دور جامعة طنطا في تنمية رأس المال الفکري لأعضاء هيئة تدريسها لتحقيق اقتصاد المعرفة تصور مقترح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين ظهرت نظريات اهتمت باستثمار العقل البشري في التعليم، فظهرت مسميات جديدة لمصطلحات قديمة کرأس المال الفکري، وظهر اقتصاد المعرفة نتيجة ثورة الاتصالات، وانتشار تکنولوجيا المعلومات، مما أدي إلى سهولة نقل المعرفة وسرعة تداولها.
    وتحددت مشکلة الدراسة في عدد من الأسئلة تناول کل منها أحد متغيرات الدراسة؛ الأول حول الإطار المفاهيمي لکل من رأس المال الفکري واقتصاد المعرفة، الثاني مکانة تحقيق رأس المال الفکري بين وظائف الجامعة، والثالث واقع تنمية رأس المال الفکري لدي أعضاء هيئة التدريس بجامعة طنطا، والرابع تصور مقترح لتنمية رأس المال الفکري بجامعة طنطا لتحقيق اقتصاد المعرفة.
    واعتمدت الدراسة نظراً لطبيعتها وأهدافها على المنهج الوصفي، وتضمن الإطار النظري ثلاثة محاور: الأول: الإطار المفاهيمي لکل من رأس المال الفکري واقتصاد المعرفة، الثاني: مکانة تحقيق رأس المال الفکري بين وظائف الجامعة، والثالث: واقع تنمية رأس المال الفکري لأعضاء هيئة التدريس بجامعة طنطا.
أما الدراسة الميدانية فقد قامت الباحثة بإعداد أداة لجمع البيانات وهي استبانة طبقت على (13,83%) من المجتمع الأصلي لأعضاء هيئة تدريس جامعة طنطا بکلياتها المختلفة للوقوف على آرائهم حول مدي توفير الجامعة متطلبات إنتاج ونشر وتطبيق المعرفة لتحقيق اقتصاد المعرفة.
وبعد إجراء التحليلات الإحصائية توصلت نتائج الدراسة إلي أن هناک اتفاقاً کبيراً من جانب أفراد عينة الدراسة على قصور دور جامعة طنطا في توفير متطلبات تنمية رأس المال الفکري لأعضاء هيئة تدريسها فيما يتعلق بإنتاج المعرفة، ونشرها، وتطبيقها، کما أوضحت استجاباتهم على المحاور الثلاثة للاستبانة، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجاباتهم تبعاً لمتغير نوع الکلية (کليات عملية، نظرية، عملية نظرية) لصالح الکليات العملية، واختتمت الدراسة بوضع تصور مقترح لتنمية رأس المال الفکري بجامعة طنطا لتحقيق اقتصاد المعرفة متضمناً أهدافه، منطلقاته، أسسه، متطلبات تنفيذه وآلياته

الكلمات الرئيسية


ملخص بحث: دور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة تدریسها لتحقیق اقتصاد المعرفة تصور مقترح

(د/ هویدا محمود الإتربی، أستاذ مساعد أصول التربیة – کلیة التربیة جامعة طنطا)

    مع بدایة النصف الثانی من القرن العشرین ظهرت نظریات اهتمت باستثمار العقل البشری فی التعلیم، فظهرت مسمیات جدیدة لمصطلحات قدیمة کرأس المال الفکری، وظهر اقتصاد المعرفة نتیجة ثورة الاتصالات، وانتشار تکنولوجیا المعلومات، مما أدی إلى سهولة نقل المعرفة وسرعة تداولها.

    وتحددت مشکلة الدراسة فی عدد من الأسئلة تناول کل منها أحد متغیرات الدراسة؛ الأول حول الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة، الثانی مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة، والثالث واقع تنمیة رأس المال الفکری لدی أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا، والرابع تصور مقترح لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة.

    واعتمدت الدراسة نظراً لطبیعتها وأهدافها على المنهج الوصفی، وتضمن الإطار النظری ثلاثة محاور: الأول: الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة، الثانی: مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة، والثالث: واقع تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا.

أما الدراسة المیدانیة فقد قامت الباحثة بإعداد أداة لجمع البیانات وهی استبانة طبقت على (13,83%) من المجتمع الأصلی لأعضاء هیئة تدریس جامعة طنطا بکلیاتها المختلفة للوقوف على آرائهم حول مدی توفیر الجامعة متطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة.

وبعد إجراء التحلیلات الإحصائیة توصلت نتائج الدراسة إلی أن هناک اتفاقاً کبیراً من جانب أفراد عینة الدراسة على قصور دور جامعة طنطا فی توفیر متطلبات تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة تدریسها فیما یتعلق بإنتاج المعرفة، ونشرها، وتطبیقها، کما أوضحت استجاباتهم على المحاور الثلاثة للاستبانة، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجاباتهم تبعاً لمتغیر نوع الکلیة (کلیات عملیة، نظریة، عملیة نظریة) لصالح الکلیات العملیة، واختتمت الدراسة بوضع تصور مقترح لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة متضمناً أهدافه، منطلقاته، أسسه، متطلبات تنفیذه وآلیاته.

الکلمات المفتاحیة: رأس المال الفکری، اقتصاد المعرفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


The role of Tanta University in Developing the Intellectual Capital of its Faculty Members to Achieve Economics of Knowledge

 A Suggested Proposal

 

Dr. / Howida Mahmoud Eletrebi, Assistant Professor of Foundations of Education,Faculty of Education, Tanta University

Research Summary

 

Since The Mid of Last Century, World Education has faced different Special Changes and Challenges.

, Theories Economic Such as Education as an investment, Human capital, and Modernization have demented the Field of Education.

    Therefore, This Study aimed the indfyding of the University in Developing    Intellectual Capital of Faculty Members to Achieve Knowledge Economy.

For achieving the aims of this study, Descriptive Research Method was used, Theoretical Framework included analysis of the main variables, and the empirical study consisted of designing a questionnaire by the researchers and was applied on a sample of Faculty members from different faculties' Tanta University.

    Data Statistical Analysis concluded some important results related to the variables of the study suggested a proposal for developing the role of university in developing Intellectual Capital of its Staff Members for achieving Economics of Knowledge. 

Keywords: Intellectual Capital, Economics of Knowledge.      

 

دور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة تدریسها لتحقیق اقتصاد المعرفة تصور مقترح

(د/ هویدا محمود الإتربی، أستاذ مساعد أصول التربیة – کلیة التربیة جامعة طنطا)

مقدمة

    کانت النظرة إلى التعلیم قدیماً أنه مجرد خدمة تُقدم للأفراد دون انتظار عائد من ورائها, أی أنه "استهلاک" لا عائد کبیر منه , وفی الوقت نفسه کانت النظرة إلى الإنفاق على بناء المصانع، واستصلاح الأراضی، وغیرها من الأمور المادیة على أنه "استثمار" وبمرور الوقت بدأت النظرة إلى الإنفاق على التعلیم تتغیر تدریجیاً، وبدأ مفهوم رأس المال البشری فی الشیوع بین علماء الاقتصاد المهتمین بالتعلیم، وظهر من یؤکد أن التعلیم نوع من أنواع الاستثمار فی العنصر البشری یولد عائدا طویل الأجل على امتداد حیاة المتعلم سواء کان هذا العائد اقتصادیاً أم اجتماعیاً, والعنصر البشری أحد عناصر الإنتاج الرئیسة التی تقوم علیها التنمیة الاقتصادیة بجانب رأس المال.

    ومع بدایة النصف الثانی من القرن العشرین بدأ الاهتمام بتنمیة الموارد البشریة عن طریق التوسع فی التعلیم وخاصة الجامعی ، وقد أدی ذلک إلی تغییر میزان الإنتاج الاقتصادی ، حیث أصبح نصیب العنصر البشری 70% ، فی حین أن نصیب العنصر المادی لم یتعد 30% ، ویؤکد ذلک عدید من الشواهد منها ظهور عدة نظریات مثل: نظریة التعلیم کاستثمار " Education as an investment" ، نظریة رأس المال البشری" Human capital theory" ونظریة التقدم " Modernization theory"(الشخیبی، 2012 ، 18) واهتمت باستثمار العقل البشری فی التعلیم بعد أن کان الاهتمام فی بدایة القرن الماضی برأس المال فی المشروعات ، أی یمکن القول أنه ظهرت مسمیات جدیدة لمصطلحات قدیمة کرأس المال الفکری وفیه اهتمام بالعقل البشری واستثماره فی المعرفة فی جمیع مراحلها من إنتاجها ونشرها وتطبیقها واستثمارها وتحقیق العائد من ورائها.

    وقد ظهر اقتصاد المعرفة نتیجة ثورة الاتصالات والمعلومات، وانتشار تکنولوجیا المعلومات، مما أدی إلى سهولة نقل المعرفة وسرعة تداولها ونشرها، ومن ثم معالجتها لتولید معارف جدیدة، ویعمل هذا الاقتصاد على تحویل المعلومات إلى معارف نظریة وتطبیقیة ویتم الاستفادة منها لخدمة أغراض التنمیة الإنسانیة فی شتی المجالات، ولذلک یقوم هذا الاقتصاد على اعتبار المعرفة أهم مورد لتنمیة القطاعات الاقتصادیة المختلفة، مما یتطلب الاهتمام بالعنصر البشری لیسهم فی إنتاج معارف جدیدة وتوظیفها فی خدمة المجتمع.

     وشهدت السنوات الأخیرة تعاظم دور المعرفة کعنصر هام من عناصر الإنتاج والاعتماد علیها فی تکوین القیمة الاقتصادیة للمنظمات والمجتمعات والدول وأصبحت المعرفة المصدر الأساسی للمیزة التنافسیة، مما أدی إلى حدوث تغیر جوهری فی نمط الاقتصاد العالمی الذی ارتبط بالتطور فی تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، وثورة المعرفة فی جمیع المجالات، وبذلک صارت المعرفة أهم عناصر رأس المال فی ظل اقتصاد المعرفة. وتم استحداث مفهوم جدید هو رأس المال الفکری الذی أصبح له أهمیة بالغة فی هذا الاقتصاد، لذلک سعت المؤسسات إلى تطویر وتدریب العاملین بها وتنمیة مهاراتهم لیکونوا قادرین على قیادة هذه المؤسسات وإنتاج المعارف الجدیدة التی یتطلبها اقتصاد المعرفة.

    ویعتمد اقتصاد المعرفة على عدد من العملیات المعرفیة تبدأ بإنتاج المعرفة وتنتهی بتوظیفها فی خدمة المجتمع، وتمیز اقتصاد المعرفة وتحدد قدرته على المنافسة وتتم من خلال : البحث عن المعرفة فی مناطق وجودها ، وتمویل المعرفة بتوفیر الموارد المالیة للإنفاق علیها وإیجاد مصادر تمویلیة بدیلة لتطویرها بشکل مستمر بما یتوافق مع المستجدات المعرفیة، ونشر المعرفة من خلال الکتب والدوریات والتقاریر أو النشر الإلکترونی فتزداد المعرفة وتنمو بتداولها، وتسویق المعرفة من خلال وضع استراتیجیة تسویقیة تتضمن الإنتاج والتسعیر والترویج والتوزیع لتوصیل المنتج المعرفی من مراکز إنتاجه إلی المستفیدین منه، حتی یتم توظیف المعرفة لأنها لا قیمة لها إذا لم توظف ویستفاد منها.

    ویوجه اقتصاد المعرفة إلى ضرورة الاهتمام بقیمة القدرات الفکریة لدی أعضاء هیئة التدریس باعتبارهم منتجین للمعرفة وهم حجر الزاویة فی هذا الاقتصاد، مما یلقی على الجامعة مسئولیة تطویر قدراتهم وتنمیة مهاراته، وتضم جامعة طنطا ألفان وأربعمائة عضو هیئة تدریس بمختلف کلیاتها کما یتضح من جدول (1)

جدول (1) عدد أعضاء هیئة التدریس بکلیات جامعة طنطا

الکلیة

 

الطب

طب الأسنان

الصیدلة

العلوم

الهندسة

التمریض

التجارة

التربیة

التربیة النوعیة

التربیة الریاضیة

الزراعة

الآداب

الحقوق

الإجمالی

العدد

1031

124

44

283

156

79

93

138

92

116

60

159

25

2400

                               

المصدر: إدارة الإحصاءات المرکزیة -جامعة طنطا، العام الجامعی 2015 /2016

مشکلة الدراسة

     یتمثل رأس المال الفکرى فى القدرة العقلیة لدى فئة معینة من الموارد البشریة ممثلة فى نخبة من الکفاءات ذات القدرات المعرفیة الفائقة التى تمکنهم من إنتاج الأفکار الجدیدة أو تطویر الأفکار الموجودة بما یضمن للمؤسسة امتلاک میزة تنافسیة مستدامة فى ظل اقتصاد معرفى یکون البقاء فیه لمن یمتلک المعرفة والقدرة على التنافس ، وللجامعات دور فی تحقیق اقتصاد المعرفة من خلال تولید المعرفة وبثها عبر تقنیات المعلوماتیة المعاصرة وتطبیقها فی مختلف المجالات ، ومن هذا المنطلق اکتسب التعلیم الجامعی اهتماماً خاصاً وتطلب جهوداً کبیرة من کافة الدول لتوفیره بطرق متعددة للتغلب علی مختلف المعوقات الزمانیة والمکانیة والاقتصادیة والاجتماعیة التی تقف عائقاً أمام انتشاره وتوفیره لکافة فئات المجتمع.(الشخیبی،2003 ،2)

    ولذلک یقع على الجامعة مسئولیة بناء قدرات أفرادها وتنمیة مهاراتهم ومشارکة أفکارهم والسعی إلى تطویرها وتطبیق نتائجها مما یمکنها من إنتاج موارد معرفیة جدیدة وتوظیفها وتحقیق بیئة تنافسیة فى ظل اقتصاد شدید التنافس.

      ویمکن النظر إلی المعرفة التى یتمحور حولها عمل الجامعة من جوانب ثلاثة؛ أولها: إنتاج المعرفة (البحث العلمى) وتطویرها ونشرها فى العمل البحثى، وثانیها: نقل المعرفة (التدریس الجامعى) وإعداد الطلاب للعمل فى مهنة ما، وثالثها: تطبیق المعرفة (خدمة المجتمع) والمشارکة فى الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة، ولکن یؤخذ علی الجامعات ضآلة المعرفة وقلة مساهمتها فی تنمیة المجتمع ووجود نوع من العزلة بین مراکز البحث العلمى المحلیة وعملیة الإنتاج والتطویر فى کثیر من المجالات، فکل منهما یعمل بشکل مستقل عن الآخر.(یاقوت،2007، 124).

    کما أن توجه دول الوطن العربی - ومن بینها مصر –  نحو بناء اقتصاد معرفی مایزال ضعیفاً، والدلیل علی ذلک ضعف عملیة تکوین رأس المال البشری جعل معظم دول المنطقة تعانی من فقر الکوادر المدربة على إدارة المعرفة، والاستفادة القصوى من تکنولوجیا الاتصال والمعلومات المتقدمة(مؤسسة محمد بن راشد، 2014، 16)

    وهناک بعض المؤشرات تؤکد أن مجمل أداء مصر ضعیفاً فی بعض رکائز مؤشر التنافسیة العالمى فی العام 2014/2015، مما أدى إلى حصولها على نقاط منخفضة فی هذه الرکائز والتی من أهمها: تراجع ترتیب مصر فی مؤشر خدمات البحث والتدریب من المستوى 103 إلى 124 فی العامین 2013/2014، 2014/2015 على التوالی. ( Schwab, 2014,19-20)

     کما یعانى التعلیم الجامعى المصری من معوقات تحول دون وصوله للعالمیة، وتحقیقه مراکز متقدمة فى التصنیفات العالمیة للجامعات – وفقاً لمنظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة – حیث شغلت مصر المرکز 65 من بین 128 بلداً للقدرة التنافسیة فى العالم لعام 2007، واعتبر کل من التعلیم العالى والتدریب والاستعداد التکنولوجى والابتکار عوائق تنافسیة فى مصر(منظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة والبنک الدولى،2010 ،53)

    وقد أکدت نتائج إحدی الدراسات أن التعلیم الجامعى المصری یعانى من ضعف منظومة البحث والتطویر وأن المناخ بالجامعة غیر داعم للإبداع والابتکار(أحمد ،2007)، کما بینت دراسة أخری أنه لا یوجد اهتمام برأس المال الفکری بالجامعات رغم أنه یمثل محور تنافسیة لها.(الزهیری،2012)

    ورُغْم الجهود المبذولة عالمیاً للحصول على براءات اختراع فی مختلف المجالات إلا أن هذا الأمر لم یحظ بالاهتمام الکافی فی مصر فقد انخفض نصیبها من إجمالى عدد براءات الاختراع الممنوحة من مکتب براءات الاختراع المصرى خلال عام 2010 مقارنة بعام 2009، حیث بلغ 38 براءة اختراع بنسبة 11,8. /. من إجمالى عدد براءات الاختراع الممنوحة (مجلس الوزراء،2011، 10)، کما انخفض ترتیب مصر فی مؤشر تطور الأعمال والابتکار من 96 إلى 113 فی الأعوام 2012/2014، 2014/2015 على التوالى.( Schwab, 2014,19-20)

الأمر الذی یتطلب بذل مزید من الجهد لتجاوز التخلف المعرفی والترکیز على المعرفة العلمیة التی تؤدى بالعقل البشرى إلى التفتح والإدراک والنقد والتخیل والإبداع والمرونة، وتؤدی إلى البحث العلمی الجاد الذى له دور کبیر فی التنمیة وفى تطویر کافة مجالات الحیاة فی المجتمع، حیث أن هناک العدید من الوظائف فی ظل اقتصاد المعرفة لا تجد من هو کفؤً لها خاصة فی مجال تقنیة المعلومات، ورُغْم ذلک فقد بذلت جامعة طنطا جهودها وحصلت علی سبعة براءات اختراع فی الفترة من 2012 إلی 2014.

غیر أن التعلیم المصری یعرقله مشکلات عدیدة منها الترکیز على المستویات المعرفیة الدنیا والتی لا تتجاوز استرجاع المعرفة، ومن هنا تبدو ضرورة أن یصنع التعلیم نواة قاعدة بحثیة تعین على تولید وإنتاج المعرفة واستحداث وسائل متطورة لکی تصبح مصر مجتمعاً منتجاً للمعرفة بأدواتها ومضمونها، بالإضافة إلى توظیفها بما یحقق اقتصاد المعرفة، ومن ثم سعت الدراسة الحالیة إلى معرفة کیف یمکن تنمیة رأس المال الفکری فی جامعة طنطا لدی أعضاء هیئة تدریسها لتحقیق اقتصاد المعرفة؟

والإجابة عن السؤال الرئیس تتفرع إلى أربعة أسئلة فرعیة یتناول کل منها جانباً أو آخر من موضوع الدراسة کما یلی:

1-ما الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة؟

2-ما مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة؟

3-ما واقع تنمیة رأس المال الفکری لدی أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا؟

4-ما التصور المقترح لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة؟

أهداف الدراسة: تتمثل أهداف الدراسة فی:

1-عرض الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة.

2-بیان مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة.

3-التعرف إلى واقع تنمیة رأس المال الفکری لدی أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا.

4-وضع تصور مقترح لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة.

أهمیة الدراسة: تمثلت أهمیة الدراسة فی:

(1) الأهمیة النظریة: نظراً لحاجة هذا المجال إلى البحث والدراسة فإن هذه الدراسة یمکن أن تسهم فی إثرائه سواء على مستوی رأس المال الفکری أم مستوی اقتصاد المعرفة لدی أعضاء هیئة التدریس، کما یمکن أن تسهم هذه الدراسة وما تتوصل إلیه من نتائج وتوصیات فی:

1-بیان أهمیة رأس المال الفکری باعتباره مورداً غیر ملموس یصعب تقلیده ویسهم فی تحقیق الکفاءة والفاعلیة.

2-توضیح أن الاستثمار برأس المال الفکری فی الجامعة ینعکس على مستوی کفاءتها فی القیام بدورها تجاه المجتمع وعلى مقدرتها فی إعداد خریجین بالمواصفات التی یتطلبها سوق العمل.

