تحديات الإدارة الجامعية في الجامعات السعودية الناشئة وسبل مواجهتها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

  هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن التحديات التي توجه الإدارة الجامعية في الجامعات السعودية الناشئة،والکشف عن الفروق في إجابات عينة الدراسة تبعا لمتغير الوظيفة والجامعة، ولتحقيق ذلک أجريت الدراسة على عينة عشوائية قصدية بلغت (71) فردا، وزعت عليها استبانة مکونة من (35) فقرة في ستة مجالات رئيسة هي: تحديات أکاديمية، وتحديات إدارية وبشرية، وتحديات مالية، وتحديات اجتماعية وثقافية، وتحديات الجودة، وتحديات البنية التحتية والتجهيزات. وقد أظهرت الدراسة أن جميع التحديات الواردة في أداتها تقع في مستوى تحديات کبيرة، وقدمت بعض الحلول لمواجهتها، کما خلصت لتقديم عدد من التوصيات التي تهدف إلى مساعدة الإدارة الجامعية على تجاوز هذه التحديات ومواجهتها.

الكلمات الرئيسية


تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة وسبل مواجهتها

إعداد

د. عادل بن عاید الشمری

الأستاذ المشارک فی الإدارة التعلیمیة

وکیل الجامعة للدراسات العلیا والبحث العلمی

جامعة حفرالباطن

الملخص

  هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن التحدیات التی توجه الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة،والکشف عن الفروق فی إجابات عینة الدراسة تبعا لمتغیر الوظیفة والجامعة، ولتحقیق ذلک أجریت الدراسة على عینة عشوائیة قصدیة بلغت (71) فردا، وزعت علیها استبانة مکونة من (35) فقرة فی ستة مجالات رئیسة هی: تحدیات أکادیمیة، وتحدیات إداریة وبشریة، وتحدیات مالیة، وتحدیات اجتماعیة وثقافیة، وتحدیات الجودة، وتحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات. وقد أظهرت الدراسة أن جمیع التحدیات الواردة فی أداتها تقع فی مستوى تحدیات کبیرة، وقدمت بعض الحلول لمواجهتها، کما خلصت لتقدیم عدد من التوصیات التی تهدف إلى مساعدة الإدارة الجامعیة على تجاوز هذه التحدیات ومواجهتها.

الکلمات المفتاحیة:  تحدیات – الإدارة الجامعیة – الناشئة


The university administration challenges in emerging Saudi universities and ways of confrontation it

Adel Ayed Alshammari

Associate professor

Vice Rector for Graduate Studies and Scientific Research

University of Hafr Albatin

Abstract

   This study aimed to detect the challenges that facing the university administration in emerging Saudi universities. To achieve this, the study was conducted on a random Purposive sample of) 71(individuals. and distributed a questionnaire consisting of (35) items distributed six key areas: academic challenges, administrative and human challenges, financial challenges, social and cultural challenges, quality challenges, infrastructure and equipment’s challenges. The study showed that all the challenges are at the level of great challenges, and presented some solutions to address them. It also concluded with a number of recommendations aimed at helping the university administration to overcome these challenges.

 

Key words:   Challenges -University administration– emerging


تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة وسبل مواجهتها

إعداد

د. عادل بن عاید الشمری

الأستاذ المشارک فی الإدارة التعلیمیة

وکیل الجامعة للدراسات العلیا والبحث العلمی

جامعة حفرالباطن

 

  • ·        مقدمة :-

   الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...

    یتزامن التطور الکمی للتعلیم فی العالم والمتمثل بالإقبال على التعلیم وزیادة الطلب علیه مع توجه عالمی یهتم بنوعیته وجودته، فلم یعد هناک مکان لتعلیم یفتقر إلى الجودة والنوعیة.

    ولم تعد الجامعات منظمات تعلیم تهتم بتخریج الطلاب والدفع بهم إلى سوق العمل فحسب؛ وإن کان هذا أحد وظائف هذه المؤسسات، بل أخذت کثیر من دول العالم المتقدم تجعل من الجامعات مؤسسات استثمار اقتصادی، ومراکز بحث علمی تنطلق بالدولة إلى مراکز عالمیة متقدمة فی مجال الابتکار والتصنیع والمعرفة بشکل عام، بل تأکد بما لا یقبل النقاش أن الجامعات کانت أساس تطویر المجتمعات التی تعدّ الیوم رائدة التقدم والتطور العلمی.

    وفی ظل نشوء ما یعرف باقتصاد المعرفة، وبقدر ما تملک الدول من هذا الرصید العلمی بقدر ما تحتل مکانة مرموقة بین دول العالم، الأمر الذی جعل کثیراً من هذه الدول تجعل مرکز التنافس فیما بینها یرتکز على تطویر المعرفة واکتشافها من خلال مؤسسات التعلیم المتمثلة بالجامعات.

    وفی تأکید هذا الدور الهام للجامعة برزت العدید من التصنیفات العالمیة التی تحاول إظهار قوة الجامعة ومکانتها العلمیة بإبراز مجموعة من المعاییر التی ترتبط بعدد من المجالات، أهمها الإنتاج العلمی واکتشاف المعرفة من خلال ما یعرف ببراءات الاختراع والاکتشافات العلمیة، ولم یعد عدد الطلبة وکم الخریجین یحتل مکاناً متقدماً فی ترتیب هذه المعاییر، ولذلک برزت العدید من الجامعات البحثیة المتخصصة التی ترکز على الجانب البحثی بشکل أساسی. وقد تبوأت بعض الجامعات السعودیة مکانة متقدمة فی هذه التصنیفات العالمیة، حیث دخلت مجموعة منها فی قائمة أفضل الجامعات فی العالم فی تصنیف شنقهای وتصنیف الجامعات العالمی Quacquarelli Symonds (QS)، وحصلت على النصیب الأعلى على المستوى العربی فی قائمة أفضل الجامعات العربیة کذلک، مما یؤکد التقدم النوعی الذی یمکن أن یقود إلى الرقی والمنافسة العالمیة إذا ما استمر الاهتمام به وتطویره.

     وانطلاقاً من الإیمان بأن الجامعات هی رکیزة التطویر والتنمیة الاجتماعیة، فقد خطت المملکة العربیة السعودیة خطوات مهمة فی هذا المجال من حیث الکم، وشهدت فی السنوات الأخیرة قفزات تنمویة کبیرة تستلزم أن یواکبها تطویر فی نوعیة التعلیم یحافظ على مکتسباتها، ووتیرة نموها، ویشار فی هذا الجانب إلى مضاعفة عدد الجامعات الحکومیة خلال العشر سنوات الماضیة بأکثر من ضعف عددها، کما فی (جدول،1) الذی یظهر أن 62% من الجامعات أنشئت خلال عام 1426هـ وما بعده، مما یؤکد حداثة نشأة هذه الجامعات وحاجتها لمزید من الاهتمام والمتابعة.


جدول (1)

 الجامعات السعودیة الحکومیة موزعة حسب سنة الإنشاء

م

اسم الجامعة

سنة الإنشاء

 

م

اسم الجامعة

سنة الإنشاء

1

جامعة أم القرى

1401

16

جامعة الملک عبد الله للعلوم والتقنیة

1427

2

الجامعة الإسلامیة

1381

17

جامعة تبوک

1427

3

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة

1394

18

جامعة الباحة

1427

4

جامعة الملک سعود

1377

19

جامعة نجران

1427

5

جامعة الملک عبد العزیز

1387

20

جامعة الأمیرة نورة بنت

1428

6

جامعة الملک فهد للبترول

1395

21

جامعة الحدود الشمالیة

1428

7

جامعة الملک فیصل

1395

22

جامعة الدمام

1430

8

جامعة الملک خالد

1419

23

جامعة الأمیر سطام

1430

9

جامعة القصیم

1424

24

جامعة شقراء

1430

10

جامعة طیبة

1424

25

جامعة المجمعة

1430

11

جامعة الطائف

1424

26

الجامعة السعودیة الالکترونیة

1432

12

جامعة الملک سعود بن عبد العزیز للعلوم الصحیة

1426

27

جامعة حفرالباطن

1435

13

جامعة جازان

1426

28

جامعة جدة

1435

14

جامعة حائل

1426

29

جامعة بیشة

1435

15

جامعة الجوف

1426

 

   *إحصاءات وزارة التعلیم 1436ه

وقد اتفق المهتمون فی المملکة على ضرورة تطویر منظومة التعلیم العالی السعودی من أجل مسایرة الرکب العالمی فی التعلیم الجامعی، وتعمیم النجاحات التی وصلت لها بعض الجامعات السعودیة فی مجال البحث العلمی والابتکار، لیکون سمة للتعلیم الجامعی فی کل الجامعات.

    وفی سیاق الاهتمام بالتعلیم العالی وإبراز أهمیته ودوره الفاعل فی المجتمعات بادرت العدید من المؤتمرات العلمیة بمناقشة هذا الموضوع وإبرازه، حیث جاء التأکید فی مؤتمر الیونسکو عن التعلیم العالی فی القرن الحادی والعشرین على واجب الحکومات ومؤسسات التعلیم بهذا الخصوص، من حیث البحث عن جودة النوعیة فی کل شیء، فی ظل طغیان الکم على الکیف فی مؤسسات التعلیم العالی (الحولی، 2004(.

   وتشیر بعض من الدراسات والبحوث المرتبطة بالتحدیات التی تواجه مؤسسات التعلیم إلى مجموعة من التحدیات العامة التی لا یمکن حصر تأثیرها على مؤسسات التعلیم فقط، وتؤکد هذه الدراسات على عدد من التحدیات المرتبطة بالجوانب السیاسیة، والاقتصادیة، والاجتماعیة الثقافیة، والعلمیة التقنیة، وتحدیات العولمة، والخصخصة...( الصائغ،2007؛ ضاحی ،2009؛ کاظم،2007).

   من جانبها قامت المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم ضمن مشروع الخطة الاستراتیجیة لها للأعوام 2005-2010 بتشخیص مجموعة من التحدیات التی تواجه نظم التعلیم العالی فی الدول العربیة، وکان من أبرزها: الجمود والشکلیة فی الهیاکل التنظیمیة للجامعات، وفی محتوى برامجها ومناهجها، وانعدام المواءمة بین مخرجات التعلیم واحتیاجات خطط التنمیة، ومرکزیة القرار، وغیاب معاییر الکفاءة والتمیز فی اختیار القادة الإداریین، والافتقار إلى أنظمة المتابعة والتقویم، وضعف الکفاءة الداخلیة والخارجیة (سلامة،2011).

    ومن أبرز ما یتم التأکید علیه من أجل الارتقاء بالتعلیم العالی والحد من العوائق التی تحول دون تحقیقه لأهدافه هو التأسیس الدقیق والمدروس للبنیة المتکاملة للجامعات الحدیثة فی کل جوانبها المادیة والأکادیمیة، ومنظومة العمل والتشریع والإدارة، إیمانا بقاعدة العمل التی تؤکد على أن أی نجاح یسبقه تأسیس ناجح وسلیم، وأن أی خلل قد تقع فیه هذه المنظمات التعلیمیة مستقبلا هو نتاج خلل لم یتم تدارکه فی بدایة عمل المنظمة.

   وقد استعرض کل من العوهلی وعبدالقادر (2010) مدى استجابة الجامعات السعودیة للمتغیرات والتحدیات المختلفة ضمن الاستراتیجیة التی اتخذتها وزارة التعلیم وما ینبثق منها من برامج تطویریة، حیث تلخصت استراتیجیة التطویر فی مسارین، أولهما المسار قصیر المدى، وتم الترکیز فیه على القضایا الاستراتیجیة الملحة کالقبول والمواءمة مع سوق العمل، ومسار طویل المدى یهتم بتطویر عناصر البیئة الأکادیمیة المرتبطة بالبیئة التعلیمیة وعضو هیئة التدریس والطالب والخطط والبرامج التعلیمیة، وکذلک تطویر تعلیم الفتاة وتعزیز الجودة، وتطویر البحث العلمی، وتحدیث النظم واللوائح، والاستفادة من التقنیة الإداریة، وتنویع مصادر التعلیم.

    ومن هنا فإن الحاجة تتأکد لتسخیر کل السبل التی تتیح لهذه الجامعات الناشئة أن تعمل بشکل صحیح ومخطط من خلال تمهید کل ما یساعد فی الوصول إلى النجاح، ویقود إلى المنافسة وتحقیق الأهداف.

  ومع الاعتراف بصعوبة ومشقة الوصول إلى الغایات المنشودة وتحقیق الأهداف المرجوة على المدى القصیر إلا أن البدایة الصحیحة لکل عمل هی مفتاح النجاح ونقطة الانطلاق الأولى التی تقود إلى النجاح، ولذلک کان لزاما على الجامعات الناشئة أن تستشرف مجموعة الطرق والوسائل التی یمکن من خلالها السیر فی الطریق الصحیح. ومن هنا فإن استعراض التحدیات التی یمکن أن تواجه هذه المسیرة هی أولى الخطوات التی تعین على ذلک، خصوصاً إذا تمکّنا من طرح سبل مواجهة هذه التحدیات وتجاوزها.

   وتشکل الإدارة الجامعیة حجر الأساس الذی ینطلق منه الإصلاح، ویسند إلیه التغییر والتطویر وجودة العمل الجامعی بکل تفاصیله، وهی الجهة التی تتحمل مسؤولیة مواجهة التحدیات القائمة، وتعمل على حل إشکالاتها والتعامل معها؛ بما یقود العمل الجامعی بمدخلاته وعملیاته ومخرجاته إلى تحقیق القدر المطلوب من الجودة فی هذه العملیات، والوصول إلى تحقیق الأهداف العامة التی رسمتها الجامعة.

    ولم یلق المحور المرتبط بالجامعات الناشئة وإدارتها فی المملکة العربیة السعودیة حقه من البحث والدراسة على الرغم من بلوغ الجامعات الناشئة بالمملکة ما یزید عن 62% من إجمالی الجامعات، خصوصا فیما یتعلق بالتحدیات والمشکلات التی تفرض نفسها فی مثل هذه الظروف، وما یمکن أن یترتب على إغفالها من نتائج سلبیة تنعکس على المستوى العام للتعلیم العالی وتؤدی إلى ضعف مخرجاته وتراجع مستویاته.

   وعلى الرغم من عدم وجود دراسات محلیة بهذا الشأن – حسب اطلاع الباحث– تهتم وترکز على تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة، إلا أن هناک مجموعة من الدراسات ذات العلاقة بتحدیات التعلیم العالی وإدارته، سواء على المستوى المحلی أو العربی أو العالمی یمکن أن تبنی علیها أو تنطلق منها هذه الدراسة.

    ففی دراسة قدمها روجر وکاریل (Roger and Carroll ,1997) التی هدفت إلى إبراز المشکلات المؤثرة فی فعالیة الإدارة الجامعیة والمعیقة لها عن الاستجابة للإصلاح التعلیمی، فقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من الأسباب التی تقود لذلک أهمها : القصور وعدم الدقة فی المعلومات المتاحة للمسؤولین بالتعلیم الجامعی، وقصور التوازن بین السلطة والمسؤولیة فیما یتعلق بإدارة الشؤون الجامعیة، وقصور الأبنیة وعدم تناسبها مع متطلبات التعلیم الحدیث والبحث العلمی واحتیاجات الطلاب وأنشطتهم، وعدم وجود خطة لتوزیع الاعتمادات المالیة نتیجة غیاب أساس لتقویم الجدارات أو الاستحقاقات النسبیة للتخصصات المختلفة ، وصعوبة نقل المخصصات المالیة من أحد فروع الجامعة إلى فرع آخر، بالإضافة إلى الافتقار إلى الحریة الأکادیمیة وتدخل الدولة فی شؤون الجامعة، وممارسة المرکزیة فی الإدارة والتخطیط .

