برنامج التشغيل الطلابي في الجامعات السعودية: دراسة تقويمية في ضوء تجارب بعض الدول

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى تقويم برامج التشغيل الطلابي في الجامعات السعودية في ضوء تجارب بعض الدول، عن طريق التعرف على مفهوم التشغيل الطلابي وأهدافه في الجامعات السعودية، ولوائح التعليم العالي التي تحکمه، وأهم المشکلات التي تواجهه, وتجارب الدول فيه، لتقديم توصيات يؤمل أن تساهم في تطوير البرنامج.
          ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام منهج تحليل المحتوى لتحليل عينة من المواقع الالکترونية لبرامج التشغيل الطلابي في الجامعات السعودية والعربية والعالمية، وتحليل لوائح التعليم العالي والجامعات في التشغيل الطلابي، وإجراء مقابلات هاتفية مع عمداء شؤون الطلاب ومدراء الصندوق الطلابي في الجامعات السعودية محل الدراسة وعددهم 22 مستجيب للتعرف على مشکلات البرنامج. وکانت أهم النتائج مايلي:

أن مفهوم التشغيل الطلابي وأهدافه متشابهه بين الجامعات السعودية.
يوجد لائحة عامة للتشغيل الطلابي أصدرها التعليم العالي، ولکن اختلفت الجامعات السعودية في تحديد التفاصيل والضوابط حيث تراوحت ما بين ضوابط عامة وضوابط دقيقة ومعقدة.
 أبرز مشکلات البرنامج قلة أجر ساعة التشغيل، وتأخر صرف المکافأة، ومحددوية ساعات التشغيل في الفصل، واستبعاد التشغيل في الفصل الصيفي والإجازات، اقتصار تشغيل الطلاب على العمل داخل الجامعة، عدم تطوير البرنامج وتقييمه.
 تم استخلاص فوائد عديدة من التجارب العالمية لتطبيقها في المملکة لتطوير برامج التشغيل الطلابي.
تقديم توصيات عديدة لتطوير برامج التشغيل الطلابي في الجامعات السعودية.

الكلمات الرئيسية


برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة:

دراسة تقویمیة فی ضوء تجارب بعض الدول

د. سارة بنت عبدالله المنقاش

  (أستاذ مشارک فی قسم الإدارة التربویة بکلیة التربیة فی جامعة الملک سعود)

دعم هذا المشروع البحثى من قبل مرکز بحوث الدراسات الانسانیة عمادة البحث العلمى بجامعة الملک سعود

هدفت الدراسة إلى تقویم برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة فی ضوء تجارب بعض الدول، عن طریق التعرف على مفهوم التشغیل الطلابی وأهدافه فی الجامعات السعودیة، ولوائح التعلیم العالی التی تحکمه، وأهم المشکلات التی تواجهه, وتجارب الدول فیه، لتقدیم توصیات یؤمل أن تساهم فی تطویر البرنامج.

          ولتحقیق أهداف الدراسة تم استخدام منهج تحلیل المحتوى لتحلیل عینة من المواقع الالکترونیة لبرامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة والعربیة والعالمیة، وتحلیل لوائح التعلیم العالی والجامعات فی التشغیل الطلابی، وإجراء مقابلات هاتفیة مع عمداء شؤون الطلاب ومدراء الصندوق الطلابی فی الجامعات السعودیة محل الدراسة وعددهم 22 مستجیب للتعرف على مشکلات البرنامج. وکانت أهم النتائج مایلی:

  1. أن مفهوم التشغیل الطلابی وأهدافه متشابهه بین الجامعات السعودیة.
  2. یوجد لائحة عامة للتشغیل الطلابی أصدرها التعلیم العالی، ولکن اختلفت الجامعات السعودیة فی تحدید التفاصیل والضوابط حیث تراوحت ما بین ضوابط عامة وضوابط دقیقة ومعقدة.
  3.  أبرز مشکلات البرنامج قلة أجر ساعة التشغیل، وتأخر صرف المکافأة، ومحددویة ساعات التشغیل فی الفصل، واستبعاد التشغیل فی الفصل الصیفی والإجازات، اقتصار تشغیل الطلاب على العمل داخل الجامعة، عدم تطویر البرنامج وتقییمه.
  4.  تم استخلاص فوائد عدیدة من التجارب العالمیة لتطبیقها فی المملکة لتطویر برامج التشغیل الطلابی.
  5. تقدیم توصیات عدیدة لتطویر برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة.

الکلمات المفتاحیة: التشغیل الطلابی، المساعدات المالیة، الجامعات السعودیة، عمادات شؤون الطلاب. 


Work-Study Program In Saudi Universities: Evaluation study based on the experience of other countries

Dr. Sarah A. Almengash

Associate Professor

Educational Administration Department

College of Education, King Saud University

 

            The study aims to evaluate the work-study program in Saudi universities based on the experience of other countries, by identifying the concept and objectives of the work-study program in Saudi universities, its regulations and restrictions, its problems, and the experience of other countries to improve the program.  

            To achieve this goal, the researcher uses the content analytic approach to examine a sample of the internet sites of work-study program in Saudi, Arab, and foreign universities; to examine its regulations and restrictions, and to conduct interviews with 22 Saudi deans of student affairs, and the administrators of student funds to determine the program’s problem.

              The main results are as follows:

  1. The concept and objectives of the work-study program in Saudi universities are nearly the same.
  2. There is a work-study regulations issued by higher education, but the details and restrictions of the program are different among Saudi universities.
  3. The most problems facing the program are: the limited fees per hour for the program, delay of paying the fees to students, short working hours in the semester, prevention of student working in summer semester and vacations, restricting work inside the campus only, weak evaluation system or improvement for the program.
  4. Some good practices are drawn from the experience of other countries to be applied in the work-study program in Saudi Arabia.
  5. The study ended with some recommendations for improving the program.

 Key words: work-study program, financial aid, Saudi Universities, student affairs deanship.

 


برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة:

دراسة تقویمیة فی ضوء تجارب بعض الدول

د. سارة بنت عبدالله المنقاش

  (أستاذ مشارک فی قسم الإدارة التربویة بکلیة التربیة فی جامعة الملک سعود)

دعم هذا المشروع البحثى من قبل مرکز بحوث الدراسات الانسانیة عمادة البحث العلمى بجامعة الملک سعود

المقدمة

          تهتم الجامعات السعودیة شأنها شأن جامعات العالم، برعایة طلابها وتطویر شخصیاتهم من جمیع الجوانب التربویة، والنفسیة، والاجتماعیة، والجسدیة، والمهاراتیة؛ لأنهم الثروة الحقیقة للمجتمع، وهم قادة المستقبل, والأداة الفاعلة فی تحقیق أهداف خطط التنمیة الشاملة. فمن ضمن أهداف التعلیم العالی السعودی "إعداد مواطنین أکفاء مؤهلین علمیاً وفکریاً تأهیلاً عالیاً لأداء واجبهم فی خدمة بلادهم والنهوض بأمتهم فی ضوء العقیدة السلیمة ومبادئ الإسلام السدیدة"  (السنبل والخطیب، 2008، 79).

          ویقع العبء الکبیر فی رعایة الطلاب، وتنمیة مهاراتهم، وتذلیل الصعوبات التی یواجهونها أثناء دراستهم على عاتق عمادات شؤون الطلاب فی الجامعات السعودیة، حیث عمدت تلک العمادات على تقدیم الخدمات، والبرامج، والأنشطة الهادفة للطلاب؛ لممارستها فی أوقات فراغهم، وذلک لإکسابهم القیم والاتجاهات التی تتماشى مع قیم واتجاهات المجتمع. ومن هذه البرامج برامج المساعدات المالیة والتی لها دورا کبیرا فی زیادة معدلات القبول, والنجاح، فی ظل ارتفاع تکلفة المعیشة ومتطلبات الدراسة ((Vossenteyn, 2004. وعلى الرغم من مجانیة التعلیم الجامعی الحکومی فی المملکة العربیة السعودیة، إلا أن الطالب یحتاج للمساعدات المالیة لتغطیة تکالیف المعیشة المرتفعة، ومتطلبات الدراسة، والمواصلات، ومصاریف السکن لمن هم خارج مدنهم، ومساعدة أولیاء الأمور فی الأعباء المالیة وغیرها. وتتضمن المساعدات المالیة مجالات عدة من بینها المنح والهبات، والقروض، والتوظیف أو التشغیل الطلابی، والتخفیض أو الإعفاء من الرسوم، ومکافأت للطلاب المتفوقین (بوبشیت والحمادی، 2010؛ الدهشان وشرف،2001). وقد حدد هیلر (Heller, 2003) سبعة أنماط رئیسة شائعة الاستخدام على نطاق واسع من المساعدات المالیة المقدمة لطلاب الجامعات، وهی: المنح الدراسیة المقدمة للطلاب المتفوقین دراسیاً، والمنح والهبات، والمکافآت المالیة، والقروض، وتوفیر مدخرات أو استثمارات مالیة لمساعدة الطلاب، وبرامج التشغیل الطلابی, والمساعدات المالیة المؤسسیة.

          وتم الترکیز فی هذه الدراسة على أحد برامج المساعدات الطلابیة وهو برنامج التشغیل الطلابی الذی یهدف إلى توفیر فرص للعمل بشکل جزئی لمساعدة الطلبة مادیاً أثناء الدراسة والذی یساهم فی صقل مواهبهم وینمیها، ویعودهم على احترام العمل کالعمل فی المکتبة، أو سکرتاریة الأقسام، أو معامل الکلیة ( الدهشان، 2003). والسبب فی الترکیز على هذه البرامج؛ لما تواجهه بشکل خاص والمساعدات المالیة للطلاب بشکل عام من "انتقادات عدة حول قدم تصمیمها وضعف فاعلیتها؛ نتیجة بقائها على الصیغة والمقدار الذی انشئت علیه منذ عقود ماضیة ولم تحظ بالتعدیل أو المراجعة أو التقییم بما یتناسب مع الواقع وتحدیات المستقبل" (النویصر، 2014، 2). وأیضا ما جاء فی توصیات الاجتماع التاسع للجنة عمداء شؤون الطلاب فی جامعات دول مجلس التعاون الذی عقد فی جامعة قطر بأن التشغیل الطلابی موضوع هام، یجب أن تولیه عمادات شؤون الطلاب الرعایة والاهتمام؛ نظرا لما یسهم به فی شغل أوقات فراغ الطلاب، وصقل مواهبهم، وترسیخ قیمة العمل لدیهم، وإکسابهم الخبرات التی تساعدهم فی بناء حیاتهم العملیة، إلى جانب توفیر رافد مالی لهم (الحکمی،2001). وأیضا لأهمیة التشغیل الطلابی فی اکساب الطالب التجارب والمهارات العملیة، والاستمتاع بالعلاقات والصداقات التی یکونونها مع زملاء العمل Student Employment, 2015)). ومن الأسباب التی دعت أیضا لدراسة التشغیل الطلابی؛ قلة الدراسات المحلیة التی تناولت هذا الموضوع بصفة خاصة وبرامج المساعدات الطلابیة بشکل عام، لیس فقط فی المملکة العربیة السعودیة بل فی الدول العربیة. ویتفق مع ذلک کلا من (الحکمی، 2001؛ والنویصر، 2014).  ولا یوجد إلا دراسة واحدة على حد علم الباحثة تناولت التشغیل الطلابی وهی دراسة الحکمی (2001) بعنوان "برنامج التشغیل الطلابی فی جامعة الملک سعود: دراسة تقویمیة" هدفت إلى التعرف على الخطوات المتبعة فی تنفیذ برنامج التشغیل الطلابی فی جامعة الملک سعود، ومدى تحقیقه لأهدافه، ومدى رضا الطلاب عنه، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج وهی أن الخطوات المتبعة فی تنفیذ برنامج التشغیل الطلابی خطوات جیدة من وجهة نظر الطلاب والمشرفین، وأن البرنامج یحقق أهدافه, ومستوى الرضا کان جیدا, أما أبرز المشکلات التی یعانی منها الطلاب أن المکافأة التی یحصل علیها الطالب من التشغیل زهیدة ولا تشبع حاجاته, وحاجة بعض الأعمال إلى متخصصین, وقد لا یحصل الطالب على فرص عمل حتى لو توفرت فیه الشروط. وتعتبر هذه الدراسة غیر کافیة لتقویم البرنامج، حیث أنها خاصة ببرنامج جامعة الملک سعود, کما أنها تناولت وجهة نظر الطلاب والمشرفین، فی حین حاولت هذه الدراسة تقویم برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة بشکل عام بالمقارنة مع تجارب الدول الأخرى، حیث حاولت التعرف على  مفهوم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة، ولوائح التعلیم العالی التی تحکمه، وأهم المشکلات التی تواجه البرنامج, وتجارب الدول فیه لتقدیم توصیات یؤمل أن تساهم فی تطویر البرنامج.

