نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
التنوع الثقافی بین طالبات المرحلة الثانویة بدولة الکویت من وجهة نظر معلماتهن: "ثانویة أمة بنت خالد"
(دراسة حالة)
د. فرح عبدالعزیز المطوع |
|
أ.عفراء جابر المری |
قسم أصول التربیة |
|
وزارة التربیة |
کلیة التربیة - جامعة الکویت |
|
دولة الکویت |
الملخص
هدفت الدراسة معرفة واقع التنوع الثقافی بین طالبات ثانویة " أمة بنت خالد" من وجهة نظر المعلمات، والتحدیات التی تواجههن فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی، فضلاً عن الاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی لدى الطالبات من مختلف الجنسیات. ولتحقیق ذلک؛ أُعِدَّت استبانة مقابلة مقننة، شملت (20) عبارة، موزعة على (3) محاور رئیسة: الممارسات الصفیة، والتحدیات، والاستراتیجیات؛ لقیاس التنوع الثقافی؛ تبعا لمتغیر الجنسیة، وجرى تطبیقها على (50) معلمة، خلال الفصل الدراسی الثانی لعام 2017.
وقد انتهت الدراسة إلى النتائج الآتیة: 1. تتسم الممارسات الصفیة بالاحترام، والعدالة، والمساواة، وعدم التحیز من قبل المعلمات؛ مما یعکس تقبلهن للتنوع الثقافی. 2. وجود تحدیات بسیطة، لخصتها بعض المعلمات فی مشکلة اللهجة، وکذلک اختلاف درجة الالتزام، والمسئولیة، والأداء الدراسی بین الطالبات الکویتیات، وغیر الکویتیات. 3. بالنسبة للاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات من مختلف الجنسیات؛ أوضحت الدراسة ضرورة السعى إلى تحقیق مزید من التقارب الثقافی بین الطالبات الکویتیات، وغیر الکویتیات؛ من خلال تزیین الصفوف بطرائق، تعکس الثقافات المتعددة لذوی الجنسیات المختلفة، واحتواء المناهج على المفاهیم التی تنمی الوعی بالثقافات المتعددة. وفی ضوء النتائج التی أسفرت عنها الدراسة تم تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات.
الکلمات المفتاحیة: التنوع الثقافی، الوعی الثقافی، تعزیز التنوع، الممارسات الصفیة.
Cultural Diversity Among Secondary School Female Students in The State of Kuwaitefrom their Teachers’Perspective: "Ummah Bint Khaled High School"
(Case Study)
Abstract
The study aimed at identifying the reality of cultural diversity Among Secondary School Female Students fromtheir teachers’perspective at “Ummah Bint Khaled High School" and the challenges they face in dealing with female students in the context of cultural diversity, as well as the stratiges followed to promote cultural diversity among female students of different nationalities. In order to achieve this, a standardized interview questionnaire was constructed consisting of 20 items divided into three main areas: classroom practices, challenges, and strategies, which measures cultural diversity according to the nationality variable, and was distributed to (50) teachers during the second semester of 2017.
The study found that: 1. Teachers show respect, fairness, equality, and non-biased practices in the classroom, reflecting their acceptance of cultural diversity; 2. The existence of simple challenges to some teachers related to the problem of slang language , as well as the degree of commitment, responsibility and academic performance among Kuwaiti and non-Kuwaiti students.
3. As for the strategies adopted to promote the cultural diversity of female students of different nationalities, the study showed the need to achieve culture closerness between Kuwaiti and non - Kuwaiti students by decorating classes in ways, which represent multiple cultures of different nationalities, and the inclusion of curricula on concepts that strengthen multi-cultural awareness. In the light of the study, recommendations and suggestions were recommended.
Key words: cultural diversity, cultural awareness, promoting diversity, classroom practices.
التنوع الثقافی بین طالبات المرحلة الثانویة بدولة الکویت من وجهة نظر معلماتهن: "ثانویة أمة بنت خالد"
(دراسة حالة)
د. فرح عبدالعزیز المطوع |
|
أ.عفراء جابر المری |
قسم أصول التربیة |
|
وزارة التربیة |
کلیة التربیة - جامعة الکویت |
|
دولة الکویت |
مقدمة
منذ وجود البشر على سطح المعمورة لم تبق بقعة على وجه الأرض إلا ووُجد فیها الإنسـان إلا المناطق المتجمدة فی "إنترکاتیکا"؛ مکوِّنا - بذلک - مجتمعات متفرقة یعمل، ویعیش فیهـا الأفـراد معـًا، وامتاز کل منها بثقافة، وقیم، وعادات، وتقالید مختلف بعضها عن بعض، تشکلت عبر الزمن، وشـکلت - بذلک - تنوعًا عالمیًّا فی الثقافات.
وفی العصر الحدیث صار هذا التنوع الثقافی توجهًا عالمیًّا بقیادة "الیونسـکو"؛ حیـث اعتمدت المنظمة الشعار الآتی: " تنوعنا هو مصدر قوتنا"؛ کما جاء فـی إعـلان قمـة "جوهانسـبرج " (المتحدة،2002: 24 ). وقد أخذت منظمة الیونسکو على عاتقها حمایة هذا التنوع الثقافی العالمی، وتشـجیعه، وأصدرت مجموعة من التوصیات التی تحث على إبراز التنوع الثقافی، ودعمه عالمیـًّا؛ مؤکدة أن الثقافة تأخذ أشکالاً متنوعة عبر الزمان، والمکان؛ بما یتجلى فی أصالة، وتعدد الهویات الممیزة للمجموعات، والمجتمعات التی تتألف منها الإنسانیة. والتنـوع الثقافی - بوصفه مصدرًا للتبادل، والتجدید، والإبداع - یُعدُّ ضروریًّا للجنس البشری؛ کنتیجة حتمیة للتنـوع البیولوجی للکائنات الحیة (UNESCO,2011:14).
وهکذا صار مصطلح التنوع الثقافی شائعًا فی العصر الحاضر، ونظرًا لکونه مصطلحًا واسـعًا، ومعقدًا؛ حاول کثیرون تفسیره، وتقدیم تعریفات متعددة له؛ حیث دارت أغلب التعریفات على مفهوم تنوع الأعراق، والإثنیات. وما لبث أن تطور المفهوم؛ لیشـمل الاخـتلاف بـین الأفـراد؛ حسـب مجتمعاتهم، وثقافاتهم، ومنهم من فصَّل فی ذلک؛ حیث حدد التنوع الثقافی بالاختلاف فی الثقافة، والإثنیة، واللغة، والمعتقدات الدینیة، والتوجه الجنسی، والهویة الجنسیة (2013 :11 Holmgren & Jonsson,).
ویشیر مفهوم الثقافة - بوصفه مفهومًا دینامیًّا - إلى تمیز الثقافة البشریة بسمة التنوع، والاختلاف؛ لذلک یسعى کل مجتمع إلى الحفاظ على هویته، وما یمیزه من خصوصیة، واستقلال عن باقی الثقافات الأخرى؛ برغم أنه لا یمکن إنکار الاعتماد المتبادل فی هذا العالم - المتعولم - مما یسَّر انتشار ثقافات دون غیرها، وبدأ بعضها یفرض هیمنته على الثقافات الأخرى.
ولم تعد الدول متجانسة ثقافیًّا بفعل عوامل کثیرة؛ کتزاید الهجرات بین الدول، والاستعمال الواسع لوسائل التکنولوجیا الحدیثة؛ مما قرَّب بین البشر، وأثَّر فی الأشکال الرمزیة، والممارسات الثقافیة، والسلوکیات، وأنماط الحیاة بشکل عام، فضلاً عن نقضهم الطابع الإقلیمی للثقافة؛ مما طرح رهانات کثیرة، تتعلق بمدى قدرة هذه العوامل على إظهار أشکال جدیدة من التنوع، أو إحداث عملیة توحید ثقافی.
بمعنى آخر: هل ستؤدی هیمنة أنماط ثقافیة معینة إلى تنشیط أشکال من المقاومة الثقافیة، أو إحیائها؛ باسم الحفاظ على الهویة الثقافیة؛ لأن التمسک بالخصوصیة الثقافیة لن یکون سهل التحقیق فی ظل هذه المتغیرات Bennani,2003:14))؛ فالتباینات القائمة فی المجتمعات الیوم - من حیث التعدد فی الأجناس والأعراق، واللغات والقومیات، والأدیان والثقافات، والمرجعیات الفکریة والعقدیة، وضرورات التعایش معا فی عالم معولم - تشکل جمیعًا فیما بینها تحدیات للمجتمعات (الطبولی، کریم والعبار، 2015: 67).
مشکلة الدراسة وأسئلتها
تمتاز دولة الکویت - نظرًا للوفرة المالیة التی تمتلکها؛ کونها بلدًا نفطیًّا - بأنها مجتمع متعدد الأعراق، والثقافات؛ حیث یشکل المواطنون أقلیة فی بلدهم؛ بما نسبته حوالی 31% من تعداد السکان (وزارة التربیة، 2016).
