تحقيق المزايا التنافسية بالجامعات المصرية في ضوء الذکاء الاستراتيجي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تتمثل مشکلة الدراسة الحالية في السؤال التالي "  کيف يمکن للجامعات المصرية تحقيق المزايا التنافسية المستدامة من خلال  تبنيها  لنظام الذکاء الاستراتيجي؟ ولتحقيق هذا الهدف فقد استعانت الدراسة بالمنهج الوصفي لکونـه المـنهج المناسـب لدراسـة الظـواهر الاجتماعية والإنسانية
وأفرزت الدراسة عن عدد من النتائج کان أهمها ان الذکاء الاستراتيجي أصبح من الدعائم الأساسية لتحقيق المزايا التنافسية للمؤسسات المختلفة في مواجهة التحديات التي أفرزتها التغيرات التکنولوجية وثورة المعلومات و اشتداد المنافسة, کما يساهم الذّکاء الاقتصادي في تحقيق التّميز التّنافسي المستديم من خلال دوره المزدوج الهجومي  والدفاعي وفى نهاية الدراسة أوصت بانه لنجاح ممارسات الذکاء الاستراتيجي  بالجامعات المصرية يحتاج تطوير للبنية التحتية التکنولوجية المناسبة لتدعيم عملياته بدقة وتقليل التکاليف والعمل على إنشاء  وحدات للذکاء الاستراتيجي بالجامعات المصرية  

الكلمات الرئيسية


تحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة فی ضوء  الذکاء الاستراتیجی

إعـداد

د/ عنتر محمد أحمد عبد العال

أستاذ التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة المساعد

کلیة التربیــة -جامعة سوهاج

ملخص الدراسة

تتمثل مشکلة الدراسة الحالیة فی السؤال التالی "  کیف یمکن للجامعات المصریة تحقیق المزایا التنافسیة المستدامة من خلال  تبنیها  لنظام الذکاء الاستراتیجی؟ ولتحقیق هذا الهدف فقد استعانت الدراسة بالمنهج الوصفی لکونـه المـنهج المناسـب لدراسـة الظـواهر الاجتماعیة والإنسانیة

وأفرزت الدراسة عن عدد من النتائج کان أهمها ان الذکاء الاستراتیجی أصبح من الدعائم الأساسیة لتحقیق المزایا التنافسیة للمؤسسات المختلفة فی مواجهة التحدیات التی أفرزتها التغیرات التکنولوجیة وثورة المعلومات و اشتداد المنافسة, کما یساهم الذّکاء الاقتصادی فی تحقیق التّمیز التّنافسی المستدیم من خلال دوره المزدوج الهجومی  والدفاعی وفى نهایة الدراسة أوصت بانه لنجاح ممارسات الذکاء الاستراتیجی  بالجامعات المصریة یحتاج تطویر للبنیة التحتیة التکنولوجیة المناسبة لتدعیم عملیاته بدقة وتقلیل التکالیف والعمل على إنشاء  وحدات للذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة  .

الکلمات الافتتاحیة :الذکاء الاستراتیجی  المزایا التنافسیة ,الجامعات المصریة 


Study Summary

The problem of the present study is the question: "How can Egyptian universities achieve sustainable competitive advantages through their adoption of the strategic intelligence system?" To achieve this objective, the study used the descriptive approach as the appropriate method for studying social and human phenomena

The study revealed a number of results, the most important of which is that strategic intelligence has become one of the main pillars for achieving the competitive advantages of different institutions in facing the challenges caused by technological changes and the information revolution and the intensification of competition. The economic intelligence contributes to achieving sustainable competitive advantage through its dual offensive and defensive role. The study recommended that the success of strategic intelligence practices in Egyptian universities requires the development of appropriate technological infrastructure to strengthen its operations accurately and reduce costs and work on the establishment of units of strategic intelligence in the university Egypt

Key Words: Strategic Intelligence Competitive Advantages, Egyptian Universities

 

 

تحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة فی ضوء  الذکاء الاستراتیجی

إعـداد

د/ عنتر محمد أحمد عبد العال

أستاذ التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة المساعد

کلیة التربیــة -جامعة سوهاج

المقدمة

لقد شهد العالم تحولا جذریا فی العدید من المجالات الاقتصادیة والاجتماعیة , وأسفرت عولمة الأسواق والإنتاج عن إدماج الأسواق الوطنیة فی تجارة عالمیة واحدة , وقد تعزز هذا التحول من خلال تراجع الحواجز التجاریة والتطورات الأساسیة فی تکنولوجیات الاتصال والمعلومات والنقل کما أسفرت عن زیادة الإنتاج العالمی والاستثمار الأجنبی وزیادة الواردات والصادرات والضغوط التنافسیة الهائلة بین الدول والصناعات (Hill, C.W.L., 2005).

ولقد کان لهذه التغییرات  اثر کبیر فی موازین القوى فی العالم کله , وارتبطت تلک التغییرات ارتباطا وثیقا بمدی حصول الدول المختلفة وامتلاکها للمعلومة مما أدى إلى زیادة الطلب على اقتناء والتحکم بالمعلومات المختلفة حیث یعمل الجمیع سواء أکانت دول أو مؤسسات من اجل اقتناء المعلومة والتحکم بها ,وقد ترتب على ذلک  وجود ثقافة جدیدة موسومة بروح المنافسة واحیانا بروح الصراع  ,وبالتالی أصبحت  المعلومة  من صمیم عمل الشرکات والمؤسسات المختلفة  وأصبحت تلک الشرکات تدرک تماما ان قدرتها على المنافسة مرتبة ارتباطا وثیقا بقدرتها على حصولها على المعلومات وقدرتها على تلقى إشارات قبل غیرها وتحلیلها للنظر فی وضعها المستقبلی , وهذه القدرة لا یمکن ان تحقق إلا باستخدامها منهجا جدیدا اطلق علیة منهج الذکاء الاستراتیجی , والذی ظهر فی الفکر الإداری المعاصر کآلیة وأداة فعالة لفهم متطلبات البیئة المحیطة، حیث حول نشاط المؤسسات من نشاط علاجی إلى نشاط استباقی  واضحت المعلومة لها بعد استراتیجی وأداة لفحص وتحلیل متغیرات بیئتها من أجل تحدید نقاط القوة والضعف على مستوى المحیط الداخلی والتقاط إشارات عن الفرص المتاحة وتفسیر تهدیدات محیطها الخارجی لمحاولة إیجاد حلول تساعد على التّکیف معها

حیث یمکن النظر إلى الذکاء الاستراتیجی وفقا لما أشار به ثام Tham وکیم Kim على أنه ما تحتاجه المؤسسة لمعرفة بیئة أعمالها  الخارجیة واحیانا الداخلیة لتمکینها من الحصول على نظرة ثاقبة للعملیات الحالیة، وتوقع التغییر وإدارته فی المستقبل، وتصمیم الاستراتیجیات المناسبة التی من شأنها خلق قیمة الأعمال للعملاء، وتحسین الربحیة فی الأسواق الحالیة والجدیدة (Tham, K.D. & Kim, H.M., 2002).

کما بدأت المؤسسات المختلفة تدرک أهمیة الذکاء الاستراتیجی برغم تطبیقاته القلیلة، وبدأت تحاور حاجاتها إلى هذا النمط من الذکاء مع سعیها لتحقیق التوأمة بینه وبین أنماط الذکاء (الشعوری والتنافسی والأعمال) وتـدریب قیادتها على تنمیة عناصرها وإدارته بفاعلیة وقد برز الذکاء الاستراتیجی الذی یرسم به قادة المنظمات والذی یحذو بالرؤیة المستقبلیة والقدرات الإبداعیة فضلاً عن تهیئته لتوفیر المعلومات لصناع القرار وصیاغة الاستراتیجیات والخطط فی المنظمات بشکل عام وفی المنظمات الخدمیة على شکل خاص فضلا عن ذلـک یأخذ الذکاء موقعه بین العدید من موضوعات رأس المال الاجتماعی ونظم إدارة المعرفة والنسیج الثقـاف ی والذاکرة المنظمیة وغیرها( عمران , 2015م).

ولقد أشار الصالح (2012م) إلى أن کثیراً من المفاهیم التی کانت الجامعات فى معظم دول العالم تنأى بنفسها عن التعامل معها، مثل مفاهیم السوق والعملاء والتنافسیة، أصبحت قضایا ذات أهمیة وضرورة للجامعات، وأصبح البحث عن فهم أصیل ومتعمق لمصطلح التنافسیة بین الجامعات ومتطلبات تحقیقها عملاً أصیلاً ولیس تکمیلیاً أو اختیاریاً أمام الجامعات .من هذا المنطلق  نبعت فکرة الدراسة الحالیة والتی تعد محاولة لدراسة العلاقة بین الذکاء الاستراتیجی وتحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

ثانیا: مشکلة الدراسة

أن الأزمات والتغیرات  العالمیة التی ظهرت خلال عقد التسعینات وزیادة العولمة  وثورة المعلومات والمنافسة الشدیدة جعلت من الصعوبة بإمکان على مسئولی الإدارة الجامعیة  بمختلف مستویاتها  من إدارة جامعتهم  بالطرق التقلیدیة , حیث یقع على عاتقهم العدید من المهام الإداریة والفنیة والقدرة على اتخاذ القرار السلیم فی الوقت المناسب وذلک لتحقیق أهداف الجامعات المرسومة باستراتیجیتیها المختلفة  بصفة عامة وأهدافهم الشخصیة من إدارة مؤسساتهم

کما أن تلک الظروف والمتغیرات التی رافقت التنوع والتقیید فی عوامل البیئتین الداخلیة والخارجیة لمنظمات العصر الحالی, استلزمت وجود قادة ومفکرین أذکیاء من ذوی القدرات الفکریة والمهارات غیر التقلیدیة التی تعتمد على أسس المعرفة والتنمیة والخبرة ومبادئها, وتکوین التصورات والرؤى ذات العلاقة بالمستقبل وسبل مواجهة الحاضر والتی غدت تتصف بالدینامیکیة الشدیدة, مما زاد من أهمیة تحلیلها ومتابعتها باستمرار ومحاولة السیطرة علیها أو التأثیر فیها, وذلک لضمان النجاح والتفوق والبقاء(العبیدی:2010م)

ومن المؤکد أن العصر الراهن یشهد وسیشهد تراجع دور ووظیفة نظم التعلیم العالی التقلیدیة فلم یعد قطاع التعلیم منعزلاً عن الانتشار العالمی لتکنولوجیا المعلومات، فالتعلیم العالی یتأثر بعدد من العوامل والقوى، والتسارع المذهل فی تکنولوجیا المعلومات، ،حیث یبرز دورها فی إعادة تشکیل الجامعات فی ظل التغیر الدائم والمتسارع فی التکنولوجیا والتحولات الدیمغرافیة، وعولمة المؤسسات وغیرها من التحدیات المستقبلیة التی لا یمکن الوقوف حیالها مکتوفی الأیدی.

وقد أجریت بعض الدراسات للتأکید على ضعف الذکاء الاستراتیجی أو احد عناصره ( الذکاء التنافسی - الذکاء الاقتصادی- إدارة المعرفة) بالجامعات المصریة , کما أُجریت العدید من الدراسات التی تناولت سبل تحسین المرکز التنافسی للجامعات ,فقد أشارت  دراسة أمین (2017) إلى وجود مؤشرات تدل على انخفاض القدرة التنافسیة للجامعات المصریة , مما یبعد الجامعات المصریة عن الترتیب الدولی للجامعات العالمیة  ,کما أشارت دراسة عبد العزیز (2015م) إلى عدم وجود أی جامعات عربیة أو مصریة فی تصنیف التایمز، ویرجع احتلال الجامعات العربیة لمراکز متأخرة فی التصنیفات العالمیة للجامعات إلى قلة الجهود التی تبذلها الجامعات العربیة لتحسین جودتها والنشر العلمی بها، والذی یعد أهم معیار فی تصنیف الجامعات عالمیا، ورغم ذلک فإن هذه الجامعات لدیها بعض الفرص التی یمکن أن تساعدها فی تدعیم مرکزها التنافسی وتعینها على تحقیق أهدافها الاستراتیجیة کالتعاون مع الهیئات المعنیة بالبحث العلمی والنشر، وتقدیم التقدیر والاعتراف العلمی لمن یقوم من أعضائها بالنشر الدولی وتحفیزهم مادیا أو معنویا

وقد توصلت دراسة هاشم (2012) إلى نتائج من أهمها  وجود قصور فی جودة المعرفة القائمة على أساس التفاعل والاحتکاک بین أعضاء بیئة التدریس بالجامعات المصریة ونظرائها من الجامعات الأجنبیة وقد أوصت الدراسة إدارة الجامعات وأعضاء هیئة التدریس على العمل الجماعی من خلال القیام بمشروعات بحثیة مشترکة حول إدارة المعرفة، واستثارة الحالة الإبداعیة لدیهم وتنمیتیها.

فی حین أشارت دراسة عبد الباسط محمد دیاب( 2010) والتی هدفت إلى التعرف على الخبرات والتجارب الدولیة فی مجال القدرة التنافسیة للجامعات ورصد واقع الجامعات المصریة وترتیبها فی هیکل تصنیف الجامعات العالمیة, وتوصلت الدراسة إلى وضع تصور مقترح لتحسین وتطویر القدرة التنافسیة للجامعات المصریة فی ضوء بعض الخبرات والتجارب الدولیة.

کما أکدت  بعض الدراسات (عباس ,2006م) (حسن, 2006)  على عدم جود  الجامعات المصریة فی قائمة التصنیفات  الدولیة  حیث عمدت تلک الدراسات إلى التعرف علی أهم المعوقات التی تعرقل تحسین وضع الجامعات المصریة، والتی تمثلت فی مجموعة من المشکلات منها ما یتعلق بإدارة العملیة التعلیمیة، ومنها ما یتعلق بالبحوث والتطور أو ما یرتبط بجودة التعلیم وذلک بسبب غیاب معاییر قومیة موحدة، ومنها ما یتعلق بانخفاض جودة مخرجات العملیة التعلیمیة. کما أشارت هذه الدراسات إلی ضرورة تطویر سیاسة القبول بالجامعات مع مراعاة الطاقة الاستیعابیة للجامعات، وتطویر الخطط والبرامج الدراسیة وتحدیثها، وتنمیة الموارد البشریة والارتقاء بمستوی التأهیل والکفاءة والخبرة، وکذلک الارتقاء بمستوی البحث العلمی والدراسات العلیا وإعطاء دور أکبر للقطاع الخاص.

وعلاوة على ذلک فقد تعرضت العدید من الدراسات السابقة للعلاقة بین الذکاء الاستراتیجی والمزایا التنافسیة  ,فقد أکدت دراسة (المقادمة، 2013) على ان هناک علاقة ارتباطیة قویة بین توفر الکفاءات البشریة المبدعة وتحقیق المیزة التنافسیة وکذلک بین توفر القدرات والمهارات وتحقیق المیزة التنافسیة فی ظل الثورات المعرفیة . وفی نفس السیاق أشارت دراسة (بریش، 2005)إلى ان  العنصر البشری هو أهم مصدر لاختلاف المؤسسات عن بعضها، لأن قدراته الإبداعیة هی الأصل الوحید القادر على امتلاک المعارف التی تمثل الثروة الحقیقیة , فی حین أشارت دراسة (الدهدار، 2006)هناک علاقة بین التحسین المستمر والاهتمام بالعنصر البشری وبین المیزة التنافسیة لمؤسسات التعلیم العالی

وإلى جانب ذلک فقد أکدت دراسة زاید (2008)  على أن التنافس فى مجال التعلیم العالی أصبح  امر واقعی، حیث ارتفعت أعداد الجامعات والمعاهد الأکادیمیة والعلمیة والبحثیة الحکومیة الخاصة، على المستوى القومی أو الإقلیمی والعالمی ، والجامعات المنشاة حدیثا  وجدت لتنافس فى سوق التعلیم، مما أوجد منافسة شرسة بینها وبین الجامعات القدیمة بالتالی أکدت الدراسة على ان الجامعة التی لن تسعى للوصول إلى میزة تنافسیة فسوف تفقد المکان والمکانة. کما أنّ دراسة أحمد (2004)  أکدت على أهمیة توفیر میزات تنافسیة بین الجامعات لتکون الأفضل فی ضوء  التحولات العالمیة واقتصاد المعرفة ، بما یسمح لها بجذب أفضل العناصر البشریة ، لتبدأ حالة من التنافس بین الجامعات لإحداث تغییرات استراتیجیة فى مختلف هیاکلها المادیة والمعرفیة  حتى تتمکن من تحقیق میزة تنافسیة 

الأمر الذی یتطلب من الجامعات إعادة النظر فی کثیر من ممارساتها التقلیدیة، فبرزالذکاءالاستراتیجیStrategic Intelligence )  ) کأداةفاعلةلتوجهالمؤسسات المختلفةنحوتحقیقأهدافها علىالمدىالبعید،والمحافظةعلىمکانتهاوقراءةمستقبلهاوتمکینالمسئولینمناستشعارالفرصالمتاحةوالتکیف معالتغیراتالتیتحیطبها. حیث اکد میشیل ماکوبی  Maccoby إنالسببالرئیسی فی نجاح العدید من  القادةفیقیادتهم لمؤسساتهم  وإدارتهاهوامتلاکهمنوعاًمختلفاًمنالذکاءالذیلمیصفهعلماءالنفس،وهوالذکاءالاستراتیجی حیث عرفهبأنهذکاءیتصفبهقادةالمؤسساتوعناصرههی(الاستشراف،تفکیرالنظم،الرؤیةالمستقبلیة،الشراکة القدرةعلىتحفیزالعاملینMaccoby, Michael (2017)

اضف إلى ذلک فان الذکاءالاستراتیجی یعدأحدأنواعالمواردغیرالملموسة للجامعات المصریة  وأحدمصادرالقوة الاستراتیجیة التنافسیة لها ،باعتبارهمن  أحدأدواتالنجاح الاستراتیجیالمتجسدفیالجودةوالتفوقالاستراتیجی،والذی یعملعلىربطالمؤسساتالذکیة بالقدراتالأساسیةالتییتمتعبهاأفرادها کأحدالتطوراتالمهمةلتکنولوجیاالمعلومات وکذلکالاهتمامبتنظیمالمعرفةالضمنیةحسبقواعدمعینةتلائمالمنظماتلتحویلهاإلىمعرفة ظاهرةتلائمقدراتمنظماتالأعمالالإنتاجیةوالخدمیةفیإقامةخطوطالاتصالالإلکترونیعلى نحویساعدهاعلىالاستجابةلطلباتالزبونإلکترونیاً،وکذلکتعملتلکالمنظماتبآلیاتتبادل المعلوماتالإلکترونیة )الإدارةالإلکترونیة ) وإدارةالشراکةالاستراتیجیةفیبیئةالمنافسةالعالمیة والدولیةوالمحلیة،ویعتمدذلکعلىتشخیصمجالاتاستثمارالذکاءالاستراتیجیبأبعادهالتی تحتاجهاتلکالمنظمات )الطائیوالخفاجی, 2009م).

ومن هذا المنطلق بدأتالجامعات المختلفةتدرکأهمیهالذکاءالاستراتیجیفیالعصرالحدیثومدىاحتیاجاتهاإلىهذاالنمطمنالذکاء،معسعیهالتحقیقالمواءمة بینهوبینأنماطالذکاءالأخرىکالذکاءالعاطفی،والذکاءالتنافسیوذکاءالأعمال ( عوض, 2013م),حیثیرتبط الذکاءالاستراتیجیبنوعممیزمنالقدراتالعقلیةالتییحتاجهامسئولی الجامعات المصریة  والتیتتیحلهمإمکانیةالتفکیرالشمولیبمستقبلالجامعات المصریة والبحثعن أفضلالسبلوالإمکاناتالتیتوفرأستحضاراتمناسبةتستهدفتحقیقالمکانة المرموقةوالموقعالمتمیزللجامعاتمنخلالهالتفوقعلىالآخرین،ویساعدالذکاء الاستراتیجیالجامعاتفیتحقیقأهدافهابعیدةالمدىویمکنالقادةمناقتناصالفرص والتکیفمعالمتغیرات (الرواشدة, 2013م)

ولماللذکاءالاستراتیجیمنأهمیهفقدأخذتالجامعات العالمیة بعملیات الذکاء الاستراتیجی بها, لتمکینها من المنافسة فی هذا الخضم الکبیر من التغیرات کما أنها تساعدها لاستباق الأزماتوالتهیؤلمواجهتها ، فأصبحنشاطتلکالجامعاتنشاطًااستبقیًاولیسعلاجیًا,واذا کان هذا الحدیث ینطبق على الجامعات العالمیة ,فبالتالی ینطبق على الجامعات ومن هنا جاءت الفکرة الأساسیة لتلک الدراسة والتی تتمثل فی محاولة کیفیة تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة فی ضوء مدخل الذکاء الاستراتیجی, وذلک لما یوفره الذکاء الاستراتیجی لمسئولی الجامعات من الحصول على المعلومات والتی تعد جوهر عملیة اتخاذ القرار التربوی.

ثالثا : أسئلة الدراسة

تأسیساً على ما سبق عرضه یمکن تلخیص مشکلة الدراسة الحالیة فی السؤال التالی "  کیف یمکن للجامعات المصریة تحقیق المزایا التنافسیة المستدامة من خلال  مدخل الذکاء الاستراتیجی؟

وللإجابة على هذا السؤال الرئیسی یمکن الإجابة عن الأسئلة الفرعیة  الأتیة

1. ما الذکاء الاستراتیجی وأهمیته فی ضوء الأدبیات الإداریة المعاصرة  ؟

2. ما المرتکزات الأساسیة للمزایا التنافسیة فی ضوء الأدبیات الإداریة المعاصرة    ؟

3. ما واقع المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة وعلاقتها بالذکاء الاستراتیجی ؟

4. ما دور الذکاء الاستراتیجی فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة؟

5. ما التوصیات المختلفة والتی من شانها تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة فی ضوء مدخل الذکاء الاستراتیجی ؟

رابعا : أهداف الدراسة

     لکل دراسة هدف أو غرض یجعلها ذات قیمة علمیة، والهدف من الدراسة یفهم عادةً على أنه السبب الذی من أجله قام الباحث بإعداد هذه الدراسة و البحث العلمی هو الذی یسعى إلى تحقیق أهداف عامة غیر شخصیة ذات قیمة و دلالة علمیة وعلى هذا تهدف الدراسة الحالیة إلى تحقیق الأهداف الأتیة :

  • التعرف على ماهیة الذکاء الاستراتیجی وخصائصه وأدواره فی ضوء الأدبیات الإداریة المعاصرة 
  • التعرف على المرتکزات الأساسیة للمزایا التنافسیة فی ضوء الأدبیات الإداریة المعاصرة
  • التعرف على دور الذکاء الاستراتیجی فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة
  • التوصل إلى عدد من التوصیات المختلفة والتی من شانها تفعیل دور الذکاء الاستراتیجی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

خامسا :أهمیة الدراسة

تنطلق أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلی :

  • محاولتها التعرف على أهمیة  الذکاء الاستراتیجی ودوره فی  تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة وبالتالی تأتی أهمیة هذه الدراسة من کونها تربط بین مفهوم وخصائص الذکاء الاستراتیجی والمزایا التنافسیة للجامعات المصریة
  • کما تنبع أهمیة الدراسة الحالیة من أهمیة الموضوع الدراسة حیث تبحث فی موضوع الذکاء الاستراتیجی والذی تفتقر الیه الدراسات العربیة فی مجال الإدارة العامة بعامة والتربویة بخاصة , ولذلک تعد تلک الدراسة على حد علم الباحث من أوائل الدراسات العربیة التی تتناول تلک العلاقة بین الذکاء الاستراتیجی وتحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة 
  • وبالتالی یأمل الباحث فی إمکانیة الاستفادة من نتائجها  قدر المستطاع لتطویر التعلیم الجامعی المصری لیتمشى مع المنافسة الشدیدة التی تتعرض لها .

