"تقدير القيادات الأکاديمية بالأقسام العلمية في جامعة شقراء لتحقيق أقسامهم للمسؤولية المجتمعية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على تقدير القيادات الأکاديمية بالأقسام العلمية في جامعة شقراء لتحقيق أقسامهم للمسؤولية المجتمعية، واکتشاف الصعوبات التي تواجه الأقسام العلمية وتحدُّ من القيام بدورها حيالها، واکتشاف الفروق ذات الدلالات الإحصائية لدور الأقسام العلمية في تحقيق المسؤولية المجتمعية من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة من القيادات الأکاديمية بالأقسام العلمية التي ترجع لاختلاف المتغيرات (سنوات الخبرة الإدارية، نوع تخصص القسم العلمي، عدد أعضاء هيئة التدريس) من وجهة نظر القيادات الأکاديمية (رئيس أو وکيل قسم)، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، وقام ببناء أداة الدراسة (الاستبانة) من محورين بإجمالي 51 عبارة، المحور الأول: دور الأقسام العلمية في تحقيق المسؤولية المجتمعية، بمجموع 39 عبارة، وتم تقسيمه إلى خمسة أبعاد. والمحور الثاني: الصعوبات التي تواجه الأقسام العلمية في تحقيق المسؤولية المجتمعية 12 عبارة، وأجريت الدراسة في الفصل الثاني للعام الجامعي 1436-1437هـ، واستطاع الباحث أن يحصل على (60) استجابة، قابلة للتحليل الإحصائي، تمثل 71% من المجتمع، وفي ختام الدراسة قدم الباحث جملة من التوصيات والمقترحات، من أهمها:
-        أهمية إدراج المسؤولية المجتمعية في رسالة القسم العلمي بالجامعات السعودية، وضرورة العناية بالموقع الإلکتروني للقسم، وجعله يعکس هوية القسم العلمي، ويبرز توجهاته ودوره في المسؤولية المجتمعية.
-         وضع هدف إستراتيجي في الخطط الإستراتيجية للأقسام العلمية بالجامعات السعودية، يعکس توجهه وقيامه بالمسؤولية المجتمعية، تشتق منه أهداف تفصيلية في خطط الأقسام العلمية، تحتوي على مبادرات محددة، يتم بناء مؤشرات للأداء تتوافق مع المؤشرات الدولية، يمکن في ضوئها إعداد تقارير التقدم في المشارکة في المسؤولية المجتمعية في الأقسام العلمية بالجامعات السعودية.

الكلمات الرئيسية


"تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة"

د. محمد بن ناصر السوید

أستاذ الإدارة والتخطیط التربوی المساعد

کلیة التربیة _ جامعة المجمعة

المستخلص:

هدفت الدراسة إلى التعرف على تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة، واکتشاف الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة وتحدُّ من القیام بدورها حیالها، واکتشاف الفروق ذات الدلالات الإحصائیة لدور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة التی ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس) من وجهة نظر القیادات الأکادیمیة (رئیس أو وکیل قسم)، واستخدم الباحث المنهج الوصفی، وقام ببناء أداة الدراسة (الاستبانة) من محورین بإجمالی 51 عبارة، المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، بمجموع 39 عبارة، وتم تقسیمه إلى خمسة أبعاد. والمحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة 12 عبارة، وأجریت الدراسة فی الفصل الثانی للعام الجامعی 1436-1437هـ، واستطاع الباحث أن یحصل على (60) استجابة، قابلة للتحلیل الإحصائی، تمثل 71% من المجتمع، وفی ختام الدراسة قدم الباحث جملة من التوصیات والمقترحات، من أهمها:

-        أهمیة إدراج المسؤولیة المجتمعیة فی رسالة القسم العلمی بالجامعات السعودیة، وضرورة العنایة بالموقع الإلکترونی للقسم، وجعله یعکس هویة القسم العلمی، ویبرز توجهاته ودوره فی المسؤولیة المجتمعیة.

-         وضع هدف إستراتیجی فی الخطط الإستراتیجیة للأقسام العلمیة بالجامعات السعودیة، یعکس توجهه وقیامه بالمسؤولیة المجتمعیة، تشتق منه أهداف تفصیلیة فی خطط الأقسام العلمیة، تحتوی على مبادرات محددة، یتم بناء مؤشرات للأداء تتوافق مع المؤشرات الدولیة، یمکن فی ضوئها إعداد تقاریر التقدم فی المشارکة فی المسؤولیة المجتمعیة فی الأقسام العلمیة بالجامعات السعودیة.

الکلمات المفتاحیة:

المسؤولیة المجتمعیة، المسؤولیة المجتمعیة للجامعات، الأقسام العلمیة بالجامعات، التعلیم العالی.


Academic leaders of scientific departments at Shaqra University assessment for their department's achievement of social responsibility

Mohammed .N. Alsuwayyid

Assistant professor of educational planning and administration

Education College _ Majmaah University

Abstract;
        The study aimed to identify the estimation of academic leaders in scientific department at Shaqra University concerning achieving social responsibility, and exploring the obstacles faced by academic departments that limit their roles, besides identifying the significant statistical differences that can give indications concerning the role of departments in achieving social responsibility, from the standpoint of the study sample, that included academic leaders (department heads and their vices)which is due to the different variables (years of administrative experience, the type of specialized scientific section, the number of faculty members).

       The researcher used the descriptive method, and has built a questionnaire as a tool for the study including two axes and 51 items. The first axis: the role of scientific departments in achieving social responsibility, including a total of 39                       items that was divided into five dimensions. The second axis: the difficulties faced by the scientific departments in achieving social responsibility with 12 items. The field study was conducted during the second term of 1436-1437h. The researcher got (60) response, representing 71% of the community.

At the end of study, the researcher presented a number of recommendations and suggestions including:

- The importance of incorporating social responsibility in academic departments in Saudi universities, and the need for care to the website of the department, to make it reflects the identity of the scientific section, and highlights its direction and its role in social responsibility.
- Developing a strategic objective in the strategic plans of scientific departments in Saudi universities, that reflects the orientation for social responsibility, derived from detailed targets in the scientific departments plans, containing specific initiatives, the construction of performance indicators in line with international indicators, to help in reporting progress to participate in social responsibility in the scientific departments in Saudi universities.

Keywords: social responsibility, University social responsibility, Academic departments in universities, higher education.


"تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة"

د. محمد بن ناصر السوید

أستاذ الإدارة والتخطیط التربوی المساعد

کلیة التربیة _ جامعة المجمعة

أولاً: مقدمة:

یرتبط تحقیق الجامعة لرسالتها وتطورها وقدرتها على المنافسة إلى حدٍّ کبیر بارتباطها بإستراتیجیة البلاد التنمویة والاقتصادیة، وارتباطها کذلک بنظامه التعلیمی، ومستفیدةً من التوجهات الدولیة والخبرات العالمیة المؤثرة فی التعلیم العالی، ویعتبر موضوع المسؤولیة الاجتماعیة للجامعة من التوجهات العالمیة الحدیثة لمؤسسات التعلیم العالی وخیاراً حدیثًا یسهم بفعالیة لتحقیق رسالتها کما أشار لذلک Adilov 2013))، وقد برز فی السنوات الأخیرة إجماع متزاید على أن الجامعات یجب أن تؤدی دورًا أساسیَّا فی تعزیز المسؤولیة الاجتماعیة فی المجتمع، وأن تتبناها فی رؤیتها ورسالتها وإستراتیجیاتها، ودمج مبادئ المسؤولیة المجتمعیة فی أنشطتها (Sánchez, Bolívar, Lopes-Hernández ,2013 )، وأیضًا أصبح رصد الحراک المؤسسی ودورها فی القیام بالمسؤولیة المجتمعیة توجه أممی، فیذکر Marmolejo (2006) أن برنامج الأمم المتحدة للبیئة UN Environment Programmes عمل تَجَمُع مع عدد من المؤسسات المستقلة ومراکز مهنیة متعاونة عُرِفَ بـ تجمع Global Reporting Initiative (GRI) ـــ تبنى مبادئ توجیهیة تهتم بالمسؤولیة المجتمعیة والأداء البیئی والاجتماعی، ووضع مؤشرات لها تُمکن من المقارنة بین الأنواع المختلفة من المنظمات، وتم قبولها عالمیًّا وأنظم لها نحو 700 منظمة مختلفة الأنشطة والخدمات فی أکثر من 50 دولة، تقدم تقاریر منتظمة عن أنشطتها حول المسؤولیة المجتمعیة.

 وعلى مستوى التوجه الوطنی الحدیث أصبحت النظرة للجامعات لا تقتصر على تقدیم الخدمة التدریسیة فقط، بل أصبحت مطالبة بتقدیم الخدمات للمجتمع والاهتمام باحتیاجاته المتزایدة، وتلبیتها واعتبار ذلک من أولى أولیاتها، والتنبه إلى عدم اقتصار ترکیز الجامعة على الفائدة المادیة مقابل تقدیمها لخدماتها فتصبح بعیدة عن القیام بمسؤولیاتها الاجتماعیة (وزارة التعلیم العالی،2013).

ثانیًا: مشکلة الدراسة:

الیوم وعلى الرغم من تبنی التوجهات العالمیة والوطنیة للمسؤولیة الاجتماعیة لمؤسسات التعلیم العالی، إلا أن هناک عقبات رئیسة تعیق المشتغلین فی المجال الأکادیمی من القیام بالمسؤولیة المجتمعیة یمکن صیاغتها بتصرف -کما عند ((Andrzejewski & Alessio, 2–15, 1999- وهو أن العدید من المشتغلین فی المجال الأکادیمی لا یملکون التصور الکافی للقضایا التنمویة الأخلاقیة والاجتماعیة، ویعتبرون هذه القضایا محبطة بدرجة کبیرة، وأنهم لن یکونوا مؤثرین فیها بشکل فاعل، مما یضعف اهتمامهم بها، وکذلک ممارسة کثیر من المنتسبین للمجال الأکادیمی لدورهم الأکادیمی بالأسالیب التقلیدیة، وتمتد هذه الممارسات للقیادات الأکادیمیة الذین لم یقابلوا الممارسات ذات العلاقة بالمسؤولیة المجتمعیة فی محیطهم بمستویات عالیة من الدعم، وأخیرًا اعتقاد المشتغلین فی المجال الأکادیمی أن إسهامهم وأبحاثهم لم تسهم بشکل کبیر فی زیادة رواتبهم أو تعزیز مکانتهم العلمیة أو المجتمعیة، ولم تسهم فی صنع قرارات مهمة فی المؤسسات المجتمعیة. وعلى المستوى المحلی تشیر الدراسات مثل دراسة الخلیوی (2015م /1437هـ) التی توصلت إلى نتیجة أن المسؤولیة المجتمعیة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض مفعلة بدرجة متوسطة، وکذلک دراسة الشمری (1436هـ -2014م) توصلت إلى أن للجامعات دور جید بشکل عام تجاه المسؤولیة المجتمعیة، إلا أن هذا الدور مازال غیر محددة بالشکل الذی یجعل منها مهمة واضحة لها قواعد منظمة ومنهجیة. والجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض ثلاث جامعات من بینها جامعة الملک سعود التی تأسست عام 1377هـ، وجامعة الإمام محمد بن سعود التی تأسست عام 1397هـ، ومع قدم التأسیس لهاتین الجامعتین العریقتین، وکذلک اکتمال البنیة التحتیة والتنظیمیة والإداریة لهما، ووجودها فی وسط العاصمة والذی یزخر بالأجهزة الحکومیة وبمؤسسات القطاع الخاص والموارد البشریة والتسهیلات التنظیمیة والإداریة، الا أن تفعیل المسؤولیة المجتمعیة کان بدرجة متوسطة، ومازال الدور غیر محدد بشکل یجعل منها مهمة واضحة لها قواعد منظمة ومنهجیة، الأمر الذی یدفع وبقوة لإجراء دراسات على الجامعات الناشئة من أجل التعرف على واقع قیامها بالمسؤولیة المجتمعیة وتحقیقها لها، وکذلک تحدید الصعوبات التی تواجهها عند القیام بدورها تجاه المسؤولیة المجتمعیة، خصوصًا أن البیئة الإداریة والتنظیمیة التی تتواجد بها الجامعات الناشئة لیست بالغناء الإداری والبشری التی تتمتع به الجامعات فی وسط المدن الکبراء، ومن الجامعات الناشئة جامعة شقراء والتی هی محل هذه الدراسة، التی تشیر الإحصاءات الرسمیة أنها جامعة تغطی مساحة جغرافیة تٌّعد من أکبر مساحات محافظات منطقة الریاض، وتقدم خدماتها لمحافظات متعددة یتبعها مراکز نائیة بحاجة ماسة لتلک الخدمات، ویقطن هذه المراکز والمحافظات تجمعات سکانیة تعد من أکبر التجمعات بمحافظات منطقة الریاض حیث یبلغ 494474 نسمة (مصلحة الإحصاءات العامة،1431هـ) یمتهنون بجانب الوظائف الحکومیة، الزراعة والتجارة والرعی، وفی تقدیرات مصلحة الإحصاءات العامة سیصل تعداد السکان فی تلک المحافظات عام 2025م إلى 677271 نسمة (مصلحة الإحصاءات العامة،1431هـ). مما یجعل المجتمعات المحلیة والمؤسسات الحکومیة والأهلیة التی تقع فی النطاق الجغرافی لجامعة شقراء فی أمس الحاجة إلى الخدمات التأهیلیة والتطویریة والوقائیة التی یجب أن تقدمها الجامعة عبر قیامها بمسؤولیتها المجتمعیة وبوصفها جزءًا من رسالتها، سواءً فی الحد من الهجرة السکانیة، أو تحقیق النمو الاقتصادی والرفاه الاجتماعی للسکان، وتأسیسًا على ما سبق تأتی هذه الدراسة لتجیب عن الأسئلة التالیة:

ثالثًا: أسئلة الدراسة:

1-   ما تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة؟

2-     ما الصعوبات التی تواجه القسم العلمی للقیام بدوره حیال المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء؟

3-   هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة حول دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس)؟

رابعًا: أهداف الدراسة:

 التعرف على إسهام الأقسام العلمیة فی جامعة شقراء على القیام بالمسؤولیة المجتمعیة، من خلال تقدیر القیادات الأکادیمیة لهذا الدور.

