انتهاکات خصوصية طلبة الجامعة کما يراها طلبة کلية التربية بجامعة الملک سعود

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى تحديد أشکال انتهاکات خصوصية طلبة الجامعة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي، واستخدم الباحث الاستبانة کأداة للدراسة بعد التأکد من صدقها وثباتها، وجُمعت البيانات من 313 طالباً وطالبة يمثلون عينة مجتمع الدراسة لطلاب وطالبات کلية التربية بجامعة الملک سعود، وتوصلت الدراسة إلى وجود أشکال من انتهاکاک خصوصية الطلبة تصل إلى المستوى المتوسط حسب آراء أفراد العينة، کان أبرزها بقاء معلومات الطلبة الشخصية في النظام الأکاديمي بعد انتهاء الغرض منها، تليها اطلاع عدد کبير من المسؤولين على معلومات الطلاب في النظام الأکاديمي، وکان أبرز انتهاکات خصوصية الطلبة يأتي من متطلبات النظام الأکاديمي، يلها أستاذ المقرر، وتوصلت الدراسة إلى أن أقوى العوامل المؤدية إلى انتهاکات خصوصية الطلبة، هي :العوامل الثقافية، تليها العوامل التنظيمية. کما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات آراء الطلاب والطالبات نحو أشکال خصوصية الطلبة لارتفاعها لدى الطالبات، کما يوجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات آراء الطلاب والطالبات نحو العوامل المؤدية إلى انتهاکات خصوصية الطلبة في العوامل التقنية والأکاديمية لصالح الطالبات لقناعتهن بهذه العوامل أکثر من الطلاب.

الكلمات الرئيسية


انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة کما یراها طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود

عثمان محمد المنیع

أستاذ مشارک بقسم السیاسات التربویة تخصص أصول تربیة

کلیة التربیة –جامعة الملک سعود

الملخص :

هدفت الدراسة إلى تحدید أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة، واتبعت الدراسة المنهج الوصفی، واستخدم الباحث الاستبانة کأداة للدراسة بعد التأکد من صدقها وثباتها، وجُمعت البیانات من 313 طالباً وطالبة یمثلون عینة مجتمع الدراسة لطلاب وطالبات کلیة التربیة بجامعة الملک سعود، وتوصلت الدراسة إلى وجود أشکال من انتهاکاک خصوصیة الطلبة تصل إلى المستوى المتوسط حسب آراء أفراد العینة، کان أبرزها بقاء معلومات الطلبة الشخصیة فی النظام الأکادیمی بعد انتهاء الغرض منها، تلیها اطلاع عدد کبیر من المسؤولین على معلومات الطلاب فی النظام الأکادیمی، وکان أبرز انتهاکات خصوصیة الطلبة یأتی من متطلبات النظام الأکادیمی، یلها أستاذ المقرر، وتوصلت الدراسة إلى أن أقوى العوامل المؤدیة إلى انتهاکات خصوصیة الطلبة، هی :العوامل الثقافیة، تلیها العوامل التنظیمیة. کما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات آراء الطلاب والطالبات نحو أشکال خصوصیة الطلبة لارتفاعها لدى الطالبات، کما یوجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات آراء الطلاب والطالبات نحو العوامل المؤدیة إلى انتهاکات خصوصیة الطلبة فی العوامل التقنیة والأکادیمیة لصالح الطالبات لقناعتهن بهذه العوامل أکثر من الطلاب.

الکلمات الافتتاحیة: خصوصیة الطلاب، العوامل المؤدیة للخصوصیة

Violations of the University Students' privacy as viewed by the Students of the Faculty of Education, King Saud University

Dr. Othman Almenaie

Associate Professor: Department of Educational Policy
College of Education: King Saud University

     Abstract:

The study aimed to identify the forms of violations of University students' privacy. Following the descriptive approach, the researcher used the questionnaire after confirmation of its validity and reliability, and collection of data from a representative sample of (313) male and female students in the Faculty of Education of King Saud University. The study revealed the existence of forms of violations of the privacy of the students up to the average level according to the views expressed by respondents. The most remarkable is the retention of students' personal information on the academic portal even after achieving its purpose, followed by a large number of officials having access to the students' information on the school portal. The most prominent violations of students' privacy are cultural followed by organizational factors. The study also revealed statistically significant differences in the average views of male and female students towards the forms of student privacy expected to rise among female students, and there are statistically significant differences between average views of the male and female students about the factors leading to violations of students' privacy as per technical and academic factors, tilting in favor of the female students for they are more convinced about these factors than their male counterparts.

The key words: Students’ privacy, factors leading to privacy.

انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة کما یراها طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود

عثمان محمد المنیع

أستاذ مشارک بقسم السیاسات التربویة تخصص أصول تربیة

کلیة التربیة –جامعة الملک سعود

مقدمة:

       تعد الخصوصیة الیوم من الحقوق الأساسیة الملازمة للشخص الطبیعی بصفته الإنسانیة کأصلٍ عام، فهو أساس بنیان کُل مجتمع سلیم، لذلک حظیت الحیاة الخاصة للأفراد بحمایة خاصة فی الدین الإسلامی فقد حافظ على خصوصیة البیوت إذ یقول سبحانه وتعالى: "یا أیها الذین آمنوا لا تدخلوا بیوتاً غیر بیوتکم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" (النور:27)، وقال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "من تسَّمع حدیث قومٍ وهم له کارهون، صُب فی أُذنیه الآنک"(رواه أحمد فی مُسنده).

        وحظیت خصوصیة الأفراد بحمایة دستوریة وقانونیة کبیرة فی دول العالم قاطبة، وشهدت السنوات الأخیرة استجابة تشریعیة على مستویات مختلفة لدواعی هذه الحمایة، لما للحیاة الخاصة للأفراد من أهمیة قصوى على کیان الفرد والمجتمع معاً، فقد حظی الحق فی الحیاة الخاصة باهتمام کبیر من قبل الأسرة الدولیة، بدءً من الإعلان العالمی لحقوق الإنسان الذی تضمنت المادة (12) منه حمایة الحیاة الخاصة للإنسان من أیّ انتهاک، والذی تنص على: " لا یجوز تعریض أحد لتدخل تعسفی فی حیاته الخاصة، أو أسرته، أو مسکنه، أو مراسلاته، أو لحملات على شرفه، وسمعته، ولکل شخص الحق فی حمایة القانون من مثل هذا التدخل أو تلک الحملات. "   (الأمم المتحدة: 2007، مادة 12)        

       وقد تضاعف الاهتمام بهذا الحق نظراً لما یتعرض له الفرد من مخاطر تحیط به وتهدده، أبرزها التقدم التقنی والإعلامی والمعلوماتی الملحوظ، لذلک نجد أن المجتمع الدولی ضاعف الحمایة من خلال العدید من الاتفاقیات، مثل: میثاق الحقوق الأساسیة للاتحاد الأوربی، الذی ذکرت المادة السابعة منه على "أن لکل شخص الحق فی أن تُحتَرم حیاته الخاصة، وحیاته العائلیة، وبیته، واتصالاته"، والمادة الثامنة منه لحمایة البیانات الشخصیة، والتی تنص على "أن لکل شخص الحق فی حمایة البیانات الشخصیة التی تتعلق به، ویجب أن تعامل مثل هذه البیانات على نحو ملائم لأغراض محددة، وعلى أساس موافقة الشخص المعنی، أو على أساس مشروع یحدده القانون، ویکون لکل شخص الحق فی الوصول إلى البیانات التی تم جمعها وتتعلق به، وحق الحصول علیها صحیحة، ویخضع الإذعان لهذه القواعد لرقابة هیئة مستقلة".(بسیونی،2003)، کما قامت منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة بوضع آلیة (دلیل إرشادی)، لحمایة البیانات الشخصیة وطرق نقلها، ووضع ضوابط تحکم عملیة المعالجة الإلکترونیة لها، وتوفر لها الحمایة فی مراحل التجمیع، والتخزین، والمعالجة، والنشر، على أن تکون هذه البیانات الشخصیة قد تم الحصول علیها بطریقة شرعیة وقانونیة، وتستخدم للغرض الذی جمعت له والمعلن عنه، وتکون صحیحة وتخضع لعملیات التحدیث والتصحیح، وتوفر القدرة على حفظ سریتها وحمایة الوصول إلیها، والقدرة على إتلافها بعد انتهاء الغرض من جمعها. وقد أثرت هذه الآلیة فی کثیر من التشریعات الوطنیة لحفظ خصوصیة البیانات الشخصیة للأفراد، حتى خارج إطار الدول الأعضاء فی هذه المنظمة(Organization for Economic Co-operation and Development, 2011)

      إن استخدام التقنیات الحدیثة بین المؤسسات والأفراد على حدٍ سواء، وقدرتها الهائلة على تخزین ومعالجة البیانات والمعلومات وسهولة استرجاعها، والتوجه نحو الاعتماد على المعلومات والبیانات کأحد متطلبات الاقتصاد المعرفی ساهم ذلک فی التوسع فی انتهاکات خصوصیة الأفراد، وتعدد أشکاله بشکلٍ عام، وفی الجامعات بشکلٍ خاص، فأصبحت خصوصیة طلبة الجامعة معرضة للانتهاکات.

 مما تقدم یتبین أن الحفاظ على خصوصیة طلبة الجامعة حق أساسی کفله الدین الإسلامی الحنیف، والأعراف والقوانین الوطنیة والدولیة، کما أن حفاظ الجامعة على خصوصیة الطلبة یزید من ثقتهم فیها، مما یشجع الطلبة على الإدلاء بکافة البیانات والمعلومات المطلوبة بدون تضلیل أو تحریف، مما یزید من جودتها، ویساعد صناع القرار فی اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسین العملیة التعلیمیة والنهوض بها، لذا جاءت الحاجة العلمیة لدراسة قضیة خصوصیة طلبة الجامعة، وبیان أشکال هذه الانتهاکات کما یراها الطلاب.

مشکلة الدراسة:

          ظهرت الخصوصیة کقضیة مُقلقة عند تطور تقنیة المعلومات بواسطة التقنیات الإلکترونیة التی تستطیع تخزین واسترجاع وتحلیل کمیات هائلة من البیانات الشخصیة التی یتم تجمیعها من قبل المؤسسات العامة والخاصة، فقد أشارت دراسة کل من مادن ورینی (Madden, M. & Raini,L. 2015) إلى أن 94%  من الأمریکیین لا یثقون فی قدرة المؤسسات الحکومیة فی الحفاظ على بیاناتهم ومعلوماتهم الشخصیة أو الأکادیمیة أو الوظیفیة، وأن 93 % من الأمریکیین یرون أن التحکم فی معلوماتهم وبیاناتهم الخاصة مهم جداً من خلال أخذ موافقاتهم قبل الاطلاع علیها من قبل أیّ جهة رسمیة أو غیر رسمیة.

