واقع ممارسة مديري مدارس التعليم العام بدولة الکويت للعلاقات الإنسانية من منظور أعضاء الهيئة التعليمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة الکشف عن واقع ممارسة مديري المدارس لأسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانية من منظور أعضاء الهيئة التعليمية ومدى تأثرها بالمعيقات، وقد شملت عينة الدراسة (736) معلمًا ورئيس قسم من مدارس التعليم العام، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي، واستخدمت الاستبانة باعتبارها أداة لها، وتکونت من (21) فقرة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج: (1) اتجاهات مديري المدارس نحو العلاقات الإنسانية من وجهه نظر أعضاء الهيئة التدريسية بدرجة کبيرة; (2) وجود معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانية لدى المديرين بدرجة متوسطة; (3) وجود المعوقات التي تؤثر على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانية لدى الإناث ومنطقة مبارک الکبير والمرحلة الابتدائية طبقًا لمتغيرات الدراسة; (4) الإدارة بالعلاقات الإنسانية کانت دالة مع سنوات الخبرة (11) سنة وأکثر ومنطقة الجهراء التعليمية وعدم وجود فروق تُعزى للرتبة الوظيفية والمؤهل العلمي; (5) تؤثر المعوقات بنسبة 53% على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانية، وقد خلصت الدراسة بعدة توصيات، منها إعطاء مديري المدارس المزيد من الصلاحيات لتمکينهم من ممارسة دورهم القيادي بصورة أعمق

الكلمات الرئيسية


واقع ممارسة مدیری مدارس التعلیم العام بدولة الکویت للعلاقات الإنسانیة من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة

د. أحمد سلامه العنزی

(مدرس فی قسم الإدارة التربویة بجامعة الکویت)

أ‌.        شیماء عیسى الانصاری
(موجه أنشطة تربویة فی وزارة التربیة)
أ. ایمان عبدالکریم القاسم
(معلم ریاض أطفال فی وزارة التربیة)

ملخص الدراسة

هدفت الدراسة الکشف عن واقع ممارسة مدیری المدارس لأسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة ومدى تأثرها بالمعیقات، وقد شملت عینة الدراسة (736) معلمًا ورئیس قسم من مدارس التعلیم العام، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی، واستخدمت الاستبانة باعتبارها أداة لها، وتکونت من (21) فقرة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج: (1) اتجاهات مدیری المدارس نحو العلاقات الإنسانیة من وجهه نظر أعضاء الهیئة التدریسیة بدرجة کبیرة; (2) وجود معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین بدرجة متوسطة; (3) وجود المعوقات التی تؤثر على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى الإناث ومنطقة مبارک الکبیر والمرحلة الابتدائیة طبقًا لمتغیرات الدراسة; (4) الإدارة بالعلاقات الإنسانیة کانت دالة مع سنوات الخبرة (11) سنة وأکثر ومنطقة الجهراء التعلیمیة وعدم وجود فروق تُعزى للرتبة الوظیفیة والمؤهل العلمی; (5) تؤثر المعوقات بنسبة 53% على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، وقد خلصت الدراسة بعدة توصیات، منها إعطاء مدیری المدارس المزید من الصلاحیات لتمکینهم من ممارسة دورهم القیادی بصورة أعمق.

 

کلمات مفتاحیة: الإدارة بالعلاقات الإنسانیة – أعضاء هیئة تعلیمیة – معوقات – دولة الکویت – مدارس التعلیم العام

 


Practiced human relationship styles by school's principles and the extent of its effected obstacles from the faculty member's perspective

 

Abstract

This study aimed to uncover the practiced human relationship styles by school's principles and the extent of its effected obstacles from the faculty member's perspective. The study sample has included (736) of teachers and head of departments of public schools. The study has followed the descriptive correlational method. The tool of the study was a questionnaire that is formed from (21) paragraph. The study reached several conclusions: (1) as of faculty member's point of view, principles attitude toward human relation was high. (2) The obstacles to the management of human relations managers were moderate. (3) There was an impact of statistical significance for practiced human relationship styles by school's principles. (4) The obstacles are affecting 53% on the human relations management style. The study concluded with several recommendations, including giving principals more power to enable them to exercise their leadership role. (141)

 

Key words: human relationship styles- faculty member's-obstacles- Kuwait - general education schools.


واقع ممارسة مدیری مدارس التعلیم العام بدولة الکویت للعلاقات الإنسانیة من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة

د. أحمد سلامه العنزی

(مدرس فی قسم الإدارة التربویة بجامعة الکویت)

أ‌.        شیماء عیسى الانصاری
(موجه أنشطة تربویة فی وزارة التربیة)
أ. ایمان عبدالکریم القاسم
(معلم ریاض أطفال فی وزارة التربیة)

مقدمة

          إن التعلیم أداة لا بد منها لتمکین المجتمع من تربیة الولید البشری، وتنشئته اجتماعیًّا، وهو ضرورة من ضرورات الاجتماع البشری؛ فالتعلیم له وظیفة حضاریة فی صناعة التقدم الإنسانی، ولتمکین المجتمع من الوصول إلى الرفاهیة من خلال الخبرات والصناعات وتطویرها (رسلان، 2000).

وقد أکدت الاتجاهات الحدیثة فی الإدارة التربویة أن المناخ الاجتماعی الذی یعیش فیه الموظف فی المؤسسة التعلیمیة یحقق إنتاجًا أوفر وأفضل إذا شعر فیه بالطمأنینة والثقة، وبالتالی تزداد القدرة على التکیف والرضا عن العمل (أحمد، 2008).

          تعتمد المؤسسات التعلیمیة فی نجاحها فی تحقیق الأهداف المرسومة على عوامل عدیدة، من أهمها الموارد البشریة، ویُعد مدیر المدرسة العنصر الأساسی فی المؤسسة التعلیمیة، وهو المفتاح الرئیس للوصول بالمعلمین فیها إلى النتائج المنشودة، وذلک من خلال تعامله القیادی وممارساته الإداریة وعلاقاته الإنسانیة مع المعلمین، ولاکتساب ثقتهم واحترامهم وایجاد المناخ المدرسی المتکاتف یحرص مدیر المدرسة على العلاقات الإنسانیة لفهم قدرات الأفراد وتلبیة حاجاتهم وتحفیزهم على العمل والتفاعل الإیجابی لتحقیق أهداف المؤسسة التعلیمیة بنجاح.

وتعد العلاقات الإنسانیة أحد مجالات الإدارة على وجه العموم، والإدارة المدرسیة على وجه الخصوص، وهی لیست مجرد کلمات أو عبارات مجاملة تقال للآخرین، وإنما هی تفهم لقدرات الأفراد وحاجاتهم لتحفیزهم على العمل الجماعی وتحقیق الأهداف المرجوة؛ إذ تهتم بتوثیق الصلة بین العاملین وتحقیق التعاون البنّاء فیما بینهم (بخاری، 2014).

إن الإدارة المدرسیة الحدیثة هی التی تُعنى بالمعلم من حیث مراعاة ظروفه، ومعرفة إمکاناته، وسد احتیاجاته، وتوفیر مستلزمات عمله، وتذلیل کافة المعوقات التی أمامه، وتقدیر جهده ورأیه، والأخذ بمقترحاته التی بدورها تخدم العمل، فالمعلم یعتبر عاملَ بناءٍ، ویمکنه أن یتحول إلى معول هدم فی الوقت نفسه، وعند شعوره بقیمته الحقیقیة ترتفع قیمة العلم والمعرفة، وعلى یدیه تبنی الأمم مستقبلها، وتزدهر متى ما أولت للمعلم الاهتمام الأکبر (العتیبی، 2013).

مشکلة الدراسة

إن جوهر عمل مدیر المدرسة هو القیادة، ورغم أن المهام الإداریة والتعلیمیة من المهام الأساسیة للقائد التعلیمی، ولکنها تبقى وسیلة لتحقیق الغایة التی وجدت من أجلها المؤسسة التعلیمیة؛ وهی تحقیق النمو الشامل (المحیلبی، 2015)؛ فیمکن إیجاز المهام القیادیة بإحداث تأثیر إیجابی فی سلوک المعلمین والتلامیذ وتوجیه الجهود لتحقیق الأهداف، وهو ما یُبرز الحاجة لتعزیز العلاقات الإنسانیة ما بین القائد التربوی والمعلمین؛ لیتمکن من التأثیر علیهم، ومع ذلک یواجه مدیرو المدارس بعض النقد وتحمل المسئولیة فی تسرب المعلمین من القطاع التعلیمی، کما أشیر لذلک فی تقریر لجریدة القبس (دیسمبر، 2015) أن 45% من المعلمات یهجرن التدریس بسبب تعسف المدیرات بالتقییم وعدم شعورهن بالتقدیر، وفی دراسة الأنصاری (2016) والتی احتلت فیها العلاقات الإنسانیة المرتبة الأخیرة من حیث ما یسعى مدیر المدرسة لتحقیقه من خلال توظیف تکنولوجیا الاتصال الحدیثة لأداء مهامه الإشرافیة، والتی من أهمها المهام القیادیة والتی تعتمد بشکل کبیر على العلاقات الإنسانیة ما بین المعلمین ومدیر المدرسة؛ حیث کشفت الدراسة عن ندرة اهتمام المدیرین بتقدیم الحوافز المعنویة للمعلمین.

إن الإنسان کائن اجتماعی یعیش بالجماعة وبین أحضانها وعملیة انفصاله عن البوتقة الاجتماعیة شبه مستحیلة؛ لذلک یرى علماء النفس والتربیة أن دراسة العلاقات الجماعیة هی نقطة البدء لفهم الإنسان، وباعتبار المدرسة منظومة اجتماعیة لا تخلو من التفاعلات الرمزیة والإیدولوجیة (وطفه، 2013)، فإن عملیة ربط الأبحاث بالواقع الفعلی مطلب مهم وذلک بقصد فهم القطاع التربوی لتطویره وإیجاد حلول جدیدة للمشکلات التی تعترض المیدان.