 (2) الأهمیة التطبیقیة: إن نتائج هذه الدراسة وما تتوصل إلیه من توصیات یمکن أن تساعد فی تطویر رأس المال الفکری لدی أساتذة الحامعة والذی یمکن أن ینعکس على آرائهم وسلوکیاتهم داخل الجامعة وخارجها، وأن تقدم نتائج جدیدة خاصة باقتصاد المعرفة، ویمکن أن تساعد هذه الدراسة وما تتوصل إلیه من نتائج فی:

1-لفت نظر المسئولین بالجامعة نحو الاهتمام برأس المال الفکری ووضعه کأحد محاور الخطة الاستراتیجیة للجامعة.

2-الوقوف علی أوجه القصور فی تنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا، ومن ثم کیفیة مواجهتها.

3-طرح تصوراً للجامعة باعتبارها محضناً للمعرفة بتوفیر سبل إنتاجها وخزنها وتداولها ونشرها وتوظیفها، مما یساعد فی تحقیق اقتصاد المعرفة.

4-تعریف قیادات الجامعة برأس المال الفکری کمصدر جدید للتمویل وذلک من خلال ما یقوم به من اکتشافات متنوعة وأبحاث تطبیقیة یمکن تسویقها وکذلک قیامه بالاستشارات الربحیة.

منهج الدراسة : نظراً لطبیعة هذه الدراسة وأهدافها النظریة والمیدانیة فقد اعتمدت علی المنهج الوصفی والذی یهدف إلی وصف الظاهرة وتفسیرها وتحلیلها وتقویمها وتطویرها ، حیث تهتم البحوث الوصفیة بکل من الظروف والعلاقات القائمة، والممارسات الشائعة، والمعتقدات، وکذلک وجهات النظر والقیم والاتجاهات عند الناس وغیرها من التأثیرات التی یستشعرها الأفراد (کوهین و مانیون،2011، 93)، وتحلیل جوانبها وصولاً إلى رؤى مستقبلیة لتحقیق الغایات المنشودة، مع الاستعانة بأحد أدواته وهی استبانة مقدمة لأعضاء هیئة تدریس جامعة طنطا بکلیاتها المختلفة للوقوف علی آرائهم حول مدی توفیر الجامعة متطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة، کما تم الاستعانة بأسلوب التحلیل الفلسفی لمناقشة مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة، وواقع تنمیته لدی أعضاء هیئة تدریسها.

کما اعتمدت الدراسة علی أسلوب دراسة الحالة بوجه خاص نظراً لأن الدراسة فی جانبها المیدانی رکزت علی جمع البیانات من حالة واحدة هی عینة من أعضاء هیئة التدریس من جامعة طنطا بکلیاتها المختلفة للوقوف علی مدی توفیر الجامعة لأعضائها متطلبات تنمیة رأس المال الفکری، ومن ثم یصعب تعمیم نتائجها علی جامعات أخری.

حدود الدراسة: کانت حدود الدراسة کما یلی:

1-طبقت الاستبانة على عینة من أعضاء هیئة التدریس بمختلف کلیات جامعة طنطا.

2-قامت الباحثة بتطبیق أداة الدراسة على عینة من أعضاء هیئة التدریس بنسبة (13,83%) من المجتمع الأصلی بکل کلیة.

3-تم توزیع أفراد العینة حسب نوع الکلیة-عملیة، نظریة، نظریة وعملیة-توزیعاً عشوائیاً.

4-رکزت أداة الدراسة علی علی المحاور الآتیة نظراً لأهمیتها فی تنمیة رأس المال الفکری لتحقیق اقتصاد المعرفة:

أ-المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

ب-المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

جـ-المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

الدراسات السابقة

وفی إطار التحدید السابق لمشکلة الدراسة وفی حدود علم الباحثة تجدر الإشارة إلى مجموعة من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوعها تحت محورین هما: رأس المال الفکری، واقتصاد المعرفة کما یلی:

أولاً: دراسات تناولت رأس المال الفکری: تناولت بعض الدراسات رأس المال الفکری منها:

دراسة بلخضر نصیرة وکتوش عاشور 2015 وسعت إلى التعرف على دور الاستثمار فی رأس المال الفکری فی تنمیة القدرات التنافسیة للمؤسسة.

 وعرضت الدراسة لمفهوم رأس المال الفکری، وکیف یمکن استثماره فی زیادة الاسهامات الفکریة لتحسین أداء عملیات المؤسسة، وتطویر مساحة الإبداع داخلها، وکیف تتعامل المؤسسة مع رأس المال الفکری على أنه مورد استراتیجی وسلاح تنافسی فی ظل اقتصاد المعرفة، بحیث یشکل قوة فاعلة للمؤسسة، ومصدراً رئیساً للثروة والازدهار.

   وهدفت دراسة عاشور أحمد عمری 2014 إلی وضع سیناریوهات لدور التعلیم الثانوی فی تکوین رأس المال المعرفی فی ضوء متطلبات مجتمع المعرفة.

وتوصلت الدراسة إلى أن التعلیم الثانوی العام لا یقوم بالدور المنوط به فی تکوین رأس المال المعرفی لدی الطلاب، لذا اهتمت الدراسة ببناء ثلاثة سیناریوهات –امتدادی، إصلاحی، وابتکاری-والاستفادة منها فی وضع تصور لدور التعلیم الثانوی فی تکوین رأس المال المعرفی فی ضوء متطلبات مجتمع المعرفة.

    بینما ناقشت دراسة الهلالی الشربینی الهلالی 2011 تحدید الطرق المختلفة لقیاس العائد من الاستثمار فی رأس المال الفکری فی مؤسسات التعلیم العالی، وتحدید المتطلبات الأساسیة لتنمیته بها.

وتوصلت الدراسة إلى أنه لا یوجد تحدید دقیق لمکونات رأس المال الفکری، إلا أن هناک شبه إجماع حول بعض مکوناته وهی: رأس المال البشری، رأس المال الهیکلی، رأس مال العمیل، رأس مال العلاقات، ورأس مال الإبداع.

واختتمت الدراسة بنموذج مقترح لقیاس رأس المال الفکری فی مؤسسات التعلیم العالی طبقاً لنموذج إدارة رأس المال الفکری فی جامعة جوهانسبرج وشرکة "Skandia".

    فی حین قامت دراسة إمیل فهمی شنودة 2012 بشرح بعض النماذج العالمیة لقیاس واقع رأس المال الفکری وإدارة المعرفة ممثلة فی خمسة نماذج هی نموذج؛ جامبلی، جرانوفیتر، نوناکا وتاکیوشی، بوتس وبروجین، ونموذج نجینکس وأولفمان، ثم عرضت الدراسة لمجموعة من الضمانات لنجاح هذه النماذج.

    وبینت دراسة إبراهیم عباس الزهیری 2012 أنه لا یوجد اهتمام برأس المال الفکری وأرجعت ذلک إلى انشغال المنظمات والمجتمعات بقضیة البطالة باعتبارها قضیة سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة تؤثر بواقعها على جمیع ممارسات المجتمع، بالإضافة إلى وجود منظمات معوقة لهذه الفئة من المجتمع وذلک من خلال إیجاد ثقافة قائمة على الصراع والمنافسة الهدامة التی لا مکان فیها لمثل هؤلاء المبدعین.

وأکدت على ضرورة الاهتمام برأس المال الفکری -کمصدر للإبداع والتحدی-باعتباره یشکل محور تنافسیة المنظمات، الأمر الذی یتطلب استقطاب رأس المال الفکری، والعمل على تطویره والمحافظة علیه بما یضمن لهذه المنظمات البقاء والاستمرار.

وأوصت الدراسة بأن یؤکد التعلیم العالی فی أهدافه العامة على تنمیة رأس المال البشری بجمیع جوانبه التی تشمل فی جملتها تنمیة الإنسان الذی یمتلک مفاتیح التقدم والتنمیة لمجتمعه.

فی الوقت الذی أبرزت فیه دراسة حسین بشیر محمود ومحمد أحمد عبده 2012 اهتمام الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد برأس المال الفکری بها من خلال الاهتمام بإنتاجها العلمی فی الفترة من 2008 إلى 2011 بإصدار 208 إصداراً تغطی مجالات التعلیم المختلفة؛ التعلیم قبل الجامعی، الفنی، العالی، والتعلیم الأزهری واستطاعت الهیئة توظیف القدرات المعرفیة والتنظیمیة للعدید من العلماء والباحثین فی إنتاج أفکار جدیدة أو تطویر أفکار قدیمة مکنت الهیئة من تعظیم نقاط قوتها وقدرتها علی التنافس وبذلک لعب رأس المال الفکری بها دوراً فی تمیزها محلیاً وعالمیاً.

    وهناک دراسات انشغلت بتنمیة رأس المال الفکری باستخدام أحد المداخل کدراسة رفعت عمرو عزوز 2014 والتی هدفت إلى تقدیم تصور مقترح لتنمیة رأس المال الفکری بالجامعات المصریة فی ضوء مدخل الإبداع الإداری لدی القیادات الجامعیة.

وبینت نتائج الدراسة أن رأس المال الفکری رکیزة أساسیة لبناء الجامعات ونجاح القیادات فی مجال الإبداع بشتى أنواعه، وأوصت الدراسة بوضع استراتیجیات تدعم الإبداع الإداری فی المؤسسات الجامعیة وتوفر الإمکانات لتنفیذها، والترکیز على الاستفادة من رأس المال الفکری ومحاولة تطویره وتدریبه.

    أما دراسة سماح زکریا محمد 2014 فاتخذت من التدریب الإلکترونی مدخلاً لتنمیة رأس المال الفکری، وهدفت إلى التعرف على آراء أعضاء هیئة التدریس بجامعة بنها عن مدی تحقق متطلبات التدریب الإلکترونی لتنمیة رأس المال الفکری بها.

وتوصلت الدراسة إلى وضوح أهمیة التدریب الإلکترونی فی تنمیة رأس المال الفکری لدی أفراد العینة إلا أن جامعة بنها لا تحقق معظم متطلبات التدریب الإلکترونی فی تنمیة رأس المال الفکری بها فی أبعاده الثلاثة؛ البشریة، الهیکلیة، والعلاقات.

واختتمت الدراسة بوضع تصور مقترح لتفعیل متطلبات التدریب الإلکترونی لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة بنها.

    فی حین عالجت دراسة SHEHABAT,I., MAHDI, S. A.,  KHOUALDI, K., 2008 بعنوان "التعلیم الإلکترونی مدخل إدارة المعرفة للاستفادة من رأس المال الفکری" تطویر أنظمة التعلیم الالکترونی للاستفادة من رأس المال الفکری بالجامعة.

وبینت أهمیة رأس المال الفکری فی تحقیق میزة تنافسیة للجامعة، وضرورة استخدام المعرفة التی عقدها المحاضرین فی البیئة الجامعیة کأحد الجوانب الرئیسة عند تصمیم دورات التعلم الإلکترونی المطلوبة للمتعلمین والمعلمین، وأن أی عملیة تطویر تأخذ فی الاعتبار معرفة المعلمین التی تعتبر رأس المال الفعلی للجامعات.

    وناقشت دراسة  U., et al 2014  Shehzad,بعنوان "تأثیر رأس المال الفکری علی أداء الجامعات" الکشف عن دور رأس المال الفکری فی تنمیة قطاع التعلیم بباکستان وخاصة الجامعات.

وتوصلت الدراسة إلی أن رأس المال الفکری وسیلة لتحقیق مکاسب الوضع التنافسى وتحسین الأداء، وأن رأس المال البشری أکثر تأثیراً من رأس المال الهیکلی ورأس مال العلاقات فی تحسین أداء الجامعة، وأنه ینبغی تعزیز برامج البحث وتوفیر الموارد اللازمة له، وتوفیر الوقت لأعضاء هیئة التدریس لما لذلک من تأثیر إیجابی علی أداء الجامعات.

    وهناک دراسات اهتمت بدور رأس المال الفکری فی اقتصاد المعرفة کدراسة علی نبع صایل 2016 والتی هدفت إلی قیاس تأثیر رأس المال الفکری فی اقتصاد المعرفة بمحافظة الأنبار العراقیة، وتوصلت الدراسة إلی أن التطورات الفکریة المعاصرة فی عالم الأعمال یعد اقتصاد المعرفة من الموارد المهمة لأی منظمة تستهدف النجاح ، ویتوقف ذلک علی مدی استثمارها لمواردها لزیادة قدرتها التنافسیة من خلال الارتباط بین مؤشرات رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة ، وقد استطاعت محافظة الأنبار الربط بین هذین المتغیرین رغم الظروف التی مرت بها.

وأوصت الدراسة بالاهتمام برأس المال الفکری وتنمیته من خلال البحث وتطویر الخبرات والمهارات الفنیة والإداریة لرسم العلاقات بین منظمات المجتمع المدنی ومؤسسات الدولة والاستفادة منها مادیاً ومعنویاً.

أما دراسة Karpova, et al 2016بعنوان "السمات المنهجیة لتحدیث النظام التعلیمی فی سیاق اقتصاد المعرفة" فبینت أن تولید المعرفة واستثمارها من المهام الرئیسة للدولة لتحقیق تنمیة المجتمع إقتصادیاً وثقافیاً واجتماعیاً ولکی یتحقق ذلک ینبغی تطویر نظریة رأس المال الفکری فی التعلیم بتطویر آلیة إنتاج المعرفة وتدریب الأفراد علی الابتکار من خلال شراکة منهجیة بین القطاعین العام والخاص.

وأوصت الدراسة باجتذاب خبراء وممثلی الأوساط العلمیة وتحدیث تکنولوجیا التعلیم لتکوین رأس المال الفکری للأمة الذی یوفر التنمیة المطردة التی ترکز على النظم المبتکرة واقتصادیات التعلیم.

   أما دراسة Brenca, A., Gravite, A. 2013  بعنوان "استیراد رأس المال الفکری لمنفعة التعلیم العالی" فأوضحت دور رأس المال الفکرى وتسویقه فى تطویر نظام التعلیم العالى وتحقیق اقتصاد المعرفة، وضرورة استیراد أنماط من رأس المال الفکری لتحقیق التنمیة المستدامة للتعلیم العالی.

وتوصلت الدراسة إلى أن هناک أربع طرق تحقق رأس المال الفکرى کانت تستخدم أساسا ًفى لاتفیا لضمان التطویر النوعى للتعلیم: المحاضرات، الندوات، مشارکة الأکادیمیین فى لاتفیا المؤتمرات العلمیة، والتدریب فى الخارج.

وأوصت بإعادة إشراک أکادیمیین لاتفیا مع المجتمع العلمى الدولى لضمان نجاح تحویل التعلیم العالى لإنتاج معارف جدیدة وفهم أهمیة التنوع والحریة الاکادیمیة وتحدید مجالات جدیدة من البحث والدراسة من البرامج الأساسیة تواکب متطلبات سوق التعلیم العالى الدولی.

    ناقشت دراسة Stevens, R.H., Brown, K. C., Russell, J., K., 2011 بعنوان "تقدیم نموذج تفاعل رأس المال الفکری: تطویر أطر المعرفة فی بیئة التعلیم العالی غیر الهادفة للربح" رأس المال الفکری وإدارة المعرفة ضمن بیئة التعلیم العالی غیر الهادفة للربح. ورکزت على رأس المال الفکری من منظور الأهمیة الاستراتیجیة للمعرفة. ویقال إن فهم وتطبیق إدارة المعرفة داخل مؤسسات التعلیم العالی متخلف مما أدى إلى اقتراح نموذج وإطار.

ثانیاً: دراسات تناولت اقتصاد المعرفة: توصلت الباحثة إلى عدد من الدراسات التی تناولت اقتصاد المعرفة ومنها:

دراسةNel 2011  بعنوان "نحو تعریف إجرائی لاقتصاد المعرفة" وعکفت علی تحدید مفهوم اقتصاد المعرفة ، وهدفت إلى وضع تعریف إجرائی لاقتصاد المعرفة، والذى أسیئ فهمه فی کثیر من الکتابات مما أدى إلى صعوبة إیجاد فهم مشترک لمفهوم اقتصاد المعرفة بین الباحثین، وقد توصلت الدراسة إلى وضع هذا المفهوم لیعتمد علیه الأکادیمین وصانعى السیاسات من خلال التمییز بینه وبین مجتمع المعرفة، وکذلک تحدید مکونات اقتصاد المعرفة.

    وهناک دراسات تناولت واقع اقتصاد المعرفة مثل دراسة فاضل غازی هزایمة 2016 وهدفت إلى معرفة واقع ممارسات اقتصاد المعرفة فی المدارس الحکومیة بمحافظة إربد، وتوصلت الدراسة إلى أن واقع ممارسات اقتصاد المعرفة جاء بدرجة مرتفعة.

وأکدت بعض الدراسات أهمیة التعلیم العالی فی مجال اقتصاد المعرفة مثل دراسة George, 2006  بعنوان "تأصیل وضعیة التعلیم العالى فی مجال الاقتصاد القائم على المعرفة" حیث بینت أن التعلیم العالی هو مفتاح النمو الاقتصادی، وأن زیادة المنافسة بین مؤسسات التعلیم العالی من أفضل الطرق لبناء نظام تعلیم عالٍ قوی خاصة فی الدول النامیة، ومع زیادة التأکید على أهمیة التعلیم العالی على المستوى العالمی بسبب دوره الأساس فی بناء الاقتصاد المعرفی، ولهذا السبب فلابد من توافر نظام لإدارة التعلیم العالی یلائم کلا من الحکومة ومؤسسات التعلیم العالی.

وعرضت الدراسة بعض النماذج لتطویر التعلیم العالی، ومن أهمها النموذج الآسیوی للتعلیم من أجل التنمیة، حیث حظی التعلیم العالی والجامعی فی هذه الدول باهتمام خاص لیکون قادراً على دعم التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.

    کما انشغلت دراسات أخری بقیاس دور الجامعات فی الاقتصاد المعرفی مثل دراسة  David Turpin, et al 2009بعنوان "الجامعات واقتصاد المعرفة"  وهدفت الدراسة إلى التعرف على الدور الرئیس الذى تلعبه الجامعات بکولومبیا للمساهمة فی اقتصاد المعرفة.

وقد توصلت الدراسة إلى أن هذه الجامعات لها دوراً فی عملیة إنتاج المعرفة ونشرها وتسویقها، وأکدت على أهمیة الاستثمار فى البحث العلمى من خلال التعاون بین الجامعة وقطاعات المجتمع، وأوصت بضرورة تفعیل دور الجامعة فى إنتاج المعرفة التى یمکن توظیفها فى تحقیق التنمیة الاقتصادیة.

     وکذلک دراسة Vinst Daniel 2009 بعنوان"الاقتصاد المبنى على المعرفة والتعلیم العالى، دراسة حالة على جامعات فلوریدا" وهدفت إلى إلقاء الضوء على أهمیة التعلیم المهنى فى دعم اقتصاد المعرفة، ودور الجامعات فى تنمیة وتطویر هذا النوع من التعلیم.

وقد توصلت الدراسة إلى عدد من التوصیات التى تحدد الدور المتوقع من الجامعات القیام به لدعم هذا النوع من التعلیم للوفاء باحتیاجات اقتصاد المعرفة – والتی یمکن أن یستفید منها الممارسین للتعلیم المهنى والأکادیمین الدارسین فى مجال التعلیم من أجل العمل ومجال اقتصاد المعرفة-وآلیات تفعیل هذه التوصیات.

