دراسة مقارنة لبعض الجامعات الرقمية الأجنبية والعربية وإمکانية الإفادة منها في جمهورية مصر العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

يهدف البحث إلي وضع تصور مقترح لجامعة رقمية بمصر في ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمية الأجنبية والعربية وذلک من خلال ما يلي:
1-    التعرف على الأسس النظرية للتعليم الجامعي الرقمي في العالم المعاصر.
2-   الوقوف على واقع الجامعة الرقمية لولاية المکسيک والجامعات الرقمية الواضيعية في فرنسا وجامعة تونس الافتراضية.
3-   تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الدول الأجنبية والعربية وتفسيرها في ضوء بعض مفاهيم العلوم الاجتماعية المختلفة.
4-   الوقوف على الواقع الراهن لجهود الجامعات المصرية في مجال التحول الرقمي.
5-   التوصل إلى تصور مقترح لجامعة رقمية بمصر في ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمية الأجنبية والعربية وبما يتفق مع ظروف المجتمع المصري.
             واعتمد البحث على المنهج المقارن - باعتباره أنسب المناهج المستخدمة لدراسة التربية بطريقة مقارنة وأکثرها شمولا للمناهج الفرعية - وذلک من أجل دراسة الجامعة الرقمية في کل من المکسيک وفرنسا وتونس بحيث يمکن الاستفادة منها في وضع التصور المقترح. 
   وأسفر البحث عن عدد من النتائج من أهمها قلة توافر التقنيات الحديثة في الجامعات المصرية، وضعف شبکة الإنترنت في کثير منها، بالإضافة إلي تدني مدى استفادة أعضاء هيئة التدريس من التطورات التکنولوجية والمعلوماتية مما أدى إلى انخفاض مستوى التحول الرقمي في الجامعات المصرية.
          وتوصل البحث إلى تصور مقترح لجامعة رقمية بمصرفي ضوء أدبيات الدراسة النظرية والجامعات الرقمية الأجنبية والعربية وبما يتفق مع ظروف المجتمع المصري، وتکون التصور من: منطلقات، وأهداف، ووصف للتصور، ومتطلبات التنفيذ

دراسة مقارنة لبعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة

وإمکانیة الإفادة منها فی جمهوریة مصر العربیة

د/ رمضـان محمد محمد السعـودی

مدرس التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیـة التربیـة-جامعـة کفرالشیخ

الملخـص

            یهدف البحث إلی وضع تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وذلک من خلال ما یلی:

1-    التعرف على الأسس النظریة للتعلیم الجامعی الرقمی فی العالم المعاصر.

2-   الوقوف على واقع الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک والجامعات الرقمیة الواضیعیة فی فرنسا وجامعة تونس الافتراضیة.

3-   تحدید أوجه التشابه والاختلاف بین الدول الأجنبیة والعربیة وتفسیرها فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة المختلفة.

4-   الوقوف على الواقع الراهن لجهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی.

5-   التوصل إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یتفق مع ظروف المجتمع المصری.

             واعتمد البحث على المنهج المقارن - باعتباره أنسب المناهج المستخدمة لدراسة التربیة بطریقة مقارنة وأکثرها شمولا للمناهج الفرعیة - وذلک من أجل دراسة الجامعة الرقمیة فی کل من المکسیک وفرنسا وتونس بحیث یمکن الاستفادة منها فی وضع التصور المقترح. 

   وأسفر البحث عن عدد من النتائج من أهمها قلة توافر التقنیات الحدیثة فی الجامعات المصریة، وضعف شبکة الإنترنت فی کثیر منها، بالإضافة إلی تدنی مدى استفادة أعضاء هیئة التدریس من التطورات التکنولوجیة والمعلوماتیة مما أدى إلى انخفاض مستوى التحول الرقمی فی الجامعات المصریة.

          وتوصل البحث إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصرفی ضوء أدبیات الدراسة النظریة والجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یتفق مع ظروف المجتمع المصری، وتکون التصور من: منطلقات، وأهداف، ووصف للتصور، ومتطلبات التنفیذ.

الکلمات المفتاحیة : التعلیم الرقمى،  الجامعات الرقمیة.


A Comparative Study of some Foreign and Arab Digital Universities and the Possibility of Making Use of them in the Arab Republic of Egypt

Dr. Ramadan Mohammed Mohammed El-Saudi

A lecturer of Comparative Education& Educational Administration, Kafr El-Sheikh University.

 

Abstract

The aim of the research is to develop a proposed vision for a digital university in Egypt in the light of Practices some foreign and Arab digital universities through the following      :

1-     Identifying the theoretical foundations of digital university education in the modern world.

2-   Recognizing the reality of Universidad Digital del Estado de México, Universités numériques thématiques in France and Virtual University of Tunis.

3-     Identifying and interpreting similarities and differences between foreign and Arab countries in the light of some Concepts of social sciences.

4-     Recognizing the current reality of the efforts of Egyptian universities in the field of digital transformation.

5-     To reach a proposed vision for a digital university in Egypt in the light of Practices some foreign and Arab digital universities in accordance with the conditions of Egyptian society.

 

The research depends on the comparative approach - as the most appropriate and most comprehensive approach to the study of education - in order to study the digital university in Mexico, France and Tunisia so that it could be used to develop the proposed scenario.

                                             The research has brought about a number of results, the most important of which is the lack of availability of modern technologies in Egyptian universities, the weakness of the Internet in many of them, and the low utilization of faculty members by technological and information developments.

 

        The research has come to a proposed conception of a digital university in Egypt in the light of the literature of theoretical study and foreign and Arab digital universities in accordance with the conditions of Egyptian society, and the perception of: principles, objectives, description of perception and implementation requirements.

Keywords: digital learning, digital universities.

                                                                     


دراسة مقارنة لبعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة

وإمکانیة الإفادة منها فی جمهوریة مصر العربیة

د/ رمضـان محمد محمد السعـودی

مدرس التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیـة التربیـة-جامعـة کفرالشیخ

أولاً: الإطار العام للبحث

مقدمـة:

تعتبر الثورة المعرفیة التکنولوجیة الثالثة " الثورة الرقمیة"، الأساس المادی لتطور تکنولوجیا المعلومات والاتصالات وما صاحبها من تحولات فی أنماط الإنتاج وأشکال التبادل وأنماط الاستهلاک، وقد جاءت التکنولوجیا الرقمیة لتشکل أساس البث الإلکترونی الحدیث، وعلیه تغیرت طبیعة المعرفة ونظم التعلیم، إلى جانب تغییرات عمیقة فی مراکز الجامعات وأوضاعها وعلاقاتها؛ الأمر الذی یؤدی إلى ضرورة سد الفجوة الرقمیة فی مجال استخدام التکنولوجیا الحدیثة، وحتمیة التحول إلى الجامعات الرقمیة.

وتعد الجامعة الرقمیة مرکزا للتحولات التکنولوجیة وذلک بهدف تطویر مکونات العملیة التعلیمیة، ویتضمن ذلک الطلاب وأعضاء هیئة التدریس والبرامج الدراسیة والإدارة والتمویل وتقییم الطلاب. حیث تشمل أهداف تعلم الطلاب ومسارات العمل داخل الجامعة، وتنمیة الموارد البشریة وتشکیل طبیعة الثقافة المؤسسیة. بالإضافة إلى تطویر المناهج بصفة مستمرة؛ لتواکب التغیرات العالمیة (Johnston, MacNeill, Smyth, 2018, 21)

وتعمل الجامعة الرقمیة على تطویر المعرفة بشکل مستمر یتلاءم مع طبیعتها المتغیرة وذلک فی إطار التزامها الرقمی ودمج الطلاب الذین یجدون صعوبة فی التعلم بالطرق التقلیدیة والمحرومین من الفرص التعلیمیة الملاءمة، بالإضافة إلى اختصارها الوقت وتوفیر الجهد والتغلب على العیوب المتعلقة بالجامعات التقلیدیة، إلى جانب تنویع مصادر المعرفة المتجددة، ومن ناحیة أخرى تتضمن تطویر المناهج التی تتماشى مع عملیة التطویر بشکل فعال ومتطور (Goodfellow , Lea, 2013,18)

وتهدف الجامعة الرقمیة إلى التغلب على الأسالیب التقلیدیة التی کانت تطرحها الجامعات، وذلک من خلال تطویر المناهج وطرق التدریس المقدمة لتتلاءم مع طبیعة الجامعات الرقمیة التی تعد أحد صیغ تطور الجامعات الإلکترونیة. کما تهدف إلى الحریة الأکادیمیة والاعتماد والجودة فی إطار التغیرات المرتبطة بالنمو السریع للتکنولوجیا الرقمیة بأشکالها المتنوعة، والتی یمکن إعادة معالجتها لتحمیل عدد لا نهائی من البیانات والمعلومات (Jones , Goodfellow, 2017, 59, 60).

         فی ضوء ما سبق یتضح أن ظهورالجامعة الرقمیة جاء استجابة لتأثیر کل من تکنولوجیا المعلومات والاتصالات ومتطلبات العمل فی بیئة منفتحة على العالم، مما قاد إلى حدوث تغییرات فی التکوین النظامی للجامعات وخاصة القائمین على أنشطة هذه الجامعات من أعضاء هیئة التدریس والإداریین الذین علیهم أن یجیدوا المعرفة التخصصیة، بالإضافة إلی المهارة الفائقة فی التعامل مع التکنولوجیا الرقمیة.

ویبین إریک ولورین Eric & Lorin، أنه توجد مجموعة محددة من الممارسات التی تؤدى إلى الجامعة الرقمیة وهی ما یلی: (Brynjolfsson, Hitt, 2002,1)

1-   سیاسة واضحة لمداخل تکنولوجیا المعلومات والاتصالات.

2-   حریة القرار والتمکین للموارد البشریة فیها.

3-   أداء تکنولوجی متمیز یرتبط بأحدث التطورات التکنولوجیة.

4-   اتصالات منتظمة مرتبطة بالأهداف الاستراتیجیة فی کل الممارسات الخاصة بالجامعة الرقمیة.

5-   التأکید المستمر على التدویر والتعاقد مع أفضل الموارد البشریة.

6-   استثمار متمیز فی التدریب ویشمل ذلک التدریب المستمر على الخط.

         وتمثل الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک Universidad Digital del Estado de México(UDEM) نموذجا متمیزا لتطبیق الرقمنة؛ حیث إن الغرض الرئیس منها هو دعم التکنولوجیا من خلال التعلم عن بُعد؛ مما یتیح لجمیع الفئات السکانیة الوصول إلى مختلف البرامج التعلیمیة الرسمیة التی تغطی جمیع المستویات، وتعمل الجامعة على تنویع العرض التعلیمی من أجل تعزیز اکتساب الکفاءات اللازمة للخریجین والحصول على التعلیم العالیValdovinos , 2015, 36) ).

        والجدیر بالذکر أن الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک، جامعة متطورة تقدم نماذج للتعلیم الرقمى بالتعاون مع مؤسسات ذات مکانة وطنیة عالیة، وهذه النماذج التعلیمیة المبتکرة، مثل: إمکانیة التبدیل بین الأنشطة المختلفة (الشخصیة، والعائلیة، والأکادیمیة، والمهنیة... إلخ) ، مع إعطاء کل واحد منها مساحة اهتمام ، ولهذا السبب فإن مرونة البرامج والتکالیف التی یمکن الوصول إلیها تتیح تنوع العرض وتغطیة مختلف التوقعات والاحتیاجات اللازمة للطلاب لـمواصلة أو بـدء الـدراسـة بهــدف تحقیـق الأهـداف التعلیمیة المحــددة https://udemex.edomex.gob.mx, 2019)).

         أما الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنساUniversités numériques thématiques (UNT)  فتعد واحدة من الجهات الفاعلة فیما یمکن تسمیته "التحول التعلیمی" الذی یجمع بین الابتکارات الرقمیة والتدریس. حیث إنهم ینتمون إلى تاریخ طویل بالفعل منذ إنشاء شبکة الجامعة لمراکز التدریب الذاتی فی التسعینیات، ومن ثم فإن حرم UNT ، رقمی غیر نمطی مثبت فی عدة جامعات أو کلیات بهدف تعزیز التصمیم وتطویر وإنتاج موارد رقمیة لجمیع الطلاب وأعضاء هیئة التدریس (Ministère de L’éduction Nationale de L’enseignement Supérieur et de la Recherche, 2016, 1,5)   

        وثمة تأکید على أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا تقدم وسائل تعلیمیة مجانیة لجمیع أعضاء هیئة التدریس فی عدد کبیر من الموضوعات. وهذه الموارد التعلیمیة المجانیة، مثل: المحتوى النصی ، ومقاطع الفیدیو ، والأنشطة ، والتمارین ، والصور. کما أنها تعزز استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی الدورات التعلیمیة مع الطلاب وتسهم فی تطویر المهارات الرقمیة للمتعلمین(http://univ-numerique.fr, 2019).     

        وتستخدم الجامعة الافتراضیة التونسیة تقنیات الوسائط المتعددة؛ لتغطیة مختلف المستویات التعلیمیة: (البرامج الدراسیة للجامعة، والتعلیم المستمر، والتعلم مدى الحیاة)، وتتمثل مهمتها الرئیسة فی تقدیم برامج دراسیة متطورة باستخدام التکنولوجیا مثل: (الشبکة العنکبوتیة والإنترنت). حیث إنها جامعة متعددة الأنظمة ورسالتها إمداد الطلاب بفرص التعلم من خلال برامج احترافیة مصممة وفقا للاحتیاجات الاجتماعیة واحتیاجات سوق العمل التونسی والعالمی، وهذه البرامج مقسمة إلى أربعة عشر برنامجا تم اعتمادها من قبل وزیر التعلیم العالی والبحث العلمی والتکنولوجیا. (Association of Arab Universities, 2018, 15)  

           وقامت وزارة التعلیم العالی فی مصر – بدایة من عام 2005-  بتنفیذ مشروع تطویر التعلیم العالی وتمویله (HEEP)، حیث یشتمل على ستة مشروعات رئیسة من بینها مشروع تطویر نظم وتکنولوجیا المعلومات فی التعلیم العالی(ICTP)، وخلال تلک المدة قام مشروع (ICTP) بتمویل عدد من المشروعات بالجامعات المصریة ومنذ ذلک الحین والجامعات تعمل على رفع درجة الاستفادة من نظم وتکنولوجیا المعلومات، مما یساعد على تقلیل الفجوة الرقمیة فی الجامعات (وزارة التعلیم العالی، د. ت، 1).

         ویسعى المجلس الأعلى للجامعات إلى تطویر الجامعات المصریة، ورفع إمکاناتها التنافسیة بین الجامعات العالمیة من خلال العدید من مشروعات التطویر التى یجری تنفیذها بالجامعات، ویعد مشروع تکنولوجیا المعلومات والاتصالات ICTP بالتعلیم العالی أحد مشروعات التطویر الرائدة الذی یشتمل على خمس رکائز أساسیة على النحو التالی: ( سید، 2015، 104)

أ‌-        تطویر البنیة الأساسیة التکنولوجیة لشبکة الجامعات المصریة Infrastruction.

ب‌-   تطویر إمکانات الجامعات المصریة فی إعداد برامج التعلیم الإلکترونی E- Learning.

جـ- برنامج التدریب بالجامعات المصریة InformationTraining.

د‌-     برنامج إمکانات نظم المعلومات الإداریة فی الجامعات المصریة MIS.

هـ- تطویر خدمات المکتبات والمعلومات التى تقدمها المکتبات الجامعیة المصریة لأعضاء هیئة التدریس والطلاب Library Automation.

 

       وتجدر الإشارة إلى جهود  الجامعات المصریة  فی عقد العدید من المؤتمرات التی تؤکد على أهمیة دمج التعلیم العالی بالتکنولوجیا الرقمیة، وکان أبرزها مؤتمر الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة-المؤتمر العلمی السنوی السادس والعشرین – بعنوان تطویر التعلیم العالی بالوطن العربی فی عصر التکنولوجیا الفائقة والتنافسیة.

مشکلة البحث:

       على الرغم من الجهود المبذولة فی سبیل تطویر التعلیم الجامعی المصری. إلا أنه لا یزال یعانی من ضعف استخدام التکنولوجیا الحدیثة، فحتى الوقت الحالی تعتمد معظم الجامعات فی تجهیزاتها لقاعات المحاضرات على السبورة وبعض الأقلام فقط، متجاهلة متطلبات العصر الرقمی الذی یعتمد على کل ما هو تقنی وحدیث من الأجهزة والمعدات مثل: (السبورة الذکیة التفاعلیة واستخدام أجهزة العرض والشرائح المختلفة) (مرسی، 2018، 208).

     وأیضا تفتقر معظم الجامعات المصریة إلی التکنولوجیا الرقمیة التی یمکن من خلالها استخدام المدونات عن طریق (ورد بریس (Word Press، (وبلوجر (Blogger، حیث تمکن الطلاب وأعضاء هیئة التدریس من إضافة المقالات والوسائط الإعلامیة وتشارکهما أثناء العملیة التعلیمیة، وکذلک تسهم فی استخدامات خدمات الأرشفة السحابیة مثل: دروبکس Drobpox ، وجوجل درایف Google Drive، ومایکروسوفت سکاى درایف Microsoft Sky Drive ، وسحابة أبل Apple cloud لحفظ الملفات ( شحاته، عبدالعزیز، محمد، 2017، 494).

       وتوجد العدید من المشکلات التی تعانی منها الجامعات المصریة فی العناصر الآتیة:

1-   مشکلات متعلقة بالطلاب: ( الرمادی، 2015، 84- 85)

أ‌-         افتقار طلاب الجامعات المصریة إلى مهارات الوعی المعلوماتی، مثل: إدراک أهمیة المعلومات والبحث عنها بمنهجیة وتقییمها أو مدى الاستفادة من الأجهزة الرقمیة.

ب‌-    قلة تحدید متطلبات الطلاب الأساسیة بشکل دقیق حتى یتم دراستها بتعمق، ومن ثم تلبیتها بأسلوب ملائم.

­­­      مشکلات متعلقة بأعضاء هیئة التدریس: (عبدالعلیم،عبدالمعطی، أحمد ، 2018، 258)

أ‌-      تدنی أجور أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة مما؛ یقلل من فرص التمیز.

ب- ضعف استعداد أعضاء هیئة التدریس للتدریب على تکنولوجیا المعلومات والاتصالات .

جـ- ندرة توظیف التقنیات الحدیثة فی تدریب أعضاء هیئة التدریس.

د‌-     تدنی الأداء الأکادیمی والبحثی والمجتمعی للجامعات المصریة.

2-   مشکلات متصلة بالبرامج الدراسیة: ( مرسی، 2018، 191)

أ‌-      انخفاض مستوى التعلیم الجامعی، حیث إن هذا النمط التعلیمی ببنیته وبرامجه وطرقه الحالیة یعمل وفق قواعد جامدة إلى حد بعید.

ب‌-  اتباع برامج دراسیة تقلیدیة لا تلبی متطلبات سوق العمل؛ مما یفقد الجامعات المصریة فرص التمیز والتنافس.

 

3-   مشکلات متصلة بالإدارة والتمویل: (بدوی، مصطفی، 2018، 395-396)

أ‌-      قصور الإدارة  بالجامعات المصریة عن فهم الواقع، والتخطیط السلیم والبیئة المحیطة.

ب‌-  ضعف تطبیقات وبرمجیات میکنة العمل الإداری على مستوى کل جامعة والمجلس الأعلى للجامعات، إلا من وجود بعض المحاولات الفردیة على مستوى بعض الکلیات.

جـ- محدودیة الاستقلالیة المالیة للجامعات المصریة، فهی لا تملک السیطرة التامة على مواردها.

د‌-     ضعف البنیة التحتیة والرقمیة. حیث إن سرعة التنزیل للوصول الثابت للإنترنت فی مصر (تبلغ 2.82 میجا بیت/ ثانیة) بترتیب 127/ 144.

4-   مشکلات متصلة بالمکتبة الرقمیة: ( حسین ، 2017، 4)

أ‌-      تأخر المکتبات الجامعیة المصریة فی تبنی استخدام البرمجیات الحرة والمفتوحة المصدر لبناء المستودعات الرقمیة.

ب‌-  افتقاد الباحثین لوجود فهرس موحد بالتقنیات الموجودة داخل المکتبات الجامعیة المصریة بما یساعد على معرفة محتواها.

5-   مشکلات متصلة بتقییم الطلاب: ( عبدالوهاب، 2012، 1079)

أ‌-      انتشار الاختبارات التحصیلیة کوسیلة رئیسة أو وحیدة لتقویم تحصیل الطلاب.

ب‌-  تدنی مستوى الطلاب، حیث یتم تقویم الطلاب بمعاییر غیر متساویة بین الأساتذة والکلیات.

             بناءً على ما سبق فإن البحث حاول الإجابة عن السؤال الرئیس التالی: ما التصور المقترح للجامعة الرقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة؟

 

         ویتفرع من السؤال الرئیس الأسئلة الفرعیة التالیة:

(1)   ما الأسس النظریة للتعلیم الجامعی الرقمی فی العالم المعاصر؟

(2)   ما واقع الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک والجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا  وجامعة تونس الافتراضیة؟

(3)   ما أوجه التشابه والاختلاف بین الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة المختلفة؟

(4)   ما الجهود المبذولة بالجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی؟

(5)   کیف یمکن الوصول إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یتفق مع ظروف المجتمع المصری؟

أهداف البحث:

        یتمثل الهدف الرئیس للبحث فی الوصول إلى تصور مقترح لجامعة الرقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وذلک من خلال ما یلی:

1-    التعرف على الأسس النظریة للتعلیم الجامعی الرقمی فی العالم المعاصر.

2-   الوقوف على واقع الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک والجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا  وجامعة تونس الافتراضیة.

3-   تحدید أوجه التشابه والاختلاف بین الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وتفسیرها فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة المختلفة.

4-   رصد الواقع الراهن لجهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی.

5-   الوصول إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یتفق مع ظروف المجتمع المصری.

 

 

أهمیة البحث: 

         تنبع أهمیة البحث من تناوله لما یلی:

1-      أن التعلیم الجامعی الرقمی یحل مشکلة الانفجار المعرفی والإقبال المتزاید على التعلیم، وتوسیع فرص القبول فی التعلیم الجامعی. إضافة إلى تلبیة حاجات الطلاب وخصائصهم وقدرتهم على التعلم وفق إمکاناتهم وطاقاتهم الفردیة، مع رفع العائد من الاستثمار بتقلیل تکلفة التعلیم.

2-      أن الجامعة الرقمیة أصبحت ضرورة حتمیة لمواکبة التوجهات العالمیة نحو بناء المنظمات الرقمیة من أجل مسایرة التطور الهائل فی مجال تکنولوجیا المعلومات والاتصالات.

3-      أن التعلیم الجامعی الرقمی یرتبط بتوفیر بیئة رقمیة مناسبة تستهدف إشراک جمیع الحواس لإحداث عملیة التعلم لدى الطلاب بشیء من الإبداع والابتکار من أجل تحقیق الأهداف المرجوة للجامعات بکفاءة وفعالیة فی عصر الثورة الرقمیة.

 

حدود البحث:

یتناول البحث الحالی الحدود التالیة:

1-   الحدود الموضوعیة، فیما یتعلق بدراسة الجامعات الرقمیة، فإن البحث قد اقتصر على الجامعات الرقمیة باعتبارها أحد الأنماط الجدیدة فی التعلیم الجامعی، وذلک من خلال المحاور التالیة:

أ‌-      الطلاب.                             د- الإدارة والتمویل.

ب‌-   أعضاء هیئة التدریس.             هـ- المکتبة الرقمیة.

         جـ- البرامج الدراسیة.                و- تقییم الطلاب.

 

2-   حدود مکانیة: (الجامعات المختارة للبحث)؛ ویرجع سبب الاختیار لما یلی:

أ‌-      الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک؛ حیث إنها تتضمن أشکالا مبتکرة من الدراسة، وعددا أکبر من المنصات التعلیمیة للمجتمع المهتم وتقل التکالیف. کما أن دمج تکنولوجیا المعلومات والاتصالات أحد الأهداف الخمسة للاستراتیجیة الرقمیة الوطنیة.

ب‌-   الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا، باعتبارها جزءا من سیاسة تطویر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات من أجل التعلیم الفرنسی بقیادة وزارات التعلیم الوطنی والتعلیم العالی والبحث. بالإضافة إلى أنها نموذج متمیز للجامعات الرقمیة فی العالم. حیث إن فرنسا لها خبرة کبیرة فی الرقمنة.

ویبرر الباحث اختیاره ( للجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا)کما یتضح من المسمی جامعات، وکیف تقارن بجامعة فی الدول الأخرى؟ وذلک وفقا لما یلی:

(1)   أن کل جامعة رقمیة مواضیعیة تتخصص فی مجال واحد، وذلک واضح من اسم الجامعة : کجامعة علوم الصحة والریاضة، وجامعة التکنولوجیا عبر الإنترنت، وجامعة إدارة الاقتصاد وجامعة العلوم الأساسیة...إلخ، وذلک یناظر فی مصر والدول الأخرى کلیات الجامعة.

(2)   أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة متکاملة، بمعنى أن کل جامعة متخصصة فی مجال معین یتکامل مع مجالات الجامعات الأخرى، وذلک کما هو معروف عن الجامعة أنها تشتمل الآداب والعلوم والفنون...إلخ ولیس مجالا واحدا من العلوم.

(3)   أن کل الجامعات الرقمیة المواضیعیة على موقع واحد أطلقته وزارة التعلیم العالى والبحث عام 2008م، وکل جامعة لا تتضمن إلا القلیل من المعلومات حول عناصرها وخدماتها، وحتى ما کتب عن کل جامعة فی المراجع الأخرى ضئیل ولا یکفی لدراستها بمفردها .

(4)   أن نشأة الجامعات الرقمیة المواضیعیة جاء من خلال قیام وزارة التعلیم العالی والبحث بجمع کل الموارد الرقمیة وأطلق علیها المسمى، ثم تبنت الجامعات الرقمیة المواضیعیة کل الوحدات الرقمیة ،ومن ثم أطلق البعض على الجامعة الرقمیة وحدة رقمیة.

جـ- جامعة تونس الافتراضیة، والتی تمثل الجامعة الرقمیة الوحیدة فی الدول العربیة الأفریقیة. إلى جانب أنها ترکز بشکل أساسی على استغلال الإمکانات التی تتیحها تکنولوجیا المعلومات والاتصالات والتی تتصل بالتدریب الأولی والمستمر والدائم.

مصطلحات البحث:

تناول البحث المصطلح التالی:

  • §        الجامعة الرقمیة:   Digital University

         تعد کلمة رقمیة (مفرد) اسم مؤنث منسوب إلى رقم، والرقم هو العلامة، والرقم القیاسی: هو الرقم الذی یتفوق به المتباری على غیره (مجمع اللغة العربیة، 1989، 274).

      وتعرف المنظمة ( الجامعة) الرقمیة بأنها" التی تعتمد على أداء الأنشطة المختلفة باستخدام التکنولوجیا الرقمیة. مثال ذلک البیع الإلکترونی، والشراء الإلکترونی" (الشخیبی وآخرون، 2012، 80).

      ویقصد بالجامعة الرقمیة ، الجامعة التى تعنی بالمشارکة المفتوحة؛ لتبادل المعرفة الرقمیة وتطویرها والتى من خلالها یتم توزیع عملیات التعلم والتدریس والمنح الدراسیة والبحث العلمى داخل المؤسسات الجامعیة وخارجها( Bill, Sheila, keith, 2018, 167) .

     وأیضا تعرف الجامعة الرقمیة على أنها دمج الأدوات التکنولوجیة والموارد الرقمیة من وجهات نظر مختلفة فی الطریقة الأکادیمیة وأنشطة البحث، وتکامل الأدوات والموارد الرقمیة فی عملیة التعلم (Aretio , 2018, 99) .

        یتبین من المفاهیم السابقة: أن المفهوم الأول، یحدد المنظمة ( الجامعة) الرقمیة بأنها التی تؤدی کل الأنشطة من خلال التکنولوجیا الرقمیة. أما المفهوم الثانی، یعزز من المشارکة المفتوحة؛ لتبادل المعرفة الرقمیة وتطویرها. بینما یرکز المفهوم الثالث، على التحول الرقمی فی الجامعات عن طریق دمج الأدوات والموارد الرقمیة فی عملیات التعلم؛ لتحسین التعلیم والبحث فی التعلیم العالی.

      وتعرف الجامعة الرقمیة إجرائیا: بأنها الجامعة التی تعنی بدمج التقنیات الحدیثة فی الطریقة الأکادیمیة والبحث العلمى؛ بهدف توفیر بیئة تعلیمیة تفاعلیة تمکن الطلاب من التعلم فی أی وقت ومن أی مکان.

 

منهج البحث:

          یعتمد البحث على المنهج المقارن، وهو منهج متعدد الأدوات یستخدم فی مجالات الوصف والتفسیر والتحلیل والتنبؤ، ولکن وفق حاجات الدراسة المقارنة، کما أنه لا ینفصل عن مناهج البحث المعروفة : المنهج التاریخی والوصفی والتحلیلی) بکر، 2020، 12)، حیث تتم الدراسة المقارنة لبعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة بکل من المکسیک وفرنسا وتونس فی ضوء دراسة وتحلیل العوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعات الرقمیة الأجنبیة.

      ومن ثم یسیر البحث وفق الخطوات الإجرائیة الآتیة:

1-   بیان التطور التاریخی للتعلیم الجامعی الرقمی، وعرض نشأة الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک، والجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا ، وجامعة تونس الافتراضیة.

2-   القیام بوصف الأسس النظریة للتعلیم الجامعی الرقمی فی العالم المعاصر.

3- القیام بوصف واقــع الجـامعة الرقمیة لـولایة المکسیک، والجـامعات الرقمـیة المواضیعیة   

    الفرنسیة، وجامعة تونس الافتراضیة.

4- إجراء التحلیل الثقافی، بتحلیل أداء الجامعات الرقمیة فی سیاقها الثقافی والتعرف على العوامل المؤثرة فیها.

5- عقد المقارنة التفسیریة لواقع الجامعات الرقمیة الأجنبیة من أجل التعرف علی أوجه التشابه والاختلاف وتفسیرها فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة.

6-طرح التصور المقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات الجامعات الرقمیة الأجنبیة وبما یناسب المجتمع المصری.

الدراسات السابقة:

        تقسم الدراسات السابقة إلى دراسات عربیة وأخرى أجنبیة على النحو التالی:

1-    الدراسات العربیة:

        تم تناول الدراسات العربیة الأحدث ثم الأقدم على النحو الآتی:

أ‌-      دراسة حفصة جرادی ، أحمد سویسی (2019) أهمیة التعلیم الرقمی فی نقل المعرفة وتجوید أداء الأستاذ الجامعی (بین الواقع والمأمول).

      هدفت الدراسة إلى التعرف على التعلیم الرقمی کأسلوب أساسی لتقدم المستوى التعلیمی، ومدى تأثر الطالب والأستاذ بالعملیة التعلیمیة لهذه التکنولوجیا، وتحدید النتائج المترتبة على هذا النوع من التعلیم.

     ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة ضرورة التوافق بین التعلیم التقلیدی والتعلیم الرقمی من خلال تفعیل مبدأ التکامل بینهما، والسعی إلى تطبیق التعلیم الرقمی تماشیا مع العصر التکنولوجی. إلى جانب أهمیة التدریب الکافی للأستاذ الجامعی من أجل التمکن من هذا النوع من التعلیم.

      وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی اهتمامهما بالتعلیم الجامعی الرقمی، غیر أن  الدراسة السابقة من خلال استعراضها وتحلیلها  یتضح أنها اعتمدت على المنهج الوصفی، فی حین یعتمد البحث الراهن على المنهج المقارن فی دراسة بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة من أجل الوصول إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة فی مصر، أضف لهذا أن البحث الراهن استفاد من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها فی التعرف على أهمیة تطبیق التعلیم الرقمی فی مصر تماشیا مع العصر التکنولوجی من منطلق اهتمام الأفراد بجودة الحیاة التى یسعون إلیها.

 

ب – دراسة إیمان عزمی (2019) التعلیم الرقمی ومهارات سوق العمل: المفاهیم الأساسیة والتجارب العملیة فی عصر الثورة الرقمیة.

      هدفت الدراسة إلى التعرف على مهارات سوق العمل الأکثر احتیاجا لوظائف المستقبل فی ظل تحدیات الثورة الصناعیة الرابعة، ومفهوم التعلیم الرقمی ودوره فی التأهیل لهذه المهارات . بالإضافة إلى تحدید القوى المؤثرة فیه وبالتالی المحددة له، إلى جانب التعرف على الأنماط الأساسیة للتفاعل فی بیئته وأشکاله التی تدعم اکتساب مهارات الجاهزیة لسوق العمل فی عصر الثورة الرقمیة.

     ومن أهم النتائج التى توصلت إلیها الدراسة أن التعلیم الرقمی یؤدی دورا بارزا وحیویا فی إکساب وتنمیة المهارات والمعارف والاتجاهات اللازمة للوفاء باحتیاجات سوق العمل الحالی والمستقبلی. کما أن التعلیم الرقمی یوفر بیئة رقمیة خارجیة متجددة ومناسبة للطلاب تسهم فی إحداث عملیة التعلم داخلیا وفقا للأهداف المرجوة والمخطط لها بکفاءة وفعالیة.

     وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الحالی فی کونهما یقعان فی دائرة البحوث المرتبطة بالتعلیم الرقمی، غیر أن ثمة اختلافات بینهما منها: أن البحث الحالی اختلف فی استخدامه المنهج المقارن کمنهج للبحث، ودراسة بعض الجامعات الرقمیة فی الدول الأجنبیة والعربیة. واستفاد البحث من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها فی التعرف على أهمیة تطویر السیاسات والتشریعات واللوائح وإجراءات العمل الداخلیة فی المؤسسات التعلیمیة؛ لتوفیر بیئة داعمة للتعلیم الرقمی.

          جـ - دراسة أحمد ناصف (2016) دور وآلیات المنظمة الذکیة الرقمیة فی تحسین الأداء المؤسسی للمنظمات.

       هدفت الدراسة إلى توضیح مدى وجود ارتباط بین کل من الثقافة التنظیمیة والإداریة والتقنیة الرقمیة الفائقة لتکون منظومة عناصر المنظمة الذکیة الرقمیة وأثرهما على الأداء المؤسسی، وتحلیل المتغیرات المتعلقة بالنموذج الأمثل للثقافة التنظیمیة والإداریة الدافعة لتکوین المنظمات الذکیة الرقمیة، ومن ثم التوصل إلى نموذج للثقافة التنظیمیة للمنظمة الذکیة الرقمیة.

 

      وکان من أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أن النموذج المقترح وعند بناء منظمة رقمیة فی أی مجال فی الخدمات أو الإنتاج بحاجة إلى إعداد الکوادر البشریة المؤهلة علمیا وفنیا. إلى جانب أن عملیة التحول إلى المنظمة الرقمیة وعلى خلاف ما یعتقد الکثیر لیست قضیة اقتناء أنظمة وتقنیات متقدمة فقط.

      وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للمنظمة الرقمیة، غیرأن البحث الراهن یرکز على دراسة الجامعات الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة . أضف لهذا أن البحث الحالی استفاد من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها فی التعرف على أهمیة التحول من القیادة الإداریة المرکزیة إلى الإدارة المعتمدة على تکنولوجیا المعلومات والاتصالات الرقمیة.

 

د – دراسة أسامة عبدالسلام (2012) التحول الرقمی للجامعات المصریة فی ضوء مدخل التطویر التنظیمی.

        هدفت الدراسة إلى التعرف على منظور الأدبیات لمدخل التطویر التنظیمی، ومدى إمکانیة توظیفه لتحقیق التحول الرقمی بالجامعات، وأیضا ملامح المنظور الاستراتیجی للتحول الرقمی بالجامعات المصریة فی ضوء مدخل التطویر التنظیمی، بالإضافة إلى التوصل إلى استراتیجیة مقترحة للتحول الرقمی للجامعات المصریة فی ضوء مدخل التطویر التنظیمی.

 

       ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: أنه توجد جوانب قوة، وهى تمتلکه الجامعات المصریة من مزایا وقدرات وموارد یمکن أن تساعدها على تحقیق التحول الرقمی. بالإضافة إلى جوانب الضعف وأوجه القصور التی تعانی منها الجامعات والتی تحول دون تحقیق التحول الرقمی على الوجه المنشود.

      وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی کونهما یبحثان فی مجال التحول الرقمی للجامعات المصریة، غیر أن الدراسة السابقة اعتمدت على منهج التحلیل الرباعی SWOT، وتم إعداد استمارة تقییم عناصر البیئة الداخلیة والخارجیة للتحول الرقمی بالجامعات المصریة فی ضوء مدخل التطویر التنظیمی. واستفاد البحث الحالی من نتائج الدراسة وتوصیاتها فی التعرف على نقاط القوة والضعف بالبیئة الداخلیة للتحول الرقمی فی الجامعات المصریة.

هـ- دراسة شریف شاهین (2010) دور الجامعات فی إثراء المحتوى الرقمی على الإنترنت : نحو استراتیجیة لجامعة القاهرة.

         هدفت الدراسة إلى وضع الإطار العام للاستراتیجیة  الشاملة لصناعة المحتوى الرقمى لجامعة القاهرة من خلال التعرف على الجهود المختلفة فی مجال وضع خطط أو استراتیجیات للمحتوى الرقمی سواء على المستوى العربی أم مستوى الدولة الواحدة أم الجامعة الواحدة.

        ومن أهم النتائج التى توصلت إلیها الدراسة عشوائیة النشر والاعتماد على الجهود الفردیة للکلیات والمعاهد التابعة للجامعة، هذا إلى جانب الإسهامات الفکریة الفردیة أیضا من جانب أعضاء هیئة التدریس والطلاب، ولهذه الأسباب تبرز الحاجة الملحة لوجود استراتیجیة شاملة لصناعة المحتوى الرقمی للجامعة.

      وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للجامعات ودورها فی إثراء المحتوى الرقمی، ویختلفان فی تناول البحث الراهن للجامعات الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة، کما یختلفان فی المنهج المستخدم، حیث اعتمدت الدراسة السابقة على المنهج المسحی، على حین یعتمد البحث الحالی على المنهج المقارن. إلا أنه تم الاستفادة من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها فی التعرف على أهمیة وضع منظومة مالیة إلکترونیة تتوافق مع التقنیات الحدیثة فی هذا المجال.

2-    الدراسات الأجنبیة:

تم عرض الدراسات الأجنبیة من الأحدث إلى الأقدم کما یلی:

أ‌-      دراسة ( Jamshed Khalid (et.al(2018) الجامعة الرقمیة الواعدة: حاجة ضروریة فی تحول التعلیم العالی .

      هدفت الدراسة إلى التعرف على التکنولوجیا الحدیثة وتأثیرها فی تأسیس حرم جامعی. بالإضافة إلى رصد المشکلات وطرق التأقلم مع عملیة الرقمنة بطریقة ناجحة، ثم اقتراح نموذج رقمی لمؤسسات التعلیم العالی من أجل تنفیذ استراتیجیة رقمیة لکل جامعة بهدف الاستفادة المرتبطة بالتقدم التکنولوجی.

       ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أن مؤسسات التعلیم العالی فی حاجة ملحة لتطبیق التکنولوجیا الحدیثة؛ لتظل ذات صلة بالتقدم التکنولوجی المعاصر. کما أن الدراسة ترشد مؤسسات التعلیم العالی لفهم الحاجة الملحة لتبنی خطط استراتیجیة تساعد فی تحقیق عملیة التغیر الرقمی من أجل تعلیم أفضل.

      وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للجامعة الرقمیة، غیر أنهما یختلفان فی أن البحث الراهن یدرس الجامعة الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة ، واعتمد على المنهج المقارن. واستفاد البحث من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها من حیث  النموذج الرقمی المقترح لمؤسسات التعلیم العالی من أجل تنفیذ استراتیجیة رقمیة للجامعة بأکملها؛ لجنی الفوائد المرتبطة بالتقدم التکنولوجی.

ب- دراسة Dang Nguyen (2018) الجامعة فی عالم التقنیات الرقمیة: الجهود والتحدیات.

         هدفت الدراسة إلى التعرف على الجهود والتحدیات فی العلاقة بین الجامعة کمؤسسة اجتماعیة وعالم التقنیات الرقمیة التی تجد نفسها فیه ، بالإضافة إلى تحدید الدور المتغیر للمدرب الجامعی فیما یتعلق باستخدام الوسائط الاجتماعیة فی أنشطة التدریس.

         ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أنه توجد مشاکل عدیدة فی میل الجامعة إلى اعتماد التقنیات الرقمیة غیر التعلیمیة للأغراض التعلیمیة باسم إشراک الطلاب ، کما ترى أنه فی مواجهة مستقبل غیر مؤکد من استقلالیة الوظیفة واقتصاد متغیر  یجب على الجامعات الابتعاد عن نموذج الخریج "الجاهز للعمل"، وبدلاً من ذلک ینبغی علیها تمکین طلابها من القدرة على إعادة برمجة مهاراتهم بمرونة من أجل تغییر طبیعة العمل ، والقیام بدور نشط فی تصور حقائق جدیدة عن العمل من خلال إشراک الطلاب فی تغییر طریقة تعلیمهم.

       وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی اهتمامهما بعلاقة الجامعة بالتقنیات الرقمیة، غیر أن البحث الحالی یرکز على الجامعة الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة، واستفاد منها البحث فی التعرف على أن الجامعات تلعب دورًا جذریًا فی تشکیل حقائق اجتماعیة وتکنولوجیة جدیدة من أجل أن تظل ملائمة ومفیدة، کما تتحمل الجامعات مسئولیة لیس فقط  فی توفیر التعلیم العالی بل أیضًا فی تحویله بطریقة تعکس هذا التحول المعرفی.

جـ- دراسةMaltese  Vincenzo (2016) تأسیس الجامعة الرقمیة.

       هدفت الدراسة إلى التعرف على الجوانب الفکریة التی تعد جوهر الاهتمام بالمکتبات الرقمیة. بالإضافة إلى البرامج والمشروعات البحثیة والأفراد. حیث تحتاج الجامعات إلى الاحتفاظ بالبیانات والمعلومات عن المصادر المختلفة.

       ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: اقتراح الأسالیب المختلفة من أجل التعامل مع مثل هذه المصادر المؤدیة إلى تأسیس جامعات رقمیة، ویتطلب ذلک طرقا حدیثة ونماذج للمعلومات والبیانات وطرقا للتحکم والبنیة التحتیة القادرة على دعم مدى أوسع من الخدمات.

       وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للجامعة الرقمیة، غیر أن البحث الراهن یدرس الجامعة الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة من خلال المنهج المقارن، واستفاد البحث من الدراسة السابقة فی تحدید مجموعة من الموارد الأساسیة والمنهجیات والأدوات المنظمة بشکل مناسب لدعم مستخدمی الجامعات الرقمیة بشکل فعال.

د - دراسة  Sheail Philippa(2015) التحول الزمنی فی الجامعة الرقمیة: التوقیت والتعلیم من بعد.

       هدفت الدراسة إلى التعرف على سیاق الجامعة الرقمیة التی ظهرت کمفهوم فی التعلیم العالی، وترصد واقع جامعة بالمملکة المتحدة أثناء فترة من التوسع الرقمی فی برامج الدراسات العلیا. حیث یتم تخصیص التمویل عن طریق المؤسسات لدعم عدد من البرامج الجدیدة التی تتمیز بالتطور والإتاحة لعدد کبیر من الطلاب على الخط.

       ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: أن عملیة التطویر التکنولوجی لمؤسسات التعلیم العالی قد أدت إلى زیادة عدد الطلاب الملتحقین بالمؤسسات الرقمیة. بالإضافة إلى حدوث عملیة التطویر المستمر لعملیتی التدریس والتعلم.

        وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للجامعة الرقمیة، غیر أن الدراسة السابقة اعتمدت على المنهج الإثنوجرافی السردی ، والذی یعتمد على المقابلات مع موظفی الجامعة والطلاب ، إلى جانب سیاسات التعلیم العالی ووثائق مراکز البحوث، فی حین یعتمد البحث الراهن على المنهج المقارن، واستفاد البحث من نتائج الدراسة السابقة  وتوصیاتها فی  التعرف على أن فهم الجامعة الرقمیة لا یعتمد  فقط على بیئاتها المادیة والرقمیة ، ولکن أیضًا من خلال الهیئات واللغات والسیاقات الدقیقة لطلابها وموظفیها. حیث إن هذا النوع من التخیل له القدرة على إظهار إمکانیات جدیدة للتعلم والتدریس.

        هـ- دراسة JISC , MacNeill (2013) التحول من الأسلوب الإلکترونی إلى الرقمی: کیف تکون الجامعة الرقمیة؟

        هدفت الدراسة إلى استطلاع مفهوم الجامعة الرقمیة، وتقدیم نموذج تحلیلی للتفکیر الاستراتیجی المطلوب، وترکز الدراسة على جامعتی نابیر Napier وجامعة ادنبرا Edinburgh، حیث تقوما بتطویر استراتیجیات محددة لتطبیق عملیة الرقمنة.

        ومن أهم النتائج التی توصلت إلیها الدراسة: أن مفهوم الجامعة الرقمیة یقدم فائدة کبیرة بکونه عاملا مساعدا لإحداث التغییر المطلوب بمؤسسات التعلیم العالی فیما یرتبط بعملیتی التدریس والتعلم.

        وتتشابه الدراسة السابقة مع البحث الراهن فی تناولهما للتحول الرقمی بالجامعات، غیر أن البحث الراهن یرکز على الجامعة الرقمیة فی بعض الدول الأجنبیة والعربیة من خلال استخدام المنهج لمقارن، واستفاد البحث من نتائج الدراسة السابقة وتوصیاتها فی التعرف على أن التکنولوجیا توفرمساحات التعلم للسماح بمزید من التنظیم الذاتی للطلاب على سبیل المثال مساحات العمل التعاونیة،  والمساحات العاکسة الشخصیة، ومع ذلک یجب أن یکون هناک دعم من جمیع مستویات الجامعة؛ لتوفیر بیئة أوسع بشکل مستمر مما یطور بشکل فعال المعرفة والمهارات.

تعلیق عام على الدراسات السابقة:

      من خلال استقراء الباحث للدراسات السابقة یتضح أنها تتشابه مع البحث الحالی فی التعرف على التعلیم الرقمی، وسیاق الجامعة الرقمیة التی ظهرت کمفهوم فی التعلیم العالی، وتوضیح مدى تأثر الطالب وعضو هیئة التدریس فی العملیة التعلیمیة بهذه التکنولوجیا، ومحاولة إدخال التکنولوجیا الحدیثة فی مجال التعلیم بالجامعات، وتمثل هذا الاهتمام فی زیادة تمویل المصادر التکنولوجیة بشکل مستمر.