سادساً : مصطلحات الدراسة

         أ‌-         الذکاء الاستراتیجی

  1. یعرف  کوربی ((Quarmby,2003 بأنهذلکالذکاءالذییتمتعبهالمدیرین فی المستویات العلیا من الإدارة  مناجل صیاغةالسیاساتوالخططالاستراتیجیةطویلةالأمدللمؤسسة
  2. وإلى جانب ذلک عرفها دیجنارو وأخرون ( Degenaro, et, al,2000:VI ) بأنه" أداةلتوفیرمعلوماتشاملةعن البیئةالخارجیةلکبارصناعالقرارفیالوقتالمناسب،وبمایدعمعملیةتطویرهم للاستراتیجیة
  3. ویتفق ( الطائی , والخافجی , 2009م) على نفس المفهوم السابق  حیث یؤکدان على ان الذّکاء الاستراتیجی یعتمد على" المعلومة ذات التّوجه الاستباقیة أی ترتبط بالقدرة على استشراف مستقبل المنظمة، وهی منطویة على درجة عالیة من عدم التّأکد، وتلعب دور هام فی 3 عملیة تکییف المنظمة مع بیئتها المتغیرة، وتهدف إلى صیاغة أهدافها الاستراتیجی
  4. کما تعرف ( الرواشدة , 2013م) الذکاء الاستراتیجی بأنه" هوذکاءیتمتعبهقادةالمنظماتومنسوبیها تتمثل فی ( الاستشراف،تفکیرالنظم،الرؤیةالمستقبلیة،الدافعیة,القدرةعلىالتحفیز العاملین،الشراکة( , ویمکنهممنالاستفادةمنالمعلوماتالمتوافرةلاتخاذالقرارات الصائبة،وصیاغةالخططوالسیاساتوالاستراتیجیات،والاستعدادلمواجهةالأزمات قبلوقوعها.
  5. بینما یرى دو توت و سیوداس (Du Toit, A.S.A. & Sewdass, N., 2014). بان الذکاء الاستراتیجی منصة مفیدة لتولید البیانات التی تحدد لیس فقط أداء المؤسسة  ولکن أیضا قدرتها التنافسیة مع المنافسین الأخرین فی نفس الصناعة

ومما سبق یمکن تقدیم تعریف للذکاء الاستراتیجی وفقا للدراسة الحالیة فی انه یمثل قدرة مدیری المستقبل بالجامعات المصریة على استشراف المستقبل والإدراک التام للبیئة الخارجیة التی تحیط بها, للحصول على المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب فی الوقت المناسب مع النظرة المستقبلیة لتأثیر تلک القرارات على الإداء الکلى للجامعة .

       ب‌-       المزایا التنافسیة

  1. یعرف المجلس الأمریکی للسیاسة التنافسیة ( US Competitiveness Policy Council,1992). بأنها  "القدرة على إنتاج السلع والخدمات التی تلبی اختبار الأسواق الدولیة فی حین یتحصل أفراد تلک الدولة على مستوى دخل مستمرا ومستداما على المدى الطویل، المدى الذی من خلاله تستطیع الدولة فی ظل شروط السوق الحرة  إنتاج منتجات وخدمات تنافس فی الأسواق  العالمیة، وفی نفس الوقت یتم تحقیق زیادة الدخل لأفرادها فی الأجل الطویل"
  2. بینما یعرف التقریر السنوی للتنافسیة العالمیة بانها "قدرة الأمة على إیجاد بیئة تحافظ على المزید من القیمة لمشاریعها، وتزید من الرخاء لشعبها من خلال مجموعة المؤسسات والسیاسات والعوامل التی تحدد مستوى إنتاجیة الدولة ، ومستوى الإنتاجیة یحدد بدوره مستوى الرخاء الذی یمکن أن یحققه الاقتصاد Klaus .S, Xavier ,M(2014)
  3. وإلى جانب ذلک یشیر مرکز ایمد للتنافسیة العالمیة  إلى ان القدرة التنافسیة تشمل الطریقة التی تدیر بها دولة ما  مجمل مواردها وکفاءاتها لزیادة رخاء مواطنیها کما أنها تعنی بها  قدرة المنظمة على تصمیم وإنتاج وتسویق منتجات متفوقة مقارنة بما یقدمه منافسوها  IMD World Competitiveness Center (2017  

4. فی حین أشار الإبراهیم فی تعریفه للمیزة التنافسیة بأنها «نظام تتوافر فیه المیزة التی تفوق ما یتوافر لدى المنافسین، وأن الفکرة ترتکز فی القیمة التی خلفها لتزوید الزبون وبطریقة عالیة الکفاءة (الإبراهیم، 2009م)

وفی ضوء التعریفات السابقة یجد الباحث أن المیزة التنافسیة  تعنی السمات والخصائص التی تمیز جامعة ما عن غیرها من الجامعات المنافسة ، وتحقق لهذه الجامعة قدرة على تقدیم الخدمات بالجودة العالیة وفی الزمان والمکان الملائمین وبأقل التکالیف مع قناعتها بأن البقاء للأجدر.

سابعا :حدود الدراسة

أ‌-  الحدود الموضوعیة تقتصر الدراسة الحالیة على دراسة تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة فی ضوء الذکاء الاستراتیجی , لذا فان الدراسة تقتصر على متغیرین أولهما التعرف على المرتکزات الأساسیة للذکاء الاستراتیجی وثانیهما التعرف على أسس المزایا التنافسیة فی الجامعات المصریة وتوضیح مفهومها  وأهمیتها وخصائصها وأبعادها وشروطها  ثم تتعرض الدراسة لتوضیح کیفیة  تحقیق المزایا التنافسیة المستدامة للجامعات المصریة من خلال  تبنیها  لنظام الذکاء الاستراتیجی

ب‌-    الحدود الجغرافیة: تقتصر تلک الحدود فی توضیح کیفیة  تحقیق المزایا التنافسیة المستدامة للجامعات من خلال  تبنیها  لنظام الذکاء الاستراتیجی  فی جمهوریة مصر العربیة

ت‌-   الحدود الزمنیة تقتصر الدراسة الحالیة فی عام 2017م.

ثامنا :منهج الدراسة

یقصد بالمنهج تلک الطرق والوسائل والأسالیب التی تستعین بها فروع العلم المختلفة فى عملیة جمع البیانات واکتساب المعرفة ، من المیدان ولکل مشکلة بحثیة بعض الخصائص التی تفرض على الباحث منهجاً معیناً لدراستها، وفى هذه الدراسة سوف یستعین الباحث المنهج الوصفی لکونـه المـنهج المناسـب لدراسـة الظـواهر الاجتماعیة والإنسانیة، فمن  خلال خطوات المنهج الوصفی فان الباحث یقوم بوصف کلا من مفهومی الذکاء الاستراتیجی والمزایا التنافسیة للجامعات المصریة  وتشخیصهما وإلقاء الضوء على مختلف جوانبهما فی الجامعات المصریة , وذلک بجمع البیانات من الأدبیات والدراسات السابقة المرتبطة بالذکاء الاستراتیجی وعلاقتها بالمزایا التنافسیة بهدف تکوین خلفیة نظریة کافیة حول کیفیة تحقیق التنافسیة للجامعات المصریة من خلال انتهاجها لنظام الذکاء الاستراتیجی .

لکی یتحقق ذلک  تسیر الدراسة الحالیة  وفقا للخطوات التالیة:

تحلیل للمرتکزات الأساسیة للذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة .

تحلیل للمزایا التنافسیة للجامعات المصریة

تحلیل لواقع المزایا التنافسیة فی ظل الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

تحلیل لدور الذکاء الاستراتیجی فی تحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة

توصیات لتحقیق المزایا التنافسیة المستدامة للجامعات المصریة من خلال  تبنیها  لنظام الذکاء الاستراتیجی

أولا : المرتکزات الأساسیة للذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

         أ‌-         مفهوم الذکاء الاستراتیجی

یعد مفهوم الذکاء من المجالات النشاط العلمی التی لها تاریخ غنی بکثیر من التفسیرات، وما زال هذا المفهوم یفتقر إلى الوضوح Maccoby, Michael (2017)

 ولقد ظهرت الکلمة اللاتینیة( Intelligence ) لأول مرة على ید الفیلسوف الرومانی سیشارون وشاعت هذه الکلمة فی الإنجلیزیة والفرنسیة (Intelligence ) ، وتعنی لغویا بالذهن( Intellect ) ( والفهم ) Understanding ( والحکمة ) Sagacity لذا فان تناول النشاط العقلی لم یکن مقتصرا على علماء النفس، وإنما تناولاه الفلاسفة قبلهم، وکان منهجهم فى ذلک معتمد على المنهج التأملی العقلی وهو نفس المنهج الذی أتبعه علم النفس قبل أن  یصبح علما خاض للبحث التجریبی (العبادی  ,2012)

وهذا ما اکد علیه ( حسن ,2002) عندما أشار إلى ان الفلاسفة اهتموا منذ القدم حتى وقتنا الحالی بدراسة مفهوم الذکاء بدایة من أفلاطون الذی کان ینظر للذکاء بانه محصلة المظهر الإدراکی للنشاط العقلی

وتتفق مع القول السابق ناتالی أنا (Natalia Ana,2013)  بقولها ان مفهوم الذکاء الإنسانی احتل حیزا واسعا فی المحاولات الرامیة للوقوف على حقیقته، تمثل ذلک فی عدد لا نهائی من الدراسات والبحوث والنظریات متعددة المناهج والأسالیب والتی تسعى للوصول إلى تصور واضح عن طبیعة الذکاء الإنسانی، ومکوناته ،وخصائصه ومظاهره، وأسالیب التعبیر عنه، وقیاسه.

ونتیجة لذلک فقد اختلف الإداریون وعلماء النفس والفلاسفة  فی تعریف الذکاء بصفة عامة والاستراتیجی بخاصة, وعادة ما تستخدم کلمة الذکاء لتدل على معانی متعددة , حیث حصرت ناتالی أنا (Natalia Ana,2013)  معنى کلمة الذکاء فی معنیین یکاد یکونا مختلفین حیث أکدت على ان المعنی الأول یرکز على مفهوم الذکاء کنشاط یقوم به العقل أما  المعنی الثانی فأنه یرکز على المنتج النهائی من تلک العملیة 

وبالطریقة نفسها  فان مفهوم الذکاء الاستراتیجی  intelligence Strategicله العدید من المعانی ,فهناک اتجاه ینظر الیه باعتباره میزه تنافسیة, حیث أشار جونسون  إلى انه ( Johnson,2000 ) وظیفةتختصبتحلیلالمنافسینوفهم أهدافهمالمستقبلیةواستراتیجیاتهمالحالیة،ومایؤمنونبهمنفرضیاتعنأنفسهم والصناعةوفهمقدراتهم. وفی نفس السیاق یعرف  کوربی ((Quarmby,2003 بأنهذلکالذکاءالذییتمتعبهالمدیرین فی المستویات العلیا من الإدارة  مناجل صیاغةالسیاساتوالخططالاستراتیجیةطویلةالأمدللمؤسسة

فی المقابل فانه  یتم الجمع بین الذکاء الاستراتیجی مع أنواع أخرى من الذکاء لإیجاد معلومات ذات قیمة مضافة المعرفة بما یتماشى مع القرارات الاستراتیجیة للمنظمة (Abbas keikha Ebrahim hadadi,2016)

 وهناک اتجاه أخر ینظر إلى مفهوم الذکاء الاستراتیجی کأداة لاتخاذ القرار فیشیر (النعیمی,2008م) إلى ان الذکاءالاستراتیجییشکل أحداهم عناصر صناعة   واتخاذ القرارکما انه یؤدیإلى تحقیق التمییزمن خلالتوافرالمقدرةعلىإیجاد  الحلوللمشکلاتالعملالمعقدة ,وبدائل لتلک المشکلات

وفی نفس السیاق یؤکد کلارا أخرون(CLar,et,al,2008)  بان الذکاءالاستراتیجیباعتباره  مجموعةمن العملیات التیتستهدفالبحثعن المعلوماتومعالجتهاثمنشرهاوحمایتها،لتکونفیمتناولالشخصالملائم  وفی الوقتالمناسبلتمکنهمناتخاذالقرارالصحیح .

وینسحب المفهوم السابق على مفهوم  ( الطائی , والخافجی , 2009م) حیث یؤکدان على ان الذّکاء الاستراتیجی یعتمد على" المعلومة ذات التّوجه الاستباقیة أی ترتبط بالقدرة على استشراف مستقبل المنظمة، وهی منطویة على درجة عالیة من عدم التّأکد، وتلعب دور هام فی 3 عملیة تکییف المنظمة مع بیئتها المتغیرة، وتهدف إلى صیاغة أهدافها الاستراتیجی

کما یعرف کل من لیبواتز & شو و کای الذکاء الاستراتیجی بأنه "معلومات استراتیجیة هامة یتم تقدیمها  لکبار المدیرین بعد إجراء عملیة المسح والتحلیل لها  ، بحیث تؤثر على تغییر معتقدات المسئولین وتغییر التزاماتهم  وإجراءات التنفیذ لأعمالهم  بشکل افضل  (Liebowitz, J., 2006). ( Xu, M. & Kaye, R., 2009)

فی حین یشیر مارشاند & هیکس (Marchand, D. & Hykes, A., 2007) على أنه یوفر المعلومات الصحیحة المتاحة للأشخاص المناسبین لمساعداتهم فی اتخاذ قرارات اقتصادیة مستنیرة حول مستقبل منظماتهم وبدون هذه المعلومات، یعتقد أنه سیکون من الصعب على الموظفین اتخاذ القرارات الصحیحة لتحقیق المنافسة المطلوبة

وإلى جانب ذلک یعرفها مارک (: XU Mark,2007)  وصول المعلومات الصحیحة إلى أیدی الأشخاص المناسبین فی الوقت المناسب حتّى یتمکنوا من اتخاذ القرارات الصائبة حول مستقبل عمل المنطمة

وعلاوة على ذلک تشیر ( الرواشدة , 2013م) إلىأنه" هوذکاءیتمتعبهقادةالمنظماتومنسوبیها تتمثل فی ( الاستشراف،تفکیرالنظم،الرؤیةالمستقبلیة،الدافعیة,القدرةعلىالتحفیز العاملین،الشراکة( , ویمکنهممنالاستفادةمنالمعلوماتالمتوافرةلاتخاذالقرارات الصائبة،وصیاغةالخططوالسیاساتوالاستراتیجیات،والاستعدادلمواجهةالأزمات قبلوقوعها.

کذلک ینظر البعض إلى الذکاء الاستراتیجی باعتباره  عملیةمنهجیةومستمرةلإنتاجالذکاءاللازمذو القیمةالاستراتیجیةبشکلفعاللتسهیلاتخاذالقراراتعلىالمدىالطویلوتشملتحسین الخدماتللعملاءالمشارکینفیاتخاذالقراراتالاستراتیجیة،لذا فانه یعتبر عملیةمعلوماتیة یتم من خلالها الاطلاع على بیئة المؤسسة لتمکینها من تحقیق أهدافها ( محمد وأخرون , 2012م)

کما یشکل الذکاء الاستراتیجی أداة استراتیجیة تستخدم لتسهیل تحدید الفرص والتهدیدات المحتملة, وبالتالی یرى دو توت و سیوداس (Du Toit, A.S.A. & Sewdass, N., 2014). بانها قاعدة هامة مفیدة لتولید البیانات التی تحدد لیس فقط أداء المؤسسة ولکن أیضا قدرتها التنافسیة مع المنافسین الأخرین فی نفس المجال ، کما یرى سالیه ودوی ان الجهود نحو الذکاء الاستراتیجی تعد مهارة للبقاء والنجاح فی عالم غیر مستقر وغیر ثابت (Salih, A. & Doll, Y., 2013)

فی حین یرکز بعض العلماء على رأس المال الفکری حیث یؤکد ذلک أوبیت وأخرون  (Opait, G., Bleoju, G., Nistor, R. & Capatina, A., 2016). على أهمیة دور ووجود رأس المال البشری داخل المنظمة باعتبارها مهمة فی جمع المعلومات وتنظیمها واستخدامها باعتبار الموارد البشریة داخل المنظمة مثل الموظفین والمدیرین أساسیة فی تحدید القدرة التنافسیة للشرکة من خلال استخدام أدوات مثل تحلیل المنافسین وتحلیل اتجاهات الصناعة الأوسع نطاقا

وعلى الرغم من تباین المفاهیم المقدمة للذّکاء الاستراتیجی من اتجاه إلى أخر إلا أنه یکاد تتفق جمیع تلک التعریفات  حول  أهمیة تلک العملیة وعلى الدور الجوهری للمعلومة فی تشکیل هذا المفهوم، والدور الهام فی اتخاذ وصنع القرار ورسم الاستراتیجیة للمؤسسة  ومما سبق یمکن تقدیم تعریف للذکاء الاستراتیجی فی انه یمثل قدرة مدیری المستقبل على استشراف المستقبل والإدراک التام للبیئة الخارجیة التی تحیط المؤسسة للحصول على المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب فی الوقت المناسب مع النظرة المستقبلیة لتأثیر تلک القرارات .

 

 

 

       ب‌-       أهدف الذکاء الاستراتیجی

للذکاء الاستراتیجی أهدافاً محددة  اختلف الباحثین فی سردها , ففی هذا الصدد یشیر عثمان (2017م) إلى ان أهداف الذکاء الاستراتیجی یمکن ان تتمثل فیما یلی:-

  1. توفیر تنبؤات وتحذیرات بالتهدیدات المحیطة بالمنظمة  واتخاذ الإجراءات الوقائیة لتلک التهدیدات
  2. تمکین المنظمات من الاستجابة لتغیرات البیئة الحالیة والمستقبلیة والتخطیط والتنبؤ بالنتائج بالشکل الذی ینعکس إیجابیا ً عن سمعتها وموقعها.
  3. تطویر القتعات والآراء  التخمینیة بشان الأحداث المستقبلیة واعتماد هذه  الأحداث کأساس لحل المشکلات
  4. النهوض بمهمة جمع المعلومات وتحلیلها للبیئة الخارجیة وجعل المنظمات تبحث عن إیجاد صیغ ذکیة فی مجال البحث والتطویر
  5. توفیر معلومات استراتیجیة تمکن المؤسسات المختلفة  من فهم التهدیدات والتحدیات  التی تحیط بها حالیه ومستقبلیة

وإلى جانب ذلک فقد أشار السکندر توباک وأخرون, et al,2001  Alexander Tübke إلى ان أهداف الذکاء الاستراتیجی یمکن ان تتمثل فی الاتی :

  1. حیث یوفر الذکاء الاستراتیجی نظرة ثاقبة للمعنیین على الإمکانیات التقنیة الحدیثة فى المجتمع.
  2. کما انه یوفر العواقب الناجمة عن تحقیق هذه الإمکانات.
  3.  کما یؤدی الذکاء الاستراتیجی إلى توفیر مساحة أکبر للتفاعل لأولئک المعنیین.
  4. وعلاوة على ذلک فقد أشارت احدى الدراسات إلى ان أهداف الذکاء الاستراتیجی تکمن فیما یلی :
  5. تطویر عملیات المعلومات التی تمکن وتشجع الناس على التعرف بفعالیة والاستفادة من المعلومات التجاریة الاستراتیجیة
  6.  توفیر التکنولوجیا المناسبة لتمکین الاستخدام الفعال للمعلومات وتسلیمها
  7. بناء ثقافة تشجع الموظفین وتوجههم فی استخدامهم للمعلومات

من کل ما سبق یمکن القول بان الذکاء الاستراتیجی یهدف إلى تمکین الجامعات من الاستجابة لتغیرات الحادثة فی البیئة الخارجیة من خلال النهوض بمهمة جمع وتوفیر معلومات استراتیجیة وتحلیلها للبیئة الخارجیة وجعل الجامعات تبحث عن إیجاد صیغ ذکیة فی مجال البحث والتطویر وعن فهم التهدیدات والتحدیات  التی تحیط بها حالیه ومستقبلیة  و ویمکن إجمالی أهداف الذکاء الاستراتیجی فی الجامعات المصریة فی النقاط الأتیة :

  1. توفیر تنبؤات وتحذیرات بالتهدیدات المحیطة بالجامعات المصریة  وکلیاتها المختلفة واتخاذ الإجراءات الوقائیة لتلک التهدیدات
  2. تمکین الجامعات المصریة من الاستجابة لتغیرات البیئة الحالیة والمستقبلیة والتخطیط والتنبؤ بالنتائج بالشکل الذی ینعکس إیجابیا ً عن سمعتها وموقعها.
  3. تطویر القتعات والآراء  التخمینیة بشان الأحداث المستقبلیة واعتماد هذه  الأحداث کأساس لحل المشکلات بالجامعات المصریة
  4. النهوض بمهمة جمع المعلومات وتحلیلها للبیئة الخارجیة وجعل الجامعات المصریة تبحث عن إیجاد صیغ ذکیة فی مجال البحث والتطویر
  5. توفیر معلومات استراتیجیة لتمکن الجامعات المصریة من فهم التهدیدات والتحدیات  التی تحیط بها حالیه ومستقبلیة
  6. یوفر الذکاء الاستراتیجی نظرة ثاقبة للقائمین على الجامعات المصریة على الإمکانیات التقنیة الحدیثة 
  7.  یؤدی الذکاء الاستراتیجی إلى توفیر مساحة أکبر للتفاعل لأصحاب المصلحة بالجامعات المصریة
  8. تطویر نظام المعلوماتی بالجامعات المصریة 
  9. کما یعمل الذکاء الاستراتیجی على بناء ثقافة  معلوماتیة  وتوجیه المنسوبی الجامعات المصریة إلى کیفیة استخدامهم للمعلومات

       ت‌-       أهمیة الذکاء لاستراتیجی

یمکن تشخیص جوانب الأهمیة الخاصة بالذکاء الاستراتیجی وذلک من خلال التعرف على الأدوار التی ینهض بها هذا النمط من الذکاء، وهی کالآتی( کنوش , 2015م)  ( محمد وأخرون , 2012م) :

  1. دوره فی ترسیخ السمات القیادیة. حیث تبرز أهمیة هذا الذکاء فی الرفع من قدرات المدیرین والعاملین فی التکیف مع المتغیرات التی التحدث فی بیئة العمل
  2.  دوره فی عملیات التغییرحیث یعمل علىاستشراف التغیرات البیئة أو أی تغیرات مستقبلیة فی بیئة الأعمال
  3.  دوره کسلاح تنافسیحیث یعمل على تحقیق موقع تنافسی متقدم قیاسا داخل المنظمة
  4.  دور الذکاء الاستراتیجی فی دعم صناعة القرار باعتباره عملیة منهجیة ومستمرة تساعد فی إدراک وفهم المعلومات من قبل المدراء لصناعة واتخاذ القرارات الرشیدة فی الوقت المناسب
  5. وعلاوة على ذلک تبرز أهمیة الذکاء الاستراتیجی فی  تدعیم قدرة الإدارة العلیا فی صیاغة الاستراتیجیات الطارئة فی ظل المتغیرات البیئیة المتسارعة والشدیدة التعقید بالآخرین من خلال إسناد الأفراد والمجموعات الفاعلة
  6. وإلى جانب ان الذکاء الاستراتیجی یقود إلى التمیز من خلال توفر المقدرة على وضع الحلول الاستراتیجیة لمشکلات العمل المعقدة

ونخلص مما سبق ان للذکاء الاستراتیجی أهمیة بالنسبة لعضو هیئة التدریس والقائمین على العملیة الإداریة للجامعات من حیث انه یعمل على ترسیخ السمات القیادیة لدى قادة الجامعة وبالطریقة نفسها فان للذکاء الاستراتیجی أهمیة  بالنسبة للجامعة  کمؤسسة من حیث کونه یعمل کمیزة تنافسیة للجامعات ودوره فی قیادة عملیة التغییر وصناعة القرار فی بیئة جامعیة سریعة التغییر .

       ث‌-       خصائص الذکاء الاستراتیجی

یتسم الذکاء الاستراتیجی بعدد من الخصائص  اختلف فى تحدیدها رجالات الإدارة , ومن بین تلک الدراسات التی أشارت إلى خصائص الذکاء الاستراتیجی ما حدده  مایکل Maccoby, Michael (2017) من خصائص الذکاء الاستراتیجی فیما  یلی:

  1. التکامل: ویعنی تکامل جمیع أبعاد الذکاء الاستراتیجی بحیث تعمل کل تلک الأبعاد کوحدة واحدة , وکل بعد من تلک الأبعاد له وظیفة تمیزه عن غیره من الوظائف إلا أنها تتکامل تلک الوظائف لتحقیق أهداف الذکاء الاستراتیجی..
  2. سهولة المنال: ویقصد بها إتاحة إمکانیة الحصول على المعلومات بطریقة مناسبة وللشخص المناسب فى الوقت الملائم ت-التعاون: ویقصد به تعاون جمیع منسوبی المؤسسة ( قادتها وأعضائها ) بهدف تحدید التحدیات والتهدیدات التی تواجه المؤسسة وکیفیة التغلب علیها .

وعلاوة على ذلک فقد أشارت القهیوی (2013م) إلى ان  خصائص  الذکاء الاستراتیجی  تتمثل فیما یلی :

  1. تکون من مصادر خارجیة فی الأغلب، وقسم منها داخلیة
  2. معلومات ذات أهمیة کبیرة ترتبط برؤیة استشرافیة عن المستقبل ؛
  3.  معلومات غیر رسمیة بدرجات کبیرة؛
  4.  معلومات متعددة الأبعاد وغیر محددة تکون ذات مدى واسع، وتتضمن نظرة عامة للمنظمة
  5. معلومات ذات نوعیة خاصة تستند على أحکام وحدس تساعد الإدارة فی رؤیة المستقبل.

