باراديم مقترح لتحسين کفاءة البحث الإداري التربوي في مصر في ضوء مدخل التخصصات البينية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

يهدف البحث الحالي إلى استکشاف أسس ومقومات بينية التخصصات کتوجه معاصر في البحث العلمي، ودورها المأمول في التطوير الإبستولوجي والمنهجي لبحوث الإدارة التربوية کمجال بيني بطبيعته, حيث تتمثل مشکلة البحث في ضعف الاعتماد على التخصصات البينية في إجراء البحوث والدراسات التي تتعلق بمشکلات أکاديمية وقضايا مجتمعية وتنموية تحتاج إلى وحدة المعرفة وتکاملها, بما يحقق شمولية المعالجة وتنوع الرؤية والمنظور المنهجي.
     واعتمد البحث في معالجته على المنهج الوصفي، مع الاستعانة بإجراء استطلاع رأي تم تطبيقه على عينة عددها ( 46) من الباحثين والمتخصصين في الإدارة التعليمية والتربية المقارنة وأصول التربية, بهدف استطلاع اَرائهم حول عدد من المحددات المقترحة لتحسين کفاءة البحث الإداري التربوي استناداً إلى بينية التخصصات. وقد توصل البحث في نتائجه إلى صياغة باراديم مقترح وفق عدد من المنطلقات, والمحددات التي تتضمن: الإبستمولوجيا أي مبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقية, لتشکيل المفاهيم والمصطلحات, وتطور مدلولاتها وقضاياها النظرية ومقارباتها للواقع, والميثودولوجيا التي تعبر عن منهجية البحث وتقنياته والمراحل العلمية التي يتم ممارستها من أجل الکشف عن واقع ما أوالبرهان على فرضيات وقيمتها ومداها الموضوعي, والأکسيولوجيا وما يتعلق بقيم وأخلاقيات البحث العلمي من التزام الأمانة العلمية, والنزاهة الأکاديمية, والقواعد المهنية.

الكلمات الرئيسية


بارادیم مقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر

فی ضوء مدخل التخصصات البینیة

د. عدنان محمد قطیط، أستاذ باحث مساعد بشعبة بحوث التخطیط التربوی،

 المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة.

ملخص:  

       یهدف البحث الحالی إلى استکشاف أسس ومقومات بینیة التخصصات کتوجه معاصر فی البحث العلمی، ودورها المأمول فی التطویر الإبستولوجی والمنهجی لبحوث الإدارة التربویة کمجال بینی بطبیعته, حیث تتمثل مشکلة البحث فی ضعف الاعتماد على التخصصات البینیة فی إجراء البحوث والدراسات التی تتعلق بمشکلات أکادیمیة وقضایا مجتمعیة وتنمویة تحتاج إلى وحدة المعرفة وتکاملها, بما یحقق شمولیة المعالجة وتنوع الرؤیة والمنظور المنهجی.

     واعتمد البحث فی معالجته على المنهج الوصفی، مع الاستعانة بإجراء استطلاع رأی تم تطبیقه على عینة عددها ( 46) من الباحثین والمتخصصین فی الإدارة التعلیمیة والتربیة المقارنة وأصول التربیة, بهدف استطلاع اَرائهم حول عدد من المحددات المقترحة لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی استناداً إلى بینیة التخصصات. وقد توصل البحث فی نتائجه إلى صیاغة بارادیم مقترح وفق عدد من المنطلقات, والمحددات التی تتضمن: الإبستمولوجیا أی مبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقیة, لتشکیل المفاهیم والمصطلحات, وتطور مدلولاتها وقضایاها النظریة ومقارباتها للواقع, والمیثودولوجیا التی تعبر عن منهجیة البحث وتقنیاته والمراحل العلمیة التی یتم ممارستها من أجل الکشف عن واقع ما أوالبرهان على فرضیات وقیمتها ومداها الموضوعی, والأکسیولوجیا وما یتعلق بقیم وأخلاقیات البحث العلمی من التزام الأمانة العلمیة, والنزاهة الأکادیمیة, والقواعد المهنیة.

الکلمات المفتاحیة: بارادیم, البحث الإداری التربوی, بینیة التخصصات, مصر.

A proposed paradigm for improving the efficiency of administrative educational research in Egypt in the light of interdisciplinarity approach

Abstract

       The current research aims to explore the foundations of interdisciplinarity as a contemporary approach in scientific research and its expected role in the development of epistology and methodology for educational management research as an interdisciplinary field by nature. The research problem is represented in the weak reliance on interdisciplinary research and studies related to academic and community problems or developmental issues that need the unity and integration of knowledge, to achieve comprehensive analysis and diversity of vision or methodological perspective.

     The research depended on the descriptive method, with the use of expert survey that was applied to a sample reached (46) of researchers and specialists in the fields of educational administration, comparative education and foundations of education to explore their views about a number of proposed determinants for the development of administrative research based on interdisciplinary approach. 

     The research concluded with a proposed paradigm depending upon a number of principles and determinants for improving the efficiency of research, that include: Epistemology which refers to the principles and sources of knowledge, and its logical origins, to form concepts and terminology, and the evolution of its implications and theoretical issues and approaches to reality. The second determinant refers to methodology that concerns with the main perspective of research, its techniques, tools and the scientific stages that are practiced in order to reveal a reality or prove hypotheses value, their objective scope. The third determinant is axiology that refers to the values ​​and ethics of scientific research, the commitment to academic integrity and professional rules.

Keywords: Paradigm, educational administrative research, interdisciplinarity, Egypt.

 

بارادیم مقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر

فی ضوء مدخل التخصصات البینیة

د. عدنان محمد قطیط، أستاذ باحث مساعد بشعبة بحوث التخطیط التربوی،

 المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة.

مقدمة:

     تعتبر بینیة التخصصات مرحلة من مراحل تطوّر العلم فرضت نفسها بعد مرحلتی الموسوعیة والتخصصیة, فقد هیمنت النزعة الموسوعیة قروناً عدیدة، کما میزت النزعة التخصّصیة مسار العلوم فی القرنین الأخیرین, وقد کانت لها فوائد کبرى فی مختلف مجالاتها, لکنّ الحرص على عزل الظواهر بعضها عن بعض وتقسیمها وتفریع المسارات الأکادیمیة والبحثیة قد أدى إلى النزوع المبالغ فیه نحو استقلال التخصصات فی لغتها ومنظومتها الاصطلاحیة ومناهجها, وذلک على الرغم من ملاحظة أن غالبیة التطورات العلمیة والنظریات التی أحدثت نقلات نوعیة خلال القرن العشرین کانت نتاجاً لجهود بینیة التخصصات لعلماء من مجالات متنوعة.

      ولقد دعت تحولات علمیة وتکنولوجیة وبیئیة إلى ضرورة إیجاد جسور بین التخصصات، فالجامعة ومراکز البحث على وجه الخصوص هی المکان المناسب تماماً لتطویر البحث العلمی، وفی وإمکانها متابعة التطورات فی التخصصات الأساسیة وتقسیماتها الفرعیة، وفی إمکانها أیضا اختیار وفحص الحدود بین التخصصات والنظم العلمیة. ( زاهر, 2002, 315) ومن هذا المنطلق فإن المجتمع المعاصر بحاجة إلى مراعاة مستجدات العصر ومعالجة قضایاه فی ضوء مبدأ وحدة المعرفة وتکاملها بین العلوم الطبیعیة والإنسانیة فیما یعرف بالعلوم البینیة.

     وخلال العقدین الماضیین تزاید التوجه نحو التخصصات البینیة نتیجة التعقد فی المشکلات التی تتعدى مجال تخصصی واحد, والکم الهائل من المعلومات وتبنی الاقتصاد القائم على المعرفة والذی یتطلب مهارات نوعیة, بما جعل العدید من المنظمات الدولیة کالاتحاد الأوروبی والبنک الدولی تتجه لدعم التخصصات البینیة , والتی لا تعنی مجرد التمکن من عدة تخصصات أو مجالات علمیة, ولکن الانفتاح على تنوع التخصصات العلمیة لمعالجة قضیة ما فی إطار تعدد المداخل والمنهجیات وزوایا المعالجة والتناول.( Muravska, Ozolina, 2011, 10)

      ولقد کانت نقطة الانطلاق لبینیة التخصصات من خلال تقریر منظمة التنمیة والتعاون الاقتصادی  OCED عام 1970 حول بینیة التخصصات ومشکلات التدریس والبحث العلمی بالجامعات, بهدف البحث عن مداخل قادرة على معالجة تعقد مشکلات المجتمع المعاصر, ولکن على الرغم من ذلک ما زال هذا المدخل یواجه العدید من المعوقات الأبستمولوجیة والمؤسسیة فی مؤسسات التعلیم العالی والمراکز البحثیة.  (Medne, Muravska, 2011,67)

      إن تشابک العلوم ووحدة المعرفة فرض تنامی التوجه نحو المقاربات البینیة التی تتداخل فیها التخصصات، بهدف توظیف المعلومات فی سیاقها وفق منظور یتشابک فیه الاقتصادی بالنفسی بالاجتماعی، لفهم الواقع وبناء المعانی ضمن الإطار الأشمل والأوسع.

     

      وفی هذا الإطار, تطور الفکر الإداری عبر العقود الماضیة، وأسهمت دراسات العدید من الباحثین فی إغناء المعرفة الإداریة، ووضع نظریات ومبادئ تفسر الإدارة کظاهرة متعددة وبینیة التخصصات بطبیعتها تتأثر بعوامل ومتغیرات اجتماعیة وإنسانیة أو تنظیمیة وثقافیة وسیکولوجیة.

     وبناء على ذلک, یلفت  (Wang, Bowers, 2016, 242, 243) النظر أن الإدارة التعلیمیة منذ بدایة ظهورها کمجال أو تخصص علمی ینظر إلیها على أنها مجال بینی التخصصات یعتمد فی معالجاته على علوم التربیة والاجتماع کتخصصات علمیة أکثر إسهاماً فی مجال الإدارة, بالإضافة إلى علوم السیاسة والاقتصاد والأنثروبولوجیا وعلوم أخرى, وان کان یتم استخدام مفهومی المجال والتخصص بشکل تبادلی فی الأدبیات, إلا أن هناک عدد من المتخصصین الذین یرون الإدارة التعلیمیة کمجال تطبیقی فی سیاق التعلیم أو تخصص التربیة.

      لکن من ناحیة أخرى, فإن العلوم الاجتماعیة, ومنها الإدارة تواجه أزمة حقیقیة تتمثل فی أنها تعالج قضایا وتحل مشکلات نابعة فی بیئة غریبة عنها، وتستخدم نظریات وأسالیب بحث طورها علماء لهم أطرهم الفکریة، وقیمهم، وأسالیب بحثهم، بما ینتج عنه افتقاد النظریات الاجتماعیة والإداریة إلى الاتساق مع الواقع العربی وعدم قدرتها على تفسیره وتحسینه. (دره, 2003, 190) کما تشیر دراسة ( البازعی, 2013, ص 224) إلى أن الدراسات البینیة لم تحظ بالتشجیع والدعم الأکادیمی والعلمی على النحو الذی یکسر حدة العزلة التخصصیة للعلوم الإنسانیة فیحدث نوعا من السیولة التی تدمج المعرفة ومناهجها ومصطلحاتها.

     وفی هذا السیاق, تشیر دراسة ( عطاری؛ عواد, 2015, 189)  إلى وجود فجوة بین البحث والممارسة فی الإدارة التربویة، وضرورة وضع ألیات لتجسیر هذه الفجوة, کما أن هناک قلق فی العالم العربی حول جودة البحوث فی الإدارة التربویة وجدواها، ووجود عدد من السلبیات التی تعمق الفجوة بین النظریة والممارسة مثل الاعتماد على النظریات والنماذج الإداریة الغربیة دون تمحیص کاف لمدى قابلیتها للتطبیق فی الواقع العربی، وإلى إهمال المؤلفین والباحثین لدور الثقافة فی الإدارة وضعف أو عدم وجود شبکات بحث قومیة أو محلیة.

      إن الحاجة إلى المقاربات البینیة فی البحث الإداری التربوی أصبحت الآن أقوى من أی وقت مضى، نتیجة لسمات التعقد فی القضایا والظواهر التربویة والمجتمعیة التی تحتاج إلى معالجات شاملة ومناهج بحثیة متعددة, بما یفرض السعی والاجتهاد نحو تطویر المنظور الفکری والإرشادی أو البارادیم السائد فی البحث التربوی بشکل عام وبحوث الإدارة التعلیمیة على وجه الخصوص کأحد المجالات العلمیة البینیة بطبیعتها منذ نشأتها واستفادتها من العلوم الاجتماعیة والنفسیة والإقتصادیة.

مشکلة البحث:

      تدل شواهد الواقع الأکادیمی والمجتمعی على تزاید القضایا والمشکلات التی یصعب معالجتها من خلال منظور أو تخصص علمی أحادی، وإنما تتطلب معالجة بینیة تفرض إعادة النظر فی التخصصات العلمیة والبحثیة القائمة، وحدودها الإبستمولوجیة ومعاییرها المنهجیة لتطویر المنظومة المفاهیمیة والمصطلحیة التی تستفید من تکامل التخصصات ووحدة المعرفة. کما أن معوقات البحث التربوی کمجال عام یندرج فی إطاره العدید من التخصصات تنسحب على واقع البحث الإداری التربوی ککجزأ من کل وکفرع من الأصل.

      لکن على الرغم من ذلک, ظلت المعرفة التربویة أسیرة للتفکیر الخطی أحادی البعد وتفاقم الأمر فی غیاب الثقافة العلمیة وسیطرة التفکیر الدوجماطی حتى أصبحت المعرفة التربویة فی أزمة حقیقیة. (  کامل،2010, 28) کما أشار (أحمد, 2005, 12) فی سیاق ملاحظاته على البحث الإداری التربوی فی مصر إلى افتقار مهارات الفریق البحثی متعدد التخصصات, مع غیاب الخریطة البحثیة على المستوى الإقلیمی، أو المستوى القطری. وأکد ( علی, 2010, 13) على بعض مظاهر أزمة المعرفة التربویة فی غیاب الفلسفة والهویة والنقد التربوی, والتقوقع التربوی وتشوهات التکوین والبناء البحثی, والانقطاع عن ینابیع المعرفة التربویة.

      ویلفت ( عبدالعال, 2010, 64) النظر إلى أنه نظرًا لتبعیة الفکر التربوی العربی المعاصر للفکر الغربی، فإن أغلب المصطلحات قد استعیرت وهی تحمل کل تحیزات النموذج المعرفی الغربی، وهو مرتبط بسیاقه الثقافی الحضاری الذی نشأ فیه.

       إن غیاب نهج الدراسات البینیة فی العلوم الاجتماعیة والإنسانیة وضعف مصادر المعرفة عنه لدى الباحثین ترجع لأسباب عدة منها: تراجع مستوى المدارس الفکریة عما کانت علیه فی الماضی, وضعف المناخ الملائم لتشکیل فرق بحثیة, وعدم وجود سیاسة بحثیة تشجع البحوث البینیة. ( بیومی, 2016 , 134) هذا بالإضافة إلى ضعف التکوین العلمی للباحث فی العلوم الاجتماعیة والإنسانیة بصفة عامة والباحث التربوی بصفة خاصة، وضعف التکامل بین المعارف والعلوم الإنسانیة.( سکران, 2010, 181)

      کما أدى عدم وجود خریطة بحثیة قومیة إلى ضعف التنسیق والتکامل بین التخصصات المختلفة على الرغم من أهمیة ذلک؛ لوحدة الهدف بین جمیع الأقسام التربویة, هذا ویمکن القول بأن استمرار عملیة البحث فی مصر بطرق فردیة دون استخدام خریطة بحثیة قومیة لن یصلح العملیة التعلیمیة على الإطلاق. (عرجاوی, 2014, 312) کما لاتتفق توجهات البحوث فی الغالب مع التوجهات العالمیة، ولا تأخذ بعین الاعتبار التغیرات العصریة، ولا تسیر وفق سیاسة بحثیة محددة تضع احتیاجات المجتمع فی أولویاتها. ( عبدالعال, 2016)

     وفیما یتعلق بمنهجیة البحث فی التربیة المقارنة والإدارة التربویة, تشیر دراسة ( أحمد, 2014, 310) إلى أن الانتقادات الموجهة من أصحاب المنهج الکمی إلى أصحاب المنهج الکیفی والعکس، والمشکلات المنهجیة المترتبة على الاعتماد على منهج بحثی واحد دون الآخر- ساهمت فی ظهور منهج بحث الطرائق المرکبة، من أجل التغلب على کثیر من الانتقادات الموجهة لدراسات البحوث الکمیة والکیفیة فی مجال البحث التربوی عامة, ومجالی التربیة المقارنة والإدارة التربویة خاصة.

      وتأسیساً على ذلک، تبدو حاجة البحث التربوی بشکل عام والبحث الإداری على وجه الخصوص لطبیعته البینیة بالأساس, إلى إعادة النظر فی فلسفته ونوعیة مقارباته ومنهجیة معالجاته، لتعزیز أسالیب استفادته من معطیات التطور العلمی المعاصر الذی یتسم بالتعقد ووحدة المعارف وتکاملها.

وتأسیساً على ما سبق یمکن صیاغة مشکلة البحث فی السؤال الرئیس التالی:

کیف یمکن تحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر فی ضوء بینیة التخصصات؟

 

وینبثق عن هذا السؤال عدة أسئلة فرعیة تتضمن ما یلی:

  1. ما المنطلقات الفکریة لبینیة التخصصات کتوجه بحثی فی الفکر التربوی المعاصر؟
  2. ما المرتکزات والأصول الفلسفیة لبارادیم البحث الإداری التربوی ومحددات کفاءته؟
  3. ما واقع کفاءة البحث الإداری التربوی ومعوقات بینیة التخصصات فی مصر؟
  4. ما المحددات الفکریة لبینیة التخصصات کمدخل لتحسین کفاءة البحث الاداری التربوی من منظور الخبراء؟
  5. ما البارادیم المقترح لتحسین کفاءة البحث الاداری التربوی فی ضوء بینیة التخصصات؟

أهداف البحث ومبرراته:

یستند هذا البحث إلى السعی لتحقیق الأهداف التالیة:

1-        استکشاف الأطر الفکریة للبحوث بینیة التخصصات ومحدداتها الإبستمولوجیة والمنهجیة

2-        الوقوف على واقع کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر ومعوقات بینیة التخصصات.

3-        التعرف على وجهات نظر الباحثین حول محددات تعزیز بینیة التخصصات کمدخل لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر.

4-        تقدیم بارادیم مقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی ضوء بینیة التخصصات.

      وتتجلى أهمیة البحث الحالی من أهمیة البحث العلمی والتربوی بشکل عام والبحث الإداری على وجه الخصوص, ودوره فی تحقیق التطورات العلمیة والمجتمعیة, کما یستمد هذا البحث مبرراته من الدور المتنامی لمدخل التخصصات البینیة کتوجه له تأثیراته العمیقة على مختلف المجالات العلمیة والبحثیة المعاصرة، بما یفرض تطویر واقع ومشهد البحث التربوی والإداری فی مصر.

حدود البحث:

     یسیر البحث فی نطاق الحدود الموضوعیة التی تتمثل فی متغیری البحث الإداری التربوی وبینیة التخصصات, کما یقتصر البحث فی حده البشری على أعضاء هیئة التدریس والباحثین المتخصصین فی الإدارة والأصول التربویة, والحد الزمنی للتطبیق المیدانی خلال شهری نوفمبر ودیسمبر 2017م.

مصطلحات البحث:

یشتمل البحث على أربعة مصطلحات محوریة توجه المعالجة والتناول للمحاور والمتغیرات, بما یفرض السعی لتأصیلها واستکشاف أبعادها الإیتیمولوجیة, وهی:

  1. البرادیم: Paradigm

      یشیر( على, حجازی, 2005, 278) إلى عدم استساغة الترجمات العربیة لمصطلح paradigm کالنموذج الإرشادی والنهج المحوری, وتفضیل التعریب للکلمة, حیث یطلق علیه الإطار الفکرى، والنموذج الإرشادى للمارسات العلمیة المتوافق علیها، والقوانین والنظریات، والتطبیق، وکیفیة استخدام الأدوات کتقالید متجانسة محددة للبحث العلمى. وذلک اعتماداً على بدایة ظهور هذا المصطلح والذی حدده ( کون, 2003, 12) فی کتابه بنیة الثورات العلمیة بأنه " تلک النظریات المعتمدة کنموذج لدى مجتمع مـن الباحثین العلمیین فـى عصر بذاته، علاوة على طرق البحث الممیزة لتحدید المشکلات العلمیة وحلها وأسالیب فهم الوقائع". کما یتحدد البارادیم بأنه إطار فلسفی تنظیری یستخرج من نظریات ومنظورات لتخصص من التخصصات یحدد طریقة تناول المعرفة, وهو کل متماسک للافتراضات المنطقیة والمفاهیم والأسس الفکریة الموجهة للبحث ( حجی, 2015, 13)

      وعلى ضوء ما سبق یتحدد المفهوم الإجرائی لمصطلح البارادیم فی البحث الحالی على أنه إطار فلسفی یحدد طریقة دراسة المعرفة الإداریة التربویة, والأسس الفکریة الموجهة لنظریاتها وافتراضاتها ومصطلحاتها ومفاهیمها کمنظور إرشادى للمارسات العلمیة المتوافق علیها.

  1. الکفاءة: Efficiency

      تعرف الکفاءة بأنها" القدرة على استخدام أقل قدر من المدخلات (الموارد التنظیمیة) لتحقیق مخرجات محددة أو تحقیق أفضل استخدام ممکن  للموارد المتاحة فی ظل الظروف الموقفیة" (المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة, 2007, 146) کذلک هی مؤشر إلى الدرجة الذی یستطیع فیها برنامج معین الوصول إلى أهداف موضوعة بشکل محدد، ویعدّ بشکل عام مقیاسًا لنتائج الخدمات العامة. ( الشخیبی واَخرون, 2012, 101)

      وعلى ضوء ذلک, تتحدد الکفاءة إجرائیاً فی هذا البحث على أنها قدرة البحث الإداری التربوی على تحقیق أهدافه, واستثمار میزته البینیة فی تطویر منظومة مفاهیمه ومصطلحاته ومنهجیاته, یما یعزز من فعالیة نتائجه ومردوده التنموی فی تطویر الممارسات التعلیمیة.

  1. البحث الإداری التربوی: Administrative educational research

إن الإدارة کحقل من حقول الدراسة هی ذلک الفرع من العلوم الاجتماعیة الذی یصف ویفسر ویتنبأ بالظواهر الإداریة والسلوک الإنسانی الذی یجری فی التنظیمات المختلغة لتحقیق اهداف معینة, وهی حقل تترابط فیه کثیر من العلوم الاجتماعیة کالاقتصاد والتاریخ والفلسفة وعلم السیاسة و العلوم السلوکیة کعلم 'النفس وعلم الاجتما ع وعلم النفس الاجتماعی وعلم الإنسان (الإنثروبولوجیا)، وکذلک بعض العلوم الطبیعیة والبحتة کالأحیاء والریاضیات والإحصاء. (دره, 2003, 186) والإدارة التربویة کحقل معرفی Discipline مکون من أفکار ونظریات ونماذج تسعى لفهم ما یجری فی المؤسسات التربویة من ممارسات وتحسین تلک الممارسات. ( عطاری؛ عواد, 2015, 184) کما یعرف (أحمد, 2005, 11)البحث الإداری التربوی بأنه تقصی منظم وتجریبی للظاهرة الإداریة التربویة, أوهو دراسة الظاهرة الإداریة التربویة وتحلیلها وتقویمها ووضع ملامح تطورها مستقبلا.

    ویتحدد البحث الإداری التربوی إجرائیاً بأنه تقصی علمی منهجی لظواهر وقضایا الإداریة التربویة, وتحلیلها وتقویمها ووضع ملامح تطورها فی إطار العلاقة التبادلیة مع المجالات ذات العلاقة.

  1. بینیة التخصصات: Interdisciplinarity

تشیر دائرة معارف التعلیم العالی إلى هذا المصطلح على أنه التفاعل بین التخصصات االمختلفة من خلال برامج التعلیم والبحث العلمی بهدف تکوین تخصص جدید یمتاز باصطلاحات لغویة وعلاقات مختلفة. Encyclopedia of higher education 1977, 2211) ) وفی دلیل أکسفورد للدراسات البینیة, تحدد کلاین (Klein, 2010) بینیة التخصصات بانها مدخل یعبر عن دمج  تخصصات متعددة فی معالجة قضیة بحثیة ما یتعدى مجالها نطاق تخصص واحد, وذلک وفق معیاری التکامل integration  والتفاعل interaction بما یؤدی إلى تطویر المفاهیم والافتراضات النظریة واستیعاب مناهج بحثیة متنوعة والتوصل إلى نتائج معمقة. کما أن الدراسات البینیة تعنی تحقیق التکامل بین التخصصات المختلفة  للوصول إلى وحدة المعرفة المتکاملة والأکثر شمولا من المسموح به من قبل رؤیة أی تخصص واحد. ( بیومی, 2016 , 129)

      وفی ضوء التعریفات السابقة, تتحدد بینیة التخصصات إجرائیاً فی نطاق هذا البحث بأنها مدخل بحثی یرتکز على التکامل بین عدة تخصصات علمیة ومدارس فکریة فی إطار وحدة المعرفة لمعالجة قضایا أکادیمیة أو مجتمعیة یصعب تناولها من خلال تخصص واحد.

منهج البحث:

یعتمد البحث فی معالجته على المنهج الوصفى کإستقصاء ینصب على ظاهرة من الظواهر کما هى فی الواقع، بقصد تشخیصها، وکشف جوانبها، وتحدید العلاقات بین عناصرها أو بینها وبین ظواهر أخرى. کما یستعین البحث باستطلاع رأی الخبراء للوقوف على أبرز المحددات الإبستمولوجیة والمنهجیة للبحثوث بینیة التخصصات, وبناء البارادیم المقترح.

     وعلى ضوء ذلک, یعالج الإطار النظری للبحث الحالی متغیرین أساسیین هما بینیة التخصصات کمدخل أکادیمی وتوجه بحثی معاصر تفرضه المتغیرات العلمیة والمعرفیة, ومحددات تطویر البارادیم السائد فی البحث الإداری التربوی, , ویتضح ذلک فی سیاق ما یلی:

أولاً: بینیة التخصصات: الفلسفة والمبررات

      إن کان الاتجاه نحو التخصص الدقیق هو السمة التی میزت البحث العلمی حتى منتصف القرن العشرین، فإن الثورة المعرفیة والمعلوماتیة قد فرضت على المجتمع المعاصر توجهات وأفکار مغایرة تؤکد على وحدة المعرفة وأهمیة التکامل بین التخصصات للوصول إلى مخرجات موضوعیة للبحث العلمی وتفسیر الظواهر وحل المشکلات والقضایا التی تتسم بالتعقید.

      ویلفت ( عصفور, 2013, 233) النظر إلى أن العلوم الإنسانیة الیوم تعول على اجتیاز حدودها لقراءة خطابها المفاهیمی، فالمتأمل فی المشهد الثقافی لحضارة  القرن الحادی والعشرین، یدرک مدى تداخل المفاهیم وتشعب النظریات، والسعی إلى إلغاء الحدود بین حقول المعرفة المختلفة.

       ویوضح ( البازعی, 2013, 224) أن علم النفس الاجتماعی وعلم الاقتصاد السیاسی وعلم الاجتماع الأدبی وعلم اللغة النفسی، إلى غیر ذلک من مناطق امتزاج وتداخل العلوم، بما فرض على الباحثین السعی نحو التجریب بمزاوجة المناهج والاستفادة من معطیات الحقول البحثیة الأخرى. ولقد کان السبب فی التغییر المستمر لحدود الحقول المعرفیة ومعالمها هو المتطلبات الدینامیکیة المستمرة للمجتمعات الحدیثة ذات الطبیعة المعقدة، التی تتطلب درجات أعلى من التخصص. ( الهاجری, 2007,  172)

       وفی سیاق ما یلی, یمکن تناول مفهوم التخصصات البینیة ومزایاها فی تطویر البحث التربوی عامة, والإداری على وجه الخصوص, وأهم متطلبات تعزیزها کتوجه معاصر.

أ‌.        مفهوم التخصصات البینیة:

      من المنظور الإیتمولوجی etymology أو التأصیلی, یمکن ملاحظة أن کلمة "البینیة interdisciplinary " تتکون من مقطعین أساسیین، مقطع " Inter " وتعنی "بین" وکلمة "نظام discipline " وتعنی مجال دراسی معین,  ومن هذا المنطلق فقد تم تعریفها فی الأدبیات على أنها دراسات تعتمد على حقلین أو أکثر من حقول المعرفة، لمعالجة موضوع أو إشکالیة معقدة یصعب التعامل معها بشکل کاف عن طریق تخصص واحد.

