معالجة أطر العمل النظرية والمفاهيمية في بحوث التربية العلمية: دراسة تحليلية لبحوث دورية التربية العلمية بين عامي (2011-2016)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى تقييم مدى جودة معالجة أطر العمل النظرية والمفاهيمية والاسترشاد بها في البحوث والدراسات المنشورة في دورية التربية العلمية. ولتحقيق هذا الهدف تم توظيف منهجية بحثية وصفية قائمة على أسلوب تحليل المحتوى. واشتمل مجتمع الدراسة على جميع البحوث التجريبية وشبه التجريبية المنشورة في دورية التربية العلمية التي تصدرها الجمعية العلمية للتربية العلمية في مصر بين العامين 2011-2016م. وقد اشتمل مجتمع الدراسة على عدد 155 دراسة انطبقت عليها المواصفات المذکورة. وتم جمع البيانات باستخدام استمارة لتحليل المحتوى اشتملت على معايير جودة معالجة  أطر العمل النظرية والمفاهيمية والاسترشاد بهاوالتي يجب أن تتوافر في بحوث ودراسات التربية العلمية وذلک في خمس أبعاد رئيسية وهي: (إطار العمل النظري أو المفاهيمي للبحث - تحديد المشکلة البحثية -مراجعة الأدبيات- منهجية البحث وجمع البيانات- تحليل البيانات ومناقشة النتائج). وقد اشتملت الأداة بصورتها النهائية على 31 عبارة موزعة على الأبعاد الخمس المذکورة وأمام کل عبارة مقياس رباعي التدريج يوضح درجة توافر المعيار ما بين متوافرة بدرجة کبيرة، ومتوافرة بدرجة متوسطة، ومتوافرة بدرجة ضعيفة، ومنعدمة التوافر. وقد تم التحقق من صدق الأداة باستخدام طريقة الصدق الظاهري وتم التحقق من ثباتها بطريقة الثبات بين المقدرين. ولتحليل البيانات تم استخدام أساليب الإحصاء الوصفي ممثلةً في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب.
 وقد بينت نتائج الدراسة ضعف جودة معالجة أطر العمل النظرية والمفاهيمية بشکل عام في بحوث ودراسات التربية العلمية وقد تراوحت درجة جودة معالجة الأبعاد الفرعية ما بين الضعيفة والمتوسطة. وفي ضوء هذه النتائج أوصت الباحثة بعدة توصيات منها تدريب الباحثين على استخدام النظريات وأطر العمل النظرية والمفاهيمية في بحوثهم, وعقد مؤتمر علمي عربي لهذا الغرض. کما اقترحت الباحثة إعادة إجراء الدراسة في مجالات تربوية أخرى

الكلمات الرئيسية


معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوث التربیة العلمیة: دراسة تحلیلیة لبحوث دوریة التربیة العلمیة  بین عامی (2011-2016)

د/عالیة محمد کریم العطیات العطوی

استاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة تبوک

ملخص الدراسة:

هدفت هذه الدراسة إلى تقییم مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی البحوث والدراسات المنشورة فی دوریة التربیة العلمیة. ولتحقیق هذا الهدف تم توظیف منهجیة بحثیة وصفیة قائمة على أسلوب تحلیل المحتوى. واشتمل مجتمع الدراسة على جمیع البحوث التجریبیة وشبه التجریبیة المنشورة فی دوریة التربیة العلمیة التی تصدرها الجمعیة العلمیة للتربیة العلمیة فی مصر بین العامین 2011-2016م. وقد اشتمل مجتمع الدراسة على عدد 155 دراسة انطبقت علیها المواصفات المذکورة. وتم جمع البیانات باستخدام استمارة لتحلیل المحتوى اشتملت على معاییر جودة معالجة  أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بهاوالتی یجب أن تتوافر فی بحوث ودراسات التربیة العلمیة وذلک فی خمس أبعاد رئیسیة وهی: (إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث - تحدید المشکلة البحثیة -مراجعة الأدبیات- منهجیة البحث وجمع البیانات- تحلیل البیانات ومناقشة النتائج). وقد اشتملت الأداة بصورتها النهائیة على 31 عبارة موزعة على الأبعاد الخمس المذکورة وأمام کل عبارة مقیاس رباعی التدریج یوضح درجة توافر المعیار ما بین متوافرة بدرجة کبیرة، ومتوافرة بدرجة متوسطة، ومتوافرة بدرجة ضعیفة، ومنعدمة التوافر. وقد تم التحقق من صدق الأداة باستخدام طریقة الصدق الظاهری وتم التحقق من ثباتها بطریقة الثبات بین المقدرین. ولتحلیل البیانات تم استخدام أسالیب الإحصاء الوصفی ممثلةً فی المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والرتب.

 وقد بینت نتائج الدراسة ضعف جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة بشکل عام فی بحوث ودراسات التربیة العلمیة وقد تراوحت درجة جودة معالجة الأبعاد الفرعیة ما بین الضعیفة والمتوسطة. وفی ضوء هذه النتائج أوصت الباحثة بعدة توصیات منها تدریب الباحثین على استخدام النظریات وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم, وعقد مؤتمر علمی عربی لهذا الغرض. کما اقترحت الباحثة إعادة إجراء الدراسة فی مجالات تربویة أخرى.

الکلمات المفتاحیة : تعلیم العلوم – إطار العمل النظری – إطار العمل المفاهیمی – مناهج البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


The treatment of Theoretical and Conceptual Frameworks in Science Education Research: Analytical Study of Researches published in "Science Education" journal (2011-2016)

Aliah Mohammed Karim Al-Attiyat Al-Atwi

Assistant Professor of Science Curricula and instruction of at Tabuk University

Abstract

The present study set out to evaluate the treatment quality of theoretical and conceptual frameworks and using them to guide the published research papers in the periodical of scientific education. In order to achieve this aim, the descriptive approach based on content analysis has been employed. All experimental and quasi-experimental research papers published in the periodical of scientific education issued by the Association of Scientific Education in Egypt between 2011-2016 (amounting 155 papers fulfilled the prescriptions identified) have been evaluated. Data collection has been carried out by means of a content analysis form that included the criteria for the treatment quality of theoretical and conceptual frameworks and using them to guide the published research papers. The five main dimensions that must be available in scientific education research and studies are the theoretical or conceptual framework of the study- statement of the research problem- literature review-methodology of the study and data collection - data analysis and discussion of results. The final form of the instrument included 31 items grouped into the above five dimensions; each item is answered on a 4-point Likert scale stating the level of availability of the criterion (highly available, moderately available, weakly available, and unavailable).The validity of the instrument has been verified through Face Validity method, and the reliability has been tested via Interrater Reliability. Descriptive statistics methods (including arithmetic means, standard deviations, and ranks) have been utilized to analyze data. The results indicated the poor levels of treatment quality of theoretical and conceptual frameworks of scientific education papers in general. The treatment quality of the sub-dimensions ranged from poor to moderate. In light of the results reached, the study recommended training researchers on the use of theories and theoretical and conceptual frameworks in their research and holding an Arab scientific conference for this purpose. The researcher also suggested re-conducting the study in other educational fields.

Keywords: science education - theoretical framework- conceptual framework- research methods


معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوث التربیة العلمیة: دراسة تحلیلیة لبحوث دوریة التربیة العلمیة  بین عامی (2011-2016)

الفصل الأول: مدخل الدراسة

د/عالیة محمد کریم العطیات العطوی

استاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدریس بجامعة تبوک

مقدمة الدراسة:

على الرغم من أن البحث فی العلوم الاجتماعیة والإنسانیة لم یصل إلى مرحلة التطور التی وصلتها العلوم الطبیعیة, إلا أن هذا لا یقلل من الأهمیة الکبیرة للبحث فی هذه العلوم. ومن بین أبرز العلوم الاجتماعیة والإنسانیة البحث فی العلوم التربویة والتی تقدم توجیهات تطبیقیة مهمة للغایة فی توجیه ممارسات التدریس والتعلم فی المؤسسات التعلیمیة المختلفة.

ویعمل الباحثون على تطویر النظریات التی یتم دعمها بأدلة قابلة للتبریر، وقی قیامهم بذلک یسعی الباحثون فی العلوم الاجتماعیة والطبیعیة إلى الوصول لفهم مفاهیمی ونظری، ویطرحون فروض قابلة للاختبار أو الدحض میدانیاً، ویصممون الدراسة التی تختبر الفروض، ویستخدمون طرق الملاحظة المرتبطة بالنظریة التی تمکن العلماء من التحقق من دقتها، ومعرفة إمکانیة تعمیمها (NRC, 2002).

إن تنفیذ البحوث کأساس لاکتساب المعرفة الصادقة لدعم الممارسة المهنیة یتطلب استخدام النظریات لتوجیه مثل هذه البحوث (Idongesit&Uyanah, 2015).  وللبحوث المشتقة من النظریات ممیزات لتطویر ونمو التخصصات التربویة؛ إذ یمکن للنظریات العلمیة أن توجه البحث والممارسة، وتطویر المناهج، والتقویم، وتساعد على تقدیم أسالیب وإستراتیجیات تعلیمیة فعالة Abraham, 2008)).

ویتطلب توظیف النظریات فی البحث التربوی الاعتماد على إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی؛ والتی تعد من بین أهم العناصر التی توجه الدراسات والبحوث العلمیة التربویةRockinson-Szapkiw, 2012, p. 2).ویلقی لیساغت Lysaght, 2011. p. 572)) الضوء على الأهمیة البالغة لتحدید الباحث إطار العمل النظری لدراسته بقوله: "لا یعد اختیار الباحث لإطار العمل النظری أمراً تعسفیاً إنما یعکس معتقداته الشخصیة المهمة وفهمه بشأن طبیعة المعرفة، والأدوار الممکنة التی یجب تبنیها، ومن ثم الأدوات التی یجب توظیفها من قبل الباحث فی عمله.

ووفقاً لماکسویل (Maxwell, 2005) یعمل إطار العمل النظری على تحقیق هدفین رئیسیین: (1) یبرز مکان البحث فی علاقته بالنظریات والبحوث الحالیة. (2) یبرز کیف یساهم البحث فی إثراء المجال. ووفقاً لجوروج (George, 2009) یجب أن یتضمن استخدام إطار العمل النظری فی البحث العلمی تطبیقاً فعلیاً له أثناء کافة مراحل البحث سواء الصیاغة المفاهیمیة له، أو مراجعة الأدبیات، أو فی المنهجیة، أو فی النتائج. 

وعلى الرغم من أن إطار العمل النظری یعد من أکثر الجوانب أهمیة فی عملیة البحث، غالباً ما یُساء فهمه من قبل الباحثین بالرغم من أنه من الأهمیة بمکان بالنسبة للباحثین توظیف التفکیر والتطبیق المستند إلى النظریة وذلک فی اختیار الموضوع البحثی، وإعداد تساؤلات البحث، ومراجعة الأدبیات، وتحدید المدخل المتبع فی تصمیم البحث، وتحدید خطة تحلیل البیانات. وبدون إطار العمل النظری، فإن بنیة ورؤیة الدراسة تکون غیر واضحة، تماماً کما هو الأمر فی حالة القیام ببناء منزل بدون مخطط Grant &Osanloo, 2014, p. 12). 

ویمکن القول بأن تحدید إطار العمل النظری – بخاصة فی البحوث الکیفیة – یعد من بین أبرز الصعوبات التی تواجه العدید من الباحثین أثناء کتابة مقال أو کتاب قابل للنشر Casanave& Li, 2015, p. 106).فلا یعد إعداد واستخدام أطر العمل النظریة والمفاهیمیة بمثابة عملیة یسیرة نظراً لأنها لا توجد بشکل جاهز فی الأدبیات وتنتظر من الباحثین استخدامها (Maxwell, 2012: xi).

