صيغ مقترحة لتفعيل جهود الجامعات المصرية فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها: جامعة قناة السويس نموذجاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى تقديم بعض الصيغ المقترحة لتفعيل جهود الجامعات المصرية فى دعم بناء ونشر ثقافة السلام لدى طلابها، ولتحقيق ذلک اتبعت الدراسة أسلوب دراسة الحالة کأحد أساليب المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على الجهود المبذولة بجامعة قناة السويس فى نشر ثقافة السلام باعتبارها نموذجًا للجامعات المصرية.
ولقد أسفرت الدراسة الميدانية عن وجود اهتمام من کليات جامعة قناة السويس بمعالجة مشکلات وقضايا البيئة بعامة ونشر ثقافة السلام وتنمية الوعي الثقافي والتنموي بخاصة، إلا أن تلک الجهود المبذولة بحاجة إلى تعزيز ودعم من قبل الإدارة الجامعية وأعضاء هيئة التدريس، وقطاع الدراسات العليا والبحوث وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وفى ضوء تلک النتائج تقدمت الدراسة بثلاثة من الصيغ المقترحة لدعم جهود الجامعات المصرية فى بناء السلام ونشر ثقافته بين الشباب من طلاب الجامعات المصرية

الكلمات الرئيسية


صیغ مقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها: جامعة قناة السویس نموذجاً

 إعداد

   د/ أمیرة خیری على احمد

مدرس أصول التربیة بکلیة التربیة

جامعة قناة السویس

الملخص:

هدفت الدراسة إلى تقدیم بعض الصیغ المقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى دعم بناء ونشر ثقافة السلام لدى طلابها، ولتحقیق ذلک اتبعت الدراسة أسلوب دراسة الحالة کأحد أسالیب المنهج الوصفی التحلیلی للوقوف على الجهود المبذولة بجامعة قناة السویس فى نشر ثقافة السلام باعتبارها نموذجًا للجامعات المصریة.

ولقد أسفرت الدراسة المیدانیة عن وجود اهتمام من کلیات جامعة قناة السویس بمعالجة مشکلات وقضایا البیئة بعامة ونشر ثقافة السلام وتنمیة الوعی الثقافی والتنموی بخاصة، إلا أن تلک الجهود المبذولة بحاجة إلى تعزیز ودعم من قبل الإدارة الجامعیة وأعضاء هیئة التدریس، وقطاع الدراسات العلیا والبحوث وقطاع خدمة المجتمع وتنمیة البیئة.

وفى ضوء تلک النتائج تقدمت الدراسة بثلاثة من الصیغ المقترحة لدعم جهود الجامعات المصریة فى بناء السلام ونشر ثقافته بین الشباب من طلاب الجامعات المصریة.

الکلمات المفتاحیة: الجامعات- ثقافة السلام.

 

A Suggested formulas to activate the efforts of

Egyptian universities in dissemination the culture of peace among their students: Suez Canal University as a model

Dr/ Amira Khairy Ali Ahmed

Lecturer of foundation of Education,

Faculty of Education, Suez Canal University.

 

Abstract:

The study aimed to present some of the proposed formulas to activate the efforts of the Egyptian universities in supporting the building and dissemination of a culture of peace among their students. To achieve this, the study followed the method of case study as one of the descriptive analytical methods to identify the efforts exerted at Suez Canal University in spreading the culture of peace as a model of Egyptian universities.

The field study resulted in the interest of the faculties of Suez Canal University to treatment the problems and issues of the environment in general, and the dissemination of a culture of peace and development of cultural and development awareness in particular, except this efforts need to be strengthened and supported by the university administration and faculty members, the postgraduate and research sector, and the sector of community service and environmental development.

In light of these results, the study presented three proposed formulas to support the efforts of the Egyptian universities in building peace and spreading its culture for Youth Egyptian university students.

Keywords: Universities - Culture of Peace.

صیغ مقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها: جامعة قناة السویس نموذجاً

إعداد

د/أمیرة خیری على احمد ([1]*)

أولاً: الإطار العام للدراسة:

مقدمة:

تعد المؤسسات الجامعیة- بأدوارها المتنوعة ومهامها العدیدة– الرکیزة الأساسیة فی تحقیق التنمیة المجتمعیة الشاملة والمستدامة بکافة صورها إذ تضطلع بإعداد وتأهیل وتخریج أعداد کبیرة سنویاً من الشباب للعمل فی مختلف قطاعات الإنتاج، ومن ثم فإن مخرجات الکلیات الجامعیة سوف تتفاعل– علمیاً ومهنیاً واجتماعیاً – مع المجتمع کله، کما أن لها دوراً کبیراً مع المؤسسات المجتمعیة الأخرى فی تطویر بیئتها والنهوض بمجتمعاتها المحلیة، فی ظل محیط اجتماعی وبیئی متغیر وملئ بالقضایا والاحتیاجات المستحدثة التی یمکن لکلیاتها الإسهام فی بحثها والتفاعل العلمی والعملی معها.

ونظرا لکون الشباب الجامعی یمثل العنصر البشرى الحاسم لکل نمو اقتصادی فی المستقبل، ومصدر لکل إنتاج وثروة وحضارة وخیر ورفاهیة. فإن الترکیز على ذلک العنصر سیظل من أولویات المؤسسات الجامعیة وبخاصة بعدما تطور مفهوم الموارد البشریة إلى مفهوم رأس المال البشری ولیصبح من المصطلحات الشائعة حالیاً مصطلح رأس المال الفکری Intellectual Capital وذلک فی إطار ظهور مجتمعات واقتصادیات المعرفة (1). وعلى ذلک فکلما بذلت الجامعات جهوداً صادقة فی اتجاه تنمیة مواردها البشریة کلما زادت نسبة رأس المال الفکری لدیها وکلما زاد عطائها فی التطویر المبدع والمستمر للجامعة.

وفى ظل ما أسهمت به العولمة بکل تجلیاتها السیاسیة والتی تتمثل فی الدیمقراطیة والتعددیة واحترام حقوق الإنسان، وتجلیاتها الاقتصادیة والتی تتمثل فی حریة الاقتصاد والتبادل التجاری، وللعولمة الثقافیة التی تتمثل فی بروز ثقافة کونیة تعبر عن وعی کونی شامل یرمز إلی وحدة الإنسانیة، بالإضافة إلی تجلیات العولمة التکنولوجیة، والتی جعلت کل أرکان العالم فی حالة اتصال دائم. لذلک یمکن القول إننا نعیش عصر جدید یتسم بعولمة المشکلات الإنسانیة وهی تعنی ببساطة أن أیة مشکلة تقع داخل دائرة قطر أو إقلیم معین هی مشکلة عالمیة فی الوقت نفسه (2).

ولعل أبلغ دلیل على ذلک عدید من المشکلات التی باتت تؤرق صانعی القرار، على الصعیدین المحلى والدولی على السواء، مثل: الفقر والمرض والتغیرات البیئیة وغیرها، وأکثر المشکلات إثارة للقلق مشکلة الصراع والعنف لکونها الأکبر تکلفة للمجتمع البشری، وإذا ما تم التغاضی عن الآثار السلبیة الهائلة للصراع غیر العنیف من الصراعات السیاسیة والاقتصادیة والإعلامیة والأیدیولوجیة، فإن الصراع والعنف بأشکاله المختلفة والمتعددة، بدایة من العنف مع النفس والعنف الاجتماعی، الإرهاب، والحروب؛ یکلف المجتمع کثیر من الضحایا البشریة والمادیة بالإضافة إلی الصراعات الضارة (3)، مما ینعکس على قدرة المجتمع على مواجهة مشکلاته الأخرى وقدرته على تحقیق التنمیة والتقدم.

ولذلک فهناک حاجة ماسة لتحقیق السلام إذ یمثل هدفا إنسانیًا وغایة نبیلة تسعى الإنسانیة لتحقیقها على امتداد تاریخها الحضاری، والسلام مطلب إنسانی بدونه یعیش الإنسان فی فزع وخوف یفقده اتزانه ویجعله یتعامل مع من حوله على أساس أنهم أعداء ویفقده صداقة الناس واحترامهم، والإنسان اجتماعی بطبعه فإذا فشل فی التکیف، فإنه یفقد سلامه الاجتماعی ویشعر بالعزلة والتقوقع حول الذات، کما أن السلام مطلب اقتصادی لأن الخلافات تؤثر على قدرات الفرد الإنتاجیة، وتؤدی لتدنی دخله وضعف إمکاناته الاقتصادیة، وعلى ذلک فهناک ضرورة ملحة لنشر مفاهیم السلام وقیمه السامیة المرتبطة بحفظ النفس والتعاون واحترام الثقافات والتعایش السلمی مع الآخرین على الصعیدین المحلى والدولی، وکل ذلک یمکن إجماله فى ثقافة السلام(4).

وقد تنامی فی الآونة الأخیرة الاهتمام بثقافة السلام ونشرها وذلک منذ عام 1982م فی مؤتمر السلام الذی عقدته الأمم المتحدة فی ساحل العاج، وفی عام م1997 صدر أول قرار من الجمعیة العامة للأمم المتحدة یخص ثقافة السلام ینص على أن سنة 2000م هی السنة الدولیة لثقافة السلام ثم فی عام 1998 تقرر إعلان العقد الخاص بثقافة السلام للأطفال والشباب ونبذ العنف (2001-2010م)، وقد عینت الجمعیة العامة للأمم المتحدة الیونسکو کوکالة رائدة للعقد الدولی ودعت الیونسکو الدول الأعضاء إلی اتخاذ إجراءات من أجل الترویج لثقافة السلام على الصعید الوطنی والإقلیمی والدولی (5).

ومن هذا المنطلق فإن هناک اهتمامًا عالمیًا ومحلیًا واسعًا بأهمیة نشر ثقافة السلام بین کل فئات المجتمع من أطفال وشباب وراشدین؛ وفى ذلک تؤدى المؤسسات التربویة ولاسیما المؤسسات الجامعیة جهوداً کبیرة وبخاصة فی ظل تفاعلها مع فئة الشباب، حیث تسهم فی إکساب الطلاب المفاهیم الصحیحة للسلام من خلال برامجها وکوادرها التدریسیة من أعضاء هیئة التدریس وتوجهاتها البحثیة وأنشطتها الخدمیة الموجه لتنمیة المجتمع وتطویره والتی یطلق علیها الخدمات الامتدادیة OutreachService" کما یطلق علیها "خدمة المجتمع Community Service" وهی تتضمن کل ما تقدمه الجامعة لتعلیم وتثقیف أبناء المجتمع، وتنمیة البیئة وحل مشکلاتها.

مشکلةالدراسة وأسئلتها:

تعتبر مصر من أوائل الدول التى استجابت لنداء الیونسکو، وقامت مع بدایة الألفیة الثالثة بتنفیذ عدید من الأنشطة التى تهدف إلى نشر ثقافة السلام بین الشباب، ومن هذه الأنشطة إصدار الهیئة العامة للاستعلامات التابعة لوزارة الإعلام سلسلة ثقافة السلام للشباب منذ عام 2006م، کأحد فعالیات مهرجان القراءة للجمیع داخل مکتبات الأسرة على مستوى الجمهوریة الذی تبنى شعار: (للطفل.. للشباب.. للأسرة)، حیث انطلقت هذه السلسلة بناء على مبادرة من حرکة المرأة من أجل السلامتلک الحرکة التی عملت على توفیر مساحة أکبر للأدوار التی تؤدیها المرأة وتشجیع مشارکتها فی صنع وإقرار السلام والأمن المجتمعی، علاوة على قیام تلک الحرکة بتأسیس معهد دراسات السلام عام 2001م، وهو هیئة دولیة مستقلة غیر حکومیة، بهدف رعایة ونشر ثقافة السلام بین الشباب وتدریبهم على أن یکونوا أشخاصاً فاعلین فى إحداث التنمیة الثقافیة فى بیئاتهم، بالإضافة إلى الترکیز على إجراء دراسات حول القانون والتفاهم الدولی،  وحقوق الإنسان، وحل النزاعات بالمفاوضات، والأمن والتنمیة، والترویج لثقافة السلام (6).

کما تم إطلاق مشروع إدخال مفاهیم التسامح والتربیة من أجل السلام فى المناهج الدراسیة بمؤسسات التعلیم قبل الجامعی، وذلک فی إطار سیاسة وزارة التربیة والتعلیم نحو إدماج القضایا المعاصرة فی المناهج، وقد تم إعداد هذا المشروع وتطبیقه منذ عام 2000م، فی جمیع سنوات المرحلة الابتدائیة والإعدادیة فى مواد: التربیة الدینیة واللغة العربیة والریاضیات والأنشطة، العلوم، الدراسات الاجتماعیة (7).

وعلى مستوى مؤسسات التعلیم العالی فلم یعد من الممکن اعتبار الجامعات مؤسسات تعنی بتخریج الکوادر والکفاءات فی المجالات المختلفة فحسب، أو اعتبارها مجرد مراکز بحثیة تقوم بإجراء أبحاث أکادیمیة متخصصة، کما لم یعد من المقبول أن تنعزل کلیات الجامعة عن مجتمعاتها المحلیة، أو أن تغض الطرف عن التحولات الاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة والتقنیة الحادثة فی محیطها الاجتماعی، لذا صار مفهوم خدمة المجتمع وتنمیة البیئة یمثل بعدًا محوریًا ویضیف مهمة أساسیة من المهام التی ینبغی أن تضطلع بها الکلیات الجامعیة، وهى نشر ثقافة السلام لدى طلابها (8).

وعلى الرغم مما تقدم إلا أن هناک عدد من الدراسات والبحوث التى أکدت على ضعف أداء الجامعات المصریة فی وظیفة خدمة المجتمع بصفة عامة ودورها فى بناء ثقافة السلام ونشرها لدى طلابها بصفة خاصة، ولقد أرجعت تلک الدراسات ذلک الضعف إلى عدد من العوامل منها ما یلى (9):

  • غیاب فلسفة واضحة لوظیفة خدمة المجتمع، وبخاصة فى جانب التوعیه والتثقیف لکافة فئات المجتمع وفى مقدمتها فئة الشباب.
  • ضعف قنوات الاتصال بین الجامعات وبین منظمات المجتمع المدنى من جهة، وبینها وبین الهیئات الدولیة الخاصة بنشر العلوم والثقافة واحترام حقوق الانسان من جهة أخرى.
  • وجود عدید من القیود الخاصة بنظم الدراسة وساعات التدریس ومواعید المحاضرات، والتى تحول دون توفیر مناخ ملائم داخل قاعات الدراسة یسمح بالتعبیر بحریة عن الآراء المتعلقة بقضایا المجتمع ومشکلاته.
  • اکتفاء بعض أعضاء هیئة التدریس بالقاء المحاضرات دون إتاحة الفرص للنقاش والحوار البناء وإعطاء التکلیفات والأنشطة فردیاً وجماعیاً، والتى تسهم فى التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل وتطبیق مهارات التحلیل والنقد واتاحة الفرص للإبداع والابتکار فى حل المشکلات.
  • قلة المقررات التثقیفیة التى تتناول قضایا هامة على الصعیدین المحلى والعالمى مثل: نبذ العنف والعنصریة ودعم المساواة بین الرجل والمرأة واحترام حقوق الإنسان والتعاون الحضارى ومعالجة مشکلات البیئة والعمل على تنمیتها.
  • قلة البحوث الموجهه نحو خدمة المجتمع وتنمیة البیئة، الى جانب افتقار کثیر من الباحثین للمهارات الفردیة والجماعیة المتعلقة بالحیادیة والابتعاد عن التعصب الفکرى والتعاون واحترام اراء الاخرین... وغیرها من المفاهیم والمهارات التى تؤکد على ثقافة السلام.

وفی ظل الاهتمام المتزاید فى مصر بالسلام ونشر ثقافته وخاصة بین فئة الشباب من طلاب الجامعات، وخاصة فى الفترة الراهنة، یمکن صیاغة أسئلة الدراسة کما یلی:

1-      ما طبیعة ثقافة السلام والمفاهیم المرتبطة بها فی الإسلام والتی تتبناها الجهات الدولیة؟

2-      ما الجهود المتوقعة من المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها؟ 

3-      ما الواقع الممارس لجهود جامعة قناة السویس فى نشر ثقافة السلام، باعتبارها نموذجاً للجامعات المصریة ؟

4-      ما الصیغ المقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها؟


أهداف الدراسة:

       یتمثل الهدف الرئیسی للدراسة فی تأکید دور الجامعات المصریة فى خدمة المجتمع المحلى والدولی على السواء، وبخاصة ما یتعلق بأدوارها فى بناء ثقافة السلام ونشرها بین طلابها، ویندرج تحت هذا الهدف عدة أهداف فرعیة:

  • التعرف على ماهیة السلام وثقافته.
  • الکشف عن جهود المنظمات العالمیة والمحلیة فى نشر ثقافة السلام.
  • الوقوف على جهود الجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها، من خلال تحدید الواقع الممارس لتلک الجهود بجامعة قناة السویس باعتبارها نموذجًا للجامعات المصریة.
  • تقدیم بعض الصیغ المقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى دعم بناء ونشر ثقافة السلام لدى طلابها.

أهمیةالدراسة:

تنبع أهمیة الدراسة مما یلی:

1- أن الشباب من طلاب الجامعات یمثلون جیل القیادات فى المستقبل، وبسواعدهم یمکن تحقیق التنمیة والتقدم والرخاء لمجتمعهم.

2- أن نشر ثقافة السلام بین الشباب من طلاب الجامعات، له دور کبیر فى تحقیق الاستقرار والتعاون والسلم العام فى المجتمع.

3- أن للجامعات دوراً کبیراً فى بناء ونشر ثقافة السلام لدى طلابها بما تملکه من کوادر بشریة وإمکانات معرفیة وأدوار حیویة، تلزم کل جامعة بأن تؤدى فاعلیات متنوعة لخدمة مجتمعها وتنمیته والمحافظة على استقراره بنشر أفکار ومعتقدات وقیم السلام بین أبنائه من الشباب.


منهج الدراسة وأداتها:

تتبع الدراسة الحالیة أسلوب دراسة الحالة کأحد أسالیب المنهج الوصفی التحلیلی، إذ یمثل طریقة یعتمد علیها فی الحصول على معلومات دقیقة تصور الواقع الاجتماعی والمؤسسی وتسهم فی تحلیل ظواهره (10)؛ حیث یمکن استخدامه فی الدراسة الحالیة فی جمع وتفسیر المعلومات والبیانات المتعلقة بطبیعة موضوع السلام ونشر ثقافته فى فئة الشباب الجامعی، وبیان أهم جهود جامعة قناة السویس فی هذا الشأن؛ من أجل التوصل إلى بعض الصیغ المقترحة لدعم جهود الجامعات المصریة فی نشر ثقافة السلام بین طلابها.

وتتمثل أداة الدراسة فى استبانة موجهه لأعضاء هیئة التدریس ببعض کلیات جامعة قناة السویس، والتی بلغ عددها (6) کلیات، وقد روعی فى اختیارها الجمع بین التخصصات العملیة والکلیات النظریة

حدود الدراسة:

1- الحدود الموضوعیة: تهتم الدراسة بثقافة السلام فی الفکر التربوی المعاصر وجهود الهیئات الدولیة فى نشره، علاوة على اهتمام الدراسة بالجهود المنشودة والمتوقعة من المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام لدى أبنائها الطلاب باعتبارهم یمثلون فئة الشباب القادر على حفظ الاستقرار وتحقیق السلام لمجتمعه فى المستقبل.

2- الحدود المکانیة: تقتصر الدراسة على جامعة قناة السویس وبعض الکلیات التابعة لها، باعتبارها نموذجاً للجامعات المصریة، من حیث طبیعة المجالات الخاصة بنشر ثقافة السلام بین شبابها من الطلاب.


مصطلحات الدراسة:

1- ثقافة السلام Culture of Peace :

یعتبر مفهوم ثقافة السلام من المفاهیم المعاصرة، بل مصطلح ثقافة أصلاً من المصطلحات الغربیة الحدیثة التی تم نقلها وبیان مدلولها ضمن المنظور العربی فقد شهدت نهایة القرن السابق اهتماماً کبیراً من المنظمة الدولیة (الأمم المتحدة) ومؤسساتها خاصة المنظمة العالمیة للتربیة والعلوم والثقافة (الیونسکو) بالسلام ونشره، وتعزیز ثقافته، وکان من ضمن مواد القرارات الصادرة، مواد تتعلق ببیان مفهوم ثقافة السلام؛ حیث جاء فیها أن ثقافة السلام هی:

"مجموعة من القیم والمواقف والتقالید والعادات وأنماط السلوک وأسالیب الحیاة بحیث تجسد فی مجموعها تعبیراً عن، وطموحاً إلى احترام الحیاة واحترام البشر وحقوقهم مع رفض العنف بکل أشکاله، والاعتراف بالحقوق المتساویة للرجل والمرأة، والاعتراف بحق کل فرد فی حریة التعبیر، والإعراب عن الرأی والحصول على المعلومات، والتمسک بمبادئ الدیمقراطیة والحریة والعدالة والتنمیة للجمیع والتسامح والتضامن والتعددیة وقبول الاختلافات والتفاهم بین الأمم وبین الفئات العرقیة والدینیة والثقافیة وغیرها من الفئات (11).

وثقافة السلام مرکب إضافی من مصطلحی: (ثقافة– السلام)؛ لذا أمکن تعریفها وفق ذین المصطلحین بأنها: معرفة عملیة مکتسبة تنطوی على جانب معیاری، وتتجلى فی سلوک الإنسان الواعی فی تعامله فی الحیاة الاجتماعیة مع الوجود على نحو مجمل یشمل المنطلقات والأسس والمبادئ والوسائل الکفیلة بتغلیب حالة السلم على الحرب والوسائل السلمیة على               الوسائل العنیفة (12).

وبناء على ذلک یمکن تعریف ثقافة السلام إجرائیاً على أنها: مجموعة المعارف والمفاهیم والقیم والتی تنعکس فى المواقف وأنماط السلوک وطرق الحیاة التی ترفض العنف وتمنع نشوب المنازعات من خلال معالجة أسبابها الجذریة عن طریق الحوار والتفاوض بین الأفراد والجماعات والأمم.