     ومن المؤسسات التی تطلب معلومات وبیانات شخصیة کثیرة هی الجامعات، والتی قد زاد طلبها على بیانات ومعلومات الطلبة الشخصیة والأکادیمیة فی الآونة الأخیرة، نتیجةً لمتطلبات التطویر والجودة، وتوفر تقنیات قادرة على معالجة البیانات وتخزینها وسرعة إرسالها واسترجاعها، وکل هذا قد یساهم بطریقة غیر مباشرة فی انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، وهذا ما أکدته دراسة بنسون وآخرون  (Benson,V. et al, 2014) بأن کثرة أنشطة طلاب الجامعة التعلیمیة، وتدفق بیاناتهم ومعلوماتهم عبر شبکة الانترنت تجعلهم أکثر عرضة للتجسس وانتهاک خصوصیتهم.

      ولم یکن المستوى الإقلیمی والمحلی بعیداً عن انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة فقد أشارت دراسة (الشامی، 2014)، إلى أن 64% من مستخدمی الإنترنت من فئة الشباب یرون بأن خصوصیتهم معرضة للانتهاک، وأن هذه النسبة قابلة للزیادة فی ظل انتشار الأجهزة المحمولة مثل: الهواتف الذکیة بمختلف أنواعها، وهذا ما لفتت الانتباه إلیه دراسة (الغامدی، 2007م) التی أشارت إلى الاهتمام بتعلیم الطلاب الجامعیین حقوق الإنسان الذی ینمی لدى الطالب ثقافة الحفاظ على خصوصیة أقرانه الآخرین واحترامها، وما یؤکد وجود انتهاک خصوصیة الطلبة ملاحظات الباحث بحکم معایشته للواقع الأکادیمی أستاذاً وإداریاً بأن هناک شواهداً متعددةً تثبت أن هُناک قُصوراً شدیداً فی التعامل مع خصوصیة الطلاب، منها على سبیل المثال تجمیع بیانات ومعلومات کثیرة عن الطالب غیر مرتبطة بالعملیة التعلیمیة، وکثرة الأفراد الذین لدیهم صلاحیات الدخول على معلومات الطلبة، وعدم وجود لوائح لتنظم سریة معلوماتهم.

      وفی ظل التطور المستمر فی التقنیات الإلکترونیة، وتوفر الأجهزة الصغیرة الذکیة، وتوجه الجامعات نحو الجودة والاعتماد والتطویر والتخطیط المبنی على بیانات طلبة الجامعة، تبرز قضیة خصوصیة طلبة الجامعة فی غیاب عن اللوائح المنظمة لها. وبناء على ما سبق تأتی الحاجة إلى التعرف على أنواع انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة والعوامل المؤدیة إلى ظهور هذه الانتهاکات لدراستها ومعالجتها، لذا یمکن صیاغة مشکلة الدراسة بالجملة التالیة " على الرغم من اهتمام الجامعات بتوظیف التقنیات الإلکترونیة فی العمل الأکادیمی والإداری، والتوجه نحو الجودة والتطویر المبنی على بیانات الطلبة تظهر الحاجة على المحافظة على خصوصیة طلبة الجامعة ".

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالیة:

  1. ما أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعیة؟
  2. ما العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة؟
  3. هل یوجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات طلاب وطالبات کلیة التربیة نحو أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة؟
  4. هل یوجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات طلاب وطالبات کلیة التربیة نحو أسباب انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة؟

  أهمیة الدراسة:

     إن هذه الدراسة تستمد أهمیتها من أهمیة الطالب الذی تدور حوله العملیة التعلیمیة والأکادیمیة، وما یتطلبه من حمایة حقوقه وخصوصیته، وتبرز أهمیة الدراسة فی تناولها موضوعاً برز مع التطورات الهائلة فی النظم الأکادیمیة على حساب حقوق الطلبة، وتبرز أهمیة هذه الدراسة من الناحیة النظریة من خلال ما سوف تضیفه من إثراء علمی فی مجال الخصوصیة بشکلٍ عام، وخصوصیة الطلبة بشکلٍ خاص، وما تسعى إلیه من خلال ربط خصوصیة الطلبة بالتطورات الأکادیمیة، وبلورة المفاهیم والعلاقات بینهما، أمّا من الناحیة التطبیقیة فیمکن أن تسهم نتائج الدراسة فی عددٍ من الجوانب الآتیة:

  1. تزوید الجامعات بقضایا خصوصیة الطلبة التی یجب مراعاتها فی متطلباتها الأکادیمیة.
  2. مساعدة الجهات القانونیة والتنظیمیة فی الجامعة فی صیاغة لوائح لحمایة خصوصیة الطلبة.
  3. تزوید المعنیین بالأنشطة الثقافیة فی الجامعات بقضایا خصوصیة الطلبة لنشر ثقافة احترام خصوصیة الآخرین بین طلبة الجامعة.
  4. تعریف أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة بأهمیة احترام خصوصیة طلبتهم.

مصطلحات الدراسة:

   انتهاک Violation: النهک لغة: التنقص. نهکته الحمى إذا رئی أثر الهزال فیه من المرض، وانتهکت حرمة فلان، إذا تناولتها بما لا یحل. ( الفراهیدی، 2003م ،379 )

     وتعریف انتهاک فی هذه الدراسة یُقصد به إفشاء بیانات ومعلومات طلبة الجامعة إلى أشخاص أو مؤسسات بدون حق.

    الخصوصیة Privacy: عرف جونزالیز (Gonzalez, 2015) الخصوصیة بأنها :حق الفرد فی التحکم فی السماح للآخرین بالتعرف على معلوماته وبیاناته الشخصیة.

     ومن خلال التعریف السابق تمکن الباحث من تعریف الخصوصیة فی هذه الدراسة بأنها عبارة عن: حق الطلبة فی أن یضبطوا عملیة جمع المعلومات والبیانات الشخصیة الخاصة بهم، وحفظها ومعاملتها آلیاً، وتوزیعها، واستخدامها فی صنع القرارات الخاصة بهم والمؤثرة فیهم، وأن یحددوا متى؟ وکیف؟و إلى أی مدى یمکن للمعلومات والبیانات الخاصة بهم أن تصل للآخرین؟.

 حدود الدراسة:

تتمثل حدود الدراسة فیما یأتی:

الحد الموضوعی: اقتصرت البحث الحالی على أشکال خصوصیة طلبة الجامعة والعوامل المؤدیة لانتهاک خصوصیتهم. 

الحد البشرى: اقتصر على طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود.

الحد الزمنی: أجریت الدراسة المیدانیة فی الفصل الدراسی الأول من العام 1436/1437هـ 

الإطار النظری والدراسات السابقة:

       توجد تعریفات متعددة للخصوصیة فقد عرفها هیت (Heath, 2014) بأنها: مزیج من الرقابة والقیود التی یستخدمها الفرد فی التأثیر على الوصول إلى المعلومات والبیانات الخاصة به. ویعرف مادن ورینی (Madden,M.& Raini,L. 2015) الخصوصیة بأنها: المعلومات الشخصیة للفرد التی تدل على أنشطته خلال الحیاة الیومیة، کما یعرف الشمایلة وآخرون (Alshamayleh,H. et al, 2015) الخصوصیة بأنها: درجة اعتقاد الفرد بأن معلوماته الشخصیة آمنة، وغیر قابلة للاختراق من آخرین، وتعرف المعلومات الشخصیة فی الیابان بأنها: " معلومات الأفراد التی یمکن من خلالها الوصول إلى خصوصیات الحیاة الفردیة التی لا یرغب الفرد فی نشرها. (Cabinet Office, Government of Japan, 2005)

     ومن خلال التعریفات السابقة یتضح أن مفهوم الخصوصیة یعتریه بعض الغموض؛ ویرجع ذلک إلى وجود متغیرات متعددة حدثت فی الوقت الحاضر من أبرزها الثورة المعلوماتیة التی أثرت بشکلٍ کبیر فی تنوع التعریفات الخاصة بمفهوم الخصوصیة مما یؤدی إلى الصعوبة فی فهم المضمون والمحتوى لهذه التعریفات.  

       ونجد أن مفهوم الخصوصیة قد تطور؛ نتیجة للتغیرات المجتمعیة والتقنیة التی هی من حق الفرد فی الحیاة الخاصة إلى الحق فی الحفاظ على معلوماته وبیاناته من الانتشار بطرق مشروعة وغیر مشروعة، فقد أشار عاطف (2013م،2) إلى أن الخصوصیة هی تحکم الأفراد فی مدى وتوقیت وظروف مشارکة حیاتهم مع الآخرین، وتدخل الخصوصیة کحق یمارسه الفرد للحد من اطلاع الآخرین على مظاهر حیاته والتی یمکن أن تکون أفکارًا أو بیانات شخصیة.

أشکال انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة:

         یمکن أن یتم انتهاک خصوصیة طالب الجامعة من خلال أساتذة المقررات الدراسیة؛ فقد أثبتت دراسة ینق وونق (Yang, F. & Wang, S. 2014) أن الطلاب یوافقون على تجمیع الأساتذة لمعلومات الطلاب التی تحقق الأهداف التعلیمیة، ولکنهم یعتبرون أن الصورة الشخصیة للطالب، وعنوان سکنه، ورقم تلیفونه المحمول، وعنوانه البریدی، ومکان مولده من خصوصیات الطالب الحیاتیة التی لا یجب تجمیعها من قبل الأساتذة أو المؤسسات التعلیمیة. کما یحب الطلاب أن تترک لهم الحریة فی نشر معلوماتهم الشخصیة على الإنترنت، کما اعتبر الطلاب أن من خصوصیات الطلبة الأکادیمیة التی لا یحبون نشرها على أقرانهم، هی: التاریخ التعلیمی للطالب، مستوى الإنجاز التعلیمی، ومدى تحقق المخرجات التعلیمیة للطالب، والواجبات والأنشطة الفردیة المرفوعة على مواقع التعلم الإلکترونی. کما وضعت جامعة قطر(2015م) میثاقاً للنزاهة الطلابیة یجعل جمیع السجلات الطلابیة، وما یتعلق بها من أمورٍ سریةٍ یقتصر الاطلاع علیها من قبل الطالب نفسه، وأخصائی السجلات، وأعضاء هیئة التدریس المصرح لهم بذلک. أما اطلاع أی أشخاص آخرین فیتطلب موافقة صریحة من الطالب، ویستثنى من ذلک والد الطالب، أو ولی أمره قانوناً. کما یقوم أعضاء هیئة التدریس أو من یتعاملون مع بیانات ومعلومات الطلاب لأغراض تعلیمیة بالتوقیع على نموذج إقرار السریة. وعندما یتبین للجامعة إفشاء سریة معلومات الطلبة من أیّ موظف أو عضو بالجامعة تقوم بفصله وطرده من الجامعة. کما أصدرت کلیة الدراسات الاقتصادیة والعلوم السیاسیة بجامعة الاسکندریة (2014) میثاق الأخلاقیات والتقالید الجامعیة، والذی من أهم بنوده ضرورة الحفاظ على خصوصیة وسریة معلومات الطلاب من قبل أعضاء هیئة التدریس، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلک.