      وتشیر دراسات  (Bullough,2006, Parker, 2010, Knight, et.al, 2013) إلى تزاید توجه الجامعات والمراکز البحثیة نحو مدخل التخصصات البینیة, کما یؤکد على ذلک کل من (Newell,200, Welch,2009) إلى دور التوجهات نحو البحوث والدراسات والبرامج البینیة بالجامعات بهدف التوافق مع متطلبات القرن الحادی والعشرین والذ یختلف کثیراً عن احتیاجات ونظم التخصصیة خلال القرنین التاسع عشر والعشرین.

       وتُعرّف " البینیة " باعتبارها أسلوباً یعتمد على الجمع بین أفکار آتیة من میادین علمیة أو فکریة مختلفة لتحقیق هدف مشترک، وذلک باستخدام مقاربات مختلفة لمواجهة مسألة بذاتها. ( حسن, 2013, 241) کما تتحدد التخصصات البینیة بأنها نوع من التخصصات الناتجة عن تفاعل بین تخصص أو أکثر، مرتبطین أو غیر مرتبطین، أو أنها العلوم والدراسات التی تبحث فی إدراک العلاقات بین فروع العلم والمعرفة على أساس مبدأ وحدة المعرفة وتکاملها، للوصول إلى مفاهیم مشترکة بین مختلف العلوم والتخصصات. (أبو الحمائل, وآخرون ,2009)

       ویشیر ( بیومی,2016, 129) فی تعریفه إلى أنها تکامل المدارس الفکریة والمهنیة والتقنیة للوصول إلى مخرجات ذات جودة عالیة مبنیة على العلوم الطبیعیة والاجتماعیة, کما تعرف وظیفیاً بأنها دراسات تؤدی إلى تطویر کفاءة عرض وتحلیل القضایا ودمج المعلومات من وجهات نظر متعددة وتعمیق فهمها.

       ویستخلص من ذلک, أن منهجیة التخصصات البینیة تسهم فی تبادل الخبرات البحثیة والاستفادة من الخلفیات الفکریة والمناهج البحثیة المختلفة وإدماجها فی اطار مفاهیمی ومنهجی شامل یساعد على توسیع إطار دراسة الظواهر والمشکلات وتقدیم فهم أفضل لها الأمر الذی یؤدی فی نهایة المطاف إلى الخروج بنتائج دقیقة وتقدیم حلول نافعة قابلة للتطبیق.

       وبالرغم من أن التخصصات البینیة وعبر التخصصیة یستعملان غالباً کمترادافان, فإنه یمکن القول أن کلا منهما یعالج مشکلات أو ظواهر کبرى، ویختلفان فی قواعد الاستقرار فاقتراب العبر التخصصیة (أو المقطعیة) یهتم بحل معقول للمشکلات المطروحة، فی حین یکون لاقتراب التخصصات البینیة منتج خاص وفرید وهو وضع إطار نظری شامل نسبیاً. ( زاهر, 2004, 197)

      وبناء على ما سبق, یمکن استخلاص أن مفهوم التخصصیة البینیة قد شهد جدلاً واسعاً فی تحدیده مثلما کان الجدل أیضا فی تعریف التخصصیة المتعددة والمتجاوزة، بل إنّ استعراض التصنیفات الکثیرة ینبئ بمدى نمو هذه المصطلحیّة البینیّة وتداخل عناصرها بحکم تعدد التصورات واتساع التفکیر فی الموضوع, فلقد کثرت المصطلحات وتنوّعت المفاهیم واختلفت الشروح والدلالات.

ب‌.    مستویات البینیة وأنواعها:

     تمثل التخصصات البینیة کنوع من الحقول المعرفیة الجدیدة الناشئة من تداخل عدة حقول أکادیمیة تقلیدیة, أو مدرسة فکریة تفرضها طبیعة القضیة أو الإشکالیة محل الدراسة بهدف الربط والتکامل, وهی تعتمد فی مستویاتها المتعددة على درجة التفاعل والتکامل بین التخصصات المشترکة فی معالجة أی قضیة محل الدراسة.

      ولقد اعتمد کل من ( سلامة, 1990, 94) ( Mcmurity, 2011,20)  على معیار درجة التفاعل بین التخصصات فی استعراض الاختلافات بین:  تعدد التخصصات multidisciplinarity, والعبر تخصصیة crossdisciplinarity, وتشابک التخصصات transdisciplinarity, وتداخل التخصصات interdisciplinarity .

     کما یشیر کل من  (Mizohata, Jadoul, 2013, 689) ( بنخود, 2015, 11) إلى أنه یجری التمییز عادة بین التخصّصیة المتعدّدة والتخصّصیة البینیّة. حیث أن التخصصیة المتعددة pluridisciplinarity یُستعمَل للدلالة علیها أیضا مصطلحان آخران: multidisciplinarity/   polydisciplinarity والسوابق الملحقة باللفظ الرئیسی، pluri و multi و poly تعنی کلّها الکثرة والتعدّد, کما أن التخصّصیة المتعدّدة هی المستوى الأوّل أو المبسط من التقاء التخصّصات وتفاعل الباحثین، لحل مشکلة فی مجال ما بمساعدة من علوم أخرى دون أن تؤدّی هذه الاستعارة إلى تغییر فی التخصصات. وهناک أیضاً مصطلح التخصّصیة المتجاوزة Transdiciplinarity واستعمال السابقة اللاّتینیّة trans یجعل المصطلح یعنی فی آن معا ما هو بین التخصصات, وما هو عابر لمختلف التخصصات, وما هو مجاوز لکل تخصص. أمّا التخصّصیة البینیّة  interdisciplinarity فهی تعبیر عن المستوى الثانی الأکثر تکاملاً ومدار العمل فیها على الارتقاء من مجرّد الجمع بین الرؤى البحثیة المتنوّعة إلى التفاعل الحقیقی والتبادل الفعّال بل الاندماج أحیانا بین التخصصات.

       ویستخلص مما سبق, أنه یجب التفریق بین تعد التخصصات Multidisciplinary وبینیة التخصصات interdisciplinary حیث تشیر الأولى إلى الدراسات التی تجمع بین مجالین لحل مشکلة ما دون التکامل بینهم,  بینما تشیر الثانیة إلى الدراسات التی یندمج ویتکامل فیها مجالین أو أکثر لحل مشکلة ما, للوصول إلى فهم أعمق لحقل معرفی متکامل.

    کما یتفق مع ما سبق کلا من (Medne,Muravska,2011,70) Borrego, Newswander, 2010,63) واللذان یشیران إلى أنه یجب التفریق بین تعدد التخصصات وبینیة التخصصات, حیث أن تعدد التخصصات هو أقل صورة من تکامل المعرفة ووحدتها وهو مجرد نوع من التعاون collaboration دون تخطی حدود التخصص وأطره النظریة والمنهجیة, حیث یتناول کل تخصص مشکلة الدراسة من منظوره, بینما بینیة التخصصات هی تکامل المعرفة والمفاهیم والأسالیب لعدة تخصصات, بما یؤدی إلى بناء معارف جدیدة وفهم أعمق لمشکلة الدراسة وإیجاد بدائل أکثر, ولبینیة التخصصات طبیعة مزدوجة dual  حیث یمکن وصفها على أنها أداة أو طریقة لتحلیل ودراسة قضیة معینة, ویطلق علیها بینیة التخصصات الأداتیة instrumental  بینما إذا کان هناک إعادة تنظیم للتخصص وبناء معارف جدیدة یطلق علیها بینیة التخصصات المعرفیة cognitive

        وتأسیساً على ذلک, یتضح أن الحدود غیر ثابتة بین التخصصیة المتعدّدة والبینیّة، وأنّ المسار البینیّ نفسه درجات, حیث إن تفاعل وتکامل المعارف التخصصیة یمکن أن یکون على مستویات متنوّعة, فقد یتعلّق بعملیات نقل أو استعارة مفاهیم أو طرائق من حقل علمی إلى آخر, أو تقاطع بین التخصصات، بل إنشاء حقول بحثیة جدیدة من خلال المزاوجة بین تخصّصیْن أو أکثر.

     وتشیر دراسة (Gunawardena, 2010, 213) إلى أن درجة ومستوى البینیة یعتمد على مستوى التفاعل البحثی بین التخصصات وفق ثلاث أنماط أقلها عمقاً التنسیق  coordinationیلیه التعاون cooperation ثم المستوى الأعمق وهو الاندماج المشترک  .collaborationکما تناولت کلاین ((Klein, 2010, p فی دلیل أکسفورد للتخصصات البینیة العدید من أنواع البینیة وفق معیاری التکامل والتفاعل, حیث أن هناک بینیة ضیقة المجال بین تخصصات متناغمة النماذج الفکریة والمنهجیات ( مثل الأدب والتاریخ والفلسفة), وبینیة واسعة أو عریضة المجال بین تخصصات إنسانیة وعلمیة حیث تختلف النماذج الفکریة والمناهج. وهناک ثلاث أنواع رئیسة من البینیة تشمل:

-         البینیة السیاقیة contextual Interdisciplinarity وتشیر إلى الاستعانة بتخصصات أخرى معاونة للتخصص الذی تمثله مشکلة البحث, أو عندما یکون هناک عدة فصول لباحثین متنوعی التخصصات, وکل فصل یتناول القضیة من منظور التخصص الذی یتبعه الباحث.

-         البینیة المنهجیة methodological Interdisciplinarity  وهی ترکز على تکامل المناهج والأسالیب وتطویر فروض أو نظریة لتحسین جودة النتائج, بما یمکن أن یؤدی إلى تغییر هیکلی أو بنیوی فی تخصص ما والتوصل إلى منهجیات جدیدة

-         البینیة النظریة Interdisciplinarity  theoretical تختص بتطویر نظریات وبناء ابستمولوجیا جدیدة لتخصص ما وتکامل فروض بحثیة عبر تخصصات للتوصل إل تفسیر معمق, کما تهتم بتکامل معالجة الدراسات السابقة وفق بینیة وتعدد المتغیرات.

ج‌.     مزایا بینیة التخصصات وأهدافها:

       لقد تزاید الاهتمام بمراکز الأبحاث والدراسات المؤسسیة والبینیة عالمیاً بشکل ملحوظ فی العقود الأخیرة من القرن العشرین, حیث أصبحت تمثل أحد الدلائل الهامة على تطور المجتمعات الإنسانیة ومؤشرا للمنجزات الحضاریة والنهضویة والثقافیة. McGann,2012,17))  کما تزاید التوجه لإنشاء الروابط والشبکات البحثیة, مثل الشبکة الاسبانیة للبحوث الاجرائیة The Spanish Collaborative Action Research Network (CARN التی یشترک فیها باحثون من مجالات تربویة متعددة ودول مختلفة تهدف إلى تطویر النظم التعلیمیة وتنظیم منتدى لتبادل المعارف الجدیدة.Somekh,2010,p.105))

     وتشیر دراسة (Sa, 2008, 543, 544) إلى أنه نتیجة لتنامی الشعور بأهمیة منحى بینیة التخصصات, تم إنشاء العدید من المراکز والمعاهد والروابط البحثیة بالجامعات الأمریکیة, مثل رابطة الدراسات البینیة بجامعة أوکلاند, وجامعة ولایة بنسلفانیا وعدد من الجامعات الأخرى.

      کما یبین( زاهر 2004, 202) أن هناک حاجة ملحة لاستخدام أسلوب التخصصات البینیة فی الدراسات الجامعیة لمواجهة التحدیات, ولقدرة هذه الأسالیب على تقدیم منظور ثلاثی الأهداف یقاوم بشدة شظایا التعلیم فی سلسلة المجالات المنعزلة والضیقة التی تستقل ویتحکم فیها تخصصات وعلوم ضیقة, وهذه الأهداف الثلاثة هی: تکامل المعرفة وحریة الاستعلام والتساؤل والتجدید والابداع.

      ویمکن القول إنّ الدراسات البینیة على اختلاف أصنافها ومستویات منجزها البحثی تتأکّد أهمّیتها ویتجلّى دورها فی ثلاثة مستویات هی: (بنخود,2015, 16, 17)

-         المستوى المعرفی, فقد توسّع الوعی بأنّ البینیّة لیست ترفاً معرفیاً وانّما صارت حاجة یقتضیها البحث وخاصّة فی الموضوعات المرکّبة والمعقّدة التی تتطلّب طرائق متعددة.

-         المستوى الاقتصادی والاجتماعی, والأبحاث التطبیقیّة التی تعتمد على انتقال العلوم من النظری إلى التطبیقی, ومن المعرفة لذاتها إلى معرفة منفتحة لحل مشاکل قائمة.

-         المستوى الثالث هو مستوى انعکاس البحث العلمی على ذاته مقوّماً مناهجه, ومفاهیمه وأدواته ونتائجه, فالبینیة هی اطار لمواجهة النزعة التخصصیة المتنامیة.

      وفی هذا السیاق, یشیر (Chen Sun, Pie& et.al, 2014, 156) إلى أن المسح ورسم الخرائط البحثیة یساعد فی تحدید وتحلیل المسار التاریخی والنقلات النوعیة فی التخصص من خلال الاطلاع على الأدبیات ومراجعتها. کما تؤکد على ما سبق دراسة ((Sedighi and Jalalimanesh, 2014, 71 والتی خلصت إلى أن المسح وإعداد الخرائط البحثیة فی استعراض أهم القضایا واستخلاص التوجهات المستقبلیة فی نطاق المجال البحثی, بما یفید الباحثین والممارسین وصناع السیاسة فی تصنیف  وتنظیم الموضوعات وتحدید التوجهات الأبرز فی المجال محل الدراسة.

        وتشیر دراسات (Medne,  Muravska,2011,78) (Weinberg,2015,47)   إلى عدد من الأهداف والمزایا لبینیة التخصصات فی إجراء البحوث من أهمها:

-         فهم وتحلیل لقضایا معقدة تتفاعل فیها المظاهر والأسباب والعوامل, وإیجاد بدائل لمعالجتها

-         ربط النظریة بالممارسة من خلال تعاون العلماء والمتخصصین والخبراء والمؤسسات

-         التعامل مع المشکلات والقضایا التی تتعدى نطاق تخصص واحد

-         تحقیق تکامل ووحدة المعرفة والترکیز على القضیة محل الدراسة أکثر من التخصص

      وعلى سبیل المثال سعت دراسة Van der, Wilkinson, 2011)) إلى استکشاف أهمیة المنهجیة البینیة فی مجال الإحصاء التربوی بهدف تحدید القضایا والمجالات الرئیسیة للتعرف على التوجهات والأولویات الاَنیة والمستقبلیة, حیث تم تحلیل 24 رسالة دکتوراه, 138 مقالة بحثیة فی 3 دوریات متخصصة تم نشرها بین 2005 و 2009, حیث أشارت النتائج إلى أن السمة الأبرز فی هذا المجال البحثی وهی بینیة التخصصات ساعدت بشکل ملحوظ فی تطور النظریات ومنهجیات المعالجة للدراسات الإحصائیة خلال العقدین الماضیین.

       کما یشیر ( بیومی,  2016, 133, 134) إلى العدید من المزایا والفوائد للبحوث البینیة منها:

-         تتیح الفرصة للباحثین للاستفادة من مناهج ونظریات التخصصات الأخرى.

-         تعمل على إلغاء الحدود والفواصل الفکریة والمعرفیة بین التخصصات.

-         تتمیز بالمرونة المنهجیة والنظریة، ودراسة الظواهر والقضایا من کافة الجوانب.

-         تمکن الباحثین من الاطلاع على الدراسات السابقة فی التخصصات الأخرى.

-         تزید من رأس المال الاجتماعی لدى الباحثین, کما تزید من درجة جدارتهم.

-         تساعد فی مجالات التنمیة؛ لأن نتائجها فی الغالب نتائج تطبیقیة.

     ومن خلال استعراض مفهوم بینیة التخصصات ومستویاتها, والوقوف على فوائدها, یمکن استخلاص عدداً من المزایا لهذا التوجه فی البحوث والدراسات منها: تکامل ووحدة المعرفة والمدارس الفکریة للوصول إلى مخرجات ونتائج أکثر عمقاً, والإبداع فی معالجة القضایا من وجهات نظر متعددة، واستخدام أسالیب ومناهج بحثیة مرکبة للتوصل إلى حلول خارج نطاق النظام والمجال العلمی الواحد؛ ومن ثم تمثل بینیة التخصصات أحد التوجهات والمداخل التی یمکن من خلالها تحسین کفاءة وفعالیة البحث الإداری التربوی لطبیعته البینیة بالأساس والتی تقوم على الانفتاح على العدید من التخصصات الأخرى مثل علم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد والعلوم السلوکیة والتنظیمیة.


ثانیاً: البحث الإداری التربوی: أبعاد البارادیم ومحددات الکفاءة

       یعالج هذا المحور أبعاد البارادیم أو النموذج الفکری والمنظور الإرشادی للبحث الإداری کأحد مجالات البحث التربوی, ثم محددات الکفاءة لهذا النوع من البحوث فیما یتعلق بأثرها ومردودها التربوی والتنموی على النظم التعلیمیة بشکل عام.

أ‌.        أبعاد البارادیم الفکری للبحث الإداری التربوی:

       یساعد تاریخ العلوم فی الوقوف على مراحل استبدال إطار مفهومی بآخر عند حدوث "ثورة علمیة", أو ما یعرف بتحول البارادیم والذی یشیر إلی تجدید عام فی المعارف الأساسیة والمفاهیم السائدة, کما أن تحول أی إنجازات علمیة کبرى إلی برادایمات یتطلب تمیزها بخاصیتین هما: أن تکون غیر مسبوقة, وأن تفتح الباب أمام جمیع أنواع المشکلات لکی یتم معالجتها وفق منظور جدید.

      والبارادایم لیس نسقاً جامداً یحد من دینامیکیة العملیة البحثیة, ولکنه یساعد فی تأطیرها على معالجة المشکلة. Shannon, 2016, 321)) وله عدة مزایا أهمها: (الجابری,2010, 295)

-         أنه یساعد فی تفسیر تاریخ العلم ومدارسه, بما یحد من النزوع إلی الصراع بین المدارس العلمیة داخل الحقل المعرفی الواحد.

-         أنه یثبت الطابع المتفاعل والتکاملی للمعارف العلمیة، ضمن سیاق تداولی محدد.

-         أنه یقر بالخصوصیة الثقافیة للبحث العلمی، رغم کونیة انشغالاته، حیث یرتبط بالقیم الثقافیة للمجتمع العلمی الذی یحمله، مثلما یحمل الخصائص الإبستیمیة للعقل العلمی الذی یتداوله.

       إن الفکرة الأساس التی یقوم علیها مفهوم البارادیم عند (کون) -والذی أفرد لمفهوم " البارادیم" حیزاً خاصاً من الناحیة النظریة والتطبیقیة- هی أن ممارسة البحث العلمی مشروطة بمجموعة من الأعراف الذهنیة، والالتزامات السلوکیة، التی تخضع لها الجماعة العلمیة التی ینتمی إلیها الباحث, فالتقدم فی البحث العلمی لا یسیر بشکل متواز مع التنظیر, وهو لیس مجرد تجمیع للحقائق فحسب، بل عملیة تبرز فی التغییر النوعی فی بنیة الأنساق النظریة. (مرینی، 2015, 64, 65)

       ولیست صیاغة النموذج التربوی المنشود أقل من عملیة منهجیة معیاریة تتمّ وفق معاییر محدّدة تستهدف الضبط المنهجی، ذلک لأنّ النموذج التربوی له بعدین أساسیین، بعد موضوعی یتمثّل فی النموذج الموجود باعتباره معطى تاریخی تنطلق منه صیاغة المشکلة التربویة وواقعها، وبعد معیاری یتمثّل فی النموذج المنشود باعتباره معطى ثقافی نتّجه إلیه على طریق علاج المشکلة التربویة من خلال تحیید عواملها وإحلال محلّها عوامل الحلّ والعلاج. ( نقیب, 2011, 28, 29)

   وهناک خمسة عناصر تمثل الأسس الفلسفیة للبحث العلمی, والتی یتبین من خلالها اختلاف التصور والمنظور الفکری والفلسفی, وهی: (Lessem & Schieffer, 2008)

-         المستوى المعرفی (epistemology): أی التصورات المعرفیة الموجهة للبحث وبناء أرکانه.

-         المستوى الوجودی (ontology): أی ماهیة الحقیقة التی یسعى البحث إلى سبر غورها.

-         المستوى المنهجی (methodology): أو النهج المتبع للحصول على المعرفة ومعالجتها.

-         مستوى الطریقة (method): أی التقنیات والأدوات لمعاجة البیانات وجمع المعلومات.

-         المستوى الأخلاقی (axiology): أی الجانب القیمی والأخلاقی فی إعداد البحث ونتائجه.

کما توجد أربعة بدیهیات Axioms  بدلالة مصطلحات علم المنطق, وهی التی على أساسها یتضح الاختلاف بین المنهجیات البحثیة, وتشمل عناصر: الأنتولوجیا, والإبستمولوجیا, والمنطق, والأکسیولوجیا. (McGregor, Murnane, 2010, 420) (Scotland, 2012, 9)

        وتوضح دراسات  (Wahyuni, 2012, 70, Rahi, 2017, 1,2)الاختلافات بین کل بارادیم بحثی, وفق منطلقات العدید من المدارس الفکریة ونظریات الوضعیة positivism, والبنائیة/ التفسیریة Interpretivism والواقعیة Pragmatism والنقدیة Critical فی ضوء مرتکزاتهم الأنتولوجیة والإبستیمولوجیة والمنهجیة لماهیة الحقیقة والواقع, وکیفیة رؤیته وطریقة أو مقاربة فهمه, والمناهج المستخدمة فی دراسته, سواء کانت کمیة أو کیفیة أو مرکبة تعددیة.

         وفیما یتعلق بالنموذج الفکری والمعرفی للبحث الإداری التربوی, فإنه مع مطلع القرن العشرین أصبحت الإدارة التربویة حقلا معرفیاً قائماً بذاته، وبالتدریج تمت مأسسة الحقل من خلال انتشار برامج وأقسام الإدارة التربویة فی الجامعات، وتأسیس الروابط المهنیة وإصدار المجلات الأکادیمیة المتخصصة, وقد أدت تلک التطورات إلى تراکم معرفة منظمة فی الإدارة التربویة، واهتم الباحثون بدراسة هذا النتاج المعرفی وتقییمه، فإلى جانب أنّ التقییم أمر طبیعی کون النتاج البحثی ثمرة جهد إنسانی، وکون طبیعة العلم قائمة أساساً على النقد الذاتی, فقد تزاید المیل نحو هذا التقییم بعد أن وجهت انتقادات کثیرة لبحوث الإدارة التربویة وفی مقدمتها ضعف العلاقة بین النظریة والممارسة. ( عطاری, 2015, 181)

      وفی سیاق ما یلی, یمکن تناول مرتکزات النموذج الفکری للبحث الاداری التربوی, والتی على أساسها یمکن استکشاف أهم  محددات الکفاءة التی تتوافق مع تبنی المقاربات بینیة التخصصات.

  1. إبستمولوجیا البحث الإداری التربوی:

      تتکون کلمة الإبستمولوجیا من مقطعین: إبستمی وتعنی المعرفة, ولوکوس بالیونانیة (وبالإنجلیزیة : لوجی) وتعنی العلم, وهی الدراسة النقدیة للمعرفة, وطبیعتها، وإطارها أو حدودها الموضوعیة. وتتخذ الابستمولوجیا من المعرفة العلمیة موضوعاً لها، بهدف الکشف عن مبادئها، ونشأتها ومقارباتها وتفسیراتها للواقع، بالخوض فی تاریخها  ومراحل تطورها. ( جابر, 2012) لکن یصعب إعطاء تعریف موحد ونهائی لمصطلح (الإبستمولوجیا), فهناک ثمة أصول مشترکة یتفق علیها المختصون فی صیاغة الخطاب الإبستمولوجی على أنه یبحث فی الأسس النظریة للعلوم, ومبادئها, وظروف تبلورها وتطورها, وأسالیبها المختلفة. ( مصطفى, 2011, 72)

       ومن ثم یمکن فهم الإبستمولوجیا بأنها الدراسة النقدیة لمبادئ أی مجال أو تخصص علمی, وفلسفته البینیة وافتراضاته, ومعاییره المنهجیة والأکسیولوجیة, لبیان أصله المنطقی وقیمته الموضوعیة, لکن قضیة تحدید المفاهیم والمصطلحات المتعلقة بالعلوم الإنسانیة من أصعب القضایا المعرفیة, بسبب عامل الکینونة الذاتیة التی تسیطر على مواضیع هذه العلوم أکثر من العامل الموضوعی,  حیث یصبح الإنسان هو الدارس والمدروس فی آن واحد.

     وهناک عدة اعتبارات جعلت قضایا الابستمولوجیا من المنظور التربوی تحظى بقدر کبیر من الاهتمام, من أهمها هو أن التربیة تسعى فی المقام الأول إلى نقل وتنمیة المعرفة وکافة أنماط الفکر, فضلا عن تشکیل تلک القدرة التفکیریة التی تمکن العقل من الانطلاق نحو المعرفة بطریقة قویة. ( فرج, 2004, 2) کما تسعى فلسفة العلم إلى تحریر العقل من القیود والتصورات التی تکبح الفکر من الوصول إلى مسیرة العلم التقدمیة, وتحول دون الوصول إلى الحقیقة. ( علی, 2013, 117)

     إن هذا الاختلاف فی النظرة للمعرفة وطرقها ومعاییر شرعیتها قد ساهم بشکل کبیر فی ظهور العدید من النماذج الإبستمولوجیة, کما اختلفت تصنیفات هذه النماذج مثل النموذج الوضعی، النموذج البنائی أو التفسیری, وبالنسبة لمجال الإدارة التعلیمیة التی تبقى الأکثر حداثة بین کل العلوم الاجتماعیة و الإداریة فالبحث العلمی فیها فی تطور مستمر، حیث تهدف التراکمات البحثیة فی هذا المجال جمیعها لتعزیز قیمة المعرفة ومداها الموضوعی.

     وفی هذا الإطار, تشیر العدید من الأدبیات إلى ثلاث نماذج إبستمولوجیة أساسیة تشمل: ( عارف, 2002؛ عطاری, 2008)

النموذج الوضعی - الوصفی: وهذا النموذج الشمال- أمریکی غالباً ما یعتبر هو المسیطر والأکثر استعمالا فی علوم المنظمة لأنه الأکثر واقعیة، ویسمى بنموذج النظرة من الخارج أو إبستومولوجیا الملاحظة, ویستمد جذوره من العلوم الطبیعیة، ومحاکاة المنهج التجریبی بتطبیق طرق وأسالیب ریاضیة وإحصائیة فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة والإداریة

النموذج البنائی: حیث أن الأفراد یشکلون واقعهم الخاص بهم، ولیست هناک حقیقة أو واقع واحد بل الکثیر من أنواع الواقع وهی أساسا ذاتیة, ومن ثم فإن الواقع المدروس یتبع الطریقة التی ینظر بها إلیه الباحث، ولا یمکن تفسیر سلوکیات الأفراد والجماعات إذا لم یکن الباحث مبدئیا قادراً على فهم کیف یفکرون (یضع نفسه مکانهم).

النموذج التفسیری: کنموذج ثالث یعتبره البعض نموذج بنائی معتدل بالمقارنة مع النموذج البنائی الذی یعتبرونه بنائی جذری، کما یسمیه البعض بالوظیفی أو بالمدرسة الهیکلیة الوظیفیة التی تضم النموذجین معا التفسیری والبنائی.