ومن المهم بالنسبة للباحثین فی المجالات التربویة عامةً والتربیة العلمیة بشکل خاص توظیف النظریات العلمیة کموجه لبحوثهم وذلک من خلال التبنی والتطبیق الفعال لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة کموجه فی کل مرحلة من مراحل بحثهم سواءاً فی مرحلة تحدید المشکلة والتساؤلات، أو فی مرحلة مراجعة الأدبیات، أو فی تصمیم منهجیة البحث، أو فی جمع البیانات، أو فی تحلیل البیانات ومناقشتها وتفسیرها. ومن المهم کذلک العمل على تقویم مدى قدرة الباحثین التربویین على الاستخدام الفعلی لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم وهذا هو بیت القصید فی الدراسة الحالیة.

مشکلة الدراسة:

نبع إحساس الباحثة لمشکلة الدراسة من عدة مصادر بینها مراجعة الأدبیات، والملاحظات الشخصیة التی أبرزها باحثون آخرون، والملاحظات الشخصیة للباحثة، وإجراء دراسة استطلاعیة.

أ- مراجعة الأدبیات: توضح مراجعة الأدبیات وثیقة الصلة بموضوع الدراسة أن هناک العدید من المشکلات التی یواجهها الباحثون فی التعامل مع أطر العمل النظریة والمفاهیمیة، وتوظیفها وتطبیقها بفاعلیة فی بحوثهم. وفیما یلی عرض لذلک بالتفصیل.

1- غموض التعریفات: غالباً ما یتم استخدام مصطلحی إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی بدون تحدید أو توضیح معانی المصطلحین أو تقدیم أساس واضح لاستخدام أی منهما. ووفقاً لما یذکره " کنوبلوش" (Knobloch, 2010)تتسم تعریفات إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی بأنها غیر واضحة فی بعض الأحیان تکون متداخلة مع بعضها البعض.

2- ضعف قدرة الباحثین بشکل عام على استخدام إطار العمل النظری والمفاهیمی: تشیر الملاحظات الشخصیة المشار إلیها فی الأدبیاتلضعف قدرة العدید من الباحثین – بخاصة المبتدئین منهم- على توظیف أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم. وهنا یذکر "نجولوب" و"ماثیبا" و"جومبو" (Ngulube,  Mathipa& Gumbo, 2015)  أنه من واقع خبرتهم الشخصیة أثناء تنفیذ ورش عمل حول کتابة البحوث العلمیة لطلاب الماجستیر والدکتوراه عبر سنوات عدة فإنهم قد وجدوا أن برامج الإعداد لا تجهز الباحثین الجدد على نحو کاف بإعداد ملائم فیما یتعلق بالنظریات ودورها فی البحث العلمی. ومن ثم یترتب على ذلک انتشار غموض وتشوش لدى الباحثین بشأن ما الذی یستلزمه تبنی إطار عمل نظری أو مفاهیمی عند تنفیذ البحث. وحتى فی الولایات المتحدة لاحظ لیستر Lester, 2005:461) أن برامج الخریجین تفتقر إلى المقررات والخبرات التی تزود الطلاب بأسس نظریة وفلسفیة متینة لبحوثهم المستقبلیة. وهناک نزعة لدى العدید من الباحثین لتضمین إطار عمل مفاهیمی فی بحثهم فی ظل ضعف محاولتهم لربطه فعلیاً بدراستهم نظراً لأنهم یروا أن ذلک یعد مواکبة للاتجاهات الحدیثة أو وفاءاً لمتطلبات مشرفیهم أو محرری الدوریات التی ینشرون فیها بحوثهم  (Ngulube,  et, al, 2015, p. 7).

          ومن خلال وضعهم کأساتذة وأعضاء فی لجان الإشراف على الرسائل العلمیة لطلاب للدکتوراه فی مجالات التربیة، والسیاسة، والقیادة، والمناهج والتدریس، والخدمة الاجتماعیة لاحظ باحثون من قبیل "جرانت" و"أوسانلو"Grant &Osanloo, 2014, p. 12)أن العدید من الباحثین وبخاصة الطلاب یعبرون عن ارتباک، ونقص فی المعرفة، وإحباط بشأن التحدیات المتعلقة باختیار إطار عمل نظری وفهم کیفیة تطبیقه عبر دراساتهم. کما أن بعض الطلاب یذکرون بشکل موجز إطار عمل نظری فی بدایة دراستهم ولکن نادراً ما یرجعون إلیه طوال الرسالة؛ کما یغفل بعض الطلاب تضمین إطار عمل نظری فی المخطط البحثی ویُطلب منهم بعد ذلک إعادة هیکلة وبناء بحثهم أو دراستهم بعد مراجعة تجریها اللجنة المشرفة.  

کما یوضح سیلفر وهیبرست (فی Lester, 2005) أن الکثیر من الدراسات المرسلة إلى الدوریات العلمیة غالباُ ما یتم رفضها نظراً لأنها لا تستند إلى نظریة محددة. ویلقی ذلک الضوء على أهمیة تعلیم الطلاب أهمیة کیفیة تنفیذ إطار عمل نظری أو إطار عمل مفاهیمی فی بحثهم نظراً لأن ذلک لا یتعلق بالدراسات التی یجریها هؤلاء الطلابفحسب ولکنه یمتد أیضاً إلى الأنشطة الأکادیمیة والبحثیة والعلمیة التی سوف یجریها الطلاب مستقبلاً (Grant &Osanloo, 2014, p. 13). 

 جـ- الملاحظات والخبرات الشخصیة للباحثة: بحکم عمل الباحثة کعضوة فی هیئة التدریس بإحدى کلیات التربیة بالمملکة، وبحکم معایشتها للواقع العلمی والبحثی فی هذه الکلیة، وبحکم إطلاع الباحثة على العدید من البحوث المنشورة فی مجال التربیة العلمیة، وبحکم إشراف الباحثة على العدید من الرسائل وقیامها بمناقشة عدد آخر من الرسائل العلمیة فی کلیة التربیة لاحظت الباحثة بعض الملاحظات التی تعضد ما ورد ذکره من ملاحظات لباحثین آخرین, وما أسفرت عنه مراجعة الأدبیات. وأبرزها ما یلی:

1-    غموض مفهوم النظریة وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة لدى الباحثین سواءاً الباحثین فی مراحل ما قبل الحصول على الماجستیرأو الباحثین الذین یعدون بحوثاً بهدف الترقیات وینشرونها فی دوریات علمیة.

2-    قلیلاً ما تتناول مقررات مناهج البحث المقدمة لطلاب الدراسات العلیا فی کلیة التربیة موضوعات النظریة، وإطار العمل النظری، وإطار العمل المفاهیمی.

3-    ضعف تبنی النظریات وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث والدراسات التربویة سواءاً رسائل الماجستیر أو البحوث المقدمة فی المؤتمرات العلمیة أو المنشورة فی الدوریات العلمیة.

4-    یلاحظ کذلک قلة المنظرین العرب بشکل عام فی المجالات التربویة عامةً والتربیة العلمیة خاصةً.

د- إجراء دراسة استطلاعیة:أجرت الباحثة دراسة استطلاعیة لدعم إحساسها المبدئی بمشکلة الدراسة. وتضمنت هذه الدراسة إجراء مقابلات إلکترونیة وشخصیة مع عدد 13 من عضوات هیئة التدریس بکلیات التربیة بالمملکة. وتتنوع الرتب العلمیة لهؤلاء العضوات ما بین محاضر وأستاذ مشارک وأستاذ. وقد رکزت المقابلات على دور النظریة وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحث التربوی ومدى الاعتماد علیها وتطبیقها فی بحوثهن، ومدى إلمام المشارکات بهذه المفاهیم وتدریسها لطالباتهن. وقد أسفرت نتائج تلک الدراسة عن بعض البیانات المفیدة التی أوضحت بشکل عام أن عضوات هیئة التدریس لدیهن اتجاهات وتصورات إیجابیة عن دور النظریة وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحث التربوی بشکل عام والتربیة العلمیة بشکل خاص إلا أن لدیهن تشوش بشأن مفاهیم إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی، وأن خلفیتهن المعرفیة عن تلک المفاهیم تعد محدودة ومن ثم فإنهن لا یطبقنها بشکل کافٍ فی بحوثهم ولا یقمن بتدریسها لطالباتهن على النحو الکافی.

واستناداً إلى ما تقدم ذکره فی الفقرات السابقة, یمکن القول بالأهمیة الکبیرة لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تطویر البحث التربوی وبحوث التربیة العلمیة على وجه الخصوص, إلا أن الباحثین یواجهون بعض المشکلات فی توظیف أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی توجیه بحوثهم. ویمکن إبراز مشکلة الدراسة الحالیة فی العبارة التالیة:

"الحاجة إلى دراسة مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی بحوث التربیة العلمیة".

تساؤلات الدراسة: ینصب الاهتمام فی هذه الدراسة على تساؤل رئیس ینص على: "ما مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی بحوث التربیة العلمیة ؟".

ویتفرع من هذا التساؤل مجموعة التساؤلات الفرعیة التالیة:

1-    ما مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی دراسات التربیة العلمیة؟

2-    ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید المشکلة البحثیة فی دراسات التربیة العلمیة ؟

3-    ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مراجعة الأدبیات فی دراسات التربیة العلمیة ؟

4-    ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید المنهجیة وجمع البیانات؟

5-    ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة وتفسیر النتائج ؟

أهمیة الدراسة: لهذه الدراسة أهمیة نظریة وعلمیة. وتنبع أهمیتها من أهمیة الموضوع الذی تتناوله بالنسبة للبحث التربوی بشکل عام والبحث فی التربیة العلمیة بشکل خاص. وتعد جودة معالجة الباحثین للنظریات وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم بمثابة مؤشر مهم للغایة على جودة البحث التربوی بشکل عام وما یترتب على ذلک من ممارسات عملیة تسترشد بنتائج تلک البحوث. ویمکن أن تکون هذه الدراسة مفیدة فی المجالات التالیة:

1- توجه أنظار الباحثین العرب فی التربیة العلمیةلأهمیة جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم وتأثیرها الکبیر على کل مراحل البحث العلمی مثل مراجعة الأدبیات وتحدید المشکلة البحثیة وتحدید المنهجیة البحثیة ومناقشة النتائج. کما تقدم للباحثین معاییر واضحة المعالم یمکن أن یسترشدون بها عند معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم.

2- یمکن أن تکون نتائج هذه الدراسة مفیدة لتوجیه برامج إعداد الباحثین التربویین فی کلیات التربیة وکذلک برامج التنمیة المهنیة المقدمة للباحثین فی مختلف المراحل.

3- قد تفید المسئولین بتوضیح بعض من معاییر الجودة التی یجب أن تتوافر فی بحوث التربیة العلمیة؛ وبالتالی تساعدهم على الاسترشاد بالبحوث الأکثر جودة التی تتضمن معالجة أفضل لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة.

حدود الدراسة:

أ- یتم تطبیق الدراسة باستخدام منهج تحلیل المحتوى وذلک لتقییم جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوث التربیة العلمیة وذلک من خلال التحلیل المباشر للبحوث المنشورة.

ب- یقتصر التحلیل على الدراسات التی وظفت منهجیة إمبریقیة (میدانیة).

جـ- یقتصر التحلیل على الدراسات التی وظفت مناهج البحث الکمیة (وبالتحدید شبه التجریبیة والتجریبیة).

د- تقییم مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث المتعلقة بالتربیة العلمیة حصراً.

هـ- البحوث المنشورة فی دوریة التربیة العلمیة للجمعیة المصریة للتربیة العلمیة بین 2011 و2016م.

مصطلحات الدراسة:

إطار العمل النظری: یُعرف إجرائیاً فی الدراسة الحالیة على أنه "النموذج أو المدخل النظری الذی یتبناه الباحث فی دراسته استناداً إلى النظریات العلمیة الواردة فی مراجعة الأدبیات والذی یعمل على توجیه مشکلته البحثیة ومراجعته للأدبیات ومنهجیته البحثیة وتحلیله للبیانات ومناقشته وتفسیره للنتائج التی یتوصل إلیها".