    کما قام عشیبة (2002) بدراسة بعنوان " الإدارة الجامعیة فی مصر بین التفاعل مع التحدیات المعاصرة ومشکلات الواقع " تناولت أبرز التحدیات المعاصرة التی تواجه الإدارة الجامعیة فی مصر، وهی : التحدیات العلمیة، والتکنولوجیة، والاقتصادیة، والسیاسیة، والثقافیة.کما حاولت توضیح انعکاسات تلک التحدیات على التعلیم الجامعی المصری، حیث توصلت الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر فی عناصر العملیة التعلیمیة بجملتها، سواء المحتوى الدراسی، أو طرائق التدریس، أو الوسائل والتقنیات التعلیمیة، أو التقویم، أو أدوار المعلم الجامعی، أو الإمکانات المتاحة، بحیث تتواءم هذه العناصر مع التحدیات السابقة .

    من جهته قام بوسنینة (2005) بدراسة بعنوان " مستقبل التعلیم العالی فی الدول العربیة فی ظل التحدیات الراهنة " حاول من خلالها الترکیز على بیان التحدیات الراهنة والاستراتیجیات المناسبة لمواجهتها والأهداف والأدوار الجدیدة المطلوبة للتعلیم العالی، ومن ثم وضع تصور مستقبلی لتجوید التعلیم العالی وتحدیث مساراته، وقد لخصت الدراسة هذه التحدیات فی عشرة مجالات هی: التحدی المتعلق بالنمو السکانی، والتحدی الحضاری والثقافی، وتحدی ضعف التمویل وقلة الموارد، والتحدی المتعلق بالبحث العلمی، والتحدی المتعلق بثورة المعلومات والمعلوماتیة، وتحدی العولمة، وتحدی بناء الإنسان الجدید، وتحدی هجرة الأدمغة العربیة، وتحدی ضعف کفایة القوى البشریة، وتحدی التدنی فی محتوى وطرائق وتقانات التعلیم العالی .

    وفی بحثه عن واقع وتحدیات التعلیم العالی بدول مجلس التعاون الخلیجی قدم الصائغ (2007) دراسة تستهدف الوقوف على مسیرة التعلیم العالی بدول مجلس التعاون من خلال واقعه والتحدیات التی تعترض طریق تطویره وتحدیثه، ومن ثم وضع نظرة مستقبلیة لتطویره، حیث قسم التحدیات إلى تحدیات عامة لا ترتبط بدول المجلس فحسب وتشمل العولمة وثورة التقانة، والمنافسة العالمیة، والاحتکارات الدولیة، وتحدی زیادة النفوذ الدولی على القرار الوطنی، بالإضافة إلى تحدیات ذات طابع عالمی، کالعنف والإرهاب وتلوث البیئة والانفجار السکانی، أما القسم الثانی فهی التحدیات التی تواجه دول مجلس التعاون الخلیجی خصوصاً، حیث قسمها إلى تحدیات سیاسیة، واجتماعیة ثقافیة، وعلمیة تقنیة. وفیما یتعلق بالتحدیات التی تواجه مؤسسات التعلیم العالی خصوصًا فقد ذکر الصائغ مجموعة من التحدیات أبرزها: تواصل النمو السکانی بوتیرة عالیة نتج عنه عدم القدرة على استیعاب المتقدمین، کذلک التصلب والجمود فی الأنظمة، وانعدام المواءمة بین المخرجات وسوق العمل، والمرکزیة فی صناعة القرارات، وعدم التوازن فی وظائف مؤسسات التعلیم العالی، وغیاب معاییر اختیار القادة، والافتقار لأنظمة المتابعة والتقویم، وغیاب مفهوم التکامل والتنسیق، وضعف الکفاءة الداخلیة.

    أما إیمان أبو خضیر (2013) فقد قدمت دراسة هدفت إلى الکشف عن أهم التحدیات التی تواجه القیادات الأکادیمیة النسائیة فی مؤسسات التعلیم العالی فی المملکة العربیة السعودیة، من خلال استبانة طبقت على عینة بلغت (213) فرداً، حیث توصلت الدراسة إلى أن التحدیات التنظیمیة تحتل المرتبة الأولى فی الأهمیة بالنسبة لمجموعة التحدیات التی تواجه القیادات الأکادیمیة النسائیة، یلیها التحدیات المادیة والتقنیة، أما المرتبة الثالثة فکانت لتحدیات نقص التمکین، کما احتلت التحدیات الثقافیة المرتبة الرابعة، أما الخامسة والأخیرة فکانت للتحدیات الذاتیة.

    وفی دراسة قامت بها حنان آل عامر (2013) هدفت إلى تقدیم إطار عام لمفهوم إدارة الجودة الشاملة وفحص متطلبات ومعاییر تطبیقه فی الجامعات السعودیة الناشئة، کذلک البحث عن المعوقات التی تحد من فاعلیته، حیث توصلت الدراسة إلى أن الجودة الشاملة تمثل ضرورة فرضتها التغیرات، کما بینت الدراسة مجموعة من المحاور التی تشکل معاییر یمکن استخدامها کمؤشر على مستوى الأداء فی الجامعات الناشئة أهمها معاییر مرتبطة بالطالب، ومعاییر مرتبطة بأعضاء هیئة التدریس، ومعاییر مرتبطة بالمناهج، ومعاییر مرتبطة بالإدارة الجامعیة، ومعاییر مرتبطة بالإمکانات المادیة، ومعاییر مرتبطة بمؤسسات التعلیم العالی والمجتمع .

    یتضح مما سبق أن ترکیز أغلب الدراسات على مجموعة من التحدیات العامة التی ربما لا تختص بعمل الإدارة الجامعیة فحسب، وإنما یمکن أن تنسحب على جمیع مؤسسات العمل والإنتاج والتطویر، کما أن جمیعها تناولت تحدیات الجامعات بشکل عام دون الجامعات الناشئة – عدا دراسة حنان آل عامر (2013) - مما قد یبرز تحدیات مختلفة وجدیدة فی هذه الحال، وهذا یبرز أهمیة الدراسة الحالیة التی رکزت بشکل أساسی على التحدیات المباشرة للإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة، والتی تمثل تحدیات واقعیة ملموسة ومباشرة یمکن أن تؤثر على أداء الجامعة ووظائفها ومخرجاتها، وتحد من درجة الجودة المطلوبة فیها .

 

  • ·      مشکلة الدراسة :-

    انطلاقا من الدور الریادی للجامعات، وما یقع على عاتقها من مسؤولیة کبیرة فی تنمیة المجتمع وتطویره، وفی ظل التطور الکبیر والإنجازات الهائلة فی مجالات الحیاة المعرفیة والعلمیة والتقنیة؛ کل ذلک یستلزم أن یواکب التعلیم العالی هذه المسیرة، ویعتمد استراتیجیة التغییر والتطویر والتحدیث المستمر لکل جوانبه ومجالاته، وذلک لمواجهة أی ضعف أو خلل قد یحول دون الوصول بالتعلیم العالی إلى الجودة المطلوبة والمنافسة فی برامجه ومخرجاته .

   وقد استشعر کثیر من المهتمین بالتعلیم بالمملکة ما تواجهه الجامعات الناشئة من تحدیات ومعوقات قد تنعکس على أدائها ومخرجاتها فحاولوا إبراز بعض هذه التحدیات من خلال کتابات متفرقة أکدت على وجود المشکلة، فقد فتحت مجلة التنمیة الإداریة ملف الجامعات الناشئة من خلال استطلاع آراء عدد من مسؤولی هذه الجامعات عن والواقع والمشکلات والتطلعات وقدمت من خلال هذه الآراء مجموعة من التحدیات التی تواجه هذه الجامعات من أبرزها ندرة الکوادر الوطنیة، وغیاب التواصل مع المجتمع، وغیاب التخطیط الاستراتیجی، وعدم اکتمال البنیة التحتیة ... ( باجنید والزهرانی، 2017). کما ذکر العامر (2016) قلة الکادر الأکادیمی کأعقد التحدیات التی تتکرر کل عام بالجامعات الناشئة ، من جانبه أکد الهویش (2016) على حاجة الجامعات الناشئة إلى مراجعة کثیر من هیاکلها وتنظیماتها وتخصصاتها وطریقة عملها بعد أن کانت شتاتاً من کلیات متناثرة فی عدة محافظات، وأورد مجموعة من الإشکالات التی تواجه الجامعات الناشئة وتؤثر على عملها ومخرجاتها .

    أیضا من خلال عمل الباحث کقیادی بأحد الجامعات الناشئة برز لدیه واقع یظهر عددا من التحدیات التی تواجه الجامعة وتؤثر على عملها ومخرجاتها.

     کل ذلک أظهر الحاجة الماسة إلى إجراء دراسة علمیة دقیقة یمکن من خلالها تحدید هذه التحدیات وتعرف حدتها ودرجة وجودها بالشکل الذی یسمح بمعالجتها والحد من تأثیراتها.

    ولما کانت الإدارة الجامعیة هی الرکیزة الأساسیة التی یعتمد علیها العمل والتنظیم الجامعی؛ رکزت هذه الدراسة اهتمامها فی بیان التحدیات التی یمکن أن تواجه هذه الإدارة فی الجامعات السعودیة الناشئة والسبل الممکنة فی مواجهتها، لتعطی للمسؤولین وأصحاب القرار فی هذه المؤسسات تصورا واضحا یمکّنهم من السیر بهذه الجامعات نحو ما یجب أن تکون علیه فی المستقبل، ولا شک بأنه على قدر الدقة فی تشخیص هذه التحدیات یکون العلاج ناجعاً ومفیداً. من هنا جاءت هذه الدراسة للکشف بطریقة علمیة رصینة عن هذه التحدیات ودرجتها، وتطرح بعض الحلول الإجرائیة التی یمکن أن تقلل من حدتها وانعکاساتها السلبیة على أداء الجامعة ومخرجاتها. ویمکن تلخیص مشکلة الدراسة الحالیة بالأسئلة التالیة :-

  1. ما التحدیات التی تواجه الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة، وما الإجراءات المقترحة لمواجهتها ؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) بین متوسطات درجات تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة تعزی لمتغیر الجامعة أو الوظیفة ؟
  3. ما التوصیات التی تسهم فی مساعدة الإدارة الجامعیة على مواجهة هذه التحدیات؟

 

  • ·      أهداف الدراسة :-

    تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الکشف عن التحدیات التی تواجه الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة، وطرح الحلول والإجراءات المناسبة لمواجهتها، لتصل إلى تقدیم مجموعة من التوصیات التی تسهم فی مساعدة الإدارة الجامعیة على تحقیق الجودة المطلوبة فی التعلیم، والوصول إلى الأهداف المرسومة لها.

  • ·        منهج الدراسة :-

   اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی الذی یحاول وصف الظاهرة المدروسة من حیث طبیعتها ودرجة توافرها، باعتباره المنهج المناسب للدراسات التی تهدف إلى وصف الظاهرة کما هی فی الواقع، وذلک من خلال جمع البیانات اللازمة لهذا الغرض ووصفها وتفسیرها. (العساف،2000م ،189).

 

  • ·        إجراءات الدراسة المیدانیة :-

أولا - مجتمع الدراسة:

   تکون مجتمع الدراسة من قیادیّی الجامعة الأکادیمیین والإداریین السعودیین الذین یباشرون العمل الأکادیمی والإداری بالجامعات الناشئة، ویبلغ عددهم وفق إحصاءات الجامعات محل الدراسة (184) فرداً.

ثانیا - عینة الدراسة :

   أجریت الدراسة على عینة عشوائیة قصدیة قوامها (71) فردا یمثلون ما نسبته (38%) تقریباً من المجتمع الأصلی. والجدول (2) یبین توزیع أفراد العینة حسب متغیری الجامعة والوظیفة.

جدول ( 2 )

توزیع عینة الدراسة حسب متغیری الجامعة والوظیفة

الجامعة

وکیل جامعة

عمید

وکیل عمید

مدیر إدارة

رئیس قسم غیر أکادیمی

المجموع

حفرالباطن

2

5

9

5

7

28

بیشة

1

5

9

5

3

23

جدة

1

5

6

5

3

20

المجموع

4

15

24

15

13

71

   یتضح من الجدول (2) أن هناک تقارب فی عدد أفراد عینة الدراسة بین الجامعات محل الدراسة، وحصلت جامعة حفر الباطن على أکبر عدد من العینة نظرا لوجود الباحث داخل الجامعة وتمکنه من استرجاع أکبر قدر ممکن من الاستبانات الموزعة، کما أن حداثة نشأة الجامعات محل الدراسة خفّض حجم المجتمع الأصلی لها والتالی محدودیة العینة المعتمدة .

 

ثالثا - أداة الدراسة :-

     قام الباحث بإعداد استبانة لرصد تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة تکونت من (35) فقرة وزعت فی ستة مجالات (انظر ملحق-1). ومن خلال تفحص ما تواجهه الإدارة الجامعیة فی الجامعات الناشئة من تحدیات، وباستقراء الواقع، والرجوع إلى بعض ما کتب حول هذه التحدیات، والاطلاع على نتائج بعض المؤتمرات والندوات المرتبطة بهذا الشأن، تم حصر هذه التحدیات فی ستة مجالات کما یلی:-

  • تحدیات أکادیمیة، وتضمنت 8 فقرات.
  • تحدیات إداریة وبشریة، وتضمنت 6 فقرات
  • تحدیات مالیة، وتضمنت 4 فقرات.
  • تحدیات اجتماعیة وثقافیة، وتضمنت 4 فقرات.
  • تحدیات الجودة، وتضمنت 7 فقرات.
  • ·      تحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات، وتضمنت 6 فقرات.

    وللتأکد من صدق الأداة وثباتها تم عرضها فی شکلها الأولی على مجموعة من الأساتذة المحکمین فی مجال الإدارة التربویة، الذین قاموا بإبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول موضوع الدراسة وأداتها من حیث مدى ملاءمة المحاور ووضوح العبارات التی تنتمی إلیها، وکذا طریقة صیاغتها، وتم إجراء التعدیلات اللازمة وفق رأی أغلبیة المحکمین.

    کما تم استخدام معامل الارتباط لبیرسون (Pearsonللتأکد من الصدق البنائی والاتساق الداخلی بین کل عبارة من عبارات متغیری الدراسة والدرجة الکلیة التی یحتویها المتغیر الذی تنتمی إلیه، وجاءت العبارات التی تم حسابها عن طریق معامل الارتباط موجبة ودالة إحصائیا عند مستوى الدلالة المعنویة (0.05).

   وللتأکد من ثبات الأداة تم تطبیقها على عینة عینة استطلاعیة من مجتمع الدراسة بلغ عددها (17) فردا ، وتم حساب معامل الثبات باستخدام معامل ألفا کرونباجAlpha Cronbach )، حیث کانت قیمته (0.882) ، بینما جاءت قیمته لکل محور من محاورها کما فی الجدول (3).

