أثر برنامج تطوعي في تحسين اتجاهات المتطوعين نحو الأشخاص ذوي الإعاقة في مراکز تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة أثر التطوع في مراکز تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة على اتجاهات المتطوعين نحو الأشخاص ذوي الإعاقة. ولتحقيق هذا الهدف، قام الباحثون بإعداد مقياس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، والتأکد من صدقه عن طريق عرضه على مجموعة من المحکمين ذوي الخبرة والکفاءة، وکذلک التأکد من ثباته عن طريق معادلة ألفا کرونباخ للإتساق الداخلي والتي بلغت (0.75). ومن ثم تطبيقه على عينة تجريبية مکونة من (12) متطوعة في مراکز تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية قبل البدء بعملية التطوع، ومن ثم تطبيقه مرة أخرى بعد مرور (3) شهور على عملية التطوع وذلک خلال الفصل الأول من العام الدراسي 2015/2016.
وبعد فحص فرضيات الدراسة باستخدام اختبار ويلکوکسون واستخراج قيمة Z، تبين وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية بين القياسين القبلي والبعدي على الدرجة الکلية من مقياس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوي الإعاقة وعلى الأبعاد الفرعية (البعد الاجتماعي، الفني، الحياة العامة)، فيما لم يکن هنالک فروق دالة إحصائياً بين القياسين القبلي والبعدي على کل من (البعد التعليمي والبعد النفسي). وبناءً على نتائج الدراسة قام الباحثون بتقديم مجموعة من التوصيات أهمها: توظيف برامج العمل التطوعي الخاصة بمراکز تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، واستخدام برامج العمل التطوعي کوسيلة ناجعة في تطوير اتجاهات المجتمع نحو الإعاقة، وضرورة تأهيل المتطوعين قبل المباشرة في برامج العمل التطوعي

الكلمات الرئيسية


أثر برنامج تطوعی فی تحسین اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة

إعداد

أ‌.        د. عبد العزیز السرطاوی

(قسم التربیة الخاصة-جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

د. عوشة المهیری

 (قسم التربیة الخاصة- جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

د.محمد الزیودی

(قسم التربیة الخاصة-جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

أ‌.        روحی مروح عبدات

(إدارة رعایة وتأهیل المعاقین-وزارة الشؤون الاجتماعیة)

ملخـص

تهدف الدراسة الحالیة إلى معرفة أثر التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة على اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة. ولتحقیق هذا الهدف، قام الباحثون بإعداد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة، والتأکد من صدقه عن طریق عرضه على مجموعة من المحکمین ذوی الخبرة والکفاءة، وکذلک التأکد من ثباته عن طریق معادلة ألفا کرونباخ للإتساق الداخلی والتی بلغت (0.75). ومن ثم تطبیقه على عینة تجریبیة مکونة من (12) متطوعة فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعیة قبل البدء بعملیة التطوع، ومن ثم تطبیقه مرة أخرى بعد مرور (3) شهور على عملیة التطوع وذلک خلال الفصل الأول من العام الدراسی 2015/2016.

وبعد فحص فرضیات الدراسة باستخدام اختبار ویلکوکسون واستخراج قیمة Z، تبین وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة وعلى الأبعاد الفرعیة (البعد الاجتماعی، الفنی، الحیاة العامة)، فیما لم یکن هنالک فروق دالة إحصائیاً بین القیاسین القبلی والبعدی على کل من (البعد التعلیمی والبعد النفسی). وبناءً على نتائج الدراسة قام الباحثون بتقدیم مجموعة من التوصیات أهمها: توظیف برامج العمل التطوعی الخاصة بمراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، واستخدام برامج العمل التطوعی کوسیلة ناجعة فی تطویر اتجاهات المجتمع نحو الإعاقة، وضرورة تأهیل المتطوعین قبل المباشرة فی برامج العمل التطوعی.

 


أثر برنامج تطوعی فی تحسین اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة

إعداد

أ.د. عبد العزیز السرطاوی

(قسم التربیة الخاصة-جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

د. عوشة المهیری

 (قسم التربیة الخاصة- جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

د.محمد الزیودی

(قسم التربیة الخاصة-جامعة الإمارات العربیة المتحدة)

أ‌.        روحی مروح عبدات

(إدارة رعایة وتأهیل المعاقین-وزارة الشؤون الاجتماعیة

مقدمــة

لقد تطرقت مجموعة من الدراسات العالمیة لمفهوم العمل التطوعی فی مجال الأشخاص الأشخاص ذوی الإعاقة، والاحتیاجات التطوعیة الملحّة، والممارسات التطوعیة التی یقوم بها المتطوعون فی هذا المیدان وبعد مراجعة الادبیات السابقة فی هذا الموضوع یتضح وجود نقص واضح فی الدراسات التی تناولت العمل التطوعی فی مجال الأشخاص ذوی الإعاقة فی عالمنا العربی وأثره على الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة، وذلک على الرغم من وجود بعض المشاریع التطوعیة الرائدة التی قدمت خدمات متمیزة للمعاقین. ومن هذه المشاریع ماتم تنظیمه من قبل لجنة الشابات الکویتیة حیث قدمت مشروعاً تطوعیاً رائداً بالتعاون مع مرکز الخرافی لذوی الاحتیاجات الخاصة فی عام 2010. وقد هدف هذا المشروع إلى توعیة المجتمع بالإعاقة العقلیة ومساعدتهم على الاندماج المجتمعی. ولتحقیق هذا الهدف، نظمت الشابات مجموعة من الأنشطة التطوعیة والثقافیة والتوعویة لأفراد المجتمع، وکذلک الأنشطة الترفیهیة للأشخاص ذوی الإعاقة داخل المرکز، إضافة إلى الزیارات المیدانیة والمقابلات مع أولیاء الأمور. وقد استمر المشروع لمدة عام کامل، قدمت فی نهایته الشابات مجموعة من التوصیات أهمها: ضرورة توجیه العمل التطوعی للشباب نحو فئة الإعاقة، والمشارکة فی الأنشطة التی تنظمها مراکز الأشخاص ذوی الإعاقة فی الدولة، وأهمیة التحرک بهدف توعیة المجتمع نحو الأشخاص ذوی الإعاقة وضرورة إدماجهم فیه. وقد افادت المتطوعات فی نهایة البرنامج التطوعی إلى وجود العدید من المعلومات والمعارف الخاصة بالأشخاص ذوی الإعاقة والتی لم یکنَّ على ألفه بها، إضافة إلى اعترافهن بتشکیل انطباعات سلبیة عن الأشخاص ذوی الإعاقة قبل الانخراط فی تلک التجربة حیث تبین لهن لاحقاً، بأن هذه الفئة من الأفراد یعتبرون أکثر تعاوناً، وقدرة على نسج علاقات اجتماعیة، وبالتالی فهم یستحقون من مجتمعاتهم کل الاهتمام (لجنة الشابات الکویتیة، 2011).