     وفی سیاق المنظور الإبستمولوجی للبحث الإداری التربوی, یمکن القول أن للإطار النظری ومراجعة الأدبیات  literature review دوراً محوریاً فی تراکم المعرفة وإلقاء الضوء على مسار التطور النظری والمفاهیمی لموضوع البحث, کما أن الإطار النظری الجید یمکن من خلاله نقد النظریة والمنهجیة بما یساعد فی انتقاء المعارف التی تمثل قیمة مضافة. (Hallinger, 2013, 127)  

     ویتألف کل حقل من الحقول المعرفیة من مجموعة من المفاهیم التی ترتبط فیما بینها بعلاقات وروابط تؤدی إلى تماسک أجزاء النسق المعرفی, ووفق المنطق الاستقرائی توجد نظریتان أساسیتان هما نظریة التحقیق Verification Theory، ونظریة الاستعمال Employ Theory وتستند النظریتان إلى أنه لا یمکن معرفة دلالة أی مفهوم إلا من خلال تحلیله إلى عناصره الأساسیة والفرعیة, والنمط المعرفی Cognitive Style الذی یستخدم فیه المفهوم، والسیاقات الفکریة Thinking Style التی تستخدم فیها للدلالة على معانی محددة. ( محمد, 2012, 1948)

      وینبه ( النحراوی, 2016, 213) إلى أن تشعب العلوم على هذه الکثرة المعهودة، وتشابک حلقاتها على نحو یلغى الفواصل بینها، فالواقع العلمی یؤکد اختلاط المفاهیم، واقترابها فی الدلالة من مدرسة لأخرى، لذا فمن الواجب إلمام الباحث، لیس فقط بجذور المفهوم من حیث الدلالة المعجمیة وحسب، بل أیضا الدلالة الاستعمالیة، ومدى التطور الدلالی لمسیرة المصطلح، والحقل الدلالی للمفاهیم ذات الصلة به، والتی یؤدی عدم التعرف علیها من حدوث تداخل مفهومی لیس فقط فی أصوله وجذوره اللغویة؛ بل ربما أیضا فی شبکة علاقاته المصطلحیة فی حقول علمیة قریبة الصلة به.

      ویستعرض ( شفیق, 2002, 184) عدداً من الاعتبارات لتقدیم المفهوم العلمی فی المعاجم وأهمها: الإشارة إلى أصل المصطلح وتوضیح منشأ الکلمة واشتقاقها, وتوضیح السیاق النظری والمعطیات الإبستمولوجیة التی نشأ فیها المفهوم العلمی ( النظریة, وتاریخ المفهوم).

     وعلى هذا الأساس, یمکن القول أن العصر الحاضر یتسم بتکاثر وتفاقم المصطلحات وغزارتها, بما یفرض ضبطها قبل نقلها واستعمالها, على أساس التحری فی النقل وتحدید الدلالات وصولاً إلى إعداد المعاجم والقوامیس تیسیراً على الطلاب والباحثین. ( مقدم، 1999, 222) کما أن شکل المصطلح وما ینطوی علیه یتحدد بالحقل الذی ینتمی إلیه، والمعرفة التربویة التی هی خلاصة الممارسات العقلیة فی مجال التربیة، وهی إذ تنتج مصطلحاتها، تنقل مصطلحات نشأت فی حقول معرفیة مختلفة کالفلسفة والتاریخ والاجتماع والاقتصاد وغیرها بحکم اتجاهها المتزاید نحو استخدام مناهج العلوم الطبیعیة فی دراسة الظواهر التربویة. ( عبدالعال, 2010, 78)

     ومن البدیهی أن موضوع تحدید المفاهیم یشکل أحد الانشغالات الأساسیة فی الفکر الحدیث, واذا کان المفهوم یتضمن عناصر تصور ما، فإن المصطلح هو الذی یسمى المفهوم، ویخرجه الى عالم التواصل اللغوی، فی حقل من الحقول المعرفة الإنسانیة؛ من هنا تأکید الکثیر من النقاد والمحللین الإبستیمولوجین أهمیة تحدید المصطلحات والمفاهیم فی الخطاب العلمی، حیث یجب أن تکون الأداة الاصطلاحیة الموظفة محددة البنیة، واضحة المعالم. (مرینی، 2015, 63)

     من ناحیة أخرى, یبین کلا من (الغرایب، 2017, 8؛ القنبعی, 2009, 202) أن العلوم الإنسانیة والاجتماعیة ظلت حبیسة أجهزتها المفاهیمیة وکأن ذلک کفیل بجعلها بمنأى عن الوقوع فیما یخلخل صرامتها النظریة، ولم ترق إلى درجة تحدید مصطلحاتها مثل العلوم الطبیعیة. وعلى سبیل المثال, تناول ( فرحات, 2008, 132) إشکالیة التوحید المصطلحی خاصة فی مجال الإدارة, حیث یصعب على الذین یضعون المصطلحات تقدیم مسمیات موحدة للموجودات المدروسة, من أجل استعمال المصطلح نفسه للدلالة على المعنى أو المفهوم الواحد لتفادی تعدد المسمیات أو الترادف.

      من خلال ما سبق, یتضح أن الإبستیمولوجیا, کأحد أبعاد البارادیم للبحث الإداری التربوی کمجال علمی, تعنی الدراسة النقدیة, لمبادئ المجال, وفرضیاته ومناهجه وتقنیناته, تهدف إلى تحدید أصل المعرفة المنطقیة, وقیمتها الموضوعیة, واستقصاء صحتها, للوقوف على مبادئ المجال والتخصص العلمی وقضایاه النظریة الأولیة وقیمه ومعاییره، وعلى مقارباته للواقع، وهی بهذا تتناول أصوله التاریخیة، بتتبع مراحل وعوامل تقدمه، وتحاول الکشف عن أسباب وفترات ضعفه, من خلال الفحص النقدی, لتشکیل مفاهیم الإدارة التربویة, وتطور مدلولاتها وقضایاها النظریة.

  1. میثودولوجیا البحث الاداری التربوی:

     إن أحد الدعائم الأساسیة للبحث التربوی، کأحد أشکال البحث العلمی، یتمثل فی اختیار المنهجیة (Methodology) والمنهج/ الأسلوب (Method) السلیم الذی یُفترض أن یُتبع فی دراسة المشکلة أو الظاهرة التربویة قید البحث, غیر أن مصطلحات المنهجیة والمنهج یتم تداولها فی الأدب التربوی العربی بصورة متفاوتة، وأحیاناً بدون استیعاب مدلولاتها الدقیقة فی سیاق البحث.

    ویبین تاریخ الفکر المتعلق بإستقراء ظواهر العلوم المختلفة أن المنهج أهم من الموضوع, وأن صواب الموضوع وصحته إنما یعود إلى صواب المنهج ودقته, وأن خطأ الموضوع ومحتواه إنما یرجع إلى خطأ المنهج, فالمنهج سابق على الموضوع, فهو الذی یحدد الرؤیة والمنظور ویضع الأصول والأسس والقواعد, ویشخص الغایة والهدف. ( مصطفى, 2011, 72)

   ویفهم من ذلک أن المنهجیة تمثل حجر الأساس لجمیع الممارسات البحثیة اللاحقة، کما أنهها تختلف عن المنهج, حیث أنها تمثل الإطار الفکری والفلسفی لمسار البحث وهی تستل قیمتها العلمیة وفاعلیتها من وظیفة عناصرها الداخلیة واتساقها مع الهدف من البحث, بینما المنهج یعبر عن إجراءات البحث وطرقه وأدواته فی دراسة المشکلة وصولاً إلى النتائج.

      وتذهب العقلانیة الکلاسیکیة إلى القول بأن العلم فی جوهره لیس شیئاً غیر البحث المنهجی عن المعرفة، وصفة "المنهجیة" تمیزه عن ضروب المعرفة الأخرى التی تفتقر إلى "التنظیم" ویمکن القول أن "المنهج" هو العنصر الثابت والباقی فی کل معرفة ترید أن تکون علماً. فالمیثودولوجیا التعددیة تقدم وجهات نظر مختلفة، وتقدم بدائل لوجهات النظر المقبولة، وتعمل على مقارنة الأفکار بعضها ببعض والاستفادة من کل وجهات النظر, ویلعب "النقد" دوراً بارزاً فی المیثودولوجیا التعددیة، و نقد التصورات والأنساق المألوفة والوقائع، وبناء نسق تصوری جدید یتعارض مع النتائج الثابتة ویدحض المبادئ النظریة المقبولة. (قطب، 2013, 139, 140)

وعن تأثیر الأیدیولوجیا على المنهجیة یلفت ( سلامة, 2001, 123) النظر إلى أن المنهج یعبر عن رؤیة عقلیة  معینة إلى العالم الذی یصاغ فیه هذا المنهج, حیث أنه لا یوجد خارج التاریخ ولا ینفصل عنه, کما أن المنهج تکثیف لرؤیة الباحث إلى العالم فی لحظة تاریخیة معینة.

       إن المتأمل فی المشهد الثقافی لحضارة القرن الحادی والعشرین، یدرک مدى تداخل المفاهیم وتشعب النظریات، بل إلغاء الحدود بین حقول المعرفة المختلفة، ومن ثم غیاب الأحادیة فی المنهج؛ لتصبح العلاقة بین التفکیکی والأسلوبی، والسیمیائی، والفلسفی، والإیدیولوجی، والتاریخی، والاجتماعی، والنفسی، والثقافی، من التشابک بحیث یصعب إدراک الحدود والتخوم التی یقف عندها هذا المنهج أو ذاک. ( بارة, 2013, 253)

       وتأسیساً على ما سبق, فإن المنهجیة تعبر عن النظام الفکری الذی تسیر فی فلکه عملیات البحث، والدینامیة التی تتفاعل بموجبها مراحله ومساره, کما یقصد بها الصیغة التی تمتزج فیها قناعات الباحث الفلسفیة مع مبادئه الأخلاقیة وخیاراته الفکریة وخلفیته الثقافیة,  أما مصطلح منهج البحث، الأکثر تداولاً فیرتبط بالأسلوب العلمی الذی یختاره الباحث بشکل هادف ومنظم لمواجهة المشکلة المطروحة، بقصد إیجاد الحلول الممکنة لها فی إطار معطیات البحث، بمعنى اَخر, فإن المنهج هو ما یتخذه الباحث من إجراءات وآلیات وطرق، وما یستخدمه من أدوات تساعده فی الوصول إلى الحقائق بطریقة موضوعیة قدر المستطاع. 

      وتشیر العدید من الأدبیات مثل ( عطاری, 2008, دبلة, 2011) إلى نموذجین أساسیین یعبران عن المنهجیة التی یتم اتباعها فی البحث هما:

النموذج الوضعی- الوصفی:  (المنطق الاستنتاجی أو البرهانی)

          ویمثل المقاربة التی تعتمد على الاستنتاج العقلی المنطقی الذی یذهب من العام إلى الخاص, أی أن الباحث یصوغ سؤال بحثه الذی یکون مستلهماً من نظریة ذات قبول عام, ثم یضع فرضیاته التی تتعلق بحالة خاصة ویختبرها لتأکیدها أو رفضها, وبالتالی الإضافة إلى النظریة الأساسیة یمثل جزء من المعرفة, ویتوقف نجاح هذه المقاربة على مدى صدق النظریة التی تشکل أساس الفرضیات وکذلک دقة أدوات القیاس والتحلیل الإحصائی؛ ومن ثم فإن الاستنتاج هو وسیلة للإثبات والبرهان, وإذا کانت الفرضیات صحیحة فالنتائج کذلک.

النموذج البنائی التفسیری: ( المنطق الاستقرائی) 

          تعتمد هذه المقاربة على الاستقراء الذی ینتقل (عکس الاستنتاج) من الخاص إلى العام, حیث  یمکن للباحث أن یصوغ سؤالاً عاماً جدیداً ثم جمع المعطیات، فالباحث یتجه للمیدان لجمع المعطیات من الأطراف الفاعلة (العینة) فی إطار تفسیرات للأحداث التی یعایشونها, وبناء على ذلک یمکن أن تظهر ملامح نظریة جدیدة یتجاوز إطار الظاهرة قید الدراسة, حیث إن المنطق الاستقرائی هو استدلال تخمینی (حدسی) للانتقال من الأحداث إلى القوانین، ومن النتائج إلى الأسباب والمبادئ.

     ویتضح من ذلک, أن اختیار مقاربة البحث approach یتبع النموذج الذی یختاره الباحث, فالنموذج الوضعی- الوصفی یقر بالاستنتاج المنطقی Deduction کوسیلة للحصول على المعرفة العلمیة, بینما تتبنى النماذج التفسیریة والبنائیة الاستقراء  inductionللوصول إلى المعرفة.

     وفی سیاق البعد المنهجی للبحث الإداری التربوی, توصی دراسة (الرشید، 2010) بتبنی مبدأ التعددیة فی المداخل والمناهج البحثیة، ومراعاة البعد الأخلاقی والنقدی فی إعداد الأبحاث، وتوفیر الظروف المشجعة لإعداد الأبحاث، وتوظیف أدوات المقابلة المعمّقة وتحلیل الوثائق فی جمع المعلومات، ومراجعة الدراسات السابقة بطریقة تولیفیة استدلالیة. کما یشیر ( غانم, 2016, 179) إلى أنه على الرغم من أهمیة المناهج الکمیة, إلا أن هناک تامی لتوجه معاصر یشجع على المناهج الکیفیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة, کالمنهج الفینومینولجی Phenomenological, والذی یرکز على وصف الظاهرة من وجهة نظر الأفراد الذین یعایشون تلک الظاهرة.

     وفیما یتعلق بتخصص الإدارة التعلیمیة, یشیر( أحمد, 2014, 307) و (  Cameron,2011, 98) إلى أن منهج بحث الطرائق المرکبة  Mixed methods researchقد حظی باهتمام کبیر من قبل الباحثین، وذلک لأهمیة الجمع بین منهجی البحث الکمی والکیفی لدراسة نفس الظاهرة فی دراسة واحدة، وعلى الرغم من ممیزات هذا المنهج، إلا إنه لا یوجد اهتمام کاف من قبل الباحثین بالکشف عن أسسه المنهجیة ودوره فی التغلب على مشکلات البحوث الکمیة والکیفیة فی مجالی الإدارة التربویة والتربیة المقارنة.

      ویلفت Diem, Young, 2015, 845)) النظر إلى تزاید التوجه خلال الفترة الأخیرة فی معالجة قضایا السیاسة التعلیمیة والقیادة والإدارة نحو المداخل النظریة والمنهجیة المتعددة مثل التحلیل النقدی للسیاسات critical policy analysis  بهدف تعزیز الفهم والتحلیل المعمق لمجمل القضایا التعلیمیة, حیث ان التحولات النوعیة فی الحیاة المعاصرة یقابلها تحولات فی السیاق التعلیمی وسیاساته ومنهجیات تحلیلها. کما یبین Shannon, 2016, 322)) أن هناک أربعة أنواع من مقاربات البحوث متعددة المنهجیة تشمل:  البراجماتیة pragmatism, التحویلیة transformative, والجدلیة الدیالکتیکیة dialectics, والواقعیة النقدیة critical realism   

   ویستخلص من ذلک أن المنهجیة کمصطلح - فی البحث التربوی عامة والبحث الإداری کفرع منه- تعبر عن القناعات الفکریة والمعرفیة للباحث، أی إنه یحدد طبیعة المدرسة الفکریة التی ینتمی إلیها، ومن ثم المقاربة التی بُنی على أساسها البحث، بینما یشیر مصطلح المنهج إلى الطریقة التی یتم بموجبها تحدید المشکلة قید البحث، ووضع الفروض، واختیار الإجراءات، وصولاً إلى طرح الحلول المقترحة للمشکلة؛ ومن ثم على الباحثین التمییز بین هذین المصطلحین وعدم الخلط بینهما, مع ضرورة تعزیز وضوح المنهجیة فی البحث الإداری التربوی, والتی تعبر عن التوجه الفکری والفلسفی للباحث وقناعاته وملامح المدرسة العلمیة التی ینتمی إلیها. 

  1. أکسیولوجیا البحث الاداری التربوی:

     یمثل الاهتمام بأخلاقیات البحث العلمی فی المجال الاجتماعی والتربوی أحد أهم الاتجاهات المعاصرة ومثار اهتمام مختلف الهیئات والدوائر الأکادیمیة والباحثین.

      وفی ضوء الاهتمام المتزاید بأخلاقیات البحث, تؤکد دراسة (De Wet, 2010, p.301 ) على تزاید التوجه نحو تشکیل أو إنشاء لجان الأخلاقیات البحثیة Research Ethics Committees (RECs) ومجالس المراجعة والتقییم المؤسسی Institutional Review Boards (IRBs) کاَلیات لتعزیز إدارة وحوکمة البحث العلمی بالجامعات فی إطار قیم الشفافیة والنزاهة والمساءلة.

      وتؤکد دراسة (Allen,2008,115 ) على أهمیة تعزیز الأخلاقیات البحثیة فی دعم المناخ البحثی بالجامعات, وذلک بالتوافق مع الأطر الوطنیة لأخلاقیات البحث العلمی, ومن خلال تجربة جامعة Griffith  بمقاطعة کوینزلاند بأسترالیا, فإن الاهتمام بالأخلاقیات البحثیة کبعد للحوکمة المؤسسیة کان له تأثیر إیجابی واضح على المناخ والممارسات البحثیة لمختلف الأطراف من باحثین وهیئات إداریة وشرکاء من مؤسسات الإنتاج.

      کما تشیر دراسة (Porter, 2008, p.495) عن حوکمة الأخلاقیات البحثیة فی کندا, إلى الاهتمام بأدوار  مجالس الأخلاقیات البحثیة Research ethics boards (REBs) فی إطار کونها نموذج تعاونی بینی التخصصات یدعم الاستشارات وحمایة الأخلاقیات البحثیة خاصة فیما یتعلق بالعینات البشریة التی یتم إجراء البحوث علیها فی العلوم الأساسیة والإنسانیة والطبیعیة.

       وهناک علاقة بین القیم، أو نسق القیم المرکزی، والعلم حیث تؤثر القیم الاجتماعیة والثقافیة على تطور العلم، فثمة تفاعل کبیر بین البحث العلمی والقیم السوسیو- ثقافیة فی العلم المعاصر, کما أن هناک حدوداً حقیقیة لقدرة العلم، تتحدد داخل البرادیم السائد dominant paradigm الذی یسهم فی تقدیم إجابات عن التساؤلات الکبیرة على المستوى الإنسانی. ( بدر, 2013, 33)

      وفی سیاق المنظور القیمی والأخلاقی للإدارة التعلیمیة, تلفت دراسة ( السعید،  2016, 81) النظر إلى أن التأصیل العلمی لمفهوم البیئة الاجتماعیة فی التحلیل الإداری یشکل أهم المتغیرات التی تحدد السمات العامة لأی نظام إداری ، لذلک فهی تعبر عن کل للقوى و المتغیرات الاجتماعیة التی تؤثر على نمط وأداء مختلف المنظمات الإداریة, وهو ما یرتبط بتلک العوامل الاجتماعیة التی تتشکل من مجموع الثقافات والعادات والتقالید المتوارثة ومختلف الأنساق الفرعیة لها.

      وفی هذا السیاق, یساعد التوازن بین هیئة التدریس والباحثین بالجامعات من ناحیة والمجالس الإداریة والاستشاریة من ناحیة أخرى على تیسیر العملیات البحثیة وانسیابیة الأنشطة الأکادیمیة, بما یعزز قیم الحوکمة والنزاهة والحریة الأکادیمیة. (Beckwitt ;et.al,2010,37 ) کما تتضمن مقاییس الأداء البحثی مؤشرات مثل الانتاجیة البحثیة وجودة البحوث وأخلاقیاتها, ومنها ما هو متعلق بالنشر ومدى الاستفادة منه وتبادله بین المستفیدین. (Bazeley, 2010,896,)

     وفی إطار العلاقة بین الأخلاقیات البحثیة والمحددات المجتمعیة والبیئیة, اکتسب المفهوم الشامل للنسق الإیکولوجی (ecosystem) فی الآونة الأخیرة قبولاً واسعاً بوصفه نموذج النظام العام بما یتضمنه من أنشطة الإنسان وفعالیاته, ویختلف النظام الإیکولوجی (Ecological Order) الذی یکمن أساساً فی المنافسة،  عن التنظیم الاجتماعی (Social Organization) الذی یدعم التواصل.( العباسی, 2015, 167)

       والجدیر بالذّکر أنّ استخدام النّهج ( الإیکولوجی ) ومفاهیمه لم یظهر فی مجالات العلاقات الإنسانیة إلا فی أوائل القرن العشرین، وقد اتّضح دور العلوم الاجتماعیة فی دراسة البیئة فی تناولها الأفعال والقوى الّتی تعمل عملها فی تغییر نظام البیئة بکلّ مالها من تأثیر فعّال فی التّغییر، وفی تنویع النّشاط البشری. ( الوافی, 2015, 104) وهناک تیار یؤسس لمیتافزیقا وإبستمولوجیا وکوزمولوجی جدید وأخلاقیات بیئیة یُطلق علیه الإیکولوجیا العمیقة The deep-ecology  کرد فعل للبرادیم الاجتماعی السائد Dominate Social Paradigm وتجدر الإشارة إلى أنه عند تتبع نظریة توماس کون الخاصة بسیادة البرادیم فی العلم الحدیث, یمکن ملاحظة أنه قد یحدث تحول فی البرادیم، وذلک عند مقارنة المعطى بالنظریة المقبولة، فقد یکتشف العلماء أن النتائج أصبحت غیر متسقة عند مقارنتها بالتوقعات. ( بدر, 2014, 18)

      وتلفت دراسة (حجر, 2009) النظر إلى أنه عندما ننظر إلى الأخلاقیات الدیونتولوجیة أو المنفعیة, نجد أن هناک أنواعاً مختلفة من المعلومات أو الحقائق تستخدم للتقییم الأخلاقی, فمثلاً ترى الأخلاقیات الدیونتولوجیة أن العمل البحثی الذی یتضمن خداع المبحوثین هو عمل لا أخلاقی، بغض النظر عن أسباب الخداع أو النتائج الإیجابیة للتجربة, أما صاحب الاتجاه المنفعی فینظر إلى الخداع کأحد عوامل التکلفة للمشروع الکلی لزیادة المنفعة، ویحاول التعرف على ما إذا کانت الفائدة ملموسة بحیث یمکنها تبریر ما انطوت علیه من خدیعة.

کما یشیر Livingstone, 2005, 1,2)) إلى أن هناک محددات أخلاقیة مهمة یجب أخذها فی الاعتبار عند إجراء بحوث تتعلق بصنع السیاسات, أهمها التوصل إلى نتائج قائمة على أدلة Evidence- based  لقضایا ذات أولویة, حیث أن هناک نوعین للبحوث هما: بحوث أساسیة موجهة نحو رسالة mission oriented وبحوث تطبیقیة موجهة نحو قرار decision oriented, بما یساعد فی تقییم ومراجعة أو صیاغة قوانین وموجهات سیاسة تعلیمیة معینة.

من خلال ما سبق, یمکن استخلاص أن هناک ثلاث مرتکزات فلسفیة یعتمد علیها البحث العلمی بشکل عام, والبحث الإداری التربوی کأحد مجالاته, فی معاجته للإشکالات والقضایا, أولها البعد الإبستمولوجی أو ما یتعلق بالتصورات الفکریة والمعرفیة الموجهة للبحث الإداری ومبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقیة, لتشکیل المفاهیم والمصطلحات الإداریة, وتطور مدلولاتها وقضایاها النظریة ومقارباتها للواقع, وثانی تلک المرتکزات یتمثل فی البعد المنهجی أی الإطار الفکری والفلسفی لمسار البحث والنهج المتبع للحصول على المعرفة ومعالجة مکوناتها, والمراحل العلمیة التی یتم ممارستها من أجل الکشف عن حقیقة أو واقع إداری وتنظیمی معین, والبرهان على الفرضیات الموضوعة للوصول إلیه وقیمتها ومداها الموضوعی, بالإضافة إلى الإجراءات والأسالیب والأدوات التی یتم الاعتماد علیها لجمع المعلومات ومعالجتها. وثالث تلک المرتکزات یتعلق بالبعد الأکسیولوجی أی قیم وأخلاقیات البحث الإداری التربوی, وهی تشترک وتتطابق مع أخلاقیات البحث العلمی عامة من التزام الأمانة والمصداقیة, والنزاهة الأکادیمیة, والواجبات والقواعد المهنیة.

ب‌.    محددات الکفاءة للبحث الإداری التربوی:

       تذهب کثیر من الأدبیات إلى أن الکفاءة هی أکثر المفاهیم ارتباطاً بالإدارة, حیث یشغل هذا المفهوم جانباً مهماً فی التفکیر والممارسات الإداریة، ویستخدم هذا المصطلح من قبل الأکادیمیین والممارسین على حد سواء، ذلک أن الشاغل الرئیسی لکافة أنواع المؤسسات والنظم والبرامج هو تحقیق أهدافها, کما أن الغایة من أی نشاط إداری هی تحقیق الکفاءة, ومن ثم یتزاید تناول هذا المفهوم فی علاقات تبادلیه مع العدید من المفاهیم الإداریة الأخرى مثل الفعالیة والإنتاجیة والأداء.

      وینطوی مفهوم الکفاءة على بعدین أساسیین، وهما البعد الاقتصادی والبعد الإداری، وهما مکملان لبعضهما، حیث یشیر البعد الاقتصادی للکفاءة إلى العلاقة بین المدخلات والمخرجات مع الترکیز بالأساس على المدخلات من حیث مدى القدرة على الاستخدام الأمثل للموارد بغرض تحقیق الأهداف التنظیمیة، ویرکز البعد الإداری فی مفهوم الکفاءة على الأنشطة والعملیات الإداریة من حیث أداء المهام بالشکل الصحیح وخلال وقت محدد, بینما تعبر الإنتاجیة عن العلاقة بین المدخلات والمخرجات من ناحیة (الکفاءة) بالإضافة إلى العلاقة بین المخرجات والأهداف من ناحیة أخرى (الفعالیة)، ( محمد, 2014, 176)

       ویکمن الاختلاف الجوهری بین الفاعلیة والکفاءة فی أن الفاعلیة ترتبط بالجودة وصنع القیمة المضافة ورضا العاملین وتفاعل المخرجات مع البیئة الاقتصادیة والاجتماعیة, بینما تنصب الکفاءة فی قیاس العلاقة بین المدخلات والمخرجات وکیفیة تحویل تلک المدخلات إلى مخرجات. ( مشتهری, 2016, 43) کما أن الکفاءة تعتبر مفهوماً هندسیاً واقتصادیاً وتنظیمیاً، فهندسیاً من خلال النسبة بین المدخلات والمخرجات، أما تنظیمیاً فهی القدرة على المحافظة فی تحقیق الرضا لدى الأفراد والمستفیدین. ( فرحاوی, 2011, 17)  وتعبر الکفاءة  أیضاً عن المهارة فی أداء عمل معین أو قدرة الشخص على أداء هذا العمل والتی تستلزم امتلاک المعلومات والمهارات والقدرة اللازمة لتحقیق مستوى مقبول من الأداء . ( حسن, 2008, 105)

      وعلى ضوء ذلک, یتضح تعدد التعریفات التی قدمها مفکروا الإدارة لمفهوم الکفاءة، ومن أبرزها تلک التی ترکز على جانب الأنشطة والمدخلات, حیث أن الکفاءة فی جوهرها تعبر باختصار عن فعل الأشیاء بطریقة صحیحة.

       ومع ما یشهده العصر الحالی من تحدیات ومشکلات معقدة ومتنوعة فی شتى مجالات الحیاة فی ضوء ما تفرضه تحولات وتغیرات العصر التی تجسدت فی مفاهیم المعلوماتیة وثورة الاتصالات والتکنولوجیا والعولمة وغیرها، بدا واضحاً أن مواجهة هذه المشکلات والتعقد فیها لا یمکن أن تتم بالطریقة الفردیة فی الأداء، حیث تتطلب هذه المواجهة کم متنوع ومتعاون من الخبرات والقدرات والمهارات البشریة لمواجهتها، والملاحظ أنه عادة لا یتحقق هذا التنوع والتعاون المهارى إلا فی حالة العمل فی شکل فرق بحثیة مصممة ومدارة بطریقة فعالة. ( البنا, 2014, 246)

       وقد تمثلت متطلبات تفعیل دور البحث التربوی بشکل عام, وفق دراسة (إسماعیل, 2013) فی بناء فلسفة جدیدة، وتخطیط سیاسة البحث التربوی، وتحسین الکفاءة العلمیة والعملیة والأخلاقیة للباحث, وفتح قنوات الاتصال بین المؤسسات المسئولة عن إنتاج البحث التربوی والمؤسسات المستفیدة من نتائجه، لتوظیف تلک النتائج فی تطویر الممارسات التعلیمیة.