کذلک أشار ماکوبی Maccoby, et al,2004 إلى ان الذکاء الاستراتیجی یتسم کغیره من أنماط الذکاء بجملة من الخصائص والسمات کما یلی :

  1. الاستشعار Sensing یشمل تحدید المؤشرات الخارجیة المناسبة للتغییر.
  2. الجمع Collecting یرکز على طرق جمع المعلومات ذات الصلة والتی یمکن أن تکون ذات مغزى
  3. التنظیم )Organizing یساعد على هیکلة المعلومات التی تم جمعها فی الأشکال المناسبة ووسائل الإعلام.
  4.  المعالجة )Processing   یشمل تحلیل المعلومات بالطرق والأدوات المناسبة.
  5. التواصل: یرکز على التعبئة والتغلیف وتبسیط الوصول إلى المعلومات للمستخدمین
  6. الاستخدام )Uses ) یرکز على تطبیق المعلومات فی القرارات والإجراءات.

ومما سبق یمکن  القول بان الذکاء الاستراتیجی یتمیز بانها معلومات سهلة الحصول علیها تأتی من مصادر خارجیة فی الأغلب و ذات أهمیة کبیرة ترتبط برؤیة استشرافیة عن المستقبل ؛کما أنها غیر رسمیة ومتعددة الأبعاد وغیر محددة تکون ذات مدى واسع، وتتضمن نظرة عامة للمنظمة

        ج‌-       عناصر الذکاء الاستراتیجی  بالجامعات المصریة

لقد أورد مسلم (2015م) عدد من المبادی الأساسیة التی  تعتمد علیها عناصر الذکاء الاستراتیجی کما یلی:

  1. رصد وتحلیل الأحداث  الأساسیة المرتبطة باستراتیجیة الجامعات المصریة.
  2. قاعدة الوقت المناسب، أن یکون هادفا ویخضع لتعدیل المستمر لزیادة القیمة.
  3. التنسیق والسیطرة فی بالجامعات المصریة .
  4. دعم القرار بالجامعات المصریة.

و ارتباطاً بما سبق فبعد عرض المبادئ التی تقوم علیها عناصر الذکاء الاستراتیجی فان ماک دووی 2009,McDowell حدد عدد من العناصر الأساسیة للذکاء الاستراتیجی تتمثل فیما یلی :-

  • الاستشراف.
  • تفکیر النظم.
  • الرؤیة المستقبلیة.
  • الشراکة.
  • .الدافعیة (القدرة على تحفیز العاملین)
  • الحدس.
  • الإبداع.

ومما سبق یمکن القول بان اهم عناصر الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة تتمثل فی  الاستشراف والتفکیر المنظم والرؤیة المستقبلیة والقدرة على تحفیز العاملین والحدس والإبداع

        ح‌-       مراحل الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

أشارت لورا سوتیفیرتا Seitovirta ,2011 إلى ان مراحل الذکاء الاستراتیجی تتکون من خمس مراحل أساسیة وهی کالتالی :

  • المرحلة الأولى من دورة الذکاء الاستراتیجی تتمثل فی التخطیط لعملیات الذکاء to plan the intelligence actions وذلک عن طریق ترجمة احتیاجات العملاء ووضع متطلبات خطة التطویر
  •  والمرحلة الثانیة تتمثل فی جمع ومعالجة البیانات to collect and process data. حیث ینم فى تلک المرحلة جمع البیانات من داخل وخارج المؤسسة مع إجراء التصنیف الأولی للبیانات التی تم جمعها والحد من فقد البیانات بها .
  •  المرحلة الثالثة تتمثل فی  تحلیل البیانات is to analyze the data التی تم جمعها فى المرحلة الثانیة
  • المرحلة الرابعة حیث یتم نشر المعلومات is disseminated مع عرض الأفکار التی سوف تقدم إلى العمیل.
  •  المرحلة النهائیة هی تقییم ومراقبة العملیات to evaluate and control the process ویتم ذلک من خلال جمع ردود الفعل ( التغذیة الراجعة )وتقییم ما إذا کانت العملیة قد استوفت احتیاجات العمیل من عدمه وربما إعادة تشغیله إذا فشلت فی القیام بذلک.
 
   

 

 

 

 

 

 

شکل(2) یوضح مراحل الذکاء الاستراتیجی

وفی الوقت نفسه حدد ماک دووی  2009),McDowell )المراحل الأساسیة لعملیة الذکاء الاستراتیجی وهی کتالی:

1 .تحدید العملیة التی سیوظف الذکاء الاستراتیجی لمعالجتها.

2 .تطویر المفهوم.

3 .تحدید المشکلة.

4 .توضیح الصلاحیات.

5 .عمل خطة للمشروع.

6 .جمع وتقییم البیانات المدخلة.

7 .تحلیل ودمج البیانات.

8 .استنباط الفرضیات.

9 .مراجعة التقدم.

10 .إعداد تقریر التقییم الاستراتیجی.

11 .المراجعة النهائیة فی ضوء الصلاحیات المتوقعة.

12 .توزیع التقریر على المدراء والزبائن.

ومن کل ما سبق یمکن القول بان دورة الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة تتمثل فی التخطیط لعملیات الذکاء وجمع ومعالجة البیانات ثم تحلیلها وبعد مرحلة التحلیل یتم نشر المعلومات مع عرض الأفکار التی سوف تقدم للعمیل وتأتی المرحلة الأخیرة فی عملیة تقییم وتقویم تلک العملیات ومراقبتها

        خ‌-       مستویات الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

لقد أفردت لورا سوتیفیرتا Seitovirta ,2011  تقسیما لمستویات الذکاء الاستراتیجی , حیث قسمتها إلى ثلاث مستویات مستوى استراتیجی وتکتیکی ومستوى تشغیلی واجمل الاختلاف  بین تلک المستویات فى الجدول التالی

 

جدول (1) یوضح الاختلاف بین مستویات الذکاء الاستراتیجی

یعد بمثابة إطار للمستویات الأخرى الأدنى منه ,وله أثار بعیدة المدى ویتم اتخاذه بشکل غیر منتظم ویلتزم لتحقیقه  العدید من الموارد المکثفة بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب التنافسی للمؤسسة

المستوی الاستراتیجی Strategic Intelligence Analysis (SIA)  

على مستوى الجامعة

یعمل کحلقة وصل بین المستوى الاستراتیجی (الکلى ) والمستوى التنفیذی (الجزئی)  مع الترکیز على القضایا الفردیة والمحددةوتعمل على المستوى الوظیفی وصناعة و اتخاذ القرارات أقل انتشارا من القرار الاستراتیجی. ویشتمل على صیاغة وتنفیذ السیاسات التی یقررها المستوى الاستراتیجی

المستوى التکتیکی Tactical Intelligence Analysis (TIA)

على مستوى الکلیات

 یدعم اتخاذ القرارات الیومیة التی تؤثر على المنظمة لفترات زمنیة أقصر.

المستوى التشغیلی Operational Intelligence Analysis (OIA)

على مستوى القسم

 وبالتالی یمکن القول بان الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة  ینقسم الى  ثلاثة مستویات متدرجة من  المستوی الاستراتیجی والذی له  أثار بعیدة المدى ویتم اتخاذه بشکل غیر منتظم  کما انه یهتم بالجانب التنافسی للجامعات  ویلیه المستوى التکتیکی والذی عمل کحلقة وصل بین المستوى الاستراتیجی (الکلى ) والمستوى التنفیذی (الجزئی)  ویشتمل هذا المستوی على صیاغة وتنفیذ السیاسات التی یقررها المستوى الاستراتیجی وأخیرا المستوى التشغیلی  حیث یشمل هذا المستوى اتخاذ القرارات الیومیة التی تؤثر على الجامعات  لفترات زمنیة أقصر

ثانیا:  المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

     لقد ارتبط ظهور مفهوم التنافس الدولی بین الجامعات فى بدایات القرن الحادی والعشرین ارتباطا وثیقاً بظهور التصنیفات الدولیة لمؤسسات التعلیم العالی والجامعات ، حیث تحتل الجامعات المتمیزة  المراتب العلیا فی تلک التصنیفات السنویة من بین أفضل مائة أو خمسمائة  جامعة على مستوى العالم ، من حیث امتلاکها مجموعة خصائص ذات المستوى المتمیز عالمیاً، کما أنها القادرة على جذب أفضل العناصر من أعضاء هیئة التدریس والطلاب والموظفین، مع عدم اعتمادها على مصدر واحد للتمویل، بل تتعدد مصادر التمویل بین تمویل حکومی، وتمویل من خلال الفوز بمشروعات تنافسیة من مصادر خاصة وحکومیة، وإیرادات الرسوم الدراسیة، ومنح وهبات ووقف، مما یعطیها قدر کبیر من الحریة الأکادیمیة  دون قیود أیدیولوجیة أو سیاسیة، لتکون قادرة على وضع الخطط الاستراتیجیة الخاصة بها فى مناخ حمایة حقوق الملکیة الفکریة.( الحوت وأخرون , 2015م)

         أ‌-         مفهوم المیزة التنافسیة

یتمیز مفهوم التنافسیة بالحداثة، ولقد تطور هذا المفهوم خلال العقود الثلاثة الماضیة , کنتاج للنظام الاقتصادی العالمی الجدید وبروز ظاهرة العولمة، وکذا التوجه العام لتطبیق اقتصادیات السوق، وحتى الآن لا یوجد اتفاق على تعریف دقیق ومحدد للتنافسیة ووجود اختلاف فی المفاهیم من حیث نقطة ترکیزها سواء أکانت عالمیة أم دولیة أم على مستوى المؤسسات , وعلى الرغم من ذلک سوف نقدم بعض تلک التعریفات

حیث عرفت منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة (OCDE)  المزایا التنافسیة على أنها : " القدرة التنافسیة هی الدرجة التی تستطیع بها الدولة ، فی ظل التجارة العالمیة الحرة وظروف السوق ، إنتاج سلع وخدمات تلبی اختیارات واحتیاجات الأسواق الدولیة، مع الحفاظ فی نفس الوقت على الدخل الحقیقی لأفرادها وزیادته على المدى الطویل ". ویبرز هذا الفهم وجهة نظر مفادها أن القدرة التنافسیة متضمنة فی نوع النظام الاقتصادی الذی تنتهجه الدولة (مدیانی ,طلحاوی, 2016م, 4)

 وبالطریقة نفسها یعرف المجلس الأمریکی للسیاسة التنافسیة (Council on Competitiveness, 2017)حیث حدد القدرة التنافسیة على أنها  "القدرة على إنتاج السلع والخدمات التی تلبی احتیاجات الأسواق الدولیة فی حین یتحصل أفراد تلک الدولة على مستوى دخل مستمرا ومستدام على المدى الطویل , حیث تستطیع الدولة  خلال تلک الفترة أو المدى فی ظل شروط السوق الحرة  انتتاج منتجات وخدمات تنافس فی الأسواق  العالمیة، وفی نفس الوقت یتم تحقیق زیادة الدخل لأفرادها فی الأجل الطویل"

ویتفق التقریر السنوی للتنافسیة العالمیة مع منظمة التعاون الاقتصادی ومع مفهوم المجلس الأمریکی للسیاسة التنافسیة طبقا لما ذکره کلوس واکسفیر Klaus .S, Xavier ,M (2014) فإن القدرة التنافسیة هی "قدرة الأمة على إیجاد بیئة تحافظ على المزید من القیمة لمشاریعها، وتزید من الرخاء لشعبها من خلال مجموعة المؤسسات والسیاسات والعوامل التی تحدد مستوى إنتاجیة الدولة ، ومستوى الإنتاجیة یحدد بدوره مستوى الرخاء الذی یمکن أن یحققه الاقتصاد

وإلى جانب یشیر مرکز ایمد للتنافسیة العالمیة  إلى ان القدرة التنافسیة تشمل الطریقة التی تدیر بها دولة ما  مجمل مواردها وکفاءاتها لزیادة رخاء مواطنیها کما أنها تعنی بها  قدرة المؤسسة على تصمیم وإنتاج وتسویق منتجات  متفوقة مقارنة بما یقدمه منافسوها  IMD World Competitiveness Center(2017)  وبالتالی فان کلهما یرکز على الازدهار والنمو بوصفهما نتیجة طبیعیة وأساسیة  للقدرة التنافسیة.

کما یعرف ( الحوت وأخرون , 2015م)المزایا  التنافسیة بانها تعنی استعمال الملکات والمواهب وقدرات الإبداع والابتکار والتطویر سواء على مستوى الفرد أو المؤسسة أو المجتمع ککل لاغتنام الفرص المتاحة ومصادر القوة لاکتشاف مجالات تحقیق تمیز وتفوق على الآخرین بما یحقق تعمیق الإحساس والإدراک الذاتی بالثقة بالنفس والقدرة على تحقیق مستقبل أفضل والتقدم إلى قمم النجاح لیمثل نموذج مثالی یحتذى به من خلال القبول العام للنتائج والإقبال على منتجات هذه المؤسسة من خلال بناء کیان من الثقة یتراکم ویزداد وینمو، وهو کیان قائم على الأثر والتأثیر والانطباع والصورة الذهنیة، وهذا المستقبل یمثل حلم وآمال وطموحات الأفراد والمؤسسات والأمة، وهذا یتولد بصناعة للمزایا التنافسیة من خلال علاقة تفاعلیة ذکیة لامتزاج ومزج عبقریة المکان بعبقریة الزمان وبعبقریة الإنسان وصولاً إلى وضع متقدم بین باقی المنافسین سواء أفراد أو مؤسسات أو دول.

فی حین أشار الإبراهیم فی تعریفه للمیزة التنافسیة بأنها «نظام تتوافر فیه المیزة التی تفوق ما یتوافر لدى المنافسین، وأن الفکرة ترتکز فی القیمة التی خلفها لتزوید الزبون وبطریقة عالیة الکفاءة (الإبراهیم، 2009م)

ومن المعلوم لدى المشتغلین فی الحقل التربوی أن المصطلحات والمفاهیم الجدیدة تظهر أولاً فی مجالات الصناعة والتجارة والاقتصاد ومنها تنتقل تدریجیاً إلى مجال التعلیم، وعلیه یمکن القول أن مفهوم التنافسیة بدأ ینتقل مؤخراً إلى حقل التعلیم، حیث تشهد المؤسسات التعلیمیة وخصوصاً الجامعات تحدیات جدیدة مثل ضرورة تحقیق معاییر الجودة والحصول على الاعتماد وحصولها على ترتیب متقدم فی قوائم أفضل الجامعات على المستویات العالمیة وغیر ذلک من التحدیات وهذا یضع الجامعات المصریة فی منافسة شدیدة عل المستوى المحلى والدولی

حیث أشار ( الجرجری والعزاوی, 2009, 30) بان المیزة التنافسیة تَعد خَاصیة تَمایز الجامعة  عن الجامعات المُنافسة من جراء امتلاکها موارد وعوامل مساعدة بمـا یمنحها قوة داخلیة حرکیة تؤسس لها موقفاً قویاً تجاه الأطراف المختلفة من المنتفعین یتجلى بما تقدمه من خدمات ذات قیمة متفردة لطلابها ولمجتمعها المستهدفین.

کذلک أشار الإبراهیم فی تعریفه المیزة  التنافسیة فی الجامعات على أنها" قدرة النظام الجامعی على تقدیم خدمة تعلیمیة وبحثیة عالیة الجودة مما ینعکس إیجابیاً على مستوى خریجیه وأعضاء هیئة التدریس به، الأمر الذی یکسبهم قدرات ومزایا تنافسیة فی سوق العمل بمستویاته المختلفة، وفى نفس الوقت یعکس ثقة المجتمع فیه ومن ثم التعاون معه، وزیادة إقبال الطلاب على الالتحاق به (الإبراهیم, 2009)

وفی ضوء التعریفات السابقة یجد الباحث أن المیزة التنافسیة  تعنی السمات والخصائص التی تمیز جامعة ما عن غیرها من الجامعات المنافسة ، وتحقق لهذه الجامعة قدرةعلى تقدیم الخدمات بالجودة العالیة وفی الزمان والمکان الملائمین وبأقل التکالیف مع قناعتها بأن البقاء للأقوى

       ب‌-       أهمیة المزایا التنافسیة للجامعات

تتحدد القدرة التنافسیة للجامعات بمدى قدرتها على مواجهة التهدیدات ونقاط الضعف والتحدیات البیئیة، فهی تجعل الجامعة فی مرکز تنافسی أفضل, وتعطیها القدرة على البقاء والاستمراریة والنمو، کما تظهر تنافسیة الجامعات من خلال الاستثمار الأمثل والمتمیز لقدراتها وإمکاناتها فی تدعیم مرکزها التنافسی ومواجهة تحدیات المنافسة.

وأشارت دراسة ( الجرجری والعزاوی, 2009) إلى  ان المیزة التنافسیة تستهدف بناء نظام یمتلک میزة فریدة أو ممیزة یتفوق بها على المنافسین من خلال قیمة الخریج الکفء ،وبطریقة مستدامة والتی یمکن المحافظة علیها باستمرار وعرضها أو تقدیمها بشکل أفضل من الآخرین. ویوضح لیو (Liu,2003,15) إلى إن المیزة التنافسیة للمؤسسة میزة من منظور سوق المُنتج الذی یجلب أکثر من مرکز تنافسی للشرکة ویعنی ذلک بان المیزة التنافسیة تعنی حصول الجامعة  على مرکز تنافسی مُتقدم فی السوق, کما یؤکد میکلمالن وتامبو (Macmillan and Tampo,2000,88) بان المؤسسات المختلفة تسعى إلى التفوق فی بیئة أعمالها من خلال امتلاکها المیزة التنافسیة والحفاظ علیها حیث تعرف المیزة التنافسیة بأنها الوسیلة التی تتمکن الجامعة  من خلالها الفوز فی منافستها على الآخرین.

وعلاوة على ذلک یؤکد ستیفنسون (Stevenson,2007,4)بان المیزة التنافسیة تهدف عملیاً  إلى مقابلة الحاجات والرغبات المتعلقة بالزبون من اجل اقتناء الزبون السلعة أو الخدمة. وبالتالی یمکن القول بان المیزة التنافسیة تتمثل فی قدرة الإدارة العلیا فی تحدید حَاجات ورغَبات المستفیدین وکیفیة إیصالها الیهم.

ویؤکد البعض على المیزة التنافسیة تعنی  بقدرة النظام التعلیمی على صیاغة وتطبیق الاستراتیجیات التی تجعلها فی مرکز أفضل بالنسبة لنظم التعلیم  الأخرى(مصطفى ،416،2006)  (ابوبکر، 13:2006).ویشیر هذا التعریف إلى أن المیزة التنافسیة تنحصر فی قدرة النظام التعلیمی على صیاغة وتطبیق الاستراتیجیات التی تمکنه من الحصول على مرکز تنافسی أفضل مقارنة بمنافسیه الذین یعلمون فی نفس النشاط.

ولقد اجمل عدد من الباحثین  أهمیة المیزة التنافسیة کما ذکرها  صوریة وهجیرة ( 2010 م)  و الغالبی وإدریس ( 2007 م)  (قشقش, 2014)  على النحو التالی:

  1. إیجاد قیمة للعملاء تلبی احتیاجاتهم و تضمن ولائهم، وتدعم وتحسن سمعة وصورة المؤسسة فی أذهانهم.
  2. تحقیق التمیز الاستراتیجی عن المنافسین فی السلع والخدمات المقدمة إلى العملاء، مع إمکانیة التمیز فی الموارد والکفاءات والاستراتیجیات المنتهیة فی ظل بیئة شدیدة المنافسة.
  3. تحقیق حصة سوقیة للمؤسسة وکذلک ربحیة عالیة للبقاء والاستثمار فی السوق.
  4. دخول مجال تنافسی جدید، کدخول سوق جدیدة، أو التعامل مع نوعیة جدیدة من العملاء، أو نوعیة جدیدة من المنتجات والخدمات.
  5. تکوین فکرة مستقبلیة جدیدة للأهداف التی ترید المؤسسة بلوغها وللفرص الکبیرة التی ترغب فی اقتناصها لکونها مستندة على موارد المنظمة وقدراتها
  6. إنها تعطی حرکیة ودینامیکیة للعملیات الداخلیة للمنظمة.
  7. متابعة التطور والتقدم على المدى البعید کون المیزات التنافسیة تتسم بالاستمراریة والتجدد.

       ت‌-       خصائص المیزة التنافسیة للجامعات

أشار کل من  الغالبی وإدریس ( 2007 )والزعبی  (2005) إلى أهم خصائص المیزة التنافسیة  والتی یمکن تلخیصها فیما یلی  :

  1. لابد ان تکون المیزة التنافسیة  مستمرة و مستدامة بمعنى أن تحقق المؤسسة السبق على المدى الطویل ولیس على المدى القصیر فقط
  2. یجب ان تتسم المیزة التنافسیة  بالنسبیة مقارنة بالمنافسین أو مقارنتها فی فترات زمنیة مختلفة، وهذه الصفة تجعل فهم المیزات فی إطار مطلق صعب التحقیق.
  3. یجب ان تکون المیزة التنافسیة  متجددة وفق معطیات البیئة الخارجیة من جهة وقدرات وموارد المؤسسة الداخلیة من جهة أخرى
  4. تتسم المیزة التنافسیة  بالمرونة بمعنى یمکن إحلال میزات تنافسیة بأخرى بکل سهولة وفق اعتبارات التغیرات الحاصلة فی البیئة الخارجیة أو تطور موارد و قدرات المؤسسة .
  5. یجب على المیزة التنافسیة   ان یتناسب استخدامها مع الأهداف و النتائج التی ترید المؤسسة تحقیقها فی المدیین القصیر والبعید .
  6. تمکن المیزة التنافسیة من تحقیق التفوق و الأفضلیة للمؤسسة التی تتسم بها قیاسا للمنافسین
  7. یجب ان تصدر المیزة التنافسیة  عادة من داخل المؤسسة وتعمل على إیجاد قیمة لها.
  8. تترجم المیزة التنافسیة  کفاءة أداء المؤسسة فی ممارسة مهامها و فی قیمة ما تقدمه للعملاء وبذلک فهی   تأثر فی سلوکا تهم من خلال إدراکهم للأفضلیة فیما تقوم المنظمة بتصریفه و بالتالی   تحفزهم على الاقتناء.
  9. یجب ان تبنى المیزة التنافسیة  على الاختلاف ولیس على تشابه
  10. عادة ما تکون المیزة التنافسیة مرکزة جغرافیا( دولة مؤسسة شرکة جامعة.....)

وبالتالی یمکن القول بان المزایا التنافسیة للجامعات المصریة یمکن ان تکون نسبیة ومستمرة و تتحقق بالمقارنة  کما أنها متجددة ومرنة وتتناسب مع الأهداف الاستراتیجیة للجامعة ومن خلالها یمکن الحکم على أداء کفاءة الجامعة وانها تبنى فى الأصل على الاختلاف فى التخصصات ولیس على التشابه بین الجامعات

       ث‌-       مصادر بناء المزایا التنافسیة للجامعات :

قدم عدد من الباحثین (هباش , 2014)  ( هباش , کواشی, 2016) بتناول مجموعة من الخصائص التی تمثل مصادرا لبناء المزایا التنافسیة یمکن إیجاز أهمها فیما یلی:

  1. الابتکار: إن الابتکار عبارة عن نشاط غیر مسبوق یقوم به الإنسان تحت وطأة الدافعیة الموجودة لدیه، ویتطلب ذلک خلق بیئة عمل تنمی الدافعیة نحو التغییر، وتحفیز العاملین على المبادرة والتأمل والإنجاز الجدید.
  2. الجودة: وتعنی التوافق المناسب بین العملیات والمخرجات، أما هو مقدم بین ما یحتاجه العملاء، وتهدف إلى تقدیم الخدمة أو المنتج المناسب للعملاء، وتخفیض الخسائر، والجودة لا تقوم على التوجهات الذاتیة للمدیرین والعاملین بل تقوم على تحلیل رغبات العملاء ومتابعة آرائهم وانطباعاتهم للوصول إلى رضا المساهمین والعملاء، إن أفضل التقنیات الإداریة لتحسین الجودة هی إدارة الجودة الشاملة، والتی یتطلب نجاحها توجیه الأنشطة والعملیات کلها فی المنظمة نحو الجودة، وإن تبنی الجودة الشاملة تعد مصدرا للمیزة التنافسیة.
  3. الکفاءة: إن الکفاءة موضوع رئیسی فی البیئة التنافسیة، ترکز على تخفیض کلفة المصادر لإنتاج منتوجات محددة أو الإبقاء على المصادر ذاتها مع زیادة إنتاج المخرجات.  هذا ویمکن اکتساب الکفاءة للمؤسسة من خلال استخدام التکنولوجیا وتطبیق طرق جدیدة فی إدارة المنظمات.
  4. التوجه نحو العملاء: ویتضمن الاستجابة للعملاء بتوفیر ما یحتاجونه وتطویر الاستراتیجیات التنظیمیة التی توجه المصادر والأنشطة کلها لتحقیق هذه الاستجابة، والهدف الأسمى أن یحصل لعملاء على قیمة عالیة لأموالهم، أی منتجات ذات جودة عالیة وتکالیف منخفضة.

وعلاوة على ذلک فقد أشارت دراسات أخرى إلى انه یمکن تحدید مصادر المیزة التنافسیة بالآتی (دجلة، 2007) ( سلطان, 2015):

  1. العوامل الأساسیة للإنتاج.
  2. بناء القدرات الجوهریة فی واحد أو أکثر من أنشطة المنظمة.
  3. ظروف الطلب المحلی.
  4. مدخلات المنظمة والصناعات المغذیة لها.
  5. البیئة الخارجیة.
  6. التکامل العمودی والسیطرة على قنوات التوزیع. 