الدراسات السابقة:

تتنوع الدراسات العربیة والأجنبیة التی تناولت السلام وثقافته، وفیما یلی عرض لعدد من هذه الدراسات وفقاً لترتیبها الزمنی تصاعدیا:

1- دراسة عبد الرءوف محمد بدوى، بعنوان: الجامعة وإشکالیة قبول الآخر(2007) (13):

هدفت الدراسة إلی الإجابة على تساؤل رئیسی وهو ما إمکانیة تعلیم ثقافة السلام من خلال نظام التعلیم العالی بإجراء دراسة حالة على الجامعات، ولقد أسفرت الدراسة عن نتائج أهمها: أنه على الرغم من الدور الذی تقوم به المؤسسات الجامعیة من التنمیة الثقافیة لطلابها والعمل من خلال أعضاء هیئة التدریس فیها على تنمیة الوعی بقضایا المجتمع ومتغیراته المتنوعة إلا أن هذا الدور لازال محدودا وبحاجة إلى دعم وتنمیة، وقد توصلت الدراسة إلى ضرورة بناء نموذج لبناء ثقافة السلام ونبذ العنف، بحیث یعطی اهتماماً خاصاً بتنمیة التواصل، وحل المشکلات ومهارات حل الصراع التی تناسب الحیاة من غیر عنف وبدیمقراطیة، وتعطی اهتماماً أیضا بالتعلیم العالمی من خلال التأکید على تعدد الثقافات وکوکبیة الأرض.

2- دراسة ماتسورا Matsuura، بعنوان: قوى العولمة: وتغیر طبیعة ووظیفة التعلیم العالی(2008( (14):

2- Koïchiro Matsuura, The Forces of Globalization: Changing the nature and function of higher education, (2008):

هدفت الدراسة إلى تحدید أهم العوامل والقوى التی أسهمت العولمة فى ظهورها، حیث تمثل تلک القوى بجوانبها الایجابیة وجوانبها السلبیة أهم التحدیات التی تواجه کافة المؤسسات على اختلاف أنواعها وفى مقدمتها مؤسسات التعلیم العالی، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: تغیر أدوار مؤسسات التعلیم العالی ومنها الجامعات فى التدریس والبحث العلمی والانفتاح على المجتمع، بحیث تکون هذه المؤسسات أکثر قدرة على مواجهة تحدیات العولمة بما تتضمنه من ثورة معرفیة وتکنولوجیة، ولقد انعکس ذلک التغیر على إدارة المؤسسات ومصادر تمویلها وطرق تفاعلها مع المستفیدین من خدماتها وفى ضوء ذلک أوصت بضرورة إدخال البعد العالمی فى البرامج الجامعیة ومحاولة الانفتاح على العالم مع احترام الخصوصیة الثقافیة القومیة وتوظیف البحوث الجامعیة لخدمة قضایا التنمیة وحل مشکلات البیئة، کما أکدت الدراسة على الدور المنشود من مؤسسات التعلیم العالی فى حفظ السلام والاستقرار بقدرتها وقدرة أساتذتها على تعوید الطلاب من الشباب على تقبل الآخر والتفکیر بمنظور عالمی أوسع، ونبذ الخلافات ونشر مفاهیم السلام.

3- دراسة وفاء یسرى إبراهیم، بعنوان: مؤشرات تخطیطیة لدعم مساهمة المرأة فى نشر ثقافة السلام (2010) (15):

هدفت الدراسة إلى تقدیم مجموعة من المقترحات الإجرائیة تکون بمثابة مؤشرات تسهم فى التخطیط لتعزیز جهود مساهمة المرأة فى نشر ثقافة السلام فى مجتمعها ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج الوصفی بأسلوب دراسات المسح الاجتماعی بتصمیم مقیاس یطبق على المرأة فى مواقع عمل مختلفة فى المجتمع ما بین قیادات فى مؤسسات حکومیة أو عضوات للمجلس القومی للمرأة أو عضوات فى المجالس المحلیة فى محافظتهن، وذلک لتحدید مستویات مساهمة المرأة فى تحقیق التنمیة المجتمعیة ونشر مفاهیم السلام فى أسرتها وفى محیط عملها، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: أن المجتمع المصری قد شهد فى العقود القلیلة الماضیة توترات وصراعات ومشکلات نتج عنها ضعف فى مستویات تحقیق التنمیة والاستقرار ولقد تزامن ذلک مع ضعف مستویات مشارکة فئات عدیدة من المجتمع، ومنها النساء فى نشر ثقافة السلام والتأکید على مضامینها وتطبیقاتها اللازمة لتحقیق السلم الاجتماعی، وفى ضوء ذلک قدمت الدراسة عدد من الآلیات التی تدعم مشارکة المرأة فى قضایا التنمیة ونشر ثقافة السلام، ولقد تضمن تلک الآلیات تفعیل أدوار  کل من الحکومة والجمعیات الأهلیة ومؤسسات المجتمع المدنی والجامعات فى نشر ثقافة السلام وفى إتاحة الفرص أمام المرأة للتعبیر والمناقشة وإبداء الرأی فى قضایا التنمیة وتحقیق الاستقرار المجتمعی.

4- دراسة محمد إبراهیم الصانع، بعنوان: دور الأستاذ الجامعی فى تعمیق وتعمیم مفاهیم وثقافة السلم والتفاهم الدولی (2011) (16):

هدفت الدراسة إلى تقدیم بعض المقترحات الداعمة لدور الأستاذ الجامعی فى بناء ونشر ثقافة السلام واحترام حقوق الإنسان والتبادل الثقافی مع الآخرین على اختلاف مجتمعاتهم، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة أسلوب الدراسات المیدانیة مع تطبیق أداة المقابلة على عینة من أعضاء هیئة التدریس بکلیة العلوم التربویة جامعة جرش بالأردن، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: تنوع الأدوار التی یمکن أن یؤدیها الأستاذ الجامعی لنشر ثقافة السلام لدى طلابه ما بین دوره التعلیمی والإداری وکمشارک فى الأنشطة الخاصة بالمقررات الدراسیة والأنشطة الحرة ثقافیة أم اجتماعیة أم ریاضیة أم ترفیهیة، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بضرورة تقدیم برامج تدریبیة لأساتذة الجامعات وإشراکهم فى مؤتمرات وندوات بالاشتراک مع جامعات أخرى لصقل مهاراتهم وتعزیز قدراتهم، بما ینعکس على أدائهم مع طلابهم فى بناء وترسیخ مفاهیم وقیم السلام والتعاون مع المجتمعات الأخرى دول ومؤسسات وجماعات وأفراد.

5- دراسة محمد عبد الحمید لاشین ومروة عزت عبد الجواد، بعنوان: آلیات تضمین ثقافة التربیة من أجل السلام بالتعلیم الجامعی فى ضوء متطلبات التربیة الدولیة(2012) (17):

هدفت الدراسة إلى التعرف على متطلبات التربیة الدولیة وأهدافها وفلسفة التربیة من أجل السلام وأهدافها وعوامل انتشارها فى الجامعات، وتقدیم آلیات لتضمین ثقافة السلام فى إطار التربیة الدولیة من خلال البرامج الدراسیة والاتحادات الطلابیة وبرامج التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج الوصفی وطبقت دراسة میدانیة على عینة من أعضاء هیئة التدریس والطلاب فى السنة النهائیة لتحدید مستویات توافر متطلبات التربیة الدولیة بالجامعات المصریة، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: ضعف مستویات تحقیق متطلبات التربیة الدولیة بالجامعات المصریة إلى جانب ضعف تناول البرامج والمقررات الجامعیة لمفاهیم وقیم السلام، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بضرورة نشر ثقافة السلام من خلال ثلاثة أبعاد، تتمثل فى البرامج الدراسیة والاتحادات الطلابیة والتنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس.

6- دراسة تشنیرى Chinyere، بعنوان: تعلیم السلام وتحویل التعلیم العالی وتمکین الشباب من أجل السلام فى إفریقیا (2013) (18):

6- Alimba, N. Chinyere,  Peace education, transformation of higher education and youths empowerment for peace in Africa (2013)

هدفت الدراسة إلى بیان الدور الذی تؤدیه مؤسسات التعلیم العالی ولاسیما الجامعات فى المساهمة فى التنمیة المجتمعیة وتنمیة وعى الأفراد بأهمیة التعاون من أجل فض الصراعات ونبذ العنف، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج المقارن لاستعراض الجهود المبذولة من قبل عدد من جامعات إفریقیا جنوب الصحراء فى إقرار السلام وتحقیق التنمیة، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: أن هناک أعداد کبیرة من المتضررین من جراء الصراعات وأعمال العنف بین الجماعات والفرق والقبائل، هذا إلى جانب أعداد الوفیات الکبیرة والتی وزعت على المناطق المختلفة فى إفریقیا جنوب الصحراء، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بالتأکید على أهمیة الدور الذی تؤدیه مؤسسات التعلیم وبخاصة مؤسسات التعلیم العالی والجامعی فى إکساب الشباب مفاهیم السلام والتعاون والبناء واحترام الآخرین ونبذ العنف والصراع والتعصب.

7- دراسة انى تیرنر جونسون، بعنوان: دور الجامعات فى إرساء أسس السلام: رؤى حول الصراعات وعملیة التنمیة فى کینیا(2013) (19):

هدفت الدراسة إلى طرح عدد من الآراء حول طبیعة الصراعات التی تحدث فى کینیا، والبحث عن طرق مناسبة لتحقیق التنمیة فى المجتمع، وبیان دور الجامعات فى نشر ثقافة السلام بین الشباب من طلابها، لما لذلک من دور کبیر فى تحقیق الأمن والاستقرار المجتمعی ومن ثم تحقیق التنمیة والتقدم، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی لاستطلاع أراء الخبراء والمحللین والمعنیین بقضایا التنمیة والسلام ودور مؤسسات التعلیم فى تحقیق ذلک، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: أن هناک علاقة کبیرة بین إحداث التنمیة واستقرار المجتمع، کما أن استقرار المجتمع مرهون بإدراک وفهم أبنائه صغاراً وشباباً وشیوخاً لأهمیة السلام وتطبیق قیمه ومبادئه، وفى ذلک تسهم مؤسسات التعلیم العالی والجامعات بشکل خاص فى بناء السلام ونشر قیمه ومفاهیمه، وفى ضوء ذلک أوصت بضرورة توجیه عنایة القائمین على مؤسسات التعلیم الجامعی بأدوار تلک المؤسسات فى نشر ثقافة السلام من خلال عملیات التعلیم والتعلم، ومن خلال الأنشطة الجامعیة والبرامج الدراسیة والبحوث العلمیة والأنشطة الموجهه لخدمة المجتمع.

8- دراسة نسرین محمد عبد العزیز، بعنوان: دور الدراما المصریة فى الفضائیات العربیة فى نشر ثقافة السلام لدى طلاب الجامعات (2014) (20):

هدفت الدراسة إلى رصد الدور الذی تؤدیه الدراما التلیفزیونیة المصریة من روایات فى مسلسلات وأفلام فى القنوات الفضائیة العربیة لنشر ثقافة السلام فى فئة الشباب الجامعی، ولتحقیق ذلک وظفت أسلوب تحلیل المضمون، ولقد أسفرت الدراسة عن نتائج من أهمها: الاهتمام الکبیر من قبل الشباب الجامعی بالسلام والاستقرار والتسامح ونبذ العنف والتعصب، تأثیر المواد الدرامیة حتى وان کان ضمنیا اکبر بکثیر من المقررات والمواد المطروحة فى الأطر التعلیمیة، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بضرورة عمل أفلام وثائقیة للطلاب عن السلام بین الشرق والغرب، إلى جانب تکثیف ورش العمل والندوات وحلقات النقاش المفتوح مع الشباب الجامعی لترسیخ مفاهیم السلام ونشر قیم السلام واحترام الآخرین.

9- دراسة محمد سید عباس، بعنوان: إسهام الجماعات الافتراضیة فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی(2015) (21):

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الجماعات الافتراضیة فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی بأبعادها المختلفة السلام الذاتی، والسلام الأسرى والسلام داخل الجماعات فى الجامعات والسلام المجتمعی، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة أسلوب المسح الاجتماعی لتقصى واقع الظاهرة بین الشباب الجامعی فى جامعة جنوب الوادی، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: على الرغم من أهمیة دور الجماعات الافتراضیة المتمثلة فى مجموعة الشباب الجامعی التی ترتبط مع بعضها فى إطار التکنولوجیا وشبکات التواصل الاجتماعی وغیرها؛ فى نشر قیم التعاون والتسامح إلا أن لها عدد من السلبیات المتمثلة فى إهدار الوقت الأسرى وضیاع العلاقات والصلات الاجتماعیة، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بالتأکید على دور الأسر الطلابیة وجماعات الأنشطة الجامعیة فى دعم مفاهیم السلام والتعاون والتسامح بین الشباب، لما لها من أهمیة کبیرة فى تفریغ طاقات الشباب من ناحیة، وإکسابهم مهارات الحوار والنقاش وحل المشکلات من ناحیة أخرى.

10- دراسة اسیاى  Asiyai، بعنوان: استراتیجیات لتفعیل إدارة التعلیم العالی من أجل بناء ثقافة السلام فى نیجیریا(2015) (22):

10- Romina Ifeoma Asiyai, Strategies towards Effective Management of Higher Education for Building a Culture of Peace in Nigeria (2015):

هدفت الدراسة إلى طرح استراتیجیات وآلیات من شأنها تحقیق فعالیة إدارة مؤسسات التعلیم العالی ومنها الجامعات فى بناء ثقافة السلام فى نیجیریا، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج المقارن للإفادة من تجارب وخبرات الجامعات العالمیة فى مجال نشر ثقافة السلام، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: أن جهود مؤسسات التعلیم العالی والجامعات لازالت محدودة فى نشر الوعی الثقافی والاجتماعی بین الشباب الجامعی، فى مقابل تزاید حدة العنف والتعصب والصراع بین الأفراد والجماعات، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بضرورة اضطلاع الإدارة الجامعیة ببناء استراتیجیات الشراکة بینها وبین الجامعات العالمیة والمنظمات الدولیة والمحلیة ومراکز البحوث للإفادة منها والتعاون معها فى نشر ثقافة السلام والتعاون بین أفراد المجتمع من أجل التنمیة المجتمعیة المستدامة.

11- محمود حسن إسماعیل، بعنوان: مضامین ثقافة السلام بموقع الیوتیوب (2016) (23):

هدفت الدراسة إلى تحلیل مضامین ثقافة السلام بموقع الیوتیوب من حیث المفاهیم التالیة(التسامح- التعایش السلمی مع الآخر، نبذ العنف) حیث یمثل الیوتیوب من أکثر المواقع التی تشهد إقبالاً علیها وبخاصة من الشباب والمراهقین، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة أسلوب تحلیل المضمون، ولقد أسفرت عن نتائج من أهمها: أن مفهوم نبذ العنف کان الأکثر ظهوراً على موقع الیوتیوب ویلیه مفهوم التسامح بینما جاء مفهوم التعایش السلمی مع الآخرین بنسبة منخفضة، وفى ضوء ذلک أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بفئة الشباب والمراهقین وعدم ترکهم عرضة للأفکار الهدامة والعمل على نزع التعصب والتطرف من أذهانهم بإکسابهم المفاهیم السلمیة وإرشادهم إلى القیم الأصیلة التی تحقق سلامة الأفراد والمجتمع، وفى ذلک تأکید على دور المؤسسات التربویة جمیعها سواء المدارس والجامعات أو الجمعیات الأهلیة ودور العبادة.

12- دراسة إقبال احمد وزملائها، بعنوان: دور تعلیم السلام فى إعادة ثقة المجتمع فى أعقاب حرکة الإرهاب (2017) (24):

12-      Igbal Ahmed& et. al., Role of peace education in restoration of community confidence in the wake of terrorism wave. (2017)

هدفت الدارسة إلى بیان دور المؤسسات التربویة والتعلیمیة فى بناء السلام ونشر أفکاره ومفاهیمه وعوائد ذلک المتمثلة فى إعادة بناء المجتمع وتکوینه من جدید بعدما تعرض لموجات متتالیة من الإرهاب والتطرف، ولتحقیق ذلک وظفت الدراسة المنهج الوصفی، ولقد توصلت إلى نتائج من أهمها: أن الإرهاب والعنف والتطرف من أخطر الأمور التی یمکن لمجتمع ما أن یتعرض لها وربما تنبع حرکات الإرهاب من داخل المجتمع وفى ذلک إشارة لتفکک الإطار القیمى عند بعض أفراده وانهیار مستوى الوعی المتوازن لدیهم، وفى ضوء ذلک اهتمت الدراسة بالتأکید على أهمیة دور التربیة من أجل السلام وإقراره ونشر ثقافته باعتباره الوسیلة الرئیسة لإحداث التنمیة المجتمعیة الشاملة.

       وبعد عرض الدراسات السابقة سواء المتعلقة منها بدور مؤسسات التعلیم العالی فى نشر ثقافة السلام أو تلک المتعلقة بتقییم إدراک الشباب الجامعی لقیم السلام ومفاهیمه، أو دور الوسائط المتعددة کالتلیفزیون أو الإنترنت فى نشر ثقافة السلام، فإنها جمیعا قد اتفقت على عدد من الأسس التی ترتبط بموضوع الدراسة الحالیة وأهدافها، والتی تتمثل فیما یلی:

1-   أنها هدفت إلى دعم دور المؤسسات التربویة والتعلیمیة فى نشر ثقافة السلام وفى مقدمتها المؤسسات الجامعیة.

2-   أنها أکدت على أهمیة فئة الشباب داخل مؤسسات التعلیم الجامعی والعالی لکونهم قادة المستقبل ولما لدیهم من قدرة على التحرک فى اتجاهات متعددة لنشر الوعی الثقافی والبیئی والاجتماعی بین أفراد المجتمع.

3-   توظیف أسلوب تحلیل المحتوى من أجل تحلیل مضمون ثقافة السلام المقدمة عبر وسائل إعلامیة أو دعائیة أو وثائقیة مختلفة، أو منهج المسح الاجتماعی لتقییم مستویات وعى وإدراک الأفراد من فئات عمریة مختلفة للسلام ومفاهیمه المرتبطة به، أو المنهج المقارن من أجل تحلیل تجارب وخبرات المنظمات الدولیة أو المحلیة أو المؤسسات التربویة والتعلیمیة والمهتمة بموضوع السلام وإرساء ثقافته بین جمیع فئات المجتمع وبخاصة فئة الشباب.

4-   هناک علاقة طردیة بین تحقیق التنمیة المجتمعیة المستدامة وبین إقرار السلام وانتشار ثقافته بین أفراد المجتمع، کما أن هناک ترکیز عالمی على جهود الجامعات فى تعزیز ونشر ثقافة السلام بین طلابها من الشباب.

ثانیاً: الإطار النظری:

ویتضمن المحوریین التالیین:

المحور الأول: طبیعة ثقافة السلام والمفاهیم المرتبطة به فى الإسلام ومن منظور المنظمات الدولیة:

إن الاهتمام بالسلام والسعی نحوه کان دائما مطلباً إنسانیاً، والمفاهیم المتعلقة بالسلام والحرب قدیمة قدم الإنسان نفسه، وکان السلام ولم یزل حلماً للبشریة منذ عصور عدیدة، فقد عانت البشریة کثیراً من ویلات الحروب والصراعات والعنف والإرهاب لدرجة أن السلام یکاد یشکل استثناء فی مواجهة قاعدة الصراع والحرب، وخاصة فی الوقت الحالی ونحن فی الألفیة الثالثة إذ نشهد تزایداً ملحوظاً فی معدلات الصراعات والعنف بجمیع أشکاله على الرغم من تطور الوعی بوحدة المصیر الإنسانی وبأهمیة السلم کفرض من فروض التنمیة والرخاء.

ونظراً لما یشکله الشباب من تأثیر، کونهم الشریحة العمریة الأکبر بین شرائح السکان فی عدید من الدول، حیث یشکلون الشریحة الأکثر تأثرا بظاهرة السلام فی الحاضر والمستقبل، سواء بحکم انتشارهم فی المجتمع أو بحکم ما تتسم به مراحلهم العمریة من قدرات کامنة وفعلیة وقابلة للتفاعل والتأثر والتأثیر خاصة فی التفاعل سلباً أو إیجاباً مع مؤثرات العولمة والتغیرات المعاصرة، وهو الأمر الذی یتطلب من واضعی السیاسات الاجتماعیة أن تولی هذه الفئات اهتماماً خاصاً فی استراتیجیاتها وخططها وبرامجها ومشاریعها التنمویة (25).

ویقع على المعنیین بتربیة الشباب فی جمیع دول العالم وفی الوقت الراهن، مهمة صعبه جدا ومصیریة، وهذه المهمة هی بناء ونشر ثقافة السلام حتى ینعم العالم بالاستقرار والتنمیة المستدامة الشاملة.

ویتم تناول هذا المحور من خلال العناصر التالیة:

أ- ماهیة السلام وثقافة السلام:

یأتی السلام بمعنى الأمان والتسلیم والصلح، وهى کلمة تعنى السلم، والسلامة، والبراءة من العیوب والعدید من المعانی الإیجابیة الأخرى (26).

کما یقصد بالسلام أنه حالة من التوافق تتحقق بین طرفین إذا توافر الانسجام وعدم وجود العداوة. والسلام حالة من الوئام والأمن والاستقرار تسود الأسرة والمجتمع والعالم وتتیح التطور والازدهار للجمیع (27).

والسلام فى الاصطلاح لا یخرج عن هذا المعنى اللغوی وإن خصص فى کل ما یحقق الأمن والأمان. وتشیر الأدبیات إلى المعنى الاصطلاحی للسلام، بأکثر من تعریف. فقد اتسع مفهوم السلام من السلام السلبی ( أی غیاب الحرب والنزاعات والصراعات ) لیشمل السلام الایجابی (أی غیاب الاستغلال، وإیجاد العدل الاجتماعی) (28).

 وهناک ثلاثة مفاهیم تستخدم فی مجال مفهوم السلام، وهی (29) :

  • صنع السلام Peace making: وهو مساعدة أطراف النزاع للوصول إلى اتفاق تفاوضی.
  • حفظ السلام Peace keeping  : وهو منع أطراف النزاع من الاقتتال فیما بینها .
  • بناء السلامPeace building  : وهو تهیئة الظروف حتى یستطیع المجتمع أن یعیش فی سلام، وهذا یشمل عدة طرائق مثل التربیة فی مجال حقوق الإنسان، والتنمیة الاقتصادیة، وزیادة المساعدات والتکافل الاجتماعی، واستعادة الانسجام والتآلف بین فئات المجتمع الواحد.

