دراسة مقارنة لإرشاد المعلمين الجدد فى کل من الصين واستونيا وجمهورية مصر العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تتحدد مشکلة الدراسة فى الإجابة على التساؤل الاتى:
ما التصور المقترح لإرشاد المعلمين الجدد بمصر فى ضوء خبرتى الصين وايستونيا وبما يتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟
     وتتناول الدراسة دراسة إرشاد المعلمين الجدد فى کل من الصين واستونيا ومصر من حيث: التطوير المهنى للمعلمين، والتهيئة والإرشاد، ودور مدير المدرسة فى عمليات الإرشاد.
     وتسعى الدراسة إلى وضع تصور مقترح لإرشاد المعلمين الجدد بمصر فى ضوء خبرتى الصين واستونيا وبما يتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟
    ولتحقيق هذا الهدف تطبق الدراسة المنهج المقارن وفقاً للخطوات التالية:

الخطوة الأولى: تحديد الإطار العام للدراسة ويشمل مقدمة الدراسة ، والمشکلة، وأهمية الدراسة، وأهدافها، ومنهجها، وحدودها، ومصطلحاتها، والدراسات السابقة العربية والأجنبية، وأخيرا خطوات الدراسة.
الخطوة الثانية: تقديم إطار نظرى حول إرشاد المعلمين الجدد.
الخطوة الثالثة: تتضمن واقع إرشاد المعلمين الجدد فى الصين واستونيا ومصر (التطوير المهنى للمعلمين، التهيئة والإرشاد، دور مدير المدرسة فى إرشاد المعلمين الجدد)
الخطوة الرابعة: تقديم تحليل مقارن بين الصين واستونيا ومصر ويتضمن (أوجه التشابه والاختلاف بين تلک الخبرات).

الخطوة الخامسة: تقديم تصور مقترح لتطوير إرشاد المعلمين الجدد فى مصر بالاستفادة من خبرات الصين واستونيا

الكلمات الرئيسية


دراسة مقارنة لإرشاد المعلمین الجدد فى کل من الصین واستونیا وجمهوریة مصر العربیة

إعداد د. رانیا عبد المعز الجمـال

أستاذ مساعد بقسم العلوم التربویة بکلیة التربیة للطفولة المبکرة

 جامعة الفیوم

 

   ملخص بحث

تتحدد مشکلة الدراسة فى الإجابة على التساؤل الاتى:

ما التصور المقترح لإرشاد المعلمین الجدد بمصر فى ضوء خبرتى الصین وایستونیا وبما یتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟

     وتتناول الدراسة دراسة إرشاد المعلمین الجدد فى کل من الصین واستونیا ومصر من حیث: التطویر المهنى للمعلمین، والتهیئة والإرشاد، ودور مدیر المدرسة فى عملیات الإرشاد.

     وتسعى الدراسة إلى وضع تصور مقترح لإرشاد المعلمین الجدد بمصر فى ضوء خبرتى الصین واستونیا وبما یتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟

    ولتحقیق هذا الهدف تطبق الدراسة المنهج المقارن وفقاً للخطوات التالیة:

  • الخطوة الأولى: تحدید الإطار العام للدراسة ویشمل مقدمة الدراسة ، والمشکلة، وأهمیة الدراسة، وأهدافها، ومنهجها، وحدودها، ومصطلحاتها، والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة، وأخیرا خطوات الدراسة.
  • الخطوة الثانیة: تقدیم إطار نظرى حول إرشاد المعلمین الجدد.
  • الخطوة الثالثة: تتضمن واقع إرشاد المعلمین الجدد فى الصین واستونیا ومصر (التطویر المهنى للمعلمین، التهیئة والإرشاد، دور مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد)
  • الخطوة الرابعة: تقدیم تحلیل مقارن بین الصین واستونیا ومصر ویتضمن (أوجه التشابه والاختلاف بین تلک الخبرات).
  • الخطوة الخامسة: تقدیم تصور مقترح لتطویر إرشاد المعلمین الجدد فى مصر بالاستفادة من خبرات الصین واستونیا.

 

الکلمات المفتاحیة:

التهیئة ، الإرشاد، المعلمین الجدد، استونیا ، الصین ، مصر.

 


 A comparative study to mentor new teachers in China, Estonia and the Arab Republic of Egypt

Preparation of

Dr. Rania Abdel Moez El Gammal

Assistant Professor, Department of Educational Sciences, Faculty of Early Childhood Education, Fayoum University

 

  Abstract

The study problem is determined by answering the following question: What is the suggested Proposal for the mentoring of the new teachers in Egypt in the light of the experiences of China and Estonia in accordance with the conditions of Egyptian society?

   The study deals with the mentoring of new teachers in China, Estonia and Egypt in terms of: professional development of teachers, induction and mentoring and the role of the principal in the process of mentoring.

     The study seeks to develop a suggested Proposal for the mentoring of new teachers in Egypt in the light of the experiences of China and Estonia in accordance with the conditions of Egyptian society.

    To achieve this objective, the study applies the comparative approach according to the following steps:

The first step presenting a general framework of the study, includes the introduction of the study, the problem, the importance of the study, its objectives, methodology, limits, terminology, previous Arab and foreign studies, and finally the study steps

Step 2: Providing a theoretical framework on the mentoring of new teachers

Step 3: The reality of the mentoring of new teachers in China, Estonia and Egypt (professional development of teachers, induction and mentoring and the role of the principal in the process of mentoring).

Step 4: Interpreting the similarities and differences between mentoring new teachers in China, Estonia and Egypt.

Step 5: Presenting a suggested Proposal for the mentoring of the new teachers in Egypt benefiting from the experiences of China and Estonia.

 

Key words:

 Induction, mentoring, new teachers, Estonia, China, Egypt


دراسة مقارنة لإرشاد المعلمین الجدد فى کل من الصین واستونیا وجمهوریة مصر العربیة

إعداد د. رانیا عبد المعز الجمـال

أستاذ مساعد بقسم العلوم التربویة بکلیة التربیة للطفولة المبکرة

جامعة الفیوم

مقدمــة الدراسة :

     فی عالم یتزاید فیه التنافس ویقوده بناء المعرفة، حیث تواجه المنظمات حقبة جدیدة متطورة یغذیها التوسع المتسارع للأفکار، والتکنولوجیا، والتنوع الثقافى، والدیمقراطیة، کلها تحت عنوان "العولمة أصبح التعلیم وسیلة لتحقیق تقدم اقتصادی واجتماعی، فالبحث عن أدلة لتطویر نظم تعلیم عالیة الجودة تستمر فی التکثیف  کاقتصادات وطنیة تسعى للتنافس على الصعید العالمی فى القرن الحادی والعشرین. وفی ظل هذه الظروف أضحت الحاجة إلى تحسین أنظمة التعلیم، والقوى العاملة فی مجال التدریس، تنطوی على الاهتمام بالمعلمین ذوی الجودة العالیة من خلال الاستثمار فی توظیف المعلمین والاحتفاظ بهم وتطویرهم.

     لذا تعد التنمیة المهنیة للعاملین فى التربیة والتعلیم مدخلاً جوهریاً من مدخلات المنظومة التعلیمیة لتجوید الأداء، والارتقاء بالکفاءة المهنیة للعاملین على مختلف المستویات الوظیفیة، ولمختلف الأدوار، ولا سیما بعد تزاید ضعف کفاءة مخرجات التعلیم، وعدم المواءمة بینها وبین احتیاجات خطط التنمیة(1).

     فالمعلم الیوم یعمل فى بیئة تتسم بالتعقید والتداخل، فتجارب المعلمین الجدد فى السنوات الأولى لعملهم لها تأثیرات بعیدة المدى على مدة استدامتهم وبقائهم  بالوظیفة والرضا الوظیفى وفعالیة التدریس(2). ومن ثم أصبح الاهتمام بالتعلم المهنی المستمر للمعلمین بصفة عامة وببرامج تهیئة وإرشاد المعلمین الجدد بصفة خاصة ملمحاً عالمیاً یخصص له میزانیات هامة من أجل تطویر خبراته وتنمیة کفاءاته والارتقاء بأداءه وإنتاجیته. وثمة دلائل على أن عملیة الإرشاد للمعلمین الجدد تساعد على تضییق الفجوة بین النظریة والتطبیق فالبدایة الجیدة المصاحبة بعملیة الإرشاد ستؤثر بشکل مباشر على مستقبل المعلم الوظیفی ورغبته فی البقاء بمهنة التدریس کما تنعکس على رغبته فی التغییر بطریقة إیجابیة(3).

     وفى ضوء ما سبق حرصت دول عدیدة مثل فنلندا والسوید واستونیا وانجلترا وأیرلندا وهونج کونج والصین والنرویج ومالیزیا على تنفیذ برامج شاملة وتقدیم برامج متخصصة لتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد کضرورة لتجوید التعلیم ورفع مستوى المعلم التدریسى. ففى الصین  أضحت المهنیة Professionalism ضرورة ملحة نظراً لارتباط التدریب المستمر للمعلمین بزیادة الرواتب والترقیة، فإرشاد المعلمین یتجاوز الهیکل الرسمی لیصبح جزءاً متکاملا من حیاة المعلمین، أى جزء من الهویة المهنیة على حد سواء للمعلمین الجدد وذوى الخبرة، فلدى کل معلم جدید مرشد، ولکل معلم عادى اثنین من المرشدین المنتظمین لاستمرار تحسین خبراتهم على مدى حیاتهم المهنیة(4). وفى استونیا، یعد النمو المهنی للمعلمین الجدد نقطة محوریة فی نموذج التهیئة الذی تم تنفیذه لیجمع بین بیئتین عمل(أ) التعلم والتنمیة فی سیاق المدرسة مع المرشدین،(ب) اجتماعات الأقران للمعلمین الجدد من مختلف المدارس خلال البرنامج التعریفی فی الجامعات(5).

    وسعت مصر لمواکبة هذه التوجهات الدولیة بإعداد خطتها الاستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعى (2007/2008-2011/2012) والتى تعد التنمیة المهنیة للمعلم أحد المحاور الأساسیة بها، استناداً على مفهوم التنمیة المهنیة المستدامة(6). وإنشاء وحدات التدریب والتقویم بالمدارس 2002 بجمیع مراحل التعلیم وفقاً للقرار الوزارى رقم (90) بتاریخ 18/4/2001(7)، وإنشاء الأکادیمیة المهنیة للمعلمین وفقاً للقانون رقم 155 لسنة 2007  لتحقیق التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التعلیم، ومنح التراخیص للمعلمین والقیادات التعلیمیة(8)، واستحداث وزارة التعلیم کادرا خاصا لاختیار المعلم، وتأهیله، والترخیص له بمزاولة المهنة، وترقیته، ودعم النمو الوظیفی القائم على الکفاءة بدلا من الأقدمیة کأحد أهم سیاسات التنمیة المهنیة للمعلم، والذى یرتکز على مفهوم المهنیة، وذلک بموجب صدور قانونى 155/156 لسنة 2007(9).

مشکلة الدراســـة: على الرغم من الجهود المبذولة بمصر تجاه المعلمین الجدد إلا أن ثمة بعض المعوقات والعقبات التى أشارت إلیها العدید من الدراسات والتقاریر کما یلى:

v     شکلیة وحدات التدریب والتقویم بالعدید من المدارس، خاصة فیما یتعلق بدورها للمعلمین

الجدد،وإخفاقها فی إشباع احتیاجات المعلمین للنمو والتطویر المهنی(10).

v     ضعف قدر من ثقافة مهنیة إیجابیة تعتمد على الالتزام بالنظام الرسمی  نظراً لقلة توافر مناخ مدرسی یساعد على التشارک المعرفی، وتبادل المعلومات، والاتصال، الأمر الذى ینعکس بالسلب على فهم المعلمین الجدد لطبیعة عملهم وثقافتهم التنظیمیة (11).

v     قیام وزارة التربیة والتعلیم بمصر بعمل بحث للوقوف على المعوقات التی تواجه المعلمین الجدد فی عملهم، والتی من أبرزها:

  • قلة توافق السیاسات فی عملیة توظیف المعلمین بما تتضمنه بما یتعلق بالحوافز.
  • زیادة أعباء المعلم الجدید.
  • قصور فى تطبیق المعلومات التی تم الحصول علیها من البرنامج التدریسی الأول.
  • ضعف الظروف المادیة، بما تتضمنه من غیاب المکتبات ببعض المدارس، والحالة المتردیة للمبانى المدرسیة والفصول، وقلة الموارد المتاحة لمدرسة.
  • تدنى مستوى کثیر من المعلمین المتخرجین من کلیات التربیة، وقلة خبرتهم فى الغالب للتعامل مع الفروق الفردیة لدى الطلاب.
  • تدریس بعض المعلمین مواد أخرى غیر تخصصهم(12).

v     دعم زملاء العمل للمعلمین الجدد بالمدارس المصریة یکاد یکون ضعیفاً للغایة؛ لابتعاد الإدارة المدرسیة فی مصر عن الأنماط الحدیثة للإدارة، کالإدارة التشارکیة، والإدارة من خلال الفریق، والإدارة الدیمقراطیة، والحرص على العمل بالأنماط التقلیدیة التی تعمل على حجب المعلومات عن العاملین ومنع تداولها فیما بینهم(13).

v     ثمة عدد من الصعوبات التی تواجه المعلمین الجدد فی تحقیق التکیف التنظیمی مع الثقافة التنظیمیة بالمدارس المصریة منها:

  • زیادة عدد الحصص الاحتیاطیة وأوقات الإشراف التی یتم إعطائها للمعلمین الجدد.
  • غموض أدوار المعلمین الجدد فی المدرسة، والتعامل معهم بشکل به إهمال.
  • قلة استیعاب المدرسة لأفکار المعلمین الجدد، وضعف تشجعهم على أداء العمل.
  • ضعف مساعدة المعلمین القدامى للمعلمین الجدد فی التعرف على طبیعة العمل بالمدرسة.
  • غموض أدوار المعلمین الجدد فى المدرسة، وکذلک حقوقهم.
  • حالة التهدید الدائم للمعلمین الجدد، حیث لم یتم تثبیتهم لأنهم یعملون بالتعاقد، ویتفاقم الأمر بضعف الاستقرار الوظیفى فى المدارس الخاصة.
  • ثمة فجوة بین المعلمین القدامى والجدد، وعدم تقبل بعض المعلمین القدامى وتسلطهم على الجدد.
  • القصور فى تدریب المعلمین الجدد، فلا یوجد برنامج تدریب خاص بهم، کما أن التدریب یتم أثناء الدراسة وأحیاناً لا یوجد متخصصون فى مجال التدریب أو التوجیه.
  • التعسف الإداری وقلة استیعاب المدرسة لأفکار المعلمین الجدد(14).

v     إغفال بعض الأسالیب الحدیثة والمهمة فى تطبیق التکیف التنظیمى للمعلمین الجدد مثل: التعلم من خلال الزملاء، والتعلم الذاتى، والشراکة مع المؤسسات الأخرى(15).

 

     فضلاً عن ما یواجه التنمیة المهنیة للمعلمین بمصر بصفة عامة من مجموعة من التحدیات والتى من أبرزها:

v     قلة وجود العدد الکاف من القیادات التربویة والإداریة والکوادر التدریبیة المؤهلة والقادرة على قیادة برامج إصلاح التعلیم والقیام بعملیة التدریب فی ضوء احتیاجات الخطة الإستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعی فی مصر(16).

v     افتقاد المدرسة المصریة العدید من الثقافات الملحة فی القرن الحادی والعشرین کثقافة التنوع، وثقافة الشراکة، وثقافة التعلم الذاتی، وثقافة التنمیة المهنیة، وثقافة المعاییر، وثقافة التکنولوجیا، وثقافة التعلیم التعاونی، وثقافة التأمل والتفکیر(17).

v     العدید من المشکلات التى تواجه الأکادیمیة المهنیة للمعلمین وتؤثر على کفاءة العمل الفنى والإدارى بها من أهمها:

  • قلة توافر العدد الکاف من الکوادر المؤهلة القادرة على أداء مهمة التدریب.
  • البرامج التدریبیة التى تقدم للمعلمین تتسم بصفة عامة بالشکلیة والتکرار فى مضمونها وإن اختلفت مسمیاتها، وأنها لا یتم الإعداد والتخطیط الجید لها.
  • ضعف فرص التنمیة المهنیة للعاملین بها(18).

v     تواجه مؤسسات التنمیة المهنیة فى مصر تحدیات عدیدة من بینها:  تحدید احتیاجات التنمیة المهنیة، وإعداد برامجها، ومتابعتها، وإدارتها، وتقییمها على مستوى الفرد والمؤسسة، والتغذیة الراجعة لها(19).

     وفى ضوء ما سبق تتحدد مشکلة الدراسة فى الإجابة على السؤال التالى:

ما التصور المقترح لإرشاد المعلمین الجدد بمصر فى ضوء خبرتى الصین واستونیا وبما یتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟

     ویتفرع من هذا التساؤل الرئیس الأسئلة الفرعیة التالیة:

  • §        ما الأسس النظریة لإرشاد المعلمین الجدد؟
  • ما واقع خبرات الصین واستونیا ومصر فى إرشاد المعلمین الجدد فى ضوء القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها؟
  • ما أوجه الشبه والاختلاف بین واقع إرشاد المعلمین الجدد فى کل من الصین واستونیا ومصر؟
  • ما التصور المقترح لإرشاد المعلمین الجدد فى مصر فى ضوء خبرات الصین واستونیا وبما یتوافق مع ظروف المجتمع المصرى؟

أهــداف الدراسة: تسعى الدراسة الحالیة إلى تحقیق الأهداف التالیة :

  • الوقوف على الأسس النظریة لإرشاد المعلمین الجدد.
  • التعرف على واقع إرشاد المعلمین الجدد فى الصین واستونیا ومصر فى ضوء القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة فیها.
  • الوقوف على أوجه الشبه والاختلاف بین الصین واستونیا ومصر فى إرشاد المعلمین الجدد.
  • وضع تصور مقترح لإرشاد المعلمین الجدد فى مصر فى ضوء خبرات الصین واستونیا بما یتوافق مع ظروف المجتمع المصرى.

أهمیــة الدراسة:  تکمن أهمیة الدراسة الحالیة فیما یلى:

  • تأتى الدراسة مواکبة للتوجهات التربویة المحلیة والعالمیة الحدیثة والتى تنادى بالاهتمام

ببرامج تهیئة وإرشاد المعلمین الجدد بصفة خاصة من أجل تطویر خبراته وتنمیة کفاءاته والارتقاء بأداءه.

  • تواکب الدراسة استجابة مصر لتوصیات عدید من المؤتمرات والدراسات التربویة فى السنوات الأخیرة، والتى طالبت بضرورة تفعیل تنمیة المعلم وخاصة المعلمین الجدد، ومن ثم تفید الدراسة الحالیة وما تقدمه من ألیات مقترحة جمیع المعنیین ومدیرى المدارس وصناع القرار بالوزارة بما یرتقى بأداء المعلمین الجدد ویحسن أدائهم بالمدارس.
  • تمثل الدراسة إضافة للأدبیات العربیة حول تهیئة وإرشاد المعلمین الجدد، فقد رکزت الدراسات التى تم إجراؤها عن المعلمین الجدد على المشاکل المتعلقة بالتدریس بالفصول الدراسیة أو عن التنمیة المهنیة للمعلم بصفة عامة. ولم تول اهتماما کبیرا لتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد من منظور مقارن للاستفادة من الخبرات العالمیة لتطویر الوضع الراهن.

حــدود البحث: تمثلت حدود الدراسة فى:

  • الحدود الموضوعیة: اقتصرت على الدراسة التحلیلیة لإرشاد المعلمین الجدد فى کل من الصین وایستونیا ومصرمن حیث: التطویر المهنى للمعلمین، والتهیئة والإرشاد، ودور مدیر المدرسة فى عملیات الإرشاد.
  • الحدود المکانیة: اقتصرت الدراسة الحالیة على دراسة إرشاد المعلمین الجدد فى جمهوریة الصین الشعبیة الأسیویة وجمهوریة استونیا الأوروبیة وجمهوریة مصر العربیة الأفریقیة.

مبررات اختیار دول المقارنة:

لنجاح سیاسات التعلیم بکل من الصین واستونیا فى اعتماد نظم تهیئة وإرشاد فعالة، وتقدیم برامج متخصصة لتأهیل المعلمین الجدد، حیث تبنى نمط مجتمعات التعلم المهنیة التى یعمل بها أعضاء هیئة التدریس بالجامعة بالشراکة مع الممارسین بالمدارس بغرض توفیر نظم إرشاد فعالة للمعلمین الجدد وذوى الخبرة، فضلاً عن إجراء بحوث الفعل Action research والبحث والاستقصاء لتحسین التعلیم والتعلم. علاوة على ما تمیزت به استونیا من تشجیع المعلمین الجدد على الالتحاق ببرنامج التهیئة والإرشاد واعتبرته شرطاً لإعطائهم ترخیصاً لمزاولة المهنة. وما انفردت به الصین من جعل إرشاد المعلمین الجدد یتجاوز الهیکل الرسمی لیصبح جزءاً متکاملا من حیاة المعلمین، حیث أضحت المهنیة Professionalismضرورة ملحة نظراً لارتباط التدریب المستمر للمعلمین بزیادة الرواتب والترقیة.

مصطلحــات البحث: تعرف الدراسة المصطلحات التالیة:

1- الإرشاد: یعرف بأنه "بناء علاقة دائمة وذات مغزى مع شخص آخر، مع الترکیز على جودة هذه العلاقة مشتملة على عوامل مثل الاحترام المتبادل، والرغبة فی التعلم من بعضهم البعض، واستخدام مهارات التعامل مع الآخرین، کما یتمیز الإرشاد ببقاء الأثر، بسبب الترکیز على التعلم بشکل عام، والتعلم المتبادل على وجه الخصوص"(20).

2- إرشاد المعلمین الجدد: عرفه "اندرسون" بأنه "عملیة رعایة شخص  أکثر مهارة أو أکثر خبرة، بمثابة نموذج یحتذى به، یعلم، ویرعى، ویشجع، ویقدم المشورة ویصادق على شخص أقل مهارة أو أقل خبرة لغرض تعزیز التنمیة المهنیة و/أو الشخصیة. فالمرشدون هم عادة معلمین لدیهم "سلطة الخبرة". عملهم غالباً یتعلق بتطور المعلمین، وتوفیر الدعم العاطفی، وإقامة علاقات جماعیة مع الآخرین من الزملاء، ومساعدة المعلمین على تقدیر قیم المدرسة، والسلوکیات المتوقعة(21).ویرکز هذا التعریف على أدوار المرشد (الأکثر خبرة) إزاء معلمه الجدید (الأقل خبرة) سواء على المستوى الشخصى أو المهنى، من تقدیم الدعم التعلیمى والمشورة وکیفیة التعامل مع السلوکیات المختلفة، والمساهمة فی ثقافة المدرسة والتعاون المهنی.

     کما عرف بأنه "عملیة مشارکة الخبرات والمعارف والمهارات ونقلها من معلم ذا خبرة إلى معلمین جدد بهدف مساعدتهم فى تحقیق نموهم الشخصى والمهنى، والإرشاد یساعد فى تسهیل التغیر والتجوید والنمو المهنى أثناء التدریس"(22). ویضیف هذا التعریف إلى الإرشاد بعد التفاعلیة، حیث مشارکة الأفکار وتبادل الخبرات والممارسات المبتکرة بین المعلم الجدید ومرشده، کما یؤکد على أن الإرشاد یلعب دوراً فى إحداث التغییر وجودة الأداء التدریسى للمعلمین الجدد.

     وعرف وانج واودیل(2002) الإرشاد بالترکیز على ثلاثة مداخل:1) التفاعلات الإنسانیة: بالترکیز على الاحتیاجات الشخصیة للمعلم المبتدىء ورفاهیته،2) التلمذة بالترکیز على تعدیل ثقافة المدرسة ودعم تطویرمهارات التدریس فی سیاق خاص،3) مدخل البنائیة بالترکیز على تحویل التدریس إلى استقصاء تعاونی(23).ویلاحظ أن هذا التعریف أکد على مداخل التلمذة والبنائیة کمداخل مهمة لتحسین العمل التعلیمى وضمان جودة أداء المعلمین.

     وتأسیساً على ما تقدم یمکن اشتقاق تعریف إجرائى لإرشاد المعلمین الجدد یتفق مع طبیعةالدراسة الحالیة مؤداه أنه "عملیة تدعم زیادة اکتساب المعلمین للمعارف والمهارات المهنیة وتقاسم الخبرات ضمن سلسلة متصلة من التدریس الوظیفی والاستقصاء التعاونى، حیث یعمل معلم متمرس (مرشد) مع مبتدئ أو معلم أقل خبرة بشکل تعاونی لتعزیز تنمیتهم المهنیة و/أو الشخصیة، ومساعدتهم على البقاء والازدهار فی أولى مراحل عملهم بالتدریس".