 اکتشاف الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة بجامعة شقراء وتحدّ من قیامها بدورها حیال المسؤولیة المجتمعیة، من وجهة نظر القیادات الأکادیمیة بأقسامها العلمیة.

 اکتشاف الفروق ذات الدلالات الإحصائیة لدور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة التی ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس).

کما سیسهم البحث فی تقدیم مقترحات ستسهم فی تطویر القیادات الاکادیمیة فی تحقیق أقسامهم العلمیة للمسؤولیة المجتمعیة.

خامسًا: أهمیة الدراسة:

-        الأهمیة العلمیة للدراسة بأنها:

تتوافق الدراسة الحالیة مع التوجهات العالمیة فی الدور الحدیث للجامعات نحو المسؤولیة المجتمعیة.

 تقدم الدراسة الحالیة أحدث المستجدات حول موضوع المسؤولیة المجتمعیة للجامعات، مما یثری المکتبة العربیة التخصصیة.

-        الأهمیة العملیة للدراسة بأنها:

 تمکن الأقسام العلمیة فی جامعاتنا الوطنیة من تطبیق المسؤولیة المجتمعیة فی واقعها.

اکتشاف الصعوبات الحقیقیة التی تواجه الأقسام العلمیة وتعیق من أدائها للمسؤولیة المجتمعیة، مما یمکن الجامعات من وضع خطط علاجیة ووقائیة تؤدی لتفعیل دور القسم العلمی للمسؤولیة المجتمعیة.

سادسًا: مصطلحات الدراسة:

-        المسؤولیة المجتمعیة Social Responsibility (SR) عرف المعجم الوسیط المسئولیة (المسؤولیة) Responsibility (بِوَجْه عَام) حَال أَو صفة من یسْأَل عَن أَمر تقع عَلَیْهِ تَبعته یُقَال أَنا بَرِیء من مسؤولیة هَذَا الْعَمَل وَتطلق (أخلاقیا) على الْتِزَام الشَّخْص بِمَا یصدر عَنهُ قولا أَو عملا وَتطلق (قانونا) على الِالْتِزَام بإصلاح الْخَطَأ الْوَاقِع على الْغَیْر. وتکون المسؤولیة المجتمعیة وفق هذا المدلول الْتِزَام الأفراد أو المنظمات نحو مجتمعهم عما یصدر عَنهُم من أقوال أَو أعمال.

-        المسؤولیة المجتمعیة للجامعات University Social Responsibility (USR) عرفتها الخلیوی (2015/1437هـ): بأنها "سیاسة ذات إطار أخلاقی لأداء مجتمع الجامعة، مبنیة على مبادئ تلتزم بها الجامعة أمام المجتمع، لها تأثیرات ذات أبعاد تنظیمیة وأکادیمیة ومجتمعیة وبیئیة، ینعکس هذا الالتزام على جمیع وظائف الجامعة من تدریس، وبحث علمی، وخدمة مجتمعیة، وإسهام مهنی، وتنظیم إداری".

-        ویقصد بالمسؤولیة المجتمعیة للجامعات فی هذه الدراسة: أنها" التزام الجامعة إداریًا، وأکادیمیًّا، وبحثیًّا، وبیئیًّا، ومجتمعیًّا، ووطنیًّا، التزامًا یقود جمیع وظائف الجامعة، وینعکس أثره على منسوبی الجامعة، ومکونات المجتمع البشریة والإداریة والبیئیة، ویقودها نحو الریادة والتنمیة المستدامة".

-        یقصد بالقیادات الأکادیمیة فی جامعة شقراء فی هذه الدراسة: أنهم رؤساء/ وکلاء الأقسام العلمیة بالجامعة، والمعینون رسمیًا من قبل إدارة الجامعة لیکونوا مسؤولین عن تنفیذ السیاسة العامة للقسم وإدارة شؤونه العلمیة والإداریة والمالیة، إلى جانب کونه عضو هیئة تدریس یقوم بالتدریس.

-        ویقصد بالأقسام العلمیة فی هذه الدراسة أنها الوحدات التعلیمیة التابعة لکلیات بجامعة شقراء، یَدرُس فیها طلاب وطالبات، وتمنح شهادة البکالوریوس.

سابعًا: حدود الدراسة:

الحدود الموضوعیة: تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة.

الحدود البشریة: القیادات الأکادیمیة والممثلون فی رؤساء/ وکلاء الأقسام العلمیة فی جامعة شقراء والمعینون رسمیًا من قبل إدارة الجامعة.

الحدود المکانیة: جامعة شقراء.

الحدود الزمانیة: أجریت الدراسة خلال الفصل الثانی من العام الجامعی 1436-1437هـ.

سابعًا: الإطار النظری والدراسات السابقة:

سابعًا -1: الإطار النظری:

المسؤولیة المجتمعیة:

المسؤولیة المجتمعیة هی ترجمة للمصطلح الإنجلیزی   Social Responsibility والذی عرفها مجلس الأعمال العالمی للتنمیة المستدامة WBCFSD (1999) بأنها: "الالتزام المستمر من قبل منظمات الأعمال بالتصرف أخلاقیًّا، والإسهام فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة، والعمل علی تحسین نوعیة الظروف المعیشیة للقوی العاملة وعائلاتهم، إضافة إلى المجتمع المحلی والمجتمع کافةً"، کما عرفتها منظمة الأیزو (2010م) فی الدلیل الإرشادی للمواصفة الدولیة أیزو 26000 الموجهة للمسؤولیة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ بأنها: مسؤولیة المنشأة تجاه تأثیر قراراتها وأنشطتها على المجتمع والبیئة من خلال سلوک أخلاقی یتسم بالشفافیة، والذی من شأنه أن یساهم فی التنمیة المستدامة متضمنًا صحة ورخاء المجتمع، ویأخذ فی الاعتبار توقعات الأطراف المعنیة، ویتماشى مع القوانین المطبقة ومعاییر السلوک الدولیة، ویدمج فی المنشأة ویمارس من خلال علاقاتها.

 ویمکن استعراض المراحل التأریخیة التی مرّ بها هذا المصطلح، حیث تعتبر خمسینیات القرن الماضی میلاد لهذا المفهوم والذی ظهر على ید Howard Bowen حینما نشر کتابه Responsibilities of the Businessman عام 1953م ورکز على ضرورة تحمل الشرکات لمسؤولیاتها نحو مجتمعاتها بعد أن أصبح لها دور ذو تأثیر مباشر على حیاة Carroll .2016)). على الرغم من أن العمل بالمسؤولیة المجتمعیة کان ﺿﻤﻦ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ الممارسة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﺸﺂت واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ الحین دون الإشارة لهذا المفهوم، حیث کان الترکیز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ذلک الحین یوجه بشکل أساسی نحو الأعمال التجاریة ﺣﻴﺚ أن ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ للشرکات اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ" کان هو الشائع (منظمة الأیزو .2010م)، وفی بدایة الستینیات بدأ الترکیز المبکر على تطویر مفهوم المسؤولیة الاجتماعیة للشرکات فی الأوساط العلمیة والأکادیمیة وطرحه من وجهة نظر علمیة، ودعم هذا الحراک العلمی التحرک الاجتماعی من قبل مؤسسات المجتمع المدنی ولا سیما حرکة الحقوق المدنیة، وحرکة المستهلک، والحرکة البیئیة (Carroll 2016From a scholarly perspective, most of the early definitions of CSR and initial conceptual work about what it means in theory and in practice was begun in the 1960s by such writers as Keith Davis, Joseph McGuire, Adolph Berle, William Frederick, and Clarence Walton (Carroll 2016) ).. ثم تم اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺳﻊ فی أواﺋﻞ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت وظهرت اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ على کافة المنشئات نتیجة لأن أنواع مختلفة منها ولیس فقط التجاریة أدرکوا أﻧﻬﻢ مسؤولون أیضًا عن المساهمة فی التنمیة المستدامة فی بیئاتهم ومجتمعاتهم، وکان الترکیز بأن یکون دورهم فی بادئ الأمر على الأعمال الخیریة مثل الصدقات والزکاة، ثم اتسع المفهوم لیشمل ممارسات العمل والتشغیل العادل(منظمة الأیزو .2010م)، وفی الثمانینیات أصبحت المهمة هی تطویر هذا المفهوم وإضافة أبعاد جدیدة له کأصحاب المصلحة والذی ینبغی على المنظمات أن تلبی احتیاجات المؤثرین المباشرین وغیر المباشرین إضافة للمتأثرین بأعمال المنظمات الخلیوی(2016م) ، ثم ما لبث هذا المفهوم ینمو نموًا متسارعًا، وأصبح أکثر تحدیدًا فی التسعینات المیلادیة حینما قدم Archie Carroll نموذجه الذی یمثل هرم المسؤولیة المجتمعیة والتی تمثلت فی أربعة أبعاد رئیسة هی: المسؤولیة الاقتصادیة Economic responsibilities والمسؤولیة القانونیة Legal responsibilities والمسؤولیة الأخلاقیة Ethical responsibilities والمسؤولیة الخیریة Philanthropic responsibilities (Carroll From a scholarly perspective, most of the early definitions of CSR and initial conceptual work about what it means in theory and in practice was begun in the 1960s by such writers as Keith Davis, Joseph McGuire, Adolph Berle, William Frederick, and Clarence Walton (Carroll 1991) ). ، ومع بدایة الألفیة الجدیدة تحول الترکیز من المساهمات النظریة (ماهی) إلى الدراسات التطبیقیة (کیف نحققها)، وفی عام 2010م أصدرت منظمة الأیزو (المنظمة الدولیة للتقییس، وهی اتحاد عالمی لهیئات التقییس الوطنیة)، اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ المعنیة بالمسؤولیة المجتمعیة من خلال اللجان الفنیة التابعة لها، وتعد هذه المواصفة کما ذکر فی الدلیل الإرشادی ﺣﻮل اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ (2010م) أداة لتعزیز التفاهم المشترک فی مجال اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ حیث یقصد بها أن تکمل المواثیق والمبادرات الأخرى المتعلقة بالمسؤولیة المجتمعیة ولا تحل محلها.

وثمرة لهذا التحول والتطور والحراک الدولی الذی رسم التوجهات العالمیة المؤثرة على صانعی السیاسات العامة، وانعکاس هذا التأثیر على التعلیم العالی، وأحدث فیه حراک إیجابی نحو هذا المفهوم فظهر مفهوم جدید یخص الجامعات عُرِفَ بـالمسؤولیة المجتمعیة للجامعات.

المسؤولیة المجتمعیة للجامعات University Social Responsibility (USR):

ظهر هذا المفهوم کمفهوم حدیث ومستقل نتیجة للحراک الدولی والتوجهات العالمیة المؤثرة فی التعلیم العالی، حیث یشیر موقع -www.globalreporting.org-  أن تجمع Global Reporting Initiative (GRI) المنضوی لبرنامج الأمم المتحدة للبیئة UN Environment Programmes وبعد القبول العالمی للمبادئ ذات الاهتمام بالمسؤولیة المجتمعیة والأداء البیئی والاجتماعی التی أعلنها، فانه یتوسع الیوم ویخرج مبادرات لمؤسسات التعلیم العالی من خلال التعاون مع قیادات الجامعة لمستقبل مستدام (ULSF)، ومع الیونسکو، والرابطة الدولیة للجامعات (IAU)، والجمعیة الأوروبیة للجامعات المعنیة بالتنمیة المستدامة ((UE4SD. فظهر مفهوم جدید یخص الجامعات عُرِفَ بـ المسؤولیة المجتمعیة للجامعات، و الذی یعنی التزام الجامعات التزامًا إداریًا، وأکادیمیًّا، وبحثیًّا، وبیئیًّا ومجتمعیًّا، ووطنیًّا، بحیث یقود جمیع وظائف الجامعة، وینعکس أثره على منسوبیها، ومکونات المجتمع التی تتواجد فیه وتخدمه سواءً المکونات البشریة أو الإداریة أو البیئیة، ویقود تلک المکونات نحو الریادة وتحقیق التنمیة المستدامة، فتذکر الخلیوی (2015م / 1437هـ) أن المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات تمتد لتعزیز التنمیة البشریة وتثقیفها؛ وتسهم فی تحقیق التنمیة المستدامة، والتزامها فی معالجة آثارها من خلال الاستخدام الرشید للموارد، وإزالة الآثار التربویة، والمعرفیة، والعملیة، والبیئیة، لأداء أعضاء الوسط الجامعی. وأضافاGrubb & Lazerson (2005) دورًا هامًا للمسؤولیة المجتمعیة للجامعات (USR) یتمثل فی توجه قیمی یضبط ممارسة الجامعة من خلال أربع عملیات رئیسة: الإدارة، والتعلیم، والبحوث، والإرشاد المجتمعی، یترجم فی مناشط مجتمعیة واضحة، مثل: نشر وتفعیل المبادئ الأخلاقیة المتعلقة بالحکم الرشید، وتقدیم الخدمات التعلیمیة وتسهیل نقل المعرفة، واحترام البیئة، والمشارکة الاجتماعیة، وتعزیز القیم المدنیة. ویعدُّ دور الجامعات نحو المسؤولیة المجتمعیة -وفق هذا التوجه-التزاماً کاملاَ بتحسن نوعیة الحیاة لموظفیها وطلابها وللمجتمع کله، تنفذها من خلال وظائفها الأساسیة کما یذکر ذلک کمال (2011م). وتعد الجامعات أبرز المؤسسات المؤثرة فی محیطها ولدیها الکثیر لتفعله فی مجتمعاتها المحلیة وتؤدی دورًا قیادیًّا، الأمر الذی یتطلب من الجامعات أن تکون أکثر انفتاحًا وأکثر استجابة للحاجات المحلیة (Robinson ,2012).