    ومن صور انتهاکات خصوصیة الطالب أن یقوم أقرانه بالتجسس علیه أو مشارکة بیاناته ومعلوماته بدون علمه، وهذا ما تشیر إلیه دراسة کافالی وآخرین (Kafali ,O. et al,2014) أن من أهم صور انتهاک خصوصیة الطالب، أن یقوم أحد الطلاب داخل المجموعة التعلیمیة بمشارکة ما ینشره على حسابه الشخصی مع أشخاص آخرین خارج المجموعة التعلیمیة. وقد أظهرت بعض الدراسات الدور الذی یقوم به الطلبة من أجل الحفاظ على سریة معلوماتهم وبیاناتهم، وهو ما أشارت إلیه دراسة مادن ورینی  (Madden, M.& Raini, L. 2015) إلى أن الأفراد یقومون بحمایة معلوماتهم وبیاناتهم الشخصیة من خلال مجموعة من الإجراءات، أهمها: مسح متصفح التاریخ والسجلات بعد الانتهاء من العمل على محرکات البحث، عدم إعطاء أیّ معلومات غیر مرتبطة بالمعاملة، استخدام کلمة مرور مؤقتة عند الدخول على البرید الإلکترونی وتغییرها باستمرار، تقدیم معلومات شخصیة غیر دقیقة، عدم استخدام مواقع الأنترنت التی تطلب اسم المستخدم، وکلمة المرور.

   ومن أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة التی ظهرت حدیثاً، أن تقوم الجامعة باستخدام  أنظمة تقنیة تسمح بتحلیل بیانات الطلبة وتجمیعها مرة أخرى فی شکل یعطی معلومات وبیانات وفقاً لمتطلبات الجودة والاعتماد الأکادیمی التی تعتمد على جمع بیانات شخصیة وأکادیمیة عدیدة عن الطلاب، وتکوین فرق عمل ولجان مما یزید عدد المطلعین على تلک البیانات، وبذلک تزید احتمالات إفشائها، وهذا ما یؤکد ما أشارت إلیه  دراسة آیفنتلر وشوماخر(Ifenthaler,D.&Schumacher, C. 2015)  من أن استخدام نظم تحلیل البیانات والمعلومات التعلیمیة التی تسمح بتجمیع بیانات ومعلومات الطلاب فی الجامعة بشکل موسع قد یؤدی إلى تعرض خصوصیة الطلاب إلى تحدٍ کبیر، وبخاصة تلک التی تسمح لأصحاب المصالح مثل: سوق العمل بالدخول إلى تلک المعلومات والبیانات، وقد کشفت الدراسة أیضاً على أن الطلاب یرون أن کثیراً من البیانات والمعلومات لا یجب نشرها مثل: العمر، والرسوب، والعنوان السکنی، والبرید الإلکترونی، والعبء الأکادیمی، والبیانات الخاصة بالآباء، والاهتمامات والمیول، کما یرون ضرورة أن یکون لدیهم السلطة فی التحکم فی نشر البیانات والمعلومات الخاصة بهم، وکذلک التحکم فی صلاحیة الدخول على بیاناتهم ومعلوماتهم الشخصیة، وقد یؤدی ضعف أنظمة الجامعة إلى الوصول إلى بیانات الطلاب فقد أشارت دراسة (الأستاذ، 2013) إلى صور متعددة للتعدی الإلکترونی على الخصوصیة، منها : إدخال معطیات أو معلومات وهمیة بغرض الاستیلاء على بیانات شخصیة تتعلق بالذمة المالیة، والتجسس الإلکترونی على الحیاة الخاصة باستخدام فیروسات التجسس بغرض الحصول على معلومات شخصیة، والتی تقوم بالتقریب والمقابلة بین المعلومات، وإدماج العناصر المختلفة وربطها ببعضها لترجمة حیاة الأفراد فی ثوان معدودة، وسرقة المعلومات الخاصة وتزویرها، والتزویر المعلوماتی من خلال التسلل الالکترونی إلى البیانات وتزویرها.

     وتجدر الإشارة إلى أن عملیات الجودة والاعتماد الأکادیمی ترکز فی معاییرها على سریة بیانات الطلاب وخصوصیتهم، ولکن اندفاع بعض الجامعات نحو الحصول على الاعتماد أو التطویر المطلوب یفقدها المحافظة على بیانات طلابها.   

العوامل المؤدیة إلى ظهور انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة:

      إن ظهور انتهاکات خصوصیة الطلاب وتعدد أشکالها یتطلب الوقوف على أسباب ظهورها، والتی من أبرزها: العوامل التقنیة، فقد أشارت دراسة کل من لیم وجین (Lim,C. & Jin,J. 2006). إلى أن هناک أسباباً تقنیة تؤدی إلى الوصول إلى معلومات الطالب بطریقة غیر قانونیة باستخدام بعض برامج التجسس، أو فک الشفرات، أو سرقة القرص الصلب المسجل علیه بیانات الطلاب، أو سرقة کلمة المرور.کما توصلت دراسة مادن ورینی (Madden, M.& Raini, L. 2015) إلى أن ضعف تأمین التقنیة المستخدمة فی بعض الشرکات أو المؤسسات مقدمة الخدمات قد تکون سبباً فی انتهاک خصوصیة معلومات الطلاب المستفیدین من خدمات تلک الشرکات، مثل: شرکات بطاقة الائتمان، شرکات التلیفون الثابت، شرکات التلیفون المحمول، مقدمی خدمات البرید الإلکترونی، ومقدمی محرکات البحث، ومواقع الفیدیو التی یستخدمها الشخص، ومواقع التواصل الاجتماعی، ومواقع الإرشاد الالکترونی. وهذا ما دعت إلیه دراسة الشمایله   (Alshamayleh, H. et al, 2015) من ضرورة تصمیم البوابات الإلکترونیة للجامعة بشکل یحفظ بیانات ومعلومات الطالب الأکادیمیة من الاختراق أو الاطلاع، وهذا یزید من ثقة الطالب فی الجامعة التی ینتمی إلیها.

       أن سهولة استخدام التقنیة ونقلها إلى أیّ مکان، وتوفر برامج التواصل الاجتماعی قد ساهم فی انتشار معلومات الأفراد فیما بینهم مما یهدد خصوصیتهم، وخاصةً فئة الطلاب، وهذا ما أشارت إلیه دراسة اکبوجیفی وبافن (Akpojivi, U.& Bevan, A.2015) إلى أن طلاب الجامعة فی جنوب أفریقیا یعتبرون أن التلیفون الجوال له دور کبیر فی انتشار انتهاک خصوصیة المعلومات والبیانات الشخصیة، أمّا عن انتهاک الخصوصیة بواسطة برامج التواصل الاجتماعی فقد أثبتت دراسة أسلار ومیرسن (Acilar,A.& Mersin,S. 2015) أن طلاب الجامعة الذین یستخدمون الفیس بوک لفترات طویلة لا یهتمون بالخصوصیة، بخلاف الطلاب الذین لا یستخدمون الفیس بوک فهم أحرص على الحفاظ على الخصوصیة.

       ومن العوامل الهامة التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلاب ضعف الجانب التشریعی أو التنظیمی للحفاظ على تلک الخصوصیة، ولذلک فإن معظم الدول قد سنت تشریعات للحفاظ على خصوصیة الأفراد بشکلٍ عام، وخصوصیة الطلاب بشکلٍ خاص، من التطفل أو الاختراق، وقد أیدت دراسات عدیدة ضرورة سن التشریعات والقوانین، منها:  دراسة (عاطف 2013) التی أشارت إلى ضرورة وجود تشریعات خاصة بحمایة بیانات ومعلومات الأفراد على الإنترنت من خلال قانون حمایة البیانات والذی یحظر على الشرکات المقدمة لخدمة الإنترنت تخزین بیانات ومعلومات العملاء ونشرها إلا بموافقة العمیل، وقانون مراقبة الاتصالات، وقانون الحمایة من جرائم الإنترنت والتی تخص حمایة البیانات الشخصیة التی یشارکها الفرد أثناء استخدامه للإنترنت، کما اهتمت الکثیر من الجامعات بوضع لوائح  وإجراءات خاصة للحفاظ على سریة معلومات الطلبة وبیاناتهم، فقد وضعت وحدة خدمة المتعلمین بجامعة شریفبورت فی ولایة لوازیانا (LSUS, 2015) سیاسة خاصة بالدخول إلى سجلات وبیانات الطلاب بتطبیق قانون الخصوصیة والحقوق التعلیمیة، والذی یعطی للطالب الحق فی اختیار من یحق لهم الاطلاع على سجلاته التعلیمیة والبیانات الشخصیة من خلال طلب مکتوب یقدمه للمسجل، کما یحق للطالب التحکم فی البیانات، وطلب تعدیلها، وکذلک الاطلاع المستمر على سجلاته والتأکد من حفظها بشکل آمن، والحق فی تقدیم شکوى إلى وزارة التعلیم الأمریکیة إذا حدث أیّ انتهاکات لمعلومات وبیانات الطالب الشخصیة أو الأکادیمیة، والالتزام بقانون الخصوصیة فیما یخص نشر بیانات الطلاب الشخصیة للجمهور، کما أن للدولة دوراً کبیراً من خلال إصدار تشریعات تحافظ على سریة وخصوصیة معلومات الطلاب وبیاناتهم، ففی الولایات المتحدة الأمریکیة حدد قانون الحقوق التعلیمیة والخصوصیة للأسرة نوع معلومات وبیانات الطالب التی یمکن الاطلاع علیها بناءً على طلب مقدم، وهی :الاسم، العنوان، تاریخ المیلاد، المستوى، التخصص، الدرجات التی حصل علیها، الکلیة المسجل فیها الطالب، مرتبة الشرف، المکافآت والجوائز التی حصل علیها الطالب، العنوان البریدی، اهتماماته الریاضیة، وزنه، طوله، فریقه الریاضی. کما یحق للطالب تقدیم طلب لحجب هذه المعلومات، أو تحدید الأشخاص الذین یمکنهم الاطلاع على تلک المعلومات.

