أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام الأکاديمية بجامعة المنوفية "دراسة ميدانية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

استهدفت الدراسة الحالية التعرف على مدى توافر أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام الأکاديمية بجامعة المنوفية تجاه الهيئة المعاونة بهذه الأقسام، والعوامل المسئولة عن ضعف توافرها لديهم، بغية تقديم تصور بإجراءات تطبيقية يمکن أن تساعد في الارتقاء بواقع قيام رؤساء الأقسام الأکاديمية برعاية أبنائهم من الهيئة المعاونة لديهم، مما يساعد في تطوير وتحسين الأداء، وتنمية الهيئة المعاونة مهنيا وشخصيا وسلوکيا وبحثيا. استعانت الدراسة بإجراءات المنهج الوصفي – نظرا لمناسبته لطبيعتها-مطبقة الاستبيان والمقابلات الشخصية المفتوحة والملاحظة لسلوک رؤساء الأقسام تجاه الهيئة المعاونة فيما يتعلق بأخلاق الرعاية لديهم. حيث طبقت أداة الدراسة (الاستبانة) على عينة ممثلة للهيئة المعاونة بکليات جامعة المنوفية، للتعرف على مدى توافر أخلاق الرعاية لرؤساء أقسامهم، بلغت (300) عضو هيئة معاونة من المجتمع الأصلي البالغ(1492) عضوا، في ضوء مستوى دلالة (5.,) ،وتم اختيارها بطريقة عشوائية منتظمة .وتم تطبيق استبانة أخرى على جميع رؤساء الأقسام بجامعة المنوفية باعتبارهم مجتمعا للدراسة الميدانية في أحد أبعادها والبالغ (111) رئيسا، للتعرف على عوامل /أسباب ضعف توافر أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام بجامعة المنوفية .
    وتوصلت الدراسة الى عدة نتائج ميدانية، وکشفت عن وجود تدني في درجة توافر أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام الأکاديمية بجامعة المنوفية، تجاه الهيئة المعاونة بأقسامهم، کما کشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (5.,) ، في تقديرات الهيئة المعاونة لتوافر أخلاق الرعاية لدى رؤساء أقسامهم ، فيما يتعلق بالنوع لصالح الإناث ، وفيما يتعلق بالرتبة الأکاديمية لصالح المعيد ، وفيما يتعلق بنوع الکلية لصالح الکليات العملية .
    کما أسفرت الدراسة عن وجود عوامل کثيرة تلعب دورا کبيرا في تدني توافر أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام الأکاديمية بجامعة المنوفية تجاه الهيئة المعاونة بأقسامهم، ومنها عوامل تتعلق (بخطأ الاعتقاد)، حيث جاءت في المرکز الأول في درجة تأثيرها، تلتها عوامل تتعلق (بجانب الاستعداد والتدريب)، تلتها عوامل تتعلق (بالأعباء والضغوط الإدارية)، تلتها عوامل (تتعلق بالدعم المؤسسي)، تلتها عوامل تتعلق (بالجانب الشخصي)، وأخيرا جاءت عوامل تتعلق (بالهيئة المعاونة أنفسهم)، في المرکز الأخير في درجة التأثير. وقدمت الدراسة عدة توصيات إجرائية لتنمية أخلاق الرعاية لدى رؤساء الأقسام بجامعة المنوفية تجاه الهيئة المعاونة بأقسامهم، وأخرى تتعلق بالتغلب على عوامل ضعف توافرها لديهم. کما تم تقديم تصور بإجراء دراسات مستقبلية وفقا لما توصلت إليه الدراسة من نتائج.

الكلمات الرئيسية


أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة

"دراسة میدانیة"

دکتور

محمود فوزی أحمد بدوی

أستاذ أصول التربیة المساعد

کلیة التربیة – جامعة المنوفیة

1439 هـ -2018 م

ملخص الدراسة:

     استهدفت الدراسة الحالیة التعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بهذه الأقسام، والعوامل المسئولة عن ضعف توافرها لدیهم، بغیة تقدیم تصور بإجراءات تطبیقیة یمکن أن تساعد فی الارتقاء بواقع قیام رؤساء الأقسام الأکادیمیة برعایة أبنائهم من الهیئة المعاونة لدیهم، مما یساعد فی تطویر وتحسین الأداء، وتنمیة الهیئة المعاونة مهنیا وشخصیا وسلوکیا وبحثیا. استعانت الدراسة بإجراءات المنهج الوصفی – نظرا لمناسبته لطبیعتها-مطبقة الاستبیان والمقابلات الشخصیة المفتوحة والملاحظة لسلوک رؤساء الأقسام تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بأخلاق الرعایة لدیهم. حیث طبقت أداة الدراسة (الاستبانة) على عینة ممثلة للهیئة المعاونة بکلیات جامعة المنوفیة، للتعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة لرؤساء أقسامهم، بلغت (300) عضو هیئة معاونة من المجتمع الأصلی البالغ(1492) عضوا، فی ضوء مستوى دلالة (5.,) ،وتم اختیارها بطریقة عشوائیة منتظمة .وتم تطبیق استبانة أخرى على جمیع رؤساء الأقسام بجامعة المنوفیة باعتبارهم مجتمعا للدراسة المیدانیة فی أحد أبعادها والبالغ (111) رئیسا، للتعرف على عوامل /أسباب ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام بجامعة المنوفیة .

    وتوصلت الدراسة الى عدة نتائج میدانیة، وکشفت عن وجود تدنی فی درجة توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، کما کشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (5.,) ، فی تقدیرات الهیئة المعاونة لتوافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء أقسامهم ، فیما یتعلق بالنوع لصالح الإناث ، وفیما یتعلق بالرتبة الأکادیمیة لصالح المعید ، وفیما یتعلق بنوع الکلیة لصالح الکلیات العملیة .

    کما أسفرت الدراسة عن وجود عوامل کثیرة تلعب دورا کبیرا فی تدنی توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، ومنها عوامل تتعلق (بخطأ الاعتقاد)، حیث جاءت فی المرکز الأول فی درجة تأثیرها، تلتها عوامل تتعلق (بجانب الاستعداد والتدریب)، تلتها عوامل تتعلق (بالأعباء والضغوط الإداریة)، تلتها عوامل (تتعلق بالدعم المؤسسی)، تلتها عوامل تتعلق (بالجانب الشخصی)، وأخیرا جاءت عوامل تتعلق (بالهیئة المعاونة أنفسهم)، فی المرکز الأخیر فی درجة التأثیر. وقدمت الدراسة عدة توصیات إجرائیة لتنمیة أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، وأخرى تتعلق بالتغلب على عوامل ضعف توافرها لدیهم. کما تم تقدیم تصور بإجراء دراسات مستقبلیة وفقا لما توصلت إلیه الدراسة من نتائج.

کلمات مفتاحیة :(أخلاق الرعایة –رؤساء الأقسام الأکادیمیة –الهیئة المعاونة – تطویر الأداء)

 

 

 

 

 

Ethics of care among heads of academic departments

at Menoufia University "A field study"

 

Dr.Mahmoud Fawzy Ahmed Badawi

Assistant Professor of Foundations of Education

Faculty of Education-Menofia University

Abstract:

    The present study aimed to identify the availability of care ethics among the heads of the academic departments at the University of Menoufia towards the supporting body in these departments and the factors responsible for their lack of availability, in order to present a conceptual action that can help improve the fact that the heads of the academic departments, Which helps in the development and improvement of performance, and development of the support body professionally, personally, behavioral and research. The study used descriptive method procedures - due to their nature - applying the questionnaire, open interviews and observation of the behavior of the department heads towards the supporting body with regard to their ethics of care. The study tool (questionnaire) was applied to a representative sample of the support body of the Faculty of Menoufia University to identify the availability of care ethics for the heads of their departments (300) members of the community of (1492) , And was chosen randomly. A further questionnaire was applied to all heads of departments at the University of Menoufia as a community of the field study in one of its dimensions (111) as head to identify the factors.

     The study revealed several results in the field and revealed a low degree of availability of care ethics among the heads of the academic departments at the University of Menoufia towards the supporting body in their departments. The study also revealed significant differences at level (,05) The ethics of care among the heads of their departments, in terms of gender for the benefit of females, for the academic rank in favor of the teacher and for the type of college in favor of the practical colleges.

The study also revealed that there are many factors that play a major role in the low availability of care ethics among the heads of the academic departments at the University of Menoufia towards the supporting body in their departments, including factors related to (mistake of belief), which ranked first in the degree of impact, ), Followed by factors (burdens and administrative pressures), followed by factors (related to institutional support), followed by factors (on the personal side), and finally factors related to (the supporting body themselves), the last place in the degree of impact. The study presented several procedural recommendations for the development of care ethics among department heads at the University of Menoufia towards the supporting body in their departments, and others related to overcoming the factors of their lack of availability. A prospective study was also presented according to the results of the study.

Keywords: (Ethics of Care - Heads of Academic Departments - New faculty members - Performance Development (

 


أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة

"دراسة میدانیة"

دکتور

محمود فوزی أحمد بدوی

أستاذ أصول التربیة المساعد

کلیة التربیة – جامعة المنوفیة

1439 هـ -2018 م المحور الأول: الإطار العام للدراسة:

مقدمة:

  تمثل الأخلاق ""Ethics ودراستها بعدا أصیلا فی فهم وتحلیل السلوک الإنسانی بشکل عام، فالأخلاق هی الرکیزة الأساسیةٌ فی حیاة الأمم والشعوب، وهی المسئولة عن تحقیق الاستقرار وسلامة المجتمع، من خلال القیم والمبادئ التی تعکسها وتنتظم حیاة الناس وفقا لها، لأنها ببساطة تعتبر الموجه الرئیس للسلوک الإنسانی والاجتماعی والتربوی -فی اطلاقه-نحو التضامن والتعایش والاحترام المتبادل، وهو ما یؤدی الى تقدم المجتمع ورقیه.

    وإذا کانت الأخلاق بشکل عام لها أهمیة کبیرة فی ضبط السلوک، وفی وضع إطار موضوعی یضمن التوجه المباشر نحو تحقیق الأهداف الغائیة، فإن الأخلاق المقترنة بالتنظیمات تتبلور أهمیتها، باعتبارها دالة کبیرة للنجاح المتوقع من الممارسات الأخلاقیة التی تمیزها، خاصة وأن التنظیمات تمثل إطارا دینامیا، یعکس تفردا فی مدى الالتزام بالمعاییر الأخلاقیة التی سبق اقرارها، وتضمن النجاح المتوقع بشکل کبیر.

   وظهرت أخلاقیات المهنة "Professional Ethics" للتعبیر عن السلوکیات الأکثر امتدادا فی حیاة الأفراد والتی لا تقتصر عند حد أداء التکلیفات، بل تتعدى هذا الإطار بکثیر، الى المسئولیة الأکثر عمقا، فی الالتزام بالإطار المعیاری للتنظیمات المهنیة، وکذلک بالإطار الطوعی الذی یشکل فی المجمل کل أطراف التفاعل داخل السیاق المهنی المترامی والمتشعب العلاقات والتأثیرات. وتعکس أخلاقیات المهنة بشکل محدد تعزیز الممارسات الأخلاقیة التی ینبغی أن تنعکس بشکل أکثر إیجابیة فی العلاقات بین مختلف مکونات وأطراف الوسط المنظمی، وتکوین اتجاهات إیجابیة لدى الفرد نحو المهنة وأطرافها، إذ تبصره بالتزاماته الأخلاقیة، وتوعیه بأبعاد الرسالة التی ینبغی أن یتحملها تجاه نفسه وتجاه الآخرین ممن یعملون معه داخل السیاق التنظیمی فی بعد، وفی بعد آخر داخل المجتمع الذی یشمل التنظیم فی الإطار العام. , 2012) voget)

    وظهر مدخل أخلاق الرعایة Care) Ethics of) فی منتصف الثمانینات، باعتباره اتجاهاً متطوراَ فی النظر الى الأخلاق المهنیة، تلک المتعلقة بالأفراد ممن یشغلون مکانات قیادیة تفرض علیهم اهتماما متمایزا لمن یرعونهم، أو من یقعون فی نطاق مسئولیتهم المهنیة سواء بالمتابعة أو تقویم الأداء وتحسینه. (,2015 Gabriel)، (2009 Ciulla,). حیث تعکس أخلاق الرعایة ما أسفرت عنه جهود روادها فی وضع مبادئ وأسس أخلاقیة للعلاقة التی تنشأ بین طرفی العلاقة الاعتنائیة وهما الراعی باعتباره مقدم الرعایة، والمرعی باعتباره مستقبل الرعایة، وذلک فی إطار من الاهتمام والعنایة التی تعکس المضامین الأساسیة التی تنطوی علیها هذه الفلسفة الأخلاقیة المتطورة.

    ومما أشارت إلیه دراسة "تریفینو" و"هارتمان"، و"براون" (Trevino, Hartman & Brown,2000) ، أن السلوک الأخلاقی للقائد الراعی ، هو الذی یتمیز بقدر من المرونة الأخلاقیة ودعم الأخرین والعنایة بهم وتقدیم المعاونة المتطلبة لنموهم وازدهارهم . حیث لاقى هذا المدخل استحسانا کبیرا من قبل العاملین فی المجال التربوی، خاصة فیما یتعلق بالمسئولیة التربویة والإنسانیة التی تقع على عاتق المعلمین والقادة، تجاه الطلاب من یرعونهم ویتحملون تجاههم الأمانة فی الرعایة والعنایة والوصول الى التکوین المناسب لنموهم وابداعهم على کل مستویات تشکیلهم الشخصیة والدراسیة وذات الطابع الاجتماعی. ویعتبر هذا المدخل تعبیرا واضحا عن أهمیة أن یتحلى العاملون فی المجال التعلیمی بهذه الأخلاق، لما لها من تأثیر على علاقة الود والاحترام والتقدیر والعنایة التی تتیح التکوین والتعبیر الدقیق عن الذات. (,2003,p295 White)، (Pimentel,2011,p49)

    وتلعب أخلاق الرعایة دورا کبیرا فی إقامة علاقة انسانیة قویة بین الراعی ومن یقوم على رعایتهم فی کل النواحی الشخصیة والاجتماعیة والدراسیة والأخلاقیة، وهو ما ینعکس على العوائد المتحققة منها، سواء على المستوى الشخصی أو المستوى العام، من خلال تفهم الاحتیاجات ودعم القدرات وتنمیة المهارات، وتوکید الذات، والمؤازرة فی کل جوانب التعلم والتکوین. (Trevino, Hartman & Brown, 2000, p128) . ودللت دراسة "لوسین"(Losen,2001) على أهمیة أخلاق الرعایة فی الحد من السلوکیات التی تتصف بالعنف خاصة فی الأوساط التربویة، وأن تمثل القائد التربوی لها یعد مؤشراَ مهما لسلامة البیئة التعلیمیة وخلوها من مشاعر العنف والإحباط وسیادة مناخ من العدالة والتوازن. و أکدت دراسة "مکولم" (Mccollum,2014,pp21-22) ، أن قیام المعلمین کقادة رعاه بأدوارهم التدریسیة والتعلیمیة مع طلابهم فی اطار من التفهم والرعایة الکاملة لنموهم التحصیلی ، مع تقدیر اختلافاتهم الفردیة والثقافیة ، وعدم التمییز بینهم على أساس الجنس کبعد مهم ، هو ما یعاونهم بشکل کبیر على التمیز والتفرد فی نموهم وإبداعهم .

    ونظرا لأهمیة هذا المدخل فی تهیئة بیئة جاذبة للتفاعل والإنجاز على المستوى التربوی، فلقد توجهت دراسات عدیدة لدراسة أخلاق الرعایة وبیان أثرها بشکل تجریبی على العوائد المتعلقة بالتابعین(المرعیین)، کدراسة" اینس" (Ennis,2005)، ودراسة "ایفا"(Eva,2006)، ودراسة"جریم" Grimm,2009))، ودراسة "جیفری"(Glanz,2010)، ودراسة "بیلو" peiloh,2012))، ودراسة "لیندا" (Linda,2012)، ودراسة (على، 2015).

  وتشیر الأدبیات التربویة الى توجه الدراسات فی مجال التنظیمات التعلیمیة على مستوى التعلیم العالی والجامعی، الى الاهتمام بأخلاق الرعایة ومدى توافرها لدى القادة الأکادیمیین، لما لها من أثر کبیر وأهمیة فی تمکین الأعضاء والهیئة المعاونة وإعدادهم وتوجیههم الى المسار الصحیح الذی یخدم الفرد والتنظیم فی آن واحد، وفقا لما یتم اتباعه من قواعد واجراءات واضحة فی سبیل الوفاء بهذه الغایة."کرامر" (Cramer, 2006)"، و"جونز" (Jones, 2008)، و"مورای" (Murray,2008)، و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)

    وبالنظر الى الأقسام الأکادیمیة بالجامعات، نجد أنها تلعب دورا کبیرا، وفق ما أکدته الکتابات والدراسات المختلفة فی هذا الإطار، فبها تحقق الجامعات أهدافها ورسالتها، وعن طریقها یتم إعداد الکوادر البشریة المؤهلة والمتخصصة، ومن خلالها تسیر الجامعات -بشکل أساسی-نحو تحقیق غایاتها المنشودة، والتی سبق اقرارها. ولقد أشارت دراسات عدیدة (قزق، 2005)، (الدهشان، والسیسی، 2005)، (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012)، الى أن نجاح القسم الأکادیمی وقدرته – فی الإطار العام-على تحقیق أهدافه، وأهداف الجامعة، تعتمد إلى حد کبیر على الکفاءة الإداریة والأکادیمیة لرئیسه، فهو القائد، والمدیر، الذی یتولى توجیه الآخرین نحو تحقیق أهداف القسم ویعمل على تقویم مستویات الأداء، سواء بالنسبة للطلاب أو الباحثین أو أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم والإداریین، من خلال توضیح مسئولیاتهم ورعایتهم. وفی هذا الإطار، فان رئیس القسم یمارس أدوارا أخلاقیة، تفرض علیه رعایة العاملین معه واشراکهم فی القرارات، من خلال تقدیر وتقبل أدوارهم وآرائهم، ورعایة ما یقدمون من دعم واستشارة وأفکار نوعیة. (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012، ص ص 117-118).

    وإذا کانت أخلاق الرعایة تمثل أحد أهم أبعاد أخلاقیات المهنة والتی تتعلق بالمعاییر القیاسیة للسلوک الأخلاقی، وهو السلوک المقبول والذی یحدد الصواب مقابل الخطأ، فإن أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام  وفقا لهذا المنظور ، تتعلق بالسلوکیات التی تصدر عن رئیس القسم بشکل موازی لما یتوقع القیام منه مهنیا فی الإطار الرسمی ، أی أنها الأداءات والسلوکیات الإیجابیة التی تصدر عنه تلقائیا بحکم المسئولیة الاجتماعیة والروحیة والإنسانیة والشعور باحتیاج الآخرین للمساعدة والدعم والمؤازرة والعنایة ، لأنه یمتلک قدرة وسعة تنظیمیة وشخصیة تمکنه من القیام بذلک فی الإطار المهنی ، فهو لا یؤدی عملا آلیا نمطیا رسمیا ، بل عمل یتجاوز هذا المعنى البسیط لمعنى انسانیا أشمل وأعمق ...

     وتؤکد دراسة "قزق (2005) "على أن أخلاقیات العمل تفرض على رئیس القسم التزاما وولاءَ لمهنته، ودرجة عالیة من الاحترام والتقدیر لأعضاء هیئة التدریس بقسمه عند تعامله معهم، هذا بالإضافة الى توفیر أسس العدل والمساواة بین الجمیع بما یضمن روحا معنویة عالیة وایجابیة سواء لأعضاء هیئة التدریس أو معاونیهم. کما یسهم ذلک فی تهیئة ظروف العمل المناسبة لهم، وتنمیة روح الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على العمل المبدع الخلاق، لأن أعضاء القسم -هم ککل البشر-لهم قابلیاتهم، وطموحاتهم، ومشکلاتهم، وأهدافهم المتباینة شکلا وجوهرا. وهذا مما یسهم فی تنمیة جهودهم وولائهم للقسم وزیادة انتاجیتهم سواء داخل القسم أو خارجه. (الحجیلی، 2010، ص ص 61-63)، (بو عباس، 2010).

      وتمثل الهیئة المعاونة بعدا مهما فی مکونات القسم الأکادیمی ، حیث یعتمد علیها فی مواجهة التغیرات والتحدیات وإدارة العملیة التعلیمیة، ولذلک کان من المهم الاهتمام بهم ورعایتهم واستخدام طرق واستراتیجیات معینة لتقدمهم وتطویر أدائهم ودمجهم فی العمل التعلیمی والبحثی وخدمة المجتمع والارتقاء بالکلیة اتی ینتمون إلیها، من خلال رفع کفاءتهم وتشجیعهم على الابتکار والابداع والتمیز، ومواکبة الجدید فی مجال التخصص،  خاصة وأنهم یتوقعون عنایة خاصة ورعایة من قبل قادتهم، والذین یجب أن یقدموا لهم الدعم والعنایة والرعایة اللازمة لتقدمهم وتمیزهم، وفقا للشعور التلقائی بأهمیتهم والاتجاه الایجابی نحوهم.(,2015 Gabriel) ، فالهیئة المعاونة کما نص قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة بجمهوریة مصر العربیة ( 2006، مادة 131 ، ص ص 28-29) هم نواة أعضاء هیئة التدریس بالأقسام ، "ویقومون بالدراسات والبحوث العلمیة اللازمة، للحصول على الدرجات العلمیة العلیا وبما یعهد به إلیهم القسم المختص من التمرینات والدروس العلمیة من الأعمال تحت اشراف أعضاء هیئة التدریس ، وبالأعمال الأخرى التی یکلفهم بها العمید ، ومجلس القسم المختص" ، کما أکدت المادة ( 132) کذلک على نظام تدریب المعیدین والمدرسین المساعدین على التدریس وتلقی أصوله ، کما هو موضح باللائحة التنفیذیة للقانون .

    ویواجه القسم الأکادیمی –فی الإطار العام -ممثلا برئیسه تحدیات کبیره فیما یتعلق بدمج الهیئة المعاونة فی مجالات العمل التنظیمی سواء فی القسم والکلیة، بالإضافة الى القیام بالدور التدریسی والفنی، والغموض المتعلق به، وکیفیة إجراء البحوث العلمیة والعملیة، وخدمة مجتمع الکلیة والمجتمع المحلی، وهو ما یزید من مسئولیة القسم الأکادیمی فی رعایة والعنایة الفائقة بهذه الفئة بشکل أساسی. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013، ص 788)

     ومن الدراسات التی أکدت أهمیة الرعایة للأعضاء الجدد (الهیئة المعاونة) دراسة (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، ودراسة "ادی" (Eddy,2008) حیث أشارا الى أهمیة وضرورة معاونة الهیئة المعاونة على الاندماج بالقسم الأکادیمی وفعالیاته المختلفة، حیث إنهم یحتاجون الى المعاونة ورفع الضغط عنهم وتسهیل ممارساتهم لمهامهم الجدیدة.

 

وأکدت دراسة "بینسیمون" "ووارد" و"ساندرس" (Bensimon, Ward& Sanders,2000)، على أهمیة تهیئة أعضاء هیئة التدریس الجدد للعملیة التعلیمیة وفی خلق بناء من التقدیر والثقة ، بالإضافة للتدریب على الوظیفة التی یضطلعون بها. وأشارت دراسة "کرامر" Cramer,2006)) الى أهمیة قیام رئیس القسم بالإمداد والتدریب الفکری والبحثی لعضو الهیئة المعاونة لإکسابهم المهارات البحثیة من خلال نماذج العمل البحثی التشارکی على المستوى الفردی والقسم والجامعة فی الإطار العام. کما أکدت دراسة"جونز"(Jones,2008) على أهمیة تدریب الهیئة المعاونة على التدریس، واعتبار أن هذه المهمة من أهم المهام التی ینبغی أن یضطلع بها عضو هیئة التدریس، وأهمیة الوفاء بهذه الوظیفة المحوریة من قبل رؤساء الأقسام. ولقد أشارت دراسة "ستولت" Stolte,2002)) الى أهمیة العمل الجماعی بالقسم الأکادیمی وفی اجراء البحوث التشارکیة والفائقة مع الجامعة لأن ذلک یؤکد على النجاح المتوقع ودفع العمل الجماعی وازدهاره، وأکدت دراسة "مورای" Murray,2008)) على أهمیة أن تکون هناک رعایة فعالة وعلاقات تقدیر واحترام متبادل بین رؤساء الأقسام وهیئات التدریس ومعاونیهم، لأن ذلک سیدعم من مهارات تعلمهم البحثیة والتدریسیة وسینعکس على حالة الرضا الوظیفی لهم ویرفع من روحهم المعنویة والأدائیة بالأقسام.

    

ویشیر ذلک بشکل کبیر الى أهمیة الأدوار والمسئولیات الواقعیة والمتوقعة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، وفی أهمیة توافر قدر کبیر من أخلاق الرعایة وخاصة للهیئة المعاونة التی لا تأخذ حقها بشکل کبیر من الرعایة سواء فی الإعداد أو التوجیه أو الدعم الشخصی، أو المعنوی، حیث یلعب رؤساء الأقسام دورا ایجابیا فی سبیل رعایتهم وتوجیههم واعدادهم فی کل الجوانب، وفقا لما أکدته الدراسات المشار إلیها سابقا. وهذا ما یؤدی الى شعورهم بالرضا عن القسم والکلیة والجامعة ویؤدی إلى دمجهم فی الإطار التنظیمی، ویعزز من إعدادهم الکیفی وتکوینهم الأکادیمی والإنسانی والاجتماعی، وزیادة شعورهم بالمسئولیة تجاه کلیتهم ومجتمعهم، ویعمل على التطویر والارتقاء للمجتمع الذی یشملهم ....

      ویبدو أن اختیار رؤساء الأقسام الأکادیمیة بالجامعات المصریة وفقا للمادة (56) من قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة والصادر سنة (2006) م، یمثل عاملا مهما وذو دلالة فی افتقار هؤلاء الرؤساء لمهارات أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالهیئة المعاونة بأقسامهم، فهی لا تأخذ فی الاعتبار قدرتهم على القیادة والإدارة، بل تعتمد بصفة رئیسة على مهاراتهم البحثیة والتدریسیة. وهذا ما أکدته دراسة (السید، ومصطفى، 2002)، ودراسة (الدهشان، والسیسی، 2005)، من ضعف توافر الرعایة المقدمة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة ببعض الجامعات المصریة، تجاه من یرعونهم من أعضاء القسم.

 وقد یتفق الکثیرون على أن من أهم أسباب سوء التکیف، أو الاندماج فی بیئة اجتماعیة ما، هو ضعف الاهتمام أو العنایة بأحد أطرافها، ذلک الاهتمام الذی یشعره بأهمیته وأنه جزء لا یتجزأ من هذا السیاق الاجتماعی، وأن الدعم المقدم له هو الدافع بشکل أو بآخر لأدائه المرضی أو على الأقل المشارکة والتفاعل بإیجابیة.

     ولقد رأیت فی محافل عدیدة ومواقف أن هناک بعض المشاعر السالبة ، والضغوط التی أسفر عنها بعض أفراد الهیئة المعاونة سواء بکلیة التربیة جامعة المنوفیة – مکان عمل الباحث- ، أو فی بعض کلیات الجامعة ، والسبب من وجهة نظرهم أو وفق تقریرهم یرجع فی أحیان کثیرة لحالة عدم الاهتمام والعنایة ، أو التجاهل وعدم الاکتراث من قبل رؤسائهم من رؤساء الأقسام  أو أعضاء هیئة التدریس ، وبالتالی ترکهم لا یعرفون الکثیر من الأمور ویتعرضون لمشکلات جمة وضغوط ، وضعف رؤیة واستشراف للمستقبل ، أو حتى المعاونة فی الأداء المهنی ذاته ، أو تحقیق قیمة معینة أو الوصول لغایة سواء أکانت شخصیة أو مهنیة ، وهذا ما أوجد حالة من الضیق وضعف الانتماء للتنظیم الذی یشملهم ، وبالتالی ضعف دافعیة الأداء الجید أو الرغبة فی التطویر ، أو الاستمراریة فی التنظیم فی احتمالات قائمة ...

     ولقد استشعر الباحث –باعتباره عضو هیئة تدریس- أن هناک افتقارا کبیرا لأخلاق الرعایة وخاصة تلک التی توجه من قبل رؤساء الأقسام  الأکادیمیة، وفی هذا الإطار أجرى الباحث عدة مقابلات شخصیة مفتوحة مع بعض أفراد الهیئة المعاونة بکلیات جامعة المنوفیة ، وبشکل مرکز بکلیة التربیة بشبین الکوم ، للتعرف على مدى قیام رؤساء الأقسام  الأکادیمیة  بأدوارهم فیما یتعلق بأخلاق الرعایة للهیئة المعاونة بأقسامهم ، وتبین أن الهیئة المعاونة تعانی من ضعف القیام بهذا الدور بشکل کبیر ، هذا بالإضافة إلى التجاهل الذی قد یواجهه البعض من بعض رؤساء الأقسام  ، وخاصة عند أداء المهام ، أو مواجهة مشکلات سواء أکانت مهنیة علمیة ، أو شخصیة اجتماعیة ، وکذلک فی الافتقار الى کثیر من أوجه الدعم والمعاونة فی جوانب کثیرة تتعلق بعمل الهیئة المعاونة ، وتواجدها فی الأقسام  الأکادیمیة  کظهیر لهیئة التدریس بالقسم ، وکمعاون ضروری فی العمل القسمی ، أضف لذلک کونهم أعضاء هیئة تدریس تحت الإعداد .

     ونظرا لهذه الأسباب، ولضعف توافر دراسات میدانیة انبرت للتعرف على واقع أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه الهیئة المعاونة بالجامعات المصریة ،  فلقد رأى الباحث أن هناک ضرورة ملحة للقیام بهذه الدراسة والتی تستهدف التعرف وبشکل مباشر على مدى التزام رؤساء الأقسام  الأکادیمیة  بجامعة المنوفیة بأخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم ، وکذلک التعرف على العوامل والأسباب المسئولة عن تردی الوفاء بهذه الأخلاق ، بغیة تقدیم مقترحات إجرائیة وآلیات یمکن أن تعین فی تمکین ومساعدة رؤساء الأقسام  على الوفاء بأخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم ، مما یزید من درجة انتمائهم للقسم الأکادیمی والکلیة والجامعة ویدفع فی سبیل تجوید أدائهم  واعدادهم بحثیا وتدریسیا واجتماعیا ، للوفاء بالمهام والوظائف والأدوار المتوقعة منهم فی خدمة مجتمعهم والمساهمة فی تطویره وارتقائه.

 

مشکلة الدراسة:

تتحدد مشکلة الدراسة فی محاولتها الإجابة على الأسئلة التالیة:

س 1: ما أهم ملامح أخلاق الرعایة التی ینبغی أن تتوافر لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بالجامعات، کما یسود فی الأدبیات التربویة المتعلقة بها؟

س 2: ما درجة توافر هذه الأخلاق لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بهذه الأقسام؟

س 3: هل تختلف تقدیرات الهیئة المعاونة لدرجة توافر أخلاق الرعایة لرؤساء أقسامهم، وفقا لبعض المتغیرات الشخصیة النوع (ذکر – أنثى)، الرتبة العلمیة (معید – مدرس مساعد)، الکلیة (عملیة – نظریة)؟

س 4: ما العوامل (الأسباب) التی تؤدی الى ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم؟

س 5: ما الإجراءات (الآلیات) التی یمکن اتخاذها لتحسین أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم؟

أهداف الدراسة:

تستهدف الدراسة الحالیة، تحقیق ما یلی:

-إلقاء الضوء على مفهوم أخلاق الرعایة وأبعادها وأهمیة توافرها لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بالجامعات تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم.

-التعرف على درجة توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بهذه الأقسام، والعوامل المسئولة عن ضعف توافر هذه الأخلاق لدى رؤساء الأقسام.

-تقدیم مجموعة من المقترحات الإجرائیة والآلیات التی یمکن أن تساعد فی الارتقاء بواقع قیام رؤساء الأقسام الأکادیمیة برعایة أبنائهم من الهیئة المعاونة لدیهم، مما یساعد فی تطویر وتحسین الأداء، وتنمیة الهیئة المعاونة مهنیا وشخصیا وسلوکیا وبحثیا.


أهمیة الدراسة:

تستمد الدراسة الحالیة أهمیتها، مما یلی:

-أهمیة توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، فی تنمیة أداء الهیئة المعاونة وزیادة دمجهم وولائهم للقسم والکلیة والجامعة.

-أهمیة الوضع الإداری والأکادیمی والإنسانی لرؤساء الأقسام الأکادیمیة، وأهمیة السلوک الصادر عنهم فی تحسین وتطویر العمل الأکادیمی بالقسم والکلیة والجامعة.

-تناولها بعد أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، بما تمثله هذه الأخلاق من أهمیة کبیرة ودور مرکزی فی تطویر أداء العاملین بالقسم، والأداء المؤسسی على مستوى الکلیة فی الإطار العام.

-سعیها لتقدیم قائمة بأهم أخلاق الرعایة التی ینبغی أن تتوافر لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، تجاه الهیئة المعاونة بالکلیات.

-محاولتها تقدیم جملة من التوصیات والمقترحات الإجرائیة للارتقاء بواقع تحلی رؤساء الأقسام الأکادیمیة بأخلاق الرعایة للهیئة المعاونة بأقسامهم، مما ینعکس على تطویر الأداء وزیادة دمج الهیئة المعاونة وولائها للقسم والکلیة والجامعة.

-ندرة الدراسات التی تناولت أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة، وخاصة فی البیئات العربیة، ومن بینها مصر، وعلى وجه الخصوص جامعة المنوفیة بمحافظة المنوفیة.