وفی دراسة أخرى للنویصر (2014) بعنوان" تطویر برامج المساعدات المالیة لطلبة التعلیم الجامعی فی المملکة العربیة السعودیة: نموذج مقترح" هدفت إلى تطویر برامج المساعدات المالیة للطلبة فی جامعة طیبة بالمملکة العربیة السعودیة وهی القروض، والمنح، والتشغیل الطلابی. وتوصلت الدراسة إلى أن واقع البرامج ضعیف من حیث تقادم نشأتها، وعدم مواءمتها للتطورات الحالیة، وضعف برامج صندوق الطلبة، وجهلهم بها، وأوصت بضرورة التوسع فی برامج التشغیل الطلابی.

          أما الدراسات المحلیة الأخرى فتناول معظمها تقییم عمادات شؤون الطلاب والخدمات والأنشطة التی تقدمها ولیس برامج المساعدات المالیة وتحدیدا التشغیل الطلابی. ومن هذه الدراسات دراسة للعمری (2008) لتطویر عمادات شؤون الطلاب فی الجامعات السعودیة فی ضوء بعض التجارب العربیة والأجنبیة من خلال التعرف على واقع عمادات شؤون الطلاب فی الجوانب الإداریة, والأنشطة، والخدمات التی تقدمها للطلاب، ومعرفة رضا الطلاب عن مستوى الأنشطة والخدمات التی تقدمها لهم العمادات، وکذلک التعرف على تجارب بعض الجامعات العربیة الأجنبیة, وتوصلت فیما یخص موضوع الدراسة الحالیة إلى عدم موافقة الطلاب على مستوى الأنشطة والخدمات التی تقدمها لهم عمادات شؤون الطلاب ومن ضمنها المساعدات المالیة، وموافقتهم على مقترحات التطویر. فی حین هدفت دراسة بوبشیت والحمادی  (2010) إلى معرفة واقع الخدمات الطلابیة ومستواها فی جامعة الملک فیصل کما تراها طالبات الجامعة, وتوصلت إلى عدد من النتائج أهمها أن 21 فقط من الخدمات موجود فی الجامعة من أصل 45 خدمة، فی حین مستوى خدمة التشغیل فی الجامعة کان ضعیف جدا و یکاد یکون معدوماً.

          وأجرت الحقبانی (2015) دراسة هدفت إلى تطویر أداء عمادات شؤون الطلاب فی الجامعات السعودیة فی ضوء التحدیات المعاصرة من خلال تقییم مستوى الخدمات والأنشطة التی تقدمها تلک العمادات ومن ضمنها خدمة المساعدات المالیة للطلبة. وتوصلت النتائج إلى أن مستوى الخدمات والأنشطة بشکل عام کان جید، وقد حصلت خدمة المساعدات المالیة للطلاب على الترتیب الرابع فی جودة الخدمات من 12 خدمة من وجهة نظر القادة، بینما حصلت على الترتیب السابع من وجهة نظر الطلاب، فی حین احتل التشغیل الطلابی المرتبة الأولى فی الجودة من وجهة نظر القادة، بینما حصل على الترتیب الأخیر من وجهة نظر الطلاب.

          أما على الصعید العربی فیوجد عدد قلیل جدا من الدراسات فی مجال المساعدات المالیة الطلابیة, ودراسات عدیدة عن تقییم خدمات وأنشطة عمادات شؤون الطلاب، ولکن فی الغالب لم تکن المساعدات المالیة من ضمن هذه الخدمات لذا تم استبعادها. فدراسة الدهشان (2003) بعنوان "الخدمات الطلابیة بجامعة المنوفیة: دراسة تحلیلیة لأراء الطلاب" قیّمت خدمة المساعدات المالیة والعینیة من وجهة نظر الطلاب فحصلت على موافقة بدرجة متوسطة بشکل عام. وکان ترتیب المساعدات المالیة کالتالی: خدمة مکافأة المتفوقین حصلت على موافقة عالیة جدا، أما خدمة إعفاء بعض الطلاب من الرسوم وخدمة المساعدة العینیة والمالیة لذوی الاحتیاجات الخاصة حصلتا على درجة عالیة, أما خدمة التشغیل الطلابی، وکذلک خدمة القروض فحصلتا على موافقة بدرجة متوسطة قریبة للضعیفة.

          وفی مصر اجرى زین (2007) دراسة للتعرف على واقع برامج المساعدات الطلابیة فی جامعة المنیا بمصر، وواقع عدم استطاعة الطلاب تحمل کلفة التعلیم الجامعی. وکشفت الدراسة عن وجود نسبة کبیرة من الطلاب یعانون من عدم استطاعتهم دفع کلفة التعلیم، وأن برنامج المساعدات الحالی ضعیف ویعانی من مشکلات عدیدة. کما أن هناک نسبة ضعیفة من الطلاب حصلوا على إعانة مالیة من الجامعة. وقدمت الدراسة تصورا مقترحاً لتطویر المنح، وتفعیل القروض, وبرامج التشغیل أهمها مساعدة الطلاب على إیجاد فرص عمل فی الجامعة.     

          أما الدراسات الأجنبیة التی تناولت المساعدات المالیة کثیرة، ولکن لم تجد الباحثة دراسة عن التشغیل الطلابی، ومعظم هذه الدراسات توصی بضرورة تطویر برامج المساعدات الطلابیة والتی من ضمنها برامج التشغیل الطلابی. ومن الأمثلة على هذه الدراسات دراسة سو  (Su, 2012)والتی أجریت فی الصین لمعرفة المشکلات التی تؤثر على تقدیم المساعدات الطلابیة. وکانت أبرز تلک المشکلات: نقص البیانات المالیة المتاحة عن واقع الطلاب محدودی الدخل، وغموض السیاسات الحکومیة ذات العلاقة، وضعف الإشراف والرقابة على برنامج المساعدات المالیة، وضعف الفرص التی تقدمها الجامعات للطلاب محدودی الدخل للحصول على المنح الدراسیة، وضعف برامج التشغیل الطلابی، وضعف الکوادر الفنیة المتخصصة بتقدیم المساعدات المالیة للطلاب.

          وقدم ستینر وورهلتش ((Steiner & Wrohlich, 2012  دراسة لتحدید تأثیر المساعدات المالیة المقدمة للطلاب فی رفع مستویات التحاقهم بمؤسسات التعلیم العالی. ووجد أن هناک علاقة ارتباطیة قویة وموجبة بین المساعدات الطلابیة الممنوحة للطلبة ومعدلات التحاقهم بمؤسسات التعلیم العالی، وأن هذا التأثیر للمساعدات الطلابیة بما فیها التشغیل الطلابی أعلى من تأثیر المتغیرات الأسریة ( مثل دخل الأسرة, عدد أفرادها, مستوى تعلیم الوالدین, وغیرها) وأوصت الدراسة بضرورة الاعتناء ببرامج  المساعدات الطلابیة لأهمیتها.

          وفی سیاق مماثل أجرت کم (Kim, 2012) دراسة لتحدید العلاقة بین سیاسات تقدیم المساعدات المالیة وبین قرارات الطلاب للالتحاق بمؤسسات التعلیم العالی, مع الترکیز على تأثیر متغیری العرق، والدخل المالی. ووجدت الدراسة علاقة ارتباطیه بین السیاسات المالیة التی تطبقها الحکومة الأمریکیة وبین قرارات الطلاب للالتحاق بالجامعات. وحددت خمس عوامل رئیسیة  تؤثر على المساعدات المالیة وهی: العوامل الاجتماعیة، وطموحات الطلاب, وعوامل بناء رأس المال الاجتماعی والثقافی, ومستوى التحصیل الدراسی، وأنماط المساعدات الطلابیة (مثل :المنح الدراسیة، والقروض، وبرامج التشغیل الطلابی وغیرها).

          یتضح مما سبق أهمیة البحث فی موضوع برنامج التشغیل الطلابی بشکل خاص والمساعدات الطلابیة بشکل عام, نتیجة لندرة الدراسات المحلیة و العربیة والأجنبیة  فی هذا المجال, ولأهمیة المساعدات الطلابیة وتحدیدا برنامج التشغیل الطلابی فی زیادة دخل الطالب مما یشجعه على الالتحاق فی الجامعات, والاستمرار والتفوق فیها, و للمساعدة فی تحمل نفقات الحیاة المعیشیة، و للصرف على الأنشطة الاجتماعیة وغیرها، و لاکتساب الخبرات والمهارات، وتوفیر الفرصة فی المستقبل للتحول للدوام الکامل، و للاستمتاع بتکوین علاقات وصداقات مع زملاء العمل. کما أوصت الکثیر من الدراسات السابقة بالاهتمام ببرنامج التشغیل الطلابی کأحد أنواع المساعدات المالیة التی تقدم للطلبة، لذلک أتت هذه الدراسة لتقوّم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة فی ضوء التجارب الدولیة الأخرى.

مشکلة الدراسة

          کشفت بعض الدراسات السابقة الذکر المحلیة والعربیة وحتى الأجنبیة (الحکمی، 2001؛ والنویصر، 2014).ضعف الاهتمام ببرنامج التشغیل الطلابی، وتقادمه، وعدم تطویره، بل انعدام وجود هذا البرنامج فی بعض الجامعات السعودیة على الرغم من أهمیة دور التشغیل الطلابی فی شغل أوقات فراغ الطلبة، وصقل وتنمیة مواهبهم وقدراتهم وخبراتهم، وترسیخ قیمة العمل لدیهم. کما یشهد الوقت الحالی انخفاض فی الرواتب، وارتفاع فی الأسعار، وازدیاد المطالب الطلابیة بزیادة المساعدات المالیة أو السماح بالدوام الجزئی لتغطیة بعض المصروفات. فنتیجة للأسباب السابقة علاوة على قلة الدراسات التی تناولت موضوع التشغیل الطلابی, إضافة إلى سعی المملکة لتحقیق رؤیة 2030 فی التحول لمجتمع منتج قادر على العمل والإنتاج، وجب الاهتمام ببرامج التشغیل الطلابی فی المملکة العربیة السعودیة وتقویمها وتطویرها فی ضوء تجارب بعض الدول.

          لذلک سعت الدراسة الحالیة للتعرف على مفهوم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة، ولوائح التعلیم العالی التی تحکمه، وأهم المشکلات التی تواجه البرنامج, وتجارب الدول فی هذا المجال؛ لمحاولة تقدیم توصیات تساهم فی تطویره, وتجعله أکثر قدرة على تلبیة مطالب الجامعة وطلابها, ومطالب المجتمع الذی یعیشون فیه فی ضوء ما یتعرضون له من تحدیات داخلیة وخارجیة. وهذا الهدف یمکن تحقیقه من خلال محاولة الإجابة عن التساؤلات التالیة:

  1. ما مفهوم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة؟
  2. ما لوائح التعلیم العالی التی تحکمه؟
  3. ما أهم المشکلات التی تواجه البرنامج؟
  4. ما تجارب الدول الأخرى فی التشغیل الطلابی؟

أهمیة الدراسة

تکمن أهمیة هذه الدراسة فی العدید من النواحی:

  • قلة الدراسات المحلیة والعربیة التی تناولت إدارة شؤون الطلاب، وخاصة برنامج التشغیل الطلابی.
  • زیادة عدد الطلاب الراغبین فی التشغیل وهذا ما أثبتته الاحصائیات والدراسات السابقة.
  • توصیة المؤتمرات بالاهتمام بموضوع التشغیل الطلابی ومنها مؤتمر قطر 2001.
  • قِدم برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة وعدم تقویمها من قبل الجامعات أو الباحثین إلا ما ندر.
  • قد تفید هذه الدراسة المسؤولین عن التعلیم الجامعی السعودی والعاملین فیه فی التعرف على مشکلات برنامج التشغیل الطلابی وانعکاساتها على الطلاب، والسعی لحلها.
  • قد تفید المسؤولین عن إدارة التعلیم الجامعی فی التعرف على تجارب الدول فی التشغیل الطلابی والإفادة من توصیات الدراسة فی تطویر برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة.
  • تحقیق رؤیة المملکة 2030 فی التحول نحو مجتمع منتج.

أهداف الدراسة

هدفت الدراسة إلى ما یلی:

  1. التعرف على مفهوم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة.
  2. تحدید لوائح التعلیم العالی التی تحکمه.
  3. إیضاح أهم المشکلات التی تواجه البرنامج.
  4. بیان تجارب الدول الأخرى فی التشغیل الطلابی.

مصطلحات الدراسة

المساعدات الطلابیة:

          عرفها دینارسکی (Dynarski, 2003) بأنها أی نوع من المساعدات والدعم المالی الذی یقدم للطلبة من المؤسسات الفیدرالیة، أو المحلیة، أو الأقلیمیة، أو من القطاع الخاص، أو المجتمع المحلی لمساعدتهم فی تحمل نفقات التعلیم، والمصروفات الدراسیة، وشراء الکتب والمواد التعلیمیة.