وبمراجعة هذه الدراسات توصلت الباحثة إلى أن هذه الدراسات بعضها تناول رأس المال الفکری من جانب أو آخر، وفی بیئات جغرافیة مختلفة واعتمدت على أسالیب بحثیة تتفق مع طبیعة المشکلة، واعتمدت على أدوات وتحلیل للنتائج بأسالیب مختلفة ؛ اعتبره البعض خیاراً حتمیاً للمستقبل(الزهیری 2012) واهتم البعض الآخر بقیاسه (الهلالی 2011) أو نماذج قیاسه (شنودة 2012)، واهتم بعضها برصده وبیان دوره فی تطویر منظومة التعلیم (محمود وعبده 2012 )، (Stevens, R.H., et al, 2011)، (U., et al 2014  Shehzad,)، (Brenca, A., Gravite, A. 2013)، ورأی البعض دوره کمصدر للإبداع والتنافسیة (بلخضر وکتوش2015)،(الزهیری2012)، (محمود وعبده 2012)، (U., et al 2014  Shehzad,)،و(SHEHABAT,I., et al, 2008)  علی حین اتجه البعض لدراسة مداخل مختلفة لتنمیته (عزوز 2014) و(محمد 2014)، و(SHEHABAT,I., et al, 2008)، فی الوقت الذی عکفت دراسات أخری علی بیان دور التعلیم فی تکوینه(عمری 2014)، واتجهت جمیعها إلی ضرورة الاهتمام به وتنمیته لأن التعلیم لا یقوم بالدور المنوط به فی تکوینه ، والبعض الآخر من الدراسات اهتم باقتصاد المعرفة وأکدت أن الجامعات غیر قادرة على مواجهة تحدیات ومتطلبات اقتصاد المعرفة، وأنها تواجه صعوبات کثیرة تحد من قدرتها على مواکبته والمساهمة فى تنمیته، وأکدت علی ضرورة قیاس دور الجامعة فى اقتصاد المعرفة(David Turpin, etal 2009 (، ونادت أخری بتفعیل دور الجامعة فى اقتصاد المعرفة مثل (David Turpin, etal 2009 ( و( Vinst Daniel 2009) ، (George, 2006) وکذلک أکدت على أهمیة تقدیم مستوى عال من التعلیم لمقابلة احتیاجات اقتصاد المعرفة ،علی حین توصلت دراسات أخری إلی أن واقع ممارسات اقتصاد المعرفة جاء بدرجة مرتفعة (فاضل غازی هزایمة 2016)، وأوضحت بعض الدراسات دور رأس المال الفکری فی اقتصاد المعرفة (صایل 2016)،(Karpova, et al 2016)،(Brenca, A., Gravite, A. 2013).

    ومن هنا فإن الدراسة الحالیة قد استفادت من هذه الدراسات فی تحدید المشکلة وأهمیتها وتکوین الإطار المفاهیمى والتحلیلى لمعالجتها والمنهجیة وإعداد الأداة واختیار العینة وتحلیل البیانات وتفسیرها.

إجراءات الدراسـة

 لکی تجیب الدراسة عن أسئلة المشکلة وتحقق الهدف منها ، فإنها تناولت جانبین : الجانب النظری وفیه تجیب عن السؤال الأول والثانی من مشکلة الدراسة بینما ینشغل الجانب المیدانی بالإجابة عن السؤال الثالث منها حتی یمکن للباحثة الوقوف علی واقع تنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا من جانبین أولهما: مؤشرات رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة، وثانیهما: الإطار المیدانی لمعرفةمدی إسهام جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری من خلال توفیر متطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة لأعضاء هیئة التدریس بها لتحقیق اقتصاد المعرفة، ثم یعقب ذلک تصور مقترح لدور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لتحقیق اقتصاد المعرفة للإجابة عن السؤال الرابع ، وفی ضوء ما سبق تتکون الدراسة من المحاور الآتیة:

المحور الأول: الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة

المحور الثانی: مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة   

المحور الثالث: واقع تنمیة رأس المال الفکری لدی أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا

المحور الرابع: الإطار المیدانی

المحور الخامس: تصور مقترح لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة

الإطـار النظـری

 تناول الإطار النظری لهذه الدراسة ثلاثة محاور هی: المحور الأول: الإطار

 المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة، والمحور الثانی: مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة، وتعرضهما الباحثة فیما یلی: 

المحور الأول: الإطار المفاهیمی لکل من رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة

    تناول المحور الأول بعدین هما: رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة من حیث مفهوم کل منهما، ثم أهم الخصائص التی تمیزه کما یلی:

أولاً: رأس المال الفکری

یعتبر رأس المال الفکری فی الاقتصاد الجدید أکثر أهمیة من رأس المال المادی، ومن أبرز مؤشرات اقتصاد المعرفة أن الاستثمار الأمثل للموارد البشریة یعتبر رکیزة للتطور ومحور التنمیة وهدفها، ومن ثم تری الباحثة ضرورة الوقوف على مفهوم رأس المال الفکری وخصائصه

 

(1) مفهوم رأس المال الفکری

           إن اقتصاد المعرفة یتطلب إمکانات خاصة تهیئ الأفراد للتجاوب مع تحدیاته المتجددة، ولن یتأتى ذلک إلا من خلال الارتقاء بمستوى أداء أعضاء هیئة التدریس لإنتاج المعارف المبتکرة ونشرها والسعی وراء تطبیقها لذا ینبغی على الجامعة توفیر شبکات معلوماتیة سریعة وآمنة وتجدید البنیة التحتیة لتکنولوجیا الاتصالات والمعلومات ورعایة الإبداع لتحقیق مستوى عال من التمیز.

          ولقد شهدت السنوات الأخیرة تغیرات سریعة نتیجة تعاظم دور المعرفة کعنصر هام من عناصر الإنتاج، مما أدی إلى الاعتماد على الأصول غیر الملموسة فى تکوین القیمة الاقتصادیة للمؤسسات والدول وتزداد هذه الظاهرة تأثیراً کلما اتجهنا نحو الاعتماد علی المعرفة، حتى أصبحت أهم عناصر رأس المال فى ظل اقتصاد المعرفة والمصدر الأساسی للمیزة التنافسیة(یاسین، 2007، 57 )، لذا سعت المؤسسات إلى تدریب الأفراد العاملین بها وتنمیة مهاراتهم لیکونوا قادرین على قیادة هذه المؤسسات وإنتاج المعارف الجدیدة التى یتطلبها اقتصاد المعرفة.

          وتعددت تعریفات رأس المال الفکری فهناک من یعرفه على أنه الموهبة والمهارات والمعرفة والعلاقات الممکن استخدامها لتکوین الثروة (ستیورات، 2004، 31) أی أن رأس المال الفکری یمکن تحویله إلى قیمة تسهم فى إیجاد الثروة.

      ویعرف بأنه المعرفة والمهارات والابداعات الکامنة داخل المنظمة من خلال العقول البشریة التى تمتلکها تلک المنظمة (یمن، 2001م، 271) وبذلک رکز على أن رأس المال الفکرى یشمل رأس المال البشرى.

    کما یعرف بأنه مجموعة من الأصول المعرفیة المتفردة والمعتمدة على العقول البشریة المبدعة التى تؤدى إلى الإنتاج المستمر للأفکار والأسالیب الجدیدة التى تحقق قیمة مضافة للمنظمة وتدعم قدراتها التنافسیة (صالح، 2009، 2) وبذلک أشار إلى دور رأس المال الفکرى فی تحقیق المیزة التنافسیة.

    وتعرفه منظمة التعاون والتنمیة بأنه القیمة الاقتصادیة لفئتین من الأصول غیر الملموسة للشرکة: رأس المال التنظیمی ("الهیکلی")؛ والبشریة ویعامل مصطلح "رأس المال الفکری" على أنه مرادف "للأصول غیر الملموسة" (SHEHABAT, I., et al, 2008, 207 .)

     وتری الباحثة أن رأس المال الفکرى عبارة عن مجموعة من الأصول المعرفیة تتمیز بقدرات متفردة لأفراد -تمثل نخبة من الکفاءات بالجامعة- قادرة على إنتاج ونشر وتطبیق الأفکار الجدیدة والأسالیب المتطورة التى تمیز مؤسسة ما عن غیرها وتجعلها قادرة على المنافسة لتحقیق اقتصاد المعرفة.

    ویتکون رأس المال الفکری من رأس المال البشری، رأس المال الهیکلی، ورأس مال العلاقات کما یلی:

-رأس المال البشری: وهو الذی یتمثل فی المعرفة المحفوظة فى ذهن الفرد، والذی لا یملکه المؤسسة، بل هو مرتبط بالفرد شخصیاً، ویتضمن المهارات والمعارف والقدرات والخبرة والکفاءة التى یکتسبها الفرد من أداء العمل. 

-رأس المال الهیکلی: وهو الذی یتمثل فی القدرات الهیکلیة للمؤسسة على الاستفادة

والاعتراف بالأفکار الجدیدة والمفاهیم والمبادرات التى یقدمها الأفراد للمؤسسة، وبالتالی فهو یتضمن ثقافة المؤسسة، ویتضمن نوعین هما: الأول رأس مال الابتکار وهو رأس المال الذی یسمح للمؤسسة بالتجدید والابتکار والذی یمکن حمایته قانونیاً مثل براءات الاختراع المسجلة وقیمتها، ویعد الاهتمام بالبحوث العلمیة من أهم الوسائل التى تمکن المؤسسات الأکادیمیة من ابتکار المعرفة وتحقیق میزة تنافسیة ، والنوع الثانی رأس مال العملیات: ویمثل ثقافة المؤسسة واستراتیجیاتها ومدی تنفیذها لهذه الإستراتیجیة وجودة القرارات ونسبة الاستثمار فى إدارة المعرفة وفى تکنولوجیا المعلومات مثل تخزین المعرفة وتعزیز عملیات تدفقها وتداولها بین الأفراد والمؤسسات.

-رأس مال العلاقات: ویعبر عن طبیعة العلاقات الإستراتیجیة التى تربط المؤسسة بالمؤسسات المنافسة لها، أو أی طرف یمکن أن یسهم فى تطویر الأفکار وترجمتها إلى منتجات (السید، 2008، 481-482) وعندما تتمکن المؤسسة من تحویل المعرفة الضمنیة التى یمتلکها الأفراد إلى معرفة ظاهرة وواضحة تمتلکها المؤسسة وتتمکن من نشرها والاستفادة منها، فإن هذه المعرفة تعد رأس مال هیکلی أو بنیوی للمؤسسة  (Daniels, 2009, P66)

 

(2) خصائص رأس المال الفکری

     ویتمیز رأس المال الفکری بخصائص عدة منها أنه: ‏

1-رأس مال غیر ملموس. ‏

2-من الصعوبة بمکان قیاسه بدقة. ‏

3-الندرة: بمعنی أن المعرفة مبنیة على الخبرات الذاتیة لأعضاء هیئة التدریس ومعرفتهم التطبیقیة لنفس الجامعة ولیس لجامعة أخرى

4-یتزاید بالاستعمال: فالتولدّ المتزاید للمعرفة فی کل اتصال أو تبادل یعمل على زیادتها ویجعلها سریعة الانتشار والانتقال.

5-یمکن الاستفادة منه فی مراحل وعملیات مختلفة فی نفس الوقت: فالمعرفة هی الأساس فی إنشاء المنتجات الجدیدة أو تطویر وتحسین المنتجات الحالیة وهی أساس القدرة فی الوصول إلى مستویات عالیة من النوعیة والإبداع التقنی وإنها مفیدة فی تسویق وتسییر الموارد بشریة بطریقة تضمن تحقیق الکفاءة والفعالیة للمؤسسة.

6-یتجسد فی أشخاص لدیهم الاستعداد لحمله: وبذلک لا یمکن تقلیده بسهولة فالمعرفة فی أی مؤسسة هی خاصة بها ولها بصماتها الممیزة والتی لا تکتسب إلا عبر فترة زمنیة ومشارکتها من الجمیع وتقاسم خبراتهم لذلک فهم مختلفون عن سائر المؤسسات الأخرى.

7-له تأثیر کبیر على المؤسسة: لأن المعرفة ستؤدی إلى تحسین فی العملیات والمنتجات ومن ثم تحقیق قیمة مضافة أو تعد کذلک عند اکتشافها واستثمارها من قبل المؤسسة وتحویلها إلى قیمة لتکوین الثروة من خلال المعرفة وبذلک تمکن المؤسسة من تحقیق مکانة متمیزة ومنافسة للآخرین.

8-لا یمکن تقلیده بسهولة: فالمعرفة فی أی مؤسسة هی خاصة بها ولها بصماتها الممیزة والتی لا تکتسب إلا عبر فترة زمنیة ومشارکتها من الجمیع وتقاسم خبراتهم لذلک لا یمکن تقلیدها من المؤسسات الأخرى.

9-لا یمکن إحلال بدیل محله: لأنه مرتبط بالقدرة الممیزة للمجامیع والتداؤب بین العاملین الذی لا یمکن نسخه وإحلاله محل المعرفة السابقة.

    وبذلک یمکن القول إن رأس المال الفکری یعد الرکیزة الأساسیة فی اقتصاد المعرفة من خلال الاستفادة من تکنولوجیا المعلومات فی عملیات إجراء البحوث والتطویر والإنتاج فی شتى المجالات، کما أنه مصدر الابتکارات والاختراعات وتحقیق الثروة للمؤسسة، ویمکن التعرف إلى ذلک فی ضوء الوقوف على مفهوم اقتصاد المعرفة وخصائصه.

ثانیا: اقتصاد المعرفة

    ویُعد اقتصاد المعرفة نمط اقتصادی جدید یعتمد على قدرة المجتمع على تولید وابتکار معرفة جدیدة، وقدرته على استخدامها وتطبیقها، وأصبحت المعرفة تمثل الثروة الحقیقیة للدول، ومن ثم تری الباحثة ضرورة الوقوف على مفهوم اقتصاد المعرفة وخصائصه.

(1) مفهوم اقتصاد المعرفة

 لقد أطلقت تسمیات کثیرة لتدل على اقتصاد المعرفة مثل اقتصاد المعلومات، اقتصاد الانترنت، الاقتصاد الالکترونی، الاقتصاد الرقمی، الاقتصاد الشبکی، الاقتصاد الافتراضی، اقتصاد الویب، ویعد مصطلحی الاقتصاد الرقمی واقتصاد المعلومات أکثر المفاهیم السابقة شیوعاً وتداخلا مع اقتصاد المعرفة، حیث یختص الاقتصاد الرقمی بکل ما یتعلق بتقنیات المعلومات والتى تعتبر جزءاً من اقتصاد المعرفة (نجم، 2008، 184) وبذلک فإن اقتصاد المعرفة یتضمن الاقتصاد الرقمی والذی یمثل قاعدة رئیسة له. 

    أما اقتصاد المعلومات فیقتصر فى محتواه على إنتاج وتوزیع واستخدام تکنولوجیا المعلومات والاتصالات کأنشطة إنتاجیة، فی حین أن اقتصاد المعرفة یشمل أنشطة اقتصادیة أوسع وأشمل مثل: التعلیم، والبحوث، والإعلام، وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات وغیرها، وبذلک فاقتصاد المعلومات أحد مکونات اقتصاد المعرفة ویمثل البنیة التحتیة له.

    ویقوم اقتصاد المعرفة على إنتاج المعرفة التى تحقق قیمة معرفیة مضافة، مما یتطلب ضرورة الاهتمام بقیمة القدرات الفکریة للفرد بوصفه منتجاً للمعرفة ویلقی علیه مسئولیة تطویر قدراته وتنمیة مهاراته، کما یقع على المؤسسات مسئولیة تنظیم رأس المال الفکری ورعایته (السویدی، 2004م، 11)، ولاقتصاد المعرفة تعریفات متعددة منها: تعریف منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة (OECD) هو الاقتصاد الذی یعتبر فیه إنتاج وتوزیع واستخدام المعرفة المحرک الأساسی لعملیة النمو والاقتصادی وخلق فرص التوظیف عبر کافة الصناعات (OECD,1996, P .9)

کما عرف بأنه ذلک الاقتصاد المبنی على إنتاج ونشر واستخدام المعرفة فى الأنشطة الإنتاجیة والخدمیة المختلفة، حیث یقوم على فهم أکثر عمقا لدور المعرفة ورأس المال البشری فى تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع، فهو اقتصاد یلعب فیه الاستثمار فى المعرفة دور فی تکوین الثروة ویرتبط بالابتکار والتجدید والتطویر (سعید، 2004، 121).

    وتری الباحثة أن اقتصاد المعرفة هو ذلک الاقتصاد القائم على الاستثمار فى رأس المال الفکرى من خلال تطویر منظومة التعلیم والتدریب، والبحث لإنتاج المعرفة ونشرها وتوظیفها فى خدمة المجتمع وتحقیق میزة تنافسیة للجامعة. 

(2) خصائص اقتصاد المعرفة

          تعتمد فکرة اقتصاد المعرفة على أن المعرفة تلعب دوراً متزایداً فى هذا الاقتصاد، والذی ویتمیز بمجموعة من الخصائص منها:

1-الاعتماد على وجود شبکات للمعرفة: یتمیز اقتصاد المعرفة بارتباطه بالتکنولوجیا التى تُمکن من نقل وتخزین ومعالجة المعلومات، وتسویقها، والانتفاع بها   

ویوصف اقتصاد المعرفة بأنه شبکی، لاعتماده على تکنولوجیا الاتصالات التى أدت إلى توسیع التفاعل بین المؤسسات داخل الدولة وخارجها.  فلم تعد المعرفة حکراً على مؤسسة أو دولة بعینها، کما أنها معقدة ومتشعبة، وأن مصادر الخبرة منتشرة ومتفرقة على نحو واسع بین المؤسسات والمناطق المتباعدة، مما یستدعی تکوین " شبکات المعرفة " لتحقق مساحة أکبر من التواصل (مولر، 2002،215).

2-الإعلاء من شأن الأفکار: فالأفکار تمثل الشاغل الأساسی فى اقتصاد المعرفة، فلم تعد الوظیفة الرئیسة للاقتصاد التوزیع الأفضل لعناصر الإنتاج وإنما تنحدد بکیفیة إدارة الابتکارات والابداعات لتکوین أفکار جدیدة توجه وتسیر الاقتصاد، لأن الأفکار تکتسب قیمتها من خلال العملیة الإنتاجیة والتطبیقیة لها. 

3-کثافة المعرفة: إن المعرفة متغیرة ولا نهائیة وأصبحت الکفاءة التنافسیة فى الاقتصاد العالمی معتمدة على مستوی الاستخدام الکثیف للمعرفة داخل کل قطاع من قطاعات العمل فى کل مجتمع. 

وقد ترتب على کثافة المعرفة ظهور التراکم المعرفی بمعدلات هائلة وسریعة، وتجدد المعرفة الإنسانیة فى دورات قصیرة بما یجعل تقادم المعرفة من أخطر مهددات العاملین فى حقول العلم والتقنیة والإدارة وغیرها من المهن وثیقة الصلة التى تعتمد على منتجات البحث العلمی والتفکیر الإنسانی (شنودة، 2010، 4)، مما یتطلب التنمیة المهنیة المستمرة. 

4-العالمیة: یتمیز اقتصاد المعرفة بالعالمیة والوفرة والتنوع والانفتاح وتجاوز المکان، فهو اقتصاد منفتح على العالم بأسره والمعرفة متاحة بشکل متزاید لکافة الأفراد، ویتم توفیرها بصورة تتوافق والاحتیاجات الفردیة والاجتماعیة بما یُمکّن کل فرد من اتخاذ القرارات بصورة أکثر حکمة. (رزیق والحمدان، 2013، 5)

5-الانفتاح: یتمتع اقتصاد المعرفة بمرونة وقدرة فائقة على التکیف مع المتغیرات والمستجدات الحیاتیة، کما یتمیز بأنه اقتصاد مفتوح، فلا توجد حواجز زمنیة أو مکانیة للدخول إلیه والتعامل معه، وذلک بفضل التطورات التکنولوجیة التى أدت إلى ظهور الشبکة الدولیة للمعلومات (الانترنت)، وقد أدی ذلک إلى تقلص قیود الزمان والمکان حیث أتاحت هذه التقنیات الفرص أمام الإنسان للتفاعل مع غیره فى نفس اللحظة وفى أی وقت مما یؤدی إلى تلاشی الحدود بین العالم الحقیقی والخیالی، وهذا یعنی قیام اقتصاد تتلاشی فیه الحدود بین عالم الواقع وعالم الخیال. 

ولذلک یحتاج الإنسان إلى وعی بأبعاد وجوانب هذا الاقتصاد، ومسئولیة الالتزام التقنی بکل ما فیه، والحرص على احترام حقوق الأطراف المختلفة المتعاملة فیه.  

6-التجدد والتواصل: یمتلک اقتصاد المعرفة القدرة الفائقة على التجدد والتواصل مع غیره من الاقتصادیات التى تسعی للاندماج فیه، حتى أصبح من الصعب فصله عنها، أو الإشارة إلیها دون أن یکون الاقتصاد المعرفة موقعا فیها. 