ولذلک جاءت هذه الدراسة لرصد واقع الممارسات الفعلیة للعلاقات الإنسانیة باعتبارها جزءًا من مجتمع المدرسة، وسؤال الدراسة الرئیس هو "ما واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى مدیری المدارس من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؟"

أسئلة الدراسة

  1. ما درجة استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؟
  2. ما درجة وجود معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؟
  3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أعضاء الهیئة التعلیمیة تُعزى لمتغیرات: (النوع، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة، القسم العلمی، الرتبة الوظیفیة) حول واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة ومعوقاتها لدى المدیرین؟
  4. ما درجة تأثیر المعوقات على الإدارة بأسلوب العلاقات الإنسانیة من وجهة نظر أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام فی دولة الکویت؟
  5. ما الأسس النظریة للعلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة؟

الأهداف

  1. التعرف على الأسس النظریة للعلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة.
  2. رصد واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت
  3. التعرف على درجة تأثیر معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة بمدارس التعلیم العام بدولة الکویت.
  4. استکشاف الفروق بین استجابات أعضاء الهیئة التعلیمیة حول واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین تُعزى لمتغیرات: (النوع، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة، القسم العلمی، الرتبة الوظیفیة).
  5. استکشاف الفروق بین استجابات أعضاء الهیئة التعلیمیة حول معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین تُعزى لمتغیرات: (النوع وسنوات الخبرة والدرجة العلمیة والقسم العلمی والرتبة الوظیفیة).
  6. استکشاف القدرة التنبؤیة للمعوقات السائدة فی مدراس التعلیم العام لتفسیر التباین فی إدارة العلاقات الإنسانیة لدى المدیرین.
  7. تقدیم توصیات ومقترحات إجرائیة لتفعیل أسلوب القیادة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین.

أهمیة الدراسة

تکمن أهمیة الدراسة فی أنها توفر رافدًا لمتخذ القرار التربوی بدراسة میدانیة تساعد فی معرفة درجة استخدام الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى مدیری مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؛ فالمعوقات التی تسود العلاقات الإنسانیة داخل المؤسسة التعلیمیة تؤثر على قدرة المدیر فی إدارة  المدرسة؛ حیث إن التجاوز عن هذه المعوقات یعتبر عاملًا مساعدًا للتکیف مع بیئة العمل داخل المؤسسة التعلیمیة، ومن المأمول أن ترشد نتائج هذه الدراسة فی تدعیم برامج التنمیة المهنیة لتأهیل القیادیین التربویین، والمتمحورة حول تنمیة ثقافة إیجابیة نحو العلاقات الإنسانیة التی تعتبر ضروریة لمواکبة المستجدات التربویة.

 کما تکمن أهمیة الدراسة فی تقصی درجة توافر المناخ الإداری المدرسی الخصب للعلاقات الإنسانیة الذی یعین أعضاء الهیئة التعلیمیة على التکیف مع بیئة العمل للمدرسة، وتستقی الدراسة أهمیتها أیضا من نتائجها التی قد تسهم فی تقدیم معرفة علمیة تساعد المسئولین التربویین وواضعی السیاسات التربویة على تهیئة المناخ المدرسی المناسب للعاملین فیه، وأخیرًا تأتی أهمیة الدراسة من أنها محاولة لإثراء البحث العلمی بدراسة علمیة تساعد على معرفة الواقع بالمیدان التربوی.

حدود الدراسة

تتحدد الدراسة بالحدود التالیة

-        الحدود الموضوعیة: اقتصرت الدراسة على رصد واقع استخدام المدیرین لأسلوب القیادة بالعلاقات الإنسانیة من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة بمدارس التعلیم العام بدولة الکویت.

-        الحدود البشریة: اقتصرت الدراسة على أعضاء الهیئة التعلیمیة المتمثلة برؤساء الأقسام والمعلمین فی مدارس التعلیم العام لجمیع المحافظات بدولة الکویت.

-        الحدود المکانیة: اقتصرت الدراسة على جمیع محافظات مدارس التعلیم العام – دولة الکویت.

-        الحدود الزمنیة: تم تطبیق أداة الدراسة فی الفصل الثانی من العام الدراسی 2015 -2016.

 

منهج الدراسة

تعتمد هذه الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی (Correlational Research)، والذی یدرس العلاقة بین متغیرات الدراسة دون محاولة التأثیر علیها أو ضبطها، والغرض منه الکشف والتنبؤ (مراد &هادی، 2014)، وهذا المنهج یتناسب مع هدف الدراسة الحالیة التی تسعى للتعرف إلى مدى تأثر العلاقات الإنسانیة بالمعوقات؛ حیث تَمَّ تطبیق أداة الدراسة على العینة، وجمعت البیانات، ثم تَمَّ تحلیلها وتفسیرها للوصول لتعمیمات مقبولة على المجتمع.

 

مصطلحات الدراسة

تتحدد الدراسة الحالیة بالمصطلحات التالیة

١-الممارسة (The practice)

ذکر ابن منظور فی لسان العرب المرس والمراسُ بمعنى: الممارسة وشدة العلاج (ج6، ص 215).

ویقصد بها فی الدراسة الحالیة الأداء الذی یؤدیه مدیر المدرسة مع المعلمین فی الاجتماعات واللقاءات والمقابلات سواءً کانت فردیة أو جماعیة.

٢-أسلوب القیادة بالعلاقات الإنسانیة (Human Relations Leadership Style)

هی المهارات الأساسیة اللازمة للمدیر أو القائد التی تمکنه من التواصل أو التعامل مع مرؤوسیه والتأثیر فیهم بفعالیة، وتقدیر مواهبهم وتلبیة حاجاتهم العملیة والنفسیة والاجتماعیة المتنوعة؛ مثل الحاجة إلى الأمن، والحاجة إلى التقدیر، والحاجة إلى تحقیق الذات؛ لکی یعملوا معًا بروح الفریق، وینجزوا مهماتهم وواجباتهم ویحققوا أهداف المؤسسة بکفاءة وفاعلیة (أبو الکشک، 2006، ص164).

ویمکن تعریفها إجرائیًّا: مجموعة التفاعلات الإیجابیة ما بین مدیر المدرسة ورؤساء الأقسام والمعلمین على أساس المعاملة الجیدة والاحترام والتقدیر والألفة فیما یحقق الشعور بالرضا والاشباع للطرفین کلیهما.


مدیر المدرسة (School Leader)

هو الشخص المُعّین رسمیاً فی وزارة التربیة والتعلیم، لیکون مسؤولاً عن سیر عملیات المدرسة المختلفة باتجاه تحقیق أهدافها التربویة (الطعانی، 2012)، ویمکن تعریفه إجرائیًّا بأنه القائد التربوی المقیم، والمعنی بقیادة المعلمین وتوجیه جهودهم نحو تحقیق الأهداف التربویة.

المحور الأول: الإطار النظری للدراسة

المبحث الأول: العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة وتعرضها الدراسة کما یلی:

١- نشأةالعلاقاتالإنسانیةوتطورها:

          لقد اهتم الإسلام بالإنسان باعتباره إنسانًا له قیمة وکرامة تختلف عن جمیع المخلوقات، وسعى الإسلام لتلبیة احتیاجاته ومطالبه الروحیة والجسدیة والمادیة والاجتماعیة والنفسیة والفکریة؛ وذلک فی جو یسوده الاحترام والألفة ومحبة الناس، بهدف الرقی به نحو التکامل فی تحقیق أهدافه وغایاته (العتیبی، 2013).

          وظهرت مدرسة العلاقات الإنسانیة فی بدایات القرن العشرین باعتبارها رد فعل للمدرسة الکلاسیکیة فی الإدارة، خصوصًا بعد إخفاق الأخیرة فی تحقیق التطلعات المطلوبة التی تستهدف الرقی بمستوى الأداء والإنتاج، ومن منطلق أن مدرسة العلاقات الإنسانیة ظهرت باعتبارها رد فعل لسابقتها فقد تبنّت إستراتیجیات تتصف بأنها على النقیض من إستراتیجیات المدرسة التقلیدیة، فإذا کانت المدرسة التقلیدیة تنظر للإنسان على أنه آلة فإن مدرسة العلاقات الإنسانیة تولی أهمیة کبیرة للجوانب النفسیة والاجتماعیة من منظور أن للفرد قیمًا ومعتقدات وعواطف واتجاهات لها تأثیر کبیر فی الکفاءة الإنتاجیة (حامد، 2009).

          وقد استمر المد الفکری بعد ذلک فی حرکة العلاقات الإنسانیة، فتصاعد ودعّمه الکتاب الاجتماعیون والسلوکیون بکثیر من المؤلفات المتخصصة فی هذ الشأن،  ومن أمثلتهم هربرت سیمون والتون مایو وماری فولیت ودکسون وروسلزبرجر وماکروجر، وتقوم أغلب أفکار هؤلاء الکتاب حول التنظیم الإنسانی وأهمیته البالغة فی الإدارة؛ حیث أصبح یُنظر إلیه باعتباره تنظیمًا اجتماعیًّا لا تقل أهمیته عن التنظیم الرسمی، وترکز الاهتمام حول علاج المشکلات الإنسانیة باعتباره مدخلاً مهمًّا فی معنویات العاملین وتحقیق الاستجابة بطرق التأثیر وإشباع الرغبات والمشارکة واتخاذ القرارات، والاتصالات غیر الرسمیة والقیادة الدیمقراطیة، وغیر ذلک من الموضوعات التی تدخل فی نطاق موضوع السلوک الإداری (الدوسری، 2005).

