع؛ وإقامة تجارب فی بیئات مشابهة لبیئات العالم الحقیقی لتسهیل الانتقال إلى البیئة الریادیة، فضلًا عن الترکیز على بناء الشراکات المهنیة التی تضمن تطویر ابتکارات عالیة الجودة، وتقدیم التدریبات للأفراد وروّاد الأعمال، فی مجالات مختلفة، مثل: تنمیة أعمال الشرکة الناشئة، وریادة الأعمال، وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات.......إلخ.([88])

    وتختلف جامعة کوینزلاند عن جامعة کالغاری فی تأکید بعض سیاساتها على الجوانب التدریسیة والتعلیمیة، وطرق التعلم التفاعلیة، والنشطة، والحیة، ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء مفهومی التعلم النشط: Cooperative learning، والتعلم بالاکتشاف Discovery Learning ویقصد بالتعلم النشط "ممارسة الطلبة لدور فاعل فی عملیة التعلم، عن طریق التفاعل مع ما یسمعون أو ما یشاهدون أو یقرءون فی الصف، ویقومون بالملاحظة، والمقارنة، والتفسیر، وتولید الأفکار، وفحص الفرضیات، وإصدار الأحکام، واکتشاف العلاقات، ویتواصلون مع زملائهم ومعلمهم بصورة میسرة"، کما یقصد بمفهوم التعلم بالاکتشاف بأنه" موقف تعلیمی یمر فیه المتعلم ویکون فیه فاعلًا ونشطًا، ویتمکن من إجراء بعض العملیات التی تقوده للوصول إلى مفهوم أو تعمیم أو علاقة أو حل مطلوب.([89])

       وتختلف جامعة کالغاری عن جامعة کوینزلاند نسبیًا فی بعض أهداف الجامعة المستدامة؛ حیث تؤکد بشکل أکبر على تعزیز البحوث والتعلیم فی مجال الاستدامة، من خلال الدورات التی ترکز على الاستدامة أو المحتوى، فضلًا عن اطلاعهم على المشاکل المعاصرة التی تواجه المجتمع على المستویات المحلیة والإقلیمیة والعالمیة، ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف فی ضوء مفهوم التعلیم المستدام Sustainable Education ویقصد به تغییر فی الثقافة التربویة، کی تصبح جامعة تربط بین النظریة والممارسة، من خلال طریقة واعیة ونقدیة، لذا فهو نموذج تعلیمی تحویلی، یصون السلامة الاجتماعیة ویقدرها، وکذلک الاقتصادیة، والاجتماعیة.([90]) وتختلف أیضًا فی أنها تهدف إلى إنشاء برامج للبکالوریوس تحت مسمى الدراسات المستدامة، وتختلف جامعة کوینزلاند عن جامعة کالغاری فی تأکیدها على الشراکات الإستراتیجیة.

3-   العناصر البشریة للجامعة المستدامة.

       تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی رغبتهما فی خلق جیل من الطلاب لدیهم القدرة فی الحفاظ على الموارد الطبیعیة، فضلًا عن إکسابهم السلوکیات والمهارات المستدامة بشکل مستمر، مع مراعاة الأبعاد الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة، وعلاقتهم بنمو المجتمع واستمراریته، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم التنمیة المهنیة المستدامة  Sustainable Professional Development ویقصد بها التنمیة التی تدعم النمو، والحفاظ على البیئة. وهی التنمیة التی تتمحور حول الإنسان، مع احترام النظم الطبیعیة، وهی التنمیة التی تطور من الفرد، وتکسبه مهارات جدیدة موائمة لفرص عمل جدیدة.([91])

          وتتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی تأکیدهما على تدریب الموظفین والأکادیمیین؛ حیث یتلقون دورات تعلیمیة وأکادیمیة ذات صلة بقضایا الاستدامة، حیث تحرص جامعة کالغاری على تنمیة العناصر البشریة بالحرم الجامعی من خلال المشارکة فی برنامج منسق الاستدامة من أجل التدریب أثناء العمل فی مجال الاستدامة، وأیضًا من خلال مرکز التعلیم المستمر یحصل الموظفون على بعض البرامج التدریبیة ومنها: تکنولوجیا الطاقة المتجددة، والإشراف البیئی، والمسئولیة الاجتماعیة للشرکات، والاحتباس الحراری، وتغیر المناخ، والإدارة البیئیة، وإدارة النفایات، ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء الاحتیاجات التدریبیة والمهنیة Training and professional Needs، ویقصد بها المتطلبات اللازمة لأعضاء هیئة التدریس والإداریین، وذلک للمساهمة بفاعلیة فی استدامة الحرم الجامعی، وکذلک الجانب التدریسی، والبحوث العلمیة، وخدمة المجتمع.([92])

       کما تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی توجههما نحو جعل مجتمعاتهم أکثر استمتاعًا، بالرفاهیة، والعیش، والعمل....إلخ، کما تسعى الجامعتین أیضًا نحو استثمار رأس المال البشری فی المجتمعات المحیطة، وتوعیتهم بقضایا الاستدامة، وتنمیة المجتمع محلیًا، وتغییر أسالیب المعیشة للأفراد، والوصول لمجتمع مستدام ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم المجتمعات المستدامة Sustainable Communities ویقصد بها المجتمعات التی تلبی الاحتیاجات المتنوعة للسکان الحالیین والمستقبلیین وأطفالهم المستخدمین، وتُسهم فی نوعیة حیاة عالیة، وتوفر الفرص والخیارات المناسبة للأفراد؛ بحیث تجعلهم قادرین على الاستخدام الفعال للموارد الطبیعیة، وتعزیز التماسک الاجتماعی، وتعزیز النمو الاقتصادی وازدهاره، ویقصد بها أیضًا المجتمعات التی تهدف إلى تحسین جودة الحیاة لجمیع السکان، مع الحفاظ على الموارد الطبیعیة بمرور الوقت، من خلال تقلیل النفایات، ومنع التلوث، وتنمیة الکفاءات، وتنمیة الموارد المحلیة لخدمة الاقتصاد الوطنی.([93])

    وتتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی توجههما نحو التأکید على احترام العرقیات المختلفة، والطلاب ذوی الخلفیات الثقافیة المتنوعة؛ حیث أن ذلک یسهم فی تحقیق التقارب والتکامل الثقافی، ومن ثم المساعدة فی تحقیق السلام والتعاون الدولی، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم التنوع الثقافیcultural Diversity، ویقصد به قبول الثقافات العرقیة المختلفة فی المدارس أو المؤسسات أو الشرکات أو الأحیاء أو المدن، فضلًا عن عدم التمییز لمجموعة عرقیة أو قیم، أو معتقدات....إلخ .([94])

وتختلف جامعة کالغاری عن جامعة کوینزلاند فی تقدیم جلسات توجیهیة للموظفین الجدد من خلال إدارة الموارد البشریة، وتشمل قسمًا مخصصًا بالکامل للاستدامة، وذلک لتوعیتهم للحد من النفایات، وتجنب المیاه المعبأة فی زجاجات، وتوعیتهم بخیارات النقل المستدام، بالإضافة إلى إعطائهم نصائح لتوفیر الطاقة فی المکاتب والفصول الدراسیة والمختبرات التی تتراوح من إطفاء الأنوار / المعدات إلى صعود الدرج، وإغلاق الوشاح على أغطیة الدخان، وتزوید جمیع الموظفین أیضًا بدلیل معلومات حول استخدام مصادر الطاقة والمیاه، والحد من النفایات، والشراء المسئول، وسلامة الصحة والعافیة، بالإضافة إلى دعم جامعة کالغاری لدورات الاستدامة وکیفیة الالتحاق بها، ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف فی ضوء مفهوم التوعیة المستدامة Sustainable Awareness، ویقصد بها إدراک الأفراد بمدى جدوى مشارکتهم فی المجتمع الجامعی وغیر الجامعی، وعلاقتها بالتغیرات الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة فی المجتمع، وذلک من خلال الممارسات المستدامة.([95])، ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف –أیضًا- فی ضوء مفهوم ثقافة الاستدامة Culture of Sustainability، ویقصد بها قیم وأفکار ومبادئ ذات صلة بقضایا الاستدامة، ولها تأثیر على المجتمع المحیط، وعلى صناعة القرار فی المؤسسات المجتمعیة وغیرها، کما تُعد هذه القیم التی تدمج قضایا الاستدامة أساسیة لتطویر الثقافات المستدامة، وتنعکس الثقافات المستدامة فی الممارسات المعتمدة.([96]) ومن ثم فإن ثقافة الاستدامة دائمًا تمثل نقطة ارتکاز لوجهات النظر الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة والبیئیة.

         کما تختلف جامعة کوینزلاند عن جامعة کالغاری فی الترکیز على تنمیة مهارت الطلاب من خلال برامج الدراسات العلیا، مثل: برنامج تنمیة الموارد المسئولةResponsible Resource Development program، ویساعد هذا البرنامج الفرید الخریجین على فهم متعمق للاستدامة، ودورهم فی صناعة استخراج المعادن، واکسابهم مجموعات من المهارات العلیا فی حل المشکلات، والتواصل الفعال، وإدارة المشاریع، والعمل الجماعی، ویتم الاعتماد على نهج شمولی فی التدریس، بجانب ندوات، وورش عمل، وینقسم البرنامج إلى عدة مجالات دراسیة منها: التنمیة المستدامة، والعلاقات المجتمعیة، والصحة والسلامة والبیئة، وفی کل مجال من مجالات الدراسة یتلقى الخریجین عدة مقررات/ دورات.

4-  البنى التحتیة للجامعة المستدامة:

         تتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند فی البنى التحتیة المستدامة، وهی البنى التی تعمل على الحفاظ على الموارد البیئیة، وتقلیل استخدام الطاقة، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، فضلًا عن استخدامها لأدوات ومعدات أکثر قدرة على معالجة الهواء من الأتربة، وأکثر تحکم فی أدوات التشغیل بالمبنى، ومراعاة معاییر التصمیم المستدام، وتجدید المبانی القدیمة بما یتلاءم مع آلیات المجتمع المستدام، ومراعاة الصیانة المستمرة والشاملة للمبنى، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل: الألواح الشمسیة، والاهتمام بزراعة الأشجار، والنباتات المحلیة، وإعادة استخدام میاه الصرف، وتعظیم الاستفادة من میاه الأمطار وعدم هدرها، بالإضافة إلى إدارة النفایات، ویمکن تفسیر ذلک التشابه فی ضوء مفهوم التصمیم البیئی المستدام Sustainable Environmental Design: ویقصد به عملیة جماعیة من خلالها تحقق البنى التحتیة مستویات غیر مسبوقة من التوازن الأیکولوجی، وذلک من أجل البقاء طویل الأجل، وإضفاء الطابع الإنسانی على العمارة، وبالترکیز على السیاق البیئی، فإن التصمیم المستدام یؤکد على الحلول الطبیعیة، مثل: ضوء النهار، والحرارة الشمسیة، والتهویة الطبیعیة، وکذلک الاعتماد على مواد غیر ملوثة، مع مواد قابلة لإعادة التدویر([97])، وکذلک یمکن تفسیرها أیضًا فی ضوء مفهوم العمارة المستدامة Sustainable Architecture، ویقصد بها عملیة تصمیم المبنى بأسلوب یحترم البیئة، مع الأخذ فی الاعتبار تقلیل الاستهلاک من الطاقة، وتقلیل تأثیرات الإنشاء على البیئة، وتحقیق الوئام والانسجام مع الطبیعة، وهی منظومة عالیة الکفاءة تتوافق مع محیطها الحیوی بأقل أضرار للبیئة، وتتکامل معها بحیث تستفید من مظاهرها ومواردها الطبیعیة، فالعمارة المستدامة کالنبات الذی یزداد نموه مع تحقیق متطلباته الغذائیة من المکان المتواجد فیه دون ضرر للبیئة.([98])

     وتتشابه جامعة کالغاری وجامعة کوینزلاند أیضًا فی وجود إستراتیجیة مؤسسیة للاستدامة؛ حیث تؤکد على استخدام الممارسات الخضراء، وتبنی ممارسات الاستدامة فی التصمیم، والبناء، والتشغیل، والصیانة للمبانی.

       وعلى الرغم من التشابه سالف الذکر إلا أن جامعة کوینزلاند تختلف جزئیًا عن جامعة کالغاری فی التزام الجامعة بحمایة البیئة، وإدارة قیم التنوع البیولوجی وتعزیزها، من خلال عدد من التدابیر، بما فی ذلک مشاریع زراعة أنواع الأشجار المحلیة، والإدارة المستدامة للآفات، والعمل عن کثب مع موظفی الأرض للحفاظ على الجامعات، والمواقع وفقا لمبادئ التنوع البیولوجی السلیمة، وتنظیم حملات توعیة، وبرامج تغییر السلوک لمجتمع جامعة کوینزلاند، کما تعمل على تصمیم وتشغیل وصیانة هذه البنیة التحتیة کفرصة کبیرة للحفاظ على الطاقة، والمیاه، والحد من النفایات، ولضمان استدامة الأساسیات البیئیة، فتعمل على التخطیط الدقیق لتحدید وتعزیز عناصر الحرم الجامعی المرغوبة، وتنفیذ التخطیط للتراث والمناظر الطبیعیة، والسعی للحد من آثار التطورات الفردیة، وقد تم تصمیم المبنى، وفقًا لإرشادات التصمیم المستدام بیئیًا.

