انعکاس الخطاب القيمي على تعزيز المواطنة فى مسرح الطفل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تعتبر المواطنة إحدى الموضوعات الهامة التى تمسَّ المجتمع بشکل مباشر، وتؤثر فى مسيرة تقدمه ورقيه، لذا، فنحن فى أمسَّ الحاجة إلى تعزيز المواطنة فى نفوس الأطفال لإکسابهم العديد قيمها، فغياب قيم المواطنة يجعل الأطفال لا مبالين بمشکلات المجتمع وقضاياه، مما يؤثر سلبًا على المجتمع، ويجعله مجتمعًا هشًا سهل الانقياد والتفکک.
وتسعى الدراسة إلى الإجابة على التساؤل الرئيسي: ما مدى انعکاس الخطاب القيمي على تعزيز المواطنة فى مسرح الطفل، وذلک من خلال الإجابة على الأسئلة الفرعية الآتية:-
-       ما دور الخطاب القيمي فى نصوص مسرح الطفل کأحد آليات تعزيز المواطنة؟
-       ما قيم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل؟
النتائج:
-       يزخر الخطاب القيمي فى مسرحيات الأطفال على قيم متنوعة، کالقيم التربوية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والجمالية، ونجحت بعض العروض فى عکس قيم المواطنة، ومن أبرز تلک القيم: الانتماء للوطن، والتضحية، والمشارکة المجتمعية.
-       احتلت مجموعة من قيم المواطنة أعلى النسق القيمي فى عروض مسرح الطفل مثل قيم: الانتماء الوطني، والتضامن، والعدل، واحترام الأخر، بينما ظهرت مجموعة أخرى من قيم المواطنة بشکل محدود مثل قيمتي: الديمقراطية، والحرية.
-       انعکست قيمتي التضامن والانتماء الوطني بوضوح فى عروض مسرح الطفل، فکانتا من أکثر قيم المواطنة تعزيزًا فى مسرحيات الأطفال، بينما لم تتجل بعض قيم المواطنة فى بعض العروض الأخرى، حيث اهتم کُتاب مسرح الطفل بطرح القيم التربوية، ولم تتبلور قيم المواطنة بشکل أکثر وضوحًا.
جاءت معظم المسرحيات محملة بأغاني تحمل الطابع الوطني، وتحث الأطفال على العديد من قيم المواطنة

الكلمات الرئيسية


انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل

أ.م.د. أحمد نبیل أحمد

أستاذ الفنون المسرحیة المساعد

کلیة التربیة النوعیة - جامعة عین شمس

التخصص العام: إعلام تربوی                  التخصص الدقیق: فنون مسرحیة

الملخص:

تعتبر المواطنة إحدى الموضوعات الهامة التى تمسَّ المجتمع بشکل مباشر، وتؤثر فى مسیرة تقدمه ورقیه، لذا، فنحن فى أمسَّ الحاجة إلى تعزیز المواطنة فى نفوس الأطفال لإکسابهم العدید قیمها، فغیاب قیم المواطنة یجعل الأطفال لا مبالین بمشکلات المجتمع وقضایاه، مما یؤثر سلبًا على المجتمع، ویجعله مجتمعًا هشًا سهل الانقیاد والتفکک.

وتسعى الدراسة إلى الإجابة على التساؤل الرئیسی: ما مدى انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل، وذلک من خلال الإجابة على الأسئلة الفرعیة الآتیة:-

-       ما دور الخطاب القیمی فى نصوص مسرح الطفل کأحد آلیات تعزیز المواطنة؟

-       ما قیم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل؟

النتائج:

-       یزخر الخطاب القیمی فى مسرحیات الأطفال على قیم متنوعة، کالقیم التربویة، والسیاسیة، والاجتماعیة، والاقتصادیة، والجمالیة، ونجحت بعض العروض فى عکس قیم المواطنة، ومن أبرز تلک القیم: الانتماء للوطن، والتضحیة، والمشارکة المجتمعیة.

-       احتلت مجموعة من قیم المواطنة أعلى النسق القیمی فى عروض مسرح الطفل مثل قیم: الانتماء الوطنی، والتضامن، والعدل، واحترام الأخر، بینما ظهرت مجموعة أخرى من قیم المواطنة بشکل محدود مثل قیمتی: الدیمقراطیة، والحریة.

-       انعکست قیمتی التضامن والانتماء الوطنی بوضوح فى عروض مسرح الطفل، فکانتا من أکثر قیم المواطنة تعزیزًا فى مسرحیات الأطفال، بینما لم تتجل بعض قیم المواطنة فى بعض العروض الأخرى، حیث اهتم کُتاب مسرح الطفل بطرح القیم التربویة، ولم تتبلور قیم المواطنة بشکل أکثر وضوحًا.

-       جاءت معظم المسرحیات محملة بأغانی تحمل الطابع الوطنی، وتحث الأطفال على العدید من قیم المواطنة.


The Reflection of value discourse on citizenship promotion in Child Theater

Dr. Ahmad Nabil Ahmad

Assistant professor of theatrical arts, Faculty of Specific Education

Ain Shams University

General Specialty: Media Education

Specific Specialty: Arts Theatre

Abstract:

Citizenship is one of the most important issues that’s directly affecting the society and affects its progress. Therefore, we are in dire need to promote citizenship in the hearts of children to give them many values. The absence of values citizenship values makes children indifferent to the society’s problems and issues, making it a fragile society easy to break.
      The study seeks to answer the main question: What is the extent to which the value discourse reflects the promotion of citizenship in the child's theater by answering the following sub-questions:
-         What is the role of the value discourse in the texts of the children's theater as one of the mechanisms of promoting citizenship?
-         What are the values ​​of citizenship in the texts of children's theater?

Results:

-         Value discourse in children's plays is rich in various values, such as educational, political, social, economic and aesthetic values. Some of the plays have succeeded in showing the values ​​of citizenship. The most prominent values ​​are: belonging to the homeland, sacrifice and community participation.
-         A number of values ​​of citizenship occupied the highest appearance ​​in the children's theater, such as values ​​of national belonging, solidarity, justice and respect others, while another set of values ​​of citizenship was limited, such as democracy and freedom.
-         The values ​​of solidarity and national affiliation were clearly reflected in the children's theater performances. They were among the most important values ​​of citizenship in children's plays, while some of the values ​​of citizenship were not reflected in some other performances. the children's theater writers were concerned with the introduction of educational values, and did not show the values of citizenship more clearly.
-         Most of the plays were filled with songs of national character, and encourage children are to have many values ​​of citizenship.

Keywords:

الخطاب القیمى

Value Discourse.

المواطنة

Citizenship.

مسرح الطفل

Child Theater.

 


انعکاس الخطاب القیمى على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل

د. أحمد نبیل أحمد

أستاذ الفنون المسرحیة المساعد

کلیة التربیة النوعیة - جامعة عین شمس

مقدمـة:

تهتم الأمم بأطفالها باعتبارهم مصدر ثروتها الحقیقیة، وضمانًا لأمنها القومی، واستثمارًا للمستقبل، فالاهتمام برعایة الطفل وتنشئته وتوفیر حاجاته أمر حیوى تتحدد على ضوئه معالم مستقبل الأمة، وقوتها فى تنفیذ خططها المستقبلیة، مما یستدعى الانتباه إلى تنشئة الأطفال على قیم وتقالید المجتمع حتى ننشئ مواطنًا صالحًا، یؤمن بوطنه، ویفدیه بروحه، ویبذل کل الجهد للرقی به، ویکون قادرًا على الوعی بالقضایا الشائکة التى تتعرض لها أمته فى وقتنا الراهن.

وتُعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التى یکتسب فیها الأطفال قیم المجتمع الذى یعیشون فیه، لذا تسعى کافة المؤسسات إلى تعزیزها وتدعیمها فى نفوس الأطفال لتنشئتهم تنشئة سویة، فتنشئة الأطفال لیست مسئولیة الأسرة وحدها بل هى مسئولیة المجتمع بکل مؤسساته التربویة والثقافیة، والتى یجب أن تقوم بدورها فى حمایة الأطفال مما یتعرضون له من خلال القنوات الفضائیة، أو الوسائط الإعلامیة الحدیثة التى أصبحت فى متناول أیدیهم، والتى تقدم –أحیانًا- مضمونًا لا یتناسب مع قیم وثقافة المجتمع.

وقد حظی موضوع "المواطنة" بأهمیة کبیرة -فى الفترة الأخیرة من القرن الحالی- خاصة بعد ثورات الربیع العربی، وما ترتب علیها من حدوث تغیرات وتحدیات جمة تواجه مجتمعنا العربی کظهور تیارات متشددة وأخرى إرهابیة، بالإضافة إلى التحدیات الجمة التى تتداعى فى ظل الثورة المعلوماتیة التى یشهدها العالم، والثقافات المتعددة التى تغزو ثقافتنا العربیة.

فالمواطنة إحدى الموضوعات الهامة التى تمسُّ المجتمع بشکل مباشر، وتؤثر فى مسیرة تقدمه ورقیه، مما جعلها أساسًا لاهتمام العدید من مؤسسات الدولة، وتتجلى أهمیة إکساب الأطفال قیم المواطنة ضرورة بالغة، فمن خلالها ننشئ جیلاً قادرًا على الحفاظ على المجتمع، ومؤهلاً لمواجهة الفکر المتطرف الذى یهدد بناء وتماسک الدولة.

لذا فنحن فى أمسِّ الحاجة إلى تعزیز المواطنة فى نفوس الأطفال لإکسابهم العدید من قیمها کالانتماء، والحریة، والتضحیة بالذات، والعمل على بناء المجتمع وتطوره، فغیاب قیم المواطنة فى نفوس الأطفال یجعلهم غیر مبالین بمشکلات المجتمع وقضایاه، وغیر مؤمنین بأهمیة الحفاظ على المجتمع، مما یؤثر سلبًا علیه، ویجعله مجتمعًا هشًا سهل الانقیاد والتفکک، ویزید من فجوة التعصب بین فئاته المختلفة، ویقلل من التلاحم بینها، ویُسهل على العابثین سبل العبث بمقدراته، وإثارة الفتن والصراعات بین طوائفه المختلفة.

ویجب أن تتضافر کافة جهود جمیع أجهزة الدولة فى غرس قیم المواطنة فى نفوس الأطفال متخذة کافة السبل والآلیات لتحقیق أغراضها، ولا یمکن أن نتجاهل دور مسرح الطفل کأحد المؤسسات الثقافیة والتربویة التى یمکن أن تقوم بدورها فى تربیة وتثقیف وتعلیم الطفل، وغرس مفهوم ومبادئ وقیم المواطنة فى وجدانه ونفسه.

ویمکن أن یلعب الخطاب القیمی المقدم فى مسرح الطفل دورًا بالغ الأهمیة فى تعزیز المواطنة فى نفوس الأطفال من خلال ما یطرحه من قیم تربویة، واجتماعیة، وسیاسیة، وثقافیة، فلا یمکن أن نتجاهل الدور الرئیسی لمسرح الطفل فى المساهمة –بفاعلیة- فى تنشئة الأطفال اجتماعیًا وسیاسیًا وثقافیًا بجانب دوره الترفیهی.

وتسعى الدراسة إلى الوقوف على الدور الذى یمکن أن یؤدیه الخطاب القیمی المتنوع فى مسرح الطفل فى تعزیز مفهوم وقیم المواطنة، وذلک من أجل خلق طفل متوازن ومتکیف مع النسق الاجتماعی للمجتمع، وقادر على المساهمة فى تطور وبناء المجتمع مستقبلاً، ومؤمنًا بالتضحیة والفداء من أجله.

الدراسات السابقة:

رکزت معظم الدراسات على تناول المواطنة من منظور تربوی، فجاءت دراسة(1) خالد، ولاء احمد حسن (2015) للتعرف على فعالیة برنامج تدریبی للطالبة المعلمة باستخدام المسرح التفاعلی لتنمیة بعض الممارسات الدیمقراطیة لطفل الروضة، بینما جاءت دراسة(2) محمد، تامر عبد الرؤوف محروس (2014) لترصد قیم المواطنة والانتماء فى المسرح المدرسی، واستخدمت المنهج الوصفی والتحلیلی، کما لجأت إلى تصمیم استبیان طبق على عینة من الطلاب المشارکین والمتلقین للعروض المسرحیة لرصد مدى تفضیلهم للعروض المسرحیة، والقیم المطروحة بها.

وجاءت دراسة(3) عبد الوهاب، غیداء منصور (2013)، لتهدف إلى التعرف على أثر أنشطة مقترحة لتنمیة المواطنة لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة، وأسفرت الدراسة عن وجود أثر إیجابی للأنشطة المقترحة فى تنمیة المواطنة -بشکل عام- لدى الأطفال، وتنمیة الانتماء للوطن، واحترام الأطفال للقانون.

أما دراسة(4) (2012) Pigkou-Repousi, Myrto فهدفت إلى الکشف عن الطرق التى یمکن بها للمسرح أن یُساهم فى تعلیم المواطنة، حیث تم دراسة حالة لمدرستین ثانویتین، وفحص تصورات الطلاب عن السیاسة، وفى الوقت ذاته سعت الدراسة إلى استکشاف استجاباتهم لتجربة تعلیمیة فنیة تتفاعل مع مبادراتهم الخاصة، وقراراتهم الجماعیة، وتم دراسة تأثیر عملیة المسرح الجماعی فیما یتعلق بتصوراتهم عن السیاسة، وطرق تعلیمهم، وکیفیة تطویر مشارکتهم النشطة فى فهم المواطنة.

أما دراسة(5) عبد الله، محمود أحمد (2012) فهدفت إلى التعرف على البنیة السردیة والدلالیة لأعمال "إدوار الخراط"، والوقوف على مفهوم المواطنة فى إطار دراسة النص الروائی، وبینت الدراسة أن الواقع الاجتماعی والتاریخی من الأربعینیات حتى السبعینیات وما بعدها، قد واجه أزمة حقیقیة فى غیاب القدرة على تحقیق وحدة النسیج الوطنی.