إطار العمل المفاهیمی: تصور الباحث عن کیفیة الربط ما بین وتولیف مجموعة من البنى النظریة المرتبطة

بظاهرة تربویة معینة بهدف توجیه بحثه العلمی فی کافة مراحله. ویمکن أن یأخذ شکل مخطط أو خریطة مفاهیم.

معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة:تُعرف معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة على أنها کیفیة استرشاد الباحثین فی مجال التربیة العلمیة بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی توجیه کل مرحلة من مراحل بحثهم(مراجعة الأدبیات- تحدید المشکلة البحثیة- تحدید المنهجیة وجمع البیانات- تحلیل البیانات ومناقشة وتفسیر النتائج). وتقاس إجرائیاً باستمارة أعدتها الباحثة لهذا الغرض تقیم بشکل کمی مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد فی بحوث التربیة العلمیة وفقاً لمعاییر محددة.

الفصل الثانی: مراجعة الأدبیات

1- مفهوم إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی والفارق بینهما:

بشکل عام یستخدم العدید من الباحثین مصطلحی إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی على أنها مترادفین ویرون أنهم متکافئین من الناحیة المفاهیمیة(مثل: Anfara, 2008 ; Maxwell, 2013). ونجد أن مصطلحی إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی یتم استخدامهم على نحو اعتیادی فی البحوث لکن قلیلاً ما یتم شرحهما بالقدر الکاف. ویتعین أن توضح الکتب الدراسیة الخاصة بمناهج البحث ما الذی یعنیه هذین المصطلحین وکیف یمکن استخدامها بما یمکن الباحثین المبتدئین من فهم کیف یمکنهم التعامل مع تصمیم البحث بشکل جید Green, 2014).

ویمکن تعریف الإطار frame على أنه الفکرة سواء الأکثر أو الأقل تجریداً التی تأطر لدراسة معینة بنفس طریقة تطویق إطار الصورة لها موفراً حیزاً فیه یتم موضعتها. وهو یساعد على شرح أو تبریر لماذا یتم عمل الدراسة وکیف تتم؟، ویتیح للقراء معرفة ماهیة الدراسة ویساعد الباحثین على دعم وتفسیر نتائجهم وربطها بأعمال الآخرین وبالأفکار الأکبر والتی تتسم بأنها أکثر عمومیة من الخصوصیات المادیة للدراسة Casanave& Li, 2015, p. 107).

تعریف إطار العمل النظری: بشکل عام یشیر إطار العمل النظری إلى ذلک الجزء من المخطط البحثی أو الدراسة الذی یتم تقدیمه لوصف تساؤلات (فروض البحث) والمنهجیة البحثیة المستخدمة للإجابة عنها. ومن ثم فإن إطار العمل النظری  یشیر إلى الأجندة، والملخص، والبناء النظری للمدخل البحثی. ومن المعتاد أن یسبق مراجعة الأدبیات. وکذلک یعد البناء الذی یدعم النظریة الموجهة للعمل البحثی. وهو یعمل کعدسات یستخدمها الباحث لتناول جانب معین من مجاله العلمی  (Ocholla, & Le Roux, 2011, p. 1).

تعریف إطار العمل المفاهیمی: فی بعض الأحیان قد یرى الباحث أن مشکلته البحثیة لا یمکن بحثها بشکل ذی معنی استرشاداً بنظریة واحدة أو مجموعة من المفاهیم المشتقة من إحدى النظریات فحسب. وفی هذه الحالات، قد یتعین على الباحث "ترکیب" الرؤى الموجودة حالیاً فی الأدبیات والتی تتناول موقف معین من کل من الناحیة النظریة والنتائج المیدانیة، ویمکن أن یُطلق على هذا الترکیب مصطلح نموذج model أو إطار عمل مفاهیمی والذی هو بمثابة طریقة متکاملة للنظر إلى المشکلة (Liehr and Smith 1999).ویُعرف إطار العمل المفاهیمی على أنه "شبکة من المفاهیم المرتبطة فیما بینها والتی تقدم معاً فهم شامل لظاهرة معینة أو مجموعة من الظواهر (Jabareen, 2009:51).

2- الفروق بین مفهومی أطر العمل النظریة وأطر العمل المفاهیمیة:

          فیما یلی عرض لبعض وجهات النظر المتعلقة بالفروق بین هذین المفهومین المهمین.

فمن وجهة نظر "إمیندا" (Imenda, 2014, p. 185) یکمن الفارق الجوهری من بین المفهومین فی أنه وفی حین یستخدم المدخل الاستنباطی لمراجعة الأدبیات على نحو نمطی النظریات وإطار العمل النظری فإن المنهج الاستقرائی یمیل لتطویر إطار العمل المفاهیمی والذی قد یتخذ شکل نموذج مفاهیمی.  کما أن إطار العمل المفاهیمی یتم اشتقاقه من المفاهیم أما إطار العمل النظری فهو یُشتق من إحدى النظریات.


جدول (1): ملخص للفروق المفاهیمیة ما بین إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی

وجه المقارنة

إطار العمل المفاهیمی

إطار العمل النظری

النشأة

یتشکل من قبل الباحث من مجموعة متنوعة من المنظورات المفاهیمیة أو النظریة.

ینشأ أو یتشکل من الأدبیات التی تمت مراجعتها أو البیانات التی تم جمعها. کما یمکن أن یتم تبنیه أو موائمته من نظریة موجودة بالفعل أو منظور نظری معین.

الغرض

(أ) یساعد الباحث على رؤیة المتغیرات والمفاهیم الرئیسیة فی دراسته بوضوح.

(ب) یقدم للباحث مدخل عام (المنهجیة-التصمیم البحثی-المجتمع المستهدف وعینة البحث- جمع وتحلیل البیانات).

(جـ) یوجه الباحث فی جمع، وتفسیر، والبیانات حینما لا یوجد منظور نظری مهیمن..

(أ) یساعد الباحث على تحدید المتغیرات والمفاهیم الرئیسیة فی دراسته على نحو جلی.

(ب) یقدم للباحث مدخل عام لإجراء الدراسة (المنهجیة، والتصمیم البحثی، والمجتمع المستهدف، وعینة البحث، وجمع وتحلیل البیانات).

(ج) یوجه الباحث فی جمع وتفسیر البیانات.

المعنى المفاهیمی

ترکیب المفاهیم وثیقة الصلة

تطبیق النظریة ککل أو بشکل جزئی.

العملیة التی تستند إلیها مراجعة الأدبیات

(أ) استقرائیة إلى حد کبیر، کما هو الحال فی العلوم الاجتماعیة والتی فیها لا یمکن تفسیر المشکلات البحثیة بمنظور نظری واحد فحسب.

(ب) بعض الباحثین فی العلوم الاجتماعیة یسترشدون بالنظریات إلا أنها لا تکون لها نفس القوة التی تتمتع بها فی العلوم الطبیعیة.

یتسم بأنه استنباطی بشکل رئیسی کما هو الحال فی العلوم الطبیعیة والتی تتم فیها عملیة اختبار الفروض لتحدید مدى قوة النظریة.

المدخل المنهجی

(أ) یمکن أن یوجد فی کل من النماذج البحثیة الکمیة والکیفیة؛ ومن ثم یتم التوصیة بإتباع المداخل البحثیة المختلطة.

(ب) یتم جمع البیانات غالباً بالأدوات المسحیة المیدانیة والوصفیة، والمقابلات والملاحظات المباشرة ویکون هناک ترجیح للبیانات الکیفیة.

(جـ) یکون هناک اهتمام قوی بالسیاق.

(أ) یتحدد بشکل رئیسی فی النماذج البحثیة الکمیة.

(ب) یتم جمع البیانات بشکل رئیسی من خلال التصمیمات التجریبیة، والاستبیانات والاختبارات المیدانیة.

(ج) یتم بذل جهود للتوحید القیاسی للسیاقات أو حتى تجاهلها.

نطاق التطبیق

یقتصر على المشکلة أو السیاق البحثی المحدد.

یکون هناک تطبیق أوسع نطاقاً من المشکلة أو السیاق البحثی الحالی.

 

(Imenda, 2014, p. 193).

3- خصائص أطر العمل النظریة والمفاهیمیة:

یتألف إطار العمل النظری من نظریة (أو مجموعة نظریات) منتقاة توجه تفکیر الباحث بشأن کیفیة فهم وتخطیط موضوع البحث؛ جنباً إلى جنب مع تحدید المفاهیم والتعریفات المستمدة من النظریة وثیقة الصلة بالموضوع Grant &Osanloo, 2014, p. 13). 

ومن وجهة نظر " نجولوب" وزملاءه(Ngulube,  et, al, 2015, p. 3)یمکن تلخیص الخصائص الرئیسیة لأطر العمل المفاهیمیة فیما یلی: وجود دافع لاختیار المفاهیم وربطهم بمشکلة بحثیة معینة, وهی مجموعة من المفاهیم وجوانب النظریات التی تساعد فی تحقیق الترابط فی البحث,وتعد أقل تطوراً من النظریات, وتقدم التوجیه للبحث تماماً کما یفعل إطار العمل النظری,وتعد تمثیلاً بیانیاً للمفاهیم وعلاقتهم فی سیاق بحثی محدد, وتربط التجریدات بالبیانات المیدانیة التی تم جمعها.

4- دور إطار العمل النظری والمفاهیمی فی البحث التربوی:

یساعد إطار العمل النظری الباحث أثناء إجراء بحثه حیثیخدم کأساس لخطة البحث,ویحدد موضعاً للباحث فی النقاش الأکادیمی ویربط الدراسة بالمجال الأوسع نطاقاً للأدبیات, ویقدم إطار ضمنه یمکن فهم المشکلة موضع البحث, ویشکل معالم التساؤلات البحثیة ویساعد على ترکیز الدراسة, ویسمح للباحث بتضییق نطاق المشروع إلى حجم یمکن التعامل معه, ویقدم خطوة لجمع البیانات,ویعمل کأداة لتفسیر نتائج البحث,ویقدم آلیة لتعمیم نتائج البحث على السیاقات الأخرى (Ngulube,  et, al, 2015).

ویؤدى إطار العمل المفاهیمی مجموعة من الوظائف الرئیسیة فی البحوث وهی:یحقق الترابط المنطقی للبحث, ویقدم مخطط لاختیار المتغیرات وتحدید أولویاتها والتی تمثل اهتمام للباحث,ویمکن الباحثین من أن یکونوا واضحین بشأن ما یسعی البحث إلى إنجازه وکیف یتم ذلک,ویوضح الترابط ما بین الملاحظات المیدانیة والاستنتاجات المفاهیمیة  (Ngulube,  et, al, 2015, p. 6-7).

5- مکونات إطار العمل النظری والمفاهیمی:

وفقاً لهیریک (Herek, 1995:83-93) یجب أن یتألف إطار العمل النظری من المکونات التالیة:

  • بیان واضح للفروض أو الافتراضات النظریة التی على أساسها یستند البحث والمنهجیات البحثیة وثیقة الصلة التی سوف توجه الباحث لمحاولته لاختبار الافتراضات.
  • تفسیر واضح لکیف تربط الفروض الباحث بالمعرفة الموجودة (مراجعة الأدبیات). بمعنى آخر توضیح إلى أی مدى ینبنی البحث على البحوث أو المعرفة المتاحة.
  • توضیح للافتراضات النظریة التی یستند إلیها البحث؛ أی مبررات تنفیذ البحث وکیف تسمح للباحث بالانتقال من مجرد الوصف المبسط للظاهرة إلى التعمیم بشأن الجوانب المتنوعة لتلک الظاهرة من خلال الملاحظة.
  • تفسیر شامل للمنهجیة البحثیة (نوع البحث) التی یتم استخدامها وکیف یتم التوصل من الفرض النظری أو النظریة إلى فرض أو نظریة میدانیة. 