       وتختلف جامعة کالغاری عن جامعة کوینزلاند فی أن جمیع المبانی المشیدة حدیثًا مسجلة وفقًا لمعاییر لید الذهب، کما أنها بصدد الحصول على الشهادة المعتمدة فی مجال الطاقة والتصمیم البیئی، ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء مفهوم التصمیم المستدام Sustainable Design ویقصد به أنه العملیة التی تعمل على تقلیص البصمة البیئیة، والموارد المستهلکة، مع تدویر النفایات، وذلک لحمایة الموارد البیئیة والطبیعیة، وتعزیز صحة الإنسان، وهو التصمیم الذی یتبع نهجًا تکاملیًا إنسانیًا بیئیًا، معتمدة فی ذلک على الاستخدام الفعال للموارد الطبیعیة والبیئیة والمحلیة، فضلًا عن الاعتماد على أنظمة مرنة ومتغیرة.([99])

       وتختلف جامعة کالغاری عن جامعة کوینزلاند فی اهتمامها المتزاید بالزراعة الحضریة، وذلک لمواجهة تغیر المناخ، وتوفیر فرص العمل، واستثمار المساحات غیر المستغلة، ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف فی ضوء مفهوم الزراعة الحضریة  Urban Agricultureوهی ممارسة الزراعة وإنتاج المحاصیل؛ مما یساعد على تحقیق الاکتفاء الذاتی، والأمن الغذائی، وتکون فی مساحات صغیرة، مثل: قطع الأراضی الفارغة، وحدائق المنازل الخلفیة، وشرفات المنازل داخل المدینة.([100])

خامسًا: جهود مصر نحو جامعة مستدامة، والقوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها:

      أصدرت جمهوریة مصر العربیة بعض التشریعات واللوائح المتصلة بالمحافظة على البیئة، کما شُکلت عدد من اللجان لحمایة تلوث التربة والهواء ومیاه البحر، وکانت جامعة عین شمس سباقة فى هذا المجال فبدأت فى عام  1973م بعقد سلسلة من الندوات عن البیئة، وخاصة فى مجال الآفات والتلوث بالمبیدات وأعقبها سلسلة من البعثات العلمیة الى الصحراء الغربیة وواحة سیوة والبحریة، وصدر القرار الجمهورى بإنشاء معهد الدراسات والبحوث البیئیة کأول معهد من نوعه فى الشرق الأوسط عام 1982م، وهو مؤسسة تعلیمیة بحثیة تتبع جامعة عین شمس، ویهتم بمجال التخطیط وإجراء البحوث البیئیة الأساسیة والتطبیقیة بهدف خلق قاعدة علمیة بیئیة قومیة، ومن أهدافه الأساسیة العمل على تطویر الثروات الطبیعیة واستثمارها فى ج.م.ع (نباتیة, حیوانیة, معدنیة والطاقة بأنواعها ) بکفاءة عالیة بهدف تحسین مستوى معیشة الانسان من جمیع الجوانب(الصحیة, والتعلیمیة, والاجتماعیة)، وکذلک استکشاف بیئات جدیدة وتطویعها لتلاءم معیشة الانسان للحد أو تقلیل الکثافة السکانیة بوادى النیل, وفتح آفاق جدیدة لاستیطان واستغلال موارد الصحراء التى تمثل ما یقرب من تسعة أعشار مساحة الوطن الکلیة.([101])

      وتأسیسًا على ما سبق یُلاحظ الدور المهم الذی یقوم به معهد البحوث والدراسات البیئیة؛ فی مواجهة التحدیات والمشکلات البیئیة، وعلى الرغم من ذلک الدور المهم إلا أن المعهد کرؤیة ورسالة وأهداف یرکز على الجانب البیئی أکثر من الجوانب الاقتصادیة والاجتماعیة للاستدامة، کما أن ذلک المعهد مؤسس لمرحلة الدراسات العلیا(دبلوم- ماجستیر- دکتوراة) فقط دون طلاب البکالوریوس، بالإضافة إلى افتقاده لمکتب الاستدامة والذی بدوره یخطط وینفذ سیاسات الاستدامة بالمؤسسة، فضلًا عن أن مخرجات المعهد مازالت لم تحقق الاستدامة بأبعادها الثلاث، کما أن توجه المعهد قاصر على المعهد فقط دون باقی مؤسسات الجامعة؛ مما یقلل من نشر ثقافة الاستدامة على مستوى الحرم الجامعی.

     کما تُعد جامعة قناة السویس بیت الخبرة، ومؤسسة تعلیمیة وبحثیة لمنطقة قناة السویس، وسیناء، وفی ظل التطورت المجتمعیة السریعة اتجهت جامعة قناة السویس إلى إنشاء برنامج للدراسات العلیا یُعد طالب قادر على التعامل مع المشکلات البیئیة ومعالجتها، معتمدا على التعلم المبنی على البحث العلمی Learning Based on Scientific Research؛ بحیث یکون الطالب لدیه القدرة على وضع حلول موضوعیة، من خلال نظرة شاملة متکاملة مستندة على قاعدة علمیة بحثیة، وتم إعداد البرنامج بقسم النبات بالتعاون مع جامعة بریمنBremen، وذلک فی إطار إتفاقیة التعاون المبرمة بین جامعة قناة السویس وجامعة بریمن 2006م، ویرتکز المشروع على ثلاث عناصر مکونة للتعلیم العالی، حیث یتم دمج الجانب البحثی فی مجال التدریس لتلبیة المعاییر العالمیة للتعلیم، وربط بحوث الأکادیمیین بالجانب الابتکاری، ومن ثم تطبیقها على أرض المیدان، وتفاعل هذه المکونات الثلاث یساعد على تخریج جیل من الطلاب قادر على مواجهة التحدیات الحالیة والمستقبلیة، وتحقیق النجاح للاقتصاد المصری.([102])

     وبناء على ما سبق یتضح الدور الفعال الذی تقوم به جامعة قناة السویس فی خدمة إقلیم قناة السویس، ومنطقة سیناء، وطرح الحلول البیئیة، إلا أن الجامعة مازالت تواجه العدید من المشکلات؛ حیث تقتصر الاستدامة على عدد قلیل من الکلیات، وعلى سبیل المثال کلیة العلوم، بالإضافة إلى قلة البرامج التدریبیة التی توجه فی خدمة قضایا الاستدامة على مستوى الجامعة، وکذلک قلة البرامج على مستوى البکالوریوس، والدراسات العلیا، والتی تعالج قضایا الاستدامة على مستوى الحرم الجامعی ککل، ومازالت البحوث فی حاجة إلى أن تکون أکثر تطبیقیة فی جمیع المجالات، ومازالت الجامعة لم تحقق المستوى المرجو فی تحقیق أهداف التنمیة المستدامة،  ومنها على سبیل المثال: القضاء على الفقر والجوع، وتحقیق المساواة بین الجنسین، وتحقیق جودة الحیاة البشریة والصحیة، وکذلک دعم الإنتاج والاستهلاک على نحو مستدام.

      وتأسست جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة عام 2012-2013م  فی ثلاث کلیات وهم:( کلیة الصیدلة- وکلیة الهندسة- وکلیة إدارة الأعمال) وهی إحدى الجامعات التی تُدرک أهمیة التعلیم المستدام، ودوره فی تحقیق التنمیة الاجتماعیة، والاقتصادیة، والثقافیة للمجتمع، کما أنها تلعب دورًا فعالًا فی دمج التنمیة المستدامة بأبعادها الثلاث فی الحرم الجامعی من رؤیة ورسالة، وسیاسات وأهداف، وعناصر بشریة، وبنى تحتیة...إلخ، کما تُعد جامعة هلیوبولیس أحد الجامعات حدیثة النشأة، والتی تعتبر ضمن مبادرة سیکم التی تعمل فی مجال التنمیة المستدامة منذ عام 1977م، والتی حصلت على جائزة Land For Life من الأمم المتحدة لمکافحة التصحر عام 2015م، وتتکون سیکم من تسع شرکات فی مجال الزراعة البیودینامیکیة، والزراعة العضویة، والطاقة المتجددة، والأعشاب الطبیة.....إلخ، وتقوم بدعم الجامعة مالیًا، فضلًا عن الشراکات الدولیة التی تعقدها الجامعة فی مجالی البحث والتدریس، ومؤسس سیکم هو الدکتور إبراهیم أبو العیش الحاصل على جائزة نوبل البدیلة عام 2003م، وجائزة التمیز فی العمل الاجتماعی من مؤسسة شواب عام 2004م، وجائزة قطاع الأعمال من أجل السلام عام 2012م،([103]) وفیما یلی عرض تفصیلی لبعض المحاور لجامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة( کمحاولة نحو جامعة مستدامة):

 

1-   رؤیة الجامعة ورسالتها:

     وتتمثل رؤیة جامعة هلیوبولیس ورسالتها فیما یلی:([104])

الرؤیة: تُعد جامعة هلیوبولیس مؤسسة علمیة رائدة تسعى إلى تحقیق التنمیة المستدامة، وذلک لتحقیق الوعی الفردی، والتماسک الاقتصادی، والعدالة الاجتماعیة، والتوازن البیئی فی مصر وفی أنحاء العالم.

الرسالة: وفی جامعة هلیوبولیس، نحن نُمکن طلابنا لیکونوا أبطالًا فی التنمیة المستدامة فی مجالات الحیاة المختلفة، ونوفر لهم مکان تلقى فیه الأفکار الجدیدة أرض خصبة من أجل مزید من البحث والتدریس؛ حیث أن تعلیمنا مکون من التدریس، والبحث، والممارسة، إلى جانب برنامج أساسی إنسانی فرید ینمی عقولاً تتحلى بالفضول والإبداع.

     ومما سبق نلاحظ أن جامعة هلیوبولیس ترکز على الأبعاد الثلاث للتنمیة المستدامة بمنظورها الشمولی، وذلک من خلال توفیر بیئة ومناخ ثری یساعد على تحقیق استدامة الجامعة؛ حیث تهدف رؤیة الجامعة فی تبنی نمط مستدام لحرم جامعی شامل یعتمد فیه على فکر التنمیة المستدامة.

 

2-  سیاسات الجامعة وأهدافها:

وتتمثل سیاسات الجامعة فیما یلی:([105])

  • سیاسات تنمیة القیم الأخلاقیة الأساسیة؛ حیث تساعد الطلاب لتحقیق المزید من التنافسیة فی سوق العمل و/أو إدارة شرکاتهم الخاصة برؤیة تطمح إلى المساهمة فی تنمیة المجتمع بشکل مستمر.
  • سیاسات حل المشکلات، وذلک على الصعیدین المحلی والدولی، من خلال مشروعات مع شراکات مبنیة على حل المشکلات ذات الصلة بقضایا الاستدامة.
  • سیاسات شمولیة؛ حیث ترکز على النشاط الاقتصادی وفقًا للأبعاد الأیکولوجیة والاجتماعیة، مما تُسهم فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة.
  • سیاسات تکاملیة؛ بحیث توجه جمیع البرامج نحو التنمیة المستدامة عبر تکامل المناهج الإنسانیة والمناهج المتخصصة.
  • سیاسات الشراکات؛ حیث تنفذ جامعة هلیوبولیس شراکات دولیة مع عدید من الکیانات المحلیة والإقلیمیة، بهدف نشر الفکر المستدام، داخل مصر وخارجها، مما یعزز قیمة الجامعة على المستویین الإقلیمی والدولی.
  • سیاسات التدریس؛ حیث الترکیز على طرق تدریس حدیثة ودمج التکنولوجیا فی مختبرات تساعد الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فی التفوق على الصعیدین الأکادیمی والبحثی.
  • سیاسات تنمیة الطلاب؛ حیث تشجیع الطلاب على عیش حیاة طلابیة ثریة فی الحرم الجامعی. وتدعو الحیاة الطلابیة فی الحرم الجامعی الطلاب لاستکشاف إمکانیاتهم وقدراتهم الفردیة، وذلک یساعد الطلاب على الإفصاح عن مواهبهم وقدراتهم واستثمارها على نحو مستدام، فضلًا عن تنمیتها باستمرار.
  • ·        سیاسات بحثیة، وذلکمن خلال ربط البحوث المستدامة بحاجات المجتمع ومتطلباته، وتوجیه البحوث نحو نشر ثقافة الاستدامة وتعلم مبادئها، وتغیر المناخ، والأمن الغذائی، والزراعة المستدامة، والطاقة المستدامة.......إلخ.

         ومما سبق یتضح أن جامعة هلیوبولیس لدیها توجهات مختلفة، وسیاسات مترابطة نحو استدامة الجامعة، من خلال ربط بحوث الأکادیمیین بخدمة المجتمع، وتدریب الطلاب على ربط النظریة بالتطبیق، ودعم الشراکات المستدامة بینها وبین المؤسسات والشرکات الدولیة، کما ترکز على البعد الثقافی وأثره على تنمیة الجانب الروحی لدى الطلاب. 

ومن أهداف جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة ما یلی:([106])

  • توفیر خبرة تعلیمیة بحثیة عالیة الجودة ومثیرة للتحدی؛ حیث یستطیع الطلاب التطور فردیًا وفکریًا.
  • تمکین الطلاب من اکتساب فهم واسع للقضایا المتعلقة بالتنمیة المستدامة وذات الصلة بالمعارف العلمیة.
  • تنمیة القیم الأخلاقیة الأساسیة لدى الطلاب؛ مما یمکنهم من التنافسیة فی سوق العمل و/أو إدارة شرکاتهم الخاصة برؤیة تطمح إلى المساهمة فی تنمیة المجتمع بشکل مستمر.
  • مساعدة الطلاب على تحدید أهدافهم الشخصیة وتحقیقها، وتقدیم مساهمة ذات قیمة لمجتمعاتهم وللعالم ککل.
  • تنمیة شخص مستقل مهتم بـالإنسانیات، وقادر على تحدید المشکلات من حوله وحلها بصورة مبدعة على الصعیدین الفردی والمجتمعی.