      ویختلف البحث عن الدراسات السابقة فی تناول الجامعة الرقمیة، وعرض الجامعة الرقمیة فی المکسیک وفرنسا وتونس، والترکیز على المحاور التالیة فی الجامعة الرقمیة: (نشأتها وخصائصها وأهدافها والبرامج الدراسیة وأعضاء هیئة التدریس والإدارة والتمویل والمکتبات الرقمیة وتقییم الطلاب). کما یختلف البحث الراهن فی أنه یعتمد على المنهج المقارن ومعظم الدراسات السابقة اعتمدت على المنهج الوصفی. بالإضافة إلى تقدیم تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات بعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یناسب المجتمع المصری.  

    واستفاد البحث من الدراسات السابقة فی التعرف على الأسس النظریة للجامعة الرقمیة،  والتکنولوجیا الحدیثة وتأثیرها فی تأسیس حرم جامعی، وتحدید مدى أهمیة التعلیم الجامعی الرقمی فی تحقیق الجودة والتمیز للتعلیم الجامعی. بالإضافة إلى التعرف على مهارات سوق العمل الأکثر احتیاجا لوظائف المستقبل فی ظل تحدیات الثورة الصناعیة الرابعة، وأیضا مفهوم التعلیم الرقمی ودوره فی التأهیل لهذه المهارات. إلى جانب تناول بعض الجامعات الرقمیة فی بعض الدول. کما تم فحص الدراسات السابقة وتحلیلها والاستفادة منها ومعظمها اعتمد على المنهج الوصفی وبعضها على المنهج الإثنوجرافی السردی والمنهج المسحی. وکان من أهم نتائج الدراسات السابقة وتوصیاتها: ضرورة تطبیق التعلیم الرقمی فی التعلیم الجامعی المصری  تماشیا مع العصر التکنولوجی من منطلق اهتمام الأفراد بجودة الحیاة التى یسعون إلیها، وتصمیم وتطویر ومتابعة موقع أو أکثر؛ لإتاحة المحتوى الرقمی على شبکة الإنترنت.

خطوات السیر فی البحث:

     یسیر البحث الحالی وفق المنهج المقارن الذی یتناسب مع طبیعته المقارنة وذلک من خلال:

  • الخطوة الأولى: جمع البیانات والمعلومات المتعلقة بالجامعات الرقمیة ونشأتها وخصائصها ومکوناتها، وتحدید الأسس النظریة للتعلیم الجامعی الرقمی فی العالم المعاصر. وذلک من خلال الاستعانة بمصادر المعلومات المختلفة: بحوث وتقاریر وتشریعات تربویة ...إلخ.
  • الخطوة الثانیة: وصف وتحلیل ثقافی للجامعة الرقمیة لولایة المکسیک والجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا  وجامعة تونس الافتراضیة؛ وذلک من أجل التعرف على واقع تلک الجامعات من خلال استعراض الکتب والبحوث والنشرات والأدلة المتعلقة وغیر ذلک.
  • الخطوة الثالثة: الدراسة المقارنة التفسیریة للجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة؛ للوقوف على أوجه الشبه والاختلاف بکل منها وتفسیرها فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة المختلفة.
  • الخطوة الرابعة: وصف لجهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی، ومن ثم یمکن تحدید أهم مشکلات تحقیق أهداف الجامعات المصریة فی ضوء حاجات المجتمع الحالی وفی ضوء الجامعات الرقمیة الأجنبیة.
  • الخطوة الخامسة: تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء ممارسات الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة وبما یتفق مع ظروف المجتمع المصری.

ثانیا – التعلیم الجامعی الرقمی (الإطار النظری):

         یعرض هذا الجزء للجامعات الرقمیة من حیث نشأتها وخصائصها وأهدافها، ومحاور التعلیم الجامعی الرقمی ومتطلباته.

1-   طبیعة الجامعات الرقمیة فی العالم المعاصر:

     یمکن توضیح طبیعة الجامعات الرقمیة فی العالم المعاصر من خلال ما یلی:

أ‌-      نشأة الجامعات الرقمیة وتطورها:

           شهد القرن العشرین تطورا کبیرا لمفهوم التقدم العلمی والتکنولوجی، لدرجة أن المجتمع الرقمی وصل إلى أوج تطوره غیر المتناهی فی العقد الأول من القرن الحادی والعشرین، فقد حلت ثنائیة الحوسبة والتشبیک عن بعد محل ثنائیة الآلة والإنسان التی سادت خلال مرحلة المجتمع الصناعی، حیث أصبحت المعلومات والتقنیات المرتبطة بها تمثل رکیزة أساسیة من رکائز نمو المجتمع وتطوره (عبود، 2013، 20-21).

         وبدأت تنتشر مجتمعات التعلم عبر الویب مع بدایة الألفیة الثالثة، وقد واکب ذلک ظهور العدید من التطبیقات والبرمجیات التی تلبی احتیاجات هذه المجتمعات، والتی أطلق علیها مفهوم الجیل الثانی للویب مثل: المدونات وخدمات مشارکة الوسائط وخلاصات المواقع، وهی خدمات أکسبت الإنترنت طابعا مختلفا. حیث أصبح مستخدمو الإنترنت مشارکین نشطین ومتعاونین فی بناء المحتوى، ومع شیوع استخدام هذه الخدمات فی العملیة التعلیمیة ظهر مفهوم الجیل الثانی للتعلم الإلکترونی والذی اتسم بالسمات التفاعیلیة نفسها للجیل الثانی للویب، فتغیرت بذلک طبیعة التعلم تغیرا جذریا، وهو ما جعل نظریات التعلم التقلیدیة مثل: السلوکیة والمعرفیة وحتى البنائیة فی موقف صعب إزاء تفسیر عملیات تعلم غیر تقلیدیة تعتمد بالأساس على خدمات الجیل الثانی للتعلم الإلکترونی (العبد الله، 2019، 340).

        وأیضا عجزت تلک النظریات القدیمة عن توضیح کیفیة إدارة التدفق المعرفی السریع والمعقد. لذا ظهرت نظریة التعلم الشبکی أو النظریة الاتصالیة کنظریة للتعلم فی العصر الرقمی التی تعد أکثر ملاءمة للزمن الحالی. وتستند هذه النظریة إلى تکامل المبادیء المتضمنة فی عدة نظریات منها: نظریة الشبکة، ونظریة التعقد، ونظریة التنظیم الذاتی. وفی ضوء هذه النظریات أصبح التعلم کما شکلته الشروط السائدة فی العصر الرقمی مستمرا وغیر منظم بدقة، وأیضا یتمیز بالتعقد وتعدد الأوجه وتنوع الأشکال. وتم استبدال نموذج التعلم المرتبط بالمقررات الدراسیة إلى نموذج التعلم عند الحاجة، واستبدال المتعلم السلبی المشغول باکتساب المعرفة واستهلاکها، إلى المتعلم المشارک فی تحلیل المعرفة وإنتاجها، واستبدال اتجاهات الثقة المطلقة بالمعرفة، إلى اتجاه التسامح مع الغموض وعدم الیقین وقبول التعدد فی الأراء والتنوع فی الأفکار (فضل، 2017، 11).  

          ومن ثم خلال القرن الماضی تم دمج العدید من المعارف والمصادر التکنولوجیة فی عملیة التعلیم مما أحدث ثورة علمیة فی مجالی التدریس والتعلم، وتشیر العدید من الدراسات إلى أن هناک تطورات حدثت بشکل متقدم فی هذا السیاق، ومن بین تلک التطورات عملیة إتاحة مداخل التعلم من حیث الجودة الکمیة والنوعیة فی السنوات الأخیرة (Howard, Mozejko, 2015) .

         وکثیرا ما یتم توصیف هذه المعارف الجدیدة مجتمعة على أنها مهارات القرن الحادی والعشرین، بینما تضمنت هذه المهارات الجماعیة القدرة على استخدام التکنولوجیا الجدیدة، فقد عکست بطریقة أخرى التفکیر التقلیدی الرفیع المستوى والمهارات التحلیلیة. وکان استخدام التکنولوجیا الرقمیة والإنترنت فی التعلیم والتعلم فی کثیر من الأحیان أکثر الطرق فعالیة لإشراک الطلاب فی مهارات القرن الحادی والعشرین (مهارات التفکیر العلیا) ( Howard, Mozejko, 2015, 6) 

        وارتبطت نشأة الجامعات الرقمیة بالموقع والمنهج والأدوات الرقمیة والممارسات التی یمکن أن توفر التعلیم العالى من خلال سیاقات سیاسیة ومجتمعیة أوسع،حیث تعمل الجامعات الرقمیة على تطویر العملیة التعلیمیة واستخدام التکنولوجیا الرقمیة والطرق المختلفة التى یمکن من خلالها ربط الجامعة بالإمکانات التکنولوجیة فی المجتمع المحیط بها( Rennie & Smyth, 2020, 55)

        وکانت بدایة نشأة الجامعات الرقمیة عام 2000 ، والتی رکزت سیاستها بشکل حصری على تطویر التعلم عن بعد، وتم إعادة توجیه هذه السیاسة نحو إنتاج محتوى تعلیمی رقمی داخل الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا (UNT)، واقترنت هذه السیاسة بنشر المعدات والخدمات الرقمیة للطلاب والحوافز ، کما ترکز على دعم المستخدمین (الطلاب والأساتذة) حول نظام شهادة الکمبیوتر والإنترنت.

          وکان لهذا الأمر تطور مهم فی التفاعل والتواصل مع المتعلمین عن بعد. وفی السنوات القلیلة الماضیة تطورت هذه المساحات على الإنترنت فی الجامعات الرقمیة إلى دورات ضخمة مفتوحة عبر الإنترنت تسمى (MOOCs)، والتی تم تصمیمها لتشمل الآلاف من الطلاب المحتملین فی أی فئة واحدة على الإنترنت( Howard, Mozejko, 2015, 7)  . 

          یلاحظ مما سبق مدى ارتباط نشأة الجامعات الرقمیة بالتطور التکنولوجی، مما أدى إلى طرق جدیدة للعمل والتواصل والقیام بعملیة التواصل بصورة سریعة، ومن حیث التعلیم والتعلم زادت هذه التغییرات من الضغط على الجامعات وأعضاء هیئة التدریس لدمج المهارات الجدیدة والمعرفة المعلوماتیة والرقمیة فی عملیة تعلم الطلاب. وکان لهذه المهارات والمعرفة قیمة عالیة فی المجتمع لدرجة أنه یشار إلیها الآن على أنها محو الأمیة، بمعنى أنه یُعتقد أنها ضروریة للمشارکة الأساسیة والانخراط داخل المجتمع، کما أن استکشاف مصطلح الجامعة الرقمیة یوفر إمکانیة استکشاف القضایا المرکزیة للتنمیة الاستراتیجیة بطریقة أکثر شمولاً.

ب‌-  خصائص الجامعات الرقمیة وأهدافها:

         یتمیز التعلیم الجامعی الرقمی عن التعلیم التقلیدی فی الوسیلة التعلیمیة أو بمعنى آخر فی قوة الوسیلة الاتصالیة المتمثلة فی التقنیة الرقمیة التی تتخذ العدید من الأشکال أکثرها تداولا بین أعضاء هیئة التدریس والطلاب مثل أشرطة تسجیل صوت وصورة، والبث للقمر الاصطناعی السمعی البصری، والأقراص المضغوطة، وإمکانیة أن یحل الخبیر الإنترنت محل الجامعات والکلیات التقلیدیة کأحد مصادر التعلم مدى الحیاة. کما تتصف الجامعة الرقمیة بأنها تتحکم فی عملیتی التدریس والتعلم بطریقة حدیثة ومتطورة بشکل مستمر (Jones, Goodfellow, 2017, 60)

        ویعتمد التعلیم الجامعی الرقمی بشکل أساسی على المعلومات والحواسب وشبکات الاتصال المختلفة. بحیث تکون الاتصالات العالمیة متوفرة، وتتیح المعلومات بمعدل کبیر جدا، وبذلک تختلف الجامعة الرقمیة عن الجامعة التقلیدیة؛ ویرجع ذلک إلى الثورة الرقمیة حیث تزایدت قوة والتقنیات الرقمیة وذکائها ((McCluskey, winter, 2012, 2،ومن خصائص التعلم الجامعی الرقمی: ( میخائیل، 2017، 83-84)، ( عبدالفتاح، 2013، 16)  

(1)  یشمل بنیة تحتیة معلوماتیة ملائمة ومتطورة مبنیة على شبکة اتصالات حدیثة.

(2)  یعتمد على نظام مخطط له ومصمم تصمیمًا جیدًا له مدخلاته وعملیاته ومخرجاته.

(3)   یقوم على تکامل ودمج المعلومات فی الجامعة الواحدة أو مجموعة الجامعات على مستوى الدولة وربما على مستوى العالم.

(4)  یشجع التعلیم الجامعی الرقمی التعلیم الابتکاری والمستمر للفرد مدى الحیاة.

(5)   ینتقل من نموج نقل المعرفة إلى نموذج التعلم الموجه.

(6)   یقلل التعقیدات الإداریة التى یمر بها القرار الإدارى؛ وذلک لسرعة الاتصال بین المستویات الإداریة المختلفة.

(7)   یحقق التعاون بین الطلاب، حیث توجد العدید من المنصات والمواقع التعلیمیة التى تسمح للطلاب بالتعاون فی الوصول إلى البنیة المعرفیة للمادة الدراسیة بدلا من أن تلقى علیهم هذه التراکیب المعرفیة العقلیة التى تمیز کل مادة دراسیة، فالوصول إلى هذه التراکیب العقلیة عبر الإنترنت سوف یکون لها الأثر الفعال فی التعلم.

(8)  یعمل بطریقة أکثر ذکاء من التعلم التقلیدى؛ لأنه یوفر أرشیف رقمی للمشارکات التی تسهم فی بناء مجتمع المعرفة بطریقة ذکیة، حیث یعد نتاج العدید من الإسهامات والتداخلات والأفکار وإبداعات الأفراد والمجتمعات والمؤسسات.

(9)   یحدث تحولات جذریة فی الإجراءات والنظم الإداریة.

(10) ینشر متطلبات الشفافیة ویقلل الفساد الإداری فی الجامعة.

   (11) یوفر الخدمات للمستفیدین بطریقة سریعة وبتکلفة أقل فی أی مکان.

        یتضح مما سبق أن التعلیم الجامعی الرقمی یتصف بأنه یوجد فی کل الأماکن وفی أى وقت، کما یتسم بالوضوح والابتکاریة. إضافة إلى ذلک نجد أن خبرات الطلاب وممارسات أعضاء هیئة التدریس تعتمد تماما على استخدام التکنولوجیا المدعمة بالمقررات والممارسات العالمیة. إلی جانب تشجیع المشارکة والمناقشة والتأمل.

 

أما بالنسبة لأهداف التعلیم الجامعى الرقمى فهی کالتالى:

          تتعدد أهداف التعلیم الجامعی الرقمی، ومنها ما یلی: (Johnston (et.al) , 2018, 11) ، ( زاهر، 2005، 512)

  • یتیح خدمات جدیدة للأطراف المتعاملة مع الجامعة وخاصة للطلاب.
  • یساعد أعضاء هیئة التدریس فی مواجهة الأعداد المتزایدة من الطلاب.
  • یمکن الطلاب من البحث والابتکار.
  • یوفر آلاف المواقع التعلیمیة مع إمکانیة تبادل الحوار والنقاش.
  • یحسن عملیات الاحتفاظ بالمعرفة المکتسبة والوصول إلیها فی الوقت المناسب.
  • یقدم خیارات فردیة هائلة فی تطبیقاته، مما یمکن أعضاء هیئة التدریس من مراعاة الفروق الفردیة بین الطلاب.
  • یلبی توقعات الطلاب ویزید من درجة رضاهم عن الخدمات المقدمة.
  • یخفف قیود الوقت فی الأنشطة الجامعیة، کما یبقی على حالة التواصل بین عضوهیئة التدریس والطلاب.
  • یعزز التعاون المرقمن بین مختلف الجامعات والمراکز البحثیة بتبادل قواعد البیانات، وإقامة صلات التعاون بین الباحثین.
  • یوفر متطلبات الشفافیة والمساءلة فی العمل الجامعی.
  • یعمل على تطویر برمجیات مکافحة السرقات العلمیة.
  • یسهل تحدیث المعلومات والموضوعات على المواقع الإلکترونیة.
  • یقدم التقویم الفوری والتعرف على النتائج وتصحیح الأخطاء مع الأخذ بنظر الاعتبار مشارکة أهل الطالب.

        یتبین مما سبق أن التعیلم الجامعی الرقمی یحقق العدید من الأهداف للطلاب وأعضاء هیئة التدریس والتعلیم، ویتمثل الهدف الأعظم فی إکساب الهیئة التدریسیة والطلاب مهارات ضروریة من أجل التعامل مع التکنولوجیا الحدیثة، وتنمیة تفکیر الطلاب بالطریقة الذاتیة الخالیة- بقدر کبیر- من الاعتمادیة فی الانتقاء والتفاعیلیة ونوع النشاط مما یؤدی إلى فعالیة العملیة التعلیمیة.

جـ-  أشکال التعلیم الجامعی الرقمی:

        تؤدی التقنیة والوسائل التکنولوجیة فی التعلیم الجامعی دورا کبیرا، وتسخر لتعلم الطلاب ذاتیا وجماعیا، وتکون محور المحاضرة بدءا من التقنیات المستخدمة للعرض داخل المحاضرة من وسائط متعددة وأجهزة إلکترونیة، وانتهاء بالخروج عن المکونات المادیة للتعلیم کالجامعة الرقمیة التى یتم من خلالها التفاعل بین أفراد العملیة التعلیمیة عبر شبکة الإنترنت وتقنیات الفیدیو التفاعلی.

(1)  التعلم المتمرکز حول المتعلم:

           یعرف التعلم المتمرکز حول المتعلم أو الطلاب، فیشمل طرق التدریس التی تتحول من الترکیز على عضو هیئة التدریس إلى الترکیز على الطالب کمحور عملیة التعلم، کما یهدف إلى تنمیة أهمیة استقلال الطالب واعتماده على نفسه، ووضع مسئولیة التعلم فی أیدی الطلاب، ویتم ذلک من خلال تزویدهم بالمهارات المطلوبة؛ لتعلیمهم کیفیة اکتساب مهارات معینة فی مادة دراسیة محددة. (http://www.en.wikipedia.org, 2019)

          ویبحث الطالب - فی التعلم المتمرکز حول المتعلم - عن المعلومات ویحل المشکلات ویخرج بالاستنتاجات ویتخذ القرار معتمدا بذلک على مبدأ التعلم النشط الذی یکون فیه المتعلم إیجابیا نحو عملیة تعلمه، ویقتصر دور عضو هیئة التدریس على عملیة توجیه الطلاب والإشراف على عملیة تعلمهم من خلال تقدیم المساعدات عند الحاجة وتوجیههم إلى الطریق الصحیح فی عملیة التعلم (القمیزی، 2017، 153).

       ویساعد التعلم المتمرکز حول المتعلم فی تحقیق ما یلی:( وایمر، 2009، 35)

  •  یمکن الطلاب ویحفزهم عن طریق منحهم بعض السیطرة على عملیات التعلم.
  •  یحث الطلاب على التفکیر فیما یتعلمونه وکیف یتعلمونه.
  •  یشتمل على تعلیمات واضحة بشأن مهارات التعلم.

         یتبین أن التعلم المتمحور حول الطالب تعزز فیه الفرص للطلاب من أجل الاعتماد على خبراتهم وتفسیراتهم، کما أن هذا النموذج یوضح وجهة نظر الطلاب، وبالتالی یدعم القدرات الموجودة بالفعل عند الطلاب؛ لتحقیق مخرجات التعلم المرجوة.

(2)  التعلم المتمرکز حول المعرفة:

           تقدم بیئة التعلم المتمرکز حول المعرفة: حقائق ومفاهیم ومعارف وأفکار عندما یرى الطالب حاجة إلى هذا النوع من التعلم، والتی تجعل التعلم ذا معنى، وذلک یؤکد على أن إیجاد معنى لعملیة التعلم من أجل تنمیة مهارات الطلاب تکمن فی مجال مهارات ما وراء المعرفة التی تجعل عملیة التعلم أکثر فاعلیة من عملیة التعلم الذاتی(http://www.iris .peabody.vanderbit.edu,2019)

          ومن ثم فإن التعلم الفعال یعرف ویتمیز من خلال المعرفة وسیاقات التفکیر المنضبط، حیث یتضمن کل مجال من مجالات الدراسة على طرق فریدة للفهم والتحدث حول المعرفة، ویحتاج الطلاب لإتاحة الفرصة لهم من أجل صقل خبراتهم والتدریب على طبیعة النصوص والبنى المعرفیة التى ینطوى علیها أسلوب التفکیر فی کل مجال دراسی. کما أنهم یحتاجون إلى الفرص الکافیة لتطویر القدرة على التفکیر التأملی والذی یمکنهم من نقل معرفتهم الحالیة واستخدامها فی سیاقات غیر مألوفة لتشکیل بنى معرفیة جدیدة (عبد الحسین، 2015، 176).

          ومن ثم فإن التعلیم الجامعی الرقمی فی هذا الشکل من التعلم یسعى إلى توفیر بیئة معرفیة یستطیع الطالب التکیف معها موظفا فی ذلک کل ما یتیحه هذا النمط التعلیمی من إمکانات البحث، والحفظ، والتنظیم، والاسترجاع، وإعادة تمثیل المعرفة.

 

(3)  التعلم المتمرکز حول التواصل:

          یتوقف أسلوب التواصل فی التعلیم الرقمی على مبدأ الآنیة أو عدم الآنیة فی التواصل، وهو نوعان: التواصل المتزامن Synchronous بمعنى تواصل عضو هیئة التدریس والطالب أو الطلاب فی الوقت نفسه، والتواصل غیرالمتزامن Asynchronous الذی یتم من خلال تواصل عضو هیئة التدریس والطالب أو الطلاب فی أوقات مختلفة (کونراد، دونالدسن، 2013، 42).

         تجدر الإشارة إلى أن التواصل غیر المتزامن له فوائد عدیدة منها: إذ یؤمن وقت للتأمل والتعلیق قبل الإجابة، ویکون التفکیر فی الأنشطة غیر المتزامنة عادة أعمق منه فی الأنشطة المتزامنة. أما التواصل المتزامن فیکون أفضل فی تبادل الأفکار مع الآخرین بسرعة.

(4)  التعلم المتمرکز حول أسالیب العرض:

          یقصد بها أسالیب عرض المحتوى الرقمى للمادة التعلیمیة وتکون متعددة ومتنوعة، وتعتمد على الخیال والابتکار فی ضوء الاستراتیجیة والأهداف التعلیمیة المخطط لها، وتستخدم جمیع إمکانات الوسائط المتعددة الخاصة بالقوانین الحاسوبیة والرقمیة فی العرض مع فنیات الدمج بین الواقعین (الحقیقی والافتراضی) وتقنیاته، باستخدام قدرات الربط الشبکی من خلال الإنترنت وصفحات الویب (عزمی، 2019، 79).

         وثمة تأکید فی هذا السیاق على أنه فی أسالیب العرض یمکن للطالب تلقى المعرفة فی صورة نصوص فائقة Hyper text، وعروض تقدمیة متنوعة Multi-presentation، ووسائط متعددة وفائقة Multimedia and Hypermedia.

2-   المحاور المختارة للتعلیم الجامعی الرقمی:

      یعرض البحث للتعلیم الجامعی الرقمی من خلال المحاورالآتیة:

أ‌-      الطلاب:

        یشیر التعلیم الجامعی الرقمی إلى فکرة أن الطلاب لا یحتاجون إلى أن یتعلموا مجالات المقررالدراسی فقط، وإنما کیف یطبقون هذه المقررات فی حیاتهم من خلال حل المشکلات والتفکیر النقدی ومهارات التواصل الاجتماعی (عارف، 2019، 133)، حیث تزودهم الجامعات بالمعرفة التکنولوجیة التی تؤهلهم إلى سوق العمل. بالإضافة إلى أن الطلاب یعیشون جنبا إلى جنب مع التکنولوجیا فهم یتحسسونها ویستعملونها استعمالا شخصیا فی أماکن مختلفة من أجل إیجاد البیئات التی یحتاجونها لکی تتم عملیة الدراسة بکفاءة (Gourlay, Oliver, 2018, N.P.)

       وتوفر التکنولوجیا الرقمیة الفرص للطلاب لمزید من التعلم المرن، ویمکن إدارة عملیة التعلم الفردیة من خلال عملیات التقییم الفردیة التی تعترف بمراحل التطویر الفردیة، وتستخدم الأنظمة الذکیة للمعلومات من أجل تزوید الطلاب بمواد تتکیف مع احتیاجاتهم وجوانب مرونة أخرى. وهناک ثلاث طرق محتملة للجامعات فی العصر الجدید: Male ,2016, 20, 21))

 (1)  تعزیز دورات القراءة التقلیدیة من خلال مواد قائمة بذاتها على الإنترنت.

 (2) تسلیم المواد إلکترونیاً بمتطلبات مقیدة للتفاعل فی الوقت الفعلی (وربما فی الموقع).

 (3) اعتماد نهج التعلم عن بعد بالکامل.

        ویکون لکل طالب فی التعلم الجامعی الرقمی دوره – مهما کان الأمر- فإن التعلیم الرقمی تزداد قوته کلما کان الاختیار للطلاب فی اتخاذ القرار، فهم یقررون الکیفیة والزمان الذی یطلعون فیه على المعلومات، حیث إنهم بذلک یتحولون من مجرد التعلم بالأنشطة إلى التعلم الفردی الذاتی (الشیمی، 2016، 74-75).

       وأیضا یقوم الطلاب فی الجامعات الرقمیة بتطویر المهارات الرقمیة المرتبطة بمجال دراساتهم والمتصلة بالمهن الخاصة بهم فی المستقبل. کما تتطلب عملیة الحصول على المعلومات المتعلقة بعملیة التعلم أن یقوم الطلاب بإتقان مهارات التعلیم الرقمى، حیث إنها تساعد الطلاب فی عملیة التعلم الفردى والعمل فی مجال تخصصه فی المجتمع(Gourlay, Oliver, 2018, N,P.)

        یتضح مما سبق أن الجامعة الرقمیة تمکن الطلاب من مختلف الجنسیات والدول من الإطلاع على أحدث المعلومات، وتحقق الاتصال الفوری بین الطلاب والأساتذة والجامعة التی ینتمون إلیها باستخدام مواقع الإنترنت، بحیث تسمح لجمیع الأطراف أن یعملوا عن طریق تکنولوجیا المواقع الإلکترونیة على الإنترنت؛ وذلک لتحسین المعلومات وتبادل المعرفة.

ب‌-  عضو هیئة التدریس:

          یوظف عضو هیئة التدریس العدید من التقنیات الحدیثة المتاحة داخل بیئة التعلم – على وجه الخصوص – العروض التقدیمیة القائمة على PowerPoint أو Prezi، وتتضمن الربط الشبکی والتعلم التعاونی وحل المشکلات والتعلم المعکوس، ویستخدم تحلیلات التعلم؛ لتخصیص التعلم والتقییم. کما یوفر تفاعل الأجهزة الرقمیة مع الوصول إلى الإنترنت الفرصة لتغییر طریقة عمل أعضاء هیئة التدریس مع طلابهم ویشجعهم على التواصل .(Male ,2016, 18)

 

          ویمکن لأعضاء هیئة التدریس الوصول إلى معظم أنواع التقنیات الرقمیة فی أقسام التعلیم على المستوى الجامعی ومنها: العروض الإلکترونیة، والوسائط الاجتماعیة، والشبکات الاجتماعیة، وأدوات التکنولوجیا الرقمیة عبر الإنترنت، والأنظمة، والتطبیقات، والأشکال (M.A., 2018, 15)، التى تساعد فی جعل تجارب التعلم لدى الطلاب أکثر جاذبیة، وتؤدی إلى " التعلم العمیق" ومع ذلک یبقى دور عضو هیئة التدریس ضروریا فی الوصول إلى هذه النتیجة. حیث یشیر التعلم العمیق إلى فکرة أن الطلاب لا یتعلمون فقط مجالات المقرر الدراسی، وإنما أیضا کیف یطبقونها على حالات أخرى فی حیاتهم من خلال حل المشکلات والتفکیر النقدی ومهارات التواصل. بالإضافة إلى ذلک فإن توفر المعلومات من خلال التکنولوجیا أدى إلى تغییر دور المعلم من نقل المعرفة إلى دور المدرب والترکیز على تدریب وإرشاد المتعلمین (دوفو وآخرون، 2017، 4).   

           وأیضا یتحول دور عضو هیئة التدریس فی التعلیم الجامعی الرقمی من ملقن إلى موجه، ومن مزود بالمعلومات إلى مرشد للطلاب نحو المعرفة التی هی حصیلة تفاعل المعلومات مع الخبرات والمهارات والتراکمات الشخصیة للفرد لیس هذا فحسب، بل إن هناک توقعات تفرضها التقنیات الرقمیة فی التعلیم على أعضاء هیئة التدریس نحو طلابهم فی کونهم قادرین – أى الطلاب- على تحدید أهدافهم التعلیمیة وفقا لاحتیاجاتهم المعرفیة الشخصیة، وعلى متابعة تحصیلهم وتقییم أنفسهم بشکل یجعل الطالب أکثر استقلالیة وذاتیة ومرونة فی عملیة التعلم التی تتم بوسائل رقمیة وتستمر معه حتى بعد ترک الجامعات لتبقى مدى الحیاة. ویتطلب ذلک لا محالة تنمیة ذاتیة حتمیة تمثل تحدیا أساسیا لکل من أعضاء هیئة التدریس والطلاب لاکتساب وتوظیف المهارات العلیا فی التفکیر والإبداع والتحلیل والتوجیه والتقییم والتواصل عبر التقنیة والذکاء الرقمی کمطبکونها مطلبا أساسیا للوفاء بالأدوار الجدیدة التى یفرضها نسق التعلیم الرقمی على کلیهما (عزمی، 2019، 84). 

        ومن ثم فإن من أدوار أعضاء هیئة التدریس فی التعلیم الجامعی الرقمی: (حامد، 2019، 61)

(1)   یشرح باستخدام الوسائل التقنیة، بحیث یوظف شبکة الإنترنت والتقنیات المختلفة لعرض المحاضرة، ویعتمد علیها الطلاب فی حل الواجبات وعمل الأبحاث.

(2)  یشجع على التفاعل فی العملیة التعلیمیة عن طریق طرح الأسئلة والاتصال بغیرهم من الطلاب وأعضاء هیئة التدریس من مختلف الدول.

(3)  یحفز على تولید المعرفة والإبداع، فهو یحث الطلاب على استخدام الوسائل التقنیة، وابتکار البرامج التعلیمیة التى یحتاجونها، ویتیح لهم التحکم فی المادة الدراسیة بطرح آراءهم ووجهات نظرهم.    

        ومن خلال ما سبق فإن التعلیم الجامعی الرقمی لا یلغی دور عضو هیئة التدریس. ولکن یغیر منه ویسانده ویتیح مساعدته للطلاب فی أی وقت. کما أنه یقوم بدور المحفز على إنتاج المعرفة والإبداع فهو یحث الطلاب على استخدام الوسائل التقنیة وابتکار البرامج التعلیمیة التى یحتاجونها، ویتیح لهم التحکم بالمادة الدراسیة بطرح آراءهم ووجهات نظرهم.

جـ- البرامج الدراسیة:

           تقدم الجامعات الرقمیة العدید من البرامج الدراسیة، وخاصة فی مجال العلوم والریاضیات واللغات والآداب والعلوم الاجتماعیة والتی یتم تطویرها باستمرار باستخدام الوسائط التکنولوجیة وذلک عن طریق تحدیث المحتوى العلمى. بالإضافة إلى طرق التدریس المستخدمة فی هذا السیاق (Lei, Conway, Zhao, 2008, 106).

          ویُنظر إلى قابلیة التوظیف والإبداع والمعرفة الرقمیة على نحو متزاید على أنها من أهم خصائص الخریجین فی الجامعات الرقمیة، فتطویر هذه الکفاءات والاعتراف بها لا یتطلب تحسین الفهم وتوفیر بیئات تعلیمیة متطورة فقط، بل یتطلب أیضًا وجود أسالیب حدیثة فی وضع البرامج الدراسیة وتصمیم الدورات. وذلک عندما یتم نشره لدعم وتطویر أی جامعة رقمیة یأخذ شکل نقاش بهدف التغییر فی الصورة التعلیمیة / التکنولوجیا للجامعة، والذی یحتاج إلى ربط هذه الصورة باستراتیجیات التغییر المؤسسی الفعالة من أجل تحقیق النجاح. ویمکن أن تکون الأسئلة التالیة نقطة انطلاق مفیدة لمشاریع التحدیث: (JISC, Johnston , 2013, 4)

(1)   یجب أن تکون الإدارة الإستراتیجیة والتشغیلیة لبیئة التعلم بمنزلة أداة لتصمیم / إعادة تصمیم الدورة التدریبیة ولیس وظائف متخصصة منفصلة داخل المنظمات الجامعیة. وإلى أی مدى یمکن لجمیع الأطراف المعنیة بعملیة إعادة التصمیم المستمرة لکل دورات العمل من خلال خطة متفق علیها لتجدید البرامج الدراسیة؟

(2)   یجب أن یتوافق التعلیم لمحو الأمیة المعلوماتیة مع خبرات التعلم لجمیع الطلاب وهیئة التدریس بکونه جزءا من المنهج، ویجب أن یرتکز على وجهات النظر الحدیثة لمجال الدراسة. کیف یمکن بناء هذا وتطویره؟

(3)   إن المشارکة فی کل صورها المتنوعة هی مسألة أکثر أهمیة بکثیر من مجرد اختیار/ توظیف أشخاص مؤهلین بشکل مناسب لعروض الدورات الدراسیة الحالیة، وتعتمد طبیعة المشارکة الاجتماعیة للجامعة على أی مدى تأخذ المجموعة الکاملة من المشارکات وأشکال المشارکة الممکنة فی الاعتبار. فعلى سبیل المثال هل أی استراتیجیة لجامعة معینة للمشارکة مدفوعة بشکل رئیس من قبل رأس المال من البشر والنمو الرأسمالی/ الاقتصادی للتعلیم العالی، أم أن هناک قیمًا إضافیة/ بدیلة تم سنها؟

       وعند النظر فیما یمکن أن یقدمه التعلیم الجامعی الرقمی فی هذا السیاق، وما یمکن أن یقدمه بشکل أوسع لما هو ثقافی غیر مقصود للبرامج الدراسیة، یمکن أن ینظر إلى القضایا العملیة التى تتصل بتحسین الوصول والمزید من السهولة فیما یتعلق بالمشارکة فی مناهج التعلیم العالی. وبشکل أکثر نقدًا یمکننا أن نتطلع إلى تسخیر الأدوات والمساحات الرقمیة لربط الطلاب من خلفیات ثقافیة وجغرافیة مختلفة فی أنشطة تعلم عاکسة وحواریة وذات صلة اجتماعیّة، وإشراک الأفراد مع مجموعة واسعة من وجهات النظر وآراء من حول العالم؛ لتلبیة احتیاجات المتعلمین بشکل أفضل من المتطلبات المتعلقة بالموقع أو الذین لدیهم قیود تتعلق بمتى یمکنهم المشارکة؟ (Johnston (et.al) , 2018, 160).

        ومن ثم فإن التعلیم الجامعی الرقمی لا یقتصر فقط على تقدیم المحتوى ولکنه یهتم بجمیع عناصر المنهج: الأهداف، والمحتوى، والأسالیب، والأنشطة، والتقویم. کما یتم تقدیم المحتوى بالاعتماد على الوسائط المتعددة: الصوت، والصورة، والنص، والحرکة عبر الوسائط الإلکترونیة الحدیثة.

           د -الإدارة والتمویل:

        اتخذت إدارة الجامعات فی السنوات الماضیة شکل التوجیه، لکن مع تعقد عملیات إنتاج مواد التعلم وعملیات التطویر التنظیمی أصبح واجبا على المتخصصین أن یتقنوا مهارات أعلى من التوجیه مثل مهارات إدارة المشاریع، حیث بعد دخول برنامج التعلم من بعد حیز التنفیذ والذی یعتمد على تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی التعلیم، وجد هؤلاء المتخصصون أنفسهم تلقائیا داخل نظم إدارة التسلیم (توصیل مواد التعلم) (العبد الله، 2019، 345-346).

         وتعد الإدارة الرقمیة أسلوبا جدیدا للعمل الإداری باستخدام التقنیة الحدیثة المتمثلة فی الحاسب الآلی والشبکة الدولیة للمعلومات؛ من أجل تحقیق الکفاءة والفعالیة فی أداء العمل الجامعی. کما تعد بمنزلة منظومة إلکترونیة متکاملة تعتمد على تقنیات الاتصالات والمعلومات لتحول العمل الإداری الیدوی إلى أعمال تنفیذ بواسطة التقنیات الرقمیة الحدیثة، ویتم ذلک من خلال میکنة جمیع مهام الجامعة الإداریة وأنشطتها بالاعتماد على کافة تقنیات المعلومات الضروریة وصولا إلى تحقیق الأهداف التی تسعى إلى تحقیقها (الملیجی، 2011، 112-113).

        وثمة تأکید على أن تمویل الجامعات الرقمیة أمرا جوهریا من أجل الاستمرار فی تطویر تقدیم الخدمات من خلال الدعم التکنولوجی، ویتم ذلک عن طریق الأکادیمیین الذین یدعمون التعلیم الرقمى فی الجامعات. کما یتم تمویل الجامعات الرقمیة من خلال المنح التى یدفعها الطلاب. بالإضافة إلى الصنادیق الخاصة والتمویل الذى تقدمة الحکومة (Hazemi, Hailes, Wilbur, 1998, 13)

        تجدر الإشارة إلى أن بیئة التعلیم الرقمی بیئة مفتوحة، حیث تم التحول من الترکیز على ثقافة التعبیر الفردی المعتمد على القراءة والکتابة الى الترکیز على ثقافة المشارکة والاندماج فی المجتمع (النمط الدیمقراطی فی الإدارة والتمویل)، وتتضمن هذه الثقافات الجدیدة مهارات اجتماعیة تنمو وتتطور من   خلال المشارکة والعمل على الانترنت.

 

             هـ -المکتبات الرقمیة:

         تعد المکتبة الرقمیة، أو المستودع الرقمی، أو المجموعة الرقمیة قاعدة بیانات على الإنترنت تحتوی على کائنات رقمیة یمکن أن تتضمن نصًا أو صورًا ثابتة أو صوتا أو فیدیو أو تنسیقات الوسائط الرقمیة الأخرى، والتى إذا تم إعدادها بطریقة متطورة ستساعد الجامعة الرقمیة فی توفیر مصادر تکنولوجیة متمیزة تسهم فی تدعیم عملیة التعلیم والتعلم فی الجامعات( National Research Council, 1998, 86).

وتعبر المکتبة الرقمیة عن تلک النقلة النوعیة فی الانتقال من الکتب وغیرها من المطبوعات الأکادیمیة: دراسات وبحوث ومجلات من الطابع الورقی إلى الخاصیة الرقمیة التی تتیح فرصة الاطلاع على المخزون المکتبی ومراجعته على شکل إلکترونی یراعی ویحفظ مطابقة المحتوی المرقمن للمضمون المکتوب والمطبوع (لخضاری، 2016، 170).

وبالتالی فإن المکتبة الرقمیة تتکون من مصادر للمعلومات على شکل رقمی أو مواد مطبوعة تقلیدیة تمت رقمنتها، وتکون هذه المجموعات متاحة للاسترجاع والحفظ والطباعة والمشارکة عن طریق الإنترنت.

           

 

و- تقییم الطلاب:

        یقیس التقییم الرقمی من جهة ما تعلمه الطالب بدلاً من قیاس ما هو سهل قیاسه بالأرقام، ومن جهة أخرى قیاس تطبیق المعارف بدلاً من قیاس درجة اکتسابها فقط. فالإنترنت ییسر تطبیق أنشطة التقییم المختلفة بهدف ﺇظهار المهارات المتنوعة بما فی ذلک اﻹبداع والتشارکیة. لذا فلقد حاول المهتمون بالتقییم الرقمى إیجاد وسائل وطرق بدیلة لتقییم کفایات جدیدة ﺇجرائیة متطورة مثل: کفایات ما وراء المعرفة، والوجدانیة، أى کفایات المستویات العلیا. لذا یعد التقویم الرقمی محوراً أساسیاً لتطویر المنظومة التعلیمیة (عبدربه، 2017، 27، 30).

ویقدم التعلیم الجامعی الرقمى تغذیة راجعة فوریة ومستمرة من خلال محتوى تعلیمی قادر على تقییم أداء الطلاب بصفة مستمرة، وذلک بأدوات تقییم مختلفة من ألعاب ومحاکاة وأدوات تقییم ورقیة وإلکترونیة. کما أن فکرة تقدیم تغذیة راجعة فوریة تساعد فی الوصول إلى درجات عالیة من الأداء، إلى جانب معرفة مقدار التحسن الذی یحرزه الطالب مما یساعده فی زیادة الفاعلیة على التعلم، القدرة على الإنجاز وأیضا زیادة المثابرة والإصرار على استکمال المهمة التعلیمیة وتحقیق الأهداف المرجوة، وکل ما یمیز ذلک أنه لن تکون هناک اختبارات نهائیة؛ لأن التقییم ملحق باستمرار مع عملیة التعلیم والتعلم وهو جزء منها (میخائیل، 2017، 81).

          ومن ثم فإن تقویم الدارسین یهدف إلى توفیر التغذیة الراجعة الفوریة، وإعطاء الدرجات والتحفیز، وتحسین تعلم الطالب بالمتابعة الفوریة له، وتحدید نقاط القوة والضعف، والاتصال الفورى بمن یهمهم الأمر لتعدیل المسار، وتفرید المسارات التربویة.

3-   متطلبات تطبیق التعلیم الجامعی الرقمی:

توجد العدید من المتطلبات للتعلیم الجامعی الرقمی، منها الآتی:

 

 

أ‌-      التخطیط للتعلیم الرقمی:

        تتکون دورة تخطیط التعلیم الرقمی من ست خطوات، وتوفر الخطوات الستة للجامعات وکل أعضاء هیئة التدریس عملیة المشارکة فی مراجعة وصیاغة خطة لتعزیز ممارسات التعلیم الرقمی الخاصة بهم، فالخطوات الثلاث الأولى تعد مرحلة التحقیق، بینما ترکز الخطوات الرابعة والخامسة والسادسة على إنشاء وتنفیذ وتقییم خطة التعلیم الرقمی. وذلک على النحو الآتی: https://www.pdsttechnologyineducation, 2019) )

(1)  الخطوة الأولى، تحدید الجوانب الواجب الترکیز علیها: یجب أن تتعرف الجامعة أولاً على إطار التعلیم الرقمی، وبعد مراجعة المجالات والمعاییر، یجب على الجامعة تحدید المعاییر التی ترغب فی الترکیز علیها، ولا یوصى بأن ترکز الجامعة على جمیع المعاییر الـتی یبلغ عددها (32)، ولکن بدلاً من ذلک تحدد مجموعة معاییر فرعیة ذات صلة بالجامعة.

(2)  الخطوة الثانیة، جمع الأدلة: بعد تحدید ترکیزها على التعلیم الرقمی، تدرس الجامعة بعنایة معاییر وبیانات الممارسة من المنطقة التی تختارها وتبدأ فی جمع الأدلة التی توضح المستوى الذی تعمل فیه الجامعة حالیًا، ویمکن أن تکون الأدلة کمیة ونوعیة - على حد سواء- یتم جمعها من مجموعة من المصادر التی تشمل المعلمین والطلاب وأولیاء الأمور والإدارة والفصول الدراسیة وغیرها من المصادر ذات الصلة.

(3)  الخطوة الثالثة، تحلیل الأدلة وبناء الأحکام: تقوم الجامعة بتحلیل المعلومات وتقییمها مقارنة ببیانات الممارسة التی یتم تقییمها بعد جمع کل الأدلة اللازمة، کما تقوم الجامعة بعد ذلک باستخلاص النتائج وبناء الأحکام فیما یتعلق بکیفیة مقارنة الممارسات الحالیة مع بیانات الممارسة الفعالة فی إطار التعلیم الرقمی.

(4)  الخطوة الرابعة، کتابة خطة التعلیم الرقمی ومشارکتها: یتم بعد تحلیل البیانات وإصدار سلسلة من الأحکام فیما یتعلق بممارسات التعلیم الرقمی، حیث تقوم الجامعة بإنشاء خطة تعلیم رقمی الخاصة بها. ویجب أن توفر الخطة الأساس للمناقشة والتفکیر بین أعضاء هیئة التدریس والإدارة وغیرهم فیما یتعلق بدور التقنیات الرقمیة فی المجال المختار للترکیز علیه.

(5)  الخطوة الخامسة، بدأ تنفیذ خطة التعلیم الرقمی: بعد أن وضعت خطة التعلیم الرقمی، یجب أن تبدأ الجامعة فی تنفیذ الإجراءات المحددة، وأن یکون جمیع الموظفین المعنیین على درایة بالإجراءات التی یجب اتخاذها على مستوى عضو هیئة التدریس الفردی والمدرج وقسم المواد ومستوى الجامعة بأکملها. کما یجب أن تصبح هذه الإجراءات جزءًا من عملیة التعلیم والتعلم العادیة.

(6)  الخطوة السادسة، متابعة الخطوات المنفذة وتقییم تأثیر هذه الخطوات: یجب مراقبة الإجراءات بشکل مستمر لتقییم تأثیرها على ممارسات التعلیم والتدریس والتقییم، وأیضا ستحتاج الجامعة إلى اتخاذ قرار، ما إذا کانت الأهداف والإجراءات واقعیة أو تحتاج إلى تغییر؟

       ومن ثم فإن الأدلة التی تم جمعها یجب أن تنبئ نتیجة للمراقبة المستمرة عن المرحلة التالیة من خطة التعلیم الرقمی وتؤثر علیها أو یمکن أن تؤدی إلى تحدید جانب جدید من التعلیم الرقمی الذی ترکز علیه الجامعة. وفی النهایة فإن هدف الجامعة هو تعزیز ممارسات التعلم فی جمیع مجالات الحیاة الجامعیة.