مبررات الدراسة:

تتمثل مبررات القیام بالدراسة الحالیة، فیما یلی:

-معاناة کثیر من الهیئة المعاونة بالجامعات من نوع ما من ضعف الاهتمام أو الرعایة التی ینبغی أن تقدم لهم، لأنهم فی أمس الحاجة الیها. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (,2015 Gabriel)، (مقابلات شخصیة مفتوحة للباحث-الحالی-مع عینة من الهیئة المعاونة بجامعة المنوفیة، 2016/2017 م)

-ضعف استشعار کثرة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، أهمیة القیام بالدور والرعایة الأخلاقیة للهیئة المعاونة بأقسامهم، وأهمیة هذا الدور الکبیر فی تشکیل وجدان وسلوک الهیئة المعاونة واتجاهاتهم. Eddy, 2008)) Murray, 2008)) ، (مقابلات شخصیة مفتوحة للباحث-الحالی-مع عینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، 2016/2017 م)

-البعد الکامن فی دراسة أخلاق الرعایة فیما یتعلق برؤساء الأقسام، باعتبارهم رعاة –بحکم وظائفهم أو مکانتهم-لکل من یعملون معهم، وأنهم مکلفون بتقدیم الرعایة اللازمة لهم والتی لا تتقید بالمسئولیات والمهام النصیة أو القواعد المفروضة. (Bensimon, Ward& Sanders, 2000) ، Cramer,2006))

-مبحث أخلاق الرعایة ذاته، والذی یعطی ملمحا مهما فیما ینبغی أن یکون علیه سلوک القائد (الراعی)، وأهمیة تقدیم الدعم والرعایة المستمرة دون دفع أو تأکید من أی طرف خارجی. وبما ینعکس من خلاله من سلوک ایجابی وتکوین فعال للتابعین أو المرعیین. (الحمد، رضوان، وخصاونة،2013)، (Stolte,2002)،(Cramer2006)، (Jones,2008)، .(Murray,2008)

منهج الدراسة وأدواتها:

  استخدمت الدراسة الحالیة اجراءات المنهج الوصفی – نظرا لمناسبته لطبیعتها-، فی التعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بهذه الأقسام والعوامل المسئولة عن ضعف توافرها لدیهم، بغیة تقدیم مقترحات إجرائیة وآلیات للارتقاء بها، وذلک من خلال الاستبیان والمقابلات الشخصیة المفتوحة التی تم تطبیقها على عینة الدراسة سواء من رؤساء الأقسام أو الهیئة المعاونة بجامعة المنوفیة.


مجتمع الدراسة والعینة:

  طبقت الدراسة فی جانبها المیدانی على مجتمع رؤساء الأقسام بجامعة المنوفیة باعتباره مجتمعا للدراسة المیدانیة فی أحد أبعادها والبالغ (111) رئیسا، وتم اشتقاق عینة ممثلة لمجتمع الهیئة المعاونة بکلیات ومعاهد جامعة المنوفیة، والبالغ (1492) عضوا، بلغت (300) عضو هیئة معاونة. (إدارة الإحصاء، 2017). وتم اختیار عینة الدراسة فی ضوء مستوى دلالة(5.,) ،(ضحاوی ، 2010) ، بطریقة عشوائیة منتظمة.

حدود الدراسة:

تمثلت حدود الدراسة الحالیة، فیما یلی:

-الحد الموضوعی:

اقتصرت الدراسة فی تناولها لأخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة، على الأخلاق المتعلقة بالهیئة المعاونة (معیدین – مدرسین مساعدین)، بهذه الأقسام.

 

-الحد الزمانی:

طبقت الدراسة فی جانبها المیدانی، بدایة الفصل الدراسی الثانی من العام الجامعی (2016 – 2017 م).

مصطلحات الدراسة:

تتحدد مصطلحات الدراسة الحالیة، فیما یلی:

1-أخلاق الرعایة:

  تم التعرض للتعریفات المختلفة المقترنة بأخلاق الرعایة (لغویة واصطلاحیة) فی الإطار النظری للدراسة، ونستقر فیما یلی على التعریف الإجرائی، حیث تعرف أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة فی الدراسة الحالیة على أنها" کل ما یصدر من هؤلاء الرؤساء تجاه الهیئة المعاونة من مشاعر حب وتقدیر وعنایة ذاتیة وتقدیم کل أنواع المساعدات الممکنة والدعم المادی والمعنوی الذی یساعدهم على التکوین المهنی المتمیز ویضمن لهم نموا أکادیمیا وتدریسیا وبحثیا واجتماعیا متوازنا، وبما یحقق أهداف القسم الأکادیمی، والکلیة والجامعة ".

 

2-رؤساء الأقسام الأکادیمیة:

یعرف رؤساء الأقسام الأکادیمیة فی الدراسة الحالیة، على أنهم من یقومون برئاسة مجلس القسم الأکادیمی وفقا للمادة (56) من قانون تنظیم الجامعات، "ویشرفون على الشئون العلمیة والإداریة والمالیة للقسم، فی حدود السیاسة التی یرسمها مجلس الکلیة ومجلس القسم، وفقا لأحکام القانون واللوائح والقرارات المعمول بها"، وفقا لما نصت علیه المادة رقم (58)، من قانون تنظیم الجامعات. (قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة، 2006، مادة 58، ص ص 28-29)

إجراءات الدراسة:

تمثلت اجراءات الدراسة الحالیة، فیما یلی:

-مراجعة الأدب التربوی ونتائج الدراسات السابقة ذات الصلة بأخلاق الرعایة بشکل عام، وتلک المتعلقة بأخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة بشکل خاص.

-إجراء مقابلات شخصیة مفتوحة، وإعداد وتقنین وتطبیق استبانتین، احداهما تم تطبیقها على عینة الدراسة من الهیئة المعاونة بکلیات جامعة المنوفیة للتعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة المتعلقة بهم لدى رؤساء أقسامهم، والأخرى تم تطبیقها على مجتمع الدراسة من رؤساء الاقسام الأکادیمیة للتعرف على أهم عوامل (أسباب) ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم.

-تحلیل وتفسیر نتائج الدراسة فی ضوء مراجعة الأدب التربوی ونتائج الدراسات السابقة ذات الصلة.

-استخلاص نتائج الدراسة الحالیة.

-وضع عدة تصورات اجرائیة ومقترحات تتعلق بالارتقاء بأخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، وللتغلب على أهم معوقات توافرها لدیهم.

 

الدراسات السابقة:

باستقراء الأدبیات التربویة ومراجعة نتائج الدراسات السابقة ، اتضح للباحث توافر زخم کبیر من الدراسات والبحوث النظریة والإمبیریقیة التی تناولت رؤساء الأقسام الأکادیمیة ، سواء من خلال وصف المهام والمسئولیات والأدوار التی یتقلدونها فی إدارة القسم الأکادیمی أو المتوقع منها ، أو من خلال دراسة أهم الصفات والخصائص والمتطلبات التی ینبغی توافرها لرؤساء الأقسام للنجاح فی عملهم الاداری والأکادیمی بالقسم ، وکذلک من خلال البحث عن أهم أبعاد التکوین الأکادیمی الإداری المتمیز لرؤساء الأقسام ، إلا أن الباحث قد وجد افتقارا کبیرا فی دراسة بعد أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه أعضاء القسم بشکل عام ، والهیئة المعاونة (معیدین ومدرسین مساعدین) ، بشکل خاص . ولقد أفاد الباحث من جملة الدراسات التی توافرت لدیه فی التدلیل على مشکلة الدراسة وتحدیدها وصیاغتها، وکذلک فی صیاغة الإطار النظری لها، بالإضافة الى بناء أداة الدراسة وتفسیر نتائجها وعرض توصیاتها الإجرائیة.

المحور الثانی (الإطار النظری للدراسة)

وفقا لأهداف الدراسة، فإن الإطار النظری لها، یتضمن بالعرض والتحلیل النقاط التالیة:

أولا: مفهوم أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة وخصائصها:

(أ‌)     مفهوم أخلاق الرعایة:

   إن المستقرئ لتعریف الأخلاق سواء فی اللغة أو الاصطلاح، یجد أن معانی الأخلاق فی هذین المصدرین تتقارب بشکل کبیر، وهی تصف فی التحلیل النهائی السلوک المقبول الذی یصدر عن الإنسان کتعبیر عن الایجابیة فی هذا السلوک، وکذلک هی السلوک غیر المقبول والذی یصف السلبیة أو السلوک غیر المرضی، فالأخلاق" فی اللغة العربیَّة: جمع " خُلُق "، وهو بضم الخاء واللام: السجیَّة والطبع، والمروءة والدِّین.. (ابن منظور، ج 2، د.ت)، (الفیروز آبادی، د. ت ،ج 3 ص، 236) ، وقد " ورد الخلق  فی القرآن الکریم بالضم مرتین الأولى فی قوله تعالى " وإنک لعلى خُلُق عظیم " (القلم،4) وهو  بمعنى أدب رفیع جم وخلق فاضل  کریم " والثانیة فی قوله تعالى " إِن هذا إِلَّا خُلُقُ اْلأَولِین، "(الشعراء، ١٣٧) وفی هذه الآیة یحمل الخلق معنى الکذب والخرافات ، فالخلق إذن منه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم ، والإسلام – بشکل أساسی ومطلق - یحض على محمود الأخلاق ، وینهى عن رذائلها . وفی المعجم الوجیز (1998، مادة خلق، ص 209)، تعتبر الأخلاق علما موضوعه أحکام قیمیة تتعلق بالأعمال التی توصف بالحسن أو القبح، والأخلاقی ما یتفق وقواعد الاخلاق أو قواعد السلوک المقررة فی المجتمع، وعکسه لا أخلاقی.

ووفقا لما ذکره (الزبیدی، د.ت، ص 337)، فإن " الأخلاق أو الخلق هو وصف لصورة الانسان الباطنة وهی نفسها وأوصافها ومعانیها المختصة بها بمنزلة الخلق بصورته الظاهرة وأوصافها ومعانیها، من حسنة وقبیحة والثواب والعقاب یتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أکثر مما یتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تکررت الأحادیث فی مدح حسن الخلق فی غیر موضع. وتعنی الخلق فی الإسلام التمسک بأحکام الشرع وآدابه فعلا وترکا، کما قال الحبیب محمد (صلى الله علیه وسلم) "البر حسن الخلق"، وهو دلالة على أن الأخلاق تعنی السلوک الحسن السلیم المقبول والذی یمتاز به صاحبه فی الإطار العام.

ویصطلح الغزالی فی تعریفه للأخلاق على أنها "عبارة عن هیئة فی النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ویسر من غیر حاجة الى فکر ورویة " (الغزالی، 1998، ج 3، ص 80)، فالأخلاق – وفقا لتعریف الغزالی وما یقرره -هیئة لها صفة الرسوخ داخل الإنسان غیر عفویة أو طارئة، وهی توجه السلوک فی تلقائیة من ذاتها دون فکر أو تریث قد یعوق ظهورها کما هی، وهذا ما یعکس شدة تلقائیة السلوک الأخلاقی الصادر وتسارعه، بحیث تقل مساحة التفکیر، وتتلاشى أمام تسارع الفعل الأخلاقی وعفویته.. والخُلُق وفقا لما رآه الغزالی منه ما هو حسن وما هو قبیح، فإن کان الصادر عن النفس فعلا جمیلا محمودا عقلا وشرعا، سمیت تلک الهیئة وذاک الفعل خُلُقا حسنا، وإن کان الصادر عنها فعلا قبیحا سُمی هذا الفعل خلقاً سیئا..

واستخلاصا مما سبق، فان الأخلاق تدل على الصفات الطبیعیة فی خلقة الإنسان التی فطره الله علیها، أی أنها الصفات الکامنة فی النفس البشریة، وهی تدل کذلک على الصفات التی اکتسبها الإنسان فی ممارساته الحیاتیة، وأصبحت وکأنها خلقت مع طبیعته، والأخلاق وفقا لذلک لها جانبان، أحدهما نفسی باطنی، والآخر سلوکی ظاهری.

وبالبحث المدقق عن أصل کلمة أخلاق "Ethic" بالإنجلیزیة، نجد أنها "مستخلصة من الجدار الیونانی "ἤθεαα" (إیثیه) أی ما یعنی "عادة" ،  وتکون الأخلاق وفقا لهذا نسقا من المعتقدات، أو المثالیات الموجهة، والتی توجد أو تتخلل الفرد أو مجموعة من الناس فی المجتمع.  وفی هذا الإطار یقیم السلوک الإنسانی -على عمومه-فی ضوء "القواعد الأخلاقیة المحددة التی تضع معاییرا  للسلوک، یضعها الإنسان لنفسه أو یعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخلها أعماله، أی أن الأخلاق هی محاولة التطبیق العملی، والواقعی للمعانی التی یدیرها علم الأخلاق بصفة نظریة، ومجردة". (ویکبیدیا الموسوعة الحرة، 2017). وکما یقرر الوایلی (2009)، فإن "الأخلاق تعد شکلا من أشکال الوعی الإنسانی، کما تعتبر مجموعة من القیم والمبادئ التی تحرک الأشخاص والشعوب کالعدل والحریة والمساواة، بحیث ترتقی لتصبح مرجعیة ثقافیة، وعلى ضوئها تستقی الدول الأنظمة والقوانین".

والأخلاق فی المجال التربوی کما عرفها "مکروم" (1983، ص 75)، هی "مجموعة القواعد السلوکیة التی تحدد السلوک الإنسانی وتنظمه، وینبغی أن یحتذیها الإنسان فکرا وسلوکا فی علاقاته الاجتماعیة ومواجهة المشکلات المختلفة، والتی تمکنه من الاختیار الخلقی فی المواقف الأخلاقیة، والتی تبرر المغزى الاجتماعی لسلوکه بما یتفق وطبیعة الآداب والقیم الاجتماعیة السائدة فی مجتمعه "

   ویستطیع الباحث إجمالا استنتاج بعض الملامح الممیزة للأخلاق فی اطارها العام ، فتعتبر الأخلاق مقوما ضروریا تعکسه الاستجابة للسلوک الذی یتوافق معها، ویدل فی أبعاد کثیرة على معیاریة هذا السلوک فی اتجاه تأصیل البعد الأخلاقی عموما، فالأخلاق مکون ضروری من مکونات التفاعل الطبیعی للإنسان ، وهی مهمة بالقدر الذی یرسم مسار هذا التفاعل ویقومه ، کما أنها تعد أحد أشکال التوافق الاجتماعی على ما هو مقبول وغیر مقبول وفقا لما تتحدد به مصالح هذا المجتمع ، ویؤدی الى تماسکه بالتزام أفراده بهذه المعاییر ، وهی تمثل وعاء مقصودا لتقویم السلوک وفق أسس موضوعیة ، یتوقف علیها تحقیق مصالح ، أو توکیدات إجرائیة للأفعال والتصرفات الصادرة عن الفرد فی مواقف متباینة من السلوک ، وتتطلب هذه الأخلاق لرسم المسار وتوجیهه.

  

وبالنظر الى الأدبیات المتعلقة بأخلاق الرعایة، فإننا نجد من یطلقون على "أخلاق الرعایة"  تعبیر "أخلاق المحبة "، أو الأخلاق العلائقیة "،  وأخلاق الرعایة أو العنایة هی نظریة أخلاقیة تحل محل النظریات الأخلاقیة السائدة، کأخلاق "الکانطیة" و"النفعیة" و"أخلاق الفضیلة الأرسطیة"، أما البعض الآخر فیرى أنها تمثل نوعا من أنواع "أخلاق الفضیلة". (هیلد، 2008، ص 15)،  والرعایة کمصطلح تعرف على أنها " "ممارسة أو قیمة أو تصرف أو فضیلة، وکثیرا ما تصور على أنها مجموعة متداخلة من المفاهیم"،  و یلاحظ أن الرعایة هی شکل من أشکال العمل الانسانی التلقائی، تتمتع بقدر معین من المعاییر الأخلاقیة التی توجه هذا العمل وترشده " (Tronto,1994,p126 ) . ویرى "ترونتو" (Tronto,1994, pp 126-136) أن الرعایة  فی المطلق هی "نوع من النشاط الذی نقوم به للحفاظ على کل شیء فی حیاتنا أو إصلاحه حتى نتمکن من العیش فی العالم "، وهذا العالم یشمل کل ما یتعلق بنا  أجسادنا ، وأنفسنا وبیئتنا وکل شیء خارج هذا النطاق والمحیطین بنا ، والرعایة من وجهة نظره کممارسة  تتضمن أربعة عناصر تتفرع عنها ، وهی (أ) "الانتباه ، والمیل الى إدراک الحاجة" ، (ب) "المسئولیة والاستعداد للاستجابة ، ورعایة المحتاجین "، (ج) "الکفاءة والمهارة لتوفیر الرعایة الجیدة والناجحة" .(د) "الاستجابة والنظر فی مواقف الآخرین لتجنب أی سوء فی هذه الرعایة" .

ویشیر تعریف "تورنتو" للرعایة إلى الاختلاف الثقافی، وکیف أن الرعایة تمتد الى خارج نطاق الأسرة المحدود الى المجالات المحیطة، وکل ما یمکن أن یقوم به الانسان من نشاط ویتطلب الرعایة أو الامداد العاطفی...، فالرعایة تؤسس بدایة – وفق ما یراه " تورنتو "على التفاعل الشخصی والاعتماد، فهی حالة عاطفیة أو نشاط أو هما معا ، وتتعلق بتلبیة احتیاجات شخص واحد من قبل شخص آخر، فالحاجة لا یمکن أن یستوفیها الشخص المحتاج بمفرده، وتتعلق الرعایة بتلبیة الاحتیاجات التی تکون أکثر انسانیة عموما.

 

وتعتبر أخلاق الرعایة Care Ethics)) منهجا أخلاقیا یعبر عن وجهة نظر فلاسفة النسویة، وهو ینضوی تحت بعد الأخلاقیات النسویة (Feminist Ethics)، وهو منهج أخلاقی یبنى على الاعتقاد أن نظریة الأخلاق التقلیدیة غیر مقدره لتجربة المرأة الأخلاقیة ، وهو ما یحتم إعادة تصور الأخلاق من خلال منهج نسوی کامل . (أبو زید، 2017). ویعرف "رافیزا" ,2005) Ravizza) أخلاق الرعایة على أنها "عملیة التفاعل الإنسانی، والذی یشمل الاهتمام بالآخرین، والرغبة فی التواصل معهم بإیجابیة وفاعلیة، ولذلک فهی تشمل العدید من القیم وهی التعاطف والود والألفة والمساندة، وهی علاقة انسانیة مشترکة بین طرفین هما مانح الرعایة المتمثل فی الراعی، ومتلقی هذه الرعایة المتمثل فی المرعی". وقد تقسم أخلاق الرعایة وفقا لهذا التصور، الى "رعایة فکریة، ورعایة أخلاقیة، ورعایة شخصیة". (على، 2015)، فهی ممارسات تعزز المعرفة والنمو والتطور والحمایة والثقة، وتنمی الثقافة لخلق مجتمع یتصف بالإنسانیة، من خلال العلاقات الدافعة للراعی، ومن یقدم له الرعایة.

    ووفقا لذلک فأخلاق الرعایة هی القدرة على توطید العلاقات والشعور بالآخر، وتتضمن هذه العلاقات الشعور بالعطف والحنان والرعایة والإخلاص والمساندة فی حل المشکلات الشخصیة، والتقدیر الذاتی، وإظهار التسامح والاحترام، والارشاد وتشجیع الآخرین على الانجاز وتخطی الصعاب بکل أشکالها. وتعرض "دیموت بوبک" وفقا لما ذکرته (هیلد، 2008، ص 24) واحدا من أکثر التعریفات دقة فی أدبیات أخلاق العنایة فتقول: "العنایة هی تلبیة حاجات شخص واحد بواسطة شخص آخر حیث التفاعل وجها لوجه بین الذی یعتنی (بفتح الیاء) والذی یعتنى به (بضم الیاء)، یعتبر عنصرا حاسما فی نشاط العنایة عامة وحیث لا یمکن أبدا للشخص الذی یحتاج الى العنایة أن یلبیها بذاته".

  وهناک من ینظر لأخلاق الرعایة على أنها جملة من الخصائص والسمات التی ینبغی أن تتصف بها البیئة التربویة وقادتها، لتهیئة مناخ انسانی داعم للسلوکیات الایجابیة للمتعلمین وحفزهم للتفاعل الإیجابی مع عناصر المنظومة التربویة، من خلال علاقات الحب والألفة والدعم المستمر، فهی وفقا لذلک عبارة عن الممارسات التی یقوم بها (المربی) مع من یقوم على رعایتهم،  بهدف اکتساب (المتربی) نمط حیاة معین، ومساعدته على التواصل الاجتماعی والثقافی والاقتصادی، مع فهم الجانب الإنسانی الخاص بحیاته کمرعی. (Jeffrey,2010)، ویرى آخرون أن أخلاق الرعایة تتمثل فی قدرة الراعی على خلق مناخ أشبه بالأسرة بعلاقاتها المتمیزة والتی تعمل على مساعدة التلامیذ على التقدم الأکادیمی وحل مشاکلهم، وزیادة التحدی والمنافسة فی حیاتهم مع التشجیع المستمر. Grimm,2009))، peiloh,2012)) . ویعرف البعض أخلاق الرعایة على أنها "قلب القیادة الأخلاقیة ، بحیث یستطیع القائد أن یحقق أهداف التنظیم من خلال فهم الأعضاء ورعایتهم، وتوفیر الظروف المناسبة لإبداعهم وتمیزهم، من خلال شبکة العلاقات الإنسانیة النشطة القائمة على التعاطف والکفاءة، یستجیب من خلالها مقدم الرعایة، لاحتیاجات من یرعاهم ویستمع إلیهم ویتعلم لغتهم، ویتعرف وجهات نظرهم، من خلال توافر بعض الصفات للراعی وهی الشجاعة والقوة بالإضافة إلى الوفاء والإخلاص ورعایة الفرد لنفسه أیضا " (Fox , Crigger, Bottrell, & Bauck,2010, p13,)

والقیادة الأخلاقیة هی التی تعمل جاهدة على تهیئة بیئة مناسبة وثقافة لتجوید أداء التابعین من خلال تسهیل القیام بالمهام، مع اتاحة بیئة للتجوید تسمح للعاملین بأداء المهام فی مناخ من الدعم والرعایة لإنجازهم " والقائد الأخلاقی(الراعی) هو الذی یعمل على خلق ثقافة تنظیمیة مناسبة لتجوید أداء العاملین معه، من خلال السلوک الخاص به والذی یستهدف تجوید العمل واحترام المرؤوسین والعنایة بهم وارشادهم لطرق الأداء السلیم. "سبیرز"(Spears,2010,p.25)

 

وتمثل أخلاق الرعایة أحد أهم أبعاد أخلاقیات المهنة والتی تتعلق بالمعاییر القیاسیة للسلوک الأخلاقی، ذلک السلوک الذی یصدر مراعیا مصالح الآخرین والعنایة الفائقة بهم، وأخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام وفقا لهذا المنظور، تتعلق بالسلوکیات التی تصدر عن رئیس القسم بشکل موازی لما یتوقع القیام منه مهنیا فی الإطار الرسمی، أی أنها الأداءات والسلوکیات الایجابیة التی تصدر عنه تلقائیا بحکم المسئولیة الاجتماعیة والروحیة والإنسانیة والشعور باحتیاج الآخرین للمساعدة والدعم والمؤازرة والعنایة.

 ووفقا لما سبق تعرف أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة على أنها " کل ما یصدر من هؤلاء الرؤساء تجاه الهیئة المعاونة من مشاعر حب وتقدیر وعنایة ذاتیة وتقدیم کل أنواع المساعدات الممکنة والدعم المادی والمعنوی الذی یساعدهم على التکوین المهنی المتمیز ویضمن لهم نموا أکادیمیا وتدریسیا وبحثیا واجتماعیا متوازنا، وبما یحقق أهداف القسم الأکادیمی، والکلیة والجامعة".

 

(ب) خصائص أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة:

    بالنظر الى أخلاق الرعایة باعتبارها نظریة ، نجد أنها تمتاز عن النظریات الأخلاقیة الأخرى ، بأنها نظریة أخلاقیة متحیزة (Ethics of Partiality) ، ذلک لأنها ترکز على حمایة العلاقات الشخصیة ، حیث ترکز الاهتمام بالأفراد أصحاب العلاقات القریبة والمترابطین وفقا للمساق الاجتماعی الذی یشملهم ، فهی أخلاق غیر تجریدیة (  Non-abstract) ، فالوفاء باحتیاجات الآخرین المقربین للأشخاص الراعین ، یتطلب وضع المصالح الشخصیة أو القرابة الاجتماعیة فی الحسبان ، وعلى العکس فجمیع النظریات الأخلاقیة الأخرى تمیل للتجرید (Abstraction) والتعمیم ، ولذلک فهی غیر قائمة على الرعایة ،لأنها تتجاهل الاحتیاجات والمنافع المهمة للأفراد المحیطین بالأشخاص الراعین .(أخلاق الرعایة ، 2015) .

وتذکر (هیلد، 2008، ص ص 15-16) فی کتابها (أخلاق العنایة) أن من أهم ما تمتاز به أخلاق الرعایة ما یسمى "بالصمت الأخلاقی" وتلبیة حاجات الأشخاص الفردیة الذین نتولى مسئولیتهم ، فالکائنات الإنسانیة تعتمد على غیرها لسنوات عدیدة من حیاتها، فکل انسان یحتاج الى عنایة لفترة کبیرة على الأقل فی السنوات الأولى لحیاته، وأن هذا حق له حتى یکتمل نموه ویستقل مستقبلا. کما أن أخلاق الرعایة تقدر الانفعال ولا ترفضه، فمشاعر التعاطف والتقمص العاطفی والحساسیة والتجاوب تمثل نوعا من الانفعالات الأخلاقیة التی تحتاج الى صقل وارشاد وتوجیه لمن تتم رعایتهم، کما أن أخلاق الرعایة تؤکد على مشاعر الارتباط وإدراک الآخر على نحو فرید، بعیدا عن العقلانیة التی قد تضر باهتمامات الشخص وتقدیر میوله واتجاهاته... (هیلد، 2008، ص 16)

کما أن أخلاق الرعایة تمتاز بالسمة الأسریة لأنها علاقات مؤسسة على العنایة والاهتمام والحنان والشعور باحتیاج أفرادها للرعایة المؤسسة على مشاعر المسئولیة الإنسانیة قبل القانونیة أو السیاسیة داخل المجتمع.، "فالعنایة لیست ما یحتاج الیه أو یریده أکثر الراشدین العادیین ، من أکثر الآخرین فی المجتمع" (هیلد ، 2008، ص 113) وترفض أخلاق الرعایة الفردیة اللیبرالیة، فالأشخاص مترابطون ویعتمدون على بعضهم البعض أخلاقیا وابستمولوجیا، فی شبکة من العلاقات الاجتماعیة، حیث یهتم الأفراد ببعضهم البعض ویعاون أصحاب الخبرة والمسئولیة غیرهم ممن یحتاجون إلیهم أو یفتقرون للخبرة أو المهارة فی الأداء. (هیلد، 2008، ص 21).  وأخلاق الرعایة هی أشمل من مجرد التشریعات والقوانین المنظمة لعلاقات الناس، لأن البعد العاطفی والدعم والمعاونة التلقائیة غیر المسؤولة هی أهم ما تمتاز به هذه الفلسفة الأخلاقیة ذات العدالة النزیهة اجتماعیا وانسانیا، والعلاقات التی لها الأولویة هی علاقات العنایة، والشعور مع الآخر . (هیلد، 2008، ص ص 148-149).

ومن أهم خصائص أخلاق الرعایة قدرة القائد أو الراعی على خلق بیئة ثقافیة تنظیمیة تمکن العاملین من الأداء والفعالیة ، ووفقا لما ذکره "بیرن برون" Brené Brown" " – نقلا عن بیکارد   Pickard,2015 )) فی کتابه عن (تعظیم الحیاة داخل التنظیم) ، فإن الراعی ینبغی أن یجیب عن عشرة أسئلة لترقیة المناخ والبیئة التنظیمیة للمرؤوسین ، منها ما السلوکیات التی سوف نحصل علیها ؟، وکیف ینظر العاملون لمواردهم (المال-الوقت-الانتباه)؟، ما القواعد والتوقعات المتبعة والمتجاهلة ؟ ، هل یتم دعم العاملین وامدادهم بما یحتاجون الیه داخل التنظیم ؟ ، ماهی الاجراءات التی یتم اتباعها فی تقویم أداء العاملین وتوجیههم ؟ ، کیف یتم اثابة العاملین ؟ ، ویذکر "دهنیک" (Dahneke,2015) أن أخلاق الرعایة للقائد الفعال تتطلب الى جانب الخبرة والاستعداد والسمات الشخصیة والالتزام بالقیم، والجهد الشاق فی العمل التنظیمی، جانب الوجدان والعاطفة التی تلعب دورا محوریا فی دفع العاملین واشعارهم بالثقة والاندماج التنظیمی.

وتشیر الأدبیات الى أن أخلاق الرعایة تتسم بعدة خصائص، یتمیز بها القائد الراعی الذی یستهدف العنایة الفائقة والشاملة لمن یقوم على رعایتهم، بحیث یتمکنون من أدواتهم ویعبرون باقتدار عن اعدادهم وتمیزهم، ومن هذه الخصائص التی تتصف بها أخلاق الرعایة للراعی الفعال (الاستماع للمرعیین – التبادل العاطفی-التعامل السریع مع المشکلات – الوعی بالآخرین – الاقناع– التصور الشامل للاحتیاجات -البصیرة – التحدید والتخطیط السلیم-الاهتمام المستمر – البناء المتوازن للفریق الجماعی) (Spears, 2010,p.25)، بالإضافة الى أن رعایة العلاقات الشخصیة تتمیز الصبر، والثبات، والتیسیر، والتحقق من الصحة، والتمکین للمشارکین.( McCollum,2014,p22) . ولقد تم تحدید خصائص أخلاق الرعایة من قبل مرکز "غرینلیف للقیادة الخادمة" "Greenleaf Center for Servant Leadership"، فی تسعة خصائص هی: (الاستماع –التخیل – التحدید (التخطیط) – التقبل والشفافیة-التنبؤ (الاستبصار) – الإدراک والتصور-الرؤیة – الاقناع – الثقة والاحترام) (Greenleaf Center for Servant Leadership, 1991)

وتتجلى خصائص أخلاق الرعایة فی " قدرة قائد التنظیم (الراعی) على خلق مناخ ایجابی لتدعیم سلوک الثقة لدى التابعین(المرعیین)، واثارة حماسهم ودافعیتهم للأداء والانجاز" Noddings,2006,p339)) ، فالقائد المحب ذو الوجدان المتسامح هو القائد القادر على اجتذاب تابعیه وبالتالی التأثیر فیهم وتوجیههم کیفما شاء فی الاتجاه الصحیح، بناء على القیم الروحیة والإنسانیة. والراعی الفعال هو الذی یخلق مناخا أسریا داخل التنظیم یتم من خلاله الاهتمام بما یریده العاملون معه، ویتفهم احتیاجاتهم، ویعمل على تدعیمها بالثناء والتقدیر الشخصی. وهذا مما أکدته بعض الکتابات والمصادر من أهمیة أن یسلک القائد التربوی بطریقة طیبة وانسانیة حتى یستطیع السیطرة على سلوک المرؤوسین، لأنهم یحتاجون الى الدعم واقامة علاقات طیبة معهم. (Pickard, 2015)  (Dahneke,2015),  

وترى هیلد (2008، ص 9) أن أخلاق الرعایة تتمایز عن أخلاق الفضیلة، لأن أخلاق الفضیلة تعتمد على الصفات الموجودة بالأشخاص، أما أخلاق الرعایة فتشغل بالعلاقات الاعتنائیة التی تحتل المرتبة الأولى فی أخلاق العنایة، وتضیف ان أخلاق العنایة تمثل نظرة أخلاقیة ممیزة وتختلف حتى عن "أخلاق الفضیلة" ، وهذه الفلسفة  بکل تأکید، لها أسلاف ومنظرون فی الفضیلة "کأرسطو وهیوم"، وفلاسفة الحس الأخلاقی قدموا لها مساهمة مهمة وبصفتها أخلاقا نسویة، فهی لیست مجرد وصف أو تعمیم مواقف ونشاطات النساء کما تطورت فی ظروف بطریرکیة وهی لکی تحوز القبول یجب ان تکون أخلاقا نسویة موجهة الى النساء والرجال على حد سواء کما تنظر الیها هیلد. (هیلد، 2008، ص 34)

وقد یقترح البعض أن أخلاق العنایة تتضمن بعض الشبه مع "أخلاق المحبة المسیحیة" التی توصی بأن نحب الجار ونعتنی بالمحتاجین (هیلد ، 2008، ص 32 ) ، فمقدم الخدمة فی مفهوم فلسفة أخلاق الرعایة، هو شخص اعتنائی، لأنه یساعد المحتاجین له دون أن یطلبوا هم هذه المساعدة، وهذا بالتأکید نوع ما من أنواع الفضیلة، حیث تعتبر العنایة قیمة مهمة جدا للمجتمع. والممارسة الأخلاقیة فی أخلاق العنایة قد تکون عکس أخلاق العدالة، لأن العنایة تفترض تقدیم المعاونة والمساعدة والدعم للأفراد القریبین منا، حتى ولو أساؤا ، ومن المفترض عدم ایقاع العقوبة علیهم لأنهم یمثلون قیمة وقرابة مهمة من الشخص الاعتنائی . ولعل هذا هو أحد مسالب هذه الأخلاق بشکل أساسی. Pettersen, 2011, pp51-64))

ومن أهم خصائص أخلاق الرعایة الحساسیة والمعرفة، فالعلاقات الاعتنائیة تتطلب قدرات جوهریة بالنسبة الى هؤلاء الذین یتمیزون بها لأنهم یبدون حساسیة کبیرة نحو مشاعر الآخرین ولا مریة أن العنایة هی مقابل العدالة فی هذا الاتجاه الأخلاقی-کما أشار روادها-، فالحرکة النسویة هی برنامج ثوری لأنها تعهدت بتحطیم أعمق وأقوى هرمیة وهی "هرمیة الجنس"، فهی لا تحاول أن تجعل النساء تحل محل الرجال فی هرم السیطرة ولکنها تحاول تحطیم السیطرة ذاتها.