 

٢-مفهوم العلاقات الإنسانیة فی الإدارة ویمکن توضیحها من خلال الآتی:

          تُعرّف بأنها: "السلوک الإداری الذی یقوم على تقدیر کل فرد فی التنظیم الإداری وتقدیر مواهبه، وعلى الاحترام المتبادل بین الأفراد وبینهم وبین القائد أو الرئیس، وعلى حسن النیة نحو الآخرین وعلى الدراسة الموضوعیة العلمیة الجماعیة للمشکلات الإداریة، وعلى الإیمان العمیق بانتماء الفرد إلى الجماعة التی یعمل فیها" (أحمد، 2006، 145).

          وتُعرّف بأنها: "عبارة عن مجموعة من الاتجاهات التی تهدف إلى تطویر العمل الجماعی داخل المنشآت عن طریق تجمیع الجهود والمواهب البشریة ومحاولة ایجاد نوع من التکامل بینها فی جو یحفز على العمل التعاونی المنتج، وتشعر فیه الجموع العاملة بالراحة والرضا اقتصادیًّا ونفسیًّا" (المطرفی، 2002، 7).

          کما تُعرّف بأنها: "المهارات الأساسیة اللازمة للمدیر أو القائد التی تمکنه من التواصل أو التعامل مع مرؤوسیه والتأثیر فیهم بفعالیة، وتقدیر مواهبهم وتلبیة حاجاتهم العملیة المتنوعة لکی یعملوا معًا بروح الفریق، وینجزوا مهماتهم وواجباتهم ویحققوا أهداف المؤسسة بکفاءة وفاعلیة" (أبو الکشک، 2006، 118).

          ویتبیّن من التعاریف السابقة أن أهمیة العلاقات الإنسانیة تکمن فی تحقیق التعاون والمشارکة بین المعلمین والإدارة من ناحیة، وبین المعلمین أنفسهم من ناحیة أخرى، وتسهم فی إشباع حاجات المعلمین والوصول بهم إلى أفضل حالات الرضا الوظیفی، کما تقلل من الاضطرابات النفسیة الناتجة عن ضغوط العمل، إضافة إلى رفع الروح المعنویة بینهم ومنحهم فرصًا للإنجاز والتقدم فی الأداء المهنی، وبذلک فإن العلاقات الإنسانیة عامل مهم فی الإدارة وعن طریقها یمکن العمل مع الآخرین بطریقة بنّاءة، والقیادة الناجحة هی التی بإمکانها أن تسخّر الآخرین لتستفید من أحسن ما لدیهم من أعمال وخبرات، سواء کانوا أفرادًا أو جماعات، والعمل على مراعاة ظروفهم، والإحساس بمشاعرهم والعمل على إشباع حاجاتهم (المعایطة، 2007).

٣-العوامل المؤثرة فی العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة:

          إن العملیة التربویة هی فی الأساس عملیة إنسانیة؛ فإن دور قیادة النظام التربوی فی التعامل مع مختلف أبعاد العملیة التربویة إنما یتم من خلال الإنسان (العفیصان، 2015)، وهو الأمر الذی یترتب علیه أن یتطور القادة التربویون وأن یصبحوا أکثر تفهمًا لکیفیة قیادة هذا الإنسان والتعامل معه لجعله قادرًا على بذل أقصى طاقته (العتیبی، 2014).

لتحقیق العلاقات الإنسانیة السلیمة بصورة مباشرة هناک عوامل تسهم فی مساعدة العاملین فی الإدارة التربویة على زیادة کفاءتهم الإداریة، والارتفاع بمستوى عملهم ومجموعاتهم وتحسین ظروف عملهم ومستوى أدائهم، ویأتی فی مقدمة هذه العوامل ما سنتطرق له وفق ما یأتی (الزهیری،2008; البخاری، 2014).

العامل الأول الفهم الصحیح للأسلوب الدیمقراطی: هناک خمسة مبادئ رئیسة تمثل فی مجموعها التعریف العام للدیمقراطیة وهی: (أ) أن الدیمقراطیة طریقة أو أسلوب للحیاة أکثر من کونها نظاما سیاسیا; (ب) تسمح الدیمقراطیة بأقصى حریة للفرد فی إطار حریة الآخرین وحقوقهم; (ج) تقوم الدیمقراطیة بأقصى حریة للفرد فی إطار حریة الآخرین وحقوقهم; (د) تعتمد الدیمقراطیة فی نجاحها على اشتراک الکل فی اتخاذ القرار، وأن الرأی النهائی تحدده الأغلبیة; (هـ) تقوم الدیمقراطیة على الاستخدام القانونی المشروع للسلطة.

العامل الثانی معرفة الدافعیة إلى العمل: تعتبرالدافعیة إلى العمل المدخل الرئیس والأهم فی العلاقات الإنسانیة، وعلى أساسها یقوم على ما یسمى بالتسلسل الهرمی للحاجات الإنسانیة عند العالم ماسلو Maslow، والذی یعتقد أن الإنسان تحرکه الرغبة، وأنه إذا أشبعت رغبة ما لدى الإنسان فإنه سرعان ما تظهر رغبة أخرى فی مکانها تتطلب الإشباع، وأن هذه الرغبات تنتظم فی مجموعة من المستویات بحسب أهمیتها فی التسلسل الهرمی، ویقسّم ماسلو الحاجات الإنسانیة إلى خمسة أنواع هی: الحاجات الفسیولوجیة والبیولوجیة مثل: الأکل والشرب والنوم والراحة، والحاجة إلى الأمن والطمأنینة، والحاجة إلى الانتماء والمشارکة، والحاجة إلى التقدیر والمکانة الاجتماعیة، والحاجة إلى تحقیق الذات.

العامل الثالث العمل مع الجماعة: تحتاج العلاقات الإنسانیة المعرفة الکافیة بدینامیات الجماعة، ویقصد بها بناء الجماعة والتفاعل السلوکی والاجتماعی بین أفرادها، ولمحاولة التوفیق بین الآراء المختلفة یتطلب استخدام العاملین فی الإدارة والمعلمین أیضًا ذکاءهم وبصیرتهم، وتقدیم بعض المقترحات أو الحلول الوسط التی تساعد على التقارب بین أفراد الجماعة، وذلک یسهم فی الوصول إلى اتخاذ القرارات المناسبة.

          من الأسس والمبادئ التی یجب أن یراعیها مدیر المدرسة حتى تکون هناک علاقات إنسانیة صحیحة بینه وبین العاملین معه(مساد، 2004) (أبوالکشک،2006 ): (أ) إیمان کل فرد فی الجماعة بقیمة الأفراد الآخرین، وبأن کل فرد فی الجماعة له قدرات قد لا تتوافر فی بقیة الأفراد; (ب) احترام رغبات الآخرین وأخذها فی عین الاعتبار; (ج) رغبة کل فرد فی المجموعة فی أن یسود الانسجام والتعاون فی العمل بین أفراد المجموعة; (د) الثقة بالنفس؛ إذ یجب أن یثق الفرد بنفسه قبل ثقته بالآخرین، ولیس معنى الثقة بالنفس الغرور والادعاء; (هـ) تدعیم العمل التعاونی الجماعی والعمل بروح الفریق بین المدیر والمرؤوسین داخل المؤسسة.

          ویشیر العتیبی (2013) إلى أن هناک جانبًا آخر مهمًّا من الممکن أن یرتکز علیه مدخل تطویر الأداء فی المدارس باعتبارها مؤسسات تربویة، وهو کل ما یتعلق بالنواحی الإنسانیة والسلوکیة التی یعتمد علیها فی ممارسة الأعمال وتأدیة الواجبات فضلاً عن مراجعة دور وأداء الأفراد العاملین بالمنظمة؛ حیث یمکن أن تظهر مشاکل مرتبطة بأداء الأفراد وانخفاض إنتاجیتهم أو معنویاتهم، ومن أبرز السلوکیات التی یجب أن یتبناها مدیر المدرسة:

(أ) اکتساب المهارات الاجتماعیة اللازمة للعمل مع الأفراد والجماعات المؤدیة إلى تکوین علاقات إنسانیة سلیمة; (ب) الإیمان بقیمة کل مرؤوس یعمل فی المؤسسة أو أی فرد على علاقة بالمؤسسة; (ج) احترام شعور وآراء الآخرین; (د) العزم والنیة الصادقة على التعایش والانسجام مع الجماعات والأفراد انسجامًا یحقق التوافق والتعاون.

          وتُعد الإدارة المدرسیة وظیفة إنسانیة یعتمد نجاحها إلى حد کبیر على قدرة مدیر المدرسة على توظیف الطاقات والقدرات والکفایات التی تم تطویرها لدیه بشکل یحقق أهداف العملیة التعلمیة، ویضمن الحصول على کفاءة عالیة من المخرجات، ومن هنا فإن تطویر الإدارة المدرسیة ونجاح القیادة لا یکون إلا بالاهتمام بالعنصر البشری ومراعاة احتیاجاته ورغباته (العتیبی، 2014)، لقد نجحت مدرسة العلاقات الإنسانیة فی تشخیص وتحلیل عوامل ومتغیرات جدیدة مؤثرة على سلوک الفرد فی المنظمة (العمیان، 2013).

  والعلاقات الإنسانیة لها العدید من الفوائد التی تعود على العملیة التعلیمیة، ولکن بشرط أن یتم توظیفها على أسس علمیة صحیحة ومن هذه الأهداف کما ذکر (الحارثی،2012): رفع الروح المعنویة بین أفراد الجماعة المدرسیة، ونشر الوعی بین أفراد الجماعة وتبصیرهم بمشاکل المدرسة والعمل جماعیًّا على حلها، وتنمیة الصلات الودیة والتعاون الوثیق والثقة المتبادلة بین أفراد الجماعة المدرسیة، وزیادة الکفاءة الإنتاجیة، وتحسین ظروف العمل المادیة والمعنویة بالمدرسة، والعمل على إیجاد الجو النفسی والاجتماعی المناسب داخل المدرسة.