وسنعرض هنا لدور عددًا من جهود الجامعات الدولیة فی مجال المسؤولیة المجتمعیة، على النحو التالی:

  • جهود الجامعات الأمریکیة فی مجال المسؤولیة المجتمعیة: یمکن استعراض هذه الجهود من خلال عرض جهود جامعة saint cloud state کمثال على ذلک، من خلال الرجوع لموقعها الإلکترونی www.stcloudstate.edu   کما یلی: www.manchester.ac.uk  www.stcloudstate.edu

-       تضمین رسالة الجامعة نصاً یوضح دورها فی المسؤولیة المجتمعیة، حیث نصت رسالة جامعة saint cloud state university  أن الجامعة تعد طلابها للحیاة والعمل وتحقیق أهداف المجتمع، وأن الجامعة تؤثر إیجابیًا وطویل المدى على حیاة منتسبیها و تؤثر تأثیرًا حقیقیًا فی الواقع الحقیقی.

-         تضمین الخطة الاستراتیجیة لجامعة saint cloud state  أهداف رئیسة تمثلت فی: إنشاء البنیة التحتیة والتنظیمیة والتشریعیة الداعمة لتحقیق المشارکة المجتمعیة، توسیع الشراکة المجتمعیة للتعرف على احتیاجات المجتمع، والتی تتفق مع نقاط قوة الجامعة، وضع خطة لمتابعة وتقییم عملیة تحقیق المشارکة المجتمعیة.

-        وضع توجه استراتیجی للاستدامة البیئیة والمجتمعیة مثل أوقاف المسؤولیة المجتمعیة، وصندوق رعایة المبادرات الخضراء، وتقدیم الخدمات التی تقلل من التأثیر السلبی للجامعة على المجتمع.

-        المحافظة على صلات حقیقیة ونوعیة مع المجتمع لدعم احتیاجاته وفق قدرات الجامعة، وتوفیر فرص النمو والتطور للمستفیدین.

-        إنشاء أنظمة وهیاکل تنظیمیة لتحسین قدرة الجامعة على الوفاء بالمسؤولیة المجتمعیة والاستدامة.

-        تعزیز المسؤولیة المجتمعیة فی الحیاة الجامعیة فی جامعة saint cloud state من خلال إنشاء نادی المسؤولیة المجتمعیة، وتأسیس الجمعیة الطلابیة للمسؤولیة المجتمعیة، وتنظیم مؤتمر سنوی عن المسؤولیة المجتمعیة

  • · جهود الجامعات البریطانیة فی مجال المسؤولیة المجتمعیة: یمکن استعراض هذه الجهود من خلال عرض جهود جامعة مانشستر کمثال على ذلک، من خلال الرجوع لموقعها الإلکترونی www.manchester.ac.uk کما یلی:

-        تضمین القیم الجامعیة لجامعة مانشستر، قیمة تنص على أن الجامعة ستکون مخرجاتها قیمة مضافة للمجتمع، وسیتم المحافظة على القیم التراثیة، وستلتزم الجامعة بالسیاسات الأخلاقیة، والاستدامة البیئیة

-           تضمین الخطة الاستراتیجیة لجامعة مانشستر هدف رئیس تمثل فی: "تحقیق المسؤولیة المجتمعیة للجامعة".

-        وضع استراتیجیة تنفیذیة للمسؤولیة المجتمعیة تنص على أن التمسک بالمسؤولیة المجتمعیة سیکون نقطة تمیز للجامعة، وستسهم من خلالها فی تحقیق خمس أولویات اجتماعیة، تتمثل فی: تحقیق الرفاهیة المجتمعیة من خلال بحوث علمیة تحدث تغیر إیجابیًا فی المجتمع، ومعالجة للظواهر الاجتماعیة السیئة مثل عدم المساوات، والطبقیة، والفقر من خلال الأنشطة الجامعیة، وتأهیل الخریجین لیکونوا ممارسین أخلاقیین، ومقدمین للاستشارات غیر الربحیة، وراغبین فی العمل التطوعی والمشارکة المجتمعیة، ویتم تبنی وتفعیل المناسبات المجتمعیة من موارد الجامعة وفی مرافقها، تحقیقًا للنفع العام، تقدیم فرص التعلیم المستمر، والتعلیم للجمیع لتنمیة خبرات ومهارات الأفراد المهمشین أو الأقل حظًا.

-        التزام الجامعة بالمسؤولیة الأخلاقیة عند القیام بالأبحاث العلمیة، والمحافظة على حقوق المبحوثین وسلامتهم، وسریة بیاناتهم والنتائج التی تم الوصول لها.

-        تقدم الجامعة فی إطار قیامها بالمسؤولیة المجتمعیة، الإرشاد المهنی لطالبی العمل، وتدریب العاطلین عن العمل.

-        فی إطار قیام جامعة مانشستر بدورها فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، تم بناء دلیل المسؤولیة المجتمعیة والذی یحتوی على ارشادات ومقترحات لمنسوبی الجامعة من أکادیمیین وإداریین وطلاب وعاملین وخریجین، یساعدهم على تعزیز دورهم فی المسؤولیة المجتمعیة.

المسؤولیة المجتمعیة للجامعات السعودیة:

أصبح التوجه الوطنی الحدیث ونظرته لدور الجامعات لا یقتصر على تقدیم الخدمة التدریسیة فقط، بل أصبح یطالبها بتقدیم الخدمات للمجتمع والاهتمام باحتیاجاته المتزایدة، وتلبیتها واعتبار ذلک من أولى أولیاتها، ویجب ألا تکون بعیدة عن مجتمعها، فعلیها القیام بمسؤولیاتها الاجتماعیة (وزارة التعلیم العالی،2013)، ویتفق هذا التوجه الوطنی مع الحراک الدولی والتوجهات العالمیة المؤثرة فی التعلیم العالی ذات الاهتمام بالمسؤولیة المجتمعیة والأداء البیئی والاجتماعی، مما یجعل الواجب على جامعاتنا فی المملکة العربیة السعودیة تبادر بالاطلاع على المبادرات الدولیة الخاصة بمؤسسات التعلیم العالی فی مجال المسؤولیة المجتمعیة، ومع أن العدید من الدراسات بهذا الخصوص عن الجامعات السعودیة تشیر إلى وجود ضعف وخلل کدراسة الخلیوی (2015م /1437هـ) التی توصلت إلى نتیجة أن المسؤولیة المجتمعیة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض مفعلة بدرجة متوسطة، وکذلک دراسة الشمری (1436هـ -2014م) توصلت إلى أن دور الجامعات تجاه المسؤولیة المجتمعیة مازال غیر محددة بالشکل الذی یجعل منها مهمة واضحة لها قواعد منظمة ومنهجیة، إلا أن هناک جهود تذکر تقوم بها الجامعات السعودیة ومبادرات تجاه المسؤولیة المجتمعیة إلا أن بعضها کما یشیر الخلیوی (2015م) أنها مبادرات دون الطموح، وینقصها التنظیم والتخطیط لها بشکل استراتیجی، ویمکن لنا أن نعرض لأبرز المبادرات من خلال رصد وتحلیل ما ورد فی التقاریر السنویة والخطط الإستراتیجیة ومواقع الجامعات السعودیة على الشبکة العنکبوتیة  کما یلی:

-        انشاء العدید من الجامعات السعودیة کجامعة الملک سعود، وجامعة المجمعة، وجامعة الإمام عبد الرحمن (الدمام سابقًا)، وجامعة الملک خالد، وجامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة الملک عبد العزیز إدارات للمسؤولیة المجتمعیة.

-        إنشاء أغلب الجامعات السعودیة عمادات لخدمة المجتمع.

-        إقامة الجامعات السعودیة لیوم المهنة دعمًا للخریجین وتسویقًا لهم من أجل حصولهم على وضیفة.

-        إقامة عددًا من الجامعات السعودیة کجامعة الملک سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملک عبد العزیز جائزة للشراکة البحثیة المجتمعیة.

-        إقامة عددًا من الجامعات السعودیة کجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملک عبد العزیز، وجامعة المجمعة مراکز لدراسات العمل التطوعی واستطلاعات الرأی.

-         تأسیس مرکز الأبحاث الواعدة فی البحوث الاجتماعیة ودراسات المرأة فی جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن، وهذا المرکز یعنى بدراسة الظواهر الإنسانیة والاجتماعیة وقضایا المرأة.

-        تأسیس وحدة حاضنة المبادرات المجتمعیة بوکالة التنمیة المستدامة فی عمادة خدمة المجتمع والتنمیة المستدامة بجامعة الملک عبد العزیز، وتعنى هذه الوحدة بالمبادرات النوعیة فی مجال المجتمع، سواءً اقتصادیة أو بیئیة أو غیرها من مبادرات حتى تتحول من فکرة إلى مبادرة تنمویة مستدامة.

-        إقامة العدید من المؤتمرات والمناشط العلمیة ذات العلاقة بالمسؤولیة المجتمعیة، ومنها کمثال فقط:

مؤتمر المسؤولیة المجتمعیة الذی عقد بجامعة المجمعة عام 1436-1437هـ، تخصیص جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن جائزة عن الریادة المجتمعیة (عطاء) دعمًا للمبادرات الشبابیة المجتمعیة، والمشارکة المجتمعیة وتعزیز الانتماء، وتعزیز الابتکار فی العمل التطوعی.

ویدرک العاملون فی الجامعات ومؤسسات التعلیم العالی أن القسم العلمی هو الوحدة التشغیلیة التی یتم فیها ترجمة السیاسات العامة، وتحویل الأهداف، إلى مبادرات تنفیذیة؛ فالأقســــام الأکادیمیـة کما یذکر أبو عاشور(2014م) بأنها تحـدد طـابع المؤسسـة الجامعیـة بمـا تتضـمنه هـذه الأقسـام مـن ثقافة تنظیمیة وأنمـاط قیادیـة. وکذلک فإن الأقسام العلمیة تنفذ خطط الجامعة والکلیات فیذکر الثبیتی(2014م) أنه یتم فیها التدریس، والبحث العلمی، والشراکة المجتمعیة، والاستدامة البیئیة، والأنشطة والبرامج الأکادیمیة ویتم من خلالها تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة. ورئیس القسم یمثل القیادة الأکادیمیة والإداریة المسؤولة عن قیام القسم بالمهام والأدوار المناطة به، إذ إن عمله کما یحدده الحجیلی(2010م) لیس قاصرًا على تسییر شؤون القسم تسییرًّا روتینیّاً، ومباشرة أعماله التنظیمیة فقط. بل یجب أن یشمل ذلک الدور منظومة المهام والأعمال التی تحقق قیام القسم العلمی بجمیع الأدوار الأکادیمیة والإداریة والمجتمعیة والبیئة التی تحقق تحسین نوعیة الظروف المعیشیة للمستفیدین والعاملین وعائلاتهم، إضافة إلى المجتمع الکبیر بما فیه المجتمع المحلی. وینبغی لمؤسسات التعلیم العالی بمختلف مستویاتها جامعات أو کلیات أو أقسام علمیة أن تتبنى المسؤولیة المجتمعیة وتعتبرها منهجًا تلتزم به ویجسد الشفافیة والسلوک الأخلاقی، ویحترم المجموعات الداخلیة والخارجیة من أصحاب المصلحة، ویضیف قیمة اقتصادیة واجتماعیة وبیئیة لمجتمعه. (Marmolejo, 2006)

ویمکن للقسم القیام بهذا الدور متى ما تضحت لدى قیاداته الرؤیة المنشودة لتحقیق المسؤولیة المجتمعیة، وتسهم هذه الدراسة فی الاتجاه من خلال تحدید أبعاد للمسؤولیة المجتمعیة، وتضمن کل بعد عددً المکونات تتمثل فی خطط أو برامج أو مبادرات أو ممارسات، یمکن لقیادات الأقسام العلمیة الأخذ بها مباشرةً أو الاستئناس بها وبناء مبادرات مشابهة، تُفعل دور القسم نحو المسؤولیة المجتمعیة، وتم تحدید هذه الأبعاد فی هذه الدراسة على النحو التالی:

البعد الإداری: ویقصد به مجموعة الخطط والمبادرات والممارسات الإداریة التی یقوم بها القسم وتدعم المسؤولیة المجتمعیة.

بعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر: ویقصد به مجموعة الخطط الدراسیة والبرامج التعلیمیة والمبادرات الأکادیمیة التی یقوم بها القسم وتدعم المسؤولیة المجتمعیة.

البعد البحثی والابتکاری: ویقصد به مجموعة المبادرات البحثیة والممارسات الابتکاریة التی یقوم بها القسم وتدعم المسؤولیة المجتمعیة.

البعد البیئی والمجتمعی: ویقصد به مجموعة الخطط والمبادرات والممارسات البیئیة والمجتمعیة التی یقوم بها القسم وتدعم المسؤولیة المجتمعیة.

البعد الوطنی والقیمی: ویقصد به مجموعة المبادرات والممارسات الوطنیة والقیمیة، والتی یقوم بها القسم وتدعم المسؤولیة المجتمعیة.

سابعًا -2: الدراسات السابقة:

على الرغم من حداثة موضوع المسؤولیة المجتمعیة للجامعات إلا أنه حظی بالعدید من الدراسات والبحوث العربیة والدولیة، والتی سیستعرض الباحث عددًا منها تنازلیًّا بحسب تأریخها، فقامت الخلیوی(2015م -1437هـ) بدراسة بعنوان" تفعیل المسؤولیة المجتمعیة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض: إستراتیجیة مقترحة"، هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع تفعیل المسؤولیة المجتمعیة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس والقیادات الأکادیمیة بالجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفی المسحی، واعتمدت الاستبانة أداة لجمع البیانات، وتوصلت الباحثة إلى نتیجة أن المسؤولیة المجتمعیة مفعلة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض بدرجة متوسطة، وأن البُعد المجتمعی حصل على أعلى متوسط حسابی، یلیه البُعد البیئی، ثم البُعد الأکادیمی، وفی المرتبة الأخیرة البُعد التنظیمی.