       وفی هذا الإطار, تمثل الإدارة التعلیمیة مجالا مفتوحاً فی حدودها الفکریة وتداخلها مع مجالات أخرى مثل السلوک التنظیمی, وبینما یهتم باحثوا السلوک التنظیمی بطبیعة وسلوک الأفراد فی المنظمات وتفاعلها مع بیئتها المحیطة, فإن الإدارة التعلیمیة کمجال للدراسة یختص بإدارة عملیات المؤسسات التعلیمیة وعلاقتها مع بیئتها المحیطة, لکن تتمیز الإدارة التعلیمیة کمجال باعتمادها على تنوع وتعدد المنظور المفاهیمی theoretical paradigm ( اجتماعی سیاسی اقتصادی سیکلوجی تنظیمی) لتحلیل العملیات والعوامل المتعددة التی تؤثر على المنظمات التعلیمیة (Oplatka, 2014, 124)

       وعلى مدى العقود الخمس الماضیة، شهد مجال "الإدارة والقیادة التربویة" Educational Management & Leadership تطورات کبرى حتى یصل حالیاً لیصبح مجالاً مقنناً من منظور البحث العلمی، فضلاً عن استفادته بدرجة کبیرة من إجراء العدید من المراجعات البحثیة الهامة للأدبیات التربویة السابقة من منظور تراکمی فعال. ( الرمیح, 2014, 538)

       لکن على جانب اَخر, تزامن النقد الموجه للمنـحى العلمی فی الإدارة التربویـة مع ظهـور منظورات جدیدة من أهمها: ما بعد الوضعیة «Post Positivism»، التفسیریة «Interpretive» والنقدیة «Critical». وعلى صعید التطبیق یقترح النموذج التفسیری المقاربة التأویلیة کآلیة للتطبیق فی الإدارة التربویة، لیـس بـهدف التنبؤ والضبط بل فهم المعنى وتأویل المعطیات. (عطاری, 2008, 49) وسعیاً لحل تلک الإشکالیة, یشیر ( أبرکان, 2017, 122) إلى أن الاهتمام فی الجامعات المغربیة بدأ منذ ثلاثة عقود بالنظریات الابستمولوجیة المعاصرة وتقویمها من خلال تبیان عناصر قوتها أو محدودیتها, ووضع تلک النظریات على المحک والکشف عن مدى تعبیرها عن المنجز العلمی, وذلک مثل نظریات الوضعیة التجریبیة والعقلانیة وغیرها.

        ومن الجدیر بالملاحظة وجود الکثیر من الدراسات الأجنبیة التی سعت لاستکشاف إسهام العدید من العلوم والتخصصات وتأثیرها على مجال الإدارة التعلیمیة, إلا أن هناک حاجة بالتوازی إلى دراسات عن مدى إسهام الإدارة التعلیمیة کمجال مرجعی وأثرها فی العدید من التخصصات الأخرى, حیث أن الإدارة مجال منفتح یتسم بطابع بینی التخصصات.

      وفی سیاق أهمیة المنهج والمنهجیة کمحدد أساسی فی کفاءة البحث الإداری التربوی, یبین ( الموسوی, 2011)  أن ثمة اهتمام متزاید فی أبحاث المجلات التربویة والنفسیة بوجود أطر نظریة واضحة تکشف توجهات الباحث الفکریة، إلا أن المنهجیة لم تبرز بعد کعنصر مستقل فی البحث التربوی، وذلک بسبب الخلط بین مصطلحی "المنهجیة" و"المنهج"، وغیاب معاییر تقویم المنهجیة.

      کما هدفت دراسة ( شاهین؛ ریان, 2009) إلى بناء أداة لقیاس جودة البحث التربوی من وجهة نظر الأکادیمیین والباحثین فی الجامعات الفلسطینیة، وتکونت الأداة على العدید من المؤشرات التی توزعت على أربعة أقسام: المقدمة، والطریقة والإجراءات، وتحلیل نتائج البحث ومناقشتها، والتوثیق والتنظیم. ویلفت ( Hallinger, 2013, 129) النظر إلى وجود تطور کبیر فی التقییم المنهجی للبحوث التربویة من خلال الجهود العلمیة للعدید من الباحثین والمراکز المتعددة فی هذا المجال لصیاغة معاییر علمیة لأبعاد مراجعة وتقییم العناصر البحثیة.

       وفی هذا السیاق, هدفت دراسة (Sedighi and Jalalimanesh, 2014) إلى إلى وضع خریطة للتوجهات البحثیة فی مجال  إدارة المعرفة من خلال تحلیل منهجی یستند على خطوات تشمل تحدید النطاق البحثی, والکلمات المفتاحیة المرتبطة بمجال إدارة المعرفة ومجالاته الفرعیة, وتحلیل النتائج وفق مقیاس الاقتباس المحلی  (local citation score (LCS ومقیاس الاقتباس الدولی (GCS) حیث تم تحلیل 50862 بحث منشور خلال الفترة من 2001 حتى 2010, وقد خلصت الدراسة إلى أن هناک تطور وانتشار سریع فی معالجات مجال إدارة المعرفة بالإضافة إلى تعدد المنهجیات التی اعتمدت علیها البحوث, کما کان هناک تطور نوعی ملحوظ لهذا المجال ارتکز على الاستفادة من مفاهیم ونظریات عدة تخصصات أخرى خاصة علم الاجتماع وعلم النفس.

      إن استکشاف التوجهات البحثیة فی أی مجال علمی مثل الإدارة التربویة یعتمد على تحلیل القضایا والمجالات البحثیة, وتظهر من خلال الکلمات المفتاحیة الدالة فی المجال أو التخصص العلمی المحدد, والمناهج والأدوات التی یعتمد علیها الباحثون ونوعیة التشارک البحثی الثنائی أو الجماعی  وطبیعة مجتمع البحث والعینة.(Wong, others, 2016, 217)

        ویبین (Wandersman, et al.,2008) أن هناک حاجة إلى تجسیر الفجوة بین البحث العلمی والمجتمع، من خلال إطار مشترک لتعاون الباحثین والممارسین والممولین یرکز على احتیاجات کافة الأطراف ذات العلاقة والمستفیدین, فضلاً عن إلقاء الضوء على المجالات ذات الأولویة للبحوث. وعلى ضوء الأهمیة المتزایدة للتحدیث الدوری للقضایا والأولویات البحثیة نتیجة للتغیرات المتسارعة على مختلف الأصعدة, تشیر دراسة  (Yang, others, 2015, 165)  إلى  اهتمام کثیر من الجامعات والمؤسسات البحثیة باعداد خرائط استراتیجیة للتطویر الأکادیمی والبحثی ترتکز فی أحد أبعادها على التعلم والنمو والابتکار الذی یختص بالبحث العلمی وتطویره ورصد أولویاته وتوجهاته.

      وفی هذا السیاق, بینت دراسة (Ingwersen. Larsen, 2001, 715) أن البروفایل البحثی یفید فی التعرف على حجم الإنتاجیة والنشر العلمی والاقتباسات المرجعیة وعامل التأثیر والترتیب والتصنیف للدوریات العلمیة فی مجال محدد, واجراء المقارنات البحثیة.

       ولرصد أهم القضایا والأولویات البحثیة, من المفید التعرف على منظور أو رؤیة المتخصصین ذوی الخبرة فی المجال أو التخصص العلمی, بما  یفید بشکل فعال فی إجراء المسح للقضایا المهمة والتوجهات المستقبلیة. ( Lin, others, 2013, 57) کما أنه لاستکشاف الصورة المستقبلیة المتوقعة للتطور العلمی فی تخصص ما, والناجم عن مسببات التغییر ومحرکاته المختلفة, تتنوع السیناریوهات بین الاستطلاع والاستهداف وفق مراحل منهجیة تنطلق من ملامح الواقع وتنتهی بتحدید أهم أبعاد المستقبل للعلم والابتکار( Nonthakarn, Wuwongse,2015, 242)

         بتحلیل ما سبق, یتضح أن هناک منحیان فی استکشاف ورصد أهم محددات کفاءة البحث الإداری التربوی، أحدهما یرکز على الدراسات التی تم إجراؤها فی مجال الإدارة التربویة بهدف تجسیر الفجوة بین الواقع والمستهدف، وثانیهما اهتم بمعالجة واستکشاف الأولویات أو التوجهات المستقبلیة للقضایا التی یجب أن ترکز علیها الدراسات فی المعالجة.

       وفی هذا الإطار لمحددات کفاءة البحث الإداری التربوی, تعکس إشکالیة "الموضوعیة" فی العلوم الاجتماعیة خلافًا جوهریًا بین مدرستین، إحداهما ترى ضرورة التباعد بینه وبین الأیدیولوجیا لأن فی تدخلها إزاحة للموضوعیة وإحلالًا للذاتیة, وتتخذ هذه المدرسة النموذج الإمبریقی فی العلوم الطبیعیة کمنهج, أما المدرسة الأخرى فإنها ترفض هذا التوجه الإمبریقی فی بحث الظاهرة الاجتماعیة؛ لما تنطوی علیه من خصوصیات معینة نابعة من طبیعتها.( سکران, 2013, 430)

       کما یشیر (قمبر, 1995, 15, 16) إلى أن الصفة الموضوعیة للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة تکسب مع الإبستمولوجیا کنظریة علمیة, وتخسر مع الإیدیلوجیا کرؤى فلسفیة أو إملاءات سیاسیة, والذی یحدث فی کثیر من الدول النامیة أن تتوه المعالم الفاصلة بین ما هو إیدیلوجی وما هو إبستمولوجی حین یتسیس العلم ویترک حیاده الموضوعی ومنهجه العقلانی, ویتحول إلى أداة تبرر بها الإیدیلوجیا موقفها الفلسفی واختیارها السیاسی, بما یؤدی إلى أن تسود ثلاث ظواهر معروفة هی الدوجماتیة والاختزالیة والانتقائیة.

        وفیما یتعلق بخصوصیة البحث الإداری التربوی, یبین ( عطاری؛ عواد, 2015, 198) الحاجة إلى التحول من الاسترشاد بنظریات ومناهج علم الاجتماع التی یهتدی البحث فی الإدارة التربویة بها إلى نماذج نقل المعرفة Knowledge Transfer Models التی تسارعت بوتیرة متزایدة فی العقود السابقة مع الأفکار الجدیدة فی الأدبیات التنظیمیة، مثل التعلم التنظیمی والمنظمة المتعلمة, والتعلم أثناء العمل, والمعرفة الضمنیة, والتی تولی أهمیة کبرى للممارسین والممارسة، ومع أن هذه الأفکار وجدت طریقها إلى الإدارة التربویة إلا أن الباحثین لم یعنوا کثیراً بنماذج نقل المعرفة.

         وفی سیاق المحاولات لصیاغة محددات کفاءة البحث الإداری التربوی, تناولت دراسة (Heck and Hallinger,2005) حالة البحث فی القیادة والإدارة التربویة کحقل معرفی حتى عام 2005، وأشارت إلى أهمیة مراجعة الأدب النظری السابق وتحدید التوجهات المستقبلیة, وتقییم جدارة المفاهیم والمناهج البحثیة المختلفة ومعالجة الضعف المنهجی فی الدراسات المیدانیة. کما هدفت دراسة Oplatka,2009)) إلى القیام بمراجعة تاریخیة لحقل الإدارة التربویة لتحدید التطورات التی طرأت على ذلک الفکر والقضایا والاهتمامات المنهجیة والمفاهیمیة، وأشارت إلى مکانة العلوم الاجتماعیة فی استعارة الإدارة التربویة مفاهیم ونظریات تلک العلوم فأصبحت أکثر اعتمادا على المنهج الکمی، بما یحتم تحدیث نطاق وطبیعة القاعدة المعرفیة لمجال الإدارة التربویة.

       وقام (Hallinger,2011) بدراسة ومراجعة رسائل الدکتوراه التی أجریت فی مجال الإدارة التربویة خلال العقود الثلاث السابقة، وأشارت إلى کثرة تناول القیادة التعلیمیة للمدیرین، کما وجدت تحسناً فی منهجیة البحث ولکن الأطر المفاهیمیة والمناهج البحثیة المستخدمة فی الرسائل ککل لم تکن ملائمة لتسهم فی المعرفة النظریة أو العملیة فی هذا الحقل المعرفی.  

وفی هذا الإطار, تم صیاغة مقیاس لمعاییر الکتابة بینیة التخصصات کمحددات لکفاءة البحوث البینیة, ویتضمن ما یلی: Mansilla, et.al, 2009))

-         الصیاغة الجیدة لمشکلة الدراسة والغرض منها ومبررات بینیة التخصصات فی معاجتها.

-         الاعتماد على مفاهیم ونظریات ومعارف من عدة تخصصات وتنوع مصادر البحث بشکل بینی بما یدعم الاستخلاصات وتفسیرها وتحلیلها بشکل معمق.

-         الوعی بحدود کل تخصص ومدى إسهامه فی معالجة قضیة البحث, وکیفیة تفاعل التخصصات خلال مسار البحث.

       ویستخلص مما سبق, أن هناک عدداً من المحددات التی تمثل معاییر ومؤشرات لکفاءة البحث الإداری التربوی, والتی تتضمن فی ذاتها أبعاداً إبستیمولوجیة ومنهجیة وأخلاقیة, ویمکن إجمالها على سبیل المثال لا الحصر فیما یلی:

-         تجسیر الفجوة بین إنتاج المعرفة التربویة فی مجال الإدارة، وتطبیقها فی حلول لقضایا ذات صلة بالممارسة فی المیدان التربوی والمؤسسات التعلیمیة.

-         الاهتمام بالمنظورات الجدیدة مثل النقدیة والتفسیریة، وتطویر المساقات الأکادیمیة والبحثیة, بما یعزز من شرعیة المعرفة الإداریة التربویة الملتزمة بالمنهج العلمی.

-         تعزیز مکانة الإدارة التربویة کحقل معرفی واستفادتها من المناهج السائدة فی المجالات العلمیة الأخرى ذات العلاقة, لتوفیر حلول سلیمة للممارسین فی المیدان وصانعی السیاسات.

-         استناد بحوث الإدارة التربویة إلى إطار متماسک من الشواهد والدلائل والمرتکزات النظریة والمنطقیة لتعزیز الثقة فی استنتاجاتها, وتطبیق نتائجها الموضوعیة, مع نشر المعرفة الإداریة للمهتمین وذوی العلاقة بطریقة فعالة.

-         تحسین إنتاجیة الباحثین، وتحویل الخبرة والمعرفة الضمنیة إلى معرفة إداریة وتربویة ظاهرة وصریحة من خلال التعاون والاتصال المستمر بالممارسین فی المیدان, للاستفادة من خبراتهم لیس فقط کمبحوثین لإجراء المقابلات, ولکن کمشارکین فی تحدید الأولویات.

-         تقییم جدارة المفاهیم والمناهج البحثیة المختلفة, وعلاج القصور المنهجی فی الدراسات المیدانیة لتجنب اللجوء للاحتکام الذاتی فی تقریر المعرفة السلیمة أو المشروعة.

-         انفتاح المعالجات فی البحث الإداری التربوی لمیزته البینیة على العدید من التخصصات العلمیة الأخرى, بما یدعم تأصیل منظومته المفاهیمیة وتطویرها, ومسایرته للمستجدات.

-         وضوح المنهجیة فی معالجة البحث الإداری, بما یبین القناعات الفکریة والفلسفیة للباحث والمدرسة العلمیة التی یستند إلیها, وبما یساعد فی تفسیر وتحلیل استنتاجاته ونتائجه.

-         الالتزام بالمعاییر الأکسیولوجیة من قیم علمیة وأخلاقیات بحثیة عبر مراحل ومسار البحث من جمع البیانات وتحلیل الأدبیات وتطبیق میدانی وصولاً للنتائج والاستنتاجات.

       واستخلاصاً لما تم تناوله ومعالجته خلال الإطار النظری للبحث, وما تضمنه من فلسفة ومزایا مدخل بینیة التخصصات, بالإضافة إلى أبعاد وعناصر البارادیم الفکری للبحث الإداری التربوی, والذی استند إلى مرتکزات إبستیمولوجیة ومنهجیة وأخلاقیة, وأخیراً المحددات النظریة لکفاءة البحث الإداری التربوی, وعلى ضوء منهج البحث وأهدافه, فإن ذلک یتطلب الوقوف على ملامح الواقع النظری, والتعرف على منظور الباحثین للمحددات المعیاریة المقترحة, ویتضح ذلک من خلال الجزء التالی لمحور الواقع النظری والمیدانی.


ثالثاً: واقع کفاءة البحث الإداری التربوی ومعوقات بینیة التخصصات فی مصر:

       یتسم واقع البحث العلمی المعاصر فی مصر بوجود العدید من التحدیات التی تلقی بظلالها على جودة مخرجاته وکفاءة مردوده ونواتجه التطبیقیة والتنمویة, حیث یبین أحد التقاریر فی مؤشراته الإحصائیة أنه خلال عام 2013 توزعت نسبة أعضاء هیئة التدریس بالجامعات الحکومیة 78%, وجامعة الأزهر 12%, والجامعات الخاصة 10% من اجمالی أعضاء هیئة التدریس فی مصر, کما انقسم العدد حسب النوع إلى 63% ذکور, 37% إناث, بینما اختلف الأمر فیما یخص الهیئة المعاونة, حیث کانت نسبة الإناث أکبر وهی 53%, بینما الذکور 47%. وکان العدد وفق التخصصات الرئیسة بالنسبة للعلوم التربویة 11,380 عضو هیئة تدریس, منهم 4,752 عضو هیئة معاونة. وفیما یتعلق بالدراسات العلیا, احتلتت العلوم الإنسانیة النسبة الأکبر من الطلاب المقیدین بنسبة 65%, والعلوم التطبیقیة بنسبة 35%. ( وزارة التعلیم العالی, 2015, 40- 49)

      کما یشیر أحد التقاریر الإحصائیة عن التعلیم العالی أن عدد الجامعات خلال عام 2017 وصل إلى 46 جامعة منها 24 جامعة حکومیة, 21 جامعة خاصة, کما وصل عدد أعضاء هیئة التدریس إلى 118,34 ألف عضو, 172, 67 باحث بالمراکز البحثیة التی وصل عددها إلى 446 مرکز منها 422 مرکز تابع للجامعات, 24 مرکز تابع للوزارات, کما أن عدد الأبحاث المنشورة بالمجلات المصریة والأجنبیة 2670 بحث. (مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار, 2017)

     بینما تشیر إحدى النشرات الإحصائیة الدوریة إلى أن إجمالی عدد أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم فی مصر وصل إلى 122,577 فی الجامعات الحکومیة والخاصة, منهم 85,404 بالجامعات الحکومیة, 15,028 بجامعة الأزهر. ( وزارة التعلیم العالی, 2017)

     وبتحلیل المؤشرات الإحصائیة السابقة عن البحث العلمی والباحثین وأعضاء هیئة التدریس فی مصر, یمکن استخلاص بعض الدلالات المعبرة عن عدد الجامعات والمراکز البحثیة سواء الجامعیة أو المرتبطة بالوزارات, والتی تحتاج إلى مزید من الرعایة والدعم لتحسین جودة البحث العلمی, ورفع معدل الإنتاجیة للباحثین, بما یرفع من ترتیب مصر التنافسی. کما أنه من الملاحظ أن العلوم الإنسانیة احتلت النسبة الأکبر من الطلاب المقیدین بنسبة 65%, والعلوم التطبیقیة بنسبة 35%, بما یفرض مزیداً من الاهتمام بالبحوث الإنسانیة والتربویة وتوفیر کافة السبل لتحسین کفاءتها.

     وعلى الرغم من عدد الجامعات المصریة وتعدد مؤسسات البحث التربوی بشکل عام وأقسام الإدارة التربویة, إلا أن هناک معوقات نوعیة تواجه البحث التربوی فی مصر, وتحد من کفاءته وفعالیته ومردوده التعلیمی والتنموی والمجتمعی بشکل عام. کما یواجه المشهد الأکادیمی والبحثی فی مصر العدید من التحدیات التی تلقی بظلالها على البحث التربوی، بوصفه منوطًا به تشکیل منظومة المعرفة التربویة, والتی تؤثر على جودة مخرجاته وتقلل من إسهاماته فی إیجاد حلول فعالة لمشکلات الواقع التعلیمی، وتطویر الممارسات. ویمکن تقسیم تلک التحدیات وفق ثلاث محاور فی سیاق ما یلی:

      فیما یتعلق بالسیاسات البحثیة وعدم وجود خرائط للأولویات, تشیر وثیقة رؤیة مصر 2030, والتی أصدرتها( وزارة التخطیط, 2016, 263) إلى بعض التحدیات التی تواجه البحث العلمی فی مصر منها غیـاب سیاسـة واضحـة لتسـویق نتائـج البحـث العلمـی، کـما أن تجاهـل أهمیـة الأبحـاث العلمیــة فی القطاعــات المختلفــة ودورهــا فی زیــادة جــودة العملیــة التعلیمیــة یــؤدی إلى انخفــاض نســبة الأبحــاث المنشــورة فی دوریـات عالمیـة متمیـزة, بالإضافة إلى ضعـف المراکـز البحثیـة الحالیـة وقلــة عددهــا، کما لا یوجــد نظــام واضــح لکیفیــة إدارتها وزیــادة مصادرهــا التمویلیــة.

     وفی هذا الصدد, أشارت دراسة ( الخلیل, 2010, 405) إلى العدید من التحدیات التی تواجه البحث التربوی منها ما هو ذات صلة بالسیاسات البحثیة مثل غیاب السیاسات الموجهة للبحث واتساع الفجوة بین الباحثین والمستفیدین أو ذوی العلاقة. کما تؤکد على ما سبق دراسة ( سلیمان, 2014, 139) التی رصدت عدة إشکالیات یعانی منها البحث التربوی أهمها التفکک والتشتت فی غیبة الفکر الفلسفی العلمی المتکامل, والافتقار إلى سیاسة علمیة مخططة للبحث التربوی.

      ولقد أدى عدم وجود خریطة بحثیة قومیة إلى ضعف التنسیق والتکامل بین التخصصات المختلفة على الرغم من أهمیة ذلک؛ لوحدة الهدف بین جمیع الأقسام التربویة, هذا ویمکن القول بأن استمرار عملیة البحث فی مصر بطرق فردیة دون استخدام خریطة بحثیة قومیة لن یصلح العملیة التعلیمیة على الإطلاق. (عرجاوی, 2014, 312) وبطبیعة الحال ینعکس ذلک عل کل التخصصات ومنها مجال الإداة التعلیمیة وبحوثها ودراساتها کأحد أبرز فروح البحث التربوی التی یمکنها الاستفادة من المعالجة بینیة التخصصات والانفتاح على الفروع الأخرى للعلوم.

       کما یشیر أحد التقاریر عن التعلیم العالی والبحث العلمی فی مصر إلى أن مصر تفتقر إلى استراتیجیة محددة للبحث والتنمیة والابتکار, وادارتها للبحث والتنمیة غیر منسقة، وثمة حاجز هیکلی کبیر یعترض تطویر القدرات فی المستقبل، لا یتناسب مع الطابع المعاصر، ویقوض العمل المشترک بین التخصصات. (منظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة, 2010, 35)

     وفی هذا السیاق, تتنوع إشکالیات البحث التربوی بکلیات التربیة فی مصر إلى إشکالیة فی العلاقة بین البحث التربوی ومؤسسات المجتمع، وعدم وجود خریطة، وإشکالیة فی التمویل، ونوعیة البحوث التربویة وموضوعاتها ومنهجها. ( البنا, 2014, 268) کما تشیر دراسة ( ابراهیم, 2013, 31) إلى عدة معوقات تشمل عدم وجود إستراتیجیة علمیة ورؤیة وطنیة واضحة المعالم ومحددة الأهداف للبحث العلمی ترکز على الأولویات وتوجه الموارد, وغیاب التنسیق بین المراکز والمعاهد البحثیة أدى إلى ازدواجیة خططها وتفشى ظاهرة الانفرادیة فی البحث العلمی.

      ویشیر ( حرب, 2013, 145) إلى غیاب السیاسة البحثیة للبحث التربوی، فلا توجد معاییر واضحة لتوجیه البحث التربوی أو توظیف الإمکانات بما یخدم القضایا التربویة ذات الأولویة البحثیة، مما أدى إلى غیاب الخریطة البحثیة فی الأقسام التربویة بکلیات التربیة، مما یشتت جهود الباحثین التربویین، ویقلل من ترکیز هذه البحوث على مواجهة مشکلات التعلیم المختلفة التی یعانی منها المجتمع المصری. کما تناول (عزب, 2013) عدداً من المعوقات والمشکلات التی تواجه البحث التربوی منها عدم وجود سیاسة واضحة یسیر فی إطارها البحث التربوی, وعدم التنسیق بین مؤسسات البحث التربوی, وعدم ربط الجهد البحثی بأهداف التنمیة الشاملة.

 وبین ( قمر, 2016) فی سیاق معوقات البحث التربوی بشکل عام, غیاب فلسفة واضحة للبحث العلمی , وضعف الإعداد والتأهیل العلمی والتربوی للباحثین , وتدنی میزانیات البحث التربوی على وجه الخصوص , التوجه المسبق لدى بعض الباحثین لتبنی نتائج معینة , کثرة الإجراءات الإداریة .

    وبتحلیل ما سبق, یمکن استخلاص أن أحد أهم التحدیات التی تواجه البحث التربوی بشکل عام والإداری على وجه الخصوص, وتعیق الاستفادة من مدخل بینیة التخصصات فی السیاق الأکادیمی والبحثی فی مصر هو غیاب السیاسة البحثیة المتکاملة التی تستند إلى خرائط بحثیة تقرأ أولویات الواقع وقضایاه واشکالیاته, وضعف التنسیق بین الأقسام الأکادیمیة والتخصصات العلمیة.

     أما فیما یتعلق بالتکامل والتعاون بین التخصصات, فعلى الرغم من أهمیة ذلک, إلا أن هناک تباعد بینها، بما یتنافی مع طبیعة المشکلة التربویة فی مجالها الحیوی لأنها واحدة لها متغیراتها المتعددة، وعلاقاتها المتداخلة المتفاعلة، المتأثرة ببعضها. (سکران, 2010, 183) کما تتسم البحوث العلمیة فی الجامعات المصریة بصفة عامة وفی کلیات التربیة بصفة خاصة من غلبة الطابع الفردی فی العمل ولیس الطابع الجماعی أو طابع بحوث الفریق؛ مما جعلها تتسم بالذاتیة والتقلیدیة والمحاکاة والتکراریة والنظرة الضیقة للمشکلات ووسائل حلها، إضافة إلى غیاب الإبداع والابتکار فی مواجهة قضایا التربیة فی المجتمع المعاصر. ( البنا, 2014, 235) وینسحب ذلک بدوره على البحث الإداری التربوی وأحد أوجه قصوره التی تتمثل فی النظرة المجتزئة للمشکلات التربویة وندرة البحث الفریقی.

      کما یتسم الواقع البحثی أیضاً بضعف التعاون العلمی بین الباحثین فی الجامعات والمؤسسات البحثیة، فضلاً عن ندرة التنسیق بین أعضاء هیئة التدریس والباحثین فی کلیات التربیة وأقسامها المختلفة، مما جعل البحوث التربویة تبدو وکأنها تعمل فی جزر منعزلة.( حرب, 2013, 218)

     وفی هذا الصدد, أشارت دراسة (عبدالحافظ، ؛ المهدی, 2015, 511)  فی نتائجها إلى ضعف التشارک المعرفی فی الوضع الراهن بالجامعات العربیة؛ لوجود بعض السلبیات التنظیمیة، منها غیاب العمل الجماعی المنظم، والمبالغة فی الاعتداد بالتخصص على حساب وحدة المعرفة وتکاملها، مما أدى إلى انکفاء الأقسام والتخصصات العلمیة على ذاتها.

ویتضح مما سبق أن أحد أهم المعیقات التی تحول دون تفعیل بینیة التخصصات فی الواقع المصری هو ضعف التکامل بین التخصصات وتدنی التشارک المعرفی الذی یستند إلى وحدة المعرفة التربویة وتشابک متغیراتها وقضایاها, وغلبة الطابع الفردی على البحوث سواء التربویة أو غیرها.

       وفیما یتعلق بالقدرات والأخلاقیات الأکادیمیة ومخرجات البحث الإداری التربوی, فعلى الرغم من الجهود المبذولة لولوج مجتمع المعرفة، بید أن ثمة جوانب ضعف فی مخرجات البحث التربوی تقلل من إسهاماته فی إیجاد حل لمشکلات الواقع، وضعف إسهاماته فی تطویر العملیة التربویة ذاتها. ( نصار, 2015, 96)کما تتبلور مشکلة المعرفة التربویة فی الفجوة الرقمیة, فهی من أهم الأسباب وراء إعاقة تطویرها فی مصر, وهی فجوة مرکبة تطفو على هرمیة الفجوات التی تفصل بین من یملک المعرفة وأدوات توظیفها, ومن لا یملکها وتعوزه أدواتها. ( السعودی, 2010, 276)

       ویعانی البحث التربوی من عدة إشکالیات تعوقه عن إحداث التجدید فی النظام التعلیمی، منها: قصور نظام إعداد وتدریب وتأهیل الباحثین، والتفکک والتشتت فی غیبة الفکر الفلسفی العلمی المتکامل (سلیمان, 2012, 124) ونتیجة لذلک یقع بعض الباحثین فی العدید من الأخطاء مثل عدم استخدام الأدوات والأسالیب الإحصائیة المناسبة أو عدم الموضوعیة فی التفسیر والتحیز الشخصی وعدم الحیادیة. ( محمد, 2010, 84) وهناک أیضاً هبوط مستوی التشریعات التی تنظم البحث العلمی فی مصر, کما أن معظم البحوث العلمیة بحوث فردیة وقلیل ما تکون هذه البحوث مؤسسیة تقوم علی فرق البحث العلمی. (عبدالمطلب, 2010, 576) ومن ثم یحتاج البحث الإداری التربوی کأحد التخصصات إلى تطویر فلسفة واضحة لتأهیل الباحثین فی هذا التخصص وتعزیز أخلاقیات الموضوعیة والحیادیة وتحسین کفایات النقد والتفسیر والتحلیل الإحصائی وفق طبیعة البحث.