ب - التوجه نحو الإدارة الرقمیة:

تمثل الإدارة الرقمیة Digital Management أسلوب عمل مفتوح لتسییر الأعمال والأنشطة الجامعیة، وتختلف عن کل الأسس والمبادئ والآلیات فی الإدارة الحدیثة ذات المنهج المکانی الضیق. کما أنها تمثل فلسفة عمل جدیدة تماما ومنظورا حدیثا، وتتکون الإدارة الرقمیة من متغیرات أساسیة تلعب تکنولوجیا المعلومات والاتصالات وإداراتها دورا أساسیا فیها وهذه المتغیرات هی: استراتیجیة الجامعة والأفراد وثقافتها، وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی إطار من البیئة المتفاعلة الداخلیة من خلال الشبکة الداخلیة Intranet والبیئة السریعة التغیر من خلال الشبکة الخارجیة Extranet (ضحاوی، الملیجی، 2010، 38).

جـ - التدریب الإلکترونی للموارد البشریة:

یعد التدریب الإلکترونی للموارد البشریة نظاما تفاعلیا للتعلم عن بعد یقدم وفقا للطلب، ویعتمد على بیئة رقمیة متکاملة من أجل بناء المحتوى التدریبی وإرساله عبر الشبکة مع توفیر الإرشاد والتوجیه وإدارة المصادر والعملیات وتقویمها. حیث إنه یتمیز بالعالمیة والشمولیة والتفاعلیة والتکاملیة والتنوع والمرونة والتحدیث المستمر، فهو یوفر الوقت والتکلفة، ویصل إلیه المتدرب من أی مکان وفی أی وقت؛ لیصقل مهاراته ویجددها ویطورها من خلال التعاون والمشارکة التی أتاحتها أدوات وخدمات الإنترنت (صلاح الدین، الغول، 2019، 56،60).

وتعد الفائدة الحقیقیة من التکنولوجیا الرقمیة هی إثراء عملیة التدریب لدى الأفراد فی مستوى عال من المهارات المعرفیة، فالتکنولوجیا الرقمیة توفر مداخل حدیثة لعملیة التدریب الإلکترونی، وتتم عملیة التدریب فی إطار ثقافی یرتبط بالبیئة المحیطة، والرسالة الأساسیة، أنه لا یمکن تغییر الثقافة ولکن یمکن تعلمها واکتسابها من خلال آلیات التدریب الإلکترونی (Nicholson(et.als) , 2005, xiii).

          د - توفیرالموارد والدعم:

        إن عملیة التحول الرقمی عملیة مکلفة مادیا، وتعد هذه التکلفة من أکبر المتطلبات التی قد تکون حجر عثر لکثیر من الجامعات. حیث تتطلب معدات وبرمجیات، وتدریب الکوادر البشریة على عملیات المسح الضوئی، وضبط الجودة، وإنشاء معاییر المیتاداتا لذلک یجب على الجامعات التى ترغب فی رقمنة مجموعتها أن تجیب عن السؤالین التالیین: ما التکلفة المادیة لعملة التحول الرقمی؟، وهل تستطیع الجامعات باعتمادها على قدرتها الذاتیة؟ (یس، 2018، 27).

        وهناک حاجة إلى مجتمع یدعم الانتقال إلى الرقمیة، وقد أنشأت الجامعات التی تقود هذه المبادرة الرقمیة مراکز رقمیة أو مراکز قیادة وسائل الإعلام الاجتماعیة فی قلب الحرم الجامعی لتکون بمنزلة نقطة مرکزیة للمجتمع الرقمی. وهذا بدوره یوفر الدعم والمشورة اللازمة للأکادیمیین والموظفین الذین یقل ارتیاحهم لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعیة فی سیاق أکادیمی. وهذا النهج یتضمن أفضل الممارسات والسیاسات والسلوکیات دون الحاجة إلى عملیة بیروقراطیة مفرطة أو أن یشعر الأفراد أنهم یخضعون للمراقبة PWC, 2015, 9) ).

       یتبین مما سبق مدى أهمیة المتطلبات السابقة فی التحول الرقمی للجامعات، إلى جانب أهمیة التدریب وإعادة التنظیم وعقد الشراکات مع المؤسسات المنتجة لتکنولوجیا والجامعات ذات الخبرة من خلال قیادات إداریة قادرة وذات کفاءة على إنجاز التحول.

4-   عوامل نجاح تطبیق التعلیم الجامعی الرقمی:

          یتطلب تطبیق التعلیم الرقمی فی الجامعات توفیر بیئة رقمیة مناسبة لحدوث عملیة التعلم، بحیث یتم فیها تطویع التکنولوجیا الحدیثة، إلى جانب فهم ودرایة واعیة للقوة الرقمیة وکیفیة الاستفادة منها، حیث یرتبط بالانتشار الواسع لوسائل الاتصال عبر الإنترنت والهواتف الذکیة والمحمولة والأجهزة اللوحیة التى یمکن أن توفر أسالیب متجددة لتعلیم الطلاب وتعزیز مشارکتهم فی العملیة التعلیمیة.   

         وتتمثل تلک العوامل فیما یلی:

أ‌-        الترویج للثقافة الرقمیة المدمجة فی الجامعة، حیث یعد دمج مختلف الجهات التعلیمیة الفاعلة فی الحصول على دور جدید، مثل: المکتبات الجامعیة، أمرًا أساسیًا لدعم البحث المفتوح، أو استخدام ونشر الموارد التعلیمیة والمستودعات المفتوحة المؤسسیة (Aretio , 2018, 113).

 

ب‌-    فهم الرقمنة وتأثیراتها التحویلیة، فهناک اعتقاد خاطئ شائع حول الرقمنة بأنها استخدام التقنیات والأدوات الجدیدة فقط فی العملیات التجاریة. إلا أن الحاجة الأساسیة لمؤسسات التعلیم العالی تعنی فهم الدور الأوسع للرقمنة فی جمیع أنحاء المؤسسة دون الترکیز فقط على شراء التقنیات الحدیثة (Khalid (et.al) , 2018, 269).

جـ- التهیئة والتطویر للبنى التحتیة. حیث إن معظم الإدارات الجامعیة التى دخلت العصر الرقمى والتحول نحو الإدارات والأسالیب الرقمیة کافحت وسعت جاهدة لتطویر محتوى البنیة التحتیة والأخذ بمزایا تکنولوجیا المعلومات وأدوات الاتصال (جلبان، التیر، 2016، 225).

د- العمل على وجود نظم إداریة مرنة ومبتکرة تهتم بالعلم والتکنولوجیا الرقمیة. حیث إن نقطة البدایة المنطقیة التی یجب أن تتمحور علیها استراتیجیات الجامعات تکمن فی بناء قاعدة من المعلومات والتقنیات الرقمیة، وإتاحة الوقت کی تنمو وتساعد على استمرارها؛ لأن التحدى الذی یواجه الجامعات هو کیفیة التوافق مع کم المعلومات والتقنیات الحدیثة الهائل الذی یجتاح العالم فی عصر المعلومات، وعلیها أن تدرک أن تطور المعلومات والتقنیات تمثل القدرة على تکوین أنظمة معلوماتیة وتقنیة تخدم عمل الجامعات وتکون موازیة لمصادر المعلومات التى تغزو من الخارج (فارس، 2011، 32).

هـ - القیادة والدعم الإداری: تمثل المفتاح الإداری الرئیس لنجاح الإدارة أو فشلها، کما أن التزام الإدارة یعد أمرا ضروریا بدعم تطبیق نقاط استراتیجیات الجامعة ومتابعة القیادة للرقمنة، ویتم تطویر ممارسة القیادة للتحول الرقمی على النحو التالی: تأطیر التحدی الرقمی من خلال صیاغة رؤیة تحویلیة رقمیة یمکن للفریق الالتفاف حولها، وأیضا بناء الوعی بالفرص والتهدیدات الرقمیة (Khan, 2016, 9).

و - التأهیل والتدریب لأعضاء هیئة التدریس والإداریین على استخدام التقنیة الرقمیة والتعرف على مستجدات العصر فی مجال التعلیم، وبناء أنظمة وتشریعات تسهم فی دعم العملیة التعلیمیة بشکلها المعاصر من ناحیة، وتکون قادرة على إدارة عملیة التعلیم بشکلها الجدید (حنا، 2010، 58).

ز- الوعی بالتقنیات الرقمیة ودراستها، وهذا  الوعى أمر ضروری لکی یتم تحدید خصائصها وإمکاناتها وفوائدها والأهداف والتطلعات التى یمکن أن تحققها ومعوقاتها وسبل التغلب علیها وإجراءات نشرها وتنفیذها (العنقری، 2008، 444).

ح - الاستفادة من مزایا وسائل التواصل الاجتماعی،حیث یتطلب أن یکون لمؤسسات التعلیم العالی حضور ثری فی وسائل التواصل الاجتماعی، وتمکینهم من الظهور والمشارکة على قنوات التواصل الاجتماعی، وذلک عن طریق تحدیث الموقع الإلکترونی للجامعة، ومن المستحسن أن یدعم المجتمع هذا الانتقال ویحافظ علیه من خلال إنشاء مراکز قیادة الوسائط الاجتماعیة أو المراکز الرقمیة لتکون بمثابة نقطة محوریة للمجتمع(Khalid (et.al) , 2018, 270).

         یتبین مما سبق مدی تعدد العوامل اللازمة لنجاح تطبیق التعلیم الجامعى الرقمى. بالإضافة إلى ذلک فإن مفتاح النجاح الدائم فی مجال التعلیم الرقمی وجود استراتیجیة فاعلة مدعمة بتطبیقات ماهرة رقمیة لأدوات تمکینیة تنشر العدید من الموارد التعلیمیة، إلى جانب ضرورة العلم بأن التعلیم الرقمی لیس هدفا - فی حد ذاته - یلزم على الجمیع إتقانه وتصمیمه وتطویره، وإنما ینبغی على الجمیع إتقان استخدامه وتطویعه فی منظومة التعلیم العالی.

          بعد تناول الأدبیات المتعلقة بالتعلیم الجامعی الرقمی یتم عرض الجامعة الرقمیة فی المکسیک وفرنسا وتونس وذلک على النحو التالی:

ثالثا -الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک:

           یتم عرض الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک من خلال ما یلی:

1-   العوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک:

        الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک لا یمکن أن تکون نظاما اجتماعیا مستقلا وقائما بذاته، وإنما تکون جزء من مجتمع تؤثر فیه وتتأثر بظروفه الثقافیة والاجتماعیة على النحو الآتی:

أ‌-      العامل الجغرافی:

         تقع الجمهوریة المکسیکیة فی الأمریکتین. بسبب موقعها الجغرافی فهی تنتمی إلى کل من الجزء الشمالی من القارة وأمریکا الوسطى، واسمها الرسمى الولایات المتحدة المکسیکیة تعرف باسم المکسیک (بالإسبانیة: México)، وتنظم المکسیک من 32 کیانًا اتحادیًا (31 ولایة ومقاطعة فیدرالیة واحدة)، ویحدها من الشمال الولایات المتحدة ومن الجنوب والغرب المحیط الهادئ ومن الجنوب الشرقی کل من غواتیمالا وبلیز والبحر الکاریبی ومن الشرق خلیج المکسیک. وتتکون من سطح قاری وجزر تضیف معًا مساحة إجمالیة قدرها 5 114 295 کم2، ویوجد فی المکسیک أکثر من ثلاثة آلاف جزیرة فی المنطقة الاقتصادیة، بالإضافة إلى تلک الموجودة فی الأنهار والبحیرات والسدود أو الصخور التی لیس لها اسم ویتم تحدیدها بواسطة الإحداثیات الجغرافیة ویبلغ إجمالی مساحتهم حوالی 5127 کم 2. (Martínez, (et.als), 2010, 6-7)

         والمکسیک بلد منظم إداریاً فی شکل اتحاد ویتألف من 32 ولایة (31 ولایة، ومقاطعة فیدرالیة واحدة)، وتتمیز بامتداد سواحلها التی ترسم الحدود الطبیعیة للإقلیم، وهی المحیط الهادی (7338 کم من السواحل) وخلیج المکسیک والبحر الکاریبی معاً (یمثل کلاهما 2805 کم من السواحل) والتی هی مجتمعة تعنی ما مجموعه 10.143 کم. والسواحل القاریة فی الأراضی المکسیکیة -بشکل عام -صعبة للغایة، حیث توجد الهضاب الکبیرة والودیان (بحوالی 8% من الأراضی الوطنیة)، والسهول الواسعة والهضاب العالیة والسلاسل الجبلیة (أکثر من 56%من الأراضی الوطنیة). وهناک عامل آخر یمیز المکسیک عن تجربة الدول الأخرى وهو أن السکان لا یمیلون إلى الإقامة على الحواف الساحلیة، ومن ثم فإن حدود البحر تتمیز بکثافة سکانیة أقل عن باقی أنحاء الدولة (esquivel, 2000, 10,14) .

           یتبین من طبیعة العوامل الجغرافیة لدولة المکسیک أن لدیها جغرافیا صعبة، تهیمن علیها الصحاری والجزر والبحیرات والسدود، حیث لا یمکن إنشاء مراکز إنتاجیة أو مدن کبیرة. کما أن سکان المکسیک منتشرون فی مناطق متباینة، ولا یوجد توازن جید بین مکان تجمعات السکان والتواصل بینهم داخل البلاد بسبب العامل الجغرافی مما یوضح أهمیة الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک التى تعمل على توسیع فرص الوصول إلى التعلیم العالى لعدد أکبر من الأفراد وفقا لمعاییر المساواة وإمکانیة الوصول إلى مناطق واسعة من الدولة.

ب‌-  العامل السیاسی:

 

          الولایات المکسیکیة المتحدة هی جمهوریة فیدرالیة تقوم على أساس دیمقراطیة رئاسیة، السلطة التنفیذیة بموجب الولایة الدستوریة ، ورئیس الدولة هو رئیس الحکومة، وأیضا القائد الأعلى للقوات المسلحة، وینتخب الرئیس بالاقتراع الفعلی ولا توجد إمکانیة لإعادة انتخابه، وفترة الحکومة 6 سنوات، والسلطة التشریعیة المکسیکیة هی فی أیدی کونغرس الاتحاد الذی ینقسم إلى مجلسین: مجلس النواب ومجلس الشیوخ فی الجمهوریة، ویضم مجلس النواب 500 نائب منهم 300 ینتخبون بالاقتراع الشعبی و200 ینتخبون بالتمثیل النسبی، وینتخب مجلس الشیوخ للجمهوریة أعضائه من خلال التمثیل النسبی ، حیث ینتخب 32 عضوا من أصل 96 عضوًا کل عامین ، والأحزاب السیاسیة الرئیسة فی المکسیک لدیها نظام متعدد الأحزاب، والانتقال من التعددیة الدیمقراطیة حول مرکز القوة السیاسیة من السلطة التنفیذیة إلى المجموعات التشریعیة والإقلیمیة. الأحزاب الوطنیة الرئیسة الثلاثة هی: الحزب الثوری المؤسسی، وحزب العمل الوطنی، وحزب الثورة الدیمقراطیة إلى جانب أحزاب أخری https://es.portal.santandertrade.com, 2019)).

      وازدادت الطبیعة التنافسیة للنظام السیاسی فی المکسیک مع بروز منافسین للحزب الثوری المؤسس، الیمینی مثل: حزب العمل القومی، والیساری مثل: تحالف من أجل الخیر للجمیع الذى ضم أحزاب الثورة الدیمقراطیة والعمل والتلاقی، وقد فاز مرشح الحزب الأول فی الانتخابات الرئاسیة بالفعل مرتین فی عامین 2000، 2006 کما کاد أندریه مانیویل لوبیز أوبرادو مرشح التحالف الیساری أن یفوز فی الانتخابات فی سنة 2006م. إلا أن سرعة التحول الاجتماعی والاقتصادی أضعفت من نفوذ العائلات التی کانت تعتمد فی علاقاتها بجهاز الدولة ( السید ، 2010، 56).

        وتهدف الأحزاب السیاسیة إلى تعزیز مشارکة الناس فی الحیاة الدیمقراطیة والإسهام فی تکامل أجهزة التمثیل السیاسی کمنظمات للمواطنین من أجل تمکینهم من الوصول إلى ممارسة السلطة العامة وذلک وفق البرامج والمبادئ والأفکار التی یفترضونها ومن خلال الاقتراع، وتوجد قواعد لضمان التکافؤ بین الجنسین فی الترشیحات للنواب المحلیین وأعضاء مجالس المدن. ویمکن للمواطنین تشکیل أحزاب سیاسیة والانضمام بحریة وفردیة معهم دون تدخل المنظمات المدنیة أو الاجتماعیة أو النقابیة الوطنیة أو الأجنبیة أو ذات غرض اجتماعی مختلف عن إنشاء الأحزاب. (C.C. Diputados Secretarios de LA, Artículo5, 2017, 16)

          یتضح مما سبق أن المکسیک جمهوریة فیدرالیة تقوم على الدیمقراطیة الرئاسیة. کما أن لدیها نظام متعدد الأحزاب، ومن ثم انعکس الانتقال إلى التعددیة الدیمقراطیة على إدارة الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک، وتحقیق استقلالیة الجامعة، حیث تتمتع الجامعة باللامرکزیة فی إداراتها والنواحی المالیة، إلى جانب احترام حریة أعضاء هیئة التدریس والبحث الحر ومناقشة الأفکار؛ لتحدید خططهم والبرامج الدراسیة، ووضع شروط القبول والترقیة ودوام أعضاء هیئة التدریس، بحیث یتفقون مع الحکم الذاتی ، وحریة الاستاذ الجامعى وتحقیق أهداف الجامعة.

 

 

جـ- العامل الاقتصادی:

         المکسیک واحدة من أکبر الاقتصادات فی العالم وتعدّ قوة إقلیمیة ومتوسطة، ویقع على عاتق الدولة مسئولیة تحقیق التنمیة المتکاملة للشعب مما یضمن تعزیز سیادتها ونظامها الدیمقراطی، وهذا من خلال القدرة التنافسیة ودعم النمو الاقتصادی، وهی سیاسة للتنمیة الصناعیة التی تشمل الجوانب القطاعیة والإقلیمیة والعمالة وتوزیع أکثر عدلا للدخل والثروة والسماح بممارسة کاملة للحریة وکرامة الأفراد والجماعات والطبقات الاجتماعیة. کما أن القدرة التنافسیة یتم فهمها على أنها مجموعة من الشروط اللازمة لتحقیق أکبر للنمو الاقتصادی، وتشجیع الاستثمار وتوفیر فرص عمل لائقة وجیدة. إلى جانب أن التطویر یعتمد على الاستخدام المستدام للموارد الطبیعیة ورعایة سلامة النظم الإیکولوجیة، وتعزیز التوازن العادل للعوامل الاجتماعیة والاقتصادیة حتى لا یتعدى على احتیاجات الأجیال القادمة. (C.C. Diputados Secretarios de LA, Artículo5, 2017, 20)  

          ورکزت دولة المکسیک على تقدیم حوافز لتشجیع الشرکات على تطویر أسواق الصادرات ودعم العمالة فی اکتساب المهارات وتعلیم الملائمین من أجل الحصول على وظائف فی هذه المجالات الجدیدة الأخذة فی التوسع. بالإضافة إلى الترکیز على إیجاد بیئة اقتصادیة مستقرة ومناخ موات لممارسة الأعمال، وتمکنت من زیادة تطور صادراتها عن طریق الترکیز على تجمعات صناعیة محددة أدت إلى النهوض بمستوى التکنولوجیا ونجحت عموما فی تنویع الاقتصاد (فاتح، السعید، بوبکر، 2017، 85-86).

       مما سبق یتبین أن الاقتصاد المکسیکی متنوع بما فی ذلک صناعات التکنولوجیا الفائقة وإنتاج النفط واستغلال المعادن والتصنیع. مما جعل الدولة تزید من الدعم والإعانات التی تمنحها الحکومة الفیدرالیة والولایة - فی حد ذاتها-  أو من قبل وکالاتها إلى الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک وذلک ساعد الجامعة فی توفیر أحدث التقنیات الحدیثة اللازمة لتحقیق الکفاءة والجودة فی العملیة التعلیمیة، بالإضافة إلى تنوع الخدمات والأنشطة التى تقدم للطلاب. کما أدى ذلک إلى توسع الجامعة وتزوید الطلاب من أماکن مختلفة من ولایة المکسیک بعرض أکادیمی مع برامج فی المستویات العلیا والمتوسطة والتی تتضمن أشکالًا مبتکرة من الدراسة مع منظور الاستدامة والتنمیة.

د‌-    العامل التکنولوجی:

         أصبحت المکسیک واحدة من أسرع مراکز التکنولوجیا نمواً فی أمریکا اللاتینیة مع استثمار أکثر من ملیار دولار فی رأس المال الاستثماری فی البلاد فی عام 2015م، ومعظم هذه الاستثمارات فی رأس المال الاستثماری بدأت فی الولایات المتحدة حیث تصدر جالیسکو 21 ملیار دولار سنویًا من المنتجات والخدمات التقنیة وذلک وفقًا لوزارة الابتکار فی الولایة. کما أنه لیس من المستغرب أن تستعد المکسیک لظروف العمل المثالیة لتطویر الأعمال والتکنولوجیا الناشئة لقربها من الولایات المتحدة. إلى جانب وجود جیل من العمال المثقفین المهرة الذین یجیدون اللغة الإنجلیزیة والتقنیات الجدیدة (Wittman , 2017).

         وحققت المکسیک درجة عالیة من التقدم التکنولوجی وذلک نتیجة أجهزة الکمبیوتر الحدیثة والهواتف الذکیة والأجهزة اللوحیة والبنیة التحتیة الحدیثة المنتشرة بالدولة، کما أن تقدمها التکنولوجی یمکن مقارنته مع أی بلد آخر. ولکنه أدى إلى نواحی إیجابیة وأخرى سلبیة، فقد أدى إلى فعالیة وکفاءة العملیة التعلیمیة. إلا أن التکنولوجیا تزید من الفجوة بین الطبقات الاقتصادیة المتوسطة والمنخفضة. حیث أدت التکنولوجیا إلى المزید من عدم المساواة فی المکسیک (www.lcps.org/cms/lib4, 2019) .

            وتجدر الإشارة إلى أن قطاع تکنولوجیا المعلومات والبرمجیات شهد تطورا متمیزا بجودة القوى العاملة والمجموعات وانخفاض تکالیف التشغیل، مما أثر على التقنیات الرقمیة المستخدمة فی الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک، حیث جعل نظام التعلیم فی الجامعة مبتکرا ، ووفر مختلف المجالات التی توفرها تقنیات المعلومات والاتصالات الجدیدة لکل الطلاب. إلى جانب أن الجامعة تعمل على تسریع قدرتها فی إیجاد طرق لاکتساب العلوم والتکنولوجیا التی تلبی احتیاجات المجتمع، کما أن الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک تتیح عددًا أکبر من المساحات التعلیمیة للمجتمع المستهدف، وتقلل من التکالیف ، وتفتح الفرص للأشخاص ذوی القدرات المختلفة ، وتوفر منظورًا للتکیف مع الطلاب.

2-   نشأة جامعة ولایة المکسیک وتطورها:

           أنشئت مجتمعات التعلیم الرقمی بالتعلیم العالی فی المکسیک رسمیا فی عام 2012م مستفیدة من التجربة الفرنسیة (UNT، FUN)، وتهدف هذه المجتمعات الرقمیة إلى مشارکة المحتوى التعلیمی بین المؤسسات المکسیکیة، ووضع موارد تعلیمیة مجانیة عبر الإنترنت لجمهور واسع. وتقدم المکسیک إمکانات هائلة للتعاون الجامعی، وتنمی الطلاب کجزء من خطة التنمیة الوطنیة (Ministere des affaires etrangeres et du developpement International ,2015, 9)

        وبموجب مرسوم صادر عن السلطة التشریعیة للدولة نُشر فی الجریدة الرسمیة للحکومة فی 27 ینایر 2012 م، تم إنشاء الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک کهیئة عامة لامرکزیة مع موظفیها القانونیین وممتلکاتها والتی تهدف إلى تدعیم التعلیم العالی  من أجل تشجیع اکتساب المهارات اللازمة للالتحاق بالجامعات، والاستفادة منها فی القطاع الإنتاجی، بالإضافة إلى تدریب المهنیین المطلوبین لتطویر الدولة الوطنیة (Lerdon , 2014, 1, 2).

            وتم إعداد مساحة افتراضیة تتجاوز الحدود مع إنشاء الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک؛  لتزوید الطلاب من مختلف أنحاء البلاد بعرض أکادیمی مع برامج فی المستویات العلیا، وتتضمن أشکالًا مبتکرة من الدراسة مع منظور الاستدامة والتنمیة وذلک باستخدام تقنیات المعلومات والاتصالات فی البیئات الافتراضیة کمورد أساسی من خلال هذا العرض الأکادیمی، وتوفر الجامعة عددًا أکبر من المساحات التعلیمیة للمجتمع المهتم، وتقلل التکالیف وتفتح الفرص للأشخاص ذوی القدرات المختلفة، وتوفر منظورًا للتکیف مع الطلاب (Universidad Digital del Estado de México(UDEM), 2019a).

          وتتمثل رؤیة الجامعة فی أنها مؤسسة للتمیز الأکادیمی، حیث تتفاعل العناصر التی تدمجها وتتصل بها وتُکملها فی سیاق اجتماعی عالمی باستخدام التکنولوجیا الجدیدة للمعلومات والاتصالات من أجل توسیع فرص الوصول والمساواة فی مستویات التعلیم العالی لأولئک الذین یطلبون خدمة تعلیمیة فی مناطق مختلفة من الکیان المکسیکی. وأیضا تعمل الجامعة على تحقیق رسالتها فی تنظیم وتنسیق والإشراف على الجودة والاستدامة ، بالإضافة إلى فعالیة خدمات التعلیم العالی فی ولایة المکسیک من أجل توفیر فرص فی إطار مخططات مبتکرة وحدیثة تؤدی إلى تطویر تشکیل الافراد بما یتوافق مع العلم والتکنولوجیا من أجل تحقیق التقدم للدولة والمجتمع.(UDEM, 2019b)

 

         وترکز الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک جهودها لتحقیق رؤیتها ورسالتها المؤسسیة من أجل تحقیق معاییر الجودة، وتعزیز التطویر المهنی المستمر والتعلم مدى الحیاة والتنفیذ لأسالیب التعلم الجدیدة، واستخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات الجدیدة والتعاون الأکادیمی بین المؤسسات. مما جعلها تعزز العمل التعاونی مع المؤسسات الأکادیمیة، مثل: الجامعة الوطنیة المستقلة فی المکسیک (UNAM)، ومرکز البلدان الأمریکیة للدراسات المتقدمة (CEPES) وجامعة سان لویس بوتوسی المفتوحة، والتی تحقق التدریب التعلیمی للمجتمع الطلابی. (UDEM ,2019c)

         وطبقت الجامعة استراتیجیة رائدة من حیث الشفافیة والانفتاح الحکومی. بالإضافة إلى تدریب الطلاب على النزاهة من خلال تطویر المهارات العامة والقدرات اللازمة لمواجهة التحدیات التی تواجه المجتمع، وکذلک التسجیل فی الدراسات العلیا، وزیادة فرص دخول عالم العمل. وبهذه الطریقة یرکز النموذج التعلیمی للجامعة على التعلم الذاتی من أجل تلبیة الطلب على التعلیم العالی والتعلم عن بعد فی ولایة المکسیک والذی تعمل من أجله فی اتفاقیات تعاون تقدم حالیًا درجة البکالوریوس ودرجة الماجستیر وحتى الدکتوراه عبر الإنترنت. کل هذا من خلال نظام تعلیمی مبتکر والذی یضطلع بالمجالات المختلفة التی توفرها تقنیات المعلومات والاتصالات (UDEMEX, 2019a).

          یتضح مما سبق أن نشأة الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک ترجع إلى الجهود التی قامت بها حکومة المکسیک من حیث تطویر استراتیجیة رقمیة وطنیة لتشجیع اعتماد وتطویر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات وتعظیم الفوائد الاقتصادیة والاجتماعیة للبلاد، وأنشأت سیاسة الدمج الرقمی الشامل کشرط من متطلبات الدولة مع هدف توصیل 85٪ من المؤسسات الصغیرة والمتوسطة الحجم بالإنترنت من أجل تنمیة الاقتصاد الرقمی.

         ویتسم التعلیم الرقمی فی الجامعة الرقمیة لولایة المکسیکبالخصائص الآتیة:http://monitor.icef.com/2013(

أ‌-  یرکز النموذج التعلیمی للجامعة الرقمیة لولایة المکسیک على نمط التفاعل بین العناصر التی تدمجها وتکمل بعضها البعض ضمن سیاق اجتماعی.

ب- تصبح المواد والموارد التعلیمیة عبر الإنترنت بمثابة دعم للمحتویات التی یطورها أعضاء هیئة التدریس.

جـ- تصمیم کل محتوى تعلیمی فی مجال التطبیق الخاص به؛ لتشجیع الطلاب على تطویر المعرفة والمهارات للعمل والحیاة الفردیة والعمل الجماعی.

د- تتنوع الاستراتیجیات التعلیمیة من خلال استخدام التطبیقات التکنولوجیة، حیث إن کل مادة لها استراتیجیات للتدریس والتقییم.

هـ- تعزیز الإبداع والابتکار من خلال تحفیز وتنمیة التفکیر العلائقی والنظامی.

و- تساعد المتعلم على اکتساب المعرفة ذاتیا، فیقوی لدیه فکرة التعلم الذاتی، فحوالی 40 ملیون مکسیکی، معظمهم من 18 إلى 34 عامًا، یستخدمون الإنترنت یومیًا.

            تجدر الإشارة مما سبق إلى أن الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک تعمل من أجل الانتقال الضروری إلى مجتمع المعرفة الرقمی. وتطویر مهارات الطلاب على استخدام التقنیات الحدیثة أثناء التعلم، بحیث تتلاءم مع مهارات القرن الحادی والعشرین والمهارات الرقمیة اللازمة للوصول إلى أعلى المعاییر المهنیة الوطنیة والدولیة.

         وتهدف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک إلى دعم التعلم عن بعد بالوسائل التکنولوجیة التی تتیح لکل الفئات السکانیة الوصول إلى البرامج التعلیمیة الرسمیة المختلفة لجمیع المستویات، وتتحدد الأهداف کالآتی (Hernández, 2012, 2, 3)

(1)  تنظیم وتطویر والإشراف على خدمات التعلیم العالی التی تقدمها ولایة المکسیک، فی المسارات غیر المدرسیة والمختلطة وفی فروعها المفتوحة.

(2)  تسهیل الوصول إلى التعلیم العالی لجمیع المراکز السکانیة فی الکیان من خلال نماذج أکادیمیة جدیدة، وبناءً على التعلیم الرقمی الجید الذی یسمح بما یلی:

  • تدریب الرجال والنساء لکی یصبحوا على درجة عالیة من المسئولیة تجاه المجتمع ومکان العمل على أساس القیم.
  • العمل على مواجهة التحدیات الجدیدة للطالب الجامعی فی سیاق التدویل والمنافسة.
  • إنشاء البرامج الأکادیمیة ذات الصلة والمرتبطة على نطاق واسع بالاحتیاجات، وتوفیر أداة لبناء مستوى معیشة أفضل للطالب وأسرته.

(3)   تطویر تعلیم إنسانی یتوافق مع العلم والتکنولوجیا وملتزم بتقدم الدولة.

(4)   تعزیز إبداع المتعلم، وتحفیز الفضول والخیال والتفکیر النقدی والمبتکر لدى المتعلمین.

(5)   ربط التعلیم العالی مع القطاعات الإنتاجیة من أجل إعطاء أهمیة للعرض التعلیمی وتحفیز ثقافة تنظیم المشاریع.

(6)   بحث وتطویر التقنیات لتعزیز التعلیم الرقمی، والحضور بطریقة مناسبة وفقا للاحتیاجات الإقلیمیة للولایة.

(7)   تقدیم المشورة والخدمات المساعدة للإدارة العامة للدولة ومجالس المدینة وذلک حین تکلیفها بمهام التدریب والتطویر لموظفیها العمومیین.

        وتعمل الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک على تحقیق أهدافها من أجل الحصول على المزایا التالیة: تتقدم الجامعة بذاتها أو بالتنسیق مع الهیئات الأخرى بقطاع التعلیم فی الطرائق غیر المدرسیة والمختلطة، وإنشاء مراکز للدراسات والاستشارات والتقییم لتوفیر التعلیم العالی، وإعداد وتنفیذ خطط وبرامج التعلیم العالى وفقا للخصائص الإقلیمیة للولایة ووفقا للأحکام القانونیة (BOGELSM, 2012, 2).

         یتبین مما سبق مدى تفاعل العناصر التی تدمج فی سیاق تعلیمی رقمی تعاونی باستخدام التکنولوجیا الجدیدة للمعلومات والاتصالات من أجل توفیر فرص التعلیم لجمیع الطلاب الذین یریدون خدمة تعلیمیة فی مناطق مختلفة من الولایة المکسیکیة وبالتالی تولید شعور بالانتماء الجامعی، وتعزیز القیم التی تشکل النساء والرجال ذوی الکفاءات للحیاة والعمل.

3-   المحاور المختارة للجامعة الرقمیة لولایة المکسیک:

یتم تناول الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک من خلال المحاور التالیة:

أ‌-      الطلاب:

         یتم قبول الطلاب فی الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک وفقا للمتطلبات التالیة: (UDEM , 2019d)

(1)  إجراء التسجیل عبر الإنترنت.

(2)   دفع رسوم لاختبار القبول.

(3)  تنسیق التقاط الصور الرقمیة لمقدم الطلب وطباعتها (خلال 48 ساعة عمل بعد الدفع).

(4)  أداء اختبار القبول واجتیازه بنجاح عبر الإنترنت.

(5)  یطلب قبل إجراء اختبار القبول تسلیم المستندات التالیة إلى مرکز الدعم والتقییم أو مکتب التواصل:

  • شهادة المیلاد الحدیثة (الأصل).
  •  شهادة البکالوریا (الأصل ومعتمدة).
  • وصل الدفع الخاص باختبار القبول وشهادة الاجتیاز له (الأصل).
  • صورة حدیثة شخصیة للطالب ثم تنسیق التقاطها رقمیا (الأصل).
  •  الهویة الرسمیة مع تصویر نسخة منها.
  • استمارة التحقق من قبول الطالب بالجامعة.
  •  تسدید الرسوم وتمثل دفعة نصف سنویة للتسجیل.

 

         وتسعى الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک إلى الوصول لجمیع الطلاب فی الولایة، وتقدم لهم العدید من المزایا عبر الإنترنت دون جداول أو مقر محدد، حیث توفر البرامج الدراسیة بصفة مستمرة. بالإضافة إلى أن الجامعة تتیح منصة الدعم والخدمة التى تعمل على ضمان الجودة، وتوفر المحتوى الرقمى الخاص بکل طالب، إلى جانب أن المنصة توفر لهم خدمات الذکاء الاصطناعی https://businesscomputingworld.co.uk/t/udemex, 2019)).

       وتشجع الجامعة  الطلاب على أن یطوروا إمکاناتهم ، ویقوموا بتنفیذ تعلیمهم الأکادیمی مع استکمال إعداد کل منهم وفقا للاستراتیجیات التعلیمیة التی تؤدی إلى الجودة ، وتعد الاستقلالیة سمة أساسیة للتعلیم فی الجامعة، الأمر الذی یتطلب من الطلاب المسئولیة المطلقة فی تنظیم أعمالهم واکتساب المعرفة، بالإضافة إلى الوعی بتقنیات المعلومات والاتصالات والمواد التعلیمیة التی تساعد فی تعلم الطلاب، ویمکن طلب المساعدة من المشرفیین الداخلیین والخارجیین فی البیئة التعلیمیة للطلاب (UDEMEX, 2019b).

         ومن ثم تعمل الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک على تعزیز التحلیل والتفکیر عند الطلاب من خلال ما یلی: (UDEMEX, 2019c)

-        تطویر المعرفة والمهارات العملیة والحیاتیة.

-        استخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات والإدارة فی التعلم.

-        تنمیة مهارات التعبیر الشفوی والکتابی.

-        ممارسة القیم من أجل التعایش.

-        احترام البیئة والعمل على حل مشکلاتها.

-        الاندماج فی مجتمع المعرفة.

-        تشجیع الإبداع والابتکار.

          یتضح مما سبق أن الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک تعمل على تطویر المعرفة والمهارات العملیة والحیاتیة على المستویین الفردی والجماعی، وتعزز التحلیل والتفکیر النقدی الذاتی من أجل تنمیة الإبداع والابتکار لدى الطلاب، وتتمیز باستخدام دمج تکنولوجیا المعلومات والاتصالات والمرونة والقدرة على الدراسة الذاتیة. وهذا بدوره یکسب الطلاب مهارات البحث والتواصل والتفکیر النقدی، فضلاً عن إثراء قدراتهم على اتخاذ القرارات وتدریب المتخصصین اللازمین لتطویر الولایة.

ب‌-  أعضاء هیئة التدریس:

          تعمل الجامعة على تطویر مهارات أعضاء هیئة التدریس المعینین فی الجامعة ، بالإضافة إلى تحدید أدوارهم وحقوقهم ، وتحدید آلیات للکشف عن الاحتیاجات التدریبیة وتنفیذ الخطط والبرامج التدریبیة لأعضاء هیئة التدریس والموظفین الإداریین والإدارة الوسطى والعلیا من أجل الإسهام فی نموهم الشخصی، وإعداد کشوف المرتبات ودفع تعویضات عادیة وغیر عادیة للموظفین فی الوقت المناسب ، والمشارکة فی الأنشطة والإجراءات الهادفة إلى تعزیز المساواة فی المعاملة وإتاحة الفرص للنساء والرجال فی الجامعة Alvarez, 2017, 24) ).

          ویمارس أعضاء هیئة التدریس والمشرفون الرقمیون دورًا مهما، حیث یوفرون الدعم الاحترافی ویضمنوا إیجابیة التفاعل الذی یستند إلى مبادئ التعلم الافتراضی والمتواصل عبر الشبکات، وتعمل الجامعة من أجل تحسین عملیاتها التعلیمیة والوصول الذکی إلى البرامج ومنصة التمیز حتى یکون الحرم الجامعی الافتراضی الخاص بها مکانًا تملک فیه المعرفة، وتتعلم من خلاله المشارکة مع مجتمع الطلاب، وقبل کل شیء یمکن الطلاب من الاستمتاع بالمسار الرقمی (UDEMEX, 2019d).

           ویستخدم أعضاء هیئة التدریس الفصول الافتراضیة، حیث إنهم متخصصین فی البیئات الافتراضیة مع القدرة على تحقیق التبادلات التی تسهل حصول مجتمع الطلاب على المعرفة بلغة واضحة وبسیطة جدًا، إلى جانب أنهم یتغلبوا على حواجز الزمان والمکان، بحیث یشعر الطالب فی جمیع الأوقات بدعم الجامعة من خلال أستاذه. ویوجد لدى عضو هیئة التدریس ملف تعریف یقوم علی البیئات التربویة الافتراضیة التی تسمح لهم بما یلی: UDEM ,2019e) ).

(1)  إتقان وإدارة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات.

(2)  تعزیز العمل التعاونی.

(3)   توفیر جو من الثقة مع مجتمع الطلاب فی البیئات الافتراضیة.

(4)  تعزیز انتقال أثر المعرفة المکتسبة.

(5)   تحفیز المشارکة الفردیة والجماعیة.

(6)  تحقیق التواصل بطریقة مبتکرة ودینامیکیة.

(7)  استخدام لغة بسیطة وسهلة الفهم تحفز مشارکة الطلاب.

        ویتم تقدیر الدور الرائع الذی یقوم به أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الرقمیة، مما أدى إلى تعلیم الآلاف من الطلاب، فقد دعم رئیس الجامعة العرض التعلیمی وتقدیم المشورة للطلاب. کما منح ثمان جوائز للمنسقین والأساتذة الأکثر تمیزا للإنجازات، وأکد أنها جامعة المستقبل للعدید من الطلاب بسبب إتمامها العرض التعلیمی بنسبة 100% على الإنترنت (UDEMEX, 2019e)  .

         یتبین مما سبق أن الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک تلتزم من خلال دعم أعضاء هیئة التدریس بمواصلة التطویر، ومواصلة العمل ووضع مشروع ریادة الأعمال فی الجامعة حتى یتسنى للجمیع أن یعرفوا ویصبحوا جزءًا من الجامعة، إلی جانب إتاحة نموذج تعلیمی مبتکر لها وفی متناول الجمیع. وتمثل هذه الصورة الجدیدة تغییرا کبیرا فی الجامعة. بحیث تستجیب لتوقعات والتزامات المجتمع ولتعزیز التعلیم الرقمی کمحرک للتغییر الاجتماعی.

 

جـ- البرامج الدراسیة:

         صممت الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک ثلاثة خیارات جدیدة أکادیمیة للتدریب المهنی، والبرامج التنفیذیة فی إدارة المبیعات والحوسبة الإداریة والأمن العام والتی تتمیز بتصمیم مرن للمناهج الذی یسمح عرضه التعلیمی عبر الفصول الافتراضیة للطلاب بالتطویر فی المجالات المهنیة والعمالیة والاجتماعیة، وطورت الجامعة الإعداد التکاملی للطلاب من أجل توفیر المهنیین المحترفین القادرین على تطویر الاستراتیجیات وخطط المبیعات، وإعطاء الحلول السلیمة للطلبات والتعامل مع مفاهیم التسویق بشکل صحیح وتطبیقها فی الوقت المناسب من أجل تحقیق أهداف المبیعات داخل المنظمة، وتطبیق الموارد التکنولوجیة وبدائل الکمبیوتر التی تصل إلى الجودة والتمیز فی المبیعات، وإدخال صیانة السلع والخدمات المنشأة حدیثًا ضمن القدرة التنافسیة التجاریة والخدمیة ( (UDEM, 2019a.

        وأیضا تمنح الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک درجة لیسانس بالتعاون مع جامعة غوادالاخارا، کما یلی  (UDEMEX, 2019f)

(1)  لیسانس فی التطویر التربوی.

(2)  لیسانس فی علوم المکتبات وإدارة المعرفة.

(3)  لیسانس فی إدارة المنظمات.

(4)  لیسانس فی أمن المواطن.

(5)  -لیسانس فی التقنیات والمعلومات.

(6)  لیسانس فی الإدارة الثقافیة.

        وتجدر الإشارة إلى أنها تقدم درجة البکالوریوس أو اللیسانس بالتعاون مع جامعة ETAC، على النحو التالی: (UDEMEX, 2019g)

  • لیسانس فی إدارة الشرکات السیاحیة.
  • بکالوریوس فی إدارة الأعمال.
  • لیسانس فی التجارة الدولیة.
  • لیسانس فی علم الإجرام.
  • لیسانس فی الهندسة الصناعیة.
  • لیسانس فی هندسة أنظمة الکمبیوتر.
  • لیسانس فی التربیة.

        ویعد نموذج الجامعة الرقمیة فی ولایة المکسیک هو نمط تتصل وتتفاعل فیه العناصر التی تدمجها، وتکمل بعضها البعض ضمن سیاق اجتماعی. ویرتکز نموذج التدریس على أربعة أعمدة: UDEM ,2019f))

-         منصات التکنولوجیا الرقمیة. حیث تم تطویر منصة MéxicoX للدورات التدریبیة المفتوحة على الإنترنتMOOCs) ) ؛ فی ضوء الاستراتیجیة الرقمیة الوطنیة.

-         برامج سلیمة منهجیا.

-         نظم الدعم الوثائقی (العلمیة والتقنیة).

-         التعلم الذاتی.

          ویشتمل النموذج التعلیمی للجامعة الرقمیة فی ولایة المکسیک على دینامیات عملیة لتدریب الطلاب من خلال العلاقات الجدیدة بین التعلیم والتعلم، والتفکیر فی مجالات محددة وعملیة، وتمنح درجات البکالوریوس والماجستیر والدکتوراه التی تؤدى إلى تطویر القیم والکفاءات لدى الطلاب، حیث یوظف تکنولوجیا المعلومات والاتصالات (ICT) والتی تعمل على تنویع وتحسین جودة الخدمات التعلیمیة.

       ویتضمن الهیکل التعلیمی لهذا النموذج خمس جهات فاعلة رئیسة (UDEM ,2019f):

  • الطلاب: العناصر الأساسیة فی عملیة التعلم، والتی تهدف إلى بناء واستیعاب معارفهم الخاصة، والتی سوف تساعدهم فی تدریبهم على الحیاة والعمل.
  • المستشارون / الأساتذة: الذین یقترحون الأنشطة والموارد التی یمکن من خلالها دعم الطلاب لبناء المعرفة وتطویر الکفاءات.
  • المواد التعلیمیة: تتسم محتویات المناهج الدراسیة بالاستمراریة مما یدعم الطالب فی مساره الأکادیمی.
  • المناهج الدراسیة: یتم التخطیط للاستراتیجیات التی یجب أن نضعها لتمکین تدریب الطلاب، وفقًا لرسالة المؤسسة التعلیمیة.
  • التقییم: یتم تقییم درجة تطور کفاءة الطالب، وهدفه الرئیس یکمن فی تحسین وتطویر التعلم المستهدف.

      وتستخدم الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک العدید من التقنیات التعلیمیة التی تساعد على تسهیل تعلم الطلاب، وهی کالآتی: (UDEM , 2019g )

v     الاستبیانات: یقصد به نقل الطلاب إلى مناقشة المعلومات ذات الصلة بالموضوع وتحلیلها، والتی ستعمل لاحقًا کدلیل فی تطبیق تقییمهم عبر الإنترنت ویتم بناءه لبعض الأسئلة. وتتیح هذه التقنیة للطلاب:

  • البحث وبناء تعزیز المعرفة والمبادئ.
  • تحفیز التفکیر النقدی.
  • تطویر مهارات تحلیل وتولیف المعلومات.

 

v     التعلم القائم على حل المشکلات: یجب على الطلاب العمل فی مجموعات صغیرة، وتجمیع وبناء المعرفة لحل المشکلات والتی عادة ما تکون مستمدة من الواقع، وتسمح هذه التقنیة للطالب بـما یلی:

  • تطویر المهارات اللازمة لتحلیل وتوظیف المعلومات.
  • تدعیم المواقف الإیجابیة تجاه المشکلات.
  • تنمیة المهارات المعرفیة والتنشئة الاجتماعیة.

v     المشارکة فی المنتدیات: یضع عضو هیئة التدریس فی الاعتبار اختیار مواضیع النقاش المهمة للطلاب الذین یجب أن یشارکوا بنشاط فی الوقت الذی یرونه مناسبًا. وتوفر هذه التقنیة للطلاب:

  • المشارکة الفعالة.
  • مشارکة وجهات النظر.
  • تطویر المهارات المعرفیة والتنشئة الاجتماعیة.
  • الاطلاع على ردود الفعل من زملائهم أو أعضاء هیئة التدریس.

v     محادثة تعلیمیة: یقوم فیها عضو هیئة التدریس بالتواصل مع مجتمع الطلاب من خلال التواصل المتزامن بتشجیع التفکیر والتحلیل فی مواضیع محددة لموضوع معین. وتتیح هذه التقنیة للطلاب:

  • تبادل المعرفة ووجهات النظر.
  • تشجیع استخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات.
  • توضیح المفاهیم والتقدیر الذی تعلمه الطالب بشکل مستقل.