وتتعدد الجنسیات التی تعمل، وتعیش على هذه الأرض، ویحدث تفاعل بین مکونات المجتمع الکویتی؛ تبعا لهذا التنوع، وتتمتع الجنسیات العربیة المصریة، والسوریة، وغیرهم - ممن یعملون فی مهنة التدریس الحکومی – بمیزة، وإمکانیة إلحاق أبنائهم بالمدارس الحکومیة؛ ومن ثم یمتاز التعلیم العام فی دولة الکویت بخصوصیة التنوع الثقافی. وبناءً علیه، تأتی هذه الدراسة محاولةً لتعرف واقع التنوع الثقافی الممثل فی جنسیة الطالبات، وما قد یکشفه هذا التنوع من ممارسات وتحدیات، واستیراتیجیات؛ ومن ثم تمحورت أسئلة الدراسة حول ما یأتی:
1. ما واقع تداعیات التنوع الثقافی؛ من حیث جنسیة الطالبات فی بیئة الصف؟
2. ما التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی؟
3. ما استراتیجیات تعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات ؟
|
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة الوقوف على کل ما من شأنه تحقیق التقارب الثقافی، وتعزیزه بین طالبات المرحلة الثانویة بدولة الکویت؛ من خلال تعرف واقع تداعیات التنوع الثقافی فی بیئة الصف، الوقوف على التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی، والاستیراتیجیات التی تتبعها المعلمات لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات من مختلف الجنسیات.
أهمیة الدراسة
تستمد الدراسة أهمیتها من غیاب الدراسات التی تعالج موضوع التنوع الثقافی؛ تبعا لمتغیر الجنسیة؛ وخاصة فی المجال التعلیمی، ویمکن أن تساعد الدراسة:
1- مدیرات المدارس الثانویة فی تعرفهم على أهمیة التنوع الثقافی وماینتج عنه من تحسین فی أداء المعلمات والطالبات فی المدرسة.
2- واضعی السیاسات والمسؤولین ومتخذی القرارات التعلیمیة فی ضرورة إدراج موضوع التنوع الثقافی ضمن المقررات الدراسیة فی مناهج المرحلة الثانویة، والالتفات إلى قضایا التنوع الثقافی من ناحیة الجنسیة، وتعزیز المواطنة، واحترام ثقافة الآخر، والعمل على وضع برامج وقائیة؛ للحد من ظاهرة التحیز- إن وجدت - لبعض الجنسیات بین طالبات التعلیم العام؛ وبخاصة المرحلة الثانویة.
حدود الدراسة
تحددت الدراسة بالحدود التالیة:
الحدود الموضوعیة: اقترصت الدراسة على التعرف على واقع تداعیات التنوع الثقافی؛ من حیث جنسیة الطالبات فی بیئة الصف، والتحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی، والاستراتیجیات التی تتبعها المعلمات لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات من مختلف الجنسیات.
الحدود المکانیة: اقتصرت الدراسة على "ثانویة أمة بنت خالد" فی منطقة الأحمدی التعلیمیة بدولة الکویت.
الحدود الزمنیة: أجریت الدراسة خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی 2016 / 2017.
الحدود البشریة: اقتصرت الدراسة على تعرف وجهة نظر المعلمات حیال واقع تداعیات التنوع الثقافی؛ من حیث جنسیة الطالبات فی بیئة الصف، فضلاً عن أبرز التحدیات التی تواجههن فی هذا الصدد، وسُبل تعاملهن معها.
منهج الدراسة وأداتها
استخدمت الدراسة المنهج الوصفی؛ لرصد واقع ظاهرة التنوع الثقافی؛ من حیث الجنسیة فی "ثانویة أمة بنت خالد"، واستُخدِمت فیها استبانة المقابلة المقننة التی أُجیبَ - من خلالها - عن أسئلة معدة سلفًا من المقابِل، وتسمح بعدد محدود من الاستجابات للمستجیب (2011, Qu & Dumay)، کما استُخدِم أسلوب دراسة الحالة؛ ویقصد به: - کما ذکر "عباس، وآخرون" (2007 : 76) – "الدراسة التی تعنى بحالة فرد، أو جماعة، أو مؤسسة؛ من خلال جمع معلومات عن الوضع الحاضر، والأوضاع السابقة إیاه بأسلوب معمق".
وفی هذه الدراسة تم اختیار ثانویة "أمة بنت خالد" والواقعة فی منطقة المنقف والتابعة لمحافظة الأحمدی التعلیمیة لإتطباق شروط دراسة الحالة علیها من حیث العینة والفئة المقصودة، حیث أن هناک تنوعا وتفاوتا ثقافیا فی المنطقة، والمدرسة أیضا بین الطالبات والمعلمات. فضلا عن أن المدرسة اعتمدت شعار "تنوعنا سبب تطورنا وانجازنا"، مما یعکس اهتمام المدرسة بقضایا التنوع الثقافی.
مصطلحات الدراسة
وتتحدد مصطلحات الدراسة بما یلی:
1- التنوع : Diversity
التنوع لغةً: تنَوَّع الشیء بمعنى: تحرَّک، وتمایل. ویقال: تنوع الغصن، وتنوع الناعس على الرَّحل. وتنوَّعت الأشیاء: تصنفت، وصارت أنواعًا، وتنوَّع فی السیر؛ أی: تقدَّم (المعجم الوسیط، 1972: 963). والتنوع مأخوذ من النوع، ومصدره: تنوَّعَ، ویقصد به: حدوث الفروق بین الأشخاص، والجماعات، والعروق؛ بتأثیر عوامل مختلفة (عمر، 2008: 2306) .
والتنوع اصطلاحًا: هو الاختلاف، والتباین فی الشیء؛ لکونه متعددًا، وقد أشار خونی وحسانی (2014: 13) إلى أن التنوع هو: "معرفة أن کل شخص متفرد فی ذاته، وإدراک الاختلافات الفردیة"، وتقدیرها؛ فالتنوع یتخذ من خصائص الأفراد اختلافات عن بعضهم، ویشیر ذلک إلى أن التنوع یتضمن العوامل، والخصائص التی تفرق بین الأفراد؛ مثل: الشخصیة، وأسلوب العمل، والدین، والعرق، والجنس، والمستوى التعلیمی، والاجتماعی، والاقتصادی، والخبرات العامة فی العمل.
2- الثقافة: Culture
الثقافة لغةً: ثقف بمعنى: صار حاذقًا فطنًا، وفی العلم والصناعة: حذقهما، والرجل فی الحرب: أدرکه، والشیء: ظفر به، والإنسان: هذبه وعلمه، والثقافة: هی العلوم، والمعارف، والفنون التی یطلب الحذق فیها (المعجم الوسیط، 1972: 98).
الثقافة اصطلاحا: هی عملیة التطور العام الفکری، والروحی، والجمالی الذى یشهده مجتمع ما عبر تاریخه، أو خلال حقبة معینة، کما تُعرَّف الثقافة بأنها: أسلوب الحیاة السائد لدى شعب ما، أو حقبة ما، أو مجموعة ما من البشر، کما تُشیر إلى أنها مجموع الإنجازات المادیة، والعلمیة الملموسة، والأعمال الفکریة، والأدبیة، والفنیة، والممارسات المجتمعیة، والسلوکیة التی تمثل کلها - معًا - النتاج العام لمجتمع ما (Storey, 2012).
3- التنوع الثقافی: Cultural Diversity
تتخذ الثقافات أشکالاً متنوعة عبر الزمان، والمکان، ویتجلى هذا التنوع فی أصالة، وتعدد الهویات الممیزة للمجموعات، والمجتمعات التی تتألف منها الإنسانیة، ویوصف التنوع الثقافی بأنه مصدر للتبادل، والتجدید، والإبداع، ضروری للجنس البشری (2011 : 22,UNESCO)، کما یعرف؛ من خلال الفروق فی الخبرات، والتجارب الحیویة، والتصورات المرتبطة بها، وردود أفعالها التی تعمل على تمییز الأفراد بعضهم عن بعض (Guo & Jamal, 2007).