 وتصف هیلد (2008) حججها فی نظرتها للرعایة، بأنه لیس هناک أی نوع من العنایة غیر النسویة یستحق أن یسمى نفسه أخلاق العنایة، فهی أخلاق لکل الذین یبتدئون حیاتهم، ونحن کأطفال انسانیین، نحتاج إلیها، ففی سیاق الأسرة العنایة لها الأولویة، بمعنى أنه من دون العنایة فلن تکون هناک کائنات انسانیة بهذا المعنى، فالصغار یحتاجون الى الرعایة فی مناخ من الحب والاحتضان والتفهم وتلبیة الاحتیاج، حتى یکبروا فی مناخ صحی، ویحققون ما تم استهدافه من رعایتهم. وتعتمد الرعایة على علاقة قویة بین طرفی الرعایة دون حسابات مسبقة أو مجردة، فهی مبنیة على العطاء والحمایة والارشاد، من منطلق العطف والاحساس الأکید بالآخر ومدى احتیاجه للدعم والمؤازرة والمساعدة ...، فهی أخلاق انسانیة مجردة. Pettersen, 2011, pp51-64))

 وترتبط أخلاق الرعایة بالمثل الأعلى المقرون بالإسهام فی تعزیز الخیر وعدم إلحاق الأذى بأی شکل من الأشکال بمن نقوم برعایتهم، بل بالعکس المحاولة المستمرة لمنح الاستحقاق العاطفی والعنایة لمن نرعاهم ونخلص فی الحرص على مصالحهم. Pettersen, 2011, pp40-46))

وفی إجراء مقابلات عدیدة مع کل أطراف التفاعل "رؤساء الأقسام  الأکادیمیة  بکلیة التربیة ، والهیئة المعاونة بأقسامهم" ، فلقد قرروا أن ثمة ملامح وشواهد کثیرة ینبغی أن تتوافر لدى رئیس القسم والذی یمکن أن نصفه بالراعی ، ذلک الذی یتصف بأخلاق رعایة تسهم بشکل کبیر فی بلورة وتشکیل الهیئة المعاونة فی الاتجاه الصحیح ، وتحقیق الأهداف الفردیة والمجتمعیة ، حیث قرر رئیس قسم أصول التربیة أن هذه الأخلاق تتمثل فی جوانب عدیدة منها الرعایة المعنویة والتی تتصل بتقدیم حلول للمشکلات ، واتاحة قدر من التقدیر الشخصی والدعم المستمر للإنجاز ، والوصول الى الأهداف ، واتفق معه رئیس قسم الطفولة بالکلیة ، فلکی نصل الى ما نرید خلف ممارساتنا تجاه الهیئة المعاونة ، وبما یتفق مع سیاسة الکلیة والجامعة الآخذة فی الاهتمام بإعداد کوادرها ، فیجب أن نقدم الدعم والعون اللازم للهیئة المعاونة وفی اطار من الحب والتراحم ، وتقدیر المسئولیة ، فذلک سوف ینعکس بالإیجاب على حالتهم المعنویة ، وسیسهم بشکل کبیر فی تزویدهم بالمهارات الضروریة للإنجاز والابداع على کل المسارات ، ومن أهم خصائص الرعایة الأخلاقیة لرئیس القسم ، (الاستماع ، والتفهم ، والعنایة ، والاهتمام ، وتقدیم الدعم ، وحل المشکلات ، والمعاونة البحثیة ، والتقدیر الشخصی والمهنی ، وقبول الأعذار ، وتهیئة بیئة أو مناخ انسانی للنمو المهنی وتحقیق الذات ...) (مقابلات شخصیة مفتوحة مع بعض رؤساء الأقسام والهیئة المعاونة بکلیة التربیة بجامعة المنوفیة  21/12/2016 م) ، وأکدت دراسة الجمیعی(2014) ، على ما توصلت إلیه المقابلات الشخصیة ، وضرورة العنایة الفائقة بأعضاء هیئة التدریس لتطویر قدراتهم ، وتمکینهم مهنیا وانسانیا .

وفی ضوء العرض السابق لخصائص أخلاق الرعایة، فیمکن استنتاج بعض الشروط التی ینبغی – من وجهة نظر الباحث-أن تتوافر فیمن یتحلى بهذه الأخلاق، وتعکس قدرته على الوفاء بها فی اطارها المتوقع، وهذه الشروط، هی:

-الهدفیة: بمعنى أن یستهدف الراعی مصلحة ومنفعة من یرعاهم.

-المعرفة: وتعنی توافر قدر کبیر من المعارف والمعلومات التی تمکن الراعی من الفهم والإدراک والتوجیه لمن یرعاهم.

-السلطة: وهذا معناه أن یتبوأ الراعی مکانة اعتباریة تمنحه سلطة فی اتخاذ قرارات أو تقریر توجیهات معینة لمن یرعاهم ویشعر بالواجب تجاههم.

-الحساسیة: وتعنی أن یکون الراعی حذرا تجاه من یرعاهم، ویقدر مشاعرهم ورغباتهم ومیولهم، ویعمل على اشباعها بقدر المستطاع.                                 

-المهارة: ومعنى ذلک أن یکون الراعی متمکنا من اقامة علاقة انسانیة قویة، قوامها التقدیر والاحترام المتبادل، دون ارغام أو ضغوط، أو تعنت فی التوجیه والارشاد.

-التوجیه: وهذا یعنی أن یکون الراعی قادرا على توجیه من یرعاهم، ونشر الثقة فی المرعی وفی قدرته على تقدیم العون الحقیقی، وترتیب البدائل المناسبة للتصرف فی المواقف المختلفة.

-الخبرة: وتعنی أن یکون لدى الراعی تجارب ومعلومات ووقائع حیاتیة من الواقع، تمکنه من تقدیم الاستشارة والعون السلیم، لتمکین المرعیین من اتخاذ القرارات السلیمة والتصرف الحکیم فی أمورهم.

-المسئولیة: وتعنی أن الراعی یسأل عمن یقوم برعایتهم، بشکل رسمی، ولکن المسئولیة غیر الرسمیة هی الأکثر وضوحا، کونها تتعلق بالالتزام الخلقی الاعتباری الطوعی، أکثر من الالتزام الرسمی أو المنصوص علیه.

ثانیا: نشأة أخلاق الرعایة وفلسفتها ومداخلها:

على الرغم من أن الکتابة فی أخلاق الرعایة Care Ethics "" کنظریة أخلاقیة – کما تشیر الأدبیات-قد بدأت منذ ثمانینات القرن المنصرم، إلا أننا لا نجد لها صدى کبیرا فی الکتابات العربیة، وفی اهتمام الدراسات التربویة بها، کمبحث لاقى اهتماما کبیرا وتعددت فیه المباحث والدراسات، کأحد المداخل المعاصرة فی التغلب على کثیر من المشکلات التربویة، وفی ایجاد حالة ایجابیة دافعة للسلوک الایجابی الفردی والجمعی، وفی تحقیق عوائد شخصیة ومجتمعیة تعبر عن جوهر الرعایة وتأثیراتها الکبیرة.

 وتمثل نظریة أخلاق الرعایة بعدا  فی سلسلة الحرکات الاجتماعیة  "Social Movements"، حیث تقدم  طرحا مهما بأن هناک قیما أخلاقیة مهمة  فی العلاقات الاجتماعیة فی  حیاة البشر بشکل تنظیمی، من خلال المحافظة المستمرة على هذه الأخلاق ودعم وتقویم مقدمی الرعایة "Care Givers" ومُستقبلی الرعایة Care Receivers"" فی شبکة العلاقات الاجتماعیة. ففکرة وفضیلة الرعایة تشمل فکرة تلبیة احتیاجاتنا واحتیاجات الآخرین-فی نفس السیاق-الأضعف أو المحتاجین إلینا .Pettersen, 2011, pp51-64))

  وتعتبر أخلاق الرعایة واحدة من أهم النظریات الأخلاقیة المعیاریة التی وضعتها فلاسفة النسویات فی النصف الثانی من القرن العشرین، وهی تعبر بشکل واضح عن التحول فی الاهتمام بالاتجاه الذکوری الى عدم التحیز و التعبیر الواضح عن الفکر النسوی. 2008, p469) Gilligan,) ، فجوهر النظرة الفلسفیة فی هذه النظریة یتحدد فی وجهتی النظر القائلتین بکیف یفکر الرجل، وکیف تفکر المرأة، فالرجل ینظر لنفسه وفق نظام أو نموذج الوحدة المتکاملة للفرد (atomic model of selfhood) ، والذی ینظر فیه الفرد لنفسه على أنه وحدة متکاملة مستقلة بذاتها ومنفصلة عن الآخرین ، فالفرد فی هذا النموذج یمکن له أن یصنع علاقات مع الآخرین ، ولکن وجوده لیس معتمدا على هذه العلاقات بالآخرین . أما رؤیة المرأة لنفسها وهی النظرة الأخرى عادة ما تتبع نموذج الفرد کجزء من علاقة intrinsically)   The Self as relational) وجوهر وجود الفرد وفقا لهذا النموذج هو أنه جوهریا مرتبط بالأخرین.. ، فبدلا من أن نرى النفس على أنها وحدة مستقلة، ننظر الیها على أنها وحدة علائقیة أو ترابطیة، ویعنی ذلک أن جزء من مفهوم وجود الشخص هو ارتباطه بالآخرین فی السیاق الاجتماعی ، فالترابط البشری هو الأهم، فالمرأة ککائن حی تعتمد على نموذج الفرد کعلاقة تتخذ قراراتها الأخلاقیة فی إطار مساعدة الأفراد القریبین منها، لأن ذلک یشبع رغبة أساسیة عندها "Basic need"، ویحقق لها أهدافا ومشاریعا وأحلاما شخصیة وذات طبیعة خاصة . ((Gilligan,2008,p469، (أخلاق الرعایة ، 2015) (Pettersen,2011,pp51-64)

وینتقد فلاسفة النسویة الأخلاقیة-بشکل عام-وفقا لما ذکره (أبو زید، 2017) ما یصفونه بالأخلاق التقلیدیة السائدة لعدة مزاعم منها:

- "أنها ترکز بشکل کبیر على وجهة نظر الرجال، مع القلیل من الاعتبار لوجهة نظر النساء، فالهرم الأخلاقی السائد، کما یزعم النسویون، یهمش طرائق المرأة فی التفکیر الأخلاقی بشکل عام ، وتُعتبر النساء أخلاقیا – وفقا لهذا -غیر ناضجة، وسطحیة مقارنة بالرجال...

- أنها تعتبر قضایا أخلاقیات الرعایة للحیاة الخاصة، والمسؤولیات الأسریة مسائل لیست أصیلة (تافهة).

- أنها تمجد الأخلاق التقلیدیة الممثلة فی السمات الثقافیة الذکوریة، مثل:  (الفکر، والحذر والإرادة والهیمنة والحرب والموت)، فی مقابل السمات الأخرى الأضعف لدى المرأة.

- تعطی اهتماما أقل للسمات الأخلاقیة الأنثویة مثل : (الاعتماد المتبادل والاتصال والعاطفة والفرح والسلام والحیاة) ".

ویعتبر کل من (Carol Gilligan,1982), (Nel Noddings,1984),( (Annette Baier,1987) ,( Virginia Held,1993),(Eva Feder Kittay,1999),( Sara Ruddick,1980),( Joan Tronto,1994) ، من أهم  فلاسفة وعلماء هذه النظریة الأخلاقیة ، حیث انتشرت فکرة أن الإناث یحصلن على امتیازات ورعایة أقل من الذکور ، وأن هذا الفکر الذکوری سوف تکون له انعکاسات خطیرة سواء فی تکیف الإناث أو انجازهم ...

وتعتبر "جلیجانGilligan,1982)") و"نودینجز"(Noddings,1984) هم أهم دعاة أخلاق الرعایة، والتی مثلت الاتجاه نحو الأخلاق النسویة Feminist Ethics"" بشکل أساسی، والتی انتقدت الأخلاق التقلیدیة التی تتجاهل وتهمل قیم وممیزات ومضامین الثقافة النسویة، وعبر هذا الاتجاه عن التحول نحو الاهتمام المتکافئ بقضایا الجنسین دون تمییز، وکان هذا رد فعل مباشر للإعلاء من المجتمعات الذکوریة فی مقابل الاهتمام بالمرأة وما لها من خصائص وممیزات کالحب والقدرة على التفکیر والعمل والکتابة..الخ .

وتعتبر أفکار "جلیجان" ( Gilligan,1982) ، من أهم الأفکار التی عبرت عن مضامین هذه الفلسفة الأخلاقیة ، حیث وضعت نظریتها الأخلاقیة على النقیض من نظریة معلمها "لورانس کولبرج" - عالم النفس التنموی - فی مراحل التطور الأخلاقی . وقد رأت أن قیاس التقدم الذی حققه نموذج "کولبرج" أدى إلى أن یکون الأولاد أکثر نضجا أخلاقیا من البنات، وهذا بالضبط ما رفضته "جلیجان" ، على أساس أن هذا یوجد تفرقه بین الإناث والذکور على أساس الجنس ، کما جادلت "جیلیجان" بأن نموذج کولبرج لم یکن مقیاسا موضوعیا للتنمیة الأخلاقیة لأنه یعرض منظورا ذکوریا بشأن الأخلاق یقوم على العدل والواجبات المجردة  دون اعتبار الإناث وخصائصها الانسانیة أو العاطفیة .  ورأت "جلیجان" أن الرعایة ینبغی تکون للذکور والاناث على حد سواء دون تفرقة بینهما، فهذا أدعى للتربیة العادلة السلیمة . Gilligan, 2008, p471)) ، فالنساء یمیلن الى التأکید على التعاطف والرحمة، وأن مفهوم العدالة فی نموذج "کولبرج" ، قد یؤدی الى مشکلات فی النظر الى الأخلاق من منظور الجنسین "الرجال والنساء" ، وفقا للطبیعة الخاصة بهما ، لأنه یقوم على التجرید فی منح الحقوق ، أو النظر الى الواجبات فی هذا السیاق. (Gilligan, 1982)

وتقرر "بارتکی" (Bartky,1990,p104-105) أن النسویة التی ترکز على الرعایة هی فرع من الفکر النسوی ، الذی یجعل من أخلاق الرعایة مقوما ضروریا فی المقام الأول، فینبغی أن تحصل المرأة على حقها فی الرعایة الاجتماعیة ، باعتبارها قوة بشریة مهمة فی السیاق الاجتماعی ، ووفقا لذلک فالرعایة الأخلاقیة هی تعبیر واضح للأخلاق العلائقیة التی تقدم نموذجا تقییمیا أکثر واقعیة من المعضلة الأخلاقیة المتمثلة فی أخلاقیات العدالة، فالنساء أکثر عاطفة ورحمة وعطاء من الرجال ، ولهذا کان لابد من الاهتمام بما تقدمه المرأة ویعبر عن هذه الطبیعة والتفاعل الاجتماعی .

ویعد اقتران ظهور أخلاق الرعایة بالحرکة النسویة مؤشرا، لترکیز الضوء على أهمیة أن یحصل الجمیع على رعایة واهتمام حقیقین، دون النظر لجنس أو طبقة اجتماعیة، وهذا تأکید على أهمیة تکافؤ الفرص الاجتماعیة والدعم للأفراد من منطلق الإنسانیة وأهمیة تلبیة الحاجات دون النظر الى غیرها من الاهتمامات العنصریة الأخرى. وأشارت "هیلد" (2008) الى أن نظریة أخلاق الرعایة، تعود للتفکر الأمومی، نسبة الى الأم، والخبرات الحیاتیة التی تتمیز بها، فالأم هی أکثر شخص یقدم العنایة والرعایة البیولوجیة والنفسیة لأولادها، وکذلک مشاعر الحب والعنایة والاحتضان، والعطف والحنان، ولذلک فنظریة أخلاق الرعایة تعود للتفکیر الأمومی ولعطاء الأم بلا مقابل، فهناک ارتباط بین أخلاق الرعایة والأمومة وفقا لهذا التصور.

وأکدت "نودنجس" (Noddings,1984,pp15-16) فی کتابها "الرعایة " الصادر عام (1984)، على مفهوم الرعایة کطرفین، هما "الراعی" أو مقدم الرعایة، والآخر هو "المرعی" والذی تقدم له الرعایة، وهذا التفکیر یعبر عن الفکر النسوی، وأن النساء هم أصل الرعایة وبواعثها. ووفقا لذلک فإن مقدم الرعایة هو الشخص الذی یتحمل مسئولیة الدعم الایجابی والعطاء المستمر للشخص المرعی، دون إلزام، أی باقتناع تام ودافعیة شخصیة بعیدة عن الأطر الرسمیة. کما تشیر "نودنجز" الى أن "الرعایة الأخلاقیة، والعلاقة التی نلتقی بها مع الآخرین أخلاقیا تنشأ من الرعایة الطبیعیة – والتی هی تعبیر عن الحب أو المیل الطبیعی، فعلاقة الرعایة الطبیعیة ... هی الحالة الإنسانیة التی نعتبرها – وفقا لما تراه - بوعی أو دون وعی "جیدة". (Noddings,1984,pp4-5)

ومما ذکرته "ایفا کیتای" (Kittay,1987,p52) ، أن بعض المبادئ الأساسیة التی تقوم علیها أخلاق الرعایة إنما یعتمد على التحرر أو الاستقلال الشخصی للفرد الراعی من سلطة الآخرین ، واتخاذ قرارات شخصیة عن اقتناع تام وارادة حقیقیة ، تعبر عن الأخلاق التی یؤمن بها الفرد والمبادئ والمعاییر الخاصة التی یتبناها .ولاحظت بایر (Baier,1994, p 234) ، التشابه الکبیر بین "أخلاق الرعایة" و"نظریة الأخلاق" فی المطلق، حیث تشتمل کلتاهما على مکونات الأخلاق، وأهمیة زرع مجموعة من الفضائل فی أسلوب الناس، کالتعاطف، والتقبل، والعطاء، وأهمیة الثقة المتبادلة بین الأشخاص المتعاملین مع بعضهم البعض، وفقا لهذا التقریر .

ونظریة أخلاق الرعایة تعنى ضمنا وجود دلالة أخلاقیة فی العناصر الأساسیة للعلاقات والاعتمادیة فی حیاة الإنسان، وهی تعمل على الحفاظ على العلاقات فی إطارها السیاقی "مقدمی الرعایة" و"مستقبلی الرعایة"، وتعزیز علاقتهم فی شبکة من العلاقات الاجتماعیة. وأکد "بوبیر" (Buber,2001,p15) على أهمیة وجود الاحترام والکرامة بین الناس بعضهم البعض ، وأشار الى أن هذه العلاقة تقوم على معنیین أحدهما یتعلق بالعلاقة القائمة على مفهوم " أنا وهؤلاء " ، والآخر یتعلق بالعلاقة القائمة على مفهوم " أنا وأنت" ، وأکد على أن العلاقة ذات النمط الأول تکون مؤسسة على تجاهل الآخر ،ومشاعر الأنانیة ، أما العلاقة الثانیة فتؤسس على الاحترام والتقدیر ومشاعر الود والعنایة بالآخر، والمشارکة فی المعرفة و التعاطف ، وهو جوهر أخلاق الرعایة أو العنایة فی مفهومها العام .

ویقترن بأخلاق الرعایة الحدیث عن التوسط بین الأنانیة والإنسانیة کمتصل فی العلاقة المعطاءة، فالأفراد الذین یتمتعون بأخلاق الرعایة یعطون، لا لأن ذلک یحقق مصالحهم، ولکن بدوافع انسانیة وعاطفیة مجردة، بضمیر حی واحساس بالمسئولیة الذاتیة، فهم یرتبطون بهم بشکل عفوی وتلقائی، ویطورون علاقات مفتوحة معهم فی إطار انسانی غیر محدد أو مقید بالمصلحة. (هیلد ،2008، ص 39). وتقر أخلاق الرعایة، بضرورة اقامة علاقات تتصف بالأسریة والصادقة، والتی تؤسس على الحب والاحترام والتعاطف والرعایة الحق، دون انتظار مقابل، او الحدیث عن مصالح، فهی ارشادیة عطوفة مجردة، (هیلد، 2008، ص 45)

وأفردت "فیرجینیا هیلد" (2008، ص 125) فی کتابها (أخلاق العنایة)، حدیثا مطولا على أهمیة أخلاق الرعایة، وکیف أنها تتصف بالشمولیة لکل الجوانب الشخصیة والإنسانیة والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، وکیف أنها تؤسس العلاقة فی إطار انسانی قویم، یضمن الدعم والمؤازرة بشکل مستمر، دون التزام به، أو محاسبة قد تفرغه من مضمونه.

ومن أهم المعتقدات التی تقوم علیها أخلاق الرعایة:(2008,p471Gilligan,)

- "أن الأشخاص فی هذه النظریة یفهمون على أن لدیهم درجات متباینة من الاعتماد والاعتماد المتبادل على بعضهم البعض. وهذا یتناقض مع النظریات اللاهوتیة والتبعیة التی تمیل إلى النظر إلى الأشخاص على أنهم لدیهم مصالح وتفاعلات مستقلة.

-تعطی النظریة أهمیة کبیرة لاختیارات الفرد وعوائد هذه الاختیارات وفقا للرعایة الخاصة بتکریس القدرات الذاتیة للمرعیین وتوجیهها.

-من الضروری جدا الاهتمام أو النظر بعنایة لکل تفاصیل المواقف، لکی یمکن إمداد المرعیین بالدعم والعنایة اللازمة لإشباع احتیاجاتهم واهتماماتهم المتعلقة بها. وحمایة وتعزیز المصالح الفعلیة".

ویمثل مدخل الدعم الاجتماعی أحد أهم المداخل فی تبریر أخلاق الرعایة حیث یقوم على أهمیة الدعم المقدم للفرد داخل السیاق الاجتماعی لیکون الأفضل، ویتعلق ذلک بأهمیة السلوک الاجتماعی الایجابی للفرد، والذی یؤسس على تمتع الفرد بالسلوکیات المرتبطة بدمج الفرد مع الآخرین واقامة علاقات، بالإضافة الى تعزیز الأمان الشخصی، وأیضا تقدیر الذات، ویعد تقدیم الرعایة والدعم الاجتماعی للفرد دون مقابل أو شکر، لأن ذلک یحدث وفقا للشعور المجتمعی بالمسئولیة الاجتماعیة تجاه الآخرین. , 1984,p11)  (Shumaker& Brownell

وجوهر نظریة أخلاق الرعایة أنها ترى أن العلاقات مع الأقارب عنصر أولى "Primary"، حیث جوهر وجود الفرد فی هذه النظریة هو ارتباطه بالأخرین، لاسیما الأقارب والدائرة المحیطة به. وتنتقد أخلاق الرعایة ما تصفه بنظریة "الذکور الأخلاقیة" ، أو ما تسمیه "بالأخلاق التقلیدیة" التی یرى فیها الشخص نفسه وحدة متکاملة مستقلة تحکم نفسها، وهو ما یترتب علیه أن الفرد یحسب بدقة شدیدة ووعی علاقاته مع الآخرین؛ لأنه من المحتمل أنها تهدد تحکم الشخص فی وحدته المستقلة. (أبو زید، 2017)

وبشکل عام یذکر أبو زید (2017)، أن فلاسفة النسویة قد انطلقوا من عدة منطلقات أساسیة فی بنائهم لنظریة الأخلاق النسویة، والتی منها:

-القدرة التحلیلیة الأخلاقیة للمرأة تضاهی أو تکافئ ما عند الرجل...

-رفض إعادة تأسیس النظریة الأخلاقیة بشکل عام على أی شکل من أشکال الاضطهاد الذکوریة المنتشرة.

-طریقة تفکیر الرجل – فی المطلق-مجردة ومحکومة بالقواعد والقوانین، بینما طریقة تفکیر المرأة تعتمد على الوجدان والعواطف، والرعایة، والعلاقات الاجتماعیة القویة... الخ .

-النظریات الأخلاقیة السائدة تعتمد على تجربة الرجال فی الحیاة العامة والأسواق، أما خبرة النساء فهی تؤدی إلى اعتبار الحساسیة المفعمة بالتعاطف وبالحب والعمل، المعتمد على الاستجابة للحاجات وتلبیتها.

-فلسفة الأخلاق التقلیدیة تقوم على مکون أو تصور أن الأفراد مستقلون ومکتفون ذاتیا، على الرغم من حاجة البشریة إلى تصور أخلاقی ترابطی للأشخاص، لأن الأفراد مترابطون ویعتمدون بینیاً بعضهم على بعض بحکم التکوین الاجتماعی التفاعلی الذی یصفهم.

-النظریة الأخلاقیة التقلیدیة، تعکس التوجهات المتعلقة بالنظریة اللیبرالیة السیاسیة والاقتصادیة، والهیمنة الذکوریة.

-للأحاسیس والانفعالات والعواطف الانسانیة ، أهمیة أساسیة ومرکزیة فی فلسفة الأخلاق. 

ویعتبر الهدف الأساسی من الأخلاقیات النسویة عموما، هو القضاء على الظروف التی تتأذى منها المرأة، من خلال العنف والتبعیة والإقصاء، مع ترکیز الضوء على وجهات نظر النساء فی الجوانب الأخلاقیة المختلفة لتصبح مسموعة ومقررة، حتى یمکن صیاغة وجهة نظر شاملة للنسویة یعتبر الجانب الأخلاقی فیها هو قطب الرحى، من خلال التخلص التام من الانحیاز الجنسی فی عملیة التنظیر الأخلاقی الذی شغل به الفلاسفة فی هذا السیاق. (أبو زید، 2017)

ووفقا لما تقدم، فیمکن تمییز مدخلین أساسیین لنظریة أو فلسفة أخلاق الرعایة، على النحو التالی: (أبو زید، 2017)، (هیلد، 2008)، (2008 Gilligan,)، , 1984)  (Shumaker& Brownel ، ( Buber,2001 ) ،  (Gilligan,1982) (Noddings,1984) (Baier,1994,)

1-المدخل النسائی:

یعتبر المدخل النسائی فی أخلاق الرعایة هو الأساس المهم فی هذه الفلسفة الأخلاقیة، کونها تعبر وبجلاء عن مضامین "الفلسفة الإنسانیة" ، حیث تعتمد هذه الفلسفة على إتاحة الرفاهیة والکرامة والمحافظة على الحقوق الفردیة؛ وهو أساس حرکة ما بعد الحداثة وأیضا الحرکة النسائیة. وعبرت الفلسفة الإنسانیة على سیادة نوع من التوازن والتقدیر من خلال الممارسات التربویة القائمة على التقدیر والاحترام، بعیدا عن البیروقراطیة المؤسسیة (المدرسیة)، فالأفراد یحتاجون الى الدعم والتشجیع والاحترام مع الاحتفاظ بالعدالة والانصاف. وجوهر الفکر النسائی فی هذا المدخل هو الاهتمام والرعایة وسیادة مشاعر الحب والدعم من الراعی الذی یقدم خدمة للمرعی من خلال علاقة تأثیریة قوامها متصل علاقة "أنا وأنت"، لا "أنا وهؤلاء"، فالاهتمام الإنسانی والرعایة المهمة تقتضی التعامل والتشارک المعرفی ولا سیما أن الآخر کیان معروف ومقرب لمن یقدم الرعایة ولیس مجهولا عنه. والاحساس بالتعاطف والمؤازرة هو جوهر مهم فی هذه" الفلسفة النسائیة" التی تقوم على علاقة مبنیة على التعاطف والرعایة من خلال بناء جسور من الثقة والصداقة والألفة والمحبة بین طرفی الرعایة المکونین الأساسیین فی هذا السیاق.

2-مدخل الدعم الاجتماعی:

وتتجلى ملامح هذا المدخل فی أن الإنسان بطبعه کائن اجتماعی، وهو یحتاج دائما الى دعم الآخر الذی یوجد معه فی المحیط الاجتماعی، حیث الاندماج وتکوین علاقات انسانیة قویة، یتم فیها تعزیز الأمان الشخصی، بالإضافة الى تقدیر الذات. ویقوم الدعم الاجتماعی للأفراد وفقا لهذا المدخل على التعلق والأمان ، هذا الرباط العاطفی الذی ینشأ بین الأفراد فی السیاق الاجتماعی ومقدم الدعم (الراعی) ، وهذا ما یشعر الفرد بالأمان والحمایة والعنایة ، ویؤدی الى علاقات اجتماعیة قویة قوامها الحب والاحتضان وتقدیم الخدمة والعنایة التلقائیة ، التی تعبر عن الدعم العاطفی (الثقة - الدفء - الحب - الاحترام - الأمانة - الرعایة - الاهتمام - القبول - الإحساس - التأمین - التأکید والتعزیز) الذی یعد مقوما لمدخل الدعم الاجتماعی ، وهذا ما یؤدی للتقارب بین الراعی والمرعی ، ویؤکد العلاقة القائمة بینهما ، إضافة الى الروابط الاجتماعیة: فالدعم الاجتماعی ینتج عنه روابط اجتماعیة تقوم على الثقةالمتبادلة، الدفء، الاحترام والأمانالنفسیوالذىیعتمدعلىتأمینالآخرینوالوقوفوراءهموتقدیم المساعدةلهمباستمرار حیثتعتبرالروابطالاجتماعیةمنالأسسالمهمةالتییقومعلیهاالدعم الاجتماعی؛ حیثتحددالروابطالاجتماعیةإلىأیمدىساهمفینجاح العلاقاتبینالراعین ومرعییهموجعلهذهالعلاقاتایجابیةوهذایحدثعندما یساعدالفردالآخرین ویؤازرهم.

ونخلص من التحلیل السابق للفکر المتعلق بأخلاق الرعایة أن أخلاق الرعایة مستمدة من فکر النسویة ، وأنه لابد أن تحصل النساء على رعایة واهتمام حقیقیین أسوة بما یتمتع به الرجال أو الذکور ، وأنه لا ینبغی التفرقة بینهما على أساس الجنس ، لأن النساء أو المرأة أکثر قدرة على العطاء والمنح والتواصل العاطفی أکثر من الرجال ، وأن تجربتها الأخلاقیة فی التواصل مع من یحیطون بها وتقدم لهم العنایة ، هی أکثر رخاء وخصوبة من تجربة الرجال فی الأخلاق القائمة على الواجب والعدالة والعلاقات الموضوعیة المجردة ، ومن هنا فان أخلاق الرعایة والعنایة بالآخرین ودعمهم وتقدیرهم ومنحهم الحب والاحتضان والعنایة ، ینبغی أن یستمد من تجربة المرأة وخصائص الأمومة المؤسسة على العطاء والعنایة التلقائیة البسیطة ، والتی تلعب فیها العاطفة والوجدان الدور الأعظم ..

ولقد انعکس هذا الفکر الأخلاقی للرعایة، على المجال التربوی، فوفقا لما أکدته Noddings,1929))، فان أخلاق الرعایة أکدت على الجوانب الإنسانیة للتعلیم، وأهمیة الرعایة کهدف تربوی ومرجعیة أساسیة لأولئک الذین یرغبون فی إعادة تأکید الأسس الأخلاقیة والمعنویة للتعلیم على نطاق واسع. وفی هذا الإطار أکدت إحدى الدراسات التی أجریت على القادة الجامعیین، أن أخلاق الرعایة تعتبر جزء أصیلا فی عملیات التفاعل بین القادة والأتباع، وهی تعتبر أرقى من مجرد العدالة فی التعامل، حیث تلعب الرعایة المجردة الدور الأکبر فی دفع العاملین وتحویل اتجاهاتهم ومشاعرهم، لأنها تتعلق بالبعد الشخصی الوجدانی الذی یمیزها، أکثر من مجرد إعطاء الحقوق دون تمییز. Sheldene, Simola, Julian, &Nick, 2010)) 

وفی ذلک اشارة کبیرة الى أن هذا المدخل الاخلاقی یعتبر تعبیرا واضحا على أهمیة أن یتحلى العاملون فی المجال التعلیمی بهذه الأخلاق، لما لها من تأثیر على علاقة الود والاحترام والتقدیر والعنایة التی تتیح التکوین والتعبیر الدقیق عن الذات لمن یرعونهم ویهتمون لأجلهم. (2003 White،)، (Pimentel,2011)، (علیان، 2010)، فأخلاق الرعایة قد نجحت کفلسفة واتجاه أخلاقی فی تغییر الطریقة التی نقیم بها العلاقات الشخصیة والسلوک المهنی والعلاقات الدولیة والقضایا العالمیة، بالمقارنة مع تاریخ النظریات الأخلاقیة الأخرى، وتم تقدیم جملة من المفاهیم الأخلاقیة المتقدمة، ونماذج وأسالیب قادرة على فهم وتحلیل العلاقات الانسانیة فی کل تنوعها.  (Petersen, 2011)

وفی ضوء ما تقدم فإنه یمکن استنتاج بعض الأسس(المنطلقات) التی تقوم علیها فلسفة أخلاق الرعایة، وهی:

-أن المرعی وهو الشخص الذی تقدم له الرعایة، یحتاج الیها بشکل کبیر، لأنها ضرورة لتکیفه وتوازنه الشخصی والاجتماعی.

-أن الراعی وهو الذی یقدم الرعایة یستشعر عن اقتناع تام مسؤولیته عمن یقوم برعایتهم، لأنهم یحتاجون الیه بحکم مکانته ومرکزیة دوره المؤثر فیهم.

-أن أخلاق الرعایة فی الأساس هی سلوک تلقائی عفوی ولا تحتاج الى دفع من یتحلون بها، لکی یقوموا بأدوارهم فی رعایة الآخرین ممن تربطهم بهم علاقة.

-أن أخلاق الرعایة تعتبر مکونا أصیلا فی الشخصیة القیادیة والتی تعمل على توطید العلاقات الإنسانیة والاجتماعیة لدى التابعین بکل أبعادها.

-أن أخلاق الرعایة تتضمن سلوکیات أخلاقیة لا تعرف التمییز، أو التفرقة بین المرعیین، بل تقوم على العدل والمساواة والحب والتوازن والعطاء المستمر.

-أن أخلاق الرعایة تعتبر أحد أهم جوانب تعزیز السلوک الایجابی للآخرین للتمیز والانجاز دون عطاء أو مقابل نظیر الجهد المبذول فی کل أوجه الدعم والرعایة المقدمة ...