        ومع تنوع مؤسسات البحث التربوی ما بین کلیات تربیة، ومراکز بحوث، وجمعیات علمیة، تنوعت الأنماط البحثیة التربویة، ما بین بحوث تتبنی المنهج الوضعی بصیغته التجریبیة، وبحوث نوعیة ونقدیة, لکن التوجه العام للبحث التربوی فی مصر کان نحو البحوث المیدانیة التی تعتمد على المنهج الوضعی أو الکمی. (هاشم, 2013, 476) ومن ثم فعلى سبیل المثال توصی احدى الدراسات بضرورة إعادة النظر فی علم التربیة المقارنة وفی أسالیبها وطرائقها ومنهجیاتها, لیتمکن باحثوها من التعامل مع تلک التغیرات والآثار المترتبة على ظاهرة العولمة. ( طه, 2009, 37)

      من خلال ماسبق, یمکن حصر أهم المسببات وراء غیاب أوضعف تبنی المقاربات البینیة فی البحث الإداری التربوی إلى تدنی اهتمامات الباحثین بالفرق البحثیة نوعیة التخصصات، وافتقاد الرؤیة المناسبة لکیفیة بناء الدراسات البینیة نتیجة العزلة والانفصال بین الأقسام والمؤسسات البحثیة, مع ندرة وجود الخرائط البحثیة خاصة على المستوى القومی والتی تدعم التنسیق والتکامل وفق أولویات لأهم القضایا التی تحتاج المعالجات البینیة لمنع الهدر فی الجهود البحثیة, بما یفرض التخفیف من حدة الفصل المتعمد بین التخصصات, ولا سیما مع تشابک وتعقد القضایا, والتوجه نحو إیجاد بارادیم للبحث الإداری التربوی یتواءم مع منطق الواقع وحرکة العلم والحیاة, بما یفرض التوجه نحو التعرف على وجهة نظر الباحثین وأعضاء هیئة التدریس, ویتضح ذلک فی معالجة الدراسة المیدانیة للبحث.

رابعاً: الدراسة المیدانیة

هدفت الدراسة المیدانیة إلى الوقوف على درجة موافقة مجموعة من الخبراء والمتخصصین فی التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة وأصول التربیة على أهمیة وملاءمة عدد من المحددات المتعلقة بتطویر البحث الإداری التربوی فی مصر من خلال بینیة التخصصات کأحد التوجهات المعاصرة فی البحث العلمی بشکل عام, بما یساعد فی تطویر المنظومة المفهیمی والمنهجیة لبحوث الإدارة التعلیمیة کأحد المجالات التی تتمیز بقدرتها على الانفتاح على العلوم الأخرى واستیعاب نظریاتها.

أداة الدراسة وخصائصها السیکومتریة:

فی ضوء أهداف البحث ومنهجیته, تم الاستعانة باستطلاع رأی الخبراء کأداة لإجراء الدراسة المیدانیة، ولقد تم الاعتماد فی إعداد الصورة المبدئیة للاستمارة على المنطلقات الفلسفیة والمحددات الفکریة التی ورد معاجتها فی الإطار النظری للبحث, بالإضافة إلى تحدیات البحث الإداری التربوی ومعوقاته التی یعانی منها المشهد البحثی فی مصر. وقد تم عرض الاستمارة على مجموعة من أساتذة الجامعات المتخصصین لاستطلاع آرائهم حول مدى ملاءمة المحددات وسلامة صیاغة العبارات وما یمکن إضافته من محددات أخرى. وبناء على ذلک , تضمنت الصورة النهائیة لاستطلاع الرأی (44) عنصراً تمثل أهم محددات کفاءة البحث الإداری التربوی بینی التخصصات.

وقد تم عرض الاستمارة على عدد (12) من أساتذة الإدارة التعلیمیة بالجامعات والمراکز البحثیة، لاستطلاع آرائهم نحوها والتأکد من صحتها وصدقها. وبناء على ذلک، تضمنت الصورة النهائیة للاستبانة (44) عبارة موزعة على ثلاثة محاور: ( یمکن الرجوع إلى ملحق البحث)

-        المحور الأول: المحددات الإبستمولوجیة (13) عبارة

-        المحور الثانی: المحددات المیثودولوجیة (15) عباراة

-        المحور الثالث: المحددات الأکسیولوجیة (16) عبارة

       وقد تم استخدام مقیاس التدرج الرباعی حسب نظام لیکرت ( Likert ) لاستجابات الخبراء، حیث تعبر الدرجة (1) عن غیر موافق إطلاقاً ، (2) غیر موافق, (3) موافق, و (4) موافق تماماً, وللحکم على درجة توافق الخبراء حول المحددات تم الاعتماد على قاعدة التقریب الحسابی للأعداد الصحیحة لتحدید معیار الحکم على الاستجابة وذلک من خلال تحدید طول خلایا المقیاس (الحد الأدنى والأعلى) ثم حساب المدى ومن ثم تقسیمه على أکبر قیمة فی المعیار للحصول على طول الفئة ثم إضافة هذه القیمة إلى أقل قیمة فی المعیار (بدایة المعیار), وذلک لتحدید الحد الأعلى لهذه الفئة، أی حساب المدى ( 4- 1 = 3) ومن ثم تقسیمه على أکبر قیمة فی المعیار للحصول على طول الفئة أی ( 3/ 4 = 1.75 ). ویوضح جدول رقم ( 4 ) ذلک.

          جدول رقم (1) یبین توزیع مدى المتوسطات والمعیار المعتمد فی تفسیر درجة الموافقة

 

الوصف

مدى المتوسطات

غیر موافق اطلاقا

1– 1.74

غیر موافق

1.75- 2.49

موافق

2.50 – 3.24

موافق تماما

3.25 - 4

 

صدق الأداة وثباتها: Validity& Reliability

للتحقق من صدق الأداة عُرضت على عدد من الأساتذة و الخبراء فی الإدارة التربویة لإبداء آرائهم حول مدى صحة الفقرات وشمولیتها لأبعاد الظاهرة قید الدراسة، وانتماء کل فقرة لموضوع البحث. وبناء على ملاحظات المحکمین وآرائهم جرى تعدیل بعض الفقرات بالحذف أو التصویب. ولحساب الصدق الداخلی للاستبانة تم حساب معامل الارتباط بین الدرجة لکل عبارة وإجمالی العناصر، حیث اتضح أن معامل ارتباط  وصل إلى (0.92) وهو معامل ارتباط مرتفع، ویدل ذلک على اتساق عال لجمیع عبارات الاستبانة. ولحساب ثبات الاستبیان تم استخدام معامل الفا کرونباخ Cronback Alpha , حیث وصل ثبات الاستبانة (0.94) وهو معامل ثبات مرتفع.

عینة البحث:

       فی ضوء أهداف الدراسة المیدانیة للبحث, والتی تستند بشکل أساسی إلى التعرف على منظور مجموعة من الخبراء المتخصصین فی الإدارة التعلیمیة حول المحددات التی تم استخلاصها من الأدبیات النظریة المعاصرة, ومدى ملاءمتها للسیاق البحثی فی مصر من أجل تحسین کفاءة البحث الإداری التربوی کأحد المجالات التی تتسم بطبیعة بینیة واضحة والانفتاح للاستفادة من نظریات ومنهجیات العلوم الأخرى؛ ومن ثم تکونت عینة الخبراء من مجموعة من أساتذة الجامعات والباحثین الذین وصل عددهم إلى (46) توزعت على درجات علمیة مختلفة, ومن عدد من کلیات التربیة بالجامعات المصریة, ومجموعة من الباحثین بمراکز البحث التربوی. ویوضح ذلک الجداول التالیة:

جدول رقم (2) یبین عدد استمارات استطلاع الرأی الموزعة والمستوفاة

الدرجة العلمیة

عدد الاستمارات الموزعة

عدد الاستمارات التی تم استیفائها

النسبة المئویة

أستاذ

11

8

22%

أستاذ مساعد

17

14

38%

مدرس-باحث

18

15

41%

الإجمالی

46

37

 

جدول رقم (3) یبین عینة الدراسة حسب التخصص العلمی

الدرجة العلمیة

عدد الاستمارات الموزعة

عدد الاستمارات التی تم استیفائها

الإدارة التعلیمیة والتربیة المقارنة

32

28

أصول التربیة

14

9

الإجمالی

46

37

جدول رقم (4) یبین عینة الدراسة حسب مکان العمل

الدرجة العلمیة

عدد الاستمارات الموزعة

عدد الاستمارات التی تم استیفائها

کلیة تربیة عین شمس

5

5

کلیة التربیة جامعة حلوان

3

2

کلیة التربیة جامعة بنها

5

3

کلیة التربیة جامعة الزقازیق

5

4

کلیة التربیة بالعریش

3

2

کلیة التربیة بالاسماعیلیة

4

3

المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة

15

14

المرکز القومی للامتحانات والتقویم التربوی

6

4

الاجمالی

46

37

 

نتائج الدراسة المیدانیة ومناقشتها:

فیما یلی نتائج التحلیل التفصیلی للمحاور الثلاثة:

أ‌- المحددات الإبستمولوجیة

جدول رقم (5) النتائج المتعلقة بالمحددات الإبستمولوجیة

م

المحددات

المجموع

المتوسط

الانحراف المعیاری

الدرجة

الوزن النسبی

الترتیب

1

إعادة بناء مفاهیم الإدارة التربویة ومضامینها من منظور بینی

195

3.15

1.038

موافق

19.5

5

2

توظیف الأنطولوجیا لتصنیف المفاهیم الإداریة وشبکة علاقاتها.

184

2.97

1.071

موافق

18.4

8

3

تطویر المدخل التیرمنولوجی فی صیاغة المصطلحات الإداریة ومدلولها.

141

2.27

1.176

موافق

14.1

12

4

مراجعة المنطلقات الفکریة للإدارة التربویة وفق نسبیة المعرفة.

152

2.45

1.169

غیر موافق

15.2

11

5

معالجة الدراسات السابقة من منظور بینی استدلالی ولیس سردی

207

3.34

0.867

موافق تماما

20.7

1

6

بناء الإطار النظری ومراجعة الأدبیات بطریقة بینیة تکاملیة

192

3.1

0.953

موافق

19.2

7

7

الاستجلاء المعمق لنظریات الإدارة التربویة فی تداخلها مع التخصصات الأخرى

182

2.94

1.054

موافق

18.2

9

8

معالجة الظواهر الإداریة من منظور تعدد العوامل والسیاقات.

204

3.29

0.71

موافق تماما

20.4

2

9

إعادة النظر فی مسلمات الإدارة التربویة من منظور بینی

136

2.19

1.185

غیر موافق

13.6

13

10

التأصیل لإسهام الإدارة التربویة کمجال مرجعی لبعض التخصصات الأخرى

199

3.21

0.96

موافق

19.9

4

11

تنویع المدارس الفکریة والمقاربات النظریة فی البحث الإداری.

193

3.11

0.943

موافق

19.3

6

12

التأسیس لمعارف ونظریات إداریة تربویة بینیة التخصصات

175

2.82

1.033

موافق

17.5

10

13

بناء خریطة أولویات للإشکالات البحثیة التی تحتاج للمعالجة البینیة

203

3.27

0.908

موافق تماما

20.3

3

 

المتوسط العام للمحور

2.93

1.01

موافق

 

                       

 

      یوضح الجدول رقم (5) العدید من النتائج الإحصائیة المتعلقة بالمحددات الإبستمولوجیة لتطویر البحث الإداری بینی التخصصات, وذلک وفق منظور عینة الخبراء, حیث اشتملت المحددات التی جاءت فی الترتیب النسبی المتقدم, على معالجة الدراسات السابقة من منظور بینی استدلالی ولیس سردی معالجة الظواهر الإداریة من منظور تعدد العوامل والسیاقات بناء خریطة أولویات للإشکالات البحثیة التی تحتاج للمعالجة البینیة, وقد حصلت تلک المحددات الثلاث على درجة موافق تماماً, أی متوسط أعلى من ( 3.25), بما یلفت النظر إلى الاهتمام بمعالجة الدراسات السابقة ومراجعة الأدبیات من منظور بنائی استدلالیم بوجود خرائط بحثیة للظواهر التربویة والإداریة المعقدة والمتعددة العوامل والسیاقات, وتناولها من منظور بینی ولیس من منظور أحادی الرؤیة.

      وجاءت العدید من المحددات فی المستوى الثانی للوزن النسبی, واشتملت على التأصیل لإسهام الإدارة التربویة کمجال مرجعی لبعض التخصصات الأخرى, وإعادة بناء مفاهیم الإدارة التربویة ومضامینها من منظور بینی, وتنویع المدارس الفکریة والمقاربات النظریة فی البحث الإداری, و توظیف الأنطولوجیا لتصنیف المفاهیم الإداریة وشبکة علاقاتها, مع الاستجلاء المعمق لنظریات الإدارة التربویة فی تداخلها مع التخصصات الأخرى, والتأسیس لمعارف ونظریات إداریة بینیة التخصصات؛ حیث حصلت على متوسطات بین (2.50 – 3.24) بما یلفت النظر إلى حاجة مجال الإدارة التربویة وأبحاثها إلى الاستفادة من خاصیتها البینیة المنفتحة على العدید من التخصصات الأخرى کعلم النفس والاجتماع والاقتصاد فی تجدید المنطلقات الفکریة والسعی لتطویر النظریات الإداریة من المنظور البینی المعبر عن تکامل المعرفة.

      من ناحیة أخرى, حصلت بعض المحددات على عدم موافقة وفق رؤیة الخبراء, واشتملت على مراجعة المنطلقات الفکریة للإدارة التربویة وفق نسبیة المعرفة, أو إعادة النظر فی مسلمات الإدارة التربویة من منظور بینی؛ وقد یرجع ذلک إلى محاذیر نسبیة المعرفة التربویة من مرحلة زمنیة إلى أخرى, مع عدم سهولة المراجعة للمنطلقات الفکریة للإدارة والمستقرة لفترة طویلة, کما أن إعادة النظر فی المسلمات الإداریة فی ظل تأثیر عدد من العلوم الأخرى یمکن أن یکون له بعض التأثیرات غیر الإیجابیة فی صالح التخصص الأکادیمی للإدارة التربویة.

   وبتحلیل ما سبق, یمکن استخلاص أن المحددات والأسس الإبستیمولوجیة للبحث الإداری التربوی تحتاج إلى التطویر وفق بینیة التخصصات التی یمکن من خلالها تعزیز وحدة المعرفة وتکاملها, حیث یستفاد فی ذلک من الطبیعة البینیة لمجال الإدارة التربویة کأحد التخصصات التی تتمیز بالاعتماد المتبادل بینها وبین العدید من التخصصات کعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد وغیرها.

ب- المحددات المیثودولوجیة

جدول رقم (6) النتائج المتعلقة بالمحددات المیثودولوجیة

م

المحددات

المجموع

المتوسط

الانحراف المعیاری

الدرجة

الوزن النسبی

الترتیب

 

14

تطویر منهجیة بناء الفرضیات والمتغیرات بینیة المجالات

177

2.85

1.199

موافق

17.7

8

 

15

الاهتمام بالتعددیة المنهجیة فی بحوث الإدارة التربویة

194

3.13

0.778

موافق

19.4

4

 

16

مراعاة المنهج النقدی لتحلیل جذور الظاهرة ودلالتها وسیاقاتها

217

3.5

0.763

موافق تماما

21.7

2

 

17

الترابط المنطقی بین الإطار المنهجی والنظری فی التفسیر وتحلیل النتائج

166

2.68

1.021

موافق

16.6

11

 

18

 استیعاب طرق البحث الکیفیة کالفینومینولوجی والاثنوجرافی

184

2.97

0.789

موافق

18.4

7

 

19

تطویر معاییر الصدق والثبات وفق اعتبارات تعدد التخصصات

175

2.82

0.967

موافق

17.5

10

 

20

بناء أهداف البحث ومبرراته من المعطیات بینیة المجالات

162

2.61

1.03

موافق

16.2

13

 

21

تعمیق الحدود المجالیة للبحث من منظور تعدد التخصصات

219

3.53

0.564

موافق تماما

21.9

1

 

22

انتهاج أسالیب احصائیة ملائمة فی الاستقصاء وجمع البیانات

160

2.58

1.033

موافق

16

15

 

23

تعزیز أسلوب التحلیل القائم على الأدلة فی التفسیر وتأویل النتائج

194

3.13

1.048

موافق

19.4

5

 

24

مراعاة الاعتبارات المنهجیة فی الاستقراء والاستنباط والاستدلال

163

2.63

1.075

موافق

16.3

12

 

25

تطویر محکات الحکم على مصداقیة الإجراءات بینیة التخصصات.

177

2.85

1.053

موافق

17.7

9

 

26

استخلاص النتائج والتوصیات والمقترحات وفق المنظور البینی

186

3

1.024

موافق

18.6

6

 

27

مراعاة المحاذیر المنهجیة فی تعمیم النتائج بینیة السیاقات

162

2.61

1.178

موافق

16.2

14

 

28

الاهتمام بأسالیب الدراسات المستقبلیة فی الإدارة التربویة

199

3.21

0.89

موافق

19.9

3

 

المتوسط العام للمحور

2.94

0.96

موافق

                     

      یتبین من الجدول رقم (6) العدید من النتائج التی یستخلص منها بعض الدلالات المهمة, حیث جاءت بعض المحددات بدرجة موافقة عالیة, وجاءت فی ترتیب نسبی متقدم, واشتملت على محددین أساسیین هما: تعمیق الحدود المجالیة للبحث من منظور تعدد التخصصات, مراعاة المنهج النقدی لتحلیل جذور الظاهرة ودلالتها وسیاقاتها؛ بما یستنتج منه توافق عینة البحث على ضرورة هذین العنصرین لتناول حدود البحث الإداری التربوی وفق رؤیة مجالیة أعمق وشاملة للتخصصات التی ترتبط بها ظاهرة البحث, کما یفرض ذلک الاهتمام بالمنهج النقدی الذی یساعد على التعمق فی جذور الظاهرة وسیاقاتها التعددیة.

      کما حصلت جمیع المحددات الباقیة على درجة (موافق) من قبل عینة البحث وتضمنت فی أهمها: بناء أهداف البحث ومبرراته من المعطیات بینیة المجالات , والاهتمام بأسالیب الدراسات المستقبلیة فی الإدارة التربویة الاهتمام بالمیثودولوجیا التعددیة فی بحوث الإدارة التربویة استخلاص النتائج والتوصیات والمقترحات وفق المنظور البینی, استیعاب طرق البحث الکیفیة کالفینومینولوجی والاثنوجرافی, تعزیز أسلوب التحلیل القائم على الأدلة فی التفسیر وتأویل النتائج, ومراعاة الاعتبارات المنهجیة فی الاستقراء والاستنباط والاستدلال , وتطویر محکات الحکم على مصداقیة الإجراءات بینیة التخصصات. هذا بالإضافة إلى الترابط المنطقی بین الإطار المنهجی والنظری فی التفسیر, وتطویر معاییر الصدق والثبات وفق اعتبارات تعدد التخصصات.

     وبتحلیل النتائج السابقة, یمکن ملاحظة أنها تتفق مع ما عالجه الإطار النظری للبحث وما أشارت إلیه العدید من الدراسات, من التوجه المعاصر نحو التعددیة المنهجیة والاهتمام بالتکامل بین المناهج وأدوات البحث الکمیة والکیفیة, وتعزیز دور المنهج النقدی, والمنهج الفینومینولوجی فی الدراسات الإداریة, بما یدعم التحلیل والتفسیر المتعمق للظواهر وتفاعل متغیراتها المتعددة.

جـ - المحددات الأکسیولوجیة

جدول رقم (7) النتائج المتعلقة بالمحددات الأکسیولوجیة

م

المحددات

المجموع

المتوسط

الانحراف المعیاری

الدرجة

الوزن النسبی

الترتیب

 

29

تعزیز مفهوم الدیونتولوجیا کالتزام بالواجبات الأخلاقیة فی البحث

188

3.03

0.809

موافق

18.8

13

 

30

مراعاة المسئولیة الاجتماعیة فی اختیار القضایا البحثیة البینیة.

204

3.29

0.458

موافق تماما

20.4

9

 

31

تفعیل مدونات قواعد السلوک الأخلاقی فی بحوث الإدارة التربویة

211

3.4

0.495

موافق تماما

21.1

5

 

32

تعزیز قیم النزاهة الأکادیمیة لدی الباحثین خلال مشارکتهم فی البحوث البینیة

206

3.32

0.471

موافق تماما

20.6

8

 

33

الحیاد الموضوعی غیر الأیدیولوجی فی تفسیر الوقائع والمعطیات

182

2.94

0.787

موافق

18.2

15

 

34

احترام حقوق الملکیة الفکریة من اقتباس وتألیف ونشر

211

3.4

0.557

موافق تماما

21.1

6

 

35

تجنب الدوجماتیة  کتعصب وانغلاق فکری وتحیز للرأی والتخصص

173

2.79

1.088

موافق

17.3

16

 

36

تعزیز الأمانة والمصداقیة مع المبحوثین خلال التطبیقات المیدانیة

216

3.48

0.593

موافق تماما

21.6

1

 

37

التزام الموضوعیة والمصداقیة فی تفسیر النتائج ودلالتها

213

3.44

0.59

موافق تماما

21.3

4

 

38

تجنب اختلاق المعطیات البحثیة التی تضلل النتائج

215

3.47

0.695

موافق تماما

21.5

2

 

39

الابتعاد عن التلفیق أو الاختلاق المتعمد لمعلومات وهمیة وتوثیقها

209

3.37

0.607

موافق تماما

20.9

7

 

40

تجنب الانتحال العلمی کاستخدام غیر مشروع للمصادر العلمیة.

214

3.45

0.592

موافق تماما

21.4

3

 

41

البعد عن الاختزالیة والمنطق الأحادی فی تفسیر الظواهر التربویة

200

3.23

0.931

موافق

20

10

 

42

تجنب الانتقائیة وتجزئة الحقائق والوقائع فی کلیاتها وتشابکاتها

198

3.19

0.92

موافق

19.8

12

 

43

تجسیر الفجوة بین النظریة والتطبیق لاستثمار نتائج البحوث البینیة

199

3.21

0.977

موافق

19.9

11

 

44

تطویر معاییر موضوعیة لتحکیم جودة البحوث بینیة التخصصات

187

3.02

1

موافق

18.7

14

 

 

المتوسط العام للمحور

3.25

0.72

موافق تماماً

                       

 

      یتبین من الجدول رقم (7) عدداً من الدلالات المعبرة عن توافق عینة الباحثین والخبراء ول المحددات الإکسیولوجیة المعبرة عن أخلاقیات وقیم البحث العلمی, ومن ثم هناک عدد من المحددات التی حصلت على درجة موافقة عالیة من قبل عینة الباحثین, واشتملت أهمها على: مراعاة المسئولیة الاجتماعیة فی اختیار القضایا البحثیة البینیة, تفعیل مدونات قواعد السلوک الأخلاقی, وتعزیز قیم النزاهة الأکادیمیة, وتعزیز الأمانة والمصداقیة مع المبحوثین خلال التطبیقات المیدانیة, التزام الموضوعیة والمصداقیة فی تفسیر النتائج ودلالتها, عدم اختلاق المعطیات البحثیة, الابتعاد عن التلفیق أو الاختلاق المتعمد للمعلومات, وتجنب الانتحال العلمی.

      کما أن باقی المحددات حصلت على درجة موافق وتضمنت: تعزیز مفهوم الدیونتولوجیا کالتزام بالواجبات الأخلاقیة فی البحث الحیاد الموضوعی غیر الأیدیولوجی فی تفسیر الوقائع والمعطیات, والبعد عن الاختزالیة والمنطق الأحادی, وتجنب الانتقائیة وتجزیئ الحقائق والوقائع فی کلیاتها, وتجسیر الفجوة بین النظریة والتطبیق, وتطویر معاییر موضوعیة لتحکیم جودة البحوث بینیة التخصصات. وتتفق النتائج السابقة مع العدید من الدراسات والأدبیات التی عالجت الأکسیولوجیا کمبحث فلسفی یختص بالقیم العلیا والأخلاقیات والفضیلة, مثل دراسة

وبتحلیل النتائج السابقة, یتضح أهمیة تعزیز المحددات الأکسیولوجیة المتعلقة بالقیم والأخلاقیات الأکادیمیة والبحثیة, خاصة عند تبنی بینیة التخصصات فی بحوث الإدارة, وذلک لضرورة التزام الباحثین بقیم المشارکة ومدى الإسهام فی العمل البحثی, والمصداقیة فی تناول المعطیات وتفسیر النتائج وفق تعدد المتغیرات والسیاقات المرتبطة بالظاهرة قید الدراسة.

جدول رقم (8) یوضح النتائج الإحصائیة لمحور الاستبانة الثلاثة

م

المحور

الفقرات

المتوسط

الانحراف المعیاری

درجة الموافقة

الحدود

العدد

1

المحددات الإبستمولوجیة

1-13

13

2.93

1.01

موافق

2

المحددات المیثودولوجیة

14-28

15

2.94

0.96

موافق

3

المحددات الأکسیولوجیة

29-44

16

3.25

0.72

موافق تماماً

المتوسط العام لمحاور الاستبانة

44

3.04

0.89

موافق

 

تشیر النتائج الإحصائیة للجدول أعلاه رقم (8) إلى أن متوسطات نتائج استجابات عینة الدراسة من الباحثین والخبراء تجاه محددات تطویر البحث الإداری التربوی بینی التخصصات جاءت بدرجة ( موافق) لبعدی الإبستمولوجی ابمتوسط (2.93) والمیثودولوجیا بمتوسط ( 2.94), بینما حصلت محددات الأکسولوجیا على درجة موافقة أعلى بمتوسط  (3.25), وقد یرجع السبب إلى رؤیة الخبراء حول واقع البحث التربوی وما یواجهه من جوانب ضعف فیما یتعلق بقیمه وأخلاقیات الباحثین, وتزاید الحاجة نحو الالتزام بقواعد السلوک البحثی والأخلاقی وتجنب مظاهر البلاجیا أو الانتحال العلمی کمشکلة یشتکی منها المجتمع الأکادیمی والبحثی.  ویلاحظ أیضا تقارب المتوسطات العامة للمحاور الثلاث, کما جاء المتوسط الإجمالی للاستطلاع بدرجة موافقة (  3.04) حیث حصلت العدید من المحددات المنهجیة والأکسیولوجیة على درجة موافقة عالیة.

ومن خلال المنظور التحلیلی للنتائج السابقة, یتضح أولویة المحددات الأکسیولوجیة وفق رؤیة الخبراء, وقد یرجع ذلک إلى تزاید بعض الممارسات غیر المنضبطة, وضعف تأهیل الباحثین, وتدنی مستوى الالتزام بقیم الموضوعیة والمصداقیة فی البحث التربوی المعاصر. کما یلاحظ تقارب المتوسط العام لکلا من المحددات الإبستیمولوجیة والمیثودولوجیة, والتی جاءت فی الترتیب بعد المحددات الأکسیولوجیة, لکنهما حصلا على متوسط عام یعبر عن درجة ( موافق), بما یبین أهمیة تلک المحددات فی البحث الإداری التربوی من منظور بینیة التخصصات.

خامساً: بارادیم مقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر

     لقد تمیزت العقود الماضیة بالجهود الأکادیمیة والعلمیة التراکمیة فی التأصیل للبحث الإداری التربوی کأحد مجالات البحث العلمی؛ للکشف عن الأصول المرجعیة وإعادة صیاغتها وتوجیهها, وقطعت فی ذلک أشواطاً مهمة ینبغی البناء علیها, حیث أن التأصیل عملیة منهجیة مستمرة وتراکمیة لاستنباط المبادئ والأسس من معین المرجعیة المعرفیة وتنویعاتها ودراسة المصادر المعتمدة.