أما دراسة(6) سلیم، هبة خالد أحمد (2011) فهدفت إلى بناء برنامج تدریبی قائم على مسرحة المناهج وقیاس أثره فى تنمیة المواطنة، ومهارات التواصل الاجتماعی لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا، وتبین وجود فروق ذات دلالة إحصائیة لدرجات الطالبات فى اختبار مفهوم المواطنة ومهارات التواصل الاجتماعی البعدی یعزى إلى طریقة التدریس، ولصالح أفراد المجموعة التجریبیة التى تلقت التدریس باستخدام مسرحة المناهج.

بینما بحثت دراسة(7) (2010) Parry, Simon فى أبعاد المواطنة فى المسرح التطبیقی، وسعت إلى الکشف عن العلاقة بین ممارسات المسرح المعاصر، ومفاهیم المواطنة، وسعت الدراسة إلى تحدید آثار المواطنة على ممارسات الأداء المسرحی، وتبین أن المواطنة یمکن فهمها -بشکل أفضل- فى سیاق ممارستها المسرحیة التى ینبغی أن تعترف بحدود اللیبرالیة، والمفارقات المتأصلة فى أفکار الدیمقراطیة.

أما دراسة(8) (2010) Howe, Kelly Britt والتى قدمت بعنوان: ملائمة المسرح التشریعی لبوال: إنتاج الدیمقراطیات، وإعداد المواطنین کخبراء فى السیاسة، فقد سعت لدراسة ثلاثة مشاریع للمسرح التشریعی، لتستکشف إمکانیة ممارسة المشارکین لمهارات الضغط من خلال المسرح، وقد أبرزت الدراسة قدرة المسرح التشریعی فى بناء المواطنة، حیث ترى المشاریع المسرحیة أن المواطنة تُعد بمثابة عمل تعاونی یتم من خلاله جمع المواطنین لتعلیم بعضهم البعض تجاربهم فى السیاسة.

أما دراسة(9) (2009)Jason John Wood فجاءت بعنوان: الأطفال والمواطنة النشطة، وبحثت الدراسة فى کیفیة تعریف الأطفال بتجربة المواطنة النشطة، وتضمنت حلقات العمل ثلاثة وتسعین طفلاً من الذین تتراوح أعمارهم بین 14-16 سنة، وتم تحدید ستة مفاهیم تعتبر الأکثر أهمیة فى تحقیق المواطنة الفاعلة، وهذه المفاهیم هى: الحقوق، والمسئولیات، ورعایة الآخرین، والمراقبة، واتخاذ القرارات، والاحترام، وتم استکشاف هذه المفاهیم فیما یتعلق بالتجارب الیومیة للأطفال.

أما دراسة(10) أحمد، السعید حنفی حسین (2009)فجاءت بعنوان: قیم المواطنة المتضمنة فى بعض قصص الأطفال، وهدفت إلى التعرف على واقع قصص الأطفال الراهن، وتحدید قیم المواطنة اللازم تضمینها فى قصص الأطفال المقدمة لأطفال مرحلة الطفولة المتأخرة.

وجاءت دراسة(11)(2008) Dalla Dea, Ariane Lumena Andrade لتبرز أهمیة الخبرة فى المسرح کإحدى أدوات المشارکة بین مسرح المقهورین، ونشطاء المجتمع، والحکومة، والسکان ذوی الدخل المنخفض، حیث سعت الدراسة إلى الکشف عن قدرة مسرح المقهورین فى إحداث التغیر الاجتماعی، وإتاحة فرصة للحوار مع السلطة، والإدماج الاجتماعی، وأثر ذلک على تعزیز المواطنة.

أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة:

-       رکزت الدراسات السابقة على تناول تعزیز قیم المواطنة لدى طلاب المدارس بمراحلهم المختلفة، واستخدام المنهج التجریبی، والمقاییس المختلفة لقیاس مدى فاعلیة تنمیة المواطنة لدیهم.

-       تعرضت بعض الدراسات للمواطنة من خلال دراسة قصص الأطفال، أو لبناء برنامج تدریبی، وأنشطة مقترحة لتنمیة المواطنة لدى الأطفال.

-       رکزت بعض الدراسات على تناول موضوع القیم فى مسرح الطفل باختلاف أشکالها "اجتماعیة، وسیاسیة، وثقافیة، ودینیة"، بینما تبحث الدراسة الآنیة انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز قیم المواطنة فى مسرح الطفل من خلال استخدام المنهج الوصفی التحلیلی.

-       رکزت معظم الدراسات الأجنبیة على تناول تعزیز قیم المواطنة لدى الکبار من خلال مسرح المقهورین، والمسرح التفاعلی.

-       تم الاستفادة من الدراسات السابقة فى صیاغة الإطار المنهجی للدراسة.

مشکلة الدراسة:

تتعدد أهداف وغایات مسرح الطفل، ومن أهم تلک الأهداف التأکید على الخطاب القیمی فى مسرح الطفل، حیث یدرک کاتب مسرح الطفل أنه مربًّ فى المقام الأول، ویسعى إلى تنشئة الطفل من خلال ما یطرحه من قیم تربویة وأخلاقیة، وسیاسیة، واجتماعیة، وثقافیة، ودینیة، ومعارف عامة.

ونتیجة التحدیات الجمة التى تواجه الأطفال فى عصر المعلوماتیة والانفتاح الثقافی، وتعدد الوسائط الإعلامیة الحدیثة، مما قد یؤثر على الأطفال فى اکتساب بعض الاتجاهات والسلوکیات التى تلقى بظلالها السلبیة على مفهوم المواطنة وقیمها لدیهم، وقد تؤدى إلى ضعف الشعور بالانتماء، والمیل للعنف، وظهور سلوکیات عدائیة، وفقدان قیمة العمل والإنجاز، وتحقیق الذات.

کما یعایش الأطفال -فى وقتنا الراهن- العدید من التناقضات التى تجعل الطفل فى حیرة من أمره، وتؤدى إلى تشتیت ذهنه وطاقاته، وذلک نتیجة تعرضه للعدید من المواد الإعلامیة التى تقدم له قیم وعادات وتقالید تتنافى مع قیم مجتمعنا، کل هذه الأمور تجعلنا نفکر فى إرساء قیم المواطنة من خلال کافة برامج الدولة التعلیمیة والثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة، والدینیة.

وفى ظل تلک التغیرات المجتمعیة، وغلبة الطابع المادی على المجتمع، وظهور ثقافات غریبة علینا غیر مناسبة لثقافتنا وعادتنا، والتى تؤدى إلى نکوص فى تربیة الأطفال، فأصبحت الضرورة ملحة للاهتمام بالأطفال، وعدم ترکهم فریسة لما یتعرضون له، فیجب أن نثقفهم ونوعیهم بمفهوم المواطنة، ونغذی فیهم قیمها، وهذا ما یجعلنا فى أمسَّ الحاجة إلى القیام بالعدید من الدراسات التى تبحث موضوع المواطنة للأطفال.

ومن خلال ذلک یمکن تحدید مشکلة الدراسة فى التساؤل الرئیسی: ما مدى انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل؟

أهمیة الدراسة:

تقوم فلسفة مسرح الطفل على أنه مسرح تربوی -فى المقام الأول-، یهدف إلى تربیة الأطفال إلى جانب إمتاعهم، ویولى القائمون على مسرح الطفل أهمیة خاصة لغرس القیم فى نفوس الأطفال، والتى تُسهم فى تنشئتهم، وتجعلهم أکثر تکیفًا مع المجتمع.

ویمکن أن نحدد أهمیة الدراسة فیما یلی:-

-       إدراک الباحث لدور مسرح الطفل، وقدرته على التأثیر فى الأطفال، وإکسابهم القیم المختلفة، وقدرته على تعزیز قیم المواطنة لدیهم، وذلک لبناء شخصیة سویة، قادرة على البناء والعطاء.

-       المواطنة لیست فطریة، وإنما یتم اکتسابها وتعلمها من خلال المؤسسات المعنیة بذلک، ومن بینها مسرح الطفل.

-       تعُد المواطنة من الموضوعات التى تفرض نفسها –بقوة- خلال تلک الفترة لمواجهة الأفکار الهدامة التى تشوه تفکیر الأطفال، وتبث فى نفوسهم بعض الاتجاهات والسلوکیات السلبیة، مما یقلل من حبهم وانتمائهم للوطن، فالطفل فى مراحل حیاته یحتاج إلى من یساعده على الفهم الصحیح للعدید من المفاهیم والقضایا، وأن یتهیأ لاکتساب مفهوم وقیم المواطنة، والذى یکون له مردود بعد ذلک فى أفعاله وتصرفاته.

-       یمکن أن تُسهم الدراسة فى إلقاء الضوء على أهمیة تعزیز قیم المواطنة فى نفوس الأطفال، مما یدفع بعض کُتاب مسرح الطفل إلى الاهتمام بتعزیز قیم المواطنة، والترکیز علیها فى أعمالهم المسرحیة المقدمة للطفل.

-       یعتبر تعزیز قیم المواطنة لدى الأطفال إحدى الضرورات التى لا یمکن تجاهلها، خاصة فى ظل ما یتعرض له أطفالنا من ثقافات لا تتناسب مع ثقافتنا، فالمواطنة تجعل الطفل یکتسب مفاهیم کالدیمقراطیة، والمشارکة المجتمعیة والتعاون، والالتزام بالقیم والتقالید المجتمعیة، وتقدیس الوطن، والشعور بالانتماء، ومعرفة ما له من حقوق، وما علیه من واجبات.

أهداف الدراسة:

یمکن أن نحدد أهم أهداف الدراسة فیما یلی:-

أ- الأهداف النظریة:

-        التعرف على مفهوم المواطنة وأشکالها، وأبعادها، ومعوقات تحقیقها.

-        التعرف على أهم مقومات ورکائز المواطنة.

ب- الأهداف التطبیقیة:

-        التعرف على آلیات تعزیز المواطنة من خلال مسرح الطفل.

-        التعرف على قیم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل.

تساؤلات الدراسة:

تسعى الدراسة إلى الإجابة على التساؤل الرئیسی: ما مدى انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل، وذلک من خلال الإجابة على الأسئلة الفرعیة الآتیة:-

-        ما دور الخطاب القیمى فى نصوص مسرح الطفل کإحدى آلیات تعزیز المواطنة؟

-        ما قیم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل؟

نوع ومنهج الدراسة:

تنتمی الدراسة إلى الدراسات الوصفیة المسحیة التى تستهدف التعرف على انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل، ولجأ الباحث إلى استخدام المنهج التحلیلی الوصفی لتحلیل نماذج من نصوص مسرح الطفل.


عینة الدراسة:

یتمثل مجتمع الدراسة التحلیلیة فى نماذج مختارة بطریقة عمدیة من نصوص مسرح الطفل التى أنتجها المسرح القومی للطفل فى الفترة من 2012: 2016، أو أُعید تقدیمها فى نفس الفترة، وقد بلغت عینة الدراسة الإجمالیة تسع نصوص مسرحیة، وذلک فى محاولة من الباحث لدراسة عینة من النصوص التى قدمت کعروض للأطفال فى تلک الفترة المحددة للدراسة، للتعرف على مدى قدرتها فى عکس قیم المواطنة.

ویمکن أن نحدد عینة الدراسة فیما یلی:-

  1. مسرحیة أکشن                                     تألیف: یحیی زکریا
  2. مسرحیة الجمیلة والوحش                          تألیف: ناصر محمود        
  3. مسرحیة الرسام الموهوب                          تألیف: زین نصار
  4. مسرحیة حوادیت الأراجوز                          تألیف: راندا إبراهیم         
  5. مسرحیة شمس المحروسة                          تألیف: بیومی قندیل
  6. مسرحیة شمس وقمر                               تألیف: فاطمة یوسف       
  7. مسرحیة فتفوته                                    تألیف: سامیة حبیب
  8. مسرحیة قصاقیص                                 تألیف: کامل الکیلانى        
  9. مسرحیة کابتن بلیة                                 تألیف: أمین بکیر


حدود الدراسة:

أ- الحدود الموضوعیة: یتحدد البعد الموضوعی للدراسة فى دراسة: انعکاس الخطاب القیمی على تعزیز المواطنة فى مسرح الطفل.

ب- الحدود الزمنیة: تتمثل فى دراسة وتحلیل عینة من نصوص مسرح الطفل، والتى قدمت على المسرح القومی للطفل فى الفترة من 2012 : 2016.

مصطلحات الدراسة:

الخطاب القیمی:

یقصد به الباحث إجرائیًا أنه: الخطاب الموجه إلى الأطفال من خلال مسرح الطفل، وما یحمله من قیم تربویة، واجتماعیة، وسیاسیة، وثقافیة، ودینیة، وجمالیة، تهدف إلى التأثیر فى شخصیة الطفل، وإکسابه العدید من القیم التى تجعله متوافقًا مع مجتمعه.

المواطنة:

یقصد الباحث بالمواطنة إجرائیًا أنها: انتماء الفرد إلى بقعة من الأرض، یحمل جنسیتها، ویشارک فى النهوض بها فى إطار من القانون والدستور، ویمتلک مجموعة من الحقوق دون النظر إلى الاختلافات العرقیة أو الدینیة أو الطائفیة، وعلیه مجموعة من الواجبات والالتزامات تجاهها، وتتضمن المواطنة مجموعة من القیم کالانتماء، والحریة، والمساواة، والتسامح، والمشارکة المجتمعیة، ونبذ التعصب والفرقة، والإیمان بمقدرات الوطن، والتضحیة من أجله.