       وقدَّمت الشابات المشارکات من مختلف دول الخلیج مجموعة من المشاریع التطوعیة الرائدة التی تم تطبیقها فی میدان خدمات الأشخاص ذوی الإعاقة. فمثلاً من خلال المنتدى السادس للشابات فی إمارة الشارقة (2011) الذی عقد تحت شعار "کلنا مبدعات، المشروع التطوعی لخدمة ذوی الاحتیاجات الخاصة" والذی نظمته مرشدات الخلیج" تم الترکیز على أهمیة انخراط المرشدات المشارکات فی هذا المنتدى على التطوع من أجل خدمة الأشخاص ذوی الإعاقة فی دول مجلس التعاون الخلیجی، وقمنَ بتقدیم مجموعة من المشاریع التطوعیة لخدمة مراکز المعاقین وذلک بالاستناد إلى دراسة حالات عملیة فی کل دولة مشارکة. وشملت المراکز التی تم تقدیم الخدمات التطوعیة الیها الإعاقات الذهنیة، والسمعیة، والحرکیة، والبصریة، والتوحد. وأوصى الملتقى بضرورة تنظیم برامج العمل التطوعی المقدم للأشخاص ذوی الإعاقة وذلک نظراً فی دول الخلیج لحاجتهم الماسَّة لذلک، ولما للتطوع من آثار إیجابیة على المتطوعات وعلى بناء نظرة إیجابیة واکثر واقعیة نحوهم. (المنتدى السادس للشابات، 2011).

        وتتمثل أهم نتائج العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة فی أن المتطوعین یبدؤون بتکوین اتجاهات ایجابیة نحو الأشخاص المعاقین وذلک خلافا تسود للنظرة المجتمعیة السلبیة نحوهم (Fictenm, Schipper & Cutler, 2005)  . فالتعاطف مع قضیة الإعاقة یعتبر من أهم مکتسبات العمل التطوعی فی هذ المجال حیث یصبح المتطوعون انفسهم متبنین لقضیة الإعاقة مدافعین عنها کغیرهم من أولیاء الأمور. ویعود السبب فی ذلک إلى تعرفهم بشکل مباشر على قضایا الأشخاص ذوی الإعاقة واحتیاجاتهم ومعاناتهم وکذلک الاطلاع التفاصیل الحیاتیة الیومیة لهم (Durham, 2010).

      واستناداً إلى ذلک، ولما یلمسه الباحثون من أهمیة فی تطویر الاتجاهات المجتمعیة الایجابیة نحو الأشخاص ذوی الإعاقة. وفی ظل ندرة الدراسات فی عالمنا العربی التی تلقی الضوء على العمل التطوعی فی مجال الإعاقة، قام الباحثون بهذه الدراسة للتعرف على أثر العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة فی تطویر اتجاهات مجتمعیة ایجابیة نحوهم فی دولة الإمارات العربیة المتحدة.

 


مشکلة الدراسة وأهمیتها:

     تعتبر الإعاقة قضیة مجتمعیة لما لها من آثار على کافة أفراد المجتمع وکذلک للدور الهام الذی یمکن أن یلعبه المجتمع فی تأهیل المعاق واندماجه فی المجتمع. وتعتبر الاتجاهات المجتمعیة نحو الإعاقة أحد الرکائز الرئیسیة التی تحدد سلوک المعاق ومدى انخراطه فی الحیاة العامة. فکلما کانت الاتجاهات نحوه إیجابیة، کلما أدى ذلک إلى تحفیزه وزیادة مستوى مشارکته وفاعلیته. الا أن عملیة بناء الاتجاهات مرهونة بمدى الاحتکاک والتواصل بین المعاق وأفراد المجتمع، فعزلة الشخص المعاق وعدم إشراکه فی الحیاة العامة تعتمد فی بناء اتجاهات مجتمعیة سلبیة نحوه. وذلک على العکس من التواصل المباشر معه والذی من شأنه أن یؤدی إلى فهم عالمه الخاص وإجلاء أی معتقدات سلبیة نحوه.

     لذلک جاءت هذه الدراسة للتعرف على أهمیة التطوع فی بناء هذه الاتجاهات وتغییرها، وذلک عن طریق محاولة الدراسة الإجابة عن السؤال الرئیسی التالی: "ما أثر برنامج تطوعی فی تحسین اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة فی مراکز تأهیل المعاقین؟"

 

أهداف الدراسة:

      سعت هذه الدراسة إلى تنمیة العمل التطوعی لدى أفراد المجتمع فی مجال رعایة وتأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، وتنمیة اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة من خلال برنامج للعمل التطوعی.

 

فرضیات الدراسة:

الفرضیة الصفریة الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة.

الفرضیة الصفریة الثانیة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد التعلیمی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

الفرضیة الصفریة الثالثة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الاجتماعی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

الفرضیة الصفریة الرابعة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد النفسی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

الفرضیة الصفریة الخامسة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الفنی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

الفرضیة الصفریة السادسة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على بعد الحیاة العامة فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

حدود الدراسة:

        تتحدد الدراسة بالفترة الزمنیة التی أجریت فیها والتی استغرقت (ثلاث اشهر) على عینة تجریبیة مکونة من (12) متطوعة فی مراکز تأهیل المعاقین الحکومیة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعیة بدولة الإمارات العربیة المتحدة، وذلک فی الفصل الدراسی الأول من العام الدراسی 2015/2016.