     ویرى البعض أن ضعف الأخلاق والقیم والوعی الثقافی سبب رئیسی لانتهاک الخصوصیة، ومن المهم تنمیة الجانب الأخلاقی لطلبة الجامعة للوقایة من انتهاک الخصوصیة فقد توصلت دراسة الهنیدی (2013) إلى إطار أخلاقی لطلبة الجامعة للوقایة من انتهاک الخصوصیة، باستخدام شبکات التواصل الاجتماعی یتضمن: تشریع وسن قوانین أخلاقیة، وضع مشرفین على المواقع لمراقبتها، دعم برامج المراقبة والتوعیة بها، الإعلان عن رابط للتبلیغ عن الإساءات، التزام أعضاء هیئة التدریس بأخلاقیات الانترنت أثناء التواصل مع الطلاب، إنشاء وثیقة شرف أخلاقیة للحفاظ على الخصوصیة، إنشاء مراکز تهتم بالقیم فی کل جامعة. کما أشار کلدرمان (Kelderman, E., 2014) إلى دور توعیة طلاب الجامعة فی الولایات المتحدة بقانون خصوصیة الطلاب فی حمایة معلومات وبیانات الطلاب الخاصة من الانتهاک.

      کما کشفت دراسة تشونغ وتشیان (Zhong,W.&Qian,Y. 2015) أن هناک مجموعة من العوامل تتحکم فی انتهاک خصوصیة المعلومات، فقد وجدت أن بیانات ومعلومات الإناث أکثر عرضة للانتهاک، وأن الأفراد الذین لدیهم خلفیة تعلیمیة کبیرة أکثر قدرة فی الحفاظ على بیاناتهم ومعلوماتهم الخاصة، والأشخاص الذین لدیهم وعی کبیر بالتقنیة یستطیعون الحفاظ على معلوماتهم الشخصیة بشکلٍ أکبر من الذین لدیهم وعی أقل بالتقنیة، کما کشفت الدراسة أن ضعف الجانب التشریعی والقانونی لحمایة البیانات والمعلومات الشخصیة من الأسباب التی تؤدی إلى انتهاک البیانات والمعلومات الشخصیة.

    ویتضح مما سبق بأن هناک مصادر أساسیة یمکن أن تؤدی إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة تتمثل فی ممارسة أستاذ المقرر مع طلابه بعض التصرفات التی تنتهک خصوصیاتهم، وکذلک تفاعل وتواصل الطلاب فیما بینهم من جهة وأنظمة الجامعة المختلفة التی تتعامل مع بیانات ومعلومات الطلبة من جهة أخرى، وأن هذه الانتهاکات لا بد لها من عوامل تؤدی إلى ظهورها، ومن أبرزها: العوامل الإلکترونیة من خلال ممیزات هذه التقنیة فی تخزین المعلومات واسترجاعها، وإرسالها، وعوامل ترجع إلى الفراغ من التشریعات والتنظیمات التی تنظم خصوصیة الطلاب، کما أن الضعف التوعوی والثقافی یلعب دوراً هام فی انتشار انتهاک خصوصیة الطلبة، کما تظهر العملیات الأکادیمیة فی قضیة خصوصیة طلبة الجامعة نتیجةً لتفاعل وتواصل أُستاذ المقرر مع طلابه من جهة وکذلک أنظمة الجامعة من جهة أخرى.

منهج الدراسة:

 اتبعت الدراسة المنهج الوصفی؛ وذلک لملاءمته فی تحقیق أهداف الدراسة، ومن خلاله یمکن الحصول على معلومات عن آراء أفراد المجتمع حول أشکال خصوصیة طلبة الجامعة والعوامل المؤدیة لانتهاک خصوصیتهم. 

مجتمع الدراسة:

      یشمل مجتمع الدراسة جمیع طلاب طالبات کلیة التربیة بجامعة الملک سعود المنتظمین فی الفصل الدراسی الأول من العام 1436/1437هـ، والبالغ عددهم (3015) طالباً وطالبةً حسب بیانات النظام الأکادیمی.

عینة الدراسة

    استخدمت الدراسة طریقة العینة العشوائیة وقوامها (313) طالباً وطالبةً، منها (162) طالباً و(151) طالبةً من کلیة التربیة بجامعة الملک سعود ویمثلون نسبة (10,3%) تقریباً من مجتمع الدراسة، وتم اختیار کلیة التربیة باعتبارها من أکبر الکلیات عدداً للطلاب والطالبات بالجامعة، کما أنها الکلیة الوحیدة التی تضم طلاب وطالبات من مُختلف التخصصات العلمیة والأدبیة.

أداة الدراسة:

      استخدم الباحث الاستبانة کأداة لجمع البیانات وتحقیق أهداف الدراسة المیدانیة، وتضمنت الاستبانة فی صورتها الأولیة (18) عبارةً عن المحور الأول حول أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة، و(25) عبارةً عن المحور الثانی حول العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة وأعطیت أوزاناً بدرجة: موافقة عالیة جداً (5)، موافقة عالیة (4)، موافقة متوسطة (3) موافقة منخفضة (2)، موافقة منخفضة جداً(1)، وتم حساب أوزان کل فقرة کما یلی:

المدى = أکبر درجة معطاة للحد الأعلى لبدائل الدراسة – أقل درجة معطاة للحد الأدنى لبدائل الدراسة.

المدى= 5-1= 4. 

طول الفئة= خارج قسمة المدى على عدد الفئات = 4/3=1.33

 وعلیه یکون الحد الأدنى= 1+1.33= 2.33، الحد المتوسط= 2.33+1.33=3.66، الحد الأعلى=3.66+1.33=5.

وبذلک یکون معیار الحکم على فقرات الاستبانة کالآتی:

  • الفقرات التی یتراوح متوسطها الحسابی بین (1 إلى2.33) تعنی أن مستوى درجة العبارة منخفض.
  • الفقرات التی یتراوح متوسطها الحسابی بین (2.34 إلى 3.66) تعنی أن مستوى درجة العبارة متوسط.
  • الفقرات التی یتراوح متوسطها الحسابی بین (3.67 إلى 5) تعنی أن مستوى درجة العبارة مرتفع.

     صدق المُحَکِّمین: عُرضت الاستبانة على عدد من المحکِّمین بلغ عددهم (15) محکماً من أعضاء هیئة التدریس بجامعة الملک سعود، فی تخصصات أصول التربیة، وعلم النفس، والمناهج، وتقنیات التعلیم، وقد أبدى المحکّمون جملة من الملاحظات التی تتعلق بانتماء بنود الاستبانةإلى مجالاتها، وإعادة صیاغة بعض البنود، وحذف بعضها الآخر، وبذلک کان کانت عبارات الاستبانة بعد التحکیم للمحور الأول (18) عبارةً، والمحور الثانی (25) عبارةً.

الاتساق الداخلی: للتحقق من الاتساق الداخلی للاستبانة تم احتساب معامل الارتباط بطریقة بیرسون لقیاس قیمة معامل الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للمحور الذی تنتمی إلیه، فکانت معاملات الارتباط للمحور الأول (أشکال انتهاکات الخصوصیة ) تتراوح القیم بین (0.363-0.765)، وللمحور الثانی (العوامل المؤدیة لانتهاک الخصوصیة) تتراوح القیم بین (0.267-0.515)، وجمیع قیم معاملات الارتباط للمحورین دالة عند مستوى (0.01)، مما یؤکد اتساق العبارات، وهذا یشیر إلى صدق الاستبانة بحیث یمکن الثقة فی البیانات التی یمکن أن تجمع بواسطتها.

ثبات أداة الدراسة

      للتأکد من ثبات أداة الدراسة تم حساب معدل الثبات باستخدام معادلة ألفا کرو نباخ لکل محور من محاور الدراسة، حیث کانت قیمة معاملات الثبات للمحور الأول (أشکال انتهاکات الخصوصیة) تساوی (0.902) لمجموع عبارات المحور البالغة (18) عبارة، وکانت قیمة معاملات الثبات للمحور الثانی (العوامل المؤدیة إلى انتهاک الخصوصیة) تساوی (0.819) من مجموع عبارات المحور البالغة (25) عبارة، ویعد معامل الثبات لهذه الاستبانة من معاملات الثبات المرتفعة، وبذلک تکون مقبولة لأغراض الدراسة.   

أسالیب المعالجة الإحصائیة:

      استخدم الباحث الحزمة الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة (SPSS) فی تحلیل وعرض وتلخیص البیانات التی تتطلبها الإجابة عن أسئلة الدراسة، وهی: التکرارات، والنسب المئویة، والمتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة، والترتیب.  

نتائج الدراسة ومناقشتها

     للإجابة عن السؤال الأول: الذی نصه (ما أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة؟) فقد عرضت أداة الدراسة الممارسات الدالة على انتهاکات خصوصیة لمعرفة آراء طلبة الجامعة حول انتهاک خصوصیتهم، وکانت النتائج کما فی الجدول (1).

 

جدول (1) التکرارات والمتوسطات الحسابیة لاستجابات أفراد عینة الدراسة نحو الممارسات الدالة على الانتهاکات انتهاکات خصوصیة الطلبة.

م

اشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة

درجة الموافقة

المتوسط

الانحراف المعیاری

الترتیب

عالیة جداً

عالیة

متوسط

منخفضة

منخفضة جداً

1

تحصل الجامعة على بعض المعلومات الشخصیة للطلبة دون علمهم.

ت

16

43

102

96

56

2.58

1.09

9

%

5.1

13.7

32.5

30.6

17.8

2

الإبقاء على المعلومات الشخصیة للطلبة بدون تحدیث.

ت

23

77

90

79

43

2.87

1.15

4

 

7.3

24.3

28.7

25.2

13.7

3

بقاء معلومات الطلبة الشخصیة فی النظام الأکادیمی بعد انتهاء الغرض منها

ت

24

99

108

55

24

3.14

1.04

1

 

7.6

31.5

34.4

17.5

7.6

4

استخدام معلومات الطلاب لأغراض غیر أکادیمیة.

ت

16

45

65

101

86

2.37

1.17

13

 

5.1

14.3

20.7

32.2

27.4

5

یطلع عدد کبیر من المسؤولین على معلومات الطلاب فی النظام الأکادیمی

ت

20

94

104

66

28

3.04

1.06

2

 

6.4

29.9

33.1

21.0

8.9

6

حصول الجامعة على معلومات للطلبة لیست ضروریة.