فی حین أشارت دراسات أخرى (یاسین , خلوفی, 2009) ( نویر , 2002م) إلى ان مصادر المزایا التنافسیة تتمثل فی  مصدریین أساسیین کالتالی :

  1. المصادر الخارجیة للمیزة التنافسیة:  ترتبط بالبیئة الخارجیة العامة و المناخ الصناعی الذی تعمل فیه المنظمة و الذی یحتوی على مجموع العوامل السیاسیة ، الاقتصادیة، الجغرافیة و التکنولوجیة التی تؤثر على المنظمات بالاتجاه السلبی أو الإیجابی ، و العامل الآخر فی بناء المیزة التنافسیة هو حجم و مقدار المنافسة فی الصناعات والإمکانات المتوفرة لدى المنافسین ، إذ أن الزیادة فی حجم المنافسة تجعل المنظمة تهتم بالجوانب الاستراتیجیة کالتخطیط الاستراتیجی لعملیاتها و التمیز على منافسیها من خلال امتلاک خصائص غیر موجودة لدیهم ، و بالتالی یمکن للمنظمة أن تقدم منتج یحقق الرضا للزبائن ، مما یمنح للمنظمة صورة جیدة و یوسع من حصتها السوقیة ، و هذا على حساب المنافسین الآخرین.
  2. *المصادر الداخلیة للمیزة التنافسیة: تتضمن الموارد التی تمتلکها المنظمة و الأنشطة و المهارات التی تقوم بها و التی تحدد فی الموارد الموجودة بالمؤسسة والأنشطة و المهارات.

ومن کل ما سبق یمکن القول بان المزایا التنافسیة تعتمد على مصدریین أساسیین هما المصادر الخارجیة والداخلیة  بحیث لا یمکن عزل احدهما عن الأخر فالبیئة الخارجیة تمثل مصدر للمزایا التنافسیة من حیث الفرص المتاحة لاستغلالها والتهدیدات التی تتعرض لها لتجنبها کما تمثل البیئة الداخلیة عناصر القوة التی تسهم فى تحقیق المیزة التنافسیة وعناصر الضعف لتلافیها داخل المؤسسة

        ج‌-       أبعاد المزایا التنافسیة فی الجامعات

یشیر کثیر من الباحثین والدراسین مثل دراسة "إبراهیم، 2008 ،ص 8"، ودراسة النایف (2013)ودراسة ( الجرجری,العزاوی ,2009م,10 ) ودراسة (الطویل وإسماعیل ، 2009م)  ودراسة (العلی، 2006، ص 39) .على أن هناک مجموعة من الأبعاد للمیزة التنافسیة ، التی یمکن الاستناد علیها عند عملیة قیاس مدى تحقیق المیزة التنافسیة فی المؤسسات والمنظمات والتی تعنی قدرة هذه المنظمات على التفوق على غیرها من المنافسین من خلال فعالیة وکفاءة وجودة المخرجات والخدمات التی تقدمها للزبائن، وتشمل هذه الأبـعـاد؛ الکفاءة المتفوقة، والجودة المتفوقة، والمرونة المتفوقة، والسرعة المتفوقة، والإبداع المتفوق، والاستجابة المتفوقة لرغبات الزبائن, وذلک لوجود شبه اتفاق بینهما حول هذه الإبعاد وفیما یأتی شرح لکل بعد منها :

  1. میزة الکلفة :

      إن المؤسسات الناجحة هی التی تقدم خدماتها ومنتجاتها بتکلفة مناسبة لقدرات العملاء، وأن تکون تکلفة هذه الخدمات أقل من منافسیها، مع الاحتفاظ بالجودة العالیة، حیث أن کلفة تقدیم الخدمة وکلفة المنتج أحد عوامل الجذب للمنظمات , حیث  یشیر  النایف (2013) إلی أن الکلفة لا تعنی أن تقدم المؤسسة خدمات بکلفة اقل فحسب بل أن تکون الکلفة ذات علاقة بالجودة, وهذا یتطلب من الجامعة أن تسعى إلى العمل بتکالیف منخفضة ، مع القدرة على تقدیم الخدمات عالیة المستوى ، ذات القدرة التنافسیة. لذا یمکن القول بانه یمکن التدریب على الذکاء الاستراتیجی یساهم فی خفض کلف العملیات والنشاطات التعلیمیة والإداریة فی تحقیق  بعد التکلفة فی المزایا التنافسیة

  1. میزة الجودة

     تعد الجودة مطلبا أساسیا لنجاح  مؤسسات التعلیم العالی والجامعی  فی تحقیق أهدافها بجودة وفاعلیة کبیرة , وبالتالی تعد جودة الخدمات والمنتجات أحد المزایا التنافسیة المهمة التی یمکن أن تتمیز بها المنظمات، وتتحقق الجودة حینما تنجح المنظمة فی تصمیم وتنفیذ وتقدیم منتجات وخدمات ذات مواصفات عالیة وتفی بمتطلبات واحتیاجات العملاء (الجرجری,العزاوی ,2009م,10)

وعلى الجامعات أن تبحث عن أفضل الطرق والوسائل لتقدیم الخدمات والمخرجات التی تتمیز بالجودة والتی تطابق المواصفات العالمیة، أی تقدیم الخدمات المتمیزة بسهولة ویسر، وتحقیق متطلبات المجتمع فی مخرجاتها

  1. میزة المرونة

تعنى قدرة المؤسسة على التعامل بسرعة وفعالیة مع المتغیرات المحیطة ، وتقدیم الخدمات والمنتجات للعملاء فی الوقت المناسب، وتعنی أیضا بقدرة المؤسسة  على استخدام  طرق وبدائل مختلفة فی عملیاتها لتلبیة احتیاجات العملاء، کما أشار (العلی، 2006، ص 39) إلى أن المرونة هی السلاح الفعال فی المنافسة بین المنظمات ، إذ تتضمن تقدیم خدمات متنوعة ومستمرة ، ومتطورة ، مستجیبة لحاجات العملاء، وأیضا إجراء التحسینات المستمرة السریعة بناء على متطلبات العملاء.

    کما تعنی المرونة للمزایا التنافسیة بقدرة العملیات على التغیر من منتج إلى أخر أو من زبون إلى أخر بأقل تکلفة أو تأثیر ، حیث أصبحت المرونة السلاح الفعال فی المنافسة إذ تتضمن القدرة على تقدیم تشکیلة واسعة من المنتجات الجدیدة بصورة مستمرة ( الجرجری والعزاوی, 2009) وهذا یتطلب من الجامعات أن تکون لدیها القابلیة على التغیر والاستجابة بأقل جهد ووقت وکلفة  ، وأن تسعى إلى تعدیل وتغییر خططها واستراتیجیاتها وفقا لمتطلبات المجتمع المحلی والعالمی  وتبعا للظروف البیئیة الداخلیة والخارجیة

  1. میزة سرعة التسلیم

یعد التسلیم بمثابة القاعدة الأساسیة للمنافسة بین المنظمات ، من خلال الترکیز على خفض المدة الزمنیة ، والسرعة فی تقدیم الخدمات بأقصر وقت ممکن (الطویل وإسماعیل ، 2009م) بعد تزاید أهمیة الوقت للزبون ازدادت المنافسة القائمة على أساس السرعة بین مختلف النظم التعلیمیة ، وتمثل السرعة مدى قدرة النظام التعلیمی على مقابلة طلبات المجتمع حسب جدولة زمنیة معینة , إلا إن قدرة النظام التعلیمی على تقدیم المنتجات فی الوقت الذی یرغبه الزبائن وبالدقة والسرعة المطلوبین تتأثر بالعدید من التغیرات التی یمکن تحسینها على مستوى إدارة العملیات والتوقفات والعطلات ومعدل غیاب العاملین ودوران العمل ، وتخطیط الطاقة الإنتاجیة وأنظمة الرقابة وتحسین العملیات التعلیمیة ( الجرجری والعزاوی, 2009) .

وفی العصر الحالی والذی یتسم بالعدید من المتغیرات التکنولوجیة والمعلوماتیة، أصبحت سرعة الاستجابة لمتطلبات العملاء عملا أصیلا لتحقیق المنافسة بین المنظمات، وأصبح الوقت والقدرة على توفیره عاملا مهما فی المقارنة بین المنظمات. وعلى الجامعات أن تؤکد على سرعة إدارة العملیات بها، وتخفیض وقت الإنجاز ، والتسلیم السریع للخدمات ، فضلا عن تخفیض تکالیف الخدمات

  1. میزة الإبداع

    ویقصد بالإبداع فی المزایا التنافسیة قیام المنظمات بتقدیم خدمات ومنتجات بطرق جدیدة مبتکرة وغیر مألوفة لم یسبق للمنافسین استخدامها. حیث یمثل الإبداع والابتکار إحدى الضرورات الأساسیة فی إدارة الجامعات حیث یعرف الإبداع بأنه أفکار تتصف بکونها جدیدة ومفیدة ومتصلة بحل المشکلات أو تطویر أسالیب أو أهداف أو تعمیق رؤیة أو إعادة ترکیب الأنماط المعروفة فی السلوکیات الإداریة فی أشکال متمیزة ومتطورة تدفع النظام التعلیمی إلى الأمام(ابوبکر، 15:2006).

        ح‌-       شروط تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات

لتحقیق الجودة فى فاعلیة المزایا التنافسیة لابد لها ان تستند على عدد من الشروط ومجموعة من الظروف التی تحتم علیها الالتزام بها حتى تتمکن التنافسیة من الاستمراریة , ولکی تکون المیزة التنافسیة فعًالة یجب احتوائها على الشروط التالیة : (روبرت, ودیفید , 2008) (یاسین , 2009)

  1. حاسمة: بمعنى أنها تمنح للمؤسسة عامل التفوق و الأسبقیة على المنافسین؛
  2. الدیمومة:  و تعنی ضمان الاستمراریة و البقاء عبر الزمن؛
  3. إمکانیة الدفاع عنها: بمعنى صعوبة تقلیدها أو محاکاتها أو إلغاءها من قبل المنافسین

و لکن تضمن هذه الشروط فاعلیة المیزة التنافسیة بحیث یجب أن لا ینظر إلیها کل على حدا بل یجب النظر إلیها مجتمعة، لأنه لا استمراریة بدون حسم ، و لا إمکانیة للدفاع دون وجوده

فضلاً عن ذلک فأن جودة المیزة التنافسیة یمکن ان تتحدد بثلاثة ظروف حصرها الکردی کما یلی:( کردی , 2011, ص7)

  1.  مصدر المیزة: یمکن ترتیب المیزة التنافسیة وفق درجتین أولهما مزایا من مرتبة منخفضة، مثل التکلفة الأقل لکل من قوة العمل والمواد الخام، وبحیث یسهل –نسبیا- تقلیدها ومحاکاتها من قبل المؤسسات المنافسة وثانیهما مزایا من مرتبة مرتفعة مثل تمیز المنتج ،السمعة والتی تتطلب ضرورة توافر مهارات وقدرات من مستوى مرتفع
  2. عدد مصادر المیزة التی تمتلکها المؤسسة: فی حال اعتماد المؤسسة على میزة واحدة فقط لها دون باقی مجالات سوق العمل فإنه یمکن للمنافسین التغلب على أثار تلک المیزة بتقلیدها. أما فی حال تعدد مصادر المیزة، فإنه یصعب على المنافسین تقلیدها کلها.
  3. درجة التحسین والتطویر والتجدید المستمر فی المیزة: تتحرک المؤسسات نحو إبداع وابتکار مزایا جدیدة وبشکل سریع قبل قیام المؤسسات المنافسة بتقلید المیزة القائمة حالیا. لذا یتطلب الأمر قیام المؤسسات بتغییر المزایا التنافسیة الحالیة وابتکار مزایا تنافسیة جدیدة ومن مرتبة مرتفعة.

        خ‌-       العوامل المؤثرة فی المیزة التنافسیة للجامعات :

لقد أوضح الزغبی أن المیزة التنافسیة تنشأ من عاملین: (الإبراهیم، 2009م، 58(

  1.  الکفاءة المقارنة: وهی إمکانیة إنتاج الجامعة لمخرجات بکلفة أدنى من المنافسین، وتتأثر بعدة عوامل أساسیة هی:

ü            الکفاءة الداخلیة: وتمثل مستوى التکالیف الداخلیة التی تتحملها الجامعة.

ü             الکفاءة التنظیمیة المتبادلة: وتشیر إلى التکالیف التی تتحملها الجامعة فی تعاملها مع الجامعات الأخرى.

  1. قوة المساومة: وهی تتیح للجامعة تحقیق حالات المساومة مع زبائنها ومجهزیها لمصلحتها الخاصة وتتأثر بعدة عوامل أساسیة هی:

ü            التکالیف المرتبطة بالبحث والتطویر: وهی التکالیف المتصلة بمشروعات تخطیط کل من المخرج والعملیة وتطویرهما.

ü            الخصائص المتفردة للخدمة/ المخرج: وهی خصائص الخدمات/ المنتجات التی تجعلها مختلفة عن خصائص منتجات المنافسین.

         د‌-        خطوات بناء المیزة التّنافسیة بالجامعات

لقد أشار الشهابی (2009م) إلى ان هناک ثلاث خطوات لبناء المیزة التنافسیة:

1 .التحلیل البیئی: Analysis Environment تطلق أدبیات إدارة الأعمال على التحلیل البیئی مصطلح (SWOT (وهو تحلیل نقاط القوة  والضعف الداخلیة والفرص والتهدیدات الخارجیة، لمعرفة الموقف الحقیقی للمنظمة والاستراتیجیة  المناسبة التی یجب اتباعها

2 .تحدید رسالة المنظمة: Mission Corporate Determine وهی توضح أسباب وجود المنظمة والذی یجب أن تفعله، وتمثل السیاق الذی یجری بصیاغة الاستراتیجیة.

3 .صیاغة الاستراتیجیة: Strategy a Form وهی الاستراتیجیة التی سوف تدخل بها السوق والتی تمثل میزتها التنافسیة

         ذ‌-        استراتیجیات تحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات

ویعتمد تحقیق المیزة التنافسیة على قدرة الإدارة على اختیار الاستراتیجیة المناسبة، وقد  أوضح أن هناک ثلاث استراتیجیات: ( الشهابی , 2009م) (أبو بکر، 2007)

  1. استراتیجیة السیطرة على الکلفة: Strategy Leadership Cost

وتعتمد تلک الاستراتیجیة على  خفض التکالیف بالاستخدام الأمثل للموارد والحصول على الموارد باقل کلفة ،و تحقق تلک الاستراتیجیة  عدة مزایا تنافسیة منها المرونة ، والتوسع فی سوق العمل ، ومواجهة المنافسین وتقویة المرکز التنافسی للمؤسسة. وفی المقابل هناک بعض المخاطر المصاحبة لانتهاج هذه الاستراتیجیة، منها أنها  تتطلب مستوى عالیاً من التقنیات کما ان تلک الاستراتیجیة سهلة التقلید من المنافسین الأخرین .

  1. استراتیجیة التمیز: Strategy Differentiation

تستهدف تلک الاستراتیجیة السوق بتقدیم منتج یتمیز بواحدٍ أو أکثر من عوامل المنافسة، ولنجاح الاستراتیجیة یجب الاهتمام بالبحث والتطویر لتقدیم خدمات متمیزة عن المنافسین تشبع حاجات المستهلکین وبالتالی فإن الجامعات التی تؤسس وتحافظ على اختلاف متمیز فی الأسواق عادة ما تکون لدیها ممیزات محددة تعمل الجامعة على المحافظة علیها ,وکذلک فإن الجامعات التی لدیها میزات تفوق منافسیها فی الکلف عادة ما یکون لدیها نقاط قوة داخلیة لیس من السهل لمنافسیها التغلّب علیها

  1. استراتیجیة الترکیز: Strategy Focus

وتهتم تلک الاستراتیجیة بقیام المؤسسة بتقسیم السوق إلى عدد من القطاعات بحیث تضمن قدراً من التماثل فی کل قاع من تلک القطاعات  مع العمل على قیام المؤسسة بتوجیه الجهود التسویقیة لخدمة قطاع محدد، وعلى المنظمة أن تراعی توافر المهارات والخدمات اللازمة للقطاع، وکذلک مراقبة مستمرة لتغیرات البیئة التقنیة  والنمو فی القطاع المستهدف

وبالنّسبة إلى خدمات التعلیم العالی هناک الکثیر من المؤثرات الضروریة لوجود المنافسة وبالتالی من یمتلک رؤوس الأموال البشریة الرائدة والمبتکرة لدیه مصادر القوة والمیزة التنافسیة. وإن من بین القرارات الأساس التی یجب أن تُتخذ على مستوى الجامعات وکلیاتها أن تکون قریبة من نبض السوق وتکون على مستوى جوهری من التخطیط

ثالثا واقع المزایا التنافسیة ومبررات استخدام الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة:

تعتمد الدول المتقدمة اعتمادا کبیرا على مؤسسات التعلیم العالی لاکتساب المعارف الجدیدة وتوطین علومها، إلا أن هذه المؤسسات فی جمهوریة مصر العربیة صارت فی مستویات أدنى من المستویات العالمیة للجامعات فقد أشارت)نصر، 2007  ( إلى وجود مجموعة من العوامل التی تعوق جهود الجامعات المصریة فی مجال التنافس  منها الافتقار إلى وجود فلسفة واضحة تقوم علیها منظومة التعلیم العالی تتعامل مع التحدیات التی أفرزتها العولمة، وضعف قدرة مؤسسات التعلیم الجامعی الحکومیة على مواجهة المنافسة القادمة من الجامعات الأجنبیة والخاصة، بالإضافة إلى انحصار هذه المؤسسات فی الحیز المحلی، وقلة انطلاقها فی التعامل مع المصادر العالمیة، وتقادم تقنیات التعلیم وضعف القدرة على مواکبة التقدم التقنی والمعرفی

فی حین المحت منظمة التنمیة والتعاون الاقتصادی (2010م) إلى ان تلک الجهود ما زالت محدودة ومتفاوتة وفقاً لأنواع المؤسسات، وذلک لغیاب رؤیة استراتیجیة واضحة لتطویر القدرة المؤسسیة للتعلیم العالی فی مصر بما یتلاءم مع متطلبات التدویل مستقبلاً.

کما إن هناک عدیداً من المشکلات التی تحول دون تطبیق تلک الرؤیة مثل: ضعف التخطیط الاستراتیجی وغیاب الرؤیة والثقافة التنظیمیة اللازمة لدعم توجهها نحو العالمیة )رضا الملیجی, 2009م )هذا إلى جانب قلة الفرص المتاحة أمام أعضاء هیئة التدریس لحضور الندوات والمؤتمرات العلمیة المتخصصة فی الجامعات العالمیة  )سلیم, 2003م)  , ویضاف إلى ذلک ضعف التوجه نحو إدخال البعد الدولی فی المقررات الدراسیة (العجمی, 2005م)

مما حدا بدراسة خاطر 2015 م إجراء تحلیلات علمیة للإمکانات المتاحة بالجامعات المصریة ومصادر القوة والضعف, ورصدها وتحلیلها, سعیاً للمواءمة بین الإمکانات المتاحة والأهداف المراد تحقیقها,وتحقیق أقصى استفادة ممکنة من اتفاقات التعاون المبرمة بین الجامعات المصریة والجامعات الأجنبیة. مع ضرورة تضمین المنظور الدولی للبرامج التدریبیة المقدمة لأعضاء هیئة التدریس, وذلک بتناول قضایا وموضوعات ذات أبعاد دولیة

فی حین أکدت منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی أن مصر لا یجب ان تنظر إلى استراتیجیة التدویل على أنها نوع من الکمالیات لا تستطیع الدولة تحملها. فلم یعد وضع استراتیجیة قومیة لتدویل التعلیم العالی مجرد مسألة مرغوب فیها فقط بل أمرا ضروریا. وفی تعزیز وضع استراتیجیات ذات صلة على المستوى المؤسسی، کما حدث فی بلدان أخرى، ما یحفز التحول فی نظام التعلیم بکامله. ونظرا لوضع مصر الخاص على الصعید الدولی، لا یمکن اعتبار أن وضع استراتیجیة لتدویل التعلیم العالی مجرد إضافة أخرى إلى برنامج إصلاح مثقل أصلاً بالأعباء، بل هو جزء لا یتجزأ من استدامة ذلک البرنامج الإصلاحی

                     أ‌-         عوامل ضعف المزایا التنافسیة بالجامعات المصریة

یرجع ضعف القدرة التنافسیة للجامعات المصریة، إلى عدد من الأسباب والعوامل التی تضعف من مرکزها التنافسی على المستوى العالمی من أهمها:-

 

 

  1. ارتفاع الکثافة الطلابیة:

تتمیز الجامعات المصریة بارتفاع الکثافة الطلابیة فی المدرجات والفصول الدراسیة، ویرجع ذلک إلى التزام الجامعات المصریة بقرارات المجلس الأعلى للجامعات فیما یتعلق بأعداد الطلاب المقبولین من قبل مکتب التنسیق فی ضوء الأعداد الکبیرة التی تفرزها الثانویة العامة، إذ أن التعلیم فی مصر یتسم بالمجانیة، الأمر الذی یحمل معه زیادة أعداد الطلاب الملتحقین بالجامعات المصریة. ویعد ارتفاع الکثافة الطلابیة أحد أهم الأسباب التی تهدد الجامعات المصریة بالتراجع. ومما لا شک فیه أن ارتفاع الکثافة الطلابیة یؤثر على انخفاض کفاءة العملیة التعلیمیة، وهو ما ینعکس سلباً على أداء الخریجین بعد تخرجهم. (حجازی , عبدالمجید , 2010م)

ولقد أظهرت نتائج المسح المیدانی لقیاس آراء أعضاء هیئة التدریس حول قضایا التعلیم العالی فی مصر الذی أجراه مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصری - فی فبرایر 2009- أن نحو 45.4% من أعضاء هیئة التدریس یرون أن أهم المشکلات التی تواجههم فی العملیة التعلیمیة هی زیادة أعداد الطلاب، وعدم المقدرة على التعامل مع الأعداد الکبیرة. ثم یأتی فی المرتبة الثانیة ضعف الإمکانیات المعملیة بنسبة 41.5%، یلی ذلک عدم توفر أدوات الدراسة بنسبة 19.9%، ثم عدم وجود حافز لاهتمام الطلاب بالعملیة التعلیمیة بنسبة 17.9%.( مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصری, 2017)

  1. ارتفاع نسبة عدد الطلاب / أعضاء هیئة التدریس:

من الملاحظ ارتفاع نسبة الطلبة إلى أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم على مستوى الجامعات المصریة حیث أنه من الصعب تخریج هیئات التدریس المؤهلة بنفس سرعة تخریج الطلاب , حیث یعد ارتفاع نسبة عدد الطلاب/ أعضاء هیئة التدریس أحد أهم أسباب تراجع الجامعة وفقاً لمعاییر تصنیف الجامعات المختلفة  (حجازی , عبدالمجید , 2010م)

  1. مشکلات أعضاء هیئة التدریس:

یواجه عضو هیئة التدریس بالجامعات المصریة بعدد من المشکلات التی تؤثر على أدائه ومن تلک التحدیات ما أورده دراسة (محمد ,2010م) ومنها ما یلی :

  • کثرة الأعباء التدریسیة وکثرة أعداد الطلبة، وضیق الوقت، وذلک یشکل عقبة لعضو هیئة التدریس عند تقویمه، لصعوبة التفاعل والتواصل مع الطلاب باستخدام أسالیب متنوعة ومثیرة للفکر والتفکیر، وعدم قدرته على تکلیفهم بالواجبات والنشاطات والدراسات البحثیة التی تنمی التفکیر العلمی والناقد، واقتصارهم على الأسلوب الإلقاء أو المحاضرة فی قاعات التدریس.
  • کثرة الأعباء الإداریة التی یشغلها عضو هیئة التدریس، والتی بدورها تستهلک کثیراً من وقته، وبالتالی تکون عائقاً فی تطویر نفسه فی المجال التدریسی، وفی إنجاز البحوث العلمیة وتألیف وترجمة الکتب والمساهمة فی تطویر المساقات التی یقوم بتدریسها.
  • زیادة نسبة عدد الطلاب بالنسبة لعضو هیئة التدریس، وما ینتج عنه انحسار قدرة عضو هیئة التدریس فی الاهتمام الفردی بطلابه.
  • تدنی الکفاءة الداخلیة فی التعلیم الجامعی من حیث حجم المبنى، وسعة القاعات، والمدرجات، المعامل، الکمبیوتر والتقنیات العلمیة الحدیثة والتی تقید عضو هیئة التدریس أثناء التدریس.
  • غیاب ثقافة الحوار حول الموضوعات البحثیة التی یقوم بها عضو هیئة التدریس سواء مع طلابه وزملائه فی نفس التخصص.
  • غیاب الرؤى والاستراتیجیات فی برامج تنمیة أعضاء هیئة التدریس، لأنها من حیث الکم تتخذ طابع الشکلیة فی حصول عضو هیئة التدریس على شهادة اجتیاز الدورة لیتقدم بها للترقیة، ومن حیث الکیف تفتقر إلى الموضوعیة فی ربط محتوى البرامج باحتیاجات أعضاء هیئة التدریس وبنتائج تقویمهم فی ظل المتغیرات المعاصرة ونظم اعتماد الجودة.
  • عدم توفر الشبکة العنکبوتیة الأمر الذی یفقد أعضاء هیئة التدریس قدرتهم على التواصل مع الزملاء فی الجامعات على المستوى المحلی والعالمی ومواکبة حرکة التقدم العلمی.
  • محدودیة العلاقة بین أعضاء هیئة التدریس والمجتمع وذلک لضعف قنوات الاتصال بین الجامعة والمجتمع المحلی، وقلة الحوافز المادیة، وتکلفة الاشتراک فی المؤتمرات والندوات.
  • غیاب استراتیجیة التدویل الجامعی لأعضاء هیئة التدریس، وآلیات النشر فی المجلات العلمیة الأجنبیة.
  • التکلفة المادیة التی ینفقها عضو هیئة التدریس من أجل تطویر أدائه وتجوید عمله، نظراً لمحدودیة الدعم المالی من قبل الجامعة.