منهـج الدراســة: فى ضوء مشکلة الدراسة وأهدافها تعتمد الدراسة الحالیة على المنهج المقارن الذى یسیر وفق الخطوات الإجرائیة التالیة(24):

  • دراسة الظاهرة التعلیمیة موضوع الدراسة (جهود إرشاد المعلمین الجدد) بالدول المختارة (الصین واستونیا ومصر).
  • تحلیل الظاهرة موضوع الدراسة جهود إرشاد المعلمین الجدد فى الصین واستونیا ومصر فى ضوء القوى والعوامل الثقافیة المسئولة عن الوضع الراهن لها فى الدول المختارة.
  • عقد المقارنة لإظهار أوجه التشابه والاختلاف فى واقع الظاهرة التعلیمیة (جهود إرشاد المعلمین الجدد) بالدول المختارة (الصین واستونیا ومصر) ثم تفسیرها فى ضوء مفاهیم بعض العلوم الاجتماعیة ذات العلاقة بالظاهرة.
  • إصلاح الظاهرة التعلیمیة لتطویر جهود إرشاد المعلمین الجدد فى مصر فى ضوء خبرات

جهود إرشاد المعلمین الجدد بکل من (الصین واستونیا).  

الدراسات السابقـة: تم حصرها وتصنیفها وترتیبها تاریخیا على النحو التالی:

1- دور المشرف التربوی فی تنمیة المعلمین الجدد مهنیاً فی منطقة تبوک التعلیمیة
من وجهة نظرهم (2011) (25): هدفت التعرف على دور المشرف التربوی فی التنمیة المهنیـة للمعلمین الجدد، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى. وأظهرت النتائج أن المعلمین الجدد أشاروا إلى أن دور المشرف التربوی فی تنمیتهم کان متوسط الدرجة فی کل الأبعاد مع مستوى   3.17، وأنه أنه لا توجد فروقات ذات دلالة إحـصائیة تعـزى لمتغیـرات النـوع الاجتماعی والتخصص والدرجة من وجهة نظرهم فی دور المشرفین فـی تنمیـتهم المهنیة.

2- سیاسات تهیئة المعلم وإرشاده: نظرة عامة على الوضع الکندى (2012) (26): هدفت بحث السیاسات التی تدعم المعلمین الجدد فی مختلف الولایات بکندا عبر برامج تهیئة المعلمین والإرشاد، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى، وکشفت النتائج عن تباین کبیر فی السیاسات عبر المحلیات، مع توفر برامج تهیئة شاملة وضعت فقط من قبل السلطات التعلیمیة.

3- المعلمون الجدد یتعلمون من الآخرین:الإرشاد فی مدارس شنغهای (2013)(27): هدفت تعرف ممارسات المعلم للإرشاد بمدارس شنغهای، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى، وانتهت إلى تحدید نقاط القوة والضعف فى عملیات الإرشاد، وکان من أهم نقاط الضعف الثقافة الأدائیة التی تؤکد على درجات الامتحان والتى تحول دون نجاح تنفیذ الإرشاد بفعالیة.

4- آلیات تکیف المعلمین الجدد والثقافة التنظیمیة بالمدارس المصریة (2013) (28): هدفت دراسة واقع التکیف التنظیمی للمعلمین الجدد بالمدارس المصریة نظریا ومیدانیا، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی، وقد توصلت الدراسة إلى وضع آلیات مقترحة لتکیف المعلمین الجدد مع الثقافة التنظیمیة بالمدارس المصریة بما یحقق تطویر أدائهم.

5- تهیئة المعلمین المؤهلین حدیثا: الحدود والاحتیاجات والفرص(2013)(29):هدفت تحلیل القیود التی واجهتها استونیا فی تنفیذ عملیات التهیئة للمعلمین الجدد، واستخدمت الدراسة منهج دراسة الحالة. وأشارت النتائج إلى بعض المشاکل المتعلقة بالمرشدین والمعلمین الجدد، والثقافة المدرسیة، ونهج الجامعة، وقدمت الدراسة مقترحات لها.

6- التعلم عن کیفیة أن تکون مرشد فعال: مجتمعات التعلم المهنی والإرشاد (2013) (30): هدفت استکشاف تفهم الموجهین ذوی الخبرة حول مجتمعات التعلم المهنیة، والإرشاد والقیادة. وحللت الدراسة النصوص المسجلة بالصوت من 27 مرشد ذوی الخبرة، وأشارت النتائج إلى أن مجتمعات التعلم المهنیة یمکن أن توفر تجدید مهنى للمعلمین الحالیین، وأن نظم الإرشاد داخل هذه المجتمعات یمکن أن یقدم معرفة متقدمة حول الممارسات الفعالة.

7- السیاق الإداری وتفاعلات الإرشاد- المعلم المبتدئ (2015) (31): هدفت تحدید مدى ارتباط السیاق الإداری للمدرسة مع تواتر التفاعلات بین المعلم الجدید والمرشد، واستخدمت الدراسة نماذج تقدیر الانحدار اللوجستی، وأشارت النتائج إلى  ضرورة تعزیز مدراء المدارس مناخ المدرسة الذی یشجع على التعاون الإداری بین المعلمین والمرشدین.

8- الإرشاد التربوی: طریقة للمضی قدما (2015) (32): هدفت الترکیز على فهم المعرفة والمواقف والمهارات المطلوبة من المرشدین، والترکیز على تعلمهم، وتعلم المعلمین الجدد وتعلم الطلاب، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى، وکشفت النتائج عن التحول فی ممارسات الإرشاد، وتطویر منهج الإرشاد والمبادئ التوجیهیة لتوجیه المعلمین الجدد بنیوزلندا.

9- سیناریوهات تعلیم الإرشاد فی رومانیا – نحو تحسین تهیئة المعلمین (2016) (33): تهدف إلى دراسة برنامج التهیئة للمعلمین المؤهلین الجدد فى استونیا ورومانیا، واستخدمت الدراسة المنهج المقارن، وانتهت إلى اقتراح  سیناریوهین مناسبین للنظام الرومانی:1) طویل الأجل للتعلیم الأکادیمی، و 2) التعلیم قصیر الأجل أثناء الخدمة، وفحص مزایا وعیوب کلا النموذجین وسبل التغلب علیها.

10- الدعم والمساعدة: النهج للإرشاد طوال عام إقامة بالمدرسة(2017) (34): هدفت دراسة مدخل إرشاد المعلمین قبل الخدمة  فی برنامج المعلم المقیم بالمدرسة لمدة سنة، واستخدمت الدراسة منهج دراسة الحالة، وأسفرت النتائج عن أهمیة هذا البرنامج فى بناء نهج أکثر أهمیة لتطویر هیاکل الإرشاد التی تتماشى مع رؤى البرنامج، وتوسیع مفاهیم الإرشاد، والنظر فی الأدوار العدیدة للمعلم ومرشده.

تعقیب على الدراسات السابقة: لوحظ ندرة فى الدراسات العربیة بمجال الدراسة الحالیة، فمنها ما عرض لدور المشرف التربوی فی التنمیة المهنیـة للمعلمین الجدد بمنطقة تبوک(البلوى،2011)، ومنها ما تطرق لآلیات تکیف المعلمین الجدد والثقافة التنظیمیة بالمدارس المصریة (صلاح الدین،2013). فى حین انفردت الدراسة الحالیة بتناول خبرتین جدیدتین لإرشاد المعلمین الجدد هما الصین واستونیا حیث أثبتتا نجاحاً فى نظمها وبرامجها الشاملة لتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد. کما اختلفت الدراسة الحالیة مع الدراسات العربیة السابقة فى المنهج المستخدم حیث اعتمدت معظمها على المنهج الوصفى فى حین استعانت الدراسة الحالیة بالمنهج المقارن. وفیما یتعلق بالدراسات الأجنبیة فهى اختلفت مع الدراسة الحالیة فى تناولها موضوعات مثل دراسة مدى ارتباط السیاق الإداری للمدرسة مع تواتر التفاعلات بین المعلم الجدید والمرشدین(بوجدونسکى،2015)، ومنها ما تطرق لإرشاد المعلمین قبل الخدمة  فی برنامج المعلم المقیم بالمدرسة لمدة سنة (راشیل وآخرون،2017)، وأخرى عرضت للسیاسات التی تدعم المعلمین الجدد فی مختلف الولایات والمقاطعات والأقالیم بکندا من خلال برامج تهیئة المعلمین والإرشاد (بنجامین،2012)، وتناولت أخرى تحلیل القیود والمزالق التی واجهتها استونیا فی تنفیذ عملیات التهیئة للمعلمین الجدد (ستینجى،2013). فى حین اختلفت مع الدراسة الحالیة فى المنهج المستخدم حیث اعتمدت معظمها على المنهج الوصفى(Kutsyuruba,2012  , Lorrae Ward,2015  , Salleh & Tan, 2013  ) وبعضها على منهج دراسة الحالة(Roegman et al. , 2017, Stîngu, 2013) فى حین استعانت الدراسة الحالیة بالمنهج المقارن، کما اختلفت فى أهداف الدراسة ومجالها. ومن بین الدراسات الأجنبیة التى تشابهت مع الدراسة الحالیة فى استخدام المنهج المقارن دراسة سیناریوهات تعلیم الإرشاد فی رومانیا (Stîngu,2016). وبصفة عامة قد استفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة علی تنوعها واختلاف نتائجها فی التاکید علی أهمیة الدراسة الحالیة، وفی استخلاص أسس الإرشاد الفعال، کما استفادت الدراسة الحالیة مما توصلت الیه من نتائج.

خطوات الدراسة: تسیر الدراسة وفقاً للخطوات التالیة:

  • الخطوة الأولى: تحدید الإطار العام للدراسة ویشمل مقدمة الدراسة ، والمشکلة، وأهمیة الدراسة، وأهدافها، ومنهجها، وحدودها، ومصطلحاتها، والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة، وأخیرا خطوات الدراسة.
  • الخطوة الثانیة: تقدیم إطار نظرى حول إرشاد المعلمین الجدد.
  • الخطوة الثالثة: تتضمن واقع إرشاد المعلمین الجدد فى الصین واستونیا ومصر (التطویر المهنى للمعلمین، التهیئة والإرشاد، دور مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد)
  • الخطوة الرابعة: تقدیم تحلیل مقارن بین الصین واستونیا ومصر ویتضمن (أوجه التشابه والاختلاف بین تلک الخبرات).
  • الخطوة الخامسة: تقدیم تصور مقترح لتطویر إرشاد المعلمین الجدد فى مصر بالاستفادة من خبرات الصین واستونیا.

ثانیاً: إرشاد المعلمین الجدد (إطار نظرى)

     یتضمن هذا المحور التنمیة المهنیة للمعلمین الجدد، وبرامج تهیئة المعلم، وإرشاد المعلم، ودور مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد على النحو التالى:

التنمیة المهنیة للمعلمین الجدد: تعتبر أحد الاتجاهات الحدیثة فی مجال التنمیة المهنیة للمعلمین، حیث تهیىء المعلمین الجدد للحیاة المهنیة من خلال تحقیق الأهداف التالیة(35):

-         توضیح مفهوم المدرسة ودورها کمؤسسة لها مکانتها فی المجتمع.

-         تعریفه بطبیعة عمله وأدواره کقائد ورائد للأعمال الإداریة وأهم واجباته وحقوقه.

-         توعیته بالفروق الفردیة لطلابه بجوانبها المختلفةالاجتماعیة والنفسیة أو الجسمیة والثقافیة.

-         مساعدته فی تعرف ذوی الاحتیاجات الخاصة(الموهوبین والمعوقین) وطرق التعامل معهم.

-         تنمیة مهارات النقد الذاتی عند تقویمه لطلابه من خلال التغذیة المرتدة لنتائج التقویم.

-         مساعدته على کیفیة تدعیم النواحی الدینیة والأخلاقیة لدى الطلاب.

     وسعت عدید من الدول المتقدمة تقدیم برامج متخصصة لتأهیل المعلمین الجدد قبل مزاولتهم للمهنة، وتدریب مرشدیهم. ففى الولایات المتحدة الأمریکیة یصنف إرشاد المعلمین وفقا للمعاییر التالیة: أ) عدد المشارکین: (الإرشاد الفردی)، والإرشاد الجماعی؛ ب) تنظیم العلاقة بین المرشد والمعلم الجدید، ونظم المساءلة: الإرشاد الرسمی وغیر الرسمی، ج) المستوى الذی ینفذ فیه برنامج الإرشاد: التوجیه القائم على المدرسة، والتوجیه القائم على المقاطعات؛ د) نوع التفاعل بین المرشد/المعلم الجدید: التوجیه وجها لوجه (الإرشاد الشخصى، والإرشاد عبر الإنترنت (الإرشاد الإلکترونی / الإرشاد عن بعد / الإرشاد على شبکة الإنترنت)؛ هـ) نوع الإرشاد: إرشاد الأقران، الإرشاد المتبادل، الإرشاد العکسی؛ و) مدة برنامج الإرشاد: الإرشاد الموقفى، الإرشاد المستمر) (الإرشاد فی جمیع مراحل التهیئة)، الإرشاد القائم على الاحتیاجات(36).

      وانطلاقاً من أن نظام التعلیم فی الولایات المتحدة لامرکزی، فثمة اختلاف کبیر بین الولایات والمناطق التعلیمیة فى محتوى ومدة وتمویل البرامج التعریفیة للمعلمین الجدد، وتتراوح کثافة الدعم التعریفی من دورة توجیهیة رسمیة فى بدایة العام الدراسی إلى برنامج دعم شامل ومستدام ومتماسک مع مکونات متعددة لفرص التطویر المهنی واسعة النطاق من أجل المعلمین الجدد، مثل التوجیه، والدعم الإداری، والمراقبة، وتقدیم المشورة، والتقییم  التکوینى القائم على المعاییر، والتعاون بین المعلمین (بما فی ذلک دعم الأقران، ومجموعات تدریب الأقران/ التعلم، والوصول إلى شبکة المعلم الخارجی)، والحلقات الدراسیة، ندوات عبر الإنترنت، والمؤتمرات، وتطویر الأجندة المهنیة. فعلى سبیل المثال، فیما یتعلق بسیاسات ولایة کارولینا الشمالیة إزاء إرشاد المعلمین الجدد یحظی برنامج دعم المعلمین بحوالى 4 مرات علی الأقل فی السنة خلال السنوات الثلاث الأولی مع التقییم التجمیعی فی نهایة کل عام. وفی الوقت نفسه، یتم استخدام التقییم التکوینی لإرشاد وتوجیه المعلمین الجدد(37).

    وجدیر بالذکر أن المعاییر التالیة یجب الوفاء بها من قبل المرشحین الذین سیتم اختیارهم کمرشدین للمعلمین الجدد: على مستوى المتطلبات الرسمیة: 1) الحد الأدنى من 5 سنوات خبرة فی التدریس بدوام کامل (فی معظم الولایات، باستثناء تلک التی تتطلب المعلمین الذین لدیهم على الأقل 3 سنوات متتالیة من تجربة التدریس الناجح، مثل (ألاباما، أریزونا، کونیتیکت، کانساس، نیو جیرسی، فلوریدا، فرجینیا ا) وفى ولایات أخرى ما لا یقل عن 10 سنوات من الخبرة فى الفصول الدراسیة (لویزیانا وکارولینا الشمالیة)؛ 2) رخصة مزاولة التدریس؛ 3) مستوى عال من التدریس والخبرة، والالتزام المهنی والمهارات القیادیة. بینما على مستوى الخصائص الشخصیة والمهارات: 1) الرغبة فی أن تکون مرشد وأن تکون نموذجا یحتذى به؛ 2) سمعة ممتازة، 3) القدرة على إظهار التعاطف، والحماس، والتشجیع، والنکران والسریة؛ 3) القدرة على العمل مع الأفراد البالغین، وعلى بینة ومعرفة بأنماط وخصوصیات تعلیم الکبار 4) التفکیر التأملی، ومهارات الاستماع والمراقبة؛ 5) الرغبة فی التعلم المستمر وتعزیز تحسین الذات 6) على استعداد لقبول الالتزام بالمشارکة فی  إرشاد معلم جدید 7) القدرة على تقدیم ردود فعل بناءة وتصحیحیة للمعلم الجدید(38).

      وقد تبین أن المرشدین مدربین من خلال أنواع مختلفة من الأفراد والأنشطة التعاونیة: دورات توجیهیة، وعرض المواد التعلیمیة المتاحة والموارد اللازمة للتعلیم الذاتی، والتدریب، والتدریب، وورش العمل العاکسة، والحلقات الدراسیة التعلیمیة، والمؤتمرات، والاتصال مع منسق البرنامج ومدیر المدرسة، والمشارکة فی فرق النقاش أو مجموعات حل المشکلات، ومجموعات الدعم الموجه. وتشمل برامج الإرشاد الشاملة السابقة الذکر فی الولایات المتحدة التدریب المستمر للمرشدین فی نظریة تعلم الکبار، وعلم الأکمولوجیا، وعلم النفس، والعلاقات الشخصیة، والإدارة التعلیمیة، والقیادة التربویة، وأسالیب التدریس، والتدریب والمشورة، واستراتیجیات مراقبة الفصول الدراسیة، والموارد التعلیمیة، وشبکات الدعم، وأحدث الإنجازات فی مجال التربیة والمناهج الدراسیة والمشاریع البحثیة. ویتم تدریب المرشدین لتطبیق مفاهیم تعلم الکبار فى الإرشاد(39).

وفى فنلندا ثمة اختلافات کبیرة بین المدارس فى طرق تنفیذ التهیئة والإرشاد. ففی بعض المدارس، یتسلم المعلمون الجدد مجلد تعریفی وإرشادات شخصیة موجزة تقدم لتعریف المعلمین بممارسات المدرسة. وفی بعض الأحیان تنظم البلدیات اجتماعا تحریریا مشترکا لمدة یوم أو یومین، وبعض البلدیات فتحت صفحات الویب الخاصة للمعلمین الجدد. ویوجد لدى اتحاد المدرسین برنامج تعریف خاص بهم، والذى یرکز أساسا على قضایا النقابات العمالیة، مثل حقوق المعلمین والواجبات، وقضایا وقت العمل والرواتب(40).

     وفی بدایة العقد الأول من القرن الحادی والعشرین، أصبحت قضیة تهیئة وإرشاد المعلمین الجدد على المستوى الوطنی تقع على عاتق الباحثین ووزارة التربیة والتعلیم، کما تم إطلاق بعض مشاریع البحث والتطویر التی تدعم المعلمین الجدد من قبل معهد البحوث التربویة، وجامعة  جیفاسکیلا  Jyväskylä، فضلاً عن مشروع بحثی عملی "إرشاد الأقران فی التعلیم أثناء الخدمة للمعلمین"، بتمویل من صندوق البیئة الفنلندیة للعمل. فی منطقة جیفاسکیلا  Jyväskylä (41)

وفى مشروع إرشاد هلسنکی بفنلندا، نظمت الأنشطة على أساس إرشاد القرین (معلم جدید ومرشد واحد)، حیث تم إطلاق مشروع البحوث الإجرائیة عام 2006 فی 12 بلدیة. وفی هذا المشروع، تصور عملیة الإرشاد على أنها توجیه متبادل بین الأقران. وفی بعض الاجتماعات، تستخدم الأسالیب السردیة والتعاونیة فضلا عن المحاضرات المتخصصة من أجل الترویج لفعالیات الحوار. ویختلف المعلمون فی المجموعات العمریة، وغالباً یکون المرشدین من المعلمین ذوی الخبرة حیث لا توجد متطلبات خاصة بهم لعدد سنوات العمل، کما أنه لیس هناک إجماع مشترک لنظام تعیین المرشدین، لکن الأمر یختلف من بلدیة محلیة إلى أخرى(42).

       بینما فى کنــدا تم إنشاء البرنامج التعریفی للمعلمین الجدد من قبل وزارة التعلیم بنیو برونزویک New Brunswick عام 1995 فی جمیع المقاطعات الناطقة باللغة الإنجلیزیة فی المقاطعة. وکانت الأهداف النهائیة للبرنامج :التوجه، والدعم، واکتساب وصقل مهارات التدریس، وتطویر فلسفة التعلیم، والتقییم الذاتی والتقییم الذاتی، والاحتفاظ بالمعلمین الجدد. وقد تم تمویل البرنامج من قبل کل من إدارة المقاطعة للتعلیم وجمعیة المعلمین برونزویک. والذی کان مقصودا منه التطویر المهنی للمعلمین الجدد حتى یتمکنوا من المشارکة فی الأنشطة التی ترکز على المهارات والمعرفة والمواقف المطلوبة منهم کمعلمین (مثل زیارة الفصول الدراسیة لبعضهم البعض، أو التخطیط معا للدروس، أو الاستعداد والتجهیز للأحداث القادمة مثل مقابلات الوالدین أو بطاقات التقریر، وتطویر إدارة الفصول الدراسیة، والانضباط، وتقییم المعلمین والتمویل والرواتب، والتوظیف، والتواصل، وغیرها من الموضوعات المتعلقة بالمناهج الدراسیة(43).

      وفی الیابان، هناک نوعان من المرشدین الذین  یزورون المدارس ویساعدون المعلمین الجدد فی دروسهم. وجدیر بالذکر أن المرشدین العامین Public mentors  الذین یتم تعیینهم من قبل مجلس التعلیم هم النوع الأول الذى یتضمن المرشدون الذین یتخصصون فی توفیر الإرشاد للمعلمین المعینین حدیثا، والمرشدین الذین یقدمون التوجیه للمعلمین الجدد غیر المعلمین المعینین حدیثا. بینما المرشدون المستقلون، والباحثون الجامعیون، والمعلمون المتقاعدون هم من النوع الثانی. ویتم توظیف المرشدین من النوع الأول وإرسالهم إلى المدارس من قبل مجالس التعلیم. وفى النوع الثانی یطلب من المرشدین أن یخدموا المدارس مباشرة(44).

      ینقسم المرشدون العامون إلى نوعین: المرشدین للمعلمین الجدد المعینین حدیثا، والمشرفین. ووفقا لبرنامج الحکومة الوطنیة، یتم تعیین مرشد واحد لکل أربعة معلمین جدد، ویتم اختیار المرشدین من بین المعلمین الممتازین ویعینهم مجالس التعلیم. ویقدمون الإرشاد للمعلمین الجدد بعد مراقبة فصولهم، وتستمر جلسة الإرشاد أحیانا لمدة ساعتین، حیث یقدم المرشد الإرشاد والتوجیه بناء على ملاحظاته(45).

      وبصفة عامة، یقوم کل معلم جدید بإدارة ثلاثة دروس بحثیة کل عام. وقبل حوالی شهر من کل درس، یبدأ المعلمون بوضع خطة للدرس، ویمکنهم استشارة المرشدین حول خطة الدرس. وفی الوقت نفسه یمکنهم طلب المشورة من مجتمع المعلمین فی المدرسة، ویتم عرض الدرس من قبل المعلم الجدید أمام الزملاء، ویتم اختتام المناقشة بالتعلیقات النهائیة من المرشد(46).

    ویقوم المشرفون بزیارة جمیع المدارس الخاضعة لولایة مجالس التعلیم، ویذهبون إلى المدارس حیث یعمل المعلمون الجدد لغرض توفیر الإرشاد. ویتلقى المعلمون الجدد توجیهات من المرشدین الذین یتم تعیینهم وفقا لبرنامج الحکومة الوطنیة، والمعلمین فی السنة الثانیة وما بعدها یتلقون الإرشاد من المشرفین. وفی حین أن الإرشاد المقدم للمعلمین الجدد غالبا ما یحدث ثلاث مرات أو أکثر فی السنة. وإذا وجدت المدارس مثل هذا الإرشاد غیر کافی، فإنها قد تطلب الباحثین الجامعیین أو المعلمین المتقاعدین للتوجیه حسب تقدیرهم(47).

      وفى السویدفى عام 1995، منح المعلمون الجدد فی السوید الحق فى برامج التهیئة والإرشاد، من خلال اتفاق وطنی عام بین اتحاد المعلمین الوطنی والرابطة السویدیة للسلطات المحلیة(48)، حیث تهدف برامج الإرشاد إلى دعم المعلمین الجدد  کجزء من منظور التنمیة المهنیة المدرسیة خلال السنة الأولى من التدریس، وتحسین الأداء التدریسى للمعلمین الجدد، وتعزیز النمو الشخصی والمهنى والرفاهیة، ونقل الثقافة والمعرفة الضمنیة والمدرسة، وتقدیم التوجیه للمعلمین الجدد للتعامل مع المدرسة کمنظمة نامیة(49).

     وتعد  البلدیات هی المسؤولة عن تطویر وتوفیر الدعم الموجه لجمیع المعلمین الجدد فی المرحلة الابتدائیة وکذلک المستویات الثانویة (مدرسون للأطفال من سن 6-18 سنة). وفی بعض البلدیات، یحضر المعلمون الجدد سلسلة من الحلقات الدراسیة مع معلمبن جدد آخرین. ویشارک المعلمون الجدد فی عدد قلیل من البلدیات فی دورات خاصة یدیرها مدرسون أکثر خبرة، على سبیل المثال، دورات حول کیفیة تدریس القراءة والکتابة الأساسیة. ولکل بلدیة فی السوید لها الحق فى إعداد وتنظیم الإرشاد وتدریب المرشدین محلیا. وتختلف البرامج عن بعضها البعض فی مختلف البلدیات. ومن المتوقع أن یلبی المرشدون احتیاجات مختلفة جدا، ویتم تدریبهم فی إطار برامج التدریب المحلیة، والذى یتألف من جلسة إعلامیة واحدة ودورات بشأن الإرشاد متفاوتة الطول والمحتوى(50).