وفی الدراسات الکمیة یجب أن یتضمن إطار العمل النظری ما یلی (Creswell, 2009:59):  النظریة التی یقترح الباحث استخدامها,وبیان بالفروض الرئیسیة أو المحوریة للنظریة,وتحدید الأولویة فی استخدام النظریة (استناداً إلى الباحثین الآخرین الذین استخدموا النظریة) ومدى ملائمتها,وکیف یتم تعدیل وموائمة النظریة على المتغیرات أو البنی قید التناول فی البحث.

6- المشکلات التی یواجهها الباحثون فی أطر العمل النظریة والمفاهمیة:

إن أطر العمل النظریة والمفاهیمیة – وکما سبق التوضیح- لا توجد بشکل جاهز فی الأدبیات وتنتظر من الباحثین استخدامها (Maxwell, 2012: xi).

ولا یستلزم العدید من المشرفین على البحوث من طلابهم الذین یقدمون تقاریر بحثیة أن یقدموا تفسیرات جادة مستندة إلى النظریات لنتائجهم. إن مثل هذه الفجوات فی الأدبیات والممارسة الحالیة تفسر بشکل جزئی لماذا یتعثر العدید من الطلاب فی مراحل ما بعد التخرج والمشرفین البحثیون فی عملیة تولید أو انتقاء، أو تطویر، أو تنقیح، أو تطبیق أطرهم النظریة والمفاهیمیة. فهناک حاجة ماسة لإعداد وتجهیز الباحثین بفهم للمنفعة العملیة والأهمیة الکبیرة لتبنی أطر نظریة ومفاهیمة عند تنفیذ بحوثهم (Ngulube,  et, al, 2015) .

وعلى الرغم من الأهمیة الکبیرة لإطار العمل النظری ودوره الحیوی فی العملیة البحثیة فإنه قلیلا ما یتم الاهتمام به فی الأعمال الدراسیة على مستوى الدکتوراه. ولقد وصف إقبال Iqubal, 2007, p. 17)) التعثر فی تحدید وإعداد إطار العمل النظری للرسالة على أنه "الجزء الأکثر صعوبة ولیس المستحیل من المقترح البحثی".

وتزداد مشکلة فهم الأطر النظریة والمفاهمیة تعقیداً من خلال الحقیقة القائلة بوجود نقص فی اللغة المشترکة المتعلقة بأفکار أطر العمل النظریة والمفاهیمیة، ففی بعض الأحیان تتم الإشارة إلى أطر العمل النظریة باعتبارها أطر عمل مفاهیمیة (کما هو الحال لدى کل من Anfara, 2008 ; Maxwell, 2013).

وفیما یلی عرض لأبرز المشکلات الرئیسیة التی یواجهها الباحثون فی إطار العمل النظری والمفاهیمی:

* عدم وجود إطار عمل على الإطلاق: من بین أبرز العناصر التی یتم النظر إلیها عند مراجعة وتحکیم الأوراق البحثیة العلمیة المنشورة ضرورة وجود نوع من إطار العمل والذی على أقل تقدیر یحدد افتراضات المؤلف التی یستند إلیها فی ورقته البحثیة حتى وإن لم توجد نظریة رسمیة. لکن فی بعض الأحیان لا یکون هناک أی إطار عمل على الإطلاق سواء نظریاً أو مفاهیمیاً أو حتى افتراضات منهجیة تستند إلیها الدراسة. وإذا لم توجد مفاهیم أو أطر تأسیسیة فی الدراسة وبخاصة فی البحوث الکیفیة فسوف یواجه المؤلفون صعوبات فی ربط عملهم بأعمال الآخرین فی المجال وکذلک صعوبات فی نقل وتعمیم تفسیراتهم لنتائجهم لما یذهب لما هو أبعد من الخصوصیات المادیة لدراستهم  Casanave& Li, 2015, p. 109)).

ومع ذلک فإنه من غیر الواضح أنه یمکن أن یوجد بحث خالی تماماً من نظریة. والباحث الذی لا یعبر عن النظریة التی یستند إلیها بشأن کیفیة حدوث التعلم هو فی حقیقة الأمر یظل یعمل فعلیاً ضمن نظریة معینة للتعلم ویتخذ قرارات تربویة بشأن کیفیة حدوث التعلم. Abraham, 2008). إلا أن المشکلة من وجهة نظری الشخصیة قد تکون فی عدم التصریح بإطار العمل النظری أو المفاهیمی فی التقریر البحثی.

*إطار العمل الغیر ملائم: فی بعض الأحیان یکتب المؤلفون قسم عن النظریة استناداً إلى قراءاتهم أو أعمالهم الدراسیة بدون وجود معرفة واضحة بشأن کیفیة ربط النظریة بالغرض أو البیانات الخاصة بالدراسة. وهنا تکون وثاقة صلة إطار العمل محل انتقاد (Casanave& Li, 2015, p. 110).بمعنى آخر, فی حین یطبق بعض الباحثین أطر مفاهیمیة فی دراساتهم، فإن هذه الأطر کثیراً ما لا تکون وثیقة الصلة نظراً لأن المشکلة التی یتم بحثها لا تتلاءم مع إطار العمل المختار. وفی حین یکون إطار العمل المفاهیمی وثیق الصلة، فی بعض الأحیان قد تکون العلاقات ما بین المتغیرات غیر محددة أو مفسرة بشکل سلیم بما یوجه الممارسة وذلک یعود غالباً إلى ضعف المعرفة بـإطار العمل النظری أو إطار العمل المفاهیمی (Idongesit&Uyanah, 2015, p. 2).

* عدم ارتباط إطار العمل بالبیانات: قد تکون النظریة بحد ذاتها ملائمة، إلا أن المؤلفون لا یستخدمونها لمساعدتهم على تفسیر ومناقشة البیانات. فمن المتوقع عندما یصیغ الباحث فی بادئ الأمر نظریة کـإطار العمل النظری لدراسته فإنه یجب أن یستند إلیها لاحقاً فی القسم الخاص بمناقشة نتائج الدراسة بالشکل الذی یربط کافة عناصر الدراسة معاً، وثمة مشکلة مرتبطة بذلک الأمر لدى الباحثین المبتدئین وهو أن إطار عملهم النظری یظهر فحسب فی الأقسام التمهیدیة من الرسالة أو المقال البحثی بدون قدر أکبر من المناقشة اللاحقة بعد ذلک. بمعنى أدق، فإن إطار العمل النظری لا یحقق أی هدف من عرضه Casanave& Li, 2015, p. 110).

* عدم التوازن ما بین إطار العمل والبیانات:تتجلی هذه المشکلة بمظهرین. فی الحالة الأولی، یتم تقدیم مشروع بحثی ثری بالبیانات بقدر کبیر من التفصیل وذلک فی ظل تأطیر مفاهیمی أو نظری ضئیل أو منعدم لمساعدة القراء على تفسیر الدراسة. أما فی الحالة الثانیة، قد یتم عرض إطار عمل نظری أو مفاهیمی بتفصیل مفرط یتعلق بعرض البیانات، والذی قد یکون متناثراً. ومن بین الأمثلة التی توضح هذه المشکلة تقدیم الباحث لأفکار ومفاهیم ومزاعم کبرى لکن بدون بیانات کافیة لدعمهم(Casanave& Li, 2015).

* المعالجة غیر المکتملة أو السطحیة أو غیر المتسقة لإطار العمل: على العکس مما هو الحال فی بعض رسائل الدکتوراه والتی فیها عادة ما یتم تخصیص فصل بأکمله لإطار العمل النظری أو المفاهیمی، فإن المعالجة السطحیة أو غیر المکتملة للنظریة وما یرتبط بها من مفاهیم تکون أمراً شائع فی المقالات المنشورة فی الدوریات العلمیة حیث لا یکون هناک حیز کبیر للتفصیل. وکذلک قد یعالج الباحثون المبتدئون النظریة بشکل سطحی نظراً لأنهم فی مراحلهم المبکرة من نموهم المهنی ولم یکتسبوا بعد قدراً متعمقاً من الفهم من خلال القراءة الواسعة العمیقة الضروریة لمعالجة أکثر اکتمالاً لإطار العمل الذی یقدموه. وتحدث المعالجة غیر المکتملة لإطار العمل النظری حینما لا یمکن للباحثین المبتدئین وحتى المتمرسین إیجاد النظریات أو النظریة التی تعمل على دمج الأفکار الرئیسیة للمقالة أو الدراسة Casanave& Li, 2015, p. 111)).

* إساءة تفسیر النظریة:یواجه الباحثون المبتدئون خطر تبنی النظریات الطنانة بدون دراستها بتعمق أو فهمها بشکل کامل وبخاصة إذا ما أصبحت العدید من المفاهیم الرئیسیة المستمدة من نظریة معینة بمثابة لغة شائعة فی العمل الأکادیمی، ومن ثم فإن ذلک قد یؤدى إلى إساءة تفسیر للنظریة  Casanave& Li, 2015, p. 111). ومن الأهمیة بمکان هنا الاعتراف بالحقیقة القائلة بأن إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی تعد مفاهیم مجردة من الصعب بالنسبة للکثیرین فهمها (Idongesit&Uyanah, 2015, p. 2) الأمر الذی قد یفسر لماذا قد یسیء بعض الطلاب فهم النظریات.

* الانجذاب إلى النظریات التی تتسم بشعبیة فی وقت إجراء الدراسة: قد ینتقی بعض الباحثین نظریات نظراً لأنها تبدو شعبیة وجذابة فی آن واحد رغم کونها غیر ملائمة لدراستهم Casanave& Li, 2015, p. 112)).

* إغفال اسم مشهور أو مفهوم مهم:قد یغفل بعض الباحثین إدراج نظریة مهمة أو مؤثرة أو مناسبة أو مُنظر مشهور وقد یرجع ذلک إلى افتقارهم للخبرة وأنهم لم یقرءوا بشکل موسع Casanave& Li, 2015, p. 112)). 

* إغفال جوانب القصور فی المنهجیة: إن منهجیة الدراسة لیست مجرد قائمة بالطرق أو الأسالیب المتعلقة بجمع وتحلیل البیانات المستخدمة فی الدراسة لکن تعد مدخل أو منظور یحدد الطرق المعینة التی سوف یتم استخدامها. وهنا قد یستخدم بعض الباحثین منهجیة معینة وذلک من دون التفصیل فی الأسس التی یستندون إلیها فی استخدام هذه المنهجیة فی فهم الظواهر قید الدراسة Casanave& Li, 2015, p. 113).

7- الدراسات السابقة

هدفت دراسة "کاساناف" و"لی" Casanave & Li, 2015)) إلى تحدید المشکلات التی یواجهها الباحثون المبتدئون فی العلوم الاجتماعیة فی بناء أطر عمل مفاهیمیة أو نظریة لرسائلهم العلمیة وأوراقهم البحثیة المرسلة للنشر. وقد وظفت الدراسة منهجیة نظریة تحلیلیة مستندة إلى خبرات الباحثین باعتبارهم مراجعین ومحکمین للأوراق البحثیة والرسائل العلمیة. وقد بینت الدراسة وجود عشر مشکلات رئیسیة یواجهها الباحثون فیما یتعلق ببناء أطر العمل النظریة والمفاهیمیة وهی: عدم وجود إطار عمل على الإطلاق، واستخدام إطار عمل غیر مناسب، وعدم ارتباط إطار العمل بالبیانات، وعدم التوازن ما بین إطار العمل والبیانات، والمعالجة غیر المکتملة أو السطحیة، أو غیر المتسقة لإطار العمل، وإساءة تفسیر النظریة، والتملق والانجذاب لنظریات معینة نظراً لأنها تحظی بشعبیة وقت إجراء الدراسة. کما قدم الباحثون عدد من المقترحات للتغلب على هذه المشکلات.