ویتمیز هذا الاقتصاد بقدرته على التجدید نظراً لاعتماده على المصادر المعرفیة التی تتجدد وتتنوع مجالاتها باستمرار، مما یتطلب الارتقاء بمنظومة البحث العلمی لما لها من دور فی استثارة روح التجدید والتطویر فی مختلف المجالات، حیث تحولت المعرفة فى هذا الاقتصاد إلى مورد اقتصادی متجدد ویفوق أهمیته الأرض أو الموارد الاقتصادیة الطبیعیة، وذلک لأن أصوله الإنتاجیة تتجدد باستمرار مع تجدد المعرفة وتطورها وکذلک مع تجدد المهارات والقدرات التى تمتلکها القوی البشریة المحرکة لهذا الاقتصاد. وبالتالی غدت المعرفة المتجددة العامل الحاسم فى تکوین قیم مضافة لتحقیق الثروة والقوة (نجم،2008 ،192).

        ومن الممکن أن تتکون القیمة المعرفیة المضافة من خلال الاندماج بین مجالات المعرفة المختلفة والانتشار الواسع بینها، مما یساعد على تطور المعرفة، الأمر الذی یؤدى الى بروز إبداعات جدیدة فى هذه مجالات معرفیة تساعد فى تکوین قیم مضافة فی هذا الاقتصاد (توفیق ویونس،2007، 21-22) یترتب علیها عائد ومردود وربح بشکل فوری وملموس.

المحور الثانی: مکانة تحقیق رأس المال الفکری بین وظائف الجامعة

للجامعة ثلاثة وظائف هی: التدریس والبحث العلمی وخدمة المجتمع، وبالنظر إلیها من خلال تنمیة رأس المال الفکری نجد أن البحث العلمی من خلاله یتم إنتاج المعرفة وتولید الأفکار وبناء المعرفة اللازمة لسوق العمل  وتعد الجامعة مرکز اشعاع حضارى وهى تؤدى دوراً هاماً فى ممارسة البحث العلمى والذی یعد مقیاساً لمستواها الأکادیمى ویساعد الجامعة فی ذلک وجود أعضاء هیئة التدریس المختصین فی جمیع المجالات، وتوافر مصادر جمع البیانات اللازمة للبحث العلمى والمختبرات لإجراء الدراسات العملیة ، ویعتبر التدریس أحد مجالات نشر المعرفة، أما خدمة المجتمع فتکون بتطبیق المعرفة التی ینتجها أعضاء هیئة التدریس لمساعدة المجتمع علی مواجهة مشکلاته المختلفة.

    ویعتبر التعلیم الجامعی أساس تقدم ورقى المجتمعات حیث یهدف إلى تطویر التعلیم والمعرفة والقیم الروحیة والفهم والإدراک الذی یحتاج إلیه الفرد فی کل مناحی الحیاة، فهو وسیلة للحصول على معلومات تزید من ثقافة الإنسان، وتوسیع مدارکه کما یعمل على تنمیة القوى البشریة من جمیع جوانبها علمیاً وتقنیاً وفکریاً وثقافیاً واجتماعیاً وأخلاقیاً بشکل یتسق ومتطلبات العصر ومتغیراته.

 بالإضافة إلی تبنى فکرة الإبداع باستثمار رأس المال الفکری داخل الجامعة عن طریق تشجیع أعضاء هیئة التدریس لإیجاد معارف جدیدة، والوصول للمعرفة المتاحة بطریقة سهلة وممکنة مما یجعل من الجامعة صرحاً للتقدم العلمی ومرکزاً لمواجهة مشکلات المجتمع، وتوفیر سبل التنمیة لتلک الموارد لتستطیع تفعیل ثروات المجتمع وتحقیق نموه وتطوره لزیادة القدرة التنافسیة وبناء إستراتیجیة متکاملة تقوم على تعزیز الدافعیة لدى الجمیع للمشارکة فی خطط وبرامج للتعلم مدى الحیاة ووضع الضوابط اللازمة لذلک.

    وفی الدول المتقدمة تحتل الجامعة مکانة متمیزة تمکنها من صناعة اقتصاد المعرفة حیث تغیرت الرسالة المؤسسیة للجامعة من الحفاظ على الثقافة إلى إنتاج المعرفة ذات القیمة الاقتصادیة، وأدت شدة المنافسة بین المؤسسات الصناعیة إلى ارتباط معظم المناهج الدراسیة والمعرفة داخل الجامعة بمتطلبات الاقتصاد المعرفی الناشئ، وفی النصف الأخیر من القرن العشرین، بدأت الجامعات فی التطلع للحصول على مواردها الخاصة من خلال الأنشطة الریادیة فی مجالات البحث والتعلیم والخدمات(Lee, Jenny J. et al., 2005, 193) ، فهی تنتج أفراداً مؤهلین تأهیلا عالیاً یحتاجهم هذا الاقتصاد، وفى نفس الوقت تنتج المعرفة التى تدفع إلى الابتکار وزیادة الإنتاجیة وتحقیق القدرة التنافسیة ، أما الجامعات المصریة فدورها محدود فی إنتاج المعارف مما یجعلها غیر مؤهلة للمشارکة فی تحقیق متطلبات اقتصاد المعرفة.

    وهناک بعض المشکلات التى تعوق جامعة طنطا عن أداء دورها فیما یتعلق بإنتاج ونشر وتطبیق المعرفة منها: ضعف قواعد بیانات النشاط البحثى، وضعف البنیة التحتیة من حیث نقص أجهزة الکمبیوتر والمکتبات، کما أن معظم أعضاء هیئة التدریس بالجامعة غیر قادرین على التعامل مع IT، بالإضافة إلى عدم وجود مرکز لتسویق نتائج الأبحاث التطبیقیة. (جامعة طنطا،2009 ،36-40)

          ویستوجب اقتصاد المعرفة إحداث تغیرات جذریة فی بنیة وأهداف التعلیم الجامعی، بحیث تتسق مع التغیرات المختلفة التى یفرضها هذا الاقتصاد، حتى تستطیع تحقیق التمیز والقدرة على المنافسة، واستحداث محاور جدیدة للتنمیة، والمشارکة فی تطویر البحث العلمى وفق خطط استراتیجیة مدروسة، ویمکن أن یتم ذلک من خلال:

1-التوجه نحو تکامل المعرفة: یعد تکامل المعرفة واتساع نطاقها فی عصر اقتصاد المعرفة رکیزة أساسیة لتطویر التعلیم الجامعى، فلم تَعد خریطة المعرفة جزراً منعزلة بل أصبحت منظومة شدیدة الاندماج تتداخل فیها العلوم الإنسانیة والاجتماعیة مع العلوم الطبیعیة وتمتزج فی إطارها المعارف بالخبرات (ضاحی، 2008، 44 – 45) من أجل توفیر نوعیة من الخبراء ذوی رؤیة شمولیة تجید استخدام الأسالیب البحثیة المتکاملة والفعالة مما یسهم فی تقدم المعرفة وتحقیق التنافسیة.

2-التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس: تعد التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس مطلبا لتطویر مهاراتهم وتحسین قدراتهم بما یتوافق مع التغیرات المعرفیة المتسارعة، وبظهور اقتصاد المعرفة باتت برامج التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس نوعاً من الاستثمار البشرى والأکادیمى الذی یجب أن تتضمنه خطط وسیاسات الجامعة.

 ومن أهم أهداف برامج التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التدریس: تطویر معارفهم الأکادیمیة ومهاراتهم التدریسیة، وتوجیههم إلى المستجدات والأفکار والرؤى الجدیدة فی مجال التخصص وفی مجال تقنیات التعلیم الحدیثة، وتنمیة قدرتهم على الابتکار، ومساعدتهم على فهم المشکلات التعلیمیة وأسبابها وکیفیة مواجهتها، وتنمیة مهاراتهم البحثیة وتشجیعهم على إجراء بحوث لمعالجة قضایا المجتمع، وتوجیههم إلى العمل فی فریق والعمل التعاونى لتحقیق مستوی أداء أفضل.

3- تحقیق المیزة التنافسیة بین مؤسسات التعلیم الجامعی: تعتبر الجامعات المراکز الأساسیة لإنتاج المعرفة ویفرض اقتصاد المعرفة علیها ضرورة الوصول إلى مستویات أداء متمیزة والبحث عن حقول معرفیة جدیدة تتیح لها التمیز بین الجامعات الأخری، حیث تکمن القیمة الحقیقیة للجامعة فی إنتاجیتها البحثیة، والسبب وراء ذلک یرجع إلى أن البحث العلمی هو الذی ینتج المعرفة الجدیدة، وهو أساس الإبداع والابتکار، وبالقدر الذی تستطیع فیه الجامعة أن تضیف معرفة جدیدة، وتحقق ابتکارات وإبداعات، تکون قیمتها الحقیقیة فی الوسط الأکادیمی العالمی.

4-تیسیر المشارکة المجتمعیة مع مؤسسات المجتمع المدنی: تعمل المشارکة المجتمعیة على توظیف المعرفة فی خدمة المجتمع وتحویل الجامعات إلى مجتمعات تعلم وهی من رکائز اقتصاد المعرفة، ومن العوامل التى تساعد على نجاح هذه المشارکة وضع إستراتیجیة محددة الأهداف، وتنمیة قنوات الاتصال الفعال، والحرص على تبادل المعلومات بینهما، والمرونة فی العلاقات.

ویؤکد اقتصاد المعرفة على ضرورة المشارکة بین الجامعات وغیرها من مؤسسات المجتمع المدنی من خلال تنفیذ مشروعات لصالحها، وتقدیم استشارات علمیة لها أو إنتاج مشروعات بحثیة تلبى احتیاجاتها، ویساعدها على تطبیق نتائج بحوثها وتسویقها.

5-تسویق الأنشطة الجامعیة: لقد أدى ظهور اقتصاد المعرفة إلى إحداث تغیر فى طبیعة عمل الجامعة، بحیث أصبح التعلیم الجامعی استثماراً یوظف أنشطته المختلفة لتحقیق قوة اقتصادیة من خلال تسویقها بغرض رفع کفاءة الأداء الجامعى، وزیادة نصیب الجامعة من الإنتاج العلمی والتکنولوجی، وتحویل بعض الوحدات الأکادیمیة إلى وحدات ذات طابع خاص لتقدیم الأنشطة الخدمیة التى تفید المجتمع.

6- تطویر البحث العلمى وتسویق نتائجه : یمثل البحث العلمی العمود الفقرى للاقتصاد المعرفی، وبقدر الازدهار البحثی والابتکاری داخل مجتمع ما، تکون فرصته فی التحول إلى اقتصاد المعرفة، ویعتبر البحث العلمى أحد المؤشرات عند المفاضلة بین الجامعات باعتبارها بیوت خبرة تسخر البحث العلمى لخدمة المجتمع، وتحقیق التقدم والرقى مما دفع جامعات بالدول المتقدمة نحو المجالات التى یحتمل أن تحقق لها إنتاجیة أکثر وأداء أفضل فتجعلها قادرة على المنافسة والاستجابة للمؤشرات العالمیة لتصنیف الجامعات Hazellorn,2009, 11) ) وهذا مدعاة لحرص الجامعات المصریة علی الاهتمام بجودة البحوث التى یقوم بها أعضاء هیئة التدریس حتى تسهم فى اقتصاد المعرفة.

       وبذلک تسهم الجامعة فى اقتصاد المعرفة حیث تتعامل مع المعرفة فی أرقى

 مستویاتها، لذا ینبغی توجیه البحث العلمی لاستشراف المستقبل ومعالجة مشکلات المجتمع الناجمة عن التقدم العلمی والتکنولوجی وتسویق البحوث وتطبیق نتائجها.

المحور الثالث: واقع تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا

یقوم اقتصاد المعرفة على رکائز عدیدة منها مدی فاعلیة نظم البحث والتطویر فی تکوین الإنتاج المعرفی، وتستطیع جامعة طنطا المساهمة فی اقتصاد المعرفة ویمکن الوقوف علی ذلک من خلال تنمیتها لرأس المال الفکری لدی أعضائها وهذا یتطلب من الجامعة مساعدة أعضاء هیئة التدریس علی التنمیة المهنیة المستمرة وتشجیع روح البحث العلمی وتمویله وإرسال أعضاء هیئة التدریس فی مهمات علمیة للدول المتقدمة وتشجیع المتمیزین بجوائز تشجیعیة وتقدیریة وتمیز علمی وإثراء المجتمع من خلال البحوث والدراسات التی ینتجونها وتیسر لهم الجامعة نشرها محلیاً ودولیاً، والتی تمثل أسس هامة فی تحقیق الأهداف المنشودة للجامعة فی الوصول إلى اقتصاد المعرفة.

ویمثل أعضاء هیئة التدریس الأساس الذی تعتمد علیه الجامعة فی تحقیق دورها نحو إنتاج المعرفة وتطویرها، إلا أن القیام بهذا الدور یتوقف على توفیر المتطلبات اللازمة لإنتاج المعرفة بتوفیر بیئة تکنولوجیة وأکادیمیة واجتماعیة تساعدهم على القیام بدورهم بفاعلیة فی مجال البحث العلمی، وتمکنهم من إنتاج المعرفة المبتکرة وتهیئ لهم الوسائل لنشرها وتطبیقها ومن ثم تسهم فی تحقیق اقتصاد المعرفة.

ومن هذا المنطلق تحاول الباحثة الوقوف على واقع تنمیة رأس المال الفکری بجامعة طنطا من خلال بعدین أساسیین؛ أولهما مؤشرات رأس المال الفکری بها لتحقیق اقتصاد المعرفة، وثانیهما إجراء دراسة میدانیة على عینة من أعضاء هیئة التدریس بالجامعة لمعرفة آرائهم حول مدی توفیر الجامعة لمتطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة حتى یتسنى تحقیق اقتصاد المعرفة کما یلی:

أولاً: مؤشرات رأس المال الفکری بجامعة طنطا لتحقیق اقتصاد المعرفة

    هناک مجموعة من المؤشرات تبرز واقع رأس المال الفکری بالجامعة من خلال:


(1)  تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس

    شهد القرن الحادی والعشرین العدید من التحولات والتغیرات فی جمیع أوجه الحیاة مما ألقی عبءً علی التعلیم الجامعی لتنمیة الموارد البشریة ذات الکفاءات، والتی تتوافر لدیها المعرفة العلمیة والعملیة،  والقدرة على الإبداع وهو الأساس الذی یقوم علیه اقتصاد المعرفة مما یؤکد علی ضرورة إیجاد طرائق تربویة جدیدة للتعلیم بحیث تعتمد علی التعلم الذاتی والتعلم مدی الحیاة والتدریب والتنمیة المهنیة المستمرة لمواکبة المستجدات المعرفیة، وأصبحت مسئولیة الجامعة صناعة المعرفة وامتلاکها والقدرة على توظیفها ، وتجدیدها باستمرار، وتتم تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا من خلال المرکز الدولی لتنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس والقیادات من خلال ستة عشر برنامجاً کما یتضح من جدول (2)

جدول (2) عدد أعضاء هیئة التدریس المتدربین بالمرکز من2011 إلى 2016

م

اسم البرنامج

عدد مرات تکرار البرنامج

عدد المشارکین

1

النشر العلمی

54

1026

2

إدارة الوقت

53

979

3

معاییر الجودة فی العملیة التدریسیة

54

972

4

نظم الامتحانات وتقویم الطلاب

52

1031

5

التخطیط الاستراتیجی

49

930

6

تنظیم المؤتمرات العلمیة

49

929

7

إدارة الفریق البحثی

47

845

8

الإدارة الجامعیة

46

853

9

مهارات الاتصال فی أنماط التعلیم المختلفة

45

801

10

مشروعات البحوث التنافسیة محلیاً وعالمیاً

44

815

11

سلوکیات المهنة

41

744

12

العرض الفعال

51

935

13

استخدام التکنولوجیا فی التدریس

45

801

14

نظام الساعات المعتمدة

41

760

15

أخلاقیات البحث العلمی

47

836

16

جوانب مالیة وقانونیة فی الأعمال

24

522

الإجمالی

742

13679

المصدر (المرکز الدولی لتنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس والقیادات ،2016)

یتضح من جدول (2) أن هناک خمس برامج تعتبر أمور أساسیة فی تنمیة رأس المال الفکری بالجامعة وهی: النشر العلمی، تنظیم المؤتمرات العلمیة، إدارة الفریق البحثی، مشروعات البحوث التنافسیة محلیاً وعالمیاً، أخلاقیات البحث العلمی، وقد تم تدریب عدد4451 من أعضاء هیئة التدریس أی بنسبة 32.5% من إجمالی عدد الحاصلین على دورات تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس.

(2) المشروعات البحثیة الممولة من وحدة حساب البحوث بجامعة طنطا

   اهتمت جامعة طنطا بالمشروعات البحثیة وتمویلها من صندوق البحوث بها وتم ذلک على ثلاث مراحل کما یتضح من جدول (3)

جدول (3) المشروعات البحثیة الممولة من صندوق البحوثمن 2009 وحتى 2017

 

 

م

 

المحور البحثی

2009-2012

2012-2014

2015-2017

 

عدد  المشروعات

عدد المشارکین

عدد المشروعات

عدد المشارکین

عدد المشروعات

عدد المشارکین

 

1

المیاة

2

4

6

38

5

29

 

2

الفیروسات الکبدیة

3

9

6

31

0

0

 

3

الخلایا الجذعیة

0

0

7

51

0

0

 

4

تطبیقات التکنولوجیا الحیویة

5

19

8

44

0

0

 

5

الطاقة المتجددة والمستدامة

0

0

3

14

2

15

 

6

علوم وهندسة المواد

6

20

5

20

0

0

 

7

العلوم الهندسیة

6

22

2

14

0

0

 

8

الصحة العامة

8

30

0

0

0

0

 

9

علوم البیئة

7

24

0

0

0

0

 

10

قضایا التعلیم والتنشئة الاجتماعیة

2

2

1

6

0

0

 

11

الاستخدام الأمثل للمخلفات الزراعیة

0

0

2

11

0

0

 

12

زراعة الأعضاء البشریة

0

0

0

0

2

35

 

13

الهندسة الوراثیة والحیویة وتطبیقاتها

0

0

0

0

2

29

 

14

علوم وتکنولوجیا النانو

0

0

0

0

5

31

الإجمالی

39

130

40

229

16

139

 

                               

المصدر (جامعة طنطا ،2016، 174)

    یلاحظ من جدول (3) أن جامعة طنطا اتجهت إلی مجالات حیویة هامة فی المرحلة الأخیرة من الخطة، وهی: علوم وتکنولوجیا النانو، الهندسة الوراثیة والحیویة وتطبیقاتها، وزراعة الأعضاء البشریة، إلا أنه فی الوقت نفسه یؤخذ علی الجامعة تناقص عدد المشروعات البحثیة إلی أقل من النصف فعلی حین کانت أربعین مشروعاً فی (2012-2014)، نقصت إلی ستة عشر مشروعاً فی (2015-2017)، کما نقص عدد أعضاء هیئة التدریس المشترکین فی هذه المشروعات إلی ما یقرب من النصف.

کما یلاحظ اختفاء بعض المشروعات البحثیة فی المرحلة الأخیرة من خطة هذه المشروعات وهی: قضایا التعلیم والتنشئة الاجتماعیة، الفیروسات الکبدیة، الخلایا الجذعیة، الصحة العامة، علوم البیئة، تطبیقات التکنولوجیا الحیویة، والاستخدام الأمثل للمخلفات الزراعیة، رغم أهمیتها للإنسان والمحافظة على صحته وسلامته والبیئة الآمنة من حوله ومعالجته ووقایته من الأمراض مما قد یعوقه عن المشارکة فی تنمیة المجتمع ویؤثر سلباً فی اقتصاد المعرفة، کما اختفت المشروعات فی مجال العلوم الهندسیة، وعلوم وهندسة المواد.