     یتبین من العرض السابق أن تحقیق التنمیة المهنیة وبرامج التهیئة والإرشاد للمعلمین الجدد یعد أحد الاتجاهات العالمیة المعاصرة، کما اتضح اختلاف مدة وطریقة تنفیذ ومحتوى هذه البرامج من دولة لأخرى وفقاً لأیدیولوجیتها وظروفها الاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة إلا أنها اتفقت فى هدفها العام بتعزیز التنمیة المهنیة/الشخصیة للمعلمین الجدد، والاحتفاظ بهم وتطویرهم.

تهیئة المعلم: انطلاقا من أن الدعم فی المرحلة الأولى من وظائف التدریس حاسم للاحتفاظ بالمعلمین الجدد، تبذل جهود لتعزیز استخدام برامج تهیئة لوقف تسرب المعلمین الذین یترکون المهنة(51). والغرض الأساسی من هذه البرامج هو توفیرمعلومات عن کیفیة إدارة الفصول الدراسیة، وتقنیات التدریس الفعالة؛ وتعظیم معدل الاحتفاظ بالمدرسین المؤهلین تأهیلا عالیا. وتشتمل برامج التهیئة، کمبادرات تطبیع جمیع أشکال الدعم والإرشاد والتطویر(52).

     ووفقا لبریوکس وونج (2003)، تعد التهیئة عملیة طویلة الأجل تساعد المعلمین الجدد على التدریب فى المدرسة. وینظر إلى برامج التهیئة بأنها عملیات تنمیة مهنیة متماسکة، ومستدامة یتم تنظیمها لتدریب ودعم واستبقاء المعلمین الجدد، ومساعدتهم على التطویر مدى الحیاة(53).

    وبعض التعریفات المحددة لبرامج التهیئة تشیر إلى الشکل الرسمی وبرامج التطویر المهنی عالیة التنظیم التی تبدأ قبل أول یوم بالمدرسة وتستمر لمدة سنتین أو أکثر(54)، فی حین أن تعریفات أخرى ترى التهیئة کعملیة اجتماعیة غیر رسمیة إلى حد ما تختلف من مدرسة إلى أخرى.

     وتهدف برامج تهیئة المعلمین الجدد ومکوناتها إلى حل معضلة استنزاف المعلم(55). وقد وجد جونز (2002) أن سیاق وهیکلة المدرسة، والعوامل الاجتماعیة والثقافیة  المتأصلة فی البیئة المدرسیة تؤثر على نتائج برامج التهیئة(56). ویتخذ عام التهیئة الصیغ التالیة کما یوضحه شکل (1)(57):

 

شکل (1) صیغ تهیئة المعلمین الجدد

   یتبین من الشکل السابق تنوع وتعدد ممارسات التهیئة للمعلمین الجدد حیث یختلف تطبیقها من دولة لأخرى ومن مدرسة لأخرى طبقاً للشروط المحلیة. 

         واقترح بریتون (2003) النظر إلى التهیئة لا بوصفها تحقق وظائف مثل التدریب أو الاحتفاظ ولکن کمفهوم شامل یتضمن الفئات التالیة(58):

«     عملیة للتعلم: یحدث تعلم المعلم أثناء أو جنبا إلى جنب مع عملیات التدریس الیومى.

«     فترة معینة من الوقت: التهیئة هى الفترة المبکرة فى مهنة المعلم ، وخلالها یتکیف على مسؤولیات وبیئات العمل، والمعاییر المهنیة والتوقعات.

«     مرحلة محددة فی التدریس: التهیئة مرحلة ضمن سلسلة متصلة من التدریس الوظیفی، وخلال هذه الفترة یحدث الانتقال الصعب من المعلمین کطلاب إلى معلمین بدوام کامل.

«     نظام: التهیئة هى نظام یتمیز بالتعقید، والترابط، والتنوع، والتنسیق، والدینامیکیة.

    ومن ثم یتبین أن برامج التهیئة للمعلمین الجدد تهدف إلى إکسابهم المعلومات والمهارات  للتفاعل والعمل بالمجتمع المدرسى وضمان استمرارهم فى الخدمة وتطور أدائهم بالفصل، ودمجهم فى نسیج العملیة التعلیمیة من أجل منظومة تعلیمیة متکاملة لتحقیق الجودة الشاملة.

إرشــــاد المعلم: عنصر رئیسی فی العدید من برامج تهیئة المعلم، وینطوى الإرشاد على تیسیر التطویر التعلیمی حیث یعمل معلم متمرس(مرشد) مع مبتدئ بشکل تعاونی للدراسة والتداول فى طرق تحسین التدریس فی الفصول الدراسیة، ویدعم المرشدون معلمیهم الجدد، ویوفرون لهم التدریب، والتوجیه، والمشورة، والمساعدة، والحمایة، والتغذیة الراجعة(59).

    والهدف الأساسی من الإرشاد بالإضافة إلى المزایا المهنیة، الفوائد الشخصیة للمعلمین الجدد، حیث یدعم الثقة بالنفس، ویقلل التوتر، ویزید الحافز للتعلم(60). وقد تم إعادة صیاغة الإرشاد إلى ظاهرة "علاقات متعددة" حیث یصبح لدى المعلم الجدید شبکة من المرشدین، کل منها یوفر وظائف مختلفة(61). وثمة تحول فی مفهوم الأدوار لکل من المرشدین والمعلمین الجدد من مخضرمین إلى متعلمین مشارکین وزملاء فی إطار مناخ أکثر تعاونیة(62).

       ولکی یکون الإرشاد فعالا، یجب استخدامه بالاقتران مع المکونات الأخرى لعملیة التهیئة. ومعظم برامج التهیئة الفعالة توظف خبراء إرشاد وتدریبات مکثفة أثناء الخدمة(63). وبرامج إرشاد المعلمین عالی الجودة، یکون لها أثر إیجابی من حیث زیادة  فعالیة المعلم، والاحتفاظ المبکر الوظیفی للمعلمین الجدد، وتحسین التدریس بالفصول والإنجاز الطلابی(64). ومع ذلک، من دون الاتساق فی معاییر الإرشاد، والمبادئ التوجیهیة لاختیار المرشدین، والتدریب المستمر للمرشدین وتطویر دورهم کمعلمین دعم قد تتأثر البرامج سلبا(65).

   وتتلخص الأنشطة الأساسیة لعملیات الإرشاد فى النقاط التالیة(66):

  • §        مساعدة المعلمین الجدد فی تحلیل بیانات الطالب والتفکیر فی الممارسة المهنیة واقتراح أهداف التعلم والممارسة المهنیة للطلاب ووضع خطة للمعلمین کجزء من تقییم المعلمین.
  • §        الاجتماع بشکل متکرر (بشکل رسمی وغیر رسمی) خلال السنة الدراسیة للتفکیر فی الممارسة وتخطیط المناهج والدروس.
  • §        تحلیل وتقییم ممارسة المعلمین الجدد فیما یتعلق بمعاییر التقییم من أجل مساعدتهم على التحسین والتطویر.
  • §        الأنشطة المتعلقة بمراقبة ممارسة المعلمین، تستهدف الترکیز على مهارة محددة، ویمکن أن تکون مخططة أو غیر مخطط لها. وتشمل أنشطة الملاحظة الممکنة ما یلی:
  • Ø     مراقبة الفصول الدراسیة لبعضهم البعض.
  • Ø     مراقبة الفصول الدراسیة للمعلمین الآخرین، بما فی ذلک تلک الموجودة فی المدارس الأخرى و/ أو المقاطعات.
  • Ø     المشارکة فی تدریس الصف مع المعلم الجدید.
  • Ø     التدریس لفصل المعلم الجدید الأمر الذى یسنح الفرصة لهذا الأخیر بملاحظة مدرس آخر.
  • Ø     تصویر مقاطع الفیدیو للدروس ویحللها المرشد/المعلم الجدید والتعلیق معاً على أفضل الممارسات.

   وقد میز "ونج" بین الإرشاد والتهیئة الشاملة کما یوضحه الجدول التالى(67):

جدول (1) الفرق بین الإرشاد والتهیئة الشاملة

الإرشاد

التهیئة الشاملة

یرکز على البقاء والدعم

یعتمد على معلم واحد أو یشارک مع معلمین آخرین

یعزز التعلم الوظیفی والتطویر المهنی

یوفر دعم متعدد للأفراد والإداریین

یعامل الإرشاد کمرحلة منفصلة

یعامل برنامج التهیئة کجزء من تصمیم التطویر المهنى مدى الحیاة

إنفاق موارد محدودة

الاستثمار فی برنامج التهیئة الواسع والشامل والمستدام

یتفاعل مع أى شىء یستجد

یتناسب مع رؤیة ومواکبة المحتوى للمعاییر الأکادیمیة

یتبین من الجدول السابق أن الإرشاد مکون أساسى من مکونات برامج التهیئة، ویعامل کمرحلة منفصلة، فى حین یعامل برنامج التهیئة کجزء من تصمیم التطویر المهنى مدى الحیاة.

دور مدیر المدرسة  فی عملیات التهیئة والإرشاد  للمعلمین الجدد:  یعد دور المدیر أمر حیوی فی تکوین هیکل داعم لعملیة التهیئة، وخاصة عندما یکون بمثابة أحد بناة الثقافة المدرسیة. وتظهر القیادة الداعمة والمشترکة، خلق الفرص للقیم والرؤیة المشترکة، وتعزیز العلاقات المهنیة بین المعلمین الجدد والمعلمین ذوی الخبرة، وتحسین الروح المعنویة(68). ومن ثم التزام المسؤولین عن برامج إرشاد المعلمین الجدد إما یدعم ویعزز الإبقاء على المعلمین الجدد أو یقوض نجاح برامج التهیئة وما یترتب علیه من نتائج فی استنزاف المعلمین(69).

      وعلاوة على ذلک، یلعب قادة التنظیم دورا أساسیا فی تأسیس ثقافة الإرشاد والتى تهدف الاستفادة من الخبرات، ومساعدة المعلمین الجدد على التکیف مع التحدیات عبر تیسیر التعلم الجدید والمرونة التنظیمیة فی مواجهة التغیرات السریعة، وتعزیز التحسین المستمر للمدارس(70).

       ویتبلور دور المدیر فى إرشاد  المعلمین الجدد فیما یلى(71):

  • §        إنشاء ثقافة الزمالة بالمدرسة التی تدعم التعاون المهنی بین المعلمین الجدد وذوى الخبرة
  • §        ضمان ظروف عمل معقولة للمعلمین الجدد، والتی قد تشمل تعدیلات الجدول الزمنی، وعدد قلیل من الواجبات اللاصفیة، والجدول الزمنی الذی یتوافق مع مرشده.
  • §        تسهیل العلاقة بین المعلم المرشد والمعلم الجدید، ویجب على مدیر المدرسة التأکد من أنهما یجتمعان  بانتظام وأنهم راضون عن مشارکة کل منهما فی البرنامج.
  • §        إجراء برنامج توجیهی للمرشدین والمعلمین الجدد.
  • §        إجراء التقییم الرسمی للمعلم الجدید والتاکد من أنه تم إعلام المعلم فی وقت مبکر من العام حول نظام تقییم المربین فی المنطقة والإجراءات بشأنها، ویتم تقییمها فی الموعد المحدد.
  • §        الإشراف على اختیار المرشدین باستخدام معاییر تمت على مستوى المقاطعات.
  • التواصل بانتظام مع مرشدی المدارس، مع الحفاظ على السریة، ومن المهم أن یکون هناک خط مفتوح للتواصل بین المدراء والمرشدین لتزوید المعلمین بما یتفق والتغذیة الراجعة.

ثالثأً: إرشاد المعلمین الجدد فى  کل من الصین وا ستونیا ومصر

     یتناول الجزء التالى التعرف على جهود إرشاد المعلمین الجدد  فى کل من الصین واستونیا، ومصر ویتم تناولها من خلال المحاور التالیة: التطویر المهنى للمعلمین، التهیئة والإرشاد، دور مدیرالمدرسة على النحو التالى:

1- إرشاد المعلمین الجدد فى الصین: تعتبر الصین إحدى أقدم الحضارات فی العالم، وهى عضو دائم فی مجلس الأمن للأمم المتحدة وعضو فی منظمة التجارة العالمیة، وبرغم أن  الصین  تشرف على أکثر من 200 ملیون نسمة إلا أنها حققت إنجازات عظیمة فی إصلاح التعلیم، ومنها:  تبنی شعار ”التعلیم مدى الحیاة“ لمواجهة النمو السریع للعلوم  والتکنولوجیا فی جمیع أنحاء العالم فى سیاق التراث الروحی للفلسفة الکنفوشسیة والدعوة إلى احترام العلم والعلماء(72)

أ- التطویر المهنى للمعلمین : تم التأکید على التنمیة المهنیة للمعلمین کثیرا فی الصین، وتنبع أهمیتها من الاعتقاد الصینی بأن المعلم هو خبیر محتوى، والتطویر المهنی للمعلمین بدأ فی الثمانینیات بسبب الحاجة إلى رفع المؤهلات الأکادیمیة والمهنیة إلى حوالی 60٪ آنذاک(73).

      وثمة أربعة مسمیات هرمیة رسمیة للمعلمین کالتالی(74):(1) معلمی الصف الثالث (المبتدئین)، (2) معلمی الصف الثانی. وهم معلمین متوسطین یتم ترقیتهم من معلمی الصف الثالث بعد ثلاث إلى خمس سنوات من الخدمة، ویخضعون للتقییم الداخلی فی المدرسة،(3) معلمی الصف الأول. وهم معلمین متقدمین یتم ترقیتهم من معلمی الصف الثانی بعد خمس سنوات على الأقل من الخدمة، وهم یخضعون للتقییم الداخلی فی المدرسة والخارجی على مستوى المقاطعات،(4) معلمین من الدرجة الأولى. هم معلمین یتم ترقیتهم بعد خمس سنوات على الأقل من الخدمة، ویخضعون للتقییم الداخلی فی المدرسة والخارجی على مستوى المقاطعات. وقد وضعت الصین معاییر موحدة للمعلمین أثناء الخدمة والتدریب منذ عام 1989 ، حیث طولب جمیع المعلمین الجدد بما لا یقل عن 240 ساعة من التدریب فی سنواتهم الخمس الأولى للعمل. وقد ارتفعت إلى 360 ساعة فی عام 2011. ومدة التدریب المطلوبة ترتبط بالسلم الوظیفی، حیث یحتاج کبار المعلمین إلى مزید من التدریب للترقیة. فبعد الخمس سنوات الأولى للتدریس یجب أن یخضع المعلمون لمدة 360 ساعة على الأقل من التدریب کل خمس سنوات لتطویر فلسفتهم التربویة، ومهاراتهم وقدراتهم. أما بالنسبة لکبار المعلمین بالمدرسة الثانویة یتطلب التدریب زیادة إلى 540 ساعة کل 5 سنوات(75).

     وتمنح المدارس فی المقاطعات مستوى معین من الاستقلالیة لتنفیذ التدریب المدرسی. ویتقدم المعلمون الخبراء الراغبین فی إقامة دورة تدریبیة مدرسیة  بطلب رسمی والحصول علی موافقة کلیة تدریب المعلمین بالمنطقة. ویغطى التطویر المهنی للمعلمین العدید من الجوانب الأساسیة للتعلیم مثل تخطیط الدروس وتقدیمها، وتوجیه المعلمین والتعاون، وتحسین الذات من خلال القراءة، وأحدث التطورات فی مجال التعلیم والنظریات والممارسات، ومهارات التدریس، والتکنولوجیا التعلیمیة، وأسالیب علوم البحوث الاجتماعیة(76).

      وبعض متطلبات التدریب تختلف وفقا لأدوار المعلمین. فمثلا، یقوم مدراء المدارس الجدد بإکمال 60 ساعة إضافیة من التدریب بعد تسلمهم العمل. أما المعلمین الجدد علیهم إکمال دورة تدریبیة لمدة عام واحد 120 ساعة من التدریب أثناء الخدمة، مع دورات فی الجامعات وکلیات تدریب المعلمین والمشارکة فی التدریب المدرسی. وفی العدید من المدارس، یختار المدراء المعلمین الخبراء أو الموجهین لتدریب المعلمین الجدد على إعداد، وتقییم الدورات، وتنظیم الأنشطة الطلابیة، ومراقبة الفصول، والتعامل مع المشکلات(77).

        وبالنظر إلى هذه السیاسات المنهجیة المتعلقة بالتطویر المهنى للمعلمین، یتبین أن معلمی الصین یشارکون باستمرار فی التعلم المهنی طوال حیاتهم المهنیة لیحافظوا على مکانتهم المرموقة، وعلى جودة التدریس، فالمهنیة العالیة أضحت  ضرورة ملحة نظراً لارتباط التدریب المستمر للمعلمین بزیادة الرواتب والترقیة.

ب- واقع إرشاد المعلمین الجدد: یتم تناول هذا المحور فى سیاق النقاط التالیة:

n     تهیئة المعلمین الجدد:  یعتبر مفهوم تعلیم المعلمین بالصین شاملا، من مرحلة ما قبل الخدمة للمعلمین وحتى التقاعد، بهدف إضفاء الطابعالمهنی على مهنة التدریس، وبناء تعلیم موحد وتدریب المعلمین(78). ووفقا لتوجیهات التدریب أثناء الخدمة تتکون برامج تهیئة المعلمین الجدد بالصین من ثلاثة مکونات رئیسیة: توجیه المعلم الجدید، والتدریب أثناء الخدمة، والإرشاد. وتغطى مختلف صیغ التوجیه والدعم لتهیئة المعلمین الجدد الجوانب التالیة(79):

الدعم القائم على المدارس:

  • الإرشاد القائم على المدرسة فى تدریس موضوعات المقرر.
  • التوجهات المدرسیة فی الصیف للمعلمین لمدرسة أو لعدد من المدارس قریب منها للتحدث عن قضایا محددة تتعلق بالتعلیم، والعمل مع التلامیذ والأسر، وأهداف المدرسة، وغیرها.
  • إقران معلمین جدد مع کبار السن للقیام بزیارات لمنازل التلامیذ قبل بدء العام الدراسی.
  • العقود أو الاتفاقات الرسمیة المتعلقة بأهداف وعمل المعلمین الجدد والمرشدین.
  • §         مراسم الترحیب بالمعلمین الجدد، أو تعیین مرشدین أو الاحتفال بنهایة عمل السنة.

الدعم القائم على المنطقة:

  • حلقات عمل ودورات فی المقاطعات تستهدف المعلمین الجدد.
  • مسابقات تعلیمیة تنظمها المقاطعات للمعلمین الجدد.
  • الإرشاد المقدم من المقاطعة.
  • خط ساخن للمعلمین الجدد مع المتخصصین فی المقررات عبر الهاتف.
  • جائزة المنطقة لعمل المعلم الجدید/ المرشد.

الدعم المقدم من کل من المدرسة والمنطقة، وغالبا فی تسلسل منسق:

  • مراقبة النظراء (مرشد/ معلم جدید) لمعلمین آخرین بالمدرسة أو بغیرها من المدارس.
  • الدروس "العامة" أو "المفتوحة" - التی لاحظها المعلم المبتدئ، وعادة مع استخلاص المعلومات العامة ومناقشة الدرس فیما بعد.
  • تقریر الدروس التی لاحظها المعلم الجدید، وتعلیقات فی وقت لاحق على الدرس ثم تلقى النقد والاقتراحات من الآخرین.
  • محادثات الدروس - العروض، التی بها المعلم (الجدید أو من ذوی الخبرة) یتحدث من خلال درس ویقدم مبررا لتصمیمه.
  • مشاریع الاستقصاء/البحوث الإجرائیة التی قام بها المعلمین الجدد بدعم من آخرین بالمدرسة أو قطاع التدریس والبحوث بالمنطقة أو من طاقم التهیئة.

    ویعرض الجدول التالى محتوى خطة التطویر المهنی للمعلمین الجدد بالصین(80)

جدول (2) خطة المدرسة للتطویر المهنی  للمعلمین الجدد بالصین

أولاً: الإجراءات الإداریة

  • ·        بناء ملفات شخصیة للمعلمین الجدد؛ إنشاء اسم مستخدم لموقع المدرسة.
  • ·        إدارة التدریس الروتینی: خطة الدرس، التفکر، وأخذ الملاحظات، وملاحظات الاجتماع الأسبوعى لقسم البحوث والتدریس، والاجتماع الأسبوعى.
  • ·        فحص شهری  لخطط  دروس المعلم والواجبات المنزلیة للطلاب ووضع العلامات.
  • ·        استبیان الطالب والوالدین؛ ملاحظات مؤتمر الآباء- المعلم.
  • ·        التدریب على اجراءات عمل مدیر الصف.
  • ·        توثیق خطة الدروس وغیرها من الملفات ذات الصلة لغرض التقییم فی نهایة کل فصل دراسی من قبل رئیس کل  قسم للتدریس والبحوث.
  • ·        التقریر الشهری للتفکیر الذاتی للمعلم الجدید والعروض.
  • ·          حلقة تعلم التدریس والبحوث الأسبوعیة.
  • ·        حلقة تعلم قسم البحوث عن الاخلاقیات المهنیة وأخلاقیات التعلیم.

ثانیاً: دعم الفصول الدراسیة والتقییم

  • ·        تعیین مرشد واحد على الأقل للمعلمین الجدد لفترة  ثلاث سنوات.
  • ·        ملاحظات الفصول الدراسیة (یطلب من المعلمین الجدد مراقبة على  الأقل 2 درس فی الأسبوع؛ ویطلب من المرشدین. مراقبة المعلمین الجدد على الأقل مرة واحدة فی الأسبوع.
  • ·        ملاحظات المراقبة الأسبوعیة وجلسة مناقشة.
  • ·        شهریاً یعرض المعلم الجدید  حالة Case.
  • ·        عروض لدروس شهریة من معلمین خبراء.
  • ·        دعم الأقران ونظام الأصدقاء مع معلمین جدد من مدارس أخرى.
  • ·        مساعدة من مرشدین ومعلمین خبراء فى إدارة الفصول الدراسیة.

مساعدة من مرشدین ومعلمین خبراء على کیفیة التعامل مع  الطلاب الموهوبین أکادیمیا والطلاب ذوی الاحتیاجات الخاصة.

  یتضح من الجدول السابق مدى دقة ومنهجیة تنسیق منظومة العمل على مستوى المدرسة فى إعداد خطة التطویر المهنی للمعلمین الجدد، فالإجراءات الإداریة ما هى إلا انعکاس وتکامل لعملیات دعم الفصول الدراسیة وتقییمها بهدف إضفاء الطابعالمهنی على مهنة التدریس.

      ومن بین أحد أهم أنشطة التهیئة للمعلمین الجدد ملاحظة الدروس، حیثیشارک المعلم الجدید فی دورات منتظمة لملاحظة الدرس مع مرشده مرة واحدة على الأقل کل أسبوعین، ووضع خطط التدریس والتقییم. ویراقب المرشدون المعلمون على الأقل ثلاث مرات فی السنة. ویشارک المعلمون الجدد فی مناقشات هذه المجموعات 1-2 مرات فی الفصل الدراسی مع المرشدین ومعلمین آخرین الذین یقدمون التغذیة الراجعة، وهذه المجموعات تساعد على تطویر مهارات البحث الأساسیة. ویتم استدعاء المرشدین والمتدربین للتوقیع على خطة المرشد – المتدرب،  والخطة المطلوبة لمراقبة درس واحد على الأقل تدرس من قبل المتدرب کل أسبوع وتقدیم التعلیقات والاقتراحات حول الدرس من خلال نظام  إدارة المدارس الإلکترونیة(81).