 

جدول (3)

حساب معامل الثبات لأداة الدراسة

المحور

قیمة معامل الثبات ألفا کرومباخ

المحور الأول : تحدیات أکادیمیة

0.614

المحور الثانی : تحدیات إداریة وبشریة

0.880

المحور الثالث : تحدیات مالیة

0.600

المحور الرابع : تحدیات اجتماعیة وثقافیة

0.517

المحور الخامس : تحدیات الجودة

0.618

المحور السادس : تحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات

0.704

الثبات الکلی

0.882

    یتضح من الجدول (3)  أن أداة الدراسة تتمیز بدرجة عالیة من الصدق والثبات . 

    وبما أن المتغیر الذی یعبر عن الخیارات ( موافق تمام، موافق، محاید، غیر موافق، غیر موافق إطلاقاً) مقیاس ترتیبی ، والأرقام التی أدخلت فی البرنامج هی : موافق تماما = 5 ، موافق = 4 ، محاید = 3 ، غیر موافق =2 ، غیر موافق إطلاقا= 1 ، فقد تم تقییم التحدیات وفق خمسة مستویات وفق المتوسط المرجح کالتالی:

من 1 إلى 1.79 غیر موافق إطلاقاً، ویعبر هذا المستوى عن: تحدیات ضعیفة جداً

من 1.80 إلى 2.59 غیر موافق، ویعبر هذا المستوى عن: تحدیات ضعیفة

من 2.60 إلى 3.39 محاید، ویعبر هذا المستوى عن: تحدیات متوسطة

من 3.40 إلى 4.19 موافق، ویعبر هذا المستوى عن: تحدیات کبیرة

من 4.20 إلى 5 موافق تماما، ویعبر هذا المستوى عن: تحدیات کبیرة جدا

  • ·        مصطلحات الدراسة:-

-           الجامعات الناشئة ((Emerging Universities: تمثل عبارة " الجامعات الناشئة " مصطلحاً مرناً فی مراده ومحتواه، إذ أن کلمة "الناشئة" ربما تشمل کل الجامعات التی لا یزید عمرها عن ثلاثین أو أربعین عاما، وهو عمر لیس بطویل قیاسا بالجامعات الغربیة أو التقلیدیة قدیمة النشأة کجامعة القیروان والزیتونة والأزهر مثلا. ولذا فإن الجامعات السعودیة وفق هذا التأریخ تعد جامعات ناشئة بالعموم، إلا أن المقصود بالجامعات الناشئة فی هذه الدراسة تلک الجامعات حدیثة التکوین التی لم یمض على إنشائها أکثر من ثلاثة أعوام أو أقل، ویمکن حصرها کما فی جدول (1) حیث بلغ عددها (3) جامعات، وهی الجامعات التی أنشئت فی العام 1435 وما یلیه.

-           التحدیات (Challenges): جاء فی لسان العرب لابن منظور (٢٠٠٥ ، ٦٩ )  " تحدیت فلاناً إذا باریته فی فعل ونازعته " ، وهی المفرد لکلمة التحدیات.  أما التحدیات اصطلاحاً فیعرفها داود (2010) على أنها : " تطورات أو متغیرات أو مشکلات أو صعوبات أو عوائق اقتصادیة أو ذات بعد اقتصادی نابعة من البیئة المحلیة أو الإقلیمیة أو الدولیة ، وتشکل تهدیداً أو خطراً على مستقبل النمو والتنمیة الاقتصادیة بالدولة "، کما یطلق مصطلح التحدیات على مجموعة الصعوبات والعوائق التی تقف حائلا دون تحقیق الأهداف، وفی ضوء ذلک فإن المراد بالتحدیات فی هذه الدراسة التحدیات الخاصة بالإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة والتی ترتبط بشکل مباشر فی عمل الإدارة الجامعیة واختصاصاتها، فهی تلک الصعوبات والمخاطر والقیود التی تهدد قدرات إدارة الجامعة وعملها وتمنعها من تحقیق أهدافها .

  • ·        نتائج الدراسة وتفسیرها :-

    قام الباحث باستعراض نتائج الدراسة وفق أسئلتها کما یلی :-

أولا – الإجابة عن السؤال الأول : التحدیات التی تواجه إدارة الجامعة فی الجامعات السعودیة الناشئة والإجراءات المقترحة لمواجهتها :-

    تم استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للأداة ککل ولکل فقرة من فقراتها ، ولکل محور من محاورها، حیث جاءت النتائج کما یلی:

أولا – یبین الجدول (4) أن المتوسط الکلی لأداة الدراسة هو (3.95) مما یعنی أن التحدیات الواردة فی أداة الدراسة تعد تحدیات کبیرة، بل هی أقرب إلى الوصول لمستوى تحدیات کبیرة جدا کما توضحه نتائج الدراسة والآلیة الموضوعة لتفسیر نتائجها، کما یبین الجدول (4) أن التحدیات المالیة حصلت على أعلى متوسط حسابی، وجاءت فی مستوى تحدیات کبیرة جدا، تلاها التحدیات الإداریة والبشریة، بینما أقل المتوسطات جاءت لتحدیات الجودة، وهی أیضا فی مستوى تحدیات کبیرة.


جدول(4)

المتوسطاتوالانحرافاتالمعیاریةوالتقییملکلمحورمنمحاورالأداةوللمحاورککل

المحور

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

التقییم

التحدیات الأکادیمیة

3.7817

.58961

تحدیات کبیرة

التحدیات الإداریة والبشریة

4.0869

.69400

تحدیات کبیرة

التحدیات المالیة

4.2606

.65797

تحدیات کبیرة جدا

التحدیات الاجتماعیة والثقافیة

3.9965

.55177

تحدیات کبیرة

تحدیات الجودة

3.7082

.61204

تحدیات کبیرة

تحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات

3.8732

.56094

تحدیات کبیرة

الکلی

3.951

0.462

تحدیات کبیرة

   

    ولمناقشة تفاصیل هذه التحدیات تم حساب المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری لکل فقرة وللمحور بشکل عام، وأظهرت النتائج التفصیلیة التالی:-

أولا -  التحدیات الأکادیمیة : ویوضحها الجدول (5) التالی

جدول (5)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للمحور الأول : التحدیات الأکادیمیة  

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

قلة البرامج الأکادیمیة

3.6901

.90383

2.

ضعف البرامج الأکادیمیة

3.4789

.92364

3.

قدم البرامج الأکادیمیة

3.7183

1.09783

4.

نقص الکادر التعلیمی من أعضاء هیئة التدریس

4.2254

.77822

5.

صعوبة استقطاب أعضاء هیئة تدریس فی التخصصات العلمیة

3.8028

1.07729

6.

غیاب سیاسات قبول مناسبة تراعی المتطلبات الفعلیة لبعض البرامج الدراسیة

3.8732

.99899

7.

نقص الکوادر السعودیة اللازمة لتفعیل اللجان والمجالس التی تتطلب عناصر سعودیة داخل الجامعة

4.2254

.86515

8.

رغبة الجامعة فی تحقیق متطلبات الدخول فی التصنیفات العالمیة على حساب موضوعات أکثر إلحاحا

3.2394

1.16453

 

الکلی

3.7817

.58961

      توضح نتائج هذا المحور أن الإدارة الجامعیة فی الجامعات الحدیثة النشأة بالمملکة تواجه تحدیًا کبیرًا فی الجانب الأکادیمی المرتبط بالبرامج الدراسیة والمناهج المعتمدة فیها وما یرتبط بها من إجراءات، حیث بلغ المتوسط الکلی للمحور (3.78) أی فی مستوى تحد کبیر. ومن البدیهی أن أی جامعة ناشئة لا یمکن أن تبدأ ببرامج أکادیمیة متکاملة وشاملة، بل إن توفیر مجموعة من البرامج الأکادیمیة على اختلافها یتطلب مزیداً من الجهد والوقت حتى تستطیع الجامعة توفیر هذه البرامج وتفعیلها. ویمکن مناقشة ما جاء فی هذا المحور على النحو التالی: -

- حصلت الفقرة (4) والفقرة (7) على أعلى متوسط حسابی بلغ (4.22) أی فی مستوى تحد کبیر جداً، ویرتبطان هذان التحدیان بنقص الکوادر البشریة من أکادیمیین وإداریین بالجامعات الناشئة. وتؤکد هذه النتیجة على أن إدارة الجامعات الناشئة تواجه إشکالیة نقص الکادر التعلیمی من أعضاء هیئة التدریس، وتزداد درجة وجود هذا التحدی بسبب ترکیز التعلیم العالی على التخصصات العلمیة والتقنیة التی تتطلب کفاءات وخبرات متخصصة لتنفیذ هذه البرامج، وقد یسهل على الجامعة استقطاب أعضاء هیئة تدریس سعودیین فی بعض المجالات النظریة کالدراسات الإسلامیة والتربویة واللغة العربیة، إلا أنه من الصعوبة الکبیرة أن تتوافر کوادر مؤهلة مناسبة فی المجالات العلمیة، وتتفق هذه النتیجة مع ما وصل له الشهری (2014) من وجود خلل کمی بین أعداد الکوادر الأکادیمیة الرجالیة والنسائیة وبخاصة فی التخصصات الطبیة والهندسیة والعلمیة.

    ویعد أعضاء هیئة التدریس العاملین فی التعلیم العالی من أهم المتغیرات فی معادلة النوعیة والجودة، وأحد أهم مدخلات العملیة التعلیمیة، وبناء علیه یتم تقویم المستوى النوعی للجامعة سواء فی عملیات التصنیف أو فی عملیات الاعتماد والترخیص ومعادلة الشهادات والدرجات العلمیة وغیرها، من خلال توفر کتل حرجة عالیة التأهیل من هذه الهیئات والأطر (بو سنینة ،2005) .

   کما یحتاج العمل الأکادیمی إلى مجموعة کبیرة من اللجان والمجالس المتخصصة لتسهیل إجراءات تنفیذ الأعمال؛ کمجلس الجامعة، والمجلس العلمی، ومجالس الکلیات والأقسام، وأیضا اللجان على اختلاف مهامها فی محیط العمل الجامعی، وتتطلب معظم هذه المجالس واللجان أن یکون أعضاؤها من السعودیین، ونظرا لقلة عدد أعضاء هیئة التدریس السعودیین الذین یمکن أن یغطّوا هذا الاحتیاج، فإن هذا یعد تحدیا آخر یعیق تنفیذ العدید من الإجراءات الأکادیمیة والإداریة المرتبطة بالجامعة.

    ومن السبل التی یمکن أن یواجه بها هذا التحدی أن تشکل الجامعة لجنة موحدة لکل کلیة أو مجموعة أقسام تقوم بمهام هذه المجالس واللجان، تتشکل مما یتوفر من عمداء الکلیات ورؤساء الأقسام ممن لدیهم الخبرة فی مجال العمل الإداری والأکادیمی، وقد تحتاج الجامعة إلى الاستعانة بخبرات أفراد من خارج الجامعة، وهذا متاح وممکن، کما یمکن مواجهة هذا التحدی بإنشاء شراکات عمل مع الجامعات السعودیة ذات الخبرة، ولتکن الجامعة الأم التی تم الانفصال عنها، بحیث یسند لها بعض المهام التی لا تستطیع الجامعة الحدیثة القیام بها لفترة محددة حتى تستکمل الجامعة الحدیثة قواها وتستقل بذاتها .

    ومن الحلول المطروحة لمواجهة هذا التحدی المتمثل بنقص الکادر الأکادیمی کما یؤکد المالکی (1435) هو استقطاب خریجی برنامج الابتعاث الخارجی لبرنامج خادم الحرمین الشریفین، وأهمیة متابعة الطلاب والطالبات المبتعثین من قبل الجامعة لضمان سرعة عودتهم (الشهری،2014 )، إضافة إلى إعداد ورش عمل ودورات مکثفة لتأهیلهم حال التحاقهم بالجامعات الناشئة. ومن الحلول أیضا الاستفادة من خبرات الجامعات السعودیة التی لها باع طویل فی الاستقطاب الجید للعدید من الکوادر البشریة فی المجال الأکادیمی، والتی أثبتت نجاحها فی جلب کوادر بشریة مؤهلة وفاعلة، من خلال مجموعة من الإجراءات التی تتیح للجامعة التأکد من أهلیة المتقدمین للعمل فیها، أیضا العمل على تنمیة مهارات أعضاء هیئة التدریس من خلال البرامج التدریبیة المکثفة فی مجال التعلیم والتعلم .

-        جاء بالمرتبة الثانیة فی هذا المحور الفقرة (6) بمتوسط حسابی بلغ (3.87) ومضمونها "غیاب سیاسات قبول مناسبة تراعی المتطلبات الفعلیة لبعض البرامج الدراسیة"، ویمکن أن یعزى ذلک إلى انفتاح الجامعات الناشئة على القبول بشکل موسع نتج عنه خلل بین سیاسات القبول ببعض البرامج الأکادیمیة والمتطلبات الفعلیة والمهارات الحقیقیة اللازمة للطلبة الملتحقین بها، الأمر الذی شکل عبئا على الجامعة والکوادر الأکادیمیة فیها، ویؤثر سلبا على تحقیق نواتج التعلم المستهدفة لهذه البرامج کما أکده الشهری (2014).      وهنا على الجامعة أن تراعی سیاسة قبول واضحة ومدروسة توافق بین معاییر القبول والتخصصات الموجودة فیها وفق آلیة توزیع تتناسب وهذه التخصصات.

-        جاء فی المرتبة الثالثة من هذا المحور الفقرة (5) المتعلقة بـ " صعوبة استقطاب أعضاء هیئة تدریس فی التخصصات العلمیة " بمتوسط حسابی بلغ (3.80) أی فی مستوى تحد کبیر، وقد کشفت وزارة التعلیم أن الجامعات السعودیة تواجه تحدیًا فی استقطاب أعضاء هیئة التدریس خصوصًا فی الجامعات الناشئة، وخاصة التخصصات الطبیة والهندسیة بالرغم من وجود حوافز بدل ندرة لأعضاء هیئة التدریس فی تلک الجامعات، إلا أنها لا تزال تواجه صعوبة فی توفیر هذه الکوادر، موضحة أن أعضاء هیئة التدریس المتعاقدین وخصوصًا المتمیزین منهم یحجمون عن التعاقد مع هذه الجامعات لوجود فرص أفضل تقدم لهم (صحیفة المدینة، 2014 ). ویذکر یمانی (2010) أن استقطاب عضو هیئة التدریس المتمیز الذی یحقق المعاییر التی تطمح لها الجامعة تترتب علیه صعوبات عدیدة، إداریة واجتماعیة وثقافیة ومالیة، فی ظل التنافس الشدید على أعضاء هیئة التدریس ذوی الکفاءة، وخاصة فی التخصصات المطلوبة بشدة فی سوق العمل، مما یکلف الجامعة مبالغ کبیرة، قد تصل أحیانًا إلى ما بین 60- 70% من میزانیة الجامعة.