(3) عدد أعضاء هیئة التدریس المبعوثین فی مهمات علمیة من جامعة طنطا

    شجعت جامعة طنطا أعضاء هیئة التدریس على الابتعاث فی مهمات علمیة حتى

ینقلوا خبرات الجامعات المتقدمة ویفیدوا الجامعة، ویتضح ذلک من خلال جدول (4)

جدول (4) عدد أعضاء هیئة التدریس المبعوثین فی مهمات علمیة

م

الکلیة

2012

2013

2014

2015

2016

1

التجارة

3

4

5

4

0

2

التربیة

0

0

0

1

1

3

الزراعة

3

4

3

6

0

4

الصیدلة

1

1

1

1

0

5

الطب

6

2

7

7

7

6

العلوم

6

14

8

7

3

7

التربیة النوعیة

0

0

0

1

0

8

الهندسة

3

5

8

5

3

9

طب الأسنان

0

0

1

0

0

الإجمالی

22

30

33

32

14

                        المصدر (جامعة طنطا ،2016، 207)

    یلاحظ من جدول (4) تناقص عدد أعضاء هیئة التدریس المبعوثین من جامعة طنطا فی مهمات علمیة إلی أقل من النصف حیث بلغ أربعة عشر عضو هیئة تدریس عام 2016، فی حین تراوحت أعدادهم ما بین ثلاثین إلى ثلاثة وثلاثین عضواً من عام 2013 إلى 2015، مما یؤدی إلى افتقاد الجامعة للخبرات المتجددة للدول المتقدمة ومن ثم قد یؤثر سلباً فی دورها لتحقیق اقتصاد المعرفة.

(4) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على جوائز من جامعة طنطا

    قدمت جامعة طنطا جوائز مختلفة لأعضاء هیئة التدریس المتمیزین بها، کما یتضح من جدول (5)


جدول (5) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین علی جوائز من الجامعة

م

العام الجامعی

التشجیعیة

التقدیریة

التمیز الجامعی

أفضل أداء مؤسسی

الإجمالی

1

2011/2012

7

3

2

0

12

2

2012/2013

4

1

1

1

7

3

2013/2014

7

3

1

0

11

4

2014/2015

7

3

2

1

13

الإجمالی

25

10

6

2

43

المصدر (جامعة طنطا ،2016، 210)

   یلاحظ من جدول (5) أن عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على جوائز من الجامعة 43 جائزة خلال 4 سنوات أی فی المتوسط 10 جوائز سنویاً وهو عدد قلیل.

(5) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على مکافآت النشر الدولی         

    یعد النشر العلمی من المؤشرات المهمة التی یمکن من خلالها معرفة الجهود المبذولة فی مجال إنتاج المعرفة، وکلما ازداد عدد المنشورات العلمیة دل ذلک على توجه الجامعة نحو اقتصاد المعرفة، وقد قدمت جامعة طنطا مکافآت لأعضاء هیئة التدریس الذین قاموا بالنشر الدولی، کما یتضح من جدول (6)

             جدول (6) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على مکافآت النشر الدولی

م

العام الجامعی

عدد البحوث

قیمة الجائزة بالألف جنیه

1

2011/2012

135

292

2

2012/2013

290

811

3

2013/2014

210

621

4

2014/2015

125

368

5

2015/2016

32

99

الإجمالی

792

2191

         المصدر (جامعة طنطا ،2016، 211)

    یلاحظ من جدول (6) تناقص عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على مکافآت النشر الدولی بشکل ملحوظ فقد انخفض فی عام 2015/2016 إلی أقل من الثمن فی عام 2012/2013، مما یدلل على تناقص دور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری ومن ثم تحقیق اقتصاد المعرفة.


(6) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على جوائز الدولة التقدیریة والتشجیعیة والتمیز العلمی من هیئات ومؤسسات دولیة

    وفی إطار تمیز جامعة طنطا حصل عدد من أعضاء هیئة التدریس بها على جوائز الدولة التقدیریة والتشجیعیة والتمیز العلمی من هیئات ومؤسسات دولیة، کما یتضح من جدول (7)

جدول (7) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على مکافآت النشر الدولی

م

نوع الجائزة

عدد الحاصلین علیها

الکلیة

سنة الحصول علیها

1

جائزة التمیز العلمی فی الکیمیاء

2

العلوم

2012

2

جائزة الابتکار فی التعلیم والتعلم

1

العلوم

2014

3

جائزة الدولة للتفوق فی العلوم الهندسیة

1

الهندسة

2014

4

جائزة الدولة التشجیعیة فی العلوم الهندسیة

1

الهندسة

2015

5

جائزة أ.د/عبد الحمید شومان للباحثین العرب

1

الهندسة

2015

الإجمالی

6

                               المصدر (جامعة طنطا ،2016، 212)

    یلاحظ من جدول (7) أن عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على جوائز الدولة التقدیریة والتشجیعیة والتمیز العلمی من هیئات ومؤسسات دولیة، ستة جوائز فقط خلال 3 سنوات، وهو عدد قلیل جداً، بالإضافة إلی أنه فی مجالی العلوم والهندسة فقط.

(7) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على جوائز براءات الاختراع

     یمثل عدد براءات الاختراع الممنوحة لمؤسسة ما مؤشراً على ارتفاع إنتاجیتها وتعد براءات الاختراع أداة رئیسة لحمایة حقوق الملکیة الفکریة، وبموجبها یحظر على الآخرین استخدام البراءة إلا بموافقة صاحبها، ویشترط أن یتوافر فیها: الجدة والقابلیة للتطبیق، وهناک عدد من أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا حاصلین على براءات اختراع، کما یتضح من جدول (8)

جدول (8) عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین علی براءات اختراع

م

الکلیة

التخصص

السنة

العدد

1

الطب

جراحة القلب والصدر

2012

1

2

الصیدلة

تکنولوجیا الصیدلة

2013

1

3

التمریض

أمراض النساء

2013

1

4

التمریض

أمراض النساء

2014

1

5

الهندسة

هندسة فلزیة

2014

1

6

الهندسة

کهرباء

2014

1

7

طب الأسنان

أسنان

2014

1

الإجمالی

7

                         المصدر (جامعة طنطا ،2016، 212)

    یلاحظ من جدول (8) أن عدد أعضاء هیئة التدریس الحاصلین على براءات اختراع، سبعة جوائز خلال 3 سنوات، موزعة على 5 کلیات؛ جائزة للطب، والثانیة للصیدلة والثالثة لطب الأسنان، وجائزتین لکل من التمریض والهندسة.

(8) عدد المؤتمرات والندوات التی شارک فیها أعضاء هیئة التدریس

    ساهمت جامعة طنطا فی نفقات حضور المؤتمرات لأعضاء هیئة التدریس بها، ویوضح جدول (9) عدد أعضاء هیئة التدریس المشترکین فی المؤتمرات کما یلی:

جدول (9) عدد أعضاء هیئة التدریس المشترکین فی مؤتمرات من2012 إلى 2015

م

بیان بالمؤتمرات

2012

2013

2014

2015

1

المؤتمرات والندوات خارج مصر

236

250

304

134

2

المؤتمرات والندوات داخل مصر

72

88

114

73

3

المؤتمرات والندوات داخل الجامعة

20

28

21

27

4

أعضاء هیئة التدریس المشارکین فی مؤتمرات خارجیة

570

680

408

147

5

مساهمات الجامعة فی المؤتمرات الداخلیة بالألف جنیة

226

209

130

544

6

مساهمات الجامعة فی المؤتمرات الخارجیة بالألف جنیة

1291

1241

1326

1058

                               المصدر (جامعة طنطا ،2016، 213)

    یلاحظ من جدول (9) أن عدد أعضاء هیئة التدریس المشترکین فی مؤتمرات قد انخفض إلى الربع فی عام 2015 مقارنة بعام 2012، کما یلاحظ انخفاض عدد المؤتمرات والندوات التی حضرها أعضاء هیئة التدریس إلى ما یقرب من النصف، کما انخفضت مساهمة الجامعة فی المؤتمرات الخارجیة مما یقلل من فرصة الجامعة فی نشر المعرفة المنتجة بها دولیاً.

(9) التعلم الذاتی

    إن التغیر سمة العصر ومکوناً من مکوناته نظراً للتقدم العلمی والتکنولوجی لوسائل الاتصال،  وأصبحت قدرة أی مؤسسة على النجاح مرهونة بقدرتها على التعامل مع تلک المتغیرات بإیجابیة وفعالیة، والجامعة مؤسسة منتجة للمعرفة صار محتماً علیها التعامل مع تلک المتغیرات باعتبارها محدداً من محددات قدرتها على البقاء والاستمرار، وفى هذا السیاق أصبحت مفاهیم التسویق والتنافسیة وانتشار نظریات التعلم الذاتی والتعلم عن بعد والتعلم الإلکترونی قضایا ذات أهمیة، لذا یعتمد أعضاء هیئة التدریس علی الوسائل التکنولوجیة الحدیثة فی تنمیة رأس المال الفکری لدیهم بالتعلم الذاتی.  

 المحور الرابع: الإطار المیدانی

    ویتم فیه عرض لإجراءات الإطار المیدانی وتطبیق أداة الدراسة وتحلیل وتفسیر النتائج کما یلی:

المقطع 1.01           أولاً: إجراءات الإطار المیدانی

تضمنت بناء الاستبانة، ومراحل هذا البناء وخطواته، وتحدید عینة الدراسة، بالإضافة إلى الأسلوب الإحصائی المستخدم فی تحلیل البیانات.

(1) بناء أداة الدراسة: تم بناء الاستبانة بالرجوع إلى الأدبیات والدراسات ذات الارتباط بموضوع الدراسة، وقد اشتملت الاستبانة فی صورتها النهائیة على (43) عبارة موزعة على ثلاثة محاور تتضمن مدی إسهام جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری من خلال توفیر متطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة لأعضاء هیئة التدریس بها لتحقیق اقتصاد المعرفة، ویوضح جدول (10) محاور الاستبانة وعدد عباراتها کما یلی:

جدول (10) محاور الاستبانة وعدد العبارات التی یتضمنها کل محور

م

المحـــاور

عدد العبارات

1

المحور الأول: المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

16

2

المحور الثانی: المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

17

3

المحور الثالث: المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

10

الإجمــــالی

43

یتضح من الجدول السابق أن عدد محاور الاستبانة ثلاثة محاور، وعدد عباراتها (43) عبارة، یتضمن المحور الأول (16) عبارة بنسبة (37,2%) من إجمالی عبارات استمارة المقابلة، المحور الثانی (17) عبارة بنسبة (39,5%)، المحور الثالث (10) عبارات بنسبة (23,3%).

(2) صدق الأداة

اعتمدت الدراسة على " صدق المحکمین" حیث تم عرض الاستبانة على مجموعة

 من الأساتذة المختصین فی التربیة بهدف اختبار صدق محتوى الأداة، وقد طُلب منهم إبداء وجهة نظرهم حول مدى اتفاق بنودها مع الهدف الذى وضعت من أجله، کما طُلب منهم تعدیل أو إضافة أو حذف ما یلزم وتضمنت الأداة فی صورتها المبدئیة خمسین عبارة ، أجمع المحکمون علی استبعاد عدد سبع عبارات لعدم تطابقها مع محاور الأداة، فجاءت الاستبانة فی صورتها الحالیة متضمنة ثلاثة وأربعین عبارة، کما اعتمد علی صدق الاتساق الداخلی ویقصد به مدى الارتباط بین درجات کل عبارة من العبارات مع المحور الذی تنتمی إلیه، ودرجة ارتباط کل محور مع الدرجة الکلیة لاستمارة المقابلة.

وقد قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بین درجة کل مفردة ودرجة المحور الذی تنتمی إلیه وبالدرجة الکلیة للأداة بعد حذف درجة المفردة من درجة المحور أو من الدرجة الکلیة للاستبانة باعتبار باقی المفردات محکاً للمفردة، على أن تکون قیم معاملات الارتباط دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0,01 لکی تتمتع الاستبانة بدرجة عالیة من الصدق الداخلی، کما تم استخراج معامل ارتباط درجة کل بعد بدرجة الأبعاد الأخرى والدرجة الکلیة، کما یتضح من الجدول التالی:


جدول (11) معامل ارتباط بیرسون بین محاور الاستبانة

م

المحـــاور

المجموع الکلی

1

المحور الأول: المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

**990,0

2

المحور الثانی: المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

**991,0

3

المحور الثالث: المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

**939,0

**دالة عند مستوى 0,01

ویتضح من الجدول السابق أن جمیع أبعاد الاستبانة ترتبط فیما بینها ارتباطاً موجباً عند مستوى دلالة (0,01) وهذا یدل على صدق الاتساق الداخلی للأبعاد مع الدرجة الکلیة للاستبانة.

 

(3) ثبات الأداة

یقصد بالثبات دقة المقیاس أو اتساقه، ومعامل الثبات هو معامل ارتباط بین المقیاس ونفسه، فنحن نحسب معامل الثبات بحساب معامل الارتباط بین درجات المقیاس ونفسه، أو بین درجات المقیاس وصورة أخرى مکافئة له (أبو علام ،2001، 417)، وقد قامت الباحثة بحساب الثبات باستخدام طریقة ألفا کرونباخ على عینة من أعضاء هیئة التدریس من خارج عینة الدراسة (ن= 50) فکان معامل الثبات للمقیاس ککل وکذلک لمحاوره الثلاثة کما هو موضح بالجدول التالی:


جدول (12) معاملات الثبات (ألفا کرونباخ) للاستبانة ومحاورها الثلاثة

م

المحـــاور

عدد العبارات

معامل الثبات

1

المحور الأول: المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

16

0,968

2

المحور الثانی: المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

17

0,971

3

المحور الثالث: المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

10

0,946

الإجمــــالی

43

0,987

یتضح من جدول (12) ارتفاع معامل الثبات لاستمارة المقابلة ککل (0,987) وکذلک لکل من محاورها الفرعیة کل على حدة، والذی یقترب من الواحد الصحیح، وبذلک تتمتع الاستبانة بدرجة عالیة من الثبات.

 (4) عینة الدراسة

    نظرًا لصعوبة دراسة مجتمع بأکمله من کافة الجوانب، یلجأ الباحثون إلى دراسة المجتمع من خلال عینة ممثلة لهذا المجتمع، للحصول على معلومات عن المجتمع الأصلی لها ، ویتکون مجتمع الدراسة الحالیة من أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا فی (13) کلیة، وهى: الطب، طب الأسنان، الصیدلة، العلوم، الهندسة، التمریض، الزراعة، التجارة، التربیة، التربیة الریاضیة، التربیة النوعیة، الحقوق، الآداب، ویبلغ عدد أعضاء هیئة التدریس بالکلیات السابقة (2400) عضواً(جامعة طنطا ،2016، 169)، وقامت الباحثة باختیار عینة عشوائیة من أعضاء هیئة التدریس من کلیات جامعة طنطا ممثلة لهذا المجتمع بلغ قوامها (332) مفردة بنسبة (13,83%) من المجتمع الأصلی البالغ عدده (2400) عضواً، وقد اعتمدت الباحثة على طریقة معادلة  Krejcie and Morgan(1970) فی سحب عینة عشوائیة ممثلة لمجتمع الأصل بنسبة ثقة 95% وبمعنویة 0,05"، وهی نفس نتیجة الجداول الإحصائیة لـ "کیرجسى ومورجان" للمجتمعات التی یبلغ عددها (2400) مفردة(Cohen, et al,2007,101-103)، ویوضح جدول (13) توزیع أفراد العینة وتمثیلها لمجتمع الدراسة الأصلی کما یلی: 

جدول (13) توزیع أفراد عینة الدراسة 

م

الکلیة

عدد المجتمع الأصلی بالکلیة

العینة المأخوذة

1

الطب

1031

143

2

طب الأسنان

124

17

3

الصیدلة

44

6

4

العلوم

283

39

5

الهندسة

156

22

6

التمریض

79

11

7

التجارة

93

13

8

التربیة

138

19

9

التربیة النوعیة

92

13

10

التربیة الریاضیة

116

16

11

الزراعة

60

8

12

الآداب

159

22

13

الحقوق

25

3

الإجمالی

2400

332

یوضح الجدول السابق تمثیل عینة الدراسة لأعضاء هیئة التدریس بالکلیات السابقة بنسبة (13,83%) من المجتمع الأصلی بکل کلیة. ویوضح الجدول التالی توزیع أفراد العینة حسب متغیر الدراسة – نوع الکلیة – توزیعاً عشوائیاً کما یلی:

جدول (14) توزیع أفراد العینة حسب متغیر نوع الکلیة 

المتغیر

الفئة

العدد

النسبة المئویة

 

نـوع الکـلیــة

عملیة

246

74,1

نظریة

38

11,4

نظریة وعملیة

48

14,5

الإجمــــالـی

332

100,0

المقطع 1.02           ثانیاً: عرض نتائج الإطار المیدانی

فی هذا الجزء من الدراسة تم عرض وتفسیر النتائج لعینة الدراسة من أعضاء هیئة التدریس على محاور الاستبانة، وکذلک نتائج الفروق بحسب متغیر نوع الکلیة.

المقطع 1.03           (1) النتائج المتعلقة بترتیب محاور الاستبانة

أوضحت نتائج الدراسة أن درجة تحقق متطلبات تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا جاءت ضعیفة على مجمل الاستبانة مجملة ومحاورها الفرعیة تبعاً لمقیاس لیکرت الثلاثی، کما هو موضح فی الجدول التالی:


جدول(15) استجابات أفراد عینة الدراسة على محاور الاستبانة

م

المحـــاور

المتوسط العام لمدى تحقق کل محور

درجة التحقق

الترتیب

1

المحور الأول: المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

1,49

ضعیفة

2

2

المحور الثانی: المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

1,57

ضعیفة

1

3

المحور الثالث: المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

1,27

ضعیفة

3

                  **دالة عند مستوى 0,01

یلاحظ من الجدول السابق ما یلی:

1-متطلبات تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا ذات تحقق منخفض من وجهة نظرهم حیث تراوحت متوسطاتها بین (1,27)، و(1,49).

2-وعلى ذلک یمکن ترتیب أبعاد الاستبانة من حیث درجة التحقق کما یلی:

أ-المحور الثانی (المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة) والذی یُعد أعلى محاور الاستبانة من حیث درجة التحقق حیث بلغت نسبة متوسط الإجمالی لعباراته (1,57)، وفی ذلک دلالة على أن عملیة نشر المعرفة تُعد الأکثر تحققاً بین ما تؤدیه الجامعة من متطلبات لتنمیة رأس المال الفکری.

ب-المحور الأول (المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة) وبمتوسط قدره (1,49) لإجمالی عباراته.

جـ-المحور الثالث (المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة) ویُعد أدنی محاور الاستبانة من حیث درجة التحقق حیث بلغت نسبة المتوسط الإجمالی لعباراته (1,27).

وفی ذلک دلالة على أهمیة بذل الجامعة مزید من الجهد لتنمیة رأسمالها الفکری، کی تحقق الدور المنوط بها فی استثمار قدرات علمائها لتحقیق اقتصاد المعرفة.

المقطع 1.04           (2) تفسیر نتائج المحور الأول: المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

     تسهم الجامعة بدور فعال فی رقى الفکر من خلال الإبداع والابتکار لإنتاج المعرفة، وتعبر المعرفة عن حصیلة البحث العلمی والدراسات المیدانیة والمشروعات الابتکاریة والخبرات والتجارب والاستراتیجیات، وغیرها من أشکال الإنتاج الفکری وتشکل الأصول الفکریة لأعضاء هیئة التدریس عبر الزمان، ویندرج بهذا المحور (16) عبارة تمثل متطلبات إنتاج المعرفة، ویوضح جدول (16) استجابات أفراد العینة حول المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة على النحو التالی:

 


جدول(16) استجابات أفراد عینة الدراسة حول المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

**    دالة عند مستوى 0,01

من خلال استعراض الجدول السابق یتضح ما یلی:

- أن العبارات الواردة بهذا المحور تراوحت فی درجة التحقق بین ضعیفة إلى متوسطة، فقد تحققت العبارات (1، 13، 14، 16) بدرجة متوسطة، فی حین کان تحقق العبارات (2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 15) ضعیفاً، حیث تراوحت الأوزان النسبیة لعبارات المحور الأول بین (2,20) وحتى (1,14)، وبلغ متوسط استجابة أفراد العینة على ذلک المحور ککل (1,49).