          ویتم إدارة البرامج التعلیمیة بهدف القیام بمتابعة وتنفیذ الأنشطة الأکادیمیة والتدریبیة والبحثیة والربط بین المستویات الثانویة العلیا والتعلیم العالی والتعلیم المستمر، وزیادة مستوى جودة الخدمات التعلیمیة التی تقدمها الجامعة، بحیث تؤدى عملیة التعلم إلى رؤیة للتحسین المستمر، والإسهام فی زیادة معدلات الاستخدام والکفاءة، وتعزیز التطویر والتصمیم بین مراکز الاهتمام والتقییم والتی تتیح أفضل عملیة لصنع القرار وتحافظ على عملیات التخطیط والتقییم من أجل زیادة عدد الطلاب المتقدمین (Alvarez, 2017, 18,19).

 

            یلاحظ مما سبق أن الجامعة الرقمیة فی ولایة المکسیک تمنح أکثر من 30 درجة لیسانس وبکالوریوس منها: ثلاث درجات بکالوریوس منذ إنشائها، بالإضافة إلى العدید من الدرجات الممنوحة باتفاق تعاون مع المؤسسات التعلیمیة بصلاحیة رسمیة، ومنها ست شهادات مع جامعة غوادالاخارا UDG))، وست درجات البکالوریوس مع الجامعة الوطنیة المستقلة فی المکسیک (UNAM). وذلک یوضح مدى التنسیق والتعاون مع الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک من أجل تحقیق الإجراءات التی تهدف إلى تصمیم وتنظیم البرامج المرنة والتکالیف التی یمکن الوصول إلیها، ویتیح تنوع العرض تغطیة التوقعات والاحتیاجات المختلفة لمواصلة الدراسات أو الشروع فیها بهدف وحید هو تحقیق الأهداف التعلیمیة المحددة.

د- الإدارة والتمویل:

        الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک لها وضعها القانونی وممتلکاتها غیر أنها تتمتع بالإدارة الذاتیة الکاملة فی نظامها الداخلی فی کل ما یتعلق بالجوانب الأکادیمیة والتقنیة والحکومیة والإداریة والاقتصادیة. حیث إن الجامعات المکسیکیة وغیرها من مؤسسات التعلیم العالی منحها القانون الحکم الذاتی والسیادة، وتضع سیاسات طویلة المدى وتنفذ الآلیات التی تعزز التطور العلمی والتکنولوجی للجامعة بما یسمح برفع مستوى معیشة السکان، ومکافحة الفقر وتوفیر فرص عمل (C.C. Diputados Secretarios de LA, Artículo5,2017, 7,8)

          ویوجد للجامعة الرقمیة لولایة المکسیک هیکل تنظیمی یسمح لها بتلبیة الطلب على التعلیم العالی، وکذلک تلبیة احتیاجات القطاع الإنتاجی فیما یتعلق بتدریب المهنیین الذین یسهمون فی حل المشکلات الإقلیمیة ، إلی جانب اهتمام إدارة الجامعة بإعادة الهیکلة الإداریة للجامعة من خلال إنشاء قسم التطویر الأکادیمی، وقسم تطویر وإنتاج المحتوى الافتراضی، وقسم إدارة شئون الموظفین، وتغییر اسم الإدارة الفرعیة لتکنولوجیا المعلومات إلى تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وقسم الصیانة ودعم النظم، وتلک التعدیلات التی من شأنها تعزز الوظائف وإعطاء توافق أکبر لمعظم الوحدات الإداریة فیما یتعلق بالمهام الأساسیة التی تؤدیها (Lerdon, 2014, 2)، ویمکن توضیح الهیکل التنظیمی للجامعة کما یلی:

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشکل (1) یوضح الهیکل التنظیمی للجامعة الرقمیة لولایة المکسیک

Source :( http://udemex.edomex.gob.mx, 2019).

         یلاحظ من الهیکل التنظیمی للجامعة أن مجلس الإدارة أعلى سلطة فی الجامعة ویتألف من: رئیس (وزیر التربیة والتعلیم)، و(رئیس الجامعة)، ومفوض (ممثل مکتب المراقب المالی)، وثلاثة ممثلین عن (وزارة المالیة، والقطاع الإنتاجی، والقطاع الاجتماعی)، کما یشتمل على ثلاثة نواب للشئون الإداریة والمالیة والأکادیمیة وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وأیضا یشتمل على أقسام للموارد والبرامج التعلیمیة والتطویر التکنولوجی.

         وتتمثل صلاحیات مجلس الإدارة فیما یلی: (Hernández,  2012, 4)

(1)   وضع السیاسات والمبادئ التوجیهیة العامة للإدارة الجیدة للجامعة.

(2)  اعتماد وتقییم برامج الجامعة وتعدیلاتها.

(3)  مناقشة وإقرار المشاریع الأکادیمیة للجامعة.

(4)  الموافقة على مشاریع خطط وبرامج الدراسة من حیث اللوائح القائمة علیها.

           ویتم تمویل الجامعة مما یلی: (Hernández ,  2012, 7)

  • الدخل الذی تحصل علیه من الخدمات المقدمة من خلال ممارسة صلاحیاتها.
  • الإسهامات والمشارکة والدعم والإعانات التی تمنحها الحکومة الفیدرالیة والولایة والبلدیة، فی حد ذاتها أو من قبل وکالاتها اللامرکزیة.
  • الموروثات والتبرعات الممنوحة لصالحهم ومنتجات الصنادیق.
  •  الحقوق والممتلکات المنقولة وغیر المنقولة التی اکتسبتها بأی سند قانونی.
  •  الأرباح والمصالح وأرباح الأسهم.

   وتتضمن الإدارة المالیة المدرجة فی اللائحة الداخلیة للجامعة ما یلی: (Alvarez, 2017, 6,7)

-         تخطیط وتنظیم ومراقبة الموارد البشریة والمادیة، وکذلک إدارة وتطبیق الخدمات العامة اللازمة لتشغیل الوحدات الإداریة للجامعة من حیث اللوائح فی هذا الشأن.

-          القیام فی الوقت المناسب بشراء السلع والخدمات المطلوبة من قبل مختلف الجهات الإداریة.

-          وضع سیاسات وإجراءات لإدارة الموارد البشریة والمادیة، وکذلک القیام بمراقبتها وفقًا للأهداف والاستراتیجیات المحددة فی برامج الجامعة.

-          دمج المشروع الأولی للمیزانیة السنویة للإیرادات والمصاریف الخاصة بالجامعة ورفعها إلى رئیس الجامعة، وکذلک تحدید جدولة موارد المیزانیة المصرح بها ومعالجة التعدیلات وزیادة المیزانیة.

-          إعداد البیانات المالیة للجامعة وإجراء تسجیل حسابات المیزانیة جنبا إلى جنب مع الوحدات الإداریة للجامعة والبرامج السنویة للمشتریات والتأجیر والتعاقد على خدمات الجامعة وفقا للوائح المنصوص علیها.

-         السیطرة على نفقات الاستثمار والنفقات الجاریة على مستوى المیزانیة بهدف تجنب الهدر فی ممارستها.

-         تنفیذ إجراءات المشتریات والخدمات وعقود الإیجار والأشغال العامة والخدمات ذات الصلة التی تتطلبها الجامعة وفقًا للوائح.

-         فرض العقوبات المنصوص علیها على الموردین الذین یتخلفون عن العقود.

-         معالجة حرکات الدخل والتوظیف والتغییرات والتصاریح والتراخیص والحوادث والمکافآت وغیرها من تحرکات موظفی الجامعة من حیث الأحکام القانونیة، واختیار الموظفین دون تمییز وبتکافؤ الفرص.

-         القیام بالإجراءات اللازمة لمقاولات التأمین والسندات بالجامعة.

-         وضع سیاسات وإجراءات لإدارة ومراقبة المخزونات لتشغیل مستودع الجامعة.

        یتبین مما سبق أن الجامعة اهتمت بتحدیث أهداف ووظائف الوحدات الإداریة التی قامت بدمجها من أجل الاهتمام بالمبدأ المکسیکی المساواة فی العمل وعدم التمییز، وکذلک الاستجابة للاحتیاجات التی تتطلبها الدینامیکیة التعلیمیة نفسها، إلى جانب أن إعادة الهیکلة الإداریة للجامعة ترتب علیها إنشاء أقسام جدیدة تواکب التغیرات الفکریة والثقافیة والتکنولوجیة للمجتمع، وتلبیة الاحتیاجات الإداریة مما أدى إلى تقدمها.

 

هـ- المکتبة الرقمیة:

        توفر المکتبة الرقمیة تعلم أکثر من خلال توفیر مجموعة من الخدمات مثل المجموعات الرقمیة فی أشکال مختلفة من الوسائل البصریة للوصول المجانی إلى دعم العمل وتدریب المعلمین. وتتیح أمانة التعلیم من خلال بوابة الویب الخاصة بها الوصول إلى 18 مکتبة رقمیة فی المکسیک وبلدان أخرى، مثل: مکتبة الیونسکو الرقمیة العالمیة حیث یمکن الإطلاع على مجموعة کبیرة ومتنوعة من الکتب والمجلات والصحف والأطروحات وغیرها من الوثائق للقیام  بالمهام التعلیمیة المختلفةhttp://seduc.edomex.gob.mx,2019)).

          ویتم تخزین المعلومات فی المکتبة الرقمیة بتنسیق رقمی، ویمکن الوصول إلیها من خلال شبکة نظم المعلومات، وترتبط المحتویات التی تشکل المکتبة الرقمیة ارتباطًا وثیقًا نظرًا لطبیعة المکتبات الرقمیة فهی قید التطویر المستمر سواء فی خدماتها أو فی محتویاتها، وتنظیم هذه المحتویات هو أیضا فی تطویر مستمر. ویتکون هیکل المکتبة من (المستخدمین وأمناء المکتبات والمبرمجین والمحررین والموزعین وما إلى ذلک. (A. Vargas, 2013, 751, 753)

         وتعمل المکتبة الرقمیة على جمع الموارد الرقمیة القابلة للتنزیل بنسبة 100% فی شکل pdf مع محتویات الموضوعات التى تم إنشاؤها من قبل أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة من أجل الوصول إلى مجموعة من موارد المعلومات الرقمیة التی تمتلکها الجامعة،ومن ثم توفرالکثیر من الکتب والخرائط والصور الفوتوغرافیة والمطبوعات والمخطوطات والتسجیلات الصوتیة، والموضوعات المسجلة هی: الفلسفة والدین والعلوم الاجتماعیة واللغات والعلوم الطبیعیة والریاضیات والفنون الجمیلة والأدب والتاریخ والجغرافیا، وتتعاون الجامعة مع عدة جامعات ویستفید طلاب الجامعة من مکتباتهم الرقمیة منها جامعة غوادالاخارا Universidad de Guadalajara التى توفر الإنتاج الجامعی فی المستودع المؤسسی ، والوصول إلى الصندوق التاریخی الرقمی وروابط إلى الکتالوج الإلکترونی یضمن الدخول باستخدام رمز SIIAU ورقم التعریف الشخصی (PIN) من أجل الوصول إلى المستندات داخل وخارج مرافق الجامعة (https://wdg.biblio.udg.mx, 2019).

        ومن ثم تتیح المکتبة الرقمیة الرجوع إلى المعلومات بتنسیق إلکترونی مثل: مواقع الإنترنت المهمة والمستندات والمجلات، والقوامیس، وأدلة الأشخاص والمؤسسات، والکتالوجات عبر الإنترنت وحتى الکتب الرقمیة، ولها محرک بحث نصی یسهل البحث عن المعلومات المطلوبة. کما تسمح لجمیع المستخدمین بالوصول إلى محتویات الجامعة أینما کانوا، وفی أی وقت باستخدام أی جهاز إلکترونی، وتعمل الجامعة على تخصیص هذه الأداة وفقًا لسیاساتها واحتیاجاتها.

و‌-   تقییم الطلاب:

             تکون التقییمات بطریقة مستمرة من خلال تقییم مشارکة الطلاب فی المنتدیات والعمل الجماعی والتجارب والمشاریع وتطویر المنتجات... إلخ، ویسمح هذا النوع من التقییم بمعرفة درجة التعلم والفهم والتی یتم تطبیقها فی بیئة العمل. وبالتالی فإن التقییم موجه نحو تطویر الکفاءات التی تتطلبها مجالات الإدارة الحالیة المختلفة مع درجة عالیة من الکفاءة التقنیة واللغویة. کما یتم تصمیم کل مستوى من مستویات الحصول على شهادة البکالوریوس لیتم إکمالها فی فترة من 8 إلى 9 فصول دراسیة، مع عبء أکادیمی من 4 إلى 6 مواد دراسیة؛ وبناءً على درجة التقدم المحرز یمکن تقلیله إلى 7 فصول دراسیة، أو إذا کان العمل أو الأسرة یمکن تمدید الوقت حتى 14 فصل دراسی (UDEM , 2019h).

        وتتم التقییمات عبر الإنترنت مع مستشارین متخصصین، ویتیح للطلاب معرفة درجاتهم فی نهایة الامتحان، ویوفر معلومات کتغذیة راجعة حول الموضوعات التی لم تکن واضحة للطلاب، وکذلک معرفة عدد نقاط القوة والضعف لدیهم، وتکون معاییر التقییم لاعتماد المواد من خلال (6 درجات) لاختبارات الوحدة وأنشطة التعلم، و (4 درجات) للامتحان النهائی. ویکون الامتحان النهائی شخصیًا فی الوحدة الأکادیمیة، حیث یتم فتحه برمز صادر عن قسم مراقبة الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک (UDEM , 2019i).

        وبالتالی یجرى تقییم الطلاب بطریقة إلکترونیة ومستمرة ویؤخذ فی الاعتبار أنشطة التعلم، وإذا لزم الأمر یتم إعداد تقییم جدید من أجل تحسین أداء الطلاب. وفی حالة عدم الوفاء فی الوقت المناسب وبالشکل المطلوب، یجب علی الطالب اختیار نوع آخر من المؤهلات الموضحة فی اللائحة الداخلیة للجامعة.

     رابعا - الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا:

یمکن تناول الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا من خلال العناصر الآتیة:

1-   العوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة:

    یوجد عدد من العوامل الثقافیة المؤثرة فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة بفرنسا منها:

أ‌-      العامل الجغرافی:

          تقع فرنسا فی غرب القارة الأوروبیة ولها حدود مشترکة مع ثمان دول: بلجیکا ولوکسمبورج فی الشمال وألمانیا وسویسرا فی الشرق وإیطالیا فی الجنوب الشرقی وموناکو وأندورا وإسبانیا فی الجنوب ، وتبلغ مساحتها 550 ألف کیلومتر مربع ، وهی أکبر دولة فی أوروبا الغربیة، وتغطی 1/5 من مساحة دول الاتحاد الأوروبی، وتمثل السهول 2/3 من البلاد ، ویوجد فیها أعلى جبال فی أوروبا (مونت بلانک ، 4807 م) وسواحل بطول 5500 کم، ویتم استغلال 82 ٪ من مساحة البلاد فی الأنشطة الزراعیة والغابات، وتمثل الغابات 30٪ من مساحة البلاد، وتعد فرنسا دولة شدیدة التنوع. فی المناخ والمحاصیل والمنتجات الزراعیة والبحریة https://pourlefrancais.com, 2019) ).

         وتعتبرالأراضی الفرنسیة واحدة من أهم مفترق الطرق فی أوروبا الغربیة، وعلى الأقل الأکبر والأکثر أهمیة بالنسبة للحرکة الدولیة، وتتنوع الأراضی الفرنسیة بین البحر الأبیض المتوسط ​​والمحیطات، وبین البحریة والقاریة، ومن السهول الکبرى فی وسط حوض باریس إلى قمم جبال الألب أو جبال البرانس. ومن ثم تنوع وجمال المناظر الطبیعیة، بین السهل والبستان، وبین غابات الأشجار، لکن نسبة 5٪ من سکان فرنسا محکوم علیهم بالاستبعاد الرقمی و 10٪ لشبه الاستبعاد بسبب حرمانهم من الاتصال الجید (Ambassade de France à La Haye, 2018)  .

        وتجدر الإشارة إلى أنه نظرا لطبیعة فرنسا الجغرافیة المتمثلة فی التنوع الشدید فی الأراضی والجبال، حیث یعیش أکثر من ثلاثة أرباع السکان الفرنسیین فی المدن، بل وعدد کبیر فی محیط المدن الکبرى. وهنا تکمن "فرنسا العمیقة"، ومن ثم برز الدور المهم للجامعات الرقمیة المواضیعیة فی إنتاج الموارد الرقمیة لمؤسسات العلیم العالى (الطلاب- أعضاء هیئة التدریس)، ونشر المعرفة لجمیع الأفراد من أجل الخدمة العامة لتضم جمیع السکان سواء کان منهم مستبعدین أو شبه مستبعدین عن التکنولوجیا الرقمیة. کما أن فرنسا مفترق الطرق فی أوروبا الغربیة والاکثر أهمیة للحرکة الدولیة ، وبالتالى امتد دور الجامعات الرقمیة المواضیعیة أیضا حتى للدول المجاورة.

ب- العامل السیاسی:

        شهدت فرنسا صعودا صادما للیمین المتطرف واعتبر شیراک أن کیفیة إعادة انتخابه بأصوات الیمین والیسار فی الجولة الثانیة لمواجهة المتطرفین لا تسمح له باتخاذ مبادرة للإصلاح أیا کانت، واکتفی بسیاسة خارجیة نشطة، ثم اختار الفرنسیون سنة 2007 رئیسا أکثر نشاطا ووحدة وحبا للتحدی، رئیس( نیکولا سارکوزی)، وهو نقیض شیراک وإن کان ینتمى لنفس الحزب لکن تمت إقالته وانتخبوا الاشتراکی فرانسوا هولاند ولم ینجح فی تحقیق نتائج تذکر فی مواجهة البطالة وفی المجال الاقتصادی ( القضیة الرئیسة فی نظر الرأی العام الفرنسی )، وفی عام 2017م تولى إیمانویل ماکرون- مؤسس حزب إلى الأمام فی أبریل 2016-  رسمیا سلطاته الدستوریة رئیسا للجمهوریة الفرنسیة (إکلیمندوس، 2016، 46).  

         وتعد فرنسا نموذجا للدولة الدیمقراطیة، حیث یمارس المواطن کافة حقوقه وواجباته بحریة کاملة، فهو یشارک فی النظام السیاسی للدولة من خلال اختیار ممثلیه، وبیان رأیه فی بعض القضایا المهمة عن طریق الاستفتاء. إلا أنها تمثل النمط المرکزی فی إدارة التعلیم وتنظیمه، ویستند هذا النمط فی الإدارة التعلیمیة على أسس مستمدة من الدستور الفرنسی وبعض التطورات التاریخیة فی المجتمع الفرنسی (خلیل، دیاب، 2013، 91، 107).

           یلاحظ مما سبق أن فرنسا تتمتع بمناخ دیمقراطی- بصفة عامة- والتی بدوره ینعکس على مؤسسات التعلیم العالی، ومن ثم فإن الجامعات الرقمیة المواضیعیة تتمتع بالاستقلال فی الإدارة والتمویل، حیث تختلف الجامعات الرقمیة فی هیکلها التنظیمی وفی حجم التمویل التی تحصل علیه من الدولة أو من الشرکاء من أجل إنتاج الموارد التعلیمیة، واستهداف بعض الجماهیر والبحث مع الشرکاء لمواصلة التعلم.

جـ - العامل الاقتصادی:

          تعد فرنسا سادس أکبر اقتصاد فی العالم وفقًا للبنک الدولی وصندوق النقد الدولی وثالث أکبر اقتصاد فی أوروبا فی عام 2018م، ویترکز إنفاقها البحثی بدرجة کبیرة فی عدد قلیل من القطاعات البحثیة الرئیسة التی تحتل فرنسا فیها مکان الصدارة (مستحضرات التجمیل، والطیران، وصناعة السیارات والاتصالات، والإلکترونیات)، وتؤکد المؤسسات الفرنسیة على أهمیة العمل الجماعی لصالح التحول الرقمی بأکمله. حیث إن التحول الرقمی هو وسیلة أساسیة لاقتصاد البلاد (Le Vaillant , 2018).

        وتعتبر میزانیة التعلیم فی فرنسا کنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالی مؤشرا قویا على أولویات الدولة وعلى ترتیب التعلیم ضمن سلم الأولویات، حیث تتمیز فرنسا بارتفاع مستوى الدخل القومی للفرد سنویا، مما ینعکس على نوعیة الحیاة والخدمات المقدمة لأبناء المجتمع، الأمر الذی جعل فرنسا جاذبة للفرنسیین وغیر الفرنسیین (عبد النبی وآخرون، 2015، 54).

        وبالتالی بذلت الدولة جهوداً فی مواجهة تحدیات التعلیم الرقمی، وأنشئت الجامعات الرقمیة المواضیعیة التی تعد أحد العناصر الفاعلة فیما یمکن تسمیته "التحول التعلیمی الرقمی"، الذی یجمع بین إنتاجها فی إطار الحرکة العالمیة للوصول المجانی إلى المعرفة للجمیع. لکن مع الحفاظ على الأفضل إجراء سیاسة اتصال تهدف إلى تحقیق عائد معین على الاستثمار فی تمویل الموارد.

   د- العامل التکنولوجی:

        فرنسا لدیها تقلید من الابتکار العلمی والتکنولوجی، وذلک یضمن الاستفادة الکاملة من إبداعاتهم التکنولوجیة. کما تحتل فرنسا المرتبة الأولى من حیث مستخدمی شبکة الإنترنت بشکل یومی. حیث إن 79%من الذین تتراوح أعمارهم بین 12-17 سنة یتصلون یومیا بشبکة الإنترنت. بالإضافة إلى أن مستخدمی هذه التکنولوجیا الحدیثة والمنتظمین – بشکل یومی-هم الشباب أکثر من کبار السن. ومن وسائط تکنولوجیا المعلومات والاتصالات التی تستخدم فی المؤسسات التعلیمیة بفرنسا: التلفزیون التعلیمی والحقیبة الإلکترونیة ومؤتمرات فیدیو کونفرانس والکمبیوتر المحمول (عبد العزیز، المهدى، مجاهد، 2013، 821، 823).

        ودأبت فرنسا على الاهتمام بدمج التعلیم مع التکنولوجیا، نظرًا لأن التقنیات تعتبر مجالًا مهما للمعرفة العلمیة والعملیة، ویُنظر إلیها باعتبارها هیکلاً لمساعدة الطلاب على الاستعداد للصناعة. حیث تم إیلاء اهتمام خاص لتدریس العلوم والریاضیات والتکنولوجیا، وترکز الطرق التعلیمیة على التعلم القائم على المشاریع وأسالیب البحث النشط، وهذه التغییرات أساسیة وتؤثر على برامج تدریب المعلمین وتجلب تغییرات کبیرة فی تعلم الطلاب والتنمیة الاقتصادیة(Wright(et.al) ,  2018, 43, 45)   .

        فی ضوء ما سبق تعتبر فرنسا وفقا لرأی العدید من الفرنسیین هی قائد التقدم التکنولوجی فی العدید من المجالات، وتمثل ذلک فی دمج التکنولوجیا -حالیا- فی حیاتهم الیومیة مع الابتکارات مثل: الإنترنت والهاتف الذکی. وکذلک تعد الجامعات الرقمیة المواضیعیة جزءاً من سیاسة تطویر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات من أجل التعلیم بقیادة وزارات التعلیم الوطنی والتعلیم العالی والتعلیم والبحث.

 

2-   نشأة الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا وتطورها:

           بدأت التکنولوجیا الرقمیة فی مرحلة مبکرة بالتعلیم العالی الفرنسی، حیث تجسدت البدایة فی إنشاء المعدات وتطویر الشبکة منذ عام 2000م، کما أتاحت شبکة الاتصالات الوطنیة للتکنولوجیا والتعلیم والبحث ربط الجامعات المختلفة ومراکز البحوث المختلفة مع بعضها البعض (Djebara, Dubrac, 2015, 11).

          وأکدت خطة فرنسا الرقمیة لعام 2012م فی محور بعنوان "بناء الجامعة الرقمیة"، على توفیر الخدمات الرقمیة فی جمیع المؤسسات (بیئة العمل الرقمیة)، سواء کانت تعلیمیة أو بحثیة أو تتعلق بالحیاة الجامعیة، ثم تدعو الخطة إلى سلسلة من الإجراءات من بینها: (Rappeneau, 2016, 17).

أ‌-  تطویر الخدمات الرقمیة لجمیع الطلاب وأعضاء هیئة التدریس وموظفی الجامعات (بما فی ذلک التصویت الإلکترونی لانتخابات الطلاب على سبیل المثال).

ب‌-    تحقیق 100 ٪ من المواد التعلیمیة الرقمیة ل 100 ٪ من الطلاب.

جـ- تفعیل مرافقة المعلمین والباحثین لدمج تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی ممارساتهم التعلیمیة.

د- بناء مکتبة العلوم الرقمیة فی متناول جمیع مستخدمی التعلیم العالی والبحث.

       هـ- تشجیع تطویر دورات التعلم عن بعد والتی تکون متاحة عبر شبکة الإنترنت.

و‌-      تطویر عرض جامعی للتعلم عن بعد عبر الإنترنت، وخاصة للعاملین النشطین.

          واتخذت وزارة التعلبم العالى والبحث فی فرنسا بعض الخطوات فی مجال إدخال التکنولوجیا فی التعلیم، وأحرزت تقدما جیدا فی التحول الرقمی لقطاع التعلیم العالی من خلال تشجیع المشروعات الحکومیة على المستوى الإقلیمی بإنشاء جامعات إقلیمیة رقمیة، وعلى المستوى الوطنی من خلال تشکیل جامعات مواضیعیة رقمیة Les Universités Numériques Thématiques (UNT). إلا أن الخطوة نحو دمج تکنولوجیا المعلومات والاتصالات بنجاح فی التعلیم والتعلم قد توقفت بعض الشیء، ولکن هناک دعوات إلى "حلول رقمیة مبتکرة للتدریس"؛ لتحسین المحتوى الرقمی وتطویر منصات رقمیة (Struyven, 2011, 16).

        وتم إنشاء الجامعات الرقمیة المواضیعیة (UNT) من قبل وزارة التعلیم العالی الفرنسیة منذ عام 2003 م ، وفی عام 2010م  کان هناک تتطور للرقمنة مع ظهور منصة MOOCs، عبر الإنترنت، وقد أدت إلى تغییر وجهات النظر حول العمل التعاونی والتجارب الغامرة والوصول إلى محتوى التدریس فی الوسائط الجدیدة مثل: الأجهزة المحمولة، ومنذ بدایة العقد الأول من القرن العشرین سجلت جامعات UNT إنتاجها فی إطار الحرکة العالمیة للوصول المجانی إلى المعرفة للجمیع ( Djebara, Dubrac, 2015, 10) .

         وتضم الجامعات الرقمیة المواضیعیة ثمان جامعات رقمیة، وتغطی الجامعات المجالات التالیة: الصحة والریاضة والعلوم الهندسیة والقانون والعلوم السیاسیة والاقتصاد والإدارة والعلوم الأساسیة والإنسانیات (الفنون واللغات والعلوم الإنسانیة والاجتماعیة) والبیئة والتنمیة المستدامة والتکنولوجیا. وتستهدف الجامعات الرقمیة مجتمع الجامعة بأسره: أعضاء هیئة التدریس والطلاب والإداریین وأخصائی التکنولوجیا؛ لمساعدتهم على تطویر وتنفیذ استراتیجیتهم / سیاستهم الرقمیة. (UNT, 2019a)

          یتبین مما سبق أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة UNT من مؤسسات التعلیم العالی التی تنتج وتنشر وتشارک بدعم من الدولة، وتقدم المصادر التعلیمیة الرقمیة (أو الموارد التعلیمیة المجانیة)، وتضم جامعات: جامعة العلوم والهندسة والتکنولوجیا (UNIT)، العلوم الأساسیة (UNISCIEL)، وإدارة الاقتصاد (AUNEGE)، والعلوم الإنسانیة والاجتماعیة واللغات والثقافات (UOH)، والعلوم القانونیة والسیاسیة (UNJF)، والبیئة والتنمیة الاستدامة (UVED)، وعلوم الصحة والریاضة ( UNESS) ، والتکنولوجیا عبر الإنترنت (IUTOnligne)، بحیث تقدم العدید من الخدمات لأبناء المجتمع الفرنسی.

         وثمة تأکید على أن للجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا موقع إلکترونی واحد رسمی یوجد به روابط إلکترونیة لجمیع مواقع الجامعات الثمانیة الملتحقة بها، وبناء على ذلک فإن حجم المعلومات عن تلک الجامعات ما زالت محددة وقید التطویر. کما أن کل جامعة رقمیة مواضیعیة لها تخصص معین وذلک یتضح من اسم کل جامعة. إلا أن مفهوم الجامعة بأنها مجموعة معاهد علمیة تسمى کلیات تدرس فیها الآداب والفنون والعلوم، ومن ثم فإن تلک الجامعات الثمانیة تناظر الکلیات فی مصر والدول الاخرى تحت مسمى عام وهو الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا، وبالتالی یتضح أنه من الضروری إعطاء نظرة شاملة لهذا الکیان الجامعی بأکمله.

       وتتنوع خصائص التعلیم فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة ومنها ما یلی:( Djebara, Dubrac, 2015, 11, 14), (Gjelsvik, 2016)

(1)  تعتمد على تکنولوجیا المعلومات والاتصالات ومؤسسات الدعم لتنفیذ الاستخدامات المتعلقة بالتعلیم الرقمی.

(2)  تتیح الرقمیة الموارد اللازمة للعمل الأکادیمی، وکذلک المتابعة والدعم الفردی للطلاب.

(3)   توفر الرقمیة فی الجامعات المواضیعیة فرصًا جدیدة للحوار والتقییم بین المتعلمین.

(4)   تتیح الجامعات الرقمیة المواضیعیة UNT المشارکة عبر الإنترنت والتعاونیة وموارد العمل للطلاب والمؤسسات الأکادیمیة.

(5)    تساعد على استثمار طرق تدریس جدیدة للطلاب الذین لدیهم مرافق خدمات وتعلیم مستمر.

(6)   تستخدم المشارکة الحرة والمفتوحة للموارد التعلیمیة؛ لتعزیز بناء مجتمعات المعرفة وتضییق الفجوة المعرفیة بین الأفراد وکذلک الفجوة داخل المجتمعات نفسها.

        یتضح مما سبق أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة تقدم العدید من الحلول التکنولوجیة لإتاحة الوصول إلى الأدوات الرقمیة حتى فی غیاب شبکة الهاتف أو جودة الإنترنت. کما أنها جزء من سیاسة تطویر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی التعلیم من خلال نشر الموارد التعلیمیة عن طریق المنصات التعلیمیة، وتعزیز الأدوات والموارد للمعلمین والتصدیق على الجودة التربویة والتقنیة.

        وتهتم الجامعات الرقمیة المواضیعیة بتحقیق الأغراض الآتیة: (Delpech , Dubourg, Longueau, 2016, 5 ),( Velez, Thibault , 2015, 19)

  •  تعزیز نجاح الطلاب من خلال تزویدهم بمجموعات متسقة من الأدوات والموارد التعلیمیة الرقمیة.
  •  تطویر استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی الدورات التعلیمیة مع الطلاب، حیث تسهم فی تطویر المهارات الرقمیة للمتعلمین.
  •  دعم المبادرات التربویة الرقمیة للمعلمین والباحثین.
  • تسهیل الإنتاج الرقمی لأساتذة الجامعات من خلال السماح بإمکانیة الوصول إلى المواد القابلة لإعادة الاستخدام ومجموعة متنوعة من الموارد.
  • تقدیم رؤیة وطنیة ودولیة واسعة للتعلیم العالی الفرنسی وتراثه التعلیمی.
  •  نشر التعلیم العالی فی المناطق غیر الساحلیة فی کل من فرنسا وخارجها.
  • تطویر البنیة التحتیة للجامعات على المستوى الإقلیمی بفضل مبادرات الجامعات الرقمیة.
  •  تشجیع الجامعات على العمل سویا وإنشاء محتوى تعلیمی مشترک عبر الجامعات.

         یلاحظ مما سبق أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة تهدف إلى تشجیع استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی التعلیم العالی، ویشمل ذلک إنتاج موارد تعلیمیة رقمیة یمکن الوصول إلیها فی معظم الأحیان بحریة تامة، کما تعمل على الإسهام فی التجدید التربوی والابتکار الرقمی فی التعلیم العالی وتسهیل التعلم مدى الحیاة.

3- المحاور المختارة للجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا:

        یتناول البحث محاور الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا  التالیة:

أ‌-      الطلاب:

          یشترط فی الطلاب المتقدمین للجامعات الرقمیة المواضیعیة الحصول على شهادة الثانویة الفرنسیة (البکالوریا) أو ما یعادلها، إلى جانب طلب القبول المسبق وذلک یعد إلزامیًا للأجانب الحاصلین على دبلوم أجنبی عند إکمال الدراسة الثانویة، وتتیح الرقمیة للطلاب الحصول على التدریب عبر الإنترنت وإلى الموارد التعلیمیة التی تم تجدیدها؛ لتزویدهم بخدمات جدیدة تتعلق بالتعلم والحیاة الطلابیة عن بعد. کما تقدم الوزارة دعمًا قویًا لإنتاج محتوى وخدمات رقمیة مبتکرة للجامعات، لا سیما من خلال الجامعات الرقمیة المواضیعیة التی تسهم بدور فعال فی تطویر الخدمات الرقمیة فی إطار التماسک الوطنی المدعم من الوزارة (Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherché et de l’ innovation, 2015).

         وتوفر الجامعات الرقمیة المواضیعیة للطلاب الملتحقین فی مجال واحد أو عدد من المجالات فی الجامعات الرقمیة العدید من المصادر الرقمیة متعددة المجالات (الحقوق، والصحة، والاقتصاد، والإدارة، والعلوم الإنسانیة...إلخ)، وذلک بالتعاون مع جامعات الشراکة لاستشاراتهم عبر بیئة رقمیة جامعیة مفیدة (Papy , Jakubowicz, 2018, 67, 68).      

         وتهتم الجامعات الرقمیة المواضیعیة بجذب أکبر عدد من الطلاب، فالجامعة الرقمیة الفرنسیة للعلوم الصحیة والریاضة تقدم تصوراً لزیادة ثلاثة أضعاف تدفقات الطلاب على مدى خمس سنوات مع ضمان الحفاظ على الجودة التربویة وإعادة التفکیر فی نموذج تربوی وتنظیمی مبتکر لا سیما فی: (UNF3S, 2014, 10)

(1)  تعزیز نجاح الطلاب من خلال تزویدهم بمجموعة شاملة من الموارد الرقمیة المصنفة والمنتجة بواسطة أعضاء هیئة التدریس من المؤسسات الشریکة.

(2)  توفیر مدربین محترفین فی المجال یتولون المهام.

(3)  تقسیم الطلاب إلى مجموعات صغیرة وتزویدهم بدعم تربوی ومنهجی وتحفیزی لمساعدتهم على النجاح فی تدریبهم.

(4)  القیام بأنشطة تعاونیة، مثل الواجبات المنزلیة مکتوبة بالاشتراک مع العدید من الطلاب.

(5)  توسیـع نطـاق إجـراءات الاتصال الخاصـة بالجـامعة لتشمـل المهتمیـن بالمجـال عن طـریق النشر بالإعـلانات فی الصحف المتخصصـة أو عـن طـریق توزیـع الکتیبـات فی المعـارض التجاریة.

(6)  تطویر التفاعلات بین الجهات الفاعلة فی التدریب.

(7)  دعم الابتکار التعلیمی مع الاستجابة للطلب المتزاید على التدریب.

         تجدر الإشارة فی هذا السیاق أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة تقدم العدید من الخدمات للطلاب، حیث تجری اختبارات للطلاب؛ لتحدید مستواهم التعلیمى، وأیضا تعمل من أجل زیادة الوعی لدى الطلاب ومرافقتهم بشکل أفضل عند التحاقهم بالجامعة وأثناء تدریبهم. کما تتیح الوصول إلى العدید من الموارد التعلیمیة المجانیة، بالإضافة إلى ذلک یوفر شرکاء الجامعات محتوى تعلیمی یتیح لجمیع الطلاب التعرف على العدید من الموارد التعلیمیة المفیدة فی بعض التخصصات (UNT, 2019 b).

        وبذلک یجد الطلاب وأعضاء هیئة التدریس جمیع الموارد التعلیمیة متاحة عبر الإنترنت، تشمل أکثر من 12000 من الموارد من جمیع الأنواع بما فی ذلک 3300 فیدیو، و2000 دورة مدرجة مجانًا، کما أن بوابة الجامعات الرقمیة التابعة لوزارة التعلیم العالی والبحث توفر لکل الطلاب جمیع الموارد اللازمة لمواصلة عملهم الأکادیمی (https://svt.ac-versailles.fr,2019).

          یتبین مما سبق أن مساحات العمل الرقمیة - من الموارد التعلیمیة الرقمیة والوسائط المتعددة والوسائل السمعیة البصریة عبر جامعات UNTS- أصبحت متاحة عبر منصة تفاعلیة لجمیع أصحاب المصلحة من : (الطلاب والأساتذة وأولیاء الأمور والإدارة والسلطات المحلیة والشرکاء المحلیین والحکومة، إلخ). کما یتمکن کل طالب من کتابة النصوص الإلکترونیة أو الملاحظات أو المواد المرجعیة أو الدورات التدریبیة التی یقدمها أعضاء هیئة التدریس.

ب‌-  أعضاء هیئة التدریس:

         توفر الجامعات الرقمیة المواضیعیة الثمانیة (UNTS) العدید من الموارد الرقمیة لأعضاء هیئة التدریس من أجل إعداد واستخدام المحتوى التعلیمی (طرق التدریس الرقمیة، وقنوات البرمجة النصیة والتحریریة، والتشغیل البینی للموارد، ...إلخ)، وذلک عبرمحرک وطنی یتیح الوصول إلى الموارد التعلیمیة التی تقدمها المنصات التعلیمیة والجامعات الرقمیة المواضیعیة والجامعة الفرنسیة الرقمیة (Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherché et de l’ innovation, 2015)

         ویواجه أساتذة الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا تحولًا فی أدوارهم ومتطلباتهم التربویًه، وساعدهم فی التکییف مع التحول الرقمی توفر الموارد التعلیمیة المفتوحة والمتاحه عبر بوابة الجامعة الرقمیة. کما تعمل تلک الجامعات على تسهیل الإنتاج الرقمی لأساتذة الجامعات من خلال منحهم إمکانیة الوصول إلى العناصر القابلة لإعادة الاستخدام. ومن الجدیر بالذکر أن أعضاء هیئة التدریس لا یرافقون البرنامج التعلیمی؛ لأنه فی الغالب یأخذ شکل موارد تعلیمیة رقمیة یتم استفاده الطلاب منها ذاتیا بشکل مستقل ، وإنما یمکنهم استخدام تلک الموارد الرقمیة أثناء التدریب وخلال إرشاد الطلاب فی العثور على موارد إضافیة ضروریه لمجال تخصصهم (https://www.letudiant.fr).

         وتساعد الجامعات الرقمیة المواضیعیة أعضاء هیئة التدریس على توظیف مواردهم الرقمیة ، ومن ثم توفر لهم وسائل تعلیمیة مجانیة لجمیع أعضاء هیئة التدریس، وتتمثل الموارد التعلیمیة المجانیة فی المحتوى النصی، ومقاطع الفیدیو، والأنشطة والتمارین، والصور، إلى جانب أنها تعزز استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی الدورات التعلیمیة مع الطلاب وتسهم فی تطویر المهارات الرقمیة للطلاب. (UNT, 2019c)

         وتجدر الإشارة فی هذا السیاق أن الجامعات المواضیعیة تقدم العدید من المصادر الرقمیة لأعضاء هیئة التدریس، فجامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة Université Numérique Ingénierie et Technologie(UNIT) توفر ما یلی: (UNIT, 2019 a)

(1)   الدعم لأعضاء هیئة التدریس، حیث یوجد أکثر من 3000 من المصادر الرقمیة عالیة الجودة التی یمکن الوصول إلیها مجانًا، وتحت تصرف أعضاء هیئة التدریس من أجل مساعدتهم فی التدریس.

(2)   ضمان الجودة، حیث إن الجودة العلمیة والتربویة لجامعة UNIT، تتمثل فی الخبرة، وتتم المصادقة علیها من قبل مجلسها العلمی المکون من أعضاء هیئة التدریس بالجامعة.

(3)   الدعم لطلابهم، حیث یعمل أعضاء هیئة التدریس على توجیه الطلاب إلى موارد UNIT، کمکمل لدوراتهم الدراسیة أو کمصدر للمعلومات الخاصة بالمشاریع، وکذلک لإجراءات التدریب الذاتی المجانیة أو المدروسة.

(4)   تشجع الجامعة العدید من أعضاء هیئة التدریس فی مجتمع UNIT، على أن یقدم کل عضو إسهامه فی نشر المعرفة وخبرته، ویمکن الوصول إلى المعرفة التی تبادلها الزملاء، وکل یشارک بنشاط فی مجتمعات أعضاء هیئة التدریس فی مجال التخصص.

       وتهتم الجامعات الرقمیة المواضیعیة بتعزیز قدرتها فی مجال التدریب المهنی المستمر مع التحدیث المنتظم للمعرفة من التقنیات الرقمیة الجدیدة التی تکون الجهات الفاعلة الرقمیة فی السوق وتحسین قدرتها التنافسیة. ویتنافس أعضاء هیئة التدریس کحاملین للمعرفة مع مجموعة رائعة من المصادر المفتوحة والمجانیة التی توفر الوصول إلى المعرفة حول عدد متزاید من الموضوعات. کما یتم تحدی أسالیبهم من خلال إمکانیة أن یتعلم الجمیع ویمارسوا خیالهم وإبداعاتهم باستخدام بیئات رقمیة تسمح بإجراء تجارب مع عدد غیر محدود من المجموعات (https://www.canal-u.tv, 2019).

         یتضح مما سبق مدى تعبئة إمکانات التکنولوجیا الرقمیة بالکامل لتحسین العملیات التربویة فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة، وتدریب ودعم أعضاء هیئة التدریس على استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی ممارساتهم وتعزیز خدمات الهندسة التعلیمیة فی المؤسسات. کما یتم تنویع أسالیب التدریس وطرق الوصول إلى المحتوى والخدمات التعلیمیة: الدعم الشخصی للطلاب، ودورات الأدوات التفاعلیة، والتفاعل مع أعضاء هیئة التدریس، والموارد التعلیمیة الموثوقة والمتوفرة فی أی مکان وفی أی وقت.

جـ- البرامج الدراسیة:

         نشرت الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا العدید من الموارد التعلیمیة الرقمیة، حیث یوجد لدى جامعة العلوم الصحیة والریاضیةUNF3S  ما یتجاوز 1700 من الموارد، وجامعة العلوم علی الإنترنتUNISCIEL لدیها أکثر من 4500 من الموارد، وجامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة UNIT3500موردا، وجامعة البیئة والتنمیة المستدامة UVED لدیها أکثر من 2400 من الموارد، وجامعة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة واللغاتUOH تشتمل على 500 مورد، ورابطة الجامعات لتطویر التعلیم الرقمی فی الاقتصاد والإدارة AUNEGEلدیها 1000 مورد. وتستخدم جامعة العلوم القانونیة والسیاسیة UNJF کل هذه الموارد فی التدریس من أجل الحصول على درجة اللیسانس وکذلک الماجستیر. (Ministère de L’éduction Nationale de L’enseignement Supérieur et de la Recherche, 2016, 24)       

        وتجدر الإشارة فی هذا السیاق إلی الدور الفعال للجامعات الرقمیة المواضیعیة فی  تبادل المعارف والخبرات والأدوات الموجودة بین مؤسسات التعلیم العالی، کما تسمح الجامعات الرقمیة المواضیعیة بمشارکة الموارد التعلیمیة التی ینتجها أعضاء هیئة التدریس بالجامعات الفرنسیة بغض النظر عن الطبیعة (الدورات، التدریبات...إلخ) وذلک من أجل تعزیز نجاح الطالب وتوفیر رؤیة واسعة للمؤسسات ووالقائمین علیها، إلی جانب أن عملها لا یقتصر على توفیر الموارد فهی تتیح أیضًا التنفیذ التعاونی على المستوى الوطنی لنهج تحریری یستند إلى عملیات تضمن جودة المنتجات واستدامتها والوصول إلیها مما یسهل الفهرسة المناسبة وذات الصلة. (https://www.u-bordeaux.fr, 2019).

        ویتجلى ذلک الدور واضحا فیما تقدمه الجامعة القانونیة الرقمیة الفرنسیة أکثر من 100 دورة محدثة فی القانون والعلوم السیاسیة (بکالوریوس وماجستیر)، کما أنها غنیة بموارد الوسائط المتعددة: مقاطع الفیدیو والرسوم المتحرکة والرسوم البیانیة التی تم التعلیق علیها، بالإضافة إلى التدریب المقدم من المؤسسات الأعضاء أو شرکاء الجامعة (http://univ-numerique.fr, 2019) .

          وأیضا توفرالجامعة المفتوحة للعلوم الإنسانیة(UOH) الموارد التعلیمیة عبر الإنترنت فی المجالات التالیة: اللغة الفرنسیة وآدابها واللغات الأجنبیة والآداب والحضارات والعلوم الإنسانیة والفنون وعلم المجتمع .(https://apui.univ-avignon.fr/unt, 2019)

 

           وثمة تأکید على أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا بعیدا عن کونها جامعات تسجّل الطلاب وتمنح الشهادات، فهی تسهم عبر بوابتها الرقمیة فی نشر الموارد التعلیمیة والدورات التدریبیة والتمارین والوثائق والأمثلة الرقمیة المفتوحة والمجانیة للطلاب ولأعضاء هیئة التدریس بأشکال متنوعة للغایة (مقاطع الفیدیو والخرائط والملفات وتمارین التقییم الذاتی) وذلک من خلال مجلس علمی مؤلف من خبراء فی المجال یقومون بتقییم جودة الموارد المنتجة  (Guimont , 2009)

        وبالتالی تساعد جامعة التکنولوجیا عبر الإنترنت إحدى الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا الطلاب فی الحصول على درجة اللیسانس وذلک مع مراعاة ما یلی: http://www.iutenligne.net, 2019))

(5)  تکرار اللعب، حیث یتعلم الطلاب بدون حدود أو أی عوائق. کما تساعدهم الجامعة على حل المشکلات والتقویم الذاتی واختبارات تحدید المستوی وإعادة تأهیل المستوى من خلال التغذیة الراجعة للمتعلم.