 

مصطلحات الدراسة:

      العمل التطوعی Voluntary work: هو عمل غیر ربحی، لا یقدَّمُ نظیر أجرٍ معلوم. وهو عمل غیر وظیفی/مهنی، یقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمیة مستوى معیشة الآخرین. وهناک الکثیر من الأشکال والممارسات التی ینضوی تحتها العمل التطوعی من مثل مشارکات تقلیدیة ذات منفعة متبادلة، إلى مساعدة الآخرین فی أوقات الشدَّة عند وقوع الکوارث الطبیعیة والاجتماعیة. ویقدم هذا العمل دون طلب مباشر من الأفراد والمتطوعین حیث أنهم یُمارسونه کرد فعل طبیعی دون توقع نظیر مادی لذلک العمل (حسین، 2001).


       الأشخاص ذوی الإعاقةPersons with disabilities : کل من یعانون من عاهات طویلة الأجل سواء کانت بدنیة أو عقلیة أو ذهنیة أو حسیة تحول دون مشارکتهم بصورة کاملة وفعالة فی اﻟﻤﺠتمع على قدم المساواة مع الآخرین (الأمم المتحدة، 2006).

 

الدراسات السابقة

       لقد أجرى رابی (Raabe, 1994) دراسة فی ولایة أریزونا الأمریکیة بهدف التوعیة المجتمعیة بالإعاقة، تم تصمیم برنامج تطوعی من خلال إلحاق مجموعة کبیرة من المتطوعین لتحقیق هذا الغرض حیث تم تکلیفهم بمجموعة من المهام التطوعیة بما فیها حضور الاجتماعات مع مدراء مراکز التربیة الخاصة، وإشراکهم فی عملیة التخطیط للبرنامج التوعوی، وتحدید المکان المناسب للتطوع وتنظیم الفعالیات التطوعیة بما یتناسب مع الفئات العمریة وجنس المتطوعین وخلفیاتهم الثقافیة. وکان من أهم نتائج الدراسة بناء اتجاهات إیجابیة نحو الإعاقة بعد الانتهاء البرنامج التدریبی حیث لوحظ أن المتطوعین قد أصبحوا أکثر مناصرة لقضایا الإعاقة وکذلک وأکثر میلاً للتطوع فی مجال الإعاقة، وأکثر قناعة بقدرات الأشخاص ذوی الإعاقة فی المجالات التعلیمیة والاجتماعیة. 

      وتُفید دراسة کیرکا (Kerka, 1998) بأن التغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والتقنیة فی الربع الأخیر من القرن الماضی، قد أثّرت بشکلٍ کبیرٍ على مجالات التطوع عامة ، ومن بینها مجال التطوع لخدمة ذوی الإعاقة. وقد افرزت هذه التغیرات مجالات تطوع جدیدة کما وتغیرت الأولویات التطوعیة عبر الزمن، وکذلک الأمر بالنسبة لتوقعات المتطوعین، فالبعض یتطوع من أجل اکتساب مهارات فی التعامل مع الاشخاص ذوی الإعاقة، والبعض بغرض تغییر قناعاته نحو الأشخاص ذوی الإعاقة وذلک على الرغم من أن الکثیر من المتطوعین لا یجدون الفرصة الکافیة للقیام بهذه المهمة، وقد اشارت هذه الدراسة ایضاً إلى أن هذه التغیرات المعاصرة قد أثرت على مدى اهتمام المتطوعین بالتطوع فی میدان الإعاقة وذلک نظراً لوجود أولویات أکثر أهمیة تتعلق بالتطوع فی مجال البیئة والنواحی الإنسانیة والکوارث الطبیعیة.

       أما دراسة ریتشاردسون (Richardson, 2003) فقد تم تطبیقها على (14) متطوعاً من الذین قاموا بالتطوع فی مجموعة من مؤسسات رعایة المعاقین فی استرالیا. وتبیَّنَ من هذه الدراسة ستة سمات أساسیة تتطور لدى المتطوعین بعد تجربتهم التطوعیة هذه: الإحساس بقیمة الآخر، الرضا، الاندماج الاجتماعی، المیل للمساعدة، الاستمتاع والاهتمام بالأخرین. إضافة إلى أن هؤلاء المتطوعین قد أصبحوا أکثر قناعة بالقدرات التی یمتلکها الأشخاص ذوی الإعاقة فی المجالات الاجتماعیة والمعرفیة والتواصلیة والإبداعیة والتی ینبغی تطویرها والاهتمام بها، وتبین من هذه الدراسة أیضاً وجود سلبیات لعملیة التطوع، تتمثل فی الأعباء المادیة للمتطوع وعدم تقدیر العمل التطوعی فی هذا المجال.

       وتبیَّنَ من دراسة تاشیبونا وواتانبی(Tachibana & Watanabe, 2004)  التی أجریت فی الیابان عن طریق المقابل الأشخاص الذین سبق لهم الانخراط فی العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة، بأن العمل التطوعی فی مراکز المعاقین من شأنه أن یؤثر إیجاباً على اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة وتحسین نظراتهم نحوهم وکذلک مناصرة حقوقهم.

      ومن أجل التعرف على أثر التطوع مع الأطفال ذوی الإعاقة على الاتجاهات نحوهم، قام فیشتن وشیبر وکتلر (Fictenm, Schipper & Cutler, 2005)  بتطبیق دراسة على عینة مکونة من (71) متطوعاً قاموا بالتطوع لفترة ما بین 4-10 شهور مع الأطفال ذوی الإعاقات الجسدیة والسمعیة. حیث تم تطبیق استبیان یقیس اتجاهات أفراد عینة الدراسة قبل وبعد عملیة التطوع  والذی یتضمن المسافة الاجتماعیة والاتجاهات الشخصیة والأفکار والتعاطف نحو ذوی الإعاقة. وأظهرت النتائج أن التطوع یقلل من المسافة الاجتماعیة وله أثر کبیر على الراحة  النفسیة ولتسهیل والتسهیل لعملیة التعامل مع الأشخاص ذوی الإعاقة بغض النظر عن نوع الإعاقة وکذلک احداث تغییر فی الأفکار والمعتقدات نحو ذوی الإعاقة. فالعمل المباشر مع الأشخاص ذوی الإعاقة لیقلل من المسافة الاجتماعیة ویطوَّر الاتجاهات الإیجابیة نحوهم وکذلک الأفکار والمشاعر، حیث تبین انهم  قادرون على التعلم والتطور.