ثالثا: أهمیة أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة:

   تشیر مراجعة الأدبیات التربویة والفلسفیة الى أن الأخلاق -کمقوم مهم فی حیاة الأمم والشعوب-تلعب دورا کبیرا وعظیما فی توجیه سلوک المجتمعات وأفرادها، بما یضمن الاستقرار والتوازن فی التعامل وفی تحقیق عوائد ایجابیة کذلک، سواء فی العمل أو فی الإطار الشخصی. وهذا فی بعد کبیر ما یساعد المنظمات المجتمعیة على اختلافها والعاملین فیها على تسییر شئون العمل بکفاءة واقتدار، بما تتیحه الأخلاق من نسق معیاری للعمل والسلوک وکإطار ارشادی، یعمل على ضبط المسار والتوجه المباشر نحو تحقیق الأهداف والانجاز. (Trevino & Brown,2004,p74) 

    وأخلاق الرعایة کفلسفة أخلاقیة متمیزة، تنظر الى العلاقات التی تنشأ على أنها علاقات ضروریة (أولیة)، فمن المهم وفقا لها أن نهتم ونتجاوب مع احتیاجات الآخرین القریبین من مقدم الرعایة، لأن ذلک یقربهم أکثر ویمنحهم الثقة، لأن أخلاق الرعایة مؤسسة على العلاقات القریبة المتماسکة التی تؤثر على المرعیین، وتمنحهم الشعور بالأمان والاحتضان. (أخلاق الرعایة، 2010). McCollum, 2014, pp22-23))

وتصف أخلاق الرعایة فی اطارها التحلیلی البعد الخفی فی الدفاع عن مصالح المرعیین، فلیس معنى منع منفعة أو عدم منح شخص شیئا یریده، أن هذا السلوک یمثل سلوکا غیر أخلاقی، فقد یکون الشیء مما یسبب مشکلات أو عقبات أو أضرار للمرعی، ففعل القسوة فی المنع فی هذه الحالة هو دلالة أکیدة على أخلاق الرعایة التی تهتم للصالح العام وتدفع فی سبیله. (أخلاق الرعایة ،2015). وتظهر أهمیة أخلاق الرعایة فی المجال التربوی فی مدى انعکاسها على الجوانب الشخصیة والأکادیمیة للمرعیین، نظرا لعلاقات الدعم والحب والعنایة التی تقدم من الراعی تجاه من یرعاهم.

   وتتمثل أهمیة أخلاق الرعایة فی أنها تعمل على التعرف على حاجات المرعیین المسموعة وغیر المسموعة، وتقدیر اهتماماتهم واستجاباتهم، وتعمل على اشباعها وازکاء المهارات الشخصیة والإبداعیة لدیهم. وبذلک تعمل أخلاق الرعایة على تقدیر الآخرین والاستماع إلیهم بکل أمانة وانصات حقیقی والتعرف على آرائهم وافکارهم والعمل على توجیهها ورعایتها، ومن هنا فإن أخلاق الرعایة تقدم دعما متواصلا للأفراد وتعاونهم على عرض ذواتهم وتحقیقها، باستقلالیة وحریة، مع اقامة جسور من الاحترام والثقة المتبادلة والعنایة، وفی إطار من المساواة والعدالة الإنسانیة والتنظیمیة.

وأکد "دافت" ((Daft,2003,P.156 ، على ضرورة أن یحدد القائد کخطوة أولیة فی ادارته لمن یرعاهم ، النغمة الأخلاقیة للمنظمة ، من خلال الأفعال والتصرفات التی یقوم بها، أی عکس القیم المهمة والمتطلبة فی الواقع العملی ، لأن ذلک مهم لدمج المرؤوسین، وتمثلهم للقیم الأخلاقیة فی المنظمة، والارتقاء بولائهم وانتمائهم لها .

والقیادة الأخلاقیة هی التی تعمل على تهیئة المناخ والبیئة التنظیمیة ونشر ثقافة تسمح للعاملین بالمشارکة فی اتخاذ القرارات، وفی العمل الجماعی (National Center for Ethics in Health Care,2010.)، وتکمن أهمیة القیادة الراعیة فی قیامها بالمساعدة فی اتخاذ القرارات من خلال التابعین، من خلال تمکینهم واتاحة الفرصة لهم، وذلک یتطلب عمق المعرفة واتساعها، وکذلک یجب أن یکون الراعی مدافعا عن أهداف التعلیم  المرعیة والتواصل، وأن یتبنى نظرة ایجابیة لتوکید سلوک الثقة فی التابعین من خلال تعزیز الثقة فیهم واثارة دافعیتهم. ((Noddings,2006,p339

وتتجلى أخلاق الرعایة – فی الإطار التنظیمی-فی خلق بیئة وثقافة تنظیمیة تتجلى فیها کل أسالیب ووسائل الدعم والمعاونة للتابعین، وهذا من شأنه أن یزید من دافعیة وانتاجیة المرؤوسین، ویؤدی الى شعورهم بالرعایة الحقیقیة من قبل رؤسائهم. (الجمیعی، 2014). ومن أهم صور الدعم المقدمة من القائد الراعی، هو التعاطف مع الثقة فی امکانیات وقدرات مرؤوسیه على الانجاز، لأن ذلک یتسبب فی بناء واقامة علاقات سلیمة ودافعة، کما أن القائد الذی یمنح العاملین الفرصة للتعبیر عن أفکارهم واشراکهم فی اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل من شأنه أن یبث فیهم الثقة والقدرة على الإنجاز، وذلک یتعلق فی جانب کبیر بالبیئة الدافعة التی تجعل العامل یقبل علیها، لا أن یکون مضطرا للذهاب إلیها. (Pickard, 2015)

وتعتبر أخلاق الرعایة جزء مهما من أخلاقیات العمل لرئیس القسم، وهی المحددة للسلوک الذی یتوجه لأعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم، من خلال الاهتمام والعنایة والدعم. (بو عباس، 2010، ص 2)، (Trevino& Brown, 2004,p.74) ، حیث تؤکد الدراسات على أهمیة أن یلتزم رؤساء الأقسام بأخلاقیات العمل، والتی منها رعایة المرؤوسین، لأن ذلک یؤدی الى ارتفاع الروح المعنویة لهم، ویزید من اندماجهم داخل التنظیم، وزیادة الانتاجیة. (بوعباس، 2010).

وتظهر أخلاق الرعایة بالقسم الأکادیمی بصورة جلیة، فیما یتعلق بممارساتها وخاصة مع الهیئة المعاونة، نظرا لمترتبات قیام الراعی رئیس القسم بممارسة جانبا من هذه الأخلاق معهم، فالهیئة المعاونة تحتاج الى من یضئ لها الطریق، ویأخذ بیدها خاصة فی مرحلة التکوین والتعرف على خصاص بیئة الکلیة، بما تتضمنه من خصائص وممارسات خاصة .. (سعادة، 2003، ص 68)، ویکون ذلک من خلال الاشراک فی أنشطة القسم، واتاحة الفرصة للاختیار واتخاذ القرارات فی کل بعد یتضمن تفویض السلطة وتحمل تبعاتها. وتشیر دراسة قزق (2005)، الى أهمیة أخلاق الرعایة والدعم التی یجب أن یتحلى بها رؤساء الأقسام، من منطلق المسئولیة والرعایة التی یجب أن یشعر بها العاملون تحت قیادته من أعضاء هیئة تدریس وغیرهم والمتمثلة فی توفیر أسس العدل والمساواة بین الجمیع وفقا للقوانین والأنظمة والتعلیمات والأصول الإداریة المتبعة وأیضا فی سلوک الایثار ورفع الروح المعنویة لمرؤسیه بموجب علاقة التأثیر التی تربطه بکل تابعیه.

وتؤکد دراسة "تریفنو " و"هارتمان"، و"بروان" (Hartman & Brown,2000 Trevino,)

أهمیة أخلاق الرعایة للقادة الأکادیمیین -ومن بینهم رؤساء الأقسام-تجاه مرؤوسیهم نظرا لما تحدثه من روح معنویة عالیة ودرجة انتماء کبیرة للتنظیم، ویتأتى ذلک من خلال تهیئة ظروف العمل والاهتمام براحتهم وتجنب التحیز فی تعامله معهم، مع العمل على تنمیة روح الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على العمل المبدع، لأن أعضاء هیئة التدریس هم ککل البشر لهم قابلیاتهم، وطموحاتهم، ومشکلاتهم، وأهدافهم المتباینة والتی تتمایز وتتعدد وتتطور.

وتتأکد أهمیة أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام تجاه هیئة التدریس بأقسامهم ، لقیامها وبشکل کبیر بإحداث التکیف والاندماج الأکادیمی فی بیئة القسم العلمی، وإشعار الأعضاء والهیئة المعاونة بأهمیتهم وأنهم جزء لا یتجزأ من النسیج العلمی والإنسانی بالقسم، وهو ما یؤدی الى ابداعهم ومشارکتهم الایجابیة فی کل أوجه عمل القسم وأنشطة تطویره. (الجمیعی، 2014). ورئیس القسم الراعی هو الذی یعمل بطریقة دیمقراطیة مع جماعته المهنیة الأکادیمیة بقسمه، لکی ینمی ولاءهم للقسم وللکلیة والجامعة والمجتمع المهنی ککل، وکذلک فی زیادة انتاجیتهم الدافعة لتطویر العمل والانجاز بشکل عام. (الحولی، 2005، ص 13) 

و یتفق علماء الإدارة التربویة وباحثوها ، على أن رئیس القسم هو قائد اداری لقسمه، وهو قائد تعلیمی وزمیلا لأعضاء القسم، ویتحمل مسئولیة أخلاقیة فی تفهم وجهات نظر أعضاء القسم وخاصة الهیئة المعاونة، ونقلها الى الادارة العلیا، هذا بالإضافة الى إحداث تغییر فی سلوک وأداء الأعضاء وزیادة انتاجیتهم وتنمیة ولاءهم للقسم. (الحولی، 2014).وهذا ما أکدته دراسات عدیدة من أهمیة أن یسلک رئیس القسم الأکادیمی سلوکا أخلاقیا یسهم فی تنمیة شعور الفریق بالانتماء وبأهمیة ما یقومون به من مهام وما یتحملونه من تبعات سواء داخل القسم أو الکلیة. (بو عباس، 2010).

وتلعب أخلاق الرعایة دورا کبیرا فی اقامة علاقة قویة انسانیة بین الراعی ومن یقوم على رعایتهم فی کل النواحی الشخصیة والاجتماعیة والدراسیة والأخلاقیة، وهو ما ینعکس على العوائد المتحققة منها، سواء على المستوى الشخصی أو المستوى العام، من خلال تفهم الاحتیاجات ودعم القدرات وتنمیة المهارات، وتوکید الذات، والمؤازرة فی کل جوانب التعلم والتکوین. فتصورات الراعی حول الرعایة ومعتقداته الایجابیة وأهمیة أدواره تجاه من یرعى تلعب الدور الکبیر فی التطبیقات الایجابیة لأخلاق الرعایة مع المرعیین، وفی مساعدتهم وتکوین اتجاه ایجابی وسلوک داعم لتکیفهم. McCollum, 2014)). ودللت عدة دراسات على أهمیة أخلاق الرعایة فی الحد من السلوکیات التی تتصف بالعنف فی الاوساط التربویة، وأن تمثل القائد التربوی لها یعد مؤشرا مهما لسلامة البیئة التعلیمیة وخلوها من مشاعر العنف والاحباط وسیادة مناخ من العدالة والتوازن. (Losen,2001) . ویمارس رئیس القسم الأکادیمی – بحکم مکانته التنظیمیة – أدوارا کثیرة یأتی فی مقدمتها البعد الأخلاقی الذی یتیح له صناعة القرارات التنظیمیة مراعیا البعد الأخلاقی الذی یفرض حالة من حالات الرعایة الأخلاقیة لتقبل أدوار وآراء الآخرین ورعایة ما یقدمون من دعم واستشارة ..

ولقد أشارت دراسات عدیدة إلى أن کفاءة القسم الأکادیمی وقدرته على تحقیق أهدافه، وأهداف الجامعة، تعتمد إلى حد کبیر على الکفاءة الإداریة والأکادیمیة لرئیسه، وعلى مدى الرعایة الشخصیة والأکادیمیة والمهنیة التی یقدمها لکل أطراف القسم (أعضاء هیئة تدریس – هیئة معاونة – اداریین)، وکل ما یتعلق بشئون القسم، والتی تتجلى فیها أخلاق الدعم والعنایة والتوجیه. (الدهشان، والسیسی، 2005).

وتتجلى ضرورة أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام تجاه الهیئة المعاونة بشکل أساسی، کونهم یمثلون مقومات ولبنات التطویر المستقبلی، ومن سیرسمون ملامح هذا المستقبل وتفصیلاته، ولذلک کان من المهم الاهتمام بهم ورعایتهم واستخدام طرق واستراتیجیات معینة لتقدمهم وتطویر أدائهم ودمجهم فی العمل التعلیمی والبحثی وخدمة المجتمع والارتقاء بالکلیة، من خلال رفع کفاءتهم وتشجیعهم على الابتکار والإبداع والتمیز، ومواکبة الجدید فی مجال التخصص. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013، ص 788).

وأخلاق الرعایة لرئیس القسم تجاه الهیئة المعاونة ، تنطلق من مکانته التنظیمیة والأکادیمیة والإنسانیة ، وهی مقوم أساسی لنجاحه فی الإدارة بشکل عام ، من خلال تهیئة المناخ المفتوح والداعم للأعضاء ، وخاصة الهیئة المعاونة بهذه الأقسام ، والتی لا تأخذ حقها بشکل کبیر من الرعایة سواء فی الإعداد أو التوجیه أو الدعم الشخصی ، أو المعنوی ، حیث یلعب رؤساء الأقسام  دورا ایجابیا فی سبیل رعایتهم وتوجیههم واعدادهم فی کل الجوانب ، وهذا ما یؤدی الى شعورهم بالرضا عن القسم والکلیة والجامعة ویؤدی الى دمجهم فی الإطار التنظیمی، ویعزز من اعدادهم الکیفی وتکوینهم الأکادیمی والإنسانی والاجتماعی، وزیادة شعورهم بالمسئولیة تجاه کلیتهم ومجتمعهم، ویعمل على التطویر والارتقاء للمجتمع الذی یشملهم. (Hartman & Brown,2000 Trevino,) (الحولی، 2014) ، (سعادة ، 2003، ص 68)

وینبغی الإقرار بأن الهیئة المعاونة تحتاج الى رعایة حقیقیة، دون النظر کثیرا الى مسئولیات رؤساء الأقسام تجاههم فی الإطار الرسمی، فأخلاق الرعایة تمثل الشعور الکامل بمسئولیة الرعایة الشاملة، التی تتعدى الأطر الرسمیة وأداء التکلیفات، فهی تلقائیة وانسانیة وشاملة ومستقبلیة، ولا تقتصر عند حد معین أو متابعة رسمیة من قبل التنظیم، إنها علاقة قویمة ممتدة طرفاها رئیس القسم والهیئة المعاونة فی شعور بالارتباط والاحتضان والعنایة، دون مقابل أو محاسبة. فالهیئة المعاونة بالأقسام الأکادیمیة تحتاج الى دعم واحتضان حقیقی لأنهم یفتقرون للخبرة والمهارة والقدرة على السلوک الایجابی دون معرفة مسبقة وارشاد قویم، کما أنهم یمثلون القیادة المستقبلیة، ومن ثم فان الاهتمام برعایتهم وتقدیم الدعم والمعونة الصادقة لهم، سوف یسهم فی تشکیلهم وتکوینهم الایجابی تجاه أنفسهم وتجاه القسم والکلیة والجامعة، وهو ما سینعکس على المسیرة الأکادیمیة بشکل خاص وتحقیق أهداف العملیة التربویة بشکل عام.

رابعا: جوانب أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة:

      یعد من أهم جوانب أخلاق الرعایة وفقا لما یقرره "ستیفن" "Stephen، أن الراعی (رئیس القسم) ینبغی أن یهتم بالجوانب الإنسانیة لمرؤوسیه فیعمل على تکییف المرؤوس لعمله من خلال اشعاره بالرضا بالاهتمام بتنمیته المهنیة، وتنمیة ثقافة تنظیمیة من شأنها أن تدعم الجوانب الإیجابیة للثقة بالذات وتدعیم الشعور بالانتماء للتنظیم بشکل أساسی. ,2015)  Pickard)، وفی هذا الإطار حددت بعض الجامعات مهام ومسئولیات وأدوار ومهارات وسمات  رئیس القسم الأکادیمی ، والتی تضمنت بشکل کبیر جانب الاهتمام بأعضاء القسم ورعایتهم مهنیا وانسانیا ، فحددت جامعة أوریجون (Oregon university,2002) مهام ومسئولیات رؤساء الأقسام  وأدوارهم فی: التخطیط، والتقویم والتنظیم، والقیادة والتنفیذ ، کما حددت جامعة مینیسوتا (Minnesota university,2002) ،هذه المسئولیات والأدوار والمهام والسمات فی القیادة الإداریة والأکادیمیة  الفعالة، والقدرة على التواصل مع أکبر عدد ممکن من الزملاء والأفراد داخل القسم والجامعة والمجتمع المحلی، وامتلاک المهارات الشخصیة المتعددة، والقدرة على التخطیط الدقیق، وأخذ الدور القیادی فی الکلیة والجامعة ، والدور الخاص بالتوقعات والتخطیط للمستقبل، والدور الخاص بالتقویم لأعمال القسم وأعضاء هیئة التدریس الذین ینتمون الیه.

وتتحدد مکانة رئیس القسم الأکادیمی من سعیه لتحقیق أهداف الکلیة والجامعة ، من خلال قیادة أعضاء القسم والتأثیر فی سلوکهم لتحقیق أهدافهم الجماعیة ، وإمدادهم بالدعم الشخصی والمادی لحل مشاکلهم وتذلیل العقبات التی تواجههم.(السید ، ومصطفى ،2002، 224) ، کما یتأثر أعضاء القسم بما یتوقعونه من رئیس القسم تجاههم ، وفی خلق مناخ من الدعم والتواصل الایجابی مع الأعضاء ، وفی مساعدتهم على تحسین أدائهم البحثی والتدریسی ، إضافة الى عنصر الإمداد الشخصی من المعارف والتوجیهات اللازمة لتجوید الأداء .( ضحاوی ، وقطامی ، 1997)

وهناک دراسات عدیدة تناولت أداء رؤساء الأقسام الأکادیمیة لمهام وظائفهم، وما یقترن بها متطلبات سواء ما تعلق منها بالجودة الشخصیة، او متطلبات وظیفیة وصلاحیات، أو جوانب تتعلق بالجانب الأخلاقی والرعایة، ومنها دراسة (Marten,2001)، ودراسة (Wolverton, &Park, 1999) ، ودراسة (الجمیعی ، 2014) ، بالإضافة الى محاولة ارضاء المرؤوسین بالعلاقات الایجابیة والتواصل الفعال ، وارشادهم الى القیام بمهام العمل بطریقة صحیحة .  ویؤکد الحولی (2005، 13). على أهمیة الجانب الإنسانی لرئیس القسم باعتباره قائدا أخلاقیا لمرؤوسیه، الذین یمثلون جماعة صغیرة، وعلیه أن ینمی ولاءهم واتجاهاتهم الایجابیة نحو القسم بطریقة دیمقراطیة، مع زیادة انتاجیتهم.

وتتبدى أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة فی قدرتهم على إقامة علاقات انسانیة جیدة مع أعضاء القسم والهیئة المعاونة، ودفع العمل الجمعی، وبناء اتصال جید یتیح التواصل الإنسانی والشخصی المستمر، مع القدرة على توقع المشکلات التی یمکن أن تحدث مع الجدیة فی التعامل معها مهما کانت بسیطة أو ضعیفة، وکذلک قیادة الفریق الى العمل الجاد، بحسن تحدید الأهداف، مع توجیه القدرات المختلفة لتحقیق هذه الأهداف، والتعرف على مواطن القصور وتعزیز نقاط القوة. وهذا ما یؤکد أهمیة المناخ الذی تعمل القیادة فی القسم على تهیئته ودعم التفاعلات الإنسانیة بین أعضاء القسم من خلاله. (الدهشان، والسیسی، 2005) ، (لو هیغیرسون، 2006) .

 ولرئیس القسم دور کبیر فی تشکیل الروح المعنویة لأعضاء القسم، والعلاقات المهنیة والاجتماعیة التی تربط بینهم، کما أن له الدور المهم فی تنمیة أعضاء القسم وزیادة کفاءتهم العلمیة والتدریسیة على السواء، وهو یستطیع عمل ذلک من خلال اجتماعات القسم حیث یستطیع حفز هممهم ونشاطهم کما یمکنه تنظیم ورش عمل لمناقشة الموضوعات من حین لآخر. (الحجیلی، 2010)

"إن ممارسة رئیس القسم لأدواره الإشرافیة على تابعیه بالقسم، تفرض علیه مسئولیة أخلاقیة ورعایة خاصة لتوجیه الأداء فی کل جوانبه، وکذلک التأکد من اتمام المهام بشکل ایجابی وکفؤ، ویتبدى ذلک من خلال إقامة علاقات اتصال جیدة مع التابعین، وتذلیل المشکلات التی تواجههم وتقدیم کافة أنواع الدعم الأکادیمی والنفسی والمعنوی، وهذا ما ینعکس على جودة الحیاة بالقسم وشعور الأعضاء بالانتماء، وتحقیق معاییر جودة أداء القسم بشکل عام" . (الیحیوی، 2011)

ویتطلب الوفاء أخلاقیات الرعایة توافر المعارف الإنسانیة والقدرات الفنیة والاتجاهات والمهارات الایجابیة الشخصیة والعملیة، وأن یتاح له مناخ تنظیمی داعم ومفتوح، والتمکن من خلق حالة فاعلة من التواصل والتفاعل الایجابی مع فریق القسم، والحوار الذی یجب أن یکون سمة التواصل والتأثیر والتعاون مع الجماعـة، وإدارة جلسات المناقشـة، وإدارة التناقضات، وإنجـاز التغییر. (لوکاس، 2006)، (لوهیغیرسون، 2006)،ویقوم رئیس القسم بممارسة مهامه فیما یتعلق بالجانب الأکادیمی المتعلق بالعملیة التعلیمیة والبحثیة، وکذلک الجانب الاداری التنفیذی من خلال تهیئة المناخ المناسب لتحقیق أهداف الجانب الأول، وهذا ما یتطلب توافر قدر کبیر من المرونة والتفاهم فی ادارة القسم وفی تبنی رؤیة واضحة فی اداة التابعین، وفی دمجهم فی أعمال القسم وتحقیق أهدافه. (السید ومـصطفى، 2002، ص 224) (الیحیوی، 2011)

  وتتجلى أخلاق الرعایة فی عدة جوانب أشارت الیها دراسات میدانیة کثیرة تعلقت برؤساء الأقسام الأکادیمیة، حیث أکدت دراسة (سیدام، 2009)، (الجمیعی، 2014) على أهمیة أن یتمتع رئیس القسم بمهارات ادارة فرق العمل، والتی منها الاهتمام والرعایة المتعلقة بالقدرات وتعزیز الاتجاهات الایجابیة. وینظر رؤساء الأقسام الى تطویر الکفایات المهنیة للأعضاء بالقسم على أنها من أهم ما ینبغی القیام به فی تطویر أدائهم المهنی، وزیادة انتاجیتهم، وهو ما یؤدی الى تطویر الأداء الأکادیمی بالقسم وزیادة الانتماء له. وأکدت دراسة (فرج،2013)، على أهمیة العدالة التنظیمیة کجزء مهم یصف أخلاق الراعی الفعال الذی یساوی بین مرؤوسیه، ویعطی کل ذی حق حقه من الاهتمام والعنایة والدعم، وهو ما یؤدی الى شعورهم بالثقة والاعتزاز بالمهنة والانتماء للتنظیم بشکل عام.

  ومن أهم ما یمیز رئیس القسم الأکادیمی کقائد فعال وراعی، وفق ما أشارت الیه دراسة (البشری،2014)، هو تمتعه بمهارة الاتصال الفعال مع أعضاء قسمه، واقامة شبکة من العلاقات الداعمة للأعضاء والمؤیدة لأفکارهم واتجاهاتهم، وهو ما یؤدی لرضاهم عن العمل ویزید من انتاجیتهم. ویکتسب أداء رئیس القسم أهمیة کبیرة من سعیه المستمر لدعم أداء أعضاء قسمه والتقرب إلیهم والاهتمام بحاجاتهم وتطلعاتهم، وتحویلها فی الاتجاه الذی یخدم القسم ویعمل على تحقیق أهدافه ومرامیه بالکلیة. (الردادی، 2014)، وتتحدد کفاءة وقدرة رئیس القسم الأکادیمی فی قدرته على توظیف التکنولوجیا ونظم المعلومات الإداریة فی أدائه لتسهیل قیامهم بالمهام وتحقیق أهداف القسم. (الحربی، 2014) وتؤکد دراسة (المدرع، 2014) على أن أداء رؤساء الأقسام یتحدد بقدرته على ادارة المعرفة بقسمه، ومساعدة أعضاء قسمه على التوظیف الإیجابی للمعارف التی تتوافر لدیهم، لتطویر أدائهم، وأداء القسم والکلیة فی ظل الاقتصاد المعرفی. ویرى رؤساء الاقسام أنفسهم أهمیة أن تکون المنظمة مما یساعد على نشر ثقافة تطویر الأداء الخاص بالأعضاء ونقل الخبرة فی العمل وتبادل هذه الخبرة مع زیادة التمکن المعرفی وتطویر أداء الأعضاء وزیادة نموهم المهنی، فیما یعرف بالمنظمة المتعلمة. (خراط، 2014)

ولکی تظهر أخلاق الرعایة بشکل یمکن تحدیده أو الاستدلال علیه ، ولمحاولة استیضاح هذه الأخلاق بشکل اجرائی ، فلقد قام الباحث بعدة مقابلات شخصیة میدانیة مع بعض رؤساء الأقسام بکلیات جامعة المنوفیة ، وذلک للتعرف على مدى ادراکهم ومعرفتهم بأخلاق الرعایة وأبعادها وخاصة فیما یتعلق بالهیئة المعاونة بأقسامهم ، حیث قرر البعض منهم أن أخلاق الرعایة هی ما یصدر عن رئیس القسم من سلوکیات داعمة وراعیة للهیئة المعاونة بالقسم للمساهمة فی إعدادهم على مستویات کثیرة انسانیة ومهنیة واجتماعیة ، وکذلک هی مشاعر التعاطف والود والتقرب من الهیئة المعاونة والتذلیل المستمر لمشاکلهم . وأکد رؤساء آخرون للأقسام الأکادیمیة أن أخلاق الرعایة لرئیس القسم فیما یتعلق بالهیئة المعاونة تتحدد فی مدى ایمانه ودرجة هذا الایمان بالهیئة المعاونة وأهمیة تشکیلها، وما یعکسه هذا الایمان من سلوکیات تعاطف ودعم ومساندة فی کل أمورهم الشخصیة والبحثیة والتدریسیة، وتلک التی تساعدهم على التکیف والانخراط الایجابی فی البیئة الجامعیة بالکلیة، لإحداث تفاعل نشط وتجاوب لکل فاعلیات الإعداد والتکوین الذی ینبغی الوصول الیه خلف هذا الدعم والمساندة. وقرر بعض رؤساء الأقسام  أن أخلاق الرعایة تتمثل فی قدرة رئیس القسم على الدفع الایجابی لتجوید أداء الهیئة المعاونة وتوجیه سلوکهم وتفاعلهم للجانب الصحیح للتفاعل ، وفی القیام بأعباء الوظائف التی یجب أن یؤدونها ، ولا یقتصر الحد عند ذلک بل معاونتهم على أدائها واستکمالها من خلال المساعدة واکتساب المهارة والاتجاه الایجابی للعمل المخلص الدؤوب والمستمر ، وأشار بعض رؤساء الأقسام اضافة لما سبق أن أخلاق الرعایة إنما تتحدد بالسلوک الظاهر والملاحظ من الدعم والمساعدة والمشارکة والتحفیز الذی یصدر من رئیس القسم تجاه الهیئة المعاونة بغرض الوصول لأهداف حقیقیة من اعدادهم وتمکینهم على کل المستویات الشخصیة والمهنیة ومنها الکفاءة البحثیة والتدریسیة والشخصیة والاجتماعیة ، وکذلک تکوین موقف ایجابی من کل الأمور الجامعیة ، مع القدرة على التشارک الایجابی والتعبیر الحر عن الآراء والأفکار والتصورات ...(مقابلات شخصیة مفتوحة مع بعض رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة ، 2016/2017 م)

ووفقا للعرض السابق لأبعاد أخلاق الرعایة کما أوضحتها الفلسفة النسائیة التی تصف الفلسفة الإنسانیة والوجدانیة بشکل عام ، وأن هذه الأبعاد تتعلق بکل جوانب من تقدم لهم الرعایة بالقدر الذی یسمح بتکوینهم المتمیز ، وامدادهم بکل ما یحتاجون الیه للاستمراریة بکفاءة وتوازن ، وفی ظل علاقة تصف مشاعر متدفقة من الحب والألفة والمعاونة المستمرة فی کل جانب من جوانب هذا التشکل المتکامل للأفراد المرعیین الذین یتلقون الرعایة ، فإننا یمکن أن نستنتج أن أخلاق الرعایة المتعلقة برؤساء الأقسام الأکادیمیة تتصل بکل جانب أو بعد یشکل التکوین المتمیز للهیئة المعاونة بالأقسام فی اطار علاقات العنایة والدعم وتبادل مشاعر الاحتضان والعطاء المستمر والارشاد والتوجیه والحرص على النمو الأکادیمی والمهنی والشخصی المتمیز لهذه الهیئة المعاونة ، فأبعاد أخلاق الرعایة تتمثل -کما یشیر الشکل التالی رقم (1) - فی (الجوانب البحثیة ، والجوانب التدریسیة والجوانب التنمویة ، والجوانب الشخصیة ، والجوانب الاجتماعیة ، والجوانب السلوکیة، والجوانب النفسیة(الوجدانیة)  ، والجوانب القیمیة ، والجوانب الفکریة ، والجوانب الإبداعیة) .

 

شکل (1) یوضح أبعاد أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة (من إعداد الباحث)

 

خامسا: مهارات أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الاکادیمیة:

 یعتبر الشخص الذی یتحلى بأخلاق الرعایة وفقا لما تنطوی علیه هذه النظریة الأخلاقیة، مقوما مهما فی فهم هذا المدخل الفلسفی الأخلاقی، وفی توضیح شکل الممارسة الأخلاقیة المترتبة على تبنیه أخلاق الرعایة، فترى "نودینجز"(Noddings,2006,p339)، فیلسوفة أخلاق الرعایة الأمریکیة –کما سبق أن أشرنا- ، أن هناک ثلاث طرق للشخص الذی یتبنى أخلاق الرعایة ،وهی:

-" یشعر بالرغبة والمیل تجاه شخص آخر محدد.

- هذه الرغبة تحتوی على شعور تجاه اهتمامات الشخص الآخر.

- رعایة اهتمامات هذا الآخر باعتبارها هدفا ولیست عبئا".

 فالراعی ینجذب تلقائیا الى الأشخاص القریبین منه فی محیط العلاقة، أو الذین تجمعهم به علاقة فی ود وتعاطف وحنان، وهذا الانجذاب لا یتم بشکل منطقی وعقلانی، ولکنه یتم فی إطار عاطفی وانسانی، والشخص الذی یقدم الرعایة من أهم خصائصه الاندفاع نحو من یقوم برعایتهم لإحساسه وشعوره باحتیاجهم لرعایته. (أخلاق الرعایة، 2010). ومما یمیز أخلاق الرعایة کما أوضحت (هیلد، 2008، ص، 141)، أنها ترکز على الإنصاف والمساواة وتلبیة الحقوق الفردیة والمبادئ المجردة، التی تتعلق بالاستجابة المباشرة للمرعیین وحاجاتهم ومنحهم الثقة، لأن هناک ترابط فی العلاقات وعدم تناقض أو منافسة أو غرضیة، وهذا مما یؤکد متطلب تعزیز العلاقات الاجتماعیة والتعاون وفقا لهذا النسق الفلسفی للأخلاق. (Pettersen,2011,pp51-64)

ومن مهارات أخلاق الرعایة إرساء قیم الثقة والتعاضد والاهتمام المشترک والتعانق العاطفی التجاوبی ، وهذا ما یؤدی الى نمو العلاقات وتلبیة الحاجات والازدهار فی الحساسیة للآخرین ، والرعایة تتطلب الاهتمام بالآخر لأنه یحتاج للرعایة دون تجرید العلاقة أو التعامل مع المرعی على أسس موضوعیة أو عدالة فقط ، فالرعایة تتطلب اهتماما وعنایة أکبر من العدالة فی الاتصال وتلبیة الاحتیاجات .(,2002 (Becoming a Caring Leader و "النسویة فی هذا الاطار ترکز على الخصائص الممیزة للمرأة فی عطائها ، وتلقائیتها وعنایتها غیر المبررة موضوعیا ، بل وفق مشاعر الحب والرعایة والاهتمام التلقائی" . (هیلد، 2006، ص 19)

والقائد الراعی هو الذی یستطیع أن یخلق مناخا دافعا للانتاجیة ، من خلال دمج العاملین معه فی العمل التنظیمی وتقدیم الرعایة لهم وزیادة ولائهم وانتمائهم من خلال رفع معنویاتهم ودفعهم للعمل ورفع الضغوط عنهم . والقائد الراعی کذلک هو الذی یخلق حالة من الثقة والولاء للتنظیم، من خلال الاهتمام بالعاملین معه بالتنظیم، وبالعمل الذی یقومون به. ومن جوانب الرعایة التی ینبغی أن یحرص علیها الراعی هو وضع العامل فی الإطار المناسب من خلال شرح طبیعة العمل الذی یقوم به، مع ارشاده دائما لأنسب الطرق لأدائه، وهو ما یزید من ثقته فی نفسه ...، هذا بالإضافة الى رؤیة الراعی على فترات متقاربة وأنه دائم التوجیه والمساندة مع تقدیم الابتسامة والنصح المستمر. ((Gabriel,2015,pp316-317

ومن أهم المهارات التی ینبغی أن تتوافر فی القائد الراعی، أن یکون قادرا على تحدید الأهداف التی ینبغی أن یتم التوصل الیها، وبتهنئة واثابة العاملین على الأداء بشکل متصل من خلال انجازهم للمهام حتى قبل اکتمال العمل ککل، فذلک یزید من دافعیتهم، ویجعلهم یؤدون أعمالهم بکفاءة عالیة، بالإضافة الى اهتمام القائد أو الرئیس بکل تفاصیل العامل الشخصیة والمهنیة، من بینها ترتیب مکتبه وأوراقه الشخصیة وطریقة جلوسه واستعداده لأداء عمله. ومن أهم متطلبات أخلاق الرعایة للقائد الراعی، هو إیمانه بقدرة المرؤوس على أداء العمل من خلال ثقته فیه وتشجیعه باستمرار، ومنحه الفرصة لأداء العمل وتوجیهه دائما. وکذلک تقدیم الحوافز بشکل مستمر حتى یضمن أداءه للمهام المکلف بها بشکل متقن ومستمر ...ومن أخلاق الرعایة أن یتمیز القائد بالبشاشة فی التعامل والابتسامة المستمرة، وینبغی علیه تشجیع العمل الجماعی، وأن یخفی غضبه عن المرؤوسین لکی یضمن عدم شعورهم بالضغط أو الاستیاء أو الانصراف عن العمل. (Leonard, 2010)

ومن أهم المهارات التی یجب أن یتحلى بها الراعی هی القیام بتدریب التابعین على مهارات العمل، ولیس هذا فقط بل بالتدریب على المهارات التی تعمل على تجوید هذا العمل (الأداء) ، وجعل المستقبل ذو قیمة لهم. (سعادة، 2003، ص 70)، ومن أهم أخلاق الرعایة أن یقوم رئیس القسم بشرح أهم الواجبات والمسئولیات التی ینبغی أن یؤدیها الأعضاء، بالإضافة الى ارشادهم الى کیفیة أدائها بالأسلوب المناسب، من خلال الجلسات الشخصیة، أو الاجتماعات العامة وغیرها.