(6)  التعلم فی أی مکان وفی أی وقت، حیث توفر الجامعة على الإنترنت برامج وتمارین مصححة ومناهج ودراسات الحالة.

(7)  النجاح بحریة ومجانا، وذلک لأن الجامعة توفر 1200 مصدراَ أصلیاَ وخبرات ونماذج بواسطة أساتذة الجامعات.

         وتتیح منصة MOOCS جمیع الأدوات والموارد التعلیمیة عبر الإنترنت مجانا، وهی مفتوحة للجمیع دون شروط، وتمثل منصة MOOC مرحلة جدیدة فی تطویر الأدوات الرقمیة فی خدمة التربیة. کما أنها ساعدت بلا شک فی نشر الابتکار التعلیمی الذی یخدم العالم الرقمی، وتم توظیفها لتجدید مناهجهم، وأیضا فی خدمة التعلیم المستمر والانضمام إلى أنواع أخرى من الموارد الرقمیة. (Djebara, Dubrac, 2015, 18)

       یتبین مما سبق أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة تقدم موارد تعلیمیة رقمیة معتمدة، ولا یقتصر عملها على توفیر الموارد الرقمیة فقط، ولکن تتیح أیضًا التنفیذ التعاونی لمحتواهاعلى المستوى الوطنی بحیث تضمن جودة المنتجات، والوصول المفتوح إلى الطلاب وأساتذة مؤسسات التعلیم العالی، ومن ثم تلعب دورًا نشطًا فی تطویر الموارد التعلیمیة المفتوحة مما یسهم فی إبراز دور التعلیم الجامعی الفرنسی فی التنمیة المجتمعیة.

د- الإدارة والتمویل:

            حددت السلطات العامة شروط التطویر الرقمی فی الجامعة من حیث الموارد (بما فی ذلک الموارد التنظیمیة) وکذلک الإدارة، حیث الحکم الذاتی للجامعة فی المیزانیة وإدارة الموارد البشریة من خلال تعزیز مهارات رئیس الجامعة المروج لمشروع الجامعة، وبالتالی تم إدخال الجامعات الفرنسیة فی لعبة المنافسة لیس فقط مع القطاع الخاص ولکن بین المؤسسات العامة Rappeneau, 2016, 16)).

            والجامعات الرقمیة عبارة عن تجمع منظمات "بدون جدران" مجموعات کبیرة من التخصصات، وقد تجمع جمیع مؤسسات التعلیم العالی ذات الصلة لإتاحة الموارد التعلیمیة الرقمیة لجمیع أعضاء الشبکةMoeglIN, Thibault, 2009) )، وتختلف أشکال الإدارة لهذه الهیاکل الافتراضیة وفقًا للتخصصات. على الرغم من أن جمیع التخصصات مغطاة نسبیًا الیوم، إلا أن الزیادة الحقیقیة فی UNTs لا یزال یتعین تحقیقها، ویوجد مکتب لـ UNT فی الوزارة وذلک للبرمجة المالیة للجامعات الرقمیة المواضیعیة، لکن ضعف مواردها البشریة والمالیة لا تتوافق مع أعباء العمل التی تتطلب تطویر أنظمة معلومات مُکیَّفة وتحدید التدریبات اللازمة فی الجامعات (Djebara, Dubrac, 2015,14).

            وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة UNT لا تشترک بالضرورة فی نفس الهیکل التنظیمی، ولکن یتم إدارتها جمیعًا بواسطة هیئة جماعیة بمساعدة لجنة توجیهیة ولجنة علمیة، ویمکن أن یکون شرکاؤهم أعضاء (یشارکون مالیاً مع جامعات UNT) أو شرکاء (فی إطار مشروع، یربطون أنفسهم بمؤسسة عضو) Rappeneau, 2016, 20))، کما یتبین ذلک من مجلس إدارة جامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة على النحو التالی:

 

 

              

 

 

 

 

 

 

الشکل (2) یبین الهیکل التنظیمی لجامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة

Source : (UNIT, 2019b).

        یتبین من الهیکل التنظیمی للجامعة أنه هیکل بسیط یتضمن:(الرئیس ونائبیه للمدارس والجامعات ومندوب عام والمدیر العلمی وأمین صندوق وسکرتاریة). بالإضافة إلى عدد من ممثلی المدارس والجامعات، وذلک یوضح أن هیکل الجامعات الرقمیة المواضیعیة لم ینشأ بطریقة مستقلة بل کان فرعاً أو داخل جامعة. إلى أن ارتبطت الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی شبکات، بحیث تشمل عادة العدید من الجامعات أو الکلیات التی تتبادل وتقدر البنى التحتیة الرقمیة ومواردها.

      أما الهیکل التنظیمی للجامعة الرقمیة فی الصحة والریاضة(UNESS) یکون على النحو التالی:

 

الشکل (3) یبین الهیکل التنظیمی للجامعة الرقمیة فی الصحة والریاضة.

Source :(https://www.uness.fr/qui, 2019).

         یتضح من الهیکل التنظیمی السابق أنه یتألف من فریق إداری یراقب المشاریع والجوانب المالیة والإداریة، ویمتلک مهارات للإجابة عن جمیع الأسئلة القانونیة (الاتفاقیات، والملکیة الفکریة وما إلى ذلک). کما توجد إدارة نظام معلومات تستغل العناصر الفنیة لـلجامعة، وتقدم المساعدة التقنیة والتعلیمیة للمستخدمین. بالإضافة إلى أنها توفر قدرًا کبیرًا من الهندسة التقنیة والتعلیمیة فی المشاریع المختلفة. کما یتبین من الهیکل التنظیمی للجامعة الرقمیة فی الصحة والریاضة أنه یختلف عن الهیکل التنظیمی لجامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة وذلک حسب تخصص الجامعة وتاریخها.

 

           ویتم دعم جمیع جامعات UNT مالیاً من قبل وزارة التعلیم العالی والبحث MESR))، والتی تمنحهم کل عام وقفاً، وهناک مصدر آخر لتمویل جامعات UNT یأتی من المؤسسات الأعضاء التی تدفع رسومًا کل عام، ویتم تحدید المبلغ من قِبل کل جامعة Boyer , 2011)).

          فی ضوء ما سبق یتضح أن الهیکل التنظیمی للجامعات الرقمیة المواضیعیة یختلف من جامعة لأخرى من حیث کبر حجم الهیکل التنظیمی فی بعض الجامعات کالجامعة الرقمیة فی الصحة والریاضة وصغره فی جامعات رقمیة أخرى کجامعة الهندسة والتکنولوجیا الرقمیة؛ وذلک وفقًا للتخصصات. کما أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا عبارة عن بوابات رقمیة، غالبًا ما یتم تنظیمها بشکل عرضی حول مجال مواضیعی علمی دون أی التزام بخصائص إداریة دقیقة، بناءً على فکرة المساحات الافتراضیة الرقمیة الجماعیة والتعاونیة والتفاعلیة التی یکون هدفها المرکزی إنتاج ونشر الموارد التعلیمیة لأکبر عدد ممکن من الطلاب وفی أوسع منطقة جغرافیة ممکنة.

هـ- المکتبة الرقمیة:

           تم إنشاء مکتبة رقمیة کبیرة فی تصمیم الجامعات الرقمیة المواضیعیة UNT، مع ترک خیار واسع للغایة لـجامعات UNTS من حیث تنسیق الموارد المنتجة، وتطویر استخدامها فی وقت لاحق. (Delpech , Dubourg, Longueau, 2016, 8)

          وتلبی المکتبة الرقمیة بـجامعة UNIT احتیاجات المعلومات الخاصة بالطلاب، وتشتمل على أکثر من 3000 من الموارد الرقمیة عالیة الجودة والتی یمکن الوصول إلیها بحریة وتحت تصرف الطلاب لمساعدتهم فی دراستهم، کما توفر إطارًا لمشاریع الجامعة من خلال دعم إنتاج الموارد الشخصیة، وتعد خدمات الوثائق المشترکة جزءًا من سیاسات نشر التراث الرقمی وتعزیزه من خلال معرفتها فی المراجع والفهرسة والأرشفة والوصول إلیها. (GUEGAN, 2010, 4)

        وأیضا توفر مکتبة الفیدیو الرقمیة للتعلیم العالی أکثر من 6000 فیدیو مصنفة حسب تخصص الجامعة، وتتیح منصة Canal-U وصول الأساتذة والطلاب لصندوق سمعی بصری کبیر، ویتم اختیار مقاطع الفیدیو التی تنتجها مؤسسات التعلیم العالی والبحث والتحقق من صحتها علمیاً وتربویاً من قبل جامعات UNT الذین یحددون المحتوى لقناة Canal-U. ویدار مشروع Canal-U من قبل (مرکز المعلومات والموارد فی الوسائط المتعددة للتعلیم العالی) (Boyer , 2011).

          وتسعى جامعة العلوم الإنسانیة UOH إلى جعل نفسها "مکتبة رقمیة عامة بین الجامعات" من خلال تقدیم دورات أو مؤتمرات أو مقابلات فی نفس الوقت، وتجمع الجامعة الرقمیة للعلوم الصحیة والریاضیة UNF3S على نفس البوابة العدید من طلاب الجامعات: الطب، والصیدلة، وعلم الأسنان، وعلوم الریاضة، ویمکن أن تکون الموارد التی تم إنشاؤها من أجل جامعاتUNTS  موضوعًا لتنمیة الوسائط المتعددة بشکل کبیر: مقاطع فیدیو، ومحاکاة لـجامعة العلوم على الإنترنت UNISCIEL، ودراسات حالة لـرابطة الجامعات لتطویر التعلیم الرقمی فی الاقتصاد والإدارة AUNEGE بینما تعد موارد الجامعة القانونیة الرقمیة الفرنسیة UNJF نصیة بشکل أساسی، ویمکن الوصول إلى إعداد موارد للجامعات UNTS شریطة أن تتم فهرستها بتنسیق متوافق. ((GUEGAN, 2010, 24.

       تجدر الإشارة فی ضوء ما سبق إلى أن المکتبات الرقمیة فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة توفر مجموعة من الموارد التعلیمیة یمکن الوصول إلیها بحریة، بالإضافة إلى ذلک فإن مکتبة الفیدیو الرقمیة للتعلیم العالی الفرنسی تعمل على فهرسة الموارد التعلیمیة عبر الإنترنت وحصدها على بوابة الجامعات الرقمیة. 

و- تقییم الطلاب:

        یعتمد تقییم الجامعات الرقمیة المواضیعیةUNT على الدمج بین ثلاث وحدات: وحدة الاختبار، ووحدة الإدارات لجمع البیانات الخاصة بالطلاب وأعضاء هیئة التدریس والمؤسسات التعلیمیة العلیا، ووحدة التسجیل عبر الإنترنت، ویتم اختبار الطلاب فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة على مدار عدة أشهر وذلک من خلال ما یلی: (Ministère de L’éduction Nationale de L’enseignement Supérieur et de la Recherche, 2016, 24, 25)

أ‌-      اختبارات تحدید المستوى: یعد تصمیم الاختبارات أحد نقاط القوة فی الجامعات الرقمیة المواضیعیة، وتتیح اختبارات تحدید المستوى اکتشاف وعلاج أوجه القصور لدى الطلاب الذین یدرسون فی المستوى الأول.

ب‌-  بعض اختبارات التصحیح الذاتی.

جـ-بنک تقییم (MIEL)، حیث توجد (منصة لاختبارات الجامعة المباشرة عبر الإنترنت).

           وتنظم الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی نهایة الفصل الدراسی الأول اختبارات تتعلق بالتدریس، وبناءً على الترتیب الذی تم الحصول علیه فی نهایة هذه الاختبارات، یمکن إعادة توجیه المرشحین إلى دورات جامعیة أخرى بقرار من رئیس الجامعة، وعدد هذه التوجیهات قد یتجاوز 15 ٪ من عدد المسجلین، وتکرس الاختبارات المنظمة فی نهایة الفصل الدراسی الثانی للوحدات التعلیمیة المشترکة المقدمة خلال الدورة وعلى وحدة التدریس المحددة لکل قطاع (UNFS3, 2009, 2).

       وبالتالی فإن الجامعات الرقمیة تهتم بفعالیة ونزاهة طرق التقییم التی یخضع لها الطلاب، ودمج أدوات الوسائط المتعددة فی الدورات وتطویر التقییم الذاتی. کما أن استخدام موسوعة عبر الإنترنت أو الموارد التی توفرها الجامعات على الإنترنت یمکّن الطلاب من الحصول على نتائج أفضل.

خامسا-جامعة تونس الافتراضیة:

               یمکن تناول جامعة تونس الافتراضیة من خلال العناصر الآتیة:

1-   العوامل الثقافیة المؤثرة فی جامعة تونس الافتراضیة:

          تتعدد العوامل الثقافیة المؤثرة فی جامعة تونس الافتراضیة، ومنها ما یلی:

أ‌-      العامل الجغرافی:

         تحتل تونس موقعا متمیزا فی قلب البحر الأبیض المتوسط، وتضاریسها متنوعة فهناک جبال تغمرها الثلوج شتاء، والصحراء المترامیة فی الجنوب وسواحل رملیة تمتد مئات الکیلومترات تقع فی أقصى الشمال الشرقی من أفریقیا، وتغطی مساحة 163.610 کیلومتر مربع ویبلغ طول ساحلها 1114 کیلومتر. یحدها الجزائر من الغرب ولیبیا من الجنوب الشرقی. Boukthir et.als, 2017, 1)).

         وتتمیز الطبیعة المناخیة للبلاد التونسیة بمناخ متوسطی یقسم البلاد إلى ثلاث مناطق: (أقلیم تلى رطب، وأقلیم شبه جاف بالوسط، وأقلیم صحراوى جاف) ، وتعتبر تونس منطقة شبه قاحلة إلى قاحلة فی الجزء الأکبر منها؛ وذلک لموقعها الجغرافی بین البحر الأبیض المتوسط والصحراء الکبرى. بالإضافة إلى التقلبات المناخیة فإن الموارد المائیة أصبحت تمثل العامل الضاغط على الفلاحة وکل المشاریع التنمویة التی تعرفها البلاد (وزارة التجهیز والتهیئة الترابیة والتنمیة المستدامة، 2014، 7-8).

      یتبین مما سبق أن المنطقة الداخلیة من تونس یحدها شط الجرید شمالا، وتتمیز تلک الربوع بمساحتها الصحراویة الشاسعة وبواحاتها الغناء الملتفة حول عدد قلیل من منابع الماء، بالإضافة إلى أن نقص الأمطار وزیادة نسبة الأملاح فوق الأرض وتحتها أدى إلى تکدس التونسیین فی المدن الساحلیة وتناقص عدد العاملین فی الفلاحة خاصة من الشباب، وإهمال أراض شاسعة لم تجد من یعتنی بها. کما أن النزوح الجماعی تسبب فی تفکیک البنى القبلیة والعائلیة الموسعة، الأمر الذى شجع الشباب التونسیین على العمل فی أوروبا وقد قامت جامعة تونس الافتراضیة بدور حیوی فی إعداد الشباب المهاجرین النازحین من الفلاحة بعد تزاید مشکلاتها ، کما توفر الجامعة التعلیم الرقمی للأفراد فی المناطق قلیلة السکان من البلاد، خصوصا وأن جامعة تونس الافتراضیة تخدم جمهورا متنوعا ممن هم خارج دائرة طلاب الجامعات التقلیدیة.

 

 

ب‌-  العامل السیاسى: 

         أخذت تونس بالنظام المختلط بین الرئاسى والبرلمانى، حیث تنص المادة 77 على أن یتولى رئیس الجمهوریة تمثیل الدولة، ویختص بضبط السیاسات العامة فی مجالات الدفاع والعلاقات الخارجیة والأمن القومى المتعلق بحمایة الدولة والتراب الوطنى من التهدیدات الداخلیة والخارجیة، وذلک بعد استشارة رئیس الحکومة. کما یتولى حل مجلس نواب الشعب فی الحالات التی ینص علیها الدستور (عبد المنعم، 2014، 181).

        ویشتمل دستور تونس الصادر عام 2014م على عشرة أبواب، حیث یعبر الباب الأول عن مبادىء عامة تعکس ملامح النظام الجمهورى التونسی وهویة الدولة وطبیعتها وتوجهاتها، وتعتبر تونس دولة حرة مستقلة ذات سیادة، الإسلام دینها والعربیة لغتها والجمهوریة نظامها، کما ورد أن تونس دولة مدنیة تقوم على المواطنة وإرادة الشعب وعلویة القانون، وقد نص الدستور ذاته على حرمة تعدیل هذین الفصلین حتى لا یسمح بعودة النظام الدیکتاتوری (بطیب، 2018، 274).

         وتجدر الإشارة فی هذا السیاق أن الصراعات السیاسیة بین التیارات الإسلامیة والعلمانیة واللیبرالیة، یجعل مهمة التوافق حول إصلاح التعلیم صعبة للغایة، لاسیما أن أطرافا عدیدة تضع التعلیم کبؤرة لاستراتیجیاتها السیاسیة والأیدیولوجیة، وهو ما یفسر الضغوط الملقاة على جامعة تونس الافتراضیة من حیث تزاید أعداد الطلاب من خلال القیام بعملیة تخفیف تدریجی بالشعب ذات الأولویة فی مؤسسات التکوین الحضوری حتى تبلغ نسبة 20% من محتوى الدروس، ودعم تساوی الحظوظ فی مجال التعلیم العالی ومقاومة الإقصاء على أن یشمل هذا التکوین أکبر عدد من الجمهور المستهدف خارج دائرة الطلاب العادیین.

 

 

 

     جـ - العامل الاقتصادى: 

         وضع تقریر التنمیة البشریة لعام2010م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائی تونس ضمن دول من فئة التنمیة البشریة المرتفعة. حیث جاءت فی الرتبة (81) من أصل (169) دولة. کما أنها احتلت الرتبة السابعة من حیث تحقیق التقدم والإسراع فی دلیل التنمیة البشریة للفترة الممتدة من 1980 حتى عام 2010م. إلى جانب مؤشر الدخل الفردی المرتفع مقارنة بالدول المغاربیة وخاصة المغرب، ونصیب الفرد التونسی من الدخل الإجمالى بلغ 7.97 دولاراً، بینما نصیب الفرد فی المغرب 62. 4 دولاراً للفرد، وقد أکد خبراء التقریر أن الأداء الجید لتونس فی الصحة والتعلیم لم ینطبق على النمو الاقتصادى، أی لم ینعکس على مستوى التوزیع العادل للثروة بین الأفراد (عبد الصادق، 2018، 151).

        وتمکنت تونس من تحقیق نتائج إیجابیة انعکست على نمو الاقتصاد وخاصة خلال العقد الأخیر معتمدة على الانفتاح الاقتصادى، والمحافظة على التوازنات الاقتصادیة والاجتماعیة، واعتمدت على معادلة مفادها السیطرة السیاسیة المطلقة والنمو الاقتصادی المتواصل یساوی الاستقرار الاقتصادی، وقد أعطت هذه القناعة نتائجها حتى الآن، رغم الصعوبات والتقلبات الظرفیة الداخلیة والخارجیة. کما أن معالم هذا التحول اتضحت من خلال إرساء قواعد السوق والانفتاح على الخارج، وبالتالی أسست لتنوع الاقتصاد وتأهیله اعتمادا على الإصلاحات الهیکلیة الواسعة والعمیقة (بوحفص، 2009، 16).

          یتضح مما سبق أنه تم تبنی نظام آلیات السوق فی إطار البرامج وسیاسات الإصلاح الاقتصادیة، وتقوم هذه البرامج على جملة من الإجراءات والسیاسات الاقتصادیة، إلى جانب أن الشراکة بین القطاعین العام والخاص تمثل وسیلة استراتیجیة لتطویر الاستثمار، کما أن الدولة تعمل على ترسیخ مفهوم المسئولیة الاجتماعیة لدى الجامعات مشیرا إلى أن إدماج جامعة تونس الافتراضیة فی محیطها الاقتصادی کان ضرورة مطلقة فی ضوء متطلبات المرحلة. کما أن الدولة توفر المزید من التمویل لجامعة تونس الافتراضیة وللجامعات عامة. حیث تم تخصیص قدر أکبر من الموارد العامة لتمویل التعلیم من أجل استیعاب أعداد الطلاب المتزایدة.

د - العامل التکنولوجی:

         یشهد المجتمع التونسی – الیوم – تطورا کبیرا فی مجال التکنولوجیا، وقد أسهم هذا التطور بشکل کبیر فی تغییر نسق المنظومة الاقتصادیة والاجتماعیة، ویعد التعلیم الافتراضی جزء لا یتجزأ من منظومة المجتمع. حیث إن تونس أول بلد عربى مربوط بالإنترنت عن طریق المعهد الإقلیمى للعلوم الإعلامیة ومؤسسات الاتصال، وبلغ عدد مستخدمی الإنترنت 2.8 ملیون مستخدم فی تونس فی أواخر عام 2010 وهو ما یقارب تقریبا ربع السکان (بللعج، 2016، 281، 283).

       وتم إدماج تقنیات التواصل والإعلام التربوی فی الطرق التعلیمیة، حیث توجد قاعات مجهزة بالحواسیب والتی وقع ربطها بشبکة الإنترنت بکل المؤسسات التعلیمیة التونسیة من المدرسة الابتدائیة إلى التعلیم العالی، وجاءت هذه التغییرات لتمثل ردا على التحدیات الشدیدة التى یواجهها التعلیم فی تونس، ومن أهمها العولمة والانفتاح على مجتمع المعلوماتیة والتقنیة (الحرایرى، جلمام، 2010، 809).

         فی ضوء ما سبق یتضح أن تونس تحتفل بتقدمها فی تطویر تکنولوجیا المعلومات والاتصالات وتکییف هذه التقنیات مع احتیاجات التعلیم وخاصة جامعة تونس الافتراضیة؛ نظرا لما تقدمه من خدمات جلیلة فی جمیع المجالات الثقافیة والعلمیة والتربویة، فقد أثبتت العدید من الدراسات الأثر الإیجابى لتقنیات التواصل والإعلام التربوى، فتم إدراجها فی کل مجالات التعلیم فی تونس وإدماجها فی مجتمع واقتصاد المعرفة ککل. حیث أصبحت عاملا من عوامل القدرة التنافسیة واقتحام الأسواق.

 

 

2-   نشأة جامعة تونس الافتراضیة وتطورها:

       أسست الجامعة الافتراضیة التونسیة (UVT) Virtual University of Tunis بمبادرة حکومیة فی عام 2002م، وتعد الجامعة الحکومیة العاشرة، ولذا فهی تحت إشراف الجهاز الرسمی التونسی للتعلیم العالی، وانطلقت تجربة التعلم الافتراضی التونسی فی عام 2003م، وتتمثل مهمتها الرئیسة فی تطویر الدورات والمناهج الدراسیة القائمة على شبکة الإنترنت. کما أنها جامعة متعددة التخصصات، وتعمل على تزوید طلابها بفرص لإضفاء الطابع الاحترافی فی الدورات التدریبیة واحتیاجات سوق العمل التونسی والدولی. ومن ثم تعتبر أول تجربة حقیقیة لجامعة التعلم عن بعد فی أفریقیا بناءً على تقنیات التعلیم والتعلم الجدیدة. (https://www. uninettunouniversity.2019)

        وتظهر الجامعة مدى تطور التکنولوجیا الحدیثة فی تونس ومدى تکیف برامج التعلیم العالی مع هذه التکنولوجیا واندماجها فی مجتمع العلم واقتصاد المعرفة، وقامت الجامعة فی إطار البرنامج الأوروبی Tempus بإعداد برنامج للتعاون العلمی والتقنی یضم جامعة بیکاردى جول فارن الفرنسیة، وجامعة کاتا لونیا الأسبانیة، وکذلک تم توقیع اتفاقیة للتعاون مع رابطة الجامعات الفرانکفونیة (AUF) واتفاقیة تعاون وشراکة مع جامعة جورجیا الأمریکیة (الأمم المتحدة، 2007، 33).

      وتعد جامعة UVT لاعب رئیس فی تنفیذ استراتیجیة التنمیة الرقمیة فی التعلیم العالی. منذ إنشائها، حیث رکزت على إعداد بنیة أساسیة مناسبة لتطویر التعلیم الافتراضی، ودمج تقنیات المعلومات والاتصالات من أجل التعلیم (ICT) فی النظام الجامعی التونسی على المستوى التعلیمی. کما یتم مشارکة بنک الموارد الرقمیة. إلى جانب عمل برامج التدریب على إصدار الشهادات والمستعرضات عبر الإنترنت من أجل تشجیع التطویر المهنی لمعلمی التعلیم العالی، وتجدید ممارسات التدریس من خلال التکنولوجیا الرقمیة التى تستخدم على نطاق واسع فی الجامعات، ولا سیما من خلال شبکة مدیری إدارات التعلیم الافتراضی (Rhit et.al , 2017, 1) .

        وتم تطویر التعلیم الرقمی فی المشاریع الجامعیة فی تونس بالتعاون الوثیق مع UVT والمؤسسات الأخرى العاملة فی هذا المجال، إلى جانب ضرورة القیام بإجراءات توعیة وتدریب جدیدة لصانعی القرار ومدیری المؤسسات من أجل فهم أفضل للإمکانات الرقمیة وتطویر الجامعات والمؤسسات والاستجابة للتحدیات التی لا حصر لها. کما تم تعزیز القیادة الرقمیة فی الجامعات من خلال اقتراح إنشاء نواب للرئیس المسئول عن التکنولوجیا الرقمیة وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات (Rhit et.al, 2017, 2).

        وفی هذا السیاق أعدت الجامعة خطة استراتیجیة 2016-2019، وأصبحت أول جامعة تونسیة تمتلک خطة للتنمیة الاستراتیجیة وذلک کل أربع سنوات ولها رؤیة طویلة المدى توضح موقفها حتى عام 2020م، وفی ضوء التوجهات المباشرة لخطتها الاستراتیجیة بدأت الجامعة حدیثا فی مشروعها التأسیسی کمبادرة فی إطار المشروع الاستراتیجى المدمج؛ لتطویر الجامعة وتحقیق التعلیم الرقمى کمرحلة انطلاق إلى الأزدهار من خلال تحسین جودة الأداء والإدارة، وتعزیز ذاتیة الجامعة، والاهتمام بالتقویم الداخلی والخارجی من أجل الاعتماد الدولى.

 

        وتتعدد خصائص التعلم فی جامعة تونس الافتراضیة ومنها ما یلی: (TABEI , 2010 , 7, 9)

أ‌-      تأمین أنشطة التکوین غیر الحضوری، حیث اهتمت الجامعة بتنویع مسارات التکوین غیر الحضوری مع الترکیز على الشعب الجدیدة والمحددة فی القطاعات الواعدة.

ب‌-    تعزیز دور الجامعة فی تحقیق التحدیث الکامل من خلال إنشاء برامج للتعلم عن بعد للمهنیین فی القطاعین العام والخاص.

جـ-  زیادة عدد الشراکات بین UVT والمنظمات الوطنیة والدولیة بهدف تطویر التعلم وأجهزة التدریس الأخرى القائمة على الوسائط المتعددة فی الجامعة.

د- تنویع أشکال ممارسات التقنیات التعلیمیة من قبل الجهات الفاعلة – المستخدمین-داخل وخارج مجال الجامعة؛ لحوسبة مجال الجامعة وتوفیر کمیة هائلة من الکفاءات المتعلقة بتکنولوجیا المعلومات کخدمة مقدمة عبر الإنترنت لتتم مضاعفة أعداد العملاء الخارجین.

هـ- شمولیة التعلم فی الجامعة، حیث إنها جامعة متعددة التخصصات، وتتمثل مهمتها فی توفیر فرص التدریب المهنی لطلابها أکثر تکیفًا مع احتیاجات البیئة العلمیة والاجتماعیة والاقتصادیة وکذلک مع متطلبات سوق العمل التونسی والدولی.

          فی ضوء ما سبق یتبین أن الجامعة استعانت بخبراء دولیین من أجل نشر التفکیر الاستراتیجى فی الجامعة حتى تصبح جامعة ذات تدریس رقمی، واهتمت بالتفکیر الاستراتیجی الذى یعتمد على الإبداع والابتکار فی البحث عن أفکار جدیدة ویکشف تطبیقات مستحدثة لمعرفة سابقة. ومن الناحیة المنهجیة قاد الجامعة إلى هذا الاتجاه بعض الدراسات الوثائقیة ومجموعات العمل (خبراء، وأعضاء هیئة التدریس فی الجامعة، ومقابلات مع أصحاب المصلحة، وعمل سیناریوهات وندوات) من أجل التغییر فی الجامعة.

          وتعمل الجامعة الافتراضیة بتونس على تحقیق ثلاث مهام رئیسة: أولها: المشارکة فی التجدید التعلیمی من خلال تقدیم تدریب عن بُعد جزئیًا (تدریب متکامل) أو عن بُعد تمامًا (تدریب متکامل أو مستمر) عبر أدوات الاتصال الجدیدة،  ثانیها: الاستجابة للتحدیات المتمثلة فی زیادة عدد الطلاب فی التعلیم العالی عن طریق التخفیف التدریجی لمجالات الأولویة فی المؤسسات الأکادیمیة التقلیدیة ، وثالثها: شارکت فی توسیع الوصول إلى التعلیم العالی لعدد أکبر من الأفراد، حیث إن الغرض من UVT هو أیضًا "جامعة الفرصة الثانیة"، خاصة للطلاب الذین استنفذوا الالتحاق بالتعلیم القائم على الجامعة، ولذلک تهتم الجامعة بدمج تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی الأجهزة التعلیمیة (التصمیم والتطویر والنشر) وأیضا بتنویع عرض التدریب Com,2014,5) '(Cifode.

   وتهدف الجامعة إلى استغلال الإمکانات التى تتیحها التقنیات الحدیثة من أجل تحقیق ما یلیZIDI, 2016, 2, 3) :):

(1)         دمج جمیع المبادرات فی مجال التعلیم على أساس الوسائط المتعددة الرقمیة.

(2)          تعزیز بیئة التعلیم المستمر مع بناء رؤیة مجتمع التعلم.

(3)          تسهیل نشر ثقـافـة العلـوم والابتکار من خلال استخدام تکنولوجیا المعلومات

والاتصالات الجدیدة؛ لتعزیز تکافؤ الفرص فی مجال التعلیم العالی.

(4)         إجـراء البحـوث الـدوریـة لتحدیـد الاحتیاجات الـتدریبیـة الجـدیـدة وتطـویـر عـلاقـات الجامعة مع المؤسسات العامة والخاصة.

(5)         العمل على تطویر شراکة الجامعة بأبعادها الوطنیة والدولیة وآفاق مشارکة القطاع الخاص.

(6)         تحسین الحوکمة وتعزیز ثقافة الأداء والجودة والمساءلة داخل الجامعة.

(7)         تیسیر ظهور ثقافة تکوین مستمر فی محیط قائم على العلوم والتجدید.

(8)         الاستجابة إلى التحـدیات المتمثلة فی تزاید عدد الطلاب من خلال القیام بعملیة تخفیف تدریجی بالشعب ذات الأولویة فی مؤسسات التکوین الحضوری.

 وتجدر الإشارة فی هذا السیاق إلى أن الجامعة تقوم بترجمة معاییرها وأهدافها إلى ممارسة تؤثر على هیاکلها وأنشطتها فی التدریس والبحث والإدارة (بما فی ذلک خدمات الطلاب) والخدمات الخارجیة. کما أنها تحدد العلاقة بین الأهداف ووسائل تنفیذها أی خطط الدراسة، ووحدات البحث... إلخ، التی تمیز الجامعة. إلى جانب العمل على تحقیق التوافق بین الأنشطة مع معاییر وأهداف الجامعة.

3-   المحاور المختارة لجامعة تونس الافتراضیة:

    وفیما یلی محاور جامعة تونس الافتراضیة:

أ‌-      الطلاب:

          إن جامعة تونس الافتراضیة تمکن الطلاب الحاصلین على شهادة البکالوریا أو شهادة معادلة من التسجیل عبر الإنترنت وذلک یمثل الخطوة الأولى فی عملیة التسجیل، ثم یعد إرسال الملف الإداری کاملا إلزامیًا حتى یتم أخذ التسجیل المسبق فی الاعتبار، ویعتمد إجراء القبول على مستوى الطالب التعلیمى، ویتحقق من شروط القبول، فإذا کان یستوفی جمیع المعاییر فإن علیه المتابعة فی التسجیل الإداری، لکن لا یمکن للطالب المسجل لعام دراسى فی جامعة تونس الافتراضیة أن یسجل فی جامعة أخرى. (http://www.uvt .rnu.tn/pre-inscri , 2019)

         وقد زاد عدد الطلاب المسجلین فی جامعة UVT بشکل کبیر منذ عام 2011م وذلک بسبب عدم تحدید النسبة المئویة للجامعة مما فتح الباب أمام جمیع المتعلمین، وتتراوح النسبة بین معلم واحد لکل 10 متعلمین، ومعلم واحد لکل 30 متعلمًا. ومع ذلک فإن هذه النسبة العالیة -فی بعض الحالات -لا تبدو مثیرة للقلق کما یبدو من وجهة نظر الأوصیاء، حیث یمکن تحقیقها بشکل جماعی من خلال أدوات مثل: رسائل البرید الإلکترونی والرسائل فی المنتدى متاحة للجمیع حسب وصف أنشطتهاKhezami, 2016, 200)  (. 

        وخلال الفصل الدراسی یجب على الطالب متابعة جمیع الوحدات المقدمة فی مستوى الفصل الدراسی له. حیث یکون لدى الطلاب المحتوى متاح طوال الفصل الدراسی على المنصة التعلیمیة وخدمة الدروس الخصوصیة فی سیاق التجمیع والتعلم عن بعد بفضل أدوات الاتصال المتزامن وغیر المتزامن للنظام الأساسی. حیث یتم توفیر التدریس بطریقتین: الدروس الخصوصیة عبر المنصة باستخدام أدوات الاتصال المتزامن (5 جلسات دردشة کل ساعة واحدة) وغیر المتزامن (منتدى مخصص لکل وحدة یمکن الوصول إلیها بشکل مستمر (Allouch, Jaddou,2005 ,4).

       یتضح مما سبق أن للجامعة بیئة رقمیة لطلابها، وتوفر عدد من الخدمات الإداریة ذات الصلة أو ذات القیمة المضافة للطلاب. وتحتوی أیضًا على العدید من مساحات المعلومات غیر المتجانسة على منصات التدریب، والمنتدیات المتاحة بالفعل للطلاب فی مناطق الإدارة على المنصات. کما تسعى الجامعة لدعم الجمعیات الطلابیة، وتوجد طرقًا مختلفة عبر الإنترنت لتحسین التبادل مع الطلاب.

ب‌-  أعضاء هیئة التدریس:

       تعمل جامعة تونس الافتراضیة على نشر الثقافة الرقمیة وخاصة لتوسیع دائرة المستفیدین من أنشطة التعلم الافتراضی، وقد وضعت الجامعة خطة متکاملة من أجل تدریب المکونین والتقنیین على التحکم فی تکنولوجیا المعلومات والاتصال وتوظیفها فی أنشطة التعلم الافتراضیة. وقد نظمت الجامعة منذ إحداثها العدید من الدورات التکوینیة والتى شملت ما یـلی: (اللملومی، 2011، 4-5)

(1)  الأساتذة والمکونین فی مجال الکتابة التفاعلیة للدروس وضبط مواصفاتها ومنهجیة تصمیمها واستعمال منظومة التعلم عن بعد. إلى جانب مرافقة الطلاب فی أنشطة التعلم غیر الحضورى.

(2)  التقنیین، للقیام بمتابعة أنشطة التعلم غیر الحضوری وبعملیات تسجیل الطلاب. إلى جانب التصرف فی المنظومات وتطویرها.

      وتتمحور هذه الدورات أساسا حول التکنولوجیا الرقمیة، وتصمیم وإخراج المحتویات باستخدام الوسائل متعددة الوسائط. إضافة إلى استعمال منظومات التعلم عن بعد وطرق متابعة الطلاب ومرافقتهم.

      وتتعدد مهام أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الافتراضیة التونسیة، ومنها: http://www.uvt.rnu.tn, 2019))

  • منسقی التعلیم: یکون مدرس جامعی وهو المدیر التربوی للتدریب المتکامل فی الجامعة والمسئول عن:

-         تنسیق أنشطة المعلمین.

-         تنظیم ومراقبة مسار التدریب وأنشطة الطلاب.

-         رصد التقدم المحرز فی عملیة التصمیم التربوی للمحتویات.

-         مراقبة وتنسیق جلسات الامتحانات.

-         إعداد التقریر النهائی عن سیر الجلسة التدریبیة.

  • مصممی الدورة: وهم مدرسون جامعیون (أساتذة، ماجستیر، ماجستیر مساعد) قادرون على تقدیم محتویات الدورة للتدریس عبر الإنترنت، ویجب أن تؤخذ مقترحاتهم فی الاعتبار فی الجوانب التالیة:

-         إعداد الوثائق المکتوبة المتعلقة بمحتویات الدورة.

-          تحدید مصادر الوثائق المکتوبة أو المسموعة أوالمرئیة المستخدمة فی الدورة والتی من المحتمل أن تکون موضوع مفاوضات حقوق النشر.

-         تقییم المواد التعلیمیة، بخلاف الکتابة (الرسومات والصور وغیرها من الوثائق التوضیحیة)، والتأکد من أنها متوافقة مع المستند المکتوب قبل البث.

-         تزوید الجامعة بأوصاف دقیقة ومصادر معلومات أخرى ضروریة للبحث وتنفیذ الدعم الأیقونی لمحتوى التدریس.

  • مقیمون: یکونوا أساتذة جامعیون (أستاذ أو محاضر)، یقومون بتقییم المحتویات العلمیة للدورات، ودورهم یتکون من:

-         ضمان الامتثال للبرامج الرسمیة.

-         ضمان اتساق النهج المنهجی والتربوی لمحتوى التدریس.

-          تقییم أنشطة التعلم.

  •  أولیاء أمور، مهمتهم هی:

-         الإشراف على طلابه، وإدارة الرسائل وتنظیم العمل الذی قام به الطلاب.

-         ضمان عقد جلسات وجهًا لوجه فی التقویم النصف سنوى.

-         إعداد سلسلة من التدریبات ودراسات الحالة الخاصة بالوحدة الإلکترونیة لتقدیمها للطلاب وفقًا للجدول الزمنی.

-         التحقق من صحة الجدول الزمنی للأنشطة المذکورة وکذلک عددها ونوعها من قبل المدیر التعلیمی للتدریب.

-         یحیل إلى المنسق التربوی ملاحظاته بشأن الوحدة التی تقدمها الجامعة من أجل تحسینها.

           وتقوم الجامعة UVT بمهمة مزدوجة تعلیمیة وتقنیة، وتنتج محتوى تعلیمی رقمی ومبتکر، وتشرف على تدریب المعلمین والمدربین والفنیین والمدیرین. بالإضافة إلى ذلک توفر الجامعة المحتوى التعلیمی الرقمی اللازم للتدریس غیر المباشر، کما أن فریق UVT یدیر منصات وتطبیقات التدریب غیر المباشرة، ویشرف على عمل مراکز التعلم عن بعد ومراکز مؤتمرات الفیدیو وکذلک مختبرات الإنتاج الرقمی المثبتة فی الجامعات؛ ویوفر خدمات فی مجال التدریب غیر المباشر، ومن ثم تعتبر الجامعة الأولى والوحیدة فی تونس للتعلیم والتدریب المختلطین عبر الإنترنت، حیث (Rhit et.al , 2017, 4).

         یلاحظ مما سبق أن من مهام أعضاء هیئة التدریس فی جامعة تونس الافتراضیة تحدیث أدوات وأسالیب التعلم، وتحسین استخدام الموارد التعلیمیة عبر الإنترنت، وتنظیم أنشطة التدریب والتعبئة للمعلمین وأصحاب المصلحة الآخرین، ودعم وحدات التعلیم عبر المناهج من خلال الإنترنت، وتطویر مواد الاتصال بین الطلاب والمعلمین.

جـ- البرامج الدراسیة:

         ترکز الجامعة على ثلاثة أنواع من التعلم:(تخصصات جامعیة، وتعلیم مستمر، وتعلم مدى الحیاة)، ویتم تطویر المقررات الدراسیة داخلیا بواسطة أعضاء هیئة التدریس ومن أجل تحقیق ذلک تم التعاون مع جامعة جورجیا؛ لتدریب الأساتذة التونسیین فی مجال إعداد الدروس باستخدام تقنیة الوسائط التعلیمیة المتعددة، کما فازت الجامعة بجائزة أفضل محتوى إلکترونی Arab e-content Award فی العالم العربی بإشراف مکتب جائزة المؤتمرالدولی WSAO)) (الصالح، 2007، 19).

        وتوجد عدد من البرامج الدراسیة فی جامعة تونس الافتراضیة، وهی: http://www.uvt.rnu.tn, 2019))

(1)  لیسانس فی الإدارة   LAM.

(2)  لیسانس فی التسویق الإلکترونی والاستراتیجیات الرقمیة LAMESN.

(3)   لیسانس فی تکنولوجیا الاتصالات والمعلومات. LASTIC.

(4)   لیسانس فی إدارة المحاسبة LGC.

(5)  درجة البکالوریوس فی إلکترونیات وبصریات التعلم الإلکترونی للأنظمة المدمجة EOLES.

        وتظهر قوائم المقررات فی Moodle- من البرمجیات المفتوحة المصدر للتعلم- التی تتیح المعلومات المتعلقة بسباق الطلاب فی أی وقت، والسباق عبارة عن مساحة عبر الإنترنت یمکن الوصول إلیها عن بعد من متصفح الویب للطلاب المصرح لهم فقط الوصول إلى هذه المساحة والتی تشتمل على العدید من العناصر الموضوعة والمعلمة والمدارة من قبل عضو هیئة التدریس. حیث تظهر وصفا لکل مقرر موجود على المخدم، ویمکن تصنیف المقررات بحیث یسهل البحث عنها من قبل المستخدمین، وتستطیع Moodle دعم آلاف المقررات الدراسیة، کما توفر الأمن لمعلومات الطلاب. حیث یتم فحص جمیع النماذج، ویجرى التحقق من البیانات فیها بشکل مستمر، وتتمیز بواجهة بسیطة وفعالة (الأمم المتحدة، 2007، 24).

        وعملت الجامعة على تطویر ما لا یقل عن أربعین من الموارد التعلیمیة المفتوحة الجدیدة استجابةً لطلبات من العالم الأکادیمی والإداری وعالم الأعمال والمجتمع المدنی، وما لا یقل عن أربعة  إجراءات اتصال سنویة رئیسة تستهدف استخدام الموارد فی تنفیذ الأنشطة التعلیمیة عبر المساحات التعاونیة ومجتمعات عبر الإنترنت التی ترکز على تبادل الممارسات من خلال استغلال الموارد وتکرار المساحات والمجتمعات التعاونیة فی تقدیم خدمات رقمیة مبتکرة ذات قیمة تعلیمیة عالیة مضافة على سحابة خاصة للجامعة UVT، إلى جانب توفیر منصة MOOCs التونسیة المتعلقة بوحدات مستعرضة من قبل الجامعة والتی تعکس قدرتها على تطویر الموارد التعلیمیة المفتوحة (Université virtuelle de Tunis, 2016, 25, 26) .      

        یتبین مما سبق أن من مهام الجامعة التعلیمیة إنتاج محتوى تعلیمی رقمی ومبتکر، أما مهمتها الفنیة فتتمثل فی المهام التالیة: استضافة محتوى تعلیمی رقمی؛ لتلبیة احتیاجات التدریس غیر المباشرة، وتوجیه وإدارة منصات التدریب غیر المباشرة ، وإنشاء وتطویر مواقع الویب المتعلقة بالبرامج والتطبیقات التدریبیة الخاصة بالجامعة، وإثراء التطبیقات الأخرى حسب الحاجة ، وضمان حسن سیر العمل الذی یربط بین منصة التعلم عن بعد ومراکز التعلم عن بعد ، والإشراف على عمل المراکز التعلیمیة ومراقبة مراکز المؤتمرات عن بعد ومؤتمرات الفیدیو ومختبرات الإنتاج الرقمی، کما أن الجامعة تعمل من خلال مساحات التدریس عبر الإنترنت والمتوفرة على منصة "Moodle" التى تستخدم مساحات مختلفة: وثائقیة، وتعاونیة، والتواصل، ، والتبادل، والتقییم الذاتی من أجل تقدیم درجات علمیة على مستوى البکالوریوس والماجستیر، إلى جانب العمل على تطویر التعلیم العالی التونسى.

 

 

د- الإدارة والتمویل:

           تتمتع الجامعة باستقلالیة فی إدارتها ، کما تسهم فی الابتکار والقدرة التنافسیة الإقلیمیة على مستوى المغرب العربی أو شمال أفریقیا، وأیضًا على نطاق أوسع على المستوى الدولی فی عملیة بولونیا فی أوروبا، کما لعبت الأبعاد الأربعة للحکم الذاتی: الأکادیمیة والمالیة والتنظیمیة وإدارة الموارد البشریة دورًا مهما فی إصلاح نظام الجامعة، حیث تحولت نحو اللامرکزیة بطریقة تدریجیة لتطویر الحکم الذاتی الإداری والمالی والتربوى ، بالإضافة إلى تنظیم مشاورات وطنیة للإصلاح الجامعی منذ ینایر 2012 باستخدام نهج تشارکی وهی مبادرة فریدة فی المنطقة .(HENARD, ZVEREFF, DEBRECZENI, 2015, 6) 

        وتم تطویر نظام الجامعة للجوانب الإداریة والمالیة فی سیاق الحوسبة المرکزیة للتعلیم العالی. حیث إن الجامعة لها نظام فرعی إداری ومالی موحد یغطی النواحى الإداریة للموظفین: کشوف المرتبات، والتطویر الوظیفی، وإدارة المهام وإدارة المیزانیة. بالإضافة إلى نظام فرعی یتکون من وحدة إدارة المخزون، ووحدة إدارة الأصول المنقولة، ویستخدم هذا النظام الفرعی بشکل خاص من قبل قسم البناء والمعدات. إلى جانب تثبیت بیئة عمل رقمیة تم الحصول علیها فی إطار التعاون الدولی. ویستفید نظام معلومات الجامعة الحالی من هذا التطویر لیشمل جمیع المجالات الوظیفیة بالنسبة لکل مجالات نشاط الجامعة، مثل: الإدارة التربویة المتکاملة، وتدریب المدربین، والإدارة الفنیة (Université virtuelle de Tunis, 2015, 3,4) ، ویمکن توضیح الهیکل التنظیمى للجامعة من خلال الشکل الآتی:

 

الشکل (4) یبین الهیکل التنظیمی لجامعة تونس الافتراضیة

Source : (http://www.uvt.rnu.tn, 2019).