وتناولت دراسة إدونجیسیت وإیانا Idongesit & Uyanah, 2015)) استخدام أعضاء هیئة التدریس فی کلیات التمریض لإطار العمل المفاهیمی فی بحوثهم أثناء وبعد التدریب فی الجامعات النیجریة. وقد تم استخدام منهجیة وصفیة مسحیة عابرة للأقسام على عینة قوامها 84 من المشارکین الذین یمثلون 36% من مجتمع مستهدف قوامه 231 من أعضاء هیئة التدریس فی اثنین من الولایات النیجیریة. وقد تم جمع البیانات باستخدام استبیان مؤلف من 32 عبارة یقیس مدى استخدام إطار العمل النظری وإطار العمل المفاهیمی فی البحوث التی ینفذها هؤلاء المشارکین. وذلک فی أقسام المقدمة، ومراجعة الأدبیات، والمنهجیة، ومناقشة النتائج. وقد بینت نتائج الدراسة أن 77% من المشارکین فی الدراسة قد استخدموا إطار العمل المفاهیمی أثناء التدریب، واستمر 35% منهم فحسب فی استخدامه بعد فترة التدریب. کما بینت نتائج الدراسة أن استخدام إطار العمل المفاهیمی کان مقتصراً فی الغالب على القسم الخاص بمراجعة الأدبیات وجاء استخدامه فی المقدمة بمتوسط 4.3، بینما کان استخدامه فی مراجعة الأدبیات بمتوسط 7.29، وفی قسم المنهجیة کان بنسبة 3.62، وفی قسم مناقشة النتائج کان بمتوسط 5.1.

وهدفت دراسة " روسوس" و"لیسین" و"دوارت" Roussos, Lissin  & de Duarte, 2007)) إلى توضیح أهمیة إطار العمل النظری فی صیاغة الاستدلالات الإکلینیکیة فی العلاج النفسی. بمعنى آخر، رکزت الدراسة على توضیح أثر إطار العمل النظری الذی یتبناه المعالج النفسی فی ممارساته المتعلقة بالاستدلالات الإکلینیکیة. وقد تمثل المشارکون فی هذه الدراسة فی 26 من المعالجین النفسیین فی الأرجنتین ممن یمثلون اثنین من التوجهات النظریة وهم التوجه النظری المعرفی وعددهم (13)، والتوجه النفسی التحلیلی وعددهم (13) أیضاً. وبعد عرض الاستدلالات المتعلقة بجلسة مبدئیة لإحدى المعالجات النفسیة تم تحلیل الاستدلالات الخاصة بهؤلاء المشارکین من قبیل مجموعة من المحکمین باستخدام العناصر الواردة فی مقیاس Q-sort items الذی أعده جونس فی عام 1985. وقد أوضح تحلیل الاستدلالات أنه حینما یتم تصنیف محتوى وأسلوب الاستدلالات الخاصة بالمعالجین النفسیین باستخدام المعاییر المذکورة فإنه یمکن التوصل إلى فئتین متمیزتین من الأخصائیین النفسیین وهو ما یوضح الدور الحیوی الذی یلعبه إطار العمل النظری فی ممارسات هؤلاء المشارکین الفعلیة.

تعقیب على الدراسات السابقة: یتضح من الدراسات السابقة قلة الدراسات التی تناولت مدى جودة معالجة الباحثین لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی بحوثهم بشکل عام، کما لا توجد أی دراسات عربیة سابقة على حد علم الباحثة الحالیة تناولت موضوع هذه الدراسة. وقد أبرزت الدراسات القلیلة التی أجریت فی هذا المجال وجود مشکلات کبیرة یواجهها الباحثون فی التعامل مع أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم سواءاً عدم وجود إطار عمل نظری أو مفاهیمی على الإطلاق أو عدم القدرة على توظیف أطر العمل النظریة والمفاهیمیة بشکل صحیح ومفید فی بحوثهم. وتوضح هذه الدراسات أهمیة إجراء الدراسة الحالیة وذلک کخطوة على طریق تجوید البحث التربوی فی البیئة العربیة.

8- إطار العمل المفاهیمی للدراسة الحالیة: ووفقاً لإطار العمل المفاهیمی الموضح فی الشکل (7)، فإن لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة دور حیوی فی البحث التربوی فهی تعمل على توجیه کل خطوات ومراحل البحث: مراجعة الأدبیات- تحدید المشکلة البحثیة- تحدید منهجیة البحث وجمع البیانات- تحلیل البیانات ومناقشة النتائج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (7): إطار العمل المفاهیمی للدراسة الحالیة

ویتم اشتقاق أطر العمل النظریة والمفاهیمیة من النظریات أو البنى المفاهیمیة النظریة التی یتم تحدیدها والربط ما بینها من خلال مراجعة الأدبیات. ومتى یحدد الباحث إطار العمل النظری أو إطار العمل المفاهیمی لدراسته فإنه یجب أن یکون بمثابة مرتکزاً أساساً لتنظیم وعرض مراجعة الأدبیات وکذلک أساساً لتحدید المشکلة البحثیة والتساؤلات والأهداف، وکذلک مرتکزاً رئیسیاً یسترشد به الباحث لتحدید منهجیة البحث وإجراءاته وتصمیم أدوات البحث ومواد المعالجة التجریبیة، کما یجب أن یکون إطار العمل النظری أو إطار العمل المفاهیمی أساساً لجمع البیانات وتحلیلها ومناقشة وتفسیر النتائج فی ضوئها. ویجب أن تضیف النتائج التی یقدمها البحث إلى الأدبیات وأن تثری النظریات والبنى المفاهیمیة وأن تؤدی بالتالی إلى دورة بحثیة جدیدة وهکذا.

الفصل الثالث: إجراءات الدراسة

منهج الدراسة: توظف الدراسة منهج البحث الوصفی المعتمد على تحلیل محتوى بحوث التربیة العلمیة وفقاً لمعاییر تحدد مدى جودة معالجة والاسترشادبأطر العمل النظریة وأطر العمل المفاهیمیة فی تلک البحوث.

مجتمع الدراسة: تألف مجتمع الدراسة من جمیع الدراسات الواردة فی دوریات التربیة العلمیة 2011 – 2016 وذلک بعد استبعاد بحوث المؤتمرات لغلبة البحوث النظریة علیها, منها (3) دراسات سببیة مقارنة بنسبة (2%), و(152) دراسة تجریبیة بنسبة (81%), و(33) دراسة وصیفة (مسحیة - ارتباطیة - نظریة) بنسبة (17 %).واقتصرت العینة على الدراسات السببیة المقارنة والدراسات التجریبیة لیکون العدد الإجمالی للعینة (155) دراسة.

جدول (3): توزیع مجتمع البحث وفقاً لنوع الدراسة

نوع الدراسات

العدد

النسبة المئویة

دراسات سببیة مقارنة

3

2%

دراسات تجریبیة

152

81 %

دراسات وصیفة (مسحیة - ارتباطیة - نظریة)

33

17%

الإجمالی

188

100%

 

أداة الدراسة:

بهدف تحلیل محتوى الدراسات المذکورة استعانت الباحثة باستمارة لتحلیل المحتوى وذلک بهدف تقییم معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث موضع التحلیل. وتم إعداد هذه الاستمارة من خلال الخطوات التالیة:

أ- تحدید الهدف من الأداة: تحدد الهدف من هذه الأداة فی تحلیل محتوى البحوث المنشورة فی دوریة التربیة العلمیة والحکم علیها من حیث مدى جودة معالجة والاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فیها.

ب- تحدید المحاور الرئیسیة التی تتضمنها الاستمارة: فی ضوء مراجعة الأدبیات تم تحدید خمس مجالات رئیسیة لتأثیر الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث العلمیة: تحدید المشکلة، ومراجعة الأدبیات، وتحدید إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث، والمنهجیة وجمع البیانات، وتحلیل البیانات ومناقشة النتائج.

جـ- إعداد الصورة الأولیة للاستمارة: تم الرجوع إلى الدراسات التی تناولت دور أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث العلمیة والتربویة (Akpabio&Uyanah, 2015; Berman&Smyth, 2015; Chukwuedo&Uko-aviomoh, 2015; Rogers, 2012; Jabareen, 2009; Petrina, 2009; Abraham, 2008; Stichler& Hamilton, 2008; Roussos, Lissin&de Duarte, 2007). کما استرشدت الباحثة ببعض الأدوات الواردة فی دراسات أخرى، وکذلک الدراسات التی أوضحت الصعوبات  التی یواجهها الباحثون فی صیاغة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم (مثل دراسة: Berman&Smyth, 2015; Casanave& Li, 2015; Grant &Osanloo, 2014; Ocholla& Le Roux, 2011 ). وبالرجوع إلى هذه الدراسات وما تتضمنه من أدوات ومن خلال مراجعة الأدبیات بشکل عام أمکن للباحثة الوقوف على عدد من العبارات التی تتضمنها الصورة الأولیة لأداة الدراسة موزعة فی المحاور الخمس سابقة الذکر. وقد تضمنت العبارات الموجودة فی الصورة الأولیة للأداة معاییر للحکم على مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث التربویة أو ما یجب أن یطبقه الباحثون فی بحوثهم. وقد استعانت الباحثة بمقیاس لدرجة التوافر (کبیرة- متوسطة- ضعیفة- منعدمة). وتضمنت الصورة الأولیة للأداة الأبعاد التالیة:

1- جودة معالجة إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث.

2- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید مشکلة البحث.

3- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مراجعة الأدبیات.

4- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید منهجیة الدراسة وجمع البیانات.

5- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة النتائج.

د- التحقق من صدق الأداة: تم التحقق من صدق الأداة بطریقة الصدق الظاهری بعرض الصورة الأولیة لأداة الدراسة على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فی مناهج البحث التربوی والاسترشاد ببعض آراء الباحثین الأجانب الذین تم استطلاع آرائهم بشأن معاییر جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث التربویة بشکل عام. ومن خلال آراء هؤلاء السادة المحکمین تم إجراء بعض التعدیلات على الصورة الأولیة لأداة الدراسة تضمنت حذف بعض العبارات ومن الأمثلة على ذلک: العبارة رقم 29 فی الصورة الأولیة لأداة الدراسة والتی نصت على: "اعتمدت خطة تحلیل البیانات على أکواد محددة مسبقة استناداً إلى إطار العمل النظری أو المفاهیمی المختار". کما تضمنت بعض التعدیلات إعادة صیاغة بعض فقرات الأداة وحذف کلمات أو إضافة کلمات أخرى لها أو تغییر ترتیب بعض الکلمات فی الفقرة. کما أضافت بعض التعدیلات الأخرى عبارات جدیدة للأداة. واسترشاداً بآراء السادة المحکمین تم إجراء هذه التعدیلات. وتم اعتبار نسبة اتفاق 80% من المحکمین على عبارات الأداة بمثابة مقیاس لصدق الأداة.