وقام الشمری (1436هـ - 2014م) بدراسة بعنوان " تقدیر القیادات الجامعیة لدور الجامعة تجاه المسؤولیة المجتمعیة فی الجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض"، هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الجامعة تجاه المسؤولیة المجتمعیة فی الجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض من خلال تقدیر القیادات الجامعیة لهذا لدور، واستخدم الباحث المنهج الوصفی، واعتمد الاستبانة أداة لجمع البیانات، وتوصل الباحث إلى نتیجة کشفت عن دور جید للجامعات تجاه المسؤولیة المجتمعیة بشکل عام، إلا أن هذا الدور مازال غیر محددة بالشکل الذی یجعل منها مهمة واضحة لها قواعد منظمة ومنهجیة.

 وقام الثبیتی (2014م) بدراسة بعنوان "دور أقسام الإدارة التربویة بالجامعات السعودیة فی تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة"، هدفت الدراسة إلى التعرف على دور أقسام الإدارة التربویة بالجامعات السعودیة فی تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة، وعلى الصعوبات التی تواجهها نحو تحقیقها للمسؤولیة الاجتماعیة، والمقترحات التی تسهم فی تحقیق أقسام الإدارة التربویة للمسؤولیة الاجتماعیة، استخدم المنهج الوصفی (المسحی)، وکانت أداة الدراسة الاستبانة، وتوصل الباحث فی دراسته إلى نتیجة أن أقسام الإدارة التربویة بالجامعات السعودیة من وجهة نظر أفراد الدراسة موافقون تمامًا على أن أقسام الإدارة التربویة تحقق المسؤولیة الاجتماعیة، وأتت البرامج الأکادیمیة بأعلى متوسط حسابی، ثم البحث العلمی، وأخیرًا العملیات والأنشطة. وقام عوض وحجازی (2013م)، بدراسة بعنوان "واقع المسؤولیة المجتمعیة لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة وتصور مقترح لبرنامج یرتکز على خدمة الجماعة لتنمیتها"، هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع المسؤولیة المجتمعیة لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة، واستخدم الباحث المنهج الوصفی، واعتمد الاستبانة أداة لجمع البیانات، وتوصل الباحث إلى نتیجة أن أعلى درجة للمسؤولیة المجتمعیة للمشارکین فی الدراسة کانت فی مجال المسؤولیة المجتمعیة الجماعیة، ثم الوطنیة، ثم الدنیة والأخلاقیة، وفی الأخیر الشخصیة. وأجرى معروف (2012م) دراسة بعنوان "مجالات اسهام المؤسسات التربویة فی تنمیة المجتمع، أنموذج الجامعات الإسلامیة فی السودان"، هدفت إلى توصیف تجارب الجامعات الإسلامیة فی السودان فی مجال تنمیة المجتمع. استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی، وکانت أداة الدراسة هی المقابلة المقننة، وتحلیل الوثائق ذات الصلة، وتوصل الباحث إلى أن للجامعة دورًا رئیسًا فی النشاط الاجتماعی فی المجتمع وتلبیة تطلعاته، ولها دور آخر فی المجال التنموی للمجتمع. وفی دراسة بعنوان" المسؤولیة المجتمعیة المشترکة والجامعات: دراسة لمواقع أفضل 10 جامعات رائدة فی العالم"، قام بها Nejati,M. Shafaei,A. Salamzadeh,Y&Daraei,M (2011)  هدفت إلى التعرف على مدى اهتمام، والتزام الجامعات العشر الأولى فی تصنیف التایمز لعام 2010 بالمسؤولیة المجتمعیة، وکان منهج الدراسة هو المنهج الوصفی التحلیلی، وأداة الدراسة استمارة تحلیل محتوى بنیت فی ضوء مواصفات ISO26000، وکان أبرز النتائج أن الجامعات العشر ملتزمة بشکل عام بالمسؤولیة المجتمعیة وفق مواصفات ISO26000، وکذلک تلتزم الجامعات العشر بالشفافیة، وأظهرت قدرًا کبیرًا بالاهتمام  بالإنسان، والمحافظة على البیئة. وقام الخزاعی، وبداح (2011م) بدراسة بعنوان "تقدیر أعضاء الهیئة التدریسیة للمسؤولیة المجتمعیة لجامعة البلقاء التطبیقیة فی الأردن"، هدفت إلى معرفة تقدیر أعضاء الهیئة التدریسیة للمسؤولیة المجتمعیة لجامعة البلقاء التطبیقیة فی خدمة المجتمع، واستخدما الباحثان المنهج الوصفی، واستخدما الاستبانة أداة لدراستهما، وتوصلا إلى نتیجة أن الجامعة تؤدی دورًا مهمًّا فی خدمة المجتمع یتضح من خلال: التوسع فی قبول الطلاب، ونمو عدد الخریجین الملتحقین بسوق العمل، والزیادة المستمرة فی توظیف أعضاء هیئة التدریس، والزیادة المستمرة فی إنجازات البحث العلمی، ودعم مسیرته، وتقدیم عدد من الخدمات التی یحتاجها المجتمع الأردنی. وفی دراسة بعنوان " تطویر المسؤولیة المجتمعیة للجامعة: نموذج لتحدیات المجتمع الجدید" أجراها فریق بحثی مکون من Vasilescu,R. Barana,C.Epure.,Baicu (2010)، وهدفت إلى رصد وتفسیر التوسع فی مفهوم المسؤولیة المجتمعیة من قطاع الأعمال إلى الجامعات، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی الوثائقی، وکانت أداة الدراسة الوثائق الحکومیة والدراسات العلمیة من أجل رصد الواقع وتفسیره، وتم عرض تجربة جامعةSpiru Haret  الرومانیة حالة دراسیة لتطبیق المسؤولیة المجتمعیة للجامعات الرومانیة، وتوصلت الدراسة أن جامعةSpiru Haret  تعکس هذا التوجه، ودعت إلى  ضرورة تبنی الجامعات لمبادئ المسؤولیة المجتمعیة.

التعلیق على الدراسات السابقة:

بعد استعراض الدراسات السابقة التی عرضت للمسؤولیة الاجتماعیة للجامعات، نجد أن هذا الموضوع تمت دراسته على المستوى الوطنی والإقلیمی والدولی، مما یؤکد أهمیته، وتتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة بموضوعها العام حول المسؤولیة المجتمعیة للجامعات، إلا أن هذه الدراسة ترکز على تحقیق الأقسام العلمیة للمسؤولیة المجتمعیة، بینما الدراسات السابقة الأخرى رکزت على الهیئة التدریسیة أو القیادات الجامعیة أو الطلاب أو برنامج للدراسات العلیا بالجامعات، أو المواقع الإلکترونیة للجامعات، وتختلف هذه الدراسة عن دراسة Vasilescu,R. Barana,C.Epure.,Baicu (2010) فی المنهج البحثی لدراستهم والتی انتهجوا فیه المنهج الوثائقی، بینما الدراسة الحالیة أخذت بالمنهج الوصفی المسحی، وکذلک تختلف فی الهدف حیث هدفت تلک الدراسة إلى رصد وتفسیر مدى التوسع فی مفهوم المسؤولیة المجتمعیة وتطبیقه فی الجامعات وکذلک فی أداة الدراسة حیث قام الفریق البحثی باستخدام الوثائق الحکومیة والدراسات العلمیة. وتمت دراسة المسؤولیة المجتمعیة من قبل الدراسات السابقة التی عرضها الباحث وفق تقسیمات وأبعاد محددة لها، فدراسة معروف (2012م) ودراسة الخزاعی، وبداح (2011م) درست المسؤولیة المجتمعیة من خلال وظائف الجامعة الثلاث، بینما دراسة Nejati,M. Shafaei,A. Salamzadeh,Y&Daraei,M (2011)  توجهت لدراسة الموقع الإلکترونی ومدى تغطیته للمسؤولیة المجتمعیة للجامعات المدروسة وأنشطتها، وتختلف الدراسة الحالیة عنها بأنها تعرض للمسؤولیة المجتمعیة عن طریق خمسة أبعاد: البُعد الإداری، وبُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر، والبُعد البحثی والابتکاری، والبُعد البیئی والمجتمعی، والبُعد الوطنی والقیمی، وتتفق فی ذلک مع دراسة کل من الخلیوی (2015م /1437هـ) والشمری (1436هـ_2014م)، والثبیتی (2014م)، وعوض وحجازی (2013م)، والتی درست المسؤولیة المجتمعیة وفق محاور وأبعاد، مع اختلاف تلک الدراسات فی تسمیة الأبعاد وعددها، وکذلک تختلف الدراسة الحالیة عن دراسة الثبیتی (2014م) بأنها هدفت للتعرف على تقدیر القیادات الأکادیمیة فی الأقسام العلمیة لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة وبالتالی سیمثل نجاح الأقسام بدورهم نحو المسؤولیة المجتمعیة نجاح الجامعة بشکل عام، وکذلک تختلف الدراسة الحالیة عن دراسة الشمری (1436هـ - 2014م) بأن الدراسة الحالیة التی ترکز على التعرف على تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء -والتی تمثل الجامعات الناشئة- فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة واکتشاف الصعوبات التی تضعف قیامها بهذا الدور، والذی یعد أهم أهداف انشاء الجامعات الناشئة والمتمثل فی خدمة المجتمع المحلی، من خلال التعرف على تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة، لتأتی هذه الدراسة لتکمل مسیرة ما سبق من دراسات، وتسهم فی توضح الصورة کاملة حول هذا الموضوع الحدیث والمهم.

ثامنًا: منهج الدراسة:

استخدم الباحث المنهج الوصفی للإجابة على أسئلة الدراسة.

تاسعًا إجراءات الدراسة المیدانیة:

9-1: مجتمع الدارسة والعینة:

أجریت الدراسة على القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة بجامعة شقراء - رئیس قسم أو وکیل القسم -  حیث قام الباحث بالتقصی من موقع الجامعة الفصل الثانی 1436-1437هـ، ومن عمادة الجودة بالجامعة، فتم حصر 42 قسمًا علمیًا بکلیات الجامعة المختلفة، حیث بلغ عدد قیاداتها الأکادیمیة (رئیس قسم أو وکلاء القسم 79 من القیادات الأکادیمیة)، ثم قام الباحث بمراسلتهم رسمیًا (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق 2- للتفاصیل)، واستطاع الباحث أن یحصل على (60) استجابة قابلة للتحلیل الإحصائی، وتمثل نسبة 76% من المجتمع، ویمکن وصف عینة الدراسة کالتالی: بلغ عدد الأقسام ذات التخصصات العلمیة والصحیة 19 قسمًا علمیًا من إجمالی 42 قسمًا علمیًا، ینتسب لها 27 من القیادات الأکادیمیة، وبلغت الأقسام ذات التخصصات الإنسانیة 23 قسمًا علمیًا من إجمالی 42 قسمًا علمیًا، ینتسب لها 33 من القیادات الأکادیمیة.

9-3: عینة الدارسة:

أجریت الدراسة على عینة قوامها (60) من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة.

 

جدول (1): یبین توزیع أفراد عینة الدراسة حسب سنوات الخبرة الإداریة

سنوات الخبرة الإداریة

العدد

النسبة المئویة

أقل من سنتین

6

10.00%

من سنتین إلى أقل من 4 سنوات

31

51.67%

من 4 إلى أقل من 6 سنوات

11

18.33%

أکثر من 6 سنوات

12

20.00%

الإجمالی

60

100%

(ملحق 1-لتوضیح منهجیة التواصل مع أفراد العینة)

جدول (2): یبین توزیع أفراد عینة الدراسة حسب نوع تخصص القسم العلمی

نوع تخصص القسم العلمی

العدد

النسبة المئویة

إنسانی

33

55.00%

العلمیة والصحیة

27

45.00%

الإجمالی

60

100%

یتضح من الجدول السابق أن أکثر أفراد العینة تخصصات أقسامهم العلمیة (إنسانیة) حیث کانت نسبتهم المئویة (55.00%)، ثم یأتی من تخصصاتهم (علمیة وصحیة) وذلک بنسبة مئویة (45.00%).

جدول (3) : یبین توزیع أفراد عینة الدراسة حسب عدد أعضاء هیئة التدریس

عدد أعضاء هیئة التدریس

العدد

النسبة المئویة

من 5 - 15 عضو

39

65.0%

من 16- 25 عضو

18

30.0%

من 26 - 40 عضو

3

5.0%

الإجمالی

60

100%

9-3: أداة الدارسة:  

طبیعة الدراسة من حیث أهدافها ومنهجها تقتضی استخدام الاستبانة کأداة لجمع البیانات المتعلقة بأسئلة الدراسة، واستفاد الباحث عند إعداده الاستبانة من الدراسات السابقة والأدبیات التی عرضت موضوع المسؤولیة المجتمعیة بشکل عام، والمسؤولیة المجتمعیة للجامعات، کدراسة الخلیوی (2015م /1437هـ)، ودراسة الثبیتی (2014م)، دراسة الشمری (1436هـ - 2014م)، ولبناء الاستبانة قام الباحث بتصمیم أداة الدراسة (الاستبانة) بحیث تحقق أهداف الدراسة، وتم صیاغة عباراتها، وتصمیمها بشکلها الأولی، من أجل أن تقیس دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، و الوقوف على الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، وتم أیضًا صیاغة تعلیمات الاستبانة، ثم عرضها على المحکمین والبالغ عددهم 6 من أعضاء هیئة التدریس فی جامعة المجمعة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة وجامعة الملک سعود، وتم الاستفادة من توجیهات وملحوظات أصحاب السعادة المحکمین، ثم تم بناء أداة الدراسة (الاستبانة) بصورتها النهائیة، وتکونت قسمین:

القسم الأول معلومات أولیة.

القسم الثانی: یتألف من محورین بإجمالی 51 عبارة.

-        المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، بمجموع 39 عبارة، وتم تقسیمه إلى خمسة أبعاد.