ت

11

62

84

102

54

2.60

1.09

8

 

3.5

19.7

26.8

32.5

17.2

مرتبطة بالنظام الأکادیمی

2.76

0.75

 

7

استعراض أستاذ المقرر إجابة أحد الطلاب أمام زملائه مع ذکر اسمه.

ت

26

90

70

66

59

2.86

1.25

5

 

3.8

28.7

22.3

21.0

18.8

8

إعادة إرسال أستاذ المقرر البرید الإلکترونی لأحد طلابه إلى جمیع الطلاب.

ت

28

65

80

71

70

2.71

1.26

6

 

8.9

20.7

25.5

22.6

22.3

9

تقدیم أستاذ المقرر معلومات شخصیة عن أحد أو بعض طلابه أمام الطلاب

ت

20

47

67

91

87

2.43

1.22

12

 

6.4

15.0

21.3

29.0

27.7

10

طلب أستاذ المقرر معلومات شخصیة من الطلاب لا علاقة لها بالعمل الأکادیمی

ت

18

53

76

84

82

2.49

1.20

11

 

5.7

16.9

24.2

26.8

26.2

11

نشر أستاذ المقرر تقدیرات طلابه بین أعضاء هیئة التدریس.

ت

24

51

98

85

55

2.69

1.16

7

 

7.6

16.2

31.2

27.1

17.5

12

طلب أستاذ المقرر قیام الطلبة بتبادل تصحیح واجباتهم.

ت

31

82

86

64

51

2.93

1.22

3

 

9.9

26.1

27.4

20.4

16.2

مرتبطة بأستاذ المقرر

2.68

0.93

 

13

قیام بعض الطلاب بتصویر زملائهم ونشرها عبر برامج التواصل الاجتماعی دون موافقتهم.

ت

25

38

59

79

112

2.31

1.28

15

 

8.0

12.1

18.8

25.2

35.7

14

تسجیل أحد الطلاب زمیله عند إجابته فی القاعة الدراسیة ونشرها.

ت

20

28

73

83

110

2.25

1.20

17

 

6.4

8.9

23.2

26.4

35.0

15

نشر أحد الطلاب نماذج من أعمال أحد زملائه عبر التواصل الاجتماعی

ت

16

51

89

73

85

2.49

1.19

10

 

5.1

16.2

28.3

23.2

26.1

16

إطلاع طالب على درجات زمیله ونشره بین زملائهم.

ت

22

39

57

85

111

2.29

1.25

16

 

7.0

12.4

18.2

27.1

35.4

17

قیام أحد الطلبة بتصویر ملخص لأحد زملائه ونشرها دون أخذ الموافقة منه.

ت

28

39

59

83

105

2.37

1.30

14

 

8.9

12.4

18.8

26.4

33.4

18

نقل بعض الطلاب المعلومات الشخصیة والأکادیمیة عن زملائهم ونشرها.

ت

24

28

47

94

121

2.17

1.24

18

 

7.6

8.9

15.0

29.9

38.5

مرتبطة بالطلاب فیما بینهم  

2.31

1.04

 

المتوسط العام

2.58

      ویتضح من الجدول (1) أن المتوسط العام لآراء أفراد العینة عن أبرز أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة بلغ (2.58) من (5)، وهو یقع فی المستوى المتوسط، مما یعنی وجود أشکال لانتهاکات خصوصیة الطلبة حسب آراء أفراد العینة، ویشیر من جهة أخرى إلى أن هذه الانتهاکات التی تقترف على الطلبة تکون فی مستوى غیر مقبول؛ من منطلق أن الخصوصیة حق للطلبة لا یجوز لأحد انتهاکها نهائیاً سواءً من الجامعة أو غیرها. 

 

  وتقع معظم متوسطات آراء أفراد العینة عن أبرز أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة بین (2.17-3.14) من أصل (5)، وهی تقع بین المستوى المنخفض والمستوى المتوسط، وتترکز معظمها فی مستوى المتوسط حیث  إن 14 فقرة من 18 تقع فی المستوى المتوسط،  مما یعنی أن متوسطات استجابات أفراد العینة لأشکال الخصوصیة یقترب إلى المتوسط العام الذی یقع فی المستوى المتوسط، ووجود أشکال لانتهاکات الخصوصیة قد یعود إلى التغیرات فی الأنظمة الأکادیمیة التی تعتمد على کثیر من بیانات الطلبة، والاعتماد على التقنیات الإلکترونیة فی حفظ هذه البیانات.

      ومن جهة أخرى کانت أبرز أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة کما یراها أفراد العینة هی: "بقاء معلومات الطلبة الشخصیة فی النظام الأکادیمی بعد انتهاء الغرض منها " بمتوسط یساوی (3.14) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى عدم اهتمام الجامعات بحذف بیانات الطلبة التی أنتهى الغرض منها، وقد تتطلب جهداً ووقتاً لخذفها، تلیها عبارة " یطلع عدد کبیر من المسؤولین على معلومات الطلاب فی النظام الأکادیمی" بمتوسط یساوی (3.04) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى ضخامة النظام الأکادیمی وتعدد أغراضه، مما یتطلب عدداً  کبیراً من المسؤولین للعمل علیه والمتابعة والصیانة. تلیها عبارة " طلب أستاذ المقرر قیام الطلبة بتبادل تصحیح واجباتهم " بمتوسط یساوی (2.93) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن أستاذ المقرر یستخدم هذ الأسلوب کنوع من طرق التدریس والتعلیم، وجلب الإثارة بین الطلاب، فی حین یراها الطلبة نوعاً من انتهاک خصوصیتهم. وتلیها "الإبقاء على المعلومات الشخصیة للطلبة بدون تحدیث" بمتوسط یساوی (2.87) من أصل (5)، والسبب وراء ذلک أن الجامعات تجد صعوبة فی تحدیث البیانات لتغیرها بشکلٍ مستمر، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانتهاکات تقع فی مستوى المتوسط من آراء أفراد العینة. وفی الجانب الآخر کانت أقل أشکال انتهاک الخصوصیة کما یراها أفراد العینة هی" نقل بعض الطلاب المعلومات الشخصیة والأکادیمیة عن زملائهم ونشرها." بمتوسط یساوى (2.17) من أصل (5)، وقد یعود ذلک لصعوبة معرفة بیانات الطلاب من قبل زملائهم. تلیها عبارة " تسجیل أحد الطلاب زمیله عند إجابته فی القاعة الدراسیة ونشرها " بمتوسط یساوى (2.25) من أصل (5)، وقد یکون السبب وراء قلة حدوث مثل هذا الانتهاکات خوف الطلاب من إجراءات عقابیة من قبل الجامعة عند شکوى الطالب المتضرر. تلیها عبارة " اطلاع طالب على درجات زمیله ونشره بین زملائهم " بمتوسط یساوى (2.29) من أصل (5)، وقد یعود قلة هذه الانتهاکات لعدم وجود فائدة من إعلان درجات الطلاب لزملائهم الآخرین، کما أن بعض الدرجات تکون غیر معلنة للجمیع. تلیها عبارة " قیام بعض الطلاب بتصویر زملائهم ونشرها عبر برامج التواصل الاجتماعی دون موافقتهم " بمتوسط یساوى (2.29) من أصل (5)، وقد یکون السبب وراء قلة حدوث مثل هذه الانتهاکات صعوبة إجراء عمل التصویر أمام الطلاب والأساتذة، وتجدر الإشارة إلى أن جمیع هذه الانتهاکات السابقة التی حصلت على ترتیب متأخر تقع عند المستوى المنخفض حسب آراء أفراد العینة، کما أنها جمیعها مرتبطة بانتهاکات الطلبة فیما بینهم.

    ومن جهة أخرى یوضح الجدول (1) مقارنة بین المصادر الرئیسة لانتهاکات خصوصیة الطلبة، حیث یشیر بأن أکثر انتهاکات خصوصیة الطلبة تصدر من متطلبات النظام الأکادیمی وفقاً لآراء عینة الدراسة بمتوسط یساوی (2.76) من أصل (5)، وهو یقع فی المستوى المتوسط، وقد یعود ذلک إلى أن النظام الأکادیمی یسعى للحصول على بیانات ومعلومات الطلبة لإنجاز متطلبات الجودة والتطویر والاعتماد الأکادیمی، کما أن الجامعات تتجه إلى التحول إلى الأنظمة الإلکترونیة التی تتمیز بقدرتها على احتفاظ کمیات کبیرة من بیانات الطلبة وسهولة تبادلها مع الآخرین، والطلبة فی المقابل لیس بوسعهم رفض متطلبات الجامعة حتى لو دخلت فی خصوصیتهم، ویأتی المصدر الثانی لانتهاک خصوصیة الطلبة وهو أستاذ المقرر وفقاً لآراء عینة الدراسة بمتوسط یساوی (2.68) من أصل (5)، وهو یقع فی المستوى المتوسط، وقد یعود ذلک إلى أن أستاذ المقرر لدیه بیانات عن الطلبة معظمها أکادیمیة قد یُطلعها للآخرین وبالذات طلبة مادته، ولا یستطیع الطالب منع أستاذه من إظهار معلوماته لزملائه، مع أن هذا الأمر انتهاک لخصوصیته، ویأتی انتهاک خصوصیة الطلبة الصادر من الطلبة فیما بینهم فی المرکز الأخیر وفقاً لآراء عینة الدراسة بمتوسط یساوی (2.31) من أصل (5)، وهو یقع فی المستوى المنخفض، ویعود السبب وراء ضعف هذا المصدر إلى خوف الطلبة من تعرضهم للتأدیب من قبل أستاذ المقرر، أو لوائح الجامعة، عند إفشاء أو تسجیل أو تصویر زملائهم.

      ویتضح مما سبق وجود أشکال عدیدة لانتهاکات خصوصیة الطلبة حسب آراء طلاب وطالبات کلیة التربیة بالجامعة، ومن مصادر مختلفة أبرزها متطلبات النظام الأکادیمی وکذلک أستاذ المقرر.

   وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من یانج وونج (Yang,F.&Wang,S.2014) ،فی أن انتهاک خصوصیة الطلاب قد تکون من أستاذ المقرر من خلال تجمیع بیانات أو نشر بیانات عن الطالب قد تکون مرتبطة أو غیر مرتبطة بالجانب الأکادیمی، ودراسة آیفنتلر وشوماخر (Ifenthaler,.& Schumacher,.2015) أن من صور انتهاک خصوصیة الطلاب هو تجمیع الجامعة لبیانات کثیرة عن الطلاب، لیس لها علاقة بالجانب الأکادیمی للطلاب. 