واتساقا مع ما سبق یؤکد الشخیبی , وکمال (2014م) على ان زیادة الأعباء الملقاة على أعضاء هیئة التدریس، فکثیر منهم یتحمل ثلاثة أمثال نصابه من المحاضرات فی أکثر من کلیة، تغطیة للعجز، ولم یعد هناک وقت للتفاعل الأکادیمی بین رجال الجامعات، ومن ثم ظهر أثر کل ذلک على مستوى الطلاب العلمی والعملی والفنی وعلى شخصیة الطالب کباحث ومفکر.

بالإضافة إلى ذلک فقد أکدت دراسة جـوهر (٢٠٠٨(  إلی جمـود اللـوائح والقوانین التی تحکم أداء عضو هیئة التدریس وتطویره، وشکلیة البرامج التدریبیة المقدمة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات، وافتقار محتواها لکثیر من الاتجاهات الحدیثة المرتبطة بتطویر أدائهم فى مجتمع المعرفة، وغیاب الآلیات اللازمة لبناء وتحدیث قاعدة المعرفـة التنظیمیة للجامعة، وندرة الموارد المالیة اللازمة لإجراء البحوث التطبیقیة التی یـشارک فیها عضو هیئة التدریس؛ مما یعوق عملیة نشر وتطبیق معرفته وخبراته بفاعلیـة فـى خدمة مجتمعه، الأمر الذى جعل التعلیم الجامعی لا یفی بمتطلبـات التنمیـة المجتمعیـة الشاملة٠

وعلى الرغم مما سبق وباستقراء تحلیل نتائج المسح المیدانی لقیاس آراء أعضاء هیئة التدریس حول قضایا التعلیم العالی فی مصر الذی أجراه مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصری - فی فبرایر 2009 – فقد تبین ارتفاع مستوى رضا أعضاء هیئة التدریس عن مستوى تأهیلهم الأکادیمی فی الجامعات الخاصة لیبلغ المؤشِّر نحو 75.3 نقطة، مقارنة بنحو 71.8 نقطة فی الجامعات الحکومیة، و67.6 نقطة فی المعاهد العلیا الخاصة، بینما سجَّل المؤشِّر أدنى مستویاته فی الجامعة العمالیة بنحو 53.6 نقطة.( مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصری, 2017)

کما قام کل من ( حجازی , عبدالمجید , 2014م) بحصر المشکلات التی یعانی منها أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ومن هذه الأسباب ما یلی :

  • انخفاض المرتبات والحوافز المالیة لأعضاء هیئة التدریس، مما یؤدی إلى عدم تفرغ عضو هیئة التدریس للعمل الجامعی وعدم التزامه بعدد ساعاته المکتبیة، مما یؤثر بالسلب على درجة استفادة الطلاب، ویؤدی ذلک أیضاً إلى هجرة أساتذة الجامعات المصریة بحثاً عن فرص أفضل فی الجامعات العربیة والأوروبیة للحصول على عائد مجزی یناسب کفاءتهم وعلمهم.
  • غیاب الأسس الموضوعیة التی یقوم علیها اختیار المناصب القیادیة المتمثلة فی رؤساء الأقسام، والعمداء، ونواب رئیس الجامعة، ورئیس الجامعة.
  • کما تخضع الترقیات لعدد الأبحاث والأوراق العلمیة المنشورة والکثیر منها نجده مکرر ومنقول ویفقد روح الابتکار وهذا یرجع إلى تواضع میزانیة البحوث وعدم التفرغ وتدخل العلاقات الشخصیة. ونتیجة لهذا النظام فی الترقیات نجد أن الأبحاث العلمیة المقدمة نظریة ولیست تطبیقیة مما یؤثر بالسلب على جودة الأبحاث المقدمة ومستوى البحث العلمی نظراً للضغط على الباحث لتقدیم البحث فی فترة محددة تبعاً لسلک الترقی.
  • أما بالنسبة للبعثات فتنحصر فی عشرین بعثة سنویة موزعة بشکل غیر متکافئ بین کلیات الجامعة مما ینعکس على جودة هیئة التدریس.
  1. الإنفاق على البحث العلمی:

من أهم أسباب غیاب الجامعات المصریة عن قوائم أفضل جامعات العالم، وتراجع ترتیبها على المستوى العالمی، هو عدم احتلال  البحث العلمی المکانة المناسبة فیها، حیث تواجه قضیة تمویل البحث العلمی العدید من التحدیات منها : معاناه معظم مؤسسات البحث العلمی فی الوطن العربی من انخفاض الدعم المالی وذلک لسببین أساسیین هما الاعتماد على التمویل الحکومی وعدم توفیر قائمة معتمدة للجهات الممولة للبحث العلمی بالإضافة إلى تحدیات أخرى منها ضعف  المخصصات المالیة للبحث العلمی وعدم تخصیص میزانیة مستقلة للبحـوث العلمیة وقلة المنح البحـثیة وتعقد الإجراءات والمبالغة فی شروطها، وترکیز جامعات الدول النامیة على عملیة التدریس أکثر من البحوث العلمیة، وتراجع التمویل وانخفاضه فی المنطقة العربیة.( نافع,2015)

وفقا لبیانات الإحصاء السنوی للتعلیم العالی الصادر عن مرکز المعلومات والتوثیق، نجد أن 40.3 ملیار نصیب التعلیم قبل الجامعی من إجمالی الإنفاق العام على التعلیم، و13.5 ملیار نصیب التعلیم الجامعی وذلک عام 2011 /2012.

وهذا لا یعنی أن الجامعات المصریة تعانی من نقص فی العلماء والعقول العلمیة المتمیزة. ففی جامعاتنا علماء وعقول متمیزة کثیرة. ویکفی دلیلاً على ذلک، تلک الأعداد الکبیرة من علمائنا وعقولنا المهاجرة التی تعمل وتبدع فی مختلف دول العالم المتقدم وتحظى بمکانة عالمیة کبیرة. لکن، الأزمة کما أشار الیها حجازی وعبدالمجید (2014) تتبع من عاملین رئیسیین: عامل یتعلق بالمناخ العام الذی تعیشه جامعاتنا وأساتذتها وطلابها، وعامل یتعلق بالموارد والإمکانیات المتاحة لجامعاتنا وخصوصاً المتاحة للبحث العلمی.

  1. الأبحاث العلمیة المنشورة للجامعة:

إن قدرة الجامعات والمؤسسات العلمیة على الابتکار ومواکبة التحدیث العلمی یمکن أن یستدل علیها من عدد الأبحاث العلمیة المنشورة فی مجالات ودوریات لها سمعة عالمیة. وتشیر الإحصاءات إلى أن عدد الأبحاث التی ینشرها عضو هیئة التدریس سنویاً فی الوطن العربی یتراوح بین 0.2 : 0.5 بحث ( یاقوت , 2005)

ولعل أبرز أسباب انخفاض عدد الأبحاث المنشورة للجامعات المصریة فی المجلات العلمیة الخارجیة یرجع إلى(حجازی , عبدالمجید, 2014) ( نافع ,2015):

  • الافتقار إلى سیاسات واضحة للبحث العلمی، وعدم وجود هیئة للتنسیق بین مراکز ومؤسسات البحث العلمی ووجود بعض الإجراءات البیروقراطیة، وعدم الاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة فی البحث العلمی بشکل کاف، وافتقار بعض الجامعات إلى سیاسة بحثیة واضحة ومستقرة.
  • انخفاض الموارد المالیة للمراکز البحثیة داخل الجامعة  باعتبارها وحدة من الوحدات الخاصة
  • یعد نقص الکوادر البشریة المدربة من أهم التحدیات التی تواجه الدعم البشری للبحث العلمی
  • ارتفاع تکلفة نشر هذه الأبحاث بالنسبة لمرتبات أعضاء هیئات التدریس.
  • عدم وجود جهاز علمی متکامل ومتوازن وموضوعی داخل الجامعات یهتم بتلک الأبحاث. فالجامعات تعانی من عدم تکافؤ عدد الباحثین والفنیین والإداریین.
  • قلة عدد الباحثین المدربین على مهارات البحث العلمی , وافتقار بعض الباحثین إلى المهارات الحاسوبیة وتکنولوجیا المعلومات .
  • تنبع الأبحاث العلمیة فی معظمها من اهتمامات بحثیة شخصیة فی المقام الأول ویترکز هدفها الرئیسی فی الترقیات
  • اللجوء للاقتباس والتقلید الأعمى وعدم  الإبداع نتیجة الفقر البحثی والعلمی،
  • ضعف مساهمة الجامعات المصریة فی تمویل نشر الأبحاث العلمیة فی مجلات عالمیة وبالتالی ینعکس ذلک على کفاءة الأبحاث المنشورة.
  • ضعف قنوات الاتصال بین الجامعة کمؤسسة بحثیة ومؤسسات المجتمع المدنی فی إنتاج وتمویل البحوث العلمیة بالشکل المناسب المطلوب.
  1. انخفاض جودة الخریجین:

إن جودة الخریجین عامل مهم فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة ، فغیاب استقلال الجامعة جعلها امتداداً للمرحلة الثانویة فى جوانبها السلبیة، کما أن التوسع فى إنشاء الجامعات وزیادة أعدادها کان توسعاً أفقیاً جاء علـى حـساب التوسـع الرأسی؛ مما کان له أسوأ الأثر على تنمیة إمکانیات الجامعات القائمة(على , 2007)، لکن هناک العدید من نقاط الضعف فی هذا المجال والتی تتمثل فیما یلی  (حجازی .عبدالمجید , 2014) :

  • ضعف مواکبة الخریج لمتطلبات العصر ومتغیراته حیث تربی الخریج على الحفظ والتلقین من بدایة تعلیمه وصولا للتعلیم الجامعی وبالتالی یصبح الخریج غیر مؤهل للتکیف مع متطلبات أسواق العمل المحلیة والعالمیة
  • ضعف تحدیث وتطویر المقررات الجامعیة فی العدید من التخصصات , علاوة على ضعف أسالیب التقویم المتبعة لتلک المقررات حیث تعتمد اعتمادا کلیا على الامتحانات فقط فی معظم الکلیات , وذلک لکونه ایسر أسلوب من ارتفاع أعداد الطلاب بالجامعات المصریة
  • ترکیز معظم الجامعات على الکم دون الکیف فی المقررات الدراسیة مع إهمال الجودة الشاملة ،  فمن الملاحظ جمود اللوائح التی تلزم جمیع الطلاب بدراسة مقررات محددة حتى یتم تخرجه دون مراعاة لاختیاراته

                   ب‌-       التحدیات التی تواجه الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

تواجه الجامعات المصریة عصرا جدیدا یتمیز بسرعة التغیر والتطور، وثورة المعلومات، وتطور التقنیة وسرعة نمو الاتصالات، مما أوجد تسارعا وتقدما مذهلا باهرا فی اکتساب المعرفة وتطبیقاتها فی شتى مجالات الحیاة، وتزامن مع هذا تضخم فی عدد السکان وسرعة التطور الاجتماعی والاقتصادی والثقافی، وأصبحت الجامعات فی هذا العصر قوة حقیقیة ومجال للتنافس بین دول العالم لضمان مستقبل أفضل. وتفرض هذه التغیرات الاقتصادیة والاجتماعیة والمعرفیة والتقنیة تحدیات لا یمکن مواجهاتها إلا من خلال تعلیم جامعی قادر على المنافسة , حیث تعد الجامعات العامل الأساسی للارتقاء بالمجتمع وتنمیته وتطوره

ولقد أکدت نصر( 2007) على أن هناک سبع نقاط أساسیة ترتکز علیها القدرة التنافسیة للجامعات المصریة تتمثل فی الالتزام بالمواصفات الدولیة للجودة، والتطور التکنولوجی، وتطور الید العاملة وتکوینها، وتکییف نظام التعلیم مع احتیاجات السوق، والاهتمام بالبحث والتطویر، ودراسة الأسواق الخارجیة، وتطویر تقنیة المعلومات.

وعلى ذلک نجد أنه من الضروری الوقوف على التحدیات التی تواجه فی تطبیق الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة لتحقیق المزایا التنافسیة لها   ولعل من أبرز هذه التحدیات:

التحدیات المعرفیة   حیث بلغت معدلات تزاید المعارف والعلوم بشکل غیر مسبوق حتى أطلق البعض على هذا العصر "عصر الانفجار المعرفی " ,وهذا التزاید بات من الضخامة ٌ إلى الحد الذى یصعب على أی فرد متخصص مهما حاول أن یلم بکل ما ینتج من معارف فی مجال تخصصه(الشربینی , 2016)

  1. التحدیات  التکنولوجیة: وهى مزیج من التقدم التکنولوجی المذهل والثورة المعلوماتیة الفائقة والتی تمیزت بأنها ذات طبیعة اقتحامیه وتحویلیة, بالإضافة إلى ذلک ساهمت هذه الثورة فی تطور المستحدثات فی مجال التکنولوجیا التعلیمیة ,وبخاصة الحدیثة منها فی عملیتی التعلیم والتعلم الذی شمل الأجهزة والمعدات. )عبد العاطی: 2007م,1
  2. التحدیات الدیمغرافیة : تزاید الطلب الاجتماعی على التعلیم العالی: وبنسبة سنویة تتعدى 12%کمتوسط الأقطار العربیة وذلک لأسباب اجتماعیة واقتصادیة وسیاسیة  عدیدة . (الشربینی , 2016)

حیث یشهد المجتمع المصری تغیرات فی البناء الطبقی الاجتماعی نتیجة اتباع الدولة سیاسات اقتصادیة نتج عنها فوارق جمة بین الطبقات، أدت إلى انقسام شرائح المجتمع إلى أغنیاء وفقراء، وزیادة فی نسبة الفقر، وتآکل الطبقة الوسطى بالمجتمع المصری. وقد أدى ذلک إلى اتجاه الطبقات القادرة إلى الإقبال على التعلیم الخاص والأجنبی، بینما اتجهت الطبقات الفقیرة إلى التعلیم الرسمی، الأمر الذى یتعارض مع مبدأ تکافؤ الفرص التعلیمیة.( وزارة التربیة والتعلیم, 2014)

  1. التحدیات الاقتصادیة :لقد اتسم الأداء الاقتصادی فی العقد الأخیر من القرن الماضی بتبنی الدولة لسیاسات اقتصادیة ترتب علیها زیادة معدل التضخم، وتضخم حجم الدین الداخلی والخارجی، مما تسبب فی ضعف المخصصات المالیة لقطاع التعلیم کنتیجة لموارد الدولة المحدودة. وقد انعکس ذلک فی ضعف رأس المال البشرى على الإنتاج نتیجة انسحاب الدولة من مجالات التعلیم والصحة وغیرها، فی ضوء أشکال التنظیم الاجتماعی غیر الفعال .( وزارة التربیة والتعلیم, 2014)

إن الاستجابة لهذا التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة –التی تعد جوهر الذکاء الاستراتیجی - تتطلب أن یکون نظام التعلیم العالی المصری  مصدرا للمستویات المرتفعة من المهارات اللازمة للقوى العاملة من خلال توفیر أنظمة تعلیمیة وتدریبیة عالیة المستوى، تعتمد على تکنولوجیا المعلومات والاتصالات، واستخدام آلیات حدیثة –من بینها الذکاء الاستراتیجی-  لرصد احتیاجات سوق العمل المطلوبة

  1. التحدیات الداخلیة بالجامعات المصریة
  • تعقد البیئة التی تتواجد وتعمل فیها المؤسسات التعلیم الجامعی المصری.
  • الزیادة الکبیرة فی أعداد الطالب الملتحقین بمؤسسات التعلیم الجامعی. المصری (عبدالله , 2017)
  •  زیادة التنافس بین مؤسسات التعلیم الجامعی علی استقطاب الطالب و الحصول علی الدعم المالی من الحکومات أو الوکالات الدولیة المانحة. ففی ظل ترحیب المؤسسات الأجنبیة بالالتحاق بها من خلال التعلیم المباشر أو من خلال التعلیم عبر الإنترنت, یضطر المالیین من الطلبة إلى السفر إلى مختلف بلدان العالم للحصول على التعلیم الجامعی هناک ,حیث تعمل تلک المؤسسات على دراسة الاحتیاجات للمجتمعات العربیة فی الوقت الذى تنغمس فیه مؤسسات التعلیم العربی فی حل مشکلاتها, وتسیر أعمالها الیومیة, فإذا لم تتحرک المؤسسات التعلیمیة فی العالم العربی لتطویر نظمها التعلیمیة فإنها من المحتمل أن تفقد أهمیتها وتحل محلها المؤسسات العالمیة ( عبد العاطی, 2007)
  • تدنی البحوث العلمیة: حیث تقتصر الإنتاجیة أعضاء الهیئة التدریسیة على بحوث تقلیدیة یستخدمها الباحث للترقیة, وغالبا ما تتأخر الترقیات العلمیة لأعضاء هیئة التدریس عدة سنوات لانهم لم یتوصلوا إلى الإنتاج العملی المطلوب للترقیة, کما أن البحوث الإبداعیة  محدودة (الشربینی , 2016)

 ت‌-             مبررات استخدام الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة

یتشکل الذکاء الاستراتیجی من ثلاثة مکونات أساسیة  یهتم اثنان منهم بالبیئة الخارجیة وهما  الذکاء الاقتصادی  والذکاء التنافسی والمکون الثالث  یهتم بالبیئة الداخلیة وهو إدارة المعرفة , حیث یعد الذکاء الاستراتیجی من أحدث الأنظمة التی تضمن للجامعات  الحفاظ على مکانتها فی التصنیفات العالمیة وذلک باعتباره وسیلة تفکیر شامل للجامعة کما انهم یهتم بالمعلومات والمعرفة باعتبارها  من أهم موارد التی تحاول الجامعات  الوصول إلیها واستخدامها بما یحقق الهدف والغایة، والملاحظ فی الجامعات المصریة ان عناصر الذکاء الاستراتیجی تعانی من تحدیات متعددة , ویمکن سردها على النحو التالی

  1. مؤشرات ضعف الذکاء التنافسی بالجامعات المصریة والتی تتمثل فیما یلی ( دیاب ,   2010م   ) (بلتاجی ,2015م) (عباس ,2006) :
  • یغلب علی الجامعات المصریة الطابع النمطی؛ حیث تتشابه الکلیات المتناظرة فی أقسامها العلمیة وبرامجها التعلیمیة.
  • یعتمد نظام الدراسة فی معظم الجامعات المصریة لحکومیة علی نظام الفصلین الدراسیین، فی حین نجد أنها فی الجامعات الخاصة تقوم علی نظام الساعات المعتمدة.
  • عدم وجود نظام لتقویم الأداء فی الجامعات ومؤسسات التعلیم العالی الأخرى فی مصر، سواء کان علی مستوی الجامعة أو الکلیة، أو القسم لتقویم أداء عضو هیئة التدریس.
  • تستخدم أسالیب تقلیدیة فی التدریس فی غالبیة الجامعات المصریة وهذا یواکب التطورات الحدیثة.
  • تحسین نسبة أعضاء هیئة التدریس إلی الطلبة فی الجامعات المصریة، وإن کانت أقل  من المعدلات العالمیة.
  • انتشار الدروس الخصوصیة فی الجامعات المصریة، إلی جانب الاعتماد علی "الکتاب المقرر" کمصدر أساسی فی التعلیم.
  • عدم مواکبة قطاع المکتبات والمعامل والتجهیزات والوسائل التعلیمیة فی الجامعات المصریة لنظیره فی جامعات الدول المتقدمة.
  • عدم تخصیص موازنات خاصة بالبحث العلمی، إذ أن الإنفاق علی البحوث والتطویر غالباً ما یتمثل فی صورة أجور ومرتبات الباحثین وأعضاء هیئات التدریس، ولا یوجد تخصیص للإنفاق علی البحث بذاته.
  • عدم وجود حافز أو وسیلة تشجیع اختیار أفضل البحوث، کما یحدث فی جامعات الدول المتقدمة
  • تنافس الأقسام العلمیة علی المقررات بغض النظر عن مدی فائدتها بالنسبة للخریج.
  • وجود تشابه وازدواج بین الکلیات والتخصصات بالإضافة إلى التشابه فی محتویات المقررات الدراسیة
  • المقررات الدراسیة بالجامعات لا تنمی مهارات البحث العلمی للطلاب.
  • عدم وجود توافق بین الخطط والمناهج والبرامج المتبعة فی الکلیات، مخرجات العملیة التعلیمیة (الخریجین)، واحتیاجات سوق العمل.
  • ضعف وتخلف نشاط البحوث والتطویر فی الجامعات العربیة ومنها مصر.
  • عدم تخلى الجامعات عن المفاهیم التقلیدیة للجودة والتی تقوم على عملیات الفحص والرفض والترکیز على الاختبارات النهائیة ودون مراجعة القدرات والمهارات. (النجار، 2000)
  1. مؤشرات الذکاء الاقتصادی بالجامعات المصریة ( دیاب ,   2010م   ) (بلتاجی ,2015م) (عباس ,2006) :
  • عجز الموارد المالیة الحکومیة وعدم کفاءتها حیث تتطلب مؤسسات التعلیم العالی فی مصر موارد مالیة عالیة حتى تحقق أهدافها بکفاءة واقتدار، وهذه المتطلبات المالیة تتزاید سنة بعد أخرى حتى تتمکن المؤسسة التعلیمیة من تطویر برامجها وخططها وأبحاثها..
  • ضعف مشارکة القطاع الخاص والمجتمع المدنی فی استثمارات التعلیم العالی فلا یزال إسهام القطاع الخاص فی تمویل التعلیم العالی فی مصر ضعیفاً باستثناء بعض الحالات مثل مساهمة بعض رجال الأعمال فی تمویل بعض مؤسسات التعلیم الجامعی، وبالتالی فإن تمویل التعلیم العالی مازال معتمداً على مصدر أساسی للتمویل، غالباً ما یکون الموازنة العامة للدولة دون الاستعانة بالموارد الخاصة الأخرى.
  • محدودیة التمویل الذاتی حیث یعد التمویل الذاتی الذی تحصل علیه مؤسسات التعلیم العالی ضئیلاً حیث یترکز التمویل الذاتی فی رسوم الطلاب الذین یلتحقون بمؤسسات التعلیم العالی کرسوم التسجیل والأنشطة الطلابیة ورسوم الامتحانات ورسوم الحصول على شهادات التخرج، وهی فی الأغلب عبارة عن مبالغ رمزیة.
  • ضعف ومحدودیة التمویل الخارجی الممنوح لمؤسسات التعلیم العالی سواء فی شکل منح أو قروض، ویعود ذلک إلى الطبیعة الخاصة بالتمویل الخارجی الذی یخضع لتقلبات سیاسیة یصعب السیطرة علیها، أی أنه فی نهایة الأمر یعد مورداً ثانویاً مشروطاً بشروط معینة. إذن، یمکن القول أن التمویل عن طریق المنح هو مصدر مؤقت فی دعم وتطویر التعلیم العالی، خاصة وأن المنح الخارجیة تتجه فی أغلب الأحوال لدعم التعلیم الأساسی، وبالرغم من ذلک فلابد من الاهتمام بهذا المورود من خلال تنشیط العلاقات الثقافیة مع مؤسسات التعلیم العالی فی الدول المختلفة.
  • ضعف  تسویق البحوث العلمیة والبرامج التعلیمیة بالجامعات المصریة  .
  • وجود قصور فی قدرات الخریجین والخریجات بعد تعیینهم فی الوظائف مما یکلف الدولة عبء تدریبهم وتنشئتهم مهنیاً.
  • وجود قصور نسبی فی المهارات التطبیقیة لبعض أعضاء هیئة التدریس خاصة الذین لم تتاح لهم فرصة التطبیق لعلمی خلال أنشطتهم المهنیة.
  • تزاید نسبة الخریجین فی مجالات العلوم الإنسانیة، مقابل انخفاض الخریجین فی مجالات العلوم الطبیعیة والتطبیقیة.
  • محاولة اتجاه الجامعات المصریة إلی الربط بین الجامعات والمجتمع، وذلک من خلال إنشاء تنظیم خاص لخدمة المجتمع وتنمیة البیئة على الرغم من عدم فاعلیتها على ارض الواقع .
  • ضعف الاتصال بین الدراسات  الأکادیمیة والواقع المیدانی التطبیقی فی کثیر من التخصصات.