-        المحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة 12 عبارة.

9-3-1-صدق الأداة:

استخدم الباحث أسلوبین للتحقق من صدق الأداة، هما:

9-3-1-1-الصدق الظاهری:

قام الباحث بعرض الاستبانة على مجموعة من الخبراء فی التربیة، للاسترشاد بآرائهم حول التعلیمات الموجهة للمستجیبین، وانتماء عبارات الاستبانة إلى محاورها وأبعادها، وسلامة الصیاغة اللغویة، وانتماء عبارات الاستبانة لأبعادها، ومناسبة تدرج المحاور، والطلب منهم بتقدیم ما یرونه مناسبًا من عبارات، أو توجیهات، وتم تحلیل آراء المحکمین والتی توافقت مع التصمیم العام للاستبانة فی المحاور والأبعاد والعبارات، والتعدیل فیما یتعلق بترتیب المحاور وعدد من العبارات کما تم اعتمادها فی الاستبانة التی وزعت وجمعت وتم تحلیلها.

9-3-1-2-الصدق الداخلی (الاتساق الداخلی) Internal consistently Validity:

تم حساب صدق الاتساق الداخلی للاستبانة بالتطبیق على عینة استطلاعیة مکونة من (30) من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء وذلک بحساب معامل ارتباط بیرسون بین الدرجة لکل عبارة من عبارات محوری أو أبعاد الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للمحور أو البُعد التابعة له، وأیضًا تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین الدرجة لکل بُعد وبین المحور التابع له وأیضا حساب معامل ارتباط بیرسون بین الدرجة الکلیة لکل محور من محوری الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة وتم استخدام برنامج (SPSS).

 وتوصل الباحث إلى ارتباط جمیع عبارات المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة بالدرجة الکلیة للبُعد الذی تنتمی إلیه ارتباط دالّ إحصائیًّا ومعظمها عند مستوى دلالة (0.01) عدا العبارة رقم (2) بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر فکانت عند مستوى (0.05)، (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق 2-للاطلاع على جدول معاملات ارتباط بیرسون لعبارات المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وبین الدرجة الکلیة للبُعد التابعة له).

وکذلک تم حساب ارتباط الدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المحور بالدرجة الکلیة للمحور، وتوصل الباحث إلى ارتباط الدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المحور بالدرجة الکلیة للمحور مما یدل على تحقق الصدق الداخلی للمحور الأول، ویوضح الجدول (4) معاملات ارتباط بیرسون بین الدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وبین الدرجة الکلیة للمحور.

جدول (4) معاملات ارتباط بیرسون بین الدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وبین الدرجة الکلیة للمحور

البُعد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

أولاً: البعد الإداری

0.87

0.00**

ثانیًا: بعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر

0.90

0.00**

ثالثًا: البعد البحثی والابتکاری

0.89

0.00**

رابعًا: البعد البیئی والمجتمعی

0.90

0.00**

خامسًا: البعد الوطنی والقیمی

0.82

0.00**

* یعنی مستوى الدلالة (0.05)، ** یعنی مستوى الدلالة (0.01)

 وکذلک توصل الباحث إلى ارتباط جمیع عبارات المحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة بالدرجة الکلیة للمحور ارتباط دالّ إحصائیًّا جمیعها عند مستوى دلالة (0.01)، مما یدل على تحقق الصدق الداخلی للمحور الثانی. (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق 3-للاطلاع على جدول معاملات ارتباط بیرسون لعبارات المحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وبین بالدرجة الکلیة للمحور

وقام الباحث بحساب الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل محور من محوری الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة، وتوصل إلى وجود ارتباط دال إحصائیًّا بین الدرجة الکلیة لکل محور من محوری الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة وجمیعها عند مستوى دلالة (0.01)، ویوضح الجدول (5) ذلک.

جدول (5) معاملات ارتباط بیرسون بین کل محور من محوری الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة المحاور

جدول (5) معاملات ارتباط بیرسون بین کل محور من محوری الاستبانة وبین الدرجة الکلیة للاستبانة المحاور

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

المحور الأول: دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة

0.95

0.00**

المحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة

0.56

0.001**

* یعنی مستوى الدلالة (0.05)، ** یعنی مستوى الدلالة (0.01)

مما سبق یتبین ارتفاع الاتساق الداخلی للاستبانة، ویؤکد قوة الارتباط الداخلی لعبارات الاستبانة ویدل على أن أداة الدراسة تتسم بدرجة عالیة من الصدق، وأنها صالحة لقیاس ما وضعت لقیاسه.

9-3-2-ثبات الاستبانة Reliability:

المقصود بثبات الاستبانة أنها تعطی النتائج نفسها لو تکرر تطبیقها أکثر من مرة على الأشخاص أنفسهم فی ظروف مماثلة (العساف، 2003م، ص 369).

وقد تم حساب ثبات الاستبانة بالتطبیق على عینة استطلاعیة مکونة من (30) من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء، وذلک باستخدام معامل ألفا کرونباخ Cronbach's Alpha، وتوصل الباحث إلى ثبات أبعاد ومحوری الاستبانة باستخدام معامل ألفا کرونباخ حیث انحصرت بین (0.88، 0.98) کما تبین ارتفاع معامل ثبات إجمالی الاستبانة حیث بلغ (0.97)، مما یدل على الارتفاع الکبیر فی ثبات الاستبانة بشکل عام.

(یمکن مراجعة الملاحق -ملحق 4-الجدول یبین حساب ثبات بنود ومحاور الاستبانة باستخدام معامل ألفا لکرونباخ)

ولتسهیل تفسیر النتائج تم استخدم الأسلوب التالی لتحدید مستوى الإجابة على بدائل المقیاس. حیث تم إعطاء وزن للبدائل: (موافق بشدة = 5، موافق = 4، موافق إلى حد ما = 3، غیر موافق = 2، غیر موافق بشدة =1)، ثم صُنفت تلک الإجابات إلى خمسة مستویات متساویة المدى من خلال المعادلة التالیة:

طول الفئة = (أکبر قیمة - أقل قیمة) ÷ عدد بدائل المقیاس= (5-1) ÷ 5= 0.80، لنحصل على مدى المتوسطات التالیة لکل وصف أو بدیل:

 

جدول (6) یبین توزیع مدى المتوسطات وفق التدرج المستخدم فی أداة البحث

الوصف

مدى المتوسطات

موافق بشدة

4.21 – 5

موافق

3.41 – 4.20

موافق إلى حد ما

2.61 – 3.40

غیر موافق

1.81– 2.60

غیر موافق بشدة

1 – 1.80

9-4-المعالجة الإحصائیة:

تم التحلیل باستخدام الحزمة الإحصائیة (SPSS)، والأسالیب الإحصائیة التالیة:

-       التکرارات والنسب المئویة لوصف خصائص أفراد العینة.

-       المتوسط الحسابی "Mean " وذلک لمعرفة مدى ارتفاع أو انخفاض استجابات أفراد الدراسة حول عبارات محاور الاستبانة.

-       تم استخدام الانحراف المعیاری "Standard Deviation" للتعرف على مدى انحراف استجابات أفراد الدراسة لکل عبارة من عبارات محاور الاستبانة، ویلاحظ أن الانحراف المعیاری یوضح التشتت فی استجابات أفراد عینة الدراسة حول کل عبارة، فکلما اقتربت قیمته من الصفر ترکزت الاستجابات وانخفض تشتتها بین المقیاس.

-          معامل ارتباط "بیرسون" لقیاس صدق الاستبانة.

-       معامل ثبات "ألفا کرونباخ" لقیاس ثبات الاستبانة.

-       تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) لدراسة الفروق فی استجابات أفراد العینة حول دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة والتی ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس).

-        اختبار شیفیه (Scheffe) البعدیة.

عاشرًا: النتائج والمناقشة:

تحلیل النتائج المتعلقة بأسئلة الدراسة على النحو التالی:

السؤال الأول: ما تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة؟

وللإجابة على هذا السؤال والتعرف على تقدیر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء لتحقیق أقسامهم للمسؤولیة المجتمعیة سیتم حساب التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی. حیث سیتم فی البدایة استخراج المتوسطات الحسابیة لأبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وترتیبها، ثم سیتم عرض النتائج بالتفصیل لکل بُعد من الأبعاد الخمسة للمحور الأول "دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة"، من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة بجامعة شقراء، وبیان المتوسط الحسابی لکل بُعد، ثم مناقشة عبارات کل بُعد حصلت على درجة أعلى من المتوسط الحسابی للبُعد، ثم سیورد الباحث استجابة أفراد العینة على بقیة عبارات البُعد مرتبة تنازلیًّا حسب المتوسط الحسابی، کما سیتم بیان أقل وأعلى قیمة للانحراف المعیاری ومدلول ذلک، کما هو موضح فیما یلی:

 

 

-     عرض المتوسطات الحسابیة لأبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وترتیبها على النحو التالی:

جدول (7): یبین المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لأبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة وترتیبها بحسب المتوسط الحسابی

البُعد

المتوسط الحسابی العام

التقدیر

الترتیب

البُعد الإداری

3.03

موافق إلى حد ما

2

بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر

3.04

موافق إلى حد ما

1

البُعد البحثی والابتکاری

2.97

موافق إلى حد ما

3

البعد البیئی والمجتمعی

2.97

موافق إلى حد ما

3

البعد الوطنی والقیمی

2.74

موافق إلى حد ما

5

المتوسط العام لمحور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة

2.95

موافق إلى حد ما

 

یتضح من خلال الجدول السابق أن المتوسط العام لمحور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة قد بلغ (2.95) وهو یقابل درجة الموافقة (موافق إلى حد ما)، کما تبین أن جمیع المتوسطات الحسابیة لأبعاد هذا المحور تقابل درجة الموافقة (موافق إلى حد ما)، وتشیر هذه النتیجة إلى القسم الأکادیمی یؤدی دورً متوسطً فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة، وهذا یتفق مع ما توصلت إلیه الخلیوی (2015م /1437هـ) من أن واقع تفعیل المسؤولیة المجتمعیة کان بدرجة متوسطة، وکذلک تتفق مع ما توصل إلیه الشمری (1436هـ_2014م) إلى أن دور الجامعات نحو المسؤولیة المجتمعیة مازال فی طور النضج والتبلور حتى الوصول للدور المنشود على المستوى الوطنی.

 ویمکن ترتیب الأبعاد تنازلیًّا حسب المتوسط الحسابی على النحو التالی:

جاء (بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.04)، یلیه (البُعد الإداری) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.03)، وجاء البُعدان (البُعد البحثی والابتکاری، البعد البیئی والمجتمعی) فی المرتبة الثالثة نفسها بمتوسط حسابی (2.97) لکل منهما، وفی المرتبة الخامسة والأخیرة جاء (البعد الوطنی والقیمی) بمتوسط حسابی (2.74).

ویمکن تعلیل ترتیب الأبعاد وفق استجابة عینة الدراسة بحسب وضوح مبادرات کل بعد لدى القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، وامکانیة تطبیقها وقیاسها من قبلهم، فمثلاً تبنى القسم مفهوم المسؤولیة المجتمعیة ضمن برامجه الأکادیمیة، أو تقدیمه للخدمات الاستشاریة لمؤسسات المجتمع المحلی وتقدیم برامج تطویریه لأفراده مبادرات واضحة ویمکن تنفیذها بشکل أکبر من نقل المعارفوالتقنیاتوتطویرها ثم تقدیمها بصورةمباشرةللأفرادفیالمجتمعمن أجل حل مشکلاتهم والإسهام فی تحقیق الرخاء الاجتماعی، وهذه النتیجة تتطلب من القیادات فی الأقسام العلمیة على وجه الخصوص التنبه لهذا الأمر والعمل على وضع مبادرات لکل بعد من أبعاد المسؤولیة المجتمعیة، یتم بنائها من خلال جلسات للعصف الذهنی یشارک فیها عینة من جمیع المستفیدین، وأن تکون هذه المبادرات واضحة ویمکن تبنیها فی خطة القسم العلمی.

-       عرض النتائج بالتفصیل لکل بُعد من الأبعاد الخمسة للمحور الأول "دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة" على النحو التالی:

 

         ‌أ-         البُعد الإداری:

تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات البُعد الإداری (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (5): للاطلاع على جدول البُعد الإداری: والذی یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات البُعد الإداری)، وتوصل الباحث إلى أن المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد بلغ (3.03 من 5.0) وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الخماسی مما یعنی أن أفراد العینة یوافقون بشکل عام على عبارات البُعد الإداری بدرجة (موافق إلى حد ما)، وجاء هذا البُعد فی المرتبة الثانیة بین أبعاد هذا المحور، وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة الثبیتی (2014م) بحصول هذا البعد على المرتبة الأولى فی متوسطات أبعاد دراسته والذی تم تسمیته ببعد العملیات والأنشطة، وتوصل إلى أن المسؤولیة المجتمعیة یمکن تحقیقها من خلال البرامج الأکادیمیة. وترتیب هذا البعد فی نتائج هذه الدراسة یعاکس ترتیبه فی دراسة الشمری (1436هـ /2014م) حیث کان فی المرتبة الأخیرة، ومن المحتمل أن یکون السبب فی ذلک یعود لاختلاف عینة الدراسة لدیه والتی کانت مؤلفة من قیادات الجامعة المتمثلة فی وکلاء الجامعات وعمداء الکلیات والمستشارین.

وعلى مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.98 – 3.12) درجة من أصل (5) درجات وهی متوسطات تقابل درجة الموافقة (موافق إلى حد ما)، أی أن معظم أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة یوافقون على جمیع عبارات البُعد الإداری بدرجة (موافق إلى حد ما).