          ویمکن تعریفها اجرائیا بأنها کافة الإعانات المالیة والمادیة التی تقدم للطالب من الجامعة لتعینه على تحمل تکلفة التعلیم، وتمکنه من استکمال دراسته الجامعیة، وتحفزه على الأداء الجید، وقد تکون على شکل (منح ، مکافآت، قروض،  تشغیل طلابی، هبات، إعانات).

برنامج التشغیل الطلابی

        یقصد بالتشغیل من إِشتَغَل اشتغالاً أی اشتغل بکذا : أی عمل به، وزاول مهنة أو صنعة مثل اشتغل بالتدریس. وهی مصدر شَغّلَ، یُشَغِّل تَشْغِیلاً ( المعجم الرائد, 356).

        ویعرفه روسو ((Russo, 2007 بأنه نوع من المساعدات الطلابیة، یعمل فیه الطالب الجامعی بدوام جزئی فی الحرم الجامعی لمساعدته فی تغطیة مصاریفه الشخصیة والاجتماعیة، ولیس لتغطیة الرسوم الدراسیة.

          ویعرف اجرائیاً بأنه تشغیل الطلاب المنتظمین فی الجامعات السعودیة فی الحرم الجامعی بدوام جزئی؛ لمساعدتهم مادیا واجتماعیا على تغطیة مصاریفهم، ولتنمیة مهاراتهم لاکتساب الخبرات المتنوعة، إضافة إلى استفادة القطاعات المختلفة بالجامعة من عملهم.

منهج الدراسة

          اعتمدت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی بالترکیز على تحلیل مواقع الجامعات السعودیة، والجامعات العربیة، والأجنبیة عن التشغیل الطلابی، وتحلیل لوائح التعلیم العالی السعودی الخاصة ببرنامج التشغیل الطلابی, وکذلک الدراسات السابقة والأدب النظری فی موضوع التشغیل الطلابی، للتّمکّن من تحقیق هدف الدراسة وهو تقّویم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة فی ضوء التجارب العالمیة. 

مجتمع الدراسة

          شمل مجتمع الدراسة جمیع المواقع الالکترونیة للجامعات السعودیة الحکومیة وعددها 25 جامعة حکومیة، وعمداء شؤون الطلاب فی تلک الجامعات، ومدراء الصندوق الطلابی، وکذلک المواقع الالکترونیة لجمیع الجامعات العربیة والأجنبیة المتمیزة فی التشغیل الطلابی.

عینة الدراسة

          تم اختیار عینة عشوائیة من الجامعات السعودیة عددها 11 جامعة حکومیة لتحلیل مواقعها الالکترونیة فی التشغیل الطلابی وهی: جامعة الملک سعود بمدینة الریاض، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بمدینة الریاض، وجامعة المجمعة، وجامعة شقراء، وجامعة الملک سلمان بن عبد العزیز فی مدینة الخرج, وجامعة طیبة فی المدینة المنورة, وجامعة القصیم، وجامعة الدمام، وجامعة الملک فیصل فی الأحساء، وجامعة نجران فی مدینة نجران، وجامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن للإجابة عن أسئلة الدراسة الأول والثانی والمتعلقة بمفهوم التشغیل الطلابی فیها ولوائحه. والسبب فی اختیار تلک الجامعات هو موافقة عمدائها ومدراء الصنادیق الطلابیة فیها على إجراء مقابلات هاتفیة معهم للإجابة عن سؤال الدراسة الثالث وهو أهم المشکلات التی یعانی منها البرنامج. والجدیر بالذکر أنه یمکن تعمیم نتائج الدراسة على بقیة الجامعات السعودیة نظرا لتشابه أنظمتها وخضوعها لنظام وزارة التعلیم, وتشابه الأوضاع الاجتماعیة والاقتصادیة للطلاب.

          وللإجابة عن سؤال الدراسة الرابع تم تحلیل مواقع بعض الجامعات العربیة والأجنبیة باختیار عینة قصدیة من الجامعات المتمیزة فی التشغیل الطلابی بتحلیل مواقعها الالکترونیة، حیث شملت الجامعات العربیة على جامعة قطر، وجامعة الشارقة، وجامعة الکویت، وجامعة السلطان قابوس بعُمان، وثلاث جامعات فی الأردن هم: جامعة فلادلفیا, وجامعة الزرقاء، وجامعة البتراء. أما الجامعات الأجنبیة فهی: جامعة أکسفورد فی الولایات المتحدة البریطانیة, وجامعة کورنیل، وجامعة ولایة أیوا فی الولایات المتحدة الأمریکیة.

أداة الدراسة

          تم إجراء مقابلات هاتفیة مع عمداء الشؤون الطلابیة فی الجامعات محل الدراسة, ومدراء الصنادیق الطلابیة فیها و المسؤولین عن برنامج التشغیل الطلابی وعددهم جمیعا 22 مستجیباً- وذلک لتعذر مقابلتهم شخصیاً لکونهم جمیعاً رجال- وذلک للإجابة عن سؤال الدراسة الثالث وهو المشکلات التی یعانی منها البرنامج، وکانت المقابلة عبارة عن سؤال مفتوح حول مشکلات التشغیل الطلابی یتبعه عدد من الأسئلة حسب إجابة المستجیب، وتم تدوین الإجابات وتصنیفها حسب نوع المشکلة فی نقاط تم عرضها فی نتائج الدراسة.

نتائج الدراسة

          یعرض هذا الجزء نتائج الدراسة حسب تسلسل أسئلتها بحیث تشمل المحاور التالیة: مفهوم التشغیل الطلابی وأهدافه فی الجامعات السعودیة، وتحلیل للوائح التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة،وأهم مشکلاته, وتجارب بعض الدول فیه، وذلک على النحو التالی:

السؤال الأول: ما مفهوم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة؟

          للإجابة عن هذا السؤال تم تحلیل المواقع الإلکترونیة الخاصة بالتشغیل الطلابی فی الجامعات عینة الدراسة، و الاطلاع على الدراسات السابقة المحلیة فی التشغیل الطلابی. وکانت أهم النتائج أن نشأة برامج التشغیل الطلابی تختلف بین الجامعات السعودیة بحسب نشأة کل جامعة، ونشأة عمادة شؤون الطلاب فیها. بل أن البعض انشأها حدیثا بالرغم من قدم الجامعة. وکان أول برنامج تشغیل طلابی فی جامعة الملک سعود فی 8/5/1393هـ بناء على قرار مجلس الجامعة بهدف تشغیل الطلاب المنتظمین فی کلیات الجامعة وإداراتها http://sa.ksu.edu.sa/ar/node/877.

         وتم التوصل إلى أن مفهوم التشغیل الطلابی لا یختلف بین الجامعات السعودیة، فمفهومه یکاد یکون واحدا مع بعض الاختلافات البسیطة، کما أن البعض رکز على الهدف من البرنامج دون المفهوم مثل جامعة الملک فیصل، وجامعة شقراء. فقد عرفته جامعة الملک سعود مثلا بأنه البرنامج الذی یهدف إلى تنمیة مهارات طلبة الجامعة، وإطلاعهم على الأعمال الإداریة والفنیة للأقسام التی أتیحت لهم الفرصة للعمل بها لاکتساب الخبرة، إضافة إلى استفادة القطاعات المختلفة بالجامعة من عملهم، ویتم ترشیح الطلاب المطلوب تشغیلهم خلال الفصل الدراسی عن طریق الکلیة بالتنسیق مع عمادة شؤون الطلاب http://sa.ksu.edu.sa/ar/node/877 . ویتبنى هذا المفهوم کلا من جامعتی الدمام وجامعة نجران.

         أما فی جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة فیُعرف بأنه استغلال أوقات فراغ الطلاب بما یعود علیهم بالنفع والفائدة, وتعودیهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولیة وإسهامهم عملیاً فی دعم دور الجامعة وتحقیق رسالتها, وإعداد الطلاب لممارسة الحیاة العملیة بعد التخرج وترسیخ مبدأ التحصیل مقابل العطاء, بالإضافة إلى الإسهام فی سد حاجتهم المادیة، وإعانتهم لمواصلة تحصیلهم العلمی وخاصة لمن انقطعت مکافآتهم. http://www.imamu.edu.sa/about/Pages/aboutimamu.aspx

          فی حین یُعرف برنامج التشغیل الطلابی بجامعة الملک سلمان بن عبد العزیز بأنه البرنامج الذی یسعى لخدمة الطلاب والجامعة فی الوقت نفسه، ویتکون من وحدة تتبع إدارة صندوق الطلاب تابعة لعمادة شئون الطلاب تقوم بتشغیل الطلبة فی أعمال محددة بمقابل مالی وفق ضوابط معینة، فهو یسعى لإیجاد دخل مادی للطالب، إضافة الى اکسابه مهارات تساعده فی المستقبل  .http://www.sau.edu.sa/ar/page/start

          وفی المقابل تعرّفه جامعة المجمعة بأنه برنامج یقدمه صندوق الطلاب لطلاب وطالبات الجامعة، یهدف إلى تدریب الطالب/الطالبة على مهارات العمل والتعامل مع الآخرین، وکذلک مهارات التواصل والاتصال فی مجال الأنشطة الطلابیة أو المکتبة المرکزیة، أو أی مکان تراه الکلیة  .http://www.mu.edu.sa/ar/content

          وعرّفته جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن بأنه أحد برامج الرعایة التربویة والاجتماعیة التی تقدمها الجامعة لتعزیز دورها فی تطویر وتدریب الطالبات وتعویدهن على ممارسة العمل وتحمل المسئولیة من خلال تولی بعض الأعمال بمرافق الجامعة المختلفة، واستثمار أوقات فراغ الطالبات بعمل مثمر مادیاً ومعنویاً, وإکسابها خبرة فی الأعمال الإداریة والفنیة والتعامل مع الآخرین.http://www.pnu.edu.sa/arr/NewsActivities ولا یختلف مفهوم التشغیل الطلابی فی بقیة الجامعات محل الدراسة عن هذه المفاهیم.

          یتضح من العرض السابق ومن الأدبیات المحلیة أن برنامج التشغیل الطلابی  فی الجامعات السعودیة هو أحد أشکال برامج المساعدات المالیة الطلابیة الممولة من صندوق الطلاب، تقدمه عمادات شؤون الطلاب فی تلک الجامعات للطلاب المنتظمین للعمل بدوام جزئی، فی أعمال مختلفة داخل الحرم الجامعی مثل المکتبة، والدعم الفنی لشبکات القاعات والإنترنت والکمبیوترات، والتصویر، والأرشفة، وتوزیع الاستبانات وتفریغها، وتنظیم الملفات فی إدارة الکلیات، وتنظیم اللقاءات والمؤتمرات، والإشراف على المنتدیات ومواقع التواصل الاجتماعی وغیرها، بهدف استغلال أوقات فراغ الطلاب بما یعود علیهم بالنفع والفائدة, وسد حاجتهم المادیة، وإعانتهم لمواصلة تحصیلهم العلمی، وتعودیهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولیة، وتنمیة مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم، وإعدادهم لممارسة الحیاة العملیة بعد التخرج. ویتم ترشیح الطلاب المطلوب تشغیلهم خلال الفصل الدراسی عن طریق الکلیة بالتنسیق مع عمادة شؤون الطلاب.

          وتتشابه أهداف التشغیل الطلابی بین الجامعات محل الدراسة بحیث یمکن تلخیصها بالأتی:

  • إتاحة الفرصة للطالب الجامعی لممارسة ما تم تعلمه من علوم ومعارف نظریة فی التطبیق المیدانی الواقعی.
  • تعریف الطالب بالأنظمة واللوائح التی تحکم مختلف الأعمال مما یساعدهم على فهمها والتکیف معها بعد التخرج.
  • إعدادهم لسوق العمل بعد التخرج.
  • سد احتیاجات الکلیات والمعاهد والمراکز البحثیة والأقسام بطلاب التشغیل لإنجاز بعض أعمال تلک الجهات.
  • تقدیم العون المادی للطلاب بما یُعینُهُمْ على الاستمرار فی تخصصاتهم ودراستهم وسد احتیاجاتهم.
  •  تدریبهم على العمل والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولیة وکسب الرزق بمجهودهم الشخصی.
  • تدریبهم على مهارات التعامل مع الآخرین ومهارات التواصل والاتصال.
  • لصقل مهاراتهم وتطویر قدراتهم و فهم واستیعاب ما یُکَلف به من أعمال.
  • الاستفادة من القدرات والمواهب المتوفرة لدى الطلاب وتوظیفها لخدمة الجامعة والمجتمع.
  • نشر الوعی الثقافی داخل البیئة الجامعیة وخارجها.
  • تنمیة إحساس الطالب بالانتماء والولاء بالجامعة وسعیه الحثیث لخدمتها وخدمة المجتمع.
  • غرس قیم العمل الشریف بما یکفل التغییر فی بعض المیول السلبیة تجاه العمل.
  • استثمار أوقات فراغ الطلاب بما یعود علیهم وعلى الجامعة بالنفع.
  • تحقیق رسالة الجامعة فی توفیر الرعایة التربویة والاجتماعیة للطلاب.
  • تدویر بعض من رأس المال فی صندوق الطلبة بالصرف على التشغیل الطلابی لما له من أهمیة تربویة واجتماعیة وعملیة.