٤-مفاهیم خاطئة عن العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة:

         من الطبیعی وجود بعض الأخطاء فی فهم العلاقات الإنسانیة لأنها من المدارس المهمة فی الإدارة؛ ولذلک قد یرى البعض مفاهیم خاطئة وکما أشار (أحمد،2002،180-179) من المفاهیم الخاطئة عن العلاقات الإنسانیة:

-        ینظر البعض للعلاقات الإنسانیة على أنها مجرد إحساس عام یعتمد على الذوق والتمییز، والواقع هو أن العلاقات الإنسانیة تستلزم الإحاطة بالمعارف الفنیة عن الطبیعة البشریة وتنمیة المهارات الاجتماعیة، والفلسفة البشریة.

-        أساء البعض إلى مفهوم العلاقات الإنسانیة؛ حیث خلط بعض الأفراد بین الصفة الإنسانیة والصفة الشخصیة، فلقد حسب بعض الأفراد أن العلاقات الإنسانیة معناها العلاقات الشخصیة التی تقوم على الصداقة وصلة القرابة وما یتصل بها من مراعاة للخواطر والمحسوبیة على حساب العمل.

ولتصحیح المفاهیم الخاطئة فی العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة لا بد من التأکید على ما یلی(بخاری،2014،25) :

-        إن ممارسة العلاقات الإنسانیة لیست مجرد إحساس عام یعتمد على الذوق والتمییز، وتتوارثه الأجیال بل لا بد من معرفة الطبائع البشریة وتنمیة المهارات الاجتماعیة فی إطار من الدراسة والتجربة والخبرة.

-        التفرقة بین مفهوم العلاقات الإنسانیة التی تقترن بالموضوعیة والعلاقات الشخصیة التی تقترن بالتحیز والتعصب.

یتضح مما سبق أن هناک مفاهیم خاطئة فی فهم العلاقات الإنسانیة من أنها تدعو إلى إشاعة الفوضى وعدم الاحترام وإزالة کل الحواجز بین الأفراد، وهذا لا أساس له فی العلاقات الإنسانیة، بل هی احترام متبادل بین أفراد الإدارة المدرسیة مع الانضباط بالقوانین والأصول المتعارف علیها فی التعامل بین المدیر والمعلمین والطلاب، وهناک خطوط حمراء لا یجب التعدی علیها، بل یجب الاحترام وإعطاء کل ذی حق حقه.

الدراسات السابقة

         إن الدراسات التی تناولت موضوع العلاقات الإنسانیة کثیرة بصفة عامة ضمن متغیرات أخرى، وتعرض الدراسة بعض الدراسات المتعلقة بها سواء کانت بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة، وقد صنفت هذه الدراسات حسب التسلسل الزمنی من الأحدث إلى الأقدم إلى مایلی:

(1)دراسات عربیة; (2)دراسات أجنبیة.

أولاً: الدراسات العربیة: ومن هذه الدراسات مایلی:

١-دراسة حرزلی ولقوقی (2015)، هدفت التعرف على واقع ممارسة العلاقات الإنسانیة ما بین معلمی المرحلة الابتدائیة بالجزائر بمحافظة (بو سعادة)، واتبعت المنهج الوصفی، واتخذت الاستبانة أداة لها، ومن أهم النتائج التی توصلت لها الدراسة: ارتفاع درجة توافر العلاقات الإنسانیة فیما بین المعلمین وممارستهم لها، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى للمتغیرات الدیمغرافیة التالیة: الجنس والسن والخبرة المهنیة والمستوى التعلیمی، وبالنهایة أوصت الدراسة بتغذیة العلاقات الانسانیة الإیجابیة ما بین المعلمین بالتعزیز لما لها من أثر إیجابی على المؤسسة.

٢-دراسة الزبون (2010)، هدفت الدراسة التعرف على درجة استخدام مدیری المدارس الثانویة فی محافظة جرش بالأردن لأسلوب العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة من وجهة نظر مرؤوسیهم، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی، کما استخدمت الاستبانة أداة لها، وکان من أهم نتائجها أن درجة استخدام مدیری المدارس الثانویة فی محافظة جرش لأسلوب العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة من وجهة نظر مرؤوسیهم کانت ضمن مستوى الاستخدام المتوسط، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى لمتغیرات: الجنس والمؤهل العملی والخبرة العلمیة.

٣-دراسة أحمد (2008) هدفت الدراسة التعرف على واقع الممارسات الإنسانیة لدى مدیری المدارس العامة بمحافظة الشرقیة فی مصر، وقد کان المنهج المتبع للباحث المنهج الوصفی، کما استخدمت الاستبانة أداة للدراسة، وکان من أهم نتائجها تنبیه المسئولین إلى ضرورة وضع مجال العلاقات الإنسانیة باعتباره جزءًا مهمًّا فی البرنامج التدریبیة المنعقدة لمدیری المدارس والمعلمین، وأن المعوقات التی تحول دون ممارسة مدیر المدرسة لمهارات العلاقات الإنسانیة بفعالیة وکفاءة منها: المفاهیم الخاطئة عن ممارسة العلاقات الإنسانیة داخل المدارس لدى المدیر نفسه، والأعداد الکبیرة، وکثرة الأعمال وتعددها، وفقد الثقة بین المدیر وأسرة المدرسة، والتحیز والمحاباة، وتعدد الفترات، وقلة ممارسة الأنشطة المدرسیة، وانتهاج الأسلوب الدیکتاتوری الممارس داخل المدرسة، وضعف تأهیل وتدریب المدیرین والمعلمین.

٤-دراسة السواح (2008)هدفت التعرف على درجة ممارسة المشرفین التربویین للعلاقات الإنسانیة والقیم الأخلاقیة فی تعاملهم مع المعلمین بالقدس،وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی،.

کما استخدمت الاستبانة أداة لها، وکان من أهم نتائجها مدى ممارسة المشرفین التربویین بالعاصمة المقدسة للعلاقات الإنسانیة فی تعاملهم مع المعلمین کانت بدرجة کبیرة جدا فیما یتعلق بالتواضع وحسن التعامل، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین آراء عینة الدراسة حول مدى ممارسة المشرفین التربویین بالعاصمة المقدسة فی تعاملهم مع المعلمین تُعزى لمتغیرات: الدراسة، طبیعة العمل الحالی، وسنوات الخبرة فی الإشراف، والعمر.

٥-دراسة المطرفی (2002)هدفت الدراسة تحدید درجة ممارسة المدیرین للعلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة من خلال تعاملهم مع المعلمین، ومن خلال ممارسة العلاقات الإنسانیة فی أسالیب القیادة بمحافظة الطائف فی المملکة العربیة السعودیة، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی المسحی، وکان من أهم نتائجها أن درجة ممارسة بعدی المبادأة والعمل والاهتمام بالعلاقات الإنسانیة من الأنماط القیادیة لمدیری المدارس المتوسطة من وجهة نظر المعلمین کانت بدرجة عالیة، وأن مدیری المدارس یتصفون بسمات الشخصیة بدرجة عالیة، وتقدیر الروح المعنویة لدى معلمی المدارس المتوسطة بالطائف کانت بدرجة عالیة، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى للمتغیرات: العمر، سنوات الخبرة، المؤهل الدراسی، نوع المؤهل، الحالة الاجتماعیة.

ثانیًا: الدراسات الأجنبیة: من هذه الدراسات مایلی:

١-دراسة مولینار وسلیجرز ( & Sleegers, 2015 Moolenaar ) هدفت الدراسة استکشاف العلاقات الإنسانیة ما بین مدیری المدارس المسؤولین رسمیا عن صنع السیاسات فی مدارسهم، بما فی ذلک الحالة التعلیمیة والمعلمین والقرارات المالیة، وذلک فی 46 مدرسة ابتدائیة فی جنوب هولندا، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی، والأداة المستخدمة فی الدراسة هی الاستبانة، وکان من أهم نتائجها وجود اختلاف بین مدیری المدارس فی العلاقات الإنسانیة، وجود بعض مدیری المدارس ذات التوجه المباشر مع جمیع المعلمین الآخرین فی المدرسة.

٢-دراسة برایس (Price, 2015) هدفت الدراسة ربط العلاقات الإنسانیة بین مدیری المدارس الحکومیة والمدارس الخاصة مع المعلمین وذلک فی 15 مدرسة فی اندیانابولیس فی ولایة إندیانا الأمریکیة، وقد استخدمت الدراسة المنهج المسحی، والأداة المستخدمة فی الدراسة الاستبانة، وکان من أهم نتائجها وجود علاقة توافق بین مدیر المدرسة والمعلمین، ووجود تأثیر إیجابی کبیر للعلاقات الإنسانیة من مدیر المدرسة على معتقدات الثقة والدعم بین المعلمین فی المدرسة.

٣-دراسة سترویف وکلیشترمانز (& Kelchtermans, 2013 Struyve) هدفت الدراسة التعرف على العلاقات الإنسانیة، وتکونت عینة الدراسة من مدیری المدارس فی فلاندرز ببلجیکا، تم إجراء مقابلات مع 28 من مدیری المدارس فی الفلمنکیة الابتدائیة والمرحلة الثانویة،  وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی، والأداة المستخدمة فی البحث المقابلات، وکان من أهم نتائجها ضرورة التعاون مع المدیرین التربویین فی مجال مهارات العلاقات الإنسانیة، وأن مدیری المدارس یقومون بدور مؤثر وفعال فی تعلیم الطلاب وفی تنمیة الموارد البشریة، وأن مهارة العلاقات الإنسانیة عنصر رئیسی فی فاعلیة المدیر، وأن نجاح الإدارة المدرسیة تعتمد بدرجة کبیرة على مدى فاعلیة مدیری المدارس فی تنمیة العلاقات الإنسانیة.