- أکثر العبارات تحققاً من وجهة نظر عینة الدراسة حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات (14)، (13)، (16)؛ حیث جاءت العبارة رقم (14) والتی تنص على " توفیر البیانات والمعلومات من خلال قواعد بیانات حدیثة ومتطورة " فی الترتیب الأول بوزن نسبی (2,20) مما یعنی تحققها بدرجة متوسطة، وقد یکون ذلک نابعاً من أن للجامعات دور هام فی بناء مجتمع المعرفة من خلال إنتاج المعرفة فی مختلف المجالات العلمیة والبحثیة وبثها عبر تقنیات المعلوماتیة المعاصرة وتطبیقها، واشتراکها فی قواعد البیانات العالمیة والمحلیة وإتاحتها لأعضاء هیئة التدریس بها.

- ثم یلیها العبارة رقم (13) والتی تنص على " إکساب مهارات التعامل مع التطبیقات المختلفة لتکنولوجیا المعلومات فی مجال البحث " بوزن نسبی (1,96)، ویتفق ذلک مع دراسة (سماح زکریا محمد 2014) والتی أکدت على أهمیة التدریب الإلکترونی فی تنمیة رأس المال الفکری لدی أعضاء هیئة التدریس بالجامعة.

- ثم جاءت العبارة رقم (16) والتی تنص على " توفیر ورش عمل متخصصة فی جمیع المجالات لأعضاء هیئة التدریس " فی الترتیب الثالث بوزن نسبی (1,88) مما یعنی أن تحقق تلک العبارات کان متوسطاً، ویتفق ذلک مع دراسة (إبراهیم عباس الزهیری 2012) والتی أکدت ضرورة الاهتمام برأس المال الفکری – کمصدر، وعلى ضرورة أن تتضمن الأهداف العامة للتعلیم العالی التأکید على تنمیة رأس المال البشری بجمیع جوانبه التی تشمل فی جملتها تنمیة الإنسان الذی یمتلک مفاتیح التقدم والتنمیة لمجتمعه.

 – أقل العبارات تحققاً من وجهة نظر عینة الدراسة والتی حازت على ترتیباً متدنیاً عن نظیراتها وذلک حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات رقم (5)،(15)،(12) على الترتیب؛ حیث جاءت العبارة رقم (5) والتی تنص على "تقلیل أعباء أعضاء هیئة التدریس بما یساعد فی أداء مهامهم البحثیة" فی الترتیب الأخیر بوزن نسبی (1,14) مما یعنی تحققها بدرجة ضئیلة جداً، حیث أشار (87,4%) من عینة الدراسة بعدم تحققها، وتأتی فی الترتیب قبل الأخیر العبارة رقم (15) والتی تنص على "تزوید المختبرات بالمستلزمات والخامات والأدوات اللازمة للعملیة البحثیة " بوزن نسبی (1,18) ویرجع ذلک لانخفاض میزانیة الکلیات وعدم قدرتها علی توفیر مستلزمات البحث العلمی، ویسبقها العبارة رقم (12) والتی تنص على "التنمیة المهنیة المستمرة لأعضاء هیئة التدریس بما یحقق التکیف مع متغیرات العصر" بوزن نسبی (1,19) ویرجع ذلک لانشغال أعضاء هیئة التدریس بالحصول علی شهادة حضور الدورات بهدف استکمال أوراقهم للترقیة أو التعیین ولیس لزیادة مهاراتهم وخبراتهم واطلاعهم علی الجدید فی مجال تخصصهم.

- قیم کا2 دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0,01) على جمیع عبارات المحور الأول حیث جاءت العبارات رقم (1، 13، 14، 16) دالة احصائیاً لصالح التحقق بدرجة ضعیفة، بینما جاءت العبارات (2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 15) دالة لصالح عدم التحقق، أی أنه لا یوجد إجماع بین أفراد عینة الدراسة على هذه العبارات من حیث درجة التحقق، مما یجعل هناک اختلافاً فی تقدیر أهمیة تلک المتطلبات التی تتعلق بإنتاج المعرفة فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بالجامعة.

وبتحلیل ما أسفرت عنه نتائج الدراسة فی هذا المحور، یلاحظ أن هناک اتفاقاً کبیراً من جانب أفراد عینة الدراسة على قصور دور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بها فیما یتعلق بإنتاج المعرفة، کما أوضحت عنه استجابات أفراد عینة الدراسة على إجمالی عبارات المحور الأول، مما یحتم ضرورة بذل الجامعة مزید من الجهد فیما یختص بتقدیم کافة الإمکانات للنهوض بالإنتاج المعرفی وتیسیر إجراءاته وتشجیع أعضاء هیئة التدریس على ذلک.

وهو ما یتفق مع نتائج الدراسات السابقة کدراسة (David Turpin, et al 2009) والتی أکدت على أهمیة دور الجامعة  فی عملیة إنتاج المعرفة ونشرها وتسویقها، وأکدت على أهمیة الاستثمار فی البحث العلمی من خلال التعاون بین الجامعة وقطاعات المجتمع ، وأوصت بضرورة تفعیل دور الجامعة فی إنتاج المعرفة التی یمکن توظیفها فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة.

المقطع 1.05            (3) تفسیر نتائج المحور الثانی: المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

    یمثل النشر العلمی أداه للتعبیر عن مستوى الجامعة ویعتبر ذاکرة توثیقیة لها تعطى صورة واقعیة عن مدى تقدمها فی المجالات البحثیة المختلفة، وهو حصیلة لبحوث نظریة وتجریبیة ودراسات تطبیقیة قام بها أعضاء هیئة التدریس لإنتاج معارف جدیدة أو تطویر معارف قدیمة أو مواجهة المشکلات المجتمعیة.

ویمکن الوقوف علی مدی تلبیة جامعة طنطا لمتطلبات نشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة من خلال جدول (17) ، ویندرج بهذا المحور (16) عبارة تمثل متطلبات نشر المعرفة کما یلی:

جدول(17) استجابات أفراد عینة الدراسة حول المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

**    دالة عند مستوى 0,01

من خلال استعراض الجدول السابق یتضح ما یلی:

- أن العبارات من (17: 33) الواردة بالمحور الثانی – المتطلبات التی تتعلق بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة -تراوحت فی درجة التحقق بین ضعیفة إلى متوسطة، حیث تراوحت الأوزان النسبیة لعبارات هذا المحور بین (2,61) وحتى (1,13)، عدا العبارة رقم (27) فقد تحققت بدرجة کبیرة، وبلغ متوسط استجابة أفراد العینة على ذلک المحور ککل (1,57).

- أکثر العبارات تحققاً من وجهة نظر عینة الدراسة حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات (27)، (28)، (19)؛ حیث جاءت العبارة رقم (27) والتی تنص على "إصدار دوریات علمیة فی جمیع التخصصات لنشر المعرفة التی ینتجها أعضاء هیئة التدریس" فی الترتیب الأول بوزن نسبی (2,61) مما یعنی تحققها بدرجة کبیرة ویرجع ذلک لوجود مجلة علمیة بکل کلیة ینشر من خلالها أعضاء هیئة التدریس بحوثهم، ثم یلیها العبارة رقم (28) والتی تنص على "توفیر البحوث العلمیة ومؤلفات أعضاء هیئة التدریس بمکتبة الجامعة المرکزیة ومکتبات الکلیات" بوزن نسبی (2,14) وهو ما یعنی تحققها بدرجة متوسطة، ثم جاءت العبارة رقم (19) والتی تنص على "رفع الإنتاج العلمی لأعضاء هیئة التدریس علی قواعد بیانات محلیة ودولیة" فی الترتیب الثالث بوزن نسبی (2,08) حیث یتم نشر بحوث أعضاء هیئة التدریس علی بجامعة طنطا علی Research Gate .

 – أقل العبارات تحققاً من وجهة نظر عینة الدراسة والتی حازت على ترتیباً متدنیاً عن نظیراتها وذلک حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات رقم (24)، (23)، (20) على الترتیب؛ حیث جاءت العبارة رقم (24) والتی تنص على " نشر البحوث المتمیزة على نفقة الجامعة " فی الترتیب الأخیر بوزن نسبی (1,13) مما یعنی تحققها بدرجة ضعیفة، حیث أشار (91,3%) من عینة الدراسة بعدم تحققها.

- وتأتی فی الترتیب قبل الأخیر العبارة رقم (23) والتی تنص على " تسویق البحوث العلمیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعة لتشجیعهم على الإنتاج العلمی " بوزن نسبی (1,17)، لما لذلک من أثر کبیر فی إزکاء مناخ الإبداع والابتکار للمبدعین من الأساتذة، ویتفق ذلک ودراسة (David Turpin, et al 2009) التی أکدت على أهمیة دور الجامعة  فی عملیة تسویق المعرفة، والاستثمار فی البحث العلمی من خلال التعاون بین الجامعة وقطاعات المجتمع، وأوصت بضرورة تفعیل دور الجامعة فی إنتاج المعرفة التی یمکن توظیفها فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة.

- ویسبقها العبارة رقم (20) والتی تنص على "المساهمة فی نفقات النشر العلمی فی المجلات والمؤتمرات المحلیة والدولیة" بوزن نسبی (1,22) وهذا یعنی أن الجامعة لا تسهم فی ذلک.

- قیم کا2 دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0,01) على جمیع عبارات المحور الثانی حیث جاءت العبارة رقم (27) دالة لصالح التحقق بدرجة کبیرة، بینما جاءت العبارات (19، 20، 28) دالة لصالح التحقق بدرجة ضعیفة، على حین جاءت بقیة العبارات دالة لصالح عدم التحقق، أی أنه لا یوجد إجماع بین أفراد العینة على هذه العبارات من حیث درجة التحقق، مما یجعل هناک اختلافاً فی تقدیر أهمیة تلک المتطلبات التی تتعلق بنشر المعرفة فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس.

وبتحلیل ما أسفرت عنه نتائج الدراسة فی هذا المحور، یلاحظ أن هناک اتفاقاً کبیراً من جانب أفراد عینة الدراسة على قصور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بها فیما یتعلق بنشر المعرفة، کما أوضحت عنه استجابات أفراد عینة الدراسة على إجمالی عبارات المحور الثانی، مما یحتم ضرورة بذل الجامعة مزید من الجهود فیما یختص بتقدیم کافة التیسیرات الممکنة واستخدام کافة التقنیات الحدیثة وتطویر منظومة العمل بها بما یلبی متطلبات أعضاء هیئة التدریس بها. ویتفق ذلک ودراسة (David Turpin, et al 2009) التی أکدت على أهمیة دور الجامعة فی نشر المعرفة، وما لذلک من انعکاس على المسار التنموی المجتمعی.

(4) تفسیر نتائج المحور الثالث: المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة  

 یفرض اقتصاد المعرفة على الجامعة تطبیق نتائج البحوث العلمیة، أی إیصال نتائجها

إلى المستفیدین منها وهذا یستدعى توفیرها العدید من المتطلبات الأکادیمیة، ویندرج بهذا المحور (10) عبارات تمثل متطلبات إنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة، ویوضح جدول (18) استجابات أفراد العینة حولها

 

 

 

 

 

 

جدول(18) استجابات أفراد عینة الدراسة حول المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


**    دالة عند مستوى 0,01

من خلال استعراض الجدول السابق یتضح ما یلی:

- أن العبارات الواردة بهذا المحور من (34: 43) المتعلقة بمتطلبات تطبیق المعرفة قد تحققت بدرجة ضعیفة حیث تراوحت أوزانها النسبیة بین (1,60) وحتى (1,12)، وبلغ متوسط استجابة أفراد العینة على ذلک المحور ککل (1,27).

- أکثر العبارات تحققاً من وجهة نظر عینة الدراسة حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات (39)، (38)، (41)؛ حیث جاءت العبارة رقم (39) والتی تنص على "توافر قنوات اتصال مع المؤسسات الإنتاجیة والخدمیة لتطبیق المعرفة التی تتوصل إلیها الجامعة" فی الترتیب الأول بوزن نسبی (1,60) مما یعنی تحققها بدرجة متوسطة، وفی ذلک دلالة على أهمیة أن تضطلع الجامعة بمسئولیتها تجاه أعضائها من  بناء لقدراتهم وتنمیة لمهاراتهم وکذاک مشارکة أفکارهم والسعی إلى تطویرها وتطبیق نتائجها لأن الارتقاء بالمورد البشری یعتبر الوسیلة الوحیدة التی تمکن الجامعة من إنتاج موارد معرفیة جدیدة وتوظیفها وتحقیق بیئة تنافسیة فى ظل اقتصاد شدید التنافس.

- ثم یلیها العبارة رقم (38) والتی تنص على " وضع آلیات للمشارکة بین الجامعة والمؤسسات الإنتاجیة لتمویل البحوث وتطبیق نتائجها" بوزن نسبی (1,51)، وقد تعلل الباحثة ذلک بما یؤخذ علی الجامعات من ضآلة المعرفة وقلة مساهمتها فی تنمیة المجتمع ووجود نوع من العزلة بین مراکز البحث العلمی المحلیة وعملیة الإنتاج والتطویر فى کثیر من المجالات، فکل منهما یعمل بشکل مستقل عن الآخر، ویتفق ذلک مع دراسة (علی صایل، 2016) التی أکدت على أهمیة تلک العلاقة المتبادلة بین کل من الجامعة ومؤسسات الأعمال حیث أن للتطورات الفکریة المعاصرة انعکاسات على عالم الأعمال، مما یجعل اقتصاد المعرفة من الموارد المهمة لأی منظمة تستهدف النجاح ، ویتوقف ذلک علی مدی استثمارها لمواردها لزیادة قدرتها التنافسیة من خلال الارتباط بین مؤشرات رأس المال الفکری واقتصاد المعرفة.

 - ثم جاءت العبارة رقم (41) والتی تنص على "توظیف التقنیات الحدیثة للمساهمة فی تطبیق المعرفة" فی الترتیب الثالث بوزن نسبی (1,38) مما یعنی أن تحقق تلک العبارات کان متوسطاً.

 – أقل العبارات تحقق من وجهة نظر عینة الدراسة والتی حازت على ترتیباً متدنیاً عن نظیراتها وذلک حسب ترتیب الوزن النسبی هی العبارات رقم (43)، (37)، (42) على الترتیب؛ حیث جاءت العبارة رقم (43) والتی تنص على "إدارة حقوق الملکیة الفکریة للابتکارات ومالکیها" فی الترتیب الأخیر بوزن نسبی (1,12) مما یعنی تحققها بدرجة ضعیفة، حیث أشار (89,5%) من عینة الدراسة بعدم تحققها، وتأتی فی الترتیب قبل الأخیر العبارة رقم (37) والتی تنص على "التقویم المستمر لنتائج البحوث فی تحقیق العائد منها فی ضوء المتطلبات المتغیرة للتنمیة المجتمعیة" بوزن نسبی (1,13)، ویسبقها العبارة رقم (42) والتی تنص على "تطبیق آلیات فعالة لاستثمار المعرفة" بوزن نسبی (1,14) وهو ما یعنی أن تحقق تلک العبارات کان ضعیفاً.

- قیم کا2 دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0,01) على جمیع عبارات المحور الأول لصالح عدم التحقق، أی أن هناک درجة کبیرة من إجماع أفراد عینة الدراسة على هذه العبارات من حیث درجة التحقق، مما یعکس اتفاقهم حول أهمیة دور الجامعة فی تلبیة تلک المتطلبات التی تتعلق بإنتاج المعرفة وأثر ذلک فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بها.

وبتحلیل ما أسفرت عنه نتائج الدراسة فی هذا المحور، یلاحظ أن هناک اتفاقاً کبیراً من جانب أفراد عینة الدراسة على قصور واقع دور الجامعة فی تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بها فیما یتعلق بتطبیق المعرفة، کما أوضحت عنه استجابات أفراد عینة الدراسة على إجمالی عبارات المحور الثالث، مما یستوجب ضرورة بذل الجامعة مزید من الجهود فیما یختص بتحویل المعرفة النظریة التی تم التوصل إلیها عن طریق البحوث إلى تطبیقات عملیة، وتوفیر الدعم المادی لها، وتذلیل ما یعترض ذلک التطبیق من عقبات.

    وفی ضوء ما سبق من عرض وتفسیر لاستجابات عینة الدراسة على محاور الدراسة الثلاثة یتضح أن هناک دوراً هاماً للجامعة یتمثل فی مسئولیتها عن بناء قدرات أفرادها وتنمیة مهاراتهم وابتکاراتهم، والسعی الدؤوب إلى استثمارها والانتفاع بها، بما یسهم فی تلبیة احتیاجاتهم من جانب، ومتطلبات التنمیة فی المجتمع من جانب آخر، لمواکبة مناخ التنافسیة المحلى والدولی وکذا متطلبات العصر ومستجداته.

المقطع 1.06            (5) نتائج الاستبانة وفقاً لمتغیرات الدراسة

تقدم الدراسة من خلال العرض التالی وصفاً إجمالیاً لنتائج الاستبانة ککل ومحاورها الفرعیة فی ضوء متغیر نوع الکلیة (کلیات عملیة، نظریة، نظریة عملیة) باستخدام تحلیل التباین أحادی الاتجاه، کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول(19) الفروق بین استجابات أفراد العینة على الاستبانة ککل ومحاورها الفرعیة بحسب متغیر نوع الکلیة باستخدام اختبار تحلیل التباین أحادی الاتجاه One Way Anova


م

المحاور

المستوى التعلیمی

ن

المتوسط

الانحراف المعیاری

قیمة الفاء

الدلالة الاحصائیة*

 

1

المحور الأول (المتطلبات المتعلقة بإنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة)

 

 

               

عملیة

246

25,97

8,426

2,116

غیر دالة

نظریة

38

23,34

8,184

نظریة عملیة

48

24,42

9,000

 

2

المحور الثانی (المتطلبات المتعلقة بنشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة)

عملیة

246

28,85

11,209

2,537

غیر دالة

نظریة

38

26,11

8,513

نظریة عملیة

48

28,52

10,699

 

3

المحور الثالث (المتطلبات المتعلقة بتطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة)

عملیة

246

15,34

4,709

20,183

دالة

نظریة

38

11,86

3,815

نظریة عملیة

48

15,10

5,513

إجمــــالی استجابات عینة الدراسة على الاستبانة ککل

 

عملیة

246

69,93

24,903

4,390

دالة

نظریة

38

61,32

20,164

نظریة وعملیة

48

68,28

24,195

**        دالة عند مستوى 0,05

ومن خلال استعراض الجدول السابق یتضح أن:

- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أفراد عینة الدراسة على الاستبانة مجملة تبعاً لمتغیر نوع الکلیة (کلیات عملیة – نظریة – عملیة نظریة)، حیث جاءت قیمة الفاء (4,390)، دالة عند مستوى دلالة 0,05 لصالح الکلیات العملیة، وربما یکون ذلک ناجماً عن قناعة الکلیات العملیة بأهمیة ما تقدمه من إنتاج علمی تطبیقی یستوجب ضرورة بذل الجامعة دوراً أکثر فعالیة لاستثماره لتحقیق ما هو مأمول منها من دور تنموی.

- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر نوع الکلیة على کل من المحور الأول للاستبانة (متطلبات إنتاج المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة)، حیث جاءت قیمة الفاء (2,116) غیر دالة عند مستوى دلالة 0,05، وکذلک المحور الثانی (متطلبات نشر المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة) حیث جاءت قیمة الفاء (2,537) غیر دالة عند مستوى دلالة 0,05.

 

- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر نوع الکلیة بالنسبة للمحور الثالث من متطلبات تنمیة رأس المال الفکری لأعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا (متطلبات تطبیق المعرفة لتحقیق اقتصاد المعرفة)، حیث جاءت قیمة الفاء (20,183) عند مستوى دلالة 0,01  لصالح الکلیات العملیة التی بلغ متوسطها (15,34)، والی قد یعود إلى طبیعة عمل تلک الکلیات التی تهتم أکثر بالشق العملی والأداء المهارى نظراً لما تمتلکه من زخم فی مجال البحوث التطبیقیة ذات المردود التنموی وثیق الصلة بطبیعة العمل والإنتاج فی المجتمع. 