المواطنة "مفهومها - أشکالها - أبعادها"


أ- مفهوم المواطنة Citizenship

المواطنة هى تمتع الشخص بحقوق وواجبات, وممارستها فى بقعة جغرافیة معینة, لها حدود محددة, تعرف -فى الوقت الراهن- بالدولة القومیة الحدیثة التى تستند إلى حکم القانون، وفى دولة المواطنة جمیع المواطنین متساوون فى الحقوق والواجبات, لا تمییز بینهم بسبب الاختلاف فى الدین أو النوع أو اللون أو العرق أو المکانة الاجتماعیة.. الخ.(12)

والمواطنة بمعناها اللغوی، مشتقة من کلمة وطن، وهو بحسب کتاب "لسان العرب" لابن منظور: "الوطن هو المنزل الذى تقیم فیه، وهو موطن الإنسان ومحله، ووطن بالمکان، وأوطن أقام، وأوطنه أتخذه وطنًا، والموطن، ویسمى به المشهد من مشاهد الحرب، وجمعه مواطن.(13)

وورد فى الموسوعة السیاسیة: أن المواطنة هى صفة المواطن الذى یتمتع بالحقوق، ویلتزم بالواجبات التى یفرضها علیه انتماؤه إلى الوطن، وفى قاموس علم الاجتماع تم تعریف المواطنة: بأنها مکانة أو علاقة اجتماعیة تقوم بین فرد طبیعی ومجتمع سیاسی، ومن خلال هذه العلاقة یقدم الطرف الأول "المواطن" الولاء، ویتولى الطرف الثانی "الدولة" الحمایة، وتتحدد هذه العلاقة بین الفرد والدولة عن طریق أنظمة الحکم القائمة، أما المواطنة من منظور نفسی: فإنها الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقیادة السیاسیة التى هى مصدر الإشباع للحاجات الأساسیة، وحمایة الذات من الأخطار المصیریة.(14)

وجاء مصطلح المواطنة فى الموسوعة العربیة العالمیة بمعنى الانتماء إلى أمة أو وطن، وترى أن المواطنة تسبغ حقوقًا وواجبات على المواطنین، وتختلف حقوق المواطنة من دولة إلى أخرى، وتکفل دساتیر دول کثیرة الحقوق الأساسیة التى یطلق علیها الحقوق المدنیة للمواطنین، وکذلک تختلف واجبات المواطنة من دولة إلى أخرى.(15)

وبذلک تصبح المواطنة هى السبیل إلى النهوض بالمجتمعات، والحفاظ على رقیها، وأمنها من أیة تهدیدات خارجیة، فکلما قویت العلاقة بین الدولة والمواطن، ازدادت معها قیم المواطنة، کالشعور بالانتماء للوطن، والاعتزاز به، وتغلیب المصلحة العامة للوطن على المصلحة الشخصیة، ونبذ الصدام الطائفی، والفرقة بین طوائفه.

وتدرک الدول أن حمایة الوطن تتأتى من تربیة المواطن على قیم المواطنة، لذا تسعى العدید من مؤسسات الدولة إلى إعداد الفرد وتربیته على مبادئ وقیم المواطنة منذ لحظة میلاده، بدایة من الأسرة، والمدرسة، ووسائل الاتصال الجماهیری، والمؤسسات الثقافیة، والدینیة، وغیرها من مؤسسات المجتمع بهدف تحمل الفرد مسئولیاته تجاه الوطن. 

ب- أشکال المواطنة:

1- مواطنة محلیة:

تتمثل فى انتماء الفرد لبلد معین، یمثل له الوطن، ویحکمه نظام سیاسی ممثل فى حکومة، تشرف على سیر نواحی الحیاة المختلفة، وعلى الفرد الإخلاص لهذه الحکومة عن طریق الالتزام بقوانین البلد، وأداء ما یقتضیه الوطن من حقوق، کالولاء والانتماء، والمحافظة على تماسک المجتمع، واستقراره.(16) کما أن للمواطن حقوق یکفلها الدستور تجاهه.

2- مواطنة قومیة:

یتداخل مفهوم المواطنة مع مفهوم القومیة، ففى الوقت الذى یمکن أن تتعایش فیه عدة قومیات فى وطن واحد، نجد أن مفهوم القومیة قد یتسع لیتضمن عدة دول، حیث تتمثل المواطنة القومیة فى اتساع ولاء الفرد لمجموعة من الدول یرتبط بهم بصلات متعددة کوحدة الدین، واللغة، والتاریخ المشترک، والدم، ویشعر بالانتماء تجاههم، کالانتماء إلى الأمة العربیة.

3- مواطنة عالمیة:

المواطن العالمی هو الذى یهتم بمشکلات العالم، بالرغم من وجود وطن له، لأنه یعلم أننا فى زمن لا تنفصل المصلحة الکبرى لوطن عن باقى الأوطان، أو مصلحة بنی الإنسان أیًا کانت أوطانهم، أی أن سلام وطنه موقوف على سلام العالم بجمیع أجزائه وأنحائه، وهى متعلقة بالمشاکل العالمیة کانتشار الأمراض الوبائیة، والکوارث الطبیعیة، والمجاعات والصراعات.. الخ.(17)

 

ویمکن تصنیف المواطنة إلى ما یلی:

-          المواطنة الإیجابیة: لا تقتصر على مجرد درایة المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولکن حرصه على ممارستها من خلال شخصیة مستقلة قـادرة على حسم الأمور لصالح الوطن.(18)

-          المواطنة السلبیة: وهی شعور الفرد بانتمائه للوطن، ویتوقف عند حدود النقد السلبی، ولا یقدم أی عمل إیجابی لوطنه.(19)

-          المواطنة المطلقة: وفیها یجمع المواطن بین دوره الإیجابی والسلبی تجاه المجتمع وفق الظروف التى یعیش فیها، ووفق دوره فى المجتمع.(20)

-          المواطنة الزائفة: وفیها یحمل الفرد شعارات جوفاء لا تعکس الواقع، ویمتاز بعدم الإحساس باعتزازه بالوطن.(21)

 

 

 

 

 

ج- أبعاد المواطنة:

تتمیز المواطنة بخصائص معینة، وإدراک المواطن لها أمر فى غایة الأهمیة لأنه یدفعه إلى التمسک بها, والعمل على حمایتها من الأخطار التى تهددها، وتتحدد أبعاد المواطنة فیما یلی:-

أ- البعد السیاسی والقانونی

یتجلى البعد السیاسی للمواطنة فى مدى إحساس الفرد بانتمائه إلى الوطن کجسم سیاسی یتمثل فى مؤسسات الدولة والأحزاب والنقابات والجمعیات، ومدى سعی الفرد للتأثیر فیه عن طریق الولاء أو المعارضة للنظام أو الخوف منه والابتعاد عنه أو الثورة علیه.(22)

فالمواطنة تکسب الفرد مجموعة من المعاییر داخل المجتمع، حیث یوجد عقد قانونی یحدده الدستور یقع بین الدولة والمواطن، ویتمثل فى مجموعة من الحقوق والواجبات، کالحق فى المشارکة المجتمعیة والسیاسیة، وإبداء الرأی، والمساواة..الخ، کما تحمله مجموعة من الواجبات یتحمل من خلالها بعض المهام والمسئولیات تجاه المجتمع.

ب- البعد الاجتماعی والاقتصادی

یتمثل البعد الاجتماعی للمواطنة فى مجموعة القیم الاجتماعیة، والعلاقات والسلوکیات، التى تُعبر عن النسق الاجتماعی للمجتمع، وتحدد الکفاءة الاجتماعیة للتعایش مع الآخر، أما البعد الاقتصادی فیتمثل فى إشباع الحاجات المادیة الأساسیة للأفراد، ویحرص على توفیر الحد الأدنى اللازم منها لیحفظ کرامتهم وإنسانیتهم.(23)

 

 

 

ج- البعد الثقافی والقیمی

یعنى البعد الثقافی بالجوانب الروحیة والنفسیة والمعنویة للأفراد والجماعات على أساس احترام خصوصیة الهویة الثقافیة والحضاریة، ویرفض محاولات الاستیعاب والتهمیش والتنمیط.(24) حیث یهتم البعد الثقافی بما یوفره الوطن من إحساس بالانتماء إلى جماعة تمثل له الهویة، وتتجسد هذه الهویة المشترکة فیما یجمع الفرد مع غیره من ممارسات الحیاة الیومیة، کما أنها تتجسد فى الرموز المشترکة لما یمثل الهویة الوطنیة أو الهویات الجماعیة المتعایشة فى ظل الوطن الواحد.(25) أما البعد القیمی للمواطنة فیتمثل فى مجموعة من القیم التى تُعد من المکونات الأساسیة للمواطنة کالحریة، والعدل، والمساواة، والانتماء والمشارکة..الخ.

د- البعد المکانی والمهاری

ویتمثل البعد المکانی فى البیئة المحلیة التى یتعلم فیها الفرد، ویتعامل مع أفرادها، ولا یتحقق ذلک إلا من خلال المعارف والمواعظ، إضافة إلى المشارکة التى تحصل فى البیئة المحلیة.(26) أما البعد المهاری فیقصد به إکساب المواطن المهارات الفکریة مثل: القدرة على التفکیر الناقد والتحلیل وحل المشکلات.(27) فعندما یتمتع الفرد بتلک المهارات یکون أکثر قدرة على رؤیة القضایا التى تتعلق بالوطن بشکل عقلانی، ویرجح مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصیة.

ویمکن القول إن خصائص المواطنة تتمثل فى عدة صفات وهى:- (28)

-        أن یکون المواطن قادرًا على فهم وإدراک ما یدور حوله, بل وقادر على التعامل مع تلک المتغیرات والتحولات.

-        لدیه القدرة على المشارکة والالتزام وتحمل المسئولیة.

-        لدیه القدرة على تقدیر الحریة والعدالة والمساواة والدیمقراطیة.

-        لدیه ولاء للوطن الذى یعیش فیه, وقادر على التضحیة من أجله.

أهمیة المواطنة:

-          تعتبر معیارًا للتقدم وتطور المجتمعات، فکلما تعددت التکوینات الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة تصبح المواطنة أساسًا لبناء الدولة الحدیثة التى تحدد العلاقة بین المجتمع والدولة.(29)

-          توفیر الاستقرار والرفاهیة لأفراد المجتمع من خلال تحقیق الأمن الوطنی والاجتماعی لهم، الأمر الذى یوفر لهم الطمأنینة على أنفسهم وذویهم.(30)

-        تعمل على رفع الخلافات، ومظاهر الاختلافات الواقعة بین مکونات المجتمع فى سیاق التدافع الحضاری، وتذهب إلى تدبیرها فى إطار الحوار بما یُساهم فى تقویة تماسک المجتمع.(31) فالمواطنة إحدى الآلیات التى تجعل من المجتمع نسیجًا واحدًا، وتقلل من النزاعات والخلافات الطائفیة والعرقیة والمذهبیة فى المجتمع، حیث توفر بیئة خصبة لتکوین ثقافة إیجابیة تُسهم فى اندماج أبناء المجتمع.

-          تؤدی إلى بناء سیاسی مدنی تعددی متنوع فى العرق، والمؤسسات، والثقافة، والإیدیولوجیة، والدین، من باب احترام المشارکة الشعبیة للمواطنین.(32)

-          تُمکن المواطن من تدبیر الشأن العام من خلال النظام الانتخابی ناخبًا ومنتخبًا للمؤسسات المنتخبة التى تعبر عن دولة القانون والمؤسسات، ومن خلال العضویة فى منظمات وهیئات المجتمع المدنی، وبذلک فالدولة تُساهم فى خلق بیئة للإبداع والابتکار، تسود فیها الکفاءة معیارًا لأی تدبیر.(33)

-          تضمن المساواة والعدل والإنصاف بین المواطنین أمام القانون، وأمام الوظائف العامة والمناصب فى الدولة، وأمام المشارکة فى المسئولیات، وتوزیع الثروات العامة، وکذلک أمام الواجبات.(34)

-        تحدد منظومة القیم والتمثلات والسلوک الأساس لاکتساب المواطنة والتربیة علیها، کما تحدد الإطار الاجتماعی المرجعی لممارسة الحقوق والواجبات والعلاقات بین الأفراد والجماعات والدولة، وبالتالی فهی نظام سیاسی ومجتمعی وأخلاقی وثقافی لفضاء الوطن بتجلیاته المختلفة، یعطی الثقة للمواطن للمشارکة النشطة فى الحیاة السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة.(35)

-        تعترف بالتنوع والتعدد العقائدی والعرقی واللغوی والدینی والسیاسی والثقافی والطائفی والاقتصادی والاجتماعی.. الخ.(36)

-        تضمن المواطنة حقوق الإنسان فى المجتمع والوطن والدولة، لکونها تنقل الحق الإنسانی إلى حق للمواطنة عبر تشریعه وتقنین، وتضمن استمرار المجتمع فى الإطار السیاسی الذى یعبر عنه وهو الدولة.(37)

-          المواطنة مبدأ ومرجعیة دستوریة وسیاسیة، لا تلغی عملیة التنافس بل ترتکز على احترام التنوع ولیس نفیه، وتسعى بوسائل قانونیة للاستفادة من هذا التنوع فى تثمین قاعدة الوحدة الوطنیة، بحیث یشعر الجمیع بأن مستقبلهم مرهون بها، ولیس نفیًا لخصوصیاتهم.(38)

-          تنمیة المهارات الهادفة للمشارکة المجتمعیة الفعالة، ویتم ذلک من خلال مهارات الاتصال وتبادل المعلومات والأفکار والحوار والتفکیر الناقد، والتطوع والعمل مع الآخرین، والتعلم الذاتی، وحل المشکلات.(39)

 

 

مقومات ورکائز المواطنة:

المواطنة علاقة بین طرفین، الأول هو الفرد، والثانی هو الوطن، وترتبط بینهما مجموعة من المقومات والعناصر لابد من توافرها حتى تتحقق المواطنة، ومن أهم هذه المکونات ما یلی:-

  1. الحقوق والواجبات:

یتطلب بناء علاقة سلیمة بین الفرد والسلطة تعریف الفرد بحقوقه کاملة حتى یحظى الجمیع بحقوقهم کافة، ویمارسوها فى إطار قائم على الوعی والمسئولیة، ویدرکوا أهمیة هذه الحقوق فى حیاتهم، وأثرها فى استقرار مجتمعهم.(40) ومن ثم لا یمکن للمواطن أن یتواطأ على حجب حقوق الدولة لأنها -فى الأصل- حقوق عامة تهمه والآخر، وفى المقابل لا یمکن للدولة أن تحجب علیه حقوقه لأنها حقوق عینیة، أصلها حقوق للدولة لأنها تشکل مدخلاً لها إلى حقوقها.(41)

وتتعدد الحقوق التى یحصل علیها الفرد، کالحقوق السیاسیة، والاقتصادیة، والاجتماعیة، والثقافیة، فى مقابل الواجبات التى یلتزم بها، وکلما کان العقد بین المواطن والدولة عادلاً ومتوازنًا، وتمتع بموجبه المواطن فعلیًا بحقوقه، وبالاحترام الواجب لحریاته، وأدى فى ذات الوقت ما علیه من واجبات، زاد شعور الفرد بمواطنته، ویقوی ارتباطه ورغبته فى التفانی فى خدمة وطنه.(42)

ویمکن تصنیف الحقوق إلى ثلاث فئات وهی:-

أ- الحقوق القانونیة:

أبسط معانی المواطنة هو أن تکون عضوًا فی مجتمع سیاسی معین أو دولة بعینها، القانون یؤسس الدولة, ویخلق المساواة بین مواطنیها, ویرسی نظامًا عامًا من حقوق وواجبات تسری على الجمیع دون تفرقة، وعادة ما تکون "رابطة الجنسیة" معیارًا أساسیًا فى تحدید هویة المواطن، ویصبح -تبعًا لذلک- المتمتع بالجنسیة مواطنًا.(43)

ب- الحقوق السیاسیة:

تتمثل الحقوق السیاسیة فى حق انتخاب السلطة التشریعیة، والمحلیة، والبلدیات، وحق الترشح لها, وحق کل مواطن فى العضویة فى الأحزاب, وتنظیم حرکات وجمعیات، ومحاولة التأثیر على القرار السیاسی, والحق فى تقلد الوظائف العامة فى الدولة, والحق فى التجمع السلمی.(44)

ج- الحقوق المدنیة:

تنطوی الحقوق المدنیة على کل من الحریات الشخصیة, والحق فى الأمان, والخصوصیة, وحریة الاعتقاد والتعبیر، وتشکیل تنظیمات مدنیة کالأحزاب والنقابات والمنظمات غیر الحکومیة، وحریة الانتقال والحرکة والمقاومة السلمیة, والحق فى محاکمة عادلة.(45) وحریة اختیار مکان الإقامة داخل حدود الدولة، ومغادرتها والعودة إلیها، وحق کل مواطن فى المساواة أمام القانون, وحمایته له، وحقه فى حریة الفکر.(46)

د- الحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة:

تتمثل فى حق کل مواطن فى العمل، والحق فى العمل فى ظروف منصفة، والحریة النقابیة، والحق فى الإضراب، أما الحقوق الاجتماعیة فتتمثل فى حق کل مواطن فى حد أدنى من الرفاهیة الاجتماعیة والاقتصادیة، وتوفیر الحمایة الاجتماعیة، والحق فى الرعایة الصحیة، والحق فى الغذاء الکافی، والحق فى التأمین الاجتماعی، والحق فى المسکن، والحق فى المساعدة، والحق فى التنمیة، والحق فى بیئة نظیفة، والحق فى خدمات کافیة لکل مواطن، أما الحقوق الثقافیة فتتمثل فى حق کل مواطن فى التعلیم والثقافة.(47)

أما بالنسبة للواجبات، فمثلما تمنح المواطنة المواطن حقوقًا، تفرض علیه مسئولیات والتزامات وواجبات، هذه المسئولیات أو الواجبات الإلزامیة على المواطن تتفاوت تبعًا لبلد المرء، وتتنوع الواجبات بتنوع الثقافات والدساتیر.(48)

والواجبات قد تکون عبارة عن مسئولیات تفرض على المواطن، ویحملها على عاتقه کدفع الضرائب للدولة، وطاعة القوانین، وواجب الدفاع عن الدولة، وقد تکون أخلاقیة ممثلة فى إظهار الالتزام والولاء السیاسی للدولة والمجتمع، والمشارکة من أجل تحسین نوعیة الحیاة السیاسیة, والمدنیة، واحترام حقوق الآخرین، والدفاع عن حقوق الفرد, وحقوق الآخرین ضد أولئک الذین یسیئون إلیها.(49)

  1. الهویة الوطنیة:

تتضمن المواطنة کمفهوم کل فئات المجتمع أیًا کانت دیانتهم، واتجاهاتهم السیاسیة، والعرقیة، ومکانتهم الاجتماعیة، واختلافهم وفقًا للنوع، أو درجة التعلیم، أو السن، أو المهنة التى یمارسونها، حیث تسعى المواطنة إلى جمعهم فى هویة اجتماعیة واحدة، وهى الانتماء للمجتمع فى ظل نبذ أیة خلافات أو صراعات بینهم.

والمواطنة لا تعنى ذوبان الهویات المتعددة فى بوتقة واحدة، حیث تقوم على التوافق المجتمعی بین تلک الهویات المختلفة داخل المجتمع الواحد، فلکل منهم حقوقه، وعلیه واجباته التى یلتزم بها، بهدف تحقیق المصلحة العامة للوطن، والارتقاء به، فالمواطنة تقوم على توطید التماسک الاجتماعی بین الهوایات المختلفة فى المجتمع، والعمل المشترک بینهم بعیدًا عن التعصب الذى یؤدى إلى تفکک المجتمع وانهیاره.

 

  1. الانتماء:

یتمیز أی مجتمع بتعدد انتماءات أفراده، فالفرد متعدد الانتماءات بطبعه، وهذا شیء طبیعی فى الحیاة البشریة، ویکمن دور الدول فى نقل الفرد من الانتماءات الفرعیة إلى الانتماء الوطنی، فمن حق الفرد أن یحتفظ بالانتماءات الدینیة، والمذهبیة، والقبلیة، لکن حق المجتمع والدولة أن یکون الانتماء الوطنی فى قمة هذه الانتماءات.(50)

وإذا غاب أو ضعف الشعور بالانتماء إلى الوطن فإن ذلک ینعکس سلبًا على التکامل الاجتماعی، حیث یشعر الأفراد بأن الوطن لم یُعد لهم, والهویة الوطنیة لم تعد تستوعبهم, فیتجهوا مباشرة إلى ما نطلق علیه "الولاء الأضیق"- أی الاحتماء بالقبیلة, والعشیرة, والجماعة الدینیة, والمسجد, والکنیسة.(51)

ومن وسائل تعزیز الانتماء:- (52)

-        التضحیة من أجل الوطن سواء فى السراء أو الضراء فهی ضریبة دم یدفعها کل فرد صادق فى انتمائه.

-        القیام بالواجب المطلوب -على أتم وأکمل وجه- فى جمیع المجالات, لیکون دلیل وطنیة صادقة وانتماء قوی.

-        القیام بالأعمال التطوعیة والخیریة, لأن فائدته تهم الوطن والمواطنین.

-        المحافظة على اللغة الأصلیة, والتراث الثقافی, والموروث الشعبی.

-        المحافظة على العادات والتقالید التى یرضى عنها المجتمع.

  1. المشارکة المجتمعیة:

تُعتبر المشارکة أحد عناصر المواطنة، وهى صورة لأحد واجبات المواطن لأن مشارکة المواطنین السیاسیة، والمدنیة تُسهم فى الحفاظ على حقوقهم، وتعطیهم دورًا فى صناعة القرارات المتعلقة بحاضرهم ومستقبلهم، وبالتالی یصبحون مواطنین فاعلین فى النهوض ببلدهم.(53)

والمشارکة الفعلیة للمواطنین والمواطنات تتطلب توفر استعدادات حقیقیة، وهذه الاستعدادات لا تتوفر فى ظروف قمع الحریات، ومصادرة الفکر المتحرر من التبعیة والخنوع، وفى ظل الأنظمة التى تناهض العمل السیاسی الذى یحمل رؤیة انتقادیه، حیث ینزوی أصحاب الکثیر من الکفاءات، وتبرز الفردانیة، والابتعاد عن المشارکة فى الحیاة العامة، والنفور من العمل السیاسی.(54)

وهذا النمط من الفعالیة والمشارکة من جانب المواطنین لا ینشأ تلقائیًا أو مصادفة, بل یحتاج إلى جهد تعلیمی ممتد یشمل کل الأفراد فى کل مؤسسات المجتمع التى تعنی بالتنشئة, ویستمر طیلة عمر الإنسان، ویُعرف ذلک بمسمى "تعلیم المواطنة".(55)

  1. المساواة وتکافؤ الفرص:

لا یمکن أن تتحقق المواطنة فى ظل غیاب مبدأ تکافؤ الفرص بین جمیع أفراد الشعب، فالجمیع متساوون فى الحقوق والواجبات وفقًا للدستور والقانون، فرغم اختلاف وتنوع الهوایات داخل المجتمع إلا أن الجمیع یجب أن یتمتع بمبدأ المساواة، وإلا حدث تصدع فى تماسک بناء المجتمع، وتولدت العدید من الصراعات والفرقة مما یؤدى إلى تهدید أمن واستقرار المجتمع.

فالشعور بالانتماء لا یتحقق إلا بالشعور بالمساواة وتکافؤ الفرص بین جمیع أبناء الوطن فى کافة المجالات التعلیمیة، والعلمیة، والثقافیة، والسیاسیة، والاقتصادیة.. الخ، وعدم التمییز بین الرجال والنساء فى کافة المجالات، فالمرأة لها أدوارها التنمویة التى لا تقل عن أدوار الرجل، ولتفعیل المواطنة لا بد من الاستفادة من کافة قدرات أبناء الوطن من أجل النهوض به.

معوقات تحول دون تحقق المواطنة:

حددت "فینان نبیل"مجموعة من الأمور التى تعیق تحقیق المواطنة، والتى یمکن رصدها فیما یلی:- (56)

-        تغلغل الفساد المتمثل فى النصب والغش, والتزویر, والاحتکار, والرشوة.

-        شعور المواطن بالتهمیش عن طریق إبعاده عن أی مشارکة یعبر فیها عن ذاته, وإحساسه بعدم المساواة مع غیره، وأن هناک من هم فوق القانون.

-        یعتبر تجاوز الدولة عن الکثیر من الحقوق، ومطالبتها بکل الواجبات, إحدى معوقات المواطنة، فلا یمکن أن نطالب المواطن أن یعطی وطنه مالا یملکه مادام الوطن یضن علیه بحقوقه الأساسیة من مسکن ومأکل وملبس وعلاج، وغیر ذلک.

 

الخطاب القیمی کأحد آلیات تعزیز المواطنة:

یعتبر مسرح الطفل أحد أهم وسائل تنشئة الطفل، حیث یهدف الخطاب المسرحی المتضمن فى مسرح الطفل إلى تأکید الجانب القیمی، والذى یعتبر أحد أهم الدعائم التى یقوم علیها مسرح الطفل، والذى یرکز على طرح العدید من القیم السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة والجمالیة للأطفال، والتى تساعدهم على التوافق والتکیف مع مجتمعهم.

وقد حددت منظومة "وایت" المطورة للقیم ثمانی مجموعات رئیسیة للقیم، وتضمنت سبعًا وأربعین قیمة، والمجموعات الرئیسیة لمنظومة القیم هى: مجموعة القیم الاجتماعیة، القیم الأخلاقیة، القیم القومیة الوطنیة، القیم الجسمانیة، القیم الترویحیة، قیم تکامل الشخصیة، القیم المعرفیة الثقافیة، القیم العملیة الاقتصادیة.(57)

وتضم القیم التربویة والأخلاقیة مجموعة قیم کالأمانة، والصدق، والوفاء بالعهد، والتسامح، والرحمة، والقناعة، والتواضع، أما القیم الاجتماعیة فتضم قیمًا کالتعاون، والعمل ونبذ التواکل، والإصغاء لنصائح الکبار وطاعتهم، والصراع الطبقی، أما القیم القومیة والوطنیة فتشمل قیمة الانتماء، وحب الوطن والدفاع عنه، والدیمقراطیة، والعدالة، والحریة، والتعبیر عن الرأی، بالإضافة إلى القیم الدینیة والروحیة، والمعارف الثقافیة، والعامة، والتأکید على أهمیة دور العلم، وإبراز قیمة الفن ودوره فى الحیاة.

والمواطنة لیست غریزة فطریة تنمو مع الفرد کلما تقدم فى العمر، إنما یجب أن یمر الأطفال بمنهج یؤهلهم لاکتسابها، ویساعدهم على ممارسة المواطنة المسئولة، وفهم حدود حریته وأطرها، والقنوات التى یمکن له المشارکة من خلالها، والحقوق المضمونة له، والواجبات المتوقعة منه.(58)

وتعتبر تنمیة قیم المواطنة من أنماط التنشئة الاجتماعیة التى تقوم بها مؤسسات تربویة رسمیة أو غیر رسمیة، وذلک على اعتبار أن التنشئة الاجتماعیة من العملیات الأساسیة فى حیاة الإنسان، فمن خلالها تتبلور شخصیة الفرد، وتکمن أهمیة تلک العملیة فى أنها تقوم ببناء الفرد لیصبح شخصیة قادرة على التفاعل فى المحیط الاجتماعی الذى یحتویها منضبطًا بضوابطها.(59)

وتحقیق المواطنة لا یقتصر على مجرد معرفة المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولکن حرصه على ممارستها من خلال شخصیة مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، وحتى تکون المواطنة مبنیة على وعی لابد أن تتم -بشکل مقصود- من خلال الدولة.(60)

کما أن تجاهل تربیة المواطنة لمتطلبات العصر الجدید لم یُعد مقبولاً وسط نظام عالمی اجتماعی وقیمی متغیر, فى ظل عصر الانفجار المعرفی والثقافی, وتعقد شبکات الاتصال والتواصل، وهذا ما یحتم على المؤسسات التربویة أن تؤسس لتربیة مواطنة جدیدة تتسم بالوعی الفکری والأدائی, حتى تؤهل المواطن لممارسة الأدوار الفاعلة فى المجتمع الدولی المعاصر.(61)

ویمکننا أن نحدد أهم آلیات تعزیز المواطنة من خلال مسرح الطفل فیما یلی:-

-        طرح الأفکار المسرحیة التى تثیر النقاش حول مفهوم المواطنة، وتعزیز قیمها کالتسامح، والتعاون، والحریة، والدیمقراطیة، والوحدة، وتعمیق الإحساس بالواجب تجاه الوطن، والشعور بالانتماء، وحب الوطن، وتعزیز قیم معرفیة تکسب الأطفال أدوارهم فى المجتمع، وما لهم من حقوق، وما علیهم من واجبات.