        وبناء على ما تقدم  یتضح أن أهداف الجامعة طموحة وإجرائیة؛ حیث تؤکد على تنمیة الطالب فکریًا وثقافیًا واجتماعیًا، کما ترکز الجامعة على البحوث متعددة التخصصات، فضلًا عن ربط الجامعة بإحتیاجات المجتمع وتنمیته،والسعی لحل مشکلات المجتمع المحلی، وتوعیة أعضائه بالسلوکیات والممارسات المستدامة، وربط النظریة بالتطبیق، من خلال مشاریع بحثیة مستدامة، وکذلک ندوات وبرامج تدریبیة تدعم فکر التنمیة المستدامة، وفیما یلی شکل یبین أهداف جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة.([107])

      

       ویتضح من الشکل السابق أهداف جامعة هلیوبولیس وسعیها فی تعزیز رفاهیة المجتمع، وربط نظم الدراسة باحتیاجات سوق العمل، وتعظیم المسئولیة الاجتماعیة لدى الأفراد، وتنمیة مهارات التفکیر الناقد والتفکیر الإبداعی، حیث کل ذلک یؤدی إلى خلق مجتمع مستدام.

3-  العناصر البشریة:

     تؤهل جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة أعضاء المجتمع الجامعی لخدمة الفکر الشمولی للتنمیة المستدامة فی الجامعة؛ حیث تهتم الجامعة بترسیخ مفهوم التنمیة المستدامة لطلاب البکالوریوس الذین تخرجوا من مدارس غیر مستدامة، من خلال مشاریع التخرج بأن ترکز على التنمیة المستدامة فی أحد مجالات الدراسة، وکذلک تهتم الجامعة بوضع برامج تدریبیة، مثل: دبلوم التغیر المناخی والتنمیة المستدامة، فضلًا عن ترکیزها على تعددیة التخصصات، وذلک أحد المسارات الفرعیة التی یتدرب علیها الطلاب بجانب تخصصه الرئیسی بهدف دعم الربط بین التنمیة المستدامة وتخصصه الأساسی لخدمة المجتمع فیما بعد.([108])

     وأیضًا تهتم الجامعة بالجانب الوجدانی للطالب؛ حیث یقدم البرنامج الأساسی Core Programمختلف الجوانب من فنون وحرکة وموسیقى وثقافة، وذلک لتنمیة شخصیة الطالب، وإثراء الجانب الروحی لدیه، وتهتم الجامعة بتنمیة أعضاء هیئة التدریس، وذلک من خلال برامج تدریبیة لمدة سنتان ، مثل البرنامج التدریبی: التعلیم من أجل التنمیة المستدامة، ویرکز على التنمیة المستدامة کنظام متکامل، کما تهتم الجامعة بتوجیه بحوث أعضاء هیئة التدریس نحو التنمیة المستدامة، مثل: البحوث التی ترکز على التسویق الأخضر، والاستدامة المالیة، والزراعة العضویة، والنباتات الطبیة، والعمارة المستدامة، وهندسة المیاه والطاقة.......إلخ، وتحرص الجامعة على عقد لقاءات دوریة لمدة ساعة ونصف یجتمع فیها رئیس الجامعة ورئیس مجلس الأمناء والعمداء وأعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة لمناقشة قضایا الاستدامة.([109])

    وتسعى الجامعة فی غرس حب التنمیة المستدامة لدى الطلاب، وربطها بأهمیتها فی حیاتهم العملیة، وأهمیتها فی تنمیتهم فکریًا وثقافیًا واجتماعیًا، وتبین ذلک من خلال دراسة استطلاعیة حول الجامعة على عینة من الطلاب، وجاءت النتیجة أن جمیع طلاب العینة لم یسمعوا عن مفهوم التنمیة المستدامة قبل التحاقهم بالجامعة، غیر أن 85% من العینة أکدوا على أهمیة المفهوم ودوره فی بناء البشر، وکذلک فی رفع مستوى الوعی، والتوصل لحلول إبداعیة للکثیر من المشکلات.([110])

     ووُقعت مذکرة تفاهم بین جامعة هلیوبولیس ومرکز التقارب بین العرب والغرب لتعزیز برامج التدریب لطلاب الجامعة، والتی تهدف إلى التقارب بین الثقافات، وقبول الآخر، وتهتم الجامعة بالبناء الثقافی للطلاب، مما یُسهم فی الارتقاء بشخصیاتهم، ویساعد فی بناء مستقبل مستدام للمجتمع المصری.([111])

    ومما سبق فإن جامعة هلیوبولیس تُسهم فی بناء شخصیة الطلاب، من خلال تنمیة مهارات التفکیر الناقد، والتفکیر الإبداعی، وربط الممارسات التدریسیة بالخبرات الحیاتیة العملیة، ورفع مستوى الوعی لدى الطلاب تجاه قضایا التنمیة المستدامة، وتدریب الأکادیمیین على مهارات التنمیة المستدامة، وربطها بخبراتهم.

4-  البنى التحتیة:

      یتمتع حرم جامعة هلیوبولیس باللون الأخضر، کما تم تصمیمه لیکون صحیًا وملهمًا، ومن أجل حیاة جامعیة مبدعة ومتجددة، ومعظم مبانی الجامعة بسیطة ومنخفضة، ومطلیة باللون الأبیض، وتتسم المبانی بکثرة الأبواب الزجاجیة للسماح بدخول أکبر قدر من نور الشمس، والإضاءة الطبیعیة، کما تحرص الجامعة على استخدام الأغذیة العضویة والصحیة فی المطعم، وتمنع التدخین، کما یوجد وحدة لمعالجة میاه الصرف من أجل استخدامها فی الزراعة، وورش لتصنیع آثاث الجامعة، وتنقسم سلات المهملات إلى سلات للمواد العضویة، وسلات للمواد التی یُعاد تدویرها، وسلات للمعادن، وکذلک فإن جامعة هلیوبولیس تنمی الممارسات المستدامة فی الحرم الجامعی، من خلال زیادة استخدام الطاقة الشمسیة، ومعالجة المیاه لأغراض الزراعة، بالإضافة إلى إدارة المخلفات وإعادة تدویرها وتدعو الأجواء المتفردة والتسهیلات المجهزة  ودعم التکنولوجیا وتوفیرها للطلاب وأعضاء هیئة التدریس للتفاعل والعمل بصورة مستمرة على تنمیة الذات والتنمیة المهنیة. ([112])

      کما تتمتع جامعة هلیوبولیس بمساحات خضراء متمیزة تحیط بمبانی الجامعة، وتوفر هذه المساحات الخضراء بیئة صحیة وأجواء ملاءمة لممارسة التمارین الریاضیة. هذا، وتقدر جامعة هلیوبولیس أهمیة الریاضة من أجل حیاة صحیة، ومن أجل الحفاظ على التوازن الجسدی، وترکز الجامعة على تنمیة التمیز الریاضی والمشارکة النشطة فی مختلف الفعالیات والمنافسات الریاضیة، وتوفر فرص متمیزة للطلاب والعاملین بالجامعة لتنمیة اهتماماتهم وقدراتهم الریاضیة ولتجدید أنفسهم فی مختلف الریاضات وفقا لما یفضلون تنوع ریاضی (منطقة تنس- منطقة کرة ید- منطقة کرة سلة- منطقة کرة قدم- ممشى فی الهواء الطلق- فصول إیروبیک ولیاقة بدنیة)، وتشمل جمیع مرافق الریاضة على غرف خلع ملابس وحمامات، وخزائن فردیة، وأماکن جلوس للفرق واللاعبین.([113])

       وتعتمد جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة فی تمویلها على عدة مصادر منها، المصروفات الدراسیة للطلاب، ودعم من مجموعات شرکات سیکم، وکذلک الهیئات الدولیة کالإتحاد الأوروبی، والأمم المتحدة فی تمویل المشروعات ذات الصلة بالتنمیة المستدامة بالشراکة مع بعض الجامعات الحکومیة.([114])

      وتأسیسًا على ما سبق فإن البنى التحتیة لجامعة هلیوبولیس تحافظ على البیئة، وتدعم التنمیة المستدامة، وذلک لما لها من أهمیة کبیرة فی تخفیض نسبة ثانی أکسید الکربون، وکذلک تتنوع مصادر تمویل الجامعة من مصادر مختلفة مما یزید من قوة الجامعة المعرفیة وإنتاجها.

      وبناء على ما سبق یُلاحظ العدید من المعوقات التی تواجه الجامعات المصریة بصفة عامة، وجامعة هلیوبولیس بصفة خاصة عند تطبیق الاستدامة فی الحرم الجامعی، ومنها نقص الکوادر البشریة المؤهلة لمناقشة قضایا الاستدامة؛ مما یضعف تنفیذ فکر التنمیة المستدامة فی المیدان، وکثرة المعوقات الإداریة، مثل: موافقة المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء برامج دراسیة موجه نحو الاستدامة -وعلى سبیل المثال لا الحصر- برامج: إدارة التنمیة المستدامة، والإدارة الدولیة للتنمیة المستدامة، والقیادة المستدامة، والتسویق الأخضر، والاقتصاد المعایش......إلخ، وکذلک ضعف برامج إعداد المعلم للتنمیة المستدامة على مستوى الجامعات المصریة، سواء کانت برامج للبکالوریوس أو الدراسات العلیا، وأیضًا ضعف البرامج التدریبیة، فضلًا عن أن تنفیذ مشروع للتنمیة المستدامة من جانب الجامعة فی مدرسة یتطلب موافقة جهات عدیدة منها موافقة الأمن؛ مما یؤثر على تشتیت الانتباه، فضلًا عن ضعف الخلفیة الفکریة والثقافیة للطلاب الذین یلتحقون بالجامعة؛ حیث عدم معرفتهم بالتنمیة المستدامة یؤثر بشکل کبیر على توجه سیاسات الجامعة نحو الاستدامة، وکذلک ضعف ثقافة المجتمع المحلی بأهمیة التنمیة المستدامة، مما یمثل معوقًا لتنفیذ الاستدامة على أرض الواقع، وکذلک ضعف الربط بین المجالات المختلفة ذات التخصصات المتعددة؛ مما یُضعف تنمیة الفکر الشمولی للطالب نظریًا وعملیًا، بالإضافة إلى المفاهیم الخاطئة حول فکر الاستدامة، وضعف الاهتمام البیئی من قبل الطلاب والموظفین والأکادیمیین، وضعف الهیکل التنظیمی الداعم لعملیات الاستدامة فی الجامعات المصریة بصفة عامة وجامعة هلیوبولیس بصفة خاصة، وأیضًا ضیق الأماکن یُعوق الجامعات من تنفیذ أسالیب إدارة النفایات، وکذلک انتشار فلسفة التحفظ لدى القیادات الجامعیة، وانخفاض مستوى الاقتناع حول خضرنة الجامعات، وغیاب الثقافة التنظیمیة الداعمة لها.

- القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة على جهود مصر نحو الجامعة المستدامة، وتتمثل فیما یلی:

        تعتبــر التنمیــة الاقتصادیة أحد أهــم رکائز إستراتیجیة التنمیة المستدامة لرؤیة مصر2030؛ حیث یؤدی النمو الاقتصادی المستدام إلى توفیر فرص عمل متنوعة، وزیادة الدخل، ورفع مستوى الخدمات الصحیة والتعلیمیة، وتحقیق العدالة الاجتماعیة، ورفع مستوى المعیشة للأفراد، وتوفیر متطلبات العیش الکریم، وتوفیر حیاة مستدامة للجمیع، وبملاحظة النمو الاقتصادی المصری فی الأعوام القلیلة الماضیة نجد أنه تأثر سلبًا بالأحداث السیاسیة المتلاحقة.([115])

      ومن ثم فإن مصر بحاجة إلى تنمیة اقتصادیة، بحیث تحقق التنمیة الشاملة، مع مراعاة الجوانب الاجتماعیة والثقافیة للمجتمع المصری، وذلک من خلال إحداث تغییرات هیکلیة فی الاقتصاد المصری، ورفع مستوى الدخل للأفراد، ومراعاة العدالة فی توزیع الدخل، وتقلیل الفجوة بین الأسر الغنیة والأسر الفقیرة، لذا تأتی أهمیة دور الجامعة المستدامة لما لها من دورٍ مهم فی تنمیة الاقتصاد المصری، مع تحقیق التنمیة الشاملة سالفة الذکر، فضلًا عن الحفاظ على البیئة ومواردها الطبیعیة حفاظًا على حق الأجیال القادمة فی هذه الموارد؛ حیث یُعد الاقتصاد الأخضر أحد أفضل النماذج لتحقیق التنمیة الاقتصادیة المستدامة فی المجتمع المصری؛ حیث یؤکد الحفاظ على البیئة، ویعمل على استثمار الموارد المتجددة، مثل: الطاقة الشمسیة، وطاقة الریاح، والمیاه.......إلخ، فضلًا عن تدویر النفایات، ومعالجة میاه الصرف، والاعتماد على الزراعة العضویة......إلخ.