       ومن أهم الدراسات الأجنبیة الحدیثة هی دراسة دورهام  (Durham, 2010)التی توصلت إلى أن طبیعة الأعمال التطوعیة التی یمارسها المتطوعون مع الأشخاص ذوی الإعاقة تتنوع وفقاً للإعاقات مثل: مرافقة شخص کفیف إلى مکان غیر مألوف بالنسبة له، أو مساعدة طفل من خلال دفع الکرسی المتحرک الخاص به، أو مساعدته أثناء العلاج بالموسیقى أو الرسم أو غیرها من أنواع العلاج. کما توصلت الدراسة أیضاً إلى أن العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة من شأنه أن یطوِّرَ من الاتجاهات المجتمعیة نحوهم ویحسن واقعهم. ویمکن للشخص المتطوع أن یحقق استفادة فی مجالات عدة أهمها تطویر مهارات التعاطف مع هذه الفئة والمیل إلى مساعدتهم والتقرب منهم والدفاع عنهم، إضافة إلى أن المتطوع نفسه تتاح له الفرصة یتعرف على ذاته وقدراته.

        ونظراً لندرة مثل هذه الدراسات التی تناولت بشکل مباشر أثر التطوع على الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة فی عالمنا العربی وانعدامها بشکل خاص فی دولة الامارات. ومن أجل إثراء البیئة العربیة بدراسات عن برامج التطوع فی میدان الإعاقة وتفعیل التطوع فی هذا المیدان، کان لابد من التحقق من أثر التطوع على الاتجاهات النفسیة والاجتماعیة للمتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة، علماً بأن مثل هذه الدراسات تساعد فی تقدیم اقتراحات وبرامج عملیة من شأنها تطویر العمل التطوعی فی مجال الأشخاص ذوی الإعاقة فی عالمنا العربی.


الطریقة والإجراءات

عینة الدراسة:

       تکونت عینة الدراسة من (12) متطوعة فی مراکز تأهیل المعاقین التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعیة، من خریجات الجامعات أو الطالبات الجامعیات الملتحقات بتخصصات مختلفة فی العلوم الانسانیة والاجتماعیة مثل علم النفس وعلم الاجتماع والآداب، وتتراوح أعمارهن من 20-28 سنة، علماً أن هذه هی الخبرة التطوعیة الأولى لدى الغالبیة العظمى منهن، ولیس لدیهن أیة خبرات فی مجال الإعاقة.

 

أدوات الدراسة:

1-      مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة:

      وهو مقیاس من إعداد الباحثین بالاستناد إلى مجموعة من المصادر العلمیة والدراسات السابقة (Fictenm, Schipper & Cutler, 2005; Durham, 2010)، ویهدف إلى التعرف على اتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة تبعاً لعدة مجالات. وقد بلغت فقرات هذا المقیاس (31) فقرة موزعة على النحو التالی:

المجال التعلیمی: وتمثله الفقرات من (1-7). ویقیس هذا المجال مدى نظرة المجتمع للشخص المعاق کقادر على التعلم والاندماج مع اقرانه فی التعلیم العام أو الخاص وکذلک حقه فی تلقی التعلیم.

المجال الاجتماعی: وتمثله الفقرات من (8-13). ویقیس هذا المجال نظرة المجتمع للمعاق کفرد قادر على الاندماج فی الحیاة الاجتماعیة ویمتلک قدرات تؤهله للانخراط الاجتماعی وکذلک حقه فی ممارسة حیاته الاجتماعیة.

المجال النفسی: وتمثله الفقرات من (14-19) ویعبّر عن اتجاهات المجتمع نحو الشخص المعاق من حیث تکیفه النفسی وسماته الشخصیة وتکیفه مع ذاته وتمتعه بسلوکیات مناسبة.

المجال الفنی: وتمثله الفقرات من (20-25). ویعبّر عن المواهب الفنیة والقدرات التی یمتلکها الأشخاص ذوی الإعاقة وقدرتهم على المشارکات الفنیة والریاضیة والحرفیة التی تعبر عن قدرتهم على الإبداع.

مجال الحیاة العامة: وتمثله الفقرات من (26-31) ویعبّر عن نظرة المجتمع للشخص المعاق کفرد قادر على ممارسة حیاته العامة باستقلالیة، وکذلک حقه فی المشارکة من الخدمات والتسهیلات المقدمة لسائر أفراد المجتمع والوصول إلى مختلف المرافق العامة والخدمات. 

      ویتم التعبیر عن مدى الاتجاهات فی کل عبارة من عبارات المجالات الخمسة سابقة الذکر عن طریق سلم لیکرت الخماسی Licker scale  على النحو التالی:

أوافق بشدة: وتعبّر عن الموافقة القصوى للاتجاه نحو الشخص ذو الإعاقة ویتم إعطاءها الدرجة (5) وهی أعلى درجة ممکنة.

أوافق: وتعبّر عن حالة موافقة عن الاتجاه نحو الشخص ذو الإعاقة، ویتم إعطاءها الدرجة (4).

محاید: وتعبّر عن حالة الحیاد نحو الشخص ذو الإعاقة ویتم إعطاءها الدرجة (3).

أعارض: وتعبّر عن حالة عدم اتفاق عن الاتجاه نحو الشخص ذو الإعاقة ویتم إعطاءها الدرجة (2).

أعارض بشدة: وتعبّر عن حالة عدم اتفاق شدید عن الاتجاه نحو الشخص ذو الإعاقة ویتم إعطاءها الدرجة (1).