     وهناک أنساق ونماذج معرفیة ورؤى ومفاهیم کبرى مؤسسىة لمنظورات علمیة راهنة وأخرى تنشد التطویر والتحدیث, حیث یساعد تطویر البارادیم فی تحدید نطاق المشکلات والقضایا البحثیة فی مجال الإدارة, بما یفرض التأصیل لمعرفة تربویة جدیدة والتأسیس لبارادیم معاصر وفق عدة مستویات هی: المستوى الوجودی ( الأنطولوجی), والمستوى المعرفی ( الإبستمولوجی), والمستوى القیمی ( الأکسیولوجی), والمستوى المنهجی ( المیثودولوجی). 

    وعلى ضوء ذلک یمکن الوقوف على منطلقات البارادیم المقترح للبحث الإداری التربوی بینی التخصصات, ومرتکزاته الفکریة, ومتطلبات تبنیه, ویتبین ذلک فی سیاق ما یلی:

أ‌.        منطلقات البارادیم المقترح:

یعتمد الباارادیم المقترح على عدد من المنطلقات التی تستند على التوجهات المعاصرة للبحث التربوی المعاصر, ومن أهمها:

-         تنامی الحاجة إلى البحوث البینیة فی الإدارة التعلیمیة کمجال بینی بطبیعته یرتبط بالعدید من العلوم الاجتماعیة والإنسانیة، نتیجة لسمات التعقد فی القضایا والظواهر التربویة والمجتمعیة التی تحتاج إلى معالجات بحثیة شاملة ومناهج بحثیة متعددة.

-         تزاید التوجهات العالمیة نحو المقاربات البینیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة کأحد المجالات العلمیة البینیة بطبیعتها منذ نشأتها واستفادتها من العلوم الاجتماعیة والنفسیة والإقتصادیة.

-         وجود إرهاصات وملامح للتحول فی البارادیم العلمی السائد paradigm shift لضعف قدرة النموذج البحثی التقلیدی للاستمراریة, وضعف قدرته على التوافق مع عصر یحتاج تولید وبناء معرفة تربویة نوعیة واستخلاصها من کم هائل وکثیف من المعلومات.

-         حاجة مجال الإدارة التعلیمیة والباحثین لتأسیس ابستمولوجی متکامل لمعالجة ضعف الأصول الفلسفیة للعلم لدى الباحثین بما یضعف التأصیل للظاهرة وردها إلى جذورها الأساسیة لاستخلاص أنسب الحلول وأفض البدائل.

-         تزاید التوجه نحو التعددیة المنهجیة والمناهج المختلطة أو المرکبة mixed methods فی البحوث التربویة بشکل عام لتحسین جودة معالجاتها ونتائجها.

-         تزاید أزمة العلوم الاجتماعیة والإنسانیة ومنها الإدارة التعلیمیة لافتقادها النظریات والأطر الفکریة الاجتماعیة والإداریة الاتساق مع الواقع العربی وعدم قدرتها على استیعاب سیاقه الخاص وتفسیره وتحسینه.

-         السعی نحو إیجاد بارادیم أو نموذج معرفی وفکری جدید یتلاءم مع متغیرات الواقع المعاصر, والتخفیف من حدة الفصل المتعمد بین  التخصصات المختلفة؛ لتشابک وتعقد القضایا والمشکلات المجتمعیة والتعلیمیة.

-         تعزیز التنوع الخلاق فی المدارس العلمیة والفکریة لبحوث الإدارة التعلیمیة کمجال استیعابی یمکنه المشارکة فی دراسة وتحلیل العدید من الظواهر الاجتماعیة والإنسانیة.

ب‌.    المرتکزات الفکریة للبرادایم المقترح:

      تأسیساً على ما تم معالجته فی الإطار النظری للبحث الحالی, یتضح أن هناک عدة عناصر بنیویة للبارادایم المقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی, تتضمن فی أولها العنصر المفاهیمى أی منظومة المصطلحات والمفاهیم الإداریة التى تستخدم فى صیاغة الفروض النظریة والمبادئ والإشکالیة البحثیة, وثانی تلک العناصر هو العنصر النظرى أو مجموعة الفروض المترابطة فى بناء منطقى, سواء کانت حقیقة بدیهیة کالمسلمات أو حقیقة نظریة کالإفتراضات, وثالث عناصر البارادیم هی قواعد التفسیر والتى یمکن أن تصف الظاهرة الإداریة التى تتم ملاحظتها, والشواهد التى یمکن أن یتحدد بناء علیها خطأ أو صحة تنبؤات النظریة. کما أن أی بارادایم یعتمد فی بنائه على عنصر تحدید الإشکالات الأجدر بالتناول والدراسة, ویمکنها أن تسهم فى تطویر النموذج وتدقیق نظریاته على مستوى الواقع الأمبریقى, أو المستوى التنظیرى المجرد, ومن ثم بناء المحددات التى تساعد على فهم النموذج وتطویره, أى أنه عنصر الضبط فى النموذج المعرفى.

     ویوضح الجدول التالی المرتکزات الفکریة للبارادیم المقترح لتحسین کفاءة البحث الإداری التربوی استناداً غلى بینیة التخصصات کتوجه معاصر یمکن استثماره فی تطویر البنیة النظریة والفکریة والمنهجیة لمجال الإدارة التربویة المعاصرة.

جدول رقم (9) مرتکزات البارادایم لبینیة التخصصات فی البحث الإداری التربوی

المرتکزات

التفسیر

نطاق الترکیز

أنتولوجیا البحث الإداری التربوی

ontology

ماهیة الحقیقة أو الواقع الإداری والتربوی الذی یسعى البحث إلى استکشافه.

-    تعدد الحقائق الإداریة والتنظیمیة وتنوع فهمها وإدراکها باختلاف السیاق التربوی

-    تعدد البدائل البحثیة فی الإدارة التعلیمیة یمن منظور بینی المجالات ولیس أحادیتها

-    الانتقال من الحقائق الثابتة إلى نسبیة المعرفة الإداریة القابلة للتطویر فی علاقتها بغیرها من الحقائق.

إبستمولوجیا البحث الإداری التربوی

epistemology

التصورات الفکریة والمعرفیة الموجهة للبحث الإداری التربوی ومبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقیة, وقضایاها النظریة ومقارباتها للواقع

-   تعدد المعارف فی مجال الإدارة التعلیمیة وفق الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة.

-   التأسیس والتأصیل للمفاهیم والمصطلحات الإداریة وتتبع تطورها فی المجالات المعرفیة الأخرى.

-   الاعتماد المتبادل بین مجال الإدارة التربویة والعدید من المجالات العلمیة الأخرى کعلم النفس والاجتماع والاقتصاد

میثودولوجیا أو منهجیة البحث الإداری التربوی

methodology

الإطار الفکری والفلسفی والنهج المتبع للحصول على المعرفة الإداریة التربویة ومعالجتها

الموضوعة للوصول إلیها وقیمتها ومداها الموضوعی.

 

-    تجذیر النظریات البحثیة الإداریة المنبثقة عن مجالات أخرى

-    تحلیل السیاقات المتعددة للظواهر الإداریة وتفسیر دلالتها من منظور العوامل المتعددة، لتعقد أبعادها ومتغیراتها

-    مراجعة الأدبیات من منظور بینی لرصد تطور الظاهرة الإداریة فی عدد من المجالات والتخصصات.

-    تعمیق الحدود المجالیة الموجهة لبنیة البحث الإداری من منظور تعدد التخصصات

منهج البحث الإداری التربوی

method

الطرق والاجراءات واالتقنیات والأسالیب والأدوات المتبعة فی البحث الإداری التربوی, والتی یتم الاعتماد علیها لجمع المعلومات ومعالجتها.

-         التکامل بین المناهج الکمیة والکیفیة فی فی إطار بینی للتعمق فی دراسة الظواهر الإداریة.

-         دعم المعالجات الکیفیة کالمنهج النقدی والفینومینولوجی والإثنواجرافیة النقدیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة.

-         المعایشة البحثیة من خلال أدوات کیفیة کالملاحظة المعمقة.

-         الاستفادة من المناهج البحثیة فی العلوم الاجتماعیة والإنسانیة

أکسیولوجیا البحث الإداری التربوی

axiology

قیم وأخلاقیات البحث الإداری التربوی من التزام الأمانة والمصداقیة, والنزاهة الأکادیمیة, و الواجبات والقواعد المهنیة.

-    تعزیز معاییر الدیونتولوجیا والالتزام الأخلاقی لدى الباحثین فی مجال الإدارة التعلیمیة.

-    مراعاة المسئولیة الاجتماعیة فی اختیار القضایا والأولویات

-    تعدد الرؤى وتجنب المنطق الأحادی فی تفسیر الظواهر الإداریة

-    تجنب الانتقائیة وتجزیئ الحقائق والوقائع الإداریة فی کلیاتها.

             یوضح الجدول السابق مرتکزات البارادیم أو النموذج الفکری المقترح وفق خمسة أبعاد من المحددات, تضمن کل منها نطاق الترکیز الذی تستند إلیه, وفی سیاق ما یلی یمکن الإیضاح بقدر من التفصیل لمرتکزات البحث الإداری التربوی من منظور بینیة التخصصات:

(1)  المرتکزات الإبستمولوجیة:

-        تجسید الأصالة والإسهام العلمی الذی یحدد الأطر العامة التی تحکم إعداد البحث الإداری نظریاً ومنهجیاً, وإطار نظری یمکنه تعریف وبلورة الأبعاد البینیة للظاهرة التی یتم دراستها.

-        تطویر مراجعة الأدب النظری والدراسات السابقة ذات العلاقة بطریقة تولیفیة (synthesis) على أساس بینی لرصد إسهامات التخصصات المختلفة فی مجال الظاهرة قید الدراسة.

-        ربط الباحثین للظاهرة الإداریة التربویة بواقعها المجتمعی الأوسع، ذی التأثیر البارز على الممارسة الإداریة والتنظیمیة فی المجتمع.

-        تجذیر النظریات والممارسات البحثیة الإداریة والتنظیمیة المنبثقة عن نظریات اجتماعیة وسیکلوجیة کبرى کالصراع والتوازن والتعلم والإبداع والبناء علیها.

-        المراجعة المستمرة للمنطلقات الفکریة للبحث الإداری التربوی من منظور نقدی ینتقل من أحادیة الطرح إلى تعدد السیاقات والبدائل، ومن الحقائق الثابتة إلى نسبیة المعرفة.

-        الاهتمام بتتبع جذور الظاهرة الإداریة، للوقوف على کیفیة تطورها، واستخلاص دلالاتها، والسیاقات المرتبطة بها, والقوى التی تعبر عن الدیالکتیک الاجتماعی من الصراع والتوازن بین جماعات الضغط وأصحاب المصلحة وذوی العلاقة التی تحکم طبیعة أی مجتمع.

-        تعزیز الوعی بمبحث الأنتولوجیا ontology لدى الباحثین لتتبع جذور المفاهیم والمصطلحات الإداریة وشبکة علاقاتها مع بعض المجالات والتخصصات الأخرى بحسب علاقة التعمیم والتخصیص (generalization/specialization) بین هذه المفاهیم.

-        الاستفادة من تخصصات وعلوم الإیتیمولوجیا Etymology والتیرمینولوجیا terminology لدى الباحثین, أی التأصیل والوعی بالأصل التاریخی للمفاهیم والمصطلحات وتتبع تطورها, والفروق بین مدلولاتها حسب المجال والسیاق.

 

(2)  المرتکزات المیثودولوجیة أو المنهجیة:

-        التشجیع على توظیف المنهج النقدی فی بحوث الإدارة التعلیمیة, بما یدعم الانتقال من الحل الوحید إلى تعدد البدائل، ومن الحقائق الثابتة إلى نسبیة المعرفة القابلة للتطویر.

-        الاهتمام بتحلیل السیاقات المتعددة للظواهر التربویة ورصد تفاعل متغیراتها والتفسیر المعمق لمؤشراتها ودلالتها من خلال منظور یتسم بالموسوعیة فی الطرح والتعددیة فی المعالجة.

-        مراعاة سمات تعقد المجتمع المعاصر وقضایاه التربویة ووالمجتمعیة التی تتطلب معالجات بحثیة أکثر عمقاً وشمولاً من خلال منهجیة بینیة تتعدد فیها الأطر والمناهج والأدوات.

-        تعزیز التکامل بین المناهج الکمیة والکیفیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة فی إطار بینی یدعم المعالجات الفینومینولوجیة والإثنواجرافیة النقدیة بما یفید الإدارة من مناهج مجالات أخرى.

-        الترابط المنطقی بین الإطار المنهجی والنظری فی التفسیر, وتطویر منهجیة بناء الفرضیات والمتغیرات بینیة المجالات, وبناء أهداف البحث ومبرراته من المعطیات بینیة السیاقات.

-        تعمیق الحدود المجالیة للبحث من منظور تعدد التخصصات, مع مراعاة الاعتبارات المنهجیة فی الاستقراء والاستنباط والاستدلال.

-        تجسید البعد التراکمی والمقارن فی البحث الإداری لما له من دور فعّال فی التشخیص والتعمق وإدراک الحیثیات والخصائص المرتبطة بالظاهرة البحثیة.

-        التشجیع على استخدام المنهجیة الممتدة أو الدراسات الطولیة (longitudinal) لدراسة بعض القضایا التی تحتاج رصد التغیر والتحول فی أبعادها ومتغیراتها.

-        توظیف منهجیة الحالة الدراسیة التی تمکن من التشخیص المعمق للظاهرة المبحوثة ومن تولید الفرضیات البحثیة التی یمکن استقصاءها واختبارها لاحقاً.

-        توظیف تقنیة تحلیل محتوى الوثائق فی جمع المعلومات نظراً إلى أهمیة دورها فی بلورة جوانب الظاهرة المبحوثة بطریقة غیر مُتحیّزة وذات موثوقیة ومصداقیة.

-        توظیف أسلوب المقابلات المعمقة فی جمع المعلومات التی تمکن من تعرّف خصائص الظاهرة الإداریة بطریقة أکثر واقعیة تساعد على تفسیر الدلالات من منظور اجتماعی.

-        تطویر أسالیب بناء أدوات القیاس وفق معاییر بینیة وتحسین شروط الموضوعیة والمصداقیة فی کیفیة جمع المعلومات للتوصل إلى نتائج وتوصیات یمکن تطبیقها.

(3)   المرتکزات الأکسیولوجیة أو الأخلاقیة:

-         إفصاح الباحث عن منطلقاته وتفضیلاته وقناعاته الفکریة، کإجراء ضروری لتحقیق الموضوعیة بمفهومها الإیجابی؛ الذی لا یقف فقط عند الإجراءات الإمبریقیة، دون تحلیل کیفی یکشف عن أبعادها، والسیاقات التی تعمل من خلالها

-         الاهتمام بمعایشة الباحث موضوع بحثه، فالظواهر الإنسانیة والمجتمعیة تعکس وعیاً بعناصر الظاهرة موضوع البحث، ومن ثم لا یمکن أن نتعامل معها کتعاملنا مع الظواهر الطبیعیة بخصائصها المادیة، وشروطها الإجرائیة،

-         تعزیز مفهوم الدیونتولوجیا کالتزام بالواجبات الأخلاقیة فی البحث الإداری, ومراعاة المسئولیة الاجتماعیة فی اختیار القضایا البحثیة البینیة.

-         تفعیل مدونات قواعد السلوک الأخلاقی فی بحوث الإدارة التربویة بینیة التخصصات, وتعزیز قیم النزاهة الأکادیمیة واحترام الملکیة الفکریة لدی الباحثین.

-         الحیاد الموضوعی غیر الأیدیولوجی فی تفسیر الوقائع والمعطیات, وتجنب الانحیاز أو التعصب الفکری من خلال التزام الموضوعیة والمصداقیة فی تفسیر النتائج ودلالتها.

-         تعزیز الأمانة والمصداقیة مع المبحوثین خلال التطبیقات المیدانیة, وتجسیر الفجوة بین النظریة والتطبیق لاستثمار نتائج البحوث البینیة.

-         عدم اختلاق المعطیات البحثیة التی تضلل النتائج, والابتعاد عن التلفیق أو الاختلاق المتعمد لمعلومات وهمیة وتوثیقها.

-         البعد عن الاختزالیة والمنطق الأحادی فی تفسیر الظواهر التربویة, وتجنب الانتقائیة وتجزیئ الحقائق والوقائع فی کلیاتها وتشابکاتها.

ج. متطلبات تبنی البارادیم المقترح:

      تحتاج عملیة تطویر أی نموذج فکری ومعرفی أو ما یطلق علیه البارادیم العلمی السائد فی البحث العلمی بشکل عام, والبحث التربوی والإداری کأحد مجالاته, إلى ثلاثة مراحل للتبنی والتطبیق تتضمن التأصیل والتفعیل والتشغیل, واستخدام ما تم استنباطه من قواعد ومبادئ ومداخل وأدوات تحلیل وتفسیر للانتقال من مرحلة المعرفة إلى الفعل والتطبیق کدور أصیل للأکادیمیین والباحثین, وذلک قبل تقدیم موجهات لتطویر الواقع وتوجیه السلوک نحو الکفاءة والفاعلیة للممارسین والدارسین.

وتشتمل أهم متطلبات تبنی البارادیم المقترح ما یلی:

-         التأصیل الإبستمولوجی والمنهجی لبینیة التخصصات, لتحدیث نطاق المشکلات والقضایا البحثیة المعاصرة ذات الأولویة فی مجال الإدارة التربویة, والتی تحتاج فی معالجتها لوحدة المعرفة وتکامل التخصصات.

-         التأسیس لمدرسة بحثیة بینیة التخصصات فی الإدارة التربویة لها فلسفتها القائمة على وحدة المعرفة وتکاملها, وجسر الهوة بین التخصصات التربویة, وبین الباحثین والممارسین فی الحقل والمیدان کطرف أصیل وصاحب مصلحة.

-         تفعیل دور الروابط المهنیة والأکادیمیة المتخصصة فی الإدارة التربویة القائمة فی مصر ( الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة نموذجاً) منذ عقود والتشجیع على إنشاء روابط وشبکات بحثیة على المستوى الوطنی والإقلیمی والدولی.

-         تطویر أداء الجمعیات العلمیة المصریة العریقة فی تاریخها والتی تأسست قبل عقود من إنشاء العدید من الجامعات فی بعض البلدا العربیة, وتعزیز استقلالیتها وحریتها الأکادیمیة فی تطویر البحث التربوی عامة والإداری على وجه الخصوص.

-         تطویر الخرائط البحثیة لأقسام الإدارة التربویة بما یتوافق مع المستجدات المجتمعیة والقضایا المعاصرة مع تعزیز التنسیق والتعاون لتحدید المشکلات التی تحتاج إلى معاجة بینیة مشترکة, من خلال دلیل للأولویات البحثیة یتم تحدیثه بشکل دوری وفق المستجدات المجتمعیة.

-         تنمیة الکفایات الثقافیة والنقدیة لدى الباحثین فی الإدارة التربویة لمناقشة المسلمات والافتراضات التربویة السائدة, والسعی لبناء نظریات جدیدة تستند إلى التفاعل بین التخصصات التربویة المتنوعة, من خلال بعض المقررات فی فلسفة وتاریخ العلم, والدورات التدریبیة لتطویر قدرات أعضاء هیئة التدریس.

-         تطویر معاییر الحکم على جودة بحوث الإدارة التربویة, واعتبار المشارکة فی مشاریع بحثیة بینیة التخصصات أحد شروط ترقیة أعضاء هیئة التدریس التربویین, بما یشجعهم نحو بحوث الفریق ومشاریع التعاون البحثی.

-         جسر الهوة بین الباحثین والممارسین فی میدان الإدارة التربویة, وتحفیز الباحثین فی هذا التخصص على المشارکة فی مشروعات بحثیة تعتمد على التفاعل بین التخصصات من خلال جوائز التمیز البحثی.

-         الاهتمام بمقررات قاعات ومناهج البحث فی تخصص الإدارة التعلیمیة وتدریس وحدات تتعلق بفلسفة العلوم وتاریخه ودوائر التقاطع فیما بینها, بما یعزز منظور وحدة المعرفة لدیهم.

-         تنمیة کفایات التحلیل والتفسیر لنتائج البحث الإداری التربوی بطریقة أکثر عمقاً وشمولاً لأبعاد ومجالات أخرى, وربط الظاهرة الإداریة بمحیطها الأوسع, وسیاقها المؤثر.

-         تشجیع الأساتذة فی مجال الإدارة التعلیمیة للباحثین ذوی الأفکار الإبداعیة فی التخصص لتطویر بعض مداخله ومناهجه وأدواته فی ضوء الاستفادة من العلوم والمجالات الأخرى.

-         تحسین فرص النشر العلمی للباحثین فی مجال الإدارة التعلیمیة, وتدریبهم على قواعد وشروط النشر الدولی فی المجلات والدوریات الداعمة للبحوث بینیة التخصصات.


مراجع البحث

المراجع العربیة:

  1. إبراهیم، سعاد خلیل (2013) تدهور منظومة البحث العلمی فی مصر لماذا ؟, التنمیة الإداریة - مصر , س 30, ع 140, 28 - 34
  2. أبرکان، محمد ( 2017) أسئلة الابستمولوجیا المعاصرة : قراءة فى کتاب التصورات العلمیة للعالم، قضایا واتجاهات فى فلسفة العلم ةالمعاصر مجلة مقاربات - العلوم الإنسانیة - المغرب , ع29, 122 - 130
  3. أبو الحمائل, أحمد وآخرون (2009) , رؤیة استشرافیة لمستقبل التخصصات البینیة للدراسات العلیا الجامعیة فی عصر المعلوماتیة , مؤتمر  المعلوماتیة وقضایا التنمیة العربیة المرکز العربی للتعلیم والتنمیة, 2009
  4. أحمد, شاکر محمد فتحی (2005) , "ملاحظات على البحث الإداری التربوی", التربیة, العد16, أغسطس
  5. أحمد، إیمان إبراهیم الدسوقی (2014) دور منهج الطرائق المرکبة فى التغلب على مشکلات البحوث الکمیة والکیفیة فى مجالى التربیة المقارنة والإدارة التربویة, مجلة الإدارة التربویة - الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة - مصر , س1, ع1, 307 – 359
  6. إسماعیل، طلعت حسینی (2013) متطلبات تفعیل دور البحث التربوی فی معالجة القضایا المجتمعیة ذات الأولویة لمرحلة مابعد 25 ینایر, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع81, 91 – 227
  7. بارة، عبدالغنی   (2013) العلوم الإنسانیة و اجتیاز الحدود : قراءة فی خطاب المفاهیم, مجلة الآداب - جامعة الملک سعود - السعودیة , مج 25, ع 2, 251 – 261
  8. البازعی, سعد (2013), " الدراسات البینیة وتحدیات الابتکار", مجلة جامعة الملک سعود, م25, ( الاَداب 2)
  9. بدر، عزیزة (2013) مقدمات البرادیم الاجتماعى والعلم : هل العلم متحرر من القیم, المجلة المصریة للتنمیة والتخطیط - مصر , مج21, ع1, 21 - 43
  10. بدر، عزیزة (2014) التکنولوجیا والإیکولوجیا واغتصاب الطبیعة : قراءة فی فلسفة التکنولوجیا والإیکولوجیا العمیقة, فصول - مصر , ع87,88, 13 - 49
  11. البنا، أحمد عبدالله الصغیر (2014) بحث الفریق کمدخل لضمان جودة البحث التربوی فی کلیات التربیة المصریة, المؤتمر العلمی العربی الثامن : الإنتاج العلمی التربوی فی البیئة العربیة - القیمة والأثر - جمعیة الثقافة من أجل التنمیة – مصر, 235 - 288
  12. بنخود, نورالدین ( 2015) دلیل الدراسات البینیّة العربیّة فی اللغة والأدب والإنسانیات,  مرکز دراسات اللغة العربیة وآدابها, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیّة
  13. بیومی, محمد سید ( 2016) معوقات تفعیل الدراسات البینیة فی العلوم الاجتماعیة ”دراسة میدانیة”, مجلة الآداب والعلوم الاجتماعیة, جامعة السلطان قابوس
  14. الجابری، إدریس نغش (2010) البارادیم العلمی الإسلامی قیمه الثقافیة وخصائصه الإبستیمیة, أعمال الندوة العلمیة الدولیة التی نظمتها الرابطة المحمدیة للعلماء ( أزمة منهج أم أزمة تنزیل ؟ ) – المغرب, 290 – 314
  15. حجر، خالد أحمد مصطفى (2009) أخلاقیات البحث الانثربولوجی المرامی والعقبات ومتطلبات الالتزام الفعال, مجلة جامعة أم القرى للعلوم الإجتماعیة - السعودیة , مج 1, ع 2, 12 – 71
  16. حجی، أحمد إسماعیل (2015) النماذج والنظریات والمنهجیات والمناهج فى علوم ومجالات التربیة والمقارنة, مجلة التربیة المقارنة والدولیة - الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة - مصر , س1, ع2
  17. حرب، محمد خمیس (2013) تطبیق إدارة المعرفة بالجامعات لتحقیق التمیز فی البحث التربوی, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع 79, ص ص139 - 228
  18. حسن, کاظم جهاد ( 2013), " فی البینیة ، نشأتها ودلالتها", مجلة جامعة الملک سعود, م25, ( الاَداب 2)
  19. حسن, مرح مؤید  (2008) دور المراکز البحثیة فی تطویر کفاءة باحثیها: جامعة الموصل نموذجا , دراسات موصلیة، مج7, ع20، أیر یل ، 101- 124
  20. الخلیل, خلیل یوسف (2010) "التحدیات التی تواجه البحث التربوی فی الوطن العربی", المؤتمر العلمی العاشر لکلیة التربیة, البحث التربوی فی الوطن العربی: رؤى مستقبلیة, جامعة الفیوم,2010, مج 1
  21. دبلة، فاتح (2011) الأسس الفکریة و الابستمولوجیة لمنهجیة البحث العلمی فی علوم التسییر, مجلة العلوم الانسانیة ( جامعة محمد خیضر بسکرة ) - الجزائر , ع 23, 335 - 351
  22. دره، عبدالباری (2003) تأصیل البحث الإداری العربی فی عالم متغیر, المؤتمر العربی الثالث للبحوث الإداریة والنشر ( المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة ) – مصر, 173 - 219
  23. الرشید، عادل محمود (2010) البحث الإداری والتنظیمی الأردنی : دراسة منهجیة تقییمیة, المجلة الاردنیة فى إدارة الاعمال (الاردن) , مج 6, ع 4, 520 – 554
  24. الرمیح، فاطمة محمد (2014) الأجندة البحثیة المعاصرة والتوجهات المستقبلیة للبحث العلمی فی مجال الإدارة والقیادة التربویة وکیفیة الاستفادة منها بدولة الکویت, مجلة کلیة التربیة - جامعة طنطا -مصر , ع56, 536 - 575
  25. زاهر, ضیاء الدین (2002), " العلوم البینیة أو منهجیة الألفیة الثالثة", مستقبل التربیة العربیة, مج2, ع 27
  26. السعودی, فاتن عبدالمجید (2010)  "مدخل تحسین الجودة المستمر: رؤیة لتطویر المعرفة التربویة", ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثانی عشر, حالة المعرفة التربویة المعاصرة: مصر أنموذجاً, مج 1, 2010, کلیة التربیة, جامعة طنطا, ص ص 276, 277.
  27. السعید، کلیوات ( 2016) التأصیل العلمی للبیئة الاجتماعیة فی التحلیل الإداری, مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة - مرکز جیل البحث العلمی - الجزائر , ع16, 81 – 92
  28. سکران، محمد محمد (2010) البحث التربوی من منظور نقدی, مجلة رابطة التربیة الحدیثة - مصر , مج 3, ع 8, 177 - 194
  29. سکران، محمد محمد (2013) المنهج النقدی فی البحث التربوی, عالم التربیة , س14, ع43, 429 – 434
  30. سلامة، عادل عبدالفتاح (1990) صنع القرار التربوی باستخدام أسلوب التخصصات المتداخلة إطار نظری مقترح, التربیة المعاصرة -مصر , س 7, ع 15, 85 – 108
  31. سلامة، یوسف (2001) الثقافة العربیة بین المیثودولوجیا والإیدیولوجیا, مجلة مدارات فلسفیة - الجمعیة الفلسفیة المغربیة - المغرب , ع5, 123 - 136
  32. سلیمان، هناء إبراهیم إبراهیم (2012) رؤیة مقترحة لبناء القیم اللازمة لتطویر البحث التربوی بالجامعات المصریة, المؤتمر العلمی الحادی عشر بعنوان أزمة القیم فی المؤسسات التعلیمیة - کلیة التربیة - جامعة الفیوم – مصر, ص ص119 – 144
  33. شاهین، محمد عبدالفتاح؛ ریان, عادل عطیة (2009) مؤشرات جودة البحث التربوی من وجهة نظر الأکادیمیین والباحثین فی الجامعات الفلسطینیة, مجلة إتحاد الجامعات العربیة -الاردن , ع 53, 467 - 505
  34. الشخیبی, علی السید واَخرون ( 2012)  معجم مصطلحات الحکامة التربویة ( الحکم الرشید), المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم, مکتب تنسیق التعریب بالرباط
  35. شفیق، جمال (2002) صعوبات توحید المصطلح العلمی فی المجال التربوی و المتطلبات المنهجیة لبناء تصور خاص بإعداد معجم موحد للمصطلحات, اللسان العربى - المغرب , ع 54, 182 - 188
  36. طه، محمد (2009) إشکالیة التحلیل الثقافی فی البحث التربوی المقارن فی ضوء تداعیات عصر العولمة, التربیة -مصر , مج 12, ع 26, ص ص33 - 79
  37. العباسی، یاس خضر عباس (2015) جولیان ستیوارد ومعاینة الایکولوجیا : بحث فى الانثروبولوجیا الثقافیة, مجلة آداب البصرة - کلیة الآداب - جامعة البصرة - العراق , ع69, 163 - 199
  38. عبدالحافظ، ثروت بن عبدالحمید؛ المهدی, یاسر فتحی الهنداوی (2015) واقع ممارسة التشارک المعرفی لدى أعضاء هیئة التدریس : دراسة تطبیقیة على کلیات التربیة فی بعض الجامعات العربیة, مجلة العلوم التربویة والنفسیة -البحرین , مج16, ع4, 479 - 517
  39. عبدالعال، حسن إبراهیم (2010) أزمة المصطلح والانزیاح الدلالی فی المعرفة التربویة مصطلح الخطاب التربوی نموذجاً, المؤتمر العلمی الثانی عشر ( حال المعرفة التربویة المعاصرة - مصر أنموذجاً ) - مصر , مج 1, 58 – 99
  40. عبدالعال، نجلاء عبدالتواب عیسى (2016) تصمیم خریطة بحثیة لقسم أصول التربیة بکلیة التربیة جامعة بن سویف فی ضوء الأولویات البحثیة, مستقبل التربیة العربیة -مصر , مج23, ع101, 293 - 425
  41. عبدالمطلب، أحمد محمود ( 2010) البحث العلمی فی مؤسسات التعلیم الجامعی: مدخل لتطویر الأداء البحثی فی هذه المؤسسات, المؤتمر العلمی السنوی العربی الخامس ( الاتجاهات الحدیثة فی تطویر الاداء المؤسسی والاکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی ) - مصر , مج 1, 550 - 586
  42. عرجاوی، أحمد (2014) البحث التربوی فی مصر وإمکانیات تطویره, التربیة, مج17, ع49, 293 – 356
  43. عزب، محمد علی علیوه  (2013) خریطة بحثیة مقترحة لقسم أصول التربیة, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع81, 61 - 89
  44. عصفور، محمد حسن ( 2013) الدراسات البینیة و التخصصیة فی العلوم الإنسانیة, مجلة الآداب - جامعة الملک سعود - السعودیة , مج 25, ع 2, 231 - 240
  45. عطاری, عارف توفیق ( 2008) الإدارة التربویة: مقدمات لمنظور إسلامی, کتاب الأمة, العدد 123, قطر
  46. عطاری، عارف توفیق؛ عواد, هبة محمد نشأت (2015) نموذج مقترح لتجسیر الفجوة بین البحث و الممارسة فی مجال الإدارة التربویة فی ضوء بعض نماذج نقل المعرفة,  المجلة التربویة -الکویت , مج30, ع117, 179 - 210
  47. علی, سعید اسماعیل (2010) "تجدید المعرفة التربویة", المؤتمر العلمی الثانی عشر, حالة المعرفة التربویة المعاصرة: مصر أنموذجاً, مج 1, 2010, ص ص 12-17
  48. علی, نبیل؛ حجازی, نادیة ( 2005) الفجوة الرقمیة: رؤیة عربیة لمجتمع المعلومات, عالم المعرفة, العدد 318, المجلس الوطنی للثقافة والفنون والاداب, الکویت
  49. علی، ایمن محمد رجب (2013) إشکالیة مرکزیة الإنسان فی فلسفة الأیکولوجیا النسویة : دراسة إیستمولوجیة, أوراق فلسفیة - مصر , ع37, 117 – 130
  50. غانم، عصام جمال سلیم (2016) تطبیقات منهجیة البحث الفینومینولوجیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة, التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع167, ج2, 177 - 214
  51. الغرایب، الحسن  (2017) دور البحث العلمی فی ضبط المفاهیم والمصطلحات : علم التأثیل أنموذجاً, مجلة أسطور للدراسات التاریخیة - المرکز العربی للأبحاث ودراسة السیاسات - قطر , ع5, 7 – 15
  52. فرج، هانى عبدالستار (2004) قضایا الأبستمولوجیا من المنظور التربوی : تحلیل فلسفی, مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع 48, 1 - 33
  53. فرحات، بلولی (2008) توحید المصطلح الإداری بین الوضع والاستعمال : معجم المصطلحات الإداریة أنموذجاً, اللغة العربیة -الجزائر , ع20, 131 – 160
  54. فرحاوی، کمال (2011) الکفاءة : مفهومها ، أنواعها وخصائصها, مجلة الباحث - المدرسة العلیا للأساتذة بوزریعة - الجزائر , ع4, 11 - 38
  55. قطب، خالد (2013) سؤال المنهج فی الإبستمولوجیا المعاصرة,  أوراق فلسفیة, مصر , ع39, 135 - 140
  56. قمبر، محمود مصطفى (1995) التربیة بین الإیدیولوجیا والإبستمولوجیا, حولیة کلیة التربیة -قطر , س 12 , ع 12, 13 – 17
  57. قمر، عصام توفیق (2016) واقع البحث التربوی فی الوطن العربی وآلیات تطویره, عالم التربیة -مصر , س17, ع53
  58. القنبعی، عبدالکریم (2009) أزمة الإدارة التربویة : مقاربة سوسیولوجیة, مجلة کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بفاس - جامعة سیدی محمد بن عبدالله بفاس –المغرب, ع16, 194- 202
  59. کامل، عبدالوهاب محمد  (2010) التفکیر المنظومی لمواجهة الازمة فی المعرفة التربویة, المؤتمر العلمی الثانی عشر ( حال المعرفة التربویة المعاصرة - مصر أنموذجاً ) - مصر , مج 1, ص ص28 - 56
  60. کون, توماس (2003) بنیة الثورات العلمیة ، ترجمة شوقى جلال ، القاهرة, الهیئة المصریة للکتاب, ص12
  61. محمد، جیهان کمال (2010) المعرفة الإنسانیة والبحث العلمی, المؤتمر العلمی العاشر لکلیة التربیة بالفیوم ( البحث التربوی فی الوطن العربی . رؤى مستقبلیة ) - مصر , مج 2, 67 - 109
  62. محمد، خالد عبدالفتاح  (2012) بناء المفاهیم وإشکالیة دلائل المصطلحات فی تفاعل المستفیدین مع نظم إسترجاع المعلومات, أعمال المؤتمر الثالث والعشرون للإتحاد العربی للمکتبات والمعلومات ( اعلم ) ( الحکومة والمجتمع والتکامل فی بناء المجتمعات المعرفیة العربیة ) - قطر , ج 3, 1933 – 1967
  63. محمد، دعاء رضا ریاض (2014) التأصیل النظری لمفهومی الکفاءة والفعالیة وتحلیل طبیعة العلاقة بینهما : بحث فی تطور الفکر الإداری, مجلة البحوث الاداریة - مصر , مج32, ع3, 168 - 212
  64. مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء (2017) وصف مصر بالمعلومات
  65. مرینی، محمد (2015) مفهوم البارادیغم و انتقالاته فی العلوم الدقیقة و الانسانیة, مجلة الفکر العربی المعاصر - مرکز الإنماء القومی - لبنان , مج35, ع166,167, 63 – 73
  66. مشتهری، عبدالرحمن السید (2016) التقییم المؤسسی بین الکفاءة والفاعلیة, التنمیة الإداریة - مصر , س33, ع152, 41 - 43
  67. مصطفى، هیثم محمد (2011) الاستغراب من الإیدیولوجیا إلى الإبستمولوجیا, مجلة ثقافتنا - دائرة العلاقات الثقافیة العامة - وزارة الثقافة - العراق , ع10, 72 - 78
  68. مقدم، سعید (1999) إشکالیة المصطلح الإداری، اللغة العربیة -الجزائر , ع 2, 221 – 227
  69. منظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة (2010) مراجعات لسیاسات التعلیم الوطنیة التعلیم العالی فی مصر
  70. المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة (2007) معجم المصطلحات الإداریة, القاهرة
  71. الموسوی، نعمان محمد صالح (2011) تطویر معاییر لتقویم منهجیة البحث التربوی, مجلة العلوم التربویة والنفسیة -البحرین , مج 12, ع 3, 13 – 48
  72. النحراوی، السید صبحی متولی (2016) التنظیر للمصطلح فى الخطاب التربوى الإسلامى, دراسات فى التعلیم الجامعى -مصر , ع32, 207 – 230
  73. نصار، علی عبد الرؤوف محمد (2015) تفعیل مقومات البحث التربوی على ضوء متطلبات مجتمع المعرفة : رؤیة مستقبلیة, المجلة العربیة لضمان الجودة فى التعلیم العالى -الیمن , مج8, ع20, ص ص91 - 126
  74. نقیب, عمر (2011) الضوابط المنهجیة لصیاغة النموذج التربوی المنشود للفرد والمجتمع, التربیة والابستیمولوجیا, العدد الأول, المدرسة العلیا للأساتذة ببوزریعة, الجزائر
  75. الهاجری, مشاعل عبدالعزیز (  2007), " قلاع وجسور: الدراسات البینیة وأثرها فی الاتصال بین الحقول المعرفیة- دراسة فی القانون بوصفه حقلا معرفیا مستقلا وعلاقته بغیره من العلوم", مجلة الحقوق, (الکویت) , مج 31, ع 3, 2007
  76. هاشم، رضا محمد حسن (2013) واقع البحث التربوی فی رسائل الماجستیر والدکتوراة فی مجال أصول التربیة بکلیة البنات جامعة عین شمس, مجلة البحث العلمی فی التربیة , ع14, ج3, ص ص469 - 510
  77. الوافی، نوری إبراهیم (2015) الإنسان والبیئة دراسة فی الإیکولوجیا البشریة, مجلة الباحث - کلیة التربیة - ودان الجفرة - جامعة سرت - لیبیا , ع9, 99 - 124
  78. وزارة التعلیم العالی, الإدارة العامة لمرکز المعلومات والوثائق, النشرة الدوریة, العدد الثالث 2016- 2017
  79. وزارة التعلیم العالی, مرصد التعلیم العالی ( 2015) التعلیم العالی: حقائق وأرقام 2013- 2014, 40- 50

المراجع الانجلیزیة:

  1. Allen, Gary (2008), " Getting beyond from filling: the role of institutional governance in human research ethics", Journal of  Academic Ethics, vol.6, p.115
  2. Bazeley, Pat (2010) "Conceptualizing research performance", Studies in Higher Education, Vol. 35, No. 8, December, pp. 896- 897
  3. Beckwitt, E George;et.al, (2010) Creating A Culture Of Academic Assessment And Excellence Via Shared Governance", Contemporary Issues in Education Research; Feb; 3, 2; p.37
  4. Borrego, Maura and Newswander, Lynita K. (2010) Defnitions of Interdisciplinary Research: Toward Graduate-Level Interdisciplinary Learning Outcomes, The Review of Higher Education, Volume 34, No. 1, pp. 61–84
  5. Bullough, Robert V, Jr (2006) ," Developing Interdisciplinary Researchers: What Ever Happened to the Humanities in Education?" Educational Researcher; Nov; 35, 8
  6. Cameron, Roslyn. (2011) “Mixed Methods Research: The Five Ps Framework” The ElectronicJournal of Business Research Methods, Volume 9 Issue 2,pp 96-108
  7. Chen Sun, Pie,et.al (2014) Mapping the Evolution of eLearning from 1977–2005 to Inform Understandings of eLearning Historical Trends, Education Sciences, 4, 155-171;
  8. De Wet, Katinka, (2010) The Importance of Ethical Appraisal in Social Science Research: Reviewing a Faculty of Humanities’ Research Ethics Committee",  J Acad Ethics (2010) 8, p. 301
  9. Diem, Sarah, Young, Michelle D. (2015) "Considering critical turns in research on educational leadership and policy", International Journal of Educational Management, Vol. 29 Issue: 7, pp.838-850
  10. Gunawardena, Sidath;Weber, Rosina;Agosto, Denise E (2010) Finding That Special Someone: Interdisciplinary Collaboration in an Academic Context, Journal of Education for Library and Information Science; Fall 2010; 51, 4; pp. 210–221
  11. Hallinger, Philip (2011) A Review of Three Decades of Doctoral Studies Using the Principal Instructional Management Rating Scale: A Lens on Methodological Progress in Educational Leadership, Educational Administration Quarterly, 47(2), 271-306
  12. Hallinger, Philip (2013) "A conceptual framework for systematic reviews of research in educational leadership and management", Journal of Educational Administration, Vol. 51 Issue: 2, pp.126-149,
  13. Harris, Michael (2010), "Interdisciplinary Strategy and Collaboration: A Case Study of American Research Universities", Journal of Research Administration, Volume XLI, Number 1
  14. Heck, Ronald and Hallinger, Philip (2005) The Study of Educational Leadership and management: Where does the Field Stand today?, Educational Management, Administration and Leadership, 33(2), 229-244
  15. Ingwersen, B., LarsenE. Noyons, (2001),"Mapping national research profiles in social science disciplines", Journal of Documentation, Vol. 57
  16. Klein, Julie Thompson (2010 )The Taxonomy of Interdisciplinarity, in Frodeman, Robert, et.al (Eds) The Oxford Handbook Of Interdisciplinarity,  Oxford University Presss
  17. Knight,  David B. & et.al ( 2013) " Understanding Interdisciplinarity: Curricular and Organizational Features of Undergraduate Interdisciplinary Programs", Innov High Educ (2013) 38:143–158
  18. Lin, Hai‐Chen, others (2013) "Mapping of future technology themes in sustainable energy", Foresight, Vol. 15 Issue: 1, pp.54-73
  19. Livingstone, Ian D. (2005) From educational policy issues to specific research questions and the basic elements of research design, International Institute for Educational Planning/UNESCO
  1. Iss 6 pp. 715 – 740

100.Mansilla, Boix V., et.al (2009). Targeted Assessment Rubric: An Empirically Grounded Rubric for Interdisciplinary Writing. The Journal of Higher Education 80 (3) 334-353.

101.McGann , James. G. ( 2012) Global Go To Think Tanks Report and Policy Advice, The Think Tanks and Civil Societies Program, International Relations Program, University of Pennsylvania, Philadelphia, p. 17.

102.McGregor, S.L, & Murnane, J. A. (2010). Paradigm, methodology and method: Intellectual integrity in consumer scholarship. International Journal of Consumer Studies, 34(4), 419-427

103.Mcmurity, Angus ( 2011) The complexities of interdisciplinarity: Integrating two different perspectives on interdisciplinary research and education An International Journal of Complexity and Education, Volume 8, Number 2, pp. 19-35

104.Medne, Kristīne& Muravska, Tatjana (2011) Interdisciplinarity: Dilemmas within the Theory, Methodology and  Practice " in Muravska,Tatjana, Ozoliņa, Žaneta (Eds) Interdisciplinarity in Social Sciences: Does It Provide Answers to Current Challenges in Higher Education and Research? University of Latvia Press

105.Mizohata, Sachie& Jadoul, Raynald (2013) Towards International and Interdisciplinary Research Collaboration for the Measurements of Quality of Life, Social Indic Research,111:683–708

106.Muravska,Tatjana, Ozoliņa, Žaneta (Eds) ( 2011) Interdisciplinarity in Social Sciences: Does It Provide Answers to Current Challenges in Higher Education and Research? University of Latvia Press, European Commission Representation in Latvia,

107.Newell, William H. (2001). “A Theory of Interdisciplinary Studies,” Issues In Integrative Studies 19:1-25

108.Nonthakarn, Chariya, Wuwongse, Vilas, (2015),"An application profile for research collaboration and information management", Program, Vol. 49 Iss 3 pp. 242 – 265

109.Oplatka, Izhar(2009)The Field of Educational Administration: A Historical Overview of Scholarly Attempts to Recognize Epistemological Identities, Meanings and Boundaries from 1960s Onwards, Journal of Educational Administration, 47 (1), 8-35

110.Oplatka, Izhar (2014) "Differentiating the scholarly identity of educational administration: An epistemological comparison of two neighbouring fields of study", Journal of Educational Administration, Vol. 52 Issue: 1, pp.116-136

111.Parker, Jenneth  (2010) "Competencies for interdisciplinarity in higher Education", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 11 No. 4, 2010, pp. 325-338

112.Porter, Tony, (2008) Research Ethics Governance and Political Science in Canada, PS, Political Science & Politics; Jul 2008; 41, 3; p. 495

113.Rahi, Samar (2017) Research Design and Methods: A Systematic Review of Research Paradigms, Sampling Issues and Instruments Development. International Journal of Economics &Management Sciences, Volume 6, Issue 2

114.Sa, Creso M. (2008) ‘Interdisciplinary strategies’ in U.S. research universities, Higher Education, 55:537–552

115.Sá, Creso, (2008) "University-Based Research Centers: Characteristics, Organization, and Administrative Implications", The Journal of Research Administration, Volume 39, Number 1, 2008

116.Scotland, James (2012) Exploring the Philosophical Underpinnings of Research: Relating Ontology and Epistemology to the Methodology and Methods of the Scientific, Interpretive, and Critical Research Paradigms, English Language Teaching; Vol. 5, No. 9

117.Sedighi, Mehri and Jalalimanesh, Ammar (2014) Mapping research trends in the field of knowledge management, Malaysian Journal of Library & Information Science, Vol. 19, no. 1, 71-85

118.Shannon-Baker, Peggy (2016) Making Paradigms Meaningful in Mixed Methods Research, Journal of Mixed Methods Research, Vol. 10(4) 319–334

119.Tenney, Lauren (2012) Book Review of Lessem, Ronnie, & Schieffer, Alexander. (2008). Integral Research: A Global Approach towards Social Science Research Leading to Social Innovation. Geneva, Switzerland: TRANS4M, Journal of Integral Theory and Practice,Vol. 5, No. 2, 162-165

120.The international encyclopedia of higher education (1977), San Francisco, Jossey Bass publications, vol.5, p.2211

121.Van der Merwe, Linda and Wilkinson, Annette (2011) "Mapping the Field of Statistics Education Research in Search of Scholarship," International Journal for the Scholarship of Teaching and Learning: Vol. 5: No. 1, Article 29.

122.Wandersman, Abraham et al. (2008). Bridging the Gap Between Prevention Research and Practice: The Interactive Systems Framework for Dissemination and Implementation, American Journal of Community Psychology, vol.41, issue 3-4, pp.171-181.

123.Wang, Yinying, Bowers, Alex J., (2016) "Mapping the field of educational administration research: a journal citation network analysis", Journal of Educational Administration, Vol. 54 Issue: 3, pp.242-269

124.Weinberg, Frankie J., (2015) "Epistemological beliefs and knowledge sharing in work teams: A new model and research questions", The Learning Organization, Vol. 22 Issue: 1, pp.40-57

125.Welch,James IV (2009) Interdisciplinarity and the history of western epistemology, ISSUES IN INTEGRATIVE STUDIES, No. 27, pp. 35-69

126.Wong, Yuen Yee, others, (2016) "Trends in open and distance learning research: 2005 vs 2015", Asian Association of Open Universities Journal, Vol. 11 Issue: 2, pp.216-227

127.Yang, Guoliang, others (2015) "Developing performance measures and setting their targets for national research institutes based on strategy maps", Journal of Science & Technology Policy Management, Vol. 6 Issue: 2, pp.165-186

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ملحق البحث

استطلاع رأی الخبراء

حول البارادیم المقترح لتطویر البحث الإداری التربوی بینی التخصصات فی مصر

سعادة الأستاذ الدکتور/

تحیة تقدیر وبعد ،،،

یأتی هذا الاستطلاع ضمن إجراءات بحث بعنوان " بارادیم مقترح لتحسبن کفاءة البحث الإداری التربوی فی مصر فی ضوء مدخل التخصصات البینیة ".

وتعبر بینیة التخصصات Interdisciplinarity عن التمازج والتفاعل بین عدة تخصصات علمیة ومدارس فکریة وادماجها فی إطار مفاهیمی ومنهجی شامل فی ضوء مبدأ وحدة المعرفة وتکاملها لمعالجة قضایا یصعب تناولها من خلال تخصص واحد, وبما یساعد على تقدیم حلول أفضل وقابلة للتطبیق.

کما یتحدد البارادیم paradigm کإطار متماسک للافتراضات المنطقیة والمفاهیم والأسس الفکریة, أومجموعة منسجمة من المعتقدات والنظریات والقوانین والتطبیقات, التی تمثل تقلیداً بحثیاً وطریقة فی التفکیر والممارسة, ومرشداً أو دلیلاً یقود الباحثین لأدوات ووسائل حلول المشکلات فی حقل معرفی ما.

       وتعتمد بنیة البارادیم المقترح فی هذا البحث على الأصول الرئیسة التی یستند إلیها تطویر النماذج الفکریة والمعرفیة لتطویر العلم والبحث العلمی بشکل عام, والبحث الإداری التربوی کأحد فروعه, وتشمل:

محددات الإبستمولوجیا Epistemologyأو ما یتعلق بمبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقیة, لتشکیل المفاهیم والمصطلحات, وتطور مدلولاتها وقضایاها النظریة ومقارباتها للواقع.

محددات المیثودولوجیاMethodologyمنهجیة البحث وتقنیاته والمراحل العلمیة التی یتم ممارستها خلال مسار البحث من أجل الکشف عن حقیقة أو واقع ما والبرهان على الفرضیات الموضوعة للوصول إلیه وقیمتها ومداها الموضوعی.

محددات الأکسیولوجیا Axiology: أو ما یتعلق بقیم وأخلاقیات البحث العلمی من التزام الأمانة العلمیة والمصداقیة, والنزاهة الأکادیمیة, وما یطلق علیه بالدیونتولوجیا أو الواجبات والمسئولیات والقواعد المهنیة.

ویهدف تحکیم هذا الاستطلاع إلى حساب الأوزان النسبیة للمحددات المقترحة من أجل ترتیبها حسب أولویة جدواها ومدى ملاءمتها للسیاق البحثی فی مصر, حیث تم استخدام مقیاس لیکارت للتدرج الرباعی, فتعبر الدرجة (1) غیر موافق إطلاقاً, (2) غیر موافق, (3) موافق, و (4) موافق تماماً.

وتفضلوا بقبول فائق التقدیر والاحترام

                                                                    

                                            د/ عدنان محمد قطیط

                               باحث بالمرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة


فی ضوء خبرة سیادتکم الأکادیمیة والمهنیة، إلى أی درجة تتفق مع ملاءمة المحددات التالیة لتطویر البحث الإداری التربوی بینی التخصصات؟

م

المحددات

درجة الموافقة

غیر موافق إطلاقا

غیر موافق

موافق

موافق تماماً

أ‌-     المحددات الإبستمولوجیة

 

 

 

 

1

إعادة بناء مفاهیم الإدارة التربویة ومضامینها من منظور بینی

 

 

 

 

2

توظیف الأنطولوجیا لتصنیف المفاهیم الإداریة وشبکة علاقاتها.

 

 

 

 

3

تطویر المدخل التیرمنولوجی فی صیاغة المصطلحات الإداریة ومدلولها.

 

 

 

 

4

مراجعة المنطلقات الفکریة للإدارة التربویة وفق نسبیة المعرفة.

 

 

 

 

5

معالجة الدراسات السابقة من منظور بینی استدلالی ولیس سردی

 

 

 

 

6

بناء الإطار النظری ومراجعة الأدبیات بطریقة بینیة تکاملیة

 

 

 

 

7

الاستجلاء المعمق لنظریات الإدارة التربویة فی تداخلها مع التخصصات الأخرى

 

 

 

 

8

معالجة الظواهر الإداریة من منظور تعدد العوامل والسیاقات.

 

 

 

 

9

إعادة النظر فی مسلمات الإدارة التربویة من منظور بینی

 

 

 

 

10

التأصیل لإسهام الإدارة التربویة کمجال مرجعی لبعض التخصصات الأخرى

 

 

 

 

11

تنویع المدارس الفکریة والمقاربات النظریة فی البحث الإداری.

 

 

 

 

12

التأسیس لمعارف ونظریات إداریة تربویة بینیة التخصصات

 

 

 

 

13

بناء خریطة أولویات للإشکالات البحثیة التی تحتاج للمعالجة البینیة

 

 

 

 

 

محددات أخرى یمکن إضافتها:

..................................................................................

 

 

 

 

ب‌-                       المحددات المیثودولوجیة

 

 

 

 

14

تطویر منهجیة بناء الفرضیات والمتغیرات بینیة المجالات

 

 

 

 

15

الاهتمام بالتعددیة المنهجیة فی بحوث الإدارة التربویة

 

 

 

 

16

مراعاة المنهج النقدی لتحلیل جذور الظاهرة ودلالتها وسیاقاتها

 

 

 

 

17

الترابط المنطقی بین الإطار المنهجی والنظری فی التفسیر وتحلیل النتائج

 

 

 

 

18

 استیعاب طرق البحث الکیفیة کالفینومینولوجی والاثنوجرافی

 

 

 

 

19

تطویر معاییر الصدق والثبات وفق اعتبارات تعدد التخصصات

 

 

 

 

20

بناء أهداف البحث ومبرراته من المعطیات بینیة المجالات

 

 

 

 

21

تعمیق الحدود المجالیة للبحث من منظور تعدد التخصصات

 

 

 

 

22

انتهاج أسالیب احصائیة ملائمة فی الاستقصاء وجمع البیانات

 

 

 

 

23

تعزیز أسلوب التحلیل القائم على الأدلة فی التفسیر وتأویل النتائج

 

 

 

 

24

مراعاة الاعتبارات المنهجیة فی الاستقراء والاستنباط والاستدلال

 

 

 

 

25

تطویر محکات الحکم على مصداقیة الإجراءات بینیة التخصصات.

 

 

 

 

26

استخلاص النتائج والتوصیات والمقترحات وفق المنظور البینی

 

 

 

 

27

مراعاة المحاذیر المنهجیة فی تعمیم النتائج بینیة السیاقات

 

 

 

 

28

الاهتمام بأسالیب الدراسات المستقبلیة فی الإدارة التربویة

 

 

 

 

 

محددات أخرى یمکن إضافتها:

..................................................................................

 

 

 

 

جـ - المحددات الأکسیولوجیة

 

 

 

 

29

تعزیز مفهوم الدیونتولوجیا کالتزام بالواجبات الأخلاقیة فی البحث

 

 

 

 

30

مراعاة المسئولیة الاجتماعیة فی اختیار القضایا البحثیة البینیة.

 

 

 

 

31

تفعیل مدونات قواعد السلوک الأخلاقی فی بحوث الإدارة التربویة

 

 

 

 

32

تعزیز قیم النزاهة الأکادیمیة لدی الباحثین خلال مشارکتهم فی البحوث البینیة

 

 

 

 

33

الحیاد الموضوعی غیر الأیدیولوجی فی تفسیر الوقائع والمعطیات

 

 

 

 

34

احترام حقوق الملکیة الفکریة من اقتباس وتألیف ونشر

 

 

 

 

35

تجنب الدوجماتیة  کتعصب وانغلاق فکری وتحیز للرأی والتخصص

 

 

 

 

36

تعزیز الأمانة والمصداقیة مع المبحوثین خلال التطبیقات المیدانیة

 

 

 

 

37

التزام الموضوعیة والمصداقیة فی تفسیر النتائج ودلالتها

 

 

 

 

38

تجنب اختلاق المعطیات البحثیة التی تضلل النتائج

 

 

 

 

39

الابتعاد عن التلفیق أو الاختلاق المتعمد لمعلومات وهمیة وتوثیقها

 

 

 

 

40

تجنب الانتحال العلمی کاستخدام غیر مشروع للمصادر العلمیة.