الأمر الذی یعد مؤشراً على أهمیة تلک المتطلبات وأثرها التنموی من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس بالجامعة وخاصة ممن ینتسبون إلى الکلیات العملیة ذات المردود التنموی المباشر، وفی ذلک تأکید على أهمیة ما یمکن أن تؤدیه الجامعة من دور تنموی کقاطرة للتقدم والتنمیة بالمجتمع فی سیاق مسارات متنوعة تعتمد تبنی رؤى وفلسفات معاصرة تمهد الطریق لتلک التنمیة وبرامج تلبى احتیاجات أعضاء هیئة التدریس المتنوعة، وتطور من قدراتهم، وتستثمر ما لدیهم من إمکانیات ومهارات علمیة.

المحور الخامس:تصور مقترح لدور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لتحقیق اقتصاد المعرفة

    فی ضوء الإطار النظری وما أسفرت عنه نتائج الإطار المیدانی من قصور دور جامعة طنطا فی الوفاء بتوفیر متطلبات تنمیة رأس المال الفکری لأعضائها من إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة، کما أفاد بذلک عینة أعضاء هیئة التدریس بها، ومن ثم لا تسهم فی تحقیق اقتصاد المعرفة، لذا حاولت الباحثة وضع تصور مقترح لدور جامعة طنطا فی تنمیة رأس المال الفکری لتحقیق اقتصاد المعرفة على النحو التالی:

1-أهداف التصور المقترح

    تستند فلسفة التصور المقترح إلى ضرورة توفیر الجامعة متطلبات إنتاج ونشر وتطبیق المعرفة لعضو هیئة التدریس نظراً لدوره الفاعل فی تحقیق اقتصاد المعرفة، وذلک من خلال تحسین أدائه البحثی، ومشارکته الفعالة فی خدمة المجتمع وتطویره، وفقاً للتغیرات المعرفیة والتکنولوجیة المتلاحقة، ومن ثم یهدف التصور المقترح إلى تحقیق مجموعة من الأهداف لعل من أبرزها:

-توفیر متطلبات إنتاج المعرفة لأعضاء هیئة التدریس فی المجالات المختلفة.

-توظیف المعرفة فی مساعدة مؤسسات المجتمع المختلفة على مواجهة مشکلاتها وعلى التطور لمواکبة التغیرات العالمیة.

-توفیر متطلبات نشر المعرفة لأعضاء هیئة التدریس فی مختلف المجالات.

-تقدیم بعض الرؤى المقترحة حول الأسالیب الملائمة لإنتاج المعرفة فی الجامعة وتطبیقها.

-الإدارة الفعالة لرأس المال الفکری للجامعة بما یسهم فی تحقیق اقتصاد المعرفة.

-تفعیل دور عضو هیئة التدریس فی خدمة المجتمع الذی تتواجد فیه الجامعة، وتلبیة احتیاجاته التعلیمیة والتربویة المختلفة.

-بناء ثقافة محفزة ومشجعة وداعمة لإنتاج المعرفة ومشارکتها، وتأسیس بیئة تنظیمیة

تقوم على أساس تبادل المعرفة.

-تحقیق التمیز فی المعرفة التی یمتلکها رأس المال الفکری بالجامعة بما یتیح لها تبوأ موقع متمیز.

2-منطلقـات التصور المقترح

     ینطلق التصور المقترح من مجموعة من المنطلقات لعل من أبرزها:

-امتلاک جامعة طنطا مقومات معرفیة قویة متمثلة فی أعضاء هیئة التدریس وما یمتلکونه من مهارات وکفایات وخبرات علمیة وتربویة فی مجال تخصصهم تسمح لها بتحقیق اقتصاد المعرفة.

-تطویر قدرات أعضاء هیئة التدریس بجامعة طنطا لتکون جامعة متمیزة من خلال تبنی سیاسات تساعدهم علی زیادة رصیدها المعرفی.

-حاجة أعضاء هیئة التدریس إلى بناء قدراتهم البحثیة والإبداعیة للوفاء بمتطلبات الأدوار المتغیرة لهم فی ظل اقتصاد المعرفة.

-العنصر البشری هو المورد الأهم فی تحقیق أهداف الجامعات وتمیزها، ومن ثم یجب الاهتمام به وتنمیته.

-الاهتمام بنشر المعرفة ونقلها وتبادلها من خلال المشارکة فی شبکات المعلومات الدولیة، وتنمیة مهارات أعضاء هیئة التدریس لاستخدام هذه الشبکات فیما یتعلق بإنتاج المعرفة والاستفادة من مصادر المعلومات الإلکترونیة وما یتوافر فیها من معلومات.

-عقد لقاءات دوریة بین الکلیات لعرض التجارب والممارسات المتمیزة وتبادل المعرفة.

3-أسس التصور المقترح

   یعتمد التصور المقترح على مجموعة من الأسس منها:

-دعم شبکات المعلومات التی تیسر عملیة نقل المعرفة، وتوفیر کافة الإمکانات والموارد المادیة والتکنولوجیة اللازمة لنقل المعرفة وتبادلها.

-تبنى ثقافة تدعم تبادل المعرفة بین أعضاء هیئة التدریس فی الکلیات المختلفة ومع الجامعات الأخرى.

-تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس من خلال تنفیذ برامج التدریب والتنمیة المهنیة، وإکسابهم القدرة لکی یصبحوا أکثر رغبة فی تقاسم المعرفة، وأکثر قدرة على توظیفها لتحقیق اقتصاد المعرفة.

-العمل على تحقیق التمیز الأکادیمی، وزیادة الرصید المعرفی والوقوف على مصادر المعرفة المختلفة، وسبل تطویرها.

-تدعیم البنیة التحتیة لکلیات الجامعة بتزویدها بالمعامل والأجهزة اللازمة للتطویر، واستخدامها على أفضل نحو ممکن.

-دعم مؤسسات المجتمع المدنی لمبادرات تبادل المعرفة مع أعضاء هیئة التدریس بکلیات الجامعة المختلفة.

-تشجیع التعاون العلمی مع الجامعات على المستوى المحلی والإقلیمی والعالمی.

-تحقیق الرضا الوظیفی لأعضاء هیئة التدریس بما یدفعهم لإنتاج المعرفة وتطویرها فی محیط العمل.

-إجراء البحوث العلمیة (الفردیة والجماعیة) التی تتفق مع الاحتیاجات الفعلیة لخطط التنمیة المجتمعیة.

4-متطلبـات تنفیـذ التصـور المقتـرح                                   

  یتطلب تطبیق التصور المقترح ضرورة توافر بعض المتطلبات ومنها:

-التخطیط لبرامج التنمیة المهنیة المستدامة بحیث یکون التعرف على کیفیة إنتاج المعرفة ونشرها وتطبیقها داخل الجامعة أولی أهدافها.

-إعداد خطط استراتیجیة وسیاسات تدریبیة للقیادات الإداریة حول تقنیات وأسالیب إدارة المعرفة حتى تستثمر المعرفة المنتجة بشکل سلیم.

-توفیر فرص حضور المؤتمرات العلمیة بالخارج لأعضاء هیئة التدریس، حیث یتیح ذلک تبادل الخبرات، والاطلاع على کل ما هو جدید فی مجال التخصص، وتوفیر الدعم المالی لذلک.

-توفیر شبکات الانترنت المحلیة والعالمیة لتبادل الخبرات بین الکلیات والجامعات المناظرة، وربطها وفق تنظیم شبکی إلکترونی.

-نشر ثقافة التعلم التنظیمی، وذلک بنشر ثقافة تبادل المعرفة وإبداعها فی الکلیات، وتشجیع أعضاء هیئة التدریس على تقاسم هذه المعرفة، ونقلها فیما بینهم.

- تشجیع کل فرد بالجامعة لیصبح راغباً فی جمع المعرفة مع تدریبهم على خزن المعرفة واسترجاعها، وهنا یبرز دور نظم المعلومات ونظم إدارة المعرفة فی ذلک.

-تعظیم نقل المعرفة عبر کلیات الجامعة، وتشجیع فرق العمل لیکونوا منفتحین على الأفکار والخبرات الجدیدة.

-إنشاء مراکز متخصصة لإدارة المعرفة فی کل جامعة،وتفعیل دورها فى تحقیق الجودة والتمیز المؤسسی.

-عقد بروتوکولات تعاون بین الجامعة والمراکز البحثیة ومؤسسات علمیة خارجیة تهتم بقضایا التطویر الأکادیمی لعضو هیئة التدریس.

- تشجیع أعضاء هیئة التدریس على إنتاج الأفکار الإبداعیة ونشرها.

-وضع رؤیة واضحة لکیفیة إدارة الأصول المعرفیة ورأس المال الفکری فی مجالات البحث العلمی، والتدریس الجامعی، وخدمة المجتمع بشکل فعال، وتشجیع جمیع أعضاء هیئة التدریس على الالتزام بها.

-إنشاء نظام معلوماتی داخل الجامعة، ویتکون من قاعدة بیانات للبرامج العلمیة، وقاعدة بیانات البحوث العلمیة، وتفعیل الاتصال بقواعد البیانات العالمیة، ومن ثم یسهل الحصول على مصادر المعرفة وتبادلها مع الباحثین، ویتیح لعضو هیئة التدریس الفرصة لنقل المعرفة وتقاسمها.

-إنشاء مرکز لتسویق البحوث العلمیة یقع على عاتقه مسئولیة نشر البحوث العلمیة فی الدوریات العالمیة وفق آلیة محددة، وکذلک تسویقها من خلال التزاوج بین المعرفة النظریة وتطبیقاتها التکنولوجیة، وبین المنتج (الجامعة) والمستهلک (مؤسسات المجتمع المدنی).

-تفعیل قنوات تبادل المعرفة من خلال عقد المؤتمرات العلمیة، والندوات بین کلیات مختلفة، والاهتمام بالسمینارات العلمیة الخاصة بالأقسام حیث تتیح الفرصة للتعلم الجماعی، ونقل المعرفة وتقاسمها.

- تشجیع البحوث البینیة القائمة على الفرق البحثیة، وتیسیر إجراءات الاشتراک فی الجمعیات العلمیة العالمیة، وکذلک تسهیل إجراءات النشر الدولی بالدوریات العلمیة.

5-آلیات تنفیذ التصور المقترح

تتضمن آلیات تنفیذ التصور المقترح ما یلی:

-تبنیاستراتیجیةلتولیدالمعرفة: عمل رؤیة استراتیجیة للجامعة بحیث تکون مرنة ومستقبلیة وعالمیة ولها خطة استراتیجیة واضحةتتضمن استراتیجیة لتولید المعرفة تمکنها من المنافسة محلیاً وعالمیاً، ویشارک فی إعدادها وصیاغتها جمیع أعضاء هیئة التدریس تحدث باستمرار لمواکبة التغیرات المستمرة، وذلک من خلال العمل على تولید المعرفة فی الجامعة من خلال طرق متعددة منها:

-تغییر فی ترتیب وظائف الجامعة لیمثل البحث العلمی الوظیفة الأولى لها بحیث یکون اهتمام الجامعة الأساسی منصباً على البحث العلمی.

-تطویر البنیة التحتیة للبحث العلمی والابتکار، بحیث تتوافر متطلبات البحث العلمی الجید، وتتوافر کذلک القدرة على الابتکار والإبداع.

-طرح العدید من المشروعات البحثیة الطموحة، یشارک فی المشروع البحثی الواحد کلیات مختلفة.

-توفیر المیزانیة التی نص علیها الدستور للبحث العلمی، وتیسیر الاستفادة منها.

-الابتکار أو الاکتشاف، أو اکتساب المعرفة من مصادرها المتعددة، وتحدیثها باستمرار، ودعم وتشجیع المبتکرین وتوفیر الظروف المناسبة لإتمام أبحاثهم العلمیة، مما یساعد على رفع معدل التنافسیة عالمیاً.

-الاهتمام بتطویر أداء أعضاء هیئة التدریس من خلال برامج تدریبیة تهدف إلى تنمیة قدراتهم وتحسن مهاراتهم، وتشجیعهم على الاستمرار فی التعلم فی کافة المجالات المتعلقة بعملهم.

-اعتماد التعلم التنظیمی کمصدر لتولید المعرفة، وتشجیع ابتکار المعرفة من خلال أنظمة الحوافز والمکافآت، وتفعیل عملیات إنتاج المعرفة وتدوین الأفکار والمهارات والخبرات المتوافرة لدى أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة وحفظها وإتاحتها للاستخدام.

-رفع کفاءة البحث العلمی من خلال الاهتمام بجودة وحداثة موضوعات البحوث، مع الاستفادة من نتائج البحوث العالمیة.

-دعم مرکز اللغات والترجمة بالجامعة لترجمة أحدث البحوث العالمیة فی جمیع

المجالات والاستفادة بنتائجها، وجعلها متاحة للجمیع.

- المشارکة مع القطاع الخاص لإنتاج ونشر وتطبیق المعرفة: ویکون تطبیق المعرفة بتطبیق نتائج البحث العلمی، فی صورة منتجات جدیدة أو عند وضع حلول غیر تقلیدیة لمشکلات قائمة فعلاً، مما یساعد على توظیف المعارف العلمیة بشکل جید وهذا یتوجب على الجامعة وضع صیغ متعددة للشراکة والتعاقدات مع القطاع الخاص تکون فاعلاً حقیقیاً فی التنمیة لزیادة الإنتاجیة العلمیة، ویمکن تفعیل هذه الشراکة من خلال:

-وجود رؤیة مستقبلیة مشترکة وتکاملیة بین الجامعة والقطاع الخاص، وتبنى أهداف واتجاهات مشترکة لإنتاج ونشر وتطبیق المعرفة.

-تشجیع القطاع الخاص لتوفیر الدعم للجامعة لإنتاج المعرفة بکافة أشکالها، وتوفیر منح دراسیة خارجیة للمتمیزین منهم.

-نقل المعرفة وتبادل المعلومات بین الجامعة القطاع والخاص، من خلال بناء شبکة علمیة لهذا الغرض، وفتح قنوات اتصال فعالة لتنظیم الفعالیات بینهم.

-إقناع القطاع الخاص بأن الاستثمار فی مجال البحث العلمی والتنمیة المجتمعیة أفضل مجالات الاستثمار.

- تشجیع إقامة المعارض الخاصة بشرکات الاتصالات والمعلومات داخل الجامعة، مما یساعد على اطلاع أعضاء هیئة التدریس والباحثین على أحدث السبل فی الحصول على المعلومات والمعارف المختلفة.

-اجراء البحوث العلمیة بناء على طلب من المؤسسات الصناعیة، وذلک نتیجة لاجتماعات دوریة تعقد بین أصحاب المصانع ورؤساء المراکز البحثیة لتحدید الموضوعات المناسبة لإجراء البحوث لتطویر الصناعة.

-تطویرأسالیبنشرالمعرفة: یسهم النشر العلمی فی الارتقاء بالفکر الإنسانی ویعد

أحد الوسائل الهامة لتحقیق اقتصاد المعرفة، إذ لا قیمة للعلم إذا لم یتم نشره وإتاحته لخدمة البشریة مع الاستعانة بتقنیات المعلومات والاتصالات التی سهلت التواصل بین العلماء والباحثین فی جمیع أنحاء العالم، وذلک من منطلق أن المعرفة لا وطن لها، ویمکن تطویر أسالیب النشر باتباع أسالیب متعددة منها:

-تذلیل عقبات النشر الدولی أمام أعضاء هیئة التدریس فی المجلات المصنفة عالمیاً.

-نشر الأبحاث العلمیة لأعضاء هیئة التدریس باللغة الإنجلیزیة، وفی المجلات العلمیة المعروفة على مستوى العالم.

-جعل النشر فی المجلات والمؤتمرات الدولیة شرطاً للترقیة إلى درجة أستاذ مساعد أو أستاذ فی التخصصات المختلفة.

-استخدام اللغة الإنجلیزیة فی البحث العلمی، باعتبارها وسیلة التواصل الأکادیمی والبحثی بین الجامعات العالمیة.

-وضع جمیع المنشورات العلمیة للجامعة على شبکة الإنترنت، حتى یمکن نشرها فی جمیع دول العالم.

-تسهیل إجراءات التحاق الباحثین الأجانب ببرامج الدراسات العلیا بالجامعة حتى یمکن نشر المعرفة وتشارکها.

-زیادة الإنفاق على البحث العلمی، وتوفیر مصادر بدیلة للإنفاق علیه.

- عقد ندوات تهدف إلى تثقیف المجتمع بأهمیة المعرفة وسبل الحصول علیها، وکیف یمکن للفرد تنمیة قدراته البحثیة لتحسین مستوی معیشته.

-تطویرأسالیبتخزینالمعرفة: وذلک بإتباع أسالیب تخزین متعددة لحفظ المعرفة من الضیاع ولسهولة استرجاعها، والعمل على تحویل الأصول المعرفیة إلى وثائق الکترونیة، بما یسهم فی حفظها ونشرها واستخدامها، والعمل على اکتساب المعرفة من خلال الشراکة والتوأمة والتواصل.

ویتم تخزین المعرفة من خلال :

-توفیر الأجهزة والبرمجیات الحدیثة لمعالجة وتخزین المعرفة مثل أجهزة عرض، ماسح ضوئی، وأنظمة صوتیة.

-إنشاء ذاکرة تنظیمیة بالجامعة توثق خبراتها وموجوداتها المعرفیة.

-إیجاد آلیة لاسترجاع المعرفة المخزنة بالذاکرة التنظیمیة للجامعة.

-إنشاء قواعد بیانات الکترونیة تتضمن المعلومات والمعارف التی تم إنتاجها، وتم مشارکتها.

- تحویل المعارف الورقیة القدیمة إلی وثائق الکترونیة بحیث یسهل الرجوع إلیها عند الحاجة.

-توفیر شبکة انترنت لتسهیل نقل المعرفة وتخزینها علی One Drive أو أی سحابة تخزینیة تسمح بمجال واسع لعدد هائل من التیرا بایت.

- توفیر موقع خاص على شبکة الانترنت واستخدم محرکات البحث فى إدارة المحتوى المعرفى.

- تطویر المکتبات لتکون مراکز معرفیة تتیح الدخول على قواعد المعرفة المخزنة.

-إنشاء بنک معلوماتی منظم وفقاً لتصنیف المعرفة بکل کلیة بالجامعة.

-توسیععملیةالتشارکفیالمعرفة: وذلک من خلال بناء ثقافة تنظیمیة تقوم على التعاون بین أعضاء هیئة التدریس لتسهیل عملیة توزیع المعرفة بینهم، وتشجیعهم على تبادل المعرفة والتشارک فیها والقیام بتنظیم ورش عمل ولقاءات دوریة تسهم فی نقل المعرفة الظاهرة والضمنیة، ودعوة الخبراء بالدول المتقدمة للاستفادة من خبراتهم، وتعزیز العلاقة بین الجامعة ومراکز البحث العلمی.

والدعوة إلى شراکة معرفیة بین منتجی المعرفة فی جمیع أنحاء العالم، مع توظیف المعرفة الناتجة عن هذه الشراکة فی خدمة الإنسانیة ورفاهیتها.

-تطبیقالمعرفة: وذلک من خلال تحسین الوسائل والأسالیب الموجودة فی الجامعة التی تساعد فی تطبیق المعرفة، وإعادة النظر فی الإجراءات والسیاسات التی تعیق تطبیق المعرفة فی الجامعة، وتدریب أعضاء هیئة التدریس على استخدام التقنیات الحدیثة لتطبیق المعرفة باعتبارهم یشکلون رأس المال الفکری للجامعة، ومخزن معرفتها الضمنیة، والاهتمام بمدى تطبیقهم للمعرفة عند تقییم أدائهم، وعمل بحوث تهتم بتوفیر احتیاجات السوق المتجددة.

-توظیف التکنولوجیالتطبیقالمعرفة: وذلک من خلال إعادة النظر فی أنظمة المعلومات التی تملکها الجامعة، والعمل على تحسین جودة المعلومات التی تقدمها تلک الأنظمة من حیث کفاءتها، وزیادة دقتها، وسرعة الوصول إلیها وملاءمتها، وتوفیر مکتبة الکترونیة تسهم فی نشر المعرفة، وإنشاء بنک معلومات للمعرفة داخل الجامعة، یتضمن أسالیب تطبیقها، والتطبیق المکثف لأنظمة الاتصال الإلکترونیة، وإدارتها، وربط مجتمعات التعلم ببعضها.