هـ- التحقق من الثبات:  تم ذلک بطریقتین:

أولاً: عبر الزمن: قـامت الباحـثة بتحلیـل محتـوى (24) دراسة حیـث کـان عـدد فقرات الأداة (31) فقرة فأصبحت عناصر التحلیل (744) عنصر, وقد توزعت هذه العناصر على أبعاد الأداة الخمسة: أولاً: إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث (312) عنصر, وثانیاً: تحدید مشکلة البحث (72) عنصر, وثالثاُ: مراجعة الأدبیات (168) عنصر، ورابعاً: منهجیة الدراسة وجمع البیانات (120) عنصر, وأخیراً: تحلیل البیانات ومناقشة النتائج (72) عنصر, ثم أعادت الباحثة تحلیل نفس الدراسات بعد ثـلاث أسـابیع مـن التحلیـل الأول، ثـم اسـتخدمت الباحـث معادلـة کوبر (Cooper) التالیـة؛ لإیجـاد نسـبة الاتفـاق بـین التحلیلین وهی کما أشار المفتی (1986م, ص 62):

عدد مرات الاتفاق

نسبة الاتفاق = ------------------------------- x ١٠٠

عدد مرات الاتفاق + عدد مرات الاختلاف

 

 

جدول (4): نسبة الاتفاق بین التحلیلین الأول والثانی للباحثة

محاور الأداة

الاتفاق

الاختلاف

النسبة

أولاً: إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث

291

21

93.27%

ثانیاً: تحدید مشکلة البحث

66

6

91.67%

ثالثا: مراجعة الأدبیات

159

9

94.64%

رابعاً: منهجیة الدراسة وجمع البیانات

113

7

94.17%

خامساً: تحلیل البیانات ومناقشة النتائج 

67

5

93.06%

المجموع

696

48

93.55%

 

ویتبین من الجدول أن نسب الاتفاق بین التحلیلین الأول والثانی قد تراوحت ما بین (91.67%) و(94.64%). بلغت نسبة الاتفاق العام  بین التحلیلین (93.55%) وهی جمیعاً قیم مرتفعة مما یشیر إلى ثبات التحلیل.

ثانیاً: الثبات عبر الأشخاصقامت الباحثة وزمیلة باحثة أخرى بتحلیل عینة من بعض البحوث المنشورة فی مجلة التربیة العلمیة, ثم تم استخدام معادلـة کوبر (Cooper) لإیجاد نسبة الاتفاق بین التحلیلین.

جدول (5): نسبة الاتفاق بین التحلیلین للباحثة وباحثة زمیلة

محاور الأداة

الاتفاق

الاختلاف

النسبة

أولاً: إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث

289

23

92.63%

ثانیاً: تحدید مشکلة البحث

65

7

90.28%

ثالثاُ: مراجعة الأدبیات

157

11

93.45%

رابعاً: منهجیة الدراسة وجمع البیانات

112

8

93.33%

خامساً: تحلیل البیانات ومناقشة النتائج 

66

6

91.67%

المجموع

689

55

92.61%

 

 ویتبین من الجدول رقم (5) أن نسب الاتفاق بین تحلیل الباحثة وتحلیل الباحثةالأخرى قد تراوحت ما بین (90.28%) و(93.45%). وقد بلغت نسبة الاتفاق العام بین التحلیلین (92.61%) وهی جمیعاً قیم مرتفعة مما یشیر إلى ثبات التحلیل. وقد بینت النتائج باستخدام معادلة کوبر وجود نسبة اتفاق عالیة ما بین الباحثتین.

و- إعداد الصورة النهائیة لأداة الدراسة: فی ضوء الإجراءات السابقة تم إعداد الصورة النهائیة لأداة الدراسة والتی اشتملت على 31 عبارة موزعة تحت خمس محاور رئیسیة وهی:

1- معالجة إطار النظری أو المفاهیمی للبحث: ویتضمن هذا البعد 13 عبارة.

2- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید مشکلة البحث: ثلاث عبارات.

3- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مراجعة الأدبیات: سبع عبارات.

4- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی صیاغة منهجیة البحث وجمع البیانات: خمس عبارات.

5- الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة النتائج: ویتضمن هذا البعد ثلاث عبارات. وبذلک تألفت الأداة إجمالاً من 31 عبارة تقیس مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی بحوث التربیة العلمیة. وأمام کل عبارة من تلک العبارات مقیاس رباعی التدریج یتدرج ما بین درجة کبیرة (4 درجات)، ودرجة منعدمة (درجة واحدة).

الفصل الرابع: نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها

1- نتائج التساؤل الفرعی الأول ومناقشتها وتفسیرها:نص التساؤل الفرعی الأول للدراسة على "ما مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی دراسات التربیة العلمیة؟".  ویوضح جدول (6) نتائج هذا التساؤل:

جدول (6): النتائج المتعلقة بالبعد الأول "إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث"

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة التوافر

الرتبة

1

تم التصریح بالنظریة أو النظریات التی یستند إلیها الباحث فی دراسته.

2.716

1.074

متوسطة

4

2

تتسم النظریة أو النظریات التی یستند إلیها الباحث بأنها ملائمة لموضوع الدراسة.

3.123

1.077

متوسطة

1

3

تم تفسیر النظریة أو النظریات التی یستند إلیها الباحث بطریقة صحیحة.

2.832

0.986

متوسطة

3

4

تم تناول جمیع النظریات وثیقة الصلة بموضوع الدراسة بدون إغفال أی نظریة مهمة.

2.419

1.031

ضعیفة

8

5

تم الاعتماد على نظریة أو نظریات قویة من الناحیة العلمیة

3.071

1.058

متوسطة

2

6

تم تقدیم إطار عمل نظری أو مفاهیمی واضح یسترشد به الباحث فی الدراسة.

1.310

0.698

منعدمة

12

7

تم معالجة إطار العمل النظری أو المفاهیمی بالتفصیل المناسب.

2.535

0.976

متوسطة

7

8

یتسم إطار العمل النظری أو المفاهیمی بالوضوح وسهولة الفهم والاستیعاب.

2.594

0.910

متوسطة

6

9

تم التعبیر عن إطار العمل النظری أو المفاهیمی فی صورة خریطة مفاهیمیة أو مخطط بیانی منظم.

1.135

0.523

منعدمة

13

10

تم توضیح الافتراضات النظریة للدراسة بشکل واضح وبتسلسل منطقی بما یکسب إطار العمل النظری أو المفاهیمی الترابط المنطقی.

2.123

0.759

ضعیفة

11

11

یوضح إطار العمل النظری أو المفاهیمی العلاقة بین المتغیرات البحثیة بطریقة واضحة.

2.355

0.600

ضعیفة

10

12

تم تقدیم تبریر نظری کاف للعلاقة بین المتغیرات التی تم تناولها فی إطار العمل النظری

2.361

0.692

ضعیفة

9

13

إطار العمل النظری أو المفاهیمی للدراسة ملائم للمشکلة البحثیة.

2.658

0.908

متوسطة

5

المتوسط الحسابی العام

2.402

 

ضعیفة

 

ومن هذا الجدول یتضح أن درجة تحقق البعد الأول "إطار العمل النظری أو المفاهیمی للبحث" إجمالاً کانت "ضعیفة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لعبارات هذا المحور (2.402). وقد تراوحت درجة تطبیق عبارات هذا البعد ما بین (منعدمة) و(متوسطة). وقد جاءت العبارة رقم (2) " تتسم النظریة أو النظریات التی یستند إلیها الباحث بأنها ملائمة لموضوع الدراسة" کأعلى عبارات هذا البعد توافراً وبدرجة متوسطة. بینما أتت العبارة رقم (9) " تم التعبیر عن إطار العمل النظری أو المفاهیمی فی صورة خریطة مفاهیمیة أو مخطط بیانی منظم" کأقل العبارات توافراً وبدرجة منعدمة.

نتائج التساؤل الفرعی الثانی ومناقشتها وتفسیرها:نص التساؤل الفرعی الثانی للدراسة على "ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید المشکلة البحثیة فی دراسات التربیة العلمیة؟". ویوضح الجدول التالی النتائج المتعلقة بهذا التساؤل.

جدول (7): النتائج المتعلقة بالبعد الثانی "تحدید مشکلة البحث"

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة التطبیق

الرتبة

14

یمهد إطار العمل النظری أو المفاهیمی لأهداف الدراسة وتساؤلاتها بطریقة منطقیة.

2.013

0.853

ضعیفة

3

15

تمت صیاغة مشکلة الدراسة والتساؤلات بالشکل الملائم لإطار العمل النظری أو المفاهیمی المُتبنى فی الدراسة.

2.252

0.744

ضعیفة

1

16

تمت صیاغة مشکلة الدراسة والتساؤلات بالشکل الذی یوضح موضع الدراسة من الأدبیات والنظریات الحالیة فی المجال.

2.077

0.887

ضعیفة

2

المتوسط الحسابی العام

2.114

ضعیفة

 

ومن هذا الجدول یتضح أن درجة تحقق البعد الثانی "تحدید مشکلة البحث" إجمالاً کانت "ضعیفة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لعبارات هذا المحور (2.114). وقد جاءت جمیع عبارات هذا البعد بدرجة ضعیفة وکانت العبارة رقم (14) " یمهد إطار العمل النظری أو المفاهیمی لأهداف الدراسة وتساؤلاتها بطریقة منطقیة" هی الأقل توافراً بین عبارات هذا البعد.

نتائج التساؤل الفرعی الثالث ومناقشتها وتفسیرها:نص التساؤل الفرعی الثالث على " ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مراجعة الأدبیات فی دراسات التربیة العلمیة ؟". ویوضح جدول (7) النتائج:

جدول (8): النتائج المتعلقة بالبعد الثالث "مراجعة الأدبیات"

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة التطبیق

الرتبة

17

تم تنظیم مراجعة الأدبیات استناداً إلى إطار العمل النظری أو المفاهیمی الذی یتبناه الباحث.

2.194

0.933

ضعیفة

2

18

تشرح مراجعة الأدبیات بالتفصیل النظریة أو النظریات التی تم توظیفها فی إطار العمل النظری أو المفاهیمی.

2.310

0.964

ضعیفة

1

19

تم الاعتماد فی مراجعة الأدبیات على کتابات المنظرین الرئیسیین فی مجال الدراسة.

1.665

0.705

منعدمة

4

20

تحدد مراجعة الأدبیات أوجه التناقض والفجوات الحالیة فی الأدبیات المرتبطة بموضوع الدراسة.

1.542

0.705

منعدمة

5

21

توضح مراجعة الأدبیات کیف تعمل الدراسة على جسر الفجوات الحالیة فی الأدبیات.

1.535

0.705

منعدمة

6

22

استعرضت مراجعة الأدبیات الأفکار والحجج المضادة وتفنیدها.

1.303

0.475

منعدمة

7

23

مهدت مراجعة الأدبیات بشکل منطقی لإطار العمل النظری أو المفاهیمی.

1.832

0.788

ضعیفة

3

المتوسط الحسابی العام

1.769

 

ضعیفة

 

ومن الجدول یتضح أن درجة تطبیق بعد "مراجعة الأدبیات" إجمالاً کانت "ضعیفة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لعبارات هذا المحور (1.769). وقد تراوحت درجة تطبیق عبارات هذا البعد ما بین (منعدمة) و(ضعیفة). وقد حصلت (4) عبارات على درجة (منعدمة), و(3) عبارات على درجة (ضعیفة).  وأتت فی الرتبة الأولى کأعلى عبارات هذا البعد توافراً وبدرجة (ضعیفة) العبارة رقم (18) " تشرح مراجعة الأدبیات بالتفصیل النظریة أو النظریات التی تم توظیفها فی إطار العمل النظری أو المفاهیمی"  وجاءت فی الرتبة الأخیرة کأقل عبارات هذا البعد توافراً وبدرجة (منعدمة) العبارة رقم (22) " استعرضت مراجعة الأدبیات الأفکار والحجج المضادة وتفنیدها".

نتائج التساؤل الفرعی الرابع ومناقشتها وتفسیرها:

نص التساؤل الفرعی الرابع للدراسة على "ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید المنهجیة وجمع البیانات فی دراسات التربیة العلمیة ؟".  ویوضح الجدول (9) النتائج المتعلقة بهذا التساؤل:

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة التطبیق

الرتبة

24

توضح منهجیة الدراسة المعتقدات الوجودیة والمعرفیة والقیمیة للباحث بشکل صریح.

1.013

0.161

منعدمة

5

25

تتلاءم منهجیة الدراسة مع إطار العمل النظری أو المفاهیمی الذی تم تبنیه فی الدراسة.

2.484

0.856

ضعیفة

4

26

یعمل إطار العمل النظری أو المفاهیمی على تقدیم توجیه کاف للإجراءات المنهجیة فی الدراسة.