-        تنمیة مهارات التفکیر الناقد للأطفال من خلال المشارکة الإیجابیة، والمواقف التى یتخذ فیها أبطال العرض المسرحى الأسالیب العلمیة فى حل المشکلات التى تواجههم، والاعتماد على العقل والمنطق، والابتعاد عن الحلول التواکلیة من الآخر.

-        غرس الجوانب الوجدانیة فى نفوس الأطفال المستمدة من العقائد الدینیة، والتقالید، والأعراف الإیجابیة التى نسعى إلى بثها فى نفوس الأطفال، وکذلک تعزیز القیم الجمالیة کالحفاظ على البیئة، والاهتمام بالنظافة، والفنون المختلفة.

-        طرح النماذج الوطنیة والشخصیات التاریخیة فى الأعمال المسرحیة، أمثال: طارق بن زیاد، وصلاح الدین الأیوبی، وشجرة الدر، وأحمد عرابی.. وغیرهم، لإبراز تضحیاتهم فى سبیل الوطن، وتنمیة روح الانتماء فى نفوس الأطفال، وتکون النموذج القویم الذى یقتدون به.

-        التمسک بالتقالید العربیة الأصیلة لمواجهة الغزو الثقافی، کالتأکید على محددات الهویة الوطنیة بالاهتمام باللغة العربیة، والتمسک بالعادات والتقالید، والتاریخ، وتدعیم قیمة العلم، ودوره فى النهوض بالمجتمع.

-        تعزیز مهارات القدرة على اتخاذ القرار، والحوار مع الآخر، فى إطار الالتزام بالحقوق والواجبات.

-        تفعیل دور الفتاة فى العروض المسرحیة، وإبراز دورها الإیجابی فى تنمیة المجتمع والمشارکة بإیجابیة للنهوض به ورقیه.

-        تشجیع الأطفال على ممارسة النشاط المسرحی خاصة داخل المدارس، حیث یُسهم النشاط فى إحداث حالة من المشارکة والتعاون بین الأطفال، مما یدعم فى نفوسهم حب العمل الجماعی، الذى لا یتحقق له النجاح إلا بالعمل فى فریق، کما یؤدى إلى ذوبان أیة خلافات تنتج عن أی شکل من أشکال التمییز.

-        تعزیز الإحساس بمشکلات المجتمع المرتبطة بالطفل، والمشارکة فى وضع حلول لها، مما یُسهم فى المحافظة على استقرار المجتمع وتماسکه.

-        ربط الأطفال بواقعهم من خلال طرح وسائل الإعلام الحدیثة، وتعریفهم بجوانبها الإیجابیة والسلبیة، وکیفیة الاستفادة منها، مع الانفتاح على العالم الخارجی.

-        طرح الموضوعات التى تبرز أهمیة وضرورة التعایش السلمی بین جمیع فئات الوطن، وإذابة الاتجاهات القبلیة بین الأطفال، والعمل على الاندماج، ونبذ التعصب نتیجة اختلاف العرق أو المذهب أو الدیانة، فکلنا أصحاب وطن واحد، لنا نفس الحقوق وعلینا نفس الواجبات.

-        التأکید على بعض الممارسات الفعلیة التى تعزز الأعمال الوطنیة، والانتماء للوطن، وقبول الآخر کمواطن مشارک فى بناء المجتمع دون النظر إلى الاختلافات الانتمائیة، وضرورة التعایش مع الآخر، وتقبله، واحترام حقوقه، والمشارکة والتعاون مع الآخر للرقی بالمجتمع والبیئة المحیطة، واحترام مشاعر الغیر.

-        العمل على ترسیخ القیم الإیجابیة فى نفوس الأطفال، والتنفیر من السلوکیات السلبیة التى تهدد أمن المجتمع، وتعیق تطوره، وإکساب الأطفال احترام الذات والآخرین، ومبادئ الکرامة والمشارکة والمساواة والحریة والعدالة، والدیمقراطیة حتى یتمکن من المشارکة والإسهام الجاد فى خدمة مجتمعه، والحفاظ علیه والانتماء له.

قیم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل:

تُعد قیم المواطنة أحد أهم دعائمها التى تستند علیها، والتى تحرص المؤسسات الثقافیة على غرسها فى نفوس الأطفال للارتقاء بالمجتمع، والحفاظ على بنائه وتماسکه فى ظل المتغیرات، ویسعى مسرح الطفل إلى تدعیم تلک القیم وبثها فى نفوس الأطفال للتأثیر على سلوکیاتهم، وإکسابهم القیم والسلوکیات التى تساعدهم على بناء المجتمع.


ویمکن أن نحدد أهم قیم المواطنة فى نصوص مسرح الطفل فیما یلی:-

1- احترام الآخر:

إن احترام الآخر دون النظر إلى الدین أو العرق أو المکانة الاجتماعیة أو الثقافة أو الجنس أحد أهم مقومات تعزیز المواطنة، فالجمیع لهم نفس الحقوق والواجبات، ومتساوون فى ظل القانون والدستور، ویجب النظر إلى الآخر کمواطن فى المجتمع له حقوق وواجبات دون النظر إلى هویته حتى لا یؤدى ذلک إلى انهیار المجتمع وتفککه، وإثارة الفتن.

کما أن قضیة التعایش بین أفراد المجتمع -رغم اختلافهم- أحد أهم السبل التى تحقق المصلحة المجتمعیة، فلکل منا دوره المنوط به، والذى یتکامل مع أدوار الآخرین دون النظر إلى هویتهم، فالمواطنة ترفض التمییز بأی شکل من أشکاله، وتقبل بالتسامح والاحترام.

وطرحت مسرحیة "الرسام الموهوب" صورة لاحترام الآخر، وذلک من خلال الصداقة التى نشأت بین الطفل "شادی" الذى یسکن کوکب الأرض، والطفل "شیری" الذى یعیش على کوکب المشترى، ویقوم "شادی" برسمه فى إحدى لوحاته، ورغم الاختلاف بینهما فى الشکل، وطبیعة المکان الذى یسکنه کل منهما إلا أننا نجد علاقة ود ومحبة، واحترام للآخر أیًا کانت هویة الآخر.

کما طرحت مسرحیة "شمس وقمر" قضیة احترام الآخر، وذلک من خلال شخصیة الأمیرة "شمس"، تلک الفتاة المغرورة، المتکبرة، فکونها أمیرة البلاد، تشعر أنها سیدة المملکة والرعیة، تأمر فتطاع، ورغم ذلک فإنها لا تعرف شیئًا عن الحیاة، وعندما تسقط من على ظهر فرسها أثناء تجولها فى المملکة، تلتقی بـ "قمر" الذى ینقذ حیاتها، ویبدأ فى تعلیمها کیف تکون الحیاة، وأهمیة العمل، والتواضع، ومشارکة الرعیة همومهم.

قمر:     أنا اکتشفت أنک أمیرة تافهة.. ولا تحسن عمل أی شیء.. تعرف بس تکون مغرورة وعنیدة.. وتعرف تأذى مشاعر الناس. (مسرحیة شمس وقمر، ص21)

2- التضامن:

یعتبر التضامن قیمة محوریة فى المواطنة، ویقوم على فکرة مساعدة الفرد للغیر، ولذلک فهو یناقض الأنانیة والفردیة، وینبع مبدأ التضامن من أن جمیع أعضاء المجتمع محتاجون لبعض، وأنهم یکملون بعضًا، ولابد لهم من التضامن فیما بینهم، وبذلک یمثل التضامن قیمة اجتماعیة وقانونیة مهمة فى تعزیز مفهوم المواطنة، وتعایش المواطنین.(62)

وقد ظهر مبدأ المشارکة بما نعنیه من ممارسة وفعل للصالح العام، والحفاظ على الملکیة العامة فى مسرحیة "أکشن"، وذلک من خلال بطلی العرض "لیلى" و"أحمد"، والذین لم یقفا مکتوفی الأیدی أمام من یفکر فى سرقة آثار بلدهما، وبیعها للأجانب، وبتوظیف قدراتهم الخاصة من شجاعة، وذکاء، تمکنا مع مجموعة من حیوانات الغابة من الانتصار على من یحاول بیع الآثار، وتسلیمه إلى الشرطة، وإفساد مخططه.

ورغم ذلک لم تتجلَّ –بوضوح- بعض قیم المواطنة فى المسرحیة باستثناء قیمة التضامن والمشارکة، وغاب البناء الفنی المحکم للمسرحیة، فجاءت مقدمة المسرحیة دخیلة على العرض المسرحی، کما طغى السرد والمباشرة فى کثیر من أجزاء العمل المسرحی، بالإضافة إلى غیاب الجانب التربوی الهام فى مسرح الطفل، فبطلا العرض "لیلى"، و"أحمد" –رغم صغر سنهما- یذهبان فى رحلة إلى الغابة بمفردهما دون أن یضع الکاتب المبرر المنطقی لتلک المجازفة، مما یعرضهما للأخطار.

وفى الحکایة الثانیة من مسرحیة "فتفوته" تم طرح قیمة التضامن من خلال نموذج مصری مشرف للأطفال، وهو شخصیة الطبیب العالمی "مجدى یعقوب"، وکیف تمکن من إثبات ذاته، وتحقیق أرفع الأوسمة لمصر، ولم یکتف بذلک بل قرر العودة إلى بلده لیساهم بعلمه، وما جمعه من مال فى خدمة أبناء وطنه، وهى صورة مشرقة یسعى کُتاب مسرح الطفل إلى طرحها فى أعمالهم لحث الأطفال على الجهد والعمل، وتعریفهم بمعنى الإخلاص والانتماء للوطن، وأن حب الوطن لیس مجرد کلمات تقال، وإنما هى أفعال تتجسد على أرض الواقع.

مجدى یعقوب: ما أنا حولت فلوسی ومدخراتی على مصر.. وهفتح مرکز لجراحة القلب بالمجان.. وکمان هدرب فریق عمل یعمل عملیات زیی تمام. (مسرحیة فتفوته، ص15)

کما أکدت مسرحیة "حوادیت الأراجوز" فى حکایتها الثالثة على قیمة المشارکة والتضامن بین أفراد المجتمع، وذلک من خلال شخصیة "منصور" الذى لا یتردد فى مساعدة الغیر، ویشارکهم همومهم، ومشاکلهم، حتى أنه ضحى بعنزته الوحیدة، وقدمها إلى صدیقه عندما علم أن زوجته أنجبت طفلاً، ویحتاج إلى لبن عنزته، وکانت مکافأته أن وجد طبقًا مسحورًا یمتلئ بأشهى أنواع الأطعمة، والحبوب، وکل الخیرات، ورغم ذلک لم یفکر "منصور" سوى فى المحتاجین لمساعدتهم.

مندورة: أتعلمت منک أن أدی المحتاج.. وده شکله راجل محتاج.. وابنه کمان محتاج للبنی. (مسرحیة حوادیت الأراجوز، ص19)

3- المساواة:

المساواة إحدى قیم المواطنة التى لا یمکن الاستغناء عنها لتفعیل المواطنة، فلابد أن یکون أفراد المجتمع متساوین أمام القانون، ولا یجب التمییز بینهم على أساس النوع أو الجنس أو الدین، وأن یتساوى الجمیع فى الحقوق والواجبات دون النظر إلى القبلیة أو المکانة أو طبیعة العمل..الخ، وبذلک یکون الانتماء للدولة هو الأساس، بعد تحیید أیة هویات أو انتماءات فرعیة.

ومفهوم المساواة لا یتناقض مع الاختلاف فى المصالح والإمکانیات والمواهب الطبیعیة، وفیه تأکید ضمنی على المساواة فى المعاملة والاحترام رغم التعارض والتفاوت فى المعطیات المورثة أو المکتسبة، أو الفطریة.(63)

وألقت مسرحیة "حوادیت الأراجوز" الضوء على الخطر الذى یهدد مجتمعنا من محاولات العابثین فى بذر الفتنة بین طوائفه المختلفة، وأکدت المسرحیة على قیمة المساواة والإخاء فیما بیننا، وأن المسلمین والمسیحیین أخوة، وأن الوطن للجمیع، وأن الکل متساوون فى الحقوق والواجبات، وأن على الجمیع بذل الجهد والتضحیة فى شتى المیادین المختلفة فى سبیل إعلاء شأن مصرنا الحبیبة.