 

 

 

 

41

البعد عن الاختزالیة والمنطق الأحادی فی تفسیر الظواهر التربویة

 

 

 

 

42

تجنب الانتقائیة وتجزئة الحقائق والوقائع فی کلیاتها وتشابکاتها

 

 

 

 

43

تجسیر الفجوة بین النظریة والتطبیق لاستثمار نتائج البحوث البینیة

 

 

 

 

44

تطویر معاییر موضوعیة لتحکیم جودة البحوث بینیة التخصصات

 

 

 

 

 

محددات أخرى یمکن إضافتها:

.........................................

 

 

 

 

 

  1. المراجع العربیة:

    1. إبراهیم، سعاد خلیل (2013) تدهور منظومة البحث العلمی فی مصر لماذا ؟, التنمیة الإداریة - مصر , س 30, ع 140, 28 - 34
    2. أبرکان، محمد ( 2017) أسئلة الابستمولوجیا المعاصرة : قراءة فى کتاب التصورات العلمیة للعالم، قضایا واتجاهات فى فلسفة العلم ةالمعاصر مجلة مقاربات - العلوم الإنسانیة - المغرب , ع29, 122 - 130
    3. أبو الحمائل, أحمد وآخرون (2009) , رؤیة استشرافیة لمستقبل التخصصات البینیة للدراسات العلیا الجامعیة فی عصر المعلوماتیة , مؤتمر  المعلوماتیة وقضایا التنمیة العربیة المرکز العربی للتعلیم والتنمیة, 2009
    4. أحمد, شاکر محمد فتحی (2005) , "ملاحظات على البحث الإداری التربوی", التربیة, العد16, أغسطس
    5. أحمد، إیمان إبراهیم الدسوقی (2014) دور منهج الطرائق المرکبة فى التغلب على مشکلات البحوث الکمیة والکیفیة فى مجالى التربیة المقارنة والإدارة التربویة, مجلة الإدارة التربویة - الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة - مصر , س1, ع1, 307 – 359
    6. إسماعیل، طلعت حسینی (2013) متطلبات تفعیل دور البحث التربوی فی معالجة القضایا المجتمعیة ذات الأولویة لمرحلة مابعد 25 ینایر, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع81, 91 – 227
    7. بارة، عبدالغنی   (2013) العلوم الإنسانیة و اجتیاز الحدود : قراءة فی خطاب المفاهیم, مجلة الآداب - جامعة الملک سعود - السعودیة , مج 25, ع 2, 251 – 261
    8. البازعی, سعد (2013), " الدراسات البینیة وتحدیات الابتکار", مجلة جامعة الملک سعود, م25, ( الاَداب 2)
    9. بدر، عزیزة (2013) مقدمات البرادیم الاجتماعى والعلم : هل العلم متحرر من القیم, المجلة المصریة للتنمیة والتخطیط - مصر , مج21, ع1, 21 - 43
    10. بدر، عزیزة (2014) التکنولوجیا والإیکولوجیا واغتصاب الطبیعة : قراءة فی فلسفة التکنولوجیا والإیکولوجیا العمیقة, فصول - مصر , ع87,88, 13 - 49
    11. البنا، أحمد عبدالله الصغیر (2014) بحث الفریق کمدخل لضمان جودة البحث التربوی فی کلیات التربیة المصریة, المؤتمر العلمی العربی الثامن : الإنتاج العلمی التربوی فی البیئة العربیة - القیمة والأثر - جمعیة الثقافة من أجل التنمیة – مصر, 235 - 288
    12. بنخود, نورالدین ( 2015) دلیل الدراسات البینیّة العربیّة فی اللغة والأدب والإنسانیات,  مرکز دراسات اللغة العربیة وآدابها, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیّة
    13. بیومی, محمد سید ( 2016) معوقات تفعیل الدراسات البینیة فی العلوم الاجتماعیة ”دراسة میدانیة”, مجلة الآداب والعلوم الاجتماعیة, جامعة السلطان قابوس
    14. الجابری، إدریس نغش (2010) البارادیم العلمی الإسلامی قیمه الثقافیة وخصائصه الإبستیمیة, أعمال الندوة العلمیة الدولیة التی نظمتها الرابطة المحمدیة للعلماء ( أزمة منهج أم أزمة تنزیل ؟ ) – المغرب, 290 – 314
    15. حجر، خالد أحمد مصطفى (2009) أخلاقیات البحث الانثربولوجی المرامی والعقبات ومتطلبات الالتزام الفعال, مجلة جامعة أم القرى للعلوم الإجتماعیة - السعودیة , مج 1, ع 2, 12 – 71
    16. حجی، أحمد إسماعیل (2015) النماذج والنظریات والمنهجیات والمناهج فى علوم ومجالات التربیة والمقارنة, مجلة التربیة المقارنة والدولیة - الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة - مصر , س1, ع2
    17. حرب، محمد خمیس (2013) تطبیق إدارة المعرفة بالجامعات لتحقیق التمیز فی البحث التربوی, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع 79, ص ص139 - 228
    18. حسن, کاظم جهاد ( 2013), " فی البینیة ، نشأتها ودلالتها", مجلة جامعة الملک سعود, م25, ( الاَداب 2)
    19. حسن, مرح مؤید  (2008) دور المراکز البحثیة فی تطویر کفاءة باحثیها: جامعة الموصل نموذجا , دراسات موصلیة، مج7, ع20، أیر یل ، 101- 124
    20. الخلیل, خلیل یوسف (2010) "التحدیات التی تواجه البحث التربوی فی الوطن العربی", المؤتمر العلمی العاشر لکلیة التربیة, البحث التربوی فی الوطن العربی: رؤى مستقبلیة, جامعة الفیوم,2010, مج 1
    21. دبلة، فاتح (2011) الأسس الفکریة و الابستمولوجیة لمنهجیة البحث العلمی فی علوم التسییر, مجلة العلوم الانسانیة ( جامعة محمد خیضر بسکرة ) - الجزائر , ع 23, 335 - 351
    22. دره، عبدالباری (2003) تأصیل البحث الإداری العربی فی عالم متغیر, المؤتمر العربی الثالث للبحوث الإداریة والنشر ( المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة ) – مصر, 173 - 219
    23. الرشید، عادل محمود (2010) البحث الإداری والتنظیمی الأردنی : دراسة منهجیة تقییمیة, المجلة الاردنیة فى إدارة الاعمال (الاردن) , مج 6, ع 4, 520 – 554
    24. الرمیح، فاطمة محمد (2014) الأجندة البحثیة المعاصرة والتوجهات المستقبلیة للبحث العلمی فی مجال الإدارة والقیادة التربویة وکیفیة الاستفادة منها بدولة الکویت, مجلة کلیة التربیة - جامعة طنطا -مصر , ع56, 536 - 575
    25. زاهر, ضیاء الدین (2002), " العلوم البینیة أو منهجیة الألفیة الثالثة", مستقبل التربیة العربیة, مج2, ع 27
    26. السعودی, فاتن عبدالمجید (2010)  "مدخل تحسین الجودة المستمر: رؤیة لتطویر المعرفة التربویة", ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثانی عشر, حالة المعرفة التربویة المعاصرة: مصر أنموذجاً, مج 1, 2010, کلیة التربیة, جامعة طنطا, ص ص 276, 277.
    27. السعید، کلیوات ( 2016) التأصیل العلمی للبیئة الاجتماعیة فی التحلیل الإداری, مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة - مرکز جیل البحث العلمی - الجزائر , ع16, 81 – 92
    28. سکران، محمد محمد (2010) البحث التربوی من منظور نقدی, مجلة رابطة التربیة الحدیثة - مصر , مج 3, ع 8, 177 - 194
    29. سکران، محمد محمد (2013) المنهج النقدی فی البحث التربوی, عالم التربیة , س14, ع43, 429 – 434
    30. سلامة، عادل عبدالفتاح (1990) صنع القرار التربوی باستخدام أسلوب التخصصات المتداخلة إطار نظری مقترح, التربیة المعاصرة -مصر , س 7, ع 15, 85 – 108
    31. سلامة، یوسف (2001) الثقافة العربیة بین المیثودولوجیا والإیدیولوجیا, مجلة مدارات فلسفیة - الجمعیة الفلسفیة المغربیة - المغرب , ع5, 123 - 136
    32. سلیمان، هناء إبراهیم إبراهیم (2012) رؤیة مقترحة لبناء القیم اللازمة لتطویر البحث التربوی بالجامعات المصریة, المؤتمر العلمی الحادی عشر بعنوان أزمة القیم فی المؤسسات التعلیمیة - کلیة التربیة - جامعة الفیوم – مصر, ص ص119 – 144
    33. شاهین، محمد عبدالفتاح؛ ریان, عادل عطیة (2009) مؤشرات جودة البحث التربوی من وجهة نظر الأکادیمیین والباحثین فی الجامعات الفلسطینیة, مجلة إتحاد الجامعات العربیة -الاردن , ع 53, 467 - 505
    34. الشخیبی, علی السید واَخرون ( 2012)  معجم مصطلحات الحکامة التربویة ( الحکم الرشید), المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم, مکتب تنسیق التعریب بالرباط
    35. شفیق، جمال (2002) صعوبات توحید المصطلح العلمی فی المجال التربوی و المتطلبات المنهجیة لبناء تصور خاص بإعداد معجم موحد للمصطلحات, اللسان العربى - المغرب , ع 54, 182 - 188
    36. طه، محمد (2009) إشکالیة التحلیل الثقافی فی البحث التربوی المقارن فی ضوء تداعیات عصر العولمة, التربیة -مصر , مج 12, ع 26, ص ص33 - 79
    37. العباسی، یاس خضر عباس (2015) جولیان ستیوارد ومعاینة الایکولوجیا : بحث فى الانثروبولوجیا الثقافیة, مجلة آداب البصرة - کلیة الآداب - جامعة البصرة - العراق , ع69, 163 - 199
    38. عبدالحافظ، ثروت بن عبدالحمید؛ المهدی, یاسر فتحی الهنداوی (2015) واقع ممارسة التشارک المعرفی لدى أعضاء هیئة التدریس : دراسة تطبیقیة على کلیات التربیة فی بعض الجامعات العربیة, مجلة العلوم التربویة والنفسیة -البحرین , مج16, ع4, 479 - 517
    39. عبدالعال، حسن إبراهیم (2010) أزمة المصطلح والانزیاح الدلالی فی المعرفة التربویة مصطلح الخطاب التربوی نموذجاً, المؤتمر العلمی الثانی عشر ( حال المعرفة التربویة المعاصرة - مصر أنموذجاً ) - مصر , مج 1, 58 – 99
    40. عبدالعال، نجلاء عبدالتواب عیسى (2016) تصمیم خریطة بحثیة لقسم أصول التربیة بکلیة التربیة جامعة بن سویف فی ضوء الأولویات البحثیة, مستقبل التربیة العربیة -مصر , مج23, ع101, 293 - 425
    41. عبدالمطلب، أحمد محمود ( 2010) البحث العلمی فی مؤسسات التعلیم الجامعی: مدخل لتطویر الأداء البحثی فی هذه المؤسسات, المؤتمر العلمی السنوی العربی الخامس ( الاتجاهات الحدیثة فی تطویر الاداء المؤسسی والاکادیمی فی مؤسسات التعلیم العالی النوعی فی مصر والعالم العربی ) - مصر , مج 1, 550 - 586
    42. عرجاوی، أحمد (2014) البحث التربوی فی مصر وإمکانیات تطویره, التربیة, مج17, ع49, 293 – 356
    43. عزب، محمد علی علیوه  (2013) خریطة بحثیة مقترحة لقسم أصول التربیة, دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع81, 61 - 89
    44. عصفور، محمد حسن ( 2013) الدراسات البینیة و التخصصیة فی العلوم الإنسانیة, مجلة الآداب - جامعة الملک سعود - السعودیة , مج 25, ع 2, 231 - 240
    45. عطاری, عارف توفیق ( 2008) الإدارة التربویة: مقدمات لمنظور إسلامی, کتاب الأمة, العدد 123, قطر
    46. عطاری، عارف توفیق؛ عواد, هبة محمد نشأت (2015) نموذج مقترح لتجسیر الفجوة بین البحث و الممارسة فی مجال الإدارة التربویة فی ضوء بعض نماذج نقل المعرفة,  المجلة التربویة -الکویت , مج30, ع117, 179 - 210
    47. علی, سعید اسماعیل (2010) "تجدید المعرفة التربویة", المؤتمر العلمی الثانی عشر, حالة المعرفة التربویة المعاصرة: مصر أنموذجاً, مج 1, 2010, ص ص 12-17
    48. علی, نبیل؛ حجازی, نادیة ( 2005) الفجوة الرقمیة: رؤیة عربیة لمجتمع المعلومات, عالم المعرفة, العدد 318, المجلس الوطنی للثقافة والفنون والاداب, الکویت
    49. علی، ایمن محمد رجب (2013) إشکالیة مرکزیة الإنسان فی فلسفة الأیکولوجیا النسویة : دراسة إیستمولوجیة, أوراق فلسفیة - مصر , ع37, 117 – 130
    50. غانم، عصام جمال سلیم (2016) تطبیقات منهجیة البحث الفینومینولوجیة فی بحوث الإدارة التعلیمیة, التربیة ( جامعة الأزهر ) - مصر , ع167, ج2, 177 - 214
    51. الغرایب، الحسن  (2017) دور البحث العلمی فی ضبط المفاهیم والمصطلحات : علم التأثیل أنموذجاً, مجلة أسطور للدراسات التاریخیة - المرکز العربی للأبحاث ودراسة السیاسات - قطر , ع5, 7 – 15
    52. فرج، هانى عبدالستار (2004) قضایا الأبستمولوجیا من المنظور التربوی : تحلیل فلسفی, مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع 48, 1 - 33
    53. فرحات، بلولی (2008) توحید المصطلح الإداری بین الوضع والاستعمال : معجم المصطلحات الإداریة أنموذجاً, اللغة العربیة -الجزائر , ع20, 131 – 160
    54. فرحاوی، کمال (2011) الکفاءة : مفهومها ، أنواعها وخصائصها, مجلة الباحث - المدرسة العلیا للأساتذة بوزریعة - الجزائر , ع4, 11 - 38
    55. قطب، خالد (2013) سؤال المنهج فی الإبستمولوجیا المعاصرة,  أوراق فلسفیة, مصر , ع39, 135 - 140
    56. قمبر، محمود مصطفى (1995) التربیة بین الإیدیولوجیا والإبستمولوجیا, حولیة کلیة التربیة -قطر , س 12 , ع 12, 13 – 17
    57. قمر، عصام توفیق (2016) واقع البحث التربوی فی الوطن العربی وآلیات تطویره, عالم التربیة -مصر , س17, ع53
    58. القنبعی، عبدالکریم (2009) أزمة الإدارة التربویة : مقاربة سوسیولوجیة, مجلة کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بفاس - جامعة سیدی محمد بن عبدالله بفاس –المغرب, ع16, 194- 202
    59. کامل، عبدالوهاب محمد  (2010) التفکیر المنظومی لمواجهة الازمة فی المعرفة التربویة, المؤتمر العلمی الثانی عشر ( حال المعرفة التربویة المعاصرة - مصر أنموذجاً ) - مصر , مج 1, ص ص28 - 56
    60. کون, توماس (2003) بنیة الثورات العلمیة ، ترجمة شوقى جلال ، القاهرة, الهیئة المصریة للکتاب, ص12
    61. محمد، جیهان کمال (2010) المعرفة الإنسانیة والبحث العلمی, المؤتمر العلمی العاشر لکلیة التربیة بالفیوم ( البحث التربوی فی الوطن العربی . رؤى مستقبلیة ) - مصر , مج 2, 67 - 109
    62. محمد، خالد عبدالفتاح  (2012) بناء المفاهیم وإشکالیة دلائل المصطلحات فی تفاعل المستفیدین مع نظم إسترجاع المعلومات, أعمال المؤتمر الثالث والعشرون للإتحاد العربی للمکتبات والمعلومات ( اعلم ) ( الحکومة والمجتمع والتکامل فی بناء المجتمعات المعرفیة العربیة ) - قطر , ج 3, 1933 – 1967
    63. محمد، دعاء رضا ریاض (2014) التأصیل النظری لمفهومی الکفاءة والفعالیة وتحلیل طبیعة العلاقة بینهما : بحث فی تطور الفکر الإداری, مجلة البحوث الاداریة - مصر , مج32, ع3, 168 - 212
    64. مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء (2017) وصف مصر بالمعلومات
    65. مرینی، محمد (2015) مفهوم البارادیغم و انتقالاته فی العلوم الدقیقة و الانسانیة, مجلة الفکر العربی المعاصر - مرکز الإنماء القومی - لبنان , مج35, ع166,167, 63 – 73
    66. مشتهری، عبدالرحمن السید (2016) التقییم المؤسسی بین الکفاءة والفاعلیة, التنمیة الإداریة - مصر , س33, ع152, 41 - 43
    67. مصطفى، هیثم محمد (2011) الاستغراب من الإیدیولوجیا إلى الإبستمولوجیا, مجلة ثقافتنا - دائرة العلاقات الثقافیة العامة - وزارة الثقافة - العراق , ع10, 72 - 78
    68. مقدم، سعید (1999) إشکالیة المصطلح الإداری، اللغة العربیة -الجزائر , ع 2, 221 – 227
    69. منظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة (2010) مراجعات لسیاسات التعلیم الوطنیة التعلیم العالی فی مصر
    70. المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة (2007) معجم المصطلحات الإداریة, القاهرة
    71. الموسوی، نعمان محمد صالح (2011) تطویر معاییر لتقویم منهجیة البحث التربوی, مجلة العلوم التربویة والنفسیة -البحرین , مج 12, ع 3, 13 – 48
    72. النحراوی، السید صبحی متولی (2016) التنظیر للمصطلح فى الخطاب التربوى الإسلامى, دراسات فى التعلیم الجامعى -مصر , ع32, 207 – 230
    73. نصار، علی عبد الرؤوف محمد (2015) تفعیل مقومات البحث التربوی على ضوء متطلبات مجتمع المعرفة : رؤیة مستقبلیة, المجلة العربیة لضمان الجودة فى التعلیم العالى -الیمن , مج8, ع20, ص ص91 - 126
    74. نقیب, عمر (2011) الضوابط المنهجیة لصیاغة النموذج التربوی المنشود للفرد والمجتمع, التربیة والابستیمولوجیا, العدد الأول, المدرسة العلیا للأساتذة ببوزریعة, الجزائر
    75. الهاجری, مشاعل عبدالعزیز (  2007), " قلاع وجسور: الدراسات البینیة وأثرها فی الاتصال بین الحقول المعرفیة- دراسة فی القانون بوصفه حقلا معرفیا مستقلا وعلاقته بغیره من العلوم", مجلة الحقوق, (الکویت) , مج 31, ع 3, 2007
    76. هاشم، رضا محمد حسن (2013) واقع البحث التربوی فی رسائل الماجستیر والدکتوراة فی مجال أصول التربیة بکلیة البنات جامعة عین شمس, مجلة البحث العلمی فی التربیة , ع14, ج3, ص ص469 - 510
    77. الوافی، نوری إبراهیم (2015) الإنسان والبیئة دراسة فی الإیکولوجیا البشریة, مجلة الباحث - کلیة التربیة - ودان الجفرة - جامعة سرت - لیبیا , ع9, 99 - 124
    78. وزارة التعلیم العالی, الإدارة العامة لمرکز المعلومات والوثائق, النشرة الدوریة, العدد الثالث 2016- 2017
    79. وزارة التعلیم العالی, مرصد التعلیم العالی ( 2015) التعلیم العالی: حقائق وأرقام 2013- 2014, 40- 50

    المراجع الانجلیزیة:

    1. Allen, Gary (2008), " Getting beyond from filling: the role of institutional governance in human research ethics", Journal of  Academic Ethics, vol.6, p.115
    2. Bazeley, Pat (2010) "Conceptualizing research performance", Studies in Higher Education, Vol. 35, No. 8, December, pp. 896- 897
    3. Beckwitt, E George;et.al, (2010) Creating A Culture Of Academic Assessment And Excellence Via Shared Governance", Contemporary Issues in Education Research; Feb; 3, 2; p.37
    4. Borrego, Maura and Newswander, Lynita K. (2010) Defnitions of Interdisciplinary Research: Toward Graduate-Level Interdisciplinary Learning Outcomes, The Review of Higher Education, Volume 34, No. 1, pp. 61–84
    5. Bullough, Robert V, Jr (2006) ," Developing Interdisciplinary Researchers: What Ever Happened to the Humanities in Education?" Educational Researcher; Nov; 35, 8
    6. Cameron, Roslyn. (2011) “Mixed Methods Research: The Five Ps Framework” The ElectronicJournal of Business Research Methods, Volume 9 Issue 2,pp 96-108
    7. Chen Sun, Pie,et.al (2014) Mapping the Evolution of eLearning from 1977–2005 to Inform Understandings of eLearning Historical Trends, Education Sciences, 4, 155-171;
    8. De Wet, Katinka, (2010) The Importance of Ethical Appraisal in Social Science Research: Reviewing a Faculty of Humanities’ Research Ethics Committee",  J Acad Ethics (2010) 8, p. 301
    9. Diem, Sarah, Young, Michelle D. (2015) "Considering critical turns in research on educational leadership and policy", International Journal of Educational Management, Vol. 29 Issue: 7, pp.838-850
    10. Gunawardena, Sidath;Weber, Rosina;Agosto, Denise E (2010) Finding That Special Someone: Interdisciplinary Collaboration in an Academic Context, Journal of Education for Library and Information Science; Fall 2010; 51, 4; pp. 210–221
    11. Hallinger, Philip (2011) A Review of Three Decades of Doctoral Studies Using the Principal Instructional Management Rating Scale: A Lens on Methodological Progress in Educational Leadership, Educational Administration Quarterly, 47(2), 271-306
    12. Hallinger, Philip (2013) "A conceptual framework for systematic reviews of research in educational leadership and management", Journal of Educational Administration, Vol. 51 Issue: 2, pp.126-149,
    13. Harris, Michael (2010), "Interdisciplinary Strategy and Collaboration: A Case Study of American Research Universities", Journal of Research Administration, Volume XLI, Number 1
    14. Heck, Ronald and Hallinger, Philip (2005) The Study of Educational Leadership and management: Where does the Field Stand today?, Educational Management, Administration and Leadership, 33(2), 229-244
    15. Ingwersen, B., LarsenE. Noyons, (2001),"Mapping national research profiles in social science disciplines", Journal of Documentation, Vol. 57
    16. Klein, Julie Thompson (2010 )The Taxonomy of Interdisciplinarity, in Frodeman, Robert, et.al (Eds) The Oxford Handbook Of Interdisciplinarity,  Oxford University Presss
    17. Knight,  David B. & et.al ( 2013) " Understanding Interdisciplinarity: Curricular and Organizational Features of Undergraduate Interdisciplinary Programs", Innov High Educ (2013) 38:143–158
    18. Lin, Hai‐Chen, others (2013) "Mapping of future technology themes in sustainable energy", Foresight, Vol. 15 Issue: 1, pp.54-73
    19. Livingstone, Ian D. (2005) From educational policy issues to specific research questions and the basic elements of research design, International Institute for Educational Planning/UNESCO
    1. Iss 6 pp. 715 – 740

    100.Mansilla, Boix V., et.al (2009). Targeted Assessment Rubric: An Empirically Grounded Rubric for Interdisciplinary Writing. The Journal of Higher Education 80 (3) 334-353.

    101.McGann , James. G. ( 2012) Global Go To Think Tanks Report and Policy Advice, The Think Tanks and Civil Societies Program, International Relations Program, University of Pennsylvania, Philadelphia, p. 17.

    102.McGregor, S.L, & Murnane, J. A. (2010). Paradigm, methodology and method: Intellectual integrity in consumer scholarship. International Journal of Consumer Studies, 34(4), 419-427

    103.Mcmurity, Angus ( 2011) The complexities of interdisciplinarity: Integrating two different perspectives on interdisciplinary research and education An International Journal of Complexity and Education, Volume 8, Number 2, pp. 19-35

    104.Medne, Kristīne& Muravska, Tatjana (2011) Interdisciplinarity: Dilemmas within the Theory, Methodology and  Practice " in Muravska,Tatjana, Ozoliņa, Žaneta (Eds) Interdisciplinarity in Social Sciences: Does It Provide Answers to Current Challenges in Higher Education and Research? University of Latvia Press

    105.Mizohata, Sachie& Jadoul, Raynald (2013) Towards International and Interdisciplinary Research Collaboration for the Measurements of Quality of Life, Social Indic Research,111:683–708

    106.Muravska,Tatjana, Ozoliņa, Žaneta (Eds) ( 2011) Interdisciplinarity in Social Sciences: Does It Provide Answers to Current Challenges in Higher Education and Research? University of Latvia Press, European Commission Representation in Latvia,

    107.Newell, William H. (2001). “A Theory of Interdisciplinary Studies,” Issues In Integrative Studies 19:1-25

    108.Nonthakarn, Chariya, Wuwongse, Vilas, (2015),"An application profile for research collaboration and information management", Program, Vol. 49 Iss 3 pp. 242 – 265

    109.Oplatka, Izhar(2009)The Field of Educational Administration: A Historical Overview of Scholarly Attempts to Recognize Epistemological Identities, Meanings and Boundaries from 1960s Onwards, Journal of Educational Administration, 47 (1), 8-35

    110.Oplatka, Izhar (2014) "Differentiating the scholarly identity of educational administration: An epistemological comparison of two neighbouring fields of study", Journal of Educational Administration, Vol. 52 Issue: 1, pp.116-136

    111.Parker, Jenneth  (2010) "Competencies for interdisciplinarity in higher Education", International Journal of Sustainability in Higher Education, Vol. 11 No. 4, 2010, pp. 325-338

    112.Porter, Tony, (2008) Research Ethics Governance and Political Science in Canada, PS, Political Science & Politics; Jul 2008; 41, 3; p. 495

    113.Rahi, Samar (2017) Research Design and Methods: A Systematic Review of Research Paradigms, Sampling Issues and Instruments Development. International Journal of Economics &Management Sciences, Volume 6, Issue 2

    114.Sa, Creso M. (2008) ‘Interdisciplinary strategies’ in U.S. research universities, Higher Education, 55:537–552

    115.Sá, Creso, (2008) "University-Based Research Centers: Characteristics, Organization, and Administrative Implications", The Journal of Research Administration, Volume 39, Number 1, 2008

    116.Scotland, James (2012) Exploring the Philosophical Underpinnings of Research: Relating Ontology and Epistemology to the Methodology and Methods of the Scientific, Interpretive, and Critical Research Paradigms, English Language Teaching; Vol. 5, No. 9

    117.Sedighi, Mehri and Jalalimanesh, Ammar (2014) Mapping research trends in the field of knowledge management, Malaysian Journal of Library & Information Science, Vol. 19, no. 1, 71-85

    118.Shannon-Baker, Peggy (2016) Making Paradigms Meaningful in Mixed Methods Research, Journal of Mixed Methods Research, Vol. 10(4) 319–334

    119.Tenney, Lauren (2012) Book Review of Lessem, Ronnie, & Schieffer, Alexander. (2008). Integral Research: A Global Approach towards Social Science Research Leading to Social Innovation. Geneva, Switzerland: TRANS4M, Journal of Integral Theory and Practice,Vol. 5, No. 2, 162-165

    120.The international encyclopedia of higher education (1977), San Francisco, Jossey Bass publications, vol.5, p.2211

    121.Van der Merwe, Linda and Wilkinson, Annette (2011) "Mapping the Field of Statistics Education Research in Search of Scholarship," International Journal for the Scholarship of Teaching and Learning: Vol. 5: No. 1, Article 29.

    122.Wandersman, Abraham et al. (2008). Bridging the Gap Between Prevention Research and Practice: The Interactive Systems Framework for Dissemination and Implementation, American Journal of Community Psychology, vol.41, issue 3-4, pp.171-181.

    123.Wang, Yinying, Bowers, Alex J., (2016) "Mapping the field of educational administration research: a journal citation network analysis", Journal of Educational Administration, Vol. 54 Issue: 3, pp.242-269

    124.Weinberg, Frankie J., (2015) "Epistemological beliefs and knowledge sharing in work teams: A new model and research questions", The Learning Organization, Vol. 22 Issue: 1, pp.40-57

    125.Welch,James IV (2009) Interdisciplinarity and the history of western epistemology, ISSUES IN INTEGRATIVE STUDIES, No. 27, pp. 35-69

    126.Wong, Yuen Yee, others, (2016) "Trends in open and distance learning research: 2005 vs 2015", Asian Association of Open Universities Journal, Vol. 11 Issue: 2, pp.216-227

    127.Yang, Guoliang, others (2015) "Developing performance measures and setting their targets for national research institutes based on strategy maps", Journal of Science & Technology Policy Management, Vol. 6 Issue: 2, pp.165-186