   للإجابة عن السؤال الثانی الذی نصه (ما العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة؟) فقد عرضت أداة الدراسة العوامل التی تؤدی إلى

 

انتهاک الخصوصیة لمعرفة آراء الطلبة حول العوامل التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیهم، وکانت النتائج کما فی الجدول (2).

جدول (2) التکرارات والمتوسطات الحسابیة لاستجابات أفراد عینة الدراسة نحو العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة .

م

أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة

درجة الموافقة

المتوسط

الانحراف المعیاری

الترتیب

عالیة جداً

عالیة

متوسط

منخفضة

منخفضة جداً

1

تهاون أستاذ الجامعة فی المحافظة على خصوصیة طلابه

ت

27

58

54

104

70

2.58

1.25

11

%

8.6

18.5

17.2

33.1

22.3

2

التوجه نحو أخذ آراء الطلبة فی القضایا الأکادیمیة وطرحها للنقاش.

ت

67

128

70

36

12

3.65

1.05

9

%

21.3

40.8

22.3

11.5

3.8

3

تحلیل نتائج الطلبة ونشرها للاستفادة منها

ت

48

143

70

41

9

3.58

0.99

10

%

15.3

45.5

22.3

13.1

2.9

4

مناقشة درجات الطلبة فی المجالس الأکادیمیة کأحد متطلبات الجودة.

ت

47

107

119

32

7

3.50

0.94

14

%

15.0

34.1

37.9

10.2

2.2

5

زیارة فرق الاعتماد الخارجی للاطلاع على المعلومات الأکادیمیة للطلبة.

ت

48

96

129

28

10

3.46

0.96

17

%

15.3

30.6

41.1

8.9

3.2

6

إرفاق صور من إجابات بعض الطلاب فی ملف المقرر المتاح للأخرین للاطلاع علیه

ت

59

73

97

53

30

3.25

1.21

21

%

18.8

23.2

30.9

16.9

9.6

7

تکلیف الطلاب جماعیاً لعمل المتطلبات والواجبات الدراسیة.

ت

82

118

61

38

12

3.71

1.10

6

%

26.1

37.6

19.4

12.1

3.8

عوامل أکادیمیة

3.38

0.62

 

8

سهولة التعامل مع التقنیات تساعد على انتهاک الخصوصیة

ت

35

105

91

44

35

3.20

1.16

23

%

11.1

33.4

29.0

14.0

11.1

9

قدرة التقنیة على تخزین کم هائل من معلومات الطلبة

ت

69

143

71

15

14

3,76

0,99

3

%

22.0

45.5

22.6

4.8

4.5

10

یتطلب النظام الأکادیمی الإلکترونی عدداً من الموظفین الذین یطلعون على معلومات الطلبة

ت

48

116

97

36

14

3,48

1,03

15

%

15.3

36.9

30.9

11.5

4.5

11

القدرة على إخفاء الشخصیة فی التعامل مع التقنیات الإلکترونیة.

ت

49

106

117

25

16

3,47

1.01

16

%

15.6

33.8

37.3

8.0

5.1

12

یواجه الطلبة صعوبة فی تحدیث بیاناتهم فی النظام الأکادیمی الإلکترونی.

ت

33

80

93

70

35

3,02

1.16

25

%

10.5

25.5

29.6

22.3

11.1

13

سرعة وسهولة استرجاع معلومات الطلبة بفضل التقنیات الإلکترونیة

ت

72

134

79

21

6

3.79

0.94

2

%

22,9

42,7

25,2

6,7

1,9

عوامل تقنیة

3.45

0.62

 

14

ضعف تفعیل اللوائح التی تنظم سیاسات الخصوصیة.

ت

50

113

117

20

11

3.55

0.95

13

%

15,9

36,0

37,3

6,4

3,5

15

غیاب الجزاءات لمنتهکی الخصوصیة.

ت

63

109

98

32

8

3.06

1.00

24

%

20.1

34.7

31.2

10.2

2.5

16

وضع سیاسات للخصوصیة یتطلب خبراء فی التقنیة والقانون والجودة والتطویر الأکادیمی.

ت

76

119

87

18

10

3.75

0.99

4

%

24.2

37.9

27.7

5.7

3.2

17

کثرة التطبیقات الالکترونیة وتنوعها وتجددها یؤدی إلى صعوبة تنظیمها

ت

53

95

103

45

14

3.41

1.07

20

%

16.9

30.3

32.8

14.3

4.5

18

 انتشار الإرهاب والعنف یجعل معلومات الطلبة تحت الملاحظة.

ت

55

93

105

43

15

3.42

1.08

18

%

17.5

29.6

33.4

13.7

4.8

19

التقنیات الإلکترونیة تتطلب تنظیماً على أساس دولی.

ت

71

111

48

14

7

3.66

1.02

8

%

22.6

35.4

28.0

10.5

2.5

عوامل تنظیمیة

3.56

0.68      

 

20

الخصوصیة تختلف من فرد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر.

ت

131

111

48

14

7

4.11

0.97

1

%

41,7

35,4

15,3

4,5

2,2

21

التوسع فی الحریات یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الأفراد.

ت

90

102

80

29

10

3.75

1.07

5

%

28.7

32.5

25.5

9.2

3.2

22

انتهاکات الخصوصیة خارج الجامعة منتشرة ومقبولة عند الکثیر منهم

ت

54

78

86

69

24

3.22

1.19

22

%

17.2

24.8

27.4

22.0

7.6

23

صعوبة تحدید مفهوم الخصوصیة عند التعامل مع التقنیات الحدیثة  

ت

59

115

89

42

7

3.57

1.01

12

%

18.8

36.6

28.3

13.4

2.2

24

قلة الندوات والمؤتمرات حول خصوصیة الطلاب فی التعلیم المعتمد على الجودة والتقنیة

ت

83

108

79

32

11

3.70

1.07

7

%

26.4

34.4

25.2

10.2

3.5

25

جاذبیة التطبیقات الإلکترونیة تدفع الطلاب إلى استخدامها فی انتهاک خصوصیة الآخرین

ت

54

99

99

40

20

3.41

1.11

19

%22

17.2

31.5

31.5

12.7

6.4

عوامل ثقافیة

3.62

0.70  

 

المتوسط العام

3.50

                         

      ویتضح من الجدول (2) أن المتوسط العام لآراء أفراد العینة عن العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة بلغ (3.50) من (5)، وهو یقع فی المستوى المتوسط، ویشیر إلى أن أفراد العینة یتفقون فی أن العوامل الأکادیمیة والتقنیة والتنظیمیة والثقافیة مجتمعة تؤدی إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة. 

     

 

 فی حین تقع متوسطات آراء أفراد العینة عن العوامل المؤدیة لانتهاکات خصوصیة الطلبة بین (4.11-3.02) من أصل (5)، ویقع جزء من هذه المتوسطات فی المستوى المرتفع، ومعظمها فی المستوى المتوسط، ولا یوجد عبارات فی المستوی المنخفض؛ ولعل السبب وراء حصول هذه العبارات على مستوى مرتفع أو متوسط قناعة أفراد العینة بارتباط هذه العوامل بانتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة

      وفی الجانب الآخر کانت أقوی العوامل المؤدیة إلى انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة کما یراها أفراد العینة عبارة " الخصوصیة تختلف من فرد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر." بمتوسط یساوی (4.11) من أصل (5)، وهو یقع فی المستوى المرتفع، وقد یعود ذلک إلى أن هذا العامل یجعل الخصوصیة غیر معروفة ومحددة، فکل فرد لدیه خصوصیة خاصة به تختلف عن الآخرین، کما أن اختلاف المجتمعات تؤدی إلى اختلاف نظرتهم للخصوصیة، وهذا یزید من انتشار انتهاکات الخصوصیة لعدم معرفة ما هو خاص وغیر خاص لبعض الطلبة، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل الثقافیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة. وتأتی عبارة " سرعة وسهولة استرجاع معلومات الطلبة بفضل التقنیات الإلکترونیة " کثانی أقوى عامل یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلبة بمتوسط یساوی (3.79) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن ممیزات التقنیات الحدیثة ساهمت بشکل واسع فی انتهاکات خصوصیة الطلبة ویصنف هذا العامل من العوامل التقنیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة، وتأتی عبارة " قدرة التقنیة على تخزین کم هائل من معلومات الطلبة " کثالث أقوى عامل یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلبة بمتوسط یساوی (3.76) من أصل (5) ویعود ذلک أیضاً ممیزات التقنیات الحدیثة من خلال احتفاظها بکمیات هائلة من البیانات التی قد تکون عرضة فی إی وقت للاطلاع علیها، ویصنف هذا العامل من العوامل التقنیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة. وتأتی عبارة " وضع سیاسات للخصوصیة یتطلب خبراء فی التقنیة والقانون والجودة والتطویر الأکادیمی." کرابع اقوى عامل یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلبة بمتوسط یساوی (3.76) من أصل (5) ویعود ذلک إلى أن قضیة خصوصیة الطلبة لها أبعاد مختلفة، منها: قانونیة، وأکادیمیة، وتقنیة، یصعب وضع التنسیق والاتفاق بینهم، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل التنظیمیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة. وتأتی عبارة " التوسع فی الحریات یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الأفراد" کخامس أقوى عامل یؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلبة بمتوسط یساوی (3.75) من أصل (5)، ویعود ذلک إلى عصرنا الحاضر الذی یتمیز بالمناداة بالحریات التی قد تتخطى الحدود إلى انتهاک الخصوصیات، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل الثقافیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة، وتجدر الإشارة إلى أن جمیع هذه العوامل تقع متوسطاتها الحسابیة فی المستوى المرتفع. ومن جهة أخرى احتلت عبارة " یواجه الطلبة صعوبة فی تحدیث بیاناتهم فی النظام الأکادیمی الإلکترونی." کآخر عامل یؤدی إلى انتهاکات خصوصیة الطلبة کما یراه أفراد العینة بمتوسط یساوی (3.02) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن النظم الإلکترونیة الحدیثة تتیح للطلبة سهولة تحدیث بیاناتهم، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل التقنیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة. وتأتی عبارة " غیاب الجزاءات لمنتهکی الخصوصیة. " کعامل متراجع بمتوسط یساوی (3.06) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن هناک عقاباً یطبق على منتهکی الخصوصیة فی حالة اکتشافهم من قبل أنظمة الجامعة، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل التنظیمیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة. وتأتی عبارة " سهولة التعامل مع التقنیات تساعد على انتهاک الخصوصیة" کعامل متراجع بمتوسط یساوی (3.22) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن انتهاک الخصوصیة یرتبط بالشخص أکثر من ارتباطه بالتقنیات، وتصنف الدراسة هذا العامل من العوامل التقنیة التی تؤدی إلى انتهاکات الخصوصیة.  