أما العبارات التی حصلت على درجة أعلى من المتوسط العام للمحور فکانت على النحو التالی:

-       جاءت العبارة (یقوم القسم بدراسة تقویمیة لأدائه عن المسؤولیة المجتمعیة) فی المرتبة الأولى بأعلى متوسط حسابی (3.12)، ویعتبر قیام القسم بدراسة تقویمیة لأدائه عن المسؤولیة المجتمعیة توجُّه یصب فی تطویر أداء القسم العلمی وقیامه بدوره فی المسؤولیة المجتمعیة والتحول من الدور التقلیدی،

-       جاءت العبارتان (یثمن القسم معنویًّا ویثمن القسم مادیًّا مشارکة أعضاء هیئة التدریس فی برامج المسؤولیة المجتمعیة) فی المرتبة الثانیة والثالثة بمتوسط حسابی (3.10) و(3.03) ، ویعد تقدیر رؤساء الأقسام العلمیة لمشارکة أعضاء هیئة التدریس فی برامج المسؤولیة المجتمعیة مؤشرًا مهمًّا على وعیهم بأهمیة المشارکة فی المسؤولیة المجتمعیة، وهذه النتیجة تتباین مع ما توصلت إلیه الخلیوی (1437-2015) حیث کان ربط الحوافز والمکافئات بمستوى الأداء فی المسؤولیة المجتمعیة کان ضعیفًا، وقد یعود السبب فی ذلک أن مجتمع الدراسة لدیها منتسب لجامعات مختلفة وبالتالی اختلاف السیاسات الحاکمة لذلک.

وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری ــــ وهو مقدار تشتت استجابات أفراد العینة عن المتوسط الحسابی لکل عبارة، فکلما زاد الانحراف المعیاری زاد تشتت آراء أفراد العینة حول الاختیارات الخمسة (موافق بشدة، موافق، موافق إلى حد ما، غیر موافق، غیر موافق بشدة)، نجد أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات البُعد الإداری تنحصر بین (1.15، 1.48) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (یصدر القسم نشرات تنمی مفاهیم المسؤولیة المجتمعیة)، مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (یقوم القسم بدراسة تقویمیة لأدائه عن المسؤولیة المجتمعیة)، مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، وتعد هذه النتیجة منطقیة حیث أن إصدارات القسم متاحة ویمکن الإطلاع علیها مباشرة من قبل الجمیع، بینما الدراسات تمتد لفترة أطول وعدد المشارکین و المطلعین علیها أقل.

       ‌ب-  بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر:

تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (6): للاطلاع على جدول بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر: الجدول یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر)، وتوصل الباحث إلى أن المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد (3.03 من 5.0) وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الخماسی مما یعنی أن أفراد العینة یوافقون على عبارات بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر بدرجة (موافق إلى حد ما) بشکل عام، وجاء هذا البُعد فی المرتبة الأولى بین أبعاد هذا المحور، ویعتبر هذا الترتیب منطقیًا فی الجامعات الناشئة والتی تصنف على أنها تدریسیة، وهذه النتیجة تتوافق مع فرضیة الشمری (1436هـ_2014م) فی دراسته بأن هذا البعد یفترض أن یحظى بأعلى ترتیب واهتمام، وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة الثبیتی (2014م) بحصول هذا البعد على المرتبة الثانیة فی متوسطات أبعاد دراسته، وتوصل إلى أن المسؤولیة المجتمعیة یمکن تحقیقها من خلال البرامج الأکادیمیة.

 وعلى مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.98 – 3.12) درجة من أصل (5) درجات وهی متوسطات تقابل درجتی الموافقة (موافق، موافق إلى حد ما).

أما العبارات التی حصلت على درجة أعلى من المتوسط العام للمحور فکانت على النحو التالی:

-        جاءت العبارة (یراجع القسم سنویًّا کفاءته الداخلیة فی ضوء متطلبات المتعلمین وقدراتهم) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.42)، حیث إن معظم أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة یوافقون على أنها أهم عبارة فی بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر، وتعدُّ مراجعة القسم لکفاءته الداخلیة والتی تتمثل فی رصد النجاح والرسوب والتسرب للطلاب الملتحقین بالقسم، ویعدُّ هذا الإجراء متوافقاً مع التوجهات الحدیثة فی المسؤولیة المجتمعیة للجامعات؛ حیث تحاسب الجامعات على جودة مخرجاتها.

-       جاءت العبارة (یقدم القسم خدمات تأهیلیة وتطویریة لأفراد المجتمع المحلی) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.05). حیث یعد التعلیم للجمیع، والتعلم مدى الحیاة دورًا مهمًّا ووظیفة رئیسة للجامعات فی مجتمعاتها المحلیة، من أجل تحقیق التنمیة المستدامة، وتتفق هذه النتیجة مع ما توصلت إلیه الخلیوی (1437هـ/2015م) من أهمیة ربط البرامج والأنشطة الأکادیمیة المقدمة بالتنمیة سواًء للأفراد أو المؤسسات المجتمعیة.

وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری حیث وجد أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات بُعد البرامج الأکادیمیة والتعلیم المستمر تنحصر بین (1.15، 1.48) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (یتبنى القسم مفهوم المسؤولیة المجتمعیة ضمن برامجه الأکادیمیة)؛ مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (یراجع القسم سنویًّا کفاءته الداخلیة فی ضوء متطلبات المتعلمین وقدراتهم)، مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، وتعد هذه النتیجة منطقیة لأن تبنی القسم لمفهوم المسؤولیة المجتمعیة ضمن برامجه الأکادیمیة ممارسة تم بنائها وتأدیتها بصفة مستمرة طوال مدة تنفیذ البرامج أمر یتفق علیه الأغلبیة، أما إجراء المراجعة السنویة للکفاءة الداخلیة فلیست بالممارسة السهلة التی یمکن أن یتفق حولها.

       ‌ج-  البُعد البحثی والابتکاری:

تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات البُعد البحثی والابتکاری (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (7): للاطلاع على جدول البُعد البحثی والابتکاری، والجدول  یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات البُعد البحثی والابتکاری)، وتوصل الباحث إلى أن المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد (2.97 من 5.0) وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الخماسی؛ مما یعنی أن أفراد العینة یوافقون على عبارات البُعد البحثی والابتکاری بدرجة (موافق إلى حد ما) وذلک بشکل عام، وجاء هذا البُعد فی المرتبة الثالثة بین أبعاد هذا المحور مشترکًا مع البعد البیئی والمجتمعی، وتختلف نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة الثبیتی (2014م) بحصول هذا البعد على المرتبة الأولى فی متوسطات أبعاد دراسته، ومن المحتمل أن یکون هذا الاختلاف ناتجًا لاختلاف طبیعة القسم العلمی فی دراسته والذی کان یمثل قسم الإدارة التربویة، ومن المعروف أنه قسم متخصص بالدراسات العلیا والذی غالب یکون انتاجها بحثیًا، إضافة إلى أن مجتمع دراسته کان لأقسام الإدارة التربویة فی جامعات مختلفة.

وعلى مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.95 – 3.03) درجة من أصل (5) درجات وهی متوسطات تقابل درجة الموافقة (موافق إلى حد ما)، أی أن معظم أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة یوافقون على جمیع عبارات البُعد البحثی والابتکاری بدرجة (موافق إلى حد ما).

أما العبارات التی حصلت على درجة أعلى من المتوسط العام للمحور فکانت على النحو التالی:

-       جاءت العبارتان (یسهم القسم بنشر ثقافة أخلاقیات البحث العلمی بین منسوبیه من طلاب وأعضاء هیئة التدریس) و(یربط جزء من الإنتاج البحثی للقسم بمعالجة ضعف الکفاءة الداخلیة والخارجیة للقسم) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.03) لکل منهما، ونجد أن العبارة (یسهم القسم بنشر ثقافة أخلاقیات البحث العلمی بین منسوبیه من طلاب وأعضاء هیئة التدریس) مؤشرًا إیجابیًّا للقسم العلمی، على استفادته من الحرکة البحثیة الکبیرة التی تدعمها وزارة التعلیم، ومدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة، والتی یولیان أخلاقیات البحث العلمی سواءً من حیث نشر الثقافة أو الحوکمة اهتمامًا کبیرًا، وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة الثبیتی (2014م) حیث حصلت العبارة على أعلى متوسط فی محورها فی دراسته، وتأتی العبارة (یربط جزء من الإنتاج البحثی للقسم بمعالجة ضعف الکفاءة الداخلیة والخارجیة للقسم) فی المرتبة نفسها من الأهمیة فی هذا البعد، وهی تتوافق وتتکامل مع النتیجة التی تم الحصول علیها فی المحور الأول من هذه الدراسة، حیث احتلت المرتبة الأولى منه عبارة (یراجع القسم سنویًّا کفاءته الداخلیة فی ضوء متطلبات المتعلمین وقدراتهم) حیث یعدُّ الإنتاج البحثی المتمثل فی الدراسات والأبحاث من أقوى المصادر التی یمکن من خلالها معرفة واقع الکفاءة الداخلیة للقسم العلمی. 

-       جاءت العبارة (یسهم القسم فی نشر البحوث والدراسات التی تسهم فی جودة الحیاة على المستوى المحلی والوطنی) فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (3.02)، وهذه العبارة تغطی دور القسم نحو المجتمع، فبعد أن قدم القسم دراسات عن واقع أدائه الداخلی، یستمر القسم من خلال استجابة القیادات فیه فی إجراء الدراسات والبحوث التی تسهم فی معالجة المشکلات الوطنیة والاجتماعیة والثقافیة، وهو دور وطنی یتعاظم على الأقسام العلمیة القیام به فی ظل المتغیرات التقنیة والثقافیة فی المجتمعات. 

-       جاءت العبارة (یعمل القسم شراکات بحثیة مع مؤسسات المجتمع المحلی الحکومیة والأهلیة من أجل ربط نتائج البحث بمتطلبات المجتمع) فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (2.97)، ویعدُّ قیام الأقسام العلمیة بعمل شراکات بحثیة مع مؤسسات المجتمع المحلی الحکومیة والأهلیة، ممارسة نوعیة یدعمها نظام التعلیمی فی المملکة ویقدم لها دعمًا مادیًّا ومعنویًّا، من أجل ربط نتائج البحث بمتطلبات المجتمع ومعالجة مشکلاته وتحقیق التنمیة له.

وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری فی الجدول السابق حیث نجد أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات البُعد البحثی والابتکاری تنحصر بین (1.06، 1.33) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (یسهم القسم فی نشر البحوث والدراسات التی تعالج المشکلات الوطنیة والاجتماعیة والثقافیة)؛ مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها وأنه دور واضح لدیهم، إلا أنه یتضح من خلال نتائج الدراسة حصوله على المرتبة السابعة والأخیرة بمتوسط حسابی (2.88) مما یستوجب على القیادات الأکادیمیة العنایة بهذا الجانب لیظهر بالصورة المطلوبة، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (یربط جزء من الإنتاج البحثی للقسم بمعالجة ضعف الکفاءة الداخلیة والخارجیة للقسم)؛ مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، وقد یعود السبب فی ذلک إلى تنوع الأقسام العلمیة وبالتالی تباین التصور عن دور الإنتاج البحثی للقسم بمعالجة ضعف الکفاءة الداخلیة والخارجیة للقسم.

        ‌د-   البعد البیئی والمجتمعی:

تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات البعد البیئی والمجتمعی (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (8): للاطلاع على جدول البُعد البیئی والمجتمعی: الجدول یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات البعد البیئی والمجتمعی)، وتوصل الباحث إلى أن المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد (2.97 من 5.0) وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الخماسی؛ مما یعنی أن أفراد العینة یوافقون على عبارات البعد البیئی والمجتمعی بدرجة (موافق إلى حد ما) وذلک بشکل عام، وجاء هذا البُعد مشترکًا مع البعد البحثی والابتکاری فی المرتبة الثالثة بین أبعاد هذا المحور، وتتوافق هذه النتیجة مع النتیجة التی توصل إلیها الشمری (1436هـ_2014م)، وکذلک ما توصلت إلیه الخلیوی (1437هـ/ 2015).

وعلى مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.97 – 3.03) درجة من أصل (5) درجات وهی متوسطات تقابل درجة الموافقة (موافق إلى حد ما)؛ أی أن معظم أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة یوافقون على جمیع عبارات البعد البیئی والمجتمعی بدرجة (موافق إلى حد ما).

أما العبارات التی حصلت على درجة أعلى من المتوسط العام للمحور فکانت على النحو التالی:

-       جاءت العبارة (یسهم القسم فی برامج حمایة البیئة) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.10).

-       جاءت العبارة (یشارک القسم فی برامج وأنشطة تعمل على استثمار التنوع البیئی والمجتمعی) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.08).

-       جاءت العبارتان (یسهم القسم فی وضع خطط وبرامج لمواجهة المواقف البیئیة والمجتمعیة الطارئة)، (یعلن القسم بشکل رسمی عن ترحیبه بزیارات أفراد المجتمع المحلی ومؤسساته وفق جداول زمنیة واضحة ومحددة) فی المرتبة الثالثة نفسها بمتوسط حسابی (2.98) لکل منهما.

وتعدُّ النتائج التی تحصلت علیها العبارات الأربع فی هذا البعد والمتمثلة فی إسهام القسم العلمی فی برامج حمایة البیئة، ومشارکته فی استثمار التنوع البیئی والمجتمعی من خلال خطط وبناء برامج ومبادرات تعمل على حمایة البیئة وتعزز من تنوعها ویمنع المخاطر المتوقعة أو الظروف المفاجئة، من خلال توظیف کفاءات الأقسام العلمیة وتوظیف الموارد المادیة والبشریة فی مجتمعاتها المحلیة، مؤشرًا حقیقیًّا لقیام القسم العلمی بدوره البیئی والمجتمعی المطلوب فی المسؤولیة المجتمعیة، ومحققًا للدور البیئی والمجتمعی الذی یطلب على المستوى الوطنی من الجامعات الناشئة القیام به، حیث تم تأسیس هذه الجامعات فی محافظات ومراکز المناطق الکبرى فی المملکة العربیة السعودیة، و تتوافق هذه النتیجة مع ما توصلت إلیه الخلیوی (1437هـ/ 2015) من أن الجامعات تسعى للحد ولمنع أی أضرار بیئیة قد تتسبب بها.

  وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری فی الجدول السابق، حیث نجد أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات البعد البیئی والمجتمعی تنحصر بین (0.93، 1.29) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (یسهم القسم فی وضع خطط وبرامج لمواجهة المواقف البیئیة والمجتمعیة الطارئة)؛ مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها مما یدل على وضع خطط وبرامج فی أغلب الأقسام العلمیة تسهم فی مواجهة المواقف البیئیة والمجتمعیة الطارئة وتعتبر هذه الممارسة نوع مهم فی المسؤولیة المجتمعیة للقسم العلمی وقیامه بدوره، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (یدرک منسوبی القسم مسؤولیتهم الاجتماعیة ذات العلاقة بالبیئة والمجتمع بشکل واضح) مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، ویمکن تفسیر ذلک بسبب لاختلاف التخصصات للأقسام العلمیة وبالتالی سیکون هناک تباین فی المواضیع البیئیة والمجتمعیة التی ممکن أن یقدمها کل قسم علمی وفقًا لطبیعة المتخصصین وأعدادهم ونوعیة الخدمة التی ستقدم.

هـ-البعد الوطنی والقیمی:

        تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات البعد الوطنی والقیمی (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (9): البعد الوطنی والقیمی: الجدول یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات البعد الوطنی والقیمی)، وکان المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد (2.74 من 5.0) وهو متوسط یقع فی الفئة الثالثة من فئات المقیاس الخماسی؛ مما یعنی أن أفراد العینة یوافقون على عبارات البعد الوطنی والقیمی بدرجة (موافق إلى حد ما) وذلک بشکل عام، وجاء هذا البُعد فی المرتبة الخامسة والأخیرة بین أبعاد هذا المحور، وترتیب هذا البعد فی هذه الدراسة یعاکس ترتیبه فی دراسة الشمری (1436هـ - 2014م) حیث کان فی المرتبة الأولى، ومن المحتمل أن یکون السبب فی ذلک یعود لاختلاف عینة الدراسة والتی کانت مؤلفة من قیادات الجامعة المتمثلة فی وکلاء الجامعات وعمداء الکلیات والمستشارین والذین من الممکن أن تکون نظرتهم أوسع نحو السیاسات والأبعاد العامة ذات الارتباط بغایات کلیة.

وعلى مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.58 – 2.92) درجة من أصل (5) درجات وهی متوسطات تقابل درجتی الموافقة (موافق إلى حد ما، غیر موافق).

أما العبارات التی حصلت على درجة أعلى من المتوسط العام للمحور فکانت على النحو التالی:

-       جاءت العبارة (ینظر القسم لمسؤولیته المجتمعیة على أنها قیمة أساسیة یجب تنمیتها) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (2.92).

-       جاءت العبارة (یشارک القسم فی حمایة الموروث الثقافی والحضاری) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (2.87).

-       جاءت العبارة (یعد القسم المسؤولیة المجتمعیة استثمارًا یعود على الجمیع بالفائدة) فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (2.80).

-       جاءت العبارة (یشارک القسم فی تعزیز الانتماء الوطنی على مختلف المنابر) فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (2.77).

حینما تُظهر استجابة أفراد عینة الدراسة أن المسؤولیة المجتمعیة قیمةً أساسیةً للقسم العلمی، فهذه نتیجة إیجابیة تدعم تبنی خطط وبرامج ومبادرات یقوم بها القسم لتحمی الموروث الثقافی والحضاری، وتعزز الانتماء الوطنی مما یجعل ما یصرف من وقت وموارد مادیة وبشریة فی رسم الخطط وبناء المناشط والمبادرات استثماراً یعود على المجتمع المحلی والوطنی بالفائدة.

وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری فی الجدول السابق حیث نجد أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات البعد الوطنی والقیمی تنحصر بین (1.29، 1.46) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (یعد القسم المسؤولیة المجتمعیة استثمارًا یعود على الجمیع بالفائدة)؛ مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها ویعد ذلک مؤشرًا جیدً على إدراک قیادات الأقسام العلمیة على الفوائد المکتسبة لیست بالضرورة تکون عوائد مالیة تعود على الممارس لمبادرات المسؤولیة المجتمعیة ، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (یسهم القسم فی ترسیخ احترام مبادئ حقوق الانسان)؛ مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة، وهذا أمر یتطلب المزید من العمل والمبادرات التی تصب فی تعزیز هذا الاتجاه.

السؤال الثانی: ما الصعوبات التی تواجه القسم العلمی للقیام بدوره حیال المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء؟

وللإجابة على هذا السؤال وللتعرف على الصعوبات التی تواجه القسم العلمی للقیام بدوره حیال المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة فی جامعة شقراء تم حساب التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لعبارات أبعاد محور الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة کما هو موضح فیما یلی:

تم استعراض وجهات نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول درجة موافقتهم على عبارات محور الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة (یمکن مراجعة الملاحق -ملحق (10): الجدول یبین التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة والترتیب للمتوسط الحسابی لأفراد العینة حول عبارات المحور الثانی: الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة)، وتوصل الباحث إلى أن حیث المتوسط الحسابی العام لهذا البُعد بلغ (2.52 من 5.0) وتعتبر درجة متوسطة، وتتوافق هذه النتیجة مع النتیجة التی توصلت إلیها الخلیوی (1437هـ/ 2015) حیث بلغ متوسط الصعوبات والمعوقات درجة متوسطة، أما على مستوى العبارات فقد تراوح المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة علیها من وجهة نظر أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ما بین (2.38 – 2.85) درجة من أصل (5) درجات، وفیما یلی نتناول عبارات محور الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة التی حصلت على درجة مماثلة للمتوسط العام للمحور وأعلى، وکانت على النحو التالی:

-        جاءت العبارة (ضعف العمل المؤسسی داخل الأقسام العلمیة) فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (2.85) وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة الخلیوی (1437هـ/ 2015) والتی فصلت فی ذلک ووضحته بغیاب آلیات تقویم نتائج المسؤولیة المجتمعیة، وکذلک فی الإجراءات الروتینیة التی تعطل العمل المؤسسی، وجاءت العبارة (ضعف ثقافة المسؤولیة المجتمعیة عند منسوبی القسم العلمی من أعضاء هیئة التدریس والطلاب) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (2.82) وتقترب هذه النتیجة مع نتیجة الخلیوی (1437ه/ 2015) والتی توصلت إلى أن عدم وضوح مفهوم المسؤولیة المجتمعیة وضعف ثقافته کان بدرجة متوسطة، وجاءت العبارة (ضعف الأنظمة المؤطرة للعلاقة بین القسم العلمی والمؤسسات الحکومیة والخاصة؛ مما یضعف تحقیق المسؤولیة المجتمعیة) فی المرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (2.57) وقد یکون سبب ذلک هو أن الجامعات الناشئة مازالت تسعى لاستکمال أنظمتها وأدلة العمل فی الوظائف غیر التدریسیة والتی تعد مهمتها الأولى، وجاءت العبارة (ندرة الفرص التی تتیح لأفراد المجتمع المشارکة فی رسم خطة عمل للمسؤولیة المجتمعیة للقسم العلمی) فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (2.55) وهذه صعوبة ینبغی على القیادات الأکادیمیة التغلب علیها من خلال العمل المؤسسی والنهوض به، لأن المشارکة المجتمعیة تعد الیوم مطلب محلی وتوجه دولی.

وتوصل الباحث إلى قیم الانحراف المعیاری فی الجدول السابق إلى أن معظم قیم الانحراف المعیاری لعبارات محور الصعوبات التی تواجه الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة تنحصر بین (1.19، 1.57) وکان أقل انحراف معیاری للعبارة (ندرة الفرص التی تتیح لأفراد المجتمع المشارکة فی رسم خطة عمل للمسؤولیة المجتمعیة للقسم العلمی)؛ مما یدل على أنها أکثر العبارات التی تقاربت آراء أفراد العینة حولها، وکانت أکبر قیمة للانحراف المعیاری للعبارة (قلة الموارد المالیة فی الأقسام العلمیة والمخصصة لتفعیل وتعزیز أنشطة للمسؤولیة المجتمعیة)؛ مما یدل على أنها أکثر عبارة اختلفت حولها أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة.

السؤال الثالث: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة حول دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس)؟

وللإجابة على هذا السؤال وللتحقق من مدى اختلاف وجهة نظر أفراد عینة الدراسة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والتی ترجع لاختلاف المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس)، سنقوم بإجراء اختبار التباین أحادی الاتجاه (One –way ANOVA) لدراسة الفروق فی استجابات أفراد العینة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والتی ترجع لاختلاف کل من المتغیرات (سنوات الخبرة الإداریة، نوع تخصص القسم العلمی، عدد أعضاء هیئة التدریس) وهذا ما یتضح فیما یأتی:

‌أ-        الفروق حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والتی ترجع لمتغیر سنوات الخبرة الإداریة:

توصل الباحث من خلال نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) للفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والدرجة الکلیة للمحور التی تُعزى لاختلاف متغیر سنوات الخبرة الإداریة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول أی بُعد من أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة أو الدرجة الکلیة للمحور ترجع لاختلاف متغیر سنوات الخبرة الإداریة (یمکن مراجعة الملاحق - ملحق (11): الجدول یبین نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) للفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والدرجة الکلیة للمحور التی تُعزى لاختلاف متغیر سنوات الخبرة الإداریة)، أی أنه لا یوجد تأثیر لمتغیر سنوات الخبرة الإداریة حول أی بُعد من أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة أو الدرجة الکلیة للمحور، ویعتبر هذا أمر منطقیًا حیث تعتبر جامعة شقراء جامعة حدیثة النشأة لم تتجاوز الست سنوات.

‌ب-    الفروق حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والتی ترجع لمتغیر نوع تخصص القسم العلمی:

توصل الباحث من خلال نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) للفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والدرجة الکلیة للمحور التی تُعزى لاختلاف متغیر نوع تخصص القسم العلمی (یمکن مراجعة الملاحق - ملحق (12): الجدول یبین نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) للفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والدرجة الکلیة للمحور التی تُعزى لاختلاف متغیر نوع تخصص القسم العلمی)، أی أنه لا یوجد تأثیر لمتغیر نوع تخصص القسم العلمی حول أی بُعد من أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة أو الدرجة الکلیة للمحور، وقد یکون السبب فی ذلک یعود لاختلاف عمر تدشین الأقسام العلمیة وحداثتها مما یتطلب من هذه الأقسام جمیعًا بذل جل وقتها فی تأسیس الأنظمة الإداریة والبرامج الأکادیمیة واستقطاب الکوادر البشریة لتشغیل هذه الأقسام.

‌ج-    الفروق حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والتی ترجع لمتغیر عدد أعضاء هیئة التدریس:

توصل الباحث من خلال نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA)  أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات أفراد العینة من القیادات الأکادیمیة بالأقسام العلمیة حول البُعد الإداری من أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة عند مستوى (0.05) ترجع لاختلاف متغیر عدد أعضاء هیئة التدریس بینما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة حول أی بُعد آخر من أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة أو الدراجة الکلیة، ولدراسة ومعرفة هذه الفروق وبین أی مجموعة من مجموعات عدد أعضاء هیئة التدریس (من 5 - 15 عضو، من 16- 25 عضو، من 26 - 40 عضو) ویمکن مراجعة الملاحق –ملحق (13): الجدول نتائج اختبار تحلیل التباین الأحادی (ANOVA) للفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة حول أبعاد محور دور الأقسام العلمیة فی تحقیق المسؤولیة المجتمعیة والدرجة الکلیة للمحور التی تُعزى لاختلاف متغیر عدد أعضاء هیئة التدریس)، وقام الباحث بإجراء اختبار شیفیه (Scheffe) لمعرفة الفروق البعدیة کما هو موضح فیما یأتی:

جدول (8): نتائج المقارنات البعدیّة لبیان الفروق حول البُعد الإداری والتی ترجع لاختلاف متغیر عدد أعضاء هیئة التدریس باستخدام اختبار شیفیه

عدد أعضاء هیئة التدریس

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

من 5 - 15 عضو

من 16- 25 عضو

من 5 - 15 عضو

23

22.26

6.45

-

-

من 16- 25 عضو

6

26.67

5.89

4.41

-

من 26 - 40 عضو

3

14.00

3.61

8.26

12.67*

* یعنی مستوى الدلالة (0.05)، ** یعنی مستوى الدلالة (0.01)

یتضح من الجدول السابق أن الفروق ذات الدلالة الإحصائیة حول البُعد الإداری عند مستوى (0.05) بین مجموعة أفراد عینة الدراسة ممن کان عدد أعضاء هیئة التدریس بأقسامهم (من 16- 25 عضو) وبین مجموعة أفراد عینة الدراسة ممن کان عدد أعضاء هیئة التدریس بأقسامهم (من 26 - 40 عضو) لصالح مجموعة أفراد عینة الدراسة ممن کان عدد أعضاء هیئة التدریس بأقسامهم (من 16- 25 عضو) أی أنهم أکثر موافقة على البُعد الإداری من مجموعة أفراد عینة الدراسة ممن کان عدد أعضاء هیئة التدریس بأقسامهم (من 26 - 40 عضو)، وقد یعود السبب فی ذلک لطبیعة الأقسام العلمیة حیث أن عددً منها یخدم الجنسین (طلاب وطالبات) الأمر الذی یتطلب وجود عناصر نسائیة وأخرى رجالیة، مما یکون له تأثیر فی العدد الإجمالی لأعضاء هیئة التدریس بالقسم وبالتالی سینعکس على تقارب وجهة النظر حول ما یطرح من قضایا ومبادرات.