     وفی ظل العدید من الأزمات البیئیة التی یعانی منها المجتمع المصری، أکدت العدید من الدراسات على المشکلات البیئیة التی یعانی منها المجتمع المصری، ومنها التلوث فی الریف والحضر، ومشکلة نقص الأراض الزراعیة، فضلًا عن العناصر الثقیلة السامة الناتجة عن العملیات الصناعیة، واحتراق الوقود مما نتج عنهما الکثیر من الامراض، مثل: أمراض العظام، ومشکلات فی التنفس، وتلوث المیاه، والتخلیق الضوئی للنبات، مما یؤثر سلبًا على وظائفها الفسیولوجیة، بالإضافة إلى اعتماد مصر على 95% من مصادر الطاقة( البترول والغاز الطبیعی)؛ مما سینتج عنه عجزُ فی تغطیة احتیاجات المجتمع المصری مستقبلًا، کما تُعد أضرار التغیر المناخی أکثر خطورة على المجتمع المصری؛ حیث ستتعرض ثلث دلتا النیل للغرق نتیجة ذوبان جلید القطبین الشمالی والجنوبی؛ وبالتالی سیزداد منسوب میاه البحر المتوسط ویکون له عواقب وخیمة؛ حیث سیتعین على مصر تهجیر ما یقرب من 25 ملیون نسمة، وفقدان 15% من أخصب الأراضی الزراعیة.......إلخ.([116])

      ومن خلال ما سبق یتضح مدى التغیرات البیئیة فی مصر وأضرارها الاقتصادیة والاجتماعیة والصحیة .......إلخ، لذا فعلى الجامعات المصریة أن تتجه نحو الاستدامة، لمعالجة المشکلات سالفة الذکر، وترسیخ مبادئ العدالة الاجتماعیة، وتحقیق التنمیة الاقتصادیة دون أضرار بیئیة، کذلک توعیة أعضاء المجتمع المصری بکافة طوائفه لتبنی هذا الفکر المستدام.

       کما یمکن القول بأهمیة اتجاه الجامعات المصریة إلى تبنی نمط الجامعة المستدامة، وأهمیة دورها فی دعم البحوث التی تؤکد على الطاقة الخضراء، مثل: الطاقة الشمسیة، وتوعیة أعضاء المجتمع الجامعی من طلبة وموظفین وأعضاء هیئة تدریس بترشید إستهلاک الطاقة، من خلال الاعتماد على الدراجات، ومواصلات النقل الجماعی، والاعتماد علی التهویة والإضاءة الطبیعیة.......، وتنفیذ حملات توعیة للمجتمع المحلی بأهمیة ترشید إستهلاک الطاقة، وضرورة الإعتماد على الطاقة الخضراء، ودورها فی الحفاظ على البیئة، وتأمین موارد الأجیال المستقبلیة. 

       ومما لا شک فیه أن المجتمع المصری یعانی من تفاوت شدید بین الطبقات لیس هذا فحسب بل فی الطبقة الواحدة أیضًا، ومما یؤکد ذلک معدل الإنفاق على الطعام والاحتیاجات الأساسیة بمعدل 34,4% أی بمثابة المرتبة الأولى فی أوجه الإنفاق للأسرة، وکما هو معروف عالمیًا کلما انخفض الدخل کلما کان الانفاق على الغذاء فی المرتبة الأولى نسبة إلى أوجه الإنفاق الأخرى، فضلًا عن 17,4% نصیب المرکز الثانی للسکن، 10% المرکز الثالث لخدمات الرعایة الصحیة، وینفق على التعلیم 4,8%، بینما الترفیه 2,1% ومن ثم یظل غالبیة المجتمع المصری فی قاع هرم ماسلو؛ حیث الاهتمام بالملبس والمأکل والمسکن، والبعد عن تقدیر الذات کالتعلیم والثقافة والرفاهیة.([117])

       وقد بلغت نسبة الفقر فی مصر21,6 عام 2009 )مقابل 19,6 % عام 2005) ، وترتفع النسبة فی حالة الشباب فی الفئة العمریة من 18-29 سنة إلى 23,2% ویلاحظ ارتفاع معدلات الفقر بصورة کبیرة جدًا فی الریف مقارنة بالحضر؛ حیث وصلت النسبة إلى 29% مقابل11% على التوالی، وذلک مع تنامیها بدرجة أکبر فی الریف خلال الفترة من 2005-2009م.  ووفقا لخریطة الفقر فی مصر، فإن أکثر من ملیون أسرة فقیرة  تعیش فی الألف قریة الأکثر فقرًا، ویبلغ إجمالی عدد سکانها نحو 5 ملیون نسمة ویمثلون 46 % من إجمالی سکان هذ القرى ویشکل عدد الفقراء فی هذ القرى نحو 54 % من إجمالی سکان الریف الفقراء فی مصر، ونحو 42 % من إجمالی السکان فی الجمهوریة.([118])

         وبناء على ما سبق یُلاحظ أن زیادة معدلات الفقر فی مصر، واتساع الهوة بین الفقراء والأغنیاء، ومع ندرة المیاه على المستوى العالمی بصفة عامة والمستوى المحلی بصفة خاصة، فضلًا عن حدوث خلل بمنظومة القیم فی المجتمع المصری وتفشی ظاهرة الإرهاب، وتدنی القیم الأخلاقیة من جانب آخر، وزیادة استهلاک المجتمع المصری لمصادر الطاقة التقلیدیة، کل ذلک أدى إلى ضرورة تبنی نمط الجامعة المستدامة، ویفرض علیها تبنی الاستدامة فی مکوناتها کافة، لتصبح نظام متکامل لجامعة مستدامة قادرة على تلبیة حاجات المجتمع المصری وحل مشکلاته، وإرساء قیم العدل الاجتماعی والتسامح، وترسیخ مبدأ حقوق الانسان القائم على احترام الذات، ونشر مفاهیم السلام والتعاون الدولی وتعمیقها فی نفوس المواطنین، وإکسابهم سلوکیات بیئیة مستدامة، ودعم الاقتصاد القومی من خلال شراکات بحثیة مع مؤسسات العمل والإنتاج، فی مجالات الزراعة المستدامة، والطاقة المستدامة، والأمن الغذائی، والمیاه، وکذلک البحوث الاجتماعیة المستدامة.

   سادسًا: الإجراءات المقترحة للتوصل لجامعة مستدامة فی جمهوریة مصر العربیة:

       من خلال الدراسة المقارنة للجامعة المستدامة فی کل من کندا وأسترالیا، وکذلک الدراسة النظریة، یمکن التوصل لبعض الإجراءات المقترحة للوصول لجامعة مستدامة بمصر، وفقًا للمحاور التالیة:

 

1-  رؤیة الجامعة المستدامة ورسالتها:

  • أن تکون رؤیة الجامعة المستدامة قائمة على المعرفة، والتعلیم المستدام، وذلک من خلال تعزیز البحوث ذات الصلة بقضایا الاستدامة، وکذلک إعداد قادة لدیهم القدرة على مواجهة التحدیات الاقتصادیة، والاجتماعیة، والبیئیة على المستوىین المحلی والدولی.
  • أن تکون رؤیة الجامعة المستدامة نابعة من احتیاجات المجتمع المحلی، وملبیة لرغباته الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة.
  • أن تبرز رؤیة الجامعة الصلة بین الاستدامة فی الجامعة، ونهضة المجتمع وتقدمه، فضلًا عن معالجة مشکلاته المتنوعة.
  • أن تکون رسالة الجامعة مبنیة على التعلم والاکتشاف والتجربة، وذلک من خلال دعم المبادرات المستدامة فی الحرم الجامعی، واستثمار المعرفة فی تحویل مانسعى إلیه لواقع، متمثل فی الإنتاج والاستهلاک المستدام، والزراعة المستدامة، والطاقة المستدامة، والتخلص من النفایات بطریقة آمنة، فضلًا عن إعادة تدویرها، واکتساب مهارات وسلوکیات مستدامة.

2-  سیاسات الجامعة المستدامة وأهدافها:

  • أن تتبنى الجامعة سیاسات ثقافیة، کنشر ثقافة الاستدامة عبر الحرم الجامعی، من خلال ندوات، وورش عمل، ومؤتمرات.....إلخ.
  • التأکید على سیاسات التدریس التی ترکز على التعلم التفاعلی، والتعلم النشط، کذلک التدریس القائم على حل المشکلة، وذلک لربط الطالب بقضایاه القومیة وکذلک العالمیة، مثل: مشکلات الطاقة، والمیاه، والمناخ,.....إلخ.
  • دعم سیاسات البحوث المستدامة، والتی تؤکد على قضایا الطاقة، وتغیر المناخ، والمیاه، وقضایا المساواة، والعدالة الاجتماعیة، والمواطنة، والتعاون الدولی...إلخ، وذلک لخلق حرم جامعی صحی، وبیئة اجتماعیة مواتیة لمستقبل مستدام.
  • التأکید على المسئولیة الاجتماعیة، وذلک من خلال تعظیم المسئولیة الفردیة والجماعیة تجاه المشکلات المجتمعیة، وربط البحوث المستدامة بخدمة المجتمع ورفاهیته.
  • أن تبرز الجامعة سیاساتها تجاه التنوع الثقافی، واحتضانه، واحترام القیم الأساسیة، مثل: التعاون الدولی، والسلام، والعدالة.....إلخ.
  •  تبنی سیاسات فاعلة للشراکة المستدامة، من خلال مشارکة الجامعة بطاقاتها البشریة والبحثیة لخدمة مؤسسات المجتمع المدنی، وقطاع الأعمال بما یعود بالنفع على الطرفین، وبما یحقق حمایة البیئة، والحفاظ علیها.
  • أن تتبنى الجامعة سیاسات أخلاقیة وبیئیة واجتماعیة؛ حیث تؤکد سیاسات البحث المستدام على قدرة الباحثین، والمستوى التعلیمی للسکان، والبنیة التحتیة، والقیم الاجتماعیة.
  • أن تبرز سیاسات الجامعة قیم الوعی، وحقوق الانسان، والعدالة الاجتماعیة، والتنمیة المجتمعیة، والسلام، والمواطنة الشاملة، والقدرة على إدارة الصراع.
  • التأکید على سیاسات مالیة مستدامة، من خلال الجمع بین المنح والقروض لتمویل المستویات العلیا من التعلیم، والمشارکة مع القطاع الخاص، وتعبئة الموارد المحلیة، وإزالة الدعم عن الوقود الأحفوری.

3-  العناصر البشریة للجامعة المستدامة:

  • تأهیل الموظفین والأکادیمیین وتدریبهم على قضایا الاستدامة، من خلال تلقی دورات تعلیمیة وأکادیمیة.
  • إعداد برامج تدریبیة للعناصر البشریة، مثل: تکنولوجیا الطاقة المتجددة، وتغیر المناخ، وإدارة النفایات، والاحتباس الحراری....إلخ.
  • إعداد منسقین للاستدامة فی الحرم الجامعی فی کل قسم أکادیمی وإداری، ومشارکتهم فی مبادرات الاستدامة شهریًا فی صورة دورات وورش عمل وندوات....إلخ.
  • تنمیة السلوک البشری نحو قضایا الاستدامة، وذلک من خلال إعداد مقررات تخدم التنمیة المستدامة فی الجامعات بمرحلة البکالوریوس، ودمج قضایا الاستدامة فی المناهج الجامعیة لربط الطلاب بقضایا العالم ومشکلاته الجاریة.
  •  إعداد برامج للتنمیة المستدامة مدمجة ضمن برنامج الدراسات العلیا، بحیث ترکز على التنمیة المستدامة، وتُسهم فی تبادل المعرفة بین الطلاب من مختلف التخصصات، مثل: الإدارة المستدامة، والدراسات المستدامة، والقیادة المستدامة، والتنمیة المستدامة.....إلخ.
  • تدریب الموظفین وتنمیتهم مهنیًا، من خلال المشارکة فی برنامج المختبرات الخضراء، وتعزیز الممارسات الصدیقة للبیئة.
  • تدریب الطلاب على کیفیة التعامل مع ترکیب صنابیر المیاه، ومنع تسرب المیاه، مع مراعاة تغیر الضغط والحرارة......إلخ.
  • إعداد دورات عن الصحة والسلامة المهنیة لمدراء المعامل، وذلک لتزویدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة المخاطر داخل مختبرات الجامعة.
  • الحرص على بناء شخصیة الطالب للعیش بقیم ومهارت المجتمع المستدام، من خلال التأکید على المساواة، والتنوع، والعدالة، والعالمیة، فضلًا عن إکساب الطلاب مهارات التفکیر الناقد، والإبداعی، ومهارت التواصل والتعاون، والنهج التشارکیة، وکذلک احترام الذات، والشعور بالهویة، واحترام الناس....إلخ.
  • أن یقوم أعضاء المجتمع الجامعی بنشر ثقافة الاستدامة فی الحرم الجامعی، وذلک من خلال الممارسات الیومیة، والأنشطة المختلفة مع المجتمع الخارجی، وذلک بغرض غرس ثقافة الاستدامة.
  • إعداد قادة قادرین على تحقیق الفعالیة التنظیمیة للمؤسسة، وتحقیق الاندماج الاجتماعی للعاملین، وإرساء قیم الاستدامة من خلال ممارسات القادة.
  • إعداد قادة قادرین على تحقیق المیزة التنافسیة للمؤسسات الجامعیة، من خلال سرعة استجابة المنظمة للتغیرات المحلیة والعالمیة، بالإضافة إلى تنمیة مهارات القوى العاملة، وتعزیز الابتکار المنهجی، وإعطاء قیمة کبرى للعملاء، وتقدیم منتج بشری ذات جودة عالیة.
  • أن یربط الطلاب بین الفکر والممارسة، من خلال مشاریع الاستدامة سواء کانت فی الجامعة، أو المجتمع المحلی، مما یُسهم فی توعیة أعضاء المجتمع المدنی بقضایا الاستدامة وأهمیتها، من خلال مشاریع خدمیة، أو إنتاجیة سواء کانت مرتبطة بالتعلیم، أو الزراعة أو الصناعة....إلخ.
  • إکساب الطلاب سلوکیات ومهارات مستدامة، تُمکنهم من تعظیم الموارد المحلیة، والاستفادة منها، وإدراک أهمیة التعاون العلمی بین التخصصات، وأثر ذلک على البیئة؛ حیث أن الاستدامة تؤکد على تداخل التخصصات وتکاملها.