    وقد تلجأ بعض الجامعات إلى التعاقد مع أعضاء هیئة تدریس لا یتمتعون بالقدر الکافی من التأهیل والخبرة والجودة فی العمل الأکادیمی، وهذا بدوره سینعکس على المخرج التعلیمی، وعلى أداء الجامعة ککل. وتتفق هذه النتیجة مع ما أشارت له دراسة ریما الیحیا (1435) بأن أبرز التحدیات التی تواجه الجامعات الناشئة هو ندرة الکوادر المؤهلة، وما أکده الرقیب (1435) من أن ضعف القدرة على استقطاب الکوادر البشریة المؤهلة من سعودیین وغیر سعودیین تعد من أبرز الصعوبات التی تواجه الجامعات الناشئة.

-  لما کان الهدف الرئیس من إنشاء الجامعة هو تلبیة متطلبات المجتمع المحلی بالأساس من التعلیم العالی وفی برامج متنوعة، فإن قلة البرامج الأکادیمیة وضعفها وقدمها فی الجامعات الناشئة یشکل أحد التحدیات التی تواجه إدارة هذه الجامعات، حیث جاءت هذه التحدیات الثلاثة فی الفقرات (1) و(2) و(3) بمتوسط کبیر ومتقارب بلغ (3.69) و(3.47) و(3.71) على التوالی. وهذا یؤکد على أنه یقع على عاتق إدارة الجامعة مهمة صعبة فی تنویع واستحداث وتطویر البرامج الأکادیمیة خططها الحالیة، وهذا یتطلب وعیا کاملا بحاجات المجتمع وتوجهاته ورغباته والتوافق بین هذه الحاجات والرغبات وحاجات السوق من هذه البرامج، خصوصا فی ظل التطورات المتجددة فی هذا السوق، وما یفرضه من التطویر المستمر على برامج التعلیم فی الجامعات. ویدعو الرویلی وحجازی (2014) إلى تبنی مجموعة من المقترحات التی تساعد على مواجهة إشکالیة الخطط والبرامج الدراسیة فی الجامعات الناشئة، أهمها تشکیل لجان لمراجعة وتوصیف البرامج والمقررات، ووضع خطة زمنیة لهذه المراجعة، إضافة إلى إعداد مشروع لتطویر برامج الجامعة ومراجعتها. کما یؤکد المطیری (2014) على ضرورة قیام الکلیات المتناظرة فی الجامعات الناشئة بعقد اتفاقات تبادل معرفی مع الکلیات المناظرة لها من الجامعات السعودیة الأخرى، والتی حصلت على الاعتماد الأکادیمی للاستفادة من خبراتها والحفاظ فی ذات الوقت على الرؤیة والهویة المستقلة وغیر المستنسخة لها.

- حصلت الفقرة رقم (8) المتعلقة بـ " رغبة الجامعة فی تحقیق متطلبات الدخول فی التصنیفات العالمیة على حساب موضوعات أکثر إلحاحا " على أقل المتوسطات الحسابیة بلغ (3.23) بمستوى تحد متوسط مما یشیر إلى أن هذا الموضوع لم یکن محل اهتمام الجامعات الناشئة بشکل کبیر فی الوقت الذی تشکل التصنیفات العالمیة هاجسا کبیرا لکثیر من الجامعات على المستوى المحلی والإقلیمی والعالمی، وتبذل الجامعات الکثیر من الجهود للدخول فی هذه التصنیفات على اعتبار أنها تتم وفق مجموعة من المعاییر والمقاییس الموضوعیة التی تکشف عن تقدم الجامعة وتعطی تصورا عن حجم التطور الذی تشهده. وفی الوقت الذی ترکز فیه هذه التصنیفات على النشر والبحوث العلمیة وبراءات الاختراع وغیرها من الوظائف المتقدمة جدا للجامعة، فقد یکون هذا الأمر من الأهداف التی تحتاج لبعض الوقت بالنسبة للجامعة الناشئة، وقد ینعکس هذا الاهتمام على جانب التدریس الأکادیمی الذی لا تعیره هذه التصنیفات اهتمامًا کبیرًا، لذلک فإن الترکیز على تحقیق مراکز متقدمة للجامعات الناشئة فی هذه المرحلة قد یکون له انعکاسات سلبیة لاحقاً إذا ما کان ذلک على حساب التعلیم الأکادیمی أو التدریس (الشلهوب،2011).

ثانیا - التحدیات الإداریة والبشریة : ویوضح الجدول (6) هذه التحدیات

جدول (6)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للمحور الثانی: التحدیات الإداریة والبشریة 

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

غیاب التخطیط الاستراتیجی الذی یمکّن من استشراف المستقبل بشکل واضح

3.9437

.92408

2.

غیاب الهیاکل التنظیمیة المناسبة لإدارات الجامعة المختلفة

4.0282

.94070

3.

نقص الکوادر الإداریة داخل الأقسام الإداریة بالجامعة

4.3662

.74142

4.

نقص الخبرة الإداریة لدى عدد کبیر من الموظفین نتیجة نشأة الجامعة وحداثة التوظیف فیها

4.1690

.92560

5.

بروز الصراع الإداری السلبی بین الموظفین للحصول على المراکز الوظیفیة بالجامعة

3.9859

.94858

6.

نقص القیادات الجامعیة ذات الخبرة فی إدارة الجامعة

4.0282

.94070

 

الکلی

4.0869

.69400

    یشکل العمل الإداری رکیزة أساسیة فی نجاح أی منظمة، وتتفاعل عناصر الإدارة جمیعها ابتداء من التخطیط وانتهاء بعملیة التقویم من أجل تحقیق أهداف المنظمة، وبقدر قدرة الإدارة فی توظیف خبرات الأفراد واستقلالها لمواردها البشریة بشکل صحیح بقدر ما تکون هذه الإدارة ناجحة وفاعلة.

    وقد بینت نتائج الدراسة أن الإدارة الجامعیة فی الجامعات الناشئة تواجه تحدیات کبیرة ترتبط بالعمل الإداری والموارد البشریة فیها مما له تأثیر کبیر فی نجاحها ومساعدتها على تحقیق أهدافها، وحیث أن جمیع التحدیات فی هذا المحور متقاربة وتدور حول المتوسط (4.00) فیمکن مناقشة هذه التحدیات کما جاءت مرتبة على النحو التالی:-

-  حصلت الفقرة (1) على متوسط حسابی (3.94) فی مستوى تحد کبیر ، ففی الوقت الذی تشکل فیه الخطة الإستراتیجیة لإدارة الجامعة الرکیزة الأساسیة التی تعین الجامعة على السیر نحو تحقیق أهدافها، فمن خلال التخطیط الاستراتیجی یمکن للجامعة استشراف المستقبل الذی ترید الوصول له، إلا أن الواقع یشیر إلى عدم وجود تخطیط استراتیجی یمکّن الجامعة من السیر بالاتجاه الصحیح نحو تحقیق الأهداف، حیث تشیر منیرة العسیری (2005) فی دراسة أجرتها بهذا الشأن إلى وجود قصور فی مراعاة التخطیط الاستراتیجی فی خطط التعلیم العالی بشکل عام، کما یؤکد المالکی (1435) على أن غیاب التخطیط الاستراتیجی أبرز الصعوبات التی تواجه الجامعات الناشئة کونه یمثل الدعامة الأهم لکل عمل ناجح، وأن الجامعات الحدیثة لازالت تمارس الإخراج النمطی لخططها الاستراتیجیة، وفی هذا السیاق یؤکد عرفة والنصیر (2014) على أن من أبرز تحدیات تحقیق الجودة بالجامعات الناشئة ضعف الالتزام بالتخطیط، وغیاب الندوات والمؤتمرات المتعلقة باستراتیجیات التخطیط والتطبیق. کما احتل التخطیط الاستراتیجی المرتبة الأعلى بأولویات التحسین فی نتائج التقویم الذاتی لجامعة شقراء کجامعة ناشئة (الورثان ،2014 ).

    وقد نتج عن غیاب التخطیط الاستراتیجی فی الجامعات الناشئة کثیر من الإشکالات الکبیرة، منها على سبیل المثال عدم وضوح الأولویات، فقد قامت بعض الجامعات بتنفیذ مشروعات ثانویة على حساب أخرى کان من المفترض أن یکون لها الأولویة، کالاهتمام ببناء السور الخارجی للجامعة على حساب مبانی الکلیات والفصول الدراسیة والإداریة.

    وتواجه إدارة الجامعات الناشئة مشکلة غیاب التخطیط الاستراتیجی لعدة أسباب، منها: حداثة الإدارة الجامعیة فی هذه الجامعات وربما غیابها فی بعض الأحیان قاد إلى عدم وجود هذه الخطط، ومنها انشغال الإدارة الجامعیة بکم کبیر من الأعباء الإداریة الآنیة التی لا تتیح الفرصة حتى للتفکیر فی التخطیط الاستراتیجی للجامعة، وبالتالی تسیر الجامعة وفق احتیاجات وظروف العمل الحالی دون النظر إلى ما یمکن أن تصل إلیه فی المستقبل. وهذا سینعکس سلبا على جمیع نواتج العمل فی الجامعة سواء فی الجانب الإداری أو الجانب الأکادیمی أو المخرج التعلیمی.

    ومن الإجراءات التی یمکن أن تتخذها إدارة الجامعة لمواجهة هذا التحدی الاستعانة بوزارة التعلیم للمساعدة فی بناء هذه الخطط ووضعها قبل الشروع فی أی عمل قد ینحرف بالجامعة نحو مسارات قد لا تکون مرضیة مستقبلا، ویمکن أن تلزم وزارة التعلیم الإدارات الجامعیة برسم الخطة الاستراتیجیة لها ومراجعتها ومن ثم یتم اعتمادها کبرنامج عمل رسمی تلتزم الجامعة بتنفیذه أمام وزارة التعلیم.

    ویلزم إشراک الإطراف المختلفة فی رسم هذه الخطة سواء داخل الجامعة أو خارجها من المجتمع المحلی المهتم بهذا الجانب، حتى لا تبنى وفق نضرة شخصیة محدودة لا تتفق والهدف العام وتطلعات المجتمع المحلی.

-  حصلت الفقرة (2) على متوسط (4.02) أی أنها تمثل تحدیا کبیرا لإدارة الجامعة، ویتمثل هذا التحدی بغیاب بناء الهیاکل التنظیمیة لإدارات الجامعة المختلفة، وغیاب التوصیف الوظیفی للوظائف الإداریة، والعشوائیة فی توزیع المهام والعمل، وعدم القدرة على تقییم أداء العاملین فی المجال الأکادیمی والإداری، وهذا یتطلب العمل الجاد من إدارة الجامعة بالتوجه نحو العمل المؤسسی المنظم، واستکمال بناء الهیاکل التنظیمیة للجامعة وأقسامها، بما یساعد على توزیع المهام والأدوار وتحدید المسؤولیات، وإمکانیة التقییم.

- حصلت الفقرة (3) على أعلى متوسط فی هذا المحور بلغ (4.36) أی فی مستوى تحد کبیر جدا ، وقد نصت على "نقص الکوادر الإداریة داخل الأقسام الإداریة بالجامعة" ، ویمکن أن یفسر ذلک بأنه غالبا ما تبدأ الجامعات الناشئة عملها بعدد قلیل ومحدود من الموظفین، إذ أن الأصل فی الجامعات الناشئة أنها عبارة عن کلیة أو مجموعة من الکلیات، وبالتالی قلة عدد الکادر البشری یشکل عائقاً کبیراً أمام تنفیذ کثیر من المهام الإداریة، ویبرز دور الإدارة الجامعیة هنا من خلال تحری الخبرات الفاعلة فی من هو موجود من الأفراد وتوزیع مهام العمل الإداری علیهم وفق الکفاءة والقدرة لتیسیر العمل الإداری، کما أن من مهام الإدارة الجامعیة أن تبدأ ببناء هیکلة العمل الإداری الجدید وفق حاجات الجامعة وتحدید الاحتیاجات اللازمة لها من الوظائف المطلوبة، وهنا یبرز أیضا دور کبیر للإدارة الجامعیة فی استقطاب أفضل الکفاءات القادرة على العمل وفق تخصصات محددة، وهذا یحتاج إلى استحداث وظائف جدیدة وتحویر بعض الوظائف الموجودة وتوزیعها وفق حاجة کل قسم داخل محیط الجامعة .

- حصلت الفقرة (4) على متوسط (4.16) وتنص على " نقص الخبرة الإداریة لدى عدد کبیر من الموظفین نتیجة نشأة الجامعة وحداثة التوظیف فیها " ویمکن تفسیر هذه النتیجة من خلال واقع الجامعات الناشئة التی تستقبل بعد إعلان احتیاجها من الموظفین أعداداً کبیرة تفتقر إلى الخبرة فی مجال العمل الإداری، وربما کان السواد الأعظم من الموظفین الجدد من خریجی الجامعات الذین لم یسبق لهم العمل والممارسة الفعلیة للإدارة على اختلاف مسمیاتهم الوظیفیة، وقد أشار کل من عرفة والنصیر (2014) إلى أن أحد تحدیات تحقیق الجودة بالجامعات الناشئة ضعف کفاءة العاملین، وضعف مهارات التطبیق لدیهم، وهنا تحتاج الجامعة إلى إعداد وتدریب ما لدیها من موظفین، وهذا یمکن أن یتم من خلال عدد من الطرق منها : إقامة برامج تدریبیة داخل الجامعة یقوم بها أصحاب الخبرة من المتخصصین وزملاء العمل، وتتمیز هذه الطریقة بسرعة التنفیذ وسهولة الإعداد کونها تتم داخل الجامعة وبخبراتها المتوفرة فیها، کما یمکن أن تتعاون الجامعة الناشئة مع جامعة أخرى فی التدریب، ولتکن الجامعة الأم التی انفصلت عنها الجامعة الحدیثة، وذلک من خلال زیارات متبادلة للموظفین مع زملائهم فی الأقسام الإداریة المقابلة بما یعرف بتدریب الأقران، والذی یحقق فائدة مباشرة وتدریب تطبیقی مباشر على العمل، وهذا أیضا یمکن أن یتم بطریقة سلسة وسهلة، وقد تحتاج لوقت أطول من الطریقة الأولى، أما آخر الطرق المقترحة فهی إرسال الموظفین وفق اختصاصاتهم للدورات التدریبیة المعدة من قبل معهد الإدارة العامة، وهذا یحتاج إلى وقت طویل بسبب عدم توفر البرامج التدریبیة فی جمیع مراحل خطة المعهد فی کل فترة من فترات الدورات التدریبیة فیه، کما أن هذه الدورات قد لا ترتبط بشکل مباشر بطبیعة العمل فی الجامعة مما یجعل الاستفادة منها أقل من التدریب بشکل مباشر على العمل من خلال مشارکة الأقران .

-  حصلت الفقرة (5) المتعلقة بالصراع الإداری على متوسط (3.98)، وهذا یشیر إلى بروز مجموعة من أشکال الصراع الإداری السلبی سواء أکان بین الأفراد، أو بین المجموعات، وإذا کان هذا الصراع حقیقة واقعة فی منظمات الأعمال، فإن درجة حدته تظهر بشکل أکبر فی المنظمات حدیثة النشأة کالجامعات، وذلک لأسباب عدة منها: اختلاف الغایات والأهداف، والرغبة فی الحصول على السلطة فی بیئة العمل الجدیدة، والمنافسة، والولاءات والانتماءات الوظیفیة، والمصالح الشخصیة، وغیرها من الأسباب. ومن أهم الوسائل والأسالیب المقترحة لإدارة هذا الصراع اعتماد الإدارة على أسلوب المواجهة والحزم، وفیها یتم الترکیز على معالجة أسباب الصراع من خلال تحلیل الواقع بعیدًا عن العواطف والمشاعر، والاتجاه نحو الموضوعیة، مع توافر السلطة الکافیة لدى الإدارة حتى تتمکن من إدارة الصراع بفعالیة (النمر، 1994) .