المحور الأول: الإطار النظرى
وتعرضه الدراسة من خلال الآتی:
أولا: التنوع الثقافى، والتعددیة الثقافیة
ینهض مفهوم التنوع الثقافی على فردیة کل شخص، واحترام الاختلافات الفردیة، وإدراکها، ویمکن أن تکون لذلک أبعاد کبیرة؛ فیما یتعلق بالسلالة، أو العرق، أو النوع، أو التوجه الجنسی، أو الوضع الاجتماعی والاقتصادی، أو العمر، أو القدرات النفسیة، أو المعتقدات الدینیة والسیاسیة، أو غیر ذلک من الأیدیولوجیات، کما یعنى استکشاف هذه الاختلافات فی ظل بیئة، تتسم بالأمان، والإیجابیة، والرعایة، فضلاً عن أن هذا المفهوم یعنى فهم کل منا الآخر، وتجاوز التسامح البسیط إلى تعظیم أبعاد التنوع الثریة فی کل فرد، والاحتفاء بها؛ کمقابل للامتثال التام لنهج قوانین المساواة، والإجراءات الإیجابیة (Rosado,2007).وعلیه فإن التنوع الثقافی یحمل فکرة التعایش بین أکثر من مظهر ثقافی داخل الوسط المجتمعی، وعندما یتوافر لدى المجتمعات تعبیرات ثقافیة متنوعة؛ فإن ذلک ینعکس فی ظهور دینامیات مجتمعیة مختلفة بین تلک الکیانات الثقافیة، وفی معظم الحالات تتجلى تلک الدینامیات بین الأکثریة، والأقلیة.
ومع ذلک؛ فقد صار مفهوم التنوع الثقافی یحمل "قیمة مجتمعیة" توجیهیة، توفر نوعًا من خارطة الطریق للتنظیم الاجتماعی، والثقافی، والمؤسسی للمجتمعات المعاصرة؛ فالفهم القیمی للتنوع الثقافی - کقیمة مجتمعیة - قد أکدته "منظمة الیونسکو"، وعلاوة على ذلک؛ فالتنوع الثقافی - کقیمة - یحمل بالضرورة اتصالاً وثیقاً مع المبادئ، والحقوق التی هی جزء من النظام القانونی فی مجتمع معین؛ ومن ثم فإنه سیجلب فی تفسیر منطوق تلک الحقوق، والمبادئ وجهات النظر الثقافیة، والمجتمعیة الموجودة، على اختلافها (باریخ ،2007: 20).
ومن هنا لا یشیر مفهوم التنوع الثقافی إلى تلک المظاهر، ولا المفاهیم الثقافیة المتعددة الموجودة فی جمیع المجتمعات تقریبًا (الجانب الواقعی) فحسب؛ وإنما یُمثِّل قیمة مجتمعیة، تعمل؛ کأداة سیاسیة، توفر الشرعیة لجماعات ثقافیة فی نضالها؛ لنیل اعتراف إیجابی لوجودها فی المجتمعات التی تعیش فیها، کما یُمثِّل أداة لتفسیر (أو ربما إعادة تفسیر) المبادئ، والحقوق القانونیة الأساسیة فى المجتمعات المتنوعة ثقافیًّا.
وفی المقابل فمفهوم التعددیة الثقافیة برغم کونه معنیًّا بالتعامل مع الجماعات المتمایزة ثقافیًّا؛ فهو یشمل قبول کافة تلک المکونات واقعها المجتمعی المتعدد، ورضاها به، والاعتراف به رسمیًّا، وبناء على ذلک الاعتراف یتم إقرار آلیات معینة فی کیفیة التعامل مع هذا التنوع الثقافی، وفى ظل توافر مثل هذا الاعتراف، وتلک الآلیات، یمکن وصف المجتمع بأنه تعددی، وأنه یتبنى التعددیة نهجًا للتعایش السلمی، والتسامح بین مکوناته الثقافیة (مینغر،2014)؛ فالتنوع الثقافی یعنی التمایز، والاختلاف على کافة المستویات فی المجتمع ، على حین أن التعددیة الثقافیة هی طریقة التعامل مع هذا الاختلاف؛ وصولا إلى مناهضة العنصریة.
ثانیا: التنوع الثقافی من منظور الدین الإسلامی
تتخذ الثقافة أشکالاً متنوعة عبر الزمان، والمکان، ویتجلى هذا التنوع فی أصالة الهویات الممیزة للمجموعات، والمجتمعات التی تتألف منها الإنسانیة، وکذلک فی تعددها، وتفاعلها؛ فالحضارة الإسلامیة - کما ذکر عزوزی (2012) - قد حفظت حق التنوع الثقافی، وکفلت حریته؛ من خلال ما یعرف بـ"فقه الاختلاف" الذی هو خلق إسلامی رفیع، یمتاز به دیننا الحنیف.
فقد وردت فی القرآن الکریم آیات بینات، تؤکد التنوع، وتدعو إلى فضائله، وتؤصلها؛ من ذلک قوله تعالى: {ومِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَأَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیَاتٍ لِّلْعَالِمِینَ} (الروم: 22)، وقوله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ . إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ } (هود: 118-119)، وقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ} (النحل: 125).
فالإسلام لا یسعى إلى "صبِّ"، ولا قولبة الإنسانیة، والعالم فی نمط، ولا قالب واحد؛ منکِرًا - بذلک - حق التمایز، والاختلاف {لِکُلٍّ جَعَلْنَا مِنْکُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} (المائدة: 48)؛، فالله – سبحانه، وتعالى - خلق البشریة على أساس التنوع، والاختلاف الذی ینهض علیه تعایش الشعوب والحضارات، وتوافقها.
وقد أشاد الإسلام بمجموعة القیم التی ترسخ مبادئ التنوع الثقافی، والتی ترتکز على عدة قواعد؛ منها: قاعدة الاحترام المتبادل، والتسامح، واحترام تفرد کل فرد وخصوصیته، واحترام حقوق الإنسان، وصون المقومات المادیة والمعنویة للکرامة الإنسانیة، واعتبار التنوع الثقافی، والحق فی الاختلاف حقًّا أصیلاً، وأساسًا من حقوق الإنسان؛ کما شرعها الإسلام، وکما حددتها القوانین الدولیة؛ لذلک امتازت الحضارة، والثقافة الإسلامیة بثرائها الإنسانی؛ من خلال الاقتناع بعدم وجود ثقافة راقیة، وأخرى وضیعة؛ فلکل ثقافة طابعها الممیز، وثراؤها الخاص.
ثالثا: التنوع الثقافی فی إطار التعاون الدولی
تؤکد وجهة النظر الأمریکیة أن التنوع یُمثِّل بیئة منفصلة عن مفاهیم المساواة؛ مثل: تکافؤ الفرص، والإجراءات الإیجابیة؛ فالتنوع الثقافی یضم خلیطًا من الأفراد من مجموعات مختلفة من الهویات داخل النظام الاجتماعی، کما یساهم التنوع فی تمکین الأفراد من تنفیذ إمکاناتهم الکاملة فی بیئة عمل عادلة؛ حیث لا یوجد فریق ممیز عن الآخر؛ لأن قوى العمل المتنوعة تجلب مواهب، ومصالح، ووجهات نظر مختلفة؛ ومن ثم فهی عملیة تقییم مستمرة؛ للإستفادة من الفروق الفردیة؛ کی یتسنى لجمیع الأفراد إبراز قدراتهم فی ظل الامتثال القانونی (القویزى، 2015 : 102).
وفی هذا السیاق أکد "التویجری" (2015) أن حمایة حق التنوع الثقافی تقضى بتنمیة التعاون الدولی فی میادین التربیة والعلوم والثقافة؛ فی إطار العهود، والمواثیق، والاتفاقیات القائمة التی تحکم عمل المنظمات، والمؤسسات الدولیة والإقلیمیة، وفى الوقت نفسه فإن ممارسة حق التنوع الثقافی على مستوى العالم لن تتم إلا إذا انتعش الحوار بین الأدیان، والثقافات، والحضارات، ونما، وتطور، وأدى هذا الحوار إلى ترسیخ قیم التوافق، والتعاون، والتعایش بین اتباع الحضارات مبنیة على قاعدة الاحترام المتبادل.
رابعا: التنوع الثقافی فی إطار النظام التعلیمی
تبرز أهمیة التعلیم فی ظل المجتمع المتنوع ثقافیا؛ من خلال نشر ثقافة تقبل الاختلاف، والتعایش السلمی مع الآخر (Fowers & Dvidov, 2006). وقد ظهرت عدة نماذج إصلاحیة لحرکة التعلیم، تهدف إلى التجاوب مع التنوع الثقافی فی المجتمعات؛ ولعل من أبرزها: نموذج التعلیم متعدد الثقافاتMulticultural Education الذی ظهر فی فترة الستینیات من القرن العشرین؛ کرد فعل لقضایا العدالة الاجتماعیة، والمساواة فی النظام التعلیمی.
وقد اعتمد هذا النموذج على مبادئ التعددیة الثقافیة، وإزالة الظلم، والتمییز العنصری فی النظام التعلیمی. ویؤکد مبدأ التعددیة الثقافیة حق الجماعات العرقیة، والثقافیة المختلفة فی الحفاظ على لغاتهم، وعاداتهم الثقافیة داخل مناخ، یسوده احترام العادات، والقیم الخاصة بالجماعات المختلفة؛ وبذلک یؤکد هذا النموذج أهمیة الثقافة فی عملیتی: التعلیم، والتعلم، ویهدف إلى تغییر هیکل المؤسسات التعلیمیة، وتوفیر فرص متساویة؛ لتحقیق العدالة، والتمیز الأکادیمی فی المدرسة لجمیع الطلاب؛ باختلاف أعراقهم، وثقافاتهم، وأدیانهم، ولغاتهم، ومستواهم الاجتماعی ((Bennett, 2001; Banks & Banks, 2001، وتنظیم مجموعة واسعة من البرامج، والممارسات المتعلقة بعدالة التعلیم، والمرأة، والأقلیات، وأصحاب الدخل المنخفض، وذوی الإعاقة Banks & Banks, 2001) (.