     ویمکن أن یصل إجمالی ملاحظات الدروس المطلوبة لکل معلم جدید 50 درسا فی الفصل الدراسی الواحد، مع إدخال جمیع سجلات الملاحظة فی النظام الإلکترونی، علاوة على تقدیم ملخص من قبل المعلم الجدید فى نهایة السنة  یعکس التقدم والقضایا الأخرى التی یتعین معالجتها فی السنة القادمة. ورحب جمیع المعلمین الجدد بنظام التلمذة، وشعروا بالارتیاح لأن لدیهم مرشد معین فی المدرسة لمساعدتهم فی بدایة حیاتهم المهنیة للتدریس. ومعظم المرشدین یتسمون بنکران الذات والتفاهم(82). ویوضج الجدول التالى محتوى برنامج التهیئة للمعلمین الجدد(83):

جدول (3) محتوى مناهج برنامج التهیئة للمعلمین الجد بالصین

الوحدات الإجباریة (60 ساعة معتمدة)

الوحدات الاختیاریة (اختیار 4 وحدات من الخیارات أدناه)

  • ·         لوائح الأخلاقیات المهنیة

(10 ساعات معتمدة)

  • ·         قانون التعلیم واللوائح

 (10 ساعات معتمدة)

  • ·         إصلاح المناهج الجدیدة – النظریة والممارسة (10 ساعات)
  • ·         أسالیب تدریس المناهج الجدیدة

 (10 ساعات معتمدة)

  • ·         الحاسوب والتعلم الإلکترونی الحدیث

(10 ساعات معتمدة)

  • ·         إدارة الصف – النظریة والممارسة

(10 ساعات معتمدة)

  • ·         فهم معاییر تدریس المادة

  (10 ساعات معتمدة)

  • ·         أسالیب التدریس، والطلاب

 (10 ساعات معتمدة)

  • ·         الأخلاق والتربیة الأخلاقیة

 (10 ساعات معتمدة)

  • ·         دراسات الحالة وتصمیم خطة التدریس  (10 ساعات)
  • ·          الصحة النفسیة للمعلمین

 (10 ساعات معتمدة)

  • ·         محتویات مرنة   

(10 ساعات معتمدة)

   یتبین من الجدول السابق تساوى عدد الوحدات الإجباریة المطروحة مع الوحدات الاختیاریة، وکلها تشتمل على 10 ساعات معتمدة، لکن تتضمن الوحدات الإجباریة 60 ساعة معتمدة، والوحدات الاختیاریة 40 ساعة معتمدة. وعلى صعید المقاطعات والبلدیات، تنظم هذه السیاسة، على مدى السنوات الخمس الأولى من التدریس، حیث یطلب من المعلمین الجدد المشارکة فیما لا یقل عن 240 ساعة من دورات التدریب. ویعد اجتیاز الدورات الإلزامیة والاختیاریة ضروری للمعلمین الجدد للحصول على شهادة التعلیم المستمر کعنصر التأهل للترقیة.

الإرشــــــاد : ثمة طریقتین رئیسیتین للإرشاد هما الإرشاد الفردی والجماعی. فبالنسبة للإرشاد الفردی، جمیع المدارس لدیها  نظام معلم الإرشاد، حیث المعلمین الجدد یتم تخصیصهم لمرشد - زمیل من ذوی الخبرة الذین عادة ما یکون معلم أساسى – لحوالی ثلاث سنوات. وتغطی عملیة الإرشاد جمیع جوانب التدریس، مثل مناقشة مواد التدریس، ومراقبة الدرس ونقده،

وتحدید الواجبات. والإرشاد لا یتم فقط على فرد واحد، ولکن أیضا کمجموعة حیث المعلمین الجدد یتعلمون من الزملاء ذوی الخبرة عبر التعاون الیومی وملاحظات الدروس(84).

أ- الإرشاد داخل إطار المدرسة:  إرشاد المعلمین یتجاوز الهیکل الرسمی لیصبح جزءاً متکاملا من حیاة المعلمین. ویحدث الإرشاد للمعلمین الجدد بالصین فى إطار ما یلى:

مجموعات التدریس والبحث Teaching and Research Groups (GRT):یحدث الإرشاد داخل مجموعة GRT عندما یرشد المعلمون الکبار المعلمین الجدد فی مختلف أنشطة التدریس والبحث. وقد یلتقى المعلمون معا لمناقشة خبراتهم التعلیمیة، وتبادل الأفکار حول نظریة جدیدة أو ممارسة، ومناقشة المشاکل التی واجهتهم، وإجراء البحوث المتعلقة بالتعلیم. هذه المجموعات هی الوحدات الأساسیة لتعاون المعلمین وتنظیم مختلف أنشطة التعلم المهنی الجماعی. وتشمل هذه الاخیرة مجموعة واسعة من البرامج، بما فی ذلک التخطیط المشترک للدروس، وتقاسم الموارد، والتقییم، والمناقشة التربویة، وملاحظة الدرس النموذجی والنقد، والتدریب القصیر الأجل من قبل خبراء خارجیین، والتی یجب أن یشارک فیها جمیع أعضاء GRT (85).

     وتنظم باستمرار أنشطة التدریس والبحث  فی المدرسة، فهى مدمجة ومهیکلة فی الجدول الزمنی للمدرسة العادیة. وکل معلم ینتمی إلى مجموعة واحدة للتدریس والبحث وفقا للتخصص الذى یدرسه. وضمن هذا التخصص یتم تقسیم المعلمین إلى مجموعات أصغر حسب المرحلة، تسمى مجموعات تخطیط الدرس lesson planning groups. ویتم تنظیم أنشطة جماعیة مختلفة على مستوى کل مرحلة، وعلى مستوى المادة، وعبر التخصصات والمراحل على مستوى المدرسة. ویخطط للنشاطات بعنایة من قبل قادة المجموعات ونواب المدیرین. وکل معلم مبتدىء علیه ملاحظة ثمانیة دروس على الأقل أو أکثر فى الفصل الدراسی،  ومن الشائع للمعلمین الجدد أن یشارکوا فصول دراسیة أخرى فی المناقشة حول التدریس المتبادل. وتساعد هذه المحادثات المعلمین الجدد على أن یصبح الحوار جزءا طبیعیا من نسیج الحیاة المهنیة للمعلم(86).

     بالإضافة إلى أنشطة المجموعة، یتم ترتیب الأنشطة البحثیة لکل فصل دراسی. ویشجع القسم المسؤول عن الشئون الأکادیمیة تجربة الممارسات الجدیدة عبر اجتماعات المدرسة والمناقشات الإیضاحیة للمناهج. وبهذه الطریقة، تم إنشاء وحدات أصغر من مجموعات إعداد الدروس لبناء القدرات بین العاملین بالتدریس. وقد أدمجت بصورة متکاملة فی الأنشطة الجماعیة

 

الأکبر بالمدرسة بحیث تشکل شبکة مهنیة داخلیة تسمح بتدفق الأفکار فی الوقت المناسب والممارسات داخل وعبر المواد المختلفة(87).

   وانطلاقاً من أهمیة محتوى المواد والمعرفة التربویة، وعلاقة ذلک بالإرشاد وعمل المرشد یتم تطویر مهارات متخصصة فى المادة وتعزیزها بطرق مختلفة من خلال مجتمعات التعلم المهنی والإرشاد، ویتم ذلک من خلال مجموعات التدریس والبحث، کما بالشکل التالى(88):

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


شکل (2) أدوار شنغهای فی تطویر المعارف التربویة الخاصة بالمادة

     یتبین من الشکل السابق کیفیة عمل التوجیه سواء داخل المدارس أو عبرها، حیث یعمل المعلمون ذوى الخبرة والمعلمون الخبراء عبر النظام لتطویر قدرات المعلمین فی "مجال المادة". وبناء قدرات المعلمین الآخرین عبر المدارس حیث أن جمیع المعلمین، بغض النظر عن الأقدمیة، یتعلمون باستمرار من المعلمین الخبراء.

      وثمة ثلاثة مستویات من مجموعات التدریس والبحث GRT على مستوى: البلدیة، والمقاطعة، والمدرسة. فعلى مستوى البلدیات هو مکتب التعلیم والبحث، یلیه مکاتب التدریس والبحث فی کلیات تدریب المعلمین بجمیع المقاطعات، وأخیرا أقسام التدریس والبحث فی جمیع المدارس. وکل قسم للتدریس والبحث فی المدرسة یتکفل بـ GRT وما یندرج تحتها من مجموعات إعداد الدرس. وتجتمع معظم مجموعات GRT مرة واحدة فی الأسبوع لحوالی اثنان أو ثلاث فترات (کل فترة 40 دقیقة)(89).

    وفی إطار هذا التسلسل الهرمی والهیکلى، ثمة مستوى عال من المرونة لمجموعات التدریس والبحث. وعادة ما یجتمع المعلمون لمناقشة ألیات التدریس وتبادل الخبرات، والممارسة النظریة الجدیدة، ومناقشة المشاکل فی التدریس والاقتراحات، وإجراء البحوث التی ترتبط بها. والأنشطة الرئیسیة لفریق التدریس، ومراقبة ونقد دروس بعضهم البعض. ویجوز للمجموعة أیضا دعوة خبراء تعلیمیین مثل أساتذة الجامعات وکبار المعلمین من مدرسة أخرى للتحدث إلیهم والتوجیه. کما أنه من المألوف أن تجتمع مجموعات GRT امتثال المعلم للمبادرات الجدیدة والمشاریع البحثیة؛ کما أنها تخفف من عبء عمل المعلمین وذلک بتوزیعها على الأعضاء وتقدیم الدعم لتقاسمهم المشاکل. کما أنها توفر فرصا لمشارکة المعلمین فی الاستقصاء والتطویر المستمر(90).

مجموعات إعداد وتخطیط الدروس lesson planning groups: مجموعات صغیرة تجتمع لتخطیط الدرس جدول(4)(91)، ولمزید من ضمان جودة إعداد الدرس، یحضر مدراء المدارس جلسات المجموعة الأسبوعیة.

جدول(4) "العمل من خلال إعداد الدرس"  “Action Through Lesson Study”

1. تصمیم الدرس بشکل فردی: جمیع المعلمین فى مجتمعات التعلم المهنیة(PLC)Professional Learning (Community  یستخدمون بحوث لتصمیم الدروس الخاصة بهم.

2. خطة الدرس المشترک: أحد المعلمین المتطوعین یشارک تصمیم الدرس الخاص به، بما فی ذلک تحلیل الهدف من الدرس، وإعداد الدرس، وخطوات الدرس. ویقدم PLC  رأیهم، وأسئلتهم واقتراحاتهم. وخلال هذه العملیة یحسن المعلم الدرس.

3. أول مرة تدریس الدرس: المعلم یقدم الدرس مع تحسین خطة الدرس. ویلاحظ  باقى أعضاء PLC الدرس، مع أخذ ملاحظات تفصیلیة للتفکیر التالی.

4. تحلیل نموذج الدرس: یدرس جمیع أعضاء PLC  الدرس من وجهات نظر مختلفة، وتسلیط الضوء على الاستراتیجیات الجیدة، فضلا عن الأشیاء التی یتعین تحسینها. خلال هذه العملیة، تتم مقارنة الأدبیات ذات الصلة مع التنفیذ الفعلی للدرس. ویتم إعداد خطة درس جدیدة.

5. التدریس مرة ثانیة للدرس: نفس المعلم یدرس نفس الدرس مع خطة الدرس الجدید، وهذه المرة لصف دراسی. ویلاحظ بقیة أعضاء PLC مرة أخرى، مع تدوین الملاحظات.

6. شکل حالة الدراسة

یناقش جمیع معلمین PLC  الدرس مرة أخرى. وترکز المناقشة على علم التربیة، وتنفیذ خطة الدرس، ونتائج التعلم للطلاب.

7. تفکیر المعلم للنمو: المعلم الذی درس الدرس یکتب أفکاره حول تحسین الدرس. ویمکن أن تکون الأفکار فى صورة  تحلیل الحالة أو روایة القصص. وباقى الأعضاء علیهم کتابة الأفکار الخاصة بهم.

8. مشارکة التفکیر: یشارک جمیع الأعضاء أفکارهم بطرق مختلفة، مثل النشر على مواقعهم PLC أو من خلال مدوناتهم. ومن خلال هذه العملیة، یشارک جمیع الأعضاء رؤاهم والتحسین المهنى معا.

   ویؤکد الجدول السابق على إعداد الدروس فردیا ثم مناقشتها وتحلیل تطبیق خطط العمل معا کفریق وکمجموعة، وهو ما یعزز الثقة المهنیة من جانب ، وزیادة فرص التفاعل المهنى عبر نقل التجارب بین المعلمین من جانب آخر.

    وهکذا، نجحت جلسات إعداد الدروس الجماعیة فی تحسین ممارسات الفصل الدراسی لکثیر من المعلمین. وثمة تحدى تمثل فى أن مجموعة الخبرات داخل المجموعة صغیرة، وتم التغلب علیها عبر تصمیم منصة إلکترونیة من قبل المعلمین الذین حملوا فی النظام خططهم للدروس والمواد السمعیة والبصریة، وشرائح باوربوینت. وقد قدمت هذه الموارد الإلکترونیة أمثلة للمعلمین الجدد حول کیفیة تحضیر الدروس، وتنظیم الأنشطة الصفیة. وقد حاول المعلمون الجدد تقلید خطط الدرس بالمنصة الإلکترونیة؛ وأدخلت ممارسات تعلیمیة جدیدة(92).

ب- الإرشاد خـــارج إطــار المــدارس: یقوم المعلمون الجدد بزیارة لمدارس عالیة الأداء فی منطقتهم

تصل إلى ثلاث مرات لکل أسبوع، بإشراف مرشدیهم، حیث یلاحظ المعلمون الدروس العادیة وکذلک الدروس التعاونیة ومجموعات الصف. وتوفر المدرسة التدریب على کیفیة إجراء بحوث الأداء أو الفعل وکیفیة کتابة ورقة بحثیة(93). ویوضح الجدول التالى ذلک(94):

جدول (5) نظام الإرشاد للمعلم المبتدىء فى مجتمعات التعلم المهنى

 

الأنشطة

عدد مرات التردد

التدریب القائم على المدرسة الأصلیة للمعلم

التدریب والدعم داخل المدرسة الخاصة

الإرشاد

• وضع خطة التدریب

• مراجعة وتعدیل خطط الدروس

• ملاحظة دروس بعضهم البعض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة الدرس

• مراقبة الآخرین وکتابة التقریر

• مراقبة والتعلیق على فصول الزملاء

• أن یلاحظ فی 'التجارب التعلیمیة' من قبل المرشد الأساسى للمدرسة

• تصمیم وتعدیل نشاط واحد

• تقدیم الدرس التوضیحی (تحت توجیه المرشد)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعادة وجهة النظر الشخصیة فی الخبرة المهنیة کمدرس اختبار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تخطیط الدرس - المناهج والتقییم

• تحلیل وحدة واحدة من المواد التعلیمیة وإعداد خطة الدرس

• تصمیم الواجبات المنزلیة لوحدة واحدة وشرحها

• تصمیم واختبارات الجودة لوحدة اختبار

• إجراء تحلیل جودة امتحانات منتصف ونهایة العام

مره کل عام

4-8 مرات فی الفصل الدراسی

مرة واحدة کل أسبوعین على الأقل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

10 مرات فی السنة

3 مرات فی السنة

3 مرات فی السنة

 

مره کل عام

2-4 مرات فی السنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 مقالات سنویا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 مرات فی السنة

3 مرات فی السنة

1 مرة فی السنة

2 مرات فی السنة

تدریب فى المدارس ذات الأداء العالى

عنصر تدریبی جدید منذ عام 2012

• معلمون مبتدئون یحضرون بمدرسة عالیة الأداء

• تعیین مرشد

• أنشطة تشمل عمل المرشد، والمشارکة فی مجموعات البحث وملاحظة الدرس

 

أکثر من 3 أیام نصف یوم فی الأسبوع

برنامج تدریبى موحد على مستوى المنطقة

تفاصیل برنامج التدریب

• ورش عمل والندوات تتضمن إعداد الدروس، وتصمیم الواجبات المنزلیة، وکیفیة إجراء مراقبة الدرس، وتصمیم المناهج الدراسیة-   دراسة ذاتیة

 

مرة فی الشهر

 

التقویم

تفاصیل التقویم

• التقییم من قبل مرشدین المدرسة والمدرسة الأساسیة

• اختبار وطنی تحریرى     -    مقابلة

 

التقییم بنهایة العام

     یتضح من الشکل السابق نظم الإرشاد خارج إطار المدرسة، حیث یتقلد المرشدون إنجاز العمل عبر المقاطعات، ولیس فقط داخل المدارس، ویضطلعون بمسئولیات الإرشاد المتدرج المبنى على الخبرة عبر تشیید بیئة لتطویر وتقییم ممارسات التدریس الجدیدة.

     وخارج الفصول الدراسیة، یعد الإرشاد بمثابة آلیة للتعاون بین المدارس والمقاطعات کحلقة وصل بین المعلمین الجدد والمعلمین ذوی الخبرة. وفی الصین الإرشاد جزء من الهویة المهنیة على حد سواء للمعلمین الجدد وذوى الخبرة، فلدى کل معلم جدید مرشد، ولکل معلم عادى اثنین من المرشدین teachers المنتظمین لاستمرار تحسین خبراتهم على مدى حیاتهم المهنیة(95). ویقوم المعلمون الخبراء master  بإرشاد مجموعة من "قادة المادة "subject leaders’ الذین یعملون عبر العدید من المدارس لبناء قدرات المعلمین، وخاصة فی البحوث العملیة. وبدورهم، یوجه "قادة المادة" المعلمین ذوى الخبرة، کما یوضحه شکل(3)(96):

 

شکل (3) التوجیه عبر النظام فى شنغهاى

    ویوضح الشکل أن نظام الإرشاد بالصین ینطلق من المعلمین الجدد مروراً بالمعلمین من المستوى المتوسط وصولا إلى المعلمین الخبراء وقائدى المواد على مستوى المنطقة، کما یتکون التدریب على مستوى المنطقة من حلقات دراسیة وحلقات عمل تعقد مرة بعطلة نهایة الأسبوع لکل شهر، والتعلیم القائم على الشبکة الذى یدیره المعلمین بأنفسهم، وهو ما ینمى مهارات التدریس والوعی بکیفیة استخدام دورة التحسین للقیام بالبحوث، وملاحظة الدروس.

جـ- دور مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد:  یلعب المدیر دوراً مهماً فى عملیات إرشاد المعلمین الجدد، وتتمثل أهم أدواره فى:

n      دروس دفع- الباب :Pushing-door lessonsتشکلت الفرق من نواب المدیرین والمدیرین المتوسطین وقادة فرق التدریس والبحث، والمعلمین الخبراء. وتتحدد المهمة الرئیسیة لهذه الفرق مواکبة الوضع الحالی للعمل التعلیمى الیومى للمعلمین. وتقوم الفرق بزیارة المدرسین عن طریق دفع أو فتح باب الفصول الدراسیة دون إشعار مسبق، وخدمت هذه الملاحظات غرضین: مساعدة إدارة المدرسة وقادة فریق المادة فى حل المشاکل فی التدریس والتعلم، واکتشاف الممارسات المبتکرة فی الفصول الدراسیة وساعدت على تعزیزها بین المعلمین الآخرین من خلال أنشطة التدریس العادیة(97).

n      مراقبة درس المسؤول Administrator lesson observation : عبارة عن اجتماع إداری

أسبوعی فی مدارس أخرى، یحضره جمیع المدیرین، بما فی ذلک المدیر ونواب المدیرین، ورؤساء الإدارات، صباح یوم الجمعة. تبدأ الفترة الأولى بملاحظة الدرس، والتی یجب أن یحضرها جمیع الإداریین. وفی الفترة الثانیة، دعوة المعلم الذی تمت ملاحظته إلى الاجتماع الإداری لمناقشته مع المشرفین فى مزایا وعیوب الدرس. وتخصص الفترات الثالثة والرابعة للمناقشات المتعلقة بالجوانب الإداریة. والغرض الرئیسی هو جعل المشرفین والإداریین على اتصال وثیق بالتدریس فى الفصول الدراسیة . والغرض الآخر من هذه الممارسة هو تسریع التنمیة المهنیة للمعلمین قلیلی الخبرة، حیث یرکز المشرفون على رصد أحد الجوانب الرئیسیة للتعلیم القلیلة الخبرة، وتقدیم اقتراحات، وحث المعلم على معالجة هذا الجانب، وکانت هذه طریقة مکثفة لتشکیل مهارات التدریس الأساسیة(98).

n      جلسات التشاور:  تنظم مع المعلمین المخضرمین من خارج المدرسة، والمعروفة باسم استشارات خبیر، حیث یقوم مدیر المدرسة بتجمیع فریق من المعلمین المتقاعدین لزیارة المدرسة فی مجموعات یوم واحد فی الأسبوع لتقدیم الإرشاد الجماعى للمعلمین، وإعداد الدروس أو أیة أنشطة جماعیة بشأن التدریس أو ملاحظة دروس المعلمین الجدد، وتقدیم التشخیص والعلاج لمشکلات الفصول الدراسیة، والإشراف عن کثب على تطویر المعلمین الجدد. ومن خلال هذه القنوات الخارجیة المختلفة،  أصبح المعلمون یتمتعون بعلاقات وثیقة مع مجتمع مهنی أوسع. الأمر الذى أدى إلى تسارع النمو المهنی لهم(99).

     ومن ثم یتبین اهتمام النموذج الصینى بتقدیم عناصر الإرشاد بطرق متنوعة مناسبة لاحتیاجات المعلمین الجدد داخل وخارج إطار المدرسة، مثل مراقبة الفصول الدراسیة، مجموعات التدریس والبحث، والحوار المهنی مع الزملاء/المرشدین، وعقد المؤتمرات عبر الإنترنت، وجلسات التشاور، وغیرها. وتقع المسؤولیة على مدیری المدارس للتأکد من أن هناک فرصة للمعلمین الجدد لتحسین مهاراتهم وثقتهم من خلال المشارکة بفعالیة فى التوجیه المهنی.

القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة : فی ضوء تحلیل السیاق الثقافی للمجتمع  یتبین أن الصین جغرافیاً تقع فی الجزء الشرقى من قارة أسیا، وعلى الساحل الغربى من المحیط الهادى. ویحیط بالبر الصینى بحر بوهاى وبحر الصین الشرقى والبحر الأصفر وبحر الصین الجنوبى فى الشرق والجنوب. وتعتبر الصین ثالثة دول العالم من حیث المساحة بعد روسیا وکندا. تتنوع الأقالیم المناخیة بسبب اتساع رقعتها وتنوع تضاریسها من أقالیم شبه قطبیة فی الشمال إلى أقالیم استوائیة فی الجنوب، ومن مناطق سهلیة خصبة فی الشرق إلى صحارٍ قاحلة فی الغرب. تُقسم الصین إلى ثمانی مناطق جغرافیة. وتزدحم معظم أراضیها بالسکان(100). ومن الناحیة الدیموجرافیة تعد "هان" المجموعة السکانیة الکبرى فی الصین، علاوة على خمس وخمسین أقلیة، وتمثل لغة هان اللغة الرسمیة للبلاد، وتستخدم فى کافة أرجاء البلاد (101). وتنوعت الأدیان فى الصین فهناک البوذیة، والإسلام، والکاثولیکیة، والبروتستانتیة، فضلاً عن أدیان خاصة مثل التاویة، والکونفوشسیة(102). ومما سبق یتضح أثر العامل الاجتماعى وما تلعبه الثقافة والتقالید من دوراً فى إنجاح نظم التهیئة والإرشاد للمعلمین الجدد بالصین، فالتعالیم الأخلاقیة الکونفوشسیة التى تؤکد على قیمة العمل واحترام السلطة والولاء للوطن، عززت الاستقرار الاجتماعى والسیاسى فى ظل تعدد دینى وعرقى ملحوظ، بل ودعمت احترام الکبیر وتقدیره، وتعاون وإرشاد المعلمین الأکبر سنا للمعلمین الأصغر سنا، فاحترام المرشد من قبل المعلم الجدید من أساسیات عمل الإرشاد فى إطار من التعاون والمشارکة الجماعیة. ومن الناحیة السیاسیة  الصین الشعبیة جمهوریة اشتراکیة یحکمها الحزب الواحد. وتمارس سلطة الدولة من خلال الحزب الشیوعى الصینى، والحکومة الشعبیة المرکزیة ونظیراتها الإقلیمیة والمحلیة. وینتخب الشعب أعضاء المؤتمر على مستوى المحافظة من قبل الناخبین. وهذه المقاطعات على مستوى المؤتمرات الشعبیة لدیها مسؤولیة الإشراف على الحکومة المحلیة، والصین عضو دائم فی مجلس الأمن للأمم المتحدة. کما أنها أیضًا عضو فی منظمات متعددة الأطراف بما فی ذلک منظمة التجارة العالمیة والابیک وبریک ومنظمة شانغهای للتعاون ومجموعة العشرین. تمتلک الصین ترسانة نوویة معترف بها وجیشها هو الأکبر فی العالم فی الخدمة مع ثانی أکبر میزانیة دفاع(103). وتسیطر جمهوریة الصین الشعبیة سیطرة إداریة فعلیة على 22 مقاطعة، وهی تنظر إلى تایوان باعتبارها المقاطعة الثالثة والعشرین، على الرغم من أن الأخیرة تعتبر دولة بحد ذاتها. هناک أیضاً خمس مناطق ذاتیة الحکم، فی کل منها أقلیة بارزة؛ وهناک أیضاً أربع بلدیات، واثنتان من المناطق الإداریة الخاصة التی تتمتع بقدر من الحکم الذاتی. المقاطعات الاثنتان والعشرون والخمس مناطق ذاتیة الحکم والبلدیات الأربع یشار إلیها مجتمعة باسم "بر الصین الرئیسی" وهو التعبیر الذی یستبعد عادة هونج کونج وماکاو(104). وشکلت هذه الظروف السیاسیة - بالقطع إلى جانب عوامل أخرى – مجالاً لجعل الصین تتخذ من التعلیم أداة جدیدة تحافظ من خلالها على القدرة التنافسیة الاقتصادیة وتوسیع نطاقها، إذ أصبحت القدرة التنافسیة التعلیمیة عنصرا ضروریا من عناصر "القدرة التنافسیة الدولیة. وإعطاء الأولویة الاستراتیجیة لتطویر التعلیم وفقا لما أقرته "الخطة الخمسیة الصینیة الـ 12 للتعلیم الإصلاح والتنمیة (2011-2015) بالترکیز على التطویر المهنى المستدام للمعلمین واقتراض أحدث المعارف والخبرات من نظم التعلیم الأخرى. ومن الناحیة الاقتصادیة تُعَدُّ الصین اقتصادیًا من بین الدول الکبرى من حیث الإنتاج، إذ تعتبر الزراعة العمود الفقری للاقتصاد الصینی؛ حیث تنتج الشاى والأرز والبطاطا فی المنطقة الجنوبیة. والقمح هو المحصول الأساسی فی منطقة الشمال. وتمکن الصینیون من تطویر صناعات ثقیلة یترکز معظمها فی جنوبی الصین ووسطها. وانصب الترکیز على الصناعات الثقیلة وصناعة المعدات. وتُعَدُّ الصین من أهم البلدان المنتجة للفحم الحجری، کما تنتج الذهب والقصدیر والرصاص والمنجنیز والملح والیورانیوم والزنک. وتمتلک أکبر مؤسسة لصناعة الصید البحری؛ وشهدت العلوم والتکنولوجیا فی الصین تطورا سریعا فی السنوات الأخیرة، ورکزت الحکومة على العلوم والتقنیة کجزء لا یتجزأ من التنمیة الاقتصادیة-الاجتماعیة فی البلاد. والأهم من ذلک شعبها النشیط المجدّ الذی یتمتع بخبرات فنیة عالیة. من أجل رفع مستوى اقتصادها(105)، والصین عضواً فی العدید من المنظمات الرسمیة والغیر رسمیة متعددة الجنسیات، منها منظمة التجارة العالمیة، التعاون الاقتصادی لآسیا والهادی، البریکس،منظمة تعاون شانغهای، منتدى التعاون الاقلیمی لبنجلادش-الصین-الهند-میانمار ومجموعة العشرین. تعتبر الصین قوة عظمى وقوة اقلیمیة رئیسیة فی آسیا(106).  وتتضح تأثیر العوامل الاقتصادیة فى أن تمخض عن تنامى تیار عولمة الاقتصاد وتحریر التجارة والأسواق تقلیص سیطرة وزارة التعلیم على کافة أنشطة العملیة التعلیمیة مما ضاعف الاهتمام بحسن استثمار الموارد وتبنى خطط وبرامج متوسطة الأجل لإعادة الهیکلة الإداریة، الأمر الذى ساهم فى دعم الإصلاحات التعلیمیة، مثل إصلاحات عام 1999 لتعزیز جودة التعلیم، وإصلاح المناهج الوطنیة عام 2001، والحرص على المنافسات الإقلیمیة والعالمیة ومواجهة التحدیات، وتحقیق متطلبات الاقتصاد القائم على المعرفة وعلى القوى البشریة المؤهلة تأهیلاً عالیاً، واعتماد نظم التنمیة المهنیة المستدامة للمعلم فى إطار مجتمعات التعلم المهنیة، وما تتضمنته من استراتیجیات لتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد.