- حصلت الفقرة (6) على متوسط (4.02) أی أنها تعد تحدیا کبیرا ، وتنص على " نقصالقیادات الجامعیة ذات الخبرة فی إدارة الجامعة " ، وحول هذا التحدی یمکن الإشارة إلى أنهقد تحتاج الجامعات الناشئة فترة لیست بالقصیرة کما هو حال کثیر منها أن تعمل تحت إدارة الجامعة الأم التی انفصلت عنها، وغالبا ما توکل إدارة هذه الجامعات الناشئة إلى أفراد تم تعیینهم من قبل سلطة رسمیة فی الجامعة الأم، أو یتم اختیارهم بالتزکیة من قبل شخصیات معتبرة فی مؤسسات التعلیم ذات العلاقة بالجامعة الناشئة، وفی سبیل بقاء هذه العلاقة موضع الاحترام والقبول بین هؤلاء الأفراد وهذه الجهات تنتج أزمة المشارکة فی إدارة الجامعة بدرجة تؤثر على عملها ودورها کمنبر علمی وتعلیمی (عبدالله ،2003)، حیث یستأثر هؤلاء الأفراد بالقرار الإداری، وتغیب المشارکة الإداریة حتى فی أبسط القرارات، بل قد یعمل هؤلاء الأفراد على تحیید بعض الکفاءات الإداریة فی الجامعة والتی یمکن أن یکون لها دور فاعل فی العملیة الإداریة ونجاحها. ویؤکد سلامة (2011) على أن من أبرز المشکلات الإداریة فی مؤسسات التعلیم العالی العربی ضعف معدلات المشارکة فی صنع القرار، وعدم الإلمام الکافی لدى القائمین على إدارة هذه المؤسسات بأسس التخطیط والتنظیم والإشراف والتقویم وغیره من عملیات الإدارة، وعدم وضوح الأهداف الإداریة وترتیبها حسب أهمیتها، وصعوبة تقویم الأداء الإداری بهذه المؤسسات. کما یؤکد الصائغ (2007) على أن معاییر اختیار وتعیین القادة الإداریین فی مؤسسات التعلیم العالی فی دول مجلس التعاون لا تعتمد الکفاءة ولا التمیز الإداری والأکادیمی، بل تتداخل مجموعة من العوامل السیاسیة والاجتماعیة والشخصیة فی عملیة الاختیار، مما ینتج عنه انعکاسات سلبیة على معنویات وإنتاجیة العاملین فی تلک المؤسسات وعلى المناخ التنظیمی فیها بشکل عام، أما عرفة والنصیر (2014) فقد أکدا على أن أحد تحدیات الجودة بالجامعات الناشئة مرکزیة القرارات وغیاب المشارکة فی صنعها .

ثالثا- التحدیات المالیة : ویوضح الجدول (7) نتائج التحدیات المالیة

جدول (7)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للمحور الثالث : التحدیات المالیة 

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

ضعف الاعتمادات المالیة للجامعة

4.3944

.80141

2.

عدم القدرة على الاستفادة من الموازنة المعتمدة للجامعة بالشکل المناسب

4.0282

.84468

3.

غیاب إدارة فاعلة للتخطیط والموازنة

4.1127

.85439

4.

غیاب الموارد المالیة البدیلة للجامعة

4.5070

.75353

 

الکلی

4.2606

.65797

   نال موضوع التحدیات المالیة أولویة فی عرض التحدیات المشترکة التی أصدرتها مجموعة اتحادات التعلیم العالی فی الولایات المتحدة الأمریکیة عام 2006 حیث کانت قضیة تکالیف التعلیم العالی والقدرة المالیة للطلبة على الدراسة أول هذه التحدیات (الاقتصادیة الالکترونیة، 2008) .

   وقد بینت نتائج الدراسة أن هذا المحور نال أعلى متوسط حسابی بین محاور الدراسة بلغ (4.26) أی أنها جاءت فی مستوى تحدیات کبیرة جداً، ونالت الفقرة (4) المتعلقة بغیاب الموارد البدیلة للجامعة أعلى متوسط بلغ (4.50)، تلاها الفقرة (1) بمتوسط (4.39)، ثم الفقرة (3) و (2) على التوالی. وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره عرفة والنصیر (2014) بأن التحدیات التی تواجه الجامعة تتمثل بضعف الموارد الذاتیة للجامعة، وضعف التحفیز المالی، وقلة الجهات الداعمة أو انعدامها، وقصورها عن الاستفادة بأقصى درجة ممکنه من الموازنة المعتمدة للجامعة، وهذا یتطلب مزیدًا من التخطیط والدراسة التی تستطیع من خلالها توظیف الأموال المتاحة فیما یخدم خطط الجامعة ویحقق أهدافها . کما تتفق مع ما أشار له روجر وکارول (Roger and Carroll ,1997) من أن أبرز المشکلات التی تؤثر فی فاعلیة الإدارة الجامعیة وتعیق عملها الافتقار إلى وجود طریقة لإعادة توزیع الاعتمادات المالیة للجامعة؛ بسبب عدم وجود أساس لتقویم الجدارات أو الاستحقاقات النسبیة للتخصصات المختلفة فی الجامعة.

    ومن أجل توزیع میزانیة الجامعة بالشکل الذی یحقق أهداف الجامعة ورؤیتها ورسالتها یلزم أن تعی إدارة الجامعة أهمیة وجود إدارة خاصة بالتخطیط والموازنة تستطیع توزیع المخصصات المالیة وفق خطط مدروسة تلبی الحاجات الملحة لها، وذلک بالمشارکة الفاعلة مع کافة اللجان والجهات المختصة.

    من جانب آخر یشار إلى أن استمراریة التمویل الحکومی للجامعات أمر یخضع لمجموعة من الاعتبارات الاقتصادیة للدولة، وأن هذا التمویل عرضة للتغیر بین عام وآخر بسبب التغیرات الاقتصادیة والسیاسیة العالمیة، وعلیة لابد من التفکیر الجدی والمحاولة فی إیجاد منافذ تمویل، وخلق موارد مالیة غیر الاعتمادات التی تقوم بها الدولة، وهذا جانب فی غایة الأهمیة یجب أن یوضع فی اعتبار الإدارة الجامعیة، ویدخل ضمن موضوعات الخطة الاستراتیجیة لها، ویمکن تحقیق ذلک من خلال تأسیس هادف ومستقبلی لتنفیذ مجموعة من آلیات العمل کالتدریب والإنتاج والبحوث التی یمکن أن تشکل مصدرًا جدیدًا للتمویل، ویؤکد سلامة (2011) على أن الاعتماد على الحکومة کمصدر رئیس لتمویل التعلیم العالی ومحدودیة المصادر الأخرى یعد أحد التحدیات التی یجب التصدی لها من خلال ترشید الإنفاق، والدخول فی شراکات مجتمعیة، ودعم التوجه نحو لامرکزیة الإدارة الجامعیة .

 

رابعا- التحدیات الاجتماعیة والثقافیة :

    یرتبط التعلیم بشکل کبیر بالمجتمع، والجامعة کمؤسسة اجتماعیة إنما وجدت فی الأساس لخدمة المجتمع والمساهمة فی التنمیة الاجتماعیة الشاملة، ولا یمکن للمؤسسة الجامعیة أن تتجاهل الإطار العام الذی تعمل فیه (بو بطانة،1994).

    وفی ظل التطورات والتحولات العالمیة المعاصرة وبروز عدد من التوجهات الفکریة التی تتبنى العنف والإرهاب، وتفشی کثیر من هذه الظواهر الخطیرة بین أوساط الشباب؛ تبرز الحاجة جلیة إلى مضاعفة الجهود المبذولة من قبل الجامعات فی مواجهة هذه الأفکار المنحرفة، فمن منطلق أن الجامعة منارة الفکر والعلم والمعرفة کان لا بد لها من القیام بالدور التنویری الإرشادی العلمی تجاه هذه الأفکار من خلال ما تحویه من عقول علمیة یفترض أنها قادرة على دحض ومواجهة الشبه المثارة، وتجلیة کثیر من الأفکار المغلوطة، التی تسببت فی الانحراف الفکری لمجموعة من شباب هذا البلد، ومن خلال ما یجب أن تقدمة من أنشطة مجتمعیة هادفة فی هذا الجانب. ویتأکد هذا الدور فی الجامعات الناشئة بشکل کبیر لوجودها فی بیئات جدیدة تفتقر إلى مثل هذه الجهود وتحتاج لها بدرجة کبیرة. وهذه الدعوة لتفعیل هذا الجانب فی التعلیم لم تکن حدیثة الوجود بل أکدت على ذلک منظمة الیونسکو فی تقریرها الصادر عام 1993 على أن التربیة من أجل السلام ونبذ الإرهاب یجب أن تکون فی مقدمة أهداف التربیة العالمیة فی القرن الحالی، واعتبرت أن بناء ثقافة السلام والتسامح تعد الأکثر إلحاحا على الأنظمة التربویة فی دول العالم (UNESCO, 1993).

 وقد أظهرت نتائج الدراسة مجموعة من التحدیات الاجتماعیة والثقافیة التی تواجه الإدارة الجامعیة فی الجامعات الناشئة یوضحها الجدول (8) کالتالی :-

 

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للمحور الرابع : التحدیات الاجتماعیة والثقافیة 

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

زیادة الضغوط الاجتماعیة لقبول جمیع الطلبة المتقدمین

3.7183

.89735

2.

حاجة المجتمع لبرامج ودورات قصیرة تقدمها الجامعة

4.1408

.70297

3.

ضرورة تفعیل دور الجامعة فی مواجهة التطرف والأفکار الضالة

4.3662

.56668

4.

مطالبة المجتمع باستحداث برامج نظریة لا یحتاجها سوق العمل

3.7606

.97782

 

الکلی

3.9965

.55177

  

-       جاءت الفقرة (3) المتعلقة بـ " ضرورة تفعیل دور الجامعة فی مواجهة التطرف والأفکار الضالة"کأکبر التحدیات فی هذا المحور بمتوسط حسابی بلغ (4.36) أی تحد کبیر جدا.

   وفی سبیل مواجهة هذه التحدیات الاجتماعیة والحد منها یرى الشهری (2014) ضرورة وضع آلیات للتواصل المجتمعی تضمن تواصل فعال بین المجتمع والجامعة، بحیث لا یشکل المجتمع ومطالباته عبئا على الجامعة وهی فی مرحلة التأسیس، کتفعیل اللجان الاستشاریة والمهنیة للبرامج الأکادیمیة، وإضافة ممثلین للمجتمع داخل هذه اللجان، کما أکدت أولویات التحسین فی جامعة شقراء على أهمیة وضع سیاسات وإجراءات واضحة للعلاقة بین الجامعة والمجتمع وضرورة تفعیلها من خلال الشراکة الفاعلة المتمثلة بتشکیل مجالس استشاریة تضم فئات المجتمع وخریجی الجامعة بما یضمن وجود استراتیجیة واضحة لمتابعة سمعة الجامعة  (الورثان، 2014).

- جاءت الفقرة (2) التی تنص على " حاجة المجتمع لبرامج ودورات قصیرة تقدمها الجامعة " بالمرتبة الثانیة فی هذا المحور بمتوسط حسابی بلغ (4.14) أی فی مستوى تحد کبیر. ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأهمیة دور الجامعات الناشئة فی خدمة قضایا المجتمع واحتیاجاته، سواءً کان ذلک فی إعداد الدورات، وإجراء الدراسات، أم فی توفیر التعلیم المستمر فی کافة التخصصات ولجمیع فئات المجتمع (الحامد وزملاؤه،2007، ص144). ویؤکد القاضی (1435) على أن أبرز التحدیات التی تواجه الجامعات الناشئة هی تحقیق طموحات القیادة الرشیدة وتلبیة حاجات أبناء وبنات الوطن التی تتناسب مع مهاراتهم وتوجهاتهم، وأیضا تلبیة حاجات السوق من التخصصات العلمیة والفنیة .

- حصلت الفقرة (1) التی تنص على " زیادة الضغوط الاجتماعیة لقبول جمیع الطلبة المتقدمین" وکذلک الفقرة (4) التی تنص على "مطالبة المجتمع باستحداث برامج نظریة لا یحتاجها سوق العمل" على متوسط حسابی بلغ (3.71)و (3.76) على التوالی أی فی مستوى تحد کبیر. ویمکن تفسیر ذلک بما تواجهه الجامعات الناشئة من زیادة الطلب على التعلیم العالی الذی نتج عنه مزیدًا من الضغوط الاجتماعیة الکبیرة لاستیعاب المتقدمین لها فی تخصصات متعددة سواء أکانت علمیة أم نظریة، فی الوقت الذی لا تتوفر فیه برامج دراسیة إلا فی عدد محدود جدا من البرامج قبل تأسیس الجامعة، مع افتقارها إلى المرافق اللازمة لتنفیذ هذه البرامج، وفی ظل وجود ثقافة اجتماعیة لا تمتلک رؤیة واضحة عن سیاسة التعلیم الناجح، ولا تعیر اهتماما للقضایا الهامة المتعلقة بالجودة وتحسین المخرج، وتعتبر الدراسة فی الجامعة قیمة بحد ذاتها بغض النظر عن جدواها (عبدالله،2003)؛ وفی ظل ارتفاع مستوى التوقعات المجتمعیة من الجامعة الناشئة، وعدم تفهم بعض الدوائر الحکومیة والأهلیة والمجتمعیة المرحلة التی تمر بها، والتی لا تزال فی طور التأسیس والتکوین (الشهری،2014 )؛ فإن إدارة الجامعة والحال کذلک تلجأ إلى أحد أمرین : إما الاستجابة لهذا المطلب وافتتاح برامج جدیدة وبشکل سریع ینتج عنه ضعف شدید فی البرنامج وبالتالی فی المخرج، وذلک بسبب ضعف إجراءات التنفیذ، وعدم وضوح المعاییر والقواعد، وتدنی المستوى الأکادیمی للفریق التدریسی فی هذه البرامج، فضلا عن تنفیذها فی مقرّات وأماکن فی غالب الأحیان لا تکون مناسبة للعمل الأکادیمی والدراسی، أو تتجه للخیار الثانی وهو التزام إجراءات ومعاییر محددة لافتتاح البرامج الجدیدة تستند إلى توفر مجموعة من المستلزمات القبلیة للبرنامج سواء ما یتعلق بالجوانب المادیة کتوفیر مکان مناسب للتنفیذ بکل احتیاجاته الملائمة لتنفیذه، کالقاعات الدراسیة، ومکاتب أعضاء هیئة التدریس، والمعامل والخدمات المساندة، أو ما یتعلق بالجوانب التنفیذیة، وأهمها توفیر فریق من أعضاء هیئة التدریس المؤهلین وفق التخصصات المناسبة والمعتمدة للبرنامج .