ولا تتحقق العدالة الاجتماعیة؛ من خلال المساواة، ولا التشابه بین الطلاب؛ وإنما من خلال الإقرار بأن الطلاب فی البیئة التعلیمیة - ممن ینتمون إلى خلفیات ثقافیة متنوعة - مختلفون فی حاجاتهم، وفی توجهاتهم التعلیمیة؛ ومن ثم یجب أن تستوعب المناهج هذا التنوع الثقافی، وتتجاوب معه من دون تحیز (2016 Yilmas, Guo & Jamal, 2007;).
وترکز أهداف التعلیم متنوع الثقافات على التغییر على مستوى الفرد، والفصل الدراسی؛ مما یمکن تحقیقه؛ من خلال إصلاح المناهج، والممارسات التربویة، وتشجیع کفاءة التفاعل بین الثقافات. وتتضمن الممارسات التربویة: استراتیجیات التعلم، وتوقعات المُعلمین، ومناخ الصف، والممارسات التی تمکن الطلاب من تحقیق التمیز الأکادیمی.
ویُمکن إصلاح المناهج، وتطویرها؛ من خلال إعداد مناهج أکثر شمولاً للثقافات، ووجهات النظر المتنوعة، فضلاً عن تعزیر کفاءة التفاعل بین الثقافات؛ بما یؤهل الطلاب للحیاة فی مجتمع تعددی، ومتنوع، ویساعدهم فی استیعاب طرائق متعددة للمعرفة، والتفکیر، ویزودهم بالمهارات اللازمة للتواصل، والتفاعل الناجح، والعیش مع أفراد، یعتنقون عدیدًا من القیم، والعادات المختلفة.
ویُمکن تبنی نموذج "بانکس" Banks للتعلیم متنوع الثقافات؛ والذی یشمل خمسة أبعاد: (1) تکامل المحتوى (2) بناء المعرفة (3) تقلیص التحیز (4) بیداجوجیة العدالة (5) ثقافة التعلم التشجیعیة؛ لاشتقاق استراتیجیات، وألوان نشاط، وبرامج، ومناهج تعلیمیة، تحقق ثقافة التنوع، وتعزز مبادئ الدیمقراطیة، والمساواة، والعدالة الاجتماعیة فی البیئة المدرسیة (Guo & Jamal, 2007).
الدراسات السابقة
یستعرض هذا الجزء الدراسات والبحوث السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة، مرتبة تصاعدیا من الأقدم إلى الأحدث، ومن هذه الدراسات:
1- دراسة "الشرقاوی" (2000) هدفت الکشف عن أسالیب تعزیز الهویة الثقافیة العربیة، والإسلامیة؛ لمواجهة الهیمنة الثقافیة فی ضوء الرؤیة المعاصرة للتعلیم فی زمن العولمة، وأسالیب الإدارة التعلیمیة الفعالة فی تعزیز الهویة الثقافیة؛ من خلال تعرف واقع التعلیم فی مصر؛ باستخدام المنهج الوصفی النقدی. وقد أسفرت الدراسة عن عدة نتائج؛ من أهمها:
أ. أن کثیرًا من القیم الثقافیة فی حاجة إلى التطویر، والتنمیة؛ حتى لا تکون عرضة للجمود.
ب. أن مفهوم الثقافة والهویة الثقافیة جزآن أساسیان من الهویة القومیة.
ج. أن مفهوم الهیمنة الثقافیة یتخذ عدیدًا من الأشکال، ویعنی السیطرة على الأفکار، والمعتقدات، والقیم، والمنجزات المادیة.
د. تأکید الخصوصیة الثقافیة ، ودور إدارة التعلیم فی المحافظة على الهویة الثقافیة؛ من خلال العنایة بالتلامیذ وتدریبهم على الفکر الناقد، والعنایة بالإعداد الثقافی للمعلم قبل الخدمة، والعمل على التبادل بین المعلمین؛ لتعرف الثقافات المتعددة، فضلاً عن إعادة النظر فی المناهج الدراسیة؛ بما یتناسب مع متغیرات العصر، والعنایة باللغة العربیة والدین الإسلامی.
2- ودراسة Guo& Jamal (2007) التی هدفت فهم أثر التنوع الثقافی فی البیئة التعلیمیة؛ من خلال تحلیل نقدی لواقع الجامعات الکندیة التی تضم عددًا کبیرًا من الطلاب المهاجرین والأجانب، والتحدیات التی تنشأ فی مثل هذه المجتمعات متعددة الثقافات. وقد خلصت الدراسة إلى عرض ثلاثة نماذج، تدفع بالتغییر فی مؤسسات التعلیم العالی، وترعى التنوع الثقافی؛ وهی: التعلیم متعدد للثقافات، والتعلیم متنوع الثقافات، والتعلیم المناهض للعنصریة، فضلاً عن الممارسات المرتبطة بها على مستوى الفرد، والصف الدراسی، والمؤسسة، والمجتمع.
3- ودراسة "کنعان" (2008) التی هدفت تحدید مشکلات الشباب المعاصرة، وبیان أسبابها، والوقوف عند نظرة الشباب الجامعی فی مفهوم الهویة الثقافیة، وبیان أثر العولمة، والنظرة المستقبلیة لدى الشباب الجامعی من خلال تطبیق استبانة جرى توزیعها على عینة من الشباب فی جامعة دمشق بمختلف تخصصاتهم العلمیة، والإنسانیة، ومن أبرز نتائج هذه الدراسة:
أ. تطلع الشباب الجامعی إلى المحافظة على الهویة الثقافیة النابعة من أصالة الأمة العربیة وقومیتها، ورفض العولمة.
ب. أبرز المشکلات التی یعانیها الشباب الجامعی؛ هی المشکلات الاجتماعیة، والاقتصادیة، والدینیة، والخلقیة، والسیاسیة، والذاتیة الشخصیة التی یعود بعضها إلى جوانب عدة؛ منها: الأسرة، والجنس، والمهنة، والهویة، والإدمان، والاغتراب، واللامبالاة.
4- دراسة Guo (2012) وأجریت فی "ألبرتا" إحدى المقاطعات فی کندا، وهدفت تعرف ما یجلبه الآباء المهاجرون من قیم، ولغة، وثقافة، وخبرات، ودین؛ للوصول إلى وعی أکبر للثقافات عند کل من: المعلمین، وأولیاء الأمور. واعتمدت الدراسة على إجراء مقابلات مع (38) من الآباء المهاجرین؛ ممن ینتمون إلى خمسة عشر بلدًا، وتوصلت إلى عدة نتائج؛ من أبرزها:
أ. أهمیة فهم الخلفیات، والقیم الثقافیة للأسر التی ینتمی إلیها الطلاب.
ب. جهل المعلمین بخلفیة الطالب الثقافیة ینتج عنه سوء فهم المعلمین أحیانًا لسلوکیات الطلاب.
ج. ضرورة مراعاة المعلمین، ومدیری المدراس الممارسات، والطقوس الدینیة للطالب.
د. إهمال المدارس غالبًا اللغة الأصلیة للطالب قد یهدد هویته الثقافیة.
5. دراسة Angus (2012) وتطرقت إلى مفهوم التنوع؛ من حیث الاختلاف فی العرق، والمیول الجنسیة، واللغة، والطبقة الاجتماعیة، ودور مفاهیم التنوع فی برامج إعداد المعلمین - قبل الخدمة، وفی أثنائها -فی معالجة التنوع الثقافی فی الصفوف الدراسیة. وقد اعتمدت الدراسة على أسلوب دراسة الحالة لمعلمتین للغة الإنجلیزیة للمرحلة الثانویة فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وبیان وجهة نظرهما فی مفهوم التنوع؛ استنادًا إلى المقابلات، والملاحظة. وقد خلصت الدراسة إلى إظهار ما یعنیه التنوع لهاتین المعلمتین، والطرائق التی یعرَض بها التنوع الثقافی فی بیئة الصف، فضلا عن کیفیة صوغ أدوارهما کمعلمتین فی صفوف دراسیة متنوعة بعدة ثقافات.