 

الصدق والثبات:

صدق الأداة:

       تم عرض الأداة على خمسة (5) من المحکمین من حملة الدکتوراه فی مجالات التربیة وعلم النفس والتربیة الخاصة، وکذلک على ثمانیة (8) من المشرفین على برامج التربیة الخاصة فی مراکز ومؤسسات الأشخاص ذوی الإعاقة من ذوی الکفاءة والخبرة. وطُلب منهم جمیعاً الحکم على کل فقرة من فقرات الاستبانة من حیث الصیاغة اللغویة ومدى علاقتها بالموضوع الذی صممت لقیاسه. وقد تم بعد مراجعة ردود المحکمین واستجاباتهم حذف (5) فقرات من الأداة وذلک لارتباطها بالفقرات الأخرى أو لعدم وجود علاقة مباشرة لها بموضوع الدراسة. کما تم إعادة صیاغة (3) فقرات أخرى وإضافة (4) فقرات جدیدة إلى أن وصل العدد الإجمالی للأداة (31) فقرة.

      وقد تم إیجاد معامل الارتباط بین الدرجات التی حصل علیها المستجیبون فی کل عبارة والدرجة الکلیة. ویوضح الجدول (1) معاملات الارتباط بین درجة کل فقرة من فقرات الأداة والدرجة الکلیة:

 


جدول رقم (1)

معاملات الارتباط بین درجة کل فقرة من فقرات استبانة ملاءمة المبانی للمعاقین، وبین الدرجة الکلیة

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

1

0.49**

10

0.76**

19

0.28**

28

0.47**

2

0.41**

11

0.75**

20

0.44**

29

0.45**

3

0.69**

12

0.70**

21

0.17**

30

0.74**

4

0.64**

13

0.55**

22

0.42**

31

0.54**

5

0.77**

14

0.57**

23

0.46**

 

 

6

0.73**

15

0.64**

24

0.44**

 

 

7

0.70**

16

0.50**

25

0.41**

 

 

8

0.55**

17

0.52**

26

0.48**

 

 

9

0.57**

18

0.58**

27

0.57**

 

 

** دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)

      یتضح من الجدول رقم (1) أن جمیع معاملات الارتباط بین فقرات الاستبانة والدرجة الکلیة دالة إحصائیاً، وتؤکد هذه الارتباطات صدق فقرات أداة الدراسة.

 

الثبات:

       وللتأکد من ثبات أداة الدراسة، فقد تم حساب معامل الثبات عن طریق معادلة کرونباخ ألفا للاتساق الداخلی بین الفقرات، والذی بلغ (0.75) للدرجة الکلیة لأداة الدراسة مما یجعلها مناسبة لأغراض البحث العلمی.

 

 

البرنامج التطوعی:

      تضمن البرنامج التطوعی مجموعة من المواقف والمهارات الیومیة التی تمثل صورة من حیاة الطلبة التعلیمیة، سواء داخل البیئة الصفیة أو خارجها، إضافة إلى المواقف الاجتماعیة والترفیهیة المرتبطة بتعلیم الأشخاص ذوی الإعاقة وتوجیه أسرهم. وقد تم تقسیم البرنامج إلى مجموعة من المجالات التی تشارک فیها المتطوعات، مع تفصیل للأدوار المکلفین بها فی کل موقف، وذلک تحت إشراف المعلمات أو المختصین. ویتضمن البرنامج ما یلی:

الحلقة الصباحیة: وهی تجمع استقبال الطلاب الصباحی وتشارک فیه المتطوعة بتنظیم الطلبة وتشجیع مشارکتهم فی الطابور الصباحی، وأداء الأنشطة الحرکیة معهم.

برنامج بورتیج: ویتضمن خمسة مجالات وهی (اللغوی، المعرفی، الاستقلالی، الاجتماعی، والحرکی) بحیث تحضر المتطوعة الحصص التدریبیة وتقوم بمساعدة المعلمة فی تنفیذ هذه الأنشطة.

التعلم باللعب: وهو نشاط حر یمارسه الطلبة فی ساحة الألعاب الداخلیة أو الخارجیة وتقوم المتطوعة بمراقبة أدائهم، ومشارکتهم فی عملیة اللعب الموجه.

 انشطة الصالة الریاضیة: حصص ریاضیة منظمة ذات أهداف حرکیة کبرى وصغرى وتساهم المتطوعة فیها بتنظیم الطلبة وأداء المهارات الحرکیة معهم بإشراف معلم التربیة الریاضیة.

العنایة الذاتیة: وهی مجموعة من المهارات الحیاتیة الیومیة التی یتدرب علیها الطلبة فی المرافق الصحیة کتفریش الأسنان والتغسیل واستخدام الحمام واللباس، بحیث تقوم المتطوعة بتدریب الطلبة على هذه المهارات ومساعدتهم.

قاعة التغذیة: وهی تمثل الوجبة الیومیة التی یتناولها الطلبة وما یرتبط بها من مهارات التحضیر للوجبة، وإجراءات تناول الطعام، وإجراءات ما بعد الانتهاء منه، بحیث تساعد المتطوعة الطلبة وتوجههم نحو السلوک الصحیح.

رحلة میدانیة: وهی رحلة أسبوعیة یقوم بها الطلبة لأحد المرافق المجتمعیة کمرکز التسوق، الحدیقة، نادی ریاضی، متحف أو غیره، وترافقهم المتطوعات وتساهم فی ضبطهم وتدریبهم على المفاهیم الحیاتیة العامة.

زیارة أسریة: وهی زیارات میدانیة لأسر الأشخاص ذوی الإعاقة بهدف دراسة أی مشکلات سلوکیة أو اجتماعیة لد الطفل وأسرته. وتقوم المتطوعة بمرافقة الأخصائیة الاجتماعیة أو النفسیة، وتطلع على إجراءات دراسة الحالة وواقع أسر الأشخاص ذوی الإعاقة.

الخدمات المساندة: وهی مجموعة من الخدمات العلاجیة اللغویة والجسدیة المقدمة للطلبة من قبل المختصین وتقوم المتطوعة بحضور هذه الجلسات العلاجیة بحیث تقدم  المساعدة الممکنة للطلبة حسب تعلیمات المختصین.