3-   مؤشرات إدارة المعرفة بالجامعات المصریة

لقد أشار  العدید من الباحثین إلى أن هناک مجموعة من المعوقات الرئیسیة التی تعرقل تنفیذ إدارة المعرفة کجزء رئیسی للذکاء الاستراتیجی  بشکل فاعل فی الجامعات المصریة  ، وتتمثل هذه المعوقات فیما یلی: (إسماعیل , 2012)

معوقات تتعلق بالوعی تجاه ثقافة إدارة المعرفة، وتشمل:

  •  أعضاء هیئة التدریس بالجامعة لیس لدیهم الوقت الکافی لإدارة المعرفة.
  •  الثقافة الحالیة لا تشجع مشارکة وتبادل المعرفة.
  •  ‏نقص الوعی والفهم للفوائد المتحققة من تطبیق إدارة المعرفة.
  •  الإدراک غیر الکافی لمفهوم إدارة المعرفة ومحتواها.
  •  ‏الإدراک غیر الکافی لدور إدارة المعرفة وفوائدها.

معوقات تتعلق بدعم وتأیید إدارة الجامعة لمدخل إدارة المعرفة، وتشمل:

  •  عدم القدرة على قیاس الفوائد المالیة المتحققة نتیجة لتطبیق إدارة المعرفة.
  •  نقص المهارات المرتبطة بتقنیات إدارة المعرفة.
  •  نقص التمویل لمشاریع إدارة المعرفة.
  •  نقص الحوافز والمکافآت للمشارکة فی المعرفة.
  •  نقص الدعم والالتزام من قبل الإدارة العلیا.

معوقات تتعلق بالبناء الإداری والتنظیمی للجامعة، وتشمل:

  •  الافتقار إلى التکافل بین أنشطة الجامعة المرتبطة بإدارة المعرفة وبین تعزیز التعلم التنظیمی.
  • الافتقار إلى التدریب المرتبط بإدارة المعرفة.
  • الافتقار إلى فهم إدارة المعرفة بشکل صحیح بسبب الاتصال غیر الفعال وغیر الکفء.

ومن کل ما سبق یمکن القول بان هناک عوامل کثیرة تؤثر فی تطبیق الذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة  بالصورة المطلوبة لملائمة عصر المعلوماتیة  ،فتطبیق الذکاء الاستراتیجی یتطلب فهما کاملاً وکافیاً لمفهوم المعرفة قبل جهود التطبیق وعدم مراعاة هذا الأمر ینعکس سلبیاً فی النتائج الجوهریة للمؤسسة . وان الجامعات تتصرف من منطلق أن الذکاء الاستراتیجی یکون موجودة خارج عقول أفرادها ، فی حین أن اهم جانب من  الذکاء الاستراتیجی یکون کامن فی عقول افراده ومبدعیها

 

 رابعا  دور الذکاء الاستراتیجی فی تحقیق  المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

 یتکون الذکاء الاستراتیجی من تجمیع أنواع مختلفة من الذکاءات المتداخلة  منها الذکاء الاقتصادی، والذکاء التنافسی، وإدارة المعرفة  وذلک لتوفیر المعلومات والمعارف ذات القیمة نحو اتخاذ القرارات الاستراتیجیة للمؤسسة. حیث یتم الترکیز علی أفضل السبل لوضع المنظمة للتعامل مع التحدیات والفرص المستقبلیة لتعظیم نجاح المنظمة(Pellisier, R2011. & Kruger, JP.,)  وهناک علاقة طردیة بین الذکاء الاستراتیجی وحدة المنافسة فیؤکد اکسو وکیو  (2009) انه کلما  زادت شدة المنافسة کلما أصبحت أهمیة تطویر الرؤیة والرسالة الخاصة بالمؤسسة مع تفاعلها بسرعة وذکاء  أمام التهدیدات من المنافسین , فالمؤسسات القادرة على تولید الذکاء الاستراتیجی هی المؤسسات القیادیة فى مجالها (Xu, M. & Kaye, R., 2009)

وفی هذا الصدد یؤکد بیلسیر Pellisierو  کروجر  Kruger  على  أکثر تطبیقات الذکاء الاستراتیجی شیوعا هی تطویر الخطط الاستراتیجیة وخطط استثمار رأس المال والبحث والابتکار على المدى الطویل(Pellisier, R. & Kruger, JP., 2011) .  وقد اوضح ماکدویل McDowell  على عدد من التطبیقات الخاصة بالذکاء الاستراتیجی یمکن توضیحها بالرسم فی الشکل التالی:(McDowell,2009:14)

 

شکل(3) یوضح  التطبیقات الخاصة بالذکاء الاستراتیجی

ولکى یتضح دور الذکاء الاستراتیجی فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات یجدر بالباحث تناول أنواع الذکاء الاستراتیجی ودور کل منها فی ذلک والذی یتکون من ثلاثة أبعاد: لذکاء التنافسی والذکاء الاقتصادی وإدارة المعرفة  ویرد وصف کامل لدور کل من تلک الأنواع فی تحقیق المزایا التنافسیة  منها فی الصفحات التالیة .

 

                     أ‌-         الذکاء التنافسی فی تحقیق  المزایا التنافسیة للجامعات المصریة :

یعرف الذکاء التنافسی طبقا  لتعریف المدرسة  الفرنسیة للإدارة French School of Management بانه فن العثور على المعلومات وجمعها ومعالجتها وحفظها واستخدامها من قبل الموظفین على مختلف  مستویات المنظمة، وذلک لتشکیل مستقبل المنظمة , مع العمل على حمایة تلک المنظمة  ضد تهدیدات المنافسین , لذا یساهم الذکاء التنافسی فی ارتفاع قیمة المؤسسة  باستخدام التدفق المدروس والمستمر للمعلومات مع تقییم البیئة الداخلیة والخارجیة للمؤسسة ، وذلک لمساعدة المؤسسة فی تحسین عملیة اتخاذ القرارات الاستراتیجیة والتشغیلیة(Guster)  کما یعرف الذکاء التنافسی أیضا بانه  " القدرة على استخراج معلومات حیویة وبالغة السریة عن المنافسین باستخدام بعض المعلومات العامة والعادیة، وذلک بهدف صیاغة استراتیجیة تنافسیة ملائمة للمؤسسة وتعدیلها کلما لزم الأمر ، وقبل فوات الأوان وبالتالی یعتبر الذکاء التنافسی بمثابة جهود البحث المشروعة بواسطة الشرکات لدراسة منتجات المنافسین والمنظمات والمسائل ذات الصلة (بن جروة,2012م) کما عرفه کل من (سویدان والعبادی: 2010م) بأنه: "نظام للمعلومات المطلوبة لاتخاذ القرارات، وذلک لجمع وتخزین وتحلیل وفهم ونشر المعلومات التسویقیة"

ومن کل ما سبق یمکن تعریف الذکاء التنافسی طبقا للدراسة الحالیة بانه مجموع الأنشطة التی تقوم بها الجامعات والمتعقلة بجمع واکتساب وتبادل ونشر واستخدام المعلومات حول الجامعات الأخرى المنافسة لها  وحول الخریجین وتخصصاتهم  للاستفادة منها فی التخطیط الاستراتیجی والتکتیکی لها حتى یتثنى لها التنافس بفعالیة  

یهدف الذکاء التنافسی لزیادة قدرة الشرکة على العمل بفعالیة من خلال استغلال الموارد البشریة والمعلوماتیة للشرکة لإنشاء نظام للذکاء، حیث یسهم وجود نظام للذکاء المؤسسی فی توفیر المعلومات فی الوقت المناسب، وتحلیل البیانات واستخدامها لتمکین العاملین بالشرکة من اتخاذ الإجراءات لمواجهة البیئة، وکذلک اختیار القرار الصحیح (Vuksic et al., 2013). (الهنداوی, 2014)

 فالذکاء التنافسی یهدف لتحویل البیانات إلى معلومات ثم إلى معرفة لإضافة قیمة جوهریة إلى عملیة صنع القرارات التسویقیة فی الشرکة، وتعد المعرفة أکثر الاصول الغیر ملموسة قیمة وأکثرها حیویة، وتعتبر أیضا العامل الخامس لعوامل الإنتاج وتلعب أدوار حاسمة فی تحقیق المیزة التنافسیة للشرکة، فالذکاء المؤسسی یمکن الشرکة من اقتناص الفرصة ومواجهة التهدیدات بشکل استباقی بدلا من مجرد رد الفعل (Singh & Samalia, 2014).

وعلاوة على ذلک  یهدف الذکاء التنافسی لإدارة قواعد بیانات المنظمة یهدف تدعیم القرار التسویقی، وذلک من خلال الاهتمام بتحلیل السوق والمنافسة، والعملاء والمنتجات ودراسة وتحسین عملیات فی المنظمة (McBride, 2014).( الهنداوی, 2014)

وفی هذا الصدد حدد سویدان والعبادی،( 2011م)  العزاوی،( 2012م)  خمس فوائد هامة للمنظمات لتتبنی نظام للذکاء التنافسی وهی: سرعة تحقیق التمایز التنافسی Competitive Differentiation، والتعرف على الفرص واقتناصها وتجنب التهدیدات، تحصل الشرکة من خلاله على معلومات حدیثة یحافظ على سریتها، وتدعیم إجراء بحوث التسویق، وأخیراً یعد جزء من عناصر نظام معلومات ودعم اتخاذ القرارات التسویقیة بالمنظمة.

ویتمثل الهدف الرئیسی للذکاء التنافسی فی إبقاء المؤسسة مطلعة informed-well ولدیها القدرة للتجهیز بشکل مسبق وتوقع التحدیات، بحیث یمکنها الاستمرار فی النمو والازدهار من خلال قدرتها على التنبؤ بما سیحدث فی البیئة، ومن ثم تطویر الاستجابات الملائمة إما للحصول على میزة منها أو للمساعدة فی تشکیل البیئة. وهو یشکل جوهر عملیة التخطیط الاستراتیجی حیث یقوم بتزویده  بالمدخلات الرئیسیة للمساعدة فی توجیه عملیة التخطیط الاستراتیجی ، کما انه  یعد مکون هام عند صیاغة الاستراتیجیة وبصفة خاصة فی التحلیل البیئیLiebowitz, J(2006)بما فی ذلک تکییف استراتیجیة المؤسسة للنموذج الجدید من المنافسة فی بیئة التجارة الإلکترونیة Nemutanzhela, P & Iyamu, T (2011),

وفی هذا الإطار قام کل من (Haverile & Ashill, 2011) بتحدید العدید من العوامل التی ساعدت فی زیادة أهمیة تبنی متغیرات الذکاء التنافسی فی الشرکات التی تتمثل فی النمو المتزاید فی تطور تکنولوجیا التصنیع وما یتبعها من زیادة حدة المنافسة، واللجوء الإلزامی لمعاییر توکید جودة المنتجات، وزیادة درجة الاعتماد على الذکاء التسویقی فی الجدیدة.

فی حین أجملت  سیولیل Sewlal الفوائد التی یمکن ان یسهم فیها الذکاء التنافسی لتعزیز دوره فی تحقیق وتفعیل المزایا التنافسیة ومنها ما یلی :Sewlal, R (2004)

  • مساعدة  المدیرین على المستوى الاستراتیجی والتنفیذی على  تقییم المنافسین وهذا بدوره یخفض من المفاجئات التی یقوم بها المنافسین الأخرین فى نفس المجال.
  • یساعد الذکاء الاستراتیجی المدیرین بالقدرة على التنبؤ بالتغیرات فى مجال أعمالهم
  • یساعد الذکاء الاستراتیجی فی تحدید  الفرص فی سوق العمل.
  • یساعد على حمایة المؤسسة ضد التهدیدات المحتملة للمنافسین.
  • یساعد المؤسسة فی التنبؤ بالاستراتیجیات المستقبلیة للمنافسین.
  • یساعد على فهم وادراک القدرات الممیزة للمنافسین لفهم الأسالیب والاستراتیجیات التی یستخدمها المنافسین لکسب ودیمومة المزایا التنافسیة
  • یساعد على اکتشاف المنافسین الجدد أو المحتملین.
  • یساعد على معرفة الناجح من الفاشل لدی المنافسین لاکتساب میزة تنافسیة عنهم
  • یساعد على معرفة التقنیات الحدیثة التی یمکن أن تؤثر على المؤسسة.
  • یعلمنا کیف یمکن للتشریعات الحکومیة أن تؤثر على المنافسة.
  • یعزز من جاهزیة المؤسسة لاتخاذ القرارات وزیادة قدرتها على الاستجابة بشکل مبکر
  • یعطی فکرة بصورة واضحة نسبیاً عن بیئة الأعمال المستقبلیة التی تعمل ضمنها المؤسسة،
  • یساعد على التنبؤ بالمبیعات والتنبؤ بالطلب على المنتج

ومن کل ما سبق یمکن القول بان الذکاء التنافسی یعد المکون الرئیسی فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات من خلال إبقاء الجامعة  مطلعة informed-well بحیث یکون لدیها القدرة على سرعة تحقیق التمایز التنافسیبینها وبین الجامعات الموجودة حالیا أو المحتمل أنشائها بالقطاع الخاص  مما یتیح لها التنبؤ بالاستراتیجیات المستقبلیة الخاصة بها وبالمنافسین من الجامعات الأخرى  ، والتعرف على الفرص واقتناصها وتجنب التهدیدات بشکل استباقی بدلا من مجرد رد الفعل, مما یؤدی إلى تعزیز جاهزیة  الجامعة لاتخاذ القرارات وبالتالی یعد مکون هام عند صیاغة الاستراتیجیة للجامعات المصریة

                   ب‌-       الذکاء الاقتصادی ودوره فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

یعد الذکاء الاقتصادی  أداة فعالة لتحسین عملیة صنع القرار وبالتالی یجدر بای مؤسسة ان تستفید منه حیث یشیر ذکاء الاقتصادی إلى إدارة الأعمال المستخدمة لوصف التطبیقات والتکنولوجیا فی مجالات جمع البیانات وعرضها  وتحلیلها من أجل تمیز المؤسسات , حیث یعرف ذکاء الأعمال بانه مجموعة من القدرات والتقنیات والأدوات والاستراتیجیات التی یمکن أن تساعد المدیرین لفهم ظروف الأعمال بشکل أکثر کفاءة(Guster)  

کما أنّ (جیلانی  , 2017م) یعرف الذکاء الاقتصادی  بانه التحکم وحمایة المعلومات الاستراتیجیة الملائمة لمختلف المتعاملین الاقتصادیین، وعلى اعتباره ممارسة تنظیمیة، فهو منسق للیقظة الاستراتیجیة، وحمایة المعلومات واستخدامها فی عملیات التأثیر على الغیر  , کما یشیر حموی(2013) على اعتبار الذکاء الاقتصادی مدخل عملی ومنهجی نموذج لاستکشاف وشرح النواحی الخفیة وذات الصلة لکمیات ضخمة من بیانات المؤسسة لتحسین عملیات القرار المطلعة کما یُعرف کردی  (2017م) الذکاء الاقتصادی أیضا بانه : "مجموعة الأعمال المرتبطة بالبحث و معالجة وبث المعلومة المفیدة للأعوان والمتدخلین الاقتصادیین لصیاغة استراتیجیتهم "

ومن کل ما سبق یمکن تعریف الذکاء الاقتصادی طبقا للدراسة الحالیة فى انه مدخل تنتهجه الجامعات المصریة یشتمل على مجموعة الأعمال الخاصة بالتعامل مع البیانات والمعلومات من حیث البحث عنها ومعالجتها وحمیاتها واستخدامها فی عملیات التأثیر على المنتفعین من الخدمات البحثیة والتعلیمیة للجامعات

وبالرغم من اختلاف الباحثین فی تحدید أدوات الذکاء الاقتصادی إلا ان هناک شبه اتفاق على أن هذه الأدوات تتمحور حول خمسة عناصر أساسیة، ویمکن شرحها کما یلی (السامرائی , العکیدی, 2012) ( قاشی, دیه , 2015) (بلزعم, 2014)

  1. مستودعات البیانات: تعد اتجاها تقنیاً جدیداً ووصف على أنه أحدث مفاهیم حقل نظم المعلومات وأساس فکرة مستودع البیانات هو تحقیق التکامل فیما بین بیانات المنظمة المنتشرة والموزعة عبر مختلف قواعد البیانات ونظم معالجة المعاملات والنظم الموروثة، فضلا عن مصادر المعلومات الخارجیة ذات الصلة عمالها بحیث یتوفر لدى المنظمة بیئة موحدة ومتکاملة فی إطار مستودع واحد
  2. عملیات (استخلاص، نقل، تخزین): وهی أدوات مصممة لتقوم باستخلاص وتکامل البیانات من مصادرها المختلفة بناء على خریطة استخلاص محددة، فعملیة التکامل ضروریة لتحویل هذه البیات إلى الصورة المطلوبة من قبل المنظمة وذلک قبل نقلها إلى مستودع البیانات
  3. المعالجة التحلیلیة: والتی تعد أحد الأدوات الرئیسیة للذکاء الاقتصادی، فلقد کان من نتائج التحدیث المستمر للبیانات استخدام نظم المعالجة الفوریة أن تضخمت المعاملات بصورة کبیرة مما أدى إلى عجز أدوات تحلیل البیانات التقلیدیة فی القیام بوظائفها من معالجة وتحلیل للبیانات وإنتاج المعلومات.
  4. التنقیب عن البیانات: یجمع هذا المفهوم بین الإحصاء وتکنولوجیا المعلومات ( قواعد البیانات ، الذکاء الاصطناعی، التعلم الإلکترونی) ، إن علم التنقیب على البیات Mining Data هو علم مستقل بذاته وهو العلم المسؤول عن أسالیب وطرق إنتاج المعلومات وقواعد المعرفة من خلال کم کبیر من البیانات التی یتم التنقیب فیها وربطها بأسالیب علمیة للخروج بمعلومة أو معرفة جدیدة.
  5. تقنیات استعراض المعلومات: أن تقنیات عرض المعلومات من الأبعاد الهامة لنجاح الذکاء الاقتصادی من خلال إیصال المخرجات المتمثلة فی المعلومات للمحللین ومتخذی القرار.

فضلاً عن ذلک فان الذکاء الاقتصادی یهتم بدراسة التفاعل التکتیکی والاستراتیجی بین کافة مستویات النشاط المعنیة بهذا المفهوم بدایة من القاعدة المتمثلة فی النشاط الداخلی للمؤسسة  مرورا بالمستویات إلى المستویات الدولیة  وفی کل المستویات السابقة یلاحظ وجود عدد من الخصائص الرئیسیة للذکاء الاقتصادی کما یلی ( قاشی, دیه , 2015) ( بلزعم , 2014)

  1. الاستخدام الاستراتیجی والتکتیکی للمعلومة ذات المزایا التنافسیة فی اتخاذ القرارات.
  2. وجود إدارة قویة لتنسیق جهود الأعوان الاقتصادیین.
  3. ‌وجود علاقات قویة بین المؤسسات والجامعات والإدارات المرکزیة والمحلیة.
  4.  تشکیل جماعات الضغط والتأثیر فی اتخاذ القرارات السلیمة.
  5. إدماج المعارف العلمیة، التقنیة ،الاقتصادیة، القانونیة والجیوسیاسیة.
  6. السریة التامة فی نشر المعلومات والحصول علیها بطریقة شرعیة وسلیمة.

وفی هذا السیاق یشیر بلزغم الى أهم المزایا تنافسیة التی یحققها ذکاء الاقتصادی  فی المنظمة فیما یلی (بلزغم, 2014م)

  1. تحقیق قدرة المنظمة فی مواجهة المتغیر تا المختلفة التی تواجهها.
  2. الحصول على حصة سوقیة أکبر و الأرباح من خلال توسیع نشاطاتها
  3. تعزیز القدرة التنافسیة للمنظمة من خلال تحسین و جودة الخدمات و السیطرة على کلفتها و أسعارها، و توفیرها للمستهلکین فی الوقت و المکان و الکمیة والنوعیة المناسبة .
  4. تفعیل دور العاملین و زیادة اهتمامهم بمختلف شؤون المنظمة و رفع معنویاتهم من خلال تحسین جوانب المناخ التنظیمی المختلفة
  5. السعی المتواصل لتحسین مختلف الجوانب التنظیمیة و البشریة و التکنولوجیة ، مما ینعکس  على الارتقاء بالفعالیة و تعزیز البقاء التنظیمی .
  6. مواکبة التطورات التکنولوجیة المختلفة لبناء السمعة و الصورة الجیدة للمنظمة.

کما أشار جیلالى الذکاء الاقتصادی لیس مجرد فن الملاحظة ولکنه ممارسة هجومیة ودفاعیة للمعلومات، والهدف منه یکمن فی الربط بین العدید من المجالات لخدمة الأهداف الاستراتیجیة والتکتیکیة للمؤسسة، فهو أداة للربط بین سلوک المؤسسة ومعرفتها  ( جیلالى , , 2017)

ومن کل ما سبق یمکن ان القول بانه یمکن للذکاء الاقتصادی  ان یکون  أداة فعالة لتحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة , باعتباره مدخل عملی ومنهجی للبحث ومعالجة وبث المعلومة المفیدة لمنسوبی الجامعات المصریة   وبالتالی یمکن لذکاء الاقتصادی ان یساهم فی  تحقیق قدرة الجامعات المصریة فی مواجهة التغیرات الحادثة بسرعة متناهیة  , کما یمکنها من تعزیز القدرة التنافسیة للجامعات المصریة من خلال تحسین و جودة الخدمات  التعلیمیة والبحثیة المقدمة و السلع المقدمة و توفیر تلک الخدمات للطلاب ولأعضاء هیئة التدریس  فی الوقت و المکان و الکمیة والنوعیة المناسبة .کما یمکن للذکاء الاقتصادی ان یعمل على تحسین مختلف الجوانب التنظیمیة و البشریة و التکنولوجیة ، مما ینعکس  على الارتقاء بالأداء الاکادیمی والمؤسسی للجامعات المصریة

                   ت‌-       إدارة المعرفة  ودورها فی تحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة

 لقد أضحت إدارة المعرفة و تکنولوجیا المعلومات المکون الرئیس والهام  لأی منظمة أعمال ترید الاستمرار والمنافسة و النجاح فی الأسواق .حیث تسعى تلک المؤسسات للبحث و اکتشاف طرق جدیدة أکثر فعالیـة مـن تلـک المستعملة من قبل المنافسین ، حیث یکون بمقدورها تجسید هذا لاکتشاف میدانیاً و التوصل إلى عنصر تفوق و إبداع یمکنها من تحقیق میزة تنافسیة مستدامة( الساعد و حریم ، 2004 )

ونظرا لاختلاف وجهات النظر حول مفهوم المعرفة فمنهم من ینظر إلى البیانات والمعلومات  بانها شکل من أشکال المعرفة یعتبر نوناکا و تاکیوتشی ( Nonaka, I. & Takeuchi, H., 1995) أن المعرفة هی الاعتقاد الشخصی الحقیقی والمبرر الذی یزید من قدرة الفرد على اتخاذ إجراء. ووفقا لفاهی وبروساک ( Fahey, L. & Prusak, L., 1998) ، فإن المعرفة هی ما یعرفه المعرف أنه لا وجود له بمعزل عن أحد المتعلمین، بل هو بالأحرى یتشکل حسب احتیاجات الفرد ومخزون المعرفة الأولی. 

 کما أشار مادلیین Madelein  الى ان المعرفة والمعلومات متلازمان جنبا إلى جنب مع الخبرة ، والتفکیر والحدس والإبداع بالإضافة إلى القدرة على استخدام المعلومات فى العمل التنفیذی او ابتکار معلومات جدیدة , کما یشمل الحقائق والمعتقدات والمنظورات والمفاهیم والحکم والتوقعات والمنهجیات والدرایة Madeleine,2015)).

وعلى غرار اختلاف مفاهیم المعرفة، فانه لا یوجد تعریف مقبول عالمیا لإدارة المعرفة فمن بین تلک التعریفات من تنظر الیها من منظور تکنولوجیا المعلومات، حیث یعرف بلات ( Platt, N., 2003) إدارة المعرفة بأنها الوصول إلى المعلومات وتقییمها وتنظیمها وترشیحها وتوزیعها بطریقة یمکن أن تفید المستخدمین النهائیین من خلال التکنولوجیا الحدیثة.

ومنهم من ینظر إلى إدارة المعرفة من منظور رأس المال الفکری حیث  یعتبر سمیث (Smith, E., 2001) إدارة المعرفة عملیة إجرائیة مستمرة "من اسف إلى اعلى" تقوم بتطویر واستغلال الأصول الملموسة والموارد المعرفیة غیر الملموسة للمنظمة وتقاسمها عبر الحدود فی المنظمة. 