-تشکیل فریقإدارةالمعرفة: وذلک من خلال العمل على إیجاد مدیر للمعرفة یکون مسئول عن وضع السیاسات العامة لإدارة المعرفة بالتنسیق مع الإدارة الجامعیة ومتابعة تنفیذها، والعمل على زیادة المهارات والقدرات التکنولوجیة لدى فریق إدارة المعرفة، والاهتمام بالبحث العلمی واستخدامه فی تولید وابتکار المعرفة، والاهتمام باستقطاب خبراء لإنتاج المعرفة، وإعطاء فرق المعرفة الحریة والاستقلال فی تطویر العمل المعرفی.

   ویتم تشکیل وتأهیل فریق إدارة المعرفة من خلال :

-عقد لقاءات مع أعضاء هیئة التدریس لتوضیح أهمیة تطبیق إدارة المعرفة بالجامعة.

-رفع الکفاءة المهنیة لهم فی مجال إدارة المعرفة بالاتفاق مع مراکز مختصة فی مجال التدریب على تطبیق إدارة المعرفة.

- توزیع استبانات علیهم لتحدید الصعوبات التی تواجههم فی تطبیق إدارة المعرفة.

-تحسین الکفاءة المهنیة للقیادات الجامعیة بتدریبهم على عملیات التخطیط واتخاذ القرارات فیما یتعلق بإدارة المعرفة.

-إنشاء هیکل تنظیمى لفریق إدارة المعرفة یرأسه رئیس الجامعة أو أحد نوابه -یتکون من کوادر لـ: البحث والتطویر،إدارة المعرفة، وأنظمة المعلومات- یضم ممثلین من جمیع الکلیات یتصف بالمرونة یتولى تحدید الإجراءات والتسهیلات والوسائل اللازمة لإدارة المعرفة ویقع على عاتقهم مسئولیة:

-القیام بالنشاطات المختلفة لتولید المعرفة وحفظها وتطبیقها وإعداد البرمجیات اللازمة لذلک.

-تحفیز أعضاء هیئة التدریس على إنتاج واستخدام المعرفة والتشارک فیها .

-تحدید المعیقات التنظیمیة التی تعرقل تولید معرفة جدیدة وتعیق استخدام معرفة موجودة.

-الوقوف علی العوامل التی تساعد وتنشط التشارک المعرفی.

-تحدید الحوافز والمکافآت لرفع مستوى التشارک المعرفی.

-تطویر انظمة سهلة الاستخدام وإتاحـتها لتبادل المعلومات والأفکار

-الاستفادة من التجارب الدولیة الناجحة فی مجال إدارة المعرفة.

-تطویرأداءأعضاء هیئة التدریس: تتوقف جودة أداء الجامعة وتمیزها علی أداء أعضاء هیئة التدریس وکفایتهم وفعالیتهم ، ولذلک ینبغی تطویر أدائهم من خلال تحسین المناخ التنظیمی للعمل بتوفیر بیئة عمل مناسبة لهم، وتفویضهم صلاحیات کافیة تمکنهم من تطبیق معارفهم، وإشراکهم فی رسم السیاسات وصنع القرارات التی تتعلق بعملهم، وتسهیل تطویرهم المهنی، مما یرفع مستوى أدائهم، ویمکن الجامعة من الاحتفاظ بالکفاءات والخبرات داخلها، وتبنی نظام للحوافز المادیة والمعنویة یکافئ الجهود المعرفیة ویشجع على الإبداع وإنتاج المعرفة، والعمل على تطویر قدرات أعضاء هیئة التدریس المعرفیة، وتطبیق معرفتهم المنتجة بما یضمن الارتقاء بمستوى أدائهم والإسهام فی تحقیق أهداف الجامعة، وتطویر القوانین والأنظمة واللوائح المعتمدة فی الجامعة، والتی تسهم فی تطویر الأداء الجامعی لعضو هیئة التدریس.

-تدویل الجامعة: حتى یمکنالتعاون مع الجامعات فی مختلف الدول خاصة فی مجال البحث وتدفق الأفکار على مستوى العالم باجتذاب أساتذة الجامعات والباحثین الأجانب، بما یسهم فی تطویر ونشر المعرفة بالجامعة، وفی إنشاء مراکز بحوث جدیدة، ویمکن تحقیق ذلک من خلال:

-       تشجیع الباحثین الأجانب للمجیء إلى الجامعة، بإتاحة المعلومات الترویجیة عن الجامعة.

-       تقدیم البرامج التعلیمیة باللغة الإنجلیزیة لجذب الطلاب الأجانب.

-       التعاقد المؤقت مع أفضل أعضاء هیئة التدریس على مستوى العالم، خاصة الحاصلین على جائزة نوبل.

-       عقد اتفاقیات تعاون مع الجامعات العالمیة المصنفة، سواء من خلال تقدیم برامج مشترکة، أو تبادل أعضاء هیئة التدریس والباحثین.

-إنشاء حاضنات الأعمال: وضع استراتیجیات خاصة بإنشاء حاضنات الأعمال وآلیة عملها وإدراج هذه الاستراتیجیات ضمن خطط وسیاسات الجامعة وتفعیل دورها فی تنمیة الموارد البشریة بتوفیر البیئة الملائمة لأعضاء هیئة التدریس والطلبة -الخریجین والمنتظمین فی الدراسة-أصحاب المشروعات والأفکار لیتمکنوا من توظیف أفکارهم بصورة إبداعیة مع تقدیم الدعم لتطویر وإنجاح مشروعاتهم، وتکثیف الدور الإعلامی لحاضنات الأعمال لیتسنى لأکبر عدد ممکن الالتحاق بها للمساهمة فی تحقیق اقتصاد المعرفة.

-إنشاء حدائق علمیة: وهی تمثل آلیة للربط بین النظریة والتطبیق، وآلیة لبناء الاقتصاد القومی على أسس علمیة، من خلال ترکیزها على مجال التکنولوجیا الفائقة، وأهم ما یمیز الحدائق العلمیة هو ارتباطها الوثیق بمنابع العلم والمعرفة فی الجامعات ومراکز البحوث، وتوجه المعرفة والإنتاجیة البحثیة تحت تصرف الشرکات ورجال الأعمال لتحویلها إلى منتجات أی تطبیق المعرفة وتسویقها، ویتطلب ذلک:

-تشکیل لجنة إداریة من المختصین فى الجوانب العلمیة والتکنولوجیة والإداریة لإدارة الحدیقة واختیار موقعها، والتخطیط العلمى الدقیق لها، وتحدید الأنشطة، وإقامة الشراکات بین الجامعة والشرکات،  ووضع اللوائح المنظمة للعمل، وتحدید العلاقات بینهما، ودراسة المشکلات ووضع حلول لها، والتطویر المستمر للحدیقة.

-تنظیم التعاون بین الشرکات –ویفضل ذات الاهتمام ببعض الأنظمة مثل نظام البراءات- والجامعة من خلال تقدیم الاستشارات، أو إجراء بحوث مشترکة تمول غالباً من جانب الشرکات، وقد یکون التعاون فى إتاحة الفرصة أمام الشرکات للوصول إلى المعرفة ونتائج البحوث والمکتبات والمعامل، وحضور بعض البرامج التعلیمیة والمؤتمرات والسیمنارات التى تنظمها الجامعة ودفع مقابل مادى نظیر ذلک.

-تسهم الشرکات فى تدریب طلاب الجامعة لدیها، وفی نفس الوقت تتعرف على قدراتهم ومن المحتمل تشغیلهم لدیها فى المستقبل، کما یمکن للجامعات أن تسهم فى تدریب العاملین فى الشرکات ورفع کفاءتهم المهنیة، ولیصبحوا أکثر استجابة للتطویر.

-التوظیف المشترک للعاملین لدى کل من الجامعة والشرکة، فیعمل لدى کل منهما بعض الوقت ، فیکونوا وسیلة فعالة لنقل المعرفة بین المؤسستین بطریقة آلیة.

- یجتمع الباحثون من الشرکات والجامعة لمناقشة الأمور المرتبطة بمشکلات معینة وتوصیل البحث إلى مستوى أفضل من الجودة والتمیز.

- إقامة مؤسسات جدیدة، تدیرها الشرکات والجامعة معاً وضم شرکات الخدمات لتقوم بدور فاعل فى تیسیر العمل کالشرکات القانونیة، المحاسبة، وشرکات التصمیمات الهندسیة، وتشکیل أسواق العمالة الماهرة.    

-إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص لتأسیس ما یستطیع من شرکات التکنولوجیا الفائقة، وتقدیم امتیازات کبیرة لمن یقتحم هذه التجربة.

-توفیر بدائل لتمویل الحدیقة العلمیة من خلال: التبرعات والهبات خاصة من رجال الأعمال، الاکتتاب وطرح بعض أسهم الحدیقة للبیع، وتعبئة الجهود الشعبیة لتمویلها.


المراجع

1-إبراهیم عباس الزهیری (2012). رأس المال الفکری: الخیار الاستراتیجی المستقبلی لمؤسسات التعلیم العالی، المؤتمر السنوی العربی السابع، الدولی الرابع، إدارة المعرفة وإدارة رأس المال الفکری فی مؤسسات التعلیم العالی فی مصر والوطن العربی، کلیة التربیة النوعیة بالمنصورة، من 11-12 أبریل، ص ص17-45

2-أحمد عماد الدین یمن(2001). أثر الافصاح عن رأس المال الفکری على المحتوى المعلوماتی للقوائم المالیة، المجلة العلمیة للاقتصاد والتجارة، کلیة التجارة، جامعة عین شمس عدد(4)، جـ(1)، أکتوبر، ص ص245-271

3-إدوارد شتاین مولر(2002). الاقتصادیات المعتمدة على المعرفة وارتباطها بتکنولوجیا المعلومات والاتصالات، المجلة الدولیة للعلوم الاجتماعیة، عدد (171)، مارس، ص ص182-226

4-المرکز الإعلامی بجامعة طنطا(2016). جامعة طنطا إنجازات ومسیرة "2011-2016"

5-الهلالی الشربینی الهلالی(2011). إدارة رأس المال الفکری وقیاسه وتنمیته کجزء من إدارة المعرفة فی مؤسسات التعلیم العالی، مجلة بحوث التربیة النوعیة، جامعة المنصورة، ع(22)، یولیو، ص ص3-53

6-إمیل فهمی حنا شنودة(2010). تربیة العقل " تربیة عقل الأمة للمعرفة "، المنصورة، المکتبة العصریة للنشر والتوزیع.

7-ــــــــــــــــ(2012). بعض النماذج العالمیة لقیاس واقع رأس المال الفکری وإدارة المعرفة، المؤتمر السنوی العربی السابع، الدولی الرابع، إدارة المعرفة وإدارة رأس المال الفکری فی مؤسسات التعلیم العالی فی مصر والوطن العربی، مرجع سابق، ص ص1-16

8-بلخضر نصیرة، کتوش عاشور(2015). الاستثمار فی رأس المال الفکری مدخل لتنمیة القدرات التنافسیة للمؤسسة الاقتصادیة فی ظل اقتصاد العولمة، مجلة الحقوق والعلوم الإنسانیة، جامعة زید عاشور بالجلفة، الجزائر، عدد 24

9-توماس سیتورات(2004). ثورة المعرفة رأس المال الفکری ومؤسسة القرن الحادی والعشرین، ترجمة علا أحمد إصلاح، القاهرة، الدار الدولیة للاستثمارات الثقافیة.

10-جمال سند السویدی (2004). تنمیة الموارد البشریة فی اقتصاد مبنی على المعرفة، ورقة عمل مقدمة فی المؤتمر السنوی السابع بعنوان تنمیة الموارد البشریة فی الاقتصاد المبنی على المعرفة، مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتیجیة، أبو ظبی، ص ص 11 -23.

11-حاتم فرغلی ضاحی(2008). الأدوار المستقبلیة للتعلیم الجامعی فی ضوء تحولات الألفیة الثالثة، الجیزة، الدار العالمیة للنشر والتوزیع.

12- حنان إسماعیل أحمد: اقتصاد المعرفة واستثمارها فى التعلیم الجامعى المصرى "واقع ورؤى مستقبلیة"، المؤتمر السنوى الرابع عشر (العربى السادس) لمرکز تطویر التعلیم الجامعى بعنوان "آفاق جدیدة فى التعلیم الجامعى المصرى"، جامعة عین شمس، فى الفترة من 25-26 نوفمبر، 2007

13-حسین بشیر محمود، محمد أحمد عبده (2012). رأس المال الفکری للهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم والاعتماد، مجلة بحوث ودراسات جودة التعلیم، عدد (1)، ینایر، ص ص 149-189

14-رجاء محمود أبو علام(2001). مناهج البحث فی العلوم النفسیة والتربویة، ط3، القاهرة، دار النشر للجامعات.

15-رضا إبراهیم صالح (2009). رأس المال الفکری ودوره فی تحقیق المیزة التنافسیة للمنظمات، المؤتمر الدولی للتنمیة الإداریة بعنوان نحو أداء متمیز فی القطاع الحکومی، معهد الإدارة العامة، المملکة العربیة السعودیة الریاض، 1 – 4 نوفمبر، ص ص 2-39

16-رفعت عمرو عزوز (2014). الإبداع الإداری لدی القیادات الجامعیة مدخل لتنمیة رأس المال الفکری بالجامعات المصریة "تصور مقترح"، مجلة مستقبل التربیة العربیة، مج(21)، ع(91)، یولیو، ص ص 75-134

17-سعد غالب یاسین(2007). نظم إدارة المعرفة ورأس المال الفکری العربی، مجلة دراسات استراتیجیة، مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتیجیة، عدد (124)، ص ص86-119

18-سماح زکریا محمد (2014). التدریب الإلکترونی مدخلاً لتنمیة رأس المال الفکری بجامعة بنها "دراسة میدانیة"، مجلة مستقبل التربیة العربیة، مج(21)، ع(92)، أکتوبر، ص ص405-524

19-سویلم جودة سعید(2004). تطویر التعلیم ودوره فی بناء اقتصاد المعرفة فی مصر، بحث مقدم إلی مؤتمر بعنوان اقتصاد المعرفة، مرکز دراسات وبحوث الدول النامیة، کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة، جامعة القاهرة، دیسمبر، ص 121-149.

20-صلاح الدین محمد توفیق، هانی محمد یونس(2007). دور التعلیم الالکترونی فی بناء مجتمع المعرفة العربی، مجلة البحوث النفسیة والتربویة، کلیة التربیة، جامعة المنوفیة، العدد (3)، السنة(22).

21-عاشور أحمد عمری (2014). دور التعلیم الثانوی فی تکوین رأس المال المعرفی "دراسة استشرافیة فی ضوء متطلبات مجتمع المعرفة"، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة عین شمس

22-علی السید الشخیبی(2003). الطالب وعضو هیئة التدریس من منظور مجتمع المعرفة، وثیقة مقدمة إلى المؤتمر التاسع للوزراء المسئولین عن التعلیم العالی دمشق، دیسمبر، ص ص. والبحث العلمی فی الوطن العربی،

23-____________ (2012). أفاق جدیدة فی التعلیم الجامعی العربی، القاهرة، دار الفکر العربی.

24-على نبع صایل (2016). تأثیر رأس المال الفکری فی اقتصاد المعرفة: دراسة تطبیقیة فی محافظة الأنبار، مجلة جامعة الأنبار للعلوم الاقتصادیة والإداریة، العراق، مج(8)، ع(15)، ص ص47-73

25-عماد سید قطب السید(2008). المحاسبة عن رأس المال الفکری من منظور استراتیجی مع الترکیز على مدخل القیمة الشاملة، المجلة العلمیة لقطاع کلیات التجارة، عدد (2)، ص ص 481-482.

26-فاضل غازی هزایمة(2016). واقع ممارسات اقتصاد المعرفة فی المدارس الحکومیة بمحافظة إربد فی ضوء تطبیق برنامج تطویر التعلیم نحو اقتصاد المعرفة، مجلة کلیة التربیة، جامعة الأزهر، عدد (168)، جـ 1، أـبریل، ص ص475-501

27-کمال رزیق، حسام عیسى الحمدان(2013). مقومات مؤسسات اقتصاد المعرفة لتحقیق التنافسیة الدولیة، مجلة الاقتصاد والتنمیة البشریة، جامعة سعد دحلب، البلیدة، الجزائر، عدد 7

28-لویس کوهین، لورانس مانیون (2011). مناهج البحث فی العلوم الاجتماعیة والتربویة، ط2، ترجمة کوثر کوجک، ولیم عبید، القاهرة، الدار العربیة للنشر والتوزیع.

29-مجلس الوزراء، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار (2011). البحث العلمی فی مصر، هل یکفل التقدم المنشود، تقاریر معلوماتیة، السنة الخامسة، العدد 59، نوفمبر

30-محمد مسعد یاقوت (2007). أزمة البحث العلمی فی مصر والوطن العربی، القاهرة، دار النشر للجامعات.

31-منظمة التعاون والتنمیة الاقتصادیة بالتعاون مع البنک الدولى: مراجعات لسیاسات التعلیم الوطنیة: التعلیم العالى فى مصر، 2010، ص ص53

 

32- مؤسسة محمد بن راشد، برنامج الأمم المتحدة الإنمائی: تقریر المعرفة العربی للعام 2014، "الشباب وتوطین المعرفة"، دار الغریر، دبی، 2014.

33-نجم عبود نجم(2008). إدارة المعرفة "المفاهیم والاستراتیجیات والعملیات"، ط 2، عمان، دار الوراق للنشر والتوزیع.

34-وحدة التخطیط الاستراتیجی(2009). الخطة الاستراتیجیة 2009-2014 لجامعة طنطا، أغسطس.

35-Brenca, Airita andAijaGravite. “Intellectual Capital Import for the Benefit of Higher Education.” Bulgarian Comparative Education Society. 2013:273-278.Print.

36-Cohen, L.et al. Research Methods in Education. 6thed. London:

Routledge Taylor & Francis Group, 2007.Print.                

37-Daniels, Vinst. The Knowledge-Based Economy and Higher

Education: Cases from the State of Florida .Diss. University of Glasgow, 2009.Print.

38-George, Elizabeth St. “Positioning Higher Education for the Knowledge Based Economy,” Higher Education, Vol. 52, 2006. Print.

39-Hazellorn, E. Impact of Global Ranking on Higher Education

 Research and the Knowledge. UNESCO Forum on Higher Education, Research and Knowledge, United Nations Education, Scientific and Cultural Organization, 2009:11.

40-Karpova, N. K., A. P., Mareev Uvarovsky, V. I. Petrova, Y.P Borzilov. “Methodological Features of Educational System Modernization in the Context of the ‘Economy of Knowledge’.” International Journal of Environment & Science Education.Vol.11, No.18, 2016:11227-11237.Pint.

41-Lee, Jenny J. et al. “Professors as Knowledge Workers in the New Global Economy.” Ed .J. C Smart. Higher Education: Handbook of Theory and Research. Vol. xx, 2005. Print.

42-Nel, Timothy John. Towards an Operational Definition of Knowledge Economy, MA thesis. University of   Sellenbosch, 2011.Print.

43-OECD: The Knowledge- Based Economy. Paris: Organization for Economic Co-operation and Development, 1996. 9. Print.

44- Schwab, Klaus. The Global Competitiveness Report 2014-2015, World Economic Forum, 2014.

45-Shehabat, I., S. A.Mahdi, K. Khoualdi. “E-Learning as Knowledge Management Approach for Intellectual Utilization.”Turkish Online Journal of Distance Education –TOJDE January, ISSN1302-6488Vol. 9, No.1.Article14, 2008:205-216.Print.

46-Shehzad, U., Z.Fareed, B. Zulfiqar, F. Shahzad, H. Latif. “The Impact of Intellectual Capital on the Performance of Universities.” Vol. 10, No. 4, 2014:273-280.Print.

47-Stevens, Roxanne Helm, Kneeland C. Brown, Julia K. Russell. “Introducing the Intellectual Capital Interplay Model: Advancing Knowledge Frameworks in the Not-for-Profit Environment of Higher Education.”International Education Studies.Vol.4, No.2, MAY 2011:126-143.Print.

48-Turpin, David. ET al. Universities and Knowledge Economy. A paper prepared for Business Council of British Columbia Outlook 2020 Summit Series. University of Victoria, 2009.Print.