       وقد استمر البرنامج التطوعی طوال ثلاثة شهور من منتصف سبتمبر إلى منتصف دیسمبر خلال الفصل الأول من العام الدراسی 2015/2016، بواقع أربعة ساعات تطوعیة یومیة للمتطوعات فی المرکز لمدة خمسة أیام فی الأسبوع، حیث تتوزع الجلسات التطوعیة بین حضور حصة دراسیة فی الفصل، جلسة مع معالجی الخدمات المساندة، زیارة أسریة، رحلة میدانیة ترفیهیة، أو إشراف على لطلبة فی الأنشطة الترفیهیة والریاضیة والفنیة، مع الحرص على مرافقة المتطوعات للطلبة فی مختلف أماکن تواجدهم وتلقیهم لأنشطة التأهیل فی المرکز وخارجه.

 

منهجیة الدراسة:

     استخدم الباحثون التصمیم التجریبی ذو المجموعة التجریبیة الواحدة OXO)) ذات القیاسین القبلی والبعدی. وتحددت متغیرات الدراسة على النحو التالی:

المتغیر المستقل: البرنامج التدریبی التطوعی والمتغیر التابع: الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة.

 

إجراءات تطبیق الدراسة:

      قام الباحثون باختیار المتطوعات فی مرکز رأس الخیمة لتأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة والبالغ عددهن (12) متطوعة، حیث تم اعتبارهن کمجموعة تجریبیة. وقد طبق على هذه العینة التجریبیة مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل بدء البرنامج التدریبی وذلک للتعرف على مستوى هذه الاتجاهات لدیهم.وعقب تطویر الباحثین للبرنامج التدریبی الموجه للمتطوعات الذی یتضمن القیام بمجموعة من الأعمال التطوعیة فی المرکز وخارجه، تم شرح هذا البرنامج التدریبی للمنسقة التربویة التی تشرف على تطبیقه. ثم قام الباحثون بتطبیق مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة مرة أخرى على المجموعة التجریبیة بالتعاون مع المنسقة التربویة، واستخراج الدرجات الخام وذلک بغرض قیاس الفروق الإحصائیة بین القیاسین القبلی والبعدی ومدى التطور الذی حصل فی اتجاهات أفراد عینة الدراسة نحو الأشخاص ذوی الإعاقة.

المعالجات الإحصائیة: تم معالجة بیانات الدراسة باستخدام برنامج الرزم الإحصائیة Statistical Packages for Social Sciences (SPSS)  للتعرف على الفروق بین القیاسین القبلی والبعدی ومدى التطور الذی حصل على الطفل من حیث مهارات السلوک التکیفی، وذلک باستخدام اختبار ویلککسون Wilcoxon للعینات الصغیرة باستخدام برنامج الرزم الإحصائیة SPSS، ومن ثم مناقشة النتائج واقتراح التوصیات الملائمة.

 

نتائج الدراسة

الفرضیة الصفریة الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على الدرجة الکلیة لمقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة.

ومن أجل فحص هذه الفرضیة تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات. وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول رقم (2)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع تبعاً لدرجة الکلیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الدرجة الکلیة للإتجاهات

2.31

0.15

3.34

0.17

 جدول رقم (3)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة

 بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

الدرجة الکلیة

السالبة

0

0.00

0.00

3.063-

0.002*

الموجبة

12

6.5

78

التساوی

0

 

 

المجموع

12

 

      یتبین من نتائج الجدول الرقم (3) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة لصالح القیاس البعدی، حیث کانت هذه الفروق دالة إحصائیاً على الدرجة الکلیة للمقیاس. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى أن العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة یعتبر خبرة جدیدة للمتطوعین، وبالتالی فإنه یتیح الفرصة لهم للتعرف على قدرات وإمکانات ذوی الإعاقة عن قرب. فهذه القدرات التی لم تکن متاحة للظهور خارج نطاق مراکز الأشخاص ذوی الإعاقة، تمکِّن المتطوعین من الاطلاع على إنجازات ذوی الإعاقة الفنیة والتعلیمیة والریاضیة وذلک من خلال التفاعل الاجتماعی الیومی معهم وملاحظتهم المستمرة فی مختلف المرافق والخدمات، مما یعتبر عنصراً ایجابیاً للمتطوعین حول ذوی الإعاقة.

      وتتفق هذه النتیجة مع دراسة دورهام  (Durham, 2010)التی توصلت إلى أن العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة من شأنه أن تطویر من الاتجاهات المجتمعیة نحوهم، وکذلک مع دراسة کیرکا (Kerka, 1998) التی أظهرت تغییراً فی قناعات المتطوعین على نحواً إیجابی نحو الأشخاص ذوی الإعاقة، وکذلک دراسة رابی (Raabe, 1994) التی کان من أهم نتائجها بناء اتجاهات إیجابیة نحو الإعاقة بعد انتهاء البرامج التدریبی التطوعی.

الفرضیة الصفریة الثانیة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد التعلیمی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

      ومن أجل فحص هذه الفرضیة تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة فی البعد التعلیمی قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات. وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول رقم (4)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع حسب الأبعاد الفرعیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

التعلیمی

2.30

0.32

2.50

0.40

 


جدول رقم (5)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة

 بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

البعد التعلیمی

السالبة

6

5.83

35

1.489-

0.137

الموجبة

3

3.33

10

التساوی

3

 

 

المجموع

12

 

      یتضح من نتائج الجدول رقم (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد التعلیمی من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى التحدیات التعلیمیة التی یواجهها الأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة من حیث قدرتهم على استقبال المعلومة والاحتفاظ بها وإعادة استدعائها من الذاکرة طویلة المدى، إضافة إلى مهارات الانتباه والترکیز التی تعتبر عنصراً أساسیاً ومساعداً فی عملیة التعلم. کل ذلک من شأنه أن یتطلب تبسیطاً لعملیة تعلیم ذوی الإعاقة العقلیة وتنفیذها تبعاً للإحتیاجات التربویة الفردیة، والتنویع فی أسالیب التعلم، المر الذی من شأنه تحسین اتجاهات المتطوعین نحو القدرات التعلیمیة عند ذوی الإعاقة العقلیة.