ومن بین التعریفات التی تنظر إلى إدارة المعرفة باعتبارها عملیة، حیث تعرف على أنها العملیة التی تنطوی على أنشطة مثل الإبداع، والاقتناء، وتحدید الهویة، وتخزینها، وتقاسمها وتطبیقها (Gottschalk, P., 2014).

ومنهم من ینظر الیها على أنها إجراءات واجب تنفیذها حیث أشار مادلیین Madelein إلى اعتبار إدارة المعرفة مجموعة من الإجراءات المنظمة التی یمکن أن تتخذها المنظمة للحصول على أکبر کم من المعرفة المتاحة. والتی تصمم  لتوفیر میزة تنافسیة مستدامةMadeleine,2015)) ویتفق مع  هذا التعریف ما ذهب الیه بوزناق (2013) حیث عرف إدارة المعرفة بانها  "الاستراتیجیات والتراکیب التی تعظم من الموارد الفکریة والمعلوماتیة، من خلال قیامها بعملیات شفافة وتکنولوجیة تتعلق بإیجاد وجمع ومشارکة إعادة تجمیع وإعادة استخدام المعرفة بهدف إیجاد قیمة جدیدة من خلال تحسین الکفاءة والفاعلیة الفردیة والتعاون فی عمل المعرفة لزیادة الابتکار واتخاذ القرار

ومما سبق یمکن تعریف إدارة المعرفة بانها عملیة مستمرة تشمل مجموعة من الإجراءات المنظمة التی یمکن أن تتخذها الجامعات المصریة بهدف تطویر واستغلال الأصول الملموسة وغیر الملموسة للجامعات  عن طریق مجموعة أنشطة مثل الإبداع، والاقتناء، وتحدید الهویة، وتخزینها، وتقاسمها وتطبیقها

وارتباطاً بما سبق فان ممارسات إدارة المعرفة تتضمن مجموعة من الفعالیات والجهود التی تهدف إلى تحقیق أهداف متعددة، أجملتها العدید من الدراسات (محمد ,2015) (عیسى , 2010م)( فلاق , زیتونی , 2017)  ومن أهم هذه الأهداف ما یلی :

  1. تساعد فی تحقیق الکفاءة الإنتاجیة حیث أنها تمکن أعضاء المنظمة من التعامل مع العدید من القضایا خاصة الجدیدة إذ تزودهم بالقدرة اللازمة على اتخاذ القرارات بکفاءة وفاعلیة وتشکل لدى الموظفین رؤیة مستقبلیة
  2. تساعد إدارة المعرفة فی تحقیق المنظمة الاقتصادیة حیث أنها موجهة بشکل رئیسی إلى قدرة المنظمة أی قدرة المؤسسیة لاستخدام المعرفة الضمنیة والظاهریة.
  3.  تولید المعرفة اللازمة والکافیة والقیام بعملیات التحویل المعرفیة وتحقیق عملیات التعلیم Learning وعملیات نشر المعرفة إلى کل الأطراف ذات العلاقة.
  4. نشر المعرفة وتوزیعها على الجهات ذات العلاقة حسب الحاجة إلیها.
  5. العمل على توفیر تجدید وتطویر المعرفة بصورة مستمرة وترجمتها إلى سلوک عملی یخدم أهداف المؤسسة بتحقیق الکفاءة والفعالیة من خلال تخطیط جهود المعرفة وتنظیمها بصورة تؤدی إلى تحقیق الأهداف الاستراتیجیة والتشغیلیة للمنظمة.
  6. السعی إلى إیجاد القیادة القادرة على بناء النظام المعرفی، ویتولى عملیة إدارة النشاطات کافة ذات العلاقة بإدارة المعرفة.
  7. تهدف إلى الإبداع والوعی والتصمیم الهادف والتکیف للاضطراب والتعقید البیئی والتنظیم الذاتی والذکاء والتعلم.
  8.  حفظ المعرفة أی تخزینها بالأماکن المخصصة لها.
  9.  تسهم المعرفة بتغییر السلوک تجاه الأفضل.

10.تعتبر إدارة المعرفة دلیل العمل الجید.

11.. تسهل عملیة تقاسم المعرفة.

12.تحدید طبیعة ونوع رأس المال الفکری الذی یلزم للمنظمة، وتحدید کیفیة تطویره وإدامته.

13.التحکم والسیطرة على العملیات ذات العلاقة بإدارة المعرفة.

14.السعی إلى إیجاد قیادة فاعلة قادرة على بناء وتطبیق مدخل إدارة المعرفة.

ومن کل ما سبق یمکن القول بان إدارة المعرفة مکون أساسی من مکونات المزایا التنافسیة للجامعات  وذلک لکونها مجموعة من الإجراءات المحددة التی یمکن أن تتخذها الجامعات المصریة  للحصول على أکبر کم من المعرفة المتاحة  وتولید المعرفة اللازمة والکافیة ونشرها  وتوزیعها على الجهات ذات العلاقة حسب الحاجة إلیها وذلک بقیامها  بعملیات شفافة وتکنولوجیة تتعلق بإیجاد وجمع ومشارکة إعادة تجمیع وإعادة استخدام المعرفة بهدف تحسین الکفاء والأداء والفاعلیة لها وبالتالی توفر لها مزیا تنافسیة مستدامة .

رابعا نتائج وتوصیات الدراسة

ومن واقع ما تم عرضة یجمل الباحث عدد من النتائج التی أسفرت عنها الدراسة من أهمها ما یلی:

  1. أصبح الذکاء الاستراتیجی من الدعائم الأساسیة لتحقیق المزایا التنافسیة للمؤسسات المختلفة فی مواجهة التحدیات التی أفرزتها التغیرات التکنولوجیة وثورة المعلومات و اشتداد المنافسة , وذلک بالاعتماد على الإبداع و حسن استغلال الموارد ، بالإضافة إلى دعم المشارکة و تحفیز الموارد البشریة وترکیز جهودها , کما یسهم الذکاء الاستراتیجی فی التحلیل البیئی الخارجی للمؤسسة و معالجة المشاکل و الوقایة منها  وعلى هذا الأساس یعد الذکاء الاستراتیجی  أداه هامة تستعملها المؤسسات المختلفة  لضمان توسعها و بقائها فی المنافسة فی ظل الثورة المعلوماتیة .
  2. الذکاء التنافسی یعمل على إبقاء الجامعة على اطلاع على کل ما هو جدید ,بحیث یکون لدیها القدرة على سرعة تحقیق التمایز التنافسیبینها وبین الجامعات الموجودة حالیا أو المحتمل أنشائها بالقطاع الخاص ,مما یتیح لها التنبؤ بالاستراتیجیات المستقبلیة الخاصة بها وبالمنافسین من الجامعات الأخرى  ، والتعرف على الفرص واقتناصها وتجنب التهدیدات بشکل استباقی بدلا من مجرد رد الفعل, مما یؤدی إلى تعزیز جاهزیة  الجامعة لاتخاذ القرارات وبالتالی یعد مکون هام عند صیاغة الاستراتیجیة للجامعات المصریة
  3. یساهم الذّکاء الاقتصادی فی تحقیق التّمیز التّنافسی المستدیم من خلال دوره المزدوج الهجومی  والدفاعی , کما یعد الذکاء الاقتصادی نظام یشمل مجموعة من التطبیقات و والتقنیات التی من شأنها جمع  المعلومات و تحلیلها و نشرها لاتخاذ القرارات لذا فهو  أداة فعالة لتحقیق المزایا التنافسیة للجامعات المصریة , باعتباره مدخل عملی ومنهجی للبحث ومعالجة وبث المعلومة المفیدة لمنسوبی الجامعات المصریة   وبالتالی یستطیع الذکاء الاقتصادی ان یساهم فی  تحقیق قدرة الجامعات المصریة فی مواجهة التغیرات الحادثة بسرعة متناهیة  , کما یمکنها من تعزیز القدرة التنافسیة للجامعات المصریة من خلال تحسین الخدمات  الأکادیمیة والبحثیة المقدمة و توفیر تلک الخدمات للطلاب ولأعضاء هیئة التدریس ولأفراد المجتمع  فی الوقت و المکان و الکمیة والنوعیة المناسبة .کما یمکن للذکاء الاقتصادی ان یعمل على تحسین مختلف الجوانب التنظیمیة و البشریة و التکنولوجیة ، مما ینعکس  على الارتقاء بالأداء الاکادیمی والمؤسسی للجامعات المصریة
  4. تساهم إدارة المعرفة فی تحقیق التّمیز التّنافسی المستدیم من خلال توظیف المعرفة التّی تمتلکها بالکفاءة والفاعلیة المطلوبة وتشجیع الإبداع وزیادة قیمتها والارتقاء بأدائها , حیث تعد  إدارة المعرفة مجموعة من الإجراءات المحددة التی یمکن أن تتخذها الجامعات المصریة  للحصول على أکبر کم من المعرفة المتاحة  وتولید المعرفة اللازمة والکافیة ونشرها  وتوزیعها على الجهات ذات العلاقة حسب الحاجة إلیها وذلک بقیامها  بعملیات شفافة وتکنولوجیة تتعلق بإیجاد وجمع ومشارکة إعادة تجمیع وإعادة استخدام المعرفة بهدف تحسین الکفاء والأداء والفاعلیة لها وبالتالی توفر لها مزیا تنافسیة مستدامة , وبالتالی تعد مکونا أساسیا من مکونات المزایا التنافسیة للجامعات .

التوصیات وآلیات تفعیلها فی الواقع الفعلی

فی ضوء نتائج الدراسة یمکن للباحث وضع عدد من التوصیات کالتالی:

  1. اذا کانت الجامعات المصریة  تبحث عن التمیز والتفوق فی بیئتها وعلى منافسیها  فمن الضروری أن تقوم قیادة  تلک الجامعات بالاعتماد على أبعاد الذکاء الاستراتیجی )الاستشراف، والرؤیة، وتفکیر النظم، والتحفیز، والشراکة، والحدس، والإبداع )  بشکل أساسی  ولتحقیق تلک التوصیة یجب استخدام الآلیات الأتیة 
  • یجب على القائمین على الجامعات المصریة  فهم کل من بیئتها الخارجیة بکل ما تحویه من فرص وتحدیات ومحاولة مواجهتها أو التکیف معها, والإدراک التام  لبیئتها الداخلیة من عناصر القوة والضعف ، فلا یمکن للجامعات المصریة العمل والتطور دون فهمها لبیئتها وتحدیدها الدقیق لاستراتیجیاتها وأهدافها المستقبلیة
  • استخدام عملیات الاستشراف والمسح البیئی للجامعات والتی لها تأثیر قوی على استراتیجیات الجامعات، والعمل التنافسی، والأداء المستقبلی.
  • ولا یمکن تحقیق تلک التوصیة إلا إذا توفرت الرغبة والقدرة لانتهاج الذکاء الاستراتیجی  بکافة مکوناته وأدواته لیتیح للجامعات المصریة  ما یمکنها من الاستغلال الأمثل لمواردها
  • العمل على إنشاء  وحدات للذکاء الاستراتیجی بالجامعات المصریة  تکون مهمتها قراءة المؤشرات البیئیة الخارجیة من فرص یمکن انتهازها أو تهدیدات  حتى یتم التعامل معها والتّفاعل مع متغیراتها قبل حدوثها أو توظیفها لصالح الجامعات إن حدثت
  • دعوة مسئولی الجامعات المصریة إلى  وضع آلیات محددة للذکاء الاستراتیجی  تمکنها من استباق المؤشرات الخاصة ببیئتها الخارجیة والداخلیة  بهدف اقتناص الفرص قبل المنافسین والاستثمار فی الوقت المناسب واستقطاب الشرکاء والمحافظة علیهم من خلال اکتساب تنافسیة أکبر
  • ضرورة أن یتدرب القادة الجامعیین على  أسالیب الذکاء الاستراتیجی والتنبؤ الاستراتیجی لیتمکنوا من ضمان دیمومة التعلیم الجامعی ودعم قدرتها على مزاحمة الجامعات الأجنبیة التی تتمیز بتنافسیة متنامی
  • وضع اختبار لقیاس الذکاء الاستراتیجی أو مشتقاته یطبق على مرشحی الوظائف القیادیة بالجامعة .وهذا یتطلب استخدام التحفیز کعنصر أساسی لقادة الجامعات
  1. ینبغی على الجامعات المصریة  أن تفهم متطلبات الذکاء التنافسی بحیث یکون لدیها القدرة على سرعة تحقیق التمایز التنافسیبینها وبین الجامعات الأخرى ، وأن تقارن قدرتها بقدرات المنافسین وتؤسس على تلک المقارنة استراتیجیتها  وهذا یتطلب ما یلی :
  • ضرورة امتلاک قیادة الجامعات رؤیة شاملة تتصف بالوضوح والواقعی لبیئتها وللجامعات المتنافسة.
  • تکوین فریق عمل تطوعی بوحدة  الذکاء الاستراتیجی بالجامعة من أساتذة الجامعة یتکفل بجمیـع الاستـشارات العلمیة  المرتبطة بالذکاء الاستراتیجی وأنواعه الثلاثة ( التنافسی – الاقتصادی – إدارة المعرفة )
  • ضرورة ان یصبح الذکاء التنافسی مکون هام عند صیاغة الاستراتیجیة للجامعات المصریة
  1. ضرورة الاهتمام بعملیة التنبؤ واستعمال للذکاء الاقتصادی  بالجامعات المصریة والعمل على التحکم وحمایة المعلومات الاستراتیجیة الملائمة لمختلف المتعاملین الاقتصادیین بالمجتمع المصری ولتحقیق تلک التوصیة یجب وضع الآلیات الأتیة 
  • من خلال تحسین الخدمات الأکادیمیة والبحثیة المقدمة و توفیر تلک الخدمات للطلاب ولأعضاء هیئة التدریس ولأفراد المجتمع فی الوقت و المکان و الکمیة والنوعیة المناسبة
  • ضرورة الاهتمام بإدخال احدث الأدوات للمعالجة التحلیلیة للمعلومات  والتی تعد أحد الأدوات الرئیسیة للذکاء الاقتصادی، فلقد کان من نتائج التحدیث المستمر للبیانات استخدام نظم المعالجة الفوریة أن تضخمت المعاملات بصورة کبیرة مما أدى إلى عجز أدوات تحلیل البیانات التقلیدیة فی القیام بوظائفها من معالجة وتحلیل للبیانات وإنتاج المعلومات.
  • ضرورة استحداث علم للتنقیب على البیات Mining Data  الذی یعد المسؤول عن أسالیب وطرق إنتاج المعلومات وقواعد المعرفة من خلال کم کبیر من البیانات التی یتم التنقیب فیها وربطها بأسالیب علمیة .
  • ضرورة وجود فریق عمل متخصص بالجامعات المصریة لوضع آلیات للذکاء الاقتصادی تمکنها من استباق المؤشرات الخاصة بمحیطها بهدف اقتناص الفرص قبل الجامعات المنافسة
  1. ضرورة ان تکون إدارة المعرفة  مکونا أساسیا من مکونات المزایا التنافسیة للجامعات ولتحقیق تلک التوصیة یجب استخدام الآلیات الأتیة : .
  • الاهتمام بعقد سلسلة من الندوات وورش العمل والدورات التدریبیة، والمؤتمرات فی مجال إدارة المعرفة لنشر الوعی وثقافة إدارة المعرفة وتبادل المعلومات والخبرات فی هذا المجال.
  • تطویر نظام الحوافز فی الجامعات لتشجیع منسوبی الجامعات على استخدام مفاهیم إدارة المعرفة و تطبیق معارفهم وخبراتهم والمشارکة فیها مما یدفعهم نحو الإبداع والابتکار فی مجالات أعمالهم.
  • الاستمرار فی تطویر ودعم نظم المعلومات وقواعد البیانات فی الجامعات المصریة وتوفیر التکنولوجیا الحدیثة فی تخزین وتوثیق ونشر المعرفة المتاحة وتسهیل مهمة الحصول علیها

 

المراجع العربیة

1)                الإبراهیم، عدنان بدری , درجة فاعلیة تقویم أداء أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات الأردنیة لتحقیق المیزة التنافسیة بجامعاتهم، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للتربیة وعلم النفس، المجلد السابع، العدد الثانی، تموز2009م.

2)                ابوبکر، مصطفى محمود , الموارد البشریة مدخل لتحقیق المیزة التنافسیة"، الدار الجامعیة، م مصر ,2006.

3)                أحمد ,لمیاء محمد: الجامعة الافتراضیة کإحدى الصیغ التعلیمیة، المؤتمر السنوی لأولللمرکز العربی للتعلیم والتنمیة بالتعاون مع جامعة عین شمس "مستقبل التعلیم الجامعی العربی رؤى تنمویة"، فى الفترة 3-5 مایو 2004

4)                أحمد السید کردی، "الذکاء الاقتصادی فی خدمة منظمات الأعمال"، مقال مأخوذ من الموقع تاریخ: الاطلاع 2017-07 -24 : ، http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/156831

5)                إسماعیل، عمار فتحی موسى, معوقات تطبیق إدارة المعرفة فی مؤسسات التعلیم العالی فی مصر(مدخل القیاس المقارن ,  المؤتمر العلمی السنوی العربی الرابع لکلیة التربیة النوعیة جامعة المنصورة ( إدارة المعرفة وإدارة رأس المال الفکری فی مؤسسات التعلیم العالی فی مصر والوطن العربی ) - مصر , مج 1, 2012

6)                امین، مصطفى أحمد, بطاقة الأداء المتوازن لتحقیق میزة تنافسیة للجامعات المصریة, مستقبل التربیة العربیة –مصر, مج24 ,ع106, ینایر , 2017

7)     بریش، فایزة ,  دور الکفاءات المحوریة فی تدعیم المیزة التنافسیة – دراسة حالة المؤسسة الوطنیة للهندسة المدنیة والبناء، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة سعد دحلب،  البلیدة. 2005

8)                بلتاجى، مروة محمد شبل , تمویل التعلیم العالى فى مصر : المشاکل والبدائل المقترحة, مجلة کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة - جامعة القاهرة - مصر , مج16, ع3, 2015

9)                بن جروة ,حکیم, أثر استخدام أبعاد تسویق العلاقات فی تحقیق المیزة التنافسیة للمؤسسة - دراسة حالة مؤسسة اتصالات الجزائر – فرع ورقلة, مجلة الباحث - عدد 11 / 2012 متاح فی http://rcweb.luedld.net/rc11/A1118.pdf

10)            بوزناق , حسن ,إدارة المعرفة ودورها فی الاستراتیجیات التسویقیة دراسة میدانیة , کلیة العلوم الاقتصادیة والتجاریة وعلو التسییر , جامعة الحاج لخضر باتنه , رسالة ماجستیر , 2013م

11)            الجرجری, احمد سلیمان , العزاوی محمد عبد الوهاب ,  دور تقانة المعلومات والاتصالات فی تحقیق المزایا التنافسیة , دراسة استطلاعیة فی الشرکة العامة لصناعة الأدویة والمستلزمات الطبیة فی محافظة نینوى, المؤتمر العلمی الثالث لکلیة الاقتصاد والعلوم الاداریة جامعة العلوم التطبیقیة الخاصة2009

12)            جوهر , دعاء محمود عبد الفتاح: تصور مقترح لتطویر أداء عضو هیئة التدریس بالجامعات المصریة فى ضوء مدخل إدارة المعرفة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، ٢٠٠٨ ٠

13)            جیلالى, معروف , الذکاء الاقتصادی فی الجزائر: واقـع وآفـاق ,مجلة الاقتصاد الإسلامی العالمیة 2017

14)            جیلانی ,معرف, الذکاء الاقتصادی فی الجزائر: واقـع وآفـاق ,مجلة الاقتصاد الإسلامی العالمی , سبتمبر 2017م .

15)            حجازی ,مروة سمیر , عبدالمجید، عبدالفتاح عبدالرحمن  , ضعف القدرة التنافسیة للجامعات المصریة والسبیل إلى دعمها والارتقاء بها , المجلة المصریة للدراسات التجاریة - مصر , مج 34, ع 2, 2010

16)            حسن , محمد عشری ، "مناهج ومؤشرات القدرة التنافسیة للجامعات العربیة"، مؤتمر القدرة التنافسیة للجامعات ومؤسسات التعلیم العالی والبحث العلمی المصریة والعربیة فی إطار اتفاقیات تحلیل التجارة الدولیة والخدمات، جامعة حلوان، فی الفترة من 7-9 مایو ، حلوان، 2006م

17)            حسن ,عبدالله  محمد,  الذکاء بین الأحادیة والتعدد اتیریک للباعة والنشر والتوزیع , القاهرة , جمهوریة مصر العربیة, 2002م

18)            حموی, فواز, الذکاء التنافسی للمؤسسات المصرفیة فی بیئة التجارة الإلکترونیة. المؤتمر العلمی السنوی الحادی عشر ذکاء الأعمال واقتصاد المعرفة جامعة الزیتونة الأردنیة, کلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة ,إبریل 2013م.

19)            الحوت، محمد صبری , تمویل نظام التعلیم و شرعیة التساؤل لماذا المأمول فی ضوء أحوال الواقع, ,  دراسات تربویه ونفسیة : مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر , ع87 ,  2015

20)            خاطر،محمدإبراهیم, عبدالعزیزابراهیم, تدویلالتعلیم : أحدمداخلتحقیقالمیزةالتنافسیةللجامعاتالمصریة ,  دراساتتربویهونفسیة : مجلةکلیةالتربیةبالزقازیقمصر , ابریل , 2015م

21)            خالد قاشی , رافع دیة,  الذکاء الاقتصادی آلیة لدعم إدارة العلاقة مع الزبون فی منظمات الأعمال الحدیثة , مجلة الردة لاقتصادت الأعمال- العدد 01/2015

22)            دجلة ,مهدی محمود , أثر إعادة الهندسة فی تحقیق المزایا التنافسیة، المعهد التقنی، الکویت، المجلد العشرون، العدد 2، 2007.

23)            الدهدار، مروان , العلاقة بین التوجه الاستراتیجی لدى الإدارة العلیا فی الجامعات الفلسطینیة ومیزتها التنافسیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة، غزة.,2006م

24)            دیاب ,عبد الباسط محمد: تطویر القدرة التنافسیة للجامعات المصریة فى ضوء   خبرات وتجارب جامعات بعض الدول المتقدمة، مؤتمر اتجاهات معاصرة فى تطویر التعلیم فى الوطن العربی، فى الفترة 6- 7 فبرایر، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة بالتعاون مع کلیة التربیة, بنى سویف، دار الفکر العربی القاهرة2010 م

25)            الرواشدة , نداءجمال, أثرالذکاءالاستراتیجیفیفاعلیةالمدیرینمنوجهةنظرالمدراءفیالشرکات الاستخراجیةالأردنیة (شرکةالبوتاسالعربیة،شرکةالفوسفاتالأردنیة،شرکة الأسمنتالأردنیة) : دراسةمیدانیة, رسالةماجستیر,جامعةمؤتة, 2013م .

26)            روبرت .أ.بتس –دیفید .لى ، ترجمة عبد الحکم الخزامی : الإدارة الاستراتیجیة بناء المیزة التنافسیة ، دار الفجر للنشر و التوزیع ، القاهرة ، 2008م.

27)            زاید ,عادل محمد: تدعیم القدرات التنافسیة للجامعات وجودة العملیة التعلیمیة، مؤتمر تدعیم القدرات التنافسیة للجامعات، فى الفترة 4-5 یونیو ، کلیة التجارة، جامعة القاهرة , 2008.

28)            الزعبی ,حسن علی ،" نظم المعلومات الاستراتیجیة –مدخل استراتیجی" ،دار وائل للنشر و التوزیع ، الأردن -2005

29)            السامرائی ,سلوى أمین ، العکیدی ,عبد الستار عبد الجبار ، "مستقبل ذکاء الأعمال فی ظل ثورة الحوسبة الحسابیة"، المؤتمر الحادی عشر لذکاء الأعمال واقتصاد المعرف، الأردن، 23-26-أفریل- 2012

30)            سلطان, فوزیة على, تحدید مدى إمکانیة تأثیر إعادة هندسة العملیات الإداریة(الهندرة فی تحقیق المزایا التنافسیة للخدمات الصحیة فی وحدات صحة المرأة الریفیة بالقرى المصریة ( بحث میدانی,المجلة المصریة للدراسات التجاریة - مصر , مج39, ع2, 2015م

31)            سلیم, رجاءإبراهیم, سیاسةالابتعاثللخارج, دراسةمقدمةإلىالمؤتمر السنویالثامنعشرللبحوثالسیاسیةالتعلیمالعالیفیمصر: خریطةالواقع واستشرافالمستقبل, المنعقدفیجامعةالقاهرة: مرکزالبحوثوالدراسات السیاسیةفیالفترةمن 62 - 61 فبرایر.,2016

32)            سویدان، نظام، العبادی ,سمیر ، تسویق الأعمال "التسویق الصناعی"، (الأردن: دار الحامد للنشر والتوزیع، 2010م.