 

2- إرشاد المعلمین الجدد فى استونیا: هى دولة دستوریة دیمقراطیة، تقع على بحر البلطیق شمال

أوروبا، انتقلت من إحدى أعضاء الاتحاد السوفیتی السابق إلى واحدة من أکثر بلدان العالم اتصالاً بالإنترنت، وتعتمد أساساً على تقنیات طُورت داخل حدودها، حیث أصبحت استونیا إحدى البنى التحتیة الرقمیة الوطنیة الأکثر تطورًا فی العالم. ویتسم نظام التعلیم بها بطراز عالمی حدیث وسریع الاستجابة مدفوعاً بتکنولوجیا المعلومات  (107).

أ- التطویر المهنى للمعلمین: لقد تم إصلاح نظام التعلیم العالی الإستونی وفقا للوائح بولونیا فى

عام 2006 إلى ثلاث سنوات لدرجة البکالوریوس وسنتین للماجستیر درجة الدراسات العلیا. وفی الوقت الحاضر، یستخدم نموذجان لتدریب المعلمین قبل الخدمة فی الجامعات الإستونیة: نموذج متکامل "أحادى المرحلة" (للمعلمین فی مستوى المدرسة الابتدائیة)، وفیه یتم إجراء دراسات موضوعیة وتعلیمیة بشکل متزامن، ونموذج متتالی" ثنائى المرحلة"(لمعلمی المواد ومعلمی مرحلة ما قبل المدرسة)، وهو لمدة عامین یتم تمریر مسار تعلیم المعلمین من قبل الطلاب بعد الانتهاء من دراسة موادهم. وفی حالة نموذج التعلیم التربوی ذی المرحلتین، الدراسات التربویة (بما فی ذلک ممارسة قبل الخدمة بالمدرسة) یجب أن تمتد على الأقل 40 أسبوع دراسة؛ أی 60 نقطة ائتمان وفقا لتحویل الائتمان الأوروبی ونظام تراکم(ECTS). وهذا یعادل سنة واحدة من الدراسات فی التعلیم العالی الاستونی(108).

      وفی استونیا، من أجل مواصلة التطویر المهنی، یخضع المعلمون للتدریب لمدة 160 ساعة على الأقل فی غضون خمس سنوات. وسوق التدریب المستمر للمعلمین مجانی، حیث یمکن للمعلمین المشارکة فی البرامج التی توفرها مجموعة واسعة من مقدمی الخدمات، من وزارة التعلیم والبحوث أو السلطات الإقلیمیة/المحلیة لمقدمی الخدمات الخاصة أو المنظمات غیر الحکومیة التی لدیها الاعتماد المناسب للبرامج التی تقدمها(109).

     وفى هذا السیاق یقسم تدریب المعلمین إلى: المعرفة، والتنمیة المهنیة، والتنمیة الاجتماعیة والشخصیة. ووفقا لهذا البعد، یرکز دعم المعلمین الجدد على: تطویر الکفاءات المهنیة، وتنمیة الهویة المهنیة والاندماج الاجتماعی فی المهنة (شکل 4) (110). وفی نموذج التهیئة باستونیا، یتم تعزیز عنصری: الإرشاد وبرنامج الدعم للمعلمین الجدد. ولکی تصبح مرشدا، علیک أن تبدأ دورة تدریبیة تستمر ثمانیة أیام، ممولة من وزارة التعلیم(111).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (4) برامج التهیئة للمعلمین الجدد والتطویر المهنی المستمر

    ویؤکد الشکل السابق على أن برامج التهیئة للمعلمین الجدد تمثل جسراً لسد الفجوة بین  

الإعداد الأولى للمعلمین والتطویر المهنی المستمر لهم فى إطار المعاییر المهنیة الإستونیة للمعلمین، ومن جانب آخر تلعب دورا مهماً فى تفعیل الشراکة بین الجامعات (کمقدمی تدریب للمعلمین) والمدارس (کأماکن عمل للمعلمین). ومن ثم  ففترة التهیئة لا ینظر إلیها کوسیلة للتغلب على النقص فی التدریب الأولی، بل هى خطوة أولى فى مسار التنمیة المهنیة لهم(112).

ب- واقع إرشاد المعلمین الجدد:  یتم تناول هذا المحور فى سیاق النقاط التالیة:

n     برنامج التهیئة: یستند تنفیذ برامج التهیئة لمعلمین الجدد فی استونیا على المبادئ المنصوص علیها فی المتطلبات الإطاریة لتعلیم المعلم، وخطة التنمیة الوطنیة لتعلیم المعلم (113). والهدف العام من برنامج التهیئة هو دعم المعلمین الجدد والتکیف مع ثقافة المدرسة وتسهیل نموهم المهنی، وتطویر المهارات المهنیة المکتسبة خلال التدریب الأولی، وتقدیم الدعم فی حل المشاکل الناجمة عن نقص الخبرة، وتقدیم التغذیة المرتدة للمؤسسة التعلیمیة عن مناهج تدریب المعلمین، وفعالیتها(114).

         وتعد وزارة التربیة والتعلیم والبحث هی المسؤولة عن سنة التهیئة وتمویل أنشطتها، والوزارة تفوض العمل الفعلی المتعلق ببرنامج التهیئة وتدریب المرشدین للجامعات والکلیات التابعة من خلال اتفاقات مع الوزارة حول تقدیم برامج التدریب والدعم للمعلمین الجدد. وعلى المدارس المحلیة أو البلدیات إیجاد موارد إضافیة لرواتب المرشدین. وقد نظمت مجموعة المرشدین المطورة حدیثا من خلال برامج التدریب للمرشدین شبکة تدعى "رابطة المرشدین الاستونیة". وتستند أنشطتها على المشاریع، مثل الحلقات الدراسیة ودوائر التعلم(115).

      والأسس النظریة التى تستند علیها برامج التهیئة والإرشاد باستونیا شکل (5)(116) کالتالی:

• المدارس منظمات تعلم، والمعلمون یشکلون مجتمعات تعلم، ویدعم بعضهم البعض فى التنمیة المهنیة.

• التکیف للدخول بالمهنة والاندماج الاجتماعى مع التنظیمات المدرسیة والتی من خلالها یصبح المعلم المبتدئ عضوا فی مجتمع التدریس.

• ربط مراحل التطویر: التدریب الأولی، وسنة التهیئة، والتطویر المهنی المستمر معاً من أجل ضمان استمراریة التنمیة المهنیة للمعلمین(117).

 

        شکل (5) الأسس النظریة لسنة التهیئة

    ویعد وصف المهارات المقدمة فی معیار المعلم أساس لتحلیل عمل المعلم الجدید خلال برنامج التهیئة، وهى مقسمة کالتالى: التخطیط والقیادة، وتطویر بیئة التعلم، والإشراف على التعلم، وتحفیز الطلاب، والتعاون، والاندماج الاجتماعی، وتحلیل وتقییم تطور الطالب وعملیة التعلم، والتحلیل الذاتی والتنمیة المهنیة(118).

      وخلال برنامج التهیئة، تتبلور مهمة المرشد فى مراقبة دروس المعلم الجدید مرتین على الأقل کل ترم أکادیمی (8 ملاحظات فی المجموع) وتحلیل مراقبة السلوک. بالإضافة إلى المساعدة المقدمة من قبل المرشدین الرئیسیین علیهم دعم المعلمین الجدد للتکیف مع المدرسة کمنظمة، والتعلم من خلال العمل، ویقوم أعضاء هیئة التدریس بالجامعة بتنظیم جلسات جماعیة للمعلمین الجدد(أربع مرات فی السنة). وفی جوهرها، الحلقات الدراسیة هی بمثابة مشورة جماعیة کجلسات ترکز على القضایا المهنیة حیث یقوم المعلمون بمناقشة المشکلات، وتحلیلها وتقدیم الحلول لها، وهو ما یعزز مهارات المعلمین الجدد فی تحلیل جذور المشاکل، وفهمها والبحث عن حلول معا. کما یوفر تحلیل هذه المشکلات الناشئة عن برنامج التهیئة تغذیة راجعة قیمة لمؤسسات إعداد المعلمین لتطویرها(119).

     ویختتم عام التهیئة بتقییم موحد لنجاح أداء المعلم الجدید خلال العام التعریفی وفقا للکفاءات المحددة فى المعاییر المهنیة للمعلم. وتقع مسؤولیة التقییم على عاتق مدیر المدرسة(120). وجدیر بالذکر أنه لا یوجد برنامجان للتهیئة متشابهان تماما؛ کل یلبی الثقافة الفردیة والاحتیاجات المحددة للمدرسة أو الحی. ومع ذلک، هناک العدید من المکونات المشترکة التی تکمن وراء نجاح هذه البرامج(121):

• البدء مع المعلم الجدید 4 أو 5 أیام أولیة من الحث والحفز قبل بدء المدرسة.

• تقدیم سلسلة متواصلة من التطویر المهنی عبر منهجیة التدریب على مدى 2 أو 3 سنوات.

• توفیر مجموعات الدراسة التی یمکن للمدرسین الجدد التواصل معها وبناءها ودعمها، والالتزام  بها، وقیادتها فی مجتمع التعلم.

• دمج عنصر الإرشاد والدعم الإدارى فی عملیة التهیئة.

• تقدیم هیکل لنمذجة التدریس الفعال أثناء الخدمات والإرشاد.

• توفیر الفرص للمعلمین الجدد لزیارة عروض الفصول الدراسیة المختلفة.        

       ومن ثم یتبین أن برامج التهیئة الناجحة لدیها شبکات تخلق مجتمعات التعلم، والتعامل مع کل زمیل کمساهم قیم، وتحویل ملکیة التعلم إلى المتعلمین فی مجموعات الدراسة، عبر مجتمعات التعلم التى تکسب الجمیع المعارف سواء معلمین جدد أو مخضرمین، لتبرهن أن التعلیم الجید لیس مجرد مسؤولیة فردیة، ولکنه مسؤولیة المجموعة ککل.

n     الإرشــــــاد : یمکن للمعلمین الجدد الحصول على الدعم العام بطرق مختلفة من خلال: مرشد شخصی فی مدرستهم، أو الجلسات الجماعیة مع أعضاء هیئة التدریس بالجامعة، أو من خلال موارد الإنترنت المصممة لهذا البرنامج. فضلاً عن مراکز التهیئة العامة فی الجامعات التى تقدم المعلومات والمشورة للمعلمین الجدد على مدار السنة(122).

أ- الإرشاد داخل إطار المدرسة: وفقا لسیاسة التعلیم، ینبغی أن یکون لدى المرشدین على الأقل 3 سنوات من الخبرة فی التدریس وإرشاد تربوى خاص یستمر لمدة تصل إلى 160 ساعة. ویجب أن یکمل المرشد تدریبات قبل الخدمة أو برنامج درجة الماجستیر، وأن یشارک فی تطویر المدرسة. والعلاقة بین المعلم الجدید ومرشده علاقة زمالة ولیست علاقة هرمیة. ولیس من الضروری للمرشد أن یکون معلما من نفس المادة، ولکن من المستحسن أن یدرس فی نفس المجال وبنفس مستوى المدرسة. ومهمة المرشد فى برنامج التهیئة هى دعم النمو المهنی للمعلم المبتدئ وتکیفه الاجتماعی فی المدرسة کمنظمة. کما یمکن للمرشدین دعم إدارة المدرسة لبناء ثقافة تعاونیة وفعالة بالمدارس(123).

      وعند اختیار المرشدین، یؤخذ بعین الاعتبار الخصائص الشخصیة التالیة: الالتزام للمهنة، والتعاطف، والرغبة فی دعم التنمیة المهنیة للزملاء(124). وفى النموذج الاستونى یمکن للمرشدین أن یقوموا بأخذ دورات تدریبیة، والعمل کمرشدین فى ذات الوقت. وشکل (6) یوضح الأنشطة المتوقعة للمرشد خلال فترة التهیئة(125).

 

شکل (6) أنشطة المرشد

     یتبین من الشکل السابق تنوع أدوار المرشد باستونیا حیث تبنى علاقة المعلم الجدید بمرشده على علاقة الزمالة ولیست العلاقة الهرمیة فى إطار من المهنیة والاحتراف.

       ویتطلب العمل کمرشد تطویر بعض الکفاءات المحددة. لذلک، فالهدف من تعلیم وإعداد المرشدین هو دعم اکتساب الکفاءات الإرشادیة – المتخصصة،  وصیاغة المواقف لدعم التعلم الجماعی والتطویر المهنی(126). ووفقا لسیاسة تعلیم المعلمین، توفر الجامعات دورة تدریبیة لمدة سنة واحدة لتدریب وتعلیم المرشد، والتی تمولها وزارة التعلیم والبحث. وهذه الدورة یتم الاعتراف بها کجزء من التطویر المهنی المستمر للمعلمین ویحصل المشارکین بها على شهادة أکادیمیة. وتتضمن طرق التعلم المستخدمة بها: المناقشات، دراسات الحالة، لعب الأدوار، التحلیل الذاتی، تدریبات الفیدیو، ویشتمل الکورس على الوحدات التالیة(127):

  • المدرسة کمنظمة تعلم، المعلم المبتدئ فی منظمة، الاندماج الاجتماعی فی المنظمة، والتعلم التعاونی، والتعلم بمکان العمل.
  • دعم التطویر المهنى للمعلم الجدید، الإرشاد کحوار، ومهارات التواصل.
  • §        نهج التعلم المعاصر (عملیة التعلم البناء، التعلم الذی یرکز على الطالب).
  • الغرض من برنامج التهیئة  و الإرشاد ودور المرشد
  • احتیاجات المعلم الجدید ومخاوفه ،  ومهارات الاتصال، والاستماع .
  • §        مراقبة غرفة الدراسة والتغذیة الراجعة و التفکر والتحلیل الذاتی والتطویر المهنی.

      وفی السیاق الاستونی، یخضع جمیع المعلمین الجدد لبرنامج التهیئة، ویضمن لهم الدعم من مرشد تربوى خلال السنة الأولى من العمل. ویعمل الإرشاد أکثر بفاعلیة إذا کانت المدرسة بأکملها تشارک فی دعم المعلمین الجدد(128). ویعد النمو المهنی للمعلمین الجدد نقطة محوریة فی نموذج التهیئة الذی تم تنفیذه فی استونیا (الشکل7) (129).

 

الشکل (7) نموذج تطبیق عام التهیئة فى استونیا

      یوضح الشکل السابق نموذج یجمع بین بیئتین العمل: (أ) التعلم والتنمیة فی سیاق المدرسة مع المرشدین، (ب) اجتماعات الأقران للمعلمین الجدد من مختلف المدارس خلال البرنامج التعریفی فی الجامعات.  

      وقد أقرت وثیقة المفوضیة الأوروبیة (2010) أن یتم تقییم البرنامج التعریفی فی استونیا من قبل الجامعات وتتم مراقبته بشکل دائم. وترسل نتائج هذا التقییم بدورها إلى المعلم ومعاهد التعلیم فی شکل تغذیة راجعة لتحسین جودة المناهج الدراسیة. وتمول وزارة التعلیم والبحوث عملیة المتابعة والتقییم برمتها. وأخیرا، فإن النتائج یتم تحلیلها من قبل خبراء فی العلوم التربویة، والمرشدین المدربین ومدیرى المدارس. وتطبق استبیانات الرصد والتقییم على المعلمین المؤهلین الجدد والمرشدین ومدراء المدارس. وبالنسبة للمعلمین الجدد، یستخدم مثل هذا الاستبیان أربع مرات فی السنة من أجل تحدید التغییرات وتقییم مستوى کفاءتهم(130).

   وثمة أربعة أطراف معنیین ببرنامج التهیئة: مدیر المدرسة، مرشد، معلم جدید، مرکز جامعی للتهیئة شکل(8)(131). وجدیر بالذکر أن وزارة التعلیم هی إحدى المؤسسات التی تمول الدورات، وعملیة الرصد، وکلاهما یجری فی المراکز الجامعیة. ولهذه المراکز هدفان:عقد حلقات دراسیة "للتفکر" للمعلمین الجدد، وتنظیم دورات تدریبیة للمرشدین(132).

 

شکل (8) دور الأطراف المتعددة المشارکة فى عام التهیئة

     یتضح من الشکل السابق أن المدرسة هی بیئة العمل والتنمیة والتعلم لجمیع أعضائها:الطلاب والمعلمین والمدیرین على حد سواء. وتلعب المنظمة وثقافة عملها دورا رئیسیا فی عملیات تکیف المعلمین الجدد وتطویر مهارات تکیفهم. فعام التهیئة جزءا من الثقافة الطبیعیة للمدرسة ویتم تنفیذه کعنصر من عناصر نظام جودة المدرسة.

ب- الإرشاد خارج إطار المدرسة: تدیر مراکز جامعات (تالین وتارتو) عام التهیئة. وتنظم دورات تدریبیة للمرشدین، وندوات لدعم المعلمین الجدد باستمرار. وبرنامج الدعم الذی تقدمه الجامعات یقوم على التفکر، حیث یبدأ المعلمون بتحلیل خبراتهم العملیة (المشاکل والنجاحات) فی مجموعات صغیرة (من 10 إلى 15 معلما)(133).

 وتضطلع المراکز الجامعیة بدوراً محوریاً فی دعم التنمیة المهنیة للمعلمین الجدد کالتالى(134):

  • برنامج دعم للمعلمین الجدد. بعقد دورات تدریبیة/ندوات للمعلمین الجدد خلال العطل المدرسیة، ومناقشة وتحلیل المشاکل وإیجاد حلول معا أو بمساعدة الخبراء.
  • تدریب المرشد. تم تصمیم الدورة لتوضیح بعض الجوانب المتعلقة بتنفیذ برنامج السنة التمهیدیة ودعم تطویر مهارات الإشراف.
  • تبادل المعلومات للمرشدین والمعلمین الجدد. تیسیر القوائم الإلکترونیة للمعلمین الجدد والمرشدین لإیجاد حلول للقضایا المتعلقة بتنفیذ برنامج التهیئة.
  • تنظیم حلقات دراسیة (سیمنارات) مرتین إلى ثلاث مرات فی السنة للمرشدین الذین تلقوا تدریب فى الإرشاد، والتدریب على الإدارة أو التدریب على الإشراف الداخلی لتقدیم المشورة والمشارکة فی المناقشات حول الأنشطة المستقبلیة.

جـ- دور مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد:نظام المدارس الاستونیة لامرکزی، إذ تتمتع بقدر أکبر من الاستقلالیة. فقادة المدارس مسؤولون عن توظیف معلمین جدد، وتخطیط عبء عمل المعلمین، وتقییم الحاجة إلى التطویر المهنى للمعلمین، وتطویر وتنظیم أنشطة لدعم تعلم المعلمین. ویتقلد مدیر المدرسة تعیین مرشد للمعلمین الجدد المشارکین فی البرنامج التعریفی للتهیئة. ولا یجب بالضرورة أن یکون معلما فى نفس المقرر، ولکن یفضل أن یکون من الذین یقومون بالتدریس فی نفس المجال وفی نفس المرحلة الدراسیة. ومن أجل مساعدة مدراء المدارس فى  اختیار وانتقاء المرشدین، تشکل المبادئ التوجیهیة لاختیار المرشدین جزء من أدوات برنامج التهیئة التى أرسلت إلى المدارس، مع التوصیات ذات الصلة(135).

     ودور مدراء المدارس هو تنفیذ برامج التهیئة بالمدرسة، وتطویر ثقافة المدرسة للتواصل. وتشمل مسؤولیاتهم ما یلی:1)التسجیل للمعلمین الجدد فی المراکز الجامعیة للتهیئة؛2) اختیار مرشد لکل معلم جدید؛ 3) التأکید على وتطویر التعاون بین المعلمین الجدد والمرشدین،4) السماح للمرشدین بالمشارکة فی الدورات التدریبیة،5) تحدید عبء العمل لمهام المرشد والمعلم الجدید من أجل السماح بالتعاون؛ 6) تقییم المعلمین الجدد بنهایة العام الدراسی وفقا للمعیار المهنی للمعلمین،7) إدارة برامج تمویل المعلمین الجدد لأقصى حد من الدعم(136).

     وانطلاقاً من أن فعالیة الإرشاد یتوقف علی المدرسة الملموسة القیادة، ینبغى أن یمتلک مدراء المدارس ومطوری الموظفین، وقادة المعلمین المعرفة والمهارات لتوجیه عملیات التهیئة والإرشاد التی تدعم التعلم القائم على النتائج، وترکز على عمل الفریق، والتعلم المهنی والثقافة التعاونیة التی هی جزء مهم من یوم عمل کل معلم(137).

     ومن ثم فالتنفیذ الفعال لبرامج التهیئة والإرشاد، وخلق هیکل داعم لعملیات التهیئة وبرامجها باستونیا یعتمد بدرجة کبیرة على المدیر واختیاره للمرشدین، وتوفیر فرص التنمیة المهنیة الکافیة والإشراف على عملیة الإرشاد لرصد التقدم، وأخیرا کونه نموذجا یحتذى به فى الإرشاد. أی، نمذجة القیم من خلال السلوک والإجراءات بطریقة تشجع ثقافات التى تسهم فى مواجهة التحدیات التکیفیة وتسهیل التعلم الجدید والمرونة التنظیمیة فی مواجهة التغیر السریع.

      وبتحلیل النظام الاستونی، یتضح أن الاستمرار فی توفیر الجهود والموارد فی تطویر تعلیم المعلمین وتعلیم المرشدین کان استثمار جدیر بالاهتمام على المدى الطویل للمعلمین الجدد وجمیع النظم التعلیمیة بشکل عام. وبعد سنوات من سیاسة تعلیمیة متماسکة التنفیذ مع استدامة مالیة رشیدة، أصبح الإرشاد جزء طبیعى من ثقافة المدرسة باستونیا. علاوة على أنه من السمات الممیزة الفریدة لهذا النموذج  أنه بالإضافة إلى نظم الإرشاد للمعلمین الجدد بالمدارس، تنظم  مراکز التهیئة الجامعیة  برنامج دعم المعلمین الجدد (الإرشاد الجماعی) خلال کل عطلة مدرسیة. والذى حظى بإجماع إیجابى کبیر من قبل المعلمین الجدد.

القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة: فی ضوء تحلیل السیاق الثقافی للمجتمع یتبین أن استونیا جغرافیاً تقع فی منطقة البلطیق بشمال أوروپا، یحدها من الشمال خلیج فنلندا، ومن الغرب بحر البلطیق، ومن الجنوب لاتڤیا ، ومن الشرق بحیرة پیپوس وروسیا عبر بحر البلطیق تقع السوید فی الغرب وفنلندا فی الشمال. تتألف  أراضی استونیا من البر الرئیسی وأکثر من 1500 جزیرة فی بحر البلطیق، ویشغل البر مساحة 45227 کم²،تمتاز استونیا، ورغم قربها من بحر البلطیق، بمناخها المعتدل فی الشتاء فی المناطق الساحلیة، وبشتاء قاس ومناخ رطب فی الجزء الشرقی من البلاد(138).ومن الناحیة الدیموجرافیة الاستنیون شعب فنلندی، واللغة الرسمیة هی الإستونیة، وهی من اللغات الفنلندیة الأوگریة شدیدة القرب بالفنلندیة واللغات السامیة، وتختلف بشکل کبیر عن المجریة. وتتعدد الدیانات ما بین المسیحیة اللوثریة والأرثوذوکسیة الروسیة. وقد شجع المجتمع الإستونی على الحریة واللیبرالیة، وعدم تشجیع السلطة المرکزیة والفساد ، وأبقت أخلاقیات العمل البروتستانتیة على النسیج الثقافی، مع التعلیم المجانی بإعتباره المؤسسة التی تحظى بتقدیر کبیر فی بلدان الشمال الأوروبی الأخرى. وقد ساهم هذا التنوع الثقافى فى استونیا على الانفتاح على ثقافة الشعوب الأخرى، والتأثر بالاتجاهات الحدیثة فى نظم التعلیم التى شهدتها المجتمعات الأخرى، ومنها البرامج المتخصصة للتهیئة الشاملة والإرشاد للمعلمین الجدد(139). ومن الناحیة السیاسیة استونیا دولة دستوریة دیمقراطیة تنقسم إلى خمسة عشر مقاطعة، وتتضمن نظام متعدد الأحزاب. رئیس الجمهوریة هو أعلى منصب سیاسی یُنتخب من برلمان الدولة، ذو المجلس الأحادی، کل خمس سنوات. والحکومة التی تتشکل من 14 وزیر، هی الذراع التنفیذی للرئیس. والحکومة تُعین من الرئیس بعد موافقة البرلمان علیها. والبرلمان ینتخب کل أربع سنوات بشکل مباشر من الشعب. وهذا التقسیم الإدارى ساهم فى لامرکزیة المدارس الاستونیة وتمتعها بقدر أکبر من الاستقلالیة، برغم المرکزیة فى وضع السیاسات وهو ما انعکس على أن تکون الوزارة هى صاحبة الدور الرئیسى والمحورى فى وضع برامج التهیئة والإرشاد للمعلمین الجدد، لکن التنفیذ والعمل یتم بشکل محلى داخل المقاطعات والتطبیق بما یتناسب وظروف کل مقاطعة(140). ومن الناحیة الاقتصادیة  تتمتع استونیا باقتصاد متقدم عالی الدخل ومعاییر معیشة مرتفعة، فعند إنتهاء الحقبة الشیوعیة بالبلاد حولت استونیا نظامها الاقتصادی تدریجیاً، آخذة اقتصادیات الدول الاسکندنافیة کمثل أعلى لها، الذی یمتاز بقلة البیروقراطیة، وشفافیة أنظمة الدولة والاتصالات الحدیثة. والاقتصاد الإستونی أصبح ینمو بسرعة و ثقة أکبر بعد  الانضمام  للاتحاد الاوروبی عام 2004 . ومن بین أهم الصناعات صید الأسماک وصناعة الأثاث، وأهم الشرکاء التجاریین هم الدول الاسکندنافیة و خاصة فنلندا(141). وتزدهر السیاحة الطبیعیة باستونیا، حیث الغابات الخضراء والمنتجعات السیاحیة، کما تحظى السیاحة التاریخیة بالاهتمام، حیث تنتشر القلاع التاریخیة القدیمة والکنائس والمتاحف. کما ارتفعت مساهمة القطاع الرقمى فى الناتج الاستونى وحظیت بتقدیرات دولیة تشید بالخدمات الالکترونیة المتقدمة التى مکنت اقتصادها من احتلال المرتبة الأولى الدولیة فى هذا القطاع(142). وازدهر التعلیم بازدهار الاقتصاد الذى ساعد على ارتقاء التعلیم باستونیا وتحقیقه لدوره تجاه التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة للمجتمع، کما ساهم فى دعم الإصلاحات التعلیمیة، وتنوع المبادرات، وتوفیر خدمات التنمیة المهنیة لتطویر قدرات المعلمین ودعم کفاءتهم.

 

3- إرشاد المعلمین الجدد فى مصر: تمتلک مصر موقعاً متمیًزا، وتحظى بحضارة سبعة آلاف عام، وتاریخًا عریًقا، وموقًعا جغرافیًا هاماً. وفی إطار ذلک، شغل التعلیم المصری مکاناً حضارًیا وثقافیًا وتنموًیا مرموقاً خلال النصف الثانی من القرن العشرین.

أ- التطویر المهنى للمعلمین: تحتوى الخطط الاستراتیجیة للوزارة والمحافظات على مکون لتنمیة الموارد البشریة والتنمیة المهنیة للعاملین فی التعلیم ویمثل برنامج تأهیل وإرشاد المعلم الحدیث أحد الأنشطة التی تحقق أهداف هذا المکون فی الخطة الاستراتیجیة. وتنص المادة (73) من القانون رقم 139 لسنة 1981 على أن "یکون شغل وظیفة "معلم مساعد"- وهو المعلم المبتدئ- بالتعاقد لمدة سنتین قابلة للتجدید سنة أخرى بقرار من وزیر التربیة والتعلیم، ویجب على شاغلها خلال هذه المدة الحصول على شهادة الصلاحیة لمزاولة التعلیم بالمرحلة التعلیمیة التی یتقدم لها، فإذا لم یحصل على الشهادة خلالها ینتهی عقده تلقائیا"(143).

     ووضعت وزارة التعلیم کادرا خاصا لاختیار المعلم، وتأهیله، والترخیص له بمزاولة المهنة، وترقیته ویهدف هذا الکادر إلى تعزیز المساءلة ویدعم النمو المهنی والوظیفی المستند على الکفاءة بدلا من الأقدمیة، ویعد المستوى الأول للکادر الخاص الأکثر أهمیة؛ لذلک من الضرورى تحدید المعاییر التی یجب أن یستوفیها المعلمین الجدد لکی ینتقلوا من المستوى الأول "مدرس مساعد" إلى المستوى الثانی "معلم،" وکذلک تحدید خطوات التنمیة المهنیة التی تدعم المعلمین بهذه المرحلة، ولذا وضعت وزارة التعلیم معاییر قومیة تحدد بوضوح المعارف والمهارات والاتجاهات التی یجب أن تتوافر لدى المعلم، ویجب أن تحدد هذه المعاییر أسس تقییم أداء المعلم الحدیث، وکذلک فرص التنمیة المهنیة المقدمة لهم(144).

        ویعد التدریب بعدا أساسیا لتحقیق التکیف التنظیمی للمعلمین الجدد بالمدارس المصریة، وقد تم إنشاء الأکادیمیة المهنیة للمعلمین بناءً على التعدیلات التی أقرها مجلس الشعب فی 20/6/2007 على قانون التعلیم " تتمتع بالشخصیة الاعتباریة وتتبع وزیر التربیة والتعلیم، ویصدر بتحدید اختصاصاتها قرار من رئیس الجمهوریة، ویکون مقرها القاهرة ولها فروع فی أنحاء الجمهوریة، ویتلخص دورهذه الأکادیمیة فی تصمیم وتطبیق نظام لمنح تراخیص مزاولة المهنة للمعلمین والمدربین والمقیمین ونظام لاعتماد برامج وهیئات التدریب والتنمیة المهنیة، ویأتى هذا الدور على المستوى الاستراتیجى(145).

     وعلى الرغم من الجهود السابقة، إلا أن الخطة الإستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل
الجامعی فی مصر تشیر إلى ضعف توافر عدد کاف من القیادات التربویة والإداریة التی لها رؤیة وقدرة على قیادة برامج إصلاح التعلیم، وقلة وجود العدد الکاف من الکوادر التدریبیة المؤهلة والقادرة على القیام بعملیة التدریب فی ضوء احتیاجات الخطة الإستراتیجیة، کما أن هناک أوجه قصور عدیدة تعترض الأسالیب والإستراتیجیات المتبعة لتدریب المعلمین بشکل عام، والجدد بشکل خاص، مما یؤثر على تحقیق التکیف التنظیمی لهم مع ثقافتهم(146).

ب- واقع إرشاد المعلمین الجدد: بدأ اهتمام مصر على المستوى الوئائقى النظرى بتدریب المعلمین

حدیثی التعیین بناء على القرار(158) لسنة 1988 والذی أقر بضرورة تدریب المعلمین الجدد، وتم تعدیله بالقرار(71) لسنة 1995 وذلک بهدف تدریب المعلمین الجدد فی مصر وتعریفهم بکیفیة تعوید التلامیذ على الایجابیة والتفکیر الناقد؛ واستخدام تقنیات العصر مثل الحاسب الآلی وبرامجه؛ والکتب والمناهج الدراسیة الجدیدة وکیفیة اختیار الطرق المناسبة لتدریسها؛ وکیفیة التعامل مع الجهاز التربوی الذی سیعملون من خلاله، ومن ناحیة أخرى یحدد قانون 155 لسنة 2007 المعدل بالقانون رقم 198 لسنة 2008 بشأن الکادر الخاص للمعلمین ضرورة اتخاذ اجراءات التعیین للمعلم المساعد ومافى مستواه والذین اجتازوا الاختبارات الخاصة لکادر المعلم، وحصلوا على شهادة الصلاحیة واستوفوا کافة الشروط المطلوبة فى وظیفة معلم أو ما یعادلها. کما أقرت المادة (2) من نفس القرار بضرورة إصدار المحافظین القرارات اللازمة لتعیین المعلمین المساعدین للوظیفة المستحقة لهم ومنحهم بدل الاعتماد المقرر قانوناً(147). وفی هذا الصدد تم تقدیم برنامج تهیئة وإرشاد المعلم المساعد.

 ومن بین أهم الإنجازات التى حققتها الأکادیمیة المهنیة للمعلمین برنامج تهیئة وإرشاد المعلم المساعد، الذى استمر من عام 2008 وحتى عام 2010 ، وتوقف بعدها نظراً لظروف مادیة، وهو برنامج متکامل تم من خلاله تقدیم دعم منظم وثابت للمعلم المساعد الأعوام الأولى من عمله حتى یتمکن من تحقیق الأداء المطلوبة والحصول على شهادة الصلاحیة لمزاولة مهنة التدریس وسعى لتحقیق الأهداف التالیة: تحسین أداء المتعلمین من خلال تحسین الأداء التدریسی للمعلم المساعد، ودعم النمو المهنی للمعلمین الجدد(المساعدین)، والقدرة التدریسیة للمعلم الخبیر والمرشد ومدیر المدرسة والموجه، وربط التدریس والأداء التدریسى بالمعاییر القومیة. وتمثلت مکونات برنامج التأهیل والإرشاد فیما یلى(148):

أ- التهیئة: یشارک کل معلم مساعد فی تهیئة خاصة تناسب المدرسة التی یعمل بها واحتیاجاته الخاصة وتستمر لمدة لا تقل عن 15 ساعة، وتبدأ التهیئة للمعلم المساعد بمجرد استلامه للعمل، ویتم توثیق جلسات التهیئة وتوقع من الشخص الذی یقدمها والمعلم المساعد ومدیر المدرسة وتحفظ فی ملف الترخیص الخاص بالمعلم المساعد. وقد تم تحدید المحاور الرئیسیة لتهیئة المعلم المساعد  من خلال فریق یمثل دیوان الوزارة ومدیریة التربیة والتعلیم فی مجال الشئون المالیة والإداریة، الشئون القانونیة، والمکتبات، والمعامل، والتربیة الاجتماعیة. ویشتمل محتوى التهیئة على ما یلی:

  • أدوار ومسئولیات المعلم داخل المدرسة، والقواعد التی تحکم العمل داخل المدرسة.
  • البیئة المدرسیة (تصمیم المدرسة – الطلاب – المعلمون – المعامل – المکتبات – الخ...)
  • مصادر التنمیة المهنیة المتوفرة داخل وخارج المدرسة.
  • البیئة المجتمعیة المحیطة بالمدرسة، وبرنامج التأهیل والإرشاد.
  • متطلبات الحصول على شهادة صلاحیة لمزاولة مهنة التدریس والترقی خلال مستویات الکادر.
  • محتویات ملف الحصول على شهادة الصلاحیة لممارسة مهنة التدریس.

ب- الإرشاد: یقدم خلالها المعلم الخبیر(المرشد) الدعم للمعلم المساعد بهدف مساعدته على تحقیق المعاییر القومیة للمعلم والحصول على شهادة الصلاحیة لمزاولة مهنة التدریس، وترکز علاقة الإرشاد على الدعم النفسی المستمر، والتوجیه الفنی الیومی على رأس العمل، والدعم  فی التعامل مع المشکلات الیومیة، والدعم من خلال التطبیقات العملیة لمهارات التدریس المختلفة. ومن أبرز الموضوعات المقترحة التی یتم تناولها أثناء عملیة الإرشاد:1) بناء الثقة من أجل علاقة إرشادیة جیدة، 2) هموم ومخاوف وتوقعات وأهداف المعلم الحدیث،3) تخطیط الدرس، 4) إدارة الصف (إشراک التلامیذ- العمل الجماعی- إعطاء التعلیمات الخ ، 5) التقییم، 6) استخدام التکنولوجیا فی التدریس، 7) مادة التخصص، 8) التأمل،9) التقییم الذاتی، 10) الملاحظة، 11) بحث عملی، 12) حل المشکلات.

جـ- التدریب: یقدم فیها دورة تدریبیة للمعلم المساعد باسم "مقدمة فی طرق التدریس" تهدف إلى تحسین أدائه ومساعدته على اکتساب مهارات التدریس الأساسیة وتحتوی على الموضوعات التالیة:تحلیل المحتوى، تخطیط الدرس، استخدام الوسائل التعلیمیة وتکنولوجیا المعلومات فی التدریس، أسالیب التعلم والفروق الفردیة، استراتیجیات التدریس، إدارة الصف، التقویم، وعند إتمام الدورة بنجاح، یحصل المعلم المساعد على شهادة تضاف إلى ملف الترخیص الخاص به.

د- التقویم: ویشمل تقویم تکوینى (المعلم المرشد/ المعلم المساعد،الموجه/ المعلم المساعد) وتقویم تجمیعى (الموجه ومدیر المدرسة للمعلم المساعد).

هـ- أنشطة تأهیل إضافیة،وتشمل: أبحاث الفعل Action Research  التی یقوم بها المعلم المساعد مع زملائه أو أساتذة أو حتى الطلاب، لحل المشاکل التی تقابله، کما تتضمن تبادل  

الزیارات المدرسیة، والمؤتمرات، وعروض تقدیمیة وحلقات نقاش لأساتذة الجامعات.   

ولمساعدة المعلم الحدیث فی بدایة حیاته المهنیة یتم تعیین مرشدٍ له لمساعدته خلال هذه الفترة، ویتم تسجیل العلاقة الإرشادیة بین الشریکین فی سجل خاص وهذا السجل أداة تساعد على تسجیل مدى تقدم المعلم المساعد خلال الفترة الأولى من عمله فمن المهم جدا أن توثق علاقة الإرشاد بکل أنشطتها من اجتماعات وملاحظات وأیة أنشطة أخرى یقوم بها المرشد مع المعلم المساعد، وتفید هذه المعلومات الموثقة کلا من المرشد والمعلم وکذلک یمکن أن تفید فی حالة اتخاذ قرار عن استعداد المعلم للتقدم فی عمله، لذلک یجب حفظ هذا السجل فی مکان آمن(149).

     ونظرا لأن الإرشاد أحد المکونات الرئیسة فی برنامج تأهیل المعلم الحدیث، فمن الضروری إعداد المرشدین بطریقة تمکنهم من تقدیم الدعم الفعال للمعلمین الجدد ، وتتمیز دورة مهارات الإرشاد بأنها الخطوة الأولى فی مجال إرشاد المعلم الحدیث فی السیاق التربوی المصری وتهدف إلى إمداد المعلم الخبیر بالمعارف والمهارات والاتجاهات الضروریة لتقدیم الدعم الکامل للمعلم الحدیث أثناء فترة التأهیل ویعتبرالإرشاد نقلة نوعیة فی مجال إعداد المعلم فی مصر، حیث یتخذ المرشد موقفا داعماً تجاه المعلم الحدیث دون أی تقییم یؤدی إلى إصدار أحکام على أدائه(150).

     کما تم إعداد دورة فى مهارات الإرشاد 30 ساعة تقریبا للمعلم ذی الخبرة الذی یتعهد بمسؤلیة إرشاد المعلم الحدیث ودعمه أثناء فترة التأهیل، تکونت الدورة من خمس وحدات تدریبیة، تتضمن الوحدة الأولى: مقدمة فی الإرشاد، والوحدة الثانیة: المرشد فی السیاق التربوی المصری، والوحدة الثالثة: مهارات الاتصال الفعالة، والوحدة الرابعة: الملاحظة الصفیة والتغذیة الراجعة والتقییم، والوحدة الخامسة: مساعدة المعلم المساعد على التمیز(151).

    وبعد توقف برنامج تهیئة وإرشاد المعلم المساعد، الذى استمر من عام 2008 وحتى عام 2010، یتلقى المعلم المساعد فى الوقت الراهن دورة "تطبیقات تربویة" 5 أیام – 30 ساعة، هدفها العام هو:تحسین أداء المعلم المساعد فی المهارات الأساسیة للتطبیقات العملیة الصفیة. یبدأ الیوم التدریبی الساعة التاسعة صباحا وینتهی فی تمام الساعة الثالثة والنصف ظهرا بواقع 6 ساعات یومیا ویتخلله راحة لمدة نصف ساعة. ویتکون البرنامج من تسع وحدات مستقلة تغطى أساسیات التفاعل بین المدرب والمتدربین والمادة التعلیمیة فى جو صحى إیجابى ودى. والوحدات الأساسیة هى(152):

  •  وحدة الجودة والمعاییر القومیة لتوضیح العلاقة بینهما وبین ممارسات المعلم.
  • وحدة تخطیط الدرس بدءاً بالأهداف والإج ارءات والتنفیذ وانتهاء بالتقییم
    وحدة استراتیجیات التدریس التى ترکز باستفاضة على التعلم النشط باعتباره المظلة التى تحتوى أهم الأنشطة التى تؤدى إلى المساهمة الإیجابیة للدارس فى العملیة التعلیمیة .
  • ·        وحدة التقویم التى تستعرض أهم وسائل عملیة التقویم بدءا بالأسئلة وأنواعها وأهمیتها وانتهاء بالاختبارات المرحلیة والنهائیة، وملفات الإنجاز واستطلاعات الرأى .
    أما الوحدات المکملة فهی:
  • وحدة الوسائل التعلیمیة وإنتاج بعضها من خامات محلیة واستخدامها.
  • وحدة أسالیب التعلم والفروق الفردیة ومعرفة مؤشراتها وطرق علاجها .
  • وحدة التدریس التأملى حیث ُ یقیم المدرس نفسه من خلال التأمل وملاحظة الأقران لتدریسه ومشاهدته لتسجیل بعض دروسه.

     وبرغم هذه الجهود المبذولة على المستوى النظرى، لکن على المستوى التطبیقى ثمة عدد من السلبیات وأوجه القصور التى تواجه المعلمین الجدد فى عملهم من أهمها: ضعف الاهتمام بتوفیر فرص حقیقیة للمعلمین لحضور الندوات والمؤتمرات التربویة، وقلة تشجیع المعلمین على تجریب الأسالیب الحدیثة فی التعلیم، وضعف مناقشة المشکلات التربویة والمهنیة للمعلمین، وقصور الأنشطة التعاونیة بین المدیر والمعلمین، وإغفال بعض الأسالیب الحدیثة والمهمة فی تحقیق التکیف التنظیمی للمعلمین الجدد، مثل: التعلم الذاتی، والتعلم من خلال الزملاء، والشراکة مع المؤسسات الأخرى(153).

    ومن جهة أخرى أشارت الخطة الاستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم (2007/2012) إلى

ضعف توفر قدر من ثقافة ثقافة مهنیة إیجابیة تعتمد على الالتزام بالنظام الرسمی، والمعاملة العادلة لجمیع العاملین، والشفافیة وکفاءة الاتصال فی جمیع الاتجاهات، الأمر الذى ینعکس بالسلب على فهم المعلمین الجدد لطبیعة عملهم وثقافتهم التنظیمیة، نظراً لضعف توافر مناخ مدرسی یساعد على التشارک المعرفی، وتبادل المعلومات، والاتصال(154).

      کما أشارت نتائج دراسة "صالح" أن الأبعاد الأساسیة للتکیف التنظیمی للمعلمین الجدد فی مصر لا زالت فی حاجة إلى تعزیز ودعم لکی یتحقق التکیف للمعلمین الجدد مع ثقافتهم التنظیمیة بالمدارس، ومن أبرز الصعوبات التی تواجه المعلمین الجدد فی هذا الصدد ما یلى(155):

  • زیادة عدد الحصص الاحتیاطیة وأوقات الإشراف التی یتم إعطائها للمعلمین الجدد.
  • عدم وجود دلیل للعمل بالمدرسة، وصعوبة التعرف على ثقافة المدرسة وطبیعة العمل بها.
  • حالة التهدید الدائم للمعلمین الجدد، وضعف الشعور بالأمن والأمان؛ حیث لم یتم تثبیتهم

لأنهم یعملون بالتعاقد، ویزداد الأمر بضعف الاستقرار الوظیفی فی المدارس الخاصة.

  • ضعف مساعدة المعلمین القدامى للمعلمین الجدد فی التعرف على طبیعة العمل بالمدرسة.
  • التعسف الإداری، والتعامل مع المعلمین الجدد بشکل به إهمال.
  • التعامل مع المعلمین الجدد على أنهم أقل کفاءة، وغیر معترف بقدرتهم وکفاءتهم بالعمل.
  • غیاب الرؤیة الواضحة لآلیة العمل، وعدم وضوح السیاسة التنظیمیة للمدرسة، وضعف وضوح إعلانات العمل، بل تتم بشکل شخصی ولا تحکمها قوانین وضوابط محددة.
  • ضعف تفاعل وتناغم المعلمین الجدد مع المدرسة والمعلمین الآخرین.
  • المدرسة غیر قادرة على استیعاب أفکار المعلمین الجدد، ولا تشجعهم على أداء العمل.
  • اقتصار المساعدة التى تقدم من مشرفى الأقسام على الأوامر والتعلیمات دون آلیات التنفیذ.

    علاوة على أن کل ما یقدم للمعلمین الجدد هو دورة "تطبیقات تربویة" السابق الحدیث عنها، لمدة خمسة أیام، یدفع عنها المعلم الجدید 280 جنیها، وإذا اجتازها المعلم یتم تثبیته رسمیا بالمدرسة. والامتحانات فى معظمها شکلیة أو صوریة فهى فى حقیقتها مکررة من سنوات سابقة یکاد یعرفها المعلمون قبل دخولهم الامتحان. بالإضافة إلى ما سبق تفتقر هذه الدورات إلى المدربین المؤهلین. ویسبق التحاق المعلم الجدید بهذه الدورة عمله کمعلم بالمدرسة لمدة سنتین کمعلم متعاقد غیر مثبت بدون إرشاد أو مرشد خلال هذه الفترة، فالأمر لا یتجاوز سوى إشراف من مدیر المدرسة والمعلم الأول أو الموجه(156).

     وفی هذا الصدد کشفت نتائج قیاس أثر التدریب للبرنامج المطبق على فئة معلم مساعد بعنوان "تطبیقات تربویة للمعلم المساعد" أن هناک قصوراً فی تحقق الأهداف التی تعکسها بعض المؤشرات مثل( توظیف معطیات تکنولوجیا التعلیم، استخدام أدوات وخامات البیئة لتنفیذ الأنشطة، استخدام الأنشطة العلاجیة للتغلب علی ضعف المتعلم، تحدید أنشطة صفیة ولاصفیة مرتبطة بأهداف الدرس، استخدام الأسالیب الحدیثة فی التقویم)، مما انعکس على الأداء التدریسی للمعلم والتی ینبغی الاهتمام بها والتی تعد بدورها احتیاج مهم للمعلم وهو ما یتطلب تطویر البرنامج المقدم للمعلم المساعد(157).