       وتتفق هذه النتیجة مع دراسة فیشتن وشیبر وکتلر (Fictenm, Schipper & Cutler, 2005)   التی أوجدت قناعات جدیدة لدى المتطوعین مفادها  بأن الأطفال ذوی الإعاقات السمعیة والجسدیة قادرون على التعلم والتطور. وکذلک مع دراسة رابی (Raabe, 1994)والتی اوضحت بأن المتطوعین قد أصبحوا أکثر قناعة بقدرات الأشخاص ذوی الإعاقة التعلیمیة. 

 الفرضیة الصفریة الثالثة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الاجتماعی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

       ومن أجل فحص هذه الفرضیة، تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة فی البعد الاجتماعی قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات. وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول رقم (6)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع حسب الأبعاد الفرعیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الاجتماعی

2.33

0.25

3.98

0.19

 


جدول رقم (7)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة

 بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

البعد الاجتماعی

السالبة

12

6.50

78

3.065-

0.002*

الموجبة

0

0.00

0.00

التساوی

0

 

 

المجموع

12

       ویتضح من نتائج الجدول رقم (7) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الاجتماعی من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة لصالح القیاس البعدی. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى سرعة الانخراط الاجتماعی الذی یتمتع به الکثیر من ذوی الإعاقة العقلیة، وخاصة ذوی متلازمة داون وکذلک رغبتهم فی التواصل مع الأشخاص الجدد وتعاونهم معهم، ولما یقدمه المتطوعون من مساعدة لهم، مما انعکس إیجابیاً على رضى المتطوعین وکذلک أوجد علاقة تقوم على التعاطف والتفاعل الاجتماعی.

      واتفقت هذه النتیجة مع دراسة رابی (Raabe, 1994) بأن المتطوعین أصبحوا أکثر قناعة بقدرات الأشخاص ذوی الإعاقة الاجتماعیة، واتفقت أیضاً مع دراسة فیشتن وشیبر وکتلر (Fictenm, Schipper & Cutler, 2005)  التی توصلت إلى أن التطوع مع الأشخاص ذوی الإعاقة قد قلل من المسافة الاجتماعیة وطوَّر فی ذات الوقت من الاتجاهات المشاعر الإیجابیة نحوهم.

 

الفرضیة الصفریة الرابعة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد النفسی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

       ومن أجل فحص هذه الفرضیة تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة فی البعد النفسی قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول رقم (8)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع حسب الأبعاد الفرعیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

النفسی

2.29

0.27

2.43

0.36

 


جدول رقم (9)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

البعد النفسی

السالبة

5

5.8

29

0.778-

0.437

الموجبة

4

4

16

التساوی

3

 

 

المجموع

12

       ویتضح من نتائج الجدول رقم (9) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد النفسی من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة لصالح القیاس البعدی. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى أن برامج تعدیل السلوک التی یتم تطبیقها على ذوی الإعاقة العقلیة تحتاج جهداً کبیراً من حیث الملاحظة السلوکیة واستخدام التقنیات الملائمة التی تتطلب تدریباً واحترافیة عالیة، إضافة إلى عامل الوقت حیث تستغرق مثل هذه البرامج زمناً طویل کی تؤتی ثمارها وتأثیرها على السلوک، الأمر الذی لم یتاح للمتطوعین ملاحظته بشکل واضح خلال فترة البرنامج التطوعی. إضافة إلى السلوکیات التی تظهر بین وقت وآخر من قبل ذوی الإعاقة العقلیة والتی تعکس حاجتهم للدعم النفسی والتکیفی للتخلص من هذه المشکلات، وعدم قدرة المتطوعین على التغلب علیها نظراً إلى أن الأمر یحتاج للکثیر من الممارسة والتدریب. ومن الملاحظ أن هذه النتیجة قد تعارضت مع دراسة تاشیبونا وواتانبی(Tachibana & Watanabe, 2004)  والتی توصلت إلى أن التطوع مع الأشخاص ذوی الإعاقة یُحسن من نظرتهم المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة کأشخاص قادرون على التکیف مع الذات ومع المجتمع بشکل عام.

 

الفرضیة الصفریة الخامسة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الفنی فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

        ومن أجل فحص هذه الفرضیة تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة فی البعد الفنی قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات. وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول (10)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع حسب الأبعاد الفرعیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الفنی

2.34

0.27

4.06

0.32

 


جدول رقم (11)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة

 بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

البعد الفنی

السالبة

12

6.50

78

3.066-

0.002*

الموجبة

0

0.00

0.00

التساوی

0

 

 

المجموع

12

 

        ویتضح من نتائج الجدول رقم (11) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على البعد الفنی من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة لصالح القیاس البعدی. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى تقدیم العدید من المهارات الفنیة التی یمیل نحوها الأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة، کالرسم والأشغال الیدویة والریاضة والألعاب الشعبیة. مما یشجعهم على المشارکات مشارکاتهم الفنیة والریاضیة وفوزهم بالکثیر من المسابقات، الأمر الذی یعتبر عنصراً مفاجئاً للمتطوعین حین یرون على أرض الواقع الکثیر من المهارات والقدرات التی یظهرها الطلبة من خلال حصص النشاط والرسم ومختلف الأنشطة. إضافة إلى تقدیم الأعمال الیدویة التی یمکن ممارستها فی مشاغل التأهیل المهنی کالطباعة والسیرامیک وتنسیق الزهور. وبالنظر إلى هذه النتیجة، نجد أنها متفقة تماماً مع دراسة ریتشاردسون (Richardson, 2003) من حیث أن المتطوعین قد أصبحوا أکثر قناعة بقدرات یمتلکها الأشخاص ذوی الإعاقة فی المجالات الإبداعیة والتی ینبغی تطویرها والاهتمام بها.

 

الفرضیة الصفریة السادسة: توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على بعد الحیاة العامة فی مقیاس الاتجاهات نحو التطوع لصالح القیاس البعدی.