       ویشیر الجدول (2) إلى مقارنة بین قوة العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة الطلبة، حیث جاءت العوامل الثقافیة کأبرز العوامل التی تؤدی إلى انتشار انتهاک الخصوصیة وفقاً لآراء العینة بمتوسط یساوی (3.62) من أصل (5)، وقد یعود ذلک على أن ثقافة الشخص سواء کان طالباً أو أستاذً أو موظفاً تحدد انتهاکه لخصوصیة الآخرین، وتأتی العوامل التنظیمیة فی الترتیب الثانی بمتوسط یساوی (3.56) من أصل (5) وقد یعود ذلک لأهمیة العوامل التنظیمیة فی البیئة الأکادیمیة المتطورة والمتجددة، فی حین تأتی العوامل التقنیة فی الترتیب الثالث من بین العوامل المؤدیة لانتهاک خصوصیة طلبة الجامعة بمتوسط یساوی ( 3.45) من أصل (5)، وقد یعود تراجع هذ العوامل فی نظر أفراد العینة إلى أن التقنیة تطبیقات ونماذج تدار من قبل الأشخاص ولیس لها دور مباشر فی الخصوصیة، وتأتی العوامل الأکادیمیة آخر العوامل التی تأثر فی انتهاک خصوصیات الطلبة بمتوسط یساوی (3.56) من أصل (5)، وقد یعود ذلک إلى أن المتطلبات الأکادیمیة منطقیة وضروریة ولا تتدخل فی خصوصیات الطلبة، ولکن هذا العوامل متقاربة فی تأثیرها على انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، حیث تقع کلها فی المستوى المتوسط  

     مما سبق یتضح بأن طلاب وطالبات کلیة التربیة یتفقون على أن العوامل الثقافیة والعوامل التنظیمیة والعوامل التقنیة والعوامل الأکادیمیة تساهم فی انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة.  

     وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات کل من: دراسة لیم وجین (Lim,C.&Jin,J.2006) فی أن التقدم التقنی من العوامل الرئیسیة التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیة الطلاب، ودراسة مادین ورینی (Madden,M.&Raini,L.2015) التی أثبتت أن للمؤسسات دوراً کبیراً فی انتهاک الخصوصیة من خلال تجمیع بیانات کثیرة، وعدم تأمین تلک المعلومات بشکل یحافظ على الخصوصیة، ودراسة أسیلر ومرسین (Acilar,A.&Mersin,S.2015) التی أشارت إلى دور استخدام مواقع التواصل الاجتماعی فی نشر خصوصیة الطلاب، ودراسة عاطف (عاطف، 2013)، ودراسة کیلدرمان (Kelderman,E.2014) التی أشارت إلى أهمیة الجانب التنظیمی والتشریعی فی الحفاظ على خصوصیة الطلاب.

     وللإجابة عن السؤال الثالث: والذی نصه "هل یوجد فروق ذات دلاله إحصائیة بین استجابات طلبة کلیة التربیة نحو أشکال انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة تُعزى للاختلاف فی الجنس (طالب –طالبة) عرض الجدول (3) نتائج تحلیل التباین الأحادی للکشف عن الفروق الإحصائیة فی المتوسطات الحسابیة لآراء أفراد العینة نحو أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة وفقاً للاختلاف فی جنس الطلبة (ذکر-أنثى).

جدول (3) الفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة نحو أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة یعزى للاختلاف فی جنس الطلبة

المحور الرئیسی

المحاور والفرعیة

المتغیر

(الجنس)

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

الدلالة الإحصائیة

اشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة

مرتبطة بالنظام الأکادیمی

ذکر 

162

2.648

0.754

2.896-

0.004*

أنثى

151

2.892

0.737

مرتبطة بأستاذ المقرر

ذکر 

162

2.428

0.933

5.896-

0.000*

أنثى

151

2.964

0.859

مرتبطة فیما بین الطلبة

ذکر 

162

2.431

1.085

2.068

0.039*

أنثى

151

2.188

0.992

المجموع

ذکر 

162

2.502

0.791

2.162-

0.030*

أنثى

151

2.681

0.660

          یتضح من الجدول (3) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات آراء طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود نحو أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة مجتمعة تُعزى للاختلاف فی جنس الطلبة، وهذه الفروق دالة إحصائیاً عند قیمة (ت) تساوی(-02.162)، ومستوى دلالة یساوی (0.030)، وهی أصغر من (0.05)، مما یعنی أن الطلبة على حسب اختلافهم فی الجنس یفرقون بین جمیع أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة، وهذه الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (2.681)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی ( 2.502) مما یعنی أن الطالبات یرین انتهاکات خصوصیتهن أکثر من الطلاب، وهذا یعود إلى طبیعة الأنثى التی لدیها حساسیة حول نشر بیناتها الشخصیة والأکادیمیة، وبالنظر لمصادر الخصوصیة بشکلٍ محدد یوجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات آراء طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود نحو أشکال انتهاکات خصوصیة الطلبة من متطلبات النظام الأکادیمی تُعزى للاختلاف فی جنس الطلبة، وهذه الفروق دالة إحصائیاً عند قیمة (ت) تساوی(-2.896)، ومستوى دلالة یساوی (0.004)، وهذه الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (2.892)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی (2.648) مما یعنی أن الطالبات یرین انتهاکات خصوصیتهن المرتبطة بمتطلبات النظام الأکادیمی أکثر من الطلاب، والأمر نفسه حیث توجد فروق  دالة إحصائیاً مرتبطة بأستاذ المقرر عند قیمة (ت) تساوی(-5.896)، ومستوى دلالة یساوی (0.000)، وهذه الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (2.964)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی (2.428)، مما یعنی أن الطالبات یرین انتهاکات خصوصیتهن المرتبطة بأستاذ المقرر أکثر من الطلاب، وقد یعود ذلک إلى رغبة الطالبات فی الاحتفاظ بمعلوماتهن الشخصیة التی یطلبها النظام الأکادیمی، وکذلک عدم رغبة فی إظهار معلوماتهن الأکادیمیة لدى زمیلاتهن. وفی الجانب الآخر یوجد فروق دالة إحصائیاً مرتبطة بالطلبة أنفسهم عند قیمة (ت) تساوی(2.068)، ومستوى دلالة یساوی (0.039)، ولکن الفروق هذه المرة لصالح الطلاب مقارنة بالطالبات، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور الذی یساوی (2.431)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث فیساوی (2.188)، مما یعنی أن الطلاب یرون انتهاکات خصوصیتهم المرتبطة فیما بینهم أکثر من الطالبات، وقد یعود ذلک إلى أن الطالبات یحترمن خصوصیة الآخرین مثل ما یرغبن فی عدم تدخل الآخرین فی خصوصیاتهن.

    ویتضح مما سبق أن هناک فروقاً واضحة فی استجابات طلاب وطالبات کلیة التربیة بجامعة الملک سعود حول أشکال انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة.

     وللإجابة عن السؤال الرابع: والذی نصه " هل یوجد فروق ذات دلاله إحصائیة بین استجابات طلبة کلیة التربیة نحو العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة تُعزى للاختلاف فی الجنس (طالب -طالبة)؟" یعرض الجدول (4) نتائج تحلیل التباین الأحادی للکشف عن الفروق الإحصائیة فی المتوسطات الحسابیة لآراء أفراد العینة نحو العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة وفقاً للاختلاف فی جنس الطلبة (ذکر-أنثى).

جدول (3) الفروق بین استجابات أفراد عینة الدراسة نحو العوامل التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة وفقاً للاختلاف فی جنس الطلبة

المحور الرئیسة

المحاور والفرعیة

المتغیر

(الجنس)

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

الدلالة الإحصائیة

العوامل المؤدیة لانتهاکات خصوصیة الطلبة

عوامل أکادیمیة

ذکر 

162

3.211

0.647

5.33-

0.000*

أنثى

151

3.574

0.549

عوامل تقنیة

ذکر 

162

3.267

0.653

5.61-

0.000*

أنثى

151

3.648

0.557

عوامل تنظیمیة

ذکر 

162

3.496

0.739

1.84-

0.066

أنثى

151

3.638

0.612

عوامل ثقافیة

ذکر 

162

3.604

0.052

0.436-

0.663

أنثى

151

3.643

0.060

المجموع

ذکر 

162

3.388

0.037

4.636-

0.000*

أنثى

151

3.624

0.033

          یتضح من الجدول (4) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات آراء طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود عن العوامل المؤدیة إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة مجتمعة تُعزى للاختلاف فی جنس الطلبة، وهذه الفروق دالة إحصائیاً عند قیمة (ت) تساوی(-4.636)، ومستوى دلالة یساوی (0.000)، وهی أصغر من (0.05)، مما یعنی أن الطلبة على حسب اختلافهم فی الجنس یفرقون بین العوامل التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، وهذه الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (3.624) أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی (3.388) مما یعنی أن الطالبات یؤمنّ بـتأثیر العوامل الثقافیة والتنظیمیة والتقنیة والأکادیمیة على انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة أکثر من الطلاب، وهذا یعود إلى أهمیة الخصوصیة للإناث، والتعرف على أسبابها، وبالنظر إلى کل عامل على حدة یوجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات آراء طلبة کلیة التربیة بجامعة الملک سعود نحو العوامل الأکادیمیة التی تؤدی إلى انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة تُعزى للاختلاف فی جنس الطلبة، وهی دالة إحصائیاً عند قیمة (ت) تساوی(-5.33)، ومستوى دلالة یساوی (0.000)، وهذه الفروق لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (3.574)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی (3.211)، مما یعنی أن الطالبات یرین أن العوامل الأکادیمیة تساهم فی انتهاکات خصوصیتهن أکثر مما یراه الطلاب، وفی الوقت نفسه یوجد فروق  دالة إحصائیاً  للعوامل التقنیة عند قیمة (ت) تساوی(-5.61)، ومستوى دلالة یساوی (0.000)، وهذه الفروق أیضاً لصالح الطالبات مقارنة بالطلاب، وذلک یتضح من المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الإناث الذی یساوی (3.648)، أمّا المتوسط الحسابی لاستجابات الطلبة الذکور فیساوی (3.267)، مما یعنی أن الطالبات یرین تأثیر العوامل الأکادیمیة والعوامل التقنیة أکثر مما یراه الطلاب، وقد یعود ذلک إلى أن جوانب العوامل الأکادیمیة عدیدة وتخلق فرقاً بین الطالبات والطلاب وأن العوامل التقنیة تساهم بطرق مختلفة فی انتهاکات الخصوصیة مما جعلها تختلف بین الطالبات والطلاب، فی حین أن استجابات أفراد العینة عن العوامل التنظیمیة والثقافیة لم تسجل فروقاً ذات دلالة بین الطالبات والطلاب، فقد کانت العوامل التنظیمیة غیر دالة، وذلک عند قیمة (ت) تساوی(-1.84)، ومستوى دلالة یساوی (0.066)، والعوامل الثقافیة غیر دالة أیضاً عند قیمة (ت) تساوی(-0.436)، ومستوى دلالة یساوی (0.663)، وقد یعود عدم وجود فروق دالة بین استجابات الطلاب والطالبات نحو العوامل التنظیمیة والثقافیة المؤدیة لانتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة إلى وضوح هذه العوامل وفهمها للطلاب والطالبات على حدٍ سواء .