٤-دراسةغریغ (Craig, 2013هدفت الدراسة معرفة درجة التأثیرات العاطفیة والعلاقات الإنسانیة بین المعلمین فی مدرسة لاند سکیب فی فلوریدا بالولایات المتحدة الأمریکیة، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وأداة البحث المستخدمة الاستبانة، وکان من أهم نتائجها أن معنویات المعلمین الذین یعملون مع المدیرین الذین یستخدمون أسلوب العلاقات الإنسانیة فی إدارتهم مرتفعة بالنسبة للمعلمین الذین لا یستخدمون أسلوب العلاقات الإنسانیة.

  ٥-دراسة دالی، مولینار، بولیفار وبورک (Moolenaar, Bolivar & Burke, 2010  Daly,) هدفت الدراسة التماسک التعلیمی من خلال العلاقات الإنسانیة القائمة بین طاقم المدرسة فی کالیفورنیا بالولایات المتحدة الأمریکیة، والتی نادرا ما تؤخذ بعین الاعتبار عند الخوض فی الإصلاح التعلیمی، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی وأداة البحث المستخدمة المقابلات، وکان من أهم نتائجها أن العلاقات الإنسانیة والروابط الاجتماعیة تدعم وتؤدی إلى عمق الاصلاح التعلیمی.

التعقیب على الدراسات السابقة:

لقد أظهرت الدراسات مجموعة من الحقائق یمکن تلخیصها کالتالی:

1-   اتفقت جمیع الدراسات على أهمیة تطبیق العلاقات الإنسانیة فی الإدارة بین الرئیس والعاملین، کما أوضحت أن العلاقات الإنسانیة هی محور ضروری للعملیة الإداریة بکافة جوانبها وأبعادها، وأوصت الدراسات أن تطبق مبادئ وأسالیب العلاقات الإنسانیة من أجل تحسین جودة العمل وتحقیق الرضا الوظیفی مما ینعکس بذلک على تحقیق الأهداف المرجوة، کما تشابهت معظمها من حیث العینة المستهدفة، وهم العاملون فی المیدان التربوی من مشرفین وإداریین ومعلمین، واعتمدت أغلب الدراسات على المنهج الوصفی، کما أن معظم الدراسات السابقة استخدمت أداة الاستبیان لجمع المعلومات والبیانات باعتبارها أداة للدراسة مع اختلاف فی الأبعاد التی تضمنتها کل أداة، وکانت أغلب النتائج المتعلقة بممارسة العلاقات الإنسانیة فی المدارس الحکومیة مرتفعة.

2-   بالنظر إلى الدراسات السابقة یتضح أنها تتفق من حیث موضوعها؛ فهی تتناول موضوع العلاقات الإنسانیة، إلا أنها تختلف من حیث تناولها  للموضوع؛ فدراسة حرزلی ولقوقی (2015)  والتی هدفت التعرف على واقع ممارسة العلاقات الإنسانیة ما بین معلمی المرحلة الابتدائیة بالجزائر بمحافظة (بوسعادة)، ودراسة السواح (2008)، والتی هدفت التعرف على درجة ممارسة المشرفین التربویین للعلاقات الإنسانیة والقیم الأخلاقیة فی تعاملهم مع المعلمین بالقدس، ودراسة (Price, 2015) والتی هدفت إلى ربط العلاقات الاجتماعیة بین مدیری المدارس الحکومیة والمدارس الخاصة مع المعلمین، ودراسة  (Moolenaar,  Bolivar & Burke, 2010  Daly, ) التیهدفت التماسک التعلیمی من خلال العلاقات الاجتماعیة القائمة بین طاقم المدرسة والتی نادرا ما تؤخذ بعین الاعتبار عند الخوض فی الإصلاح التعلیمی، وهناک اختلافًا فی البیئات التی طبقت فیها بعض الدراسات؛ فدراسة أحمد (2008) تم تطبیقها بمحافظة الشرقیة فی مصر، ودراسة حرزلی ولقوقی (2015) تم تطبیقها بمحافظة بوسعادة فی الجزائر، ودراسة ( & Sleegers, 2015 Moolenaar ) فی جنوب هولندا.

3-   تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات التی سبقتها فی عدة نقاط تمثل مصدر أهمیتها، وتضفی علیها صفة الاضافة العلمیة فی مجال الإدارة التربویة؛ حیث إنها تطبق فی بیئة مختلفة وزمن ومجتمع مختلفین، بالإضافة إلى مناقشتها للعلاقات الإنسانیة ودرجة أهمیتها فی العملیة الإداریة التربویة وندرة الدراسات التی تحدد درجة العلاقات الإنسانیة لدى مدیری المدارس وخاصة المحلیة والعربیة فی حقل التعلیم العام الذی یعد محور اهتمام هذه الدراسة.

مجتمع الدراسة

تم اختیار عینة الدراسة طبقًا للطریقة الطبقیة العشوائیة النسبیة، التی تعطی کل فرد فی مجتمع الدراسة فرصة متساویة لاختیاره ضمن عینة الدراسة، وما یمیز هذا الأسلوب هو تمثیله لخصائص المجتمع (أبو علام، 2011)، تم توزیع (1000) استبانة على عینة الدراسة من أعضاء الهیئة التعلیمیة المتمثلة بالمعلمین ورؤساء الأقسام، ثم تم استرجاع (750)، وتم استبعاد (14) استبانة غیر صالحه للتحلیل الإحصائی، وبلغ العدد النهائی (736) ممن أکملوا أدوات البحث أی (%73.6) من مجتمع عینة الدراسة من أعضاء الهیئة التعلیمیة بمدارس التعلیم العام بدولة الکویت.


عینة الدراسة

تکونت عینة الدراسة من أعضاء الهیئة التعلیمیة من مدارس التعلیم العام بدولة الکویت، حیث بلغ عددهم (736) وهو ما یعطی لعینة البحث میزة تمثیلها المناسب لمجتمع البحث.

جدول (1)

عینة الدراسة

المتغیر

النوع

العدد

النسبة المئویة

الجنس

ذکر

184

25.0%

أنثى

552

75.0%

الرتبة الوظیفیة

رئیس قسم

197

26.8%

معلم

539

73.2%

سنوات الخبرة

اقل من خمس سنوات

111

15.1%

من خمس الى عشرة سنوات

260

35.3%

11 سنه وأکثر

365

49.6%

المؤهل العلمی

دبلوم

16

2.2%

بکالریوس

629

85.5%

دراسات علیا

91

12.4%

المرحلة الدراسیة

ریاض أطفال

62

8.4%

ابتدائی

111

15.1%

متوسط

404

54.9%

ثانوی

159

21.6%

المنطقة التعلیمیة

العاصمة

94

12.8%

حولی

57

7.7%

الفروانیة

379

51.5%

مبارک الکبیر

69

9.4%

 

الجهراء

13

1.8%

الاحمدی

124

16.8%

المجموع الکلی

 

736

%100

 

ویُلاحَظ ارتفاع العدد فی المرحلة المتوسطة، ویعود سبب ذلک إلى أنهم کانوا أکثر اتجاهًا للإجابة عن أداة الدراسة.

أداة الدراسة (الاستبانه)

تم بناء أداة مناسبة مع أهداف الدراسة، وقد تم إعدادها بعد الاطلاع على الأدبیات والدراسات السابقة العربیة مثل: (الأنصاری، 2016; بخاری، 2014; العتیبی، 2013; السواح، 2008; المطرفی، 2002)، تکونت الاستبانة بصورتها النهائیة من (21) فقرة، قُسمت الأداة إلى جزئین: الجزء الأول: یتکون من البیانات الشخصیة للعینة، وهی لغرض وصفی، وتتضمن بنودًا عن النوع والرتبة الوظیفیة والمؤهل العلمی وسنوات الخبرة والمرحلة الدراسیة والمنطقة التعلیمیة.

الجزء الثانی: ویشتمل على: المحور الأول: الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، المحور الثانی: معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة.

وللإجابة عن اسئلة الدراسة سیتم استخدام الإحصاء الوصفی المتمثل بالمتوسط الحسابی والانحراف المعیاری، ولأغراض تحلیل وتحدید تقدیرات استجابات العینة أخذت الأداة صورة مقیاس لیکرت الثلاثی لقیاس درجة موافقة أعضاء الهیئة التعلیمیة بمدارس التعلیم العام بدولة الکویت على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة بالشکل التالی: (3= موافق -2= إلى حد ما – 1= غیر موافق)
صدق الأداة وثباتها

لتحدید صدق الأداة تم الاعتماد على الصدق الظاهری، وبما أن أفضل طریقة للتثبت من الصدق الظاهری هو عرضها على مجموعة من المختصین لتقدیر درجة تمثیل البنود للصفة المراد قیاسها فقد تم عرض الاستبانة بصورتها الأولیة، وقاموا بإبداء بعض الملاحظات التی على ضوئها تم إجراء التعدیلات، وتم حساب الثبات باستخدام معامل الاتساق الداخلی (ألفا کرونباخ)؛ حیث طبقت الاستبانة على عینة استطلاعیة بلغ عددها (16)، ویبین أن قیمة (ألفا) للاستبانة بصورتها الکلیة عالیة جدًّا مما یعطی الثقة بالأداة، فقد تکون البعد الأول بعنوان اتجاهات مدیر المدرسة نحو الإدارة بالعلاقات الإنسانیة والبالغ عدد بنوده (11) عبارة کانت قیمة الفا (942.)، وتکون البعد الثانی بعنوان معوقات تفعیل الإدارة بالعلاقات الإنسانیة والبالغ عدد بنوده (10) عبارة کانت قیمة الفا (925.)، وبلغت قیمة الفا للأداة بصورتها الکلیة (744.) والمکونة من (21) عبارة، ونتائج التحقق من صدق الاستبانه وثباتها تظهر صلاحیتها وجودة بنائها وإمکانیة استخدامه فی الإجابة عن اسئلة الدراسة

الخطوات الإجرائیة للدراسة

سارت الدراسة بالخطوات التالیة: (1) تحدید أهداف البحث وأهمیته ومشکلته; (2) تکوین إطار نظری للمفهوم یحدد تعریفه وخطواته ومبادئه وأشکال تطبیقاته التربویة; (3) التعرف إلى الدراسات السابقة التی تناولت موضوع الدراسة; (4) تبنى تعریف إجرائیّ للمفهوم یسمح بدراسته میدانیا; (5) تصمیم استبانة تسمح بالإجابة عن اسئلة الدراسة والتحقق من صدق الاستبیانه وثباتها; (6) تحدید عینة الدراسة وتقدیم الاستبیان لهم; (7) تفریغ إجابات عینة الدراسة على الاستبانة وترمیزها وتحلیل نتائج بالمعادلات الإحصائیة المناسبة باستخدام برنامج SPSS; (8) عرض نتائج الإجابة عن اسئلة الدراسة ومناقشة النتائج فی ضوء الإطار النظری والدراسات السابقة والواقع المیدانی; (9) عرض لأهم المقترحات وتوصیات الدراسة النظریة والتطبیقیة.