       ومن أجل فحص هذه الفرضیة تم استخراج المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المجموعة التجریبیة فی بُعد الحیاة العامة قبل وبعد التطوع فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة، ومن ثم استخدام اختبار Wilcoxon للعینات المترابطة للاختبارات. وکانت النتائج على النحو التالی:

جدول رقم(12)

المتوسطات الحسابیة لاتجاهات المتطوعین نحو الأشخاص ذوی الإعاقة قبل وبعد عملیة التطوع حسب الأبعاد الفرعیة

المجال

قبل التطوع

بعد التطوع

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

الحیاة العامة

2.29

0.26

3.86

0.37

 


جدول رقم (13)

نتائج اختبار ویلکوکسون ودلالته الإحصائیة للفروق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة

 بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قیمة Z

مستوى الدلالة

بُعد الحیاة العامة

السالبة

12

6.50

78

3.068-

0.002*

الموجبة

0

0.00

0.00

التساوی

0

 

 

المجموع

12

 

       ویتضح من نتائج الجدول رقم (13) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات المجموعة التجریبیة بین القیاسین القبلی والبعدی على بعد الحیاة العامة من مقیاس الاتجاهات نحو الأشخاص ذوی الإعاقة لصالح القیاس البعدی. ویرجع الباحثون السبب فی ذلک إلى المهارات الحیاتیة الیومیة التی یتم تدریب الأشخاص ذوی الإعاقة ذهنیاً علیها فی المرکز والتی تهدف إلى توظیف هذه المهارات فی الحیاة العامة إضافة إلى أنشطة الدمج التی یتم ترتیبها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلیة والتی تقوم على مبدأ إظهار الشخص المعاق للمجتمع وإشراکه فی الحیاة الاجتماعیة العامة، وإتاحة الفرصة أمامه لممارسة العدید من الأنشطة وتکوین الخبرات المجتمعیة خارج نطاق المرکز، مما انعکس إیجابیاً على أذهان المتطوعین الذی یلاحظون بشکل مباشر سلوک الشخص ذو الإعاقة فی الحیاة الیومیة العامة وکذلک فی مدارس الدمج والزیارات الترفیهیة والاجتماعیة والتعلیمیة. وهذا ما توصلت له دراسة ریتشاردسون (Richardson, 2003) من حیث أن المتطوعین قد أصبحوا أکثر قناعة بالقدرات یمتلکها الأشخاص ذوی الإعاقة فی المجالات التواصلیة والاجتماعیة العامة.

التوصیات

بناء على نتائج الدراسة الحالیة، یوصی الباحثون بما یلی :

-        تصمیم برامج العمل التطوعی الخاصة بمراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة بحیث تشمل عدة مجالات ومهام رعائیة وتعلیمیة وترفیهیة.

-        استخدام برامج العمل التطوعی کوسیلة ناجعة فی تطویر اتجاهات المجتمع نحو الإعاقة، وتسهیل اندماجهم فی المجتمع.

-        تأهیل المتطوعین قبل المباشرة فی برامج العمل التطوعی مع الأشخاص ذوی الإعاقة وذلک من مختلف الجوانب المهنیة والاجتماعیة والنفسیة.

-        تشجیع العمل التطوعی فی مراکز ومؤسسات تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة وذلک عبر التوعیة المجتمعیة بین الشباب بأهمیة العمل التطوعی فی هذا المجال وتحفیزهم على التطوع.

-        تدریب الکوادر العاملة فی مراکز الأشخاص ذوی الإعاقة على أدوار المتطوعین والتعاون معهم لتحقیق أهداف العمل التطوعی.

 

 

-        نقل تجارب المتطوعین مع الأشخاص ذوی الإعاقة للمجتمع وذلک من حیث الخبرات والاتجاهات التی اکتسبوها خلال فترة التطوع وتعریف المجتمع بأثر هذه التجارب التطوعیة.

-         إجراء المزید من الدراسات حول أثر العمل التطوعی على الأشخاص ذوی الإعاقة والعاملین فی مراکز تأهیل الأشخاص ذوی الإعاقة.

 

 

 

المراجع

-       الأمم المتحدة (2006). اتفاقیة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوی الإعاقة، منشورات وزارة الشؤون الاجتماعیة، الامارات العربیة المتحدة.

-       حسین، ابراهیم (2001). العمل التطوعی فی منظور عالمی، ورقة عمل مقدمة إلى المـؤتمر الثانی للتطـوع، المشاریع التنمویة فیالمؤسسات الأهلیة الأولویاتوالتحدیات، الشارقة، 23-24 ینایر.

-       لجنة الشابات الکویتیة (2011). مشروع رسالة من القلب، ورقة عمل تم تقدیمها فی المنتدى السادس للشابات، الشارقة.

-       المنتدى السادس للشابات (2011). کلنا مبدعات، المشروع التطوعی لخدمة ذوی الاحتیاجات الخاصة، الشارقة.

-       Durham, Jeff (2010).  Working with Children or Adults with Special    Needs, 11 July, http://www.voluntaryworker.co.uk.

-       Fichten, Catherine; Schipper, Fay & Cutler, Neil (2005). Does Volunteering With Children Affect Attitudes Toward Adults With Disabilities? A Prospective Study of Unequal Contact, Rehabilitation Psychology. Vol. 50, No. 2, 164–173

-       Gold, Patrica (1976). Implementing volunteer serviced within a school: Partners in education, Meeting Papers, ERIC Publications (ED122262).

-       Kerka, Sandra (1998). Volunteer management. Trends and issues alerts, ERIC Publications, (ED414430).

-       Raabe, Becky (1994). Disability awareness programs resources guide. Revised, ERIC Publications (ED373529).

-       Richardson, Stephanie (2003). It’s not just horsing around”: The experience of volunteers in the disability sector, Australian Journal on Volunteering, V8 (1). P33-40.

-       Tachibana, Toshiaki & Watanabe, Kanji (2004). Attitudes of Japanese Adults toward persons with intellectual disability: Relationship between attitudes and demographic variables. Education and Training in Developmental Disabilities, V39 (2).  P109-126 Jun.