2.600

0.699

متوسطة

3

27

تم الاسترشاد بإطار العمل النظری أو المفاهیمی لتحدید أبعاد ومفردات أدوات جمع البیانات.

2.768

0.556

متوسطة

2

28

یوجد توازن بین إطار العمل النظری أو المفاهیمی والبیانات المیدانیة التی تم جمعها.

2.774

0.435

متوسطة

1

المتوسط الحسابی العام

2.328

 

ضعیفة

جدول (9): النتائج المتعلقة بالبعد الرابع "منهجیة البحث وجمع البیانات"

 

ومن هذا الجدول یتضح أن درجة تطبیق البعد الرابع "منهجیة الدراسة وجمع البیانات" إجمالاً کانت "ضعیفة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لعبارات هذا المحور (2.328). وقد تراوحت درجة تطبیق عبارات هذا البعد ما بین (منعدمة) و(متوسطة). وقد حصلت عبارة واحدة على درجة (منعدمة), وعبارة واحدة على درجة (ضعیفة)، و(3) عبارات على درجة متوسطة. وأتت فی الرتبة الأولى کأعلى عبارات هذا المحور توافراً وبدرجة (متوسطة) العبارة رقم (28) " یوجد توازن بین إطار العمل النظری أو المفاهیمی والبیانات المیدانیة التی تم جمعها" بینما جاءت فی الرتبة  الأخیرة وبدرجة (منعدمة) العبارة رقم (24) "توضح منهجیة الدراسة المعتقدات الوجودیة والمعرفیة والقیمیة للباحث بشکل صریح".

نتائج التساؤل الفرعی الخامس ومناقشتها وتفسیرها:

نص التساؤل الفرعی الخامس على " ما مدى الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة النتائج  فی دراسات التربیة العلمیة ؟". ویوضح الجدول التالی النتائج المتعلقة بهذا التساؤل.

م

العبارات

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة التطبیق

الرتبة

29

تم مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة فی ضوء إطار العمل النظری أو المفاهیمی بطریقة ذات معنی.

2.594

0.700

متوسطة

3

30

تم مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة فی ضوء مدى اتفاقها أو اختلافها مع الأدبیات التی تم عرضها.

3.123

0.900

متوسطة

1

31

ترتبط المقترحات المقدمة على نحو وثیق بنتائج الدراسة وبإطار العمل النظری أو المفاهیمی.

2.819

0.516

متوسطة

2

المتوسط الحسابی العام

2.845

متوسطة

جدول (10): درجة تطبیق البعد الخامس "تحلیل البیانات ومناقشة النتائج"

 

ومن هذا الجدول یتضح أن متوسط درجة تحقق البعد الخامس "تحلیل البیانات ومناقشة النتائج" إجمالاً کانت "متوسطة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لعبارات هذا المحور (2.845). وأتت فی الرتبة الأولى کأعلى عبارات هذا البعد توافراً وبدرجة (متوسطة) العبارة رقم (30) "تم مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة فی ضوء مدى اتفاقها أو اختلافها مع الأدبیات التی تم عرضها" بینما جاءت فی الرتبة الأخیرة کأقل عبارات هذا البعد توافراً وبدرجة (متوسطة) العبارة رقم (29) "تم مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة فی ضوء إطار العمل النظری أو المفاهیمی بطریقة ذات معنی".

وبذلک تکون درجة تحقق الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی إجراء الدراسات المیدانیة فی مجال التربیة العلمیة إجمالاً "ضعیفة" حیث بلغ المتوسط الحسابی العام لمحاور الاستبیان ککل (2.291).

 

مناقشة وتفسیر نتائج الدراسة:

          تدل النتائج الإجمالیة للدراسة الحالیة على ضعف معالجة والاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوث التربیة العلمیة وتأتی هذه النتائج متفقة مع ما أسفرت عنه الدراسات السابقة التی أوضحت ضعف استخدام الباحثین لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم, ووجود العدید من المشکلات التی تواجه الباحثین فی هذا المجال مثل دراسات کل من "کاساناف ولی" Casanave& Li, 2015), و"إدونجیسیت وإیانا" (Idongesit&Uyanah, 2015), و"روسوس وآخرین" (Roussos, et al., 2007).

کما جاءت نتائج الأبعاد الفرعیة التی توضح الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی کافة مراحل البحث جمیعاً- باستثناء البعد الخامس الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة النتائج- بدرجة ضعیفة. وتشیر هذه النتائج إلى خلل واضح فی البحث التربویفی التربیة العلمیة بالبیئة العربیة؛ إذ تشیر إلى أن الباحثون لا یستفیدون من أطر العمل النظریة والمفاهیمیة ولا یوظفونها بفاعلیة فی بحوثهم مما یوضح ضعف الأسس النظریة التی تستند إلیها بحوث التربیة العلمیة ومن ثم فهی تمثل خللاً واضحاً فی جودة البحث العلمی وما یرتبط بذلک من ممارسات یجب أن تستند إلى نتائج تلک البحوث.

          ومن خلال الرجوع إلى الدراسات والبحوث موضع التحلیل لوحظ غیاب الوجود الصریح لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی أغلب الدراسات ما عدا ثلاث دراسات فحسب من أصل 152 دراسة أخضعت للتحلیل أما باقی الدراسات فکان تواجد النظریة ضمنیاً ولیس صریحاً.

          وبالنظر إلى نتائج التساؤل الأول المتعلقة بمدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی دراسات وبحوث التربیة العلمیة فإننا نجد أن درجة جودة المعالجة بشکل إجمالی کانت ضعیفة. وکما سبق وأشرت فإنه لم یکن هناک تواجد صریح لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث إنما تم توظیف بعض النظریات بشکل ضمنی فی هذه البحوث والدراسات. ویمکن أن یکون ذلک راجعاً بالأساس إلى عدم إلمام الباحثین بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة وسبل إعدادها والاستفادة منها والاسترشاد بها فی بحوثهم وربما یکون لذلک خلفیة راجعة لبرامج إعداد الباحثین فی کلیات التربیة والتی لم تتضمن ذکر لأطر العمل النظریة والمفاهیمیة.

کما أنه بنظرة فاحصة على عدد من مؤلفات مناهج البحث الرئیسیة المنشورة باللغة العربیة نجد أن هذه الکتب والتی تصنف على أنها أمهات المراجع فی مناهج البحث التربوی فإنها لم تأتی على ذکر أطر العمل النظریة والمفاهیمیة إنما ناقشت بعض الکتب من بینها موضوع النظریة فی البحث التربوی ودورها دون التطرق لکیفیة بناء ومعالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والتی یمکن النظر إلیها باعتبارها جسراً تطبیقیاً یربط ما بین النظریة وتطبیقها فعلیاً فی البحث بمعنى أدق فإن هناک حلقة مفقودة سواءاً فی برامج إعداد الباحثین قبل وأثناء الخدمة، وکذلک کتب مناهج البحث المنشورة باللغة العربیة فی معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة ومن ثم الأخذ بید الباحثین من النظریة وصولاً إلى توظیفها والاعتماد علیها فی کافة مراحل البحث. ولعل ذلک ما یفسر مجیء بعض العبارات فی هذا المحور بدرجة منعدمة مثل العبارة رقم (4) "تم تقدیم إطار عمل نظری أو مفاهیمی واضح یسترشد به الباحث فی الدراسة"، وکذلک العبارة رقم (9) "تم التعبیر عن إطار العمل النظری أو المفاهیمی فی صورة خریطة مفاهیمیة أو مخطط بیانی منظم" وهو ما یشیر إلى عدم وجود خلفیة لدى أغلب الباحثین عن أطر العمل النظریة والمفاهیمیة. ومع ذلک فإن الکثیر من هذه الدراسات قد تضمنت الاعتماد على بعض النظریات والتی تم عرضها وتناولها فی البحوث ومع ذلک لم یتم تطبیقها بشکل فعال لتوجیه البحث وهو ما یؤکد ما أشرنا إلیه من أن هناک حلقة مفقودة ما بین النظریة والاستفادة بها فی البحث التربوی. ومن الملاحظ کذلک أن الباحثین لم یکونوا یتناولوا جمیع النظریات وثیقة الصلة بموضوع الدراسة وما تعکسه النتائج المتعلقة بالعبارة رقم (4) فی هذا المحور. ویمکن أن یکون ذلک راجعاً إلى ضعف إلمام الباحثین بدور النظریة بشکل عام، وضعف إلمام الباحثین بالنظریات الحدیثة فی المجال التی یمکن الاستفادة منها. وتأتی هذه النتائج متفقة بشکل خاص مع نتائج دراسة "کاساناف ولی" Casanave& Li, 2015)) والتی أشارت إلى أنه من أبرز المشکلات التی یواجهها الباحثون فیما یتعلق ببناء أطر العمل النظریة والمفاهیمیة هی عدم وجود إطار عمل نظری أو مفاهیمی على الإطلاق.

          وقد أتت النتائج المتعلقة بالتساؤل الثانی لتوضح ضعف استرشاد الباحثین بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید مشکلة بحوثهم. ویمکن أن یکون ذلک راجعاً إلى إغفال الباحثین للأهمیة الکبیرة للنظریة فی البحث التربوی وعدم ربط مشکلتهم البحثیة وما یرتبط بها من تساؤلات بالنظریات السائدة فی المجال العلمی. وتشیر تلک النتائج إلى أن الأساس النظری لبحوث التربیة العلمیة یعد ضعیفاً. وقد یکون ذلک راجعاً أیضاً إلى ضعف المساحة المخصصة فی کتب مناهج البحث التربوی المنشورة باللغة العربیة لموضوع النظریة ودورها فی توجیه مشکلة البحث وتساؤلاته.

          وعلى نحو مشابه، أتت النتائج المتعلقة بالتساؤل الثالث التی توضح ضعف درجة استرشاد الباحثین بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مراجعة الأدبیات. وقد تراوحت نتائج العبارات الفرعیة لهذا البعد ما بین المنعدمة والضعیفة. وتوضح هذه النتائج أن الباحثون لا یستفیدون من أطر العمل النظریة والمفاهیمیة کأساس ینظم مراجعة الأدبیات. ویمکن أن یکون ذلک مفهوماً فی ضوء غیاب الخلفیة المعرفیة لدى الباحثین عن أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والدور الحیوی الذی یمکن أن تلعبه فی تنظیم مراجعة الأدبیات. وتلقی الدرجة المنعدمة للاعتماد على کتابات المنظرین الرئیسیین فی مجال الدراسة (العبارة رقم 19) الضوء على ضعف اهتمام الباحثین بالنظریة والاسترشاد بالأفکار المحوریة فی المجال ویرتبط ذلک بشکل منطقی بما سبق عرضه فی تفسیر ومناقشة التساؤلین السابقین. کما یتأکد ذلک من النتائج المتعلقة بالعبارتین 20 و21 واللتان تشیران إلى ضعف اهتمام الباحثین بتحدید الفجوات فی الأدبیات والنظریات السابقة وتوجیه الدراسة بحیث تعمل على جسر هذه الفجوات. وهنا یمکن القول بأن مشکلة الدراسة ومعالجتها فی البحوث موضع التحلیل تمیل إلى أن تکون ذات طبیعة تطبیقیة أکثر منها طبیعة نظریة. وقد یدافع البعض عن ذلک بالقول بأن هناک حاجة ماسة إلى أن یکون للبحث التربوی فی الوطن العربی دور حیوی فی معالجة المشکلات الواقعیة التی تواجهها التربیة العربیة لکن ذلک لا یدفع للقول على الإطلاق بعدم الاسترشاد بالنظریات العلمیة  الرصینة وعدم ربط البحث أو الدراسة بالأدبیات النظریة بشکل جید. إن البحث العلمی لا یبدأ من فراغ إنما هو جهد بشری تراکمی ینبنی على أکتاف ما وصل إلیه الآخرون. ورغم أن البحث العلمی یستهدف الجوانب التطبیقیة بالأساس وهو بالأساس أداة لحل المشکلات المجتمعیة والإنسانیة إلا أنه لابد أن یکون مرتبطاً بأساس نظری متین.