4-  البنى التحتیة للجامعة المستدامة:

  • أن تعمل المبانی المستدامة على تقلیل انبعاثات الکربون، وربط أعضاء المجتمع الجامعی بالبیئة، وتوعیتهم بأهمیة الحفاظ علیها، من خلال الاعتماد على مواد قلیلة الانبعاثات لثانی أکسید الکربون، والاعتماد على الطاقة المتجددة فی تشغیل المبانی، وحرص الجامعة على عقد الندوات التثقیفیة، والمؤتمرات الشعبیة لتوعیة المجتمع الخارجی والداخلی بأهمیة البنى المستدامة وأثر ذلک فی الحفاظ على الموارد الطبیعیة وحمایتها.
  • زیادة فاعلیة کفاءة المبانی، من خلال الاستخدام الأمثل للطاقة والمیاه والمواد الموفرة فی التصمیم والبناء والتشغیل...إلخ، فضلًا عن تحقیق معاییر التصمیم المستدام للحصول على شهادة لید الذهب والفضة.
  • أن تؤکد المبانی المستدامة على صحة الانسان، وحمایة البیئة، وذلک من خلال تعزیز الوعی البیئی، واستخدام الطاقة المتجددة، وإدارة النفایات، مما ینعکس على البیئة الجامعیة واستدامتها.
  • أن تشمل الجامعة فضاءات هواء واسعة تُسهم فی إنشاء مجتمعات طلابیة قویة، فضلًا عن دعم الزراعة الحضریة.
  • الاعتماد على النوافذ الکبیرة المفتوحة فی جمیع أنحاء المبنى، والاعتماد على سطوع النهار قدر الامکان، مما تساعد فی التفاعل مع العالم الخارجی.
  • الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل ألواح الطاقة الشمسیة، والاعتماد على مساحات خضراء واسعة، والترویج لبیئة صحیة نظیفة.
  • دعم زراعة الأشجار المحلیة، فضلًا عن الإدارة المستدامة للآفات، فضلًا عن مراعاة معاییر التصمیم البیئی المستدام فی البنى الجامعیة.
  • استخدام الأشجار والجدران الخضراء، والأسقف الخضراء، وذلک لخفض درجة الحرارة، من خلال التظلیل والتبرید التبخیری، وتصمیم المبانی بحیث تکون قادرة على مواجهة الکوارث الطبیعیة والصناعیة.

 

 


هوامش البحث

 



[1]) ) منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلوم والثقافة، "إعلان آیشی ناغویا التعلیم من أجل التنمیة  المستدامة "، من بحوث المؤتمر العالمی بعنوان التعلیم  من أجل التنمیة المستدامة ، المنعقد فی آیشی ناغوی، الیابان، فی الفترة من 10-12 نوفمبر 2014، ص5.

[2]) ) المرجع السابق ، ص ص2-3.

(3) Lisa Bohunovsky and Others, "Sustainable Universities in Austria Building Alliances and Clarifying the Concept", 20th Annual International Susainable Development Research Conference Norweglan University of  Science and Technology, Trondheim, Norway, June 18-20, 2014, pp.1-2.

(4) For More Details:

- Rolf Jucker, A Vision for A Sustainable University,pp.4-6, Available on the world wide web: ,http://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&ved=0ahUKEwihtLd3_vKAhXDPRQKHWZKDacQFggpMAE&url=http%3A%2F%2Frolfjucker.net%2F17march2003%2FVisionforasustainableUniversity.doc&usg=AFQjCNFYdvPRNqJMDqaQbqeE4ykftXye6Q, Accessed at 1/1/2016.

- Karl Herweg and Others, "Integrative Training in Inter and Trans Disciplinary Research Settings", in Lynne Wyness (Editor), Education for Sustainable Development: Towards the Sustainable University, (Plymouth: Pedagogic Research Institute and Observatory PedRIO, 2015),pp.38-40.

(5) Griffith University, Sustainability Plan 2013-2015, Our Goal: To be A Sustainable University. Griffith 2020", December 2012, p.3. Available on the World Wide Web: www. Griffith.edu.au.sustinability, Accessed at 1/1/2016.

(6) Luis Velazquez and Others, "Sustainable University: What Can be the Matter?" Journal of Cleaner Production, Vol. 14, Elsevier Ltd, 2006, pp.3-4.

(7) Valentin GRECU1 and Nagore, "The SustainableUniversity:  A Model For the SustainableOrganization", Management of Sustainable Development Sibiu, Romania, Vo. 6, No.2, December 2014, pp.19-20

(8) Stephen Sterling, "The Sustainable University: Challenge and Response", in Stephen Sterling, Larch Maxey and Heather Luna,(Editors), The Sustainable University Progress and Prospects, (London: Rout ledge, 2013), pp.24-25.

[9]) ) عزة أحمد محمد الحسینی، " التفکیر الإستراتیجی لدى قادة التعلیم الجامعی المصری على ضوء بعض النماذج والتطبیقات الأجنبیة"، مجلة التربیة، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، السنة السادسة عشر، العدد السابع والأربعون، فیرایر 2014، ص ص14-15.

[10]) ) منال رشاد عبد الفتاح، " نحو منهجیة جدیدة للجامعات المصریة لتخطیط احتیاجاتها من الموارد البشریة لمواجهة التحولات العالمیة"، مجلة التربیة، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، السنة الخامسة عشر، العدد الخامس والثلاثون، فیرایر 2012، ص 58.

[11]) ) رئاسة الجمهوریة، تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجیا، الدورة الثامنة والثلاثون، 2001-2002، ( القاهرة: المجالس القومیة المتخصصة،2002)، ص126.

[12]) ) رئاسة الجمهوریة، "الرؤى المستقبلیة للبحث العلمی والتکنولوجیا فی تنمیة المجتمع"، تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمیوالتکنولوجیا، الدورة الحادیة والأربعون، 2013-2014، ( القاهرة: المجالس القومیة المتخصصة،2014)، ص ص21-22.

[13]) ) تقریر عن مؤشرات التعلیم فی ضوء تقریر التنافسیة العالمی 2015-2016، متاح على شبکة المعلومات الدولیة: http://drgawdat.edutech-portal.net/archives/14608, Accessed at 1/1/2016.ز

[14]) ) سمیر عبد الحمید قطب، فلسفة التمیز فی التعلیم الجامعی: نحو جامعة متمیزة، ( القاهرة: هبة النیل العربیة للنشر،2009)، ص21.

[15]) ) رضا إبراهیم الملیجی، " التنمیة المهنیة المستدامة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة  فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة"، من بحوث المؤتمر الدولی الخامس بعنوان مستقبلإصلاحالتعلیمالعربیلمجتمعالمعرفةتجارب ورؤى، المنعقد فی القاهرة ، یولیو 2010، القاهرة، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة والجامعة العربیة المفتوحة بالقاهرة، 2010، ص1100.

[16]) ) رضوان حاتم رضوان، " The Phenomenon of Climate Change and The Hospitality  Industry in Egypt"، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للسیاحة والفنادق، المجلد 9، العدد2، 2015، ص123.

[17])) أمانی مصطفى کمال، "تقییم أهم أخطار التغیر المناخی المحتملة فی مصر"، من بحوث المؤتمرالعلمی السنویالخامسعشربعنوانإدارةأزماتالمیاهوالمواردالمائیة:  السیناریوهات المحتملة والاستراتیجیات المتوازنة البناءة، المنعقد فی القاهرة، 2010، القاهرة، وحدة أ. د. محمد رشاد الحملاوی لبحوث الأزمات: کلیة التجارة- جامعة عین شمس، 2010، ص557.

[18])) رشا توفیق عبد المعبود وآخرون،" تصور مقترح لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة التغیر فی القیم الاجتماعیة لدی طلابها: دراسة میدانیة، مجلة القراءة والمعرفة، العدد 152، یونیه 2014، ص ص139-140.

[19]) ) ماجدة محمد عبد الحمید فاید،" التحولات الاجتماعیة والاقتصادیة فی المجتمع المصری والتغیر فی  نمط الوفاة: دراسة میدانیة، حولیات آداب عین شمس، مجلد 43، سبتمبر 2015، ص377.

[20]) ) إبراهیم المتولی عمارة، " الطاقة: رکیزة للتنمیة المستدامة فی مصر"، مجلة الاقتصاد والمحاسبة، العدد 654، مایو 2014، ص 32.

(21) Jan Nolin and  Bjorn Brorostorm, The University of Boras as A Sustainable University, (Boras: Responstryck,2015),p.17.

(22) Jane Davidson," University of Wales, Trinity St. David, To ‘LIFE, the University and EveryThing: How Should Universities Educate for A Constrained Future?" in Lynne  Wyness (Editor), Education for Sustainable Development: Towards the Sustainable University, (Plymouth:Pedagogic Research Institute and Observatory, April 2015), pp.4-5.

(23) Ibid., pp.6-7.

(24) Paul Osmond and Others, Greening Universities Toolkit Transforming Universities Into Green and Sustainable Campuses: A Toolkit for Implementers, (Australia: United Nations Environment Programme, 2013), p.7.

(25) Hans van Weenen, "Towards A Vision of A Sustainable University", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 1, No. 1, 2000, pp.21-22.

(26) Christopher Uhl, Process and Practice: Creating the Sustainable University, available on the world wide web: http://mitpress.mit.edu/sites/default/files/titles/content/9780262524223_sch_0001.pdf, Accessed at 1/1/2016

(27) Chiara Mio, Towards A Sustainable University, (London: Palgrave Macmillan, 2013), pp.16-17.

(28) Yonghua Zou and Others, "Comparing Sustainable Universities between the United States and China: Cases of Indiana University and Tsinghua University", ISSN 2071-1050, journal of sustainability, 2015, pp.1800-1817.

(29) Luís P. Amaral , Nelson Martins and Joaquim B. Gouveia, "Quest for A Sustainable University: A Review", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol.16, Issue. 2, 2015, pp.155-172.

(30) Disterheft. Antje and Others," Sustainable Universities: A Study of Critical Success Factors for Participatory Approaches", Journal of Cleaner Production, Vol. 106, Nov 2015, pp.11-21.

(31) Holm. Tove, Sammalisto. Kaisu and Vuorisalo. Timo, "Education for Sustainable Development and Quality Assurance in Universities in China and the Nordic Countries: A Comparative Study", Journal of Cleaner Production, Vol. 107, Nov 2015, p529-537.

(32) Linda Too and Bhishna Bajracharya, "Sustainable Campus: Engaging the Community in Sustainability", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 16, No. 1, 2015, pp. 57-71.

(33) Emidia Vagnoni and Caterina Cavicchi, "An exploratory Study of Sustainable Development at Italian Universities", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 16, No. 2, 2015, pp. 217-236.

[34])) شاکر محمد فتحی وهمام بدراوی زیدان، التربیة المقارنة: المنهج- الأسالیب- التطبیقات، (القاهرة: مجموعة النیل العربیة، 2003) ، ص ص93-97.

(35) M S Abubakar and M L Attanda, "The Concept Sustainable Agriculture: Challenges and Prospects", 5th International Conferenceon Mechatronics, No Place, IOP Publishing Ltd, 2013, p.2.

[36]) ) عبد الله بن عبد الرحمن البریدی، التنمیة المستدامة: مدخل تکاملی لمفاهیم الاستدامة وتطبیقاتها مع الترکیز على العالم العربی،  الطبعة الأولى،( الریاض: دار العبیکان للنشر، 2015)، ص ص79-80.

(37) Eglė Katiliūtė and Jurgis Kazimieras Staniškis, "Sustainable University for Regional Development: Quality Management Model that Integrates Employer and Social Partner Attitudes", in W. Leal Filho (Editor), Transformative Approaches to Sustainable Development at Universities, (Switzerland: Springer International Publishing, 2015), p.76.

(38) Higher Education Associations Sustainability, Sustainable Development Primer for Higher Education Presidents, Chancellors, Trustees and Senior Leaders, Consortium, 2017,pp.3,6, Aviliable on the world wide web,http://hub-media.aashe.org/uploads/Presidents_and_Boards_Primer-DS.pdf, Accessed at 1/1/2018.

(39) Jan  Nolin , and Bjِrn Brorstrِm, Op.Cit., pp. 20-26.

[40]) ) شرکة أبو ظبی- أدجار، تقریر الاستدامة لعام 2012: التمیز لمستقبل مستدام، الامارات العربیة المتحدة، 2012، ص36.

(41) Boras University, Sustainable Development, Available on the World Wide Web: http://www.hb.se/en/About-UB/Sustainable-development, Accessed at 10/2/2017./,

(42) University of Waterloo, Our mission & vision, Available on the world wide web, https://uwaterloo.ca/co-operative-education-career-action/our-mission-vision, Accessed at 10/2/2017.