         وتتفق هذه الأهداف مع بعض الدراسات التی ذکرت أهداف التشغیل الطلابی مثل دراسة (Vossenteyn, 2004 ؛ والدهشان وشرف، 2001).

السؤال الثانی: ما لوائح التعلیم العالی التی تحکم برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة؟

          توصلت الباحثة إلى أن برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة یمول من صندوق الطلاب الذی یستمد أنظمته من اللائحة المنظمة لصنادیق الطلبة بالمؤسسات التعلیمیة الصادرة بقرار مجلس التعلیم العالی رقم (1423/27/12) المتخذ فی الجلسة ( السابعة والعشرین ) لمجلس التعلیم العالی المعقود بتاریخ 2/11/ 1423هـ.

حیث تنص المادة الثانیة عشر من الفصل الثانی الخاص بالمیزانیة من نظام مجلس التعلیم العالی بأن مصروفات الصندوق تشتمل على ما یلی:

  1. الاعانات والقروض المقدمة للطلاب.
  2. المبالغ السنویة المخصصة لإقامة مشاریع استثماریة.
  3. المبالغ المخصصة لدعم الأنشطة الدینیة والاجتماعیة والثقافیة والعلمیة والریاضیة بما فی ذلک جوائز المتفوقین فی هذه الأنشطة.
  4. المصروفات التشغیلیة اللازمة لتیسیر أعمال الصندوق.

          أما موارد صندوق الطلاب کما وضحتها المادة الحادیة عشرة من اللائحة المنظمة لصنادیق الطلبة کالآتی:

  1. الدعم الذی یمکن أن تقدمه المؤسسة التعلیمیة للصندوق.
  2. اشتراکات طلاب المؤسسة التعلیمیة، وتستقطع من مکافآتهم الشهریة بواقع عشر ریالات من کل طالب أو طالبة لا تقل مکافأته الشهریة عن (850) ریال وبواقع خمسة ریالات إذا کانت المکافأة تقل عن ذلک.
  3. عائد المشروعات الاستثماریة التی یقدمها الصندوق.
  4. التبرعات والهبات والمنح والوصایا التی یقدمها الأفراد والمؤسسات.
  5. الدعم الذی یمکن أن یخصصه صندوق التعلیم العالی لصندوق الطلاب (اللائحة المنظمة لصنادیق الطلبة، 1423، ص9).

          وجاء فی الفصل السابع (مکافآت وإعانات الطلاب ) فی اللائحة المنظمة للشؤون المالیة فی الجامعات والصادرة من نظام مجلس التعلیم العالی مادة (46) والخاصة بالتشغیل الطلابی أنه: یجوز بقرار من مدیر الجامعة تشغیل الطلاب المنتظمین فی کلیات الجامعة فی بعض الأعمال المناسبة خارج وقت الدراسة وفق الضوابط الاتیة:

  1. توفر اعتماد مالی.
  2. أن یکون التعاقد على نظام الساعات أو الوظائف المؤقتة.
  3. أن لا تزید المکافأة عن (1000) ریال فی الشهر.

(نظام مجلس التعلیم العالی والجامعات ولوائحه ،2007، 130).

          ووضعت بعض الجامعات ضوابط للتشغیل الطلابی مثل جامعة الملک سعود وهی:

  • أن تتاح أولویة فرص التشغیل للطلاب ذوی الحاجة المادیة ممن لم یسبق لهم العمل بالبرنامج منذ التحاقهم بالجامعة.
  • عدم تشغیل أی طالب سبق أن عمل ثلاث مرات خلال فترة دراسته بالجامعة.
  • ینبغی مراعاة عدم السماح للطالب الجمع بین فرصتی تشغیل خلال الفصل الدراسی.
  • أن لا تزید عدد ساعات العمل لکل جهة عن الساعات المحددة.
  • أن لا تزید ساعات عمل الطالب عن (160) ساعة فی الفصل الدراسی ولا تقل عن (30 ) ساعة.
  • أن لا تزید ساعات عمل الطالب خلال الیوم عن 3 ساعات.
  • أن لا یزید عدد المُکلَفیِنَ فی أی کلیة عن 5 % من مجموع الطلاب ویجوز زیادة هذه النسبة عند الضرورة بقرار من مدیر الجامعة.
  • تکون الأعمال التی تسند إلى الطلاب ذات مسئولیة محدودة تنتهی بانتهاء هذه الأعمال.
  • تعبئة الاستمارة الخاصة بالتشغیل.
  • یرسل نموذج تشغیل الطالب لعمادة شؤون الطلاب لاعتماده وصرف مستحقات الطالب بعد نهایة فترة التشغیل مباشرة.
  • ترفع کشوف التشغیل بمرفقاتها قبل نهایة الفصل الدراسی بأسبوعین، وأی تأخر فی الرفع یترتب علیه تأجیل المستحقات للفصل الذی یلیه.

http://ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/StudentsDeanships/StudentsBox

        وتعتبر نوعا ما لوائح جامعة الملک سعود التی تحکم التشغیل الطلابی أکثر وضوحا، وتفصیلاً، ودقة مقارنة ببقیة الجامعات، وتبنتها جامعات أخرى مثل جامعة الدمام https://www.uod.edu.sa/ar/administration/deanships/deanship-of-student-affairs/student-fund، وجامعة نجران، إلا أنٍ عدد ساعات التشغیل فی جامعة نجران لا تزید عن عشر ساعات فی الأسبوع و50 ساعة فی الشهر بمجمل 150 ساعة طوال فترة التشغیل. کما أضافت الجامعة: أن یکون الطالب قد أمضى فصلین دراسیین حتى یُسمح له بالتسجیل فی النظام، وأن یخصص لجمیع الطلاب و الطالبات عدد (طالب واحد) لکل خمسین طالب ( و طالبه واحدة ) لکل خمسین طالبه.  https://tashgeel.nu.edu.sa/Conditions.aspx

        وأیضا فصّلت جامعة القصیم فی ضوابطها على النحو التالی:

  • أن یکون الطالب منتظم  دراسیاً بالجامعة.
  • أن یقوم بتعبئة استمارة تشغیل الطلاب واعتمادها من صاحب الصلاحیة والتصدیق علیها من قبل جهة التشغیل.
  • ألا یتم تشغیل الطالب لأکثر من فصلین دراسیین متتالیین إلا فی حالة وجود مبررات مقنعة  (مثل الطلاب المقطوعة مکافآتهم ) وذلک رغبة فی توسیع قاعدة تشغیل الطلاب.
  • أن یقتصر التشغیل الطلابی على المجالات التی تخدم أهداف الجامعة.
  • ألا یشتغل الطالب فی أکثر من جهة فی الفصل الدراسی الواحد.
  • أن یکون لدى الطالب حساب جاری فی أحد فروع مصرف الراجحی، على أن یتم تزوید إدارة صندوق الطلاب بالجامعة بصورة من بطاقة رقم الحساب، وفی حالة عدم وجود الصورة لن یتم اعتماد تشغیله.
  • لا یحق للطالب الذی تقل مجموع ساعات الفراغ لدیه فی جدوله الأسبوعی عن عدد ثلاثة ساعات أن یعمل فی برنامج التشغیل الطلابی وذلک حتى لا یتأثر مستواه الدراسی وتحصیله العلمی.
  • أن یکون العمل الذی یکلف به طالب التشغیل ذا مسؤولیة تنتهی بنهایة فترة العمل.
  • أن تلتزم جهة التشغیل بالعدد المحدد لها من طلاب التشغیل وفی حالة رغبتها فی تشغیل طالب آخر بدیل عن طالب معتمد تشغیله لا بد من مخاطبة العمادة وإفادتها بشأنه مرفق مع استمارة تشغیل الطالب لاعتمادها.
  • على جهة التشغیل التقید بالحد الأقصى لساعات التشغیل المحددة فی لائحة برنامج التشغیل الطلابی وهی عشر (10) ساعات فی الأسبوع وأربعون (40) ساعة فی الشهر .
  • یلتزم مشرف التشغیل باعتماد کشف الحضور والانصراف الشهری وذلک من خلال توقیعه وختمه بالختم الرسمی للجهة المشغلة وإرساله رسمیاً إلى إدارة صندوق الطلاب مع نهایة کل شهر هجری،وفی حالة عدم التقید بهذا الأمر لن یتم صرف المکافأة المستحقة للطلاب  .http://www.eco2.qu.edu.sa/de/Pages/%D8

          وبعض الجامعات وضعت ضوابط عامة مثل جامعة الإمام وجامعة المجمعة فکانت کالتالی:

  • أن یکون الطالب /الطالبة منتظما.
  • عدم التشغیل فی أکثر من جهة.
  • تعبئة استمارة الطلب.
  • أن یکون حسن السیرة والسلوک.
  • ألا یؤثر التشغیل على التحصیل العلمی للطالب.

          بینما کانت الضوابط لتشغیل الطلاب فی جامعة المجمعة کالتالی:

  • أن یکون الطالب منتظم.
  • تعبئة النموذج.
  • لا تزید ساعات العمل الأسبوعیة عن 10 ساعات، و100ساعة فی الفصل الدراسی الواحد،  ولکل ساعة 10 ریالات. http://www.mu.edu.sa/ar/content

ومن ضوابط جامعة الملک فیصل ما یلی:

  • إرفاق بیان یحدد طبیعة العمل التی سیتم تکلیف الطالب أو الطالبة بها خلال فترة التشغیل.
  • إعطاء الأولویة فی التشغیل للطلبة المنقطعة عنهم المکافأة الشهریة.

https://www.kfu.edu.sa/ar/Lists/KfuNews/

         وأضافت جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن الضوابط التالیة:

  • أن تکون الطالبة منتظمة دراسیاً.
  • ألا یقل معدل الطالبة التراکمی عن (4).
  • لا یحق للطالبة الجمع بین فرصتی تشغیل فی الفصل الواحد .
  • تعمل الطالبة بمعدل لا یقل عن 25 ساعة فی الشهر ولا یزید عن  50 ساعة فی الشهر الهجری.
  • تحسب مکافأة الطالبة بعشرین ریال لکل ساعة تشغیل خلال الشهر.

http://www.pnu.edu.sa/arr/NewsActivities/

          وأضافت جامعة شقراء الضوابط التالیة:

  • أن یکون الطالب منتظماً دراسیاً بالجامعة لمدة لا تقل عن فصل دراسی وغیر مفصول أکادیمیا أو منقطعاً أو خریج سابق.
  • ألا یقل معدله عن 3.5 من أصل 5.
  • أن یقتصر عمل الطالب على المجالات التی تخدم أهداف الجامعة.
  •  مراعاة عدم التأثیر على مستوى الطالب وتحصیله العلمی حیث لا یحق للطالب الذی تقل مجموع ساعات الفراغ لدیه فی جدوله الأسبوعی عن عدد 5 ساعات یمکنه خلالها العمل فی البرنامج.عدم تجاوز الحد المسموح لبرنامج التشغیل الطلابی والذی یقتصر على ثلاثة طلاب فقط لکل جهة مشغله وتلتزم الجهة باعتماد کشف حضور وانصراف. http://www.su.edu.sa/MediaCenter/News/Pages/newsnw57.aspx

         یلاحظ من العرض السابق بأن الجامعات السعودیة تتفق بأن لوائح التشغیل الطلابی مستقاة من لوائح التعلیم العالی ولکن تختلف ضوابط برنامج التشغیل من جامعة لآخرى، فلکل جامعة ضوابط مختلفة بحسب حاجتها وإن تشابهت فی مجملها. کما أن مقدار المکافأة لکل ساعة تختلف ولکنها متقاربة حیث لا یتجاوز حد المکافأة من 10-20 ریال فی الساعة. ففی جامعة الملک سعود کانت قیمة المکافأة 10 ریال فی الساعة حتى عام 1435هـ ثم ارتفعت إلى 15 ریال فی الساعة. وتعتبر قیمة مکافأة جامعة الأمیرة نورة (20) ریال للساعة الأعلى مقارنة ببقیة الجامعات التی استقرت على مبلغ 10 ریالات للساعة ولم تراعی حجم التضخم فی الأسعار مثل جامعة طیبة والإمام، والمجمعة، والأمیر سلمان وجامعة نجران. وهذه النتیجة تتفق مع ما أشارت إلیه النویصر (2014) فی دراستها بأنه توجد لائحة عامة ضمن اللوائح المحددة للتعلیم العالی وهی لائحة صندوق الطلاب، لکن لا یوجد لائحة موحدة للمساعدات الطلابیة والتی منها التشغیل الطلابی فکل جامعة وضعت الضوابط الخاصة بها.