وبمراجعة الدراسات المتعلقة برئیس القسم الأکادیمی، نجد أن من أهم مهارات أخلاق الرعایة المتعلقة برعایته لأعضاء قسمه، هی الوضوح مع الآخرین والمصارحة والتواصل الشفوی معهم وعدم مقاطعتهم من حیث التعامل، بالإضافة الى تقدیر جهود الآخرین والإشادة بالأعمال المتمیزة لهم والثقة بهم، حیث یمثل ذلک صفات مفترضة فی رئیس القسم الجامعی الناجح، وذلک لما لها من وقع السحر على أصحابها وعلى زیادة روابط المودة والمحبة من جهة ورفع مستوى الإنتاجیة والأداء للمهام المختلفة من جهة أخرى. وبالإضافة لذلک فإن حسن الخلق والتسامح واللطف تعتبر من الخصائص السلوکیة المرغوب فیها لرئیس القسم حتى یحقق الأهداف المنشودة أو المرغوب فیها على مستوى القسم والکلیة والجامعة بل والمجتمع المحلی کذلک. (سعادة 2003، ص 79).

هذا بالإضافة الى ضرورة مراعاة "الأمور الاجتماعیة " ومن بین أهم الأمور الاجتماعیة المطلوب مراعاتها من جانب رئیس القسم، ضرورة تشجیع اللقاءات الاجتماعیة والودیة على مستوى القسم کله والمشارکة فی المناسبات السعیدة من علمیة واجتماعیة ووظیفیة لأعضائه مثل) الترقیات، والزواج، والشفاء من المرض، والحصول على جوائز أو رتب أو درجات علمیة أو ثقافیة أو ریاضیة، أو قدوم أطفال جدد، أو التعیین فی مناصب إداریة جدیدة، أو الترحیب بأعضاء هیئة التدریس الجدد، أو تودیع من یترک القسم نتیجة الانتقال إلى مکان آخر أو جامعة أخرى أو مؤسسة ثانیة أو عند الإحالة إلى التقاعد....الخ .) ،  مما یضفی روحا أخویة مرغوبة من جانب الجمیع بما ینعکس ایجابیا على روح المودة والألفة بینهم، فیؤدی بالتالی إلى رفع مستوى الأداء الأکادیمی من جانبهم وهو ما ینعکس على الحیاة لکل الأطراف (طلبة وزملاء وقسم وکلیة وجامعة) .

هذا بالإضافة الى مراعاة الظروف الطارئة لعضو هیئة التدریس من حیث المرض له أو لأفراد أسرته، مع تنظیم الرحلات الترفیهیة والاجتماعیة لأعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم، لما لها من دور فی القسم وفی توثیق الروابط الاجتماعیة بینهم والبعد عن هموم العمل التدریسی والوظیفی. وفی الوقت نفسه فانه لا بد لرئیس القسم الأکادیمی کراعی فعال  أن یستمع إلى هموم أعضاء هیئة التدریس وأن یسهم بشکل کبیر فی حل المشکلات وتذلیل العقبات التی تصادفهم، وذلک لرفع روحهم المعنویة ومستوى انجازهم، مع ضرورة الترکیز على الهیئة المعاونة التی تحتاج الى مساعدة ودعم ومؤازرة، لأنهم یفتقرون للشعور بالأمن الوظیفی والاستقرار، ویحتاجون الى تقدیر ظروفهم الاجتماعیة والإنسانیة بشکل عام ومستمر.

هذا بالإضافة الى اشراک الأعضاء وخاصة أعضاء الهیئة المعاونة فی الاجتماعات المختلفة، مع مشارکتهم فی اتخاذ القرار، والاستماع إلیهم، وتقدیر مقترحاتهم ووجهات نظرهم، وعدم التقلیل من قدراتهم ومهاراتهم، وتقدیرهم للأمور، وهذا مما یؤدی الى منحهم الثقة والتمکن والاقبال على العمل، واتقان المهام والأعمال المکلفین بها، ویصبحون أکثر قدرة على مباشرة أعمال اللجان التی یرشحون الیها فی القسم أو الکلیة أو الجامعة. (سعادة، 2003، ص ص 80-81)

وکذلک فان من أهم مهارات وأخلاقیات الراعی الفعال، هو السماح بالمشارکة واتخاذ القرارات للتکوین الشخصی والعلمی، سواء لمصلحة الفرد نفسه أو مصلحة التنظیم الذی یشمله. (National Center for Ethics in Health Care, 2010, p30) . وتتضح مهارات الراعی الفعال ممثلا برئیس القسم الأکادیمی فی قدرته الشخصیة على اجتذاب وحمایة ودعم من یرعى، وکذلک فی قدرته المهنیة فی تطویر أدائه ودمجه فی المجتمع المهنی الذی یشملهم.

 

سادسا: متطلبات أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة:

یرى فلاسفة أخلاق الرعایة أن من أهم متطلبات الرعایة – بشکل عام -أن یتوافر طرفاها ، وهما (الراعی) الذی یقدم الرعایة ، والطرف الآخر وهو (المرعی)  الذی تقدم له هذه الرعایة ؛ وبالتالی فهناک احتیاجإلىقاعدةأخلاقیة، تتوافر فیها مشاعر تقلیل العنف ودعم الارتباط الشخصی ، وأن یقوم الراعی بحل مشکلات من یرعاهم ، وعدم التمییز بینهم ، مع مراعاة التقالید الأخلاقیة من العدالة والانصاف والدعم وعدم التمییز، ... ومن متطلبات أخلاق الرعایة توافر نموذج القدوة فی السلوک ، واقامة حوار انسانی مع المرعیین ، مع توافر عنصر الثقة والأمان والدفع الشخصی والاجتماعی والمهنی فی کل مسارات التفاعل ، فالراعی ینبغی أن یکون نموذج للقدوة والمعاملة الحسنة والدفع الایجابی ، مراعیا العدالة والموضوعیة والایثار ، والتقدیر الذاتی للمرعیین ، ومقدرا لظروفهم الشخصیة واحتیاجاتهم وتبایناتهم ودوافعهم . (Pettersen, 2011, pp51-64)

وتؤکد "هیلد" (2008، ص 45)، أن من أهم متطلبات أخلاق الرعایة، بالإضافة الى الإنصاف والعدل والاحسان والصدق والمساعدة واللطف، ضرورة توافر قیمة کبیرة جدا وهی "العنایة" ، تلک التی تتعلق بالاهتمام المرکزی وتقدیم الدعم باستمرار مع مراعاة الظروف ومدى الاحتیاج، والإحاطة الکاملة بظروف المرعی، مع محاولة رسم مساره الشخصی والمهنی. وترى (هیلد، 2008، ص ص 46-47)، أن من أهم متطلبات أخلاق الرعایة کذلک الحساسیة والمعرفة، فالراعی ینبغی أن یکون مستشعرا لمن یرعاهم، ولدیه معرفة انسانیة فی التعامل معهم وتقدیر احتیاجاتهم ورغباتهم المشروعة، هذا بالإضافة الى التشجیع المستمر والحفز، ولابد أن یتوافر فی الشخص الراعی المهارة فی منح الثقة، واشعار المرعیین بأهمیة هذه الثقة ودورها فی تأکید العلاقة الاعتنائیة بشکل عام.

ویجب أن یتمتع الراعی بالقدرة على فهم احتیاجات التابعین دون تقریر منهم، وکذلک تمکینهم دون طلب مقصود، لأن ذلک یؤدی الى انسجامهم ودفعهم المستمر لتحقیق أهدافهم وأهداف التنظیم الذی یشملهم. (Fox,et al,2010,p14). ووفقا لما ذکره "دهنیک" (Dahneke,2015) ، فإن أهم متطلبات أخلاق الرعایة للقائد الراعی أو القیادة الراعیة ، الى جانب الخبرة فی الأداء ، والایمان بالقیم الدافعة للسلوک الایجابی ، والعمل الجاد المعنی بأهداف التنظیم ، قدرة وتمکن القیادة من تکوین وجدان ایجابی للتابعین یضمن لهم العمل فی الاتجاه المرغوب ، بالإضافة الى القدرة على تهیئة بیئة تنظیمیة تتیح الإجادة فی الأداء وتحقیق مردودات أکثر فعالیة فی العمل سواء الشخصی أو التنظیمی ، تحقیقا للأهداف التی تعمل الجماعة التنظیمیة على تحقیقها . وکذلک القدرة على تلبیة المطامح الفردیة للأفراد وفقا لاحتیاجاتهم، وبإدارة ذاتیة، من شأنها أن تؤدی الى الرضا والفعالیة التنظیمیة بشکل عام . (علیان، 2010، ص 47)

ومن أهم متطلبات القیادة الراعیة هو توافر عنصر الثقة سواء من الراعی للمرعیین، أو من المرعیین للراعی، وعلى الراعی أن یکون قادرا على تکامل الأنشطة التی یمکن أن یؤدیها المرعیین، مع مراعاة العدالة وتقدیر الاختلافات الشخصیة لهم. (الجمیعی، 2014). ومن متطلبات أخلاق الرعایة کما تحدده الفلسفة النسویة هو العنایة الفائقة بمن هم حول الراعی وتقدیم الدعم المناسب لهم، بما فی ذلک اشراکهم فی اتخاذ القرارات، لأن اتخاذ القرارات ینبغی أن یوصف بأنه أخلاقی بالدرجة الأولى، وهذا یفرض انحیازا وتقدیرا کبیرا لمن یرعاهم القائد، ویحرص على تقدمهم وعنایتهم (أخلاق الرعایة، 2010).

ومن أهم متطلبات أخلاق الرعایة أن یقوم الراعی الأخلاقی بتهیئة البیئة التنظیمیة والثقافة الأخلاقیة المرتبطة بها، وهی إدراک الکل أهمیة الأخلاق فی الرعایة وأنها ضروریة للعمل الجاد (الشاق) والضروری، وهناک عوائد ایجابیة لها، وهو القادر على اتخاذ قرارات تشارکیة مع الأعضاء لخلق حالة دافعة فی السلوک ورد الفعل. (National Center for Ethics in Health Care,2010, P14)

ومن أهم متطلبات أخلاق العنایة هی قدرة الراعی على موازنة الأهداف الخاصة بالأفراد وتلک المتعلقة بالتنظیم، ولابد أن یتوافر لدیه عنصری (الابداع والذکاء) ومشارکة الآخرین، کما لابد أن یکون متجردا من الأهواء الشخصیة، عادلا، یوزع الاهتمام بموضوعیة، غیر أنانی، متعاون، مخلص فی عمله وفی تقدیم النصح والمشورة لکل التابعین، ولابد أن یراعی مصالح الأفراد فی السیاق التنظیمی المنضبط. ( pp233-236 ,2004, ( Engster

ولابد أن یکون الراعی الفعال صاحب رؤیة وذکی، واستراتیجی، قادر على رسم ملامح المستقبل لتابعیه وتوجیه میولهم ورغباتهم، مستمع جید، ویعمل على موازنة الاحتیاجات والرغبات ..وهو الذی یدعم مرؤوسیه ویقدم لهم المشورة ، ویوجه أداءهم وفقا لمصلحتهم ومصلحة التنظیم الذی یشملهم ...وتتطلب أخلاق الرعایة کذلک أن یتمکن الراعی من الرؤیة المستقبلیة ، وأن یرسم للتابع الطریق ، ویجیب عن کل أسئلته ، ویوجهه الى مصادر الدعم والمعلومات لتصحیح مفاهیمه ، وتقویم تفاعله بشکل عام ... ومن أهم متطلبات اخلاق الرعایة أن یکون القائد الراعی قادرا على توقع ما الذی یحتاج إلیه المرؤوس من دعم أو استشارة، حتى ولو لم یکن هناک مبادرة من المرعی تجاه القائد، ولابد أن یعمد القائد الى سلوک أو سیاسة الباب المفتوح مع کل التابعین  Lloyd,2006)) . ویتطلب کذلک أن یکون الرعی مرنا، وقادرا على توصیل رسالة التنظیم الى مرؤوسیه، وخلق مناخ للأداء الصحی الذی یتناسب مع هذه الرؤیة ویساعد العاملین على التمیز والإجادة ...وأن یکون قائدا محبا لمرؤوسیه، وقادرا على التعامل مع مشکلاتهم، ومواقفهم ذات الطبیعة الحرجة، وأن یقدم لها حلولا مناسبة، وفی وقت معلوم وسریع.

والقائد الراعی هو القائد الذی یعمل بمنتهى الجدیة والالتزام ویکون على أتم الاستعداد لتقدیم المعاونة والمساعدة بشکل مستمر ودعم المرؤوسین فی کل وقت ...ونشر ثقافة تنظیمیة قائمة على المناخ الإنسانی، الذی یؤکد القیم الایجابیة الدافعة لسلوک المرؤوسین وتجوید أدائهم، وکذلک فالقائد الراعی هو من یجعل العاملین هم محور اهتمامه ولیس لذاته المهنیة فقط، باعتبارها مناط اهتمامه. Dahneke,2015))  .ولابد للراعی أن یکون قادرا على مناقشة التابعین وبحث المشکلات التی   تصادفهم، وأن یکون خادما لهم، قادرا على مساعدة المرؤوسین على حل المشکلات الشخصیة والمهنیة ...

، إن أخلاق الرعایة تتطلب الى جانب المناخ المریح ذو الثقة والدافع للحریة فی التصرف وفی اتخاذ القرار، أن یکون هناک دفع مستمر لإیجابیة السلوک والمشارکة التی تتیح التکوین الایجابی للمرؤوس، الذی یجب أن یحظى بالدعم من الراعی، وأن یتم الاستماع له، وتقدیر احتیاجاته الخاصة، قبل المهنیة أو الفنیة، هذا بالإضافة الى القدرة على التوجیه والارشاد ورسم معالم الطریق التی تساعد الآخرین فی التکوین وبناء الشخصیة القویة القادرة على الإبداع فی العمل.  (Gabriel, 2015,p326)  . وکما أوضحت نودینجس (Noddings ,1984)  أن أخلاق الرعایة تتطلب فی الشخص الراعی أن تتوافر فیه ثلاثة متطلبات أساسیة، وهی: (*) الشعور تجاه شخص آخر أنه یحتاج الیه فعلا (*) اظهار نوع ما من الاهتمام تجاه مشاعر واهتمامات الشخص الآخر (*) أن یرغب فی تحمل مسئولیة تقدیم الدعم والعنایة لهذا الشخص.

وتتطلب أخلاق الرعایة من رؤساء الأقسام کذلک أن تکون هناک "بیئة ثقافیة أخلاقیة"، تتسم بعنصری الصحة والاعتدال من خلال قیام القادة بتحدید المجالات التی تسمح لهم بإقامة علاقات وطیدة وقویة مع تابعیهم، لإمدادهم بما یحتاجون إلیه من دعم ومؤازرة، کما تتیح التعرف على الشواغل الأخلاقیة للهیئة المعاونة، وما قد یسبب لهم ارباکا أو توترا فی تفاعلهم بالقسم، هذا بالإضافة الى التصرف السریع، واتخاذ قرارات من شأنها أن تنظم حیاة المرؤوسین، وتضمن لهم نموا مهنیا وشخصیا متوازنا وناجزا. (National Center for Ethics in Health Care, 2010)

ووفقا لما تم عرضه من متطلبات تعلقت بأخلاق الرعایة، فإنه یمکن تقسیمها الى: متطلبات تکوینیة وهی التی تتعلق بالجوانب الشخصیة للراعی (رئیس القسم) ومدى تمتعه بخصائص وصفات ومهارات تتعلق بالرعایة ومتطلبات مهنیة خبراتیة، وهی التی تتعلق بالسیاق الذی یتواجد فیه هذا الراعی، وظروف البیئة المحیطة والدعم الممنوح ودرجة الوعی والاهتمام الکافی بأخلاق الرعایة وحقوق المرعیین.

سابعا: عوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة:

على الرغم من أن توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة ، یمثل مقوما ضروریا من مقومات نجاحهم الإداری فی إدارة القسم الأکادیمی ، وفی تحقیق أهدافه ، کونها تتعلق بمساعدة الهیئة التدریسیة ومعاونیها بالقسم على التکیف والاندماج الأکادیمی والإنسانی ، الذی یضمن لهم النجاح المهنی وتحقیق رسالة الکلیة والجامعة ، الا أن واقع تطبیق أخلاق الرعایة -بشکل عام- قد یکتنفه بعض الصعوبات والمعوقات التی تقف کحجر عثرة فی سبیل الوفاء بها ، ومن هذه الصعوبات کثرة وتعقد المهام الإداریة والفنیة التی یضطلع بها رؤساء الأقسام ، بما لا یتیح لهم الفرصة لمتابعة الهیئة المعاونة أو التعرف على ما یواجهونه من مشکلات أو عقبات حال مباشرتهم أعمالهم المتعددة والمتنوعة بالقسم ( الدهشان، والسیسی، 2005) ، هذا بالإضافة أن برامج إعداد رؤساء الأقسام أو تنمیتهم مهنیا ، لا تحتوی على الجانب المتعلق بأخلاق الرعایة ، وأهمیة ممارسة رؤساء الأقسام الأکادیمیة لأدوار أخلاقیة ، تنطلق من الایمان الکامل بحق الهیئة المعاونة وأعضاء القسم فی الرعایة والعنایة الشخصیة ، والاهتمام الکافی بکافة شئونهم الشخصیة والاجتماعیة والإنسانیة ، بالتوازی مع الشئون المهنیة والفنیة بالقسم ، فهناک قصور کبیر یتعلق بها . (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012، ص ص 117-118).

ویؤکد (Gabriel, 2015) على أن من أهم الأسباب التی یمکن أن تعوق الراعی عن القیام بمهامه هو افتقاره للحد المطلوب من مبادئ وأسس العنایة بالتابعین، نظرا لعدم القدرة على التوجیه للقصور فی المهارة والممارسة، وکذلک لضعف استعداده للقیام بهذه المهمة الخطیرة، کما أن الاحتیال أو التظاهر فی تقدیم الدعم هو ما یسم أخلاق الرعایة بالضعف وعدم الایجابیة.

کما أن من أهم معوقات أخلاق الرعایة آلا یتمتع الراعی بالوجدان العاطفی والذی یسمح له بإقامة علاقة انسانیة مؤسسة على حق الرعایة والذی یتم منحه للتابعین بموجب العلاقة الإنسانیة التی تنشأ بینهما، وبدرجة الاهتمام المترتبة علیها. , 2015,p.321)  Gabriel)

ومن أهم معوقات القائد الراعی، ألا یفی القائد بوعوده للعاملین معه، أو مکافأتهم، أو لا یحدد لهم إطارا أو خطة للأداء ویرشدهم للأداء المناسب وفقا لها. کذلک قطع الاتصال بالمرؤوسین وترکهم بشکل غیر متوقع.  (National Center for Ethics in Health Care, 2010, p39) . کذلک فمن أهم معوقات توافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة هو ضعف توافر البیئة الأخلاقیة الثقافیة، والتی تقدر الرعایة وتتیح الفرص المناسبة لتقدیم الدعم، من خلال الخطط والإجراءات والقیم السائدة والمتعلقة بدفع المرؤوسین والاهتمام بشئونهم، مع منحهم القدرة على المشارکة، وتحمل المسئولیات والمهام المکلفین بها، أو التی تقع على عاتقهم. (National Center for Ethics in Health Care, 2010)

وأوضح "بترسون" Pettersen,2011,pp51-64)) ، أن تناقض القیم التی یمکن أن تسود فی علاقة القائد الراعی بمن یقود ، هی المسببة بشکل کبیر فی إعاقة القیام بالرعایة فی إطارها المرغوب ، وهذا مما ینقص من إمکانیة الوصول الى تفاهمات بشأن تلک العلاقة وفی ایجاد حالة دافعة للسلوک الایجابی أو القیمی ، سواء على المستوى الشخصی أو السیاق التنظیمی.

وبالنظر لما تقدم ، فان من أهم عوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه الهیئة المعاونة بهذه الأقسام ، وکما أشار بعض رؤساء الأقسام الأکادیمیة أنفسهم ( مقابلات مفتوحة مع بعض رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة ، 2016-2017 م) ، هو افتقار هؤلاء الرؤساء للإحاطة المعرفیة بأخلاق الرعایة کمفهوم ، إضافة الى الإجراءات التی یمکن أن تتخذ وفقا لهذا الإدراک أو هذه الإحاطة المعرفیة  ، کما أن بعض رؤساء الأقسام یرون أن المهام الإداریة ومسئولیتها هی التی تفرض حالة أو شکل العلاقة مع الهیئة المعاونة فی الاطار الرسمی ومتابعة أدائهم للتکلیفات والمهام المطلوبة ، وکذلک فهم یرون أن التدخل فی الحیاة الشخصیة المهنیة للهیئة المعاونة قد یسبب لهم ارباکا ، وقد یؤدی الى اعاقتهم عن أداء وظائفهم ، أو فی بعد آخر یصیبهم بنوع من الحرج أو الضیق ، لأن هذا یفسر من وجهة نظرهم أنه تدخل فی شئونهم ، وقد یرى بعض رؤساء الأقسام أن طبیعة أعمالهم مع کثرة الانشغال وضعف توافر الوقت ، سبب مهم فی ضعف التواصل مع الهیئة المعاونة وحل مشاکلهم ، وقد یکون السبب فی ضعف الدعم المقدم للأقسام الأکادیمیة من الإدارة ، وهو ما یضرب فی خطة الرعایة وأنشطتها تجاه الهیئة المعاونة بالأقسام الأکادیمیة بالجامعة ...

المحور الثانی: الجانب المیدانی للدراسة:

استهدفت الدراسة فی جانبها المیدانی التعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، والتعرف کذلک على العوامل أو الأسباب المسئولة عن ضعف توافر هذه الأخلاق لدى هؤلاء الرؤساء. ولتحقیق هذه الأهداف فلقد تم القیام بالإجراءات التالیة:

بناء أداة الدراسة:

استعانت الدراسة الحالیة باستبانتین، إحداهما تم تطبیقها على الهیئة المعاونة بکلیات جامعة المنوفیة، للتعرف على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة التی ینتمون إلیها، والأخرى تم تطبیقها على رؤساء الأقسام الأکادیمیة للتعرف على العوامل أو الأسباب المسئولة عن ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى هؤلاء الرؤساء.

 

 

ومرت مرحلة بناء أداتی الدراسة، بالخطوات التالیة:

-مراجعة الأدب التربوی والکتابات المختلفة ونتائج الدراسات السابقة فیما یتعلق بأخلاق الرعایة بشکل عام وأخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة بشکل خاص، والقیام بمقابلات شخصیة مفتوحة مع بعض رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة والهیئة المعاونة بهذه الأقسام.

 - التوصل الى مجموعة من الأبعاد التی تشکل أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، حیث انتظمت هذه الأخلاق فی عشرة أبعاد وهی أخلاق رعایة تتعلق بالجوانب (البحثی – التدریسی – التنموی(الارتقائی) –الشخصی-الاجتماعی – السلوکی – النفسی(الوجدانی) – القیمی-الفکری-الإبداعی)

-التوصل الى مجموعة من العوامل أو الأسباب المسئولة عن ضعف توافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة، وانتظمت هذه العوامل أو الأسباب فی ستة أبعاد وهی عوامل تتعلق بالجوانب (الشخصیة – الأعباء والضغوط الإداریة – الدعم المؤسسی-خطأ الاعتقاد – الاستعداد والتدریب-الهیئة المعاونة أنفسهم).

-صیاغة أبعاد الأداتین فی عبارات تصف هذه الأبعاد، مع وضع البیانات الشخصیة للمستجیبین، سواء لرؤساء الأقسام، أو الهیئة المعاونة.

-وضع بدائل استجابیة فیما یتعلق بالاستبانة الأولى المتعلقة بأخلاق الرعایة وهی (یتوافر بدرجة کبیرة – یتوافر بدرجة متوسطة – یتوافر بدرجة ضعیفة)، وفیما یتعلق بالاستبانة الثانیة (موافق بدرجة کبیرة – موافق بدرجة متوسطة – موافق بدرجة ضعیفة)، واعطیت الدرجات (3، 2، 1) على التوالی.

-عرض الاستبانتین على مجموعة من الخبراء فی مجال التربیة (أصول تربیة – علم نفس – علم اجتماع) للتأکد من صدق الأداتین فیما وضعا من أجله، وللتأکد من صیاغة العبارات ومناسبتها للمجالات التی تندرج تحتها، وما إذا کان هناک اضافة للأبعاد أو العبارات، أو ما تحتاج الیه سواء بالتعدیل أو الحذف ...

-اعادة عرض الأداة مرة أخرى بعد اجراء التعدیلات علیها، على مجموعة الخبراء لإقرارها للتطبیق، حیث بلغت نسبة الموافقة على الأداتین ما جاوز 95 % نسبة موافقة، بعد التطبیق، وهوما جعلها صالحة للتطبیق المیدانی.

تطبیق أداة الدراسة:

تم تطبیق أداتی الدراسة على عینة الدراسة (رؤساء الأقسام الأکادیمیة – الهیئة المعاونة)، حیث بلغت عینة الدراسة من الهیئة المعاونة (300) عضوا، وهو ما یمثل (20 %) من المجتمع الأصلی للهیئة المعاونة بجامعة المنوفیة البالغ (1492) عضوا، ولقد تم اختیار العینة فی ضوء مستوى دلالة (5 .,) .( ضحیان ، 2010)

 وبلغت عینة الدراسة من رؤساء الأقسام (111) رئیسا للقسم، وهو ما یمثل (100%) المجتمع کاملا.

-تم تطبیق أداتی الدراسة على عینة الدراسة من الهیئة المعاونة ورؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، فی العام الجامعی 2016-2017 م.

- تم استبعاد الاستبانات غیر الصالحة للتحلیل الاحصائی، حیث تم استبعاد عدد (13) استبانة خاصة بالهیئة المعاونة، وبلغ عدد العینة بعد التطبیق (287) عضوا، وتم کذلک استبعاد عدد (23) استبانة خاصة برؤساء الأقسام، حیث بلغ عدد العینة بعد التطبیق (88) رئیسا للقسم.

ویوضح الجدول التالی رقم (1) بیان بعینة الدراسة من الهیئة المعاونة بعد التطبیق وخصائصها الدیموغرافیة:

المتغیر

العدد

النسبة

النوع

ذکــور

109

37.98%

إنــاث

178

62.02%

الرتبة الأکادیمیة

معیــد

123

42.86%

مدرسمساعد

164

57.14%

نوع

الکلیة

نظریـــة

93

32.40%

عملیـــة

194

67.60%

الجملة

287

100%

ن= 287

-الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:

تم الاعتماد على برنامج الحزمة الإحصائیة فی العوم الاجتماعیة (SPSS)، وتم من خلاله ایجاد ما یلی:

-التکرارات والنسب المئویة، والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، للاستبانة ککل، ولکل بعد من أبعادها، سواء لاستبانة الهیئة المعاونة، أو استبانة رؤساء الأقسام الأکادیمیة.

- التکرارات والنسب المئویة، والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، للعبارات المتضمنة فی الأبعاد المختلفة، سواء لاستبانة الهیئة المعاونة، أو استبانة رؤساء الأقسام الأکادیمیة.

-تم ترتیب الأبعاد المختلفة داخل الاستبانة فی ضوء المتوسطات الحسابیة، وکذلک تم ترتیب العبارات داخل کل بعد على حدة.

نتائج الدراسة، وتفسیرها، وتوصیاتها:

أولا: نتائج الدراسة وتفسیرها:

(أ)-فیما یتعلق باستجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة:

أولا: -تحلیل استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة على الاستبانة ککل:

"جدول رقم(2) یوضح التکرارات* والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة فیما یتعلق بتوافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

الجانب البحثی

123.89

43.17%

129.7

45.18%

33.44

11.65%

2.315

0.644

1

متوسطة

الجانب التدریسی

100.75

35.10%

110

38.33%

76.25

26.57%

2.085

0.719

2

متوسطة

الجانب التنموی(الارتقائی)

61.20

21.32%

136.2

47.46%

89.6

31.22%

1.901

0.642

5

متوسطة

الجانب الشخصی

44.43

15.48%

132.9

46.29%

109.7

38.23%

1.773

0.644

8

متوسطة

الجانب الاجتماعی

52.17

18.18%

135.2

47.10%

99.67

34.73%

1.834

0.677

7

متوسطة

الجانب السلوکی

45.50

15.85%

105.5

36.76%

76.88

26.79%

1.479

0.688

10

ضعیفة

الجانب النفسی (الوجدانی)

67.50

23.52%

135.9

47.34%

83.63

29.14%

1.944

0.640

4

متوسطة

الجانب القیمی

45.83

15.97%

126.2

43.96%

115

40.07%

1.759

0.682

9

متوسطة

الجانب الفکری

73.00

25.44%

135.5

47.21%

78.5

27.35%

1.981

0.701

3

متوسطة

الجانب الإبداعی

60.29

21.01%

136.1

47.44%

90.57

31.56%

1.894

0.671

6

متوسطة

الاستبانة ککل

67.46

23.51%

128.31

44.71%

85.32

29.73%

1.900

0.691

 

متوسطة

*(یمثل التکرار المحسوب للأبعاد ولمجموع الأبعاد ککل: مجموع التکرارات لکل استجابة على عدد العبارات لکل بعد وللأبعاد ککل)

بالنظر الى الجدول السابق رقم (2) ، یتضح أن أفراد العینة من الهیئة المعاونة بکلیات جامعة المنوفیة ، یوافقون على أبعاد الاستبانة  ککل بدرجة (متوسطة) ، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للاستبانة ککل ، وهو ( 1.900) ، وانحراف معیاری (0.691) ، وهو ما یصف قدرا متوسطا فی تمتع رؤساء الأقسام الأکادیمیة بأخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام یفتقرون بشکل ما الى إدراک أهمیة الرعایة التی ینبغی أن تقدم للهیئة المعاونة بأقسامهم ، وکذلک الافتقار الى المعرفة والمهارات المتطلبة لمنح الهیئة المعاونة ما یستحقون من دعم وعنایة واحتضان ، وهذا أیضا یعد تعبیرا عن ضعف برامج تنمیة رؤساء الأقسام وافتقارها لهذا البعد المهم من مقومات القائد الأکادیمی ، الذی یجب أن یکون تعبیرا عن جوهر القیادة والرعایة والتمیز . وهذا ما أشارت الیه دراسة (السید، ومصطفى ،2002)، وبالرجوع إلى المادة (65) من قانون تنظیم الجامعات لسنة 1972م یتضح أن اختیار رؤساء الأقسام وتعینیهم وفق قانون تنظیم الجامعات، یعتمد فی الغالب على قدرة المرشح على البحث والتدریس، لا على القیادة والإدارة، وهذا ما یسبب افتقارهم لهذا الجانب بشکل ما. وهذا ما یتنافى مع أخلاقیات إدارة التابعین والقسم الأکادیمی، حیث أکدت دراسة (فلاته، 2011) على ضعف وافتقار رؤساء الأقسام الأکادیمیة بالجامعات العربیة الى الخبرات الإداریة الکافیة والمهارات القیادیة الفاعلة، وهذا ما یتعارض مع الدور الذی ینبغی أن یمارسه رؤساء الأقسام فی رعایة الأعضاء ودمجهم بالقسم. (فرج،2013)، (البشری 2014) و"جونز" (Jones, 2008)، و"مورای" (Murray,2008)، و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013). وتدل النتائج على احتلال البعد الأول (أخلاق الرعایة المتعلقة بالجانب البحثی) ، المرتبة الأولى فی درجة التوافر بمتوسط حسابی (2.315) ، وانحراف معیاری (0.644) ، وهو ما یدل على توافر أخلاق الرعایة المتعلقة بالجانب البحثی بدرجة متوسطة ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام یدرکون بشکل ما أهمیة الجانب البحثی للهیئة المعاونة ، وأنه الأساس فی استمرارهم فی الهیئة التدریسیة بالجامعة ، وأنه من المهم انتهاء الهیئة المعاونة من أبحاثها والا تعرضت للفصل ، مما یجعلهم حریصون على عنایتهم –رسمیا- فی هذا الجانب الحیوی ، (Bensimon, Ward& Sanders,2000) "کرامر" Cramer,2006))،  کما تشیر النتائج الى احتلال البعد  السادس (أخلاق الرعایة المتعلقة بالجانب السلوکی ) المرتبة الأخیرة فی درجة التوافر(ضعیفة) ، بمتوسط حسابی ( 1.479) ، وانحراف معیاری ( 0.688) ، وهو ما یشیر الى تدنی أخلاق الرعایة المتعلقة بهذا الجانب ، ویمکن تفسیر ذلک بأن رؤساء الأقسام لا یضعون فی اعتبارهم الجوانب السلوکیة للهیئة المعاونة ،فهم أحرار فی تصرفاتهم ، کما أن هناک افتقارا معرفیا وتدریبیا فیما یتعلق بإعداد رؤساء الأقسام الأکادیمیة فی هذا الجانب .  