6. دراسة "حبیبة" ( 2014 ) وهدفت تعرف موضوع الحق فی التنوع الثقافی فی ظل عالمیة حقوق الإنسان، والتحدیات التی تعیشها المجتمعات؛ باستخدام المنهجین: الوصفی ، والتاریخی للإعلانات، والنصوص القانونیة، والاتفاقات ذات الصلة بالتنوع، وبحقوق الإنسان. وخلصت الدراسة إلى أن الخصوصیات الثقافیة لا یمکن أن تشکل إثراءً ثقافیًّا إلا فی ظل الإیمان بوجود مبادئ إنسانیة مشترکة، تتجاوز الحدود الجغرافیة، والثقافیة، والدینیة کلها. کما أن للأفراد الحق فی الانتماء إلى ثقافة ما أو نقدها؛ حیث تؤدی إتاحة حق الأفراد فی التنوع الثقافی إلى تعزیز مبدأی: الدیمقراطیة، والحریات. کما أن ممارسة الحق فی التنوع الثقافی لا تجرى إلا من خلال إشاعة الحوار، وتطویره؛ لترسیخ قیم التوافق، والتعایش، والاحترام المتبادل ، والترکیز على الدور الوقائی لحوار الثقافات، وتعایشها؛ لنبذ الصراعات، وتحقیق الاستقرار داخلیًّا، ودولیًّا.
7. دراسة Chen (2017) وأشارت إلى التنوع المتزاید الواضح فی جمیع جوانب المجتمع الأمریکی، ومؤسسات التعلیم العالی؛ مما یوجد فرصًا، وتحدیات للقادة التربویین فی هذه المؤسسات، کما أشارت إلى بعض الممارسات الفعالة؛ لمساعدة هؤلاء القادة فی التعامل مع الطلاب الذین ینتمون إلى فئة الأقلیات؛ حتى یتمکنوا من الوصول إلى أقصی إمکاناتهم.
المحور الثانی: الدراسة المیدانیة
أولا: أهداف الدراسة المیدانیة
تهدف الدراسة المیدانیة إلى جمع البیانات من عینة البحث -باستخدام استبانة مقابلة مقننة- والتی تساهم فی تحقیق أهداف الدراسة، ومن ثم معالجة البیانات باسخدام الأسالیب الإحصائیة للتوصل إلى نتائج الدراسة وأبرز توصیاتها.
ثانیا: اجراءات الدراسة المیدانیة
1-مجتمع الدراسة، وعینتها:
تکوَّن مجتمع الدراسة من المعلمات فی "ثانویة أمة بنت خالد" بمنطقة الأحمدی التعلیمیة بدولة الکویت، والبالغ عددهن (105) معلمة من جمیع التخصصات، وقد تألفت عینة الدراسة من (50) معلمة؛ بنسبة 48% من المجتمع الأصل خلال الفصل الدراسی الثانی للعام الدراسی 2016 / 2017، وقد جرى اختیارهن بطریقة عشوائیة. والجدول (1) یوضح توزیع أفراد العینة حسب المتغیرات الدیموغرافیة:
جدول (1): توزیع أفراد العینة حسب المتغیرات الدیموغرافیة:
الرقم |
المتغیر |
العدد |
النسبة المئویة |
|
1 |
القسم العلمی. |
التربیة الإسلامیة. |
6 |
12% |
اللغة العربیة. |
6 |
12% |
||
اللغة الإنجلیزیة. |
8 |
16% |
||
الریاضیات. |
7 |
14% |
||
الجغرافیا. |
6 |
12% |
||
العلوم الفلسفیة. |
5 |
10% |
||
الکیمیاء، والفیزیاء. |
6 |
12% |
||
الأحیاء، والجیولوجیا. |
6 |
12% |
||
2 |
العمر. |
من 20 إلى 29 سنة. |
14 |
28% |
من 30 إلى 39 سنة. |
17 |
34% |
||
من 40 إلى 50 سنة. |
19 |
38% |
||
3 |
عدد سنوات العمل. |
من سنة إلى 4 سنوات. |
15 |
30% |
من 5 إلى 9 سنوات. |
13 |
26% |
||
من 10 سنوات، أو أکثر. |
22 |
44% |
||
4 |
جنسیة المعلمات. |
کویتیة. |
20 |
40% |
غیر کویتیة. |
30 |
60% |
||
5 |
تخصص المواد. |
مواد أدبیة. |
19 |
38% |
مواد علمیة. |
31 |
62% |
ویلاحظ من الجدول أعلاه أن ثمة تناسبًا، وتناسقًا فی أعداد المعلمات من مختلف الأقسام فی المرحلة الثانویة، کما یلاحظ أن 40% تقریبًا منهن؛ ما بین: (40-50) سنة، کما تزید سنوات العمل لدى أکثر من 40% منهن عن (10) سنوات، وأن 60% منهن غیر کویتیات، کما تحتل المواد العلمیة القسم الأکبر بنسبة 62%.
2-أداة الدراسة (استبانة مقابلة مقننة)
لتحقیق أهداف الدراسة؛ صُمِّمت استبانة مقابلة مقننة، وهی استبانة محکمة اشتملت على ثلاثة محاور فرعیة؛ کل محور تضمن عدد من العبارات المحددة وذلک بالرجوع إلى الإطار النظری، والدراسات التی سبق عرضها، وقد صممت الأداة؛ لقیاس واقع التنوع الثقافی لمتغیر الجنسیة بالنسبة لکل محور من المحاور الآتیة:
المحور الأول: واقع تداعیات التنوع الثقافی فی البیئة الصفیة؛ وتضمَّن (6) عبارات.
المحور الثانی: التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی؛ وتضمَّن (7) عبارات، وانتهى بسؤال مفتوح سوف یتم تحلیله کیفیا.
المحور الثالث: الاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات ؛ وتضمن (7) عبارات، وانتهى بسؤال مفتوح سوف یتم تحلیله کیفیا.
أ- الخصائص السیکومتریة للأداة:
لتعرف مدى صدق الأداة؛ عُرضت على 5 أساتذة فی کلیة التربیة بجامعة الکویت؛ للتحقق من صحة إعداد العبارات، وبنائها، ومستوى قدرة الأداة على قیاس الأغراض التی تهدف إلى قیاسها، وقد طُلب من السادة المحکمین إبداء آرائهم فی عباراتها، ومدى انتمائها للمحاور التی أدرجت تحتها، والتأکد من سلامتها اللغویة، ووضوحها، ومدى ملاءمتها قیاس ما وضعت لقیاسه. وبناء على ملاحظات المحکمین جرى التعدیل فی عدد محاور الأداة حیث تم تقلیصها من 5 محاور إلى 3 محاور رئیسیة، وتمت إضافة السؤالین المفتوحین، کما تم حذف عبارة من المحور الأول، واضافة عبارتین فی المحور الثانی، فضلا عن تعدیل فی صیاغة بعض العبارات، لمزید من التوضیح.
حُسبَت معاملات الارتباط بین کل عبارة من عبارات استبانة المقابلة المقننة؛ عن طریق استخدام معامل "بیرسون"؛ کما هو موضح فی الجدول (2):
جدول (2): قیم معاملات الارتباط بین کل محور، والدرجة الکلیة للأداة ککل (ن=50):
المحور |
درجة الارتباط |
الممارسات الصفیة. |
0.605** |
التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات. |
0.758** |
الاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات. |
0.688** |
** الارتباط دال إحصائیًّا عند مستوى دلالة 1%.
- ثبات الأداة
للتأکد من ثبات الأداة؛ حُسِب معامل الثبات؛ وفقا لمعادلة "ألفا کرونباخ" (Cronbach Alpha) لحساب الثبات؛ باستخدام عینة الدراسة، وجاءت نتائج معاملات الثبات لمجمل بنود المقابلة المقننة بدرجة ثبات مقبولة، تقترب من 0.7؛ کما هو موضح فی الجدول (3):
جدول (3) : معامل ألفا کرونباخ لمحاور الأداة، والأداة ککل:
المحور |
عدد العبارات |
معامل الثبات |
الممارسات الصفیة. |
6 |
0.812 |
التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات. |
7 |
0.634 |
الاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات. |
7 |
0.571 |
الدرجة الکلیة |
20 |
0.690 |
- تطبیق الأداة
تمت الإستجابة عن عبارات الأداة؛ بواسطة مدرج ثلاثی (أوافق، أوافق إلى حد ما، لا أوافق)، یوضح درجة واقع التنوع الثقافی من حیث جنسیة الطالبات، وقد أعطیت العبارات ثلاث درجات للاختیار أوافق، ودرجتین لاختیار أوافق إلى حد ما، ودرجة واحدة لاختیار لا أوافق، وقد حُسب المدى لهذه الدرجات؛ عن طریق المعادلة الآتیة: (المدى = أکبر قیمة – أصغر قیمة مقسومة على 3 "عدد الاختیارات")؛ أی: 3-1/3 = 0.66؛ فیکون معیار تصنیف مستویات المتوسط الحسابی؛ کما یأتی:
|
(1-1.66) = درجة ضعیفة، و(1.67- 2.33) = درجة متوسطة، و(2.34-3) = درجة کبیرة.