(43) Yonghua Zou and Others, "Comparing Sustainable Universities between the United States and China: Cases of Indiana University and Tsinghua University", ISSN 2071-1050,www.mdpi.com/journal/sustainability,2015,pp.11804-11805.

[44]) ) أمینة التیتون، التعلیم مفتاح التنمیة المستدامة، ( القاهرة: دار الفکر العربی، 2016)، ص ص 218-226.

(45) Yale University, Office of Sustainability, Yale Sustainability Principles, Available on the World Wide Web, https://sustainability.yale.edu/office-sustainability, Accessed at 1/1/2018.

(46) Division for Sustainable Development, Partnerships for Sustainable Development Goals, The United Nations Sustainable Development of Economic and social Affairs, 2015, pp.1-13.

(47) Paul Osmond and Others, Op.Cit., pp.7-8.

(48) Deniz Zaptcioglu Celikdemir and Others, "Defining Sustainable Universities following Public Opinion Formation Process", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 18, No.3, 2017 p.297.

(49) University of Waterloo, Environmental Sustainability Strategy, 2017-2025 ReleasedNoveomber 2017, pp.26-27.

(50) Eglė Katiliūtė and Jurgis Kazimieras Staniškis, "Green Campus as an Integral Part of Sustainable University: Students Perceptions",in W. Leal Filho et al. (Editors), Handbook of Theory and Practice of Sustainable Development in Higher Education,( Switzerland: Springer International Publishing, 2017), pp.342-347.

(51) Rehema M. White," Who Am I? The Role(s) of an Academic at a ‘Sustainable University", in W. Leal Filho et al. (Editors), Integrative Approaches to Sustainable Development at University Level, (Switzerland: Springer International Publishing, 2015), pp.680-682.

(52) Eglė Katiliūtė, Živilė Stankevičiūtė and Asta Daunorienė, "The Role of Non-academic Staff in Designing the Green University Campus", in W. Leal Filho et al. (Editors), Handbook of Theory and Practice of Sustainable Development in Higher Education,Volume 2, ( Switzerland: Springer International Publishing AG, 2017), pp.55-56.

[53]) ) عبد الله بن عبد الرحمن البریدی، مرجع سابق، ص341.

[54]) ) المرجع السابق، ص ص 341-342.

(55) John Bollier and Others, A Framework for Campus Planning Sustainability Supplement, Yale, June 2013, p.23.

(56) University of Calgary, Institutional Sustainability Strategy: Enriching learning. Growing leaders. Accelerating change, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/strategy, Accessed at 10/5/2018.

(57) University of Calgary, University of Calgary Sustainability Policy, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/commitments, Accessed at 10/5/2018.

(58) University of Calgary, University of Calgary Sustainability Policy, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/commitments, Accessed at 10/5/2018.

(59) University of Calgary, Institutional Sustainability Strategy Enriching learning. Growing leaders. Acceleratingchange Available on the World Wide Web ,http://www.ucalgary.ca/sustainability/files/sustainability/inst_sustainability_strategy_final.pdf,pp.20-29. , Accessed at 10/5/2018.

(60) Calgary University, Staff Professional Development, Available on the World Wide Web,https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-9/, Accessed at 10/5/2018

(61) Calgary University, Employee Orientation, Available on the World Wide Web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-8/, Accessed at 10/5/2018

(62) Calgary University, Employee Educators Program, Aviliable on the World Wide Web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-7/, Accessed at 10/5/2018

(63) Calgary University, Building Design and Construction, Aviliable on the world wide web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/OP/buildings/OP-4/, Accessed at 10/5/2018.

(64) Jessica Wallace, Theme: Urban Evolution It’s not easy being green as environmentally conscious construction takes off; one researcher asks how it affects building occupants, April 2015, Available on the world wide web, http://explore.ucalgary.ca/it%E2%80%99s-not-easy-being-green, Accessed at 10/5/2018.

(65) Olaf Weber and Olena Kholodova, Climate Change and the Canadian Financial Sector, (Canada: Carol Bonnett, 2017), pp.1-2.

(66) A New Plan for Canda's Environment and Economy, Aviliable on the WorldWide Web,https://www.liberal.ca/wp-content/uploads/2015/08/A-new-plan-for-Canadas-environment-and-economy.pdf, Accessed at 10/5/2018.

(67) Calgary University, Building A Vibrant Civil Society through Respectful and Fruitful Human Interactions in A Multicultural Society, Aviliable on the World Wide Web,  http://wcm.ucalgary.ca/dynamics/grand-challenges/cultural-understanding, Accessed at 10/5/2018.

(68) Queensland University, UQ's Mission, Vision and Values, Available on the World Wide Web, https://www.uq.edu.au/about/mission-statement, Accessed at 5/3/2018.

(69) Queensland University-Global Change Institute, Global Change affects everyone, Available on the World Wide Web,  http://www.gci.uq.edu.au/about-gci, Accessed at 5/3/2018.

(70) For More Details:

- Queensland University, Sustainable Futures Building, Campus Infrastructure Committee Briefing September, 2017, p.1.

-Queensland University, Sustainabilit: Policy, Available on the World Wide Web, http://ppl.app.uq.edu.au/content/10.10.01-sustainability-0#Policy, Accessed at 5/3/2018.

(71) Queensland University, Strategic Plan 2018-2021, Available on the World Wide Web, http://www.uq.edu.au/about/planning, Accessed at 5/3/2018

(72) University Queensland- Sustainable Minerals Institute, Postgraduate Coursework Program, Available on the World Wide Web, https://smi.uq.edu.au/postgraduate, Accessed at 5/3/2018

(73) University Queensland, Water efficiency management program, Available on the World Wide Web, https://sustainability.uq.edu.au/projects/water/water-efficiency-management-program, Accessed at 20/10/2018.

(74) University Queensland, New Green Labs Representatives, Available on the World Wide Web, https://staffdevelopment.hr.uq.edu.au/course/EMGLRP, Accessed at 20/10/2018

(75) Ian Thomas and Teresa Day, "Sustainability capabilities, graduate capabilities, and Australian universities", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 15, No. 2, 2014, pp. 208-214.

(76) Queensland University, Campus Grounds and Buildings, Available on the World Wide Web, https://sustainability.uq.edu.au/campus-sustainability/biodiversity, Accessed at 5/3/2018.

(77) Queensland University, Better Buildings: Designing Solutions for Sustainable Architecture, Available on the World Wide Web: https://sustainability.uq.edu.au/projects/campus-grounds-and-buildings/better-buildings-designing-solutions-sustainable-architecture, Accessed at 5/3/2018.

(78) Wendy Green and Patricie Mertova," Internationalization oF Teaching and Learning at the University of Queensland", A Report on Current Perceptions and Practices, (Australia: TEDI Educational Technologies, Nov 2009), pp. 5,6,48.49.

(79) David R. Cole and Christine Woodrow, "Super Dimensions in Globalisation and Education", In David R. Cole and Christine Woodrow, (Editors), Super Dimensions in Globalisation and Education, (Singapore: SpringerNature, 2016), pp.8-9.

(80) Deborah J. Henderson and Elizabeth J. Tudball, "Democratic and Participatory Citizenship: Youth Action for Sustainability in Australia", Asian Education and Development Studies, Vol. 5, No. 1, 2016, pp.9, 15.

(81) Pandula Gamage and Nick Sciulli,"Research and Evaluation: Sustainability Reporting by Australian Universities", Australian Journal of Public Administration, Vol. 76, No. 2, 2016, p.187.

(82) Janet Haddock-Fraser, "Higher Education for Sustainability", In  J.C. Shin, P. Teixeira (Editors), Encyclopedia of International Higher Education Systems and Institutions, (Dordrecht: Springer,  2016), pp.1-3.

(83) Y Cynthia Way, What is Sustainability Leadership?, Available on the World Wide Web, https://www.td.org/insights/what-is-sustainability-leadership, Accessed at 1/7/2018.

) 84) عبد المسیح سمعان عبد المسیح، " التنمیة المستدامة"، من بحوث المؤتمر العلمی  التاسع عشر بعنوان  التربیة العلمیة والتنمیة المستدامة، المنعقد فی القاهرة، فی الفترة  یولیو 2017، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة العلمیة، 2017، ص33.

(85) Deniz Denize, "Sustainable Thinking and Environmental Awareness through Design Education", ScienceDirect, Procedia Environmental Sciences, 34, 2016, p.71.

) 86) ضحى إسماعیل، تعریف خدمة المجتمع، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،

https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9, Accessed at 1/7/2018.

)87 ) جمهوریة مصر العربیة- وزارة البیئة، الاقتصاد الأخضر، متاح على شبکة المعلومات الدولیة:

http://www.eeaa.gov.eg/areg/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B6%D8%B1.aspx, Accessed at 1/7/2018.

(88) للمزید من التفاصیل یرجى الرجوع إلى ما یلی:

-           إرسین باموکسوزر، بناء المختبرات الحیة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة:

https://www.wamda.com/ar/memakersge/2017/08/%D8%A5%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D9%86, Accessed at1/7/2018.

- Allen Higgins and Stefan Klein, "Introduction to the Living Lab Approach", inY.-H. Tan et al. (eds.), Accelerating Global Supply Chains with IT-Innovation,(Berlin:Verlag Berlin Heidelberg, 2011), pp. 31,32,35,36.

(89) حسن شحاتة وزینب النجار، معجم المصطلحات التربویة والنفسیة، الطبعة الثانیة، ( القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة،2011)، ص ص111،115.

[90]) ) أمینة التیتون، مرجع سابق،  ص107.

[91]) ) ناهدة عبد الکریم حافظ، "التنمیة البشریة المستدامة ، المفهوم ، الأدلة ، موقف: العراق عرض تعریفی"، مجلة کلیة الآداب– جامعة بغداد، العدد79، 2007، ص398.

[92]) ) هشام برکات بشر حسین، "فاعلیة برنامج  تدریبی مقترح فی تحقیق الاحتیاجات المهنیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات العربیة فی عصر المعلوماتیة"، مجلة کلیة التربیة- بورسعید، العدد 11، ینایر 2011، ص 43.

(93) Eduarda Marques da Costa and Others, "Defining Sustainable Communities: Development of A Toolkit for Policy Orientation", Journal of Urban Regeneration and Renewal, Vol. 6, No.3, 2013, p.279

(94) Definition of Cultural Diversity, Available on the World Wide Web https://www.speechmastery.com/definition-of-cultural-diversity.html, accessed at 1/7/2018.

(95) Ibrahim H. Garbie, "Sustainability Awareness in Industrial Organizations", 12th Global Conference on Sustainable Manufacturing, Berlin, Published by Elsevier, 2015, p.64.

(96) Donna Marshall and Others, "Going Above and Beyond: How Sustainability Culture and Ventrepreneurial Orientation Drive Social Sustainability Supply Chain Practice Adoption", Supply Chain Management: An International Journal, Vol. 20,No. 4, 2015, p.438

(97) M. Yılmaz, "Ssustainable Design in Architecture", A International Design  Conference Design,  2006, Dubrovnik - Croatia, May 15 - 18, 2006, p.1446.

[98]) ) مریم بن خلیفة ومحمد عبد الفتاح، " العمارة المستدامة"، مجلة جیل حقوق الانسان، العدد 15، ینایر 2017، ص17.

(99) Vivian Loftness and Megan Snyder, "Sustainable and Healthy Built Environment", In Robert A. Meyers (Editor.), Encyclopedia of Sustainability Science and Technology, (New York: Springer, 2012), pp. 10261-10262.

(100) منظمة الأغذیة والزراعة  للأمم المتحدة، الزراعة الحضریة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،

http://www.fao.org/urban-agriculture/ar, Accessed at 1/7/2018.

) 101) جامعة عین شمس- معهد الدراسات والبحوث البیئیة، نبذة تاریخیة عن المعهد، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://iesr.asu.edu.eg/article.php?action=show&id=4572#.W89XWhGYS00, Accessed at 20/10/2018.

[102]) ) جامعة قناة السویس- کلیة العلوم بالاسماعیلیة، دلیل الطالب لبرنامج الماجستیر فی البیئة بنظام النقاط المکتسبة الأوروبیECTS،ص2 متاح على شبکة المعلومات الدولیة،

 http://scuegypt.edu.eg/ar/wp content/uploads/2016/08/%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A3%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D9%87%D9%86%D8%A7-.pdf, Accessed at 20/10/2018

) 103) أمینة التیتون، مرجع سابق، ص267.

)104) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، الرؤیة والرسالة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/vision, Accessed at 1/1/2018

)105) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، لماذا جامعة هلیوبولیس، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/why-hu, 1/1/2018./           

) 106) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، أهداف جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/vision, Accessed at 1/1/2018./

(107) Rasha El Kholy, "Heliopolis University for Sustainable Development From Consciousness to Community Development",  32nd Cairo Climate Talks, Heliopolis University, No Date, p.19

) 108) نتائج المقابلة الشخصیة مع دکتور عمر رمزی: عمید کلیة الإقتصاد وإدارة الأعمال، ومدیر مرکز التمیز للتعلیم من أجل التنمیة المستدامة ، بتاریخ 20/2/2018.

) 109) نتائج المقابلة الشخصیة مع دکتور عمر رمزی: عمید کلیة الإقتصاد وإدارة الأعمال، ومدیر مرکز التمیز للتعلیم من أجل التنمیة المستدامة، بتاریخ 20/2/2018.

)110 ) أمینة التیتون،  مرجع سابق، ص 270.

) 111) جامعة هلیوبولیس، رؤیة لمستقبل مستدام لمصر، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،

http://www.hu.edu.eg/ar/a-vision-for-a-sustainable-future-for-egypt, Accessed at 1/1/2018./

)112 ) أمینة التیتون، مرجع سابق، ص268.