الجمیع: الوطن یعنى أرض بیوت أهل.. یعنى مکان یعیش فیه الإنسان مسلم ومسیحی.. فقیر وغنی.. متعلم وجاهل.. کنیسة وجامع.. هتعیش یا أمی یا غالیة یا مصر. (مسرحیة حوادیت الأراجوز، ص22)

4- العدل:

یُعد العدل مطلبًا ضروریًا ینشده کل أفراد المجتمع, والالتزام به من قبل المجتمع ومؤسساته تجاه الأفراد یؤدی إلى الإیجابیة فى الأداء والمشارکة الفاعلة, وإلى الترابط الاجتماعی القوى بین أفراد المجتمع, والعدالة المدعومة بسلطة القانون تهیئ الفرص الجیدة بین أفراد المجتمع، وتجعل المجتمع یعمل ککیان واحد قوى متماسک.(64)

وجاءت مسرحیة "فتفوته" فى حکایتین منفصلتین، تتناول الأولى حکایة ثورة شعب على وزیر ظالم، حیث تسعى الرعیة إلى تحقیق العدالة، ویخشى "الملک" من تنفیذ طلب الرعیة خشیة من "الوزیر" الظالم وأعوانه، فلجأ بحکمته إلى حیلة للتخلص من الوزیر الظالم المتکبر، وتحقیق العدالة، وتشیر الحکایة -فى مجملها- إلى أحداث ثورتی ینایر، ویونیه.

سنفور: الشعب یا مولای.. الشعب حزین وحاسس بظلم کبیر.. بسبب طمع الوزیر.. مکوش على کل حاجة فى البلاد.. وأتباعه مغرقینها فى الفساد. (مسرحیة فتفوته، ص5)

وینجح "الملک" فى تحقیق العدالة التى تُعد إحدى قیم المواطنة التى تحتاج إلیها الشعوب للعیش بسلام، والشعور بأنهم أصحاب البلاد، ویتأکد لدیهم الشعور بالانتماء نحوها، فمن خلال استغلال "الملک" لتکبر الوزیر وغروره، ینجح فى التخلص منه، ویحقق العدل المنشود.

الملک:    أما أنت مش کفایة عزلک وطردک من البلاد.. جاهل وطماع وکمان کداب.. انت مکنتش تستحق تبقى وزیر. (مسرحیة فتفوته، ص10)

کما سعت مسرحیة "الرسام الموهوب" إلى طرح صورة للتعاون بین سکان کوکبی الأرض، والمشترى، ورغبة سکان المشترى فى تحقیق العدل، ورفع الظلم عن کوکب الأرض حتى لو تعرضوا للخطر، فنجد "مونتو" یرفض العودة إلى کوکبه "المشترى" قبل أن ینقذ صدیقهم "شادی" من العصابة التى حاولت اختطافه.

مونتو: أنا التزمت بالأوامر.. لکن ما اقدرش أقف ساکت وأنا شایف ظلم بیحصل قدامی. (مسرحیة الرسام الموهوب، ص17)

کما أکدت مسرحیة "حوادیت الأراجوز" على قیمة العدل، فجاءت محاکمة "یوسف" بطل العرض المسرحى، ومحاسبته على ما اقترف من خطأ بسبب کسره لغصن "شجرة الزیتون" مثالاً جیدًا لتحقیق العدالة، وقضت المحاکمة بحرمانه من تناول الخضروات لمدة شهر، لکن الأشجار عادت وسامحته بعد أن اعترف بخطأه تجاه غصن "شجرة الزیتون".

5- الانتماء الوطنی:

الانتماء هو شعور داخلی یجعل المواطن یعمل بحماس وإخلاص للارتقاء بوطنه والدفاع عنه, ویُعد الانتماء تعبیرًا عن رابطة معنویة بین الفرد ومجتمعه, تقوم على أساس حاجة الفرد لتأکید ذاته ضمن کیان أکبر یمنحه أمن وجوده وحمایته.(65) فالانتماء هو تلک النزعة التى تدفع الفرد للدخول فى إطار اجتماعی فکری معین بما یقتضیه هذا من التزام بمعاییر وقواعد هذا الإطار، وبنصرته والدفاع عنه فى مقابل غیره من الأطر الاجتماعیة والفکریة الأخرى.(66)

وتجلت قیمة الانتماء الوطنی فى العدید من عروض مسرحیات الأطفال، فأکدت مسرحیة "فتفوته" على قیمة الانتماء وحب الوطن، من خلال شخصیة بطلها "مجدى یعقوب" الذى رفض أن یستمر فى العمل بالخارج رغم کل المغریات، وقرر العودة إلى الوطن لیرد الجمیل إلى بلده وشعبها.

فتفوته: ورغم أن رسالته وعلمه کانوا للعالم کله لکن انتمائه کان لوطنه.. عشان کده عمل مشروعه هنا فى مصر. (مسرحیة فتفوته، ص16)

کما طرحت مسرحیة "أکشن" صورة من صور المواطنة العالمیة، والانتماء إلى الکرة الأرضیة، فطرحت قضیة الحفاظ على البیئة، والأضرار الناجمة عن التجارب الذریة، والتلوث، والمواد الکیمیائیة، وآثارها على طبقة الأوزون، وأضرارها على البشریة، کما أکدت على قیمة حب الوطن، من خلال عدم السماح للأشرار من أمثال المعلم "جاروف" بسرقة آثار البلاد، بسبب طمعهم وجشعهم، فکان التضامن والتعاون فیما بین الأطفال والحیوانات من أجل الانتصار على الأشرار.

بغبوغة: حد یعمل کده فى وطنه.

لیلى: لیه لأ.. ما دام لقوا ناس خاینین زى المعلم جاروف.. بیحبوا الفلوس. (مسرحیة أکشن، ص19)

کما طرحت مسرحیة "شمس المحروسة" قیمة الانتماء، وحب الوطن، وظهر هذا من خلال رفض الأطفال لبناء السور الذى حجب الشمس عن مملکتهم، وحولها إلى مملکة من الجهل والظلام، کما جاءت نهایة المسرحیة باستجابة "الملک" لرأی أطفال المملکة، بعد أن نجح "نور" البستانی الفقیر فى إحضار الصینیة المسحورة التى کانت السبب فى شفاء ابنته بعد أن عجز الأطباء عن شفائها، وبدلاً من أن یطلب "نور" مکافأته بأن یتزوج بالأمیرة "شمس"، نجده یضحى بحبه فى سبیل أن یزیل الملک السور الذى حجب الشمس عن مصر، لیزیل معه التخلف والجهل.

نور :    شرطی هو شرط الحکیم.. وشرط کل الناس.. تأمر بهدم السور. (مسرحیة شمس المحروسة، ص64)

أما مسرحیة "شمس وقمر" فقد أکدت على مجموعة من الواجبات التى یجب أن تلتزم بها الرعیة تجاه وطنها، کعدم الخداع، والسرقة، والغش، مع الالتزام بالأمانة فى العمل، فنجد "شمس"، و"قمر" یجعلان اللصین یعترفان بسرقتهما لمال الرعیة أمام الوزیر "حمدان"، بعد أن تعلما معنى حب الوطن، کما أن الأمیرة "شمس" تتعهد لمعلمها "قمر" بأن تعدل بین الرعیة، وتعمل على سعادة شعبها.

6- الحریة:

تُعد الحریة إحدى أهم قیم المواطنة، فلا یمکن أن تنشأ علاقة سویة بین الفرد والدولة فى ظل غیاب الحریات، فالحریة –أیًا کان شکلها- کحریة الاعتقاد، والتعبیر عن الرأی، والاحتجاج، والمشارکة فى التنظیمات جمیعها تعزز ثقة المواطن بنفسه وبقدراته، وشعوره بکونه إنسانًا له وجود وکیان، وقادر على المشارکة بفاعلیة فى کافة المجالات المجتمعیة داخل الدولة، شریطة ألا تتعارض ممارسة تلک الحریات مع أمن الوطن وسلامته.

وقد أکدت مسرحیة "شمس المحروسة" على أهمیة حریة التعبیر عن الرأی، والنتائج الوخیمة المترتبة على الدیکتاتوریة، فملک مصر یصدر فرمانًا ببناء سور یحجب به نور الشمس عن المملکة لأنه لا یحب الشمس، مما جعل الرعیة تعیش فى ظلام وجهل، ولم یستجب "الملک" لرأی زوجته، وابنته، وأطفال المملکة، کما رفض أن یستشیر أصحاب الحکمة قبل أن ینفق کل أموال المملکة على بناء السور.

بیس:    طیب نسأل أهل العلم والحکمة.. أهل الخبرة.. نسأل حتى الناس اللی بتفهم.. أعمل مرة استفتا.(مسرحیة شمس المحروسة، ص26)

ونتیجة لانفراد "الملک" بقراراته، وعدم أخذ رأی من حوله، تصاب المملکة بالمرض، وتتعرض للجهل، وتتوقف کل مجریات الحیاة، وتصبح المملکة فى حالة کسل تام، فلم یُعد أحد یعرف اللیل من النهار، وتوقف العمل، وثارت ثائرة أطفال المملکة التى تعشق النور، وتحب العلم والحریة، بالمطالبة بإزالة السور الذى بناه "الوزیر"، ویقوم الأطفال بهدم جزء منه، إلا أن "الوزیر" الذى یکره العلم والعمل یُعید بناء ما أزیل منه.

فقد سعت المسرحیة إلى حث الأطفال على التعبیر عن آرائهم بحریة، ودون خوف، والمطالبة بحقوقهم من الظالم، والدیمقراطیة، وکذلک العمل، ونبذ التواکل، وإدراک أهمیة الشمس التى لا یمکن الاستغناء عنها.

الملکة: لو قدرت أهده کله.. کنت عملتها.

الوزیر: أحنا بناخد على البنا دینار.. وعلى الهدد دینارین. (مسرحیة شمس المحروسة، ص29)

أما مسرحیة "حوادیت الأراجوز" فطرحت الحکایة الأولى قیمة حریة الرأی والتعبیر، ولکن تلک الحریة مکفولة باحترام الآخر حتى وإن اختلف فى الرأی، فالاختلاف فى الرأی لا یفسد للود قضیة، فکل إنسان من حقه التعبیر عن رأیه وفقًا لما یراه، وعلى الآخر احترام رأیه، وإن اختلف معه دون تجریح.

عم زمان: مش بالضرورة إنی اقتنع بالرأی الأخر.. بس من الضرورى لما اختلف معاه فى الرأی ما اضربوش. (مسرحیة حوادیت الأراجوز، ص5)

النتائج

من خلال العرض السابق للإطارین: النظری والتحلیلی للدراسة، توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج یمکن رصدها فیما یلی:-

-        یزخر الخطاب القیمی المقدم للأطفال من خلال عروض مسرحیات الأطفال -عینة الدراسة- على قیم متنوعة، کالقیم التربویة، والسیاسیة، والاجتماعیة، والاقتصادیة، والجمالیة، ونجحت بعض العروض فى عکس قیم المواطنة وتعزیزها لدى الأطفال ومن أبرز تلک القیم: الانتماء للوطن، والتضحیة، والمشارکة المجتمعیة.

-        احتلت مجموعة من قیم المواطنة أعلى النسق القیمی فى عینة الدراسة من نصوص وعروض مسرح الطفل مثل قیم: الانتماء الوطنی، والتضامن، والعدل، واحترام الآخر، بینما ظهرت مجموعة أخرى من قیم المواطنة -بشکل محدود- مثل قیمتی: الدیمقراطیة، والحریة.

-        انعکست قیمتا التضامن والانتماء الوطنی –بوضوح- فى عینة الدراسة، فکانتا من أکثر قیم المواطنة تعزیزًا فى مسرحیات الأطفال، فتجلت قیمة التضامن التى تقوم على فکرة مساعدة الغیر، ونبذ الأنانیة فى مسرحیات: "أکشن"، و"فنفوته"، و"حوادیت الأراجوز"، أما قیمة "الانتماء الوطنی"، "وحب الوطن"، فبرزت فى مسرحیات: "فنفوته"، و"أکشن"، و"شمس المحروسة".

-        ظهرت قیمة احترام الآخر، والتى عادة ما تبدو فى مسرح الطفل من خلال المزج بین العوالم المختلفة داخل بنیة النص المسرحی، فالإنسان والحیوانات، والنباتات، والجمادات.. الخ، تتعامل جمیعها فیما بینها داخل بنیة النص المسرحی دون وجود أیة فواصل فیما بینها، وقد ظهرت قیمة احترام الآخر فى مسرحیتی: "الرسام الموهوب"، و"حوادیت الأراجوز"، أما قیمة المساواة فبرزت فى مسرحیة "حوادیت الأراجوز"، أما قیمة العدل فبرزت فى مسرحیة "فتفوته"، وجاءت قیمة الدیمقراطیة فى مسرحیة "شمس المحروسة".

-        لم تتجل بعض قیم المواطنة فى بعض العروض المسرحیة کما فى مسرحیة "قصاقیص"، والتى اعتمدت على التراث الشعبی من خلال طرح حکایتین اعتمدت فیهما على إبراز بعض القیم التربویة والاجتماعیة کالأمانة، والصدق، والشجاعة، والإخلاص، أما مسرحیة "الرسام الموهوب" فمن خلال الجمع بین عالمی الواقع والخیال، أکدت على قیم جمالیة، وأخرى تربویة کالإخلاص، والأمانة، والشرف والتفانی فى العمل، أما مسرحیة "الجمیلة والوحش" فقد طرحت إحدى السلوکیات السلبیة کالغرور الذى اتسم به "الأمیر" و"جاستون"، وبینت أثر الغرور فى جعل الإنسان شخصًا مکروهًا ومنبوذًا من الجمیع، وعندما یزول الغرور والکبر عنهما، یصبحان أکثر تواضعًا، ویکتسبان الحب ممن حولهما، فقد أبرزت المسرحیة أن الحب، ومساعدة الآخر هما الوسیلة الضروریة للخلاص من الغرور، وکسب مودة الآخرین.

-        اهتم کُتاب مسرح الطفل بطرح القیم التربویة للأطفال، کالأمانة، والصدق، ونبذ الغرور والتکبر، والتواضع، وابتعدت –إلى حد ما- عن بعض قیم المواطنة کالدیمقراطیة والحریة.