         ومن البنود المختلفة والتی لیس لها ضابط وتختلف من جامعة إلى جامعة حد ساعات العمل المسموح به حیث نجد فی جامعة الملک سعود یبلغ الحد الأعلى للعمل 160 ساعة فی الفصل الدراسی الواحد، و15 ساعة فی الأسبوع ولا یحق للطلاب العمل أکثر من ثلاث مرات خلال مدة الدراسة. فی حین نجد أن الحد الأعلى للعمل فی جامعة المجمعة 100ساعة فی الفصل الدراسی الواحد، و10 ساعات فی الأسبوع ولا یوجد حد لعدد مرات التشغیل. وفی جامعة الملک سلمان بن عبدالعزیز یبلغ الحد الأعلى للعمل خلال الفصل الدراسی الواحد 140 ساعة، و15 ساعة فی الأسبوع، ولا یوجد حد لعدد مرات التشغیل. وفی جامعة طیبة، و جامعة نجران، وجامعة الأمیرة نورة بلغ الحد الأقصى للعمل (50) ساعة فی الشهر، أما فی جامعة القصیم 40 ساعة شهریا و10 ساعات فی الأسبوع. وقد اشترطت بعض الجامعات ألا یقل المعدل التراکمی للطالب عن مقدار معین للتشغیل.

السؤال الثالث: ما أهم المشکلات التی تواجه برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة؟

         للإجابة عن هذا السؤال تم الرجوع للأدبیات المحلیة المتعلقة بمشکلات التشغیل الطلابی, ونتائج المقابلات الهاتفیة مع عمداء عمادات شؤون الطلاب فی الجامعات محل الدراسة، وکذلک مدراء صنادیق الطلاب فیها، وتم تصنیف المشکلات التی أجمعوا علیها فی النقاط التالیة:

  • قلة اهتمام بعض الإدارات العلیا فی بعض الجامعات السعودیة ببرنامج التشغیل الطلابی والسبب کما ذکر أحد العمداء "أن المبالغ المتوفرة فی صندوق الطلاب یستخدم نسبة کبیرة منها فی المنح والقروض للطلاب المحتاجین، أما برنامج التشغیل الطلابی فنسبتها الأقل لعدم رغبة الکثیر من الطلاب فی التشغیل". وأفاد البعض أن الجهات العلیا غیر مقتنعة بجدوى صرف المبالغ على مکافأة تشغیل الطلاب والأولى صرفها فی برامج لها مردود مادی أو استثمارها، وهذا یتفق مع دراسة (النویصر، 2014).
  • عدم تطویر برامج التشغیل الطلابی منذ إنشائها حیث برر بعض العمداء ذلک بضعف الإقبال علیه، وعدم الجدوى من وجوده، فقد صرح أحد العمداء: "أنه لا داعی للبرنامج وأن المحتاجین من الطلاب یتم إقراضهم أو تزویدهم بالإعانات إذا ثبتت حاجتهم". وهذا یتفق مع دراسة الحقبانی (2015) و بوبشیت والحمادی (2010) فی أن برامج التشغیل الطلابی تعانی من مشکلات عدیدة.
  • عدم وجود لائحة موحدة تحکم العمل فی برنامج التشغیل الطلابی مما حدا ببعض الجامعات إلى وضع ضوابط تفصیلیة خاصة بها مثل جامعة الملک سعود والقصیم، أو ضوابط عامة مثل جامعة الإمام والمجمعة، فتنظیم التشغیل الطلابی یخضع لاحتیاجات وظروف کل جامعة، والضوابط فیها تعتمد على اجتهادات فردیة کما صرح بذلک بعض العمداء.
    • ضعف مهارات بعض الکوادر الفنیة القائمة على برامج التشغیل الطلابی فی بعض الجامعات السعودیة مثل مهارات التواصل، والالتزام، وهذا ما اتفق علیه أفراد عینة الدراسة، وما لمسته الباحثة عند محاولة جمع البیانات عن البرنامج وخاصة البیانات الإحصائیة والمالیة. ویتفق ذلک مع نتیجة دراسة سو (2012 Su,) حیث توصل فیها إلى ضعف الکوادر الفنیة المتخصصة فی برامج التشغیل الطلابی فی الصین.
    • قلة التوعیة والإعلان عن برامج التشغیل الطلابی، وهذا ما لاحظته الباحثة على موقع تلک الجامعات و ما أثبتته دراسة الحکمی (2001) بأن 10% من الطلاب عرفوا عن برامج التشغیل من الإعلانات، بینما المعرفة عن طریق الزملاء بلغت 76%.
    • محدودیة قیمة مکافأة الساعة للتشغیل الطلابی مقارنة بالجامعات العالمیة المتقدمة، ففی جامعة أکسفورد بالمملکة المتحدة تصل قیمة مکافأة التشغیل بالساعة ما یعادل على الأقل 38 ریال سعودی، فی حین فی الولایات المتحدة الأمریکیة تخضع قیمة التشغیل الطلابی لنفس نظام أجور العمال بالساعة والذی یخضع للزیادة أو النقصان حسب التضخم الاقتصادی حیث یتراوح مابین 7-27 دولار أمریکی أی ما یعادل 26 - 101 ریال سعودی وذلک حسب نوعیة الأعمال التی یقوم بها الطالب. ووضح معظم أفراد عینة الدراسة بأن الأجر الزهید للتشغیل الطلابی هو السبب الرئیس فی احجام بعض الطلاب عن المشارکة فی برامج التشغیل الطلابی حیث لم یؤخذ بعین الاعتبار تغیر الظروف الاقتصادیة والاجتماعیة. وهذا یتفق مع دراسة الحکمی (2001) والذی أوصى بتعدیل المکافأة لتتناسب مع حجم التضخم المحلی والعالمی حیث أن نقصها یعد من المشکلات التی یعانی منها الطلاب فی هذا البرنامج.
      • ازدیاد اقبال عدد الراغبین فی العمل فی برامج التشغیل الطلابی فی بعض الجامعات السعودیة مثل جامعة الإمام محمد بن سعود، و جامعة الملک سعود حیث أفاد أحد العمداء: "أن من أهم المشکلات التی تواجه البرنامج ازدیاد اعداد الطلبة الراغبین فی العمل أثناء الدراسة مقابل محدودیة الفرص المتاحة للتشغیل والمیزانیة المخصصة". وأیضاً ما أثبتته دراسة الحکمی (2001) من أن هناک الکثیر من الطلاب لا یتم قبوله فی برنامج التشغیل رغم توفر کافة الشروط فیهم، والسبب کثرة عدد الطلاب المتقدمین للبرنامج.
      • عدم الاهتمام بالتغذیة الراجعة لجودة البرنامج، وقلة الدراسات التقویمیة والتطویریه للبرنامج، وهذا ما صرح به الکثیر من العمداء، وما تظهره ندرة الدراسات والأبحاث فی هذا المجال. وهذا یتفق مع نتیجة دراسة سو (2012 Su,) فی قصور التغذیة الراجعة المرتبطة بتقدیم المساعدات المالیة للطلاب فی الصین، وتوصیته بتطویر برامج عمل الطلاب أثناء الدراسة. ویتفق أیضا مع نتائج دراسة الحکمی (2001) ودراسة النویصر (2014).
        • أن مکافأة ساعات العمل فی برامج التشغیل لا تدفع للطالب أسبوعیا أو شهریاً إنما تتأخر حتى نهایة الفصل الدراسی وأحیانا إلى ما بعد الإجازة وهذا ما أظهرته بعض اللوائح، وما صرح به بعض العمداء، ویتفق مع دراسة الحکمی(2001)، وقد یعزى ذلک إلى ضعف میزانیة صندوق الطلبة وعدم حصوله على الدعم الکافی.
        • المرکزیة الشدیدة فی إدارة برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة من قبل الإدارة الرجالیة مما یعرقل البرنامج فی الإدارة النسائیة کما وضح بعض العمداء عند سؤاله عن مدى اختلاف المشکلات بین الأقسام الرجالیة والنسائیة، بالإضافة إلى عدم التنسیق الجید بین صلاحیات إدارة صندوق الطلاب وبین العمادة کما وضح مدراء الصندوق.
        • نقص المیزانیة المخصصة لبرنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة، بسبب قلة میزانیة صنادیق الطلبة حیث أفاد مدراء الصنادیق قلة الدعم المالی وخاصة من القطاع الخاص، فالصندوق لا یحصل على أی إعانات أو أوقاف أو منح حیث یقتصر تمویل البرنامج فی الجامعات السعودیة محل الدراسة على الدعم الحکومی فقط، وغیاب القطاع الخاص والمؤسسات المجتمعیة عن المشارکة رغم أهمیة مشارکتهم لدعم البرنامج والمحافظة على استمراره. وقد یکون هذا سبباً فی ضعف برامج التشغیل، وعدم تطویرها، وازدیاد شکاوى الطلبة، وتأخر مکافآتهم. وهذه النتیجة تتفق مع نتائج دراسة النویصر (2014).
        • اسناد اعمال غیر مفیدة أحیاناً للطلاب کالمراسلة أو أعمال السکرتاریة، وتهاون بعض الأقسام مع الطلاب فی الحضور وفی التقییم کما صرح بذلک بعض عمداء الجامعات.
        • اقتصار فترة التشغیل الطلابی على الفصول الدراسیة، ومنعها فی الفصل الصیفی والإجازات، مما قلص حجم المساعدات المالیة للطلبة.
        • تحدید عمل الطلاب داخل الجامعة فقط وحرمانهم من العمل خارج الجامعة بالتنسیق مع القطاعات المختلفة وتسهیل مهام انضمامهم للعمل.

السؤال الخامس: ما تجارب الدول الأخرى فی برنامج التشغیل الطلابی؟

          للإجابة عن هذا السؤال تم الرجوع للأدبیات المحلیة والعربیة والأجنبیة عن تجارب بعض الدول فی التشغیل الطلابی، وکذلک فحص المواقع الالکترونیة لبعض الجامعات العریقة العربیة والأجنبیة، وهی جامعة قطر، والشارقة، والکویت، وسلطنة عمان, وثلاثة من تجارب جامعات الأردن وهی: جامعة فلادلفیا, وجامعة الزرقاء، وجامعة البتراء. أما الجامعات الأجنبیة فشملت جامعة أکسفورد البریطانیة، وجامعة کورنیل, وجامعة ولایة أیوا فی الولایات المتحدة الأمریکیة لاستخلاص أهم ما تمیزت به برامج التشغیل الطلابی فی تلک الجامعات، و تم التوصل للآتی:

تجربة جامعة قطر:

من أهم ما یمیز تجربة جامعة قطر فی التشغیل الطلابی أو کما أسمته "التوظیف الطلابی" مایلی:

  • اشتراط أن لا یقل المعدل التراکمی للطالب الذی یرغب بالعمل عن 2.0/4.0 ویستثنى من ذلک طلبة اللغة العربیة الغیر ناطقین بها، وذلک للحفاظ على المستوى الأکادیمی للطلبة.
  • توفیر فرص التشغیل الطلابی فی جمیع فصول السنة الدراسیة بما فیها الفصل الصیفی دون اشتراط تسجیل الطالب لأی مقرر دراسی.
  • إتاحة العمل للطلبة فی جمیع أیام الأسبوع بما فیها إجازة نهایة الأسبوع، وکذلک الإجازات الرسمیة مما یتیح فرصة للطلبة للاستغلال الأمثل لأوقات فراغهم.
  • تسجیل ساعات العمل للطلبة بشکل الکترونی عبر نظام الخدمة الذاتیة، وللمشرف على الطالب تسجیل الساعات التی عمل فیها الطالب ورقیا لتحقیق المصداقیة.
  • القسم الذی یعمل به الطالب هو المسؤول عن عدم تعارض ساعات العمل مع ساعات المحاضرات.
  • أجر العمل للساعة الواحدة یتراوح ما بین (25 – 40) ریال قطری أی ما یعادل حوالی (25.76 – 41.21) ریال سعودی، مع ربط سعر الأجرة بمؤهلات الطالب وطبیعة العمل المنجز.
  • اشتراط توفر حساب بنکی لإیداع أجرة الطالب شهریاً وفی حال عدم توفر حساب بنکی یستثنى أول مرة بإصدار شیک  http://www.qu.edu.qa/ar/advising/student-employment.php.