عرض النتائج ومناقشتها

تم استخدام برنامج Statistical Package for the Social Sciences (SPSS) فی تفریغ وتحلیل بیانات المقیاس، وللإجابة عن اسئلة الدراسة تم استخدام الإحصاء الوصفی المتمثل فی المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری والنسبة المئویة والتکرارات للإجابة عن سؤالی الدراسة الأول والثانی، واستُخدم الإحصاء الاستدلالی المتمثل فی تحلیل التباین الأحادی One Way ANOVA واختبار (ت) T-test للإجابة عن سؤالی الدراسة الثالث والرابع، کما تم استخدام معادلة الانحدار البسیط للإجابة عن سؤال الدراسة الخامس.

الإجابة عن السؤال الأول للدراسة

والذی ینص على: ما واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام الإحصاء الوصفی کما فی

 

جدول (2):

جدول (2)

اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة من وجهه نظر أعضاء الهیئة التعلیمیة

الرقم

العبارة

 

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الرتبة

درجة التقدیر

1

یوضح مدیر المدرسة للمعلم نقاط ضعفه بطریقة مقبولة

 

2.55

0.637

4

کبیرة

2

یشجع مدیر المدرسة المعلمین على إبداء الآراء بحریة

 

2.46

0.712

8

کبیرة

3

یشجع مدیر المدرسة المعلمین على تطویر أدائهم المهنی

 

2.66

0.604

1

کبیرة

4

یبدی مدیر المدرسة اهتماما بکل ما یطرح من قضایا تخص المعلم

 

2.49

0.690

7

کبیرة

5

یثق مدیر المدرسة بقدرات المعلمین فی المدرسة

 

2.55

0.649

3

کبیرة

6

یطلع مدیر المدرسة المعلمین على معدل إنجازهم للأداء

 

2.29

0.793

11

کبیرة

7

یقدر مدیر المدرسة ظروف المعلمین

 

2.53

0.672

5

کبیرة

8

یحرص مدیر المدرسة على مطابقة أقواله بأفعاله

 

2.45

0.704

9

کبیرة

9

یُشعر مدیر المدرسة جمیع المعلمین فی المدرسة بالاحترام المتبادل

 

2.63

0.610

2

کبیرة

10

یتغاضى مدیر المدرسة عن الأخطاء البسیطة

 

2.40

0.706

10

کبیرة

11

یعالج مدیر المدرسة مشاکل المعلمین بسریة

 

2.53

0.671

6

کبیرة

 

الدرجة الکلیة

 

2.539

.5560

 

کبیرة

 

یلاحظ من الجدول (2) أن المتوسط الحسابی الذی حصل علیه محور اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة من وجهه نظر أعضاء الهیئة التعلیمیة للإجابة عن سؤال الدراسة هو (2.53) وهو یعنی درجة کبیرة مع انحراف معیاری بدرجة (.550) وهو ما یشیر إلى اتفاق أفراد العینة على رأیهم، وأن اتجاهات مدیری المدارس إیجابیة نحو العلاقات الإنسانیة مع المعلمین ورؤساء الأقسام، ویُعزى ذلک إلى ترابط المجتمع الکویتی وتلاحمه، وهو مجتمع یعوّل کثیرًا على العلاقات الأسریة والإنسانیة، وقد تُعزى هذه النتیجة إلى إدراک معظم مدیری المدارس من الجنسین لمسألتین أساسیتین، وهما الدور التربوی والأخلاقی الجوهری للمنصب الذی یشغلونه، ویتطلب التحلی بالکثیر من الصفات الحمیدة التی من شأنها أن تعزز العلاقات الإنسانیة؛ فشعور المعلمین بالتقدیر والاحترام المتبادل مع مدیر المدرسة یعزز من شعورهم بالثقة والولاء للمدرسة، الأمر الذی ینعکس على الأداء الوظیفی الجید؛ فالعلاقات الإنسانیة عنصر أساسی لنجاح المدرسة فی تأدیة رسالتها وعامل ضروری من عوامل تحقیق أهدافها، وشرط من شروط الصحة النفسیة لتثبیت الطمأنینة والرضا بین العاملین فیها؛ فهی تسهم إسهاما فعالا فی تماسک الجماعة المدرسیة وفی بنائها الاجتماعی والعمل بروح الفریق، وهذا یدل على الأهمیة التی تولیها وزارة التربیة لتعزیز دور المدیر باعتباره قائدًا تربویًّا والاهتمام بقدراته وتعزیز دوره بتأهیله بالعدید من الدورات والخبرات التی یستطیع من خلالها التعامل مع المعلمین، وتتوافق هذه النتیجة مع دراسة (حرزلی& لقوقی، 2015; السواح، 2008; المطرفی، 2002) (Craig, 2013& Sleegers, 2015;  Moolenaar ) وتختلف مع نتیجة دراسة (أحمد، 2008).

الإجابة عن السؤال الثانی:
والذی ینص على: ما واقع معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین من منظور أعضاء الهیئة التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت؟ وللإجابة على هذا السؤال تم استخدام الإحصاء الوصفی کما فی جدول (3):

 

جدول (3)
معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین

الرقم

العبارة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الرتبة

درجة التقدیر

1

ضعف مبدأ العدالة والمساواة لدى مدیر المدرسة

1.83

0.820

2

متوسطة

2

یعتقد مدیر المدرسة أن العلاقات الإنسانیة مظهر من مظاهر الضعف

1.53

0.728

9

قلیلة

3

ضعف القدرة على حل مشکلات العمل لدى مدیر المدرسة

1.57

0.738

7

قلیلة

4

الفهم الخاطئ للعلاقات الإنسانیة بأنها مجاملات لدى مدیر المدرسة

1.66

0.773

5

قلیلة

5

یخلط مدیر المدرسة بین مفهوم العلاقات الإنسانیة والاجتماعیة

1.69

0.787

4

متوسطة

6

لا یتمکن مدیر المدرسة من السیطرة على الانفعال

1.60

0.762

6

قلیلة

7

لا یقدّر مدیر المدرسة المبادرات

1.49

0.741

10

قلیلة

8

یضخم مدیر المدرسة الأخطاء ولا یعالجها

1.54

0.751

8

قلیلة

9

یعطی مدیر المدرسة التعلیمات بصیغة الأوامر

1.84

0.844

1

متوسطة

10

المحسوبیة فی العمل لدى مدیر المدرسة

1.82

0.849

3

متوسطة

 

الدرجة الکلیة

1.825

.7180

 

متوسطة

یلاحظ من الجدول (3) أن المتوسط الحسابی الذی حصل علیه المحور (1.82) هو درجة متوسطة حول معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین، مع انحراف معیاری بدرجة (.718)، مما یدل على اتفاق أفراد العینة على الإجابة، وهو ما یدل على وجود المعوقات وإن کانت بدرجة متوسطة، وأن إجابات العینة جاءت بعیدة عن المثالیة ومطابقة للواقع، والجدیر بالملاحظة أن العبارات التی تقیس سلوکیات المدیرین هی ما حصلت على المراتب الثلاث الأولى، ویُعزى ذلک لتفاوت التصرفات طبقًا لتنوع المشکلات والمواقف ما بین المدیرین من الذکور والإناث ودرجة تقبل المعلمین لها، وحصول البعد على درجة تقدیر متوسطة یُعزى لوجود الأنظمة والقوانین التی تحکم بیئة العمل، وتقنن أثر المعوقات وتفرض قیودًا على ردود الأفعال، ویعود ذلک لرؤیة العدید من المعلمین أن جو المدرسة لا یخلو من الخلافات والمشاحنات وأن التزام مدیر المدرسة بمبدأ العدالة والمساواة فی حل الخلافات بدرجة متوسطة یعزز من الأمن فی بیئة العمل، وتتشابه هذه النتیجة مع دراسة (أحمد، 2008).