    والسلام ضمن هذا المفهوم یتطلب توافقاً بین الفرد ومجتمعه، وبین الرجل والمرأة، وبین البیئة والإنسان بوصفه نوعاً بیولوجیاً.

   وفی مجال البحث الأکادیمی هناک إجماع على ست مراحل مرت بها الصیاغات المتعددة لمفهوم السلام، تتمثل هذه المراحل فیما یلی (30) :

  • المرحلة الأولى: السلام باعتباره ممارسة وسلوک فی ظل غیاب الحرب، وهذا ما ینطبق على الصراع العنیف، سواء بین الدول أم داخل الدول ذاتها فی صورة الحروب الأهلیة. وهذه الفکرة عن السلام شائعة لدى الناس العادیة ولدى السیاسیین فی الوقت نفسه .
  • المرحلة الثانیة: رکزت على السلام باعتباره توازنا للقوى فی إطار النظام الدولی، وأحیاناً یسمى هذا التوازن بتوازن العنف عندما یکون مبنیا على توازن قوى عسکریة ذات قدرات تدمیریة بین معسکرین أو أکثر.
  • المرحلة الثالثة: تم التأکید خلالها على کل من السلام السلبی ( أی الحیلولة دون نشوب الحرب) والسلام الایجابی (منع العنف البنیوی داخل المجتمع) .
  • المرحلة الرابعة: ساد فیها مفهوم نسوی للسلام (العنف ضد المرأة)، لا یفرق بین وجود الحرب أو عدمها عندما یمارس العنف ضد المرأة.
  • المرحلة الخامسة: تم الترکیز فی هذه المرحلة على فکرة السلام مع البیئة، وذلک لأن الممارسات الرأسمالیة قد اعتدت اعتداء وحشیًّا على البیئة الإنسانیة .
  • المرحلة السادسة: مرحلة الترکیز على السلام الداخلی للإنسان، لارتباطه ضرورة بالسلام على المستوى الکلی.

وأصبح مفهوم السلام ینصب فی دلالات التنمیة الشاملة سواء کانت اجتماعیة أو اقتصادیة أو سیاسیة، لذلک فإن انتقاص هذه الحقوق أو جزء منها أو عدم الموازنة فیها یعد أحد الانتهاکات لحقوق الإنسان الأساسیة ومدخلاً وأرضاً خصبة لزیادة الصراع.

ویستنتج مما سبق أن مفهوم السلام قد تدرج لیشمل عدة أبعاد داخل الشخص نفسه وفیما بین الأشخاص وبین الجماعات. کما انتقل المفهوم من السلام المحلی إلى السلام العالمی، کما تدرج لیشمل السلام مع البیئة وحقوق الإنسان والتنمیة إجمالاً.

ولقد تناول المفکرون والباحثون موضوع ثقافة السلام فی مختلف الجوانب، فتنوعت وتباینت معالجاتهم کلا حسب مجال تخصصه، الأمر الذی ساهم فی إثراء بحوث ثقافة السلام. فهناک من أکد على أهمیة وأولویة المستوى الدولی لثقافة السلام، فتناول الموضوع تحت عناوین مختلفة مثل حوار الحضارات أو الدیانات والثقافات، وهناک من رکز على نبذ العنف فی تنشئة الأطفال والناشئة، وتبنى مفاهیم التفاهم والتعایش فی بیئة تشهد متغیرات تفرضها العولمة وتقارب المجتمعات والثقافات. أما البعض الأخر فقد أکد على المفهوم الشامل والمتکامل لثقافة السلام، وفی مقدمتهم منظمة الأمم المتحدة، حیث تبنت الجمعیة العامة فیها إعلان ثقافة السلام، حیث جاء الربط بین کلمة الثقافة والسلام لتکون مصطلحاً حدیثاً فى أدبیات بناء السلام فى اجتماع الیونسکو بساحل العاج فى عام 1989م، ثم تطور لیصبح برنامجاً متکاملاً فى عام 1992م ومن ثم تم تضمینه فى استراتیجیة الیونسکو للسنوات 1996م إلى 2001م لیشمل برامج تعاونیة بین الدول فى التعلیم والثقافة، حیث هدف البرنامج إلى نبذ العنف ونشر مفاهیم التعایش السلمی واحترام حقوق الآخرین وحریاتهم وتراثهم ومفاهیمهم تحت شعار (التعلیم من أجل السلام) (31) .

  والهدف من برنامج السلام أن یعیش العالم بمختلف ثقافاته فی جو من التسامح والوحدة، وبالرغم من شعارات العولمة والوحدة الدولیة إلا أن هذه الوحدة تتحکم فیها محددات مثل الأسرة، المجتمع والمجموعات الوطنیة وغیرها. وللأدیان مساهمة کبیرة فی تطویر مفهوم السلام والمحبة والصبر والتسامح وغیرها.

 ولا یمکن فصل بناء السلام عن ثقافة السلام، لأن السلام لیس بنیة نهائیة. فثقافة السلام تجعل من السلام بنیة دینامکیة، تمنع نشوء النزاعات أو تجعل حلَّها ممکنًا بالطرق السلمیة، دون اللجوء إلى العنف، وثقافة السلام تضع أسُس البقاء والاستمرار والالتقاء والتطور.

إن ثقافة السلام هی اختیار مقصود لابد لبلوغه من دور مصمم للمؤسسة التربویة لتسهم فی بناء ثقافة السلام، التی تفترض ضمنا وجود تربیة للسلام تکون جزءا من نظام تربوی متکامل یسعى لبناء فرد متسامح ومنفتح وعادل ومسالم یحترم نفسه، ویحترم الآخرین ویتعامل مع الآخرین على قاعدة الحوار والانفتاح على وجهات النظر المختلفة.

 ب- الإسلام وثقافة السلام:

حثت کل الأدیان السماویة على السلام بین الناس، وتحقیق الاستقرار والحیاة الهادئة، والسلام فی الأدیان السماویة یبدأ مع إشراق فجر الأدیان على الأرض، وهو فی الإسلام قضیة أصیلة عمیقة ترتبط ارتباطاً وثیقاً بنظرة هذا الدین الواعیة والشاملة للکون والحیاة والإنسان .

ویعتبر السلام من الأهداف الرئیسة فی الشریعة الإسلامیة، بل هو غایة الأهداف وبمراجعة آیات القرآن الکریم نجد تقدیم السلام على الحرب، واختیار التفاهم لا التصارع. والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، یقول تعالى:" هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَکَبِّر) "الحشر:21(. والسلام هو تحیة المسلمین فیما بینهم وبین أنفسهم وبینهم وبین خالقهم قال تعالى: " خَالِدِینَ فِیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فِیهَا سلام" (سورة إبراهیم:21).

 والسلام واجب فى الإسلام فى العادات وفى العبادات، فهو فى العادات واجب عند الرد على السلام، وفى العبادات واجب فى کل الصلوات المفروضة وغیرها عند التشهد وعند الخروج من الصلاة، وبهذا یعیش المسلم دائما فى سلام، والجنة هی دار السلام، قال تعالى: " لَهُمْ دَار السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ" (الأنعام:127 (ولقد جاء التبیان النبوی لیربط الإسلام بالسلام، والإیمان بالأمان فقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده ، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم" (صحیح البخاری رقم :10)، وفی القرآن الکریم تأکید صریح على السلام وخاصة عند غیاب القتال قال تعالى: "فَإِنْ اعْتَزَلُوکُمْ فَلَمْ یُقَاتِلُوکُمْ وَأَلْقَوْا إِلَیْکُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَکُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلا" (سورة النساء: 20)، وکذلک إن علم المسلم أن الذی یقاتله قد جنح للسلم قال تعالى: " واِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ" (سورة الأنفال:61).

ویعد السلام مبدأً من المبادئ التی عمَّق الإسلام جذورها فی نفوس المسلمین فأصبحت جزءاً من کیانهم، وعقیدة من عقائدهم. فلقد اعتنى الإسلام بالتربیة الحقیقیة التی تعنی ببناء الإنسان قولاً وفعلاً، فحضّ على القول الحسن وانتقاء اللفظ السلیم والکلام الطیب الذی من شأنه نشر الحب والسلام والود،  قال تعالى: «وَقُلْ لِعِبَادِی یَقُولُوا الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ» (الإسراء :53)، وقال أیضاً: " لَا خَیْرَ فِی کَثِیرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَیْنَ النَّاسِ" (النساء:114). وقال کذلک: " أَلَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِی السَّمَاءِ، تُؤْتِی أُکُلَهَا کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" (إبراهیم :24،25).

ویعد تحقیق السعادة والرخاء للناس جمیعا من أهم غایات التربیة الإسلامیة التی تؤکد على القیم والمبادئ والأخلاق والتعایش السلمی بین جمیع البشر، وعلى تحقیق الأمن والسعادة للبشریة ونبذ العدوان والکراهیة والظلم، والذی یظهر فی أبهى صوره من خلال التعارف المناط بالمسؤولیة تجاه الآخرین لاسیما فی العصر الحالی حیث صار خبر کل إنسان معلوماً لدى أخیه الإنسان بسبب ما تیسر فی هذا العصر من سبل ووسائل للاتصال عبر الفضائیات والإنترنت والهواتف، فصار من مقتضى التعارف، الشعور بالآخر ومشارکته همه والتخفیف من آلامه وإشعاره بالسلام له، قال تعالى: " یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ" (الحجرات :13).

والعقیدة الإسلامیة من شأنها أن تهیئ للإنسان المناخ الذی یستطیع فیه أن یتواءم مع ذاته ومع العالم الذی یعیش فیه، فالإسلام فی حقیقته یعنی إسلام المرء وجهه إلی الله وبهذا التوجه یکون المسلم قادراً على أن یتحمل مسئولیاته وأداء واجبه الحقیقی.

والإسلام فی نظرته الکلیة إلی الحیاة، لا یجزئ السلام، ولا ینشده فی حقل مفرد من حقول الحیاة، إنما یجعل السلام کله وحدة ویحاول تحقیقه فی کل مجال، ویربط بینه وبین النظرة الکلیة للکون والحیاة والإنسان، وبذلک کلمة السلام التی یعنیها الإسلام ذات دلالة أعمق وأشمل من معناه المحدود فی الکف عن الحرب بأی ثمن مهما یقع فی الأرض من ظلم ومن فساد، حیث تتعدد مفاهیم ثقافة السلام فى الإسلام لتشمل ما یلی:

 

 

1- الإسلاموالبیئة:

علاقة الإنسان بالبیئة فی الإسلام علاقة توازن وألفة وانسجام لصالح الحیاة والأحیاء ولیست أبدا علاقة حرب وقلق وتنافر وعداء فالإسلام ینظر إلى الإنسان باعتباره أحد مکونات البیئة وعناصرها، بل هو المؤهل للإفادة من بقیة المکونات والعناصر بما منحه الله من خصائص وملکات وممیزات تجعله الکائن الحضاری الوحید، وأن البیئة هی الإطار الذی یعیش فیه الإنسان ولا یستغنی عنه لاستمرار حیاته، بل إن کل ما فی السماء والأرض من نعم ظاهرة وباطنه مسخر لتغذیة الحیاة وإعانة الأحیاء قال تعالى: " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَکُمْ مَا فی السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَیْکُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وباطنه، وَمِنْ النَّاسِ مَنْ یُجَادِلُ فِ اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا کِتَابٍ مُنِیرٍ" (لقمان:20).

ویدعو الإسلام إلی تأمل الکون البدیع بما فیه من صفات قال تعالى: " أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَکُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا کَانَ لَکُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا" (النمل:60).

ولذلک فقد وضع الإسلام تشریعات محکمة لرعایة البیئة وحمایتها من آفات التلوث والفساد ورسم المنهج الإسلامی حدود هذه التشریعات على أساس الالتزام بمبدأین أساسیین یحددان مسئولیة الإنسان حیال البیئة التی یعیش فیها أما المبدأ الأول فهو: "درء المفاسد" حتى لا تقع بالبلاد والعباد وتسبب الأذى للفرد والمجتمع والبیئة حیث لا ضرر بالنفس ولا ضرر بغیرها، وثانیاً:  جلب المصالح" وبذل کل الجهود التی من شأنها أن تحقق الخیر والمنفعة للجماعة البشریة.

إن أهم ما یمیز المنهج الإسلامی فی الحفاظ على البیئة هو الأمر بالتوسط والاعتدال فی کل تصرفات الإنسان باعتباره من أهم عوامل الخلل والاضطراب فی منظومة التوازن البیئی ویعنی ذلک أن یتعامل الإنسان مع هذه النظم البیئیة بما یمکنه من تطویر حیاته دون إسراف فی استخدام الموارد الطبیعیة أو جور على حقوق الآخرین.

کما قد اقترنت النظافة والطهارة فی الإسلام بالإیمان واعتبر التلوث قبح یجب على المسلمین التطهر منها لأن الطهور شطر الإیمان وقد قال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ التَّوَّابِینَ وَیُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ" (البقرة: 222).

وینهی الإسلام عن تبویر الأرض وترکها بغیر زراعة قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "ما من مسلم یغرس غرسًا أو یزرع زرعًا فیأکل منه طیر أو إنسان أو بهیمة إلا کان له به صدقة"، کما أمر الإسلام بالرحمة والإشفاق على الحیوانات باعتبارها أحد العناصر البیئیة قال رسول الله صلى الله علیه:"عذبت امرأة فی هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فیها النار لا هی أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هی ترکتها تأکل من خشاش الأرض. (صحیح مسلم، باب السلام: 2242).

کما نهی الإسلام عن الضجیج وأمر بعدم رفع الصوت وقبحه فی صورة منفرة وذلک فی قوله تعالى على لسان لقمان وهو یوصی ابنه " وَاقْصِدْ فی مَشْیِکَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنکَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ"  (لقمان:121).

2- الإسلاموحقوقالإنسان:

إن الإسلام واحد من أسبق الأنظمة القانونیة الشاملة لحقوق الإنسان فقد أقر الإسلام حقوق الإنسان وقدسها وجعل منها دینا ودنیا وأقامها على دعائم أخلاقیة وروحیة، وتقوم حقوق الإنسان فی الإسلام على الحریات الخمس وهی حریة الاعتقاد وحریة الرأی والتعبیر وحریة العمل وحریة التعلم وحریة التملک والتصرف.

فالإسلام یرفض أن یکره أحد على ترک دینه واعتناق دین آخر "لا إِکراهَ فی الدِّینِ " (البقرة: 256)، وحریة الرأی والتعبیر مکفولة فی الإسلام وللکل أن ینظر ویفکر وأن یقیس ویستنتج على نحو ما یبدو له ولا یوجد فی القرآن الکریم ما یشیر من قریب ولا من بعید إلی ما یمکن أن یقید حریة التعبیر سواء شفاهة أو کتابة أو إیماء، بل على العکس فالمسلم مطالب أن یعبر عن رأیه ویناقش حول أی موضوع یرید، فحرر الإنسان من سلطان الماضی واستعباد التقالید وتحکم الرؤساء أو الآباء، وفتح باب البحث الحر الذی یتدارک الخطأ ویعین على کشف الجدید.

وحریة العمل مکملة لحریة الرأی والتفکیر فللمرء أن یزاول ما یروقه من عمل مشروع، قال تعالى:  "هُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِی مَنَاکِبِهَا وَکُلُوا مِنْ رِزْقِه"(الملک:15)، ولکل فرد أن ینال من العلم ما یشاء وما تمکنه مواهبه واستعداداته -فدعوة الإسلام بدأت بالأمر بالتعلیم قال تعالى: " اقرأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَق" َ)العلق:1 (والحریة المدنیة مقررة فی الإسلام فللفرد أن یبیع ویشتری وأن یمتلک ویتصرف مادام مکتمل العقل والإدراک.

کما حرص الإسلام على حمایة النفس البشریة وتقدیسها واهتم الإسلام بحمایة الأموال والأعراض فأحاط الملکیة الفکریة بسیاج متین وفرض عقوبات رادعة على من یتعدى علیها وشمل الأعراض بحمایة تحول دون التشهیر بها أو الاعتداء علیها.

3- التسامحفىالإسلام:

الإسلام دین عالمی یتجه برسالته إلی البشریة کلها تلک الرسالة التی تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم، وترسی دعائم السلام فی الأرض وتدعو إلی التعایش الإیجابی بین البشر جمیعًا فی جو من الإخاء والتسامح بین کل الناس، بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم فالجمیع ینحدرون من نفس واحدة ، والإسلام یرى أن الاختلاف بین الناس فی أجناسهم ولغاتهم وعقائدهم لا ینبغی أن یکون منطلقاً أو مبرراً للنزاع والشقاق بین الأمم والشعوب، بل الأحرى أن یکون دافعا إلی التعارف والتعاون والتآلف بین الناس من أجل تحقیق ما یصبون إلیه من تبادل للمنافع وتعاون على تحصیل المعاش وإثراء للحیاة.

ومن هنا فإن الإنسان المسلم مطالب أخلاقیاً ودینیاً أن یکون متسامحاً مع کل البشر بغض النظر عن الانتماءات العرقیة والثقافیة والدینیة والأیدلوجیة، ولا یکتفی الإسلام بذلک بل یطلب من المسلم أیضا احترام الآخر وثقافته وعقیدته وخصوصیته الحضاریة.

ویرتبط بالتسامح دعوة الإسلام إلی العفو والصفح عند المقدرة وهو ما یزید العلاقات البشریة صفاء ویهدئ من نیران الثأر التی ابتلی بها المجتمع الجاهلی وأخمدها الإسلام وهو العفو المطلق الذی سنه المصطفى حین فتح مکة وهو الصفح الذی أمر به المسلمون جمیعا قال تعالى:  "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى یَأْتِ اللَّهُ بِأَمْرِهِ"  )البقرة:102).

وکان لابد لقیمة التسامح فی الإسلام أن تنصهر فی بوتقة من القیم الإسلامیة کی تدعمها وتقوی أرکانها ومن هذه القیم الأمانة والعدل التی دعی الإنسان مرارا إلی الالتزام بها بدءا من رد الأمانات إلی أهلها، إلی الحکم بین الناس بالعدل، ویدل على ذلک أنه بعد أن اکتملت الفتوحات الإسلامیة عاش الیهود والنصارى مع المسلمین جنبا إلی جنب عیش أبناء الوطن الواحد وأسهموا فی بناء الحضارة الإسلامیة إسهاما ملحوظا، ووضعوا لبنات فی بنیان الثقافة العربیة، وربطوا الفکر الإسلامی بالثقافات الأخرى شرقیة کانت أو غربیة، وکان لهم فی حرکة الترجمة الإسلامیة الکبرى نصیب واضح .

4- الإسلاموالسلامالعالمی:

الإسلام لیس دینًا مغلقا على شعب واحد أو أمة واحدة، بل هو دین عالمی للناس جمیعا فی کل العصور وهناک أسس وضعها الإسلام لإرساء السلام العالمی، والسلام هو الأساس فى علاقة المسلمین بغیرهم فلا یعادی غیر المسلم لأنه مخالف له فی عقیدته، بل إنه یأمر بمودة المخالفین له فی هذه العقیدة ما داموا لم یقفوا من المسلمین موقف الأعداء الباغین المعتدین کما أمر بمودة المخالفین فی العقیدة الذین یعیشون فی بلاد الإسلام ورعایة المحتاجین منهم بتیسیر الحیاة لهم وإعانة العاجزین منهم عن العمل، قال تعالى: " لا یَنْهَاکُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ" (الممتحنة:82).

 5- احترام العهودوالمواثیق:

یحرص الإسلام کل الحرص على الوفاء بالعهود والمواثیق التی تکون بین أتباعه وبین غیرهم ولو کانوا فی حالة عداء أو حرب، حتى ولو کان نقض العهد فی مصلحة المسلمین، وبهذا جعل الوفاء بالعهود هو الأساس الذی تقوم علیه العلاقات الدولیة بین المسلمین وغیر المسلمین قال تعالى: " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَیْمَانَ بَعْدَ تَوْکِیدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَیْکُمْ کَفِیلاً إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"  )النحل:21).

6- الإسلاموالمرأة:

خاطب الإسلام المرأة کما خاطب الرجل وسوى بینهما تسویة تکاد تکون تامة، لها ما له من حقوق، وعلیها ما علیه من واجبات وعلى المرأة أن تصلی وتصوم وأن تزکی وتحج، وهی ترث وتورث وتثاب کما یثاب الرجل وتعاقب کما یعاقب قال تعالى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ"   ( أل عمران:195)

ومتى بلغت سن الرشد لا یعمل شیء إلا برضاها فلا ترغم على زواج ولا تکره على بیع أو شراء وحقوقها المالیة مکتملة. والمرأة فی الإسلام تتعلم وتعلم وتفتی فی المسائل الدینیة، وکانت بعض نساء النبی حجة فی الفقه والحدیث وبین جیل المسلمات الأول أدیبات وشاعرات کما تساهم المرأة المسلمة فی الشئون العامة فتطلع بأعبائها فتوجه الرأی وتشترک فی الحروب وقد صحب الرسول نساءه فی مغازیه، وأبلین فیها بلاء حسنا، وکن نعم المعینات یداوین الجرحى ویسقین العطشى ویطعمن الجیاع ویقاتلن أحیانا .

 

ومما سبق عرضه یتأکد حرص الإسلام على تعزیز قیم ثقافة السلام بوصفها رکنا ومبدأ من أرکانه ومبادئه، کما أن مفهوم ثقافة السلام تعددت مدلولاته بتعدد المدارس العلمیة وأبعد من هذا بتعدد الثقافات الإنسانیة مما یؤکد على أن هناک مبادئ عالمیة لثقافة السلام.

ولا یمکن معالجة ظاهرة العنف التی انتشرت فى المجتمع المصری عن طریق نشر مفاهیم السلام بین الأطفال والشباب فقط،  بل لابد من التأسیس لثقافة السلام عن طریق تطبیق مبادئ أساسیة لابد منها حتى نتمکن من نشر السلام وثقافته فی المجتمع وهذه المبادئ هی الحریة السیاسیة والعدالة الاجتماعیة، تعزیز وتقویة دور المرأة فی المجتمع، احترام حقوق الإنسان، الإعلاء من شأن القیم الأخلاقیة، تجدید الخطاب الدینی، التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة المستدامة، تمهید الطریق لمؤسسات المجتمع المدنی للتأسیس لثقافة الحوار، وإشاعة السلام من خلال مؤسسات التعلیم المختلفة.