تجربة جامعة الشارقة:

         أهم ما یمیز هذه التجربة مایلی:

  • §        الإعلان عن الوظیفة الشاغرة للطلاب بجمیع تفاصیلها.
  • §        توفر فرصة التشغیل فی الجامعة لکافة الطلبة فی جمیع المراحل عدا طلبة برنامج اللغة الإنجلیزیة.
  • §        تحدید معاییر اختیار الطلبة وتوظیفهم للدخول فی مفاضلة.
  • §        توفیر فرصة التشغیل للطلبة الذین أنهوا على الأقل فصل دارسی واحد.
  • §        تحدید عدد ساعات العمل للطلبة تصل إلى 40 ساعة فی الأسبوع أی 160 ساعة فی الشهر.
  • تحدید سعر أجرة الطالب بـ 15 – 25 درهم إماراتی أی ما یعادل حوالی (15.45 – 25.75) ریال سعودی.
  • التأکید على عدم تشغیل الطلبة فی أوقات الامتحانات النهائیة.
  • تحدید موعد استلام الطلبة لمستحقاتهم فی مدة أقصاها أسبوعین بعد تسلیم کافة المستندات المطلوبة مثل أوراق الحضور وساعات العمل.. http://sep.sharjah.ac.ae/Arabic/Pages/Guidelines.aspx

تجربة جامعة الکویت:

ویتلخص أهم ما جاء فی تلک التجربة بما یلی:

  • وضع شروط واجب توافرها بالطالب أو الطالبة الراغب بالعمل بنظام الساعات داخل مرافق الجامعة (التشغیل الطلابی) بما یلی:
  1. الشروط الواجب توافرها بالطالب/الطالبة الراغب بالعمل بنظام الساعات داخل مرافق الجامعة (التشغیل الطلابی)
  • یقتصر التشغیل على الطلبة المسجلین بالجامعة، وأن یکون الطالب مجتاز فصل دراسی أی یکون غیر مستجد.
  • أن لا یکون الطالب من الحاصلین على أکثر من إنذار عام.
  • لا یسمح لطلبة الدراسات العلیا وطلبة مرکز اللغات بالعمل بنظام الساعات.
  • تم تحدید الضوابط والشروط الخاصة بقسم التشغیل الطلابی للطلبة/الطالبات الراغبین فی العمل بنظام الساعات بالآتی:
  • الضوابط والشروط الخاصة بقسم التشغیل الطلابی للطلبة/الطالبات الراغبین فی العمل بنظام الساعات
    • لا یجوز للطلبة من أبناء العاملین فی الجامعة وأبناء هیئة التدریس بالعمل فی نفس الأقسام ومراکز العمل التی یعمل فیها أولیاء أمورهم.
    • عدم السماح للطالب أو الطالبة بالعمل بنظام الساعات(الالتحاق بقسم التشغیل الطلابی ) إلا فی الکلیة المقید فیها الطالب مع مراعاة ما یتناسب مع الجدول الدراسی للطالب.
    • قسم التشغیل الطلابی غیر مسئول عن صرف أی مبالغ مالیة فی حالة مباشرة الطالب أو الطالبة للعمل قبل فتح "ملف الحالة" الخاص بقسم التشغیل واستلام الطالب أو الطالبة لاستمارة جدول حصر الساعات من قسم التشغیل الطلابی.
    • قسم التشغیل الطلابی لا یتحمل أدنى مسئولیة فی حالة تأخیر الطالب أو الطالبة وعدم الالتزام بالتاریخ المحدد فی تسلیم جدول استمارة حصر الساعات. http://www.sa.kuniv.edu.kw/?page_id=1969

تجربة جامعة السلطان قابوس بعُمان:

          عُرف برنامج التشغیل الطلابی بهذه الجامعة بأنه: نظام تشغیل فصلی مؤقت للطلبة تحت إشراف قسم التشغیل الطلابی بالتنسیق مع دائرتی الخدمات الاجتماعیة طلبة وطالبات بالعمادة، ویستعان بالطلبة الملتحقین للعمل ضمن البرنامج فی مختلف الکلیات والمراکز وجمیع مختبرات الحاسب الآلی  وغیرها، وذلک خلال الفراغ وخارج وقت الدراسة من خلال الجداول الدراسیة للطلبة.

          وتحددت أهمیة البرنامج فیما یلی:

  • أنه مصدر دخل مؤقت لطلبة ذوی الدخل المحدود.
  • لاستثمار وقت الطلبة حتى یعود علیهم بالنفع والفائدة.
  • تمکینهم من ممارسة قدراتهم وإبداعاتهم.
  • إن وجود الطلبة فی مواقع عمل متنوعة ینورهم بالعدید من المجالات فی المستقبل.
  • تهیئة الطلبة لبیئة العمل وتحمل المسؤولیات.
  • تخفیف الضغط  العملی على الکوادر الفنیة والأکادیمیة.
  • تخفیف ضغط مراجعات الطلبة على قسمی الرعایة الاجتماعیة طلبة وطالبات.
  • استفادة الطلبة علمیاً وتطبیقه عملیاً.

وتلخصت ضوابط الالتحاق بالبرنامج فیما یلی:

  • أن یکون الطالب قد أکمل فصلین دراسیین بالجامعة.
  • أن یکون من فئة الدخل المحدود.
  • تعطى الأولویة لطلبة السنوات الأخیرة.
  • أن لا یکون الطالب تحت الملاحظة الأکادیمیة. 
  • الالتزام والتقید بالأنظمة وقوانین الجامعة المشرعة فی هذا الخصوص.
  • فترة تشغیل الطلبة فصلین دراسییـن ویحق له طلب استثناء لفصلین دراسیین آخرین.
    • یعوض طلبة الماجستیر مبلغا وقدره  (5) ریال عمانی عن کل ساعة عمل ( أی ما یعادل 49 ریال سعودی).
    • یعوض طلبة البکالوریوس مبلغا وقدره  (4) ریال عمانی عن کل ساعة عمل ( أی ما یعادل 39 ریال سعودی).
    • یحق للطالب أن یعمل کحد أقصى (20) ساعة فی الشهـر ولن یعوض عن أی وقت یزید على ذلک.
    • فی حالة تغییر عنوان الطالب  أو رقم حسابه أو أی معلومات أخرى علیه إبلاغ  قسم التشغیل الطلابی فورا.
    • یتوجب فتح حساب بنکی للطلبة لکی یتسنى تحویل المبالغ المالیة نهایة  کل شهر دون تأخیر.
    • یمنع منعا باتا العمل أثناء المحاضرات الدراسیة.
    • §        یحق للطلبة بعد انقضاء فترة تشغیلهم طلب شهادة تقدیر .https://www.squ.edu.om/dsa-ar% 

تجربة جامعة فیلادلفیا فی الأردن:

أهم ما یمیز تلک التجربة فی برنامج التشغیل الطلابی ما یلی:

  • أن برنامج التشغیل الطلابی له صندوق مستقل عن صندوق الطلاب أی له میزانیة مخصصة له دون أن یتشارک فیها مع برنامج آخر.
  • تشغیل الطلاب فی مجال تخصصهم مما یوفر لهم الخبرة اللازمة لإعدادهم لسوق العمل.
  • دفع مستحقات الطلبة الملتحقین بالبرنامج بصفة شهریة ولیست فصلیة أو سنویة.
  • تخصم مستحقات الطلبة من التشغیل الطلابی لمن لم یسدد الأقساط الدراسیة.
  • للجنة صندوق تشغیل الطلاب صلاحیة تحدید قیمة ساعة العمل،  وغالباً یتم ذلک فی الظروف الخاصة کضعف المیزانیة المخصصة للصندوق.
  • قیمة ساعة العمل دینار أردنی واحد أی ما یعادل (5.29 ریال سعودی) وهو مبلغ منخفض جداً، وقد یعود السبب فی ذلک أنها جامعة أهلیة ولیست حکومیة.
  • لا یحق للطالب الالتحاق فی هذا البرنامج إلا بعد إنهاء 30 ساعة دراسیة أی ما یقارب السنة دون استثناءات.

http://www.philadelphia.edu.jo/arabic/PDF/laws/reg26.htm

تجربة جامعة الزرقاء بالأردن:

أهم ما جاء فی تلک التجربة ما یلی:

  • تحدید الوظائف المتاحة بشکل دقیق من ناحیة: عدد الوظائف، المجال الوظیفی، وصف الوظیفة، المهارات والشروط المطلوبة لشغل هذه الوظیفة.
  • فتح باب التشغیل للطلبة الحاصلین على إعفاء دائم عن دفع الرسوم بنسبة مئویة تصل إلى 50%. وهی فرصة للمتفوق الذی یعانی من ضعف الموارد المادیة.
  • یمول برنامج التشغیل الطلابی من صندوق الطلبة.
  • تبلغ عدد الساعات المخصصة للتشغیل لکل طالب 15 ساعة فی الأسبوع کحد أقصى، وبواقع 3 ساعات یومیاً.
  • أجر ساعة التشغیل الطلابی دینار أردنی واحد للساعة أی ما یعادل (5.29 ریال سعودی).
  • برنامج التشغیل الطلابی خاص فقط بطلبة البکالوریوس دون طلبة الدبلوم والدراسات العلیا. https://www.facebook.com/Student.Services.Care/posts/2336

تجربة جامعة البتراء بالأردن:

أهم ما جاء فی هذه التجربة ما یلی:

  • §       وجود مکتب التأهیل الوظیفی التابع لصندوق الطلبة والذی یوفر قائمة للشواغر الوظیفیة للطلاب بدایة کل فصل دراسی، ویستقبل أسماء الطلاب الراغبین فی التشغیل بشکل شهری.
  • أجرة الساعة الواحدة دینارین أردنیین أی ما یعادل حوالی (10.58 ریال سعودی).
  • تحدید عدد أقصى لساعات العمل بواقع 40 ساعة فی الشهر.
  • اقتصار التشغیل الطلابی على من أنهى 30 ساعة فأکثر دون استثناءات. http://www.uop.edu.jo/Ar/Students/StudentsAffairs/Pages/WorkingAtPU.aspx

§       یشارک القطاع الخاص بالأردن فی تشغیل طلبة الجامعات فمثلا شرکة زین الأردن للاتصالات قامت بإطلاق برنامج لتشغیل طلبة الجامعات فی مرکز خدمات المشترکین و التسویق عبر الهاتف بالإضافة الى معارض الشرکة، واستفاد من هذا البرنامج منذ انطلاقه فی العام 2008 وحتى نهایة 2014 ما یزید عن  1500 طالب وطالبة. ( شرکة زین الأردنیة للاتصالات، 2014).

جامعة أکسفورد فی المملکة المتحدة

  • یحق لطلاب البکالوریوس والدارسات العلیا العمل فی الجامعة ولکن بشروط مختلفة.
  •  قیمة المکافأة بالساعة 50. 7 باوند أی ما یعادل (37.83) ریال سعودی. 
  • إذا کان طالب بکالوریوس فیحق له العمل کحد ادنى 10 ساعات فی الأسبوع وکحد أعلى 20 ساعة فی الأسبوع،  أما  طالب الدراسات العلیا فیحق له العمل کحد أعلى 20 ساعة فی الاسبوع حتى لا یؤثر على کتابة الأطروحة.
  • لا بد أن یتناسب وقت عمل الطالب مع جدوله الدراسی ویقدم دلیل بذلک.
  • هناک أعمال فی فترة الصیف وخبرات منوعة فی ارسال الطلاب لشرکات فی الصین والهند للراغبین من الطلاب فی الاستفادة من الناحیة المادیة والمهاریة لاکتساب مهارات تؤهلهم لسوق العمل،  ویکون التقدیم لطلب التشغیل عن طریق الموقع الإلکترونی الرسمی للجامعة حیث یکون خاضع لرقابة وإشراف الجامعة.

http://www.ox.ac.uk/students/visa/during/work

التجربة الأمریکیة:

تختلف أجور الطلاب فی الولایات المتحدة الأمریکیة تبعا للوظیفة التی یشغلها الطالب وتبعا لموقع الجامعة، ویصل متوسط ما یتقاضاه الطلاب من رواتب ما بین 250-500 دولار أمریکی شهریا، ولکن بعض أعمال التدریب العملی للطلاب تکون غیر مدفوعة الأجر، وکذلک الأعمال التطوعیة فی المنظمات غیر الحکومیة، إلا أنها تکسب الطالب خبرة عملیة کبیرة  .(Richmond, 2013)

          وتقسم برامج عمل الطلاب فی الولایات المتحدة الأمریکیة إلى نوعین: برنامج الطلاب الحاصلین على منحة عمل ودراسة The Work-Study Program وبرنامج العمل للطلاب الآخرین Non Work-Study Program. وتُقدم منح العمل والدراسة للطلاب المحتاجین لتمکینهم من دفع الرسوم الدراسیة، حیث یحصل الطلاب على دخل من خلال العمل بدوام جزئی فی الجامعة أو فی جهات خارج الجامعة معتمدة من قبل مکتب توظیف الطلاب فی الجامعة، على أن یدفع رب العمل جزء من الراتب وتدفع الحکومة الفیدرالیة الجزء المتبقی، وغالباً ما یشجع الطلاب على العمل فی مؤسسات خدمة المجتمع غیر الربحیة، ویتم تنظیم جداول عمل الطلاب بحسب احتیاجات صاحب العمل وجدول الطالب الدراسی. https://studentemployment.umich.edu/cimages/Jobs_flyer.pdf  

ویعمل الطلاب عادة (من 10 إلى 15 ساعة) فی الأسبوع وقد تزید إلى (20 ساعة فی بعض الجامعات الأمریکیة)، فی وظائف تتراوح من المساعدة فی التدریس إلى رعایة الحیوانات فی مختبرات الجامعة. وتعد برامج عمل الطلاب مفیدة على حد سواء للطالب وللجامعة، حیث یحصل الطالب على الخبرة خلال سنوات الدراسة، وتساعده فی الحصول على دخل یمکنه من دفع تکالیف المعیشة وتغطیة نفقات الدراسة، بینما تتمکن الجامعة من توظیف عدد أقل من الموظفین بدوام کامل. en.wikipedia.org/wiki/Work_college

ویمکن للطلاب العمل داخل الجامعة وخارجها، حیث تتوفر فرص العمل داخل الجامعات فی العدید من الأقسام والبرامج الأکادیمیة، للمساهمة فی أعمال مساعدة المدرسین والباحثین وفی المختبرات ومعامل الحاسب الآلی، وفی تدریب الطلاب ذوی المستویات المتدنیة ومساعدتهم على التفوق. کما تتوفر فرص العمل فی الإدارات الأخرى المتعلقة بالخدمات (مثل: المکتبات الجامعیة، والخدمات الریاضیة والاجتماعیة، والخدمات الإداریة، وخدمات التغذیة، وخدمات الأمن والصیانة وتنسیق الحدائق، والخدمات الطبیة، وغیرها)، وتزید هذه الفرص خلال الفصول الدراسیة، وتقل فی فصل الصیف، إلا أنه تظل هناک مجموعة من فرص العمل المتعلقة بالخدمات المقدمة فی الجامعة (Joanne, 2014).