    ومن خلال التجارب السابقة للجامعات التی لم تدخل ضمن جدول الجامعات الناشئة فی هذه الدراسة یتبین أن الخیار الثانی هو الخیار الأنجع لإدارة هذه الجامعات، وذلک فی ظل وجود أعداد کبیرة من خریجی هذه البرامج یفتقرون إلى أبسط معاییر الجودة فی مستویاتهم الدراسیة، وهذا یمثل هدراً للوقت والجهد والمال بالنسبة للخریج وبالنسبة للجامعة أیضا، وفی هذا الصدد یؤکد عقل (1432) على أن التحدی المستقبلی لمؤسسات التعلیم العالی سیبقى فی کیفیة الوصول إلى المعادلة المطلوبة التی تحدث نوعاً من التوازن بین التوسع الکمی للتعلیم الجامعی من ناحیة، ونوعیة وجودة هذا التعلیم من ناحیة أخرى، کما یؤکد القحطانی (2014) على أن الاستعجال بفتح البرامج والأقسام والکلیات والعنایة بالکم دون الکیف، والترکیز على الجوانب الإعلامیة البحتة والشکلیة لن یحقق لأی جامعة ما تطمح إلیه ویطمح إلیه الوطن، وأن على الجامعات الناشئة أن تتریث فی بناء برامجها وخططها التطویریة والإستراتیجیة، وأن تُعنى بالجانب العلمی الأکادیمی أولا.

- وفی سیاق هذین التحدیین ، وفی ظل ترکیز التعلیم العالی الحدیث فی المملکة على التخصصات العلمیة والتقنیة وانحسار کثیر من التخصصات النظریة من جانب، وفی ظل تدنی مستوى خریجی الثانویة العامة بشکل عام من جانب آخر (العمار،2008)؛ فإن هناک أعداد کبیرة من الطلبة لا ترغب الدخول فی المسار العلمی فی المرحلة الجامعیة باعتبار صعوبة هذا المسار وعدم القدرة على السیر فیه، وبالتالی المطالبة بوجود تخصصات نظریة تمکنهم من الدراسة واجتیاز البرنامج، وهذا من أبرز تحدیات إدارة الجامعات الناشئة التی تحتاج إلى التعامل معه بنوع من الحذق والذکاء. ویشیر سلامة (2011) إلى أن مواکبة برامج الدراسة بمؤسسات التعلیم العالی للتطورات العلمیة یتطلب إعادة النظر فی هذه البرامج والمقررات الدراسیة وتطویرها وفق رؤیة المؤسسة ورسالتها وحاجات المجتمع، والاستناد إلى المستحدثات العلیمة. من جهة مقابلة یشیر واقع أغلب التخصصات فی الجامعات الناشئة أنها تتمحور حول التخصصات النظریة غیر المطلوبة فی سوق العمل بشکل کبیر؛ حیث انتشرت منظومة ما یسمى «کلیة العلوم والآداب»، وبالتالی فإن هذه الجامعات تصدِّر البطالة وتعید فعل أکثر الجامعات الرئیسة بمستوى جودة أقل، وأنها لم تنجح حتى الآن فی تقنین القبول فی التخصصات وعمل نوع من التوازن یضمن عدم انقطاع الخریجین فی أی فرع علمی مع النظر إلى واقع توظیف خریجی القسم، فالجامعات الناشئة هی فی الغالب مشتملة على تخصصات مکررة ولیس هناک تفرد لجامعة منها - عدا جامعة الملک عبد الله للعلوم والتقنیة التی تعتبر استثناء من الجامعات الناشئة - ( القحطانی ، 2014).

    ویمکن للإدارة الجامعیة الناجحة أن تتعامل مع هذا التحدی من خلال إتاحة الفرصة لعدد معین من التخصصات النظریة التی لها قبول مستمر فی سوق العمل واستمراریة فی الطلب، مع الترکیز على الجودة فی هذه البرامج التی تتیح لها المنافسة فی سوق العمل والتمیز فی خریجیها.

    کما یمکن أن یرتکز اختیار هذه التخصصات على مجموعة من المعاییر التی تساعد هذه البرامج على النجاح، تتعلق بمکان وجود الجامعة، وطبیعته، ونشاطات المجتمع المحلی للجامعة، واهتماماته، وهو ما أشار إلیه وزیر التعلیم فی اجتماعه بمدیری الجامعات الحکومیة؛ حیث دعا إلى ترکیز کل جامعة على التخصصات التی تمیزها عن غیرها بما یعزز هویتها بین الجامعات (صحیفة صدى الالکترونیة، 2015)، فعلى سبیل المثال یمکن أن ترکز جامعة أنشئت فی منطقة صحراویة تهتم بالثروة الحیوانیة کمنطقة حفرالباطن مثلا على إنشاء کلیة تتضمن مجموعة من التخصصات التی تهتم بالثروة الحیوانیة والرعی والبیطرة، بینما ترکز جامعة أخرى فی منطقة تحتاج إلى کوادر بشریة فی قطاع الأعمال والإدارة على التمیز فی إدارة الأعمال والإدارة العامة وهکذا، وبهذا تستطیع الجامعة أن توائم بین التخصصات النظریة وتوجد لها برامج مناسبة، وبین احتیاجات سوق العمل العامة من التخصصات العلمیة والتقنیة .

     ویساند العقل (1432) هذا التوجه بالتأکید على أن التجربة فی الدول النامیة توحی بأن تقوم کل جامعة بالترکیز على عدد محدود من مجالات التخصص والبرامج، والتی یتوافر لدى الجامعة الإمکانات المادیة والبشریة والتقنیة لتقدیمها، على أن تترک لغیرها من الجامعات الترکیز على جوانب أخرى من التخصصات التی یتوافر لدى تلک الجامعة الخبرة والإمکانات المادیة والبشریة لتقدیمها، فالجامعة یستلزم أن تکون متفردة من حیث الرسالة التی تؤدیها، وأن تبتعد عن ظاهرة تقلید غیرها من الجامعات ومجاراتها فی إنشاء الکلیات والبرامج والتخصصات، لأن سر نجاح أیة جامعة یکمن فی التفرد والخصوصیة التی تتمیز بها تلک الجامعة عن غیرها من الجامعات.

    کما یستلزم التأکید على ضرورة مراعاة برامج التعلیم للتغیر السریع فی بنیة المهن وطبیعتها والسعی لتکوین قوى عاملة قادرة على اکتساب المهارات الجدیدة، ومعدة بصورة تحقق قدرا من التوازن بین التخصص والعمومیة، وبین المهارات العامة التی تصلح للاستخدام وإعادة الاستخدام، وبین الجوانب التخصصیة التی قد تحقق أغراضها فی وقتها وقد تتلاشى وتنقرض أو تتغیر، ولکن لا یؤدی انقراضها إلى فقدان المرء إمکانیة الحیاة والعیش (عشیبة،2002). وقد جاء من ضمن بیان تحدیات التعلیم العالی فی الولایات المتحدة الذی صدر عن اتحادات التعلیم العالی الستة عام 2006 التأکید على ضرورة أن یتمتع الخریج بإمکانات عامة وإمکانات تخصصیة تمکنه من الانطلاق إلى سوق العمل، حیث شکل هذا الجانب واحدا من التحدیات السبعة التی ذکرها البیان (الاقتصادیة الالکترونیة، 2008).

خامسا - تحدیات الجودة : ویوضح الجدول (9) هذه التحدیات کما یلی 

جدول (9)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة للمحور الخامس : تحدیات الجودة

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

عدم توفر مستلزمات تطبیق الجودة کالتمویل والهیئة التدریسیة والمرافق والمختبرات والمعدات

4.0845

.71207

2.

ترکیز الجامعة على الکم مقابل الکیف

3.5775

.95112

3.

استعجال الجامعة بافتتاح برامج جدیدة انعکس على جودتها

3.1690

.92560

4.

غیاب مقاییس موثوقة وثابتة وصادقة لقیاس الجودة

3.8873

.78466

5.

عدم تحدید معاییر قبول تساعد على اختیار طلبة متمیزین دراسیا فی الجامعة

3.6761

.93770

6.

عدم وجود وکالة أو وحدات خاصة بالجودة فی الجامعة

3.9155

.82369

7.

عزوف الطلبة المتمیزون عن الدراسة فی الجامعة الناشئة

3.6479

1.12248

 

الکلی

3.7082

.61204

    جاء المحور المرتبط بالجودة أیضا بمستوى تحدیات کبیرة وحصل على متوسط کلی بلغ (3.70) وجاءت الفقرة (1) بأعلى متوسط حسابی بلغ (4.08)، وهذا یؤکد أهمیة توفر المستلزمات اللازمة لتطبیق الجودة وهی کثیرة ومتعددة سواء منها ما یتعلق بالتمویل أو أعضاء هیئة التدریس أو المرافق أو البیئة المادیة ...

   کما جاءت الفقرة (6) المتعلقة بعدم وجود وکالة أو وحدات خاصة بالجودة بالمرتبة الثانیة فی هذا المحور بمتوسط بلغ (3.91). وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره القرنی (2014) من أن عدم توافر الکوادر البشریة ذات الخبرة فی مجال الجودة من أبرز التحدیات التی تعیق عمل وحدات الجودة، یضاف لها مجموعة من التحدیات الفنیة کغیاب الدعم الفنی والمتابعة، وعدم وجود السلطة والصلاحیة، وصعوبة جمع المعلومات وتوافرها، وغیاب المخصصات المادیة لدعم تأهیل الجامعة للاعتماد، وعدم تقبل ثقافة الجودة لدى العاملین. ویمکن التخفیف من حدة هذه التحدیات بوضع برامج تدریبیة، وورش عمل للتوعیة بأهمیة الجودة وأنشطتها وقیمتها للجامعة ووحداتها.

    کما تتفق نتیجة الدراسة فی الفقرة (4) مع ما ذکره الخطیب (1424) من أن معظم البلدان العربیة لا توفر مقاییس موثوقة وثابتة وصادقة لقیاس الجودة النوعیة بشکل عملی، ومن هنا یتضح أن بعض مؤسسات التعلیم العالی التی تمتلک العدید من المقومات الأساسیة لإنجاح التعلیم ورفع مستوى جودته تفتقر إلى الجودة النوعیة الحقیقیة.

    وفیما یتعلق بالفقرة (5) التی نصت على " عدم تحدید معاییر قبول تساعد على اختیار طلبة متمیزین دراسیا فی الجامعة" فقد بلغ المتوسط الحسابی لها (3.67) أی فی مستوى تحد کبیر. ویمکن تفسیر ذلک بأن الجامعات الناشئة لم یکن لدیها الخیار أصلا فی اختیار طلبتها، وتؤکد حنان آل عامر (2013) هذا الواقع حیث أشارت إلى مجموعة من المعوقات التی تعترض سبیل الجامعات الناشئة منها ما یختص بالطلبة ویتمثل بقبولهم دون وجود معاییر قبول واضحة تعین على الاختیار السلیم؛ ینتج عنه أعداد کبیرة مقابل عدم وجود قاعات دراسیة مناسبة.

    أیضا حصلت الفقرة (7) التی نصت على " عزوف الطلبة المتمیزون عن الدراسة فی الجامعة الناشئة " على متوسط حسابی بلغ (3.64) أی فی مستوى تحد کبیر. ویمکن تفسیر ذلک من خلال الواقع الذی تعیشه الجامعات الناشئة إذ یفضل کثیر من الطلبة المتمیزین الالتحاق بجامعات ذات سمعة کبیرة ومتمیزة ویکون خیارهم الأخیر الدخول فی الجامعات الناشئة.

     ویطغى الترکیز على الکم على حساب النوع فی کثیر من ممارسات الإدارات الجامعیة فی الجامعات الناشئة، وقد یقود إلى هذا العدید من العوامل الداخلیة والخارجیة التی تجعل الإدارة الجامعیة تغض الطرف عن جودة العمل الجامعی بشکل عام، وهذا ما یفسر حصول الفقرة (2) على متوسط بلغ (3.57).

      أما أقل التحدیات الواردة فی هذا المحور حدة فهو ما جاء فی الفقرة (3) التی نصت على " استعجال الجامعة بافتتاح برامج جدیدة انعکس على جودتها " حیث حصلت على متوسط (3.16) أی فی مستوى تحد متوسط. وفی واقع الحال نرى استماتة بعض الجامعات الناشئة وراء استحداث برامج جدیدة بینما تعانی من نقص شدید فی مستلزمات برامج التعلیم الجامعی فی مرحلة البکالوریوس، وفی نفس الوقت تقوم جامعة أخرى بافتتاح برامج التعلیم المستمر، وفی مناطق متعددة، لتقدیم برامج فی الدبلوم العالی وهی تعانی من نقص فی الکادر التدریسی، أیضا وفی سبیل استحداث برامج جدیدة تلجأ کثیر من الجامعات الناشئة إلى استئجار مبانی للدراسة لا تتناسب وأبسط مقومات العمل الجامعی والتدریسی، وکل هذا بلا شک سینعکس سلباً على جودة هذه البرامج ومخرجاتها.

سادسا - تحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات : ویعرض الجدول (10) التحدیات فی هذا المحور کما یلی

جدول (10)

المتوسطات والانحرافات المعیاریة للمحور السادس : تحدیات البنیة التحتیة والتجهیزات

الرقم

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعیاری

1.

عدم اکتمال البنیة التحتیة المناسبة للعمل الأکادیمی والإداری بالجامعة

4.2254

.65894

2.

عدم مناسبة مواصفات المنشآت الموجودة للعملیة التعلیمیة

3.9296

.70354

3.

قدم المبانی والمعامل والورش

3.7183

.83123

4.

عدم توافر متطلبات السلامة والصیانة

3.2958

.83485

5.

تشتت المواقع والمبانی فی أکثر من جهة بالمدینة أو المنطقة

4.1549

.93576

6.

صعوبة المعیشة فی المنطقة بشکل یحد من استقطاب کفاءات متمیزة

3.9155

1.10514

 

الکلی

3.8732

.56094

    تشکل البنیة التحتیة القاعدة الأساسیة اللازمة لتشغیل الجامعة، والخدمات والمرافق اللازمة لعملها، وتتضمن مجموعة من العناصر الهیکلیة المترابطة التی توفر إطار عمل یدعم الهیکل الکلی للعمل والتطویر.

     وتشیر نتائج الدراسة کما فی الجدول (10) إلى أن هذا المحور جاء بمتوسط حسابی بلغ (3.87) أی فی مستوى تحدیات کبیرة . وجاءت الفقرة (1) التی تشیر إلى عدم اکتمال البنیة التحتیة بأعلى متوسط حسابی بلغ (4.22) أی تحد کبیر جدا ، تؤکد هذه النتیجة على أن من أهم مقومات تأسیس الجامعة وجود بنیة تحتیة مناسبة للعمل، وأن غیاب الحد الأدنى من المرافق التعلیمیة سینعکس سلبا على سیر العملیة التعلیمیة بالصورة المطلوبة، وتشمل هذه البنیة توفر الأبنیة المناسبة للعمل الإداری والأکادیمی بما تحویه من قاعات تدریس ومعامل ومختبرات ومکاتب وتجهیزات. ویتفق کثیر من الباحثین على أن البنى التحتیة للجامعة وتوافرها بالشکل المطلوب أحد متطلبات جودة التعلیم العالی التی تنطلق من خلالها لتنفیذ أهدافها بالشکل المطلوب (علی، 2013).