33)             الشخیبی، علی السید,  کمال  , سناء احمد, تقویم  منظومة أداء عضو هیئة التدریس الجامعی: دراسة نظریة تحلیلیة , المؤتمر القومی السنوی الثامن عشر لمرکز تطویر التعلیم الجامعی بجامعة عین شمس بعنوان : تطویر منظومة الأداء فی الجامعات العربیة فی ضوء المتغیرات العالمیة المعاصرة - مصر , ع26, 2014م.

34)            الشربینی  , غادة حمزة  , استشراف مستقبل الجامعات العربیة فی سیاق التصنیفات الدولیة, المؤتمر العربی  الدولی السادس لضمان جودة التعلیم العالی , جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا , خلال الفترة 9-11 فبرایر 2016.

35)            الشهابی، أسامة زهدی عبدالرزاق,  أثر المزایا التنافسیة للجامعات الخاصة على تسویق الخدمات التعلیمیة فی دولة الأمارات العربیة المتحدة , رسالة ماجستیر جامعة عمان العربیة: کلیة الدراسات الإداریة والمالیة العلیا 2009م

36)            الصالح , عثمان بن عبد الله: تنافسیة مؤسسات التعلیم العالی إطار مقترح, مجلة الباحث، جامعة قاصدى مرباح ورقلة بالجزائر، عدد10، 2012

37)            الطائی ,محمد عبد حسین , الخفاجی, نعمة خضیر ، نظم المعلومات الاستراتیجیة (منظور المیزة التنافسیة )، دار الثّقافة، ط1 ،عمان، 2009 ، ص:36.

38)            الطویل ,أکرم احمد,  إسماعیل , رغید إبراهیم, العلاقة بین أنواع الإبداع التقنی وأبعاد المیزة التنافسیة /دراسة میدانیة فی مجموعة مُختارة من الشرکات الصناعیة فی محافظة نینوى, المؤتمر العلمی الثالث لکلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة جامعة العلوم التطبیقیة الخاصة2009

39)            العبادی , هاشمفوزی, الذکاءالتنظیمیکممارسةأعمالنحوبناءمنظمةذکیةمنظور  مفاهیمی , المؤتمرالعلمیالسنویالحادیعشر ذکاءالأعمالواقتصادالمعرفة جامعةالزیتونةالأردنیة, کلیةالاقتصادوالعلومالإداریة ) 32 نیسان )إبریل– 32عمانالأردن ,2013م

40)            عباس , نسرین أحمد ، "معاییر التقییم الدولیة للجامعات المصریة"، مؤتمر القدرة التنافسیة للجامعات ومؤسسات التعلیم العالی والبحث العلمی المصریة والعربیة فی إطار اتفاقیات تحلیل التجارة الدولیة والخدمات، جامعة حلوان، فی الفترة من 7-9 مایو ، حلوان، 2006م.

41)            عباس , نسرین أحمد ، "معاییر التقییم الدولیة للجامعات المصریة"، مؤتمر القدرة التنافسیة للجامعات ومؤسسات التعلیم العالی والبحث العلمی المصریة والعربیة فی إطار اتفاقیات تحلیل التجارة الدولیة والخدمات، جامعة حلوان، فی الفترة من 7-9 مایو 2006م، حلوان، 2006م.

42)            عبد العاطی, حسن الباتع محمد, التعلیم العربی بین استشراف المستقبل وطلب الجودة والاعتماد, مجلة المعلوماتیة السعودیة, العدد 19, 2007م.

43)            عبد العزیز، کریمان بکنام صدقی. تأثیر النشر الدولی على ترتیب الجامعات فی التصنیفات العالمیة : جامعة القاهرة نموذجا.- Cybrarians Journal.- ع 37، مارس 2015 .- تاریخ الاطلاع <9/8/2017> .- متاح فی: < http://www.journal.cybrarians.info/index.php?option=com_content&view=article&id=688:kareman&catid=273:studies&Itemid=100 >

44)            عبد الله , علویة حسن,  ضمان التعلیم بمؤسسات التعلیم العالی دراسة تجربة إدارة الجودة بجامعة النیلین ,المؤتمر العربی الدولى السابع , جامعة اسیوط , 2017م  

45)            عبد المجید ,عبد الفتاح عبد الرحمن ، حجازی , مروة سمیر: ضعف القدرة التنافسیة للجامعات المصریة والسبیل إلى دعمها والارتقاء بها، المجلة المصریة للدراسات التجاریة، مجلد 34، کلیة التجارة جامعة المنصورة،2010م

46)            العبیدی، محمد عبد العزیز. السالم، قصی سالم., الذکاء الاستراتیجی لتدعیم  جودة التدقیق دراسة استطلاعیة لآراء عینة من رقباء المالیین فی دوان الرقابة المالیة"، المؤتمر العلمی السنوی , الحادی عشر بعنوان " ذکاء الأعمال واقتصا د المعرفة" ، جامعة الزیتونة  الأردنیة ، عمان, 2012م.

47)            عثمان,مزمل علی محمد اختبار أثر عناصر الذکاء الاستراتیجی على فاعلیة اتخاذ القرارات "دراسة حالة: مؤسسة الشرق للصحافة والنشر– الدمام – المملکة العربیة السعودیة". مجلة العلوم الاقتصادیة والإداریة والقانونیة - المرکز القومی للبحوث – فلسطین, 2017م

48)            العجمی, محمدحسنینعبده, لتطورالأکادیمیوالإعدادللمهنةالأکادیمیة بالجامعاتالمصریةبینتحدیاتالعولمةومتطلباتالتدویل,  مجلة کلیة التربیة – جامعة المنصورة ، العدد الثانی والخمسین ,2003م

49)            علی ,صالح، احمد وآخرون، الإدارة بالذکاءات، نهج التمیز الاستراتیجی والاجتماعی للمنظمـات، الطبعـة الأولى، دار وائل للنشر، عمان، الأردن،، ٢٠١٠ .

50)            العلی، عبد الستار محمد ،إدارة الإنتاج والعملیات، مدخل کمی،ط2،دار وائل للنشر والتوزیع, عمان ،2006.

51)            عمران, نضال عبدالهادی, اثر الذکاء الاستراتیجی على الأبداع التنظیمی  :دراسة تطبیقیة على شرکة أسیا سیل للاتصالات , مجلة جامعة بابل , لعلوم الصرافة والتطبیقیة ,العدد 3 , المجلد 23,2015م.

52)            عوض ,عبدالعزیز منصور, دور الذکاء الاستراتیجی وجودة المعلومات على جودة القرارات فی البنوک التجاریة الکویتیة, کلیة الأعمال جامعة عمان العربیة , 2013 م  

53)            عیسى ,محمد , إدارة المعرفة و دورها فی إدارة الموارد البشریة, جامعة دمشق کلیة الاقتصاد ماجستیر إدارة الأعمال , 2010م

54)            الغالبی، طاهر محسن منصور وإدریس، وائل محمد صبحی ,الإدارة الاستراتیجیة منظور منهجی متکامل"، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر، الأردن, 2007م.

55)            فلاق ,علی. زیتونی, سارة,  إدارة المعرفة و دورها فی تفعیل الإبداع فی المنظمات أبحاث الندوة العلمیة الرابعة : الإبداع فی عالم الأعمال - مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة - رماح - الأردن ,  2016م.

56)            النجار , فرید , إدارة الجامعات بالجودة الشاملة , القاهرة , ایزاک للنشر والتوزیع , 2000

57)            قاسم، ساعد حرب ,أثر الذکاء الاستراتیجی على عملیة اتخاذ القرارات دراسة تطبیقیة على مدراء مکاتب غزة الإقلیمی التابع  للانوروا"، رسالة ماجستیر , الجامعة الإسلامیة , غزة , 2011م.

58)            قدور ، رسلی و یاسین ، سعد ، دراسة بعنوان :" نموذج مقترح لدراسة تأثیر تکنولوجیا المعلومات على الاستخدام الأمثل للموارد فی المنشأة "، المجلة الأردنیة للعلوم . التطبیقیة ، مجلد 6 ، عدد 2006م.  

59)            قشقش , خالد أحمد عبد الحمید, إدارة راس المال الفکری وعلاقته بتحقیق المزایا التنافسیة بالجامعات الفلسطینیة بقاع غزة , درجة الماجستیر فی إدارة الأعمال من کلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة. جامعة الأزهر – غـــزة - فلسطین 2014م .

60)            القهیوی , لیث عبد االله وآخرون، جودة المعلومات والذکاء الاستراتیجی فی بناء المنظمات المعاصرة، دار الحامد، عمان، الأردن، 2013

61)            کنوش, محمد  , دور الذکاء ﺍﻻﺳﱰﺍﺗﻴﺠﻲ فی تحقیق  وتعزیز. المیزة التنافسیة المستدامة للمؤسسةمجلة اقتصادیات شمال أفریقیا  العدد الثالث عشر 2015م

62)            محمد ,کمال الدین الصدیق, إدارة المعرفة.. ودور فی تعزیز إبداع منظمات الأعمال,  المال والاقتصاد ( بنک فیصل الإسلامی السودانی ) - السودان , ع77, 2015م

63)            محمد عبد الرؤوف على : دراسة تقویمیة للحریة الأکادیمیة فى الجامعات المصریة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، ٢٠٠٧ ٠

64)            محمد,سعدعبداللهوآخرون،دورتکنولوجیاالمعلوماتوالاتصالاتفیتعزیزالذکاءالاستراتیجی: دراسة استطلاعیةلآراءعینةمنمدراءالأقساموالوحداتالإداریةفیمستشفىالسلامبمدینةالموصل،المؤتمرالعلمی  السنویالحادیعشرحولذکاءالأعمالواقتصادالمعرفة،کلیةالاقتصادوالعلومالإداریة،جامعةالزیتونة، الأردن، 23 - 26 أفریل 2012 .

65)            محمد، إلهام فاروق علی,تصور مقترح لنظام تقویم شامل لأداء عضو هیئة التدریس بالجامعات المصریة فی ضوء خبرات بعض الدول , المؤتمر العلمی السنوی الثامن عشر ( اتجاهات معاصرة فی تطویر التعلیم فی الوطن العربی ) - مصر , مج 2,  2010م .

66)            مدیانی محمد , طلحاوی,  فاطمة الزهراء, تحلیل وقیاس القدرة التنافسیة الدولیة دراسة مقارنة بین الدول:( الجزائر - السعودیة – مالیزیا), المؤتمر العلمی الدولی السنوی الخامس عشر للأعمال: الاستدامة والتنافسیة فی الأعمال , 18-20 ابریل, 2016م

67)            مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصری, آراء أعضاء هیئة التدریس حول قضایا التعلیم العالی فی مصر, 2009م متاح على بوابة الاحصاءات القومیة للتعلیم العالیhttp://www.higheducation.idsc.gov.eg/front/ar/suggestions.aspx?goal_id=9

68)            مسلم ,تامر حمدان عبد القادر, أثر الذکاء الاستراتیجی على القیادة من وجهة نظر القیادات الإداریة العلیا فی الجامعات الفلسطینیة بقطاع غزة , درجة الماجستیر فی إدارة الأعمال , کلیة الاقتصاد والعلوم الإداریة – جامعة الأزهر – غزة , 2015م .

69)            مصطفى ،احمد سید، نحو قیادة إبداعیة لموارد بشریة تنافسیة ،التحدیات المعاصرة للإدارة العربیة القیادة الإبداعیة)،الجامعة  العربیة للتنمیة الإداریة، القاهرة ،جمهوریة مصر العربیة،2006.

70)            معموری صوریة، الشیخ هجیرة، محددات وعوامل نجاج المیزة التنافسیة فی المؤسسات الاقتصادیة، الملتقى الدولی الرابع حول المنافسة والاستراتیجیات التنافسیة للمؤسسات الصناعیة خارج قطاع المحروقات فی الدول العربیة یومی 8و9 نوفمبر 2010کلیة العلوم الاقتصادیة وعلوم التسییر، جامعة حسیبة بن بوعلی جامعة الشلف الجزائر, 2010م

71)            المقادمة، عبد الرحمن , دور الکفاءات البشریة فی تحقیق المیزة التنافسیة – دراسة حالة الجامعة الإسلامیة/ غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التجارة، الجامعة الإسلامیة، غزة, 2013م.

72)            منظمةالتنمیةوالتعاونفیالمیدانالاقتصادیوالبنکالدولی: مراجعاتلسیاساتالتعلیمالوطنیة،التعلیمالعالیفیمصر،منظمةالتنمیةوالتعاونفیالمیدانالاقتصادیووزارةالتعلیمالعالیفیمصر، 2010م

73)            نافع، سعید عبده , نحو رؤیة استراتیجیة لدعم البحث العلمی فی الوطن العربی , المجلة العربیة للدراسات التربویة والاجتماعیة - السعودیة , ع6 ,  2015.

74)            النایف , سعود بن عیسی, دور تکنولوجیا المعلومات فی تحقیق المزایا التنافسیة لمؤسسات التعلیم العالی دراسة استطلاعیة فى جامعة حائل, دراسات تربویه ونفسیة المجلد/العدد: ع 79., مجلة کلیة التربیة بالزقازیق - مصر.2013.م

75)            نصر،أمانیمحمدحسن: دراسةمقارنةلبعضالخبراتالأجنبیةفیتدویلالتعلیمالجامعی وإمکانیةالإفادةمنهافیجمهوریةمصرالعربیة،مجلةدراساتفیالتعلیمالجامعی،العددالرابععشر، إبریل 2007 ،

76)            النعیمی،صلاحعبدالقادر،المدیر- القائدوالمفکرالاستراتیجیوفن ومهاراتالتفاعلمعالآخرین"، ط 1،عمان،دارإثراءللنشروالتوزیع , 2008م .

77)            نویر,  طارق، دور الحکومة الداعم للتنافسیة ، بحث کدراسة حالة، المعهد العربی للتخطیط بالکویت ، 2002

78)            هاشم، نهلة، دراسة بعنوان :" إدارة المعرفة و دورها فً دعم المهارات التنمویة "، دورٌة مستقبل التربٌة العربٌة، مجلد 8 ،عدد 26 ،2012م.

79)            هباش ,فارس,  إدارة التغییر کمدخل استراتیجی فی بناء و تعظیم المزایا التنافسیة للمؤسسات الصغیرة و المتوسطة من خلال تحسین قدرتها على الإبداع و الابتکار التسویقی", , المؤتمر الدولی العلمی حول إدارة التغییر فی عالم متغیر - مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة - رماح - الأردن ,2014م

80)            هباش, فارس ,کواشی,  مراد , الإبداع والابتکار التسویقی  ودوره فی خلق و تعظیم المزایا التنافسیة   للمؤسسات الصغیرة والمتوسطة - دراسة میدانیة لبعض المؤسسات المحلیة بسطیف  الجزائر,المؤتمر العلمی الدولی حول : الإبداع والابتکار فی منظمات الأعمال - مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة - رماح - الأردن, 2016م

81)            الهنداوی، محمد عبدالله محمد, نموذج مقترح للعلاقة بین مقدمات ونواتج الذکاء التنافسی فی الشرکات الصناعیة المصریة دراسة تطبیقیةالمجلة العلمیة للاقتصاد والتجارة - مصر , ع4 , 2014

82)            وزارة التربیة والتعلیم , الخطة الاستراتیجیة للتعلیم قبل الجامعى 2014- 2030, القاهرة , 2014م

83)            یاسین  ,جبار, خلوفی وهیبة, الذکاء الاقتصادی کاستراتیجیة لاکتساب میزة تنافسیة النموذج الیابانی و النموذج الأمریکی,مجلة رماح للبحوث والدراسات - مرکز البحث وتطویر الموارد البشریة - رماح - الأردن , ع5, 2009م

84)            یاقوت , محمد مسعد,البحث العلمی العربی، معوقات وتحدیات"، مجلة الجندول، السنة الثالثة، العدد (24)، سبتمبر 2005.

المراجع الأجنبیة

85)            Abbas keikha Ebrahim hadadi, Investigating effects of Strategic Intelligence of Managers on the performance of employees (Case Study: Private Banks in city of Zahedan, , International Journal of Scientific & Engineering Research, Volume 7, Issue 3, March-2016

86)            Alexander Tübke, Ken Ducatel, James P. Gavigan, and Pietro Moncada-Paternò- Castillo "Strategic Policy Intelligence: Current Trends, the State of Play and Perspectives - S&T Intelligence for Policy-Making Processes" Spain, 2001 Published by: EUROPEAN COMMISSION Joint Research Centre Institute for Prospective Technological Studies (IPTS)2001

87)            Castillo, Jaim . Strategic Intelligence and Innovation Clusters, A Regional Policy Blueprint Highlighting the Uses of Strategic Intelligence in Cluster Policy, European Regions, Stratin Project, InterregIIIC, 2006.

88)            Clar, G, et al., strategic policy intelligence tools, Enabting better RTDI policy Making Europe’s regions”, steinbeis –Edition,Stuttgarl/ Berlin, 2008.

89)            Council on Competitiveness, Washington, 2017, http://www.compete.org/reports

90)            Dowell, McDowell . Strategic intelligence Ahand book for Practitioners, and Users, Rev.ed, Scarecrow press,USA,2009

91)            Du Toit, A.S.A. & Sewdass, N. ‘A comparison of competitive intelligence activities in Brazil, Malaysia, Morocco and South Africa’, Acta Commercii 14(1) 2014, 1–7. http://dx.doi.org/10.4102/ac.v14i1.234

92)            Fahey, L. & Prusak, L., ‘The Eleven deadliest sins of knowledge management’, California Management Review 40(3), 1998. http://dx.doi.org/10.2307/41165954

93)            Gottschalk, P.,‘Knowledge management strategy in professional service firms’, Advances in Management 7(3), 2014, 16–22.

94)            Guster, D. E. N. N. I. S., & Brown, C.  The application of business intelligence to higher education: Technical and managerial perspectives. J. of Information Technology Management, 23(2) 2012,:1042-1319.

95)            Haverila Matti and Nick Ashill  "Market Intelligence and NPD success: a Study of Technology Intensive Companies in Finland", Marketing Intelligence & Planning Vol.29, No. 5, 2011, pp. 556-576

96)            Hill, C.W.L., International Business: Competing in the Global Marketplace, 5th edn., McGraw-Hill/Irwin, Boston, MA , 2005

97)            IMD World Competitiveness Center2017 ,https://www.imd.org/wcc/world-competitiveness-center/

98)            Johnson, A“ What IS Competitive Intelligence? 2000http://www.aurorawde.Com/, ,pp.(1-5).

99)            Klaus .S, Xavier ,M, The Global Competitiveness Report 2014–2015, World Economic Forum ,Geneva 2014, http://www3.weforum.org/docs/WEF_GlobalCompetitivenessReport_2014-15.pdf

100)        Laura Camilla Seitovirta ,The Role of Strategic Intelligence Services in Corporate Decision Making Organization and Management, Master's thesis ,Department of Management and International Business, Aalto University School of Economics,2001.

101)        Liebowitz, J., Strategic Intelligence: Business Intelligence, Competitive Intelligence, and Knowledge Management, Auerbach Publications, Taylor & Francis Group, Boca Raton, 2006,FL. doi:10.1201/9781420013900

102)        Liu, Tsai-lung , 2003 , Organization learning and social networkmarket orientation , The role of resource-based view strategy ingaining dynamic , capabilities advantage , available on :www.hicbusiness.org.19.

103)        Maccoby, Michael. “ To Build a Strategy that Works you need Strategic Intelligence” , Factor in Talent, Available From: https://www.linkedin.com/in/michael-maccoby-8b866612, Accessed on 24 December, 2017

104)        Macmillan, Hugh and Tampo, Mahen , 2000 , Strategic Management :Process , Content , and Implementation , University of Oxford press ,UKMacmillan

105)        Madeleine Fombad,Knowledge management a competitive edge for law firms in Botswana in the changing business environment SA Journal of Information Management; Vol 17, No 1 ,2015, Available From http://www.sajim.co.za/index.php/SAJIM/article/view/633/html Accessed on 24 December, 2017

106)        Malhotra, Y . From Information Management to Knowledge Management: Beyond the "Hi-Tech Hidebound" Systems. In K. Srikantaiah & M.E.D. Koenig (Eds.), Knowledge Management for the Information, 2000.

107)        Marchand, D. & Hykes, A.‘Leveraging What Your Company Really Knows: A Process View of Strategic Intelligence,’ in M. Xu (ed.), Managing Strategic Intelligence - Techniques and Technologies, Idea Group Inc., University of Portsmouth, UK, 2007. http://www.brint.org/IMtoKM.pdf Accessed on 1 December, 2017

108)        McBride Neil,  "Business Intelligence in Magazine Distribution", International Journal of Information Management, Vol. 34, 2014,pp.58-62

109)        Murphy, C.,  Competitive intelligence: gathering, analysing, and putting it to work, Gower, Aldershot, Hants, UK,2005 https://www.amazon.com/Competitive-Intelligence-Gathering-Analysing-Putting/dp/0566085372. Accessed on 1 October , 2017

110)        Natalia Ana, STRATEGIC INTELLIGENCE ROLE IN THE MANAGEMENT OF ORGANIZATIONS, West University of Timişoara, Faculty of Economics and Business Administration, Timişoara, Romania,2013 http://www.seap.usv.ro/annals/ojs/index.php/annals/article/viewFile/564/611

111)        Nemutanzhela, P & Iyamu, T , A Framework for Enhancing the Information Systems Innovation: Using Competitive Intelligence, Electronic Journal Information Systems Evaluation, vol (14), Issue (2), 2011. http://www.ejise.com/issue/download.html?idArticle=775

112)        Nonaka, I. & Takeuchi, H., The knowledge creating company, University Press, Oxford. 1995, https://global.oup.com/academic/product/the-knowledge-creating-company-9780195092691?cc=eg&lang=en&

113)        Opait, G., Bleoju, G., Nistor, R. & Capatina, A.,  ‘The influences of competitive intelligence budgets on information energy dynamics’, Journal of Business Review 69,2016, 1682–1689. https://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwiDyNvizInXAhWGlxoKHcNQDuQQFggtMAE&url=https%3A%2F%2Fojs.hh.se%2Findex.php%2FJISIB%2Fissue%2Fdownload%2FJISIB%25207%25281%2529%25202017%2Fpdf_13&usg=AOvVaw2RS4eCLYXQmrM-3yPr65SX

114)        Pellisier, R. & Kruger, JP.,  'Understanding the use of strategic intelligence as a strategic management tool in the long-term insurance industry in South Africa', SA Journal of Information Management 13(1),, 2011 Art.#426, 13 pages.doi:10.4102/sajim.v13i1.426

115)        Platt, N., 2003, ‘Knowledge is power: knowledge management remains vital to the firm’s success AALL Spectrum’, viewed 05 August 2013 from, http://www.llrxcom/features/kmpower.html

116)        Quarmby, N.,  “Futures Work in Strategic Criminal Intelligence "Paper Presented at the Evaluation in Crime & Justice: Trends & Methods Conference Convened by the Australia Institute of Criminology In Conjunction with the Australia Bureau of Statistics & Held in Cabrera,24-25 March. 2003

117)        Salih, A. & Doll, Y., ‘A middle management perspective on strategy implementation’, International Journal of Business and Management, 2013, 8(22), 32–39. http://dx.doi.org/10.5539/ijbm.v8n22p32

118)        Sewlal, R , Effectiveness of the Web as a competitive intelligence tool, South African Journal of Information Management, 2004,Vol (6), No (1).

119)        Singh Hergovind, Harsh Vardhan Samalia ,"A Business Intelligence Perspective for Churn Management", Procedia - Social and Behavioral Sciences, Vol. 109 , 2014, pp.51 - 56.

120)        Smith, E., ‘The role of tacit and explicit knowledge in the workplace’, Journal of Knowledge Management5(4), 2001,. http://dx.doi.org/10.1108/13673270110411733

121)        Stevenson, William, J."Production / Operations Management".8th ed, Von Hoffmann Press, 2007

122)        Tham, K.D. & Kim, H.M., ‘Towards Strategic Intelligence with Ontology-Based Enterprise Modelling and ABC’, proceedings of the IBER Conference, Las Vegas, NV, 21–23 August, 2002.

123)        The Financial Services Board South Africa, Annual Report, viewed 10 June 2009, from http://www.fsb.co.za

124)        Vuksic Vesna Bosilj c, Mirjana Peji 'c Bach, Alevs Popoviv, "Supporting Performance Management with Business Process Management and Business Intelligence: A case analysis of integration and orchestration", International Journal of Information Management ,Vol. 33,2013, pp.613- 619.

125)        Wong, K. Y.  "Critical Success Factors for Implementing Knowledge Management in Small and Medium Enterprises", Industrial Management and Data Systems, 105(3), 2005,:261-279.

126)        Xu, M. & Kaye, R., ‘The Nature of Strategic Intelligence: Current Practice and Solutions’, in R. Hunter (ed.), Strategic Information Systems: Concepts, Methodologies, Tools, and Applications (4 Volumes), pp. 1–19, Information Science Reference, Canada, 2009.