 (113) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، المرافق الریاضیة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/campus/sports-facilities, 1/1/2018./

)114) نتائج المقابلة الشخصیة، مع د. محمد أنور،نائب مدیر البرنامج الرئیسی، بتاریخ 20/2/2018.

[115]) ) رؤیة مصر 2030، البعد الاقتصادی، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،

http://sdsegypt2030.com/wpcontent/uploads/2016/05/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9.pdf, Accessed at 20/12/2017.

[116]) ) مدیحة فخری محمود، المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات وبعض قضایا المستقبل، الطبعة الأولى، (عمان: دار دجلة للنشر والتوزیع، 2018) ، ص ص95-97.

[117]) ) مدحت نافع، " معدلات الفقر فی مصر وأهداف التنمیة المستدامة: قراءة تحلیلیة فی بحث الدخل والانفاق والاستهلاک لعام 2015 "، مجلة الدیمقراطیة- وکالة الأهرام، المجلد 16، العدد 64، 2016، ص100.

[118]) ) دالیا الزیادی وهبة الله آدم، " العدالة الاجتماعیة ومشکلة الفقر فی مصر"،م دار المنظومة، مجلد 15،  القاهرة، سبتمبر 2011، ص254.

منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلوم والثقافة، "إعلان آیشی ناغویا التعلیم من أجل التنمیة  المستدامة "، من بحوث المؤتمر العالمی بعنوان التعلیم  من أجل التنمیة المستدامة ، المنعقد فی آیشی ناغوی، الیابان، فی الفترة من 10-12 نوفمبر 2014، ص5.
[1]) ) المرجع السابق ، ص ص2-3.
(3) Lisa Bohunovsky and Others, "Sustainable Universities in Austria Building Alliances and Clarifying the Concept", 20th Annual International Susainable Development Research Conference Norweglan University of  Science and Technology, Trondheim, Norway, June 18-20, 2014, pp.1-2.
(4) For More Details:
- Rolf Jucker, A Vision for A Sustainable University,pp.4-6, Available on the world wide web: ,http://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&ved=0ahUKEwihtLd3_vKAhXDPRQKHWZKDacQFggpMAE&url=http%3A%2F%2Frolfjucker.net%2F17march2003%2FVisionforasustainableUniversity.doc&usg=AFQjCNFYdvPRNqJMDqaQbqeE4ykftXye6Q, Accessed at 1/1/2016.
- Karl Herweg and Others, "Integrative Training in Inter and Trans Disciplinary Research Settings", in Lynne Wyness (Editor), Education for Sustainable Development: Towards the Sustainable University, (Plymouth: Pedagogic Research Institute and Observatory PedRIO, 2015),pp.38-40.
(5) Griffith University, Sustainability Plan 2013-2015, Our Goal: To be A Sustainable University. Griffith 2020", December 2012, p.3. Available on the World Wide Web: www. Griffith.edu.au.sustinability, Accessed at 1/1/2016.
(6) Luis Velazquez and Others, "Sustainable University: What Can be the Matter?" Journal of Cleaner Production, Vol. 14, Elsevier Ltd, 2006, pp.3-4.
(7) Valentin GRECU1 and Nagore, "The SustainableUniversity:  A Model For the SustainableOrganization", Management of Sustainable Development Sibiu, Romania, Vo. 6, No.2, December 2014, pp.19-20
(8) Stephen Sterling, "The Sustainable University: Challenge and Response", in Stephen Sterling, Larch Maxey and Heather Luna,(Editors), The Sustainable University Progress and Prospects, (London: Rout ledge, 2013), pp.24-25.
[1]) ) عزة أحمد محمد الحسینی، " التفکیر الإستراتیجی لدى قادة التعلیم الجامعی المصری على ضوء بعض النماذج والتطبیقات الأجنبیة"، مجلة التربیة، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، السنة السادسة عشر، العدد السابع والأربعون، فیرایر 2014، ص ص14-15.
[1]) ) منال رشاد عبد الفتاح، " نحو منهجیة جدیدة للجامعات المصریة لتخطیط احتیاجاتها من الموارد البشریة لمواجهة التحولات العالمیة"، مجلة التربیة، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، السنة الخامسة عشر، العدد الخامس والثلاثون، فیرایر 2012، ص 58.
[1]) ) رئاسة الجمهوریة، تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجیا، الدورة الثامنة والثلاثون، 2001-2002، ( القاهرة: المجالس القومیة المتخصصة،2002)، ص126.
[1]) ) رئاسة الجمهوریة، "الرؤى المستقبلیة للبحث العلمی والتکنولوجیا فی تنمیة المجتمع"، تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمیوالتکنولوجیا، الدورة الحادیة والأربعون، 2013-2014، ( القاهرة: المجالس القومیة المتخصصة،2014)، ص ص21-22.
[1]) ) تقریر عن مؤشرات التعلیم فی ضوء تقریر التنافسیة العالمی 2015-2016، متاح على شبکة المعلومات الدولیة: http://drgawdat.edutech-portal.net/archives/14608, Accessed at 1/1/2016.ز
[1]) ) سمیر عبد الحمید قطب، فلسفة التمیز فی التعلیم الجامعی: نحو جامعة متمیزة، ( القاهرة: هبة النیل العربیة للنشر،2009)، ص21.
[1]) ) رضا إبراهیم الملیجی، " التنمیة المهنیة المستدامة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة  فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة"، من بحوث المؤتمر الدولی الخامس بعنوان مستقبلإصلاحالتعلیمالعربیلمجتمعالمعرفةتجارب ورؤى، المنعقد فی القاهرة ، یولیو 2010، القاهرة، المرکز العربی للتعلیم والتنمیة والجامعة العربیة المفتوحة بالقاهرة، 2010، ص1100.
[1]) ) رضوان حاتم رضوان، " The Phenomenon of Climate Change and The Hospitality  Industry in Egypt"، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للسیاحة والفنادق، المجلد 9، العدد2، 2015، ص123.
[1])) أمانی مصطفى کمال، "تقییم أهم أخطار التغیر المناخی المحتملة فی مصر"، من بحوث المؤتمرالعلمی السنویالخامسعشربعنوانإدارةأزماتالمیاهوالمواردالمائیة:  السیناریوهات المحتملة والاستراتیجیات المتوازنة البناءة، المنعقد فی القاهرة، 2010، القاهرة، وحدة أ. د. محمد رشاد الحملاوی لبحوث الأزمات: کلیة التجارة- جامعة عین شمس، 2010، ص557.
[1])) رشا توفیق عبد المعبود وآخرون،" تصور مقترح لتفعیل دور الجامعة فی مواجهة التغیر فی القیم الاجتماعیة لدی طلابها: دراسة میدانیة، مجلة القراءة والمعرفة، العدد 152، یونیه 2014، ص ص139-140.
[1]) ) ماجدة محمد عبد الحمید فاید،" التحولات الاجتماعیة والاقتصادیة فی المجتمع المصری والتغیر فی  نمط الوفاة: دراسة میدانیة، حولیات آداب عین شمس، مجلد 43، سبتمبر 2015، ص377.
[1]) ) إبراهیم المتولی عمارة، " الطاقة: رکیزة للتنمیة المستدامة فی مصر"، مجلة الاقتصاد والمحاسبة، العدد 654، مایو 2014، ص 32.
(21) Jan Nolin and  Bjorn Brorostorm, The University of Boras as A Sustainable University, (Boras: Responstryck,2015),p.17.
(22) Jane Davidson," University of Wales, Trinity St. David, To ‘LIFE, the University and EveryThing: How Should Universities Educate for A Constrained Future?" in Lynne  Wyness (Editor), Education for Sustainable Development: Towards the Sustainable University, (Plymouth:Pedagogic Research Institute and Observatory, April 2015), pp.4-5.
(23) Ibid., pp.6-7.
(24) Paul Osmond and Others, Greening Universities Toolkit Transforming Universities Into Green and Sustainable Campuses: A Toolkit for Implementers, (Australia: United Nations Environment Programme, 2013), p.7.
(25) Hans van Weenen, "Towards A Vision of A Sustainable University", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 1, No. 1, 2000, pp.21-22.
(26) Christopher Uhl, Process and Practice: Creating the Sustainable University, available on the world wide web: http://mitpress.mit.edu/sites/default/files/titles/content/9780262524223_sch_0001.pdf, Accessed at 1/1/2016
(27) Chiara Mio, Towards A Sustainable University, (London: Palgrave Macmillan, 2013), pp.16-17.
(28) Yonghua Zou and Others, "Comparing Sustainable Universities between the United States and China: Cases of Indiana University and Tsinghua University", ISSN 2071-1050, journal of sustainability, 2015, pp.1800-1817.
(29) Luís P. Amaral , Nelson Martins and Joaquim B. Gouveia, "Quest for A Sustainable University: A Review", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol.16, Issue. 2, 2015, pp.155-172.
(30) Disterheft. Antje and Others," Sustainable Universities: A Study of Critical Success Factors for Participatory Approaches", Journal of Cleaner Production, Vol. 106, Nov 2015, pp.11-21.
(31) Holm. Tove, Sammalisto. Kaisu and Vuorisalo. Timo, "Education for Sustainable Development and Quality Assurance in Universities in China and the Nordic Countries: A Comparative Study", Journal of Cleaner Production, Vol. 107, Nov 2015, p529-537.
(32) Linda Too and Bhishna Bajracharya, "Sustainable Campus: Engaging the Community in Sustainability", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 16, No. 1, 2015, pp. 57-71.
(33) Emidia Vagnoni and Caterina Cavicchi, "An exploratory Study of Sustainable Development at Italian Universities", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 16, No. 2, 2015, pp. 217-236.
[1])) شاکر محمد فتحی وهمام بدراوی زیدان، التربیة المقارنة: المنهج- الأسالیب- التطبیقات، (القاهرة: مجموعة النیل العربیة، 2003) ، ص ص93-97.
(35) M S Abubakar and M L Attanda, "The Concept Sustainable Agriculture: Challenges and Prospects", 5th International Conferenceon Mechatronics, No Place, IOP Publishing Ltd, 2013, p.2.
[1]) ) عبد الله بن عبد الرحمن البریدی، التنمیة المستدامة: مدخل تکاملی لمفاهیم الاستدامة وتطبیقاتها مع الترکیز على العالم العربی،  الطبعة الأولى،( الریاض: دار العبیکان للنشر، 2015)، ص ص79-80.
(37) Eglė Katiliūtė and Jurgis Kazimieras Staniškis, "Sustainable University for Regional Development: Quality Management Model that Integrates Employer and Social Partner Attitudes", in W. Leal Filho (Editor), Transformative Approaches to Sustainable Development at Universities, (Switzerland: Springer International Publishing, 2015), p.76.
(38) Higher Education Associations Sustainability, Sustainable Development Primer for Higher Education Presidents, Chancellors, Trustees and Senior Leaders, Consortium, 2017,pp.3,6, Aviliable on the world wide web,http://hub-media.aashe.org/uploads/Presidents_and_Boards_Primer-DS.pdf, Accessed at 1/1/2018.
(39) Jan  Nolin , and Bjِrn Brorstrِm, Op.Cit., pp. 20-26.
[1]) ) شرکة أبو ظبی- أدجار، تقریر الاستدامة لعام 2012: التمیز لمستقبل مستدام، الامارات العربیة المتحدة، 2012، ص36.
(41) Boras University, Sustainable Development, Available on the World Wide Web: http://www.hb.se/en/About-UB/Sustainable-development, Accessed at 10/2/2017./,
(42) University of Waterloo, Our mission & vision, Available on the world wide web, https://uwaterloo.ca/co-operative-education-career-action/our-mission-vision, Accessed at 10/2/2017.
(43) Yonghua Zou and Others, "Comparing Sustainable Universities between the United States and China: Cases of Indiana University and Tsinghua University", ISSN 2071-1050,www.mdpi.com/journal/sustainability,2015,pp.11804-11805.
[1]) ) أمینة التیتون، التعلیم مفتاح التنمیة المستدامة، ( القاهرة: دار الفکر العربی، 2016)، ص ص 218-226.
(45) Yale University, Office of Sustainability, Yale Sustainability Principles, Available on the World Wide Web, https://sustainability.yale.edu/office-sustainability, Accessed at 1/1/2018.
(46) Division for Sustainable Development, Partnerships for Sustainable Development Goals, The United Nations Sustainable Development of Economic and social Affairs, 2015, pp.1-13.
(47) Paul Osmond and Others, Op.Cit., pp.7-8.
(48) Deniz Zaptcioglu Celikdemir and Others, "Defining Sustainable Universities following Public Opinion Formation Process", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 18, No.3, 2017 p.297.
(49) University of Waterloo, Environmental Sustainability Strategy, 2017-2025 ReleasedNoveomber 2017, pp.26-27.
(50) Eglė Katiliūtė and Jurgis Kazimieras Staniškis, "Green Campus as an Integral Part of Sustainable University: Students Perceptions",in W. Leal Filho et al. (Editors), Handbook of Theory and Practice of Sustainable Development in Higher Education,( Switzerland: Springer International Publishing, 2017), pp.342-347.
(51) Rehema M. White," Who Am I? The Role(s) of an Academic at a ‘Sustainable University", in W. Leal Filho et al. (Editors), Integrative Approaches to Sustainable Development at University Level, (Switzerland: Springer International Publishing, 2015), pp.680-682.
(52) Eglė Katiliūtė, Živilė Stankevičiūtė and Asta Daunorienė, "The Role of Non-academic Staff in Designing the Green University Campus", in W. Leal Filho et al. (Editors), Handbook of Theory and Practice of Sustainable Development in Higher Education,Volume 2, ( Switzerland: Springer International Publishing AG, 2017), pp.55-56.
[1]) ) عبد الله بن عبد الرحمن البریدی، مرجع سابق، ص341.
[1]) ) المرجع السابق، ص ص 341-342.
(55) John Bollier and Others, A Framework for Campus Planning Sustainability Supplement, Yale, June 2013, p.23.
(56) University of Calgary, Institutional Sustainability Strategy: Enriching learning. Growing leaders. Accelerating change, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/strategy, Accessed at 10/5/2018.
(57) University of Calgary, University of Calgary Sustainability Policy, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/commitments, Accessed at 10/5/2018.
(58) University of Calgary, University of Calgary Sustainability Policy, Available on the World Wide Web, https://www.ucalgary.ca/sustainability/commitments, Accessed at 10/5/2018.
(59) University of Calgary, Institutional Sustainability Strategy Enriching learning. Growing leaders. Acceleratingchange Available on the World Wide Web ,http://www.ucalgary.ca/sustainability/files/sustainability/inst_sustainability_strategy_final.pdf,pp.20-29. , Accessed at 10/5/2018.
(60) Calgary University, Staff Professional Development, Available on the World Wide Web,https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-9/, Accessed at 10/5/2018
(61) Calgary University, Employee Orientation, Available on the World Wide Web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-8/, Accessed at 10/5/2018
(62) Calgary University, Employee Educators Program, Aviliable on the World Wide Web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/EN/campus-engagement/EN-7/, Accessed at 10/5/2018
(63) Calgary University, Building Design and Construction, Aviliable on the world wide web, https://stars.aashe.org/institutions/university-of-calgary-ab/report/2016-12-21/OP/buildings/OP-4/, Accessed at 10/5/2018.
(64) Jessica Wallace, Theme: Urban Evolution It’s not easy being green as environmentally conscious construction takes off; one researcher asks how it affects building occupants, April 2015, Available on the world wide web, http://explore.ucalgary.ca/it%E2%80%99s-not-easy-being-green, Accessed at 10/5/2018.
(65) Olaf Weber and Olena Kholodova, Climate Change and the Canadian Financial Sector, (Canada: Carol Bonnett, 2017), pp.1-2.
(66) A New Plan for Canda's Environment and Economy, Aviliable on the WorldWide Web,https://www.liberal.ca/wp-content/uploads/2015/08/A-new-plan-for-Canadas-environment-and-economy.pdf, Accessed at 10/5/2018.
(67) Calgary University, Building A Vibrant Civil Society through Respectful and Fruitful Human Interactions in A Multicultural Society, Aviliable on the World Wide Web,  http://wcm.ucalgary.ca/dynamics/grand-challenges/cultural-understanding, Accessed at 10/5/2018.