    ویؤکد فهمی (2007) أن ضعف البنیة التحتیة اللازمة للتعلیم الجامعی من مدرجات وورش ومعامل ومکتبات وملاعب وتجهیزات لازمة لکل هذه الأماکن هو أحد أسباب تراجع المنظومة التعلیمیة فی الوطن العربی، وأیضا فإن هذا التوسع الأفقی فی إنشاء الجامعات لم یقابله إعداد مسبق للبنیة التحتیة والکوادر اللازمة والتی نشأت فی معظمها فی مبان لمدارس ثانویة أو معاهد وظلت کذا لعدة سنوات، فهی ولدت متعثرة بعیدة عن مقاییس الجودة العالمیة.

    وفی سبیل ضمان جودة التعلیم تذکر منى الحدیدی (2007) مجموعة من مجالات تطویر وإصلاح التعلیم من أهمها مواصفات المنشآت والمؤسسات التعلیمیة بما فی ذلک الجوانب المعماریة والتجهیزات المعملیة ومرافق الأنشطة بما یجعل العملیة التعلیمیة تحقق المتعة والمنفعة معا.

    ویمکن تفسیر النتیجة المتعلقة بهذا المحور بشکل مجمل أنه نتیجة لإنشاء الجامعات السعودیة فی السنوات القلیلة الماضیة بشکل تراکمی ولیس بشکل تدریجی فقد نتج عن هذا التراکم إرباکاً إداریاً وتعلیمیاً بسبب عدم تهیئة البنى التحتیة والتنظیمیة، ومن ثم ولدت هذه الجامعات ضعیفة لا تقوى على مجاراة متطلبات الجودة الوطنیة، فضلا عن تحقیق متطلبات الجودة العالمیة (الشیحة، 2015). ویؤکد المالکی (1435) على أن من أکبر الصعوبات التی تواجه الجامعات السعودیة الناشئة عدم اکتمال البنیة التحتیة من معامل ومستشفیات جامعیة. کما یذکر عرفة والنصیر (2014) مجموعة من التحدیات التی تواجه الجامعات الناشئة ترتبط بالبنیة التحتیة أبرزها: تقادم المبانی والمعامل والورش واستئجارها، وعدم توفر متطلبات السلامة والصیانة، وبعد المسافة بین هذه المبانی، وبعد المسافة بین الجامعة وفروعها. وفی ذکر التحدیات التی تواجه الجامعات الناشئة فی هذا المجال یذکر الشهری (2014) أن عدم اکتمال مبانی الجامعة وتجهیزاتها فضلا عن مشکلات الانتقال إلى المدینة الجامعیة الجدیدة وما یتعلق بتطرف الموقع الجغرافی وابتعاده عن المدینة هو أحد التحدیات التی تواجه جامعة نجران. وفی تقریر لوزارة التعلیم تؤکد الوزارة أن التعلیم العالی یواجه تحدیًا فی البنى التحتیة والمنشآت والمبانی الجامعیة فی الکلیات والعمادات المساندة العنصر الأهم فی مسیرة العملیة التعلیمیة، وأن إنجازها سوف یسهم فی استیعاب الطلاب والطالبات من خریجی الثانویة العامة (صحیفة المدینة، 2014) .

    کما أن هذا النقص فی البنیة التحتیة حدا بکثیر من الجامعات الناشئة إلى استئجار مبانی جاهزة لسد النقص الحاصل، ومن المعلوم أن هذه المبانی لم تنشأ فی الأصل لتکون مبانی تعلیمیة وینقصها الکثیر من التنظیم لتکون صالحة لاستخدامها کمقرات تدریس وتعلیم، وهذا بدوره انعکس على جودة التعلیم بشکل عام فی هذه الجامعات، وهو أحد الأسباب التی جعلت عضو مجلس الشورى نائبة رئیس لجنة الشؤون التعلیمیة والبحث العلمی الدکتورة زینب مثنى أبو طالب تؤکد على أن الجامعات الناشئة أساءت لمخرجات التعلیم العالی (صحیفة عکاظ، 25/12/2014) .

    من جهة أخرى تشکل ظروف المعیشة الصعبة فی المناطق التی أنشئت فیها هذه الجامعات تحدیا آخر یقف أمام استقطاب الکفاءات المتمیزة للجامعة، فلا یمکن تصور أن یقبل الممیزون من الخبرات الأکادیمیة العمل فی ظروف معیشیة صعبة، خاصة فی ظل المنافسة المحتدمة بین الجامعات فی استقطاب الأفضل منهم، وربما تضطر الجامعات الناشئة إلى تقلیل معاییر الجودة وتوظیف الأقل کفاءة لیضیف ذلک إلى معاناتها ویقلل من قدراتها على النهوض وتخطی مرحلة التأسیس الحرجة والوقوف على قدمیها (الشیحة، 2015) .

    ولمواجهة هذه التحدیات المتعلقة بالبنیة التحیة للجامعات الناشئة یتطلب أن یشرع المسؤولون فی تلک الجامعات فی بناء الحرم جامعی، وإنجاز المشروعات الخاصة بالبنیة التحتیة، وتوفیر متطلبات الأمن والصیانة الخاصة بها، وإتمام منشآت المدن الجامعیة والحرص على تنفیذها بأسرع وقت ممکن (عرفة والنصیر،2014).

    وفی الوقت ذاته وضع سلم مکافآت یجتذب أصحاب المؤهلات الممیزة، خاصة فی مجالی الطب والهندسة، کما أنه من الضروری توفیر الخدمات المساندة من تجهیزات ومختبرات ومستشفیات تعلیمیة. إذ لا یمکن أن یتصور وجود کلیات طب ولا یکون هناک مستشفى تعلیمی، کل ذلک یبرز أهمیة استعجال التجهیزات الأساسیة التی تخدم العملیة التعلیمیة وتضمن مستوى من الجودة مقبولا إن لم یکن عالیا لمخرجاتها.

 

   ثانیا- الإجابة عن السؤال الثانی للدراسة ومضمونه : هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسطات درجات تحدیات الإدارة الجامعیة فی الجامعات السعودیة الناشئة تعزی لمتغیر الجامعة أو الوظیفة؟

   للبحث عن الفروق فی إجابات عینة الدراسة عن أداتها تعزى لمتغیر الجامعة أو الوظیفیة استخدم الباحث تحلیل التباین الأحادی ( One Way ANOVA) وجاءت النتائج کالتالی :-

-       لم تظهر نتائج التحلیل فروقا فردیة عند مستوى دلالة(α ≤ 0.05) تعزى لمتغیر الوظیفة (انظر ملحق-2)، وفی هذا تأکید على أن جمیع أفراد العینة لدیهم إدراک مشترک للتحدیات التی تواجه جامعاتهم ، وأنهم یتفقون على مستوى حدة هذه التحدیات مع اختلاف مستویاتهم الوظیفیة وتنوعها.

-       أظهرت نتائج التحلیل فروقا فردیة عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) تعزى لمتغیر الجامعة فی ثلاثة محاور من محاور الأداة الستة هی: المحور الثانی: تحدیات إداریة وبشریة، والمحور الثالث: تحدیات مالیة، والمحور الرابع: تحدیات اجتماعیة وثقافیة، إذ لم تتجاوز قیمة الدلالة الإحصائیة فی هذه المحاور الثلاثة (0.05) کما تبینه نتائج تحلیل التباین (انظر ملحق-3). ولتعرف مصدر هذه الفروق تم استخدام اختبار (LSD) للمقارنات البعدیة (انظر ملحق-4)، وأظهرت النتائج فروقا ذات دلالة إحصائیة على النحو التالی:-

-       بین کل من جامعة حفرالباطن وجامعة بیشة فی المحور الثانی المتضمن تحدیات إداریة وبشریة وجاءت الفروق لصالح جامعة حفر الباطن.

-       بین کل من جامعة حفر الباطن وجامعة جدة فی المحور الثالث المتضمن تحدیات مالیة ولصالح جامعة حفر الباطن.

-       بین کل من جامعة حفرالباطن من جهة وجامعة بیشة وجامعة جدة من جهة أخرى فی المحور الرابع المتضمن تحدیات اجتماعیة وثقافیة ولصالح جامعة بیشة وجامعة جدة.

    ویمکن عزو هذه الفروق إلى عدد من الأسباب أبرزها: الکثافة السکانیة الکبیرة لمنطقة حفرالباطن والأعداد المتزایدة من خریجی الثانویة مقابل قلة عدد الموظفین ونقص خبرتهم الإداریة بالجامعة، أیضا غیاب البنیة التحتیة الأساسیة للجامعة عند إعلان إنشائها؛ على العکس من جامعة جدة وجامعة بیشة التی قطعت شوطا جیدا فی هذا الجانب. بینما یمکن عزو وجود الفروق بین جامعة حفرالباطن والجامعتین الأخریین فی محور التحدیات الاجتماعیة والثقافیة إلى انخفاض حدة هذه التحدیات بالنسبة لجامعة حفرالباطن بعد إعلان إنشاء الجامعة التی کانت تمثل حلما صعبا لأبناء المنطقة.

ثالثا – الإجابة عن السؤال الثالث للدراسة ومضمونه: التوصیات التی تسهم فی مساعدة الإدارة الجامعیة فی الجامعات الناشئة على مواجهة هذه التحدیات:

    فی ضوء ما کشفت عنه هذه الدراسة من تحدیات، وبعد اقتراح بعض الإجراءات التی تساعد على مواجهتها؛ یمکن طرح مجموعة من التوصیات التی تساعد الإدارة الجامعیة فی القیام بمهامها ومسؤولیاتها الإداریة، وتعین على تحقیق الأهداف والتطلعات التی تسعى لتحقیقها، وتمکنها من السعی نحو تحقیق الجودة الشاملة فی کل مدخلات وعملیات ومخرجات الجامعة، وسیتم ترتیبها وفق ما ورد من تحدیات فی هذه الدراسة على النحو التالی:-

  1. العنایة بالبرامج الأکادیمیة واختیارها بما یتوافق والمعاییر العالمیة فی التعلیم الجامعی ومتطلبات التخصص وحاجات المجتمع وسوق العمل، والحذر من التسرع فی اعتماد برامج أکادیمیة تفتقر للجودة والکفاءة، کأن تکون غیر مناسبة، أو لا یتوفر لها الکادر التدریسی المؤهل والجید لتنفیذها، أو لا یوجد لها مقر یمکن تنفیذه فیها من مبانی وقاعات دراسیة ومختبرات.
  2. الاستفادة من آلیات استقطاب أعضاء هیئة التدریس المتمیزین فی الجامعات القدیمة، وتیسیر السبل التی تقود إلى ذلک، بما فی ذلک دعوة کثیر من مؤسسات المجتمع الخدمیة للتواجد بجانب الجامعة.
  3. الحرص على التمیز العلمی للجامعة فی جانب من جوانب التخصص، وبذل الوسع فی الارتقاء بمستوى الجامعة فیه، مع المحافظة على المستویات العلمیة لباقی البرامج العلمیة.
  4. بناء معاییر قبول للطلبة تتفق ومجموعة من المؤثرات کالتخصص والمستوى العام للمتقدمین وأعدادهم.
  5. تفعیل مبدأ الشراکات العلمیة والإداریة مع الجامعات ذات الخبرة على المستوى المحلی والعالمی، وتفعیل التنسیق بین الجامعات لتبادل الخبرات والمعلومات والتجارب المفیدة والناجحة.
  6. الاهتمام بالجانب التدریسی الأکادیمی للجامعة وعدم التسرع فی تصریف الجهود نحو معاییر التصنیفات العالمیة.
  7. ضرورة تفعیل العمل المؤسسی الذی یستند إلى التخطیط الاستراتیجی بعید المدى للجامعات الناشئة، ومن خلال مشارکة کل الأطراف المعنیة بالعملیة التعلیمیة داخل الجامعة وخارجها، ویقوم على صیاغة رؤیة ورسالة واضحة ومحددة وقابلة للتحقیق والقیاس، على أن یکون التخطیط الاستراتیجی عملیة ملزمة لکل الجامعات ولیس أمرا اختیاریا.
  8. اعتماد العمل المؤسسی والأسالیب الإداریة الحدیثة فی العمل الإداری الجامعی التی تقوم على المشارکة، وإدارة الجودة، والإدارة بالأهداف.
  9. تنظیم برامج تدریب متخصصة ومستمرة للعاملین بالجامعة بجمیع اختصاصاتهم الأکادیمیة والإداریة، والترکیز على تدریب الأقران، بالشکل الذی یحقق النمو المهنی والأکادیمی ویرتقی بمستوى العمل بالجامعة.
  10. تحدید مجموعة من المعاییر التی یتم فی ضوئها اختیار القیادات الجامعیة للجامعات الناشئة، بحیث تستند إلى الخبرة والکفاءة والقدرة والأداء.
  11. تفعیل عملیة تقویم أداء الإدارة الجامعیة وتطویر الأسالیب الخاصة بذلک وفق معاییر عالمیة، مع التأکید على شمولیة التقویم وتناوله لجمیع جوانب العملیة التعلیمیة بالشکل الذی یضمن إحداث التغییرات التی من شأنها ضمان فعالیة وکفاءة الإدارة الجامعیة فی تحقیق الأهداف والغایات المطلوبة.
  12. استحداث وظائف جدیدة تلائم احتیاجات الجامعة من التخصصات وتحقق الهدف المرغوب منها.
  13. بناء وتحدید التصورات اللازمة لترشید الإنفاق الحکومی على التعلیم العالی، ووضع التصورات اللازمة لتفعیل الإنفاق المجتمعی والتمویل الذاتی وإدراجه ضمن الخطة الاستراتیجیة للجامعة.
  14. تفعیل المشارکة المجتمعیة فی اتخاذ القرارات التی تتصل بتخطیط البرامج الدراسیة وتقییم الأداء، وتفعیل دور المجتمع ومؤسساته فی تمویل برامج الجامعة وتقدیم العون النقدی والمعنوی لها.
  15. الاهتمام بإبراز وتفعیل دور الجامعة فی التوجیه الفکری للشباب من خلال برامج مجتمعیة وأنشطة فاعلة بهذا الخصوص.
  16. العمل على بناء نظام للجودة والنوعیة قابل للتطبیق والقیاس.
  17. المتابعة المستمرة والحثیثة لمشاریع البنیة التحتیة للجامعة والعمل على سرعة إنجازها خصوصا تلک التی تم اعتماد میزانیتها ولم یتم الانتهاء منها بعد.

      وصلى الله وسلم على نبینا محمد وعلى آله وصحبه أجمعین، والحمد لله رب العالمین.

 

 

المراجع

ابن منظور ، (2005) . لسان العرب . بیروت : دار صادر ، ص 69 .

أبو طالب، زینب مثنى.(2014).الجامعات الناشئة أساءت لمخرجات التعلیم العالی. صحیفة عکاظ، العدد 4939، 25/12/2014 .

أبو خضیر، إیمان سعود.(1433). التحدیات التی تواجه القیادات الأکادیمیة النسائیة فی مؤسسات التعلیم العالی فی المملکة العربیة السعودیة. المجلة السعودیة للتعلیم العالی، العدد (7)، ص 87-123 .