            یتضح من الهیکل التنظیمی لجامعة تونس الافتراضیة أنه یختلف عن الهیکل التنظیمی للجامعات التقلیدیة. حیث یدیر جامعة تونس الافتراضیة رئیس یساعده نائبان یکلف کل واحد منهما ببعض المهام. بالإضافة إلى أن معظم أجزاء الهیکل التنظیمى فی إدارة الخدمات العامة من أجل توفیر وجودة الخدمات ودعم الطلاب والموارد.کما یتعلم الطلاب، ویدرس أعضاء هیئة التدریس، ویدیر الموظفون فی حیز افتراضى ولیس فی مبانى.

          وتعمل الجامعة على تحسین الحوکمة والجودة (فی التدریس، وخدمات المستخدم، والإدارة (للجامعة نفسها وتدریبها)، والإجراءات ذات الأولویة المساعدة والتدریب لقادة جامعة UVT وجمیع موظفیها والخدمات المتعلقة بتحویل حالتها مع اعتماد المخطط التنظیمی الجدید،  ویبذل جهد خاص؛ لتعزیز القیادة على مستوى الجامعة، وثقافة الأداء والجودة والمساءلة فی جمیع المستویات داخل الجامعة. (Université virtuelle de Tunis, 2016, 17)

       وتعتمد الإدارة الحالیة لمیزانیة الجامعة على منطق الوسائل أکثر من النتائج. کما یوجد لدى الجامعة قسم مالی فرعی یتکیف مع سیاستها. إلا أنه لا یوجد لدى الجامعة خدمة التحکم فی الإدارة المالیة کمؤسسة إداریة عامة، وتخضع نفقاتها لرقابة خارجیة مسبقة یقوم بها مراقب الإنفاق. کما تسعى الجامعة إلى تحقیق أهدافها دون الخضوع فعلیًا لأیة ضغوط مالیة، حیث إن الجامعة لدیها الوسائل المالیة اللازمة لتحقیق النتائج المتوقعة ولضمان کفاءة جیدة فی أنشطتها. بالإضافة إلى ذلک توفر الجامعة دعما مالیا إضافیا وإمکانات تطویر برنامج محدد للمعاقین والمناطق الریفیة فی تونس والتی تعد أیضًا جزءًا من استراتیجیة الجامعة المستقبلیة (Henard, Zvereff, Debreczeni, 2015, 19)

         فی ضوء ما سبق یتضح أنه لا یمکن توجیه جامعة تونس الافتراضیة نظرًا لخصوصیاتها مقارنة بالجامعات التقلیدیة التی تعتمد على إدارة عامة تقلیدیة لا ترکز على الأداء. کما یعمل فریق الجامعة على الالتزام وإشراک أکبر عدد من فریق الإدارة الوظیفیة بالجامعة فی الإشراف على الموظفین، ومراقبة الأنشطة على المجال وإدخال ثقافة الأداء والمساءلة والجودة. إلى جانب ذلک فإن الدولة وهبت للـجامعة الموارد الکافیة للأهداف المحددة لها فی الواقع، رغم استقلالیة النواحی المالیة للجامعة.

 

هـ- المکتبة الرقمیة:

        توجد العدید من الموارد التعلیمیة الرقمیة فی جامعة تونس الافتراضیة حوالی (552) دورة تدریبیة على الإنترنت، و (685) مقالة وأوراق علمیة، وأطروحات نهایة الدورة حول التوثیق الإلکترونی، و (621) تسجیلًا صوتیًا ومرئیًا (مؤتمرات، ندوات، دورات) فی مکتبة الوسائط، وتعمل الجامعة على تقدیم خدمات کاملة للمکتبات الافتراضیة؛ لضمان درجة أعلى من المرونة والانتشار. بالإضافة إلى ذلک یکون من المفید للجامعة إجراء استطلاعات دوریة حول استخدام المکتبات وتقییم المواد الببلیوغرافیة المتاحة للطلاب، بحیث تتمکن الجامعة من تقییم مدى أهمیتها المتصورة من أجل تحدید ما إذا کانت الإرشادات واضحة ومضمونة، أو ما إذا کان النظام المادی الحالی یلبی احتیاجات الطلاب بشکل کاف أم لا، وأخیرًا تخضع الموارد الببلیوغرافیة لمراجعة دوریة من أجل التحدیث المحتمل (Henard,  Zvereff, Debreczeni, 2015, 5, 15) 

      وتوفرمکتبة الجامعة الرقمیة الوصول إلى العدید من الموارد التعلیمیة التی ینتجها أعضاء هیئة التدریس الملتحقین بالجامعات المختلفة التونسیة. کما أن عملیة إنتاج المقررات تمر عبر المراحل التالیة: أولاً، مرحلة إعداد المحتوى وهیکلته، ثم المرحلة الثانیة والتى تتعلق بمراجعة هذا المحتوى من قبل لجنة من الخبراء فی مجال المحتوى؛ لضمان أهمیته وتماسکه، وبمجرد مراجعة المحتوى والتحقق منه من قبل لجنة الخبراء ینتقل مؤلف المحتوى إلى المرحلة الثالثة حیث یتم تنفیذ البرمجة التعلیمیة؛ لتصمیم نشر المحتوى الرقمی على منصة التعلم عبر الإنترنت، واستغلال أدوات الاتصال من خلال هذه المنصات. أما المرحلة الرابعة والأخیرة، یتم فیها إنتاج الویب للموارد والأدوات التربویة ووضعها على الإنترنت. ویکون من المثیر للاهتمام إنشاء شبکة مشارکة الخبرات بین مختلف الجهات الفاعلة للجامعة UVT داخل الجامعات المختلفة. وهذه الشبکة تستفید من تجارب الجهات الفاعلة المختلفة (Belcadhi, 2019, 35).

      یتبین مما سبق أن الکتب الواردة إلى المکتبة یتم مسحها ورقمنتها. وبالتالى توفر الوصول إلى أحدث المنشورات فی أی وقت وفی أی مکان سواء إلى مواد بصریة أو مواد سمعیة أو مواد فیدیو، ویتم تخزینها بتنسیقات ووسائط إلکترونیة. کما تشتمل المکتبة على موقع تعلیمی عبر الإنترنت یتضمن مقاطع فیدیو للدورات التدریبیة للحقول الشائعة مثل: تصمیم المواقع وتکنولوجیا المعلومات والتعلیم والأعمال من أجل التدریب ونشر الثقافة الرقمیة.

و- تقییم الطلاب:

        یتم تقییم مستوى الطلاب باستمرار وذلک عن طریق استکمال التزاماته قبل الامتحانات ذات الصلة، والحد الأدنى لعدد النقاط التی قد تتحملها التزامات ما قبل الاختبار هو 30 والحد الأقصى هو 70 نقطة من أصل 100 (Boukthir et.als , 2017, 10).

       وتعمل الجامعة على تقییم الطلاب حسب مراحل التقییم: التقییم المبدئى والتکوینى والتشخیصى والختامى. حیث یتم متابعة تقییم الطلاب بواسطة أعضاء هیئة التدریس خلال فترة إعدادهم، وتوجد عدد من الاستمارات المخصصة لمعالجة صعوبات التعلم ویتم تطبیقها کل مرة فی فترة معینة من الحصة. بالإضافة لذلک توجد جلسات الدردشة التى یتم إجراؤها بالمتابعة المباشرة من أعضاء هیئة التدریس https://www.uvt.rnu.tn, 2019)).

         وتوجد العدید من الأسباب التی تجعل الطلاب لا ینشروا تدریبهم لفترة أطول وذلک للأسباب الآتیة: الأول، أن اهتمام الطالب الرئیس قی الحصول على شهادة فی الحد الأدنى من الوقت، والسبب الثانی أنه - فی کثیر من الأحیان- یتم التقلیل من تقدیر الطالب لعبء العمل الذی یتطلبه التدریب وخطط النشر للتدریب فقط بعد الفشل أو عندما یتوقع الفشل عند الاقتراب من الامتحانات، والسبب الثالث مرتبط بالصلابة الإداریة ومدى إمکانیة نشر التدریب غیر المعترف بها إداریاً. والحل المقترح هو إعطاء الطالب بعد أسبوعین من بدء الدراسة قراراً ما إذا کان یرید دراسة جمیع وحدات المستوى المعنی خلال الفصل الدراسی، أو ما إذا کان یرید تأجیل دراسة بعض الوحدات إلى المستوى التالی، وبالنسبة للوحدات المؤجلة سیستفید الطالب من التدریس فی الفصل الدراسی التالی فقط ولن یضطر إلى دفع رسوم التسجیل. وسیشجع هذا الإجراء الطلاب على تکییف وتیرة تدریبهم مع قیود حیاتهم المهنیة والعائلیة وتقلیل معدل التسرب (Allouch, Jaddou,2005 ,7).

         تجدر الإشارة هنا إلى أن التقییم یتم من خلال الاختبارات، حیت یتم توجیه الدارسین عبر الشبکة باستخدام البرید الإلکترونى إلى أقرب مرکز إلیهم بحسب مواقعهم والزمن المحدد. کما أن عناصر التقدیم للامتحان تتشکل فی نتائج المتابعة الکمیة (التقییم والإحصائیات) للأنشطة التی شارک فیها الطالب فی الفضاء الافتراضی التعلیمی (أی عدد مرات دخوله إلى مکتبة الفیدیو ومکتبة الوسائط المتعددة وعدد التمارین التی قام بحلها ومتوسط التقییم الذاتی الخاص به)، إلى جانب التقییم الکیفی من جانب المشرف على الأنشطة التی قام بها الطالب المفرد فی الإشراف المتزامن (الهاتف والدردشة والدردشة المرئیة ونظم مؤتمرات الفیدیو والمؤتمرات الصوتیة). بالإضافة إلى التقییم الکیفی من جانب المشرف على الأنشطة التی قام بها الطالب المفرد فی الإشراف غیر المتزامن (البرید الإلکترونی ومنتدیات النقاش).

سادسا – الجامعات الرقمیة الأجنبیة والعربیة ( دراسة مقارنة تفسیریة):

        فی ضوء العرض السابق للجامعات الرقمیة بکل من المکسیک وفرنسا وتونس ، فإن المحور الحالى یهتم بعقد دراسة مقارنة بین الجامعات الثلاث؛ لبیان أوجه التشابه والاختلاف، ثم تفسیر ذلک فی ضوء بعض مفاهیم العلوم الاجتماعیة ذات الصلة، وذلک وفق المحاور التالیة:

  1. نشأة الجامعات الرقمیة وتطورها:

        تتشابه الجامعات الرقمیة بالدول الثلاث فی نشأة الجامعات الرقمیة، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم التبعیة الثقافیة التی  یقصد بها نمط العلاقة التى تجعل بعض الثقافات تعتمد اعتمادا بنیویا فی إنتاج القیم والمعانی والأفکار والمعارف التی تحتاج إلیها مجتمعاتها على ثقافات أخرى تمارس تجاهلها سیطرة ما، سواء کان ذلک بسبب تفوق هذه الثقافات الموضوعى فی مقدرتها على مثل هذا الإنتاج أم بسبب انعدام الثقة بالنفس لدى الثقافات الضعیفة. وهو ما ینطبق تماما على العلاقة بین الثقافات التقلیدیة والثقافة الغربیة الراهنة ( بکار، 2017، 28).

       ویلاحظ أن المکسیک وتونس کانتا تتبعان فرنسا ثقافیا؛ نظرا لظروف الاحتلال الفرنسی لهما، لذا تأثرت نشأة الجامعات الرقمیة فیهما بالنموذج الفرنسی.

       وأیضا تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی الهدف من النشأة؛ حیث أنشئت الجامعات بهدف العمل على تطویر التعلیم العالی ودعم خطط الدولة الرقمیة. إلى جانب تیسیر فرص التعلیم والتعلم فی جمیع أنحاء البلاد، بحیث تتیح للطلاب وأعضاء هیئة التدریس الوصول إلى المعرفة من أی مکان من العالم وفی أى وقت. غیر أن الجامعات الرقمیة المواضیعیة بفرنسا تعمل أیضا على تصمیم الموارد الرقمیة وتطویرها وإنتاجها ونشرها کجزء من الدورات التدریبیة التى تقدمها مؤسسات التعلیم العالى الفرنسیة.

       

        وتختلف الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی تاریخ النشأة وطریقة عملها، حیث کانت فرنسا وتونس سابقتین فی تاریخ النشأة، فقد أنشئت الجامعات الرقمیة المواضیعیة منذ عام 2003م بدعم من وزارة التعلیم العالى والبحث بتعزیز ودعم لسنوات عدیدة سیاسة تجمیع المحتوى الرقمی التربوی الوطنى فی مجالات التخصص الرئیسة، حیث تم إنشاء الجامعات الرقمیة المواضیعیة وکل جامعة تمثل مجال تخصص واحد فی علوم الصحة والریاضة أو القانون والسیاسة أو العلوم الأساسیة..إلخ، وأسست الجامعة الافتراضیة التونسیة بمبادرة حکومیة فی عام 2002م، وکانت فی بدایة نشأتها افتراضیة مع تطورها قدمت التعلیم الرقمى. أما الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فتم تأسیسها بموجب مرسوم صادر عن السلطة التنفیذیة بتاریخ 27 ینایر 2012م ومنذ النشأة تقدم التعلیم الرقمی.

          ویرجع ذلک إلى أن التکنولوجیا الرقمیة قد ظهرت فی مرحلة مبکرة بالتعلیم العالی الفرنسی وذلک من خلال إنشاء المعدات وتطویر الشبکة منذ عام 2000م. بالإضافة إلى أن فرنسا وضعت برنامجا استثماریا وطنیا طموحا لدعم خطة فرنسا الرقمیة.  کما حرصت حکومة المکسیک على تطویر استراتیجیة رقمیة وطنیة لتشجیع اعتماد تکنولوجیا المعلومات والاتصالات وتطویرها وتعظیم فوائدها الاقتصادیة والاجتماعیة للبلاد. وأیضا أسست حکومة تونس الجامعة الافتراضیة بحیث تصبح لاعبا رئیسا فی تنفیذ استراتیجیة التنمیة الرقمیة فی التعلیم العالی.

 2-  الطلاب:

         تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی تحدید شروط تنظم القبول فی الجامعات ومتطلباته، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم المیزة التنافسیة،وتعرف بأنها القدرة على أداء الأعمال بالشکل الذى یصعب على منافسیها تقلیده، حیث نجد أن تحدید شروط تنظم القبول ومتطلباته من الممکن أن تؤدى إلى التمیز. کما أن الجامعات الرقمیة التى تتبنى المیزة التنافسیة تتسم بالتجدید والذکاء الرقمی والمرونة والاستعانة بالمصادر التکنولوجیة من أجل تحقیق التمیز والفعالیة التعلیمیة Moingeon, Edmondson,N.D.,74))، والمیزة التنافسیة تعنى أیضا عنصر تمیز وتفوق للجامعة تم تحقیقه من خلال اتباعها لاستراتیجیة معینة للتنافس،وتتحقق بواسطة أبعادها مثل: التمایز، بمعنى أن تحصل الجامعة على خصائص فریدة  للطلاب، والتفرد بحیث توفر لهم تعلم یتمیز بالجودة، والتکلفة بمعنى أن تحوز الجامعة على تکلفة أقل وتوفر الخدمات الطلابیة بتکلفة مناسبة.

 

       ویلاحظ أن الجامعات الرقمیة تشترط تسجیل الطلاب مسبقا عبر الإنترنت وذلک یمثل الخطوة الأولى فی عملیة التسجیل، وإذا کان الطالب یستوفی جمیع شروط القبول المحددة لکل جامعة رقمیة فإن علیه المتابعة فی التسجیل الإداری. کما تعمل الجامعات الرقمیة على إکساب الطلاب العدید من المهارات الرقمیة بحیث یکون الطلاب قادرین على التعامل مع تحدیات العولمة ومتطلبات سوق العمل. کما یمکن تفسیر أوجه التشابه بین الجامعات الرقمیة إلى حرصها على اختیار الطلاب الملائمین للدراسة فی الجامعات الرقمیة، وبما یضمن توفیر بیئة رقمیة مناسبة للطلاب تساعدهم على التمیز والإبداع من أجل تحقیق المیزة التنافسیة للجامعات وخدمة المجتمع 

                 وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی أنها تتطلب من الطلاب أن یقوموا بتنفیذ تعلیمهم الأکادیمی مع استکمال صفات کل منهم مع الاستراتیجیات التعلیمیة التی تؤدی إلى الجودة، والاستقلالیة سمة أساسیة للتعلم فی الجامعة. وتهتم الجامعات الرقمیة المواضیعیة بجذب أکبر عدد من الطلاب مع ضمان الحفاظ علی الجودة التربویة وإعادة التفکیر فی نموذج تربوی وتنظیمی مبتکر من خلال:

أ‌-      تعزیز دعم الطلاب من خلال تزویدهم بمجموعة شاملة من الموارد الرقمیة.

ب‌-  توفیر مدربین محترفین فی المجال التعلیمی یتولون المهام.

جـ- تقسیم الطلاب إلى مجموعات صغیرة وتزویدهم بدعم تربوی ومنهجی.

د- دعم الابتکار التعلیمی مع الاستجابة للطلب المتزاید على التدریب.

 

         أما جامعة تونس الافتراضیة، فقد زاد عدد الطلاب المسجلین فیها بشکل کبیر منذ عام 2011م، وتوفر الجامعة التدریس أیضا بشکل جماعی من خلال أدوات: رسائل البرید الإلکترونی، ورسائل المنتدى من أجل التغلب على الأعداد المتزایدة من الطلاب. 

          ویرجع الاختلاف بین الجامعات الرقمیة إلى مدى توافر التقنیات الرقمیة فی الدول الثلاث، فنجد أن المکسیک وفرنسا وفرتا العدید من المصادر الرقمیة للجامعتین من أجل تسهیل تعلم الطلاب مع ضمان الوصول إلى التمیز التعلیمی، أما ضعف التقنیات التکنولوجیة والإمکانات المادیة بتونس ترتب علیه زیادة عدد الطلاب فی جامعة تونس الافتراضیة، نظرا لقلة عدد الجامعات ومحدودیة المصادر الرقمیة المتاحة.

         

3- أعضاء هیئة التدریس:

          تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی مدى کفاءة أعضاء هیئة التدریس فی  توظیف التکنولوجیا الرقمیة من أجل تحقیق الأهداف المرجوة؛ ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم الاحتیاجات التدریبیة، وهو عملیة تحدید المشکلات فی الأداء التى تم رصدها عن طریق تحلیل أداء أعضاء هیئة التدریس، وهذه المشکلات تمثل صعوبة أمامهم فی تحقیق الأهداف الداخلیة والخارجیة للجامعة (Stellman, (et,als),1998,8).

        ویلاحظ أن عضو هیئة التدریس فی الجامعات الرقمیة بالدول الثلاث یوجه ویرشد، فهو یصمم الموارد التعلیمیة، وینسق التعلم فی الجامعات. حیث تقدر الدول الثلاث دور عضو هیئة التدریس وتوفر له التدریب المناسب وتمنحه المقابل المادی والمعنوی اللازم للقیام بعمله على أکمل وجه؛ وذلک یرجع إلی مدى تقدیر الدول لدور عضو هیئة التدریس وظروفه الاقتصادیة.

        وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی أنها توفر الدعم الاحترافی لأعضاء هیئة التدریس، وإیجابیة التفاعل الذی یستند إلى مبادئ التعلم المبنی والمتواصل عبر الشبکات. وفی الجامعات الرقمیة المواضیعیة یتنافس أعضاء هیئة التدریس بکونهم حاملین للمعرفة مع مجموعة رائعة من المصادر المفتوحة والمجانیة التی توفر الوصول إلى المعرفة، أما جامعة تونس الافتراضیة فتتعدد فیها مهام أعضاء هیئة التدریس: منسق تعلیم، ومصمم دورة، ومقیمون، وأولیاء أمور.

           یرجع ذلک الاختلاف إلى أن کل جامعة رقمیة تحدد مهام أعضاء هیئة التدریس وفقا لعدد أعضاء هیئة التدریس إلى الطلاب والأهداف المحددة والمهام المطلوبة، وذلک یختلف حسب الظروف الاقتصادیة للدولة، حیث یوجد العدد المناسب من أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات الرقمیة فی المکسیک وفرنسا وذلک عکس الجامعة الافتراضیة بتونس یزداد عدد الطلاب عن أعضاء هیئة التدریس؛ نظرا لقلة الإمکانات المالیة اللازمة لتعیین الاحتیاجات المطلوبة من أعضاء هیئة التدریس. 

    البرامج الدراسیة:

          تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی تنوع البرامج الدراسیة، حیث توجد تخصصات جامعیة وتعلیم مستمر وخیارات للتدریب المهنی، ولا یقتصر عملها على توفیر المصادر الرقمیة، إنما تتیح أیضا التنفیذ التعاونی على المستوى الوطنی، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم خدمة المجتمع،" ویقصد به الأنشطة والمشروعات والخدمات التى یقوم بها الأفراد والمؤسسات لتحقیق الأهداف المرتبطة بالمجتمع ککل ، أو بأحد قطاعاته، من أجل المحافظة على الظروف الاجتماعیة المرغوبة وتطویرها" (عبدالناصر، 2004، 14).

        ویلاحظ أن کل جامعة رقمیة تعمل من أجل خدمة مجتمعها وتقدم البرامج الدراسیة التی تسایر ظروف العصر الرقمی، حیث أصبحت العولمة واقعاً یجب التعامل معه بقوة وقدرة على امتلاک آلیات المنافسة والتی تعد الإطار أو السیاج الحامی لمکان الدول على الخریطة العالمیة.         

        وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی أنها تعقد شراکات مع جامعات وتقدم العدید من البرامج الدراسیة، مثل: لیسانس فی التطویر التربوی، وإدارة المنظمات، والتقنیات والمعلومات. أما الجامعات الرقمیة المواضیعیة فتوفر الموارد الرقمیة عبر الإنترنت فی مجالات اللغات الأجنبیة والآداب والحضارات والعلوم الإنسانیة والفنون وعلم المجتمع، ونجحت مؤخرا فی تقدیم بعض البرامج الدراسیة. وتتیح جامعة تونس الافتراضیة العدید من البرامج منها: لیسانس فی الإدارة، والتسویق الإلکترونی، وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وإدارة المحاسبة.

          یرد الاختلاف بین الجامعات الرقمیة فی البرامج الدراسیة إلى الطابع القومی بکونه صلة اجتماعیة تنشأ من الاشتراک فی الوطن واللغة والمناهج، حیث تهدف القومیة إلى التطویر والحفاظ على الهویة الوطنیة القائمة على الخصائص المشترکة مثل: الثقافة واللغة والدین والأهداف السیاسیة. کما یرد الاختلاف بین الجامعات إلى طبیعة وفلسفة المجتمع وأیضا القیم التی یؤمن بها المجتمع. إلى جانب التغیرات الاجتماعیة والسیاسیة والإصلاحیة التی تمر بها الدول.

4-   الإدارة والتمویل:

          تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی أنها تتمتع بالاستقلال الذاتی فی الجوانب الإداریة والمالیة، وتکون الإدارة فی حیز افتراضی. کما أن الجامعات تضع سیاسات طویلة الأجل وتنفذ الآلیات التی تعزز التطور العلمی والتکنولوجی فی مؤسسات التعلیم العالی بالدولة، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم المرکزیة واللامرکزیة، ویقصد باللامرکزیة عملیة نقل السلطة من المستویات العلیا إلى المستویات الأقل أو من المستویات القومیة إلى المستویات الفرعیة (Saltman, Bankauskoite, Vrangbaek, 2007, 10).

          ویلاحظ أن التشابه بین الدول الثلاث یرجع إلى أنها تتمتع بالحکم الدیمقراطی، فالمکسیک اتحاد ذو حکومة تمثیلیة ودیمقراطیة وجمهوریة مبنیة علی أساس نظام رئاسی وفقا لدستور عام 1917م. أما فرنسا فتعد نموذجا للدولة الدیمقراطیة، حیث یمارس المواطن کافة حقوقه وواجباته بحریة کاملة، وتعد تونس دولة حرة مستقلة ذات سیادة الإسلام دینها، والعربیة لغتها، والجمهوریة نظامها.

            وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی أن مجلس الإدارة أعلی سلطة فی الجامعة ویتألف من رئیس (وزیر التربیة والتعلیم)، وسکرتیر (رئیس الجامعة)، ومفوض (ممثل مکتب المراقب المالی) وممثل عن (وزارة المالیة، والقطاع الإنتاجی، والقطاع الاجتماعی)، بالإضافة إلى أن تمویل الجامعة من الدعم والإعانات الحکومیة، والموروثات والتبرعات، والخدمات المقدمة، والحقوق والممتلکات المنقولة، والأرباح والمصالح. أما الجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا فیتم إداراتها من خلال هیئة جماعیة بمساعدة لجنة توجیهیة ولجنة علمیة وأیضا شرکاؤهم أعضاء (یشارکون مالیا مع UNTS)، کما أن الهیکل التنظیمی لبعض الجامعات الرقمیة المواضیعیة لم ینشأ بطریقة مستقلة وإنما کان فرعا أو داخل جامعة، إلى جانب أنها تمول بدعم من وزارة التعلیم العالی والبحث والمؤسسات الأعضاء. ویدیر جامعة تونس الافتراضیة رئیسها ویساعده نائبه وأکبر عدد من فریق الإدارة الوظیفیة بالجامعة من أجل الإشراف على الموظفین ومراقبة الأنشطة وإدخال ثقافة الأداء والمسألة والجودة وتوفر لها الدولة الموارد المالیة المطلوبة.

          یرجع الاختلاف فی نظام إدارة الجامعات الرقمیة إلى الارتباط بین إدارة الجامعات الرقمیة ونظام الحکم فی الدول ودساتیرها وسیاساتها وقوانینها والأجهزة التنفیذیة فیها، ومن ثم ینعکس على دور الدول فی تقدیم التمویل اللازم للجامعات وحجمه. کما أن قوة الاقتصاد فی المکسیک وفرنسا أدى إلى توفیر العدید من الأدوات والموارد الرقمیة للتعلم. وأیضا توفر تونس الدعم اللازم للتعلم فی جامعة تونس الافتراضیة.

5-   المکتبة الرقمیة:

         تتشابه الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث فی أنها توفر العدید من الموارد الرقمیة فی أشکال مختلفة ملفات نصیة وسمعیة وبصریة وفیدیو ویتم نشر المحتوی الرقمی على منصة التعلم عبر الإنترنت، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم التقدم التکنولوجی والمنصات التعلیمیة، ویقصد بالمنصات التعلیمیة منطقة تداول حیث تلتقی فیها العروض والطلبات فی صورة غیر مادیة قائمة على نموذج مفتوح ، حیث  تدیر وتطور المنصة نظامًا بیئیًا ، وتستغل تأثیرات الشبکة وتسهل التطورات، ویسمح هذا النظام البیئی باتحاد المنظمات (العملاء والشرکاء والمنافسین والمجتمعات من جمیع الأحجام)؛ لتوفیر قیمة تتجاوز الشراکة، وکلما زاد عدد أصحاب المشارکین المتداخلین ، زاد هذا النظام البیئی ازدهارًا( https://itsocial.fr, 2019) .            

         ویلاحظ أن الجامعات الرقمیة فی دول الدراسة توظف التکنولوجیا الحدیثة فی خدمة المکتبات الرقمیة التی هی أکثر استعدادا لتبنی الابتکارات الجدیدة فی مجال التکنولوجیا، حیث توفر لمستخدمیها تحسینات مستفیدة من تکنولوجیا الکتاب الإلکترونی والصوت، فضلا عن تقدیمها لأشکال جدیدة من الاتصالات مثل الویکی والمدونات.

     

        وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی تخزین المعلومات بتنسیق رقمی یمکن الوصول إلیه من خلال شبکة نظام المعلومات، کما أنها قید التطویر المستمر. أما الجامعات الرقمیة المواضیعیة فقد ترکت خیاراً واسعاً للغایة للجامعات من حیث تنسیق الموارد المنتجة بحیث تمکن الطلاب وأعضاء هیئة التدریس من الوصول إلى المصادر الرقمیة بحریة تامة. وتعمل الجامعة الافتراضیة بتونس على تقدیم خدمات کاملة للمکتبات الافتراضیة ویتم تخزینها بتنسیقات ووسائط إلکترونیة.

 

        ویمکن تفسیر ذلک الاختلاف إلى أن المکتبات الرقمیة فی دول الدراسة تقدم منظورا عاما متناسقا لکافة أشکال المعلومات التی تحتوی علیها المکتبة بصرف النظر عن شکلها وتصمیمها. کما أن من وظائف المکتبات الرقمیة فی الجامعات الرقمیة بدول الدراسة بناء المجموعات الرقمیة، وتنطوی هذه المرحلة على دراسة المجتمع ووضع سیاسة بناء المجموعات الرقمیة مع مراعاة طبیعة المصادر الرقمیة وبیئة العمل وآلیات سوق النشر الحدیثة التی تختلف من دولة لأخری.

6-   تقییم الطلاب:

          تتشابه الجامعات الرقمیة فی دول الدراسة فی طریقة تقییم الطلاب بطریقة إلکترونیة، حیث یتم توجیه الدارسین عبر الشبکة باستخدام البرید الإلکترونی إلى أقرب مرکز بحسب مواقعهم والزمن المحدد، ویفسر ذلک فی ضوء مفهوم التقییم الإلکترونی ویقصد به عملیة توظیف شبکات المعلومات وتجهیزات الکمبیوتر والبرمجیات التعلیمیة والمادة التعلیمیة المتعددة المصادر باستخدام وسائل التقییم؛ لتجمیع استجابات الطلاب وتحلیلها بما یساعد على مناقشة وتحدید تأثیر البرامج الدراسیة والأنشطة بالعملیة التعلیمیة من أجل الوصول إلى حکم مقنن قائم على بیانات کمیة أو کیفیة مرتبطة بالتحصیل الدراسى للطلاب ( إسماعیل، 2009، 393).

          ویلاحظ أن الجامعات الرقمیة فی الدول الثلاث تهتم بالتقییم الإلکترونی الذى یعتمد على تکنولوجیا المعلومات والاتصال فی أی وقت ومن أی مکان. کما یسمح بإجراء مجموعة کبیرة من المهام والأنشطة الإلکترونیة بالإضافة إلى المشارکات والنقاشات الفاعلة.

           وتختلف الجامعة الرقمیة لولایة المکسیک فی أن تقییمها للطلاب یتم بطریقة مستمرة من خلال المشارکة فی المنتدیات والعمل الجماعی والتجارب والمشاریع، وأیضا جامعة تونس الافتراضیة یتم تقییم طلابها باستمرار، وذلک عن طریق استکمال التزاماته قبل الامتحانات ذات الصلة. أما الجامعات الرقمیة المواضیعیة فیتم تقییم طلابها کل عدة أشهر من خلال اختبارات تحدید المستوى وبعض اختبارات التصحیح الذاتی وبنک التقییم.

          ویرد ذلک الاختلاف بین الجامعات الرقمیة بدول الدراسة إلی تعدد طرق التقییم الإلکترونی. بالإضافة إلى أن تنوع إجراءات التقییم یجعل الطلاب أکثر دافعیة للتعلم ویشجعهم على إکمال عملیة التعلم؛ لتحقیق مستوى التمکن المطلوب وخدمة المجتمع، ومن ثم کل جامعة رقمیة تعتمد طریقة أو أکثر من طرق التقییم وفقا لإمکاناتها والعوامل المجتمعیة المؤثرة فیها.

سابعا- جهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی:

 تم تناول جهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی من خلال النقاط الآتیة:

1-  نشأة التحول الرقمی فی الجامعات المصریة:                             

أنشئت الجامعة المصریة للتعلم الإلکترونی الأهلیة بالقرار الجمهوری رقم 233 لسنة 2008 کأول جامعة مصریة تتبنى مبدأ التعلم الإلکترونی فی تقدیم خدماتها التعلیمیة على أعلى مستوى جودة وبمصاریف مناسبة، وفی عام 2018 صدر القرار الجمهوری رقم 71 بتحویل الجامعة من جامعة خاصة إلى جامعة أهلیة، وتهدف الجامعة إلى تقدیم تعلیم إلکترونی استناداً إلى المبادئ التالیة: http://www.eelu.edu.eg.2019)

أ‌-        یخدم التعلیم الإلکترونی الاحتیاجات الفردیة للطلاب مع الثقافات والقطاعات المختلفة.

ب‌-   یتیح التعلیم الإلکترونی التوافر فی مختلف القطاعات الجغرافیة، فهو متوافر فی منزل وعمل الطالب ویغطى أیضاً مختلف الأقالیم والمناطق.

جـ- یطبق التعلیم الإلکترونی بطریقة التدریس والتقییم والشرح والتعلیم من خلال الإنترنت، ونظام المؤتمرات المرئیة ونظام البرید الإلکترونی وبأی وسیلة تکنولوجیا اتصالات جدیدة.

د- یدخل التعلیم الإلکترونی فی المجالات التربویة التی تغطى جمیع التخصصات والعلوم الحدیثة.

هـ- یوفر التعلیم الإلکترونی خدمات تعلیم عالیة الجودة فی أی وقت وفی أی مکان بطرق تکنولوجیة مختلفة (الإنترنت، أجهزة الکمبیوتر، والهواتف المحمولة، الخ).

          والجدیر بالذکر أن الجامعة المصریة للتعلم الإلکترونى تهدف إلى تقدیم خدمات تعلیمیة وتدریبیة على أعلى مستوى من الجودة، وإمداد سوق العمل بعناصر قادرة على التعامل مع التکنولوجیا المتقدمة، وتعمل على التطویر المستمر للبیئة التعلیمیة. غیر أن ثمة تأکید على أن مجال البحث الجامعات الحکومیة ولیست الأهلیة، ومن ثم یعرض البحث لبعض مبادرات التعلیم الرقمی فی الجامعات المصریة.

     أطلقت جامعة الإسکندریة مبادرة  توفیر جهاز رقمی لکل طالب من خلال المسابقات فی کلیات الجامعة، والکتب الجامعیة الرقمیة، والشراکة بین الجامعة المصریة للتعلم الإلکترونی الأهلیة وجامعة الإسکندریة، والجامعة المصریة الیابانیة للعلوم والتکنولوجیا E-JUST، والمؤتمرات الدولیة لتأثیر التقنیات الرقمیة فی الحیاة، وفعالیات مکتبة الإسکندریة، والشراکات الرقمیة العلمیة لمصادر المعلومات والبحث العلمی فی بنک المعرفة المصری، وما تغطیه مواقع التواصل الاجتماعی من فعالیات وشراکات وعقود واتفاقات لتحقیق الدمج الرقمی المنشود فی إدارة جامعة الإسکندریة وکلیاتها على مستوى المحافظة (عزمی، 2019، 96).

وأیضا أطلقت کلیة الهندسة جامعة عین شمس أول واحة للتکنولوجیا والابتکار فی مصر بهدف إیجاد شراکة حقیقیة بین المجتمع الأکادیمی ومتطلبات الصناعة الوطنیة. کما أن الوزارة بذلت العدید من الجهود؛ للخروج بقانون یتیح الشراکة بین الجامعات والباحثین وأصحاب الصناعات والمشروعات، والمنظومة کلها تجمعها شراکة واحدة یستفید منها جمیع الأطراف، إلى جانب أن جامعات عین شمس وحلوان والإسکندریة لدیهم أفکار عدیدة لتطویر صناعة السیارات، وتم التشاور مع وزیر التجارة والصناعة لتکون هناک شراکة بین شرکات السیارات والکلیات التى تعمل فی هذا المجال (https://www.elwatan.com, 2019). کما أعلن مستشار وزیر الاتصالات عن إطلاق برنامج "sura" ؛ لرقمنه التعلیم فی المرحلة الجامعیة بالتعاون مع إحدى الجامعات الخاصة ،وهو یهدف إلى تحویل الجامعات المصریة إلى جامعات ذکیة فی کل مراحل العملیة التعلیمیة ( المرکز المصری للدراسات الاقتصادیة، 2019، 3).

وترجع مبادرات الجامعات إلى اهتمام وزارة التعلیم العالى بتطویر أداء مؤسسات التعلیم العالى من أجل التأهیل والاعتماد والجودة من خلال مشروع تطویر نظم تکنولوجیا المعلومات بوحدة إدارة مشروعات تطویر التعلیم العالی بالوزارة فیما یلی: (وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی، 2017، 17-18)

(1)   إنشاء (22) مرکزاً لبیانات الجامعات المصریة من أجل زیادة سرعة الإنترنت من 34 میجا إلى سرعة 3 جیجا.

(2)  إنشاء شبکة ألیـاف ضوئیة تربط 33 موقعاً للجامعات المصریة وفروعها، وزیادة 5 شبکات ألیاف ضوئیة لخمسة مواقع جدیدة فی جامعات (السویس، ودمنهور، والوادی الجدید، ودمیاط، والشیخ زاید).

(3)   إنشاء (23) موقعا إلکترونیا للإسهام فی دخول بعض الجامعات فی أحسن 1000 جامعة عالمیاً.

(4)  إنشاء (140) وحدة خدمات إلکترونیة بالجامعات المصریة.

(5)  إنشاء تطبیقات نظم المعلومات الإداریة (طلاب، أعضاء هیئة تدریس، عاملین، مرتبات).

(6)  إنشاء عدد(17) مرکزاً لتدریب السادة أعضاء هیئة التدریس والعاملین على تکنولوجیا المعلومات فی الجامعات المصریة.

(7)  إنشاء عدد(22) مرکزاً لإنتاج المقررات الإلکترونیة بالجامعات الحکومیة المصریة وفروعها.

وتجدر الإشارة هنا إلی أن جهود وزارة التعلیم العالى والجامعات المصریة ترجع إلى اهتمام الرئیس عبدالفتاح السیسی برقمنة الدولة المصریة، فقد أطلق بنک المعرفة المصری باعتباره أکبر مجموعة فی العالم من الموارد التعلیمیة المتاحة عبر الإنترنت، ویمکن الوصول إلی موارد البنک مجانا لکافة المصریین، حیث یوفر البنک مقاطع فیدیو، ومقالات، وموارد أخرى لمساعدة المصریین فی کافة الاعمار على تطویر معارفهم ومهاراتهم فی إطار القرن الحادی والعشرین (http://www.discoveryeducation .ekb.eg.2019)، کما أکد الرئیس فی ندوة التحول الرقمی بمؤتمر الشباب2019 علی أهمیة التحول الرقمی لکل مؤسسات جمهوریة مصر العربیة.

یتضح مما سبق مدى اهتمام الرئیس السیسی ووزیر التعلیم العالى بالبحث عن آلیات التحول الرقمی فی الجامعات المصریة، حیث عقد الوزیرالعدید من الاجتماعات من أجل التحول الرقمی: منها اللقاء بین رئیس قطاع التعلیم العالى بشرکة مایکروسوفت والوفد المرافق له، وبحضور مستشار الوزیر للعلاقات الدولیة، ومعاون الوزیر للشئون الفنیة وذلک بمقر الوزارة، وخلال اللقاء أکد الجانبان على عمق العلاقات الاستراتیجیة التی تربط بین الوزارة وشرکة مایکروسوفت فی العدید من المجالات منها: توفیر برامج التدریب اللازمة للطلاب والباحثین، وتنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس فی مختلف التخصصات وفروع التکنولوجیا الحدیثة. وفی نهایة اللقاء اتفق الجانبان على مشروع اتفاقیة للتحول الرقمى فی الجامعات المصریة یوقعها المجلس الأعلى للجامعات.

        وتتنوع خصائص التحول الرقمی للجامعات المصریة ومنها الأتى: (المرکز المصری للدراسات الاقتصادیة، 2019،2-3)، (على، 2013، 534، 540)

  • المشارکة، إن التحول الرقمی لیس مسئولیة وزارة التعلیم العالی فقط، وإنما مسئولیة کافة إدارات الجامعات المصریة والعاملین والمجتمع المدنی. 
  • الاستمراریة، فبقاء الجامعات المصریة یعتمد على تطویر أسالیب العمل، وتحقیق التحول الرقمی بشکل صحیح. حیث إن الجامعات العالمیة التی تهمل التکنولوجیا الحدیثة وأسالیب العمل المتطورة تتأخر فی الترتیب العالمی بسبب التغیر التکنولوجی الهائل. 
  •  یعد التحول الرقمی تحول ثقافی کبیر، ویعتمد مدى نجاح التحول الرقمی على الأشخاص المشارکین فیه أکثر من اعتماده على التکنولوجیا. حیث تندهش الجامعات المصریة التی تتجاهل تلک الحقیقة من عدم الإقبال على استخدام استثمارهم التقنی المکلف أو استخدامه بصورة بسیطة. 
  •  عابرة للحدود، حیث تطرح بعض الجامعات المصریة خدماتها بشکل تکاملی یمکن أن تستفید منه جمیع الجامعات والأفراد على مستوى العالم، بما یتیح فرص التطبیق الواعى للتعلیم المستمر والتعلم مدى الحیاة.   

 

       وثمة تأکید فی هذا السیاق على أن التحول الرقمى لبعض الجامعات المصریة جعل خبرات التعلم التی تقوم على التعلم النشط مثل: التعلم الموجه، والتعلم التعاونی أکثر نشاطا وتفاعلیة. کما توجد البرامج الدراسیة على الشبکة الدولیة سواء فی أوقات محددة سلفا أو فی الأوقات التی تناسب الطلاب. إلى جانب الترکیز فی عملیة التعلیم على مناقشة ودراسة مشکلات من الواقع المعاش للمتعلمین.

        ومن أهداف التحول الرقمی للجامعات المصریة ما یلی:( على، 2011، 282)،  http://portal.mohesr.gov.eg, 2019))

-         إدماج تکنولوجیا المعلومات والاتصال فی العملیة التعلیمیة بما یتیح أکبر قدر من الاستفادة من نواتجها فی التعلیم والتدریب.

-         تأهیل الطلاب لسوق العمل وتزویدهم بالمهارات اللازمة من التطبیقات الإلکترونیة، ودعم برامج الابتکار.

-         تحسین کفاءة ونوعیة الأداء الجامعی، حیث یقود بصورة مؤکدة إلى تطویر الجامعة وکافة خدماتها.

-         توفیـر أنشطـة وخـدمات جـدیدة قابلـة للتسویق الأمر الذی یحقق قیمة مضافة وإیرادات مهمـة للجامعة.

-         عمل بوابة إلکترونیة مرکزیة للجامعات المصریة؛ لتقدیم جمیع الخدمات التعلیمیة والإداریة للسادة أعضاء هیئة التدریس والطلاب.

-         تحقیق أقصى استفادة ممکنة من النظم المتطورة فی مجال التقنیات الحدیثة حول العالم سواء من خلال التعاون مع الدول الصدیقة المتقدمة فی هذه المجالات، أو بالاستفادة من طاقات علماء مصر فی الخارج.

       یتبین مما سبق أن التحول الرقمی للجامعات المصریة یهدف إلى جعل محتوى ومضمون العملیة التعلیمیة بالنسبة للطلاب أکثر حیویة ودینامیکیة، وذلک من خلال حداثة المعلومات والبیانات التی یقدمها هذا النوع من التعلیم، إضافة إلى أن المعلومات تکون - فی أغلب الأحیان -متماشیة مع التطور فی مستوى الحاجات والرغبات المتعددة للطلاب، ومن ثم تکون بمثابة الجسر الذی یعبر من خلاله الطلاب من أجل اکتساب مهارات وقدرات تساعده على الالتحاق بسوق العمل وتحدیاته. کما أن الطابع الرقمى لهذا النوع من التعلیم یجعل المتعلم فی البیئة التعلیمیة أکثر انتباها وترکیزا، ولعل هذا ما ینمی الذکاء المهنی للفرد المتعلم الذی یعمل من خلاله على مواجهة مختلف المواقف الحرجة وإیجاد مخرجا یتماشى مع شخصیته من جهة ومع الأهداف المراد تحقیقها من جهة أخرى.

2- المحاور المختارة للجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمى:

    یعرض البحث محاور الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی الآتیة:

أ‌-      الطلاب:

 تقوم الجامعات المصریة بدور حیوی وفعال فی تطویر المنظومة التعلیمیة بمختلف عناصرها، ومن ضمن عناصر استراتیجیة التطویر التى تتبناها معظم الجامعات توسیع قاعدة الاعتماد على التعلم الإلکترونی کنظام تعلیمی موازی لمواجهة زیادة الطلب الاجتماعی على التعلیم العالی، ومواکبة التطور الرقمی، ولعل وجود مراکز التطویر والتدریب على تکنولوجیا المعلومات، ومراکز إنتاج المقررات الإلکترونیة بالجامعات تأکیدا على ذلک. إلى جانب المؤتمرات والندوات التى تنظمها الجامعات والمتعلقة بتکنولوجیا المعلومات الحدیثة وتطویر المنظومة التعلیمیة، مما دعا إلى ضرورة العمل بآلیة جدیدة فی عملیة التعلیم والتعلم تسمح لشریحة عریضة من الدارسین الراغبین فی الالتحاق من أجل مواصلة دراستهم العلیا بصرف النظر عن المشکلات التى تواجههم، خصوصا أن الجامعات فی ظل هذا التطور السریع فی إمکاناتها من الممکن أن تصبح مهیأة نحو تجربة الجامعة الرقمیة، والتی تعد صیغة جدیدة للتعلیم الجامعی تقدم فیه الجامعة فرصا تعلیمیة للطلاب من خلال توظیف تکنولوجیا المعلومات والاتصالات (مصطفی، 2009، 2587).

         ولکن یواجه الطلاب فی الجامعات المصریة العدید من المشکلات مع هذا النوع من التعلیم فمنها ما هو مرتبط بهم أنفسهم، ومنها ما هو مرتبط بالمحیط الذی یعیشون فیه وبالخدمات المقدمة لهم لاستخدامه، ویمکن إیجاز هذه المشکلات فی النقاط الآتیة: (أبوالیزید، 2017، 166-167)

(1)  غیاب دافعیة الطلاب وضعف استجابتهم لهذا النمط الجدید من التعلیم وتفاعلهم معه.