ثالثا: الأسالیب الإحصائیة
اعتمد تحلیل البیانات على استخدام الحزمة الإحصائیة SPSS؛ لحساب کل من:
رابعا: عرض النتائج (تحلیلها وتفسیرها)
السؤال الأول: ما واقع تداعیات التنوع الثقافی؛ من حیث جنسیة الطالبات فی بیئة الصف؟
للإجابة عن هذا السؤال؛ حُسب کل من: المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لکل عبارة من عبارات المحور؛ کما هو موضح فی الجدول (4):
جدول (4): واقع تداعیات التنوع الثقافی؛ من حیث جنسیة الطالبات فی بیئة الصف:
الرقم |
العبارة |
أوافق |
أوافق إلى حد ما |
لا أوافق |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الترتیب |
الدرجة |
|
1 |
تطبق المعلمات تعلیمات الحضور والغیاب على جمیع الطالبات بالتساوی. |
العدد |
45 |
5 |
0 |
2.90 |
0.303 |
5 |
کبیرة |
النسبة |
90% |
10% |
0% |
||||||
2 |
تُعامل المعلمات الطالبات بعدالة بغض النظر عن جنسیتهن. |
العدد |
46 |
4 |
0 |
2.92 |
0.274 |
3 |
کبیرة |
النسبة |
92% |
8% |
0% |
||||||
3 |
تقدم المعلمات خبراتهن، وإرشاداتهن لجمیع الطالبات دون تمییز. |
العدد |
46 |
4 |
0 |
2.92 |
0.274 |
3 |
کبیرة |
النسبة |
92% |
8% |
0% |
||||||
4 |
تحترم المعلمات جمیع الطالبات دون تمییز. |
العدد |
47 |
3 |
0 |
2.94 |
0.240 |
1 |
کبیرة |
النسبة |
94% |
6% |
0% |
||||||
5 |
تعتمد المعلمات مبدأ العدالة فی تقییم الطالبات فی الاختبارات. |
العدد |
44 |
6 |
0 |
2.88 |
0.328 |
6 |
کبیرة |
النسبة |
88% |
12% |
0% |
||||||
6 |
یجرى تقییم واجبات الطالبات من دون تحیز لجنسیاتهن. |
العدد |
47 |
3 |
0 |
2.94 |
0.240 |
1م |
کبیرة |
النسبة |
94% |
6% |
0% |
||||||
|
المجموع الکلی / المتوسط. |
2.92 |
0.200 |
|
کبیرة |
ویتضح من الجدول السابق أن درجة واقع تداعیات التنوع الثقافی لأفراد العینة جاءت کبیرة فی جمیع عبارات المحور دون استثناء، وقد تراوحت متوسطات العبارات فی هذا المحور ما بین: (2.88 ، و 2.94)، وقد بلغت العبارة (4) ونصها : " تحترم المعلمات جمیع الطالبات دون تمییز" ، والعبارة (6) ونصها: "یجرى تقییم واجبات الطالبات من دون تحیز لجنسیاتهن" أعلى درجة؛ بمتوسط 2.94. أما أقلها؛ فکانت العبارة (5) ونصها "تعتمد المعلمات مبدأ العدالة فی تقییم الطالبات فی الاختبارات"؛ بمتوسط 2.88 . وتوضح هذه النتائج أن التقییم یجری دون تحیز، وأن الإرشادات تقدم لهن دون تحیز، وأن التعامل یجرى - أیضًا – باحترام، وبعدالة مع الجمیع؛ ومن ذلک: تطبیق المعلمات الحضور، والغیاب وتقییم اختباراتهن.
السؤال الثانی: ما التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی؟
أولا: للإجابة عن هذا السؤال؛ حُسب کل من: المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لکل عبارة من عبارات المحور ؛ کما هو موضح فی الجدول (5):
جدول (5): التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی:
الرقم |
العبارة |
أوافق |
أوافق إلى حد ما |
لا أوافق
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الترتیب |
الدرجة |
|
1 |
تقبُّل التنوع الثقافی القائم بین الطالبات من مختلف الجنسیات. |
العدد |
41 |
9 |
0 |
2.82 |
0.388 |
5 |
کبیرة |
النسبة |
82% |
18% |
0% |
||||||
2 |
احترام أولیاء أمور الطالبات باختلاف جنسیاتهم، وثقافاتهم. |
العدد |
45 |
5 |
0 |
2.90 |
0.303 |
3 |
کبیرة |
النسبة |
90% |
10% |
0% |
||||||
3 |
إیجاد جو من الاحترام بین جمیع الطالبات باختلاف جنسیاتهن. |
العدد |
48 |
2 |
0 |
2.96 |
0.198 |
1 |
کبیرة |
النسبة |
96% |
4% |
0% |
||||||
4 |
استخدام أسالیب تدریس، وألوان نشاط، تتناسب مع جمیع الطالبات من مختلف الجنسیات. |
العدد |
40 |
10 |
0 |
2.80 |
0.404 |
6 |
کبیرة |
النسبة |
80% |
20% |
0% |
||||||
5 |
العنایة بجمیع الطالبات بغض النظر عن اختلاف جنسیاتهن. |
العدد |
48 |
2 |
0 |
2.96 |
0.198 |
1م |
کبیرة |
النسبة |
96% |
4% |
0% |
||||||
6 |
فهم الاختلافات بین الطالبات؛ باختلاف جنسیاتهن، وثقافاتهن. |
العدد |
40 |
10 |
0 |
2.80 |
0.404 |
6م |
کبیرة |
النسبة |
80% |
20% |
0% |
||||||
7 |
عدم التحیز لفئة معینة من الطالبات؛ بسبب متغیر الجنسیة فی أثناء شرح الدروس. |
العدد |
47 |
1 |
2 |
2.90 |
0.417 |
3م |
کبیرة |
النسبة |
94% |
2% |
4% |
||||||
|
المجموع الکلی / المتوسط. |
2.88 |
0.191 |
|
کبیرة |
ویتضح من الجدول أعلاه أن درجة أفراد العینة جاءت کبیرة فی جمیع عبارات المحور الخاص بالتحدیات التی تواجه المعلمات؛ حیث تراوحت متوسطات العبارات ما بین: (2.80 ، و2.96)؛ حیث بلغت العبارة (3) ونصها: "إیجاد جو من الاحترام المتبادل بین جمیع الطالبات على اختلاف جنسیاتهن"، والعبارة (5) ونصها: "العنایة بجمیع الطالبات بغض النظر عن اختلاف جنسیاتهن"، أعلى متوسط 2.96، على حین حصلت العبارة (4) ونصها: "استخدام أسالیب تدریس، وألوان نشاط، تتناسب مع جمیع الطالبات من مختلف الجنسیات"، والعبارة (6) ونصها: "فهم الاختلافات بین الطالبات باختلاف جنسیاتهن، وثقافاتهن"؛ على متوسط 2.80.
ثانیا: تضمنت إستبانة المقابلة المقننة سؤالاً مفتوحًا عن التحدیات التی تواجه المعلمات فی التعامل مع الطالبات فی إطار التنوع الثقافی؛ تبعًا لمتغیر الجنسیة، وقد فرغت مضامین هذا السؤال فی الجدول (6):
جدول (6): التحدیات من وجهة نظر المعلمات:
الرقم |
التحدی الذی یواجه المعلمات |
العدد |
النسبة المئویة |
1 |
اللهجة. |
27 |
41% |
2 |
اختلاف المستوى الفکری للطالبات. |
16 |
24% |
3 |
تحیز المعلمة لبنی جنسها. |
13 |
20% |
4 |
درجة عنایة أولیاء أمور الطالبات بمستواهن الدراسی. |
10 |
15% |
ویوضح الجدول السابق أن الغالبیة العظمى من المعلمات – وبخاصة الوافدات – أکدت على أن مشکلة اللهجة التی یدرِّسن بها، واختلافها عن اللهجة الکویتیة، جاءت أعلى استجابات (27) بنسبة 41%، وکذلک الحال بالنسبة للمعلمات الکویتیات، واللهجات العربیة المختلفة الأخرى، کما ذکرت بعض المعلمات أن المستوى الفکری مختلف بین الطالبات الکویتیات، والوافدات، فضلاً عن درجة الالتزام، والمسئولیة، والأداء الدراسی الذی یظهر أکثر عند الوافدات.
وقد أبدت إحداهن امتعاضها بخصوص الاتهامات الموجه للمعلمة الوافدة بأنها متحیزة لبنی جنسیتها، کما أشارت إحدى المعلمات إلى أن أولیاء أمور الوافدات أکثر عنایة، وأشد حرصًا على المستوى الدراسی لبناتهم من أولیاء أمور الطالبات الکویتیات، وانتقدت إحداهن تجمیع الطالبات الوافدات فی فصل دراسی واحد، والتعصب الحادث من قِبل بعض الطالبات لأبناء جنسیتهن، وانتقدت معلمة أخرى عدم عنایة الطالبات الوافدات بالمواد التی لا توجد لها درجات، ولا تدخل فی تقییم تحصیلهن الدراسی فی بلادهن.