ج- ثقافة السلام والمنظمات الدولیة (الأمم المتحدة نموذجاً):

ارتبط مفهوم ثقافة السلام بأدبیات الأمم المتحدة منذ تأسیسها فی عام 1945م، فقد ورد فی میثاق الأمم المتحدة "نحن شعوب الأمم المتحدة، وقد عهدنا على أنفسنا أن ننقذ الأجیال المقبلة من ویلات الحرب ونؤکد إیماننا بالحقوق الأساسیة للإنسان وبکرامة الفرد وبما للرجال والنساء والأمم کبیرها وصغیرها من حقوق متساویة. اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وان نعیش معا فی سلام وحسن جوار وأن نضم قوانا کی نحتفظ بالسلم والآمن الدولی. قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقیق هذه الأغراض" (32).

وتؤدى منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلوم والثقافة (الیونسکو) دوراً هاماً فی تبنی موضوعات السلام وثقافة السلام فی مؤتمراتها العامة وفی برامجها وأنشطتها الدوریة، وذلک انطلاقاً من میثاق الیونسکو الذی نص على " إذا کانت الحروب تبدأ فی عقول الناس ففی عقول الناس أیضاً یجب أن تبدأ عملیة بناء السلام " (33).

وفی العقد الأخیر من القرن العشرین ارتفعت الأصوات التی تنادی بتعزیز ودعم ثقافة السلام، وکانت الجمعیة العامة للأمم المتحدة قد أصدرت فی 20 نوفمبر 1997م قرارها باعتبار سنة 2000م هی "السنة الدولیة لثقافة السلام"، کما تبنت فی 10 نوفمبر 1998م قرارها باعتبار العقد الأول من القرن الجدید (2001– 2010) هو" العقد الدولی لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم" (34).

وفی 6 أکتوبر 1999م أصدرت الجمعیة العامة إعلان ثقافة السلام، الذی أعتبر مرشداً عاماً للحکومات والمنظمات الدولیة والمجتمع الدولی لدعم وتعزیز ثقافة السلام. فقد اتسعت الدعوة لتعزیز ثقافة السلام لتشمل کل دول العالم، بما فی ذلک الحکومات ومؤسسات المجتمع المدنی، وکافة المنظمات والهیئات ذات العلاقة على المستویات الوطنیة والإقلیمیة والعالمیة (35).

وإدراکاً من الأمم المتحدة بأن إنقاذ الأجیال المقبلة من ویلات الحرب یحتاج إلى التحول نحو ثقافة للسلام واللاعنف، التی تتشکل من قیم واتجاهات وتصرفات تعبر عن التفاعل والتکافل الاجتماعیین وتستوحیهما على أساس من مبادئ الحریة والعدالة والدیمقراطیة وجمیع حقوق الإنسان والتسامح والتضامن، وتنبذ العنف، وتسعى إلى منع نشوب المنازعات عن طریق معالجة أسبابها الجذریة، وحل المشاکل بالحوار والتفاوض، وتضمن لهذه الأجیال الممارسة الکاملة لجمیع الحقوق، وسبل المشارکة التامة فی عملیة التنمیة لمجتمعاتها. فقد دعت الأمم المتحدة إلى ترویج ثقافة السلام التی تقوم على أساس المبادئ الموجهه فی میثاق الأمم المتحدة لاحترام حقوق الإنسان والدیمقراطیة والتسامح، وإلى ترویج التنمیة والتثقیف من أجل السلام، والتدفق الحر للمعلومات، ومشارکة أکبر للمرأة بوصف ذلک نهجاً أساسیاً لمنع العنف والنزاعات، وإلى بذل الجهود الرامیة إلى تهیئة ظروف السلام وتوطیده (36).      

ولقد نظرت الأمم المتحدة لثقافة السلام بأنها مجموعة القیم والمواقف والتقالید وأنماط السلوک وأسالیب الحیاة، التی تستند إلى ما یلی (37):

  • احترام الحیاة وإنهاء العنف وترویج ممارسة اللاعنف من خلال التعلیم والحوار والتعاون.
  • الاحترام الکامل لمبادئ السیادة والسلامة الإقلیمیة والاستقلال السیاسی للدول، وعدم التدخل فی المسائل التی تعد أساساً ضمن الاختصاص المحلی لأی دولة، وفقا لمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولی .
  • الاحترام الکامل لجمیع حقوق الإنسان والحریات الأساسیة وتعزیزها.
  • الالتزام بتسویة الصراعات بالوسائل السلمیة.
  • بذل الجهود للوفاء بالاحتیاجات الإنمائیة والبیئیة للأجیال الحاضرة والمقبلة.
  • احترام وتعزیز الحق فی التنمیة.
  • احترام وتعزیز المساواة فی الحقوق والفرص بین المرأة والرجل.
  • الاعتراف بحق کل فرد فی حریة التعبیر والرأی والحصول على المعلومات.
  • التمسک بمبادئ الحریة والعدل والدیمقراطیة والتسامح والتضامن والتعاون والتعددیة والتنوع الثقافی والحوار والتفاهم على مستویات المجتمع کافة وفیما بین الأمم، وتدعمها بیئة وطنیة ودولیة تدعم إقرار السلام.

ولهذا أکد إعلان ثقافة السلام بأنه من أجل إحراز تقدم فی تحقیق تنمیة أوفى لثقافة السلام، فإن ذلک یتحقق من خلال القیم والمواقف وأنماط السلوک وأسالیب الحیاة التی تفضی إلى تعزیز السلام بین الأفراد والجماعات والأمم، وترى الأمم المتحدة أن تحقیق تنمیة أوفى لثقافة السلام یرتبط ارتباطا عضویاً بأربعة عشر متطلباً وهی کالآتی (38):

1-        تشجیع تسویة الصراعات بالوسائل السلمیة والاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون على الصعید الدولی.

2-        الامتثال للالتزامات الدولیة المنصوص علیها فی میثاق الأمم المتحدة والقانون الدولی.

3-        تعزیز الدیمقراطیة والتنمیة والاحترام لجمیع حقوق الإنسان والحریات الأساسیة والتقید بها.

4-        تمکین الناس على جمیع المستویات من اکتساب مهارات الحوار والتفاوض وبناء توافق بین الآراء وحل الخلافات بالوسائل السلمیة.

5-        تعزیز المؤسسات الدیمقراطیة وکفالة المشارکة الکاملة فی عملیة التنمیة.

6-        القضاء على الفقر والأمیة وتقلیل الفوارق داخل الأمم وفیما بینها.

7-        العمل على تحقیق التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة المستدامة.

8-        القضاء على جمیع أشکال التمییز ضد المرأة من خلال تمکینها وتمثیلها على قدم المساواة فی جمیع مستویات صنع القرارات.

9-        کفالة احترام حقوق الطفل وتعزیزها وحمایتها .

10-   کفالة حریة تدفق المعلومات على جمیع المستویات وتعزیز الوصول إلیها.

11-   زیادة الشفافیة والمساءلة.

12-   القضاء على جمیع أشکال العنصریة والتمییز العنصری وکراهیة الأجانب وما یتصل بذلک من تعصب.

13-   تعزیز التفاهم والتسامح والتضامن بین جمیع الحضارات والشعوب والثقافات، مع الاهتمام بوجه خاص بالأقلیات الدینیة واللغویة.

14-   الإعمال الکامل لحق جمیع الشعوب، بما فیها تلک التی تعیش فی ظل السیطرة الاستعماریة أو غیرها من أشکال السیطرة الأجنبیة أو الاحتلال الأجنبی فی تقریر المصیر المکرس فی میثاق الأمم المتحدة والمجسد فی العهود والإعلانات والقرارات الصادرة عنها.

       ولقد أصدرت الجمعیة العامة للأمم المتحدة برنامج عمل بشأن ثقافة السلام تضمن الأهداف والاستراتیجیات والجهات الفاعلة الرئیسة من ناحیة، والأنشطة الداعمة التی ینبغی أن تتخذها جمیع الجهات الفاعلة ذات الصلة على کل من الصعید الوطنی والإقلیمی والدولی، وهی کالتالی (39):

   أ. الأهداف والاستراتیجیات والجهات الفاعلة الرئیسیة فی برنامج العمل بشأن ثقافة السلام:

-        ینبغی أن یکون برنامج العمل أساساً للسنة الدولیة لثقافة السلام ( عام 2000) والعقد الدولی لثقافة السلام واللاعنف من اجل أطفال العالم (2001– 2010) .

-        أن الدول مدعوة إلى اتخاذ إجراءات من أجل الترویج لثقافة السلام على الصعید الوطنی الوطنی، وکذلک على الصعیدین الإقلیمی والدولی.

-        ینبغی إشراک المجتمع المدنی على کل من الصعید المحلی والإقلیمی والوطنی فی توسیع نطاق الأنشطة المتعلقة بثقافة السلام.

-        ینبغی تشجیع وتعزیز إقامة تعاون بین مختلف الجهات الفاعلة وفیما بینها فی سبیل تشجیع قیام حرکة عالمیة مناصرة لثقافة السلام.

ب. الأنشطة والإجراءات الداعمة التی ینبغی أن تتخذها جمیع الجهات الفاعلة ذات الصلة على کل من الصعید الوطنی والإقلیمی والدولی من اجل نشر ثقافة السلام فی المجالات التالیة :

-        أنشطة ترمی إلى نشر ثقافة السلام من خلال التعلیم .

-        أنشطة ترمی إلى تحقیق تنمیة اقتصادیة واجتماعیة مستدامة .

-        إجراءات لتعزیز احترام جمیع حقوق الإنسان .

-        إجراءات ترمی إلى کفالة المساواة بین المرأة والرجل .

-        إجراءات ترمی إلى تعزیز المشارکة الدیمقراطیة .

-        إجراءات ترمی إلى نشر التفاهم والتسامح والتضامن .

-        الاتصال القائم على المشارکة وحریة تدفق المعلومات والمعرفة .

-        السلم والأمن الدولیان.

   ومما سبق یتضح أن الأنشطة والإجراءات التی ینبغی أن تتخذها جمیع الجهات ذات الصلة بالتعلیم نظراً لارتباطها القوی بالأطفال والشباب، تترکز فی الآتی :

-        إنعاش الجهود الوطنیة والتعاون الدولی من أجل تحقیق أهداف توفیر التعلیم للجمیع .

-        کفالة استفادة الأطفال، فی سن مبکرة، من التعلیم فی مجال القیم والمواقف وأنماط السلوک وأسالیب الحیاة لتمکینهم من حل أی نزاع بالوسائل السلمیة وبروح تتحلى باحترام کرامة الإنسان والتسامح وعدم التمییز .

-        إشراک الأطفال والشباب فی أنشطة تغرس فیهم قیم ثقافة السلام وأهدافها.

-        کفالة تحقیق المساواة للمرأة، وخاصة الفتاة، فی الحصول على التعلیم وفى المشارکة فى کافة مجالات العمل وفى الحیاة العامة.

-        التشجیع على إدخال مفاهیم التربیة من أجل السلام وحقوق الإنسان والدیمقراطیة فی البرامج والمناهج الدراسیة.

-        تشجیع وتعزیز الجهود التی تهدف إلى تنمیة قیم ومهارات تفضی إلى ثقافة السلام، ومن ذلک التعلیم والتدریب على إقامة الحوار وبناء توافق آراء.

-        تعزیز الجهود التی تهدف إلى توفیر التدریب والتثقیف فی مجالات منع اندلاع الصراعات وإدارة الأزمات، وتسویة النزاعات بالوسائل السلمیة.

-        التوسع فی المبادرات التی تروج لثقافة السلام وتضطلع بها مؤسسات التعلیم العالی فی مختلف أرجاء العالم.

‚المحور الثانی: الجامعات ونشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی: " مبررات الاهتمام والجهود المتوقعة":

        لقد حظى السلام ونشر ثقافته بعنایة الجامعات التی أصبحت معنیة بإیجاد فرص التعلیم والتدریب، کما أصبحت الجامعات مکاناً لإعداد کافة المتخصصین والقیادات فی شتى المجالات الاجتماعیة والاقتصادیة، ومسئولة عن کافة أنواع البحوث العلمیة (العملیة، النظریة، التطبیقیة)، ومسئولة عن وظیفة ثالثة– تکاد تکون أخطر وظائفها– نسمیها تعلیم المجتمع أو خدمة المجتمع؛ فالجامعات ملزمة الآن بمواکبة التطور الحدیث الذی یعتبر العملیة التعلیمیة هى عملیة استثماریة تهدف لإعداد العناصر البشریة التی تسد احتیاجات المجتمع المتطور .

کما أن هناک عوامل ومبررات حضاریة قادت الجامعات فی العقود الأخیرة إلى الإسهام الفعال فی قضایا التنمیة المجتمعیة والتحول إلى مراکز تعلیمیة وتثقیفیة لکل الفئات العمریة، ومن أهم هذه العوامل (40):

  • عمق التحولات التنمویة والمجتمعیة فی العالم عامة وفى دول العالم النامی خاصة.
  • التقدم العلمی والتکنولوجی وثورة الاتصالات وما أحدثته من انفجار معرفی هائل، انعکس على کافة فئات المجتمع.
  • تعاظم الاهتمام بالسلام ونشر ثقافته فی إطار التربیة العالمیة، والدعوة إلى دعم دور المؤسسات التعلیمیة وفى مقدمتها الجامعات فی تحقیق ذلک.

لذلک یمکن اعتبار دور الجامعات فی نشر ثقافة السلام على درجة کبیرة من الأهمیة؛ باعتبار أن نشر ثقافة السلام مسئولیة قومیة وعمل تنموی فعال للموارد البشریة؛ لذلک تولی الجامعات اهتماماً کبیراً بالبحوث العلمیة المتصلة بنشر ثقافة السلام، حیث یمثل إحدى الدعائم الأساسیة فی تنمیة المجتمع وفى تحقیق خطط التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة، إلى جانب تقدیم الخبرات فی هذا المجال، وتنظیم برامج توعیة لمن یحتاج إلى تأهیل علمی وتربوی على مستوى عالٍ؛ فالجامعات تسعى إلى تحدیث وتطویر المعارف والمعلومات فی إطار التعلیم المستمر؛ وذلک لمساعدة الفرد والمجتمع على مواجهة تحدیات الحیاة المعاصرة، ومواکبة التقدم والتطور، وتأکید الارتباط بین الجامعة والمجتمع .

 

1- مبررات اهتمام الجامعات بالسلام ونشر ثقافته:

     هناک عدد من الحقائق المعاصرة التی تحتم أن تحتل ثقافة السلام مکانة مرموقة فی التعلیم الجامعی، وهى کما یلی (41):

  • تجاوز الجامعات الیوم مرحلة إعداد الأخصائیین والفنیین والقیام بالبحوث الأکادیمیة إلى مرحلة تجمع فیها بین هذه الوظائف وبین الاهتمام بالبیئة ومشکلات المجتمع الذی توجد فیه، موجهة جزءاً کبیراً من جهودها نحو الإسهام فی إیجاد الحلول العلمیة للمشکلات التی تعترض التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة لهذا المجتمع .
  • أن التعلیم عملیة استثماریة تتوقف علیها إلى حد کبیر عملیات التنمیة فی جمیع مجالاتها؛ وفى مقدمتها التنمیة الثقافیة للشباب وإکسابهم المفاهیم والقیم الصحیحة تجاه أنفسهم وجماعاتهم ووطنهم والعالم بأسره.
  • لا یقتصر دور الجامعة فی خدمة المجتمع على تخریج الکوادر فقط؛ وإنما تمتد رسالتها فى بُعدین: أولهما ویقصد به امتداد رسالتها إلى تثقیف المواطنین وبخاصة الشباب منهم، ویتمثل البعد الثانی فى امتداد رسالتها إلى جمیع قطاعات المجتمع مبشرة بالعلم وتطبیقاته الحدیثة والثقافة بأبعادها المتنوعة.
  • أن تزوید الشباب بالمعلومات والمهارات والاتجاهات التی تساعدهم على مواجهة مشکلات التنمیة فی بیئاتهم وتجعلهم أکثر قدرة على التکیف مع مقتضیات التغیر الاجتماعی والاقتصادی؛ هو إحدى المهام التی تدخل فی إطار وظائف الجامعة بمفهومها الحدیث.

ومما سبق؛ یتضح أن هناک اهتماماً عالمیاً وقومیاً بأهمیة دور الجامعات فی نشر ثقافة السلام لدوره فی تعزیز تنمیة الفرد تنمیة شاملة، وتحقیق التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة للمجتمع، والاهتمام بالبیئة ومشکلات المجتمع المحلى الذی توجد فیه الجامعة.

2- الجهود المتوقعة من المؤسسات الجامعیة فی نشر ثقافة السلام:

یؤکد الفکر التربوی وأدبیاته المعاصرة على أهمیة الجهود التی یمکن للمؤسسات الجامعیة القیام بها فی إقرار السلام ونشر ثقافته، والتی یمکن عرضها وفقاً لما یلی:

أ- فلسفة التعلیم الجامعی ودعمها لثقافة السلام:

یمثل التعلیم الجامعی الرصید الاستراتیجی لحرکة التنمیة فی المجتمع وتوجیه فعالیاته، وإنه المدخل الرئیسی للوفاء باحتیاجات التنمیة المستقبلیة؛ ومن ثم فإن الهویة الحضاریة لأی مجتمع من المجتمعات تبنى على أساس الارتقاء بالتعلیم الجامعی وحسن توظیفه على المستوى المأمول، وذلک بأن یرتکز على جملة من المبادئ المنبثقة من فلسفة المجتمع واتجاهاته نحو تحقیق النهضة المجتمعیة الشاملة؛ بحیث یعمل على (42):

  • التنمیة البشریة: بحیث یصبح الإنسان محوراً لعملیة التنمیـة، وذلک فی غذائه، وصحته، وتعلیمه، وترفیهه، وبیئته، وحقه فی المشارکة فی بناء مجتمعه.
  • التنوع الفکری، بحیث لا یتم الاقتصار على تیار فکرى دون غیره.
  • الحفاظ على الهویة الثقافیة کسبیل لعدم الذوبان فی الآخر فی ظل العولمة.

       وانطلاقاً من أهمیة أن یکون لکل مؤسسة جامعیة أهداف واضحة تعمل على تحقیقها، وتعبر عن دورها المتمیز والفرید فی التعلیم، وتصاغ فی جمل محددة تعبر عن طبیعتها، فإن نشر هذه الأهداف؛ لتکون معلنة لکل العاملین فی المؤسسة الجامعیة والمتعاملین معها والمنتفعین بخدماتها سواء طلبة أو جمهور یعد أمراً ضروریاً، حیث تعتبر هذه الأهداف مصدراً لاشتقاق المناهج والأنشطة التعلیمیة وکافة الممارسات التی تتکامل لتحقیق تلک الأهداف؛ ولذلک فمن الأهداف العامة للتعلیم الجامعی ما یلی(43):

  • تعلیم مواطنین یتحلون بالوعی والمسئولیة والاستقلالیة والالتزام بالمبادئ الوطنیة والقومیة والإنسانیة قادرین على مواجهة تحدیات العصر، وعلى التعلم مدى الحیاة.
  • إعداد مهنیین رفیعی المستوى؛ لتلبیة احتیاجات القطاع العام، والمهن الحرة وقطاع الإنتاج والخدمات.
  • المساهمة فی الحفاظ على الثقافة الوطنیة والقومیة ونشرها.
  • المساهمة فی إنتاج المعرفة العلمیة، مع الأخذ فی الاعتبار الأبعاد الخلقیة والعمل على مواجهة التحدیات العالمیة.
  • القیام بالأبحاث والاجتهادات التی تسهم فی دراسة أهم المشکلات التی تعانى منها المنطقة وسبل معالجتها وطرق تداولها.

      فی حین تنص المادة الأولى من القانون رقم 49 لعام 1972م فى مادته الأولى، والمعدلة عام 1997م، بشأن تنظیم الجامعات المصریة، على أن من بین أهداف التعلیم الجامعی المصری ما یلی (44):

  • المساهمة فی رقى الفکر والتقدم العلمی وتنمیة القیم الإنسانیة.
  • تزوید البلاد بالمتخصصین والفنیین والخبراء فی مختلف المجالات.
  • تزوید الإنسان بأصول المعرفة والقیم الرفیعة.
  • الحفاظ على التراث الثقافی والتاریخ الحضاری للشعب المصری.
  • توثیق الروابط الثقافیة مع الجامعات والهیئات العلمیة العربیة والأجنبیة.

 

      وباستقراء الأهداف السابقة یلاحظ أن فلسفة التعلیم الجامعی وأهدافه ترکز صراحة وضمناً على نشر ثقافة السلام والمفاهیم المرتبطة به من نشر المعارف بین أبناء المجتمع والحفاظ على هویتهم ودعم مفاهیم الاستقرار والتنمیة لدیهم، بما یمکنهم من حل مشکلات المجتمع وتنمیته فی مختلف قطاعاته، ویتضح ذلک مما یلی:

  • تطویر الثقافة والمعرفة والعلوم والتکنولوجیا التی تساعد المجتمع على التقدم.
  • الحفاظ على الهویة الثقافیة للأمة، ووقایتها من عوامل الضعف والاغتراب.
  • تکوین الشباب المفکر الواعی لمشکلات أمته ووطنه، والقادر على تحمل مسئولیته الأخلاقیة أثناء قیامه بدوره الاجتماعی.
  • بناء السلام والتضامن الإنسانی؛ من خلال توفیر جو من التفاهم والترابط والمودة والإخاء والتعاون بین المثقفین فی أنحاء العالم، وهذا یعنى تفاعل الثقافات وتکاتفها معاً لخدمة البشریة.
  • تنمیة المجتمع اقتصادیاً واجتماعیاً، من خلال إعطاء الجامعة الأولویة فی بحوثها لبرامج ومشکلات التنمیة فی مجتمعها والتحدیات التی تواجهه.

ب- الإدارة الجامعیة ونشر ثقافة السلام:

لقد عُنی الفکر الجامعی المعاصر بأهمیة انفتاح الجامعة على المجتمع والبیئة للإسهام فی حل مشکلاتها الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة، فالجامعة من أهم المؤسسات الاجتماعیة التی تؤثر وتتأثر بالجو الاجتماعی المحیط بها، فهی من صنع المجتمع من ناحیة، ومن ناحیة أخری هی أداته الحقیقیة فی إحداث التغییر المنشود.  