الخاتمة:

توصیات ومقترحات الدراسة:

لأهمیة المسؤولیة الاجتماعیة تتجه الجامعات إلى نشر مفهومها وتأصیله والأخذ به کعامل محوری فی برامجها التعلیمیة والمجتمعیة، مع الأخذ فی الاعتبار أن أداء هذه المسؤولیة قد تعدى مرحلة الإلزام لیصبح التزاماً تقوم به المؤسسات نحو هذه المسؤولیة. ویقدم الباحث هنا مقترحات تعمل على تفعیل دور القسم العلمی تجاه المسؤولیة المجتمعیة فی جامعة شقراء، من خلال قیامه بقراءة تحلیلیة لاستجابات عینة الدراسة، ودراسة وثائقیة لأدبیات الموضوع سواءً دراسات علمیة أو مواقع إلکترونیة تخصصیة فی المجال، وتوصل الباحث لجملة مقترحات والتوصیات، من أهمها:

-        إدراج المسؤولیة المجتمعیة فی رسالة القسم العلمی بالجامعات السعودیة، بما یتوافق مع توجهات الجامعات الإقلیمیة والدولیة، مع وضع هدف إستراتیجی فی الخطط الإستراتیجیة للأقسام العلمیة بالجامعات السعودیة، بما یعکس توجهه وقیامه بالمسؤولیة المجتمعیة.

-        العنایة بالموقع الإلکترونی للقسم، وجعله یعکس هویة القسم العلمی، ویبرز توجهاته ودوره فی المسؤولیة المجتمعیة نحو أفراد ومؤسسات المجتمع وبیئته، وبما یجعل أعضاء هیئة التدریس على إدراک تام بأن رسالة الأقسام تضَّمن فی جوهرها خدمة المجتمع المحلی، کأحد أهم محاور المسؤولیة الاجتماعیة.

-        بناء أهداف تفصیلیة فی خطط الأقسام العلمیة، تحتوی على مبادرات محددة، یخصص لها المیزانیات والجداول الزمنیة، ویحشد لها الموارد البشریة، والتغطیة الإعلامیة، الکفیلة بنشرها وتنفیذها، مع بناء مؤشرات للأداء تتعلق بالمسؤولیة المجتمعیة تتوافق مع المؤشرات الدولیة، یمکن فی ضوئها إعداد تقاریر التقدم فی المشارکة فی المسؤولیة المجتمعیة فی الأقسام العلمیة بالجامعات السعودیة.

-        وضع واقرار دلیل للمسؤولیة المجتمعیة على مستوى الأقسام العلمیة، یتضمن إرشادات ومقترحات لمنسوبی القسم العلمی، من أکادیمیین وإداریین وطلاب وخریجین، یبصرهم فی کیفیة اسهامهم فی تعزیز المسؤولیة المجتمعیة لقسمهم العلمی.

-        وضع جوائز داخل الجامعة، بمعاییر حقیقیة ذات ارتباط مباشر بالمسؤولیة المجتمعیة، ومطالبة الأقسام العلمیة والمنتسبین لها من طلاب وأکادیمیین وإداریین، المشارکة فیها، بالإضافة إلى تخصیص منح سنویة، تدفع للأقسام العلمیة ذات الإنجازات النوعیة فی المسؤولیة المجتمعیة.

-        التشبیک المؤسسی من خلال عمل توأمة بین الأقسام العلمیة بالجامعات السعودیة، والأقسام العلمیة بالجامعات الإقلیمیة أو الدولیة، التی حصلت على جوائز فی المسؤولیة المجتمعیة من مؤسسات عالمیة رصینة.

-        تأسیس مراکز خدمیة فی الأقسام العلمیة تتوافق مع التخصصات الموجودة بها، تسهم فی جودة الحیاة للمجتمع المحلی، وتساعد على تحقیق التنمیة المستدامة.

-         تدریب منسوبی القسم العلمی من أکادیمیین وإداریین وطلاب وخریجین، على المبادرات الدولیة الموجهة نحو المسؤولیة المجتمعیة، مثل iso 26000.

-        وضع خطة لمتابعة جوانب التوثیق لدور القسم العلمی نحو المسؤولیة المجتمعیة، ورصد التقدم فی قیام الطلاب وأعضاء هیئة التدریس بدورهم فی المسؤولیة المجتمعیة.

-        إنشاء مراکز للمسؤولیة الاجتماعیة، وتعزیز تحول العمادات المساندة فی الجامعات من منظور خدمة المجتمع إلى شمولیة مجالات المسؤولیة الاجتماعیة، مع إعداد مواد ومصادر توعویة للمسؤولیة الاجتماعیة سهلة الاستعمال ومناسبة للثقافة السائدة وتجریبها واعتمادها فی صورة مطبوعة وأیضاً على شبکة المعلومات الدولیة.

-        تنفیذ برامج مشترکة ذات ثقل استراتیجی فی مجالات المسؤولیة الاجتماعیة، ودعم الفعالیات الحکومیة لخدمة المجتمع، مثل المساهمة فی مشروعات خدمة البیئة، من خلال تطویر أطر مؤسسیة تمکن الطلاب، وهیئة التدریس، والعاملین وشرکائهم فی المجتمع، من قیادة الممارسات الجیدة فی مجال الخدمة الاجتماعیة.

-        تعزیز الشراکة بین الجامعات والأقسام العلمیة والمجتمعات المحلیة لضمان تبنی المسؤولیة الاجتماعیة کأحد أبعاد التوجه الإستراتیجی للجامعات والأقسام العلمیة، وإدراجها کأحد الأولویات والقضایا الاستراتیجیة.

-        تعزیز دور الأقسام العلمیة فی معالجة القضایا التوعویة والثقافیة والصحة السکانیة للمجتمع کأحد جوانب المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات، من خلال إضافة بعض متطلبات ومشروعات التخرج لترتبط بالعمل التطوعی وخدمة المجتمع.

-        بناء وحدات دراسیة ضمن مقررات الأقسام العلمیة تشمل أنشطة المجالات الرئیسیة للمسئولیة المجتمعیة للقسم العلمی مثل تعزیز القیم والأخلاق، حقوق الإنسان، الصحة المهنیة والسلامة البیئیة والتنمیة المستدامة، مع تحفیز الأقسام العلمیة بإدراج مقررات فی مرحلة البکالوریوس للعمل التطوعی، وبرامج ماجستیر تمکن الطلاب وأعضاء هیئة التدریس من قیامهم بدورهم فی المسؤولیة المجتمعیة.

 

 

 

 


المراجع

-        أبو عاشور، خلیفة، وشطناوی، جمیل. (2014). فاعلیة القرارات المتخذة فی مجالس الأقسام الأکادیمیة فی الجامعات الأردنیة. المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة، مجلد 10، عدد 3.

-   الثبیتی، خالد عواض. (2014م). دور أقسام الإدارة التربویة بالجامعات السعودیة فی تحقیق المسؤولیة الاجتماعیة. مجلة جامعة طیبة للعلوم التربویة. المجلّد 10، العدد ــ 1.  الصفحات 51-67.

-    الحجیلی، نصر محمد. (2010). آراء رؤساء الأقسام الأکادیمیة فی جامعة ذمار نحو مهامهم الإداریة والأکادیمیة. مجلة جامعة دمشق –المجلد 26 -ملحق .2010

-        الخزاعی، حسین عمر، وبدح، أحمد محمد. (2011م) "تقدیر أعضاء الهیئة التدریسیة للمسؤولیة المجتمعیة لجامعة البلقاء التطبیقیة فی الأردن". حولیات آداب عین شمس. المجلد 39. یولیو-سبتمبر.

-        الخلیوی، نوف بنت سلیمان. (2015م /1437هـ). تفعیل المسؤولیة المجتمعیة لدى الجامعات الحکومیة بمدینة الریاض: إستراتیجیة مقترحة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الملک سعود، الریاض، المملکة العربیة السعودیة.

-        الدلیل الإرشادی حول المسؤولیة المجتمعیة. (2010م). الرقم المرجعی ISO 26000:2010، تم طبع الترجمة الرسمیة فی اﻷﻣﺎﻧﺔ المرکزیة ﺟﻨﻴﻒ، ﺳﻮﻳﺴﺮا.

-        الشمری، عادل بن عاید. (1436ه_2014م). تقدیر القیادات الجامعیة لدور الجامعة تجاه المسؤولیة المجتمعیة فی الجامعات الحکومیة فی مدینة الریاض. المجلة السعودیة للتعلیم العالی، وزارة التعلیم العالی بالمملکة العربیة السعودیة ـ العدد ــ 12.  الصفحات 97-132.

-        العساف، صالح. (2003م). مبادئ البحث التربوی، مکتبة العبیکان، الریاض، المملکة العربیة السعودیة.

-         المعجم الوسیط (1998م)، إصدار مجمع اللغة العربیة بالقاهرة، الطبعة الثالثة، http://shamela.ws/browse.php/book-7028#page-411.

-        کمال، سفیان عبد اللطیف. (2011م). الشروط الداخلیة لنجاح الجامعة فی القیام بمسؤولیاتها المجتمعیة، مؤتمر المسؤولیة المجتمعیة للجامعات الفلسطینیة.

-        مصلحة الإحصاءات العامة، توزیع السکان فی محافظات المملکة، المنطقة الإداریة، توزیع السکان فی المحافظات، نتائج التعداد العام للسکان والمساکن (١٤٣١هـ/٢٠١٠م).

-        مصلحة الإحصاءات العامة، توزیع السکان فی محافظات المملکة، المنطقة الاداریة، تقدیرات منتصف العام المبنیة على نتائج التعداد العام للسکان والمساکن (١٤٣١هـ/٢٠١٠م).

-        معروف، محمد علم الدین (2012م)."مجالات إسهام المؤسسات التربویة فی تنمیة المجتمع، أنموذج الجامعات الإسلامیة فی السودان ". مجلة جامعة القران الکریم والسنة النبویة، السودان.

-        وزارة التعلیم العالی. (2013م). الوظیفة الثالثة للجامعات. وکالة الوزارة للتخطیط والمعلومات، وزارة التعلیم العالی، المملکة العربیة السعودیة.


References

-            Abu Ashour, Khalifa, Shatnawi, Gamil. (2014). The effectiveness of the decisions taken on the boards of academic departments in Jordanian universities. Jordan Journal of Science in Education, vol.10, number 3.

-            Adilov, Zhexenbek. (2013). Social Responsibility of Universities: The Case of Kazakh National Technical University;  Nazarbayev University Graduate School of Education presents conference proceedings of the annual Eurasian Higher Education Leaders' Forum held June 12-13, 2013, at Nazarbayev University.

-            Al-Assaf, Saleh (2003) The principles of educational research. olobekan

-            Alkheliwy, Nouf bint Suleiman. (2016). Activation of social responsibility among public universities in Riyadh: a proposed strategy, unpublished PhD, College of Education, King Saud University, Riyadh, Saudi Arabia.

-             Althibity, Khaled Awad. (2014). The role of educational administration departments in Saudi universities in the achievement of social responsibility. Taibah University of Educational Sciences Magazine. Volume 10, Issue 1. pages 51-67.

-            Andrzejewski, J., & Alessio, J. (1999). Education for global citizenship and social responsibility. Progressive Perspectives, 1(2), 2–15.

-              Carroll, AB (1991). The pyramid of corporate social responsibility: toward the moral management of organizational stakeholders Business Horizons, 34 (4), 39–48.

-            Carroll. Archie B.(2016). Carroll's pyramid of CSR: taking another look. International Journal of Corporate Social Responsibility 2016 1 :3

-            Department of Statistics, the population distribution in the provinces of the Kingdom of the administrative region, the distribution of the population in the provinces, the results of the General Census of Population and Housing (1431/2010).

-            Department of Statistics, the population distribution in the provinces of the Kingdom of the SAR, the mid-year estimates based on the General Census of Population and Housing results (1431/2010).

-            Grubb, W.N., and Lazerson, M. 2005. The education gospel and the role of vocationalism in American education. American Journal of Education 111, no. 3: 297–319.

-             http://www.ue4sd.eu/images/2015/UE4SD-Leading-Practice-PublicationBG.pdf.

-            https://www.globalreporting.org/information/aboutgri/Pages/default.aspx2016.

-     https://www.manchester.ac.uk

-     https://www.stcloudstate.edu

-            Hujaily, Nasr Muhammad. (2010). The views of the heads of academic departments in Dhamar University about academic and administrative duties. Damascus University Journal, vol. 26.

-            Kamal, Sufian Abdul Latif. (2011). The internal conditions for the success of the university to carry out its community responsibilities, the Conference of the social responsibility of the Palestinian universities.

-            Maarouf, Mohammad Alam El Din (2012). "Contribution to the fields of educational institutions in the development of society, the model of Islamic universities in the Sudan." Journal of the University of the Holy Quran and the Sunnah, Sudan.

-            Marmolejo, Francisco. (2006). fostering the development and implementation of principles for managing ethics in higher education institutions: an international comparative perspective. OECD-IMHE 2006 General Conference. Paris, France. Sep. 11-13, 2006.

-            Ministry of Higher Education. (2013). The third function of universities. Ministry Deputy for Planning and Information, Ministry of Higher Education, Saudi Arabia.

-            Nejati,M. Shafaei,A. Salamzadeh,Y&Daraei,M. (2011). Corporate social responsibility And university: A study of top 10 World university websites. African Journal of Busines Management,5(2),440-447.

-            Robinson, Fred. (2012). Universities in Their Communities. Journal Articles; Reports – Descriptive. : Adults learning, v24 n1 p41-43 Aut 2012. 3 pp

-            Sánchez,Raquel, Bolívar, Manuel Pedro, López-Hernández, Antonio M. (2013). Online disclosure of university social responsibility: a comparativestudy of public and private US universities. Environmental Education Research, 2013Vol. 19, No. 6, 709–746, http://dx.doi.org/10.1080/13504622.2012.749976.

-            Vasilescu,R. Barana,C. Epure,M.,Baicu,C. (2010). Developing university social responsibility: A model for the challenges of the new civil society. Procedia-Social &Behavioral Sciences, 2(2),4177-4182.

-             World Business Council for Sustainable Development (WBCFSD). Meeting changing expectations: Corporate social responsibility, 1999, p. 3.