السؤال الثالث: مااستراتیجیات تعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات ؟
أولا: للإجابة عن هذا السؤال؛ حُسب کل من: المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لکل عبارة من عبارات المحور؛ کما هو موضح فی الجدول (7):
جدول (7): الاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی:
الرقم |
العبارة |
أوافق |
أوافق إلى حد ما |
لا أوافق |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الترتیب |
الدرجة |
|
1 |
أعمل على تزیین الصفوف بطرائق، تمثل ثقافات متعددة لذوی الجنسیات المختلفة. |
العدد |
4 |
16 |
30 |
1.48 |
0.647 |
7 |
ضعیفة |
النسبة |
8% |
32% |
60% |
||||||
2 |
أعمل على أن تعکس المناهج المستخدَمة فی المدرسة الوعی بتعدد الثقافات؛ من ناحیة متغیر الجنسیة. |
العدد |
10 |
26 |
14 |
1.92 |
0.695 |
6 |
متوسطة |
النسبة |
20% |
52% |
28% |
||||||
3 |
أخطط لدروسی؛ للإفادة من ثقافة طالباتی من الجنسیات المختلفة، وتجاربهن. |
العدد |
38 |
12 |
0 |
2.76 |
0.431 |
4 |
کبیرة |
النسبة |
76% |
24% |
0% |
||||||
4 |
أحرص فی التدریس على استیعاب التنوع الثقافی عند الطالبات حسب جنسیاتهن. |
العدد |
41 |
9 |
0 |
2.82 |
0.388 |
3 |
کبیرة |
النسبة |
82% |
18% |
0% |
||||||
5 |
أتواصل مع أولیاء أمور الطالبات من مختلف الجنسیات بطرائق إیجابیة؛ ولیس فقط عند حدوث مشکلة. |
العدد |
30 |
14 |
6 |
2.48 |
0.707 |
5 |
کبیرة |
النسبة |
60% |
28% |
12% |
||||||
6 |
أشجع الطالبات على احترام زمیلاتهن من الجنسیات المختلفة. |
العدد |
49 |
1 |
0 |
2.98 |
0.141 |
1 |
کبیرة |
النسبة |
98% |
2% |
0% |
||||||
7 |
أحرص على بناء علاقات طیبة، وإیجابیة مع أولیاء أمور الطالبات من جنسیات مختلفة. |
العدد |
44 |
6 |
0 |
2.88 |
0.328 |
2 |
کبیرة |
النسبة |
88% |
12% |
0% |
||||||
8 |
المجموع الکلی / المتوسط. |
2.47 |
0.273 |
|
|
ویلاحظ من الجدول أعلاه أن من أبرز الاستراتیجیات التی تتبعها المعلمات لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات من مختلف الجنسیات؛ هی: تشجیع "الطالبات على احترام زمیلاتهن من الجنسیات المختلفة"؛ بمتوسط 2.98 ، یلیها حرص المعلمات على "بناء العلاقات الطیبة، والإیجابیة مع أولیاء أمور الطالبات من جنسیات مختلفة"؛ بمتوسط 2.88، یلیها حرص المعلمات فی التدریس على "استیعاب التنوع الثقافی عند الطالبات حسب جنسیاتهن"؛ بمتوسط 2.82.
ویلاحظ من الجدول – أیضًا - تواصل المعلمات مع أولیاء أمور الطالبات من مختلف الجنسیات بطرائق إیجابیة؛ ولیس فقط عند حدوث مشکلة. بینما حصلت العبارة (1) ونصها: "أعمل على تزیین الصفوف بطرائق، تمثل ثقافات متعددة لذوی الجنسیات المختلفة"؛ على أقل متوسط 1.48، والعبارة (2) ونصها: "أعمل على أن تعکس المناهج المستخدَمة فی المدرسة الوعی بتعدد الثقافات من ناحیة الجنسیة"؛ على متوسط 1.92؛ أی: أنها لا تشکل أهمیة بالنسبة المعلمات؛ مقارنة بالعبارات الأخرى.
ثانیا: تضمنت استبانة المقابلة المقننة سؤالاً مفتوحًا عن أهم الاستراتیجیات التی تتبعها المعلمات لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات؛ تبعا لمتغیر الجنسیة، وقد فرغت مضامین هذا السؤال فی الجدول (8):
جدول (8): أهم الاستراتیجیات لتعزیز التنوع الثقافی:
الرقم |
المقترحات |
العدد |
النسبة المئویة |
1 |
تعزیز قیم العدالة، والمساواة. |
30 |
31% |
2 |
عدم التحیز. |
24 |
25% |
3 |
إثراء المناهج، والخطط الدراسیة؛ بما یعزز التنوع الثقافی. |
22 |
23% |
4 |
التواصل مع أولیاء الأمور، وتعزیز ثقافتهم فی المدرسة. |
20 |
21% |
أبدت بعض المعلمات فی العینة آراءً عن بناء علاقات طیبة، وإیجابیة مع أولیاء الأمور؛ من خلال تعزیز قیم العدالة، والمساواة، وعدم تحیز المعلمة لبنی جنسیتها، وإهمال الباقی، وکذلک من خلال مراعاة الفروق الفردیة بین الطالبات، والتواصل مع أولیاء أمورهن؛ لمعرفة جزء من ثقافاتهن، وبیئاتهن الاجتماعیة، وضرورة تعزیز استخدام اللغة العربیة؛ بدلا من اللهجة المحلیة الخاصة بجنسیة المعلمة، وتخصیص - إن أمکن – حصص، تشمل الفائقات مع منخفضات التحصیل، وتعزیز المنهج المدرسی بموضوعات خاصة عن احترام الإنسان.
کذلک أوعزت بعض المعلمات إلى ضرورة عدم تجمیع الطالبات الوافدات فی صفوف خاصة فی معزل عن الجنسیات الأخرى، وأشارت أخرى بإمکانیة تعزیز الاحترام، والأخوة بین الطالبات؛ من خلال ألوان النشاط، والتکلیفات المدرسیة، والمسابقات التی تشمل جمیع الجنسیات، ومن خلال عقد ندوات تنمی فیها قیم الاحترام، والتسامح.
وأشارت إحدى المعلمات إلى ضرورة احتواء برامج النشاط الصباحی فاعلیات، ومبادرات، تعزز التنوع، والاختلاف بین الثقافات، وأشارت معلمة أخرى إلى ضرورة تضمین المنهج المدرسی موضوعات خاصة تعنى بحقوق الإنسان.
مناقشة النتائج
من خلال ما سبق تتضح أهمیة تأکید التنوع الثقافی الحادث فی المدرسة؛ وخاصة لمتغیر الجنسیة من وجهة نظر المعلمات؛ ومن ثم ضرورة السعی إلى بلوغ مزید من الاندماج، والاحترام، والتقبل بین جمیع الثقافات المختلفة؛ علما بأن نتائج الدراسة لم تُظهر وجود اختلافات حادة فی تعامل المعلمات الکویتیات، ولا الوافدات للطالبات حسب جنسیاتهن؛ سواء أَکُنَّ کویتیات، أم غیر کویتیات؛ فالممارسات الصفیة - کما ظهر من النتائج - کانت منسجمة بین المعلمات، والطالبات من الجنسیات المختلفة؛ من حیث المعاملة، والعدالة فی التقییم العلمی، ومن حیث الاحترام المتبادل.
وأظهرت الدراسة – کذلک - وجود تحدیات یسیرة، أوجزتها بعض المعلمات فی مشکلة اللهجة؛ وهذا ما تطرقت له دراسة الصغیر(2001) التی هدفت تقصى العلاقة بین مستوى التکیف الاجتماعی، ومجموعة من المتغیرات لدى الطلاب الوافدین بجامعة الملک سعود بالریاض، وقد أکدت أن هناک مجموعة من المتغیرات، تؤثر فی مستوى التکیف الاجتماعی للطالب الوافد؛ أهمها: معرفة اللغة العربیة، وإتقانها؛ حیث ییسر الإلمام الجید بلغة أهل البلد التعامل، والتفاهم، ویساعد فی تکوین فکرة واضحة عن المفاهیم الثقافیة للبلد.
وأظهرت الدراسة – أیضًا - العلاقة الإیجابیة بین مستوى التکیف، والمتغیرات الآتیة: الإلمام بعادات المجتمع وتقالیده، والمستوى المادی، والفترة الزمنیة، والمشارکة فی الأنشطة، ووجود الأصدقاء.
ومن التحدیات الأخرى التی کشفت عنها المعلمات درجة الالتزام، والمسئولیة، والأداء الدراسی التی یمتاز بها أکثر الطالبات الوافدات، وکذلک التعصب من قبل بعض الطالبات لأبناء جنسیتهن. کما تتضح أهمیة دور المدارس فی تعزیز قیم التسامح، والاحترام، والتقبل بین جمیع الطالبات، والابتعاد عن التعصب بجمیع أشکاله.