(2)   ثقل العبء على الطلاب فالتعلیم الرقمی یستخدم بجانب التعلیم الورقی ولیس بدیل عنه وهذا یمثل عبء إضافی علیهم.

(3)  الاعتقاد بأن التعلیم الرقمی یتطلب أن یکون الطلاب فائقی المهارة فی استخدام التکنولوجیا مما یؤدی إلى وجود حاجز نفسی لدى الطلاب وبالتالی یعزفون عن استخدامه.

(4)  ضعف شبکة الانترنت فی کثیر من المناطق مما یصیب الطلاب بالملل والضجر، ویضیع وقتهم وهم ینتظرون فتح الموقع أو تصفحه، ناهیک عن قطع الکهرباء المفاجئ الذی یؤدی فی کثیر من الأوقات إلى ضیاع ما قضی الطالب فی إعداده ساعات من تکلیفات وتدریبات مطلوبة فی المقرر إذا لم یکن قد قام بحفظه أولاً بأول.

 یتضح مما سبق أن بعض الجامعات المصریة تعانی من قلة توافرالتقنیات الحدیثة المتصلة بالإنترنت من أجل تدریب الطلاب، وهذا یؤدی إلى ضعف قدرة عضو هیئة التدریس أو مسئول التدریب على شرح طبیعة الموقع وکیفیة الدخول علیه واستخدامه حتى یتمکن الطلاب من العمل علیه من منازلهم، وهذا بالتالی یأخذ بعض الوقت فی الفصل الدراسى لکی یتمکن الطلاب من الدخول والاستفادة من المحتوی التعلیمی للمقرر على الإنترنت.

 

ب‌-  أعضاء هیئة التدریس:

یحتاج التعلیم الرقمی إلی أعضاء هیئة تدریس یعیشون فی واقع مغایر لما یسود  بالجامعات المصریة، حیث إن أعضاء هیئة التدریس یجب أن یکون لدیهم دافعیة قویة وحب لهذا النمط من التعلیم، وأن یجلسوا ساعات طویلة أمام جهاز الکمبیوتر؛ لمتابعة أعمال الطلاب وفحص تکلیفاتهم وتقییمها، والرد علی تساؤلاتهم واستفساراتهم وتوضیح الغامض منها سواء فی المادة أو فی کیفیة استخدام البرنامج وکیفیة التخزین ورفع الأعمال ووضع التکلیفات... إلخ، هذا بالإضافة إلی ما یستغرقه إعداد المقرر الرقمی من وقت وجهد، فقد یستغرق إعداده عاماً دراسیاً کاملاً من أجل إعداد المادة المکتوبة بالشکل الملائم وتجهیز التکلیفات والاسئلة والصور والتدریبات ...وغیر ذلک من المکونات التی یتکون منها المقرر ورفعة علی الشبکة (أبوالیزید، 2017، 167).

وبذلت الجامعات المصریة العدید من الجهود من أجل تطویر أعضاء هیئة التدریس والوصول إلى مستویات متمیزة فی الأداء والجودة، ویتضح ذلک من المشروعات التى هدفت إلى تطویر الجامعات، وخاصة عن طریق استخدام وحدة إدارة مشروعات التطویر بالجامعات والتى بدأت فی مرحلتها الأولى بمشروع تطویر نظم تکنولوجیا المعلومات(TCTP) ، ومشروع تطویر کلیات التربیة (FOEP) ، ومشروع صندوق تطویر التعلیم العالى ( HEEPF)، ومشروع تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس ( FLPP) ،ومشروع برنامج البحوث والتنمیة والابتکارات (ROI)، وعلى الرغم من هذه الجهود. إلا أن درجة الاستفادة من التطورات التکنولوجیة والمعلوماتیة والاتصالیة لم تصل إلى المستوى المنشود (محمد، 2017، 321).

 وأنشأت جامعة الإسکندریة مرکزا متخصصا فی التطویر المهنی والعلمی لأعضاء هیئة التدریس ، ومن جهة أخرى فقد تم إنشاء الشبکة العربیة للتطویر المهنی لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات العربیة ومقرها جامعة الإسکندریة (أحمد، 2010، 301-302)، وذلک بما یسایر أهداف التعلیم العالى فی رؤیة مصر 2030، والتی ترتکز على تحول الجامعات إلى منتج للمعرفة والتوصل إلى الصیغ التکنولوجیة والإلکترونیة الأکثر فعالیة فی عرض المعرفة المستهدفة والبحث العلمی وتطویر الأداء المهنی لأعضاء هیئة التدریس (محمود، 2015، 196).

وثمة تأکید فی هذا السیاق على نواحی الضعف فی تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات المصریة ومنها: قلة توافر کوادر تدریبیة مؤهلة وکافیة للتدریب على التکنولوجیا الرقمیة، وندرة وجود وسائل مقننة وحدیثة لقیاس أثر برامج التنمیة المهنیة فی میدان العمل، والاختیار العشوائی للمتدربین والتدریبات. بالإضافة إلى ضعف الترابط بین البرامج واحتیاجات المتدربین المتجددة وفقا لتخصصاتهم ومتطلبات العصر الرقمی (محمود، 20115، 125).

یتبین مما سبق مدى أهمیة دور مراکز تنمیة وتطویر قدرات أعضاء هیئة التدریس وخاصة بعد التغیرات السریعة والمتلاحقة، وتبنى وزارة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات استراتیجیة مصر 2030 فی الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات؛ لتمکین تطویر مجتمع قائم على المعرفة، وتحویل مصر إلى مرکز رقمی عالمی، ویمکن الاعتماد علیها فی توفیر وتطویر البنیة الرقمیة بمراکز تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات المصریة. غیر أنه توجد نواحی ضعف فی إعداد وتنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة یمکن التغلب علیها من خلال التکنولوجیا الرقمیة.

جـ-  البرامج الدراسیة:

 أصدرت وزارة التعلیم العالی قرارات لضبط الأداء فی الجامعات المصریة ومنها: وضع خطة لتطویر التعلیم التکنولوجی، وتشمل ثلاثة محاور: استبدال التخصصات التى لا یحتاجها سوق العمل بأخرى تلبى احتیاجاته، واستحداث التخصصات الجدیدة، وتطویر التخصصات الصناعیة والفندقیة فی کلیات محافظات القاهرة والإسکندریة وبورسعید. کما اهتمت الوزارة بالمقررات الإلکترونیة وتم إنتاج (472) مقررا إلکترونیا مع تدریب عدد 994 عضواً لهیئة التدریس على استخدام المقررات الإلکترونیة واستهداف أکثر من 175 ألف طالب لاستخدام المقررات الإلکترونیة بجمیع الجامعات والتعاقد على المکتبات الرقمیة (وزارة التعلیم العالى، 2017، 16،18).

وتوجد مجالات للتوسع فی التعلیم الجامعى، وإدخال أسالیب جدیدة فی عملیة التدریس، ولذلک قامت کل جامعة من جامعات مصر بإنشاء مرکز التعلیم الإلکترونی داخلها وذلک فی إطار خطة متکاملة لوزارة التعلیم العالی من أجل تقدیم الخدمات التعلیمیة عبر شبکة داخلیة للجامعة، وکذلک ربط الکلیات بعضها ببعض،  وربط مکتبات الکلیات بالمکتبة المرکزیة، إلى جانب ربط جامعات مصر بعضها ببعض من خلال شبکة المجلس الأعلى للجامعات، وذلک ما جاء متوافقا مع توصیات المؤتمر العربى الأول ( مستقبل صناعة الکتاب) الذى عقد بالقاهرة فی الفترة من (8- 12) مایو 2005 الذى کانت من إحدى توصیاته قیام المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة بالإشتراک مع جامعة الدول العربیة باعتماد سیاسة النشر الإلکترونی (الکتب الإلکترونیة) فی مجال التعلیم إلى جانب الإصدار الورقی ، إضافة إلى قیام المنظمة بإنشاء موقع متمیز للناشرین العرب فی مجال التعلیم على شبکة المعلومات الدولیة ( شبکة الإنترنت) یمکن من خلاله توزیع الکتاب العربی، وذلک على غرار شرکة أمازون العالمیة ( محمد، 2005، 55 -56)، وعلی الرغم من الجهود المبذولة لتطویر البرامج الدراسیة بالجامعات المصریة. إلا أنها تعانی من غیاب للآلیات المتطورة لمراجعة البرامج وتقییمها وعدم الاهتمام بالمناهج وتطویرها تکنولوجیا. کما أن محتوى البرامج الدراسیة فی معظم الجامعات قدیم ولا یرتقی إلى متطلبات ومهارات سوق العمل.

یلاحظ مما سبق أن جمیع مناهج الکلیات والجامعات فی مصر تحتاج إلى تطویر دوری وسنوی حتى تتمکن من مواکبة الانفجار العلمی والتکنولوجی على مستوى العالم. إلى جانب ضرورة أن تقوم وزارة التعلیم العالی بوضع خطوط عریضة واستراتیجیات ومؤشرات وإرشادات للجامعات عن کیفیة تطویر المناهج بما یسایر الظروف الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة التی تمر بها مصر، وأیضا بما یتناسب مع التقدم والطفرات العلمیة الهائلة التی تشهدها الدول على مستوى العالم.

د- الإدارة والتمویل:

تواجه الجامعات المصریة مجموعة کبیرة من التحدیات والتی تفرض علیها أن تغیر فی طبیعة عملها التقلیدی سواءً من ناحیة الإدارة أو الأسالیب والتقنیات أو الهیاکل والسلطة الهرمیة أو الأهداف والتعامل مع المجتمع وتزویده بالمهارات العملیة المدربة، ولعل من أبرز هذه التحدیات تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وتغییر طبیعة الحیاة وشکل مؤسسات التعلیم العالی على نحو جذرى، فضلا عن عدم تطابق مخرجات التعلیم العالی مع سوق العمل، وبالتالی فإن انتشار هذه التحدیات یتطلب وجود إدارة جامعیة متمیزة قادرة على البحث عن الحلول، ومواکبة التطورات التقنیة الحدیثة ( غبور، 2012، 499- 500).

وتبذل الجامعات المصریة العدید من الجهود فی سبیل مواکبة الطبیعة الدینامیة لعصر التنافسیة، والرغبة فی التحول من الأنماط الإداریة التقلیدیة إلى الأنماط الرقمیة فی إدارة شئون المؤسسات التعلیمیة على اختلاف مستویاتها، واستحدثت الجامعات وحدات التطویر الجامعی، حیث تهدف إلى مساعدة الجامعة على تحقیق أهدافها بمستوى عال من الجودة والتنافسیة، فأنشأت بعض الجامعات بوابات إلکترونیة لها بغرض إیجاد بیئة تعلیمیة إلکترونیة فی الجامعة یمکن من خلالها تبادل المعرفة الرقمیة حول ما یتم بها من فعالیات تعلیمیة وممارسات تربویة، ونشر استخدام التقنیة الحدیثة فی التعلیم، والإسهام فی عقد الندوات والمؤتمرات العلمیة؛ لتیسیر تبادل المعرفة ونقلها من خلال الاحتکاک العلمی بین أعضاء هیئة التدریس من الجامعات المختلفة عبر تنظیمات شبکیة مترابطة الأمر الذی یعکس توجه الجامعات نحو التنظیمات الشبکیة القائمة على الإنترنت ( الملیجى، 2011، 85- 86).

وتجدر الإشارة فی هذا السیاق إلى أن معظم الجامعات المصریة تعانی من مرکزیة الإدارة، بالإضافة إلى أزمات مالیة واقتصادیة بسبب زیادة الطلب على التعلیم الجامعى وارتفاع کلفته، وضعف کفایة مصادر التمویل اللازمة لتغطیة احتیاجات الجامعات. إلى جانب أن الحکومة لا تزال المصدر الأساسى بل یکاد یکون الوحید لتمویل التعلیم الجامعی، وبهذا یمکن القول إن قضیة تمویل التعلیم الجامعی من أکبر التحدیات التی تواجه المسئولین ومتخذی القرار، فنقص التمویل یؤثر تأثیرا سلبیا على مدخلات التعلیم من أبنیة وتقنیات حدیثة ومواد تعلیمیة وأعضاء هیئة التدریس. کما یؤثر على فعالیات ومهام التعلیم سواء أکانت تدریسا أو بحثا أو خدمة مجتمع، مما یجعل الجامعات غیر قادرة على مواکبة التقدم العلمی، ویؤثر أیضا على المخرجات التعلیمیة، وذلک بالنسبة لمستوى تحصیل الطلاب وکفاءتهم المعرفیة والمهاریة أو معدلات الرسوب وإنتاجیة البحث العلمی، الأمر الذی یؤدی فی نهایة الأمر إلى تدنی مستوى الخریج، وتدنی مستوى جودة وکفاءة منظومة التعلیم الجامعی (مرسی، 2018، 200).

ولعل من أهم النتائج المترتبة على ضعف التمویل المقدم إلى مؤسسات التعلیم العالى فی مصر، وعدم تخصیص میزانیة تتناسب وحجم المتطلبات المادیة تدهور البنیة التحتیة، إلى جانب غیاب الجامعات المصریة عن الترتیب العالمی للجامعات (عبدالعال، 2013، 175).

وبالتالی توجد حاجة ملحة إلى تطویر إدارة مؤسسات التعلیم الجامعی فی مصر والارتقاء بقدرتها التعلیمیة والبحثیة حتى تواکب التطورات التکنولوجیة الحدیثة. حیث إن إدارة الجامعات المصریة تنحصر فی الأنماط التنظیمیة التقلیدیة واستطالة الهیاکل التنظیمیة، وتعدد مستویات السلطة، وضعف أسس التکامل بین الإدارات الجامعیة، وإهدار فرص الاستفادة من التقنیات الرقمیة. کما أن ضعف التمویل یؤثر تأثیرا سلبیا على القرارات المتصلة بإدارة الجامعات والکلیات وأنواعها وتنظیمها.

هـ-  المکتبة الرقمیة:

 تم إنشاء اتحاد المکتبات الجامعیة المصریة فی بدایة عام 2006م، وذلک فی إطار مشروع تطویر نظم وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات ICTP فی التعلیم الجامعی المصری، وتشرف علیه وحدة المکتبات الرقمیة کأحد الوحدات التابعة لمرکز الخدمات الإلکترونیة والمعرفیة بالمجلس الأعلى للجامعات، وتسعى الوحدة إلى رفع کفاءة خدمات المکتبات والمعلومات بالجامعات المصریة من خلال الاعتماد على تطبیقات الجیل الثانی لبیئة الویب مما یساعد على تقدیم معلومات تفاعلیة. کما قامت وحدة المکتبات الرقمیة بتأسیس اتحاد لمکتبات الجامعات المصریة والذی یعتبر أکبر برنامج تعاونی لمؤسسات المعلومات فی مصر والوطن العربی، وتشارک فیه أکثر من (43) مؤسسة تتضمن: الجامعات الحکومیة (24)، والجامعات الخاصة(6)، ومؤسسات بحثیة وخدمیة (13)، وتتیح الوحدة الوصول للخدمات واستخدام المکتبات الرقمیة عن طریق الحاسبات المتصلة بشبکة الجامعات المصریة (http://www.fidonav.com, 2019).

ویستفید موقع المکتبة الرقمیة من مخرجات مشروع اتحاد مکتبات الجامعات المصریة EULC مع توفیر البدائل أمام اعضاء هیئة التدریس والباحثین بالجامعات المصریة من أجل الدخول إلى جمیع قواعد البیانات العالمیة من المنزل بشکل سریع وبسیط، إذ یمکنهم ذلک عن طریق الدخول على موقع الجامعة ورابط المکتبة الرقمیة أو عن طریق الروابط الأخرى المتاحة مع إمکانیة البحث فی مجموعة من أهم البیانات العالمیة ومصادر الإنترنت بجمیع التخصصات (مرکز تقنیة المعلومات والاتصالات بجامعة الزقازیق، 2019).

وتفتقر مواقع المکتبات الرقمیة على بوابات الجامعات المصریة إلى تحدیث المعلومات، حیث حصلت أربعة مواقع فقط على درجتین من ثمان درجات، وهم جامعة المنیا وقناة السویس وبنی سویف وبورسعید. أما موقع جامعة السویس فحصل على درجة واحدة، ولم تتوافر بباقی مواقع المکتبات الرقمیة أی تحدیث للمعلومات الخاصة بالمواقع (سید، 2015، 125).

وثمة تأکید فی هذا السیاق على أن شبکة الإنترنت وتقنیاتها تفتقر إلى وجود مرجعیة عالمیة أو معاییر تقییم دولیة متفق علیها تنظم عملیات تخطیط وتصمیم وتطویر مواقع الإنترنت – بصفة عامة – والمواقع الجامعیة -بصفة خاصة؛ وقد یرجع ذلک إلى التطور الهائل الحادث فی تقنیات الویب وظهور کثیر من الکیانات التی تؤدی دور المشارکة فی تطویر تقنیات الویب.

و‌-   تقییم الطلاب:

یعتبر تقییم الطلاب عنصراً مهماً فی جودة مخرجات التعلیم ولا یمکن لمنظومة التعلیم والتعلم أن تنهض فی ظل نظم تقییم تقلیدیة ترکز على قیاس الجانب المعرفی فقط، وإهمال قیاس الجوانب الأخرى للتعلم المهاری والوجدانی، وفی غیاب معاییر ومواصفات التقییم یغیب تکافؤ الفرص والعدالة بین الخریجین فی التخصص الواحد من الکلیات المتناظرة؛ للتقارب الکبیر فی مواصفات الامتحانات التى یجتازها هؤلاء الخریجین (الشیخ، حسن، 2011، 727).

      وقد بدأت بعض الکلیات فی معظم الجامعات المصریة فی تعزیز عملیات التعلیم والتعلم والتقییم باستخدام التطبیقات التکنولوجیة الحدیثة، وذلک من أجل الاستفادة من ممیزاتها الکثیرة فی التغلب على مشکلات التعلیم التقلیدیة، وتنمیة دافعیة الطلاب ومراعاة الفروق الفردیة بینهم. إلا أن الممارسات الفعلیة مازالت فی البدایة وقید التجریب واقتصر بعضها على تقدیم محتوى إلکترونی یرفع على مواقع المؤسسات الإلکترونیة، لکنه لم یصل لدرجة إحداث النقلة المرجوة من استخدام التکنولوجیا أو من أنماط التعلیم المختلفة (شحاته، عبد العزیز، محمد، 2017، 488).

تجدر الإشارة هنا إلى أن إدارات الجامعات المصریة قامت بحصر البنیة الأساسیة التی تمتلکها فی مجال الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات، وإبلاغ الوزارة بها؛ لمعرفة مدى جاهزیتها لاستخدام الاختبارات الممیکنة بالحاسب الآلی، وذلک فی عام 2018 الذی شهد العدید من القرارات والأحداث التی تخص الجامعات المصریة والطلاب وتطویر العملیة التعلیمیة - فی ذکرى الیوم العالمی للطلاب - ومن القرارات التی طرأت على التعلیم الجامعی فی مصر میکنة الامتحانات. حیث کلف الرئیس عبد الفتاح السیسی رئیس مجلس الوزراء ووزیر التعلیم العالی بمیکنة جمیع الامتحانات فی کافة التخصصات الجامعیة. إلا أن معظم الجامعات المصریة مازالت متعثرة فی التطبیق؛ بسبب عدم توافر الإمکانات والأجهزة اللازمة لمیکنة الامتحانات الجامعیة.

     وبالتالی أسفرت الدراسة التحلیلیة لجهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی عن عدد من النتائج، ومن أبرزها الآتی:

(1)    غیاب دافعیة الطلاب وضعف استجاباتهم لهذا النمط الجدید من التعلیم.

(2)    ضعف شبکة الإنترنت فی کثیر من المناطق مما یصیب الطلاب بالملل والضجر.

(3)      قلة توافر التقنیات الحدیثة المتصلة بالإنترنت من أجل تدریب الطلاب.

(4)    ضعف مستوى الطلاب فی التعامل مع التقنیات الحدیثة.

(5)     ضعف درجة استفادة أعضاء هیئة التدریس من التطورات التکنولوجیة والمعلوماتیة.

(6)     تراجع مستوى النظام التدریسی بالجامعــات المصـریة، حیث یمثل عائقا أمــام مـدى إمکـانیة تطبیـق التعلیم الرقمی؛ لاعتماده فی بناءه وتنظیمه على الأسالیب التقلیدیة.

(7)     قلة توافر کوادرتدریبیة مؤهلة وکافیة لتدریب الموارد البشریة على التکنولوجیا.

(8)           غیاب الآلیات المتطورة لمراجعة البرامج الدراسیة وتقییمها.

(9)           قدم محتوى البرامج الدراسیة وعدم مسایرتها لمهارات سوق العمل وظروف العصرالرقمی.

(10)   تقادم الهیاکل التنظیمیة شبه الموحدة بین الجامعات المصریة والسلطات الهرمیة.

(11)   إهمال الشکل التنظیمی للجامعات المصریة لخدمات تکنولوجیا المعلومات. إلا فی نواحی محددة.

(12)     قلة المخصصات المالیة لتوفیر الأجهزة المادیة التکنولوجیة الإداریة.

(13)     تفتقر مواقع المکتبات الرقمیة على بوابات الجامعات المصریة إلى تحدیث المعلومات.

(14)     ضعف نظم تقییم الطلاب فی الجامعات، حیث ترکزعلى قیاس الجانب المعرفی وإهمال الجوانب الأخرى.

(15)     ضعف الثقافة الرقمیة فی الأوساط الجامعیة، مما یؤدی إلى قلة دعم الإدارة العلیا للتدریب.

ثامنا- تصور مقترح لجامعة رقمیة فی مصر:

        تناول البحث فیما سبق جهود الجامعات المصریة فی مجال التحول الرقمی، وتم تحدید أبرز المشکلات التی تعانی منها، وأیضا عرض البحث للإطار النظری والجامعة الرقمیة لولایة المکسیک، والجامعات الرقمیة المواضیعیة فی فرنسا، وجامعة تونس الافتراضیة، بحیث یمکن الإفادة منها فی تقدیم تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر وبما یتناسب مع ظروف المجتمع المصری من خلال ما یلی:

1-   منطلقات التصور.

2-   أهداف التصور.

3-   وصف التصور.

4-   متطلبات التنفیذ.

         وفیما یلی توضیح ما سبق:

1-    منطلقات التصور المقترح:

       ینبثق التصور المقترح لجامعة رقمیة بمصر من مجموعة منطلقات أساسیة، والتی یمکن تقسیمها إلى ما یلی: 

أ‌-      منطلقات عالمیة:

(1)   الاهتمام العالمی المتزاید بالتعلیم الجامعی الرقمی من أجل إتاحة فرص التعلیم للجمیع.

(2)  تزاید المتغیرات المجتمعیة والعالمیة کالعولمة والتقدم العلمی والتکنولوجی والتى انعکست نتائجها على الجامعات.

(3)  حاجة التعلیم الجامعی إلى التجدید والابتکار فی ظل متغیرات العصر؛ لتحقیق حاجات المجتمع.

(4)  الاتجاه المتزاید نحو التعلیم المستمر والتعلم الذاتی.

(5)  نجـــاح بیئــة التعلیم الرقمی فی أنهـا بیئـة مفتــوحة تتمـیز بالإتـاحـة والتـدفـق والـراحـة والمساواة.

(6)  انتشار متغیرات العصر الرقمی التی تتطلب إعداد قوى بشریة قادرة على التکیف مع هذه المتغیرات

(7)  تسارع الثورة المعرفیة والتکنولوجیة والتى انعکس مردودها على التعلیم الجامعی.

(8)  تدویل التعلیم الجامعی مما یفرض على الجامعات أهمیة تحسین قدرتها التنافسیة؛ للاحتفاظ بمواردها البشریة، وتلبیة متطلبات سوق العمل العالمی.

ب‌-  منطلقات محلیة:

(1)  إیمان المجتمع المصری بأهمیة التحول الرقمی، مما یجعل حیاة أفراده أکثر سهولة ورفاهیة.  

(2)  وجــود توجـه مجتمعی یقضی بضرورة تحــول مصر إلى اقتصاد المعـرفة بکـافة السبل والطرق.

(3)  التأکید على أهمیة مشارکة أعضاء المجتمع المحلى فی إدارة وتمویل الجامعات الرقمیة.

(4)  حاجة المجتمع المصری إلى التعلیم الجامعی الرقمی الداعم إلى فرص التعلیم المستمر والتعلم الذاتی.

(5)  ربط الجامعة الرقمیة المصریة بمتطلبات وحاجات سوق العمل والتنمیة الشاملة التى تتجه نحوها جمهوریة مصر العربیة.

(6)  التوصل إلى تصور مقترح لجامعة رقمیة بمصر، بحیث تشجع التعلم الذاتی والإبداع والابتکار.

    أهداف التصور: 

         یهدف التصور المقترح إلى الوصول لجامعة رقمیة بمصر فی ضوء الأدبیات النظریة وبعض الجامعات الرقمیة الأجنبیة من أجل تصمیم بیئات تعلم رقمیة فی ضوء اهتمامات الطلاب واحتیاجاتهم بمساعدة المصادر من المجتمع المحلی وبرمجیات التألیف والعصف الذهنی وعقد المؤتمرات والتواصل عبر الانترنت. کما یحقق التصور الأهداف الآتیة:

أ‌-      نشر الثقافة الرقمیة داخل الجامعات المصریة.

ب‌-   تحدید مجموعة من التقنیات الرقمیة التی یمکن أن تسهم فی تطویر العمل الجامعی.

جـ-وجود جامعة رقمیة داعمة لإنتاج الموارد الرقمیة وتوظیفها وتسویقها ومحفزة للتغییر.

د- الاتجاه نحو الإدارة الرقمیة فی إدارة الجامعات المصریة.

هـ- وضع نظم وحوافز مناسبة؛ لتشجیع أعضاء هیئة التدریس وزیادة دافعیتهم نحو التعلیم الرقمی.

2-   وصف التصور:

یمکن تحدید التصور المقترح على النحو التالی:

أ‌-      إنشاء الجامعة الرقمیة:

          یتطلب إنشاء جامعیة رقمیة التخطیط للتعلیم الرقمی فی الجامعة من خلال تطویر البنى التحتیة الرقمیة التی تضمن جودة الخدمة، وإعادة التفکیر فی مساحة التعلیم والتعلم عن طریق تنویع أسالیب التدریس والوصول إلى الخدمات التعلیمیة والدعم الشخصی للطلاب، والموارد التعلیمیة الرقمیة الموثوقة والمتوفرة فی أی مکان وفی أی وقت ...إلخ.

         وأیضا تتطلب الجامعة الرقمیة التوجه نحو الإدارة الرقمیة، والتدریب الإلکترونی للموارد البشریة، إلى جانب دعم أعضاء هیئة التدریس على استخدام التکنولوجیا الرقمیة فی ممارساتهم. بحیث یتم وضع استراتیجیة التطویر الرقمی للجامعة فی ضوء تحلیل البیئة الداخلیة والخارجیة التی تعمل فی ظلها الجامعة، وتتضمن الاستراتیجیة تحدید الرؤیة والرسالة والأهداف الاستراتیجیة والبدائل.

-       وتتمثل رؤیة الجامعة الرقمیة فی : الریادة والابتکار الرقمی فی التعلیم العالی والبحث العلمی وخدمة المجتمع على المستوىین المحلی والدولى.

-       أما رسالتها : تعمل الجامعة الرقمیة على الرقی بالمجتمع المصری عبر تمیز علمی وبحثی رقمیین، وإعداد خریجین مؤهلین؛ لتلبیة حاجات المجتمع الرقمی وسوق العمل، وتمارس الجامعة الشراکة محلیا ودولیا؛ لتعزیز ونشر المعرفة ودعم التنمیة الوطنیة.

    ویراعى عند صیاغة الاستراتیجیة الرقمیة للجامعة الإجراءات الآتیة:

(1)  المشارکة الفاعلة بین کل العناصر التعلیمیة: إدارة الجامعة، وأعضاء هیئة تدریس، وطلاب، وأولیاء أمور، والمستفیدین... وغیرهم.

(2)  تطویر المهارات الرقمیة الأساسیة لدى کل العاملین فی مجتمع الجامعة.

(3)  التنسیق مع المؤسسات الرائدة فی المجال الرقمی؛ لتوفیر تجربة رائدة فی التعلیم.

(4)  جعل عملیة رقمنة التعلیم والتعلم لا مرکزیة وتسنتد إلى المحلیات.

(5)  تطبیق تقنیات عالیة وتوفیر موارد متنوعة لخدمة وظائف الجامعة.

(6)  سرعة تجدید المعلومات والمعارف وترتیبها حسب أهمیتها فی المواقف التعلیمیة.

(7)  توفیر شبکة معلومات رقمیة مصریة؛ لدعم التعلیم الرقمی بالإضافة إلى الشبکة العالمیة.

(8)  ترحیب الجامعة بمبادرات ومساهمات المجتمع لتطویر الأدوات والخدمات المناسبة لاحتیاجاته ومواکبة التغیرات المختلفة.

 

ب‌-  خصائص الجامعة الرقمیة:

              تتنوع خصائص التعلیم الرقمی فی الجامعة الرقمیة والتعلم عبر الإنترنت ومنها:

(1)   سهولة الوصول إلى المعارف، حیث یتم تسلیمها بالکامل عبر الإنترنت من أی مکان وفی أی وقت، وکل ما یتطلب جهاز کمبیوتر مع الوصول إلى الإنترنت.

(2)   المرونة، من خلال تکییف نظام الدراسة بحیث یناسب کل الطلاب وذلک بمراعاة الجدول الزمنی والاحتیاجات المتعلقة بالدراسة فی الجامعة.

(3)  التعلیمات المباشرة، توفر الجامعة ندوات عبر الإنترنت للحصول على الأسئلة والإجابة علیها من قبل ذوی الخبرة.

(4)  الموارد التعلیمیة المفتوحة، حیث توفر محتوی التعلیم الرقمی، وتتضمن الدورات المتکاملة والموارد الدراسیة.

(5)  البنیة التحتیة التکنولوجیة، التی تضمن تعلیما عال الجودة والأدوات اللازمة للتعلیم والتدریب الأکادیمی.

(6)  المشارکة الحرة والمفتوحة للموارد التعلیمیة؛ لتعزیز بناء مجتمعات المعرفة.

(7)  شمولیة التعلیم فی الجامعة؛ حیث إنها جامعة متعددة التخصصات. 

(8)   تدعیم التعلم الذاتی؛ وذلک لأنها تساعد المتعلم على اکتساب المعرفة ذاتیا.

(9)  تعزیز الإبداع والابتکار من خلال تحفیز وتنمیة التفکیر النظامی.

(10) توفیر فرصا جدیدة للحوار والتقییم بین المتعلمین.

         ومن ثم فإن البیئة الرقمیة للجامعة تفرض على التعلیم خصائص أنه: فی کل الأوقات، وفی کل الأماکن، وجمعی، وابتکاری، وواضح. إضافة إلى أن خبرات الطلاب وممارسات أعضاء هیئة التدریس تعتمد تماما على استخدام التکنولوجیا المدعمة بالمقررات والممارسات العالمیة، وتشجیع المشارکة والمناقشة والتأمل.

جـ-أهداف الجامعة الرقمیة:

    تسعى الجامعة الرقمیة إلى تحقیق مجموعة من الأهداف منها ما یلی:

(1)   الاستجابة إلى التحدیات المتمثلة فی تزاید عدد الطلاب من خلال استخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات الجدیدة.

(2)  تعزیز إبداع الطلاب، وتحفیز التفکیر النقدی والمبتکر لدى المتعلمین.

(3)  العمل على مواجهة التحدیات الجدیدة للطالب الجامعی فی سیاق التدویل والمنافسة.

(4)  القیام بنشاطات البحث واستشارات مهنیة وخدمات لأطراف خارجیة وذلک على أساس اتفاقیات وعقود خاصة.

(5)   تسهیل الإنتاج الرقمی لأساتذة الجامعات من خلال السماح لهم بإمکانیة الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد.

(6)  تشجیع التبادل الدولی للأساتذة والباحثین والطلاب بإجراءات ذات طبیعة اقتصادیة أیضاً.

(7)  رفع کفاءة الجامعة من خلال تحسین وجودة البرامج الدراسیة التی تقدم للطلاب.

(8)  تنمیة القدرات التنافسیة لدى الخریجین.

(9)  التعاون مع المنظمات الوطنیة والدولیة لوضع برامج التعاون العلمی والتعلیمی وتنفیذها.

(10) تحسین الحوکمة وتعزیز ثقافة الأداء والجودة والمساءلة داخل الجامعة.

             تجدر الإشارة إلى أن الجامعة الرقمیة تساعد الطالب على الفهم والتعمق أکثر بالدرس، حیث یتمکن من الرجوع إلى لدرس فی أی وقت، کما تساعده على القیام بواجباته المنزلیة بالرجوع إلى مصادر المعلومات المتنوعة على شبکة الإنترنت أو للمادة الإلکترونیة التی یزودها عضو هیئة التدریس لطلابه مدعمة بالأمثلة المتعددة.

د‌-    الطلاب فی الجامعة الرقمیة:

           یتم القبول فی الجامعة الرقمیة من خلال دخول الطالب علی موقع الجامعة وتسجیل اسمه وبیاناته عن طریق استمارة التسجیل التی تعدها الجامعة لهذا الغرض، کما یشترط لالتحاق الطالب بهذه الجامعة حصوله على الثانویة العامة أو ما یعادلها دون التقید بسنة الحصول. إلى جانب أن رغبة الطالب هی التی تحدد نوع التخصص.

          ویلتحق الطلاب بالجامعة دون مراعاة حدود المکان والزمان. حیث إن فضاءات التعلیم والتعلم هی قاعات المحاضرات، مثل المساحات المفتوحة والمتاحف والمراکز الثقافیة وأماکن العمل ومنازل الطلاب ومقاهی الإنترنت فی أی مکان من العالم، وذلک حیث توفر الجامعة العدید من الخدمات من أجل الدراسة فی مجال من المجالات المتعددة داخل الجامعة. 

          ویؤخذ فی الاعتبار مهارة الطالب فی التعامل مع الإنترنت والذی یعد الوسیلة الرئیسة فی التعامل مع الجامعة، لذا یجب التأکد من إتقان الطالب هذه المهارة قبل الالتحاق بالجامعة.

       وتؤکد الجامعة الرقمیة على التحول فی دور الطالب من خلال الإجراءات الآتیة:

(1)  الدور المرکزی للمعلم إلى الدور المرکزی للطالب.

(2)  التدریب التقلیدی للطلاب إلى توظیف تکنولوجیا المعلومات والاتصال فی التعلیم.

(3)  حفظ المعارف إلی تطویر المعارف والمهارات العملیة والحیاتیة.

(4)  التعلیم التقلیدی إلی ربط کمبیوتر الطالب بموقع الجامعة.

(5)  نقل المعرفة إلى إنتاج المعرفة.

(6)  التعلم السلبی إلى التعلم النشط والتعاونی.

(7)  استقبال واستهلاک المعارف إلى التأمل والحوار والإبداع.

هـ-أعضاء هیئة التدریس:

          تعتمد الجامعة الرقمیة - منذ بدایتها - على طاقم مؤهل علمیاً یتم اختیاره وفقًا للمؤهلات الأکادیمیة الدولیة. بالإضافة إلى مهاراتهم فی محاضرات الفیدیو والمحتویات التعلیمیة من أجل تقدیم خدمات تعلیمیة عالیة الجودة وتطویر مشاریع مشترکة مع الجامعات التقلیدیة التی تصنع الهیاکل الفیزیائیة مثل: المختبرات والتقنیة؛ لجعل الطلاب یجرون اختبارات مباشرة.

       ویتطلب هذا التعلم تدریب أعضاء هیئة التدریس على کیفیة تصمیم البرامج الدراسیة والدورات التدریبیة بطریقة منهجیة، وفی حالات أخرى یتطلب عرض أساتذة ذوی خبرة وجهاً لوجه من أجل الاستفادة منهم فی کیفیة تکییف أسالیب التدریس المفضلة لدیهم للتعلم عن بعد. بحیث یتم تطویر کل دورة تدریبیة بالکامل قبل تسجیل الطلاب.

        وتهتم الجامعة الرقمیة بتطویر أداء أعضاء هیئة التدریس من خلال الإجراءات التالیة:

(1)  تخطیط وتطویر المسار التکنولوجی المهنی والشخصی بمجال التخصص العلمی.

(2)  الارتقاء بمستوى أعضاء هیئة التدریس وإمکاناتهم التقنیة والبحث العلمی والنشر؛ لتحقیق میزة تنافسیة.

(3)  قیام عضو هیئة التدریس بأدوار جدیدة کموجه ومستشار.

(4)  توفیر الربط الشبکی بین أعضاء هیئة التدریس وربطهم بالجامعات ومراکز علمیة دولیة متمیزة.

(5)  تدعیم المهارات المهنیة لأعضاء هیئة التدریس باستخدام التدریب الرقمی.

(6)   تمییز أعضاء هیئة التدریس للموارد الرقمیة الآمنة للطلاب المتصفحین.

(7)  تدریب أعضاء هیئة التدریس على توظیف مهارات التفکیر الناقد والإبداعی والتواصل الرقمیة.

و‌-   البرامج الدراسیة:

        تتبنی الجامعة الرقمیة فکرة التنوع فی البرامج الدراسیة وخاصة فی العلوم والهندسة والتکنولوجیا؛ وذلک لتعزیز قدرتها التنافسیة، وتقویة الروابط بین الجامعة والصناعة وخدمة المجتمع وبما یتناسب مع طبیعة العصر الرقمی من أجل إحداث تنمیة اقتصادیة عن طریق رفع مهارات وقدرات العاملین فی الجامعة.

        وتوفر الجامعة الرقمیة العدید من البرامج عبر الإنترنت مما یؤدى إلى عدم حضور الطلاب فی الحرم الجامعی. حیث یتم تصمیم بیئة تعلیمیة تعاونیة غنیة بالوسائط ، وذلک یسمح لأعضاء هیئة التدریس بالتفاعل مع الطلاب من خلال نظام إدارة التعلم، ویشتمل محتوى الدورة التدریبیة على محاضرات عبر الإنترنت ومقاطع فیدیو ورسوم متحرکة تفاعلیة ولوحات مناقشة ومحافظ إلکترونیة وعقد مؤتمرات ویب، کما یقدم للطلاب مهام منتظمة بما فی ذلک الواجبات المنزلیة والمشاریع والأوراق.

       وبفضل منصة MOOCs یتمکن الطلاب من متابعة محاضرات أفضل للمحاضرین الدولیین المستمدة من مجموعة مختارة من دورات باللغات المختلفة، وتکون محاضرات الفیدیو الرقمیة حسب الطلب تحت تصرف الطلاب، ویمکن استخدامها على أجهزة الکمبیوتر الشخصیة، وکذلک على الهواتف الذکیة والأجهزة اللوحیة بما فی ذلک الروابط النصیة التشعبیة لمواد الدراسة الأعمق (الکتب والمقالات، وأعمال التدریب، والشرائح، وقوائم المواقع). کما توفر بیئة مناقشة تعاونیة من أجل مناقشة العمل المنجز، وتحقیق تعاون جدید فی المعرفة العملیة.

    وتراعی الجامعة الرقمیة فی البرامج الدراسیة الإجراءات الآتیة:

(1)  وضع مبادئ ومعاییر للبرامج الدراسیة وإجراء عملیات مراجعة دوریة ومستمرة.

(2)  تصمیم البرامج الدراسیة من خلال الاستعانة بأدوات الإنتاج الرقمی، والوسائط المتعددة (الصور – الفیدیو – الرسوم المتحرکة – المحاکاة – الألعاب التعلیمیة).

(3)  تقدیم موضوعات محتوى التعلیم الرقمی على نحو یجمع بین التنوع والعمق والشمول.

(4)  دعم استخدام نوعیة عالیة من مصادر التعلم سواء من إبداعات أعضاء هیئة التدریس أو الطلاب.

(5)  تنوع مصادر المعلومات، وتحقیق دیمقراطیة المعرفة.

(6)  زیادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعی الرقمیة (فیسبوک –توتیر– جوجل بلس – مدونات). 

(7)   تقدیم خبرات التعلم الحقیقی من خلال تنوع الأنشطة التعلیمیة باستخدام الإنترنت.

ز-الإدارة والتمویل:

          تتمتع الجامعة الرقمیة بالحکم الذاتی فی الجوانب الإداریة والمالیة والأکادیمیة والتقنیة، وتضع سیاسات طویلة المدى وتنفذ الآلیات التی تعزز التطور العلمی والتکنولوجی بما یسمح بإتاحة الموارد التعلیمیة الرقمیة ورفع المستوى التعلیمی للسکان ومکافحة الفقر وتوفیر فرص العمل.

          وتدار الجامعة الرقمیة بواسطة مجلس إدارة وهو أعلی سلطة فی الجامعة، کما أنه المسئول عن اعتماد وتقییم برامج الجامعة وتعدیلاتها، ومناقشة وإقرار المشاریع الأکادیمیة للجامعة، والموافقة على مشاریع خطط وبرامج الدراسة، والرقابة ومتابعة الشئون الإداریة والأکادیمیة والمالیة.

          وتعمل الجامعة الرقمیة على توفیر الدعم الإداری والمالی بما یساعد على توفیر البنیة التحتیة اللازمة للعملیة التعلیمیة، وتأهیل النظم العاملة والعاملین للتعامل الرقمی، وبذل جهود مثابرة من قبل الجامعات؛ لتوفیر وحث جمیع الأطراف المعنیة وإسناد مهامها من خلال عملیة مشارکة فعالة، ویعد الدعم الحکومی مهما فی هذا الاتجاه. إلى جانب ضرورة اتصال الجامعات بالشرکات صانعة التقنیة المتقدمة للاتصالات والحواسب وکذلک شرکات الإنترنت وذلک فی بحثها عن أفضل الخیارات.   

  ومن الإجراءات اللازمة للجامعة الرقمیة فی النواحی الإداریة والمالیة ما یلی:

(1) إعادة تنظیم مسارات الإدارة الجامعیة (جامعة – کلیة – قسم).      

(2)   إقرار کافة الإجراءات الخاصة بنظم الإتاحة والبنیة التحتیة.

(3)  توفیر متطلبات المساءلة أو المحاسبة فی النظم الجامعیة.

(4)  توفیر الاستثمارات اللازمة للتحول الرقمی بمشارکة القطاع الحکومی والخاص.

(5)  الاهتمام باختیار نظم إداریة ومالیة غیر معقدة لا تحتاج إلى إعادة هیکلیة جذریة للنظم القائمة کمرحلة أولى.  

(6)   قبول التبرعات التی یمکن أن تسهم فی تطویر المنظومة التعلیمیة الرقمیة.

(7)  الاهتمام باللجوء إلى الجامعات والشرکات أصحاب الخبرة الإداریة فی التحول الرقمی.

ح‌-  المکتبة الرقمیة:

          تکتسب المکتبة الرقمیة أهمیة متزایدة فی الجامعات الرقمیة، حیث تضطلع بتقدیم مستوى راق من الخدمات المعلوماتیة اعتمادا على الأوعیة الإلکترونیة القائمة بذاتها، والقابلة للتداول بشکلها المادی الملموس سواء أکانت مسجلة على أسطوانات ضوئیة مکتنزة أو على وسائط ممغنطة.

           ویتطلب تأسیس المکتبة الرقمیة الحرص على المساواة فی الوصول إلى المعلومات مع الإجابة على الاحتیاجات الخاصة بالمکفوفین والقاصرین بصریا. کما یتطلب التخطیط تبنی منهج علمی مدروس ومنظم وفق معطیات ومؤشرات نوعیة وکمیة.

           ویراعی الإجراءات التالیة عند إنشاء المکتبة الرقمیة:

(1)  تحدید السیاسة والتخطیط اللازمین لإنشاء المکتبة الرقمیة.

(2)  توفیر البرمجیات التی یتم من خلالها تحویل مصادر المعلومات إلى الشکل الرقمی.

(3)  إعداد العنصر البشری القادر على التعامل مع البیئة الرقمیة.

(4)  إدارة مصادر المعلومات الرقمیة بشکل مرن وفعال.

(5)  إعداد مخطط  فنی للمکتبة الرقمیة.

(6)  اتخاذ التدابیر اللازمة لتحقیق أمن المعلومات.

(7)  الاستفادة من تجارب المکتبات الرقمیة الأجنبیة فی عملیة التحول.

ط‌-   تقییم الطلاب:

          تتطلب الجامعة الرقمیة تقییم الطلاب باستمرار من خلال مجموعة من الوسائل والأسالیب؛ لضمان الحصول على المستوی الحقیقی للطلاب، ومن هذه الأسالیب: التحاور عبر الإنترنت وإلقاء الأسئلة والإجابة عنها مباشرة، والمشاریع البحثیة، والواجبات المنزلیة، والامتحان النهائی، حیث یقیس التقییم الرقمی - من جهة - ما تعلمه الطالب بدلاً من قیاس ما هو سهل قیاسه بالأرقام، ومن جهة أخرى قیاس تطبیق المعارف بدلاً من قیاس درجة اکتسابها فقط.

          وتهتم الجامعة الرقمیة بفعالیة ونزاهة طرق التقییم التی یخضع لها الطلاب، ودمج أدوات الوسائط المتعددة فی الدورات وتطویر التقییم الذاتی، ویؤخذ فی الاعتبار أنشطة التعلم، وإذا لزم الأمر یتم إعداد تقییم جدید من أجل تحسین أداء الطلاب.

        ویراعی عند تقییم الطلاب فی الجامعة الرقمیة الإجراءات الآتیة:

(1)  وضع برامج تدریبیة لتدریب الطلاب على الاختبارات الإلکترونیة.

(2)   استخدام أدوات التقییم الرقمی لإنشاء اختبارات إلکترونیة.

(3)  التنوع فی أسالیب التقییم الرقمیة (ملف الإنجاز الإلکترونی – التقییم الذاتی).

(4)   اشراک الطلاب فی عملیة التقییم المستمر.

(5)  تطویر الأجهزة والبرامج والشبکات المستخدمة بشکل دوری ومستمر.

(6)  نشر ثقافة التقییم الإلکترونی فی الجامعات.

3-   متطلبات تنفیذ التصور:

یمکن تقسیم متطلبات تنفیذ التصور المقترح إلى ما یلی:

         أ‌-         متطلبات سیاسیة وتشریعیة:

(1)   وضع القوانین والسیاسات التی تحکم العلاقة بین الجامعة الرقمیة ومؤسسات المجتمع الأخری

(2)   توفیر الضمانات القانونیة والتشریعیة اللازمة لنشأة الجامعة الرقمیة .