وتؤکد استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة على أبعاد الاستبانة النتیجة العامة، وهی محدودیة توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، وذلک کما یتضح فیما یلی:

ثانیا: -تحلیل استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة على الأبعاد التی تضمنتها الاستبانة:

البعد الأول: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب البحثی:

"

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول رقم (3) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب البحثی"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف

المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. المساعدة فی تحدید الموضوعات البحثیة "ماجستیر –دکتوراه" وفقا للقدرات الشخصیة فی إطار التخصص وسیاسة القسم.

130

45.30%

141

49.13%

16

5.57%

2.397

0.593

5

کبیرة

  1. الإرشاد الى مصادر المعلومات مع تقدیم ما یتاح من مراجع علمیة متطلبة.

128

44.60%

147

51.22%

12

4.18%

2.404

0.571

4

کبیرة

  1. الاطمئنان على الأحوال البحثیة بالتواصل المستمر مع المشرفین لتسهیل الانجاز بتقریب وجهات النظر.

150

52.26%

127

44.25%

10

3.48%

2.488

0.566

1

کبیرة

  1. تقدیم المشورة والاستشارة العلمیة والبحثیة اللازمة لاستکمال الأبحاث أو الانتهاء منها.

140

48.78%

129

44.95%

18

6.27%

2.425

0.609

2

کبیرة

  1. متابعة مقدار التقدم البحثی بشکل مستمر لتذلیل أیة صعوبات قائمة أو متوقعة.

133

46.34%

130

45.30%

24

8.36%

2.380

0.636

6

کبیرة

  1. تقدیم الدعم المادی والمعنوی اللازم للانتهاء من الأبحاث فی الوقت المناسب لها.

126

43.90%

122

42.51%

39

13.59%

2.303

0.696

7

متوسطة

  1. الإمداد بالمعارف والمهارات البحثیة المفتقر الیها، من خلال جلسات وقاعات البحث المستمرة.

96

33.45%

128

44.60%

63

21.95%

2.115

0.737

8

متوسطة

  1. تعزیز التعبیر عن الآراء والأفکار تجاه الموضوعات البحثیة المطروحة بالسیمینار العلمی بالقسم.

145

50.52%

119

41.46%

23

8.01%

2.425

0.637

2

کبیرة

  1. الحفز المستمر للحصول على بعثات علمیة لاستکمال الأبحاث أو الانتهاء منها.

67

23.34%

124

43.21%

96

33.45%

1.899

0.748

9

متوسطة

المحور ککل

123.89

43.17%

129.67

45.18%

33.44

11.65%

2.315

0.644

 

متوسطة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(3) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب البحثی ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 2.315) ، والانحراف المعیاری ( 0.644) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یدرکون أهمیة الرعایة البحثیة للهیئة المعاونة بشکل ما، خاصة بمرحلتی الماجستیر والدکتوراه ، لما یترتب على الانتهاء منهما من امتیازات تتعلق بالنمو المهنی والاستقرار الوظیفی ،وکذلک لإدراکهم أن الجانب البحثی هو من أهم جوانب التشکل الأکادیمی لعضو هیئة التدریس .(Bensimon, Ward& Sanders,2000) ، والهیئة المعاونة کما نص قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة ( 2006، مادة 131 ، ص ص 28-29) هم نواة أعضاء هیئة التدریس بالأقسام ، "ویقومون بالدراسات والبحوث العلمیة اللازمة، للحصول على الدرجات العلمیة العلیا وبما یعهد به إلیهم القسم المختص من التمرینات والدروس العلمیة من الأعمال تحت اشراف أعضاء هیئة التدریس ، وبالأعمال الأخرى التی یکلفهم بها العمید ، ومجلس القسم المختص" وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم ( 3) " الاطمئنان على الأحوال البحثیة بالتواصل المستمر مع المشرفین لتسهیل الإنجاز


بتقریب وجهات النظر" المرکز الأول فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (2.488 ) ، وانحراف معیاری (  0.566 ) ، وهی درجة (کبیرة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة أن رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة العلاقة الإشراقیة بین المشرفین والهیئة المعاونة ، وأهمیة دورهم فی تقریب المسافات بینهم ، وفی تذلیل أیة عقبات تتعلق بالعملیة الإشرافیة ، وخاصة أن هذا یقع فی صمیم المهام الإداریة المتعلقة بالهیئة المعاونة Cramer,2006)) ،(,2015 Gabriel) ،(الدهشان، والسیسی، 2005)، وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (9) " الحفز المستمر للحصول على بعثات علمیة لاستکمال الأبحاث أو الانتهاء منها" ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.899) ، وانحراف معیاری ( 0.748) ، وهی درجة (متوسطة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یهتمون کثیرا بحصول الهیئة المعاونة على بعثات علمیة، لأنهم قد یدرکون أن هذا من صمیم اهتمام العضو الشخصی لأنه یتعلق بموقفه الشخصی من السفر للخارج أو الانتهاء من الأبحاث ببعثات أو اشراف مشترک ، وهو ما یوضح الافتقار الى جانب الرعایة فیما یتعلق بهذا الجانب ، الذی لا یصف الرعایة المتطلبة التی تقرر رعایة وقیادیة رئیس القسم . (بو عباس، 2010، ص 2)، (Trevino& Brown, 2004,p.74) ، (قزق، 2005)، (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012) .

البعد الثانی: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب التدریسی:

"

 

 

 

 


جدول رقم (4) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب التدریسی"

الاستجـــابة

 

الأبعـــــاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. الإمداد بالمعارف والخبرات المتعلقة بالعملیة التدریسیة ومتطلباتها.

139

48.43%

117

40.77%

31

10.80%

2.376

0.673

2

کبیرة

  1. الدفع المستمر لحضور المحاضرات واللقاءات التدریسیة المختلفة.

135

47.04%

129

44.95%

23

8.01%

2.390

0.632

1

کبیرة

  1. التدریب المستمر على الأداء التدریسی قبل دخول قاعات التدریس ولقاء الطلاب.

127

44.25%

124

43.21%

36

12.54%

2.317

0.685

3

متوسطة

  1. المتابعة المستمرة للأداء التدریسی مع توجیهه وتقویمه.

98

34.15%

117

40.77%

72

25.09%

2.091

0.766

6

متوسطة

  1. الحفز المستمر للاستفادة من الخبرات التدریسیة لأعضاء هیئة التدریس بمتابعتهم والجلوس معهم.

117

40.77%

92

32.06%

78

27.18%

2.136

0.814

5

متوسطة

  1. الارشاد الى أفضل الطرق فی التعامل مع الطلاب، والتمکن من حل مشاکلهم.

132

45.99%

67

23.34%

88

30.66%

2.153

0.864

4

متوسطة

  1. الاطمئنان على التمکن من استخدام الوسائل والأسالیب الحدیثة "تکنولوجیة والکترونیة" فی العملیة التدریسیة.                                      

19

6.62%

120

41.81%

148

51.57%

1.551

0.617

8

ضعیفة

  1. الإمداد بالخبرات المتعلقة بأعمال (اعداد الکتب الجامعیة -التقویم -الاختبارات، الخ.)، مع تقدیم نماذج استرشادیة لها.

39

13.59%

114

39.72%

134

46.69%

1.669

0.704

7

متوسطة

المحور ککل

100.75

35.10%

110.00

38.33%

76.25

26.57%

2.085

0.719

 

متوسطة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(4) یتضح  أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب التدریسی ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد (2.085 ) ،والانحراف المعیاری (0.719) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة لا یعطون الجانب التدریسی للهیئة المعاونة بأقسامهم الاهتمام الکافی ، وربما یترکونهم لمهاراتهم الشخصیة دون متابعة حقیقیة تصف جانب الاهتمام والرعایة فیما یتعلق بهذا الجانب المهم والضروری.Jones,2008) ) Cramer,2006)) و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013). وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (2) " الدفع المستمر لحضور المحاضرات واللقاءات التدریسیة المختلفة." المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.390)، وانحراف معیاری (0.632)، وهی درجة (کبیرة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة أن رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة ارشاد الهیئة المعاونة الى حضور المحاضرات واللقاءات التدریسیة المختلفة لتحسین مهاراتهم التدریسیة، لأن التدریس یمثل جانبا محوریا فی تکوینهم، وکذلک لأن من مهام رؤساء الأقسام الرسمیة التأکید على هذا الجانب المهم. کما أکدت المادة (132) من قانون تنظیم الجامعات فی مصر، على نظام تدریب المعیدین والمدرسین المساعدین على التدریس وتلقی أصوله، کما هو موضح باللائحة التنفیذیة للقانون.، وکما أشارت بعض الدراسات (الردادی، 2014)، (Murray,2008) ، (قزق، 2005)، (,2015 Gabriel)، وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (7) " الاطمئنان على التمکن من استخدام الوسائل والأسالیب الحدیثة "تکنولوجیة والکترونیة" فی العملیة التدریسیة" ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.551)  ، وانحراف معیاری (   0.617 ) ، وهی درجة ( ضعیفة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام قد یدرکون أن الجانب الخاص بتکنولوجیا التعلیم وتطبیقه فی العملیة التدریسیة قد یعد من سبیل المسلمات ، وهو أمر لا یحتاج الى متابعة ، وقد یعتقدون أن هذه المهارة هی مسئولیة الهیئة المعاونة ذاتها ، بما فی ذلک الإعداد الذی یتضمن التمکن من مهارات استخدام التکنولوجیا بشکل أساسی فی إتمام المهام ، وقد یتعلق الأمر بضعف رؤساء الأقسام فی هذا الجانب المهارى .(الحربی، 2014) وتؤکد دراسة (المدرع، 2014) (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012) .

البعد الثالث: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الارتقائی (التنموی):

 

جدول رقم (5) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الارتقائی (التنموی)"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. الإرشاد المستمر للمصادر العلمیة والمعرفیة والبحثیة التی تساعد على تطویر القدرات المهنیة فی الأداء.

29

10.10%

131

45.64%

127

44.25%

1.659

0.655

7

ضعیفة

  1. تلبیة الاحتیاجات المهنیة بتقدیم الدعم والمشورة من خلال اللقاءات الرسمیة وغیر الرسمیة.

130

45.30%

141

49.13%

16

5.57%

2.397

0.593

2

کبیرة

  1. التکلیف المستمر بعمل قراءات واطلاع على الجدید فی مجال التخصص مع عرضه فی السیمینار العلمی.

129

44.95%

132

45.99%

26

9.06%

2.359

0.642

3

کبیرة

  1. الدفع المستمر لتطویر الأداء من خلال اتاحة الفرصة للتجریب فی التدریس والبحث.

24

8.36%

141

49.13%

122

42.51%

1.659

0.627

7

ضعیفة

  1. التشجیع المستمر على حضور المؤتمرات العلمیة المختلفة والندوات وورش العمل فی مجال التخصص، وغیره.

134

46.69%

135

47.04%

18

6.27%

2.404

0.606

1

کبیرة

  1. اتاحة الفرصة للالتقاء ببعض خبراء التربیة للاستفادة من أفکارهم ورؤاهم وخبراتهم.

34

11.85%

117

40.77%

136

47.39%

1.645

0.684

9

ضعیفة

  1. تشجیع الدخول على أوعیة المعلومات الرقمیة مع تعزیز التواصل الرقمی تطویرا للأداء.

23

8.01%

122

42.51%

142

49.48%

1.585

0.636

10

ضعیفة

  1. التشجیع المستمر على الاشتراک فی أنشطة الروابط والجمعیات العلمیة والنوادی الفکریة، وغیرها.

49

17.07%

129

44.95%

109

37.98%

1.791

0.723

4

متوسطة

  1. وضع برنامج اثابة للأداء المتمیز بحثیا وتدریسیا وخدمة مجتمع محلی.

39

13.59%

142

49.48%

106

36.93%

1.767

0.673

5

متوسطة

  1. عمل جلسات تدریبیة موجهة ومستمرة لتحسین الأداء المهنی وضمان جودته.

21

7.32%

172

59.93%

94

32.75%

1.746

0.581

6

متوسطة

المحور ککل

61.2

21.32%

136.2

47.46%

89.6

31.22%

1.901

0.642

 

متوسطة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(5) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب الارتقائی (التنموی)، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد (1.901)، والانحراف المعیاری (0.642)، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة قد یترکون مهمة تنمیة الهیئة المعاونة لمشرفیهم دون الاهتمام الکامل بهم، وقد یرتبط الأمر بتعقد مهام رؤساء الأقسام وضیق وقتهم لمتابعة الهیئة المعاونة وتنمیتها مهنیا ،  فالهیئة المعاونة کما نص قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة ( 2006، مادة 131 ، ص ص 28-29) هم نواة أعضاء هیئة التدریس بالأقسام ، "ویقومون بالدراسات والبحوث العلمیة اللازمة، للحصول على الدرجات العلمیة العلیا وبما یعهد به إلیهم القسم المختص من التمرینات والدروس العلمیة من الأعمال تحت اشراف أعضاء هیئة التدریس ، وبالأعمال الأخرى التی یکلفهم بها العمید ، ومجلس القسم المختص" ، کما أکدت

 

المادة ( 132) کذلک على نظام تدریب المعیدین والمدرسین المساعدین على التدریس وتلقی أصوله ، کما هو موضح باللائحة التنفیذیة للقانون .  وهذا یعد تقصیرا قیاسا بما هو متوقع من رؤساء الأقسام فی هذا الجنب الحیوی للهیئة المعاونة بالأقسام، Trevino, Hartman & Brown,2000)) ،(الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012) . وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (5) " التشجیع المستمر على حضور المؤتمرات العلمیة المختلفة والندوات وورش العمل فی مجال التخصص، وغیره." المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.404)، وانحراف معیاری (0.606)، وهی درجة (کبیرة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة أن رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة المؤتمرات العلمیة المختلفة والندوات وورش العمل فی مجال التخصص، لاسیما أنهم بالدرجة الأولى باحثین، وهذا ما یدفعهم الى ارشاد من یدیرونهم الى حضورها بحکم طبیعة العمل البحثی والتخصص. (Bensimon, Ward& Sanders,2000) ، (خراط، 2014) (Jones,2008) ، وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (7) " تشجیع الدخول على أوعیة المعلومات الرقمیة مع تعزیز التواصل الرقمی تطویرا للأداء."، المرکز الأخیر فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (1.585)، وانحراف معیاری (0.636)، وهی درجة (ضعیفة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام قد یفتقرون الى الالمام الکافی بأوعیة المعلومات الرقمیة وکیفیة التعامل معها، بالإضافة الى أن البعد الالکترونی قد یکون ضعیفا لدى بعضهم، وهذا ما یسبب ضعف الاهتمام بهذا الجانب. (المدرع، 214)، (الحربی، 2014) (علیان، 2010، ص 47).

البعد الرابع: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الشخصی:

 

 

 

 


"جدول رقم (6) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الشخصی"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. المساعدة فی التعرف على الخصائص الشخصیة والقدرات والاهتمامات.

17

5.92%

141

49.13%

129

44.95%

1.610

0.598

5

ضعیفة

  1. التوجیه المستمر لتکوین شخصیة مستقلة ایجابیة قادرة على اتخاذ القرارات وتبنی مواقف واضحة فی العمل.

15

5.23%

125

43.55%

147

51.22%

1.540

0.595

7

ضعیفة

  1. اتاحة الفرصة للتعبیر الحر عن المواقف والاهتمامات والآراء.

14

4.88%

131

45.64%

142

49.48%

1.554

0.588

6

ضعیفة

  1. الاحترام والتقدیر المستمر بعدم التقلیل من الآراء ووجهات النظر.

121

42.16%

138

48.08%

28

9.76%

2.324

0.645

1

کبیرة

  1. المساعدة على تبنی وجهة نظر شخصیة تجاه العمل المهنی وأطراف التفاعل.

54

18.82%

115

40.07%

118

41.11%

1.777

0.743

3

متوسطة

  1. دعم المبادرات الشخصیة المقدمة مع تقدیم التسهیلات المناسبة.

29

10.10%

128

44.60%

130

45.30%

1.648

0.657

4

ضعیفة

  1. الارشاد المستمر لتعدیل السلوک الشخصی انسجاما مع سیاسة القسم والکلیة.

61

21.25%

152

52.96%

74

25.78%

1.955

0.686

2

متوسطة

المحور ککل

44.43

15.48%

132.86

46.29%

109.71

38.23%

1.773

0.645

 

متوسطة

   بالنظر الى الجدول السابق رقم(6) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب الشخصی، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد (1.773)، والانحراف المعیاری (0.645) ، وهی درجة ( متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة ، قد یغفلون الجانب الشخصی للهیئة المعاونة ظنا منهم أن الجوانب المهنیة الأخرى ذات أهمیة أکبر ، وقد یترکون الهیئة المعاونة للتشکل الذاتی دون تدخل منهم فی ذلک .(,2003,p295 White)، (Pimentel,2011,p49) ، وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (4) " الاحترام والتقدیر المستمر بعدم التقلیل من الآراء ووجهات النظر" المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.324)، وانحراف معیاری (  0.645) ، وهی درجة ( متوسطة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة ان رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة تقدیر آراء ووجهات نظر الهیئة المعاونة باعتبارهم لبنات لأعضاء هیئة التدریس ، وأن ذلک مهم لإدماجهم بالقسم وتهیئتهم للعمل التدریسی والبحثی بشکل معین . (Cramer, 2006)"، (Jones, 2008) ،وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (2) "التوجیه المستمر لتکوین شخصیة مستقلة ایجابیة قادرة على اتخاذ القرارات وتبنی مواقف واضحة فی العمل." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (1.540)، وانحراف معیاری (0.595)، وهی درجة (ضعیفة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یرون فی الهیئة المعاونة دواعی للاستقلال الشخصی أو اتخاذ القرارات، لأنهم تحت التشکل ولیست لدیهم السلطة لذلک، کما أنهم یتتلمذون ویجب أن ینصاعوا للأوامر والتوجیهات دون تدخل أو فرض مواقف تعبر عن اتجاه شخصی ومستقل عن المصلحة العامة، مما قد یتسبب فی عرقلة النظام وتشتیت الإدارة. وهذا ما لا یتناسب مع ما یتوقع منهم فی إدارة أقسامهم."مورای" (Murray,2008)، و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)

البعد الخامس: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الاجتماعی:

"جدول رقم (7) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الاجتماعی"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

 

ک

%

ک

%

ک

%

  1. اتاحة الفرصة لتکوین مجموعات عمل متجانسة للعمل بروح الفریق سواء داخل القسم أو الکلیة.

16

5.57%

130

45.30%

141

49.13%

1.564

0.599

7

ضعیفة

  1. تشجیع المبادرات الجماعیة المقدمة ودعمها.

111

38.68%

128

44.60%

48

16.72%

2.220

0.712

1

متوسطة

  1. تعزیز الاقتراب بإقامة علاقات انسانیة خارج نطاق العمل المهنی.

62

21.60%

142

49.48%

83

28.92%

1.927

0.707

2

متوسطة

  1. تقدیر الظروف الخاصة مع المساعدة على حل المشکلات ذات الطابع الاجتماعی.

52

18.12%

144

50.17%

91

31.71%

1.864

0.694

4

متوسطة

  1. تشجیع التواصل مع العاملین بالکلیة على اختلافهم مع تشجیع استمراره.

29

10.10%

137

47.74%

121

42.16%

1.679

0.649

6

متوسطة

  1. زیادة تبادل الخبرات الاجتماعیة مع استخلاص القیم المتضمنة فیها.

43

14.98%

130

45.30%

114

39.72%

1.753

0.698

5

متوسطة

  1. المساعدة الداعمة للمشارکة فی أنشطة خدمة المجتمع المحلی وتنمیته.

64

110.00%

121

42.16%

102

35.54%

1.868

0.750

3

متوسطة

المحور ککل

52.17

18.18%

135.2

47.10%

99.67

34.73%

1.834

0.677

 

متوسطة

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم(7) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة، فیما یتعلق بالجانب الاجتماعی ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.834) ،والانحراف المعیاری (0.677) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة لا یجدون من الوقت ما یسمح لهم برعایة الجانب الاجتماعی للهیئة المعاونة ، وقد یستشعر هؤلاء الرؤساء أن العمل الرسمی هو الاطار الذی یجمعهم بمن یقودونهم ، ولا ضرورة لإضاعة الوقت فی مجاملات أو علاقات خارج هذا النطاق المنظمی ، وهذا مما یقلل من اهتمامهم بهذا الجانب المهم. (سیدام، 2009)، (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012)، (قزق (2005. وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (2) " تشجیع المبادرات الجماعیة المقدمة ودعمها." المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.220) ، وانحراف معیاری (  0.712 ) ، وهی درجة  (متوسطة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة ان رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة المبادرات التی تقدم فی سیاق العمل لتحسینه سواء أکانت فردیة أو جماعیة ، ولکن لیس بالقدر الکافی ، کما أن تشجیع المبادرات بعد مهم فی الارتقاء الوظیفی ، وهو ما یحرص علیه –الى حد ما - معظم رؤساء الأقسام الأکادیمیة .(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (Eddy,2008) ، Stolte,2002)) .وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (1) " اتاحة الفرصة لتکوین مجموعات عمل متجانسة للعمل بروح الفریق سواء داخل القسم أو الکلیة." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.564)  ، وانحراف معیاری ( 0.599) ، وهی درجة (ضعیفة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یهتمون کثیرا بما تتوجه الیه الهیئة المعاونة فی محیط العمل ، سواء بتکوین مجموعات عمل ، أو العمل الفردی ، فما یشغلهم هو انضباط العمل واتمام المهام المکلفین بها ، وقد یعزى الأمر لعدم اکتراث بعض رؤساء الأقسام بالعلاقات الجماعیة ، لانشغالهم بالإدارة والعمل المنظمی فی اطاره الرسمی ...(السید، ومصطفى ،2002) Murray,2008) )


البعد السادس: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب السلوکی:

"جدول رقم (8) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب السلوکی"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. التشجیع على اقامة علاقات انسانیة جیدة مع الرؤساء والعاملین والطلاب بالکلیة.

75

26.13%

164

57.14%

48

16.72%

2.094

0.649

3

متوسطة

  1. التدریب على التعبیر الموضوعی عن الذات مع التحکم فی الانفعالات فی المواقف الحرجة.

54

18.82%

131

45.64%

102

35.54%

1.833

0.719

6

متوسطة

  1. التوجیه لتقدیر واحترام کل أطراف التفاعل مع تقبل الآراء ووجهات النظر بمرونة وسعة صدر.

27

9.41%

127

44.25%

133

46.34%

1.631

0.650

8

ضعیفة

  1. التدریب على ضبط النفس والتعامل مع الأمور الحرجة والمشکلات بموضوعیة.

49

17.07%

126

43.90%

112

39.02%

1.780

0.717

7

متوسطة

  1. تهیئة الظروف المناسبة لتقویم السلوک من خلال توجیهات الأعضاء بالقسم.

63

21.95%

147

51.22%

77

26.83%

1.951

0.698

5

متوسطة

  1. التدریب على تقدیر کل الزملاء مع عدم أخذ أیة مواقف متطرفة لمجرد الاختلاف الفکری.

111

38.68%

149

51.92%

27

9.41%

2.293

0.630

2

متوسطة

  1. دعم المبادرات السلوکیة الجیدة التی تتسق مع جهود الکلیة والقسم.

86

29.97%

120

41.81%

81

28.22%

2.017

0.762

4

متوسطة

  1. استخدام الرفق عند المحاسبة وتوجیه أخطائهم ذات الطابع الشخصی.

123

42.86%

129

44.95%

35

12.20%

2.307

0.677

1

متوسطة

المحور ککل

45.50

15.85%

105.50

36.76%

76.88

26.79%

1.479

0.688

 

ضعیفة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(8) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر ضعیف من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب السلوکی ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.479) ،والانحراف المعیاری (0.688) ، وهی درجة (ضعیفة ) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة لا یهتمون بتشکیل الجانب السلوکی للهیئة المعاونة بأقسامهم ، لان هذا البعد قد لا یجد حیزا فی تفکیرهم ، لأن مصلحة التنظیم قد تشغل رؤساء الأقسام بحیث لا یهتمون بتشکیل سلوک الهیئة المعاونة ، وهذا ما یصف القصور الواضح فی اعداد رؤساء الأقسام ، وأهمیة امدادهم بالمهارات اللازمة لتوجیه الرعایة السلوکیة لمن یترأسونهم ویسألون عنهم وعن شخصیاتهم. Bowen,1998,p309) &,Richman  Rosenfel)، (Trevino, Hartman & Brown, 2000, p128).وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم ( 8  ) " استخدام الرفق عند المحاسبة وتوجیه أخطائهم ذات الطابع الشخصی. المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.307)، وانحراف معیاری (0.677)، وهی درجة (متوسطة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة ان رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة عدم تعرض الهیئة المعاونة للإهانة أو العقاب الشدید، وخاصة عند ارتکاب الأخطاء أو التجاوز بشکل شخصی، لأنهم دعائم مهمة لمستقبل القسم، الا أن هذا لا یحدث بشکل کاف أو مرضی. (بو عباس، 2010، ص 2)، (Trevino& Brown, 2004,p.74) . وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (3) " التوجیه لتقدیر واحترام کل أطراف التفاعل مع تقبل الآراء ووجهات النظر بمرونة وسعة صدر"، المرکز الأخیر فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (1.631)، وانحراف معیاری (0.650)، وهی درجة (ضعیفة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یشغلهم کثیرا اهتمام الهیئة المعاونة بالعلاقات التی ینبغی أن تنشأ فی محیط التفاعل، وقد لا یأبهون بنمط التواصل على اعتقاد أن هذا أمر شخصی، ویعنی الهیئة المعاونة دون التدخل فی أمرها بشکل معین. (الحولی، 2014). (سعادة، 2003)، قزق (2005).

البعد السابع: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب النفسی (الوجدانی):

 

 

"جدول رقم (9) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب النفسی (الوجدانی)"

 

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. المساعدة على التخلص من المشاعر والانفعالات السلبیة تجاه (النفس – المجتمع الأکادیمی – المهنة).

18

6.27%

122

42.51%

147

51.22%

1.551

0.617

8

ضعیفة

  1. المساعدة على تکوین اتجاهات ومواقف ایجابیة تجاه (القسم -الکلیة – الجامعة -تخصصهم الأکادیمی).

100

34.84%

131

45.64%

56

19.51%

2.153

0.722

4

متوسطة

  1. المساعدة على تکوین مفهوم ایجابی عن الذات، مع الاستعداد للتمیز والارتقاء المهنی.

98

34.15%

140

48.78%

49

17.07%

2.171

0.696

3

متوسطة

  1. الدفع المستمر للمنافسة المستمرة للإنجاز وتجوید الأداء.

142

49.48%

124

43.21%

21

7.32%

2.422

0.626

1

کبیرة

  1. المساعدة على التخلص من المشکلات ذات الطابع النفسی من خلال رفع الضغوط واتاحة الفرصة للتحرر.

13

4.53%

133

46.34%

141

49.13%

1.554

0.582

7

ضعیفة

  1. الإشعار بالشراکة فی العمل، من خلال اتاحة مناخ مفتوح من العلاقات الجیدة والتواصل البناء.

122

42.51%

137

47.74%

28

9.76%

2.328

0.646

2

کبیرة

  1. الاشعار بالجانب القیادی بالکلیة، مع توقع تقدیم خطط التطویر والتنمیة مستقبلا.

17

5.92%

153

53.31%

117

40.77%

1.652

0.589

6

ضعیفة

  1. الاشعار بالانتماء للکلیة والقسم من خلال دفعهم المستمر للمشارکة فی الفعالیات والأنشطة المختلفة مع تقدیر انجازهم.

30

10.45%

147

51.22%

110

38.33%

1.721

0.642

5

متوسطة

المحور ککل

67.50

23.52%

135.88

47.34%

83.63

29.14%

1.944

0.640

 

متوسطة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(9) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب النفسی(الوجدانی) ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.944) ،والانحراف المعیاری (0.640) ، وهی درجة ( متوسطة ) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة  لا یکترثون بشکل کبیر بالبعد النفسی (الوجدانی) للهیئة

 

المعاونة ،نظرا لافتقار بعضهم لمهارات اقام علاقات إنسانیة جیدة ، وتشکیل حالة معنویة دافعة لسلوک التابعین ، خاصة أن البعد الوجدانی والمعنوی فی رعایة التابعین لا یظهر بشکل کبیر فی برامج التنمیة المهنیة أو الإعداد لرؤساء الأقسام الأکادیمیة ، فی کل جوانب التعلم والتکوین. Bowen,1998,p309) &,Richman  Rosenfel)، (Trevino, Hartman & Brown, 2000, p128) . وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (4) " الدفع المستمر للمنافسة المستمرة للإنجاز وتجوید الأداء" المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.422)، وانحراف معیاری (0.626)، وهی درجة (کبیرة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة ان رؤساء الأقسام، لا یشغلهم الا تجوید الأداء بشکل کبیر ، وهم یدفعون الأعضاء لهذا بشکل کبیر لان هذا یتسق مع اتجاهات الأخذ بالجودة والاعتماد ، وأن هذه فلسفة التنظیم وتتسق مع تحقیق أهدافه بشکل کبیر . (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، ودراسة "ادی" (Eddy,2008) وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (1) "  المساعدة على التخلص من المشاعر والانفعالات السلبیة تجاه (النفس – المجتمع الأکادیمی – المهنة)." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.551 )  ، وانحراف معیاری (0.617) ، وهی درجة ( ضعیفة ) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یدرکون البعد النفسی ومدى تأثیره فی السلوک بشکل کبیر ، وکیف أنه من المهم توجیه الهیئة المعاونة للتخلص السریع والمستمر من مشاعرها السالبة ، لأن هذا من شأنه أن یعوق تقدمهم فی العمل ، وهذا مؤشر لضعف استعداد رئیس القسم لمباشرة العمل القیادی ، لأن اختیاره یتم وفقا للقانون ،کما نصت المادة رقم( 9) من قانون تنظیم الجامعات ، فی بند اختیار القیادات الأکادیمیة . وهذا ما لا یصف أهمیة الأداء فی هذا الجانب المهم. (Eddy,2008)

 

 


البعد الثامن: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب القیمی:

"جدول رقم (10) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب القیمی"

 

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. المساعدة على تبنی معاییر قیمیة للحکم على الأمور بموضوعیة.

50

17.42%

121

42.16%

116

40.42%

1.770

0.726

3

متوسطة

  1. الارشاد والتوجیه باستمرار نحو تقدیر المجتمع والانتماء الیه.

55

19.16%

144

50.17%

88

30.66%

1.885

0.698

2

متوسطة

  1. المساعدة على تشکیل نسق من القیم الایجابیة التی تعاون على السلوک المقبول فی محیط العمل.

31

10.80%

120

41.81%

136

47.39%

1.634

0.671

4

ضعیفة

  1. بلورة رؤیة مشترکة تنطلق من الصالح المؤسسی والمجتمعی للتطور والارتقاء.

98

34.15%

133

46.34%

56

19.51%

2.146

0.719

1

متوسطة

  1. الارشاد والتبصیر بأهمیة تطویر المجتمع والمساهمة فی حل مشکلاته، کقیمة أساسیة فی أدائهم المهنی.

32

11.15%

111

38.68%

144

50.17%

1.610

0.719

5

ضعیفة

  1. بلورة میثاق خلقی یکون محددا للسلوک بالقسم والکلیة والجامعة بشکل عام.

9

3.14%

128

44.60%

150

52.26%

1.509

0.560

6

ضعیفة

المحور ککل

45.83

15.97%

126.2

43.96%

115

40.07%

1.759

0.682

 

متوسطة

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم(10) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة الخاصة بهم فیما یتعلق بالجانب القیمی ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.759 ) ،والانحراف المعیاری (0.682) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة لا یدرکون بشکل کبیر أهمیة الجانب القیمی فی تشکیل الهیئة المعاونة بأقسامهم ، وکیف أنه یؤثر على بنائهم الأکادیمی والشخصی ، وهذا مؤشر لافتقار رؤساء الأقسام الأکادیمیة للجانب المعونی والأخلاقی ، فیما یتعلق بدعم ورعایة الهیئة المعاونة بأقسامهم .( قزق ، 2005) ، (Bensimon, Ward& Sanders,2000) ، وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم ( 4 ) " بلورة رؤیة مشترکة تنطلق من الصالح المؤسسی والمجتمعی للتطور والارتقاء". المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.146)، وانحراف معیاری (0.719)، وهی درجة (متوسطة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة ان رؤساء الأقسام یدرکون أهمیة الصالح المؤسسی بشکل کبیر، وکیف أنه من المهم أن یکون للهیئة المعاونة رؤیة تتسق مع الرؤیة العامة والصالح المؤسسی والمجتمعی، وهذا جوهر مهم فی تنفیذ المهام الإداریة والتنظیمیة. Jones,2008) ) (Cramer,2006)) . وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (6) "  بلورة میثاق خلقی یکون محددا للسلوک بالقسم والکلیة والجامعة بشکل عام." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.509)  ، وانحراف معیاری ( 0.560 ) ، وهی درجة (   ضعیفة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام لا یهتمون کثیرا بالجانب الأخلاقی الذی یضبط القسم بشکل اتفاقی ، بل یطبقون القانون والتعلیمات الإداریة کآلیة مهمة فی إدارة القسم وفقا للاطار الرسمی ، غیر مکترثین بما یمکن الاتفاق علیه من مبادئ ومواثیق خلقیة اتفاقیة بین الأعضاء ، وهو ما یشیر الى ضعف استعداد وتمکن رؤساء الأقسام من الجانب القیمی فی رعایتهم للأعضاء أو ادارتهم . (Hartman & Brown,2000  Trevino,).

 

 

البعد التاسع: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الفکری:

"جدول رقم (11) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الفکری"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. الامداد بالخبرات والمهارات التی تساعد على التفکیر بطریقة صحیحة وموضوعیة.

69

24.04%

141

49.13%

77

26.83%

1.972

0.714

3

متوسطة

  1. التوجیه للوسطیة فی الحکم على الأمور مع المرونة فی عرض الافکار والآراء.

37

12.89%

153

53.31%

97

33.80%

1.791

0.652

5

متوسطة

  1. الارشاد لمباحث تثری الساحة الفکریة، وتسهم فی حل مشکلات المجتمع وارتقائه.