وفى ذلک تظهر جهود الإدارة الجامعیة وصیاغتها للرؤى والأهداف، بحیث تؤدى الجامعات دور بالغ فی حیاة الأمم على اختلاف مراحل تطوّرها الاقتصادی والاجتماعی، فلم تعد مقصورة على الأهداف التقلیدیة (التدریس والبحث العلمی)، بل امتدت لتشمل کل نواحی الحیاة العلمیة والتقنیة والتکنولوجیة، الأمر الذی جعل من أهم واجبات الجامعات المعاصرة أن تتفاعل مع المجتمع لبحث حاجاته وتوفیر متطلباته، ولا یتم ذلک إلا بتفعیل رسالة الکلیات والمعاهد الجامعیة فی تنشیط حرکة البحث العلمی وربطها بقضایا التنمیة، وفتح قنوات التعاون والاتصال بین تلک الکلیات وقطاعـات التنمیة المختلفة فی المجتمع المحلی (45).

وتتمثل أبعاد الجهود التی تؤدیها الإدارة الجامعیة فی نشر ثقافة السلام بین الطلاب وکافة العاملین فیها، فیما یلی (46):

  • أن تقوم الجامعة بإدراج فلسفة السلام وثقافته ضمن فلسفتها وتوجهاتها وأهدافها الأساسیة واعتباره رکناً أساسیاً من رسالتها نحو خدمة المجتمع وتنمیته.
  • أن تعقد الکلیات الجامعیة دورات تدریبیة لأعضاء هیئة التدریس والعاملین لتوعیتهم بأهمیة أدوارهم فی نشر ثقافة السلام بما تتضمنه من مفاهیم التسامح والإخاء والمساواة وحفظ النفس واحترام الآخرین وحقوقهم.... الخ.
  • تفعیل الشراکة مع منظمات المجتمع المدنی على المستوى المحلى ومشارکتها فی أنشطة ومهرجانات المجتمع المحلى، مثل: (مهرجان القراءة للجمیع، والأعیاد القومیة).
  • الاستفادة من جهود ومبادرات المنظمات الدولیة التی تهتم بالسلام ونشر ثقافته، على سبیل المثال: منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم (الیونسکو) ومنظمة الصحة العالمیة (الیونیسیف)، والمنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم (الألسکو)، والمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة (الأسیسکو) وغیرها من الهیئات والمنظمات التی تهتم بالارتقاء بالإنسان فی جمیع أنحاء العالم، وضمان استقراره وسلامته.
  • توظیف ملاعب کلیات الجامعة للتدریب البدنی والریاضی وتعلیم الألعاب المختلفة لطلابها من الشباب من أبناء المجتمع المحلی، لتفریغ طاقتهم ولإکسابهم مفاهیم مشترکة ترتبط بالتعاون والإخاء والعمل الجماعی.. الخ. 
  • أن تقوم کلیات الجامعة على عمل قوافل توعیة من أعضاء هیئة التدریس والطلبة؛ لنشر الوعی الثقافی والصحی والبیئی بین أبناء المجتمع المحلی.
  • أن تعقد کلیات الجامعة مؤتمرات منفردة أو بالاشتراک مع مؤسسات المجتمع المدنی لحل مشکلات البیئة المحیطة، ولنشر مفاهیم السلام ونبذ العنف والتعصب.
  • التعاون مع مؤسسات وشرکات، مثل: (مؤسسات التدریب المهنی,  الجمعیات الخیریة، دور المکتبات المختلفة، ومؤسسات الثقافة العمالیة)؛ من أجل تدعیم ونشر ثقافة السلام.

ج-  عضو هیئة التدریس ونشر ثقافة السلام:

یعتبر النشاط التدریسی وظیفة أساسیة فى جمیع الجامعات؛ فعن طریقه یتم نشر المعرفة وانتقال التراث الثقافی من جیل لآخر، وإعداد وتنمیة طلاب الجامعة وتهیئتهم لأعمال ونشاطات متعددة لمجالات العمل، وتأدیة وظیفة التدریس کغیرها من وظائف الجامعة تعتمد بدرجة کبیرة على الأستاذ الجامعی وتکوینه العلمی وما یحمله من تراکم معرفی وخبرة وفن فی توصیل المادة العلمیة للطلبة؛ مما یکون له آثار کبیرة على مهمة الجامعة فی إعداد جیل من الطلبة لهم دور فی تنمیة مجتمعهم، وکلما کان إعداد الأستاذ الجامعی إعداداً متکاملاً فی تخصصه وأسلوبه فی التدریس، کلما کانت آثاره واضحة على مستوى طلبته فى التحصیل العلمی (47).

 وبالرغم من تعدد وظائف عضو هیئة التدریس والمنبثقة فی الأساس من وظائف الجامعة والتی من أهمها البحث والتدریس وخدمة المجتمع، وبرغم ما طرأ على الجامعة من تغیرات جذریة فی مفهومها و وظائفها استجابة لما طرأ على المجتمع من تغیرات اقتصادیة واجتماعیة وسیاسیة وثقافیة وغیرها فلا یزال التدریس هو الوظیفة الأبرز لعضو هیئة التدریس.

ونظراً لأن الطلاب لا یعرفون ما یحتاجون إلى تعلمه، فهنا یأتی الدور المهنی لعضو هیئة التدریس حیث یلبى احتیاجاتهم ثم یوازن بینها وبین احتیاجات مؤسسات المجتمع المختلفة، وذلک یتطلب منه أن تتوافر لدیه عدید من السمات والخصائص الهامة فی إکساب مفاهیم السلام بشکل عملی لطلابه، مثل ما یلی (48):

1-        السمات الشخصیة: وذلک بأن یکون لدیه مرونة فی التفکیر وثقة فی النفس، ویتفهم الآخرین ویتقبلهم، ویتأنى فی إصدار الأحکام، بحیث لا یعتمد على الأحکام المسبقة وغیر المبنیـة على أسس علمیة صحیحـة، ویجب أن یمتلک مهـارات الاتصال الفعال والقـدرة على الـشرح والتحلیل.

2-        الکفایات المهنیة: بأن یکون مع الطلبة یدافع عنهم و یحذرهم من المخاطرة، ویقدم المساعدة لهم فی إنجاز مهماتهم، ویشجع على التعاون الاجتماعی ویدرک مشاعر الآخرین، وأن یشرک الطلبة بمواقف مثیرة للتفکیر، ویتقبل اقتراحاتهم المختلفة و یستمع لهم بشکل جید.

3-        الخبرات الموقفیة: یتم ذلک عن طریق معرفة المعلم المتعمقة فی مجال تخصصه وقدرته على تقبل الغرابة والأصالة والتنوع فی استجابات الطلبة، والقدرة على إدخال المهارات الفعلیة فی العملیة التعلیمیة، وقدرته على استخدام مهارة الاستماع للطلاب بالإضافة إلى قدرته على تقییم العمل الیومی والأسبوعی وتقییم الوحدات التعلیمیة وفعالیتها.

4-        الکفاءة العلمیة: وهی إلمام المعلم بالمعلومات والخبرات التی یحتاجها الطلاب ویقدم لهم تلک المعلومات بالشکل الصحیح.

5-        الکفاءة التربویة: أی معرفة المعلم بالطرق التربویة المناسبة فی التعامل مع الطلاب وکیفیة تقدیم المعلومات لهم.

6-        الکفاءة الاتصالیة: أی قدرة المعلم على استخدام الطرق المناسبة لتوصیل المعلومات للطلاب بالشکل الصحیح .

      وتنعکس سمات عضو هیئة التدریس وخصائصه فی الجهود التی یؤدیها لنشر ثقافة السلام، والتی تتمثل فیما یلی (49):

  • اشتراک أعضاء هیئة التدریس بالجامعات فی المعسکرات والقوافل الطلابیة داخل کلیات الجامعة؛ للاندماج مع الشباب من طلابهم ولإکسابهم بشکل عملی أسالیب التعامل مع الآخرین، وسبل حل المشکلات ومنهجیة التفکیر النقدی وخطوات صنع القرار المنهجی وسبل نبذ التعصب والعنصریة والتحیز.
  • اشتراک أعضاء هیئة التدریس بدور بارز فی الندوات والمؤتمرات الخاصة بنشر مفاهیم السلام داخل مجتمعه المحلى.
  • تقدیم أعضاء هیئة التدریس أفکاراً جدیدة للإسهام فی نشر ثقافة السلام وتطبیق مفاهیمه.
  • إسهام أعضاء هیئة التدریس فی الاستشارات العلمیة والفنیة التی تقدمها کلیاتهم فیما یتعلق بنشر قیم ومفاهیم التفاهم وحفظ النفس والتعاون واحترام حقوق الإنسان.
  • تدریب القوى البشریة المتخصصة فی شتى مجالات المعرفة والقیادات المتنوعة وصناع القرار فی المجالات المختلفة بالتعاون مع کلیات الجامعات الأخرى فی ضوء مفاهیم التنمیة المستدامة، واحترام التنوع ودعم التفکیر البناء والتفکیر من منظور عالمی.
  • قیام أساتذة بعض الکلیات، مثل: کلیة الإعلام بالکتابة فی الصحف للتوعیة بأخطار العنف والتعصب بشتى أنواعه، وکذلک بیان جهود الجامعات ومراکزها المختلفة فی تنمیة القیم الإیجابیة لدى الشباب الجامعی.

د- البحوث الجامعیة ونشر ثقافة السلام:

یعد البحث العلمی من الوظائف الأساسیة للجامعات، وهو عنصر مهم وحیوی لها کمؤسسات علمیة وفکریة، حیث إنه من أهم المقاییس الدالة على الدور القیادی للجامعات فی المجالات العلمیة والمعرفیة، بل إن سمعة الجامعات ترتبط إلى حد کبیر بالأبحاث العلمیة التی تنشرها، ذلک أن وجود العلم وتقدمه مرتبطان ارتباطاً وثیقاً بالبحث العلمی، فالثروة العلمیة التی تمتلکها البشریة الیوم جاءت عن طریق البحث العلمی.

ویعد إعداد الطالب الباحث وتجهیزه بمعارف ومنهجیات ومهارات البحث العلمی الحدیثة هو عصب تحقیق قیمة البحث العلمی بالجامعة والمجتمع فیما بعد، وإن نجاح الجامعة فی ذلک إلى جانب تأسیس ثقافة علمیة للبحث العلمی وبیئة متکاملة تتوافر بها کافة المتطلبات والتسهیلات اللازمة لمختلف الأنشطة البحثیة، یمکن أن یولِّد بحث علمی یتوافق مع المستویات والمعاییر العالمیة، وهذا المستوى المتمیز من الباحثین والقائمین علیهم ثم ما ینتجوه من أبحاث علمیة یمکن أن تضیف إلى المعرفة من خلال الأبحاث الأساسیة وتعالج مشاکل ومعوقات مؤسسات المجتمع من خلال البحوث التطبیقیة، وفی هذا الإطار یمکن أن تسجل براءات اختراع وتنتج منتجات جدیدة تحقق منافع کثیرة وتضیف إلى تنافسیة الجامعة والدولة ککل(50).   

      إن البحث العلمی-بشقیهالنظری والتطبیقی هو وظیفة رئیسیة من وظائف الجامعة الحدیثة، وذلک من أجل تطویر المعرفة وخدمة المجتمع والإنسان، وکما أنالبحث العلمی من جهة أخرى یؤدی دوراً رئیساً فی تحسین نوعیة التعلیم فی الجامعة.

وتتمثل أهم جهود المؤسسة الجامعیة فی بحوثها العلمیة لنشر ثقافة السلام، فیما یلی (51):

  • أن ترتبط الخطة البحثیة للمؤسسة الجامعیة بأولویات البحث العلمی للجامعة على أن ترتبط بالتوجهات القومیة واحتیاجات المجتمع المحیط محلیاً وعالمیاً.
  • أن توجه المؤسسة الجامعیة اهتمامها بالبحوث العلمیة التطبیقیة التی تعالج مشکلات حقیقیة تتعلق بالبیئة والمشروعات التنمویة.
  • أن تکسب المؤسسة الجامعیة مهارات البحث العلمی لدى الشباب من طلابها، والمتمثلة فی التعاون والعمل الفریقى واحترام الاختلاف فی الآراء ونبذ التعصب الفکری....الخ.
  • أن تطبق المؤسسة الجامعیة أسلوب الأفواج والمشروعات البحثیة لما لهذا الأسلوب من فوائد هامة تتمثل فى رصد مشکلات البیئة والمجتمع والعمل على إیجاد حلول لها من ناحیة، إلى جانب تدریب الباحثین على التحلیل والنقد والتفکیر الابتکارى فی إطار جماعی.
  • أن تحدد المؤسسة الجامعیة جوائز مناسبة لأفضل بحث أو دراسة أو مشروع بحثی یخدم قضایا البیئة ویعالج مشکلاتها، ویسهم فی التنمیة المجتمعیة وحفظ الأمن ودعم ثقافة الاستقرار والتعایش السلمی.
  • أن تتوسع المؤسسة الجامعیة فی نظام الدراسات العلیا، لتشمل دبلومات متخصصة فی التنمیة المجتمعیة ونشر ثقافة السلام، إلى جانب الدرجات العلمیة الأعلى.
  • إجراء بحوث تدعم الربط بین السلام ونشر ثقافته والتنمیة الاقتصادیة، والمشارکة السیاسیة والتغیر الثقافی .
  • أن تهتم المؤسسة الجامعیة بتدریب الدارسین على القیام بالبحوث الإجرائیة فی المجالات المختلفة لمعالجة مشکلات البیئة ونبذ العنف والابتعاد عن التعصب الفکری.
  • أن تراجع المؤسسة الجامعیة بحوثها العلمیة بصورة مستمرة لبیان مدى مواءمتها للتغیرات المجتمعیة فی مجالاتها السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة.
  • أن تفسح المؤسسة الجامعیة المجال لإسهام المنظمات الدولیة والجهات المحلیة فی تمویل البحوث العلمیة المرتبطة بالسلام وثقافته.

 

هـ - البرامج الجامعیة ونشر ثقافة السلام :

تضطلع الجامعة بدور رئیسی فی إعداد الکوادر البشریة من الشباب والفئات العمریة الأکبر، وکذلک ینتظر منها أن تسهم فی توسیع حدود المعرفة والثقافة والتعلم، ولکی تحقق الجامعة ذلک فإنه یلزمها مناهج عالیة الجودة، وذلک من حیث الشمول والعمق والتکامل والانفتاح والابتعاد عن الازدواج والتکرار والحشو .

وفى هذا الصدد ینبغی التأکید على التنویع فی خیارات وبدائل التعلمّ وذلک بأن تسعى الجامعات دائماً إلى تنویع برامج التعلمّ بها وأسالیبه والدرجات العلمیة الممنوحة، وذلک لاستقطاب شرائح مختلفة وإتاحة الفرصة للالتحاق بالجامعة على أساس من المساواة لکافة الفئات دون تمییز إلا معیار الکفاءة، ویشمل ذلک برامج للدرجة الجامعیة الأولى ودرجة الدبلوم العالی ودرجة الماجستیر ودرجة الدکتوراه. کما یمکن أن تشمل التعلیم فی فصول الدراسة بالحضور إلى الجامعة أو التعلیم عن بعد أو التعلیم الإلکترونی، کما أن الجامعات الحدیثة یجب أن تحرص على وجود برامج للتعلیم مدى الحیاة Lifelong Learning دون حواجز السن مثل ما هو متاح فی برامج خدمة المجتمع والتعلیم المستمر أو کما هو موجود فی الجامعة المفتوحة (52).

والتنویع یمکن أن یشمل فئات الطلاب الملتحقین حیث یجب أن تتاح فرص الالتحاق من جنسیات مختلفة لتنویع مجتمع الطلبة مما ینعکس إیجاباً على تبادل الآراء من مدارس علمیة وخلفیات ثقافیة مختلفة.

     وتتنوع الطرق والأسالیب التی یمکن من خلالها قیام المؤسسة الجامعیة بتعلیم مفاهیم السلام للشباب الجامعی، ما بین (53):

1- تعلیم السلام وفقاً للمدخل المجتمعی، ویعتمد هذا المدخل على إشراک جمیع الطلاب فی صنع وفرض القواعد والسیاسات الخاصة بالنظام ککل، ویتم تأسیس ذلک من خلال دیمقراطیة المشارکة المباشرة "شخص واحد، صوت واحد"، ویمیز هذا المدخل أنه یشرک جمیع الطلاب فی تحمل المسؤولیة من خلال تحدید المعاییر المشترکة وإدراک معنى الجماعة، ویتفهم الطلاب هذا المدخل من خلال ثلاث مراحل:

  • أن یشعر کل طالب بأنه حر فی التعبیر عما فی ذهنه والدفاع عن مصالحه الخاصة .
  • أن یعتاد الطلاب على الاستماع للآخرین، واحترامهم، والاهتمام بما یقولون، والتفکیر فیما هو أصلح للأغلبیة.
  • أن یعتاد الطلاب على الحوار المفتوح مع الاهتمام بوجهة نظر الأقلیات والجماعة ککل .

2- تعلیم السلام وفقاً لمدخل مجالس الطلاب: یقوم هذا المدخل على دیمقراطیة نیابیة تضمن لمجموعة مختارة من الطلاب الدخول فی خبرة من الحوار العلنی، ویؤخذ على هذا المدخل أنه یقصر العملیة على عدد محدود من الطلاب الذین یفوزون فی الانتخابات.

3- اللجوء لبرامج دراسیة ومقررات خاصة بنشر ثقافة السلام وإکساب الشباب الجامعی لمفاهیمه الرئیسة، مثل: برامج التربیة الدولیة، والدراسات الاجتماعیة، والتی تتضمن موضوعات أبرزها: (التکافل والتعاون الدولی، العلاقات الدولیة، المشکلات الدولیة، ثقافات وشعوب العالم، المنظمات الدولیة، المعاهدات الدولیة، التأثیر المتبادل بین الثقافات).

4- نشر ثقافة السلام من خلال الأنشطة الخاصة بالمواد والمقررات الدراسیة، حیث تعد المجال المناسب للتربیة من أجل السلام، فلا تقل أهمیتها عن المقررات الدراسیة، لأنها تسمح بمزید من المبادرات الطلابیة وتحمل المسئولیة لدیهم، ومن أکثر أنشطة المناهج الإضافیة دلالة على التقدم فی تنمیة الاتجاهات والقیم الدیمقراطیة هو نشاط خدمة المجتمع. وتقدم الأنشطة الریاضیة کذلک فرصة للتربیة الدیمقراطیة من خلال بناء الشخصیة، ولکن الأمر یتوقف على الأستاذ الجامعی وترکیزه على تنمیة بعض الصفات، مثل: الأمانة، والتعاون، والتوجیه الذاتی... الخ.

5- الأنشطة التطوعیة والثقافیة، تعد الأنشطة الخاصة بالعمل التطوعی والتبادل الثقافی من الأنشطة البارزة التی تسهم فی تنمیة الاتجاهات الخاصة بالتعاون الدولی، وتنمیة روح المسؤولیة وتماسک الجماعة، مثل : تکلیف الطلاب بالمحافظة على نظافة قاعات الدراسة، أو تنظیم حلقات النقاش بالاشتراک مع الأساتذة أحیاناً، وعمل حملات توعیة وإعطاء محاضرات فی مجالات عدیدة، مثل: ( الشباب والمخدرات،  المشارکة الشبابیة الفعّالة،  حقوق الإنسان،  الاستشارات الوظیفیة ).

6- نشر ثقافة السلام من خلال برامج الدراسات العلیا  برنامج " الدراسات الحرة"، حیث یتم الترکیز فى هذا البرنامج على اکتساب مهارات فهم القضایا المختلفة فی الحیاة الاجتماعیة، والسیاسیة، والاقتصادیة، والثقافیة، بالإضافة إلی تعلم مهارات الکتابة فی وسائل الإعلام المختلفة. وهذه البرامج لها دور تنویری للإنسان فی القضایا المجتمعیة، والحقوق والواجبات، والمواطنة... وغیرها.

      واستناداً إلى الطرق والأسالیب السابقة یمکن استخلاص أهم جهود المؤسسة الجامعیة المتعلقة بالبرامج والمقررات الدراسیة والمتعلقة بنشر ثقافة السلام، وذلک فیما یلی (54):

  • نشر ثقافة السلام بکل مفاهیمها وأنواعها للراغبین فیها والمحتاجین إلیها من أبناء المجتمع بغض النظر عن أعمارهم ومستویاتهم الدراسیة تحقیقاً لمبدأ تکافؤ الفرص التعلیمیة وتطبیقاً لحق الإنسان فی العلم والثقافة.
  • تقدیم برامج لتنمیة الوعی السیاسی، لدى أفراد المجتمع المحلی للمشارکة الإیجابیة فی الحیاة السیاسیة.
  • فتح مکتبة المؤسسة الجامعة للجمهور العام، ووضع نظاماً للقراءة فی المکتبة والاستعارة الخارجیة.
  • توظیف مسارح وقاعات المؤسسة الجامعیة للمحاضرات العامة والأنشطة الثقافیة والترفیهیة للشباب من طلابها ولأبناء المجتمع المحلی.
  • تنمیة مهارات التثقیف الموجهة ذاتیاً واستثمارها لدى الشباب، وتمکینهم من تحدید احتیاجاتهم الثقافیة وتلبیتها بالطرق المناسبة .
  • عقد دورات متخصصة فی مجال التثقیف والإرشاد الأکادیمی والاجتماعی واللغات.
  • عقد ورش عمل حول السلام فى الأدیان السماویة وأسالیب الترغیب فى التعایش السلمی واحترام حقوق المرأة، وحفظ استقرار الکیان الاجتماعی.

واستناداً إلى ما تم عرضه بالمحور السابق والمتعلق بدور الجامعات فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی، یلاحظ أنه لم تعد الوظائف التقلیدیة للمؤسسات الجامعیة کافیة خصوصًا فی عصر أصبحت فیه ثورة الاتصالات والمعلومات تشکل تحدیًا خطیرًا، مما تطلب من جمیع کلیات الجامعة أن تبحث عن وظائف وأدوار جدیدة تقوم من خلالها بتقدیم خدماتها للمجتمع، فلا یتوقف دورها عند وظیفتی التدریس وإجراء البحوث، وإنما تمتد خارج حدودها الجغرافیة لتصل بخدماتها إلى مختلف القطاعات والفئات والأعمار؛ بهدف تزویدهم بالمعارف المتجددة والخبرات الفنیة، وللوفاء بدورها فى نشر وتدعیم الاتجاهات الاجتماعیة والقیم الإنسانیة المرغوبة التی تسهم فی النهوض بالإنسان إلى أعلى ملکاته ومؤهلاته، فتکون بذلک قادرة على تخریج المواطن الصالح القادر على فهم مجتمعه والمساهمة فی قیادته نحو التقدم والازدهار، وتلک فى مجملها أهداف تسهم فى النهوض بالمجتمع المحلی وتدعم عملیات التنمیة الشاملة.