جـ- دور  مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد: هناک اهتمام فى مصر على المستوى الوئائقى النظرى بدور مدیر المدرسة فى تحقیق التنمیة المهنیة للمعلم من بین أهمها:

  • §        وحدات التدریب والتقویم بالمدارس 2002، والإشراف علیها بمعرفة مدیر المدرسة(158).
  • §        المعاییر القومیة للتعلیم فى مصر 2003 واحتوائها على مجال الإدارة المتمیزة حیث أکدت وثیقة المعاییر ضرورة امتلاک القیادة المدرسیة لمعارف ومهارات التنمیة المهنیة(159).
  • §        القرار الوزارى رقم 250 لسنة 2005 لمهام مدیر المدرسة ومن بینها تحقیق التجدید الذاتى للقوى البشریة داخل المدرسة ووضع خطط التنمیة المهنیة اللازمة للمعلمین(160).
  • §         القرار رقم 2840 لعام 2007 المتعلق بمعاییر الأداء التعلیمى لوظائف الإدارة المدرسیة ومن بینها مجال المهنیة والتنمیة المهنیة المستدامة(161).
  • §         الأکادیمیة المهنیة للمعلمین وفقاً للقانون رقم 155 لسنة 2007 لتحقیق التنمیة المهنیة لأعضاء هیئة التعلیم الخاضعین لأحکام قانون التعلیم(162)

     ویشارک مدیر المدرسة مع المرشد فى تقییم أداء المعلم المساعد (الجدید) فى مجال المهنة خلال العام الأول من خلال أربع زیارات تقییم، ویجب أن یحصل المعلم المساعد على تقییم مرضی فی جمیع المؤشرات الواردة فی أدوات التقییم فی حالة عدم استیفائه کل المتطلبات فی نهایة العام الأول یستمر فی برنامج التأهیل والإرشاد للعام الثانی على أن تکون مشارکته محدودة بالمجالات التی لم یحققها فی العام الأول. ویتم التقییم على مرحلتین : التکوینی یقوم المرشد بشکل أساسی بالتقییم التکوینی للمعلم المساعد بالإضافة إلى تلقیه تغذیة راجعة من زملائه ذوی الخبرة والمعلمین الجدد والقیادات التعلیمیة وربما أیضا من التلامیذ ومن تقییمه لنفسه، هذا ولا تدخل نتائج التقییم التکوینی فی الحکم على أداء المعلم المساعد وحصوله على شهادة الصلاحیة لمزاولة مهنة التدریس، أما التقییم التجمیعی یقوم به کل من المقیم (المرشد) ومدیر المدرسة فی أربعة مجالات من مجالات المعاییر القومیة للمعلم وهی التخطیط، واستراتیجیات التدریس وإدارة الصف، والتقویم، والمهنیة کما یجب أن یجتاز المعلم المساعد اختبار فی المجال الخامس وهو مادة التخصص(163).

      وعلى المستوى التطبیقى تشیر دراسة "عتریس" إلى العدید من أوجه القصور لأدوار مدیر المدرسة تجاه التنمیة المهنیة للمعلمین بصفة عامة والمعلمین الجدد بصفة خاصة منها ما هو مرتبط بسوء التخطیط لبرامج التنمیة المهنیة فى إطار المدرسة وضعف الإعداد لها، ومنها ما هو متعلق بتأهیل وإعداد وتدریب مدیر المدرسة ذاته والنظرة المسطحة لبرامج التنمیة المهنیة بالمدرسة، ومنها ما ارتبط بضعف ثقافة التعلم الذاتى والتنمیة المهنیة المستدامة بالمدرسة، ومنها ما ارتبط بقلة مشارکة المعلمین فى إعداد خطة التنمیة المهنیة بالمدرسة وصنع القرارات الخاصة بها(164).

     کما أکدت دراسة أخرى عدم اهتمام مدیر المدرسة ببحوث الأداء وقلة تشجیع المعلمین علیها، إذ أن هذا النوع من البحوث غیر مفعل على أرض الواقع بالمدارس المصریة، وإن أجریت فغالبا ما تتم بشکل صورى وهى فقط للترقیة ولیست کآلیة للتنمیة المهنیة للمعلمین(165).

القوى والعوامل الثقافیة المؤثرة: فی ضوء تحلیل السیاق الثقافی للمجتمع المصرى نجد أن مصر جغرافیا تحتل الرکن الشمالى الشرقى من القارة الأفریقیة، وتبلغ مساحتها ملیون کیلو متر مربع، وهى مستقر لحضارات متواصلة، ولها سواحل بحریة طویلة على بحرین هامین أحدهما البحر المتوسط فى الشمال، أما الجهة الثانیة تتضح فى الشرق وتشمل السواحل الغربیة لسیناء ثم ساحل البحر الأحمر جنوباً حتى حدود السودان(166)، وبحکم هذا الموقع الجغرافى والتراث الحضارى القومى لمصر یتحرک التعلیم فى المجتمع المصرى فى سیاق مجتمعى عالمى. وقد کان لهذه الظروف الجغرافیة بالغ الأثر فى اتجاه مصر نحو المرکزیة فى إدارة وتصریف کافة شئون الحیاة، وانعکس ذلک بالطبع على التعلیم، حیث وضعت الحکومات المتعاقبة خطط استراتیجیة لتنمیة الموارد البشریة والتنمیة المهنیة للعاملین فى التعلیم على المستوى القومى - والذى مثل برنامج تأهیل وإرشاد المعلم الجدید أحد أنشطتها فى فترة من الفترات- وألزمت من خلالها الإدارات والمدیریات التعلیمیة بالعمل على تنفیذها مهما کانت الاختلافات بین المحافظات. ومن الناحیة السیاسیة تتعرض السیاسة التعلیمیة فی مصر لعدد من التحدیات الخارجیة والداخلیة، على المستوى الخارجى: تحدیات العولمة وقوة المعرفة والتشکیل المستقبلی للعالم الجدید. وعلى المستوى الداخلى: تحدیات الانفجار السکانى، والإنفاق على التعلیم، وجودة التعلیم، وتکوین رأس المال المعرفی، والمدرسة کمجتمع تعلم(167). وفی ضوء التغیرات العالمیة وتنامى الاهتمام بالحریات والدیمقراطیة واحترام حقوق الإنسان ، قامت ثورة  31ینایر 2011 للمناداة بالحقوق الأساسیة للإنسان، إذ عانى الشعب المصری طویلا من غیاب هذه الحقوق. وقد أکد دستور 2014 فى مادته رقم (5) على أن النظام السیاسى یقوم على التعددیة السیاسیة والحزبیة والفصل بین السلطات والتوازن بینها، وتلازم المسئولیة مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحریاته(168). ومن ثم فالتحولات السیاسیة والدیمقراطیة فى مصر أثرت على محاولات إصلاح أحوال المعلم، والترخیص المهنى للمعلمین ومسایرة التوجهات الجدیدة فى تأهیله وتنمیته المهنیة بالعدید من الأسالیب مثل الحلقات البحثیة والدورات التدریبیة والمؤتمرات وتبادل الزیارات الصفیة بین المعلمین والتعلم الالکترونى من بعد وبحوث الفعل  والقراءات الحرة  والممارسات التأملیة. ومن الناحیة الاقتصادیة تمتلک مصر واحدة من أکثر الاقتصادیات نمواً وتنوعاً فى الشرق الأوسط مع قطاعات مثل السیاحة والزاعة والصناعة والخدمات، وتأتى مستویات الانتاج على قدم المساواة تقریباً، فالاقتصاد المصرى ینمو سریعاً، ویرجع ذلک إلى تشریعات تهدف إلى جذب الاستثمارات، مع إضافة کل من الاستقرار الداخلى والسیاسى، جنباً إلى جنب مع التجارة الحدیثة وتحریر السوق(169). ولکن أفضت التحولات التى شهدتها الدولة خلال مرحلة ما بعد ثورة 25 ینایر 2011 إلى أوضاع اقتصادیة متأزمة، کان أهم سماتها تراجع معدلات النمو الاقتصادى(170)، وهو ما انعکس على توقف برنامج تهیئة وإرشاد المعلم المساعد الذى بدأ فى عام 2008 وتوقف فى عام 2011. ومع نهایات القرن العشرین وبدایات القرن الحادى والعشرین جاءت استراتیجیات الإصلاح التعلیمى الجدید لتؤکد ضرورة الوصول إلى مجتمع المعرفة والتکنولوجیا المتقدمة عن طریق استیعاب التکنولوجیا والتمکن من مهارات استخدامها، والوصول إلى مجتمع المعرفة/التعلم  باعتبار أن ذلک ضرورة حتمیة وقومیة. فعملت الدولة على رسم سیاسة تکنولوجیة وذلک عبر برامج امتدت عدة سنوات حیث صدرت وثیقة تحدیث للسیاسة التکنولوجیة فى مصر لتصبح نقطة الانطلاق لبناء مجتمع معلومات مصرى ولإعطاء الفرصة للاستفادة من عصر المعلومات لتحقیق الأولویات القومیة للتنمیة على المستوى الفردى والمجتمعى(171). ومن ثم شهد المجتمع المصرى تطوراً تکنولوجیاً  ملحوظاً فى الآونة الأخیرة، حیث تم إنشاء شبکة الفیدیو کونفرانس، والتى من ضمن مهامها عقد مؤتمرات دوریة موسعة، وتقدیم تدریبات للمعلمین، وهو ما ساهم فى دعم التنمیة المهنیة للمعلمین بصفة عامة والمعلمین الجدد بصفة خاصة، وتوفیر فرص انعکست على إعداد برنامج لتأهیل وإرشاد المعلمین الجدد فى الفترة من (2008-2010). ومن الناحیة التعلیمیة أکد الدستور المصرى 2014 فى مادته رقم (19) على أن "التعلیم حق لکل مواطن هدفه بناء الشخصیة المصریة والحفاظ على الهویة الوطنیة وتأصیل المنهج العلمی والتفکیر وتنمیة المواهب وتشجیع الابتکار، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فی مناهج التعلیم ووسائله وتوفیره وفقا لمعاییر الجودة العالمیة"، وبالنسبة للمعلمین فأکدت المادة 22)) على أن المعلمین الرکیزة الأساسیة للتعلیم وتکفل الدولة تنمیة کفاءاتهم العلمیة ومهاراتهم المهنیة ورعایة حقوقهم المادیة والأدبیة بما یضمن جودة التعلیم(172). کما تم إنشاء الأکادیمیة المهنیة للمعلمین تلبیة للدعوات الداعمة لمزید من الاهتمام بالعاملین بالعملیة التعلیمیة فی ضوء المعاییر القومیة والعالمیة، إلا أنها واجههتها العدید من التحدیات فى تحقیق أهدافها المنشودة

    رابعـا: تحلیل مقارن لإرشاد المعلمین الجــدد فى الصین واستونیا ومصر

یتضمن هذا المحور تحدید أوجه التشابه وأوجه الاختلاف لإرشاد المعلمین الجدد، یسبقها عرض لجدولة محاور المقارنة، والتى تهدف إلى تحدید أوجه الاستفادة  من خبرات إرشاد المعلمین الجدد فی کل دولة فی عناصر التحلیل کما هو موضح فی الجدول التالی:


جدول(6) یوضح أوجه المقابلة "المقارنة" إرشاد المعلمین الجد فی دول المقارنة

محاور المقارنة

              الصین

استونیا

مصر

التطویر المهنى للمعلمین

ما لا یقل عن 360 ساعة من التدریب فی سنواتهم الخمس الأولى للعمل

یخضع المعلمون للتدریب ما لا یقل عن 160 ساعة على الأقل فی غضون خمس سنوات  الأولى للعمل

یخضع المعلمون لتدریبات متتالیة ضمن مکون التنمیة البشریة بالخطة الاستراتیجیة لوزارة التعلیم

  المسئول عن     ترتیبات الإرشاد

  • §   تفوض وزارة التعلیم البلدیات والمحلیات للاضطلاع بهذا الشأن مع التنسیق لها.

تفوض وزارة التعلیم العمل الفعلی المتعلق ببرنامج التهیئة للجامعات والکلیات التابعة لها والمدارس المحلیة.

  • §   وزارة التعلیم والاکادیمیة المهنیة للمعلمین

ترتیبات الإرشاد

  • §   إرشاد فردى وجماعى بالمدارس
  • §   الإرشاد القائم على شبکة الانترنت

نموذج مختلط:

إرشاد ثنائى بالمدارس وجماعات إرشاد فى الجامعات (4 اجتماعات فى السنة).

  • §   توجیه فردى وجماعى بالمدارس

مدة التهیئة و الإرشاد

سنة واحدة

سنة واحدة

5 أیام – 30 ساعة

لقاءات الإرشاد

  • §   دعم فردى وجماعى
  • §   جلسات التشاور
  • §   دعم فردى وجماعى
  • §   مناقشات تفکریة تهدف إلى التحلیل الذاتى یقترح موضوعاتها المعلمین المؤهلین حدیثاً
  • §   دعم فردى وجماعى
 

 

تعیین المرشد

  • §   المدیرون المسئولون
  • §   المعلمون الخبراء

سمات الشخصیة

  • §   المدیرون المسئولون
  • §   المعلمون ذوى الخبرة
  • §   سمات الشخصیة
  • §   المدیرون المسئولون
  • §   سمات الشخصیة
 

تدریب المرشد

  • §   تدریب رسمى للمرشد ودورات متخصصة
  • §   مواقع على شبکة الانترنت وأدوات وأدلة
  • §   تدریب رسمى للمرشد ودورات متخصصة
  • §   مواقع على شبکة الانترنت وأدوات وأدلة
  • §   التدریب من خلال خطة التدریب المرکزیة والمحلیة
  • §   التنسیق مع الجهات غیر الحکومیة التی تدعم العملیة التعلیمیة للقیام بجزء من المسئولیة
   

علاقة المعلم الجدید بمرشده

  • §   علاقة زمالة ولیست علاقة هرمیة
  • §   علاقة زمالة ولیست علاقة هرمیة
  • §   علاقة زمالة أشبه بالهرمیة
   

دور المدیر فى الارشاد

  • §   التغذیة الراجعة والدعم من المدراء
  • §   خلق هیکل داعم لعملیات التهیئة وبرامجها
  • §   اختیارالمرشدین
  • §   جلسات التشاور
  • §   التغذیة الراجعة والدعم من المدراء
  • §   التنفیذ الفعال لبرامج التهیئة والإرشاد
  • §   خلق هیکل داعم لعملیات التهیئة وبرامجها
  • §   اختیارالمرشدین
  • §   ترشیح واختیار المرشد، وتقییم أدائه
  • §   یشارک مدیر المدرسة مع المرشد فى تقییم أداء المعلم الجدید
  • §   یقیم برنامج التأهیل والإرشاد بصفة عامة بالتنسیق مع فریق الإرشاد
   

    یلاحظ من العرض السابق وجود أوجه للتشابه، وکذلک أوجه للاختلاف بین دولتى المقارنة، ویتضح ذلک على النحو التالى:

1- التطویر المهنى للمعلمین الجدد:  تتشابه دول المقارنة فى الاهتمام وبذل الجهود للتطویر المهنى للمعلمین الجدد، وإن اختلفت فى آلیات التنفیذ، فقد وضعت الصین معاییر موحدة للمعلمین أثناء الخدمة والتدریب منذ عام 1989، حیث طولب من  جمیع المعلمین الجدد ما لا یقل عن 240 ساعة من التدریب فی سنواتهم الخمس الأولى للعمل. وقد ارتفعت إلى 360 ساعة فی عام 2011. ویعزى ذلک إلى أن المهنیة العالیة أضحت  ضرورة ملحة نظراً لارتباط التدریب المستمر للمعلمین بزیادة الرواتب والترقیة. أما فی استونیا، من أجل مواصلة التطویر المهنی، یخضع المعلمون للتدریب لمدة 160 ساعة على الأقل فی غضون خمس سنوات، ویرکز دعم المعلمین الجدد على ثلاثة مجالات: تطویر الکفاءات المهنیة، وتنمیة الهویة المهنیة والاندماج الاجتماعی فی المهنة، ویفسر هذا فى ضوء عوامل سیاسیة حیث تنامى الاهتمام بالتطویر المهنی للمعلمین کأولویة سیاسة لصناع القرار على مستوى الاتحاد الأوروبی، باعتباره جانب قوى لتنفیذ أنشطة تربویة مبتکرة. بینما فى مصر تحتوى الخطط الاستراتیجیة للوزارة والمحافظات على مکون لتنمیة الموارد البشریة والتنمیة المهنیة للعاملین فی التعلیم ویمثل برنامج تأهیل وإرشاد المعلم الجدید أحد الأنشطة التی تحقق أهداف هذا المکون فی الخطة الاستراتیجیة. کما وضعت وزارة التعلیم کادرا خاصا لاختیار المعلم، وتأهیله، والترخیص له بمزاولة المهنة من قبل الأکادیمیة المهنیة للمعلمین بغرض دعم النمو الوظیفى والمساءلة ومکافأة الأداء القائم على المعاییر. وهذا یفسر فى ضوء النظر إلى التنمیة المهنیة للمعلمین بالخبرتین الاستونیة والصینیة کعملیة مؤسسیة، ولیست عملیة فردیة یختص بها کل معلم على حده، ومن هذا المنظور تأتى أهمیة النظر إلى المدرسة کمجتمع أحد مداخل ضمان جودة الأداء المدرسى بما تتضمنه من تعلم قائم على ثقافة التعاون والشفافیة وروح الفریق والتامل والاستقصاء. ویمکن تفسیر هذا الاتفاق فى ضوء مفهومى منظمات التعلم، والتعلیم المستمر.

التعلیم المستمرContinuing Education : یعرف بأنه" التعلیم الذى یشمل کل أشکال التعلیم سواء طول الوقت أو بعضه، أو قبل التعلیم النظامى أو بعده، سواء کان فى الموقع أو من بعد"(173).

منظمات التعلم: یشیر إلى مکان "حیث یوسع الناس باستمرار قدرتهم على خلق النتائج التی یرغبونها، حیث أنماط جدیدة وشاملة من التفکیر فى إطار الطموح الجماعی، وتعلم الأفراد باستمرار کیفیة التعلم معا"(174).

2- واقع إرشاد المعلمین الجدد: تشابهت دول المقارنة فى الهدف العام من برنامج التهیئة وهو دعم المعلمین الجدد والتکیف مع ثقافة المدرسة وتسهیل نموهم المهنی، وتطویر المهارات المهنیة المکتسبة خلال التدریب الأولی، وتقدیم الدعم فی حل المشاکل الناجمة عن نقص الخبرة، وتقدیم التغذیة المرتدة للمؤسسة التعلیمیة عن مناهج تدریب المعلمین، وفعالیتها. وتتشابه نظم التهیئة  بدول المقارنة من منظور أنها نظم وطنیة مرکزیة، والتعلیم من المرشدین هو جزء  لا یتجزأ من نظم التهیئة بهم، وإن اختلفت فى آلیات العمل والتنفیذ على أرض الواقع وفقا لاختلاف أیدیولوجیتها وأطرها الثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة. ففى الصین أضحت الطبیعة المرکزیة لنظام التعلیم قویة الدعم ودافعة لتنفیذ إطار إرشاد المعلم الجدید لأنها تتوافق مع القیم الثقافیة الآسیویة لاحترام السلطة والتوافق معها، بدلا من المساواة والتفردیة الأکثر شیوعا فی المجتمعات الغربیة. ففی عام 1999، صدر قرار حول تعمیق إصلاح التعلیم وتعزیز جودة التعلیم الصادر فی المؤتمر الوطنی الثالث للتعلیم شجع رسمیا الجامعات للمشارکة فی إعداد المعلم من أجل مواجهة التحدیات  بسبب التغیر السریع الناجم عن اقتصاد المعرفة، والعولمة، وتکنولوجیا المعلومات. وقد تم تصمیم العدید من النماذج الجدیدة لإعداد المعلمین، والتى تم تعزیزها بإصلاح المناهج الوطنیة عام 2001. وقد أثر هذا التحول إیجابیا على تعلیم المعلمین وهو السبب الذی جعله یعترف بالتطور المهنی المستمر منذ فترة طویلة. وفى استونیا برغم أنها لیست واحدة من أغنى البلدان، إلا أنها تمنح أولویة لبرامج تهیئة المعلمین الجدد على الرغم من أن میزانیات الدولة أقل بکثیر مما هی علیه فی البلدان الأخرى إلا أنها ضربت مثالاً جیداً على الأولویة السیاسیة التی أعطیت لها للتطویر المستمر للمعلمین کأمر حیوی لتطویر نظام تعلیمی عالی الجودة فى سیاق عالم قائم على اقتصاد المعرفة. وفى مصر تتولى وزارة التعلیم المسئولیة من خلال خلال خطط التدریب المحلیة والمرکزیة والموارد الخاصة بالمحافظة، حیث تتولى الإدارة توفیر الموارد لتدریب القائمین على البرنامج (مدیری المدارس/الموجهین/المعلم الخبیر).

      کما تشابهت مصر واستونیا والصین فى تقلد وزارة التربیة والتعلیم مسئولیة تهیئة المعلمین الجدد، مع بعض الفروق الهیکلیة، ففى مصر یتولى هذه المسئولیة فریق الدعم على مستوى المدرسة ویتکون من رئیس مجلس الأمناء، ومسئول الشئون المالیة والإداریة، والأخصائی الاجتماعی والنفسی، ووکیل شئون الطلاب، وکیل شئون العاملین. أما فى استونیا تفوض الوزارة العمل الفعلی المتعلق ببرنامج التهیئة للجامعات والکلیات التابعة. وتنسق هذه المؤسسات مع المعلمین الجدد، دعم برامج التهیئة وتدریب المرشدین. وفى الصین تفوض البلدیات والمحلیات للاضطلاع بهذا الشأن مع التنسیق لها، حیث أصبح الإرشاد بالصین جزء من الهویة المهنیة على حد سواء للمعلمین الجدد وذوى الخبرة، فلدى کل معلم جدید مرشد، ولکل معلم عادى اثنین من المرشدین المنتظمین لاستمرار تحسین خبراتهم على مدى حیاتهم المهنیة.

      وتشابهت کل من الصین واستونیا فى شمولیة نهجها التعریفی للتهیئة والإرشاد، إذ نجده منظم، وشامل، وصارم، وبإرشاد جاد، فى ضوء أدوار محددة جیدا من القیادة ومطوری الموظفین والمشرفین والمدربین والمرشدین. کما اتفقتا فى جعل التعاون حصن کل برامج التهیئة بهما، حیث یمثل العمل الجماعی التعاونی جزء من ثقافة التعلیم، حیث تبادل الخبرات، والممارسات المشترکة، والأدوات المشترکة، واللغة المشترکة بین جمیع الزملاء. وهی وظیفة مرحلة التهیئة لتولد هذا الشعور بالهویة الجماعیة ویعامل المعلمین الجدد کزملاء.  

          وتتفق الصین واستونیا فى ترکیز برامج التهیئة بها على التعلم المهنی، وتحقیق النمو والمهنیة لمعلمیهم الجدد، وتحقق ذلک عبر نظام تنمیة مهنیة منظمة ومستدامة باستخدام مجموعة متنوعة من الأسالیب، حیث یشکل برنامجها التعریفی للتهیئة جزء من عملیة التعلم المهنی مدى الحیاة. ففى النموذج الصینى والاستونى استخدام الإرشاد المزدوج شائع بصفة عامة على مستوى المدرسة والتوجیه الجماعی فی برامج دعم الجامعات. وتشابهت الصین واستونیا فى الشراکة بین المدارس ومؤسسات تعلیم المرشدین للحفاظ على شبکة إرشاد ناجحة ومستدامة على جمیع المستویات. ففی استونیا، تتولى الجامعات مسؤولیة تعلیم المرشدین وتنظیم حلقات دراسیة للمعلمین الجدد، وتستخدم التغذیة الراجعة من المعلمین الجدد کمدخلات لعملیة تطویر تعلیم المرشدین. وفى الصین تستعین مجموعات التدریس والبحث على مستوى البلدیة، والمقاطعة، والمدرسة بخبراء تعلیمیین وأساتذة الجامعات لتنظیم حلقات دراسیة للمعلمین الجدد، وتدریب المرشدین. وتفسر الدراسة هذا التشابه فى ضوء ما أکدته نصوص قوانین الحکم المحلى بکلتا الدولتین بتفعیل المشارکة المجتمعیة.

      وفیما یتعلق باختیار المرشدین تتشابه الصین واستونیا فى اختیارهم وفقا لسنوات من الخبرة فی التدریس والخبرة فی محتوى المعرفة، حیث یتم اختیار المعلمین الخبراء وفقا لمستوى الصفوف والمادة التى تدرس. ویقوم المرشدون والمدرسون بتدریس نفس الموضوعات ومستوى الصف للمساعدة وتسهیل عملیة الإرشاد، من خلال تبادل المعلومات والمعارف. وهو ما یتفق مع المعاییر الثقافیة للمجتمع الصینى فالإطار القومى والإقلیمى لإرشاد المعلمین یعمل جنبا إلى جنب مع أیدیولوجیة الجماعیة بین الصینیین التی تجعل من السهل على المعلمین توجیه المعلمین الجدد، ومساعدة بعضهم البعض، والتعاون فی مجموعات وتبادل الموارد والأفکار.