    ویتضح مما سبق أن هناک فروقاً دالة بین استجابات الطلاب واستجابات الطالبات فی کلیة التربیة بجامعة الملک سعود حول العوامل الأکادیمیة والتقنیة، وهناک فروقاً غیر دالة بین استجابات الطلاب واستجابات الطالبات نحو العوامل التنظیمیة والعوامل الثقافیة المؤدیة لانتهاک خصوصیة طلبة الجامعة.

     وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة زهونق کین (Zhong,W.&Qian, Y.2015) بأن هناک عوامل تؤثر فی انتهاکات خصوصیة الطالب من بینها جنس الطالب (ذکر أو أنثى).

 ملخص النتائج والتوصیات

  أظهرت الدراسة الحالیة مجموعة من النتائج الجدیرة بالاهتمام، یمکن استعراضها فی النقاط الآتیة:

  • توصلت نتائج الدراسة الحالیة إلى وجود أشکال لانتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، وکان أبرزها بقاء معلومات الطلبة الشخصیة فی النظام الأکادیمی بعد انتهاء الغرض منها، کذلک اطلاع عدد کبیر من المسؤولین على معلومات الطلاب فی النظام الأکادیمی، ویلیها طلب أستاذ المقرر من الطلبة القیام بتبادل تصحیح واجباتهم.
  • أشارت نتائج الدراسة الحالیة إلى أن أکثر انتهاکات خصوصیة طلبة الجامعة تصدر من متطلبات النظام الأکادیمی، ویلیه بعد ذلک أستاذ المقرر.
  • تشیر نتائج الدراسة إلى أن هناک عوامل تساهم فی انتشار انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، ومن أبرز هذه العوامل أن الخصوصیة تختلف من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، ویأتی بعدها سرعة وسهولة استرجاع معلومات الطلبة بفضل التقنیات الإلکترونیة، وکذلک قدرة التقنیة على تخزین کم هائل من معلومات الطلبة.
  • أشارت نتائج الدراسة الحالیة إلى أن أسباب انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة تکون نتیجة للعوامل الأکادیمیة، والتقنیة، والتنظیمیة، والثقافیة، وکانت أقوى هذه العوامل تأثیراً على خصوصیة الطلبة العوامل الثقافیة، ویلیها التنظیمیة.
  • أظهرت نتائج الدراسة الحالیة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین استجابات الطلاب واستجابات الطالبات نحو أشکال انتهاک خصوصیة طلبة الجامعة، حیث أن الطالبات یرین وجود انتهاکات للخصوصیة أکثر من الطلاب.  
  • أظهرت نتائج الدراسة الحالیة أن هناک فروقاً ذات دلالة إحصائیة بین استجابات الطلاب واستجابات الطالبات للعوامل الأکادیمیة والتقنیة المؤدیة لانتهاک الخصوصیة، فی حین لم یوجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی العوامل التنظیمیة الثقافیة.

 

 

التوصیات:

بناءً على نتائج الدراسة الحالیة فقد توصلت الدراسة إلى عددٍ من التوصیات الآتیة:

  1. إعادة النظر فی متطلبات النظام الأکادیمی وإلغاء ما یمس خصوصیة طلبة الجامعة.
  2. یجب على الجامعة إزالة معلومات الطلبة بشکل دوری عند انتهاء الغرض منها؛ کی لا تقع فی ید الآخرین.
  3. عقد لقاءات مع الطلبة بشکلٍ مستمر فی الجامعة لتعرف على قضایا خصوصیات الطلبة، لأنها تختلف من فردٍ إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر.
  4. ینبغی على الجامعة وضع لوائح محددة للخصوصیة توجه للأساتذة، والطلبة، والموظفین، نحو احترام خصوصیة الطلبة، وعدم إفشاء معلوماتهم الشخصیة والأکادیمیة.
  5. وضع إجراءات خاصة لحمایة خصوصیة الطالبات تخلف عن الطلاب لحساسیة الطالبات عن إظهار بعض معلوماتهن، کما أشارت إلیها نتائج الدراسة الحالیة.
  6. تطویر الأنظمة الإلکترونیة بالجامعة بحیث یقلل التدخل البشری الذی لدیه الحق فی الاطلاع على معلومات الطلبة.


المراجع العربیة

الأستاذ، سوزان. (2013). انتهاک حرمة الحیاة الخاصة عبر الانترنت، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادیة والقانونیة، 29(13)، 421-455.

الأمم المتحدة. (2007). الإعلان العالمی لحقوق الإنسان، نیویورک: إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة.

بسیونی، محمد شریف. (2003) الوثائق الدولیة المعنیة بحقوق الإنسان، مج2، القاهرة: دار الشروق.

جامعة الإسکندریة. (2014). میثاق الأخلاقیات والتقالید الجامعیة، الإصدار الأول. الإسکندریة: کلیة الدراسات الاقتصادیة والعلوم السیاسیة.

جامعة قطر.(2015). میثاق النزاهة الطلابیة. تم استرجاعه 12 ینایر 2015 من  http://www.qu.edu.qa/ar/students/student-integrity-code.php#Student Integrity Code.

الشامی، عبد الرحمن. (2014م). الإعلام الجدید والإعلام القدیم: التحدیات والفرص، الکویت، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة، المجلد 32، العدد 125.

عاطف،کریم.(2013). الخصوصیة الرقمیة بین الانتهاک والغیاب التشریعی. تم استعادتها من الانترنت فی 24 دیسمبر 2015 من http://sitcegypt.org/?p=1425..

الغامدی، عبداللطیف.(2007). حقوق الإنسان وأثرها فی تنویر ثقافة الطالب الجامعی، تم استرجاعه فی 10 ینایر 2015 من   http://www.alukah.net/sharia/0/1350/.

الفراهیدی الخلیل بن احمد .  (2003). العین ، دار الکتب العلمیة ، الجزء الثالث،  بیروت. 

الهنیدی، جمال. ( 2013). إطار أخلاقی مقترح لاستخدام شبکات التواصل الاجتماعی فی المجتمع الإسلامی وسبل تفعیله لدى طلاب وطالبات الدراسات العلیا بکلیة التربیة بالإسماعیلیة.  مجلة الثقافة والتنمیة، العدد (70).

 

ثانیا ً: المراجع الإنجلیزیة

Acilar,A., Mersin,S. (2015). The relationship between Facebook usage and privacy concern among university students, Electronic Journal of Social Sciences, 14(54), pp. 103-114.

Akpojivi,U., Bevan-Dye,A.(2015). Mobile advertisements and information privacy perception amongst South African Generation Y students, Telematics and informatics, 32(1), pp. 1-10.

Alshamayleh H., Aljaafreh R., Aljaafreh A., Albadayneh D. (2015). Measuring the quality of E- services and its impact on students satisfaction at Jordanian universities, Journal of Theoretical and Applied Information Technology, 74(3). pp .274-286.

Benson, V.,  Saridakis, G. Tennakoon, H.( 2015) Purpose of social networking use and victimization: Are there any differences between university students and those not in HE?, Computers in Human Behavior, 51, Part B: pp. 867-872

Cabinet Office, Government of Japan. (2005). Act on the Protection of Personal Information, Retrieved October 22, 2008 from http://www5.cao.go.jp/seikatsu/kojin/foreign/act.pdf.

Gonzalez, D. (2015). Managing online risk: Apps, mobile and social media security, Oxford: Elsevier butterworth-hein

 Heath, J. (2014). Contemporary privacy theory contributions to learning analytics, Journal of Learning Analytics, 1(1), p. 140–149.

Ifenthaler,D.  Schumacher,C.(2015). Divulging personal information within learning analytics systems. Paper presented at the 12th International Conference on Cognition and Exploratory Learning in Digital Age, Maynooth, KE, Ireland.

Kafali,O. Gunay A. and Yolum P. (2014). Detecting and Predicting Privacy Violations in Online Social Networks. Journal of Distributed and Parallel Databases, 32(1), pp. 161–190.

Kelderman, Eric .(2014). For Colleges, Student-Privacy Law Can Be an Obligation and a Shield, Chronicle of Higher Education, 61(9)

Lim, C. C & Jin J.S. (2006). A Study on Applying Software Security to Information Systems: E-Learning Portals. International Journal of Computer Science and Network Security,.6 (3B), 162-163.

Louisiana State University Shrevepor. (2015). Access to and Release of Student Information, Lsus.

Madden, M.,  Rainie, L.(2015). Americans’ Attitudes about Privacy, Security and Surveillance, Pew Research Center, retrieved 22 Dec 2015 from http://www.pewinternet.org/2015/05/20.

Organization for Economic Co-operation and Development (OCED) (2006). Report on the Cross-border Enforcement of Privacy Laws. Retrieved October 24 from http://www.oecd.org/dataoecd/17/43/37558845.pdf.

Organization for Economic Co-operation and Development (OCED).(2011). Thirty Years After The OECD Privacy Guidelines, OECD Publishing.

Yang, F. & Wang, S. (2014). Student’ Perception Toward Personal Information and Privacy Disclosure in E-Learning, Turkish Online Journal Of Educational Technology, 13(1), pp. 207-216.

Zhong,W.& Qian,Y.( 2015).Privacy trust of personal data in china in the era of big data: the survey and countermeasures, computer law and security review,  31, pp. 782–792.