(68) Queensland University, UQ's Mission, Vision and Values, Available on the World Wide Web, https://www.uq.edu.au/about/mission-statement, Accessed at 5/3/2018.

(69) Queensland University-Global Change Institute, Global Change affects everyone, Available on the World Wide Web,  http://www.gci.uq.edu.au/about-gci, Accessed at 5/3/2018.
(70) For More Details:
- Queensland University, Sustainable Futures Building, Campus Infrastructure Committee Briefing September, 2017, p.1.
-Queensland University, Sustainabilit: Policy, Available on the World Wide Web, http://ppl.app.uq.edu.au/content/10.10.01-sustainability-0#Policy, Accessed at 5/3/2018.
(71) Queensland University, Strategic Plan 2018-2021, Available on the World Wide Web, http://www.uq.edu.au/about/planning, Accessed at 5/3/2018
(72) University Queensland- Sustainable Minerals Institute, Postgraduate Coursework Program, Available on the World Wide Web, https://smi.uq.edu.au/postgraduate, Accessed at 5/3/2018
(73) University Queensland, Water efficiency management program, Available on the World Wide Web, https://sustainability.uq.edu.au/projects/water/water-efficiency-management-program, Accessed at 20/10/2018.
(74) University Queensland, New Green Labs Representatives, Available on the World Wide Web, https://staffdevelopment.hr.uq.edu.au/course/EMGLRP, Accessed at 20/10/2018
(75) Ian Thomas and Teresa Day, "Sustainability capabilities, graduate capabilities, and Australian universities", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 15, No. 2, 2014, pp. 208-214.
(76) Queensland University, Campus Grounds and Buildings, Available on the World Wide Web, https://sustainability.uq.edu.au/campus-sustainability/biodiversity, Accessed at 5/3/2018.
(77) Queensland University, Better Buildings: Designing Solutions for Sustainable Architecture, Available on the World Wide Web: https://sustainability.uq.edu.au/projects/campus-grounds-and-buildings/better-buildings-designing-solutions-sustainable-architecture, Accessed at 5/3/2018.
(78) Wendy Green and Patricie Mertova," Internationalization oF Teaching and Learning at the University of Queensland", A Report on Current Perceptions and Practices, (Australia: TEDI Educational Technologies, Nov 2009), pp. 5,6,48.49.
(79) David R. Cole and Christine Woodrow, "Super Dimensions in Globalisation and Education", In David R. Cole and Christine Woodrow, (Editors), Super Dimensions in Globalisation and Education, (Singapore: SpringerNature, 2016), pp.8-9.
(80) Deborah J. Henderson and Elizabeth J. Tudball, "Democratic and Participatory Citizenship: Youth Action for Sustainability in Australia", Asian Education and Development Studies, Vol. 5, No. 1, 2016, pp.9, 15.
(81) Pandula Gamage and Nick Sciulli,"Research and Evaluation: Sustainability Reporting by Australian Universities", Australian Journal of Public Administration, Vol. 76, No. 2, 2016, p.187.
(82) Janet Haddock-Fraser, "Higher Education for Sustainability", In  J.C. Shin, P. Teixeira (Editors), Encyclopedia of International Higher Education Systems and Institutions, (Dordrecht: Springer,  2016), pp.1-3.

(83) Y Cynthia Way, What is Sustainability Leadership?, Available on the World Wide Web, https://www.td.org/insights/what-is-sustainability-leadership, Accessed at 1/7/2018.

) 84) عبد المسیح سمعان عبد المسیح، " التنمیة المستدامة"، من بحوث المؤتمر العلمی  التاسع عشر بعنوان  التربیة العلمیة والتنمیة المستدامة، المنعقد فی القاهرة، فی الفترة  یولیو 2017، القاهرة، الجمعیة المصریة للتربیة العلمیة، 2017، ص33.
(85) Deniz Denize, "Sustainable Thinking and Environmental Awareness through Design Education", ScienceDirect, Procedia Environmental Sciences, 34, 2016, p.71.
) 86) ضحى إسماعیل، تعریف خدمة المجتمع، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،
https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9, Accessed at 1/7/2018.
)87 ) جمهوریة مصر العربیة- وزارة البیئة، الاقتصاد الأخضر، متاح على شبکة المعلومات الدولیة:
http://www.eeaa.gov.eg/areg/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B6%D8%B1.aspx, Accessed at 1/7/2018.
(88) للمزید من التفاصیل یرجى الرجوع إلى ما یلی:
-           إرسین باموکسوزر، بناء المختبرات الحیة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة:
https://www.wamda.com/ar/memakersge/2017/08/%D8%A5%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D9%86, Accessed at1/7/2018.
- Allen Higgins and Stefan Klein, "Introduction to the Living Lab Approach", inY.-H. Tan et al. (eds.), Accelerating Global Supply Chains with IT-Innovation,(Berlin:Verlag Berlin Heidelberg, 2011), pp. 31,32,35,36.
(89) حسن شحاتة وزینب النجار، معجم المصطلحات التربویة والنفسیة، الطبعة الثانیة، ( القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة،2011)، ص ص111،115.
[1]) ) أمینة التیتون، مرجع سابق،  ص107.
[1]) ) ناهدة عبد الکریم حافظ، "التنمیة البشریة المستدامة ، المفهوم ، الأدلة ، موقف: العراق عرض تعریفی"، مجلة کلیة الآداب– جامعة بغداد، العدد79، 2007، ص398.
[1]) ) هشام برکات بشر حسین، "فاعلیة برنامج  تدریبی مقترح فی تحقیق الاحتیاجات المهنیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات العربیة فی عصر المعلوماتیة"، مجلة کلیة التربیة- بورسعید، العدد 11، ینایر 2011، ص 43.
(93) Eduarda Marques da Costa and Others, "Defining Sustainable Communities: Development of A Toolkit for Policy Orientation", Journal of Urban Regeneration and Renewal, Vol. 6, No.3, 2013, p.279

(94) Definition of Cultural Diversity, Available on the World Wide Web https://www.speechmastery.com/definition-of-cultural-diversity.html, accessed at 1/7/2018.

(95) Ibrahim H. Garbie, "Sustainability Awareness in Industrial Organizations", 12th Global Conference on Sustainable Manufacturing, Berlin, Published by Elsevier, 2015, p.64.
(96) Donna Marshall and Others, "Going Above and Beyond: How Sustainability Culture and Ventrepreneurial Orientation Drive Social Sustainability Supply Chain Practice Adoption", Supply Chain Management: An International Journal, Vol. 20,No. 4, 2015, p.438
(97) M. Yılmaz, "Ssustainable Design in Architecture", A International Design  Conference Design,  2006, Dubrovnik - Croatia, May 15 - 18, 2006, p.1446.
[1]) ) مریم بن خلیفة ومحمد عبد الفتاح، " العمارة المستدامة"، مجلة جیل حقوق الانسان، العدد 15، ینایر 2017، ص17.
(99) Vivian Loftness and Megan Snyder, "Sustainable and Healthy Built Environment", In Robert A. Meyers (Editor.), Encyclopedia of Sustainability Science and Technology, (New York: Springer, 2012), pp. 10261-10262.
(100) منظمة الأغذیة والزراعة  للأمم المتحدة، الزراعة الحضریة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،
http://www.fao.org/urban-agriculture/ar, Accessed at 1/7/2018.
) 101) جامعة عین شمس- معهد الدراسات والبحوث البیئیة، نبذة تاریخیة عن المعهد، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://iesr.asu.edu.eg/article.php?action=show&id=4572#.W89XWhGYS00, Accessed at 20/10/2018.
[1]) ) جامعة قناة السویس- کلیة العلوم بالاسماعیلیة، دلیل الطالب لبرنامج الماجستیر فی البیئة بنظام النقاط المکتسبة الأوروبیECTS،ص2 متاح على شبکة المعلومات الدولیة،
 http://scuegypt.edu.eg/ar/wp content/uploads/2016/08/%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A3%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D9%87%D9%86%D8%A7-.pdf, Accessed at 20/10/2018
) 103) أمینة التیتون، مرجع سابق، ص267.
)104) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، الرؤیة والرسالة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/vision, Accessed at 1/1/2018
)105) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، لماذا جامعة هلیوبولیس، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/why-hu, 1/1/2018./           
) 106) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، أهداف جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/about/vision, Accessed at 1/1/2018./
(107) Rasha El Kholy, "Heliopolis University for Sustainable Development From Consciousness to Community Development",  32nd Cairo Climate Talks, Heliopolis University, No Date, p.19
) 108) نتائج المقابلة الشخصیة مع دکتور عمر رمزی: عمید کلیة الإقتصاد وإدارة الأعمال، ومدیر مرکز التمیز للتعلیم من أجل التنمیة المستدامة ، بتاریخ 20/2/2018.
) 109) نتائج المقابلة الشخصیة مع دکتور عمر رمزی: عمید کلیة الإقتصاد وإدارة الأعمال، ومدیر مرکز التمیز للتعلیم من أجل التنمیة المستدامة، بتاریخ 20/2/2018.
)110 ) أمینة التیتون،  مرجع سابق، ص 270.
) 111) جامعة هلیوبولیس، رؤیة لمستقبل مستدام لمصر، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،
http://www.hu.edu.eg/ar/a-vision-for-a-sustainable-future-for-egypt, Accessed at 1/1/2018./
)112 ) أمینة التیتون، مرجع سابق، ص268.
 (113) جامعة هلیوبولیس للتنمیة المستدامة، المرافق الریاضیة، متاح على شبکة المعلومات الدولیة، http://www.hu.edu.eg/ar/campus/sports-facilities, 1/1/2018./
)114) نتائج المقابلة الشخصیة، مع د. محمد أنور،نائب مدیر البرنامج الرئیسی، بتاریخ 20/2/2018.
[1]) ) رؤیة مصر 2030، البعد الاقتصادی، متاح على شبکة المعلومات الدولیة،
http://sdsegypt2030.com/wpcontent/uploads/2016/05/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9.pdf, Accessed at 20/12/2017.
[1]) ) مدیحة فخری محمود، المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات وبعض قضایا المستقبل، الطبعة الأولى، (عمان: دار دجلة للنشر والتوزیع، 2018) ، ص ص95-97.
[1]) ) مدحت نافع، " معدلات الفقر فی مصر وأهداف التنمیة المستدامة: قراءة تحلیلیة فی بحث الدخل والانفاق والاستهلاک لعام 2015 "، مجلة الدیمقراطیة- وکالة الأهرام، المجلد 16، العدد 64، 2016، ص100.
[1]) ) دالیا الزیادی وهبة الله آدم، " العدالة الاجتماعیة ومشکلة الفقر فی مصر"،م دار المنظومة، مجلد 15،  القاهرة، سبتمبر 2011، ص254.