الإجابة عن السؤال الثالث:

والذی ینص على هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أعضاء الهیئة التعلیمیة تُعزى لمتغیرات: (النوع، سنوات الخبرة، الدرجة العلمیة، القسم العلمی، الرتبة الوظیفیة) حول واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین ومعوقاتها؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام الإحصاء الاستدلالی کما فی الجدول (4)

 

جدول4

نتائج اختبار (ت) لقیاس دلالة متغیر الجنس للعینات المستقلة

المحور

متغیر الجنس

المتوسط

قیمة (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة

ذکر

184

2.5842

1.263

734

.207

أنثى

552

2.5245

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

ذکر

184

1.7228

-2.241

734

.025

أنثى

552

1.8596

یتضح من الجدول (4) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى لمتغیر الجنس، ومحور اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة، وهو ما یدل على اتفاق آراء العینة من الذکور والإناث على حد سواء حول واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة لدى المدیرین، ویُعزى ذلک إلى أن النظام والقوانین واللوائح التی تطبق بالمدارس واحدة وتشابه بیئات العمل، وأن کلاهما یتلقیان نفس المعاملة والرعایة، مما ضیق الفروق فی نظرة الجنسین إلى القضایا التربویة والتعلیمیة التعلمیة، کما یتضح من الجدول السابق أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى لمتغیر الجنس لصالح الإناث، ویعزى ذلک إلى أن الإناث تحکمهم العاطفة والمشاعر مما یؤدی لإحساسهم بالمعوقات وأن المرأة تتصف بالدقة؛ فبالتالی تولی اهتماما للمقارنة مع زمیلاتها، وکذلک بیئة العمل عند الإناث المنافسة فیها شدیدة، وبالتالی أکثر شحنًا، وطبیعة الإناث التی تعد أکثر اهتماما والتزاما، وبالتالی أکثر تشددًا بسلوکیات العمل، وتتشابه هذه النتیجة مع دراسة (حرزلی& لقوقی، 2015; الزیون، 2010)

جدول 5

نتائج اختبار (ت) لقیاس دلالة متغیر الرتبة الوظیفیة

المحور

الرتبة الوظیفیة

المتوسط

قیمة (ت)

درجة الحریة

مستوى الدلالة

اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة

رئیس قسم

197

2.5990

1.760

734

.079

معلم

539

2.5176

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

رئیس قسم

197

1.7741

-1.171

734

.242

معلم

539

1.8442

یتضح من الجدول (5) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة ما بین آراء رؤساء الأقسام والمعلمین ومحاور الدراسة، ویعزى ذلک لتوافر الخبرات التنظیمیة والإداریة التی تعین أعضاء الهیئة التدریسیة على إدراک اتجاهات المدیرین نحو العلاقات الإنسانیة بصرف النظر عن الرتبة الوظیفیة وتلقیهم نفس المعاملة، کما یتضح من الجدول السابق أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة لمتغیر الرتبة الوظیفیة مع محور معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، ویعزى ذلک إلى أن المعوقات هی نفسها التی یعانی منها المعلم، ویلاحظها رئیس القسم بحکم قربه منهم، ولأنهم ینتمون للفئة نفسها، وهی عضو الهیئة التعلیمیة، وعدم تفریق مدیر المدرسة فیما بینهم کونه مشرفًا مقیمًا، وتتشابه هذه النتیجة مع دراسة (السواح، 2008).

جدول (6)

نتائج تحلیل التباین الأحادی One Way Anova لمتغیر سنوات الخبرة

المحور

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

الدلالة

اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

2.536

2

1.268

4.133

.016

داخل المجموعات

224.822

733

.307

 

 

المجموع

227.357

735

 

 

 

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

1.644

2

.822

1.593

.204

داخل المجموعات

378.171

733

.516

 

 

المجموع

379.815

735

 

 

 

تشیر نتائج جدول (6) إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تُعزى لمتغیر سنوات الخبرة ومحور معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، ویعزى ذلک لتساوی المعوقات والإدراک لدى جمیع المعلمین وتساوی المعاملة لهم بغض النظر عن سنوات الخبرة، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائیة متعلقة بمتغیر سنوات الخدمة ومحور اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة، وللتعرف إلى الفروق الدالة تم الاستعانة باختبار (شیفیه) للکشف عن الفروق البعدیة الزوجیة الدالة بین متوسطات آراء العینة، وکانت النتیجة لصالح 11 سنة وأکثر، ویعزى ذلک لنضجهم وتفهمهم لدورهم الوظیفی وإحساسهم بالإشباع الوظیفی، وبحکم الأقدمیة والخبرة الوظیفیة یجعل تقدیرهم أکبر للعلاقات الإنسانیة وقدرتهم على تمییز وجودها ومدى عمقها، وکذلک قرب تولیهم لمناصب قیادیة یجعل من العلاقة الودیة مع المدیر أکثر وضوحا، ویتضح من الجدول السابق أنه وتخالف هذه النتیجة دراسة (الزیون، 2010; السواح، 2008; المطرفی، 2002).

الجدول 7

نتائج تحلیل التباین الأحادی One Way Anova لمتغیر المرحلة الدراسیة

المحور

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة (ف)

الدلالة

اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

1.614

3

.538

.7451

.156

داخل المجموعات

225.743

732

.308

 

 

المجموع

227.357

735

 

 

 

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

12.802

3

4.267

8.511

.000

داخل المجموعات

367.013

732

.501

 

 

 

المجموع

379.815

735

 

 

 

تشیر نتائج جدول (7) إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة لمتغیر المرحلة الدراسیة ومحور اتجاهات مدیر المدرسة نحو العلاقات الإنسانیة، ویعزى ذلک لتساوی التعامل ما بین المدیرین والمعلمین على حد سواء بطریقه مهنیة تنظیمیة یحکمها الاحترام والتقدیر بغض النظر عن أجواء المدرسة المحیطة، ویتضح من الجدول السابق أنه توجد دلالة إحصائیة لمتغیر المرحلة الدراسیة ومحور معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، وللتعرف إلى الفروق الدالة تم الاستعانة باختبار (شیفیه) للکشف عن الفروق البعدیة الزوجیة الدالة بین متوسطات آراء العینة، وکانت النتیجة لصالح المرحلة الابتدائیة ویعزى ذلک إلى الضغط بالیوم الدراسی وقصر العام الدراسی مقارنة بالمرحلة المتوسطة والثانویة وطبیعة التعامل مع الأطفال وکثرة الأنشطة المدرسیة والبدنیة التی تستغرق الجهد والوقت الکثیر یجعل المعلمة تشعر بوجود المعوقات بسبب طبیعة العمل وحاجتها الکبیرة للتقدیر والراحة النفسیة.

جدول 8

نتائج تحلیل التباین الأحادی One Way ANOVA لمتغیر المنطقة التعلیمیة

المحور

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

الدلالة

واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

5.223

5

1.045

3.433

.004

داخل المجموعات

222.134

730

.304

 

 

المجموع

227.357

735

 

 

 

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

9.233

5

1.847

3.638

.003

داخل المجموعات

370.581

730

.508

 

 

المجموع

379.815

735

 

 

 

تشیر نتائج جدول (8) إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة لمتغیر المنطقة التعلیمیة مع محور واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة ومحور معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، وللتعرف إلى الفروق الدالة تم الاستعانة باختبار (شیفیه) للکشف عن الفروق البعدیة الزوجیة الدالة بین متوسطات آراء العینة، وأشارت النتیجة لوجود دلالة الإحصائیة لصالح منطقة الجهراء التعلیمیة مع محور واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، ویعزى ذلک لخصوصیة هذه المنطقة التعلیمیة، حیث إن بعدها الجغرافی جعل سکانها هم من شغل کافة الوظائف داخلها من معلمین ومدیرین، مما عزز الترابط والتلاحم وامتداد العلاقات الإنسانیة لخارج أسوار المدرسة فیما بینهم؛ فهم جیران وأصدقاء وزملاء، وتوجد دلالة إحصائیة لمنطقة مبارک الکبیر ومعوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة، ویعزى ذلک إلى حداثة المنطقة التعلیمیة وصغر حجمها.

جدول (9)

نتائج تحلیل التباین الأحادی One Way Anova لمتغیر المؤهل العلمی

المحور

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة ف

الدلالة

واقع استخدام أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

.060

2

.030

.097

.907

داخل المجموعات

227.297

733

.310

 

 

المجموع

227.357

735

 

 

 

معوقات الإدارة بالعلاقات الإنسانیة

بین المجموعات

1.275

2

.638

1.235

.291

داخل المجموعات

378.540

733

.516

 

 

المجموع

379.815

735

 

 

 

تشیر نتائج جدول (9) إلى عدم وجود دلالة إحصائیة لمتغیر المؤهل العلمی، وهذا ما یعزز نتیجة قیاس العلاقات الإنسانیة بشکل أکبر؛ حیث لا یختلف تعامل المدیر بشکل إنسانی مع المعلم طبقًا لمؤهله العلمی والتقدیر لکل المعلمین على حد سواء، وأن المعلمین على اختلاف مؤهلاتهم العلمیة یدرکون أهمیة استخدام المدیرین للعلاقات الإنسانیة والعلاقة العکسیة ما بین تبنی أسلوب العلاقات الإنسانیة والصعوبات التی یوجهونها بالعمل، إضافة إلى أن أسلوب العلاقات الإنسانیة المرغوب به واحد، سواء عند أصحاب المؤهلات العلمیة العالیة أو المنخفضة فکلهم متفقین على أهمیة تواجد هذا الأسلوب، وتتشابه هذه النتیجة مع دراسة (المطرفی، 2002; الزیون، 2010; حرزلی& لقوقی، 2015).

الإجابة عن السؤال الرابع:

والذی ینص على: هل تؤثر المعوقات على أسلوب الإدارة بالعلاقات الإنسانیة؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام أسلوب الانحدار البسیط لقیاس أثر المعوقات على أسلوب القیادة بالعلاقات الإنسانیة لدى مدیری المدارس

جدول (10)

نتائج اختبار ANOVA وقیم  لنموذج الانحدار المتعدد

مجموع المتوسطات

درجات الحریة

مربع المتوسطات

F
قیمة (ف)

R
معاملالارتباط


معامل التحدید


Sig.