45

15.68%

132

45.99%

110

38.33%

1.774

0.700

6

متوسطة

  1. اتاحة القدر المناسب من الحریة فی مناقشة الأمور والقضایا الخلافیة، بموضوعیة وعدم التطرف فی الحکم.

65

22.65%

122

42.51%

100

34.84%

1.878

0.750

4

متوسطة

  1. التعریف بالمصادر المعرفیة التی تمکن من التفکیر بطرق علمیة تتسق مع متطلبات عصر الجودة وتکنولوجیا المعلومات.

100

34.84%

145

50.52%

42

14.63%

2.202

0.675

2

متوسطة

  1. التشجیع للتواصل الایجابی مع العلماء والمفکرین والأساتذة الرواد فی مجال التخصص وغیره، إثراءً لأفکارهم ورصیدهم المعرفی.

122

42.51%

120

41.81%

45

15.68%

2.268

0.715

1

متوسطة

المحور ککل

73

25.44%

135.5

47.21%

78.5

27.35%

1.981

0.701

 

متوسطة

بالنظر الى الجدول السابق رقم(11) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة  فیما یتعلق بالجانب الفکری ، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.981 ) ،والانحراف المعیاری (0.701) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة ، لا یعطون الجانب الفکری فی الرعایة للهیئة المعاونة اهتماما کبیرا ، نظرا لترکیزهم على النواحی الإداریة والفنیة والتی تتصل بالعمل الإداری المجرد ، وهذا ما یشیر الى ضعف توجه رؤساء الأقسام الأکادیمیة لتقدیم رعایة فکریة للبنات القسم الأکادیمی ، فهذا لا یشغلهم ، کما أن أوقاتهم قد لا تسمح بذلک ، ویعولون على المشرفین –فی هذا الاطار – بشکل کبیر. Murray,2008)) ، Stolte,2002)) . وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم (6) " التشجیع للتواصل الایجابی مع العلماء والمفکرین والأساتذة الرواد فی مجال التخصص وغیره، إثراءً لأفکارهم ورصیدهم المعرفی" المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.268 ) ، وانحراف معیاری (  0.715 ) ، وهی درجة ( متوسطة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة

بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة، باعتبارهم باحثین ومفکرین بالدرجة الأولى، فهم یوجهون فی سبیل التواصل مع العلماء والمفکرین من خلال قنوات التواصل البحثی والشخصی وغیرها، وهذا من وجهة نظرهم یبدو مهما، کما أنه یتعلق بتوجه الهیئة المعاونة أکثر من اهتمام رئیس القسم. (الحولی، 2014) ، (السید ، ومصطفى ،2002) ، وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (3) " الارشاد لمباحث تثری الساحة الفکریة، وتسهم فی حل مشکلات المجتمع وارتقائه." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.774 ) ، وانحراف معیاری ( 0.700 ) ، وهی درجة ( متوسطة) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام قد ینشغلون بمهامهم الإداریة وأعباء القسم المختلفة ، فلا یجدون الوقت الکافی لتوجیه الهیئة المعاونة الى التوسع فی الاهتمام البحثی وحدمة المجال الأکادیمی ، کما أنهم قد یعتقدون أن الوقت لیس مناسبا ، فالهیئة المعاونة أمامها الرسائل الخاصة بها للانتهاء منها ، حتى یصلوا الى الاستقرار الأکادیمی ، دون الانشغال بأمور أخرى قد تعطلهم .

 

 

البعد العاشر: أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الإبداعی:

"جدول رقم (12) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب لاستجابات الهیئة المعاونة على بعد أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب الإبداعی"

الاستجابة

 

الأبعاد

کبیرة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

الدرجة

ک

%

ک

%

ک

%

  1. اتاحة مناخ یسمح بالخروج على النمطیة فی الأداء، مع تقدیم الدعم المناسب له.

28

9.76%

147

51.22%

112

39.02%

1.707

0.598

6

متوسطة

  1. الدفع المستمر لتجریب طرق وأسالیب تتسم بالطلاقة والمرونة فی اتمام مهام العمل.

47

16.38%

153

53.31%

87

30.31%

1.861

0.670

3

متوسطة

  1. دفع تجوید الأداء من خلال تقدیم نماذج استرشادیة لبعض المبدعین.

29

10.10%

121

42.16%

137

47.74%

1.624

0.662

7

ضعیفة

  1. اتاحة الفرصة لعرض الأفکار الإبداعیة، مع تبنی المناسب منها.

111

38.68%

139

48.43%

37

12.89%

2.258

0.671

2

متوسطة

  1. الدفع المستمر للاشتراک فی الأنشطة والفعالیات ذات الطابع الإبداعی التی تتم داخل القسم الأکادیمی والکلیة أو خارجهما.

120

41.81%

123

42.86%

44

15.33%

2.265

0.709

1

متوسطة

  1. المساعدة على تسویق الابداعات من خلال التواصل مع المؤسسات والجهات ذات الاهتمام والتخصص.

41

14.29%

127

44.25%

119

41.46%

1.728

0.697

5

متوسطة

  1. اتاحة الفرصة لإبداء الآراء فی ادارة القسم مع السماح باقتراح طرق أخرى تتسم بالجدة والإبداعیة.

46

16.03%

143

49.83%

98

34.15%

1.819

0.686

4

متوسطة

المحور ککل

60.29

21.01%

136.14

47.44%

90.57

31.56%

1.894

0.670

 

متوسطة

                         

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم(12) یتضح أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یتوافر لدیهم قدر متوسط من أخلاق الرعایة تجاه الهیئة المعاونة فیما یتعلق بالجانب الإبداعی، وذلک کما عبر عنه المتوسط الحسابی للبعد ( 1.894) ،والانحراف المعیاری (0.670) ، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة لا یأبهون کثیرا بالجانب الإبداعی فی رعایة الهیئة المعاونة ، وهذا مما یؤکد ضعف الإعداد القیادی لرؤساء الأقسام ، وضعف برامج اعدادهم فیما یتعلق برعایة الابداع فی إدارة القسم ، بما لا یتناسب مع متطلبات هذا الوضع القیادی المؤثر . "(Mccollum,2014,pp21-22) ،(قزق، 2005)، (الدهشان، والسیسی، 2005).وتشیر النتائج الى احتلال العبارة رقم ( 5) " الدفع المستمر للاشتراک فی الأنشطة والفعالیات ذات الطابع الإبداعی التی تتم داخل القسم الأکادیمی والکلیة أو خارجهما." المرکز الأول فی درجة التوافر، بمتوسط حسابی (2.265)، وانحراف معیاری (0.709)، وهی درجة (متوسطة)، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن بعض رؤساء الأقسام الأکادیمیة لدیهم توجه إیجابی نحو الابداع وتنمیته بالأقسام الأکادیمیة والکلیة بشکل ما، فیدفعون الأعضاء والهیئة المعاونة للاشتراک فی الأنشطة الإبداعیة التی تتم داخل القسم الأکادیمی وخارجه سواء بالکلیة أو خارجها. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (الشریفی، الصرایرة، والناظر، 2012). وتشیر النتائج کذلک الى احتلال العبارة رقم (3) " دفع تجوید الأداء من خلال تقدیم نماذج استرشادیة لبعض المبدعین." ، المرکز الأخیر فی درجة التوافر ، بمتوسط حسابی (1.624)  ، وانحراف معیاری ( 0.662) ، وهی درجة ( ضعیفة ) ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة تنقصهم مهارات تنمیة الجانب الإبداعی لدى الهیئة المعاونة کجزء مهم فی رعایتهم ، وبالتالی فهم یفتقرون الى الآلیات التی تسمح لهم بتفعیل هذا الجانب المهم للهیئة المعاونة ، وهو ما یشی کذلک بضعف استعدادهم الشخصی للتمکن من إدارة القسم والارتقاء بأعضائه ومهاراتهم الإبداعیة ، کمتطلب مهم وضروری للنجاح الإداری بالقسم . (قزق ،2005)، (بوعباس، 2010)، (سعادة، 2003) .

(ب): -فیما یتعلق بمدى وجود فروق فی تقدیرات الهیئة المعاونة لتوافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة، تبعا لبعض خصائصهم الشخصیة:

جدول رقم (13) یوضح نتائج اختبار (ت) ومستوى الدلالة للفروق بین استجابات الهیئة المعاونة على توافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة وفقا لمغیرات (النوع-الرتبة الأکادیمیة -نوع الکلیة)

المتغیر

العدد

المتوسط

الحسابی

الانحراف

المعیاری

قیمة

ت

درجة

الحریة

الدلالة

ومستواها

النوع

ذکــور

109

12.633

1.882

14.869

262.99

0.000

دالة

إنــاث

178

16.352

2.314

الرتبة الأکادیمیة

معیــد

123

17.665

1.268

27.236

285

 

0.000

دالة

مدرسمساعد

164

12.896

1.698

نوع

الکلیة

نظریـــة

93

14.443

2.982

2.082

285

0.038

دالة

عملیـــة

194

15.178

2.705

بالنظر الى الجدول السابق رقم (13)، یتضح ما یلی:

- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة حول توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، تعزى الى الجنس، وذلک لصالح الإناث، کما یتضح من متوسطات الاستجابة، حیث کانت للذکور (12.633)، وللإناث (16.352)، حیث کانت قیمة (ت) المحسوبة (14.869)، وهی دالة عند مستوى دلالة (5 0 ,) . ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن الهیئة المعاونة من الإناث تحظى بأخلاق رعایة أکبر من الذکور من قبل رؤساء الأقسام، نظرا لاستشعار رؤساء القسام بأن الاناث یحتجن الى رعایة وعنایة أکبر من الذکور، لأنهن ینقصن القدرة على التصرف وإدراک خصائص البیئة التنظیمیة ومتطلباتها، کما یمکن أن یدرکه الذکور.

- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة حول توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، تعزى الى الرتبة الأکادیمیة، وذلک لصالح المعید، کما یتضح من متوسطات الاستجابة، حیث کانت للمعید (17.665)، وللمدرس المساعد (12.896)، حیث کانت قیمة (ت) المحسوبة (27.236)، وهی دالة عند مستوى دلالة (5 0 ,) . ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن الهیئة المعاونة من المعیدین یحظون بعنایة أکبر من قبل رؤساء أقسامهم، نظرا لأن المعیدین أقل خبرة ودرایة من المدرسین المساعدین، وهم یحتاجون الى الدعم والرعایة والتوجیه المستمر، حتى یحدث دمجهم فی القسم واشعارهم بالأمن والاستقرار مع بدایة وجودهم بالقسم.

- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات عینة الدراسة من الهیئة المعاونة حول توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، تعزى الى نوع الکلیة، وذلک لصالح الکلیات العملیة، کما یتضح من متوسطات الاستجابة، حیث کانت للکلیات العملیة (15.178)، والنظریة (14.443)، حیث کانت قیمة (ت) المحسوبة (2.082)، وهی دالة عند مستوى دلالة (5 0,) . ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن الهیئة المعاونة من الکلیات العملیة یحظون برعایة أکبر من قبل رؤساء أقسامهم، نظرا لأن الجوانب العملیة فی الأبحاث التی تجریها الهیئة المعاونة بالکلیات العملیة تتطلب متابعة واهتمام کبیر من قبل المشرفین والإدارة، هذا بالإضافة الى أن الکلیات العملیة تتطلب دعما مستمرا فی التجریب ووصف النتائج واعادة التجریب، وهذا ما یجعل رؤساء الأقسام على اتصال وثیق بالهیئة المعاونة، ویقدمون لهم الاستشارة والمعونة والخبرة والتوجیه بشکل مستمر ومسئول.

(ج): فیما یتعلق باستجابات عینة الدراسة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، حول عوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم:

جدول رقم (14) یوضح مدى الموافقة لاستجابات رؤساء الأقسام على استبانة عوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم

قوة العبارة

المدى

موافق بدرجة ضعیفة طلاب

   من 1      وحتى 1.66

موافق بدرجة متوسطة

من 1.67    وحتى 2.33

موافق بدرجة کبیرة

         من 2.34   وحتى 3

 

(1) -تحلیل استجابات عینة الدراسة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة على الاستبانة ککل:

جدول رقم (15) یوضح التکرارات * والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على عوامل ضعف أخلاق الرعایة

الاستجابة

 

الأبعاد

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

ک

%

ک

%

ک

%

عوامل تتعلق بالجانب الشخصی

38.8

44.13%

34.8

39.58%

14.3

16.29%

2.278

0.0259

5

عوامل تتعلق بالأعباء والضغوط الاداریة

42

47.73%

33.6

38.18%

12.4

14.09%

2.336

0.703

3

عوامل تتعلق بالدعم المؤسسی

42.2

47.95%

32.2

36.59%

13.6

15.45%

2.325

0.725

4

عومل تتعلق بخطأ الاعتقاد

42.17

47.92%

37.67

42.81%

8.17

9.28%

2.387

0.646

1

عوامل تتعلق بجانب الاستعداد والتدریب

46.6

52.95%

27

30.68%

14.4

16.36%

2.366

0.744

2

عوامل تتعلق بالهیئة المعاونة أنفسهم

33.86

38.48%

39.14

44.48%

15.00

17.05%

2.214

0.706

6

الأبعاد ککل

40.938

0.465

29.631

0.387

10.602

0.148

2.341

0.592

 

*(یمثل التکرار المحسوب للأبعاد ولمجموع الأبعاد ککل: مجموع التکرارات لکل استجابة على عدد العبارات لکل بعد وللأبعاد ککل)

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم( 15) یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة ، یوافقون على جمیع الأبعاد التی تمثل عوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم بدرجة ( کبیرة) ، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للأبعاد ککل ، هو (2.341) ، وانحراف معیاری (0.592) ، وهذا یؤکد وجود عوامل متعددة تلعب دورا کبیرا فی ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام تجاه الهیئة المعاون بهذه الأقسام ، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام فی الغالب لا یأبهون بجانب الرعایة الذی ینبغی أن یقدم للهیئة المعاونة بأقسامهم ،أو أنهم لا یدرکون أهمیة الرعایة ومداخلها المختلفة التی یمکن أن تراعى فی هذا الاطار. وهذا ما تؤکد علیه المادة رقم (65)، من طریقة اختیار رؤساء الأقسام وتولیهم القیادة الأکادیمیة، حیث لا یتم الترکیز على القدرة فی القیادة والرعایة المترتبة علیها. حیث یفرض الوضع القیادی لرؤساء الأقسام تمثل سلوک القدوة والعنایة الفائقة بالأعضاء بشکل أساسی. (علیان، 2010)، (السید، هدى وأمیمة، مصطفى ،2002). کما تشیر النتائج الى احتلال بعد (عوامل تتعلق بخطأ الاعتقاد) المرتبة الأولى فی عوامل ضعف أخلاق الرعایة بمتوسط حسابی (2.387)، وانحراف معیاری (0.646)، وهی درجة (کبیرة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن أفکار وتصورات رؤساء الأقسام الأکادیمیة السالبة تجاه الهیئة المعاونة تلعب دورا کبیرا فی التأثیر على مواقفهم واتجاهاتهم نحوهم، وفی تقدیر ظروفهم واحتیاجاتهم. (Jones, 2008). کما تدل النتائج على احتلال بعد (عوامل تتعلق بالهیئة المعاونة أنفسهم)، المرکز الأخیر فی درجة الموافقة، بمتوسط حسابی (2.214)، وانحراف معیاری (0.706)، وهی درجة (متوسطة) ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن رؤساء الأقسام، یعانون من قصور –الى حد ما-فی تقدیر الهیئة المعاونة بأقسامهم، أو إدراک تصورات الهیئة المعاونة الشخصیة عن أنفسهم وظروفهم الخاصة، حیث لا یتسق هذا مع تقدیر الهیئة المعاونة وأهمیة رعایتهم. (Murray,2008)، و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)

وتؤکد النتائج المتعلقة بالأبعاد المختلفة لعوامل ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة، على النتیجة العامة کما یلی:

(2): استجابات رؤساء الأقسام الأکادیمیة على أبعاد ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم:

أولاً: عوامل تتعلق بالجانب الشخصی:

"جدول رقم (16) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلق بالجانب الشخصی"

م

الاستجابة

 

العوامل

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

 

1

ضعف استعداد رئیس القسم الأکادیمی لتقدیم الرعایة المتطلبة للهیئة المعاونة بقسمه.

37

42.05%

30

34.09%

21

23.86%

2.182

0.791

6

2

تبنی رئیس القسم الأکادیمی اتجاه بأن الهیئة المعاونة مسئولة عن نفسها ولا تحتاج لوصایة من أحد.

40

45.45%

33

37.50%

15

17.05%

2.284

0.742

4

3

ضعف توافر المهارات المتطلبة للقیام برعایة الهیئة المعاونة لدى

رؤساء الأقسام.

31

35.23%

45

51.14%

12

13.64%

2.216

0.669

5

4

إیمان رؤساء الاقسام بأن ترک الفرصة للهیئة المعاونة للتکوین الذاتی أمر مهم ولا ینبغی التدخل فیه.

43

48.86%

28

31.82%

17

19.32%

2.295

0.775

3

5

شعور رؤساء الأقسام بأنهم غیر مسئولین عن الهیئة المعاونة الا فی نطاق الاشراف والمتابعة الاداریة فقط.

45

51.14%

32

36.36%

11

12.50%

2.386

0.702

1

6

انشغال رؤساء الأقسام بأبحاثهم والترقیة الاداریة، مما لا یتیح فرص الجلوس مع الهیئة المعاونة وتتبع نموهم الأکادیمی والمهنی.

37

42.05%

41

46.59%

10

11.36%

2.307

0.644

2

 

البعد ککل

38.8

44.13%

34.8

39.58%

14.3

16.29%

2.278

0.0259

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (16)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة (متوسطة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.278)، بانحراف معیاری (0.0259). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن العوامل الشخصیة تمثل بعدا مهما وله تأثیره فی ضعف توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام، لأنها تمثل الموقف الشخصی والنفسی والتصوری تجاه المرعیین من الهیئة المعاونة، وهو ما یصف ضعف الموقف والاتجاه المتعلق بالهیئة المعاونة ورعایتها. (Cramer, 2006) ، (Jones, 2008)، (السید، هدى وأمیمة، مصطفى ،2002) ، کما تشیر نتائج الدارسة ، الى احتلال العامل رقم  (5) " شعور رؤساء الأقسام بأنهم غیر مسئولین عن الهیئة المعاونة إلا فی نطاق الاشراف والمتابعة الإداریة فقط " المرکز الأول فی درجة الموافقة( کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.386 ) ، وانحراف معیاری ( 0.702)  ، وهو ما یؤکد أن رؤساء الأقسام یفهمون أخلاق الرعایة أو الاهتمام بالهیئة المعاونة على أن ذلک یتحدد وفقا لنطاق العمل الرسمی والمتابعة الإداریة والفنیة ، دون التطرق لأمور أخرى شخصیة أو اجتماعیة ..، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن هناک قصور فی المعارف الإداریة المتعلقة برؤساء الأقسام ، وأنهم یفتقرون الى الإدراک الکامل للعلاقة التی ینبغی أن تربطهم بتابعیهم . (Murray, 2008)، و(الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013). کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(1) " ضعف استعداد رئیس القسم الأکادیمی لتقدیم الرعایة المتطلبة للهیئة المعاونة بقسمه". المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (متوسطة)، بمتوسط حسابی (2.182)، وانحراف معیاری (0.791)، ویمکن تفسیر ذلک بأن رؤساء الأقسام قد یرفضون فکرة عدم الاستعداد لتقدیم الرعایة أو الدعم بشکل کامل، لأتهم مسئولون، ویلتزمون بمهام وتبعات أعمالهم.

ثانیا: عوامل تتعلق بالأعباء والضغوط الاداریة:

"جدول رقم (17) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلق بالأعباء والضغوط الاداریة"

م

الاستجابة

 

الأبعاد

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

1

کثرة أعباء ومهام رؤساء الأقسام فی مباشرة الأعمال داخل القسم الأکادیمی.

51

57.95%

25

28.41%

12

13.64%

2.443

0.725

1

2

کثرة المشکلات التی یتعرض لها رؤساء الأقسام، والتی تأخذ معظم وقتهم.

31

35.23%

48

54.55%

9

10.23%

2.250

0.630

4

3

ضعف وجود رؤیة واضحة فی ادارة القسم الأکادیمی شاملة أوجه العنایة المتطلبة للهیئة المعاونة.

39

44.32%

43

48.86%

6

6.82%

2.375

0.612

3

4

کثرة التکلیفات التی یستقبلها رؤساء الأقسام من الإدارة العلیا داخل الکلیة.

47

53.41%

31

35.23%

10

11.36%

2.420

0.690

2

5

انهماک رؤساء الأقسام فی المشروعات المختلفة داخل الکلیة.

42

47.73%

21

23.86%

25

28.41%

2.193

0.856

5

 

البعد ککل

42

47.73%

33.6

38.18%

12.4

14.09%

2.336

0.703

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (17)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة(کبیرة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.336)، بانحراف معیاری (0.703). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن کثرة المهام الإداریة والضغوط التی یتعرض لها رؤساء الأقسام الأکادیمیة، تمثل عاملا قویا فی ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم، لأن کثرة الانشغال مع تعقد المهام والمسئولیات وتشعبها، هوما لا یترک الوقت الکافی للسؤال عن الهیئة المعاونة بعنایة واهتمام ومتابعة. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013) Wolverton, &Park, 1999) )،(السید، هدى وأمیمة، مصطفى ،2002) ، (Marten,2001)، کما تشیر نتائج الدارسة ، الى احتلال العامل رقم  (1) " کثرة أعباء ومهام رؤساء الأقسام فی مباشرة الأعمال داخل القسم الأکادیمی." المرکز الأول فی درجة الموافقة(کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.443)، وانحراف معیاری (0.725)، وهو ما یؤکد أن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یعانون من کثرة المهام والأعباء داخل القسم الأکادیمی، وهو ما لا یتیح لهم الفرصة الکبیرة للاهتمام بالهیئة المعاونة ورعایتها على الوجه المطلوب. (السید ومـصطفى، 2002) (الیحیوی، 2011)، (قزق (2005، (الجمیعی، 2014)، کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(5) " انهماک رؤساء الأقسام فی المشروعات المختلفة داخل الکلیة. المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (متوسطة)، بمتوسط حسابی (2.193)، وانحراف معیاری (0.703)، ویمکن تفسیر ذلک بأن أدوار رؤساء الأقسام قد تکون محدودة فی المشروعات التی تجریها الکلیات، وهذا قد یکون معوقا لتوافر أخلاق الرعایة للهیئة المعاونة لدیهم، ولکنه لیس بالعامل الکبیر فی درجة تأثیره.

ثالثا: عوامل تتعلق بالدعم المؤسسی:

"جدول رقم (18) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلق بالدعم المؤسسی"

م

 

ک

%

ک

%

ک

%

 

 

 

1

ضعف اکتراث الإدارة العلیا داخل الکلیة بالاهتمام بالهیئة المعاونة وحل مشاکلهم.

44

50.00%

37

42.05%

7

7.95%

2.420

0.638

1

2

ضعف توافر الدعم المادی المناسب من ادارة الکلیة لتسهیل قیام رؤساء الأقسام بالرعایة المتطلبة للهیئة المعاونة بأقسامهم.

50

56.82%

23

26.14%

15

17.05%

2.398

0.766

2

3

اعتبار ادارة الکلیة الاهتمام بالهیئة المعاونة أمر ثانوی ولا یحتاج لخطة أو برنامج متکامل.

39

44.32%

33

37.50%

16

18.18%

2.261

0.750

4

4

الاعتماد شبه الکامل على قدرات رؤساء الأقسام فی مباشرة الهیئة المعاونة أو حل مشاکلهم.

38

43.18%

39

44.32%

11

12.50%

2.307

0.684

3

5

ضعف وجود رؤیة واضحة لإدارة الکلیة لتخطیط انشطة الرعایة الخاصة بالهیئة المعاونة بالأقسام الأکادیمیة.

40

45.45%

29

32.95%

19

21.59%

2.239

0.788

5

 

البعد ککل

42.2

47.95%

32.2

36.59%

13.6

15.45%

2.325

0.725

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (18)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة (متوسطة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.325)، بانحراف معیاری (0.725). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن العوامل المتعلقة بالدعم المؤسسی تلعب دورا مهما فی التأثیر على مدى توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام فیما یتعلق بالهیئة المعاونة، فالدعم المؤسسی یتیح فرصا أکبر للرعایة، کما أنه یمکن رؤساء الأقسام من تقدیم حوافز مادیة تتعلق بتقدیر واثابة الهیئة المعاونة على کفاءتهم أو انضباطهم، کما أنها تهیئ فرصا للنمو المهنی والابداع. Murray, 2008)) ، (الجمیعی ، 2014). کما تشیر نتائج الدارسة، الى احتلال العامل رقم (1) " ضعف اکتراث الإدارة العلیا داخل الکلیة بالاهتمام بالهیئة المعاونة وحل مشاکلهم." المرکز الأول فی درجة الموافقة (کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.420)، وانحراف معیاری (0.638)، وهو ما یؤکد أن رؤساء الأقسام یرون أن ضعف اکتراث الإدارة العلیا داخل الکلیات بالاهتمام بالهیئة المعاونة وحل مشکلاتها، هو ما یؤثر بالتبعیة على اهتمامهم بالهیئة المعاونة، نظرا لضعف وجود دعم أو معاونة فی سبیل تهیئة المناخ المناسب لنموهم ودعمهم على کل مستویات نموهم المهنی والشخصی. کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(1) " ضعف وجود رؤیة واضحة لإدارة الکلیة لتخطیط انشطة الرعایة الخاصة بالهیئة المعاونة بالأقسام الأکادیمیة. المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (متوسطة)، بمتوسط حسابی (2.239)، وانحراف معیاری (0.788)، ویمکن تفسیر ذلک بأن رؤساء الأقسام یدرکون أن إدارة الکلیات یوجد لدیها رؤیة لتقدیم الرعایة للهیئة المعاونة، ولکن ذلک فی إطار العمل الرسمی واللوائح المنظمة لهم، بید أن تخطیط أنشطة الرعایة بمستویاتها المتعددة هو ما تعانی منه إدارات الکلیات، وهو ما ینعکس بالضرورة على أخلاق العنایة المتعلقة برؤساء الأقسام، ویقلل من رعایتهم للهیئة المعاونة بأقسامهم. (علیان، 2010)

رابعا: عومل تتعلق بخطأ الاعتقاد:

"جدول رقم (19) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلق بخطأ الاعتقاد "

 

م

الاستجابة

 

الأبعاد

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

1

اعتقاد بعض رؤساء الاقسام أن اتاحة الفرصة للهیئة المعاونة للتعبیر عن نفسها، یقتضی عدم التدخل فی شئونهم.

41

46.59%

33

37.50%

14

15.91%

2.307

0.733

5

2

اعتقاد بعض رؤساء الاقسام أن کل انسان حر ومسئول عن تصرفاته، ولا ینبغی إلزامه بأیة توجیهات أو ارشادات.

31

35.23%

48

54.55%

9

10.23%

2.250

0.630

6

3

اعتقاد بعض رؤساء الأقسام ان الهیئة المعاونة لن تفی بما قدم لها، فتتخذ المواقف بعدم الرغبة فی مساعدتهم.

38

43.18%

42

47.73%

8

9.09%

2.341

0.641

4

4

اعتقاد بعض رؤساء الأقسام فی أن حریة الهیئة المعاونة هی أهم بعد فی تشکیلهم المهنی ویجب اتاحتها لهم.

52

59.09%

31

35.23%

5

5.68%

2.534

0.606

1

5

اعتقاد بعض رؤساء الأقسام فی أن التواصل والدمج الاجتماعی للهیئة المعاونة فی الأقسام کافی وکفیل للعنایة بهم وتوجیههم.

46

52.27%

35

39.77%

7

7.95%

2.443

0.641

2

6

اعتقاد بعض رؤساء الأقسام فی أن التدخل فی شئون الهیئة المعاونة قد یفسد العلاقة القائمة معهم.

45

51.14%

37

42.05%

6

6.82%

2.443

0.623

2

 

البعد ککل

42.17

47.92%

37.67

42.81%

8.17

9.28%

2.387

0.646

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (19)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة (کبیرة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.387)، بانحراف معیاری (0.646). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن التصورات والأفکار والمفاهیم المختلفة التی یضمرها رؤساء الأقسام الأکادیمیة تجاه الهیئة المعاونة، تلعب دورا کبیرا فی التأثر على أخلاق الرعایة الموجهة لهم، وخاصة تلک المفاهیم التی تتعلق باستقلال الهیئة المعاونة أو أنهم لا یحتاجون وصایة من أحد. (الحجیلی، 2010)، (بو عباس، 2010). کما تشیر نتائج الدارسة، الى احتلال العامل رقم (4) " اعتقاد بعض رؤساء الأقسام فی أن حریة الهیئة المعاونة هی أهم بعد فی تشکیلهم المهنی ویجب اتاحتها لهم." المرکز الأول فی درجة الموافقة (کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.534)، وانحراف معیاری (0.606) ، وهو ما یؤکد أن رؤساء الأقسام یعتقدون أن الهیئة المعاونة یجب أن تشعر بالحریة ، لأن ذلک بعد مهم فی تشکیلهم ونموهم المهنی ، ولا یجب أن یتم التدخل فی ذلک ، من خلال التوجیهات والتعلیمات والارشادات التی تربکهم ، ولا تترک لهم الفرصة للتعبیر عن الذات أو الابداع . (,2015 Gabriel) ، فالهیئة المعاونة وفقا لقانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة ( 2006، مادة 131 ، ص ص 28-29) هم نواة أعضاء هیئة التدریس بالأقسام ، ویجب فی ضوء ذلک أن تتاح لهم الفرصة للتعبیر عن القدرات ومباشرة مهامهم فی مناخ من الحریة والتدریب وتلقی أصول التدریس والبحث .کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(4) " اعتقاد بعض رؤساء الاقسام أن کل انسان حر ومسئول عن تصرفاته، ولا ینبغی إلزامه بأیة توجیهات أو ارشادات..، المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (متوسطة)  ،بمتوسط حسابی (2.250 ) ، وانحراف معیاری ( 0.630) ، ویمکن تفسیر ذلک بأن بعض رؤساء الأقسام قد یرون أن الحریة لا ینبغی أن تکون کاملة فی محیط العمل ، وأنه ینبغی أن یکون هناک نوع ما من التوجیهات والإرشادات المتعلقة بالأداء ، وفی المقابل یوجد آخرون یرون عکس ذلک . McCollum, 2014)).

 

 

 

خامسا: عوامل تتعلق بجانب الاستعداد والتدریب:

"جدول رقم (20) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلقبالاستعداد والتدریب "

م

الاستجابة

 

الأبعاد

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

1

ضعف توافر جانب الرعایة المهنیة والشخصیة للهیئة المعاونة فی برامج التنمیة المهنیة لرؤساء الأقسام بجامعة المنوفیة.

50

56.82%

20

22.73%

18

20.45%

2.364

0.805

4

2

ضعف وجود برامج أو ندوات أو ورش عمل لتدریب رؤساء الاقسام على دور الرعایة المهنیة للهیئة المعاونة بأقسامهم.

52

59.09%

22

25.00%

14

15.91%

2.432

0.755

2

3

ضعف المردود الخاص بمحتوى التدریب المقدم لرؤساء الاقسام والخاص بأخلاقیات المهنة.

48

54.55%

32

36.36%

8

9.09%

2.455

0.659

1

4

قصور نماذج واستراتیجیات التدریب الخاصة برؤساء الاقسام والتی تؤهلهم للقیام بأدوارهم.

35

39.77%

34

38.64%

19

21.59%

2.182

0.766

5

5

عدم وجود تدریب متخصص لإدارة القسم الأکادیمی والقیام بأعبائه ومهامه الاداریة والأخلاقیة.

48

54.55%

27

30.68%

13

14.77%

2.398

0.736

3

 

 البعد ککل

46.6

52.95%

27

30.68%

14.4

16.36%

2.366

0.744

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (20)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة (کبیرة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.366)، بانحراف معیاری (0.744). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن رؤساء الأقسام یرون أن الاستعداد والتدریب لهم، من العوامل المهمة فی توافر أخلاق الرعایة المتعلقة بالهیئة المعاونة، وأن الضعف المتعلق بهما هو من المسئول عن تردی الرعایة المقدمة من رؤساء الأقسام تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم. ویبدو أن اختیار رؤساء الأقسام وفقا للمادة (56) من قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة والصادر سنة 2006 م، یمثل عاملا مهما وذو دلالة فی افتقار هؤلاء الرؤساء لمهارات أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالهیئة المعاونة بأقسامهم، فهی لا تأخذ فی الاعتبار قدرتهم على القیادة والإدارة، بل تعتمد بصفة رئیسة على مهاراتهم البحثیة والتدریسیة، کما سبقت الاشارة الیه. کما تشیر نتائج الدارسة، الى احتلال العامل رقم (3) " ضعف المردود الخاص بمحتوى التدریب المقدم لرؤساء الاقسام والخاص بأخلاقیات المهنة." المرکز الأول فی درجة الموافقة (کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.455)، وانحراف معیاری (0.659)، وهو ما یؤکد أن برامج التدریب الخاصة برؤساء الأقسام سواء تعلقت باعداهم أو تنمیتهم مهنیا لا تراعی جانب الرعایة التی ینبغی أن تقدم لأعضاء القسم بما فیهم الهیئة المعاونة، وأن ذلک یمثل عاملا مهما من ضعف توافر أخلا الرعایة التی یجب أن تقدم للهیئة المعاونة بالأقسام. (الدهشان، والسیسی، 2005).کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(4) " قصور نماذج واستراتیجیات التدریب الخاصة برؤساء الاقسام والتی تؤهلهم للقیام بأدوارهم" ،المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (  متوسطة)  ،بمتوسط حسابی (2.182) ، وانحراف معیاری ( 0.766) ، ویمکن تفسیر ذلک بأن رؤساء الأقسام قد یرون أن ضعف التدریب المقدم لهم یلعب دورا مهما فی ضعف توافر أخلاق الرعایة لدیهم ، نظرا لافتقاره لهذا الجانب المهم ، الا أنهم یرون أن التدریب على اطلاقه لیس به قصور کبیر فی کل فعالیاته ، فقط ما یتعلق بأخلاقیات الرعایة . (علیان، 2010)

سادسا: عوامل تتعلق بالهیئة المعاونة أنفسهم:

"جدول رقم (21) یوضح التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة رؤساء الأقسام الأکادیمیة على بعد عوامل تتعلقبالهیئة المعاونة أنفسهم "

م

الاستجابة

 

الأبعاد

موافق بدرجة کبیرة

موافق بدرجة متوسطة

موافق بدرجة ضعیفة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الترتیب

1

رفض بعض أعضاء الهیئة المعاونة النصح والارشاد والتوجیه المقدم من ادارة القسم.