باجنید، محمد، والزهرانی ،خضر.(2017). الجامعات السعودیة الناشئة.. ندرة الکفاءات وضعف الدعم.. والحل فی أسالیب الإدارة الحدیثة . مجلة التنمیة الإداریة ، العدد 143

بو بطانة، عبدالله. (1994). إدارة وتنظیم التعلیم الجامعی والعالی لمواجهة تحدیات مطلع القرن القائم . ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العملی الثانی – التعلیم العالی العربی وتحدیات مطلع القرن 21 ، الکویت، ص 524 - 553.

بو سنینة، المنجی.(2005). مستقبل التعلیم العالی فی الدول العربیة فی ظل التحدیات الراهنة. ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الثانی للتربیة والتعلیم، بیروت 28سبتمبر- 1 أکتوبر 2005 .

المقالة I.                       داود ، زکریا (2010) . الأمة الإسلامیة والتحدیات المعاصرة ، مقال منشور على موقع :                 www.alwihdah.com/print.php

المقالة II.                       الحدیدی، منى.(2007). منظومة التعلیم فی العالم العربی– التحدیات وسبل الإصلاح. مجلة التربیة. ص 45.

الحامد، محمد بن معجب؛ زیادة، مصطفى عبد القادر؛ العتیبی، بدر بن جویعد؛ متولی، نبیل عبد الخالق. (2007). التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة ... رؤیة الحاضر واستشراف المستقبل. الریاض: مکتبة الرشد،ط4.

الحولی، علیان.(2004). مفهوم الجودة فی التعلیم العالی، مجلة الجودة فی التعلیم، 1(1) ، ص9-13.

الخطیب، محمد شحات .(1424). التعلیم العالی قضایا ورؤى. الریاض : دار الخریجی.

الرویلی، جابر منیزل؛ حجازی، أحمد أبو الفضل.(2014). تحدیات تحقیق الجودة بالجامعات الناشئة وسبل مواجهتها – جامعة الجوف، دراسة حالة. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة " آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة " المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة 1-2/6/ 1435هـ.

سلامة، عادل عبدالفتاح.(2011). واقع إدارة مؤسسات التعلیم العالی فی الوطن العربی. بحث مقدم للمؤتمر الثالث عشر للوزراء المسؤولین عن التعلیم العالی والبحث العلمی فی الوطن العربی ، أبو ظبی 7-8 دیسمبر .

الشهری، محمد علی. (2014). تحدیات تحقیق الجودة بجامعة نجران وسبل مواجهتها. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة " آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة " المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة 1-2/6/ 1435هـ .

الشلهوب، صلاح فهد.(2011). الجامعات الناشئة، طموح وتحدیات. مقال منشور فی صحیفة الاقتصادیة بتاریخ 23/4/2011 .

الشیحة، عدنان عبدالله.(2015). التنمیة المحلیة شرط نجاح الجامعات الناشئة والعکس صحیح. صحیفة الاقتصادیة، 25/4/2015 . العدد 7866.

الصائغ، عبد الرحمن أحمد.(2007).التعلیم العالی بدول الخلیج العربی (الواقع والتحدیات والرؤى المستقبلیة). ورقة عمل مقدمة فی المؤتمر العربی الأول " الجامعات العربیة: التحدیات والآفاق المستقبلیة " المنعقد فی مدینة الرباط بالمملکة المغربیة خلال الفترة 9-13دیسمبر2007 .

المقالة III.                     صحیفة الاقتصادیة الإلکترونیة .(2008). کیف یرون تحدیات التعلیم العالی المستقبلیة؟ . مقال منشور فی صحیفة الاقتصادیة الالکترونیة بتاریخ 6سبتمبر2008، العدد 5444 .

المقالة IV.                    صحیفة صدى الالکترونیة .(6/5/2015). الدخیل یناقش مع مدیری الجامعات " الجودة " فی التعلیم العالیhttp://www.news.net.sa/new/s/11923

المقالة V.                      صحیفة المدینة.(2014). التعلیم العالی: الجامعات تواجه تحدیات فی استقطاب أساتذة الطب والهندسة والبنى التحتیة. مقال منشور بتاریخ 18/5/2014 .

آل عامر، حنان سالم.(2013). الجودة فی الجامعات الناشئة " الفرص والتحدیات". بحث مقدم لمؤتمر الرابع للجودة . 2-5/2/2013 .

العامر ، عثمان ، صالح . (2016) . الجامعات الناشئة والتحدی الحقیقی المتجدد. مقال فی صحیفة الجزیرة بتاریخ 20مایو 2016 على الرابط :

http://www.al-jazirah.com/2016/20160520/ar3.htm

عبدالله، محمد قاسم .(2003). التعلیم العالی فی الوطن العربی والتحدیات المعاصرة "واقع وبدائل".مجلة شؤون عربیة ، عدد 113 ، ص 125-142 .

عرفة، محمد ریاض؛ والنصیر، یوسف محمد. (2014). تحدیات تحقیق الجودة بالجامعات الناشئة وسبل مواجهتها – تجربة جامعة الحدود الشمالیة. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة " آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة" المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة1-2/6/ 1435هـ.

العساف ، صالح .(1995) . المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة . الریاض : العبیکان.

علی، حمود علی. (2013). التطویر المهنی لأعضاء هیئة التدریس: مدخلا لتحقیق الجودة فی التعلیم الجامعی، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر السنوی للدراسات العلیا والبحث العلمی، مجلس الدراسات الإنسانیة والتربویة، جامعة الخرطوم، السودان.

العقل، عقل عبدالعزیز .(1432). التحدیات المستقبلیة للتعلیم العالی . بحث علمی منشور على الرابط         تم الرجوع له فی 20/7/1436:  http://www.4shared.com/office/fXBOPpcZba/_online.html 

العسیری، منیرة محمد.(2005).مدى توافق التخطیط للتعلیم الجامعی السعودی مع متطلبات المواءمة بین مخرجاته واحتیاجات التنمیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الملک سعود.

المقالة VI.                     العمار، حمود .(2008). مخرجات التعلیم العام تنکشف أمام اختبارات القیاس. مقال فی صحیفة الریاض منشور بتاریخ 25/12/2008 .

العوهلی، محمد؛ وعبدالقادر، عبدالله.(2010).التعلیم العالی والجامعات السعودیة:التحدیات وبرامج التطویر. ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العربی الثالث – الجامعات العربیة : التحدیات والآفاق، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، مصر .

المقالة VII.                  فهمی، أمین فاروق.(2007). منظومة التعلیم فی العالم العربی – التحدیات وسبل الإصلاح. مجلة التربیة. ص.ص37 .

القاضی، عبد الله حسین.(1435).الجامعات السعودیة الناشئة، ندرة الکفاءات وضعف الدعم. مجلة التنمیة الإداریة ، العدد 120 ص، 28 .

القرنی، عائض.(2014).طموحات وتحدیات جامعة الطائف. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة بعنوان " آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة " المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة 1-2/6/ 1435هـ .

القحطانی، مفلح زابن.(2014).الجامعات السعودیة الناشئة والسبق المحموم. مقال فی صحیفة مکة بتاریخ 30/7/ 2014.

کاظم، مازن عبد الحمید. (2007).العولمة واستراتیجیات التعلیم العالی المستقبلیة. نـدوة استراتیجیة التعلیم الجامعی العربی وتحدیات القرن الـ 21، المنامـة، البحرین خلال الفترة 21- 25 أکتوبر2007.

المالکی، طلال عبد الله .(1435). الجامعات السعودیة الناشئة، ندرة الکفاءات وضعف الدعم. مجلة التنمیة الإداریة، العدد 120 ص، 28.

المطیری، فیصل فرج.(2014). دور الشراکة بین الجامعات السعودیة الناشئة فی تحقیق ضمان الجودة من خلال مبدأ عالمیة التعلیم العالی. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة "آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة" المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة 1-2/6/ 1435هـ.

المنجی، بو سنینة .(2005). مستقبل التعلیم العالی فی الدول العربیة فی ظل التحدیات الراهنة. ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الثانی للتربیة والتعلیم، بیروت 28 دیسمبر إلى 1 أکتوبر 2005 .

الناصر، علاء حاکم.(2009). إدارة الجودة الشاملة: أنموذج فی الإدارة الجامعیة. مجلة الاقتصاد والإدارة، العدد 80 ، ص39- 78 .

النمر، سعود محمد.(1994). الصراع التنظیمی: عوامله وطرق إدارته. مجلة جامعة الملک عبد العزیز : الاقتصاد والإدارة، مجلد7 ، ص 37-91 .

الهویش، یوسف محمد.(2016). الجامعات الناشئة ومخرجاتها. مقال فی صحیفة الریاض بتاریخ 17نوفمبر2016 على الرابط : http://www.alriyadh.com/1548389

الورثان، عدنان أحمد .(2014). الخطوات التأسیسیة لتحقیق الجودة بجامعة شقراء - التحدیات وخطوات مواجهتها. ورقة علمیة مقدمة فی ندوة " آلیات تحقیق جودة الأداء بالجامعات الناشئة على ضوء الخبرات المتبادلة" المنعقدة بجامعة الباحة فی الفترة 1-2/6/ 1435هـ.

الیحیا، ریما صالح.(1435). الجامعات السعودیة الناشئة، ندرة الکفاءات وضعف الدعم. مجلة التنمیة الإداریة، العدد 120 ص، 28 .

یمانی، أحمد.(2010). أبرز التحدیات التی یواجهها التعلیم الجامعی هی توافق التخصصات والتأهیل وبناء القدرات المعرفیة والمهاریة مع متطلبات واقع العمل . مجلة التنمیة والإداریة ، العدد 77، ص40-43 .

Benjamin , R & Steohen, C .(1997). Impediments and imperatives in Restructuring Higher Education. Educational  Administration Quarterly  , Vol .32 . P707 .

Gay, L.(1996). Educational Research. Merrill Prentice Hall.

UNESCO . (1993).worldwide Action in Education (Paris: UNESCO,1993), Second Edition, P,8 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحق -1

تحلیل التباین الأحادی لاستجابات أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر الوظیفة (One Way ANOVA)

 

Sum of Squares

df

Mean Square

F

Sig.

الأول

Between Groups

.474

4

.119

.328

.858

Within Groups

23.861

66

.362

 

 

Total

24.335

70

 

 

 

الثانی

Between Groups

3.743

4

.936

2.060

.096

Within Groups

29.972

66

.454

 

 

Total

33.714

70

 

 

 

الثالث

Between Groups

2.357

4

.589

1.392

.247

Within Groups

27.948

66

.423

 

 

Total

30.305

70

 

 

 

الرابع

Between Groups

.620

4

.155

.494

.740

Within Groups

20.692

66

.314

 

 

Total

21.312

70

 

 

 

الخامس

Between Groups

1.795

4

.449

1.213

.314

Within Groups

24.426

66

.370

 

 

Total

26.222

70

 

 

 

السادس

Between Groups

2.190

4

.547

1.822

.135

Within Groups

19.836

66

.301

 

 

Total

22.026

70

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحق – 2

 

تحلیل التباین الأحادی لاستجابات أفراد عینة الدراسة تبعاً لمتغیر الجامعة (One Way ANOVA)

 

Sum of Squares

df

Mean Square

F

Sig.

الأول

Between Groups

1.049

2

.525

1.532

.223

Within Groups

23.286

68

.342

 

 

Total

24.335

70

 

 

 

الثانی

Between Groups

3.674

2

1.837

4.158

.020

Within Groups

30.041

68

.442

 

 

Total

33.714

70

 

 

 

الثالث

Between Groups

2.736

2

1.368

3.375

.040

Within Groups

27.568

68

.405

 

 

Total

30.305

70

 

 

 

الرابع

Between Groups

2.975

2

1.487

5.515

.006

Within Groups

18.337

68

.270

 

 

Total

21.312

70

 

 

 

الخامس

Between Groups

.183

2

.091

.239

.788

Within Groups

26.039

68

.383

 

 

Total

26.222

70

 

 

 

السادس

Between Groups

1.163

2

.581

1.895

.158

Within Groups

20.863

68

.307

 

 

Total

22.026

70

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحق – 3

اختبارLSD للمقارناتالبعدیةلمحاورالدراس حسبمتغیرالجامعة

Dependent Variable

(I) الجامعة

(J) الجامعة

Mean Difference (I-J)

Std. Error

Sig.

95% Confidence Interval

Lower Bound

Upper Bound

الأول

حفرالباطن

بیشة

-.24670-

.16468

.139

-.5753-

.0819

جدة

.02857

.17132

.868

-.3133-

.3704

بیشة

حفرالباطن

.24670

.16468

.139

-.0819-

.5753

جدة

.27527

.17891

.129

-.0817-

.6323

جدة

حفرالباطن

-.02857-

.17132

.868

-.3704-

.3133

بیشة

-.27527-

.17891

.129

-.6323-

.0817

الثانی

حفرالباطن

بیشة

-.53494-*

.18704

.006

-.9082-

-.1617-

جدة

-.30595-

.19459

.121

-.6943-

.0824

بیشة

حفرالباطن

.53494*

.18704

.006

.1617

.9082

جدة

.22899

.20322

.264

-.1765-

.6345

جدة

حفرالباطن

.30595

.19459

.121

-.0824-

.6943

بیشة

-.22899-

.20322

.264

-.6345-

.1765

الثالث

حفرالباطن

بیشة

-.41693-*

.17918

.023

-.7745-

-.0594-

جدة

-.38214-*

.18641

.044

-.7541-

-.0102-

بیشة

حفرالباطن

.41693*

.17918

.023

.0594

.7745

جدة

.03478

.19467

.859

-.3537-

.4232

جدة

حفرالباطن

.38214*

.18641

.044

.0102

.7541

بیشة

-.03478-

.19467

.859

-.4232-

.3537

الرابع

حفرالباطن

بیشة

.33890*

.14613

.023

.0473

.6305

جدة

.47857*

.15203

.002

.1752

.7819

بیشة

حفرالباطن

-.33890-*

.14613

.023

-.6305-

-.0473-

جدة

.13967

.15877

.382

-.1771-

.4565

جدة

حفرالباطن

-.47857-*

.15203

.002

-.7819-

-.1752-

بیشة

-.13967-

.15877

.382

-.4565-

.1771

الخامس

حفرالباطن

بیشة

-.02196-

.17414

.900

-.3695-

.3255

جدة

.10102

.18117

.579

-.2605-

.4625

بیشة

حفرالباطن

.02196

.17414

.900

-.3255-

.3695

جدة

.12298

.18920

.518

-.2546-

.5005

جدة

حفرالباطن

-.10102-

.18117

.579

-.4625-

.2605

بیشة

-.12298-

.18920

.518

-.5005-

.2546

السادس

حفرالباطن

بیشة

-.27821-

.15588

.079

-.5893-

.0328

جدة

-.01190-

.16217

.942

-.3355-

.3117

بیشة

حفرالباطن

.27821

.15588

.079

-.0328-

.5893

جدة

.26630

.16935

.120

-.0716-

.6042

جدة

حفرالباطن

.01190

.16217

.942

-.3117-

.3355

بیشة

-.26630-

.16935

.120

-.6042-

.0716

*. The mean difference is significant at the 0.05 levelمل