(3)     وجود سیاسة بحثیة تنظم وتدعم العلاقة بین المؤسسات الأکادیمیة والصناعیة.

       ب‌-       متطلبات إداریة وتنظیمیة:

 

(1)   وجود نظم إداریة مرنة ومبتکرة تساعد على ترسیخ الثقافة الرقمیة.

(2)   نشر الثقافة الرقمیة فی الجامعات المصریة.

(3)  تشجیع القیادات الجامعیة مبادرات التطویر والتمیز.

(4)   تصمیم بیئات تعلم رقمیة فی ضوء اهتمامات الطلاب واحتیاجاتهم بمساعدة مصادر من المجتمع المحلی والعالمی.

(5)   الشراکة مع بیوت خبرة تقنیة لتنفیذ التصور.

(6)  وجود نظم للتقویم والتطویر التقنی فی الجامعة.

جـ - متطلبات تکنولوجیة ومادیة:

(1)  توافر البنیة التحتیة وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات والبرید الإلکترونی والصوتی؛ لتسهیل عملیات الاتصال.

(2)  توافر وسائل تعلیمیة تکنولوجیة حدیثة على أعلى مستوى داخل الجامعة.

(3)  وجود شبکة إلکترونیة تربط بین المؤسسات الجامعیة.

(4)   زیادة مصادر تمویل التعلیم الجامعی الرقمی؛ لضمان جودته.

(5)   تسویق الموارد التعلیمیة على المستوى المحلی والعالمی من أجل إیجاد عائد اقتصادی.

د- متطلبات بشریة :

(1)   وجود عقول بشریة قادرة على الإبداع والبحث والتطویر.

(2)   تمکن أعضاء هیئة التدریس من استخدام أحدث التقنیات الرقمیة.

(3)  تأهیل الأفراد العاملین؛ للتعامل مع التکنولوجیا الرقمیة.

(4)  وجود خبراء وفنیین؛ لتصمیم البرامج الرقمیة للعمل الجامعی.

(5)  توافر مهارات التعلم الذاتى والنقد والتحلیل لدى الطلاب والباحثین.

 


قائمة المراجع

أولاً – المراجع العربیة

1-       أبوالیزید، سامیة محمد (2017) التحدیات التی تواجه تطبیق التعلیم الرقمی فی الجامعة (تجربة عملیة) الندوة العلمیة الثالثة لقسم المناهج وطرق التدریس بعنوان التعلیم الرقمی بین الواقع والمأمول-یوم الأربعاء 26 أبریل 2017م-کلیة التربیة – جامعة طنطا.

2-       أحمد، شاکر محمد فتحى (2010): "الارتقاء بالهیئة التعلیمیة فی مؤسسات التعلیم العالى فی الوطن العربى: صیغ التنمیة المهنیة نموذج" – المؤتمر العلمى السنوى الثامن عشر بعنوان اتجاهات معاصرة فی تطویر التعلیم فی الوطن العربى-فی الفترة من 6-7 فبرایر 2010- مج (1) -الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة وجامعة بنى سویف – کلیة التربیة – بنى سویف.

3-       إسماعیل، الغریب زاهر (2009) المقررات الإلکترونیة، تصمیمها، إنتاجها، نشرها، تطبیقها، تقویمها- عالم الکتب- القاهرة.

4-       إکلیمندوس، توفیق (2016)" فرنسا فی مواجهة الأزمات"-آفاق سیاسیة-ع (27) -المرکز العربی للبحوث والدراسات-القاهرة.

5-       الأمم المتحدة، اللجنة الاقتصادیة والاجتماعیة لغربى آسیا الإسکو (2007) نشرة تکنولوجیا المعلومات والاتصالات للتنمیة فی غربى آسیا –ع (8) -بیروت-لبنان.

6-       الحایس، عبد الوهاب جودة، صبطی، عبیدة أحمد (2019)" مجتمع المعرفة الرقمی ودوره فی تنمیة الإبداع العلمی: رؤی حدیثة للتعلم والبحوث"-المجلة العربیة للآداب والدراسات الإنسانیة-ع (6) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب-القاهرة.

7-       الحرایرى سماح، جلمام یاسین (2010)" تکوین المعلم التونسى فی تقنیات التواصل والإعلام التربوى: بین التکوین التقنى والتکوین البیداغوجى"-المؤتمر العلمى الثالث: تربیة المعلم العربى وتأهیله: رؤى معاصرة-کلیة العلوم التربویة-جامعة جرش الأهلیة.

8-       الرمادی، أمانی زکریا إبراهیم (2015)" إعداد اختبار لتحدید مستوى الوعی المعلوماتی لدى طلاب الجامعات المصریة "- مجلة بحوث فی علم المکتبات والمعلومات- ع (14)- مرکز بحوث نظم وخدمات المعلومات- کلیة الآداب- جامعة القاهرة.

9-       السید، مصطفی کامل (2010) " الدور السیاسی للعائلیة فی أمریکا اللاتینیة"-مجلة الدیمقراطیة-مج (10) -ع (37) -مؤسسة الأهرام.

10-  الشخیبی، على السید وآخرون(2012) معجم مصطلحات الحکامة التربویة (الحکم الرشید) -المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم-القاهرة.

11-  الشیخ هانی محمد، حسن نهیر طه (2011)" مشروع تطویر نظم تقویم الطلاب والامتحانات (تجربة جامعة الفیوم)"-المؤتمر العلمی السابع: التعلم الإلکترونی وتحدیات الشعوب العربیة: مجتمعات التعلم التفاعلیة-مج (2) – الجمعیة العربیة لتکنولوجیا التربیة العربیة وجامعة القاهرة – معهد الدراسات التربویة – جامعة القاهرة.

12-  الشیمی، حسنی عبد الرحمن (2016) أخصائی مصادر التعلم أو الأمین وقیادة التغییر التعلیمی-دار الفجر للنشر والتوزیع-القاهرة.

13-  الصالح، مختار بدر (2007)" التعلیم الجامعى الافتراضى: دراسة مقارنة لجامعات عربیة وأجنبیة افتراضیة مختارة"-مجلة کلیات المعلمین: العلوم التربویة – مج (7) -ع (1) – کلیة التربیة – جامعة الملک سعود – الریاض.

14-  العبد الله، می (2019)" الأطر الفکریة والمفاهیم الأساسیة للتعلیم الرقمی"-المجلة العربیة للآداب والدراسات الإنسانیة-ع (6) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب – القاهرة.

15-  العنقرى، عبد العزیز بن سلطان عبد الرحمن (2008)" تطویر التعلیم العالی السعودی على ضوء بعض المستحدثات التکنولوجیة"-من بحوث المؤتمر القومی الخامس عشر (العربی السابع) بعنوان نحو خطة استراتیجیة للتعلیم الجامعى العربى-خلال الفترة من 23ـ 24 نوفمبر 2008. – مرکز تطویر التعلیم الجامعی-جامعة عین شمس.

16-  القمیزی، حمد بن عبد الله (2017) تقنیات التعلیم ومهارات الاتصال-ط: 2-دار الشقری للنشر-الریاض.

17-  اللملومى، الجیلانى (2011) " التجربة التونسیة فی مجال التعلیم الافتراضى-ندوة دور الجامعات الافتراضیة فی تحقیق التربیة للجمیع والتعلیم المستمر – فی الفترة من 21-24 نوفمبر 2011 – جامعة تونس الافتراضیة – تونس.

18-  المرکز المصرى للدراسات الاقتصادیة (2019)" أجندة بحثیة تفصیلیة لدعم الجهد الحکومى للتحول الرقمى للاقتصاد المصرى"-ورشة العمل الأولى ضمن سلسلة ورش العمل برعایة وحضور وزراتی الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات والتخطیط والمتابعة والإصلاح الإدارى ومجموعة من الخبراء – یوم الثلاثاء 29 ینایر 2019-القاهرة.

19-  الملیجی، رضا إبراهیم (2011)" تطویر إدارة مؤسسات التعلیم الجامعی بمصر فی ضوء مدخل الإدارة الرقمیة "-مستقبل التربیة العربیة-مج (18) -ع (74) -المرکز العربی للتعلیم والتنمیة-القاهرة.

20-  بدوی، محمود فوزی أحمد، مصطفی، عماد نجم عبد الحکیم (2018)"تعزیز تنافسیة التعلیم العالی المصری مدخلا لتطویر واقع مؤسساته فی تصنیف نخبة الجامعات العالمیة"-المجلة التربویة – ج (53) -کلیة التربیة – جامعة سوهاج.

21-  بطیب، نزیمان (2018) " دسترة مبادىء الحوکمة الرشیدة ومکافحة الفساد فی الدستور التونسى 2014"-دفاتر السیاسة والقانون –ع (19) -کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة-جامعة قاصدى مرباح ورقلة.

22-   بکر، عبد الجواد السید (2020) سیاقات ثقافیة – دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر- الإسکندریة.

23-  بللعج، لمیاء هدریش (2016)" التکنولوجیا الحدثة وعلاقتها بالوسط الجامعى: مقاربة سوسیولوجیة فی تجربة التعلیم الافتراضى بتونس"-مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة-ع (26) -مرکز جیل البحث العلمى-لبنان.

24-   بوحفص، حاکمى (2009) "الإصلاحات والنمو الاقتصادى فی شمال أفریقیا: دراسة مقارنة بین الجزائر، المغرب، تونس"-مجلة اقتصادیات شمال أفریقیا-ع (7) -جامعة حسیبة بن بو على بالشلف.

25-  جرادی، حفصة، سویسی، أحمد (2019)" أهمیة التعلیم الرقمی فی نقل المعرفة وتجوید أداء الأستاذ الجامعی (بین الواقع والمأمول) "-المجلة العربیة للآداب والدراسات الإنسانیة-ع (6) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب – القاهرة.

26-  جلبان أحمد محمد، التیر فائق بشیر (2016)" تقنیة المعلومات والاتصالات فی وحدات التعلیم الجامعی وأثرها على جودة مخرجات العملیة التعلیمیة" – مجلة الجامعی-ج (1) -ع (24) -تصدر عن النقابة العامة لأعضاء هیئة التدریس الجامعی – لیبیا.

27-  حامد، نهلة حامد إسماعیل (2019)" انعکاسات التعلیم الرقمی وأثره على النمو المعرفی وقدرات الإنسان"-المجلة العربیة للتربیة النوعیة-ع (7) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب – القاهرة.

28-  حسین، إیمان رمضان محمد (2017)" برمجیات المستودعات الرقمیة مفتوحة المصدر بالمکتبات الجامعیة المصریة ودورها فی دعم التنمیة الاقتصادیة: الواقع والمأمول"- البوابة العربیة للمکتبات والمعلومات- ع (47).

29-  حنا، تودری مرقص (2010) " التعلیم الإلکترونی ومتطلبات تطبیقه متطلب أساسی لتحقیق جودة التعلیم الجامعی المفتوح"-المؤتمر العلمی السنوى الثالث والدولى الأول بعنوان معاییر الجودة والاعتماد فی التعلیم المفتوح فی مصر والوطن العربی – مج (1) – کلیة التربیة – جامعة بورسعید.

30-  خلاف، أحمد عبدالنبی عبدالعال (2013)" دراسة مقارنة لتمویل التعلیم العالى فی کل من ألمانیا ونیجیریا وإمکانیة الإفادة منها فی مصر"-مجلة التربیة-مج (16) – ع (44) -الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة – کلیة التربیة – جامعة عین شمس.

31-  خلیل نبیل سعد، دیاب عبد الباسط محمد (2013)" الإدارة الذاتیة للمدرسة فی کل من ألمانیا وفرنسا وأسترالیا وإمکانیة الإفادة منها فی جمهوریة مصر العربیة"-مجلة التربیة-الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة-کلیة التربیة – جامعة عین شمس-القاهرة.

32-  دوفو، أکسال (2017) دور التکنولوجیا الرقمیة فی التمکین من تطویر المهارات لعالم مترابط-مؤسسة RAND-أوربا.

33-  زاهر، ضیاء الدین (2005)" التکنولوجیا الرقمیة وتأثیرها فی تجدید النظم التعلیمیة"-مؤتمر المعلوماتیة والقدرة التنافسیة للتعلیم المفتوح – فی الفترة من 26-28أبریل – مرکز التعلیم المفتوح – جامعة عین شمس-القاهرة.

34-  سید، رحاب فایز أحمد(2015)" تقییم مواقع المکتبات الرقمیة على بوابات الجامعات المصریة: دراسة تحلیلیة مقارنة"-مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة-مجلة علمیة دولیة محکمة تصدر شهریا عن مرکز جیل البحث العلمی-العام (2) – ع (9) -لبنان.

35-  شاهین، شریف کامل محمود (2010)" دور الجامعات فی إثراء المحتوى الرقمی على الإنترنت : نحو استراتیجیة لجامعة القاهرة"- مؤتمر المحتوى العربی على الإنترنت، التحدیات والطموح- جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامیة – السعودیة.

36-  شحاته صفاء أحمد محمد، عبد العزیز أحمد محمد محمد، محمد میادة السید حسین (2017)" الحدائق التکنولوجیة مدخلا لتطویر التعلیم الجامعی المصری " تصور مقترح" – المجلة العلمیة لکلیة التربیة- مج (33) -ع (7) - کلیة التربیة – جامعة أسیوط.

37-  صلاح الدین، أمین، الغول، ریهام محمد (2019) تکنولوجیا التعلیم والتدریب الإلکترونی، الاستراتیجیات-الأدوات-التطبیقات-دار السحاب للنشر والتوزیع – القاهرة.

38-  ضحاوی، بیومی محمد، الملیجی، رضا إبراهیم (2010) توجهات الإدارة التربویة الفعالة فی مجتمع المعرفة – دار الفکر العربی – القاهرة.

39-  عارف، هالة مرسی أحمد (2019)" الأسرة وتحدیات التعلیم الرقمی فی مواجهة الدروس الخصوصیة"-المجلة العربیة للآداب والدراسات الإنسانیة-ع (6) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب – القاهرة.

40-  عبد الحسین، وسام صلاح(2015) التعلم المتناغم مع الدماغ تطبیقات لأبحاث الدماغ فی التعلم – دار الکتب العلمیة – لبنان.

41-  عبد العزیز أمیرة محمود، المهدى سوزان محمد، مجاهد نجوى مجدی (2013)" تکنولوجیا المعلومات والاتصالات بالتعلیم الثانوی العام فی فرنسا ومصر (دراسة مقارنة)"-مجلة البحث العلمی فی التربیة-ج (1) -ع (14) -کلیة البنات للآداب والعلوم والتربیة-جامعة عن شمس.

42-  عبدالعلیم  سید عبدالظاهر محمود، عبدالمعطی  أحمد حسین، أحمد  نعمات عبدالناصر  (2018)" المتطلبات العالمیة للنشر الدولی لأعضاء هیئات التدریس فی الجامعات المصریة- دراسة مقارنة"- مجلة الثقافة والتنمیة- س (18)-  ع (128)- سوهاج.

43-  عبد النبی، سعاد بسیونی وآخرون (2015) نظم التعلیم فی المجتمعات المعاصرة: دراسة نظریة وحالات تطبیقیة-السحاب للنشر والتوزیع -القاهرة.

44-  عبد السلام، أسامة عبد السلام على (2012) التحول الرقمی للجامعات المصریة فی ضوء مدخل التطویر التنظیمی -رسالة دکتوراه-غیر منشورة – قسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة – کلیة التربیة-جامعة عین شمس.

45-  عبد الصادق، توفیق (2018)" الحرکة الاحتجاجیة فی تونس ومؤشرات میلاد تجربة دیمقراطیة عربیة"-مجلة مسالک فی الفکر والسیاسة والاقتصاد – ع (51/ 52) -رضوان زهرو-تونس.

46-  عبد الفتاح، إیمان صالح (2013)" المنظمة الرقمیة" – مکتبات نت-مج (14) -ع (4) – أیبس کوم – القاهرة.

47-  عبد المنعم، أحمد فارس (2014)" تونس. دستور جدید وحکومة مستقلة "-مجلة الدیمقراطیة – مج (14) -ع (54) -مؤسسة الأهرام.

48-  عبداللناصر، عبدالناصر محمد رشاد (2004)أداء الجامعات فی خدمة المجتمع وعلاقته باستقلالها : دراسة مقارنة فی جمهوریة مصر العربیة والولایات المتحدة الامریکیة والنرویج- رسالة دکتوراه غیر منشورة – قسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة- کلیة التربیة – جامعة عین شمس.

49-  عبدالوهاب، عبدالناصر أنیس (2013)" التوجه نحو أسالیب التقویم البدیل لضمان الجودة بمؤسسات التعلیم العالی:مقاییس التقدیر المتدرجة نموذجا"- المؤتمر العلمی الدولى الاول بعنوان رؤیة استشرافیة لمستقبل التعلیم فی مصر والعالم العربی فی ضوء التغیرات المجتمعیة المعاصرة- مج (1)- فی الفترة من 20- 21فبرایر – کلیة التربیة – جامعة دمیاط.

50-  عبدربه، عزة عبد الرازق (2017)" دور الرقمنة فی تعزیز الدافعیة للتعلم"-الندوة العلمیة الثالثة لقسم المناهج وطرق التدریس بعنوان التعلیم الرقمی بین الواقع والمأمول-یوم الأربعاء 26 أبریل 2017م-کلیة التربیة – جامعة طنطا.

51-  عبود، رامی (2013) المحتوى الرقمی العربی على الإنترنت، نظرة على التخطیط الاستراتیجی العربی والعالمی-العربی للنشر والتوزیع-القاهرة.

52-  عزمی، إیمان أحمد (2019)" التعلیم الرقمی ومهارات سوق العمل: المفاهیم الأساسیة والتجارب العملیة فی عصر الثورة الرقمیة"-المجلة العربیة للآداب والدراسات الإنسانیة-ع (6) -المؤسسة العربیة للتربیة والعلوم والآداب – القاهرة.

53-  على، أسامة عبد السلام (2013)" التحول الرقمى بالجامعات المصریة: دراسة تحلیلیة"-مجلة کلیة التربیة-ج(2) – ع (37) -کلیة التربیة – جامعة عین شمس.

54-  علی، أسامة عبد السلام (2011) " التحول الرقمی للجامعات المصریة: المتطلبات والألیات "-مجلة التربیة – مج (14) -ع (33) -الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة – القاهرة.

55-  غبور، أمانى السید السید (2012)" استخدام مدخل إدارة المعرفة فی تطویر الأداء المؤسسی بمؤسسات التعلیم العالى فی مصر تصور مقترح-مجلة کلیة التربیة-ج (1) _ ع (36) -کلیة التربیة-جامعة عین شمس.

56-  فاتح غلاب، السعید سعیدانی محمد، بوبکر رزیقات (2017)"السیاسات والتجارب الدولیة الرائدة فی مجال التنویع الاقتصادی: حالة مالیزیا وأند ونسیا والمکسیک" – مجلة اقتصادیات المال والأعمال-ع (1) -المرکز الجامعی عبدالحفیظ أبوالصوف میله-معهد العلوم الاقتصادیة والتجاریة وعلوم التسییر-الجزائر.

57-  فارس، على محمود (2011)" دور المعلومات والتقنیات فی نجاح المنظمات التقلیدیة "-مجلة المکتبات والمعلومات-ع (6) -دار النخلة للنشر-لیبیا.

58-  فضل، نبیل عبد الواحد (2017)" التعلیم الرقمی بین الممارسة والبحث"-الندوة العلمیة الثالثة لقسم المناهج وطرق التدریس بعنوان التعلیم الرقمی بین الواقع والمأمول-یوم الأربعاء 26 أبریل 2017م-کلیة التربیة – جامعة طنطا.

59-  کونراد، ریتا مارى، دونالدسن، ج. آنا (2013) تفعیل دور الطالب فی التعلم عبر الإنترنت، أنشطة ومصادر لتعلیم إبداعی-ترجمة: فهمی العمارین-العبیکان للنشر والتوزیع-الریاض.

60-  لخضاری، منصور (2016)" تأثیر التکنولوجیا الرقمیة على جودة البحث العلمی"-أعمال المؤتمر الدولی الحادی عشر، التعلم فی عصر التکنولوجیا الرقمیة-مرکز جیل البحث العلمی-جامعة تیبازة.

61-  مجمع اللغة العربیة (1989) المعجم الوجیز-دار التحریر للطبع والنشر-القاهرة.

62-  محمد، سماح زکریا (2017)" متطلبات تفعیل منظومة التدریب الإلکترونی لتنمیة أعضاء هیئة التدریس: تصور مقترح"-دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس -رابطة التربویین العرب-بنها – جمهوریة مصر العربیة.

63-  محمد، محمد أحمد الحسینى (2005) استخدام الکتاب الإلکترونى فی التعلیم الجامعى، قیاس فعالیته فی اکتساب مهارة صیانة الحاسب الآلى " دراسة تجریبیة"-رسالة ماجستیر-غیر منشورة-قسم تکنولوجیا التعلیم-کلیة التربیة النوعیة-جامعة عین شمس.

64-  محمد، مصطفی عبد الخالق(2017)" المعاییر التربویة والفنیة لتطبیقات الویب (2.0) داخل بیئات التعلم الرقمى"-الندوة العلمیة الثالثة لقسم المناهج وطرق التدریس بعنوان التعلیم الرقمی بین الواقع والمأمول-یوم الأربعاء 26 أبریل 2017م-کلیة التربیة – جامعة طنطا.

65-  محمود، أشرف محمود أحمد (2015) " تصور مقترح لتنمیة مراکز تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة فی التدریس والتعلم على ضوء بعض الخبرات المعاصرة"- مجلة التربیة-ج (5) – ع (163) - کلیة التربیة- جامعة الأزهر.

66-  مرسى، شیرین عید (2018) " دور التعلیم المدمج فی تحقیق تکافؤ الفرص التعلیمیة فی التعلیم الجامعى المصرى: تصور مستقبلى"-مجلة کلیة التربیة ببنها-مج (29) – ع (113) -کلیة التربیة – جامعة بنها.

67-  مرسی، شیرین عید (2018)" دور التعلیم المدمج فی تحقیق تکافؤ الفرص التعلیمیة فی التعلیم الجامعی المصری: تصور مستقبلی"-مجلة کلیة التربیة-مج (29) -ع (113) -کلیة التربیة – جامعة بنها.

68-  مصطفی، أکرم فتحى (2009)" تصمیم وتطویر جامعة جنوب الوادى الافتراضیة فی ضوء معاییر ضمان الجودة والاعتماد"-المؤتمر العلمى السنوى – العربی الرابع-الدولى الأول بعنوان الاعتماد الأکادیمی لمؤسسات وبرامج التعلیم العالى النوعی فی مصر والعالم العربی-الواقع والمأمول-مج (2) -8-9 أبریل 2009-کلیة التربیة النوعیة-جامعة المنصورة.

69-  میخائیل، ناجی دیسقورس(2017)" التحول من ثقافة التعلم التقلیدى الى ثقافة التعلم الرقمى بعض التأملات المستقبلیة"-الندوة العلمیة الثالثة لقسم المناهج وطرق التدریس بعنوان التعلیم الرقمی بین الواقع والمأمول-یوم الأربعاء 26 أبریل 2017م-کلیة التربیة – جامعة طنطا.

70-  ناصف، أحمد مصطفی(2016)" دور وآلیات المنظمة الذکیة الرقمیة فی تحسین الأداء المؤسسی للمنظمات"-مجلة المدیر الناجح-ع (154) -جمعیة إدارة الأعمال العربیة-القاهرة.

71-  وایمر، ماریلین (2009) التدریس المتمرکز حول المتعلم، خمسة تغییرات أساسیة فی عملیة التدریس-دار المحرر الأدبی-القاهرة.

72-  وزارة التجهیز والتهیئة الترابیة والتنمیة المستدامة، الوکالة الوطنیة لحمایة المحیط (2014) التقریر الوطنى حولوضعیة البیئة 2012، رهانات استدامة التنمیة-تونس.

73-  وزارة التعلیم العالى والبحث العلمى، المرکز الإعلامی (2017) حصاد أداء وزارة التعلیم العالى والبحث العلمی (فی مجال التعلیم العالى) -فی الفترة من 1/1/ 2017-31/ 12/ 2017-القاهرة.

74-  وزارة التعلیم العالى، مرکز الخدمات الإلکترونیة والمعرفیة (2012) الخطة الاستراتیجیة لتکنولوجیا المعلومات بالتعلیم العالى-المجلس الأعلى للجامعات – القاهرة.

75-  وزارة التعلیم العالی (د.ت) الخطة الاستراتیجیة لتکنولوجیا المعلومات بالتعلیم العالی-المجلس الأعلى للجامعات-القاهرة.

76-  یس، نجلاء أحمد (2018)"الرقمنة فی المکتبات العربیة التقنیات والمراحل والمتطلبات"-مجلة المکتبات والمعلومات-ع (20) -دار النخلة للنشر-لبیا.

77-  بکار، یوسف (2017) فی الادب المقارن مفاهیم وعلاقات وتطبیقات – مج (1)- الآن ناشرون وموزعون- عمان.

78-  بنک المعرفة المصری:

http://www.discoveryeducation.ekb.eg,accessed date 14/3/2019.

79-  الجامعة المصریة للتعلم الإلکترونی:

http://www.eelu.edu.eg/index,php,accessed date11/3/2019.

80-  جامعة الزقازیق، مرکز تقنیة المعلومات والاتصالات:

 http://zdl.zu.edu.eg, accessed date, 17/ 3/ 2019.

81-  جامعة تونس الافتراضیة:

https : //ar.wikipedia.org/wiki, accessed date 18/ 3/ 2019.

82-  جمهوریة مصر العربیة، المجلس الأعلى للجامعات، وحدة المکتبة الرقمیة:

http://www.fidonav.com,accessed,date,15/3/2019.

83-  وزارة التعلیم العالى والبحث العلمی، الأهداف:

http://portal.mohesr.gov.eg/ar-eg/Pages/goals.aspx, accessed date 20/ 3/ 2019

84-  وزیرا التعلیم العالی والصناعة یشهدان احتفالیة إطلاق "واحة التکنولوجیا":

https://www.elwatan.com/details/3358606, accessed date 20/ 7/2019.

 

ثانیاً – المراجع الأجنبیة

85-    Allouch Béchir, Jaddou Makram BEN (2005) La Formation a Distance des Techniciens Supérieurs l'université Virtuelle de Tunis: Un Retour d’expérience, à l’Université Virtuelle de Tunis, Tunis.

86-    Alvarez Lic AarÓn Navs (2017) Manual general de organización de la universidad digital Del estado de méxico, poder ejecutivo Del estado, secretaría de educación, del estado de mexico.

87-    Ambassade de France à La Haye (2018) La France est le plus étendu des États européens, avec une superficie de 551 500 km². Elle compte 67,2 millions d’habitants (au 1er janvier, https://nl.ambafrance.org/Geographie-de-la-France.

88-  Aretio Lorenzo Garcia (2018)" Towards the digital university: where are we and where are we going?", Revista Iberoamericana de Educación a Distancia, Vol. 21, No. 2, ISSN: 1138-2783 – E-ISSN: 1390-3306.

89-  Association of Arab Universities (2018) Integration of Open education at Arab Universities, University of Malta 25th October.

90-    Belcadhi, Lilia Cheniti (2019)" Digitalisation de l’enseignement supérieur et de la formation à distance ", Univers Tice"   2ème édition du magazine de l'Université Virtuelle de Tunis, Tunisie.

91-    Brynjolfsson Eric& Hitt Lorin (2002) Digital Organization, preliminary Results from an MIT study of Internet Organization, Culture and Productivity, Executive Summary, April 19.

92-          Bill Johnston, Sheila MacNeill, Keith Smyth (2018) conceptualising the digital university the intersection of policy pedagogy and practice, palgrare, London.

93-    Bibliotecas en el Estado de México, https://seduc.edomex. Gob.mx/bibliotecas_edomex, 5/5/2019.

94-    Boukthir Moncef et.als (2017) Overview of the Higher Education System, Education Audiovisual and Culture Executive Agency (EACEA), Brussels , Belgium.

95-    Boyer Anne (2011) "Les Universités Numériques Thématiques", Sciences et Technologies de information et de la Communication pour l'éducation et la Formation, vol. 18, en ligne, http://sticef.org.

96-    Boyer Anne (2011) Les Universités Numériques Thématiques: Bilan, Rubrique de la Revue STICEF, Volume 18, ISSN: 1764-7223, mis en ligne le 14/02/2012, http://sticef.org.

97-    C.C. Diputados secretarios de la (2017) constitución política del estado libre y soberano de méxico, Constitución publicada en el Diario Oficial de la Federación el 5 de febrero de 1917, Última reforma publicada , de Mexico .

98-    CIFODE'COM (2014) Etude sur la Formation à distance en Tunisie, Tunisie.

99-    Delpech Jean, Dubourg Sonia, Longueau Jean-Yves de(2016)" Les universités numériques thématiques", Rapport à madame la ministre de l’éducation nationale, de l’enseignement supérieur et de la recherché, France.

100- Digital Learning planning guidelines, https://www. pdsttechnologyineducation.ie/en/Planning/Digital-Learning -Planning-Guidelines.pdf,15/2/2019.

101- Djebara Azwaw & Dubrac   Danielle (2015) La pédagogie numérique: un déf pour l’enseignement supérieur, section de l'éducation, de la culture et de la communication, Française.

102- Djebara Azwaw & Dubrac Danielle (2015)Pédagogie numérique: un defipour l’enseignement, de la Section de l’éducation de la culture, Paris.

103- Esquivel Gerardo (2000) Geografía y Desarrollo Económico en México, Banco Interamericano de Desarrollo, New York.

104- Être enseignant à l’ère du numérique, défis et opportunités, https://www.canalu.tv/video/centre_d_enseignement_multimedia_universitaire_c_e_m_u/etre_enseignant_a_l_ere_du_numerique_defis_et_opportunites.8750, 10/5/2019.

105- Géographie de la France, https://fr.wikipedia.org/wiki/G%C3% A9ographie_de_la_France, 18/5/2019.

  1. Georgina, Vargas Torres (2013)" The Design of a Digital Library for Mexican Universities", the 2nd International Conference on Integrated Information, Social and Behavioral Sciences 73, Procedia.

106- Gjelsvik Torunn (2016) Dopez votre transformation pédagogique avec les UNT!, http://univ-numerique.fr/evenements/fan-2016, accessed date 3/5/2019.

107-             Good fellow Robin& Lea Mary R. (2013) Literacy in the Digital University Critical perspectives on Learning Scholarship, and Technology, Routledge, London UK.

108-             Gourlay Lesley& Oliver Martin (2018) Student engagement in the Digital University, Sociomaterial assemblages, Routlege, New york.

109- Guegan Anne (2010)" Valorisation des ressources pédagogiques en ligne au SCD Del 'Université de Limoges: le cas des Universités Numériques Thématiques", école nationale supérieure des sciences de l'information et des bibliothèques Projet Professionnel Personnel, France.

110-                  Guimont Fabienne (2009) Universités Numériques Thématiques: elles peuvent vous aider dans vos etudes,  https://www.letudiant.fr, 2/ 10/ 2019.

111- Hazemi Reza, Hailes Stephen, Wilbur Steve (1998) The Digital University, Reinventing the academy, springer, Verlag, London.

112- HENARD Fabrice, ZVEREFF John, DEBRECZENI Peter (2015) université virtuelle de Tunis rapport d’évaluation, Projet pilote d’auto-évaluation du Bureau Maghreb de l’AUF 2015-2016, Tunis. 

113- Hernández, Lic. Graciela González (2012) "Decreto del ejecutivo del estado de mexico, por el que, caracter estatal denominado universidad digital", Periódico Oficial Del Gobierno del Estado Libre y Soberano de México, No. 18, Del estado de mexico.

114-   How Can faculty present important Content to be Learning in Ways that improve Student Learning?, http://www.iris. peabody.vanderbit.edu, 2/2/2019.

115-   JISC Sheila MacNeill & Johnston Bill (2013)" The Digital University in the Modern Age: A proposed framework for strategic development", The Journal of Learning and Teaching, at the University of Greenwich, Issue 7.

116-   Johnston Bill (et.al) (2018) Conceptualising the Digital University the Intersection of Policy, Pedagogy and Practice, Palgrave Macmillan, Switzerland.

117-   Johnston Bill, MacNeill Sheila (2013)" Moving from ‘e’ to‘d’: what does a digital university look like?" electric dream 30th ascilite Conference 2013 Proceedings, 1-4 December Macquarie, university Sydney.

118-   Johnston Bill, MacNeill Sheila, Smyth Keith (2018) Conceptualising the Digital university the intersection of policy, pedagogy and practice, Palgrave Macmillan, Switzerland.

119-   Jones Chris, Goodfellow Robin (2017)" The Digital University: Discourse, Theory, and Evidence", International Journal of Learning and Media, Vol.4 / No. 3–4.

120- Khalid Jamshed et.al (2016) " Promising digital university: a pivotal need for higher education transformation", Int. J. Management in Education, Vol. 12, No. 3.

121-   Khan Shahyan (2016) Leadership in the digital age – A study on the effects of digitalization on top management leadership, Master Thesis 30 HP, Stockholm University.

122- Khezami Safa (2016) les institutions d'apprentissage à distance; stratégies (politique, pédagogique et communicationnelle) et processus d'autorégulation d'apprentissage: le Cas de l'université virtuelle de Tunis. Thèse de doctorat en science de l'information et de la communication, Université de Toulon.

123- Le portail des Universités numériques thématiques, https://svt. ac-versailles.fr/spip.php?breve161(2009) accessed date 5/5/2019.

124- Le Vaillant, Gwennaëlle Costa (2018) L'enseignement du numérique: un enjeu vital pour l'économie française Pour un Grenelle du numérique, France.

125- Lerdo Toluca de (2014) acuerdo por el que se reforman y adicionan diversas, disposiciones del reglamento interior de la universidad digital del estado de méxico, seccion quinta, poder ejecutivo del estado, secretaría de educación,   de méxico.

126- Lei Jing, Conway Paul F., Zhao Yong (2008) The Digital Pencit one- to- one computing for Children, Routledge, London.

127- Les Universités Numériques Thématiques (2016) Accueil Enseigner avec le numérique, https://eduscol.education.fr/numerique/tout-le-numerique/veille-educationnumerique/archives/2016, accessed date 9/5/2019.

128- L'Université Numérique Thématique pour réussir son cycle Licence, http://www.iutenligne.net, 15/5/2019.

129-               L’université numérique aide les enseignants à utiliser des ressources numériques dans leur pédagogie, http://univ-numerique.fr/vous-etes/un-enseignant, 2/10/ 2019.

130-           Martínez, Arturo Flores (et.als) ATLAS GEOGRÁFICO del Medio, AMBIENTE Y RECURSOS NATURALES, Tlalpan, México.

131- M.A. , Ashwaq M. Almutairi (2018) A Quantitative study of the use of Digital Technology in education  Department at the  University Level ,A Dissertation Presented of the Requirements for the Degree of Doctor of Philosophy, Graduate Faculty of Saint Louis University.

132- Male Trevor (2016) Digital technologies: Implications for educational organisations and settings in the twenty-first century, London Centre for Leadership in Learning, UCL Institute of Education.

133- Maltese Vincenzo (2016) "Foundations of Digital Universities", Cataloging & Classification Quarterly is available online at: http://www.tandfonline.com.

134- McCluskey, F. B., & winter, M. L. (2012) the idea of digital university: Ancient traditions, disruptive technologies, and the battle for the soul of higher education. Washington, DC: Westphalia Press.

135- Mexico’s higher education sector eyeing expansion, http:// monitor.icef.com/2013/07/mexicos-higher-education-sector-eyeing-expansion,1/5/2019.

136- Ministère de L’éduction Nationale de L’enseignement Supérieur et de la recherche (2016) Les universités numériques thématiques, Inspection générale de l’administration de l’éducation nationale et de la recherche, France.

137- Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherché et de l’innovation (2015) Stratégie Numérique Pour l’enseignement Supérieur, Le numérique au service d'une université performante, innovante et ouverte sur le monde, France. 

138- Ministere des affaires etrangeres et du developpement International) 2015) Fiche mexique, ambassade de france au mexique.

139- Modalités de formation et examens, https://www.uvt.rnu.tn/ futur-etudiant/modalites-de-formation-et-examens, 2/4/ 2019.

140- Mœglin Pierre& Thibault Françoise (2009) Universités et ressources numériques: une affaire entre acteurs, Paris. https://journals.openedition.org/quaderni/311.

141- Moingeon Bertrand , Edmondson Amy ( N.D.)Organizational Learning and Compeitive Advantage, SAGE publications, London.

142-                MÉXICO: POLÍTICA Y ECONOMÍA, https://es.portal. Santandertrade com/analizar-mercados/mexico/politica-y-economia, 30/9 /2019.

143-               National Research Council (1998)"Developing a Digital National Library for undergraduate Science Mathematics Engineering and Technology education ",Report of Workshop, National academy Press, Washington.

144- Nicholson Paul (et.als), (2005)      E- Training Practices for Professional Organizations, springer Science Business Media, New york.

145-                  Nguyen Dang (2018)" The university in a world of digital technologies: Tensions and challenges", Australasian Marketing Journal, NO. (26), School of Historical and Philosophical Studies, University of Melbourne, Australia.

146- Offer de formation, http://www.uvt.rnu.tn/futur-etudiant/nos-formations, accessed date 2/4/ 2019.

147- Papy Fabrice & Jakubowicz Cyril (2018)"Bibliothèque Numériques et innovation", Collection Systèmes D’information, Web et Société Série Bibliothèque et Collections Numériques, Vol. 2, London.

148- Pôle Technologique à l’Université Virtuelle de Tunis, https://www.uninettunouniversity.net/fr/ftntunisia.aspx, 2/4/ 2019.

149- Première inscription, http://www.uvt.rnu.tn/pre-inscri, accessed date 4/4/2019.

150- PwC (2018) the 2018 digital university Staying relevant in the digital age, www.pwc.co.uk/2018university.

151-      Qu’est-ce qu’une plateforme numérique?, https://itsocial.fr, 3/10/2019.

152- Rappeneau Vincent (2016) L’université numérique française: contexte et enjeux, élaboration et conduite d’une stratégie numérique Vincent Rappeneau, CONSERVATOIRE NATIONAL DES ARTS ET METIERS, France.

153- Rhit Abdellatif Ben (et.al), (2017) Développement du numérique dans l’enseignement supérieur: Rôle de l’Université Virtuelle de Tunis, l’Université Virtuelle de Tunis, Tunis.

154- Rennie Frank & Smyth Keith (2020) Digital Learning, the Key Concepts, 2nd, Routledge, Londdon.

155- Sheail Philippa (2015) Time-shifting in the digital university: temporality and online distance education, PhD Education, The University of Edinburgh.

156- Saltman Richard B., Bankauskoite Vaida , Vrangbaek Karsten (2007) European Observatory on Health Systems and Policies Series, Decentralization in health Care, Mc Graw Hill, New York.

157- Staff pédagogique, https://www.uvt.rnu.tn/l-universite/staff-pedagogique, 2/4/2019.

158- Struyven Pierre-Emmanuel (2011)" Mobile Education in France", this document is part of a series of country specific reports, which consider the demand for Mobile Education from the formal education sector perspective, GSMA Head Office, London.

159- Stellman Jeanne Mager (et.als),(1998) Encyclopaedia of Occupational health and Safety, 4 Th ,International Labour Office Geneva.

160- Student Centered Learning, http://www. en, Wikipedia, org, accessed date 2/2/2019.

161-                       Situation géographique de la France, https:// pourlefrancais.com, 3/10/ 2019.

162- TABEI Faten (2010) L’enseignement A distances en Tunisie: UN Nouveau dispositif Universitaire en évolution, Université Stendhal, Grenoble- France.

163- Technological Pole at. Tunis Virtual University, https:// www .uninettunouniversity.net/en/ftntunisia.aspx, 28/ 3/2019.

164- Technology in Mexico.docx, www.lcps.org/cms/lib4/.../11647/ TECHNOLOGY--percentage20Mexico.pdf, 27/4/2019.

165- UDEM (2019a) Oferta Educativa, http://udemex.edomex.gob. Mx/oferta_educativa, 23/4/2019.

166-             UDEM (2019b) Misión, Visión y Objetivos,https://udemex. edomex.gob.mx/mision_vision_objetivos, 22/4/2019.

167- UDEM (2019c) Calidad Académica, http://udemex.edomex. Gob.mx/calidad_academica, 22/4/ 2019.

168- UDEM (2019d) Licenciaturas ofertadas en convenio de colaboración con la Universidad de Guadalajara (UDG), http:// udemex.edomex.gob.mx/licenciaturas_udg#tabla11, 23/ 4/ 2019.

169- UDEM (2019g) Técnicas Didácticas, http://udemex.edomex. Gob.mx/tecnicas_didacticas, 20/4/ 2019.

170- UDEM (2019e) Perfil Asesor – Asesora, http://udemex.edomex. gob.mx/perfil_del_profesor,21/4/2019.

171- UDEM (2019f) Sistema de Enseñanza, http://udemex. edomex.gob.mx/sistema_ensenanza,19/4/2019.

172- UDEM (2019h) Licenciaturas UDG Licenciaturas ofertadas en convenio de colaboración con la Universidad de Guadalajara, Evaluación, 27/4/2019.

173- UDEMEX (2019a) Keep up with Universidad Digital del Estado de México, https://www.linkedin.com/company/udemex, 3/5/2019.

174- UDEMEX (2019d) Mensaje de la rectora. https://web .udemex.edu.mx/mensaje-de-la-rectora, 2/5/ 2019.

175- UDEMEX (2019e) Conmemoración del Día del Maestro en la UDEMEX, https://web.udemex.edu.mx/celebracion-del-dia-del-maestro-en-la-udemex, 3/5/2019.

176- UDEMEX (2019f) Licenciaturas ofertadas en convenio de colaboración con la Universidad de Guadalajara, https://web.udemex.edu.mx/licenciaturas, 4/5/2019.

177- UDEMEX (2019g) Licenciaturas ofertadas en convenio de colaboración con la Universidad ETAC, https://web. udemex.edu.mx/licenciaturas, 4/5/2019.

178- UDEMEX   (2019b) Proceso de Enseñanza – Aprendizaje, https:// udemex.edomex.gob.mx/proceso_ense%C3%B1anza_aprendizaje, 29/ 9/2019.

 

179- UDEMEX (2019c) Lic. En Informática Administrativa, https://web.udemex.edu.mx/informatica-administrativa, 5/5/ 2019.

180-  Universidad Digital del Estado de México, https:// businesscomputingworld.co.uk/t/udemex-universidad -digital-del-estado-de-mexico/91480, 29/9/ 2019.

181-                        Universidad Digital del Estado de México, Conócenos, https://udemex.edomex.gob.mx/conocenos , 2/ 10/ 2019.

182-        Universidad de Guadalajara, Biblioteca Digital, https://wdg.biblio.udg.mx, 29/ 9/ 2019.

183- UNISCIEL (N.D.) Statuts de l’université numérique thematique Université des Sciences En Ligne (UNISCIEL), France.

184- UNIT (2019a) Des ressources pour les enseignants, http://www.unit.eu/ressources-educatives-libres/utiliser-des-rel-unit, 4/5/2019.

185- UNIT (2019b) L'organigramme, http://www.unit.eu/la-fondation/ l'organigramme, accessed date 9/5/ 2019.

186- Université de Bordeaux, Universités Numériques Thématiques, https://www.u-bordeaux.fr/Formation/Mission-d-appui-a-la-pedagogie-et-a-l-innovation/Enseigner-autrement,10/5/2019.

187- Université Numérique Francophone des Sciences de la Santa et du Sport (UNFS3), (2009)" Décrets,  arrêtés,  circulaires TEXTES   GÉNÉRAUXMINISTÈRE  DE  L’ENSEIGNEMENT  SUPÉRIEUR  ET  DE  LA  RECHERCHE" ,  Journal officiel de la république française, Texte 14, sur 17.

188- Université Numérique Francophone des Sciences de la Santé et du Sport (UNF3S), (2014) Rapport d’activités 2014, France.

189- Université Numérique Francophone des Sciences de la Santé et du Sport (UNF3S), (2013) Rapport d’activités2013, France.

190- Université Numérique Juridique Francophone: LES RESSOURCES DE L’UNJF, http://univ-numerique.fr/thematiques/sciences-juridiques-politiques, accessed date 5/5/ 2019.

191- Université virtuelle de Tunis (2015) Rapport d’auto-évaluation de l’UVT, projet d’auto-évaluation réalisé avec le soutien de, Tunisie.

192- Université virtuelle de Tunis (2016) Plan stratégique 2016 – 2019, " En quête de devenir une université innovante de référence à l'échelle nationale et Internationale", Tunis.

193- UNT (2019a) l’université numérique aux côtés des étudiants pour les accompagner dans leur réussite, http://univ-numerique.fr/vous-etes/etudiant/, 3/5/2019.

194- UNT (2019b) l’université numérique aux côtés des étudiants pour les accompagner dans leur réussite, http://univ-numerique.fr/vous-etes/etudiant, 3/5/ 2019.

195- UNT (2019c) l’université numérique aide les enseignants à utiliser des ressources numériques dans leur pédagogie, http: //univ-numerique.fr/vous-êtes/un-enseignant, 2/5/2019.

196-             Valdovinos Marbella Mejía (2015)" Experiencia Del Bachillerato a Distancia en la Universidad Digital del Estado de México", Revista Mexicana de Bachillerato a Distancia, número (14), año (7), México.

197- Velez luis m. Rivera, Thibault Françoise (2015)" o1.a1- les politiques publiques du numérique dans l’enseignement supérieur Etude comparative entre l’Espagne, la France, l’Italie et le Royaume-Uni", D-TRANSFORM Un projet Erasmus, Paris.

198- Wittman Amanda (2017) Technology in Mexico Today - Fastest Growing Tech Hubs [2019]      , https://www. tiempodev.com / corporateblog/3-reasons-why-mexico-is-the-next-silicon-valley, 27 /4/2019.

199- Wright Geoffrey A.(et.al),(2018)"Abridged International Perspectives of Technology Education and Its Connection to STEM Education", international journal of education, Macrothink Institute, Vol. 10,  No. 4

200- Zghidi Sihem (2011)"Modèle d’évaluation de formation à distance: le cas de l’Université Virtuelle de Tunis", Revue Maghrebine de Documention et d’information, N° 20, Université de Manouba, Tunisie.

201- ZIDI Amel (2016) Active Pedagogies and the Experience of the Virtual University of Tunis-VUT in Improving the Quality of Higher Education Tunis-VUT in Improving the Quality of Higher Education, Research Unit of Innovation, Strategy and Organization –URISO, University of Tunis El Manar.