ولعل ذلک ما دعا کثیراً من البلدان النامیة والمتقدمة إلى تطویر أداء جامعاتها؛ لما تمثله هذه الجامعات من مؤسسات إنتاجیة من الدرجة الأولى تقوم بإثراء المعرفة وتطویرها وإعداد الکفاءات البشریة وصناعة الأجیال الصاعدة ورعایتها علمیاً وفکریاً وثقافیاً وسیاسیاً واجتماعیاً، هذا                  إلى جانب دورها فی مجال البحث العلمی والتطبیقی، ودورها فی خدمة المجتمع وتنمیة البیئة المحیطة بها .

ثالثاً: الإطار المیدانی: الواقع الممارس لجهود جامعة قناة السویس فی نشر ثقافة السلام لدى  طلابها باعتبارها نموذجاً للجامعات المصریة:

    هدفت الدراسة المیدانیة إلى الوقوف على جهود جامعة قناة السویس باعتبارها نموذجاً للجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها فى إطار خدمتها لمجتمعها المحلى والعالمی، وذلک بتقییم تلک الجهود فى بعض کلیاتها النظریة والعملیة اعتماداً على أداة الاستبانة التی تم بنائها بحیث تکونت من  خمسة محاور رئیسیة یندرج تحت کل منها عدد من العبارات، ولقد حددت بدائل الاستجابة وفقاً لمقیاس ثلاثی (عالیة- متوسطة– ضعیفة)، ولقد تم التحقق من صدق الاستبانة من خلال صدق المُحکمین؛ کما تم حساب ثبات الاستبانة باستخدام معامل ألفا کرونباخ حیث یستخدم هذا المعامل لقیاس ثبات أداة جمع البیانات سواء کان تقدیرها ثنائی (صفر/1) أو تقدیرها متصل کما فی حالة مقاییس الاتجاهات التی تؤسس على طریقة لیکرت، وکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول الآتی:


جدول (1): قیم ثبات الاستبانة الموجهة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعة بطریقة ألفا کرونباخ

م

المحور

معامل ألفا کرونباخ

1

المحور الأول: فلسفة المؤسسة الجامعیة ودعمها لثقافة السلام

0.84

2

المحور الثانی: الإدارة الجامعیة ونشر ثقافة السلام

0.85

3

المحور الثالث: عضو هیئة التدریس ونشر ثقافة السلام

0.86

4

المحور الرابع: البحوث الجامعیة ونشر ثقافة السلام

0.85

5

المحور الخامس: البرامج الجامعیة ونشر ثقافة السلام

0.83

 

المحاور ککل

0.84

 

تکونت عینة الدراسة من أعضاء الهیئة التدریسیة ببعض الکلیات النظریة والعملیة من مجتمع أصل بلغ (1288) عضواً، وتم اختیار العینة بحیث تشمل الفئات المختلفة لأعضاء هیئة التدریس والقیادات ذات الصلة بشئون خدمة المجتمع وتنمیة البیئة. ولقد بلغ عدد الاستبانات الصحیحة الصالحة للتحلیل(210) استبانة. والجدول التالی یوضح أعداد العینة حسب توزیعهم:

 


جدول (2) : توزیع عینة الدراسة على کلیات الجامعة

م

الکلیة

أفراد العینة

1

کلیة الطب البشرى

32

2

کلیة العلوم

27

3

کلیة الزراعة

38

4

کلیة التجارة

36

5

کلیة الآداب

35

6

کلیة التربیة

42

الإجمالی

210

ولقد تم تطبیق الاستبانة على أفراد العینة حیث خصص لکل فرد استبانة یجیب علیها، وقد طلب من أفراد العینة الإجابة عن مفردات استبانته وفقاً للمقیاس الآتی: (عالیة– متوسطة– ضعیفة)، وقد أُعطیت هذه الاستجابات الأوزان النسبیة الآتیة: (3–2–1) على التوالی.

ولقد تم تحلیل البیانات باستخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة:

  • التکرارات، والنسب المئویة: لتوزیع نسبة الاستجابة على کل عبارة بالقائمة.
  • المتوسط الوزنى: بهدف التعرف على مدى تحقق کل عبارة من عبارات الاستبانة، ویُحدد المتوسط الوزنى بضرب التکرارات فی قیمة درجاتها، ثم جمع حواصل التکرارات فی قیمتها (عالیة ثلاث درجات– متوسطة درجتان– ضعیفة درجة واحدة)، ثم قسمة المجموع الکلی على عدد من أجابوا عن العبارة.

 

  • ویحسب من خلال المعادلة التالیة:

    متوسط الوزن النسبی لتحقق عبارة ما  = 3× ک1+2× ک2+1× ک3

                 ک3+ ک2+ ک1

       حیث إن:( ک1، ک2، ک3) هی تکرارات التقسیمات (عالیة، متوسطة، ضعیفة) على الترتیب، (3، 2،1) وهى الأوزان النسبیة لتلک التقسیمات على الترتیب.

      ویفید هذا الأسلوب فی توضیح وتلخیص مدى تحقق کل عبارة بصورة عامة، ومن ثم مدى تحقق کل محور، وذلک یتضح من الجدول التالی:

جدول (3) : المقیاس الثلاثی لمستویات تحقق عبارات الاستبانة

درجة التحقق

القیمة الوزنیة

درجة التحقق

من

إلى

عالیة

3

2.34

3

متوسطة

2

1.67

2.33

ضعیفة

1

1

1.66

  

       ولقد تم استخدام برنامج الحزم الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة Statistical Package for Social Sciences (SPSS) الإصدار السادس عشر.

تحلیل النتائج ومناقشتها:

    حیث تشتمل على خمسة محاور یندرج تحت کل محور عدد من العبارات وفقاً للترتیب التالی:

 

 

المحور الأول: فلسفة المؤسسة الجامعیة ودعمها لثقافة السلام:

     ویعنى الأسس والرکائز والمبادئ والأهداف التی تستند إلیها کل کلیة من کلیات الجامعة فى تبینها ونشرها لثقافة السلام لدى طلابها.

ویبین الجدول التالی مستویات تحقق عبارات هذا المحور، کما یلی:

جدول(4): مستویات تحقق عبارات محور: فلسفة المؤسسة الجامعیة ودعمها لثقافة السلام

م

مستوى التحقق

 

 العبارات

عالیة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الوزنى

ترتیب العبارات

درجة التحقق

ک

ک

ک

%

%

%

1

تعکس رؤیة الکلیة فلسفة السلام وثقافته باعتباره رکناً أساسیاً نحو خدمة قضایا مجتمعها المحلى والعالمی

134

67

9

2.59

1

عالیة         

63.8

31.9

4.3

2

تؤکد رسالة الکلیة على تنمیة استعداد طلابها على تحمل المسئولیة تجاه أنفسهم، ومجتمعهم

128

76

6

2.58

2

عالیة         

60.9

36.2

2.9

3

ترکز أهداف الکلیة على تنمیة استعداد طلابها لدراسة المشکلات المحلیة والعالمیة، وإدراک أهمیة التعاون الدولی، وفهم الشعوب والثقافات المختلفة

85

113

12

2.35

3

عالیة         

40.5

53.8

5.7

4

تتضمن أهداف الکلیة تنمیة وعى طلابها بالحقوق والواجبات واحترام الذات والإنسانیة کافة

77

128

5

2.34

4

عالیة         

36.7

60.9

2.4

5

تتضمن أهداف الکلیة زیادة إدراک طلابها لقیم التسامح والتعاون، والإخاء واحترام التنوع والاختلاف مع الآخرین

56

143

11

2.21

5

متوسطة         

26.7

68.1

5.2

      ویتضح من الجدول السابق وترتیب عباراته أن عینة الدراسة بکلیات جامعة قناة السویس قد اتفقت على أن العبارات رقم (1، 2، 3، 4) تتحقق بدرجة عالیة وهذا یعنى إدراک عینة الدراسة لرؤیة کلیاتهم ورسالتها وأهدافها وتضمینها مسئولیة التوجه نحو خدمة مجتمعها، بما فى ذلک ما یتعلق بحل مشکلات المجتمع والمشارکة فى قضایا التنمیة وإکساب الشباب الجامعی مفاهیم وقیم السلام والتعاون مع الآخرین، والتأکید على ضرورة التعایش السلمی والانفتاح الحضاری مع الشعوب والدول الأخرى، بینما جاء تحقق العبارة رقم (5) بدرجة متوسطة نظرا لان بعض الکلیات التی یغلب علیها الطابع العملی، مثل کلیات الطب والعلوم والزراعة یغلب على أهدافها المفاهیم التطبیقیة، وذلک على عکس الکلیات النظریة والتی تنشغل بالعلوم الإنسانیة والاجتماعیة.

المحور الثانی: الإدارة الجامعیة ونشر ثقافة السلام:

     ویعنى کافة الأسالیب والتنظیمات والعلاقات والإمکانات التی تتخذها إدارة کل کلیة من کلیات الجامعة وتوظفها فى نشر ثقافة السلام لدى طلابها والأفراد من أبناء المجتمع.

ویبین الجدول التالی مستویات تحقق عبارات هذا المحور، کما یلی:

 


جدول(5): مستویات تحقق عبارات محور: الإدارة الجامعیة ونشر ثقافة السلام

م

مستوى التحقق

 

 العبارات

عالیة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الوزنى

ترتیب العبارات

درجة التحقق

ک

ک

ک

%

%

%

1

تعقد إدارة الکلیة دورات لتوعیة أعضاء هیئة التدریس بأهمیة أدوارهم فی نشر ثقافة السلام

92

100

18

2.35

1

عالیة

43.8

47.6

8.6

2

تحرص إدارة الکلیة على تفعیل الشراکة مع منظمات المجتمع المدنی ومشارکتها فی أنشطتها الداعمة للسلام والتثقیف والحوار الایجابی بین الشباب

48

135

27

2.1

2

متوسطة

22.8

64.3

12.9

3

تستفید إدارة الکلیة من جهود ومبادرات المنظمات الدولیة التی تهتم بالسلام ونشر ثقافته

 43

142

25

2.08

3

متوسطة

20.5

67.6

11.9

4

توظف إدارة الکلیة مرافقها من ملاعب ومکتبات ومسارح لتفریغ طاقات الشباب وإکسابهم مفاهیم مشترکة ترتبط بالتعاون والإخاء والعمل الجماعی.. الخ

41

140

29

2.05

4

متوسطة

19.5

66.7

13.8

5

تتعاون إدارة الکلیة مع الجمعیات الخیریة والشرکات، ودور الثقافة من أجل تدعیم ونشر ثقافة السلام

45

132

33

2.05

4

متوسطة

21.4

62.9

15.7

6

تعقد إدارة الکلیة مؤتمرات منفردة أو بالاشتراک مع مؤسسات المجتمع المدنی لنشر مفاهیم السلام ونبذ العنف والتعصب

14

149

47

1.84

5

متوسطة

6.7

71

22.3

 

       ویتضح من الجدول السابق وترتیب عباراته أن عینة الدراسة بکلیات جامعة قناة السویس قد اتفقت على أن العبارة رقم (1) تتحقق بدرجة عالیة وهذا یعنى قیام کلیات الجامعة بتنظیم دورات تدریبیة یشرف علیها قطاع خدمة المجتمع وتنمیة البیئة بالجامعة من أجل زیادة وعى أعضاء هیئة التدریس بقضیة المحافظة على الاستقرار والسلام وأدوارهم المنشودة تجاه أبنائهم من الطلاب لدعم قیم التعاون والتسامح والإخاء، بینما جاء تحقق العبارات رقم(2، 3، 4، 5، 6)  بدرجة متوسطة، مما یدل على أن هناک مساعی جیدة من کلیات الجامعة نحو تحقیق شراکة مع المنظمات العالمیة والمحلیة فى نشر ثقافة السلام، إلى جانب حرص من کلیات الجامعة على توظیف إمکاناتها ومرافقها فى خدمة الشباب الجامعی وأبناء المجتمع المحلى من أجل دعم الأنشطة الریاضیة والتثقیفیة والاجتماعیة ... وغیرها، وعلی الرغم من ذلک فهناک حاجة ملحة لتفعیل تلک الجهود بشکل یتناسب مع التغیرات على الساحتین العالمیة والمحلیة وظهور قضایا بیئیة جدیدة، مما یحتم مزیدا من تلاحم الجامعات مع مجتمعها، وتقدیم مزیداً من الجهد فى نشر السلام ونشر الوعی بأهمیته.

المحور الثالث: عضو هیئة التدریس ونشر ثقافة السلام :

     ویشیر إلى کافة الممارسات والإجراءات المبذولة من قبل عضو هیئة التدریس، من أجل بناء ثقافة السلام ونشرها وتطبیقها بین طلابه ولدى فئات المجتمع المختلفة.

ویبین الجدول التالی مستویات تحقق عبارات هذا المحور، کما یلی:


جدول(6): مستویات تحقق عبارات محور: عضو هیئة التدریس ونشر ثقافة السلام

م

مستوى التحقق

 

 العبارات

عالیة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الوزنى

ترتیب العبارات

درجة التحقق

ک

ک

ک

%

%

%

1

یشترک عضو هیئة التدریس بالکلیة فی المعسکرات والقوافل الطلابیة؛ للاندماج مع الشباب من طلابه وتبادل الحوار البناء فى القضایا المختلفة بینهم

37

135

38

1.99

2

متوسطة

17.6

64.3

18.1

2

یسهم عضو هیئة التدریس فی الاستشارات العلمیة والفنیة التی تقدمها کلیته فیما یتعلق بنشر قیم ومفاهیم التفاهم وحفظ النفس واحترام حقوق الإنسان

42

121

47

1.97

3

متوسطة

20

57.6

22.4

3

یؤدى دور بارز فی الندوات والمؤتمرات الخاصة بنشر مفاهیم السلام داخل مجتمعه المحلى

35

124

51

1.92

5

متوسطة

16.7

59

24.3

4

یشترک فی بعض الجمعیات والمنظمات العلمیة أو المهنیة أو الخیریة التی تخدم السلام ونشر ثقافته

22

122

66

1.79

6

متوسطة

10.5

58.1

31.4

5

یقدم أفکار جدیدة ومبتکرة فی بحوثه ومؤلفاته تتعلق بقضایا السلام واحترام حقوق الإنسان والمحافظة على البیئة

38

119

53

1.93

4

متوسطة

18.1

56.7

25.2

6

یدرب طلابه على خطوات صنع القرار المنهجی وسبل نبذ التعصب والعنصریة والتحیز

42

158

10

2.15

1

متوسطة

20

75.2

4.8

7

یقوم بالکتابة فی الصحف للتوعیة بأخطار العنف والتعصب بشتى أنواعه، وکذلک بیان جهود الجامعات ومراکزها المختلفة فی تنمیة القیم الإیجابیة لدى الشباب الجامعی

18

109

83

1.69

7

متوسطة

8.6

51.9

39.5

      ویتضح من الجدول السابق أن أفراد عینة الدراسة من کلیات جامعة قناة السویس قد أجمعوا على أن الجهود والأدوار المبذولة من قبل أعضاء هیئة التدریس فیما یتعلق بنشر ثقافة السلام بین الطلاب لازالت محدودة حیث جاءت جمیع عبارات هذا المحور بدرجة متوسطة، وهذا یعنى ضرورة إعطاء مزید من الدعم لأعضاء هیئة التدریس بإشراکهم فى قضایا التنمیة وفى المؤتمرات المحلیة والعالمیة والتبادل الثقافی، والندوات والمنتدیات الفکریة، لما لذلک من أهمیة کبیرة فى تحقیق التعاون والتفاهم الدولی وإرساء السلام وبخاصة مع زیادة حدة التحدیات والمتغیرات على الساحة المحلیة والعالمیة وظهور عدید من المشکلات المعقدة التی تحتاج إلى تضافر جهود الجمیع أفراد وجماعات وشعوب من أجل الحفاظ على بقاء البشریة.

المحور الرابع: البحوث الجامعیة ونشر ثقافة السلام:

     ویتمثل فى جمیع الصیغ البحثیة من بحوث ودراسات ومشروعات وأفواج بحثیة التی یمکن تطبیقها أو توظیف نتائجها من أجل نشر ثقافة السلام لدى الباحثین والشباب الجامعی وأفراد المجتمع بصفة عامة.

ویبین الجدول التالی مستویات تحقق عبارات هذا المحور، کما یلی:

جدول(7): مستویات تحقق عبارات محور: البحوث الجامعیة ونشر ثقافة السلام

م

مستوى التحقق

 

 العبارات

عالیة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الوزنى

ترتیب العبارات

درجة التحقق

ک

ک

ک

%

%

%

1

ترتبط الخطة البحثیة بالکلیة بأولویات البحث العلمی للجامعة واحتیاجات التنمیة المجتمعیة الشاملة

75

112

23

2.24

1

متوسطة

35.7

53.3

11

2

توجه الکلیة اهتمامها بالبحوث العلمیة التطبیقیة التی تعالج مشکلات حقیقیة تتعلق بالبیئة والمشروعات التنمویة

28

174

8

2.09

2

متوسطة

13.3

82.9

3.8

3

تکسب الکلیة مهارات البحث العلمی لدى طلابها والمتمثلة فی التعاون والعمل الفریقى، واحترام الاختلاف فی الآراء ونبذ التعصب الفکری....الخ

13

183

14

1.99

3

متوسطة

6.2

87.1

6.7

4

تطبق الکلیة أسلوب الأفواج والمشروعات البحثیة لرصد مشکلات البیئة والمجتمع والعمل على إیجاد حلول لها

33

129

48

1.92

4

متوسطة

15.7

61.4

22.9

5

تحدد الکلیة جوائز مناسبة لأفضل بحث أو مشروع بحثی؛ یخدم قضایا البیئة ویعالج مشکلاتها، ویسهم فی التنمیة المجتمعیة وحفظ الأمن ودعم ثقافة التعایش السلمی

16

115

79

1.7

5

متوسطة

7.6

54.8

37.6

6

تشجع الکلیة إجراء بحوث تربط بین السلام ونشر ثقافته والتنمیة الاقتصادیة، والمشارکة السیاسیة والتغیر الثقافی

12

76

122

1.47

6

ضعیفة

5.7

36.2

58.1

7

تهتم الکلیة بتدریب الطلاب على القیام بالبحوث الإجرائیة فی المجالات المختلفة لمعالجة مشکلات البیئة ونبذ العنف والابتعاد عن التعصب الفکری

30

55

125

1.54

7

ضعیفة

14.3

26.2

59.5

8

تفسح الکلیة المجال لإسهام المنظمات الدولیة والجهات المحلیة فی تمویل البحوث العلمیة المرتبطة بالسلام وثقافته

7

42

161

1.26

8

ضعیفة

3.3

20

76.7

      

      ویتضح من الجدول السابق وترتیب عباراته أن عینة الدراسة بکلیات جامعة قناة السویس قد اتفقت على أن العبارات رقم (1، 2، 3، 4، 5) تتحقق بدرجة متوسطة وهذا یعنى أن هناک اهتمام غیر قلیل على المستوى البحثی بنشر أفکار ومبادئ ثقافة السلام ونبذ التعصب وتنمیة التفکیر النقدی فى حل المشکلات وتنمیة مهارات العمل الفریقى، بینما جاء تحقق العبارات رقم (6 ،7، 8) بدرجة ضعیفة، وهذا لا یتناسب مع الجهود المتوقعة من الجامعة فى نشر ثقافة السلام وخدمة قضایا التنمیة المجتمعیة.


المحور الخامس: البرامج الجامعیة ونشر ثقافة السلام:

     ویعبر عن المناهج والمقررات الدراسیة والأنشطة المرتبطة بالمقررات الدراسیة أو تلک الأنشطة التثقیفیة والترفیهیة والاجتماعیة والتی تسهم فى نشر ثقافة السلام بین طلاب الکلیات الجامعیة.

ویبین الجدول التالی مستویات تحقق عبارات هذا المحور، کما یلی:

جدول(8): مستویات تحقق عبارات محور: البرامج الجامعیة ونشر ثقافة السلام

م

مستوى التحقق

 

 العبارات

عالیة

متوسطة

ضعیفة

المتوسط الوزنى

ترتیب العبارات

درجة التحقق

ک

ک

ک

%

%

%

1

تقدم الکلیة برامج دراسیة ومقررات خاصة بإکساب طلابها لمفاهیم السلام، مثل: التعاون الدولی، ثقافات شعوب العالم، المعاهدات الدولیة.. الخ

72

101

37

2.16

1

متوسطة

34.3

48.1

17.6

2

تسمح الأنشطة الخاصة بالمواد والمقررات الدراسیة، بمزید من المبادرات الطلابیة للتربیة على الحوار الإیجابی والدیمقراطی

54

133

23

2.14

2

متوسطة

25.7

63.3

11

3

یتم استخدام استراتیجیات وطرق تدریس تساعد الدارسین على الاکتشاف والتأمل والتوجیه الذاتی وحل المشکلات واتخاذ القرار

38

106

66

1.86

3

متوسطة

18.1

50.5

31.4

4

تنظم الکلیة ندوات فی مجالات عدیدة، مثل:الشباب والمخدرات، المشارکة الشبابیة الفعّالة،حقوق الإنسان وغیرها

49

142

19

2.14

2

متوسطة

23.3

67.6

9.1

5

یشرک عضو هیئة التدریس جمیع طلابه فی تشکیل القواعد والسیاسات الخاصة بنظام الدراسة والمحاضرات

14

149

47

1.84

4

متوسطة

6.7

71

22.3

6

تسمح الکلیة لمجموعة مختارة من الطلاب بالدخول فی حوار علنی مع زملائهم وإدارة الکلیة وأعضاء هیئة التدریس

22

91

97

1.64

6

ضعیفة

10.5

43.3

46.2

7

تسهم الأنشطة التطوعیة والثقافیة، فی تنمیة الاتجاهات الخاصة بالتعاون الدولی، وتنمیة روح المسؤولیة وتماسک الجماعة

27

105

78

1.75

5

متوسطة

12.9

50

37.1

8

توفر الکلیة برامج بالدراسات العلیا للدراسات الحرة، یتم الترکیز فیها على اکتساب مهارات فهم القضایا المختلفة فی الحیاة الاجتماعیة، والسیاسیة، والاقتصادیة، والثقافیة.. وغیرها

9

45

156

1.3

7

ضعیفة

4.3

21.4

74.3

       ویتضح من الجدول السابق وترتیب عباراته أن عینة الدراسة بکلیات جامعة قناة السویس قد اتفقت على أن العبارات رقم (1، 2، 3، 4، 5، 7) تتحقق بدرجة متوسطة وهذا یعنى أن هناک اهتمام مقبول على مستوى البرامج والمقررات الدراسیة والأنشطة الطلابیة بأنواعها المختلفة بنشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی، بینما جاء تحقق العبارتین رقم (6،8) بدرجة ضعیفة وهذا قصور فى جهود وأدوار الجامعة فى نشر ثقافة السلام وخدمة قضایا البیئة محلیا وعالمیاً.