-        رغم شدة الاحتیاج إلى تدعیم وتعزیز قیم المواطنة فى أعمال مسرح الطفل، خاصة فى تلک المرحلة الحرجة التى تمر بها مصرنا الحبیبة إلا أننی أرى أن التأکید على قیم المواطنة جاء فى عینة الدراسة بشکل متوسط إلى حد ما، ولم تتبلور تلک القیم بشکل أکثر وضوحًا بل ظهرت –أحیانًا- کطیف عابر بعیدًا عن السیاق الدرامی للأحداث فى معظم الأعمال المسرحیة.

-        جاءت معظم المسرحیات محملة بأغانی تحمل الطابع الوطنی، وتحث الأطفال على العدید من قیم المواطنة کالانتماء إلى الوطن، والدفاع عنه ضد أی معتدٍ، وبذل التضحیة من أجل رقیه، والمشارکة فى نموه وازدهاره، کما فى مسرحیات: "أکشن"، و"فتفوته"، و"شمس المحروسة"، وذلک نتیجة الوعی بأهمیة وأثر الأغنیة على الأطفال، وما تضفیه من متعة، وجانب قیمی هام لدیهم.

-        غلب على معظم المسرحیات عینة الدراسة الجانب التثقیفی الذى یسعى مسرح الطفل إلى تقدیمه للأطفال، لکن کان یتم طرحه –فى معظم الأحوال- بشکل وعظی وسردی، دون ربطه بسیاق الأحداث الدرامیة للفکرة الأساسیة، بل نجد أن المعلومات کانت تصب فى لحظة معینة بعیدة عن سیاق الحدث.

-        رغم الاعتماد على الإطار التاریخی فى بعض عروض عینة الدراسة إلا أن الاعتماد على الشخصیات الوطنیة الزاخرة بالتاریخ المصری، والقضایا الوطنیة التى تمثل قیم المواطنة جاء ضعیفًا، رغم کونه أحد السبل التى تمثل القدوة للأطفال، وأحد مصادر القدوة لدیهم، وجاءت الشخصیات الفرعونیة کما فى مسرحیة "شمس المحروسة" هزیلة، ولا تتناسب مع حضارتنا الفرعونیة وتاریخنا.

 

التـوصیات

-        ضرورة أن یعی کاتب مسرح بضرورة توظیف قیم المواطنة فى أعماله المسرحیة کالانتماء، والحریة، والعدالة.. وغیرها، لما لها من أهمیة قصوى فى حیاة الأطفال، والتى لا تقل أهمیتها عن القیم التربویة التى یرکز علیها معظم کُتاب مسرح الطفل.

-        أن یتم اختار العروض المقدمة على مسارح الدولة وفقًا لإستراتیجیة مسبقة، تقوم على التنوع فى المضمون المقدم، والقیم المطروحة حتى لا نجد أنفسنا أمام مجموعة من العروض المسرحیة المقدمة للأطفال التى تدور فى فلک قیمة معینة، وإطار محدد.

-        ضرورة ربط العروض المسرحیة المقدمة للطفل بالواقع الذى یعیشه من متغیرات تکنولوجیة، وقضایا مجتمعیة، یلامسها الأطفال فى عالم الکبار، ویحتاج دائمًا إلى التعرف علیها وفهمها، وبذلک لا یکون هناک فصل بین الطفل وواقعه المعاش.

-        عدم الاستهانة بقدرات الطفل العقلیة، حیث یقدم –فى کثیر من الأحیان- محتوى أقل من إمکانیاته وقدراته، مع ضرورة التنوع فى الشخصیات والمضامین المقدمة، خاصة أن عالم الطفل زاخر بالکثیر من المکنونات التى یمکن التعامل معها، ولکن المهم التوظیف الجید لها. 

-        یجب على فریق العمل المسرحى أن یعی جیدًا طبیعة المتلقی الذى یقدم له مضمونه، وهو جمهور الأطفال، وما له من خصائص نفسیة واجتماعیة وتربویة، فالبعض یخرج –أحیانًا- عن السیاق الطبیعی للعمل المقدم للطفل، ویستشعر أنه یقدم عمله للکبار الذین یحضرون العروض معه.

 

 

 

 

 

 

 


الهـوامش

1-          خالد، ولاء احمد حسن (2015). برنامج تدریبی للطالبة المعلمة باستخدام المسرح التفاعلی لتنمیة بعض الممارسات الدیمقراطیة لطفل الروضة، ماجستیر، قسم العلوم الأساسیة، کلیة ریاض الأطفال، جامعة القاهرة.

2-          محمد، تامر عبد الرؤوف محروس (2014). قیم المواطنة والانتماء فى المسرح المدرسی فى الفترة من 2000 – 2012 " دراسة تطبیقیة على طلاب المرحلة الإعدادیة"، دکتوراه، قسم الدراسات المسرحیة، کلیة الآداب، جامعة الإسکندریة.

3-          عبد الوهاب، غیداء منصور (2013). أثر أنشطة مقترحة لتنمیة المواطنة لدى أطفال ما قبل المدرسة، کلیة التربیة، جامعة الخرطوم، السودان.

4-      Pigkou-Repousi, Myrto (2012). Ensemble theatre and citizenship education: How ensemble theatre contributes to citizenship education, University of Warwick (United Kingdom), ProQuest Dissertations Publishing.

5-          عبدالله، محمود أحمد (2012).المواطنة فی الروایة المصریة "إدوار الخراط نموذجًا"، دکتوراه غیر منشورة، قسم الاجتماع، کلیة الآداب، جامعة بنها.

6-          سلیم، هبة خالد أحمد (2011). بناء برنامج تدریسی مستند على مسرحة المناهج وقیاس أثره فی تنمیة مفهوم المواطنة ومهارة التواصل الاجتماعی فی مبحث التربیة الوطنیة لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا، دکتوراه، جامعة عمان العربیة للدراسات العلیا، الأردن.

7-      Parry, Simon (2010). Dimensions of citizenship in applied theatre, University of London, Royal Holloway College (United Kingdom), ProQuest Dissertations Publishing.

8-      Howe, Kelly Britt (2010). Adapting Boal's Legislative Theatre: Producing democracies, casting citizens as policy experts, The University of Texas at Austin, ProQuest Dissertations Publishing.

9-      Jason John Wood (2009). Young People and Active Citizenship: An Investigation, Philosophy (PhD), De Montfort University.

10-      أحمد، السعید حنفی حسین (2009). قیم المواطنة المتضمنة فى بعض قصص الأطفال، قسم الإعلام وثقافة الأطفال، معهد الدراسات لعلیا للطفولة، جامعة عین شمس.

11-  Dalla Dea, Ariane Lumena Andrade (2008). Theater, politics, and culture: The role of life experience, symbols, and representation in constructing citizenship and democracy in Brazil, University of California, Irvine, ProQuest Dissertations Publishing.

12-      فوزی، سامح (2007). المواطنة، الطبعة الأولى، سلسلة تعلیم حقوق الإنسان "10"، القاهرة: مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ص7.

13-      الصائغ، بان غانم أحمد (2009). التأصیل التاریخی لمفهوم المواطنة، مرکز الدراسات الإقلیمیة، دراسات إقلیمیة 5، المجلد 13، جامعة الموصل، العراق، ص317.

On line: http://www.iasj.net/iasj?func=issueTOC&isId=1720&uiLanguage=ar

14-      القصار، طارق محمد طیب، والطائی، طارق محمد ذنون (2009). أثر العامل الخارجی فى المواطنة، مرکز الدراسات الإقلیمیة، دراسات إقلیمیة 5، المجلد 13، جامعة الموصل، العراق، ص66-67.

15-      نصار، علی عبد الرؤوف (2013).  تصور مقترح لتفعیل قیم المواطنة لدى الطلاب المعلمین بکلیات التربیة فی جامعة القصیم على ضوء التحدیات المعاصرة، مجلة جامعة القصیم فرع العلوم التربویة والنفسیة، المجلد 7 ، العدد، 1، جامعة القصیم، المملکة العربیة السعودیة، ص 67 – 207.

16-      صقر، وسام محمد جمیل (2010). الثقافة السیاسیة وانعکاسها على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجامعی فى قطاع غزة 2005 - 2009 "دراسة میدانیة على عینة من طلبة جامعات قطاع غزة"، ماجستیر، کلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة، جامعة الأزهر، ص110.

17-      کیر، أمیمه، وکشیدة، خدیجة (2015). دور مادة التربیة البدنیة فى تعزیز قیم المواطنة فى بعدیها الاجتماعی والقیمی لدى تلامیذ السنة الثالثة من التعلیم الثانوی "دراسة میدانیة على عینة من تلامیذ السنة ثالثة ثانوی بثانویتی قمار/الوادی، جامعة الشهید حمه لخضر الوادی، کلیة العلوم الاجتماعیة والإنسانیة، قسم العلوم الاجتماعیة، الجزائر، ص75.

18-      الدوسری، خالد (2014). دور المعلم فىتنمیة الانتماء الوطنی، مجلة المعرفة، نشر فى 7 سبتمبر.

On line: http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=427&SubModel=138&ID=2255

19-      العقیل، عصمت حسن، والحیارى، حسن أحمد (2014). دور الجامعات الأردنیة فى تدعیم قیم المواطنة، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة، مجلد 10، عدد 4، ص518.

20-      صقر، وسام محمد جمیل (2010). مرجع سابق، ص109.

21-      العقیل، عصمت حسن، والحیارى، حسن أحمد (2014). مرجع سابق، ص518.

22-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014).المواطنة بین السیاسة الشرعیة والتحدیات المعاصرة، مرکز الزهاوی للدراسات الفکریة، المؤتمر العلمی الثالث الذى انعقد یوم 16/5/2014، بعنوان: النظام السیاسی فی الفکر الإسلامی " تحدیات الواقع وآفاق المستقبل"، السلیمانیة، کردستان العراق، ص33. متاح على:     On line: http://neelain.edu.sd/mag/3/issues/11

23-      شخمان، محمد (2010). مکتب التوجیه المجتمعی، نشرة فصلیة تصدر عن مکتب التوجیه المجتمعی بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة، الکویت: السنة الثانیة، أبریل، ص1.

24-      شخمان، محمد (2010). نفس المرجع السابق، ص1.

25-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014). مرجع سابق، ص33.

26-      کیر، أمیمه، وکشیدة، خدیجة (2015). مرجع سابق، ص78.

27-      نصار، علی عبد الرؤوف (2013). مرجع سابق، ص67 – 207.

28-      داود، عبد العزیز أحمد (2011). دور الجامعة فى تنمیة قیم المواطنة لدى الطلبة "دراسة میدانیة بجامعة کفر الشیخ"، المجلة الدولیة للأبحاث التربویة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، العدد 30، ص262.

29-      حنان، تیتی (2014). دور وسائل الإعلام فی تفعیل قیم المواطنة لدى الرأی العام "حالة الثورات وقیم الانتماء لدى الشعوب العربیة"، ماجستیر، قسم العلوم السیاسیة والعلاقات الدولیة، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة محمد خیضر بسکرة، الجزائر، ص35.

30-       کیر، أمیمه، وکشیدة، خدیجة (2015). مرجع سابق، ص72.

31-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014).مرجع سابق، ص39.

32-      حنان، تیتی (2014). مرجع سابق، ص35.

33-      قریش، عبد العزیز (2008). مفهوم المواطنة وحقوق المواطن، ملتقى مبادرات التواصل والإعلام والتوثیق فاس، المنتدى المتوسطی الدولی الثانی لجمعیات المجتمع المدنی المنظم تحت شعار: "الکرامة الإنسانیة هى الرأسمال الأساسی لوجود الإنسان"، فاس من 4-6 یولیو. متاح على:

On line: http://www.oujdacity.net/international-article-12475-ar/international-article-12475-ar.html

34-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014). مرجع سابق، ص39.

35-      قریش، عبد العزیز (2008). مرجع سابق. 

36-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014).مرجع سابق، ص40.

37-      بوزکری، رشدی (2014). المواطنة ودورها فى بناء الدولة القویة "الکویت نموذجًا"، ماجستیر، قسم الحقوق والعلوم السیاسیة، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة محمد خیضر، بسکرة، الجزائر، ص23.

38-      حنان، تیتی (2014). مرجع سابق، ص34.

39-      کیر، أمیمه، وکشیدة، خدیجة (2015). مرجع سابق، ص73.

40-      المعمری، سیف بن ناصر بن علی (2014). التربیة من أجل المواطنة فى دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة "الواقع والتحدیات"، مجلة رؤى إستراتیجیة، مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتیجیة، یولیو، ص49.

41-      بوزکری، رشدی (2014). مرجع سابق، ص10.

42-      عمار، رضوى (2014). التعلیم والمواطنة والاندماج الوطنی، مرکز العقد الاجتماعی، مرکز المعلومات ودعم واتخاذ القرار، مجلس الوزراء المصری، ص13.

43-      فوزی، سامح (2007). مرجع سابق، ص10.

44-      عیسوی، فینان نبیل (2016). المواطنة فى الفکر الإسلامی، سلسلة إصدارات خاصة "رقم 150"، القاهرة: الهیئة العامة لقصور الثقافة، ص19.

45-      فوزی، سامح (2007). مرجع سابق، ص10.

46-      عیسوی، فینان نبیل (2016). مرجع سابق، ص18-19.

47-      بوزکری، رشدی (2014). مرجع سابق، ص26.

48-      صقر، وسام محمد جمیل (2010). مرجع سابق، ص113.

49-      عیسوی، فینان نبیل (2016). مرجع سابق، ص19.

50-      المعمری، سیف بن ناصر بن علی (2014). مرجع سابق، ص50.

51-      فوزی، سامح (2007). مرجع سابق، ص19.

52-      خلیل، أیمن (2013). دور الأخصائی الاجتماعی فی تنمیة قیم المواطنة فی نفوس الطلاب،  نشر فى 2 نوفمبر. متاح على:

On line: http://royaleg.net/mazarquality4/index.php/edara/egtemaeah/127-2013-11-26-20-55-31

53-      المعمری، سیف بن ناصر بن علی (2014). مرجع سابق، ص50.