وتتاح الفرصة للطلاب للعمل خارج الجامعة فی قطاعات متعددة، وإن کان الترکیز ینصب على منظمات خدمة المجتمع غیر الربحیة ویرصد موقع على الأنترنت إحدى وخمسون فرصة وظیفیة لطلاب الجامعات فی أمریکا تتراوح من المشارکة فی التدریس إلى مجالسة الأطفال. وفیما یلی نماذج لعدد من فرص العلم المتاحة لطلاب خارج الجامعة: العمل فی المکتبات المحلیة أو المدارس، والعمل ممثل او عارض ازیاء، والعمل فی محلات بیع القهوة حیث یوفر للطالب دخل بالساعة مع اکرامیات تتراوح ما بین 7 و121 دولار فی الیوم، والعمل موظف فی محلات الکمبیوتر، والعمل مدرس رسم أو مصمم جرافییک, و العمل نادل فی المطاعم، والعمل فی خدمات توصیل للمطاعم والمراکز التجاریة، والعمل سباک أو دهان أو غیرها من المهن المتعلقة بصناعة البناء، والعمل فی إدارة المواقع الکترونیة والإشراف علیها، والعمل مسوق على الانترنت، والعمل فی المتاجر للمساعدة فی داخل المستودعات، والعمل موظف استقبال وإدخال بیانات فی مؤسسات الضیافة السیاحة، والعمل مشرف أو مرشد فی أحد المنتزهات العامة أو المنتجعات السیاحیة، والعمل مترجم لغة.

کما یتم الاهتمام بدراسة المساعدات المالیة للطلاب ومنها برامج التشغیل الطلابی حیث توجد مجلات علمیة متخصصة لنشر الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع منها مجلة المساعدات الطلابیة ((Journal of Student Aid.

 http://onecentatatime.com/51-side-jobs- pde college-students.

وفی ما یلی مثالین على برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات الأمریکیة:

جامعة کورنیل فی الولایات المتحدة الأمریکیة:

  • تساعد فرص العمل المتاحة فی الجامعة فی تغطیة تکالیف التعلیم وتعزیز فرص تنمیة المهارات والخبرات الوظیفیة.
  • §        یحق للطالب العمل بما لا یزید عن 20 ساعة عمل فی الأسبوع.
  • §         یتم تسجیل وقت الحضور والانصراف إلکترونیًا.
  • §        یتم دفع أجور الطلاب کل أسبوعین من خلال التحویل المباشر للحساب الشخصی للطالب.
  • §        یکون تنسیق مواعید العمل بما یتناسب مع جدول الطالب الدراسی والفرص التشغیلیة المتاحة.
  • یکون سلم أجور تشغیل الطلاب حسب أربع مستویات ولکل منها مواصفاته وأجره فی الساعة کما یلی:

المستوى الأول:

یتطلب هذا المستوى مهارات أساسیة اکتسبت من خلال التدریب، أو من خبرة عمل سابقة، أو الدورات أثناء الدراسة، وقد یتطلب مسؤولیات تنظیمیة أو فنیة، أوتشغیل معدات بسیطة، أو أداء مهام روتینیة، أو اتخاذ قرارات بسیطة مع إشراف منتظم. وتتراوح الأجور فیه من (8.75 -10.50 $) أی ما یعادل (32.81 -39.38 ) ریال سعودی.

المستوى الثانی:

یتطلب المهارات الأساسیة المکتسبة من خلال الخبرة فی العمل السابق، والتدریب، أو الانتهاء من الدورات الدراسیة ذات الصلة. وقد یتطلب مسؤولیات تنظیمیة أو فنیة أکثر أعلى مستوى، وتشغیل معدات أکثر تعقیدا. یحتاج لبعض الاستقلالیة فی اتخاذ القرار والإشراف على الموظفین أو الطلاب الآخرین. وتتراوح الأجور فیه من (9 - 11.80 $) أی ما یعادل (33.75 - 44.25) ریال سعودی.

المستوى الثالث:

فی هذا المستوى تم تحدید مهارات معینة مطلوبة، وخبرة فی العمل کبیرة، ودورات دراسیة عالیة المستوى. ویمکن أن تشمل المسؤولیات على تحلیل البیانات، والإشراف المستقل، أو تنسیق برامج ومشاریع تشمل على معدات أو بیانات معقدة. ویمکن أن یشمل العمل مسؤولیات الإشراف المنتظم على الموظفین والطلاب. وتتراوح الأجور فیه من (9.60 - 13.35 $) أی ما یعادل (36 - 50.06) ریال سعودی.

المستوى الرابع:

یتطلب هذا المستوى درجة عالیة من التطور فی مهارات محددة، والانتهاء من الدورات الدراسیة ذات الصلة على مستوى الدراسات العلیا، أو خبرة کبیرة فی العمل السابق والتدریب اللازم. ویمکن أن تشمل المسؤولیات على الإشراف المستقل المنتظم، أو تنسیق البرامج و المشاریع التی تحتوی على  أجهزة وبیانات معقدة للغایة. کما تشمل مسؤولیات أخرى یومیة وإشراف على الموظفین، واتخاذ قرارات مستقلة من الممکن أن تؤثر على العملیة الإجمالیة ونجاح المشروع أو البرنامج. وتتراوح الأجور فیه من (10.75 - 18.50 $) أی ما یعادل (40.31 - 69.38) ریال سعودی.

http://studentemployment.cornell.edu/federal-work-study

 

جامعة ولایة أیوا فی مدینة أیوا الولایات المتحدة الأمریکیة:

  • یعتبر التشغیل الطلابی أحد برامج المساعدات المالیة التی تقدم للطلاب فرص عمل.
  • تودع أجور ساعات العمل فی الحساب البنکی للطالب.
  • هناک العدید من فرص العمل فی الحرم الجامعی تکون بدوام جزئی.  
  • تدفع أجور التشغیل الطلابی من صندوق تمویل الولایة للمساعدات المالیة.
  •  شروط التشغیل الطلابی کالأتی: أن یکون الطالب مواطنا أمریکیا أو مقیما دائما, ومسجل فی إحدى برامج الجامعة للحصول على شهادة مؤهلة، إثبات الحاجة المالیة عن طریق تقدیم طلب فی قسم المساعدات المالیة، تقدیم طلب لمنح العمل والدراسة على نموذج خاص بولایة أیوا، یکون مسجلا ستة ساعات على الأقل کطالب بکالوریوس أو خمس ساعات کطالب دراسات علیا.
  • یحق للطالب العمل فی فصل الصیف بشرط أن یکون مسجلا ثلاث ساعات على الأقل.
  •  یتقید الطالب بساعات العمل حسب قانون ولایة أیوا، و لا یحق له العمل أکثر من 20  ساعة فی الأسبوع خلال العام الدراسی، ولکن یمکن للطلاب العمل بحد أقصى  40 ساعة فی الأسبوع فی الإجازات الرسمیة کعید الشکر وإجازة الشتاء و الربیع وخلال فصل الصیف.
  • یتم تحدید أجر الطالب عن طریق ضرب معدل الأجر بالساعة بعدد ساعات العمل، و یتم تحدید معدل الأجر بالساعة من قبل الجامعة، حیث أن الحد الأدنى لأجر الساعة فی ولایة أیوا هو 25$ أی ما یعادل (93.75) ریال سعودی.
  • یوجد فی موقع التشغیل الطلابی على صفحة الانترنت توضیح لنظام الدفع وشرح المستندات المطلوبة.
  • یتم دفع اجور الطلاب وفقا لجدول منظم کل أسبوعین.
  •  یتم إدخال ساعات التوظیف إلکترونیا.
     .http://www.uiowa.edu/financial-aid/employment/students/workstudy.shtml 

مناقشة النتائج والخلاصة

         یتضح من العرض السابق أن مفهوم التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة متشابه فهو أحد برامج المساعدات الطلابیة التی تقع تحت إشراف عمادة شؤون الطلاب ویمول عن طریق الصندوق الطلابی فی کل جامعة. هذه الصنادیق تمول من الصندوق الطلابی العام فی وزارة التعلیم ومن الاستثمارات المنوعة وغیرها. وتهدف برامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة بشکل عام إلى شغل أوقات فراغ الطلاب، وإکسابهم المهارات اللازمة التی تؤهلهم لسوق العمل، وسد حاجاتهم المادیة، ومساعدة الجامعة فی إنجاز مهامها. وتختلف نشأة هذه البرامج من جامعة لأخرى بحسب نشأة الجامعة وعمادة شؤون الطلاب فیها, وأحیاناً بحسب امکانیات الجامعة وظروفها حیث یعتبر برنامج التشغیل الطلابی فی جامعة الملک سعود الأقدم.

          وتستمد برامج التشغیل الطلابی أنظمتها من اللائحة المنظمة لصنادیق الطلبة بالمؤسسات التعلیمیة، ووضعت اللائحة المالیة للجامعات ثلاث شروط للتشغیل الطلابی وهی: توفر اعتماد مالی، أن یکون التعاقد على نظام الساعات أو الوظائف المؤقتة، وأن لا تزید المکافأة عن (1000) ریال فی الشهر. وفی المقابل حددت بعض الجامعات ضوابط دقیقة ومعقدة للانضمام للبرنامج مثل ألا یقل المعدل التراکمی للطالب عن 4 من 5, وأن یمضی على تسجیله فی الجامعة فصلین دراسیین، وألا یتم تشغیله لأکثر من فصلیین متتالیین، ولا یحق للطلاب العمل أکثر من ثلاث مرات خلال مدة الدراسة، وأن یقتصر التشغیل عى 3 طلاب کحد أقصى لکل جهة مشغلة. فلا شک أن هذه الضوابط تستبعد الکثیر من الطلاب الراغبین فی التشغیل وخاصة أصحاب المعدل المنخفض والذی أثبتت العدید من الدراسات ارتباط الحالة الاقتصادیة للطالب بمستواه الدراسی، فقد یکون أصحاب المعدلات المنخفضة من أحوج الطلاب للعمل، فزیادة دخلهم قد یکون سبباً فی ارتفاع معدلاتهم، فی حین حددت بعض الجامعات ضوابط عامة. ولکن تشترک معظم الجامعات فی بعض الضوابط مثل: أولویة التشغیل الطلابی لذوی الحاجة المادیة، وأن یکون الطالب منتظماً، وأن لا تزید ساعات العمل عن ثلاث ساعات فی الیوم. 

         ومن أبرز المشاکل التی یعانی منها برنامج التشغیل الطلابی فی الجامعات السعودیة هو قلة المکافأة المخصصة للتشغیل فهی تتراوح ما بین 10-20 ریال للساعة، وتأخر صرفها إلى نهایة الفصل الدراسی، ومحدودیة ساعات التشغیل بحیث لا تتجاوز 160 ساعة فی الفصل الدراسی الواحد فی أحسن الأحوال وتقل عن ذلک بکثیر فی معظم الجامعات. فحجم التشغیل ومقدار المکافأة قد یکونا مناسبین فی الماضی من حیث تغطیة المصروفات الجامعیة ومتطلبات المعیشة ولکن فی السنوات الأخیرة زاد التضخم وازدادت المصاریف وتکالیف المعیشة. ومن أبرز أسباب ذلک قلة المخصصات المالیة للصندوق الطلابی وغیاب القطاعات المجتمعیة فی دعمه، وعدم إیمان بعض الإدارات العلیا بأهمیة التشغیل واعتباره مضیعة لأموال الصندوق التی یمکن استثمارها فی مشاریع لها مردود مالی کبیر. ومن المشاکل التی یعانی منها البرنامج أیضا عدم تطویره ودراسته وتقییمه بین فترة وأخرى وقیاس رضا الطلاب عن خدماته، مما جعله هذه البرامج جامدة، غیر مواکبة للتطورات العالمیة فی هذا المجال.