ملخص نتائج: واقع الجهود المبذولة من کلیات جامعة قناة السویس فی نشر ثقافة السلام لدى طلابها:

تؤدى کلیات جامعة قناة السویس جهودا جیدة فى خدمة مجتمعها بصفة عامة، وتسهم فى معالجة مشکلات وقضایا البیئة والمحافظة على السلم العالم وتنمیة الوعی الثقافی والتنموی بصفة خاصة ولقد ظهر ذلک فى دعم الفلسفة الجامعیة لثقافة السلام وتضمینها لمفاهیمها، علاوة على تأکید ذلک فى جهود الإدارة الجامعیة وأعضاء هیئة التدریس والبرامج الدراسیة والدراسات والبحوث الجامعیة، إلا أن تلک الجهود بحاجة إلى تعزیز ودعم نظراً لما یلی:

  • افتقار الإدارة الجامعیة إلى آلیات نشطة لبناء شراکة استراتیجیة بین المؤسسات الجامعیة والمنظمات الدولیة والمحلیة الداعمة للسلام ونشر ثقافته.
  • محدودیة الجهود المبذولة من قبل أعضاء هیئة التدریس فى دعم ثقافة السلام تدریساً وبحثاً وتألیفاً وترجمة .
  • الافتقار إلى برامج بالدراسات العلیا خاصة بخدمة قضایا السلام، علاوة على قلة الدراسات والمشروعات البحثیة الداعمة لقضایا السلام ونشر ثقافته.
  • غلبة الطابع النظری على البرامج والمقررات الجامعیة، مع قلة الفرص المتاحة للأنشطة الجامعیة والمؤتمرات الطلابیة للنقاش المفتوح فى قضایا تخص المجتمع والبیئة

 

رابعاً: الإطار المقترح: صیغ مقترحة لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى بناء ثقافة السلام ونشرها لدى طلابها:

تکتسب الجامعات دوراً بارزا فی العمل مع الشباب، إذ یمثلون الفئة الأکثر تواجداً فى کافة الجامعات والمعاهد العلیا والمنظمات الاجتماعیة والروابط الثقافیة والإقلیمیة والجمعیات بکافة أشکالها، وهم مدعوون لان یعملوا معاً من أجل نشر ثقافة السلام من خلال جمیع الأنشطة التی یقومون بها فى جامعاتهم ومؤسساتهم التعلیمیة والاجتماعیة المختلفة.

ونظراً لأهمیة الأدوار التی تؤدیها المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی من طلابها وبین أبناء المجتمع المحلى فى إطار برامج الخدمات الممتدة للمجتمع، فإن هذه الأدوار بحاجة إلى تفعیل ودعم بما یسهم فى استدامة الاضطلاع بتلک الأدوار والإضافة علیها، وفقًا للمستحدثات التربویة والثقافیة الجدیدة، وفیما یلی یمکن اقتراح ثلاثة صیغ لتفعیل جهود الجامعات المصریة فى نشر ثقافة السلام بین طلابها، وذلک کما یلی:

الصیغة الأولى: بناء استراتیجیة موحدة لدعم السلام ونشر ثقافته بین شباب الجامعات المصریة:

حیث تنطلق هذه الاستراتیجیة من فلسفة التعلیم الجامعی وأهدافه والتی تؤکد على المبادئ التالیة:

  • أن یکون غرس حب النظام والأخوة والتفاهم والتعاون بین الشباب الجامعی، واحترام النظم والتعلیمات، وتنمیة الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع، من أولویات التعلیم الجامعی.
  • الترکیز على أهمیة وضرورة السلام للمجتمع البشری باعتباره نقیض العنف وبدیلاً للصراع المستمر بشتى أنواعه فالسلام ضرورة لحمایة الإنسان وصون حقوقه، ولتحریر الموارد البشریة والمادیة وتوجیهها لحل مشکلات المجتمع البشری وتحقیق التنمیة والبناء.
  • تعزیز الجوانب الإیجابیة لشخصیة الفرد، وتنمیة الوعی النقدی والتحلیلی لدیه، مع فهم الثقافات المختلفة واحترامه لها بما فیها الثقافة المحلیة.
  • إدراک الفرد لدوره فی النهوض بمجتمعه، وتکوین الاتجاهات الخاصة بعملیة السلام والتفاهم الدولی.

على أن تتضمن الإستراتیجیة المقترحة مجالات عمل متنوعة لنشر ثقافة السلام بین طلاب الجامعات، ومن هذه المجالات ما یلی:

  • قیم العدالة الاجتماعیة: والتی تتمثل فى التأسیس للقیم الدیمقراطیة التی ترکز على حقوق الأفراد فی المقام الأول باعتبارهم مواطنین ولیسوا رعایا، والقیم الدیمقراطیة تؤمن بالتعددیة السیاسیة والفکریة وتقوم وتزدهر فی ضوء حریة التفکیر وحریة التعبیر وحریة التنظیم.
  • تعزیزوتقویةدورالمرأة فىالمجتمع: فالمرأة بحکم دورها کأم لها دور فی ترسیخ قیم المحبة والتسامح والصفح وفی تعلیم الأطفال حل المشاکل فیما بینهم على أساس من تلک القیم وتعلیمهم معنى الحقوق والواجبات، وتهیئ لهم الجو الذی یساهم فی خلق السلام النفسی والذی هو أساس السلام بکل معانیه.
  • احترامحقوقالإنسان: حیث یسهم احترام حقوق الإنسان فی نشر ثقافة السلام فی المجتمع حین یشعر کل مواطن أیاً کان انتماؤه الدینی أو الفکری أنه مواطن وإنسان له کرامة وله رأى یستطیع أن یعبر عنه بلا خوف.
  • الإعلاءمنشأنالقیمالإنسانیةوالأخلاقیة: وذلک من خلال مؤسسات ودور العبادة فالسلام لا یتحقق إلا بالدین حیث إن المشترک بین الأدیان یمثل منظومة قیمیة قادرة على تحقیق السلام وذلک إذا أحسن کل طرف فهم دینه، فالسلام یتحقق من خلال تحفیز دور الدین وقیمه فی حل مشاکل الإنسان والمجتمع والعالم.
  • ·        التنمیةالاجتماعیةوالاقتصادیةالمستدامة: وتعنی التنمیة التی تلبی احتیاجات البشر فی الوقت الحالی دون المساس بقدرة الأجیال القادمة على تحقیق أهدافها، وترکز على النمو الاقتصادی المتکامل والمستدام والإشراف البیئی والمسئولیة الاجتماعیة، فالتنمیة المستدامة تتیح من الناحیة الاقتصادیة، إقامة الأسواق وفتح أبواب العمل، ومن الناحیة الاجتماعیة دمج المهمشین فی تیار المجتمع، ومن الناحیة السیاسیة، منح کل إنسان رجلا کان أو امرأة صوتاً وقدرة على الاختیار لتحدید مسار مستقبله.

وفى ضوء مبادئ بناء الاستراتیجیة المقترحة ومجالات عمل نشر ثقافة السلام تتحدد جهود المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام وتنفیذ الاستراتیجیة المقترحة فیما یلی:

1- جهود الإدارة الجامعیة فى دعم ثقافة السلام:

     تتمثل جهود الإدارة الجامعیة وقطاعات خدمة المجتمع وتنمیة البیئة بالکلیات الجامعیة فى تنفیذ استراتیجیة نشر ثقافة السلام، من خلال ما یلی:

  • العمل علی جعل الکلیة مرتکزاً أساسیاً لمنظومة علمیة ومؤسسیة فاعلة فی الخدمة المجتمعیة التنمویة، والعمل الطوعی والتثقیفی فى نشر ثقافة السلام واستدامة السلام.
  • طرح برنامج ثقافی تنویری فى شکل محاضرات عامة یحضرها الطلبة وأعضاء هیئة التدریس والموظفون والفنیون، بحیث تتضمن عدید من الرؤى والأفکار الجادة حول التسامح، والتضامن الاجتماعی واحترام الآخرین والمحافظة على البیئة ...وغیرها من قیم السلام ومفاهیمه.
  • تنظیم اللقاءات والمنتدیات الثقافیة، وإدخال البرامج الثقافیة، والترفیهیة کالرحلات والبرامج الوظیفیة التی تعزز الشعور بالروح الجماعیة وتنمی ثقافة التسامح.
  • إقامة المسابقات ذات الجوائز المادیة والمعنویة لتشجیع الطلاب على کتابة الموضوعات والقصص، التی تؤکد على حب الوطن والوحدة بین أبنائه واحترام الشعوب والثقافات الأخرى ونبذ العنف والتعصب.
  • توعیة الطلاب بحقوقهم وواجباتهم، وتأکید حقهم فی المساواة الاجتماعیة والسیاسیة والفرص المتکافئة, وتدریبهم على ذلک، من خلال أسالیب متعددة مثل: انتخابات اتحاد الطلاب، والأسر الطلابیة، وجماعات النشاط الطلابی.
  • دعم الأنشطة والممارسات الطلابیة المختلفة، وترجمة مفاهیم السلام المجردة إلى سلوک ومنهج حیاتی یتعایش معه الطالب فی وقائع حیاته الیومیة.
  • توظیف الریاضة کأداة توصیل لتوطید أصول المحبة ونشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی.
  • توظیف التخصصات الأخرى بالجامعة فی مجال نشر ثقافة السلام
  • إعداد الورش التدریبیة لقطاعات المجتمع فی مجال ثقافة السلام، وفض النزاعات ودرء الکوارث والإنذار المبکر، ومهارات التفاوض.

2- جهود عضو هیئة التدریس فى دعم ثقافة السلام:

یتمتع الأستاذ الجامعی بمکانة واحترام لما ناله من علوم ومعارف، کما أنه یتعامل مع شریحة هامة فی مرحلة عُمریة تمثل مرحلة النضج والفهم وتکوین المفاهیم وتأصیل الثقافة لدى طالب الجامعة، الذی یمثل الیوم کل شرائح المجتمع ولذلک فإن دور الأستاذ الجامعی یکون کبیراً ومحوریاً؛ ومن الطبیعی أن ثقافة السلام تکون هی مبدأ تفکیر الکادر التدریسی داخل الجامعات لأنها بوتقة التفکیر ونقطة ارتکاز العلاقات الاجتماعیة فی المجتمع ، وهو أب وأخ ومرشد لطلابه وعنصر متمیز فی المجتمع على أساس أنه یهتم بتکریس کل ما هو صحیح ومن واجبه أن یکون من دعاة ثقافة السلام وتعزیز المفاهیم الصحیحة، من خلال قیامه بما یلی:         

  • تعزیز روح التعاون والإخاء والمساواة والتآلف والأخذ بأسلوب الحوار القائم على حریة الرأی بین الأستاذ والطالب.
  • وضع الطالب فی مواقف تفاعلیة حقیقیة یدرک من خلالها أهمیة الانتماء لوطنه.
  • ربط الطالب بفکرة أن المجتمعات الإنسانیة کلها جاءت من نسل واحد، وهو آدم علیه السلام ، وان الدیانات السماویة جمیعا وآخرها الإسلام دعت إلى تکریم الإنسان مهما کان جنسه أو عرقه أو لونه أو دینه .
  • ربط الطالب بفکرة أن الکرة الأرضیة أرض مشترکة لجمیع البشر، مهما اختلفت ألوانهم ومعتقداتهم وأدیانهم .
  • تعریف الطالب بأننا نعیش فی عالم تحکمه مجموعة من المثل والقیم والأهداف والمبادئ الدولیة المشترکة "میثاق الأمم المتحدة" .
  • إلقاء الضوء على بعض النجاح الذی تحقق فی مجال التعاون الدولی "الصحة، العلوم، التعلیم، الاقتصاد" .
  • إبراز الدور الهائل لوسائل الاتصال والمعاهدات التجاریة والتشریعات الاقتصادیة فی إقامة علاقة قویة بین الدول.

3- جهود البرامج الدراسیة فى دعم ثقافة السلام:

تؤدى البرامج الجامعیة بما تشمله من مقررات وأنشطة دور أساسی وفعال فی إرساء ثقافة السلام ویمکن تحقیق ذلک من خلال ما یلی:

  • أن تتضمن البرامج الدراسیة بالمؤسسات الجامعیة مقررات تحتضن ثقافة السلام الخالصة مثل: مقررات التربیة الدولیة والتربیة من أجل السلام وحقوق الإنسان وتاریخ الحضارات والشعوب وتفصیل الأسس الدینیة والحضاریة التی تجسد معانی التعاون بین الشعوب والتسامح الاجتماعی والفکری والتفاهم والسلم والمساواة بین الجنسین والصداقة بین جمیع الشعوب واحترام المرأة والإعلاء من شأنها.
  • تضمین بعض قضایا التفکیر الوسطی والفکر النقدی والتحلیلی فى المناهج الدراسیة، وتوسیع مفهوم الأمن لیشمل الأمن الثقافی ویأخذ الطابع الجماعی الذی یقوم على مبدأ الشراکة بین الأجهزة الرسمیة وغیر الرسمیة، وتفعیل الخطاب الدینی بما یجعله یعطی الأولویة للثقافة الوسطیة لتعزیز ثقافة السلام التی تحمی الشباب من التطرف والعنف .
  • تفعیل دور الأنشطة الجامعیة الصیفیة عبر الندوات والبرامج والفعالیات الثقافیة، وبث المزید من برامج التوعیة بالممارسات الدیمقراطیة لتعوید الشباب على الحوار وقبول الرأی الآخر، وزیادة الاهتمام بالمکتبات وتعزیزها بالکتب التی تتضمن أفکار الاعتدال وثقافة الحوار، والاستماع للشباب وتفهم مشاکلهم وتقدیر آرائهم.
  • دعم تقدیم التعلیم المستند إلى المهارات الحیاتیة للوقایة من العنف وبناء السلام، من خلال تنمیة المعارف، والمهارات، والتوجّهات، والقیم المطلوبة لإحداث التغییر السلوکی ، الذی سیمکِّن الشباب والراشدین من القیام بما یمنع وقوع النزاعات والعنف، والحل السلمی للنزاعات، وإیجاد الظروف المؤدیة إلى إحلال السلام، سواء أکان ذلک فی داخل الشخص نفسه أم فیما بین الأشخاص، أم فیما بین الجماعات أم على المستوى الوطنی أو الدولی.

الصیغة الثانیة: الشراکة بین المؤسسات الجامعیة والمنظمات المحلیة والدولیة فى نشر ثقافة السلام:

       تعبر الشراکة عن تلک العلاقة التکاملیة بین قدرات وإمکانیات طرفین أو أکثر، سواء أکان الطرفین أفراداً أو مؤسسات على المستوى المحلى أو على المستوى الدولی، وقد تجمع الشراکة بین المستوى الدولی والمستوى المحلى فى آن واحد، وتسعی هذه الشراکة إلى تحقیق أهدافاً محددة، فی إطار من المساواة، والاحترام المتبادل، وتوزیع الأدوار وتحمل المسئولیات بقدر کبیر من الشفافیة، ونظراً للدور المتنامی لمنظمات المجتمع المدنی فی تحقیق التنمیة المستدامة برزت الحاجة الملحة إلى إشراک هذه المنظمات  فى تعزیز البیئة المحیطة وتنمیة المجتمع وجعله أکثر فاعلیة ونشاطاً وأکثر قدرة على مواجهة تحدیاته المختلفة.

وتنبع أهمیة الشراکة المجتمعیة المحلیة والدولیة فى نشر ثقافة السلام، من خلال الأدوار التی تؤدیها المؤسسات الجامعیة فى إطار تلاحمها وتعاونها وشراکتها مع المنظمات والهیئات على المستویین المحلى والدولی، وفقاً لما یلی:

أ- تفعیل جهود المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام على ضوء نماذج الشراکة المحلیة:

       تتمثل الشراکة المحلیة مع المؤسسات الجامعیة فى الجهود التی تؤدیها المؤسسات الرسمیة وغیر الرسمیة فى المجتمع لنشر ثقافة السلام، والتأکید على حقوق الإنسان، أو المرأة، أو المعاقین وغیرها. وتتمثل نماذج الشراکة المحلیة فیما یلی:

1- تعزیز ثقافة السلام فی التعلیم الرسمی (المدرسی):

حیث یمکن فى إطار شراکة المؤسسات الجامعیة مع مدارس التعلیم العام المحیطة بها العمل على تعزیز ثقافة السلام، عن طریق ما یلی :

  • تقدیم دورات تدریبیة للمعلمین ومدراء المدارس، على المضامین وطرق التدریس والمهارات اللازمة لتعزیز ثقافة السلام واللاعنف.
  • إنتاج ونشر المواد التعلیمیة والکتب المدرسیة عن ثقافة السلام وحقوق الإنسان.
  • تعزیز المشاریع الرائدة للمحافظة على البیئة، وحل مشکلات التلوث بمختلف أنواعه.
  • وضع طرق التسویة السلمیة للمنازعات والعنف فی السیاقات التعلیمیة المختلفة.
  • طرح برامج تعزیز الدور الفعال للأسرة والمجتمع المحلی فی إطار تعاونی لتحدید معنى ثقافة السلام وکیفیة تعزیزها فی السیاق المحلی.
  • تعزیز ثقافة السلام عن طریق الإشراف على الأنشطة المدرسیة المختلفة کالألعاب الریاضیة والمناظرات والندوات والمسارح وتعزیز دور البرلمان المدرسی والفنون... وغیرها، إلى جانب إمکانیة استخدام ملاعب کلیات الجامعة للتدریب البدنی والریاضی للشباب من أبناء المجتمع.

2-  تفعیل دور وسائل الإعلام فی تعزیز ثقافة السلام:

حیث یمکن عن طریق الشراکة بین المؤسسات الجامعیة والمؤسسات الإعلامیة العمل على ما یلی:

  • التنسیق مع وسائل الإعلام بقطاعاتها المختلفة لحفز اهتمامها بالمؤسسات الجامعیة ونشر الثقافة المدنیة وعرض التجارب الناجحة بشکل دوری منتظم، وتوجیه اهتمام الرأی العام بشأن تحقیق استقرار المجتمع واحترام حقوق أبنائه ودور الجامعات فی تحقیق ذلک، علاوة على دورها فى معالجة القضایا التی تمس الاهتمام المباشر للشباب.
  • تقدیم برامج تدریبیة لتعلیم الشباب کیفیة التمییز بین منتجات وسائط الإعلام وتقییمها.
  • تقنین وسائط الإعلام من أجل القضاء على التعصب والعنف المفرط والإساءة والاستغلال.
  • التغطیة الإعلامیة الجادة للزیارات المیدانیة وقوافل التوعیة التی یقوم بها أعضاء هیئة التدریس والطلبة؛ لنشر الوعی الثقافی والصحی والبیئی بین أبناء المجتمع المحلی.
  • دعوة المؤسسات الحکومیة والأهلیة المعنیة بالشباب، إلى وضع خطة وطنیة للارتقاء بثقافة السلام، وتشجیع مشارکات الشباب وإسهامهم فی إرساء ثقافة السلام فی المجتمع.

 

3- تعزیز دور الجمعیات الأهلیة والمؤسسات النقابیة فى نشر ثقافة السلام:

     للمجتمع المدنی وظائف کثیرة فهو أداة لتحقیق النظام والانضباط فی المجتمع وأیضا لتحقیق الدیمقراطیة والتنشئة الاجتماعیة والسیاسیة، والوفاء بالحاجات وحمایة الحقوق، والتوسط بین الحکام والجماهیر، والتعبیر والمشارکة الفردیة والجماعیة، وتوفیر الخدمات ومساعدة المحتاجین وتحقیق التکافل الاجتماعی، ویستطیع المجتمع المدنی أن یؤدى دورا کبیراً فی التأسیس لثقافة السلام فی المجتمع فى ضوء الشراکة مع المؤسسات الجامعیة، وذلک بالعمل على ما یلی:

  • احترام تنوع مؤسسات المجتمع والتفاعل فیما بینها لتبادل المعارف والخبرات وتعزیز روح التضامن لتوجیه الجهود نحو نشر ثقافة السلام وبناء المجتمع وتنمیة البیئة.
  • وضع الآلیات اللازمة لإشراک مؤسسات المجتمع المدنی فی عملیة صنع القرار وتطویر التعاون بینها وبین المؤسسات الجامعیة.
  • عقد کلیات الجامعة مؤتمرات بالاشتراک مع مؤسسات المجتمع المدنی لحل مشکلات البیئة المحیطة ونشر الوعی البیئی والتنموی فیها.
  • تعزیز مشارکة النساء فی مواقع القیادة والمشارکة فی صنع القرار اتساقاً مع دعوتها للنهوض بحقوق المرأة وإزالة کافة أشکال التمییز ضدها.
  • التنسیق مع نقابات المهن المختلفة، لتقییم ما تم تنفیذه من العقد الدولی لثقافة السلام واللاعنف من أجل الأطفال، على المستوى القومی، وبالتالی وضع خطة عمل قومیة لتعزیز ثقافة السلام ونشر مفاهیمها.
  • التعاون مع مؤسسات التدریب المهنی, الجمعیات الخیریة، دور المکتبات المختلفة، ومؤسسات الثقافة العمالیة؛ من أجل تدعیم مسیرة السلام ونشر ثقافته.
  •  مشارکة کلیات الجامعة فی أنشطة ومهرجانات المجتمع المحلى، مثل: مهرجان القراءة للجمیع، والأعیاد القومیة المختلفة.