          وقد دلت النتائج المتعلقة بالتساؤل الفرعی الرابع ضعف استرشاد الباحثین بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحدید منهجیة البحث وجمع البیانات. وتشیر هذه النتائج إلى أن تصمیم أدوات جمع البیانات وتحدید منهجیة الدراسة فی بحوث ودراسات التربیة العلمیة موضع التحلیل لا تسترشد بشکل کافٍ بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة أو النظریات التی یتبناها الباحثون ضمنیاً فی بحوثهم. وبشکل خاص بینت النتائج عدم ملائمة منهجیة الدراسة مع النظریات الضمنیة التی یتبناها الباحثون. ویمکن تفسیر ذلک بمیل الباحثین إلى تبنی مناهج البحث المألوفة والتی اعتادوا علیها دون محاولة لتطبیق مناهج بحثیة جدیدة قد تکون أکثر ملائمة للنظریة التی یتبناها الباحثون فی بحوثهم. کما أن الجزء الخاص بمنهجیة الدراسة لا یوضح المعتقدات الوجودیة والمعرفیة والقیمیة للباحثین بشکل صریح کما تدل نتائج العبارة رقم (24). ویمکن أن یکون ذلک راجعاً بالأساس إلى عدم إلمام الباحثین العرب بتلک المصطلحات وعدم تدریبهم علیها أثناء برامج إعدادهم وعدم تواجد مثل هذه المفاهیم فی کتب مناهج البحث الرئیسیة. کما تشیر النتائج المتعلقة بهذا البعد إلى وجود درجة متوسطة من الاستفادة من النظریات فی تحدید أبعاد ومفردات أدوات جمع البیانات وهنا تعد هذه النتائج أفضل کثیراً من النتائج التی تم التوصل إلیها فی باقی العبارات والمحاور ویمکن أن یکون ذلک راجعاً إلى أن إعداد الأدوات فی البحث التربوی یعتمد بشکل کبیر على الرجوع للدراسات والنظریات السابقة ویوجد اهتمام أعلى نسبیاً لدى الباحثین بهذه النقطة نظراً للدور الحیوی لأدوات جمع البیانات فی البحث التربوی.

          وقد کان بعد الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی تحلیل البیانات ومناقشة النتائج هو الأعلى بین جمیع الأبعاد. وعلى الرغم من أنه لم یرتقی إلى درجة مرتفعة کما هو مأمول إلا أنه فی الوقت ذاته قد طبق بدرجة متوسطة وأعلى نسبیاً من الأبعاد الأخرى. ویعنی ذلک أن الباحثون فی مناقشتهم وتفسیرهم لنتائج الدراسة قد استرشدوا بالنظریات والدراسات والبحوث السابقة وأدبیات البحوث إلى حد ما. ویمکن أن یکون ذلک راجعاً بالأساس إلى تدریب الباحثین بشکل أفضل على تلک الإجراءات وشیوع استخدامها وتطبیقها فی أغلب البحوث التربویة. ویوضح ذلک الأهمیة الکبیرة والدور الحیوی الذی یمکن أن یلعبه تدریب الباحثین فی مجال الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة.

توصیات الدراسة:

لتحسین جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة والاسترشاد بها فی البحوث التربویة نوصی بما یلی:

1- تضمین فصول فی کتب مناهج البحث التربوی المنشورة باللغة العربیة عن أطر العمل النظریة والمفاهیمیة وسبل إعدادها والاسترشاد بها فی جمیع مراحل وخطوات البحث.

2- تضمین أمثلة تطبیقیة (وبخاصة المترجمة من بحوث ودراسات أجنبیة) على کیفیة توظیف والاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث التربویة.

3- إجراء بحوث مشترکة مع باحثین أجانب مدربین فی مجال أطر العمل النظریة والمفاهیمیة وذلک للاستفادة من خبراتهم فی إعداد وتطبیق أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی البحوث التربویة.

4- عقد مؤتمر علمی حول دور النظریة فی البحث التربوی بهدف تشجیع الباحثین على استخدام وتوظیف أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم.

5- تقدیم برامج تدریبیة للباحثین الممارسین على أطر العمل النظریة والمفاهیمیة.

6- تضمین أطر العمل النظریة والمفاهیمیة ودور النظریة فی البحث التربوی کجزء مهم من برامج إعداد طلاب الدراسات العلیا والباحثین المبتدئین.

7- الاستفادة من استمارة تحلیل المحتوى المقدمة فی الدراسة الحالیة وما  تتضمنه من معاییر کأساس وجزء لا یتجزأ من عملیة تحکیم البحوث المنشورة فی الدوریات الخاصة بالتربیة العلمیة. وبمعنى آخر: أن یکون الاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة وجودة معالجتها معیاراً رئیسیاً لقبول البحوث والدراسات للنشر.

8- أن تکون قائمة المعاییر المتضمنة فی استمارة تحلیل المحتوى المقدمة فی الدراسة جزءاً من المعاییر المستخدمة فی مناقشة الرسائل العلمیة بمرحلتی الماجستیر والدکتوراه بما یضمن إعداد أفضل لباحثی المستقبل.

9- إعداد دلیل متکامل یتم تحدیثه بشکل مستمر یوضح أبرز النظریات العلمیة فی البحث التربوی بما یساعد الباحثین فی انتقاء النظریات الأکثر ملائمة لبحوثهم وعدم إغفال أی نظریة مهمة.

10- تشجیع الباحثین على استخدام المصادر الأولیة والرجوع إلى أمهات المراجع وکتابات المنظرین الرئیسیین وذلک من خلال معاییر تحکیم  البحوث المنشورة ومعاییر تحکیم الرسائل العلمیة.

مقترحات الدراسة:

          تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على حد علم الباحثة الحالیة وهی تفتح آفاق جدیدة للبحث فی هذا المجال. وبما یرتبط بنتائج الدراسة الحالیة نقترح إجراء الدراسات والبحوث التالیة:

1- إعادة إجراء الدراسة الحالیة لتقییم مدى جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی مجالات تربویة أخرى مثل: مناهج وطرق تدریس الریاضیات، واللغات، أو بحوث تقنیات التعلیم، أو بحوث الإدارة التعلیمیة.

2- إعادة إجراء الدراسة لتقییم جودة معالجة أطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی رسائل الماجستیر والدکتوراه.

3- إجراء دراسة مسحیة باستخدام الاستبیان لاستطلاع آراء الباحثین وأعضاء هیئة التدریس بکلیات التربیة بشأن الصعوبات التی یواجهونها فی توظیف النظریات وأطر العمل النظریة والمفاهیمیة فی بحوثهم.

4- فاعلیة برنامج مقترح حول دور النظریة فی البحث التربوی فی تنمیة مهارات استخدام أطر العمل النظریة والمفاهیمیة لدى الباحثین التربویین.

5- استخدام بروتوکولات التفکیر بصوت عال لتحدید الصعوبات التی یواجهها الباحثون التربویون فی استخدام والاسترشاد بأطر العمل النظریة والمفاهیمیة.

قائمة المراجع

Abraham, M. R. (2008). Importance of a theoretical framework for research. Nuts and Bolts of Chemical Education Research, Chapter 5, pp 47–66.

Anfara, V. A. (2008). Theoretical frameworks: The SAGE Encyclopedia of qualitative research methods. Thousand Oaks, CA: Sage, pp. 870-874.

Berman, J., & Smyth, R. (2015). Conceptual frameworks in the doctoral research process: A pedagogical model. Innovations in Education and Teaching International52(2), 125-136.

Casanave, C. P., & Li, Y. (2015). Novices’ Struggles with Conceptual and Theoretical Framing in Writing Dissertations and Papers for Publication. Publications3(2), 104-119.

Chukwuedo, S. O., &Uko-aviomoh, E. E. (2015). Building Theoretical And Conceptual Frameworks For Quantitative Research Report In Education. African Journal Of Studies In Education, 10(2), 83-101.

George B. (2009). Nursing theories: The base for professional nursing practice (3rd ed.) Norwalk Appleton and Lange

Grant, C., &Osanloo, A. (2014). Understanding, Selecting, and Integrating a Theoretical Framework in Dissertation Research: Creating the Blueprint for Your “House”. Administrative issues Journal4(2), 4.

Green, H. E. (2014). Use of theoretical and conceptual frameworks in qualitative research. Nurse researcher21(6), 34-38.

Herek, G in Pequegnat, W, and Stover E.(eds.)(1995). How to write a successful research grant application: a guide for social and behavioural scientist. Chapter 9. Plenum Press. p.86 Available http://www.google.com/books?id=uk2F0OkOot8C&printsec=frontcover#v=onepage&q&f=false

Idongesit, I., &Uyanah, D. A. (2015). Utilization of Conceptual and Theoretical Framework in Research by Nurse Educators in Akwa Ibom and Cross River States, Nigeria. Global Journal of Medical Research15(4).

Imenda, S. (2014). Is there a conceptual difference between theoretical and conceptual frameworks. Journal of Social Sciences38(2), 185-195.

Iqbal, J. (2007) Learning from a doctoral research project: Structure and content of a research proposal. The Electronic Journal of Business Research Methods, 5(1),11–20.

Jabareen, Y. (2009). Building a conceptual framework: philosophy, definitions, and procedure. International Journal of Qualitative Methods8(4), 49-62.

Knobloch, N. A. (2010). Building conceptual and theoretical frameworks that inform research. Retrieved from: https://pdfs.semanticscholar.org/4688/c7761491812fd90d9404afdc9f40f09045dd.pdf?_ga=2.10337009.597830073.1496586471-291494161.1491405607

Lester, F. (2005). On the theoretical, conceptual, and philosophical foundations for research in mathematics education ZDM, 37(6), 457-467.

Liehr P, Smith M. J. (1999). Middle range theory: Spinning research and practice to create knowledge for the new millennium. Advances in Nursing Science 21(4): 81-91.

Lysaght, Z. (2011). Epistemological and paradigmatic ecumenism in “Pasteur’s Quadrant:” Tales from doctoral research.Official Conference Proceedings of the Third Asian Conference on Education in Osaka, Japan. Retrieved from http:// iafor.org/ace2011_offprint/ACE2011_offprint_0254.pdf

Maxwell, J. A. (2005). Qualitative research design: An interactive approach (2nd ed.). Thousand Oaks, CA: Sage Publications.

National Research Council. (2002). Scientific Research in Education. Washington, DC: National Academies Press. 

Ngulube, P., Mathipa, E. R., & Gumbo, M. T. (2015). Theoretical and conceptual frameworks in the social and management sciences. Addressing research challenges: making headway for developing researchers, 43-66.

Ocholla, D. N., & Le Roux, J. (2011). Conceptions and misconceptions of theoretical frameworks in Library and Information Science research: a case study of selected theses and dissertations from eastern and southern African universities. Mousaion29(2), 61-74.  

Petrina, S. (2009). Thesis & Dissertation Proposal Guide.

Rockinson-Szapkiw, A. J. (2012). The Importance of the Literature and the Theoretical Framework. Retrieved form: http://www.amandaszapkiw.com/artifacts/research-process-theoretical-framework/Research%20Process_%20The_Literature_Review_and_Theorectical_Framework.pdf.

Rogers, J. (2012). The importance of a conceptual framework in research with children and young people in foster care. In European Scientific Association on Residential and Family Care for Children and Adolescents 12th World Conference.. University of Bath.

Roussos, A. J., Lissin, L. B., & de Duarte, A. L. (2007). The importance of the theoretical framework in the formulation of clinical inferences in psychotherapy. Psychotherapy Research17(5), 535-543.

Stichler, J. F., & Hamilton, D. K. (2008). Theoretical and conceptual frameworks in research and practice. HERD: Health Environments Research & Design Journal1(4), 4-6.