          وبالمقارنة مع التجارب العالمیة فی برامج التشغیل الطلابی تم التوصل إلى ایجابیات عدیدة فی هذه البرامج یمکن الاستفادة منها فی الجامعات السعودیة، وکان أبرزها مایلی: تتنوع أسالیب التشغیل ما بین العمل فی الحرم الجامعی ولصالح الجامعة، وبین العمل فی مرافق متعاقدة مع الجامعة، أو العمل خارج الحرم الجامعی وذلک بموجب عقود مع القطاعات المختلفة والمعتمدة من قبل مکتب توظیف الطلاب فی الجامعة، بحیث تقوم بتنسیق ذلک مع الطلاب وتدفع الحکومة جزء من أجورهم. وترتفع أجر الساعة بالمقارنة مع أجر الساعة فی الجامعات السعودیة، وتزداد ساعات العمل المتاحة للطلاب خلال الفصل والسنة وعدم تقیید الطلاب بعدد مرات للتشغیل خلال وجوده بالجامعة إلا ما ندر. ولا یتم تقیید عمل الطلاب بمعدل معین فی معظم الجامعات بل على العکس تکون أولویة التشغیل لذوی الحاجة. ولا یتأخر صرف مکافآت الطلاب عن أسبوعین وإیداعها مباشرة فی حساب الطالب. وتتنوع الأعمال التی یسمح للطالب العمل فیها ما بین مساعد باحث إلى مربی حیوانات التجارب فی المعامل. کما تتوفر فرص التشغیل الطلابی فی جمیع فصول السنة الدراسیة بما فیها الفصل الصیفی دون اشتراط تسجیل الطالب لأی مقرر دراسی، ویتاح العمل للطالب فی جمیع أیام الأسبوع بما فیها إجازة نهایة الأسبوع، وکذلک الإجازات الرسمیة مما یتیح فرصة للطلبة للاستغلال الأمثل لأوقات فراغهم. وتُسجل ساعات العمل للطلبة بشکل الکترونی عبر نظام للخدمة الذاتیة مع ربط قیمة الأجرة بمؤهلات الطالب وطبیعة العمل المنجز. ویتم الإعلان عن الوظیفة الشاغرة للطلاب بجمیع تفاصیلها وبعدة طرق إضافة إلى تحدید معاییر اختیار الطلبة وتوظیفهم للدخول فی مفاضلة. وفی بعض الجامعات کان لبرنامج التشغیل الطلابی صندوق مستقل عن صندوق الطلاب وبالتالی له میزانیة مخصصة له دون أن یتشارک فیه مع برنامج آخر.ویُشارک القطاع الخاص بتشغیل الطلاب بالتنسیق مع الجامعة، بل هناک من یرسل الطلاب فی الصیف لشرکات فی دول أخرى للراغبین من الطلاب فی الاستفادة من الناحیة المادیة والمهاریة ویکون التقدیم لطلب التشغیل عن طریق الموقع الإلکترونی الرسمی للجامعة حیث یکون خاضع لرقابة وإشراف الجامعة.

توصیات الدراسة

          یمکن تلخیص توصیات الدراسة بناء على النتائج التی تم التوصل إلیها فیما یلی:

  • ضرورة التوسع فی برامج التشغیل الطلابی لتعم جمیع الجامعات السعودیة، حیث وجد خلو بعض الجامعات من هذه البرامج، وأیضا زیادة عدد ساعات التشغیل بحیث لا تؤثر على التحصیل الدراسی للطلبة. فالتوسع فیها وزیادة مکافآتها وتنظیمها، وتقنینها، قد یغنی عن صرف المکافآت الشهریة للطلبة والتی أرهقت میزانیات الجامعات، وبالتالی ضمان حصول الطالب على مردود مادی مجزِ، واکتساب خبرات قد لا یکتسبها فی القاعات الدراسیة تفیده فی سوق العمل.
  • الاستثمار فی برامج صندوق الطلاب لزیادة دخل الصنادیق، مع ضرورة إسهام القطاعات المجتمعیة فی دعم الصندوق للاستفادة منه فی الصرف على برامج التشغیل الطلابی.
  • توحید أنظمة ولوائح برامج التشغیل الطلابی بین الجامعات السعودیة خاصة الحد الأدنى لأجر الساعة.
  • تکثیف البحوث والدراسات والمؤتمرات فی مجال برنامج التشغیل الطلابی لما له من فائدة کبیرة للطالب والجامعة حیث أثبتت الدراسة قلة الأبحاث فی هذا المجال.
  • زیادة قیمة المکافأة التی یحصل علیها طالب التشغیل حیث أنها الأقل مقارنة ببقیة الدول، وتعدیلها بین فترة وأخرى بما یتلاءم مع التضخم الاقتصادی للدولة، وبما یتناسب مع نوعیة العمل.
  • عدم ربط شرط التشغیل بالمعدل الأکادیمی للطالب أو بساعات نجاحه، فلعل تغطیة نفقاته المالیة تسهم فی رفع معدله.
  • إتاحة برنامج التشغیل الطلابی فی فصل الصیف للطلاب المنتظمین للاستفادة من البرنامج بشکل أکبر.
  • أن یوفر البرنامج فرص تشغیلیة للطلاب أثناء الإجازات بالإضافة إلى إتاحة العمل طوال السنة الدراسیة.
  • اختیار الکوادر الفنیة المؤهلة لإدارة برامج التشغیل الطلابی.
  • الاستفادة من تجارب الدول العالمیة فی تطویر برامج التشغیل الطلابی وإرسال وفود للوقوف على التجارب الممیزة.
  • إنشاء مکاتب أو وحدات خاصة بالتشغیل الطلابی فی کل جامعة تقوم بالتالی:
  • توفیر فرص عمل للطلاب داخل الجامعة وخارجها بالتنسیق مع القطاعات المختلفة بما یتناسب مع تخصصاتهم.
  • الحرص على توفیر فرص العمل المفیدة للطلاب والتی تکسبهم الخبرات والقدرات، وتجعل مهارتهم قابلة للتسویق.
  • دراسة أوضاع الطلبة المتقدمین على الوظائف وترتیب أولویة التشغیل للطلبة المحتاجین.
  • تنسیق أوقات العمل بما یتناسب مع جداول الطلبة.
  • الإعلان للطلاب عن الوظائف الشاغرة فی الجامعة وخارجها والتی یمکن للطلاب العمل بها عبر مواقع الکترونیة خاصة یسهل  على الجمیع الوصول إلیها.
  • تسجیل طلاب التشغیل فی البرنامج الکترونیا، وکذلک تسجیل الانصراف والحضور بالبصمة لتوخی الدقة والعدالة.
  • صرف مکافآت طلاب التشغیل أسبوعیاً أو شهریا وعدم الانتظار لنهایة الفصل.
  • توزیع ساعات العمل بین طلاب الکلیات بشکل یتناسب مع أعداد الطلاب فی کل کلیة.
  • تقویم البرنامج بین فترة وأخرى من قبل الطلاب، والقائمین علیه، وجهات العمل.
  • الرفع بتعدیل قیمة مکافأة التشغیل بما یتناسب مع وضع الجامعة، ونوعیة العمل، وتضخم الأسعار.
  • الاهتمام بإجراء المزید من الدراسات المقارنة فی برنامج التشغیل الطلابی والاستفادة من تجارب الآخرین.
  • إیداع مستحقات الطلبة من التشغیل الطلابی شهریا فی حساباتهم البنکیة.
  • عمل ندوات ولقاءات تعرفیه ببرامج التشغیل توضح هدفها، وآلیات التقدیم علیها، وأهم الوظائف المتاحة.
  • تشجیع القطاع الخاص ورجال الأعمال على تمویل برامج التشغیل الطلابی لأهمیتها لهم فی استقطاب الممیز من الطلاب بعد التخرج.


المراجع

أولا : المراجع العربیة

  • بوبشیت، الجوهرة، والحمادی، فایزة. (2010). الخدمات التی تقدمها عمادة شؤون الطلاب: واقعها ومستواها کما تراها طالبات جامعة الملک فیصل، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، مج11 العدد 3.
  • الحقبانی، فریال. (2015). تطویر أداء عمادات شؤون الطلاب فی ضوء التحدیات المعاصرة فی الجامعات الحکومیة بالمملکة العربیة السعودیة: استراتیجیة مقترحة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، جامعة الملک سعود، قسم الإدارة التربویة: الریاض.
  • الحکمی، حسین.(2001). برنامج التشغیل الطلابی فی جامعة الملک سعود: درایة تقویمیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة،کلیة الاداب، جامعة الملک سعود، الریاض.
  • الدهشان، جمال. (2003). الخدمات الطلابیة بجامعة المنوفیة دراسة تحلیلیة لآراء الطلبة. بحث مقدم إلى المؤتمر السنوی العاشر لمرکز تطویر التعلیم الجامعی بعنوان "جامعة المستقبل فی الوطن العربی"، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، القاهرة.
  • الدهشان، جمال؛ شرف، صبحی.(2001).شئون الطلاب بالجامعة واتجاهات تطویرها. ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمی السادس لکلیة التربیة بعنوان (التربیة والتنمیة البشریة) مصر: جامعة طنطا.کلیة التربیة.
  • زین، شمس الدین. (2007). تفعیل برامج المساعدات المالیة للطلاب بجامعة المنیا لزیادة الاستطاعة: دراسة حالة. مجلة البحث فی التربیة وعلم النفس.مج 21, ع 1. مصر: جامعة المنیا.
  • السنبل، عبد العزیز؛ الخطیب، محمد.(2008). نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة، الریاض:دار الخریجی للنشر والتوزیع.
  • العمری، ناعم. (2008).عمادات شؤون الطلاب فی الجامعات السعودیة: دراسة لواقعها ونموذج مقترح لتطویرها فی ضوء بعض التجارب العربیة والأجنبیة. رسالة دکتوراه غیر منشوره. کلیة العلوم الاجتماعیة ،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة.
  • مجلس التعلیم العالی.(2007) اللائحة المنظمة للشؤون المالیة فی الجامعات. الریاض: مجلس التعلیم العالی.
  • مجلس التعلیم العالی.(1423) اللائحة المنظمة لصنادیق الطلبة بالمؤسسات التعلیمیة. الریاض: مجلس التعلیم العالی.
  • المعجم الرائد, 356
  • النویصر، أسماء. (2014) تطویر برامج المساعدات المالیة لطلبة التعلیم الجامعی فی المملکة العربیة السعودیة (نموذج مقترح) , رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة طیبة.

ثانیا : المراجع الأجنبیة

  • Dynarski, M. (2003). Does aid matter? Measuring the effect of student aid on college attendance and completion. American Economic Review, 93 (1), 279-288.
  • Heller, D. (2003). The impact of student financial aid on undergraduate degree completion. Doctoral dissertation, University of Missouri, Columbia. Dissertation Abstract International (UMI No. 3144475)
  • Joanne, G. (2014). Student Employment Manual.Tufts University. Retrieved from http://uss.tufts.edu/FinAid/forms/Student%20Employment%20Manual%202014%20-%202015.pdf.
  • Kim, J. (2012). Exploring the relationship between state financial aid policy and postsecondary enrollment choices: A focus on income and race differences. Research in Higher Education, 53 (2), 123-151.
  • Richmond, L. (2013). Student part-time work increases. Retrieved from http://www.timeshighereducation.co.uk/news/student-part-time-work-increases/2006956.article
  • Russo, J. (2007). Student financial Aid: Lessons for the UK from the US. Oxford, United Kingdom: The Oxford Center for Higher Education Policy Studies.
  • Steiner, V. & Wrohlich, K. (2012). Financial student aid and enrollment in higher education: New evidence from Germany. The Scandinavian Journal of Economics, 114(1), 124- 147.
  •  Su, D. (2012). Study on problems existing in related subjects involved in financial aid of impoverished university students in China and specific countermeasures. Asian Social Science Journal, 8 (10), 173-179
  • Vossenteyn, H. (2004). Fiscal Stress: Worldwide /trends in Higher Education. Journal of Student Financial Aid, 34 (1), 39-55.

ثالثا : المراجع الالکترونیة

§  One Cent at a Time. 51 Possible Part-time Side Jobs for College Students. Retrieved from http://onecentatatime.com/51-side-jobs-college-students.