Beta

T

63.816

1

63.816

286.419

.530a

.281

.000b

-.530

-16.924

یتبین من الجدول (10) أن نتیجة تحلیل التباین قد أدت إلى نتیجة ذات دلالة إحصائیة، إن معامل الارتباط بین المتغیرات المستقلة والمتغیر التابع تساوی (281.) وهی علاقة ضعیفة، ونجد أن مجموع ما یفسره المتغیر المستقل من تباین المعوقات والعلاقات الإنسانیة لدى مدیر المدرسة بلغ (530.)، وتم استخراج قیم ودلالة المعوقات للعلاقات الإنسانیة لدى مدیر المدرسة، ویتضح من تحلیل اختبار (ت) للمعاملات غیر القیاسیة (B) قیم قیمة المتغیر المستقل دالة إحصائیا عند مستوى 0.05 ، وبلغت قیمة Beta (- 530.)، یتضح أن المعوقات تؤثر سلبا بدرجة (530.) عند مستوى دلالة (000.) على العلاقات الإنسانیة لدى مدیری المدارس، وأن لهذا النموذج قدرة تنبؤیة ذات قیمة جیدة، ویمکن تفسیر النتیجة إلى تطلع مدیری المدارس للقیادة الإنسانیة والبعد عن الجمود بالتعامل مع المعلمین مما جعل العینة مدرکة جیدا للمعوقات التی تحیط بالمدیرین وتقدیرهم لأسلوب التعامل بالعلاقات الإنسانیة، وتتشابه هذه النتیجة مع دراسة (أحمد، 2008).

 

التوصیات والمقترحات الاجرائیة

1-   إعطاء مدیری المدارس المزید من الصلاحیات لتمکینهم من ممارسة دورهم القیادی بصورة أعمق، مثل ان یسمح له بمنح عضو الهیئة التعلیمیة إجازة رسمیة تبعا لظروفه النفسیة فی حالات لم یحددها القانون المدنی مثل عند حالة الانفصال او الانتقال لمدینة أخرى.

2-   تنظیم البرامج التدریبیة للمدیرین حول فن التعامل مع المعلمین وتوظیف أسلوب العلاقات الإنسانیة معهم، کإیجاد مقر او مکان مفتوح له طابع اجتماعی أکثر منه رسمی لتبادل اطراف الحدیث حول نواحی الحیاة المختلفة.

3-   مراعاة الفروقات الدیمغرافیة بین المعلمین وتوظیفها بما یخدم المصلحة العامة، وذلک بتشجیع الصداقات ما بین المعلمین ودمج أعضاء الهیئة التعلیمیة الجدد مع ذوی الخبرة بنشاطات وفعالیات ثقافیة واجتماعیة داخل اسوار المدرسة تسمح بکسر الحواجز ما بینهم والاستفادة من خبرات بعضهم البعض.

4-   تأکید حرص مدیر المدرسة على الانسجام ما بین القیادة بالعلاقات الإنسانیة وما بین الممارسات الیومیة، فاللقاءات العابرة والمتکررة عندما تکون بشکل ودی لها اثر عمیق فی تعزیز العلاقات الإنسانیة.

5-   یتوجب على مدیری المدارس خلق مناخ إنسانی عند التعامل مع ظروف العاملین والبعد عن الجمود، فمثلا القاء التحیة والسؤال عن الأحوال قبل البدء بالعمل وانتهاء اللقاء بالشکر والابتسامة والمبادرة بمشارکة أعضاء الهیئة التعلیمیة بالتهنئة بالمناسبات الاجتماعیة والدینیة المختلفة.

6-   لتفادی المعیقات المؤثرة على الإدارة بالعلاقات الإنسانیة یفضل الغاء اسم العائلة من الأوراق الرسمیة بالمدرسة والاکتفاء بالاسم الثلاثی (الشخص والأب والجد) وذلک کما هو متبع فی بعض الدوائر الحکومیة الحساسة وهذا یضمن المساواة بالتعامل وترک المحسوبیة وعدم محاباة القرائب وینعکس ذلک على احساس العاملین بالعدل والمساواة.

 

 

 

 

 

 

 

 


المراجع العربیة

أبو الکشک، محمد نایف. (2006). الإدارة المدرسیة المعاصرة. عمان، الأردن: دار جریر.

أبو علام، رجاء محمود. (2011). مناهج البحث فی العلوم النفسیة والتربویة. القاهرة: دار النشر للجامعات.

أحمد، إبراهیم أحمد.(2002).الإدارة التعلیمیة بین النظریة والتطبیق. الإسکندریة، مکتبة المعارف الحدیثة.

أحمد، إبراهیم أحمد.(2008).العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة. الإسکندریة: دار الوفاء.

أحمد، أحمد إبراهیم. (2008). العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة. الإسکندریة: دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.

أحمد، عباس بله محمد. (2006). مبادئ الإدارة المدرسیة. الریاض: مکتبة الرشد.

الأنصاری، شیماء عیسى. (2016). أثر استخدام الأجهزة الذکیة على أداء المدیرین لمهامهم الإشرافیة من منظور المعلمین فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة الکویت، دولة الکویت.

بخاری، مروان بن محمد. (2014). درجة ممارسة العلاقات الإنسانیة لدى مدیری المدارس الثانویة بمدینة مکة المکرمة وعلاقتها بالعدالة التنظیمیة من وجهة نظر المعلمین (رسالة ماجستیر منشورة). جامعة أم القرى، المملکة العربیة السعودیة.

الحارثی، وصل الله عیضة حامد.(2012).مستویات العلاقات الإنسانیة السائدة فی المدارس الثانویة کما یتصورها المدیرون والمعلمون بمحافظة الطائف(رسالة ماجستیر کلیة التربیة). جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

حامد، سلیمان.(2009). الإدارة التربویة المعاصرة.الأردن: دار أسامة للنشر والتوزیع.

حرزلی، حسین، ولقوقی، دلیلة (2015). تقییم واقع ممارسة العلاقات الإنسانیة فی المؤسسات التربویة بین الأساتذة. دراسات نفسیة وتربویة: منبر تطویر الممارسات النفسیة والتربویة، 14 (3)، 117-107.

الدوسری، محمد بن عاید.(2005).العلاقات الإنسانیة فی الفکر الإداری الإسلامی والمعاصر(دراسة دکتواره غیر منشورة).الریاض، کلیة التربیة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة.

رسلان، عثمان عبد المعز. (2000). دستور المعلمین. القاهرة: دار البشیر للثقافة والعلوم.

الزبون، سلیم، الزبون، محمد وموسى، سلیمان.(2010). درجة استخدام مدیری المدارس الثانویة فی محافظة جرش لأسلوب العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة من وجهة نظر معلمیهم. ، مجلة جامعة دمشق، المجلد26،العدد3.

الزهیری، إبراهیم عباس.(2008).الإدارة المدرسیة والصفیة منظور الجودة الشاملة.القاهرة: دار الفکر العربی.

السواح، منصور بن عبد الله.(2008).مدى ممارسة المشرفین التربویین للعلاقات الإنسانیة والقیم الأخلاقیة فی تعاملهم مع المعلمین(رسالة ماجستیر)، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

العتیبی، ترکی الحمیدی جزاع. (2013). العلاقات الإنسانیة فی الإدارة المدرسیة ودورها فی تعزیز الأداء المهنی للمعلم. الکویت: دار اقرأ للنشر والتوزیع.

العتیبی، سعد ماجد (2014). القیادة المدرسیة والقیادة التربویة. الکویت: دار المسیلة للنشر والتوزیع.

العفیصان، جمیلة سعدون. (2015). استخدام مدیری مدارس المرحلة الابتدائیة لشبکات التواصل الاجتماعی فی إدارة الأزمات فی مدارس التعلیم العام بدولة الکویت (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة الکویت، دولة الکویت.

الطعانی، حسن أحمد. (2012). درجة ممارسة مدیری المدارس لمهامهم الإشرافیة من وجهة نظر المعلمین فی الأردن. المجلد 28، العدد2، مجلة جامعة دمشق، الأردن.

ابن منظور. (1311). لسان العرب. لبنان: دار صادر.

العمیان، محمود سلیمان (2013). السلوک التنظیمی فی مؤسسات الأعمال. عمان: دار وائل.

المحیلبی، عبد العزیز سعود. (2015). الإدارة التعلیمیة والإدارة المدرسیة قضایا معاصرة ورؤى مستقبلیة. الکویت: مکتبة الفلاح للنشر والتوزیع.

مساد، عمر حسن.(2004).الإدارة المدرسیة. عمان: دار صفاء.

المطرفی، سعود. (2002). تطور الإدارة المدرسیة فی بعض جوانب العلاقات الإنسانیة کما یدرکها مدیرو ومعلمو المرحلة المتوسطة (بنین) بالعاصمة المقدسة (رسالة ماجستیر منشورة). جامعة أم القرى، المملکة العربیة السعودیة.

المعایطة، عبد العزیز عطا الله. (2007). الإدارة المدرسیة فی ضوء الفکر الإداری المعاصر. عمان: دار الحامد للنشر والتوزیع.

المعلمات یهجرن التدریس ویفضلن العمل الإداری. (24 دیسمبر، 2015). جریدة القبس الکویتیة، ص24.

وطفة، علی أسعد. (2013). سوسیولوجیا التربیة إضاءات معاصرة فی علم الاجتماع التربوی. بیروت: دار أبحاث للنشر والتوزیع والدراسات.

 

المراجع الأجنبیة:

Craig, C. J. (2013). Life on school landscapes: Teachers’ experiences, relationships and emotions. Emotion in schools: Understanding how the hidden curriculum influences relationship, leadership, teaching and learning, 99-117.

‏Daly, A. J., Moolenaar, N. M., Bolivar, J. M., & Burke, P. (2010). Relationships in reform: The role of teachers' social networks. Journal of educational administration48(3), 359-391.‏

Moolenaar, N. M., & Sleegers, P. J. (2015). The networked principal: Examining principals' social relationships and transformational leadership in school and district networks. Journal of educational administration53(1), 8-39.

‏Price, H. E. (2015). Principals’ social interactions with teachers: How principal-teacher social relations correlate with teachers’ perceptions of student engagement. Journal of Educational Administration53(1), 116-139.

‏Struyve, C., & Kelchtermans, G. (2013). Organisational position and social-professional relationships in schools: An exploratory study of teacher leaders’ work life in Flanders.