54-      جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014). مرجع سابق، ص37.

55-      فوزی، سامح (2007). مرجع سابق، ص23.

56-      عیسوی، فینان نبیل (2016). مرجع سابق، ص33.

57-      الفیصل، سمر روحی (1998). أدب الأطفال وثقافتهم "قراءة نقدیة"، سوریا: منشورات اتحاد کتاب العرب، ص15-16.

58-      المعمری، سیف بن ناصر بن علی (2014). مرجع سابق، ص47.

59-      أبو حشیش، بسام محمد (2010). دور کلیات التربیة فى تنمیة قیم المواطنة لدى الطلبة المعلمین بمحافظات غزة، مجلة جامعة الأقصى، سلسلة العلوم الإنسانیة، المجلد الرابع عشر، العدد الأول، ینایر، ص251.

60-      حامد، حنان سید محمد (2012). ثقافة المواطنة لدى طلاب التعلیم الثانوی الفنی "بحث حالة"، دکتوراه، معهد الدراسات التربویة، جامعة القاهرة.

61-      صباغ، علی (2014). نحو عصر جدید فى تربیة المواطنة، مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، مرکز جیل البحث العلمی، العدد 2 یونیه، الجزائر، ص107.

62-      شقیر، حفیظة، وفراوس، شقیر (2014). الشباب والمواطنة الفعالة، صندوق الأمم المتحدة للسکان وائتلاف حافلة المواطنة، أبریل، ص22.

63-      دیاب، قاید (2007).المواطنة والعولمة .. تساؤل الزمن الصعب، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ص35. متاح على:

On line: http://www.sooqukaz.com/index.php?option=com_edocman&view=document&id=9880&Itemid=250

64-      خلیل، أیمن (2013). مرجع سابق.

65-      داود، عبد العزیز أحمد (2011). مرجع سابق، ص261.

66-      مراد، حنان، ومالکی، حنان (2011). أثر الانفتاح الثقافی على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجزائری دراسة میدانیة على عینة من طلبة جامعة محمد خیضر بسکرة، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، ع5، خاص: الملتقى الدولی الأول حول الهویة والمجالات الاجتماعیة فى ظل التحولات السوسیوثقافیة فى المجتمع الجزائری، الجزائر، ص545. متاح على:

On line: http://search.shamaa.org/arFullRecord.aspx?ID=108251


المصادر والمراجع

- المصـادر

-        أکشن "مسرحیة"، تألیف: یحیی زکریا، إخراج: عادل الکومی، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2014.

-        الجمیلة والوحش "مسرحیة"، تألیف وأشعار: ناصر محمود "عن حکایة الجمیلة والوحش من التراث العالمی"، إخراج: محمود حسن، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2013.

-        الرسام الموهوب "مسرحیة"، تألیف وإخراج/ زین نصار، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2015.

-        حوادیت الأراجوز "مسرحیة"، تألیف: راندا إبراهیم، إخراج: محسن العزب، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2014.

-        شمس المحروسة "مسرحیة"، تألیف: بیومی قندیل، إخراج: محمد عبد المعطى، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2012.

-        شمس وقمر "مسرحیة، تألیف: فاطمة یوسف، إخراج: محمود الألفی، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2014.

-        فتفوته "مسرحیة"، تألیف: سامیة حبیب، وإخراج: ریهام عبد الحمید، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2014.

-        قصاقیص "مسرحیة"، تألیف: کامل الکیلانى، وإخراج: السید عبد الرحمن، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2012.

-        کابتن بلیة "مسرحیة"، تألیف: أمین بکیر، إخراج: یوسف أبو زید، إنتاج المسرح القومی للطفل، 2015.

 

 

 

- المراجـع العربیـة

1-      أبو حشیش، بسام محمد (2010). دور کلیات التربیة فى تنمیة قیم المواطنة لدى الطلبة المعلمین بمحافظات غزة، مجلة جامعة الأقصى، سلسلة العلوم الإنسانیة، المجلد الرابع عشر، العدد الأول، ینایر.

2-      أحمد، السعید حنفی حسین (2009). قیم المواطنة المتضمنة فى بعض قصص الأطفال، قسم الإعلام وثقافة الأطفال، معهد الدراسات لعلیا للطفولة، جامعة عین شمس.

3-      الدوسری، خالد (2014). دور المعلم فىتنمیة الانتماء الوطنی، مجلة المعرفة، نشر فى 7 سبتمبر. متاح على الانترنت.

http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=427&SubModel=138&ID=2255

4-      الصائغ، بان غانم أحمد (2009). التأصیل التاریخی لمفهوم المواطنة، مرکز الدراسات الإقلیمیة، دراسات إقلیمیة 5، المجلد 13، جامعة الموصل، العراق. متاح على الانترنت

http://www.iasj.net/iasj?func=issueTOC&isId=1720&uiLanguage=ar

5-      العقیل، عصمت حسن، والحیارى، حسن أحمد (2014). دور الجامعات الأردنیة فى تدعیم قیم المواطنة، المجلة الأردنیة فى العلوم التربویة، مجلد 10، العدد 4.

6-      الفیصل، سمر روحی (1998). أدب الأطفال وثقافتهم "قراءة نقدیة"، سوریا: منشورات اتحاد کتاب العرب.

7-      القصار، طارق محمد طیب، والطائی، طارق محمد ذنون (2009). أثر العامل الخارجی فى المواطنة، مرکز الدراسات الإقلیمیة، دراسات إقلیمیة 5، المجلد 13، جامعة الموصل، العراق.

8-      المعمری، سیف بن ناصر بن علی (2014). التربیة من أجل المواطنة فى دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة "الواقع والتحدیات"، مجلة رؤى إستراتیجیة، مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتیجیة، یولیو.

9-      بوزکری، رشدی (2014). المواطنة ودورها فى بناء الدولة القویة "الکویت نموذجًا"، ماجستیر، قسم الحقوق والعلوم السیاسیة، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة محمد خیضر، بسکرة، الجزائر.

10-  جنکو، علاء الدین عبد الرزاق (2014).المواطنة بین السیاسة الشرعیة والتحدیات المعاصرة، مرکز الزهاوی للدراسات الفکریة، المؤتمر العلمی الثالث الذى انعقد یوم 16/5/2014، بعنوان: النظام السیاسی فی الفکر الإسلامی " تحدیات الواقع وآفاق المستقبل"، السلیمانیة، کردستان العراق. متاح على الانترنت

http://neelain.edu.sd/mag/3/issues/11

11-  حامد، حنان سید محمد (2012). ثقافة المواطنة لدى طلاب التعلیم الثانوی الفنی "بحث حالة"، دکتوراه، معهد الدراسات التربویة، جامعة القاهرة.

12-  حمدان، سعید بن سعید ناصر (2013).دور الأسرة فی تنمیة قیم المواطنة لدى الشباب فى ظل تحدیات العولمة "رؤیة اجتماعیة تحلیلیة"، المنتدى العربی للعلوم الاجتماعیة والإنسانیة، السبت نوفمبر. متاح على الانترنت http://socio.montadarabi.com/t3445-topic

13-  حنان، تیتی (2014). دور وسائل الإعلام فی تفعیل قیم المواطنة لدى الرأی العام "حالة الثورات وقیم الانتماء لدى الشعوب العربیة"، ماجستیر، قسم العلوم السیاسیة والعلاقات الدولیة، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة محمد خیضر بسکرة، الجزائر.

14-  خالد، ولاء احمد حسن (2015). برنامج تدریبی للطالبة المعلمة باستخدام المسرح التفاعلی لتنمیة بعض الممارسات الدیمقراطیة لطفل الروضة، ماجستیر، قسم العلوم الأساسیة، کلیة ریاض الأطفال، جامعة القاهرة.

15-  خلیل، أیمن (2013). دور الأخصائی الاجتماعی فی تنمیة قیم المواطنة فی نفوس الطلاب،  نشر فى 2 نوفمبر. متاح على الانترنت

http://royaleg.net/mazarquality4/index.php/edara/egtemaeah/127-2013-11-26-20-55-31

16-  داود، عبد العزیز أحمد (2011). دور الجامعة فى تنمیة قیم المواطنة لدى الطلبة "دراسة میدانیة بجامعة کفر الشیخ"، المجلة الدولیة للأبحاث التربویة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، العدد 30.

17-  دیاب، قاید (2007).المواطنة والعولمة .. تساؤل الزمن الصعب، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. متاح على الانترنت

http://www.sooqukaz.com/index.php?option=com_edocman&view=document&id=9880&Itemid=250

18-  سلیم، هبة خالد أحمد (2011). بناء برنامج تدریسی مستند على مسرحة المناهج وقیاس أثره فی تنمیة مفهوم المواطنة ومهارة التواصل الاجتماعی فی مبحث التربیة الوطنیة لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا، دکتوراه، جامعة عمان العربیة للدراسات العلیا، الأردن.

19-  شخمان، محمد (2010). مکتب التوجیه المجتمعی، نشرة فصلیة تصدر عن مکتب التوجیه المجتمعی بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة، الکویت: السنة الثانیة، أبریل.

20-  شقیر، حفیظة، وفراوس، شقیر (2014). الشباب والمواطنة الفعالة، صندوق الأمم المتحدة للسکان وائتلاف حافلة المواطنة، أبریل.

21-  صباغ، علی (2014). نحو عصر جدید فى تربیة المواطنة، مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، مرکز جیل البحث العلمی، العدد 2 یونیه، الجزائر.

22-  صقر، وسام محمد جمیل (2010). الثقافة السیاسیة وانعکاسها على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجامعی فى قطاع غزة 2005 - 2009 "دراسة میدانیة على عینة من طلبة جامعات قطاع غزة"، ماجستیر، کلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة، جامعة الأزهر.

23-  عبد الله، محمود أحمد (2012).المواطنة فی الروایة المصریة "إدوار الخراط نموذجًا"، دکتوراه غیر منشورة، قسم الاجتماع، کلیة الآداب، جامعة بنها.

24-  عبد الوهاب، غیداء منصور (2013). أثر أنشطة مقترحة لتنمیة المواطنة لدى أطفال ما قبل المدرسة، کلیة التربیة، جامعة الخرطوم، السودان.

25-  عمار، رضوى (2014). التعلیم والمواطنة والاندماج الوطنی، مرکز العقد الاجتماعی، مرکز المعلومات ودعم واتخاذ القرار، مجلس الوزراء المصری.

26-  عیسوی، فینان نبیل (2016). المواطنة فى الفکر الإسلامی، سلسلة إصدارات خاصة "رقم 150"، القاهرة: الهیئة العامة لقصور الثقافة.

27-  فوزی، سامح (2007). المواطنة، الطبعة الأولى، سلسلة تعلیم حقوق الإنسان "10"، القاهرة: مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.

28-  قریش، عبد العزیز (2008). مفهوم المواطنة وحقوق المواطن، ملتقى مبادرات التواصل والإعلام والتوثیق فاس، المنتدى المتوسطی الدولی الثانی لجمعیات المجتمع المدنی المنظم تحت شعار: "الکرامة الإنسانیة هى الرأسمال الأساسی لوجود الإنسان"، فاس من 4-6 یولیو. متاح على الانترنت

http://www.oujdacity.net/international-article-12475-ar/international-article-12475-ar.html

29-  کیر، أمیمه، وکشیدة، خدیجة (2015). دور مادة التربیة البدنیة فى تعزیز قیم المواطنة فى بعدیها الاجتماعی والقیمی لدى تلامیذ السنة الثالثة من التعلیم الثانوی "دراسة میدانیة على عینة من تلامیذ السنة ثالثة ثانوی بثانویتی قمار/الوادی، جامعة الشهید حمه لخضر الوادی، کلیة العلوم الاجتماعیة والإنسانیة، قسم العلوم الاجتماعیة، الجزائر.

30-  محمد، تامر عبد الرؤوف محروس (2014). قیم المواطنة والانتماء فى المسرح المدرسی فى الفترة من 2000 – 2012 " دراسة تطبیقیة على طلاب المرحلة الإعدادیة"، دکتوراه، قسم الدراسات المسرحیة، کلیة الآداب، جامعة الإسکندریة.

31-  مراد، حنان، ومالکی، حنان (2011). أثر الانفتاح الثقافی على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجزائری دراسة میدانیة على عینة من طلبة جامعة محمد خیضر بسکرة، مجلة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، ع5، خاص: الملتقى الدولی الأول حول الهویة والمجالات الاجتماعیة فى ظل التحولات السوسیوثقافیة فى المجتمع الجزائری، الجزائر. متاح على الانترنت

http://search.shamaa.org/arFullRecord.aspx?ID=108251

32-  نصار، علی عبد الرؤوف (2013).  تصور مقترح لتفعیل قیم المواطنة لدى الطلاب المعلمین بکلیات التربیة فی جامعة القصیم على ضوء التحدیات المعاصرة، مجلة جامعة القصیم فرع العلوم التربویة والنفسیة، المجلد7، العدد، 1، جامعة القصیم، المملکة العربیة السعودیة.

- المراجــع الأجنبیة

1-      Pigkou-Repousi, Myrto (2012). Ensemble theatre and citizenship education: How ensemble theatre contributes to citizenship education, University of Warwick (United Kingdom), ProQuest Dissertations Publishing.

2-      Parry, Simon (2010). Dimensions of citizenship in applied theatre, University of London, Royal Holloway College (United Kingdom), ProQuest Dissertations Publishing.

3-      Howe, Kelly Britt (2010). Adapting Boal's Legislative Theatre: Producing democracies, casting citizens as policy experts, The University of Texas at Austin, ProQuest Dissertations Publishing.

4-      Jason John Wood (2009). Young People and Active Citizenship: An Investigation, Philosophy (PhD), De Montfort University.

5-      Dalla Dea, Ariane Lumena Andrade (2008). Theater, politics, and culture: The role of life experience, symbols, and representation in constructing citizenship and democracy in Brazil, University of California, Irvine, ProQuest Dissertations Publishing.