وبالنسبة للاستراتیجیات المتبعة لتعزیز التنوع الثقافی بین الطالبات من مختلف الجنسیات؛ أوضحت الدراسة ضرورة بذل مزید من الجهد؛ لتحقیق التقارب الثقافی بین الطالبات الکویتیات، والوافدات؛ من خلال تزیین الصفوف بطرائق، تمثل ثقافات متعددة لذوی الجنسیات المختلفة، واحتواء المناهج المفاهیم التی تقوی الوعی بالثقافات المتعددة.
وأشارت بعض المعلمات إلى إمکانیة تعزیز الاحترام، والأخوة بین الطالبات؛ من خلال ألوان النشاط، والتکلیفات المدرسیة، والمسابقات التی تشمل جمیع الجنسیات، وکذلک من خلال عقد ندوات؛ لتعزیز ثقافة الآخر، وترسیخ قیم الاحترام، والتسامح، وتتوافق هذه الاستراتیجیات مع نموذج التنوع فی التعلیم؛ والذی یؤکد أهمیة الإصلاح فی المنهج، والممارسات التعلیمیة؛ بحیث تتجاوب مع حاجات التنوع، وتکون أکثر شمولاً للثقافات المتعددة.
وتعکس الدراسة – أیضًا - وعی بعض المعلمات بأهمیة التعلیم متنوع الثقافات، واستیعاب ثقافة الاختلاف؛ من خلال تنفیذ بعض المناشط فی بیئة الصف. وقد أشارAydin (2016) Tonbuloglu, Aslan & إلى ضرورة فهم المعلمین أهمیة هذا النوع من التعلیم، ونقل هذه الفلسفة إلى حیز التنفیذ فی البیئة التعلیمیة؛ وهذا الأمر مرتبط بکفاءة المعلم، ومدى کفایة برنامج التعلیم.
وفی السیاق نفسه أکد Gay (1994) أن التعلیم الفعال - فی ظل المجتمعات المتنوعة ثقافیًّا - یتطلب تشجیع المعلم على توظیف استراتیجیات، تراعی الثقافات المختلفة، وتضمن تکافؤ الفرص، والنجاح الأکادیمی، والشخصی لجمیع الطلاب.
توصیات الدراسة ومقترحاتها الإجرائیة
فی ضوء النتائج التی أسفرت عنها الدراسة، یمکن صیاغة مجموعة من التوصیات والاقتراحات على النحو الآتی:
أولا: التوصیات
ثانیا: المقترحات الإجرائیة
المراجع
أولاً: المراجع العربیة
1- التویجری، عبدالعزیز عثمان (2015). الهویة والعولمة من منظور التنوع الثقافی. ط2، منشورات المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة، إیسیسکو، الرباط.
2- الشرقاوی، مریم (2000). أسالیب تعزیز الهویة فی مواجهة الهیمنة الثقافیة، رؤیة معاصرة لإدارة التعلیم. ضمن أبحاث المؤتمر السنوی الثامن "التربیة والتعددیة الثقافیة مع مطلع الألفیة الثالثة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة- مرکز تطویر التعلیم الجامعی، القاهرة، 197-223
3- الصغیر، صالح محمد (2001). التکیف الاجتماعی للطلاب الوافدین دراسة تحلیلیة مطبقة على الطلاب الوافدین فی جامعة الملک سعود بالریاض، مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربویة والاجتماعیة والانسانیة، مج13،ع1،الریاض،29-53.
4- الطبولی، محمد؛ کریم، رمضان؛ العبار، ابتسام (2015). الإحساس بالعدالة التنظیمیة وعلاقته بسلوک المواطنة التنظیمیة لدى أعضاء هیئة التدریس فی جامعة بنغازی. نقد وتنویر، مرکز نقد وتنویر للدراسات الإنسانیة،ع 2، بنغازی.
5- القویزی، القائمة (2015). الاستراتیجیات والممارسات التنظیمیة لإدارة التنوع الثقافی. مجلة الحکمة للدراسات الاجتماعیة، مؤسسة کنوز الحکمة للنشر والتوزیع، ع 31، الجزائر، 99-111.
6- المتحدة (2002). إعلان جوهانسبرج, متوفر على
http://www.un.org/arabic/conferences/wssd/index.html from
7- المعجم الوسیط (1972) إصدار مجمع اللغة العربیة ، ط2، القاهرة.
8- باریخ، بیخو (2007). إعادة النظر فی التعددیة الثقافیة والتنوع الثقافی والنظریة السیاسیة. الهیئة العامة السوریة للکتاب، دمشق.
9- حبیبة، زراری (2014). الحق فی التنوع الثقافی. (مذکرة لنیل شهادة الماجستیر فی القانون العام) کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة سطیف، الجزائر.
10- خونی، رابح وحسانی، رقیة (2014). مداخلة بعنوان: تسییر التنوع "المقاربات والتحدیات"، مقدمة فی الملتقى الوطنی الثالث حول تسییر الموارد البشریة "التنوع : الأخلاقیات والإنصاف" نظرة حول ممارسة تسییر الموارد البشریة فی المؤسسات الجزائریة، کلیة العلوم الاقتصادیة والتجاریة وعلوم التسییر، جامعة محمد خیضر، الجزائر، فی الفترة من 25-26 فبرایر.
11- عباس، محمد؛ نوفل، محمد؛ والعبسی، محمد وأبو عواد، فریال (2007)، مدخل إلى مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس. ط 1، دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة، عمان.
12- عزوزی، حسن (2012). حمایة التنوع الثقافی والهویة من منظور إسلامی. مجلة الوعی الإسلامی، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، الکویت.
13- عمر، أحمد مختار(2008). معجم اللغة العربیة المعاصرة. ط1، عالم الکتب للنشر، القاهرة.
14- کنعان، أحمد (2008). الشباب الجامعی والهویة الثقافیة فی ظل العولمة الجدیدة: دراسة میدانیة على طلبة جامعة دمشق. مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانیة، مج 25 ، دمشق، 409-439.
15- مینغر، سناء (2014).التنوع الثقافی من منظور الأمن المجتمعی، رسالة ماجستیر، کلیة الحقوق، جامعة سطیف، الجزائر.
16- وزارة التربیة - دولة الکویت (2016). المجموعة الإحصائیة للتعلیم 2015-2016. قطاع المنشآت التربویة والتخطیط، الکویت.
ثانیًا: المراجع الأجنبیة
1-Angus, R. (2012).Diversity in Secondary English Classrooms: Conceptions and Enactments,vol.11,N4; Purdue University, Indiana, USA LUCIANA C. DE OLIVEIRA,pp7-18.
2-Banks, J. A., & Banks, C. A. M. (2001). Multicultural Education: Issues and Perspectives. 4th ed: John Wiley.
3-Bennani, A. (2003) .valeurs universelles et diversite culturelle, tunisienne.
4-Bennett, C. (2001). Genres of Research in Multicultural Education, Review of Educational Research, 71(2), 171-217.
5-Chen, A.(2017). Addressing Diversity on College Campuses: Changing Expectations and Practices in Instructional Leadership. Higher Education Studies, 7(2), 17-22.
6-Fowers, B. & Davidov, B. (2006). The Virtue of Multiculturalism: Personal Transformation, Character, and Openness to the Other. American Psychologist, 61(6), 581-594.
7-Gay, G. (1994). A Synthesis of Scholarship in Multicultural Education. Urban Monograph Series. ( ERIC Document Reproduction Service NO. ED 378287).
8-Guo, Y.(2012). Diversity in Public Education: Acknowledging Immigrant Parent Knowledge. Canadian Journal of Education, 35(2), 120-140.
9-Guo,Y. & Jamal, Z.(2007). Nurturing Cultural Diversity in Higher Education: A Critical Review of Selected Models. Canadian Journal of Higher Education, 37(3), 27-49.
10-Holmgren, S. & Jonsson, A. (2013). Cultural Diversity in Organizations. (Master Thesis) Umea School of Business and Economics, Sweden.
11-Rosado, C. (2007). What Do We Mean by "Managing Diversity". In Sumati Reddy (Ed.), Workforce Diversity, vol.3: Concepts and Cases, Hyderabad, India: ICAFAI University.
12-Qu , S. , Q., & Dumay , J .(2011) , The Qualitative Research Interview . Qualitative Research in Accounting & Management, 8(3), 238-264.
13-Storey, J. (2012). Cultural Theory and Popular Culture: An Introduction, 5th ed. UK: Pearson Longman
14-Tonbuloglu,B; Aslan,D. & Aydin, H. (2016). Teachers’ Awareness of Multicultural Education and Diversity in School Settings. Eurasian Journal of Educational Research,64,1-28
15-UNESCO (2011). UNESCO Universal Declaration on Cultural Diversity, Vinson.