4- تعزیز دور المؤسسات الدینیة ودور العبادة فى نشر ثقافة السلام:

     للمؤسسات الدینیة ودور العبادة دور کبیر فی دعم برامج ثقافة السلام ویعتبر الإسلام والمسیحیة رائدان فی هذا المجال، حیث یمکن للمؤسسات الجامعیة الإفادة من العلماء والواعظین بالمؤسسات الدینیة المختلفة فى نشر قیم السلام بین الطلاب عن طریق:

  • توجیه المنابر الدینیة لدفع برامج السلام، وتکوین شبکة اتصال بین علماء الدین والعلماء الباحثین فی مجال السلام والناشطین فی مجال حقوق الإنسان، وإدارة المؤسسات الجامعیة.
  • توظیف وسائل الإعلام الدینی من أحادیث ولقاءات وکتیبات ونشرات داخل المؤسسات الجامعیة وخارجها للاهتمام بثقافة السلام ونشر مفاهیمها وقیمها، وما یترتب على ذلک من أنماط الحیاة الاجتماعیة والأنساق القیمیة.
  • إقامة مؤتمرات وندوات تثقیفیة یحضرها کبار رجال الدین والمفکرین، حیث یسهم ذلک فی صیاغة نظام مجتمعی متجانس وتوجیهه الوجهة التنمویة الفاعلة والارتقاء بالمستوى الفکری للمجتمع، بما یجسد مظاهر حداثته وهویته الحضاریة.

ب- تفعیل جهود المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام على ضوء نماذج الشراکة الدولیة:

    لا تقتصر الشراکة على المنظمات المحلیة فحسب، بل إنها قد تتسع لتشمل عدیداً من المنظمات الدولیة التی تهتم بالسلام ونشر ثقافته، وفى مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم (الیونسکو) وغیرها من الهیئات والمنظمات التی تهتم باستقرار الإنسان واحترام حقوقه فى جمیع أنحاء العالم، ویمکن أن تسهم شراکة الجامعات مع المنظمات والهیئات الدولیة فى تفعیل أدوار المؤسسات الجامعیة فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی وذلک کما یلی:

  • أن تعمل الجامعات فی تعاون وثیق مع الهیئات القائمة بنشر ثقافة السلام کل فی بلده .
  • مشارکة المجلس الأعلى للجامعات للمؤتمرات وورش العمل الخاصة بالسلام ونشر ثقافته التی تعقدها منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة العلوم، من خلال ممثلین عن الجامعات المصریة.
  • إبرام عقود شراکة بین مکتب الیونسکو والجامعات لنشر مطبوعات الیونسکو فى کلیات الجامعات المختلفة.
  • مد جسور التعاون بین الجامعات والمؤسسات التی تعنى بموضوع السلام ونشر ثقافته والاستفادة من تجاربها ومبادراتها ومناهجها وأسالیب العمل فیها.
  • بناء قاعدة بیانات بالمؤسسات الجامعیة قائمة بأسماء متخصصین وخبراء ذوی کفاءات عالیة فی مختلف التخصصات، قادرون على تقدیم استشارات متنوعة فى نشر ثقافة السلام والاستقرار ونبذ العنف والتنمیة المجتمعیة المستدامة فى کافة قطاعات المجتمع الاقتصادیة والاجتماعیة والتنمویة والتقنیة .... وغیرها.

الصیغة الثالثة: إنشاء مرکز لدراسات وبحوث السلام على مستوى کل جامعة:

     تنطلق فکرة مرکز دراسات السلام على المستوى الجامعی من السعی إلى إیجاد علاقات أکادیمیة مع الجامعات والمراکز البحثیة المعنیة بالسلام ودراساته وأسالیب نشر ثقافته وفى مقدمة ذلک جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة، للاستفادة من إمکاناتها وخبراتها فی تنفیذ بحوث ودراسات السلام على المستوى القومی.

ویقترح أن یتبع مرکز دراسات السلام قطاع الدراسات العلیا والبحوث بالجامعة على أن یکون من أعضاء مجلس إدارته أحد قیادات قطاع خدمة المجتمع وتنمیة البیئة بالجامعة، ویمکن تحدید دور المرکز فیما یلی:

  •   فتح قنوات اتصال بین الجامعات المصریة ومراکز الأبحاث والدراسات محلیا وعالمیا، للإفادة منها فى إدخال أبحاث السلام فی برامجها الأکادیمیة وأبحاثها المعمقة.
  • تخصیص مجال من مجالات الخطة البحثیة على المستوى الجامعی لدراسات وبحوث السلام، وتکثیف الدراسات التحلیلیة والمقارنة بین المجتمعات العربیة والأجنبیة؛ لتحقیق التقارب الفکری والثقافی بین تلک المجتمعات.
  •    دعم الجامعة وقناعة قیادتها بأهمیة دورها فی خدمة المجتمع عامة، ونشر ثقافة السلام خاصة.
  • الاستفادة ممن لهم تجارب ناجحة فی مجال نشر ثقافة السلام سواء خبراء من الداخل أو الخارج؛ فی تصمیم واستحداث برامج أو أسالیب لنشر ثقافة السلام والتبادل الثقافی والمعرفی بین الحضارات.
  •   توجیه البحوث التی یقوم بها أعضاء هیئة التدریس نحو مشکلات المجتمع وقضایاه؛  بحیث تتضمن البحوث التی یقوم بها أعضاء هیئة التدریس بحوثاً تطبیقیة Applied Researchesموجهة لخدمة المجتمع، أو معنیة بتقدیم حلول لمشکلاته Action Research .
  •  التواصل مع الأقسام العلمیة بکلیات الجامعة بتنظیم المؤتمرات والندوات وورش العمل والحلقات النقاشیة، التی تدور حول قضایا السلام وأسالیب نشر ثقافته بین الشباب فى أطر بحثیة کدراسات فردیة أو جماعیة من أعضاء هیئة التدریس أو من خلال مشروعات شباب الباحثین.
  • فتح المجال فی الدراسات العلیا لمستوى الماجستیر والدکتوراه فی مجال ثقافة السلام، وذلک بإعداد بحوث عن منظومة ومنهجیة ثقافة السلام وعلاقتها بالاتجاهات المعاصرة مثل فض النزاع، درء الکوارث، نزع السلاح، الاتصال ونظریات الثقافة، العلوم السیاسیة والإستراتیجیة والأمنیة الدولیة.

 

المراجع

1-   إبراهیم عصمت مطاوع، التنمیة البشریة بالتعلیم والتعلم فی الوطن العربی، دار الفکر العربی، القاهرة، 2002، ص86.

2-     Brock-Utne, B., "Peace education in the era of globalization", Peace Review, Vol.12, No.1, 2000, p.131.

3-          علی إسماعیل وآخران، "تطویر وتحدیث خطط وبرامج التعلیم العالی لمواکبة حاجات المجتمع"، المؤتمرالثانیعشرللوزراءالمسئولینعنالتعلیمالعالیوالبحثالعلمیفیالوطن العربی، بعنوان: المواءمةبینمخرجاتالتعلیمالعالیوحاجاتالمجتمعفیالوطنالعربی، بیروت، فی الفترة من 6-10 دیسمبر 2009، ص221.

4-          احمد یوسف احمد، " مستقبل ثقافة السلام فى ظل المتغیرات الراهنة"، المؤتمر العربی الأوروبی للحوار بین الثقافات، بعنوان: الحوار الثقافی العربی الأوروبی متطلباته وآفاقه، 12-13یولیو، تونس، 2012، ص177.

5-        United Nations, Global Strategies on Youth, United Nations World Program of Action for youth to the Year 2000 and Beyond; United Nations Guidelines for Further Planning and Suitable Follow-up in the Field of Youth; United Nations Declaration on the Promotion among Youth of the Ideals of Peace, Mutual Respect and Understanding Between Peoples, March 2000, p.88.

6-      مؤسسة ثقافة السلام بالتعاون مع مکتبة الإسکندریة، تقریر عن ثقافة السلام فى العالم: تقریر المجتمع المدنی فى منتصف عقد ثقافة السلام، مقدم إلى المعهد الدولی من أجل السلام، منتدى الإصلاح العربی، مکتبة الإسکندریة،2006، ص32.

7-          وزارة التربیة والتعلیم، الإدارة العامة للمعلومات، الکتاب الإحصائی السنوی، القاهرة، 2013، ص56.

8-     أحمد أبو ملحم، أزمة التعلیم العالی، وجهة نظر تتجاوز حدود الأقطار، دار الفکر، بیروت، لبنان،1999، ص76.

9-         محمد عبد الحمید لاشین ومروة عزت عبد الجواد، آلیات تضمین ثقافة التربیة من أجل السلام بالتعلیم الجامعی فى ضوء متطلبات التربیة الدولیة، مجلة کلیة التربیة جامعة بنها، العد 92، المجلد 23، بنها، مصر، 2012، ص27.

کما یرجى الرجوع إلى:

  • على لیلة، "التحولات الاجتماعیة والتعلیم العالی فى مصر طبیعة العلاقة المتبادلة"، المؤتمر السنوی الثامن عشر للبحوث السیاسیة، التعلیم العالی فى مصر: خریطة الواقع واستشراف المستقبل، المنعقد بمرکز البحوث والدراسات السیاسیة، کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة، جامعة القاهرة، مایو، 2004، ص137.
  • إبراهیم عبد الرافع السمدونی وسهام یس أحمد، "تفعیل دور عضو هیئة التدریس بالجامعات المصریة فی مجال خدمة المجتمع"، مجلة کلیة التربیة بالأزهر، العدد (127)، جامعة الأزهر، أکتوبر 2005، ص91.
  • عبد الرؤف محمد بدوى، "الجامعة وإشکالیة قبول الآخر"، المؤتمر العلمی الحادی عشر لکلیة لتربیة بطنطا جامعة طنطا، بعنوان: التربیة وحقوق الإنسان، مایو 2007، ص68.
    • المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة (الایسیسکو)، استراتیجیة تطویر التعلیم الجامعی فی العالم الإسلامی، اتحاد جامعات العالم الإسلامی، المملکة المغربیة ، 2009، ص97.
    • البنک الدولی، مراجعة لسیاسات التعلیم الوطنیة: التعلیم العالی فی مصر، وزارة التعلیم العالی، القاهرة، 2010، ص154.
    • وزارة التعلیم العالی بمصر، دراسة استشرافیة للتعلیم فی مصر بعد ثورة 25 ینایر2011 فی إطار رؤیة استراتیجیة للهیکل والمحتوى والمنهج للتعلیم العالی، الإدارة العامة للبحوث الثقافیة بوزارة التعلیم العالی المصریة، القاهرة،2012، ص52 .
    • على السید الشخیبى وصفیة حمدى، " ظاهرة العنف الطلابی فى الجامعات المصریة: رؤیة واقعیة"، مجلة دراسات فى التعلیم الجامعی، العدد 34، 2016، ص526.

10-      حسن شحاتة، البحوث العلمیة والتربویة بین النظریة والتطبیق، مکتبة الدار العربیة للکتاب، القاهرة، 2001م، ص143.

11-       United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization, Learning the Way of Peace: A Teachers’ Guide to Peace Education, New Delhi, 2001, pp.

12-       Page, James Smith, "Peace education". International Encyclopedia of Education, 3rd Edition. (In Press), London, 2010, p.46.

13-      عبد الرؤف محمد بدوى، مرجع سابق.

14-       Koïchiro Matsuura, The Forces of globalization: Changing The Nature And Function of Higher Education, International Conference ; Pathways Towards a Shared Future: Changing Roles of higher education in a Globalized world, 29-30 August 2007 Tokyo, Japan, Published by the United Nations& Educational, Scientific and Cultural Organization, 2008.

15-      وفاء یسرى إبراهیم، "مؤشرات تخطیطیة لدهم مساهمة المرأة فى نشر ثقافة السلام"، المؤتمر العلمی الدولی الثالث والعشرین للخدمة الاجتماعیة، بعنوان: انعکاسات الأزمة المالیة العالمیة على سیاسات الرعایة الاجتماعیة، القاهرة، مایو 2010.

16-      محمد إبراهیم الصانع، "دور الأستاذ الجامعی فى تعمیق وتعمیم مفاهیم وثقافة السلم والتفاهم الدولی"، المؤتمر العلمی الرابع لکلیة العلوم التربویة بجامعة جرش، بعنوان: التربیة والمجتمع: الحاضر والمستقبل، الأردن، نوفمبر 2011.

17-      محمد عبد الحمید لاشین ومروة عزت عبد الجواد، مرجع سابق.

18-        Alimba, N. Chinyere,  "Peace education, transformation of higher education and youths empowerment for peace in Africa",  International Journal of Scientific& Technology Research, Vol. 2, Issue 12, December 2013.

19-      انى تیرنر جونسون، "دور الجامعات فى إرساء أسس السلام: رؤى حول الصراعات وعملیة التنمیة فى کینیا"، مجلة مستقبلیات، العدد 3، المجلد 43، مرکز مطبوعات الیونسکو، القاهرة ، 2013.

20-      نسرین محمد عبد العزیز، "دور الدراما المصریة فى الفضائیات العربیة فى نشر ثقافة السلام لدى طلاب الجامعات"، مجلة بحوث العلاقات العامة بالشرق الأوسط، الجمعیة المصریة للعلاقات العامة، العدد 2، القاهرة، 2014.

21-      محمد سید عباس، "إسهام الجماعات الافتراضیة فى نشر ثقافة السلام بین الشباب الجامعی"، مجلة دراسات فى الخدمة الاجتماعیة والعلوم الإنسانیة، العدد 38، القاهرة، 2015.

22-        Romina Ifeoma Asiyai,"Strategies towards Effective Management of higher education for building a culture of peace in Nigeria", International Journal of Higher Education, Vol. 4, No. 2, 2015.

23-      محمود حسن اسماعیل، "مضامین ثقافة السلام بموقع الیوتیوب"، مجلة دراسات الطفولة، العدد 71، المجلد 19، کلیة الإعلام جامعة القاهرة، القاهرة، 2016.

24-        Igbal Ahmed& et. al.,"The role of peace education in restoration of community confidence in the wake of terrorism wave", Research Journal of Recent Sciences, Vol. 3, No.2, 2017.

25-        BoHarry Juwe &et.al., Building a Culture of Peace for The Present and Future Generations, the booklet is dedicated to the United Nations and UNESCO in their untiring quest for world peace and security, 2008, p.71.

26-      محمد صدیق محمد حسن، " ثقافة السلام: المفهوم الرکائز المنطلقات"، مجلة التربیة القطریة، العدد 139، السنة 30، قطر، 2001، ص55.

27-      محمد وجیه الصاوی، "مفاهیم السلام البیئی بین التربیة والثقافة"، المؤتمر العلمی الثانی لکلیة التربیة جامعة قناة السویس، بعنوان: التربیة والسلام البیئی، 25-26ابریل 2007، ص19.

28-        Alison Milofsky& et.al., Peace building toolkit for educators: high school lessons, United States Institute of Peace, Washington, DC, USA, 2012, p.66.

29-      محمد صدیق محمد حسن، مرجع سابق، ص ص61-62.

30-      سلمان على سلمان، "المرتکزات الأساسیة لثقافة السلام"، مجلة دراسات تربویة، العدد3، المجلد2، السودان، 2001، ص ص103-105.

31-        Loreta Navarro- Castro& Jasmine Nario Galace , Peace education; A pathway to a culture of peace, 2nd edition, Center of peace education , Miriam college ,Philippines, 2010, p.114.

32-      فیدیریکو مایور ودیفید ادم، " ثقافة السلام: برنامج عمل"، مجلة مستقبلیات، العدد3 ، المجلد30، مرکز مطبوعات الیونسکو، القاهرة ، 2000، ص128.

33-      عاطف عدلى العدل، "من وقائع وتقاریر الأمم المتحدة ومنظماتها: العقد الدولی لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم 2001"، مجلة الطفولة والتنمیة، العدد8، المجلد2، القاهرة، 2002، ص25.

34-        Federico Mayor, The development of Culture of Peace and Non-Violence (1988-2010), ReportPresident of the Foundation for a Culture of Peace at the end of the United Nations International Decade on a Culture of Peace and Non-Violence for the Children of the World (2001-2010) Barcelona by S.A 2nd edition, October 2011, p.33.

35-        Ibid, p.34.

36-       الجمعیة العامة للام المتحدة، قرار بشأن العقد الدولی لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001– 2010)، الدورة الثالثة والخمسین( 53/ 25)، 1998، ص67.

37-        UNESCO ; Bureau for Strategic, "Planning Intersectoral Platform for a Culture of Peace and Non-Violence", UNESCO’s Programme of Action; Culture of Peace and Non-Violence; A vision in action, Published by UNESCO, Paris, France, 2013, pp.59-62.

38-        Federico Mayor, op.cit., pp.39-41.

39-      عاطف عدلی العدل، مرجع سابق، ص ص29-30.

40- البنک الدولی، مساهمة التعلیم العالی فی التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة: تقریر بناء مجتمعات المعرفة- التحدیات الجدیدة التی تواجه التعلیم العالی، 2003، ص65.

41- Carl Lindberg, " Higher Education and Human and Social Development", International Conference; Pathways Towards a Shared Future: Changing Roles of higher education in a Globalized world, 29-30 August 2007 Tokyo, Japan, Published by the United Nations& Educational, Scientific and Cultural Organization, 2008, p.132.

کما یرجى الرجوع إلى:

  • انى تیرنر جونسون، مرجع سابق، ص17.
  • علی إسماعیل وآخران، مرجع سابق، ص241.

42-      Hiroyuki Yoshikawa, "Higher Education, Innovation And Entrepreneurship Education for Sustainable Development; The Role of Higher Education Institutions", International Conference ; Pathways Towards a Shared Future: Changing Roles of higher education in a Globalized world, 29-30 August 2007 Tokyo, Japan, Published by the United Nations& Educational, Scientific and Cultural Organization, 2008, p.164.

43- رشدی أحمد طعیمة ومحمد بن سلیمان البندری، التعلیم الجامعی بین رصد الواقع ورؤى التطویر،  دار الفکر العربی، القاهرة، 2004، ص1.4.

44-     جمهوریة مصر العربیة، قانون تنظیم الجامعات رقم (49) لسنة 1972 ولائحته التنفیذیة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة ، القاهرة، 1996، المادة رقم (1).

45-    على السلمی، "آلیات تطویر التعلیم العالی فی الوطن العربی من أجل المستقبل"، مؤتمر العلوم والتکنولوجیا فی الوطن العربی: الواقع والطموح،  مؤسسة عبد الحمید شومان، عمان،2002، ص66.

46-  Romina Ifeoma Asiyai, op.cit., p.130.

47-    عزت رفاعی حنفی وإیمان محمد عارف،"واجبات عضو هیئة التدریس نحو التدریس والبحث العلمی وخدمة المجتمع والضمانات اللازمة لأدائها"، مجلة التربیة والتنمیة، العدد 10، السنة 4، 1996، ص58.

48-     نادیة حسن السید علی، " تقییم أداء الأستاذ الجامعی فی ضوء معاییر الجودة"، مجلة دراسات فی التعلیم الجامعی، مرکز تطویر التعلیم الجامعی، جامعة عین شمس، العدد الثامن، أبریل، 2005، ص ص 115-118.

49-       خالد حسن العبرى، التواصل بین الأستاذ والطالب وتأثیره الاجتماعی، من منشورات المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، القاهرة، 2008، ص241.

کما یرجى الرجوع إلى:

  • مصطفى عبد الله إبراهیم، "نشر ثقافة حقوق الإنسان وواجباته وتعلیمها فى برامج إعداد المعلم"، مجلة القراءة والمعرفة، العدد 122، القاهرة، 2011، ص198.
  • محمد إبراهیم الصانع، "مرجع سابق، ص1054.
    • May Christine Amamio, The Role of Peace Education in Preventing Conflict, Third Committee on Humanitarian Cultural and Social Issues, Malaysia, 2014, p.16.

50-      المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم، خطة تطویر التعلیم فی الوطن العربی: التربیة والتعلیم العالی والبحث العلمی، تونس ، 2008، ص 69.

51-    Yoriko Kawaguchi, "Higher Education (and Research) And Sustainable Development", International Conference ; Pathways Towards a Shared Future: Changing Roles of higher education in a Globalized world, 29-30 August 2007 Tokyo, Japan, Published by the United Nations& Educational, Scientific and Cultural Organization, 2008, pp.198-199.

کما یرجى الرجوع إلى:

  • منظمة الأمم المتحدة للتربیة والثقافة والعلوم (الیونسکو)، التعلیم العالی فی القرن الحادی والعشرین- الرؤیة والعمل، مرکز مطبوعات الیونسکو، القاهرة ،1998، ص89.
    • Olaleye, Florence Oluremi," The role of higher education in developing a culture of peace in Nigeria", International Journal of Humanities Social Sciences and Education ,Vol.1, Issue No.11, November 2014, p. 63.

52- على أسعد وطفة، التربیة على السلام بأبعاد کونیة، مجلة الطفولة العربیة، العدد 45، المجلد 12، الکویت، 2010، ص112.

53- اللجنة الوطنیة الکویتیة للعلوم والثقافة، استراتیجیات للإسهام فى توطید السلام: تشجیع التربیة من أجل السلام وحقوق الإنسان والدیمقراطیة والتسامح والتفاهم الدولی، مجلة التربیة بالکویت، العدد1، الکویت، 2010، ص206 .

کما یرجى الرجوع إلى:

  • Johnson, D. W. & Johnson, R. I.," Peace education for consensual peace: the essential role of conflict resolution. Journal of Peace Education", Vol. 3, No.2, 2005,pp. 147-148.
  • خالد محمد الشنیبر،" السلام فى الإسلام: المفاهیم النظریة والتطبیقات الاجتماعیة"، حولیة مرکز البحوث والدراسات، کلیة دار العلوم جامعة القاهرة، العدد16، المجلد 6، القاهرة، 2010، ص162.

54-   شیلا تراهیر، تدویل المناهج الدراسیة، المفاهیم وممارسة العمل. مشروع تمباس، المفوضیة الأوربیة،2013، ص91.

کما یرجى الرجوع إلى:

  • Harris, I. , "Peace Education Theory". Journal of Peace Education, Vol. 1, No.1, 2004, pp.15-17.

 

 

 



 (*) مدرس أصول التربیة بکلیة التربیة، جامعة قناة السویس.