49

55.68%

25

28.41%

14

15.91%

2.398

0.751

1

2

اعتقاد بعض اعضاء الهیئة المعاونة فی أن رعایة رئیس القسم تمثل تدخلا فی شئونهم.

37

42.05%

39

44.32%

12

13.64%

2.284

0.694

3

3

عدم تقبل بعض أعضاء الهیئة المعاونة لرؤساء أقسامهم.

23

26.14%

47

53.41%

18

20.45%

2.057

0.684

6

4

تجاهل الهیئة المعاونة لتواصل رؤساء الأقسام بهم مع ضعف انجاز المهام التی یکلفونهم بها.

30

34.09%

44

50.00%

14

15.91%

2.182

0.687

5

5

کثرة أعداد وتخصصات الهیئة المعاونة فی بعض الاقسام الاکادیمیة، مع ضعف الوقت المتطلب لرعایتهم.

22

25.00%

48

54.55%

18

20.45%

2.045

0.677

7

6

کثرة ابداء الاعذار والتحجج من بعض أعضاء الهیئة المعاونة للهروب من المسئولیة أو التوجیه الخاص بتطویر أدائهم.

43

48.86%

32

36.36%

13

14.77%

2.341

0.725

2

7

اتجاه بعض أعضاء الهیئة المعاونة للسفر للخارج من خلال البعثات لاستکمال اعدادهم دون الاهتمام بالإعداد بالداخل.

33

37.50%

39

44.32%

16

18.18%

2.193

0.725

4

 

 البعد ککل

33.86

38.48%

39.14

44.48%

15.00

17.05%

2.214

0.706

 

بالنظر الى الجدول السابق رقم (21)، یتضح أن أفراد العینة من رؤساء الأقسام الأکادیمیة، یوافقون على جمیع العوامل المتعلقة بهذا البعد، بدرجة (متوسطة)، وذلک کما یتضح من المتوسط الحسابی للبعد ککل (2.214)، بانحراف معیاری (0.706). ویمکن تفسیر هذه النتیجة العامة بأن رؤساء الأقسام الأکادیمیة یرون أن هناک عوامل تتعلق بالهیئة المعاونة أنفسها، وهی تؤثر بشکل ما على ضعف الرعایة المقدمة منهم تجاههم، ومنها ما یتعلق بقبول رئیس القسم أو مدى التزام بعضهم، أو اعتقادهم بأنهم لا یحتاجون لوصایة من أحد، وهذه العوامل تمثل عائقا مؤثرا فی سبیل الوفاء بأخلاق الرعایة التی یجب أن توجه من قبل الرؤساء للهیئة المعاونة. (الحمد، رضوان، وخصاونة، 2013)، (Eddy,2008)، کما تشیر نتائج الدارسة، الى احتلال العامل رقم (1) " رفض بعض أعضاء الهیئة المعاونة النصح والارشاد والتوجیه المقدم من ادارة القسم." المرکز الأول فی درجة الموافقة (کبیرة)، بمتوسط حسابی (2.398)، وانحراف معیاری (0.751)، وهو ما یؤکد أن رؤساء الأقسام یقررون أن الهیئة المعاونة بموقفها من رفضها النصح والإرشاد المقدم لهم من إدارة القسم ومقاومتهم له، هوما یقلل من فرص العنایة بهم ورعایتهم على الوجه الأکمل.  کما تشیر النتائج الى احتلال العامل رقم(5) " کثرة أعداد وتخصصات الهیئة المعاونة فی بعض الأقسام الاکادیمیة، مع ضعف الوقت المتطلب لرعایتهم. المرکز الأخیر فی درجة الموافقة (متوسطة)، بمتوسط حسابی (2.045)، وانحراف معیاری (0.677)، ویمکن تفسیر ذلک بأن رؤساء الأقسام قد یرون أن کثرة أعداد الهیئة المعاونة قد لا تمثل عائقا کبیرا فی سبیل رعایة رؤساء الأقسام لهم، الا أن الوقت قد یکون عائقا فی الوفاء بهذه الغایة، وذلک یمثل عامل إعاقة ولکن لیس بقدر یماثل العوامل الأخرى.

-استخلاص نتائج الدراسة:

-کشفت نتائج الدراسة الحالیة فی جانبها المیدانی عن:

 - وجود تدنی فی درجة توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة، تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، وکانت أخلاق الرعایة فیما یتعلق بالجانب السلوکی فی أدنى مستوى للتوافر تلاه الجانب القیمی، ثم الجانب الشخصی، ثم الجانب الاجتماعی، ثم الجانب الإبداعی، ثم الجانب التنموی (الارتقائی)، ثم الجانب النفسی (العاطفی)، ثم الجانب الفکری، ثم الجانب التدریسی، وأخیرا الجانب البحثی الذی جاء فی أعلى مستوى للتوافر.

- وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (5. ,) ، فی تقدیرات الهیئة المعاونة لتوافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء أقسامهم ، فیما یتعلق بالنوع لصالح الإناث ، وفیما یتعلق بالرتبة الأکادیمیة لصالح المعید ، وفیما یتعلق بنوع الکلیة لصالح الکلیات العملیة.

-وجود عوامل کثیرة تلعب دورا کبیرا فی تدنی توافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة المنوفیة تجاه الهیئة المعاونة بأقسامهم، ومها عوامل تتعلق (بخطأ الاعتقاد)، حیث جاءت فی المرکز الأول فی درجة تأثیرها، تلتها عوامل تتعلق (بجانب الاستعداد والتدریب)، تلتها عوامل تتعلق (بالأعباء والضغوط الإداریة)، تلتها عوامل (تتعلق بالدعم المؤسسی)، تلتها عوامل تتعلق (بالجانب الشخصی)، وأخیرا جاءت عوامل تتعلق (بالهیئة المعاونة أنفسهم)، فی المرکز الأخیر فی درجة التأثیر.

ثانیا: توصیات الدراسة:

فی ضوء ما توصلت الیه الدراسة الحالیة من نتائج، فإنها توصی بما یلی:

أولا: التوصیات والإجراءات التی ینبغی اتخاذها لتوافر أخلاق الرعایة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة:

(1): تضمین بعد أخلاق الرعایة سواء للهیئة المعاونة أو لأعضاء القسم الأکادیمی، فی برامج اعداد القادة الاداریین الأکادیمیین بالجامعة ومن بینهم رؤساء الأقسام.

(2): عمل اختبارات قدرة لمن سیتولى رئاسة القسم للتعرف على مدى استعداده النفسی والشخصی فی رعایة العاملین تحت رئاسته.

(3): نشر ثقافة أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة فی الجامعة من خلال التوعیة المستمرة بها والتأکید علیها بالطرق الاداریة المتاحة داخل الجامعة.

(4): تدریب رؤساء الأقسام أثناء ادارة أقسامهم على اقامة علاقات انسانیة جیدة بمرؤوسیهم ومنهم الهیئة المعاونة، وکذلک فی توفیر الدعم والعنایة المناسبة لهم.

(5): ادراج بعد أخلاق الرعایة فی جوانب تقییم رؤساء الأقسام فی ادارتهم لأقسامهم.

(6): تقدیم الدعم المادی المتطلب لرؤساء الأقسام لمساعد الهیئة المعاونة فیما یحتاجون الیه سواء فی البحث أو التدریس أو أنشطة الابداع بالقسم.

(7): عرض نماذج من رؤساء الأقسام والتی أثبتت نجاحا فی رعایة الهیئة المعاونة، وتسهیل التقائهم برؤساء الأقسام بالجامعة.

(8): امداد رؤساء الأقسام من حین لآخر بأحدث الطرق للتواصل الإنسانی عند ادارة الأقسام، والارتقاء بأعضاء القسم.

(9): اتاحة الفرصة لرؤساء الأقسام لتنفیذ مشروعات وبرامج التنمیة المهنیة للهیئة المعاونة، بتفریغه من بعض المهام داخل الکلیة.

(10): تقدیم بدل إضافی أو حوافز ومکافآت لرؤساء الأقسام والذین یجیدون رعایة الهیئة المعاونة بأقسامهم ووفقا لتقاریر المتابعة ومقابلة الهیئة المعاونة ذاتها.

(11): مساعدة رؤساء الأقسام الجدد من خلال ادارة الکلیة وامدادهم بکل ما یحتاجون الیه من خبرات تتیح لهم اقامة جسور من الثقة والتقدیر والاحترام المتبادل مع اعضاء القسم.

(12): اتاحة مناخ مناسب من العلاقات الإنسانیة الایجابیة داخل الکلیة من خلال ادارتها، وبما ینعکس على اداء رؤساء الأقسام.

(13): الرقابة المستمرة وملاحظة أداء رؤساء الأقسام الأکادیمیة فیما یتعلق بعلاقاتهم بالهیئة المعاونة، والتدخل المباشر لتصحیح هذه العلاقة عند الضرورة.

(14): اشراک رؤساء الأقسام فی المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمیة والتربویة والتی تتصل بشکل أساسی بأحدث الطرق لإدارة القسم الأکادیمی بأسالیب انسانیة واتصالیة متطورة.

(15): الجلوس المستمر مع رؤساء الأقسام الأکادیمیة مع الهیئة المعاونة بأقسامهم من خلا رعایة ادارة الکلیة.

(16): عمل لقاءات اجتماعیة مباشرة من خلال الجامع والکلیة لتقریب وجهات النظر، وتسهیل اقامة علاقات انسانیة قائمة على الحب والمودة والمشاعر الایجابیة.

(17): التخلص المباشر من المشکلات التی یمکن أن تواجه الأقسام الأکادیمیة من خلال ادارة الکلیة وتقدیم الدعم المباشر لرؤساء الأقسام وبما ینعکس عل روح التعاون والإیجابیة بین الهیئة المعاونة.

(18): نشر ثقافة الرعایة من خلال المنظور الدینی بإقامة ندوات دینیة تثقیفیة لرؤساء الأقسام ومدى انعکاس ذلک على أداء وتکوین الهیئة المعاونة.

(19): امداد رؤساء الأقسام بأحدث نماذج رعایة الهیئة المعاونة مهنیا، من خلال الاتجاهات الحدیثة وخبرات بعض الدول فی هذا المجال.

(20): الترکیز على سلوک القدوة عند التعامل مع رؤساء الأقسام، وتعزیز هذا الاتجاه مع عمداء الکلیات، ورؤساء الجامعة.

(21): الترکیز على بعد أخلاقیات المهنة عند اعداد رؤساء الأقسام، وعند ترقیتهم.

(22): الإعلان عن جائزة الأخلاق الفاضلة للرعایة من قبل رؤساء الأقسام تجاه الهیئة المعاونة.

(23): الاستفادة من النتائج التی توصلت الیها الدراسة الحالیة، فیما یتعلق بأبعاد الرعایة للهیئة المعاونة، وتعمیمها على رؤساء الأقسام الأکادیمیة بکلیات ومعاهد الجامعة المختلفة.

ثانیا: -التوصیات والإجراءات التی ینبغی اتخاذها وفقا لأثر المتغیرات الشخصیة المتعلقة بالهیئة المعاونة لتقدیرهم لأخلاق الرعایة لرؤساء أقسامهم:

-توجیه رؤساء الأقسام الى ضرورة الاهتمام بالذکور من الهیئة المعاونة مع المساواة بینهم وبین الإناث فی منحهم الفرص المتکافئة من الرعایة والتقدیر والعنایة.

- توجیه رؤساء الأقسام الى ضرورة استمرار العنایة والاهتمام بالمدرسین المساعدین فی أقسامهم-کما یتم مع المعیدین-نظرا لأنهم فی منتصف الطریق ولا ینبغی ترکهم للظروف أو تقدیر أمورهم بأنفسهم.

- توجیه رؤساء الأقسام بالکلیات النظریة الى ضرورة الاهتمام المستمر والعنایة المتطلبة للهیئة المعاونة بأقسامهم أسوة بالکلیات العملیة التی تحظى فیها الهیئة المعاونة بنوع من التقدیر والاهتمام والرعایة.

ثالثا: التوصیات والإجراءات التی ینبغی اتخاذها للتغلب على عوامل ضعف (معوقات) توافر أخلاق الرعایة لرؤساء الأقسام الأکادیمیة:

أ -اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بالجانب الشخصی لرؤساء الأقسام:

- المتابعة المستمرة لرؤساء الأقسام والتعرف على أسالیبهم فی التعامل مع الهیئة المعاونة بأقسامهم، مع تقدیم الدعم والاستشارة المناسبة لهم من قبل ادارة الکلیة والجامعة.

- تنظیم ندوات وورش عمل مستمرة تستهدف تبصیر رؤساء الأقسام بأهمیة الرعایة المتعلقة بالهیئة المعاونة، مع تقدیمهم لرؤى وخطط تتعلق بتفعیلها.

- المناشدة المستمرة من ادارات الکلیات والجامعة للهیئة المعاونة للتواصل المستمر مع رؤساء أقسامهم، مع ضرورة تنفیذ نصائحهم وتوجیهاتهم المستمرة لهم فی مناخ انسانی داعم.

ب -اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بالأعباء والضغوط الإداریة لرؤساء الأقسام:

- ضرورة وضع حافز مادی لرؤساء الأقسام فیما یتعلق بجهودهم أو نشاطهم فی رعایة الهیئة المعاونة، نظرا للضغوط التی یتعرضون لها.

- تقلیل التکلیفات من ادارة الکلیات لرؤساء الأقسام، لإتاحة وقت یمکن فیه مباشرة الهیئة المعاونة وحل مشاکلهم.

- ضرورة وضع رؤیة واضحة ومحددة من قبل رؤساء الأقسام، لإدارة شئون الهیئة المعاونة بأقسامهم، مع وضع خطة تشارکیة لأولویات الرعایة التی تقرها الهیئة المعاونة نفسها.

ج -اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بالدعم المؤسسی:

- ضرورة وضع خطة واضحة ومحددة المعالم فیما یتعلق بأنشطة وفاعلیات رعایة الهیئة المعاونة من ادارات الکلیات، مع وضع میزانیة من التطویر لتفعیلها.

- التواصل المستمر من ادارات الکلیات بالأقسام الأکادیمیة، لتذلیل أیة مشکلات یمکن أن تحدث بین رؤساء الأقسام والهیئة المعاونة بأقسامهم.

- عقد لقاءات دوریة من ادارة الکلیات داخل الأقسام الأکادیمیة –فی کل قسم على حدة-، للتعرف على واقع الرعایة المقدم للهیئة المعاونة من رؤساء أقسامهم، مع تقریب وجهات النظر بینهم، وتقدیم المساعدة المتطلبة لحل مشاکلهم بشکل واقعی وآنی.               

د -اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بخطأ الاعتقاد:

- تنظیم ندوات ولقاءات مفتوحة من قبل بعض الخبراء فی مجال التربیة والاجتماع وعلم النفس، للتواصل المستمر مع رؤساء الأقسام، ومناقشتهم فیما یتعلق بتفهم ورعایة الهیئة المعاونة وتذلیل مشکلاتهم.

- تنظیم لقاءات دوریة مفتوحة بإشراف ادارات الکلیات، بین رؤساء الأقسام والهیئة المعاونة، لتحسین العلاقة بینهم بمناقشة أمورهم فی مناخ انسانی ودعم أبوی خارج الأطر الرسمیة للعمل.

- دعوة الهیئة المعاونة المستمرة لعرض أفکارهم ورؤاهم المتعلقة بالقسم وترتیب أوضاعهم الأکادیمیة والشخصیة، بإشراف ومتابعة رؤساء أقسامهم.

ه-اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بالاستعداد والتدریب:

- تضمین بعد التمتع بالمهارات الشخصیة والقیادیة فیمن سیوکل إلیهم مهمة إدارة الأقسام الأکادیمیة من السادة أعضاء هیئة الدریس بالکلیات.

- وضع خطة عامة لبرامج وأـنشطة التدریب المتعلقة بالإعداد لرئاسة القسم أو تنمیة أعضائه، شاملة برامج وورش عمل عن طرق واستراتیجیات رعایة الهیئة المعاونة وتفهم أوضاعهم ومشکلاتهم، وأخلاقیات العمل الإداری بشکل عام.

- التنمیة المهنیة المستمرة لرؤساء الأقسام فیما یتعلق بإدارتهم للأقسام ورعایة الهیئة المعاونة من خلال عرض نماذج وتجارب عالمیة فی هذا الإطار.

- التقویم المستمر لأداء رؤساء الأقسام، فیما یتعلق برعایة الهیئة المعاونة وأسلوبهم فی التعامل معهم.

و-اجراءات تتعلق بالتغلب على عوامل الضعف المتعلقة بالهیئة المعاونة أنفسهم:

- الجلسات المستمرة من قبل ادارة الکلیة ورؤساء الأقسام مع الهیئة المعاونة بشکل شخصی لتقریبهم من ادارة القسم، واشعارهم بالأمن والمشارکة والاهتمام.

- تنظیم ندوات ولقاءات مستمرة مع أعضاء الهیئة المعاونة لتفهم مواقفهم وآرائهم المتعلقة بطبیعة العلاقة مع رؤساء أقسامهم، وتقریب وجهات النظر حیالها.

- عمل تغذیة راجعة لجدوى التواصل مع رؤساء الأقسام، من خلال التأکید على ایجابیة العلاقة وقدرتها على تقدیم مساعدات ورعایة حقیقیة للهیئة المعاونة.

- استصدار قرارات إداریة بتنظیم العلاقة بین رؤساء الأقسام والهیئة المعاونة فی إطار رؤیة القسم ورسالته للتطویر والجودة بإعداد أعضائه ورعایتهم.

بحوث مقترحة للدراسة:

فی ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالیة من نتائج، فإنها توصی بإجراء الأبحاث التالیة:

-أخلاق الرعایة لدى عمداء الکلیات بجامعة المنوفیة (الواقع والمأمول).

-أخلاق الرعایة للقادة الأکادیمیین بجامعة المنوفیة وعلاقتها بخصائص البیئة التنظیمیة.

-تنمیة أخلاق الرعایة للقادة الأکادیمیین بجامعة المنوفیة، فی ضوء بعض النماذج المعاصرة.


المراجع

-القرآن الکریم: سورة الشعراء، آیة (137).

-________: سورة القلم، آیة (4).

أولا: المراجع العربیة:

1- أخلاق الرعایة. (2015). کلام فلسفة، متاح على: https://kalamfalsfa.wordpress.com/2015/01/23/ep23-ethics-of-care/، تاریخ الدخول: 15/7/2016

2- الشریفی، عباس عبد مهدی، الصرایرة، خالد أحمد، الناظر، ملک صلاح إبراهیم. (2012) . درجة ممارسة رؤساء الأقسام الأکادیمیة لعملیة صنع القرار الأخلاقی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الشرق الأوسط فی عمان، مجلة العلوم التربویة، 20(2) ج.1، أبریل: 117-147

3-الزبیدی، محب الدین الواسطی. (د. ت). شرح القاموس المسمى تاج العروس (من جواهر القاموس)، المجلد السادس، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع.

4- الفیروز أبادی، مجد الدین محمد بن یعقوب. (د.ت). القاموس المحیط، الجزء الثالث، بیروت /لبنان، المؤسسة العربیة للطباعة والنشر.

5- الیحیوی، صبریة. (2011). معاییر أداء الجودة الشخصیة لدی رؤساء الأقسام وأسالیب تعزیزها بالجامعات السعودیة، المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة، الأردن، 7(1): 35-58 

6-ابن منظور. (2008). لسان العرب، ج 2، القاهرة، دار المعارف.

7-إدارة الاحصاء. (2017). بیان اجمالی بأعداد السادة أعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة بالکلیات، مرکز المعلومات، جامعة المنوفیة.

8-البشری، أسامة سلیم مستور. (2014). درجة ممارسة رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة الملک عبد العزیز لمهارات الاتصال وعلاقتها بالرضا الوظیفی لأعضاء هیئة التدریس، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

9-الجمیعی، وفاء عائض معیوض .(2014) . تطور الکفایات المهنیة لأعضاء هیئة التدریس وعلاقتها بالالتزام التنظیمی فی جامعات منطقة مکة المکرمة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس ورؤساء الأقسام الأکادیمیة، دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

10-الحجیلی، نصر، وآخرون (2010)، آراء رؤساء الأقسام الأکادیمیة فی جامعة ذمار نحو مهامهم الإداریة والأکادیمیة، مجلة جامعة دمشق، مج26، ملحق سوریا: 59-92

11-الحربی، حمدان محمد دخیل الله. (2014).  متطلبات تطبیق معاییر الجودة فی استخدام نظم المعلومات الإداریة بجامعة أم القرى بمکة المکرمة من وجهة نظر رؤساء الأقسام الأکادیمیة والإداریة، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

12-الحمد، نورا قاسم، رضوان، أحمد محمود، وخصاونة، آمنة عیس. (2013). الدور القیادی للأقسام الأکادیمیة فی دمج أعضاء هیئة التدریس حدیثی التعیین فی جامعة الیرموک من وجهة نظرهم، مجلة العلوم التربویة، الریاض، 25(3): 787 -802 

13-الحولی، علیان عبد الله. (2005). القسم الأکادیمی فی الجامعة "المفهوم والدور"، مجلة الجودة فی التعلیم العالی، الجامعة الاسلامیة، غزة ،1(2): 13-20.

14-_____________. (2014) . رئیس القسم الأکادیمی المفهوم والدور، المجلة الالکترونیة لمرکز التمیز والتعلیم الالکترونی، الجامعة الاسلامیة، غزة، متاح على: http://elearning.iugaza.edu.ps/emag/article.php?artID=37، تاریخ الدخول :1/12/2016 م

15-الدهشان، جمال، السیسی، جمال(2005)، أداء رؤساء الأقسام الأکادیمیة لمسئولیاتهم المهنیة وعلاقته برضا أعضاء هیئة التدریس عن عملهم، المؤتمر السنوی لمرکز تطویر التعلیم الجامعی " تطویر أداء الجامعات العربیة فی ضوء معاییر الجودة الشاملة ونظم الاعتماد، دیسمبر، جامعة عین شمس، القاهرة.

16-الردادی، سماح حامد جریبیع. (2014). تطویر أداء رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة أم القرى فی ضوء مدخل القیادة التحویلیة، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

17-السید، هدى ومصطفى، أمیمة. (2002): اًلاحتیاجات التدریبیة لرؤساء مجالس الأقسام الأکادیمیة بالجامعات المصریة بالتطبیق على جامعة طنطا، مجلة التربیة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، یولیو، 5 (7): 203-280

18-الغزالی، أبی حامد محمد بن محمد. (  1998) . إحیاء علوم الدین، مج 3، القاهرة، دار الحدیث.

-المدرع، رایة فایز محمد. (2014) . أداء رؤساء الأقسام الأکادیمیة بجامعة أم القرى. العوامل المؤثرة وطرق تحسینه فی ظل الاقتصاد المعرفی، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

19-المعجم الوجیز. (1998) . مجمع اللغة العربیة (نسخة خاصة)، وزارة التربیة والتعلیم، جمهوریة مصر العربیة.

20-الوایلی، عبد الرحمن. (2009). منظومة أخلاقیات لا منظومة أخلاق، تاریخ النشر 30 أکتوبر-2009، متاح على:  http://elaph.com/Web/NewsPapers/2009/10/498317.htm ، تاریخ الدخول: 29/8/2017 م

21-بوعباس، فوزیه عباس یوسف. (2010). درجة التزام رؤساء الأقسام العلمیة بأخلاقیات العمل الإداری وعلاقتها بمستوى الروح المعنویة لأعضاء هیئة التدریس فی کلیات الهیئة العامة للتعلیم التطبیقی والتدریب فی دولة الکویت کما یراها الأعضاءأنفسهم، ماجستیر، کلیة العلوم التربویة، جامعة الشرق الأوسط، الکویت.

22-خراط، رواز جمیل أحمد. (2014). درجة توافر أبعاد المنظمة المتعلمة فی جامعة أم القرى من وجهة نظر رؤساء الأقسام وأعضاء هیئة التدریس بها، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

23-سیدام، ایمان أحمد. (2009) . إدارة فرق العمل والعوامل المؤثرة علیها فی الأقسام الأکادیمیة بجامعة أم القرى من وجهة نظر رؤساء الأقسام وأعضاء هیئة التدریس، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

24-علی، أسماء فتحی السید. (2015).أخلاق الرعایة مدخلا لحل مشکلات النظام المدرسی بالمرحلة الثانویة ، دکتوراه ، کلیة التربیة ، جامعة المنوفیة ، مصر .

25-علیان، یاسمین نایف عبد الله. (2010) . خصائص المعلم کما یدرکها تلامیذ المرحلة الأساسیة وعلاقتها بأنشطتهم الابتکاریة فی محافظة غزة،ماجستیر، جامعة الأزهـر – غـزة.

26-فرج، شذى بنت إبراهیم بن حسین. (2013). العدالة التنظیمیة لدى رؤساء الأقسام الأکادیمیة وعلاقتها بالثقة التنظیمیة لأعضاء هیئة التدریس بجامعات منطقة مکة المکرمة، دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

27-قزق، محمود نایف، (2005). درجة التزام رؤساء الأقسام الأکادیمیة فی الجامعات الأردنیة الرسمیة بأخلاقیات المهنة من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس، ماجستیر، جامعة عمان العربیة للدراسات العلیا، عمان، الأردن.

28-لو کاس، آن. (2006). قیادة التغییر فی الجامعات: الأدوار المهمة لرؤساء الأقسام فی الکلیات. (ترجمة: ولید شحادة)، الریاض: مکتبة العبیکان.

29-لو هیغیرسون، م. (2006). مهارات التواصل لرؤساء الأقسام الجامعیة. (ترجمة: هانی الصالح)، الریاض: مکتبة العبیکان.

30-مکروم، عبد الودود. (١٩٨٣). دراسة لبعض المشکلات التی تعوق الوظیفة الخلقیة للمدرسة الثانویة"، ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة المنصورة، مصر.

31-هیلد ، فیرجینیا .(2008). أخلاق العنایة، ترجمة میشیل حنا متیاس، المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة، الکویت، أکتوبر.

32-وزارة التعلیم العالی. (2006). قانون تنظیم الجامعات ولائحته التنفیذیة، وفقا لآخر تعدیل، ط 24 المعدلة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة، ج.م.ع.

33-ویکبیدیا الموسوعة الحرة. (2017).  أخلاق، متاح على: https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82&action=edit&section=0 ، تاریخ النشر: 27 یولیو ، 2017 .

المراجع الأجنبیة:

34- Dahneke,M.(2015). Developing a Caring and Effective Leadership Style, Massage Today, March, 15(3): 1-4

 -35- Ennis, C. D., Owens .L.M.(2005). The ethic of care in teaching: an overview of supportive literature, Journal quest, 57(4): 392-425, | Published online: 20 Apr. 2012

36- Glanz,J. (2010). Justice and Caring power and ethics in strategic leader ship, ISEA , 38 ( 1): 66-86

37- Grimm,H.M.(2009). Caring teacher qualites that affect school particpation and attendance: Student portrails, Center of Education, Widener University, December.

38- Losen, D. (2001). Discipline policies, successful schools, and racial justice, university of the journal of Boulder, Co: National Education Policy center.

39- peiloh, J. c .( 2012). Which grain will grow? Case study of the impact of teacher beliefs on Classroom climate through caring and rigor, university of southern California, August.

40- Petersen, T. (2011). The Ethics of Care: Normative Structures and Empirical Implications, Health Care Anal, Mar, 19(1): 51–64, Available on: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3037474:

41- Pimentel, C.(2011) . The politics of caring in a bilingual classroom: A case study on the (im) Possibilities of critical care in an assimilationist school context, Journal ofpraxis in MulticulburalEducation, 6(1): P49.

42- Engster, D. (2004). Care ethics and natural law theory: Toward an institutional political theory of caring, Journal of Politics, 66: 113–135.Fineman M (1995)

43-Baier, A. (1994). Moral prejudices: essay son ethics, Cambridge, MA Harvard university press.

44-Bartky, S.L., (1990). Femininity and domination: studies in the phenomenology of oppression, New York: Routledge, ISBN 9780415901864

45-Becoming a Caring Leader.(2002). available on: http://www.entrepreneur.com/article/55498- SEPTEMBER 13

46-Bensimon, E., Ward, K., & Sanders, K. (2000). The into teachers and scholars, Bolton, MA, Anker Publishing, Inc.       

47-Buber M. (2001). I and thou (Rev.ed), New York, Charles Scribner's sons.

48-Ciulla ,J.B.,(2009). Leadership and the Ethics of Care, Journal of Business Ethics, August, Volume 88, Issue 1, pp 3-4

49-Cramer, S. F. (2006). Learning the ropes: how department chairs can help new faculty develop productive scholarship habits, Reflective Practice, 7(4): 525-539

50-Daft, R. L., (2003). Management, South–Western & College Publishing Co.

51-Eddy, P. L., & Gaston, J. L. (2008). New faculty on the block: Issues of stress and support, Journal of Human Behavior in the Social Environment, 17(1): 89-106

52-Eva, A.( 2006). Ethics of care- adilemma or a challenge in education?, paper presented at the australian association For research in education national conference( AARE), adelaide, Austrcli, November, PP 27-28.

 

53-Fox,E, Crigger,BJ, Bottrell,M.& Bauck,P.(2010) Ethical Leadership Fostering an Ethical Environment & Culture National Center for Ethics in Health Care,vaww.ethics.va.gov/IntegratedEthics.

54-Gabriel, Y. (2015). The caring leader – What followers expect of their leaders and why? , Leadership, 11(3): 316-334.

55-Gilligan, C. (1982). In a Different Voice: Psychological Theory and Women's Development, Cambridge, MA: Harvard University Press.

56-------------------.(2008). Moral Orientation and Moral Development, the Feminist Philosophy Reader, By Alison Bailey and Chris J. Cuomo. Boston: McGraw-Hill, Print.

57-Greenleaf Center for Servant Leadership,(1991). Nine Characteristics of Effective, Caring Leaders, Reprinted with permission, October 2008, P27, Available on; www.greenleaf.org

58-Jones, A. (2008). Preparing new faculty members for their Teaching role, New Direction for Higher Education, 143:  93- 100

          59-Kittay, E. F.( 1999) . Love’s Labor: Essays on Women, Equality and Dependency, New York, Routledge

60-kittay, E., F. & Myers, D T. (1987). Women and moral theory, U.S.A: Rowman and Littlefield.

61-Kohlberg, D. (1998). Rethinking feminist ethics. New York, Routledge.

 

62-Leonard.D. (2010). Caring As a Leader, available on: http://www.qualitydigest.com/inside/quality-insider-column/caring- leader.html, | 01/27/2010

63-Lloyd, L. (2006). A caring profession? The ethics of care and social work with older people, New York, Oxford University Press.,

64-Marten, N. (2001). The roles and responsibilities of departmental heads and chairpersons in schools of education as perceived by deans. Journal of Education, 112 (2): 244-267

65-McCollum, B.D. (2014). The Caring Beliefs and Practices of Effective Teachers, Doctoral of Education, College of Graduate Studies, Georgia Southern University,

66-Murray, J. P. (2008). New faculty members' perception of the academic work life, Journal of Human Behavior in the Social Environment, 17(1/2): 107-128

67-Noddings, N. (1984). Caring: A Feminine Approach to Ethics and Moral Education, Berkeley, University of California Press.,

68-__________., (2006). Educational leaders as caring teachers, School Leadership & Management: Formerly School Organization, 26(4):PP. 339-345, published online: 11 Jan 2007

69-Parry, K. & Kempster, S. (2014). Love and leadership: Constructing follower narrative identities of charismatic leadership, Management Learning, 45(1);21-38

70-Pickard,S.( 2015). How a Caring Leader can create a Culture of Support, available on: https://www.brandman.edu/blog/how-caring-leaders-can-createculture-of-support-

71-Ravizza,D.M.,(2005). Students’ Perceptions of physical education teachers’ caring, Virginia Polytechnic institute & state university, 11 may.

72-Sheldene, K., Simola A, Julian B. B, &Nick T. c. (2010).Transformational leadership and leader moral orientation: Contrasting an ethic of justice and an ethic of care, The Leadership Quarterly, 21: 179–188

73-Shumaker, S.A & Brownell A. (1984). To ward a theory of social support closing conceptual gaps, Journal of social Issues, 40 (4): 11.

74-Spears,L,C.,(2010). Character and Servant Leadership: Ten Characteristics of Effective Caring Leaders, The Journal of Virtues & Leadership, 1 (1): 25-30

 

75-Stolte, S., K. (2002). New challenges, new opportunities: Perspective of a new faculty member, Journal of Pharmacy Teaching, 9 (1): 35-45   

76-Trevino, L. K., Brown, M. E. (2004). Managing to be Ethical:Debunking Five Business Ethics Myths, Academy ofManagement Exective, 18 (2): 69-83.

77-Trevino, L.K., Hartman, L., P., M and Brown, M. (2000). “Moral Person and Moral Manager: How Executives Develop a Reputation for Ethical Leadership“, California Management Review, 42(4): 128 – 142.

78-Tronto, J. (1994). Moral Boundaries: A Political Argument for an Ethic of Care, New York, Routledge.

 

79-University of Minnesota, (2002). “A Competency Model for the Position of Chair/Head of an Academic Unit at the University of Minnesota, http://wwwl.umn.edu, ,3 pages

80-University of Oregon (2002). Department Head Roles and Responsibilities, http :// Libweb.Uoregon.Edu ,3 pages

 

81-voget,L.R.(2012)., Values and ethics in educational administration, university of northern colorado, Gredey, Colorado, USA, march.

 

82-White, B.(2003). Caring and the teaching of English, Research in the teaching of English, 37(3): February.

83-Wolverton, M. and Park, S.(1999) A Comparison of Department Chair Tasks in Australia and the United States,Journal of Higher Education, 38 (1):405-425