     کما اتفقت برامج الإرشاد فى دول المقارنة بتضمینها معاییر فعالة إلى حد ما لمساعدة المعلمین الجدد فی مرحلة التهیئة. بید أن الافتقار إلى التنفیذ موجود فی بعضها، حیث رکزت المعاییر بشکل رئیسی على الممارسات الصفیة للمعلمین الجدد، دون تحدید واضح  لمهارات العلاقة بین المعلم الجدید ومرشده، التی هی مطلوبة لتعزیز المهارات الشخصیة بینهما کما فى مصر والصین. وعلاوة على ذلک، انصب الترکیز الأکبر فى معاییر اختیار المرشدین على معارف المعلمین المختارین الخبراء فى محتوى المادة وتجاهل أحیاناً المهارات الشخصیة اللازمة لتوجیه ودعم المعلم الجدید کما فى مصر. بینما ازداد الاهتمام بالمهارات الشخصیة اللازمة لتوجیه ودعم المعلم الجدید فى استونیا والصین وکان تأثیر ذلک جلیاً فى أداء المعلمین الجدد، وهو ما یفسر فى ضوء المؤثرات الکونفوشیوسیة بالصین حیث الاحترام القوی لکبار السن وتعاون وإرشاد المعلمین الأکبر سنا للمعلمین الأصغر سنا؛ ومن ثم  مساهمتهم فى نقل النظریة المتکاملة والمعرفة العملیة لهم، وتتفق هذه العلاقة الهرمیة مع ما یسمى بثقافة الجماعیة. وهذا یفسر فى ضوء المفاهیم التالیة:

إدارة المعرفة: تعرف بأنها "الإدارة التی تهتم بتحدید المعلومات والمعارف اللازمة للمنشأة، والحصول علیها من مصادرها وحفظها وتخزینها وتطویرها وزیادتها(175).

ضمان الجودة:تعرف بأنها إدارة نظامیة وإجراءات تقیمیة تقوم بها إحدى المؤسسات التعلیمیة، أو نظام لتوجیه وتقییم الأداء لضمان تحقیق جودة المخرجات وتحسین مستوى الإنجاز(176).

الشراکة المجتمعیة: والذى یقصد به عقد اتفاق مقنن یجرى عبر الحوار الحر، والذى تتوافر

فیه إرادتان أو اکثر للاشتراک فى مشروع أو تقلد نشاط، أو عمل یتم من خلاله التکامل بین هذه الأطراف لتحقیق أهداف مشترکة قائمة على الفهم المشترک(177).

التنمیة البشریة:"إعداد وتهیئة القوى البشریة التى لم تدخل سوق العمل بعد، کى تصبح قوة

العمل قادرة على القیام بالمهام الإنتاجیة، ورفع الکفاءة الإنتاجیة لذلک الجزء الداخل نها فى

سوق العمل بالفعل"(178).

المهنیة: تقید الأفراد بمیثاق أخلاقى داخلى(179).

3- دور  مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد: تشابهت الصین واستونیا إلى حد بعید فى أدوار المدیر تجاه عملیات إرشاد المعلمین الجدد، فقادة المدارس مسؤولون عن توظیف معلمین جدد، وتخطیط عبء عمل المعلمین، وتقییم الحاجة إلى التطویر المهنى للمعلمین، وتطویر وتنظیم أنشطة لدعم تعلم المعلمین، والسماح للمرشدین بالمشارکة فی الدورات التدریبیة، وتقییم المعلمین الجدد بنهایة العام الدراسی وفقاً للمعاییر المهنیة المحددة. وهذا یفسر فى ضوء تبنى مداخل الإدارة الذاتیة للمدرسة، والإدارة التشارکیة إذ تتمتع المدارس بقدر أکبر من الاستقلالیة کوحدة رئیسة مسئولة عن صنع وإدارة التغییرات التربویة ووضع خطة تطویر المدرسة، علاوة على الاهتمام بإدارة المعرفة داخل المدرسة ومشارکة المعلم فى تحدید احتیاجاته التدریبیة، الأمر الذى یتیح فرصة التعلم التنظیمى الفعال. وتنفرد استونیا بإعداد أدلة توجیهیة کجزء من أدوات برنامج التهیئة من أجل مساعدة مدراء المدارس فى  اختیار وانتقاء المرشدین وفق معاییر محددة. أما فى مصر فیتحدد دور مدیر المدرسة تجاه الإرشاد فى تولى عملیة ترشیح واختیار المرشد المناسب للقیام بعملیة الإرشاد، کما یشارک فى تقییم أداء المعلمین الجدد. ویعزى ذلک إلى المرکزیة فى اتخاذ القرارات، وضعف التمهین القیادى المتخصص للقائمین على الإدارة المدرسیة. ویمکن تفسیر ذلک فى ضوء المفهومین التالیین:

الإدارة الذاتیة للمدرسة:طریقة صیاغة مهام المدرسة وفق ظروفها واحتیاجاتها، وبذلک یصبح أعضاء مجلس إدارة المدرسة أکثر استقلالیة ومسؤولیة فی توظیف الموارد المتاحة لحل المشکلات وتفعیل الأنشطة التربویة الفاعلة لتطویر المدرسة على المدى البعید(180).

لامرکزیة الإدارة التعلیمیة: یقصد بها إدارة التعلیم فى کل منطقة من قبل سلطاتها المحلیة التى

ینتخبها أفراد الشعب دون تدخل الدولة أو أى سلطة مرکزیة فى أى شان تعلیمى(181).

رابعا: تصور مقترح لإرشاد المعلمین الجدد  فى جمهوریة مصر العربیة

   تهدف هذه الخطوة إلى تحدید النتائج التى توصلت لها الدراسة، تمهیداً لوضع التصور المقترح  لإرشاد المعلمین الجدد بمصر من خلال الاستفادة من خبرات دولتى الصین واستونیا، وبما یتفق مع السیاق الثقافى لمصر وإمکانات البیئة المصریة. ولهذا تتضمن الخطوة الراهنة المحاور التالیة:

أولاً: نتائج الدراسة        

ثانیاً: التصور المقترح والذى یتضمن:

1-     الأسس الفلسفیة للتصور المقترح

2-     أبعاد التصور المقترح  لإرشاد المعلمین الجدد فى مصر وآلیات تنفیذه

ثالثاً: متطلبات تنفیذ التصور المقترح

رابعاً: معوقات تطبیق التصور المقترح وسبل التغلب علیها وذلک على النحو التالى:

أولاً: نتائج الدراسة:  من خلال استقراء ما أسفر عنه البحث من دراسة نظریة ودراسة وصفیة تحلیلیة، ودراسة مقارنة تفسیریة، توصلت الباحثة  للعدید من النتائج، أهمها ما یلى:

1-  نجاح وتمیز جهود إرشاد المعلمین الجدد بکل من الصین واستونیا نظراً لتوافر العوامل

الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة اللازمة لنجاحها.

2- نظم وسیاسات التهیئة والإرشاد للمعلمین الجدد نظم وطنیة مرکزیة تفوض المحلیات والبلدیات للاضطلاع بها، ففى استونیا تفوض الوزارة العمل الفعلی المتعلق ببرنامج التهیئة

 للجامعات والکلیات التابعة التنسیق المستمر، وفى الصین تفوض البلدیات والمحلیات للاضطلاع بهذا الشأن مع التنسیق لها.

3-   ترکیز برامج التهیئة والإرشاد على العمل فى الصین واستونیا وفق مفهوم مجتمعات التعلم المهنیة باستخدام مجموعة من الأسالیب، حیث یشکل برنامجها للتهیئة جزء من عملیة التعلم المهنی مدى الحیاة.

4-   تتحدد علاقة المعلمین الجدد بمرشدیهم فى مصر بعلاقة زمالة أشبه بالهرمیة

5- استخدام الإرشاد المزدوج شائع فى النموذج الصینى والاستونى بصفة عامة على مستوى

المدرسة والتوجیه الجماعی فی برامج دعم الجامعات.

6- الشراکة بین المدارس ومؤسسات تعلیم المرشدین للحفاظ على شبکة إرشاد ناجحة ومستدامة على جمیع المستویات، ففى الصین تستعین مجموعات التدریس والبحث على مستوى البلدیة، والمقاطعة، والمدرسة بخبراء تعلیمیین وأساتذة الجامعات لتنظیم حلقات دراسیة للمعلمین الجدد، وتدریب المرشدین.

7- تحتوى الخطط الاستراتیجیة للوزارة والمحافظات فى مصرعلى مکون لتنمیة الموارد البشریة والتنمیة المهنیة للعاملین فی التعلیم ویمثل برنامج تأهیل وإرشاد المعلم الجدید أحد الأنشطة التی تحقق أهداف هذا المکون فی الخطة الاستراتیجیة.

8- انفراد استونیا بإعداد أدلة توجیهیة کجزء من أدوات برنامج التهیئة من أجل مساعدة مدراء المدارس فى  اختیار وانتقاء المرشدین وفق معاییر محددة.

9- اختیار المرشدین فى الصین واستونیا وفقا لسنوات الخبرة فی التدریس وفی محتوى المعرفة.

10- قادة المدارس بالصین واستونیا مسؤولون عن توظیف معلمین جدد، وتخطیط عبء عمل المعلمین، وتقییم الحاجة إلى التطویر المهنى للمعلمین، وتطویر أنشطة لدعم تعلم المعلمین، والسماح للمرشدین بالمشارکة فی الدورات التدریبیة، والتقییم بنهایة العام الدراسی وفقاً للمعاییر المهنیة المحددة.

11- دور مدیر المدرسة بمصر تجاه الإرشاد یتحدد فى تولى عملیة ترشیح واختیار المرشد المناسب للقیام بعملیة الإرشاد، والمشارکة فى تقییم أداء المعلمین الجدد. ویعزى ذلک إلى المرکزیة فى اتخاذ القرارات، وضعف التمهین القیادى المتخصص للقائمین على الإدارة المدرسیة.

12- انصب الترکیز الأکبر فى معاییر اختیار المرشدین بمصر على معارف المعلمین المختارین الخبراء فى محتوى المادة وتجاهل أحیاناً المهارات الشخصیة اللازمة لتوجیه ودعم المعلم الجدید.

13- اهتمام النموذج الصینى والاستونى بإدارة المعرفة داخل المدرسة ومشارکة المعلم فى تحدید احتیاجاته التدریبیة، الأمر الذى یتیح فرصة التعلم التنظیمى الفعال.     

14- النظر إلى التنمیة المهنیة للمعلمین بالخبرتین الاستونیة والصینیة کعملیة مؤسسیة، ولیست عملیة فردیة یختص بها کل معلم على حده، بما تتضمنه من تعلم قائم على ثقافة الشراکة وروح الفریق والاستقصاء لتطویر نظام تعلیمی عالی الجودة فى سیاق عالم قائم على اقتصاد المعرفة.

ثانیاً: التصور المقترح: فى ضوء الدراسة النظریة لإرشاد المعلمین الجدد، وکذلک فى ضوء دراسة خبرات الصین واستونیا، وفى ضوء المقارنة التفسیریة، وأخیراً فى ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج، یمکن وضع التصور المقترح للدراسة، والذى یهدف إلى نشر الوعى بأهمیة تأهیل المعلمین الجدد وتنفیذ برامج فعالة لإرشادهم لما لهذه الأعوام الأولى من عملهم من أهمیة فى دعم نموهم المهنى وتحسین أدائهم التدریسى، وبما یتفق مع السیاق الثقافى لمصر، وإمکانات البیئة المصریة، وقد تم إعداد التصور المقترح بصورة مبدئیة ثم عرضه على السادة الأساتذة المحکمین(ملحق 1)، وبعد الأخذ بمقترحاتهم، کانت الصورة النهائیة للتصور المقترح وفقاً للخطوات التالیة:

1- الأسس الفلسفیة للتصور المقترح: یرتکز التصور الحالى على الأسس التالیة:

  • الاهتمام العالمى بإعداد برامج لتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد، یدعو إلى تطویر نظیرتها فى مصر والارتقاء بها لدعم التعلم المهنى المستدام للمعلمین.
  • تنامى الحاجات المهنیة للمعلم وتطورها وتغیرها فى ظل عصر العولمة، الأمر الذى یمثل

دافعاً مؤثراً لتطویر إرشاد المعلمین الجدد وتأهیلهم لمواکبة الثورة المعرفیة والعلمیة المتلاحقة من جهة وتلبیة احتیاجاتهم بصفة مستمرة وبموضوعیة من جهة أخرى.

  • استکمال مسیرة الجهود والتطلعات الرامیة لتفعیل التنمیة المهنیة للمعلم فى مصر وتطویر جهود المؤسسات القائمة علیها.
  • مسایرة برنامج التأهیل والإرشاد فلسفة وزارة التربیة والتعلیم بمصر فی الإصلاح المتمرکز حول المدرسة حیث أن البرنامج یتم تنفیذه على مستوى المدرسة وفق الاحتیاجات الفعلیة الخاصة بالمعلمین الجدد الموجودین فی المدرسة.        
  • تطویر جهود إرشاد المعلمین الجدد والارتقاء بمنظومتها یتطلب التنسیق بین عدة جهات مثل: وزارة التعلیم، وکلیات التربیة، ونقابات المعلمین، والأکادیمیة المهنیة للمعلمین، وغیرها.

2- أبعاد التصور المقترح لإرشاد المعلمین الجدد فى مصر وآلیات تنفیذه: یستند التصور المقترح لإرشاد المعلمین الجدد فى مصر على محاور الدراسة الحالیة کالتالى:

أ- سبل التطویر المقترحة فیما یختص بالتطویر المهنى للمعلمین:

  • بناء مجتمعات التعلم المهنیة للمعلمین بالمدرسة تؤکد على ثقافة قبول الآخر وتشجع التعلم الجماعى وممارسة التفکیر الناقد، مع بناء فرق التعلیم على کافة مستویات العمل المدرسى، وتوفیر التدریب لأعضائها على استراتیجیاتها وکیفیة إدارتها.
  • توفیر حوافز عادلة موضوعیة للتمیز لحفز المعلمین الجدد على الإبداع مع ربطها بالأداء الفعلى، وعقد مسابقات علمیة وثقافیة بین المعلمین الجدد کما هو قائم فى الصین.
  • التشجیع على تفعیل سبل الحوار بین المعلمین عبر تنظیم منتدى حوارى أسبوعى لمناقشة أهم القضایا المدرسیة وإثراء الخبرات الفردیة وتحویلها إلى خبرات مؤسسیة.
  • تنظیم ندوات وحلقات نقاشیة وحث المعلمین الجدد على حضورها للاستفادة من أحدث ما وصل إلیه العلم فى طرق التدریس واستراتیجیات التعلم أو فى التخصص أو الأمور الإداریة.
  • إجراء تدریبات دوریة للمرشدین التربویین على أحدث مجالات إعداد المعلم الجدید ورفع کفایاتهم المهنیة بما یتلاءم والتطورات العلمیة المعاصرة.
  • تشجیع المعلمین على إجراء بحوث الأداء أو الفعل بشکل جماعى ومساعدتهم على کیفیة کتابة التقاریر البحثیة وترجمتها إلى إجراءات قابلة للتنفیذ.

2- سبل التطویر المقترحة فیما یختص بتهیئة وإرشاد المعلمین الجدد: وتتبلور فى النقاط التالیة:

تقوم کل مدرسة تنفیذ برنامج تهیئة وإرشاد یحدد بدقة مؤهلات وأسلوب اختیار وإعداد المرشد

أ- العناصر الرئیسیة لتنفیذ برنامج التهیئة والإرشاد  للمعلمین الجدد:

n       وضع تصور لدعم الارشاد والتهیئة القائم على المدرسة للمعلمین الجدد: بجعل برنامج التهیئة القائم على المدرسة مرتبطا بمجموعة من المعتقدات والاتجاهات التی تشکل رؤیة تعلیم جید. فبرامج التهیئة ذات أهمیة حیویة للإرشاد والذى یمثل جزء لا یتجزأ من تطویر المعلمین الذی یعزز ثقافة الزمالة المؤدیة إلى تعزیز تعلم الطلاب.

n       تنظیم وإدارة المدرسة الداعمة من أجل تهیئة وإرشاد فعال: عبر تعبئة الموارد المتاحة بالمدرسة وتنسیق جهود المرشدین والمعلمین المخضرمین المشارکین فی الإرشاد.

n       تدریبات إرشاد متعدد المستویات للمعلمین ومدیری المدارس: لتزوید طاقم العمل بالمدرسةبالمهارات والمعارف المناسبة والاتجاهات لمواصلة العمل الإرشادی القائم على المدرسة، بحیث یکونوا أفضل استعدادا للتخطیط وتوفیر الدعم الإرشادی الفعال للمدربین.

n       دعم ممارسات الإرشاد: من خلال:

v     إنشاء شبکات دعم الإرشاد بین المدارس والمؤسسات التعلیمیة ذات الصلة لتبادل الخبرات

v     إعداد کتیب حول "مخطط تهیئة المعلم"، فضلاً عن إنشاء مدونة مشترکة حول تهیئة المعلم یتم من خلالها تحمیل المعلومات والموارد ذات الصلة بانتظام على مخطط التهیئة.

v     تنظیم جلسات إعلامیة وورش عمل للمدارس مع الجهود المشترکة لمکاتب الإرشاد الإقلیمیة التى ستقام بالمدیریات التعلیمیة، وزیارة المدارس وتقدیم الدعم المدرسی المستمر

v     الاسترشاد بالخبرة الاستونیة فى إنشاء شبکة "رابطة المرشدین"، التى تستند أنشطتها على المشاریع، والحلقات الدراسیة ودوائر التعلم لتبادل الخبرات وتفعیل الممارسات الابداعیة.

n       معاییر اختیار المرشدین على مستوى المدرسة: تفویض المدارس على ممارسة سلطتها فی اختیار المرشدین المناسبین للعمل مع المعلمین الجدد فى ضوء معاییر شفافة، على أن یمتلک مدراء المدارس مجموعة متنوعة من المهارات والمعارف المتعلقة بمهنتهم وسیاق المدرسة. ومن أهم الصفات المرغوبة للمرشدین الفعالین: الاتجاهات والسمات الشخصیة، والمعرفة المهنیة والکفاءة والخبرة؛ ومهارات التواصل الفعال والعلاقات الشخصیة.

n       دعم المدارس الشامل لتنفیذ برامج التهیئة والإرشاد القائم على المدرسة (شکل ):

 

شکل (9) برامج التهیئة والإرشاد القائم على المدرسة -  المصدر : إعداد الباحثة

v     صیاغة سیاسة لدعم تهیئة وإرشاد المعلمین وتوفیر الموارد اللازمة لمساعدة المعلمین الجدد فی التنمیة المهنیة، والمساهمة فی تطویر ثقافة التعاون والمشارکة داخل المدرسة.

v     تعیین "منسق برنامج التهیئة والإرشاد" بالمدرسة یضطلع بما یلى:الإشراف على الخدمات

اللوجستیة المتصلة ببرنامج التهیئة، وتنسیق أنشطة إرشاد المعلمین الجدد على مدار السنة، وترتیب دورات تدریب المرشد، والتقییم السنوی لفعالیة برنامج الإرشاد واقتراح توصیات للتحسین المستمر، والتصدی للتحدیات / المخاوف التی یطرحها المدراء أو المرشدین.

ب- تقترح الدراسة إنشاء لجنة توجیهیة لوضع خطة برنامج التهیئة والإرشاد کجزء من خطة التنمیة المهنیة: وتتشکل اللجنة التوجیهیة من: مسؤول من الأکادیمیة المهنیة للمعلمین، ومدراء المدارس، وقادة النقابات، والمرشدین ذوی الخبرة، والمعلمین حدیثى التعیین والمعلمین المخضرمین من المستویات الابتدائیة والمتوسطة والثانویة، وممثل من مؤسسات إعداد المعلم. على أن تکلف بوضع خطة برنامج التهیئة والإرشاد کجزء من خطة التنمیة المهنیة، وتشتمل على:

  • أهداف البرنامج، وأدوار ومسؤولیات المشارکین الرئیسیین، وعملیات اختیار المرشد.
  • استراتیجیة الاتصالات لإعلام المجتمع المدرسی وتقاسم المعلومات مع برامج مؤسسات إعداد المعلم.
  • برامج الإرشاد والتدریب للمعلمین والمعلمین الجدد / القادمین.
  • تقییم فعالیة البرنامج وجدول زمنی لإدخال تحسینات على البرنامج استنادا إلى التقییم.

جـ- تقترح الدراسة أن تشتمل  مکونات برامج التهیئة والإرشاد الفعالة الآتى:

1) برنامج توجیهی قبل أو فی بدایة العام الدراسی للمعلمین الجدد: قبل بدایة السنة الدراسیة، ویشمل: ملامح عن المدرسة، وأهداف تحسین المدارس، فضلا عن مواءمة المناهج الدراسیة.

  • لمحة عامة عن أطر المناهج الدراسیة، وعرض معلومات عن المدرسة وسیاساتها.
  • نظرة عامة على معاییر الممارسة التعلیمیة الفعالة، حلقات عمل تقییم المعلمین للمعلمین.
  • مقدمة لمکونات برنامج التهیئة بما فی ذلک برنامج المرشد وهیکله وسیاساته.
  • معلومات حول کیفیة ومکان الوصول إلى موارد المدرسة وإمداداتها.
  • جولة فی المجتمع لرؤیة الأحیاء التی یعیش فیها الطلاب، وجولة فی المدرسة.

وتشمل الموارد التی یمکن توفیرها ضمن البرنامج التوجیهى ما یلی:

  • خطة تحسین المدرسة وأطر المناهج وخرائط المناهج المحلیة، والموارد.
  • فرص التطویر المهنی و/ أو التقویم، وجداول اجتماعات مجلس المدارس.
  • کتیبات المدارس أو المنشورات الأخرى وأدلة الموظفین والطالب.
  • الجدول الزمنی للمدرسة والتقویم، ومعلومات حول کیفیة العمل فی مجلس المدرسة.

2) تخصیص مرشد مدرب لجمیع المعلمین الجدد خلال الأسبوعین الأولین من العام الدراسی:

 

n      أدوار المعلم المرشد:

v     مساعدة المعلمین الجدد علی تحلیل بیانات الطالب والتفکیر فی الممارسة المهنیة وأهداف التعلم والممارسة المهنیة للطلاب ووضع خطة للمعلمین کجزء من تقییم المعلمین.

v     الاجتماع بشکل متکرر (بشکل رسمی وغیر رسمی) خلال السنة الدراسیة للتفکیر فی الممارسة وتخطیط المناهج والدروس.

v     تحلیل وتقییم ممارسة المعلمین الجدد فیما یتعلق بمعاییر التقییم.

v     الأنشطة المتعلقة بمراقبة ممارسة المعلم، تستهدف (الترکیز على مهارة محددة)، ویمکن أن تکون مخططة أو غیر مخطط لها. وتشمل أنشطة المراقبة الممکنة ما یلی:

  • مراقبة الفصول الدراسیة لبعضهم البعض، والمشارکة فی التدریس بصف المعلم الجدید.
  • مراقبة الفصول الدراسیة للمعلمین الفعالین الآخرین، بما فی ذلک تلک الموجودة فی المدارس الأخرى و/ أو المحافظات الأخرى.
  • التدریس بصف المعلم الجدید بحیث یمکن للمعلم الجدید ملاحظة مدرس آخر بفصل آخر.
  • Ø     تصویر مقاطع الفیدیو للدروس وتحلیلها من قبل المعلم الجدید والمرشد معا من أجل الوصول لأفضل النتائج.

n      معاییر اختیار المعلم المرشد: ینبغی أن تکون عملیة اختیار المرشدین شفافة، وأن یکون لدیه بعضالمهارات الشخصیة مثل: علاقات شخصیة قویة، وقدرات القیادة، ومصداقیة مع الأقران والمدیرین، وحماس للتعلم. ومن بین أهم معاییر اختیار المرشدین کحد أدنى ما یلى:

v     خبرة ثلاث سنوات على الأقل، ویثبت معرفة نموذجیة بأطر المناهج الدراسیة.

v     المعرفة بمعاییر الممارسة التعلیمیة الفعالة ونظم تقییم المعلمین.

v     على وعى بأسالیب التدریس المختلفة، ومجموعة متنوعة من الاستراتیجیات التربویة.

v     قادر على أن یعمل کمصدر مرجعى للمعلم المبتدىء، مع التواصل الفعال وحل المشاکل

v     المعرفة حول الموارد المهنیة ومجتمع المدرسة، وقادر على الحفاظ على علاقة سریة.

v     قادر على استثمار الوقت والمشارکة فی البرنامج على مدار السنة.

v     یقبل إکمال برنامج تدریبى شامل للإرشاد، ولدیه خبرة فى التدریب.

n      تدریب المرشد: یجب تدریب جمیع المرشدین، ویمکن أن تشمل عناصر التدریب ما یلی:

v     دور المرشد ، واستراتیجیات تطویر وتعلم الکبار.

v     تحلیل استراتیجیات التدریس، ومهارات الملاحظة والممارسة التأملیة.

v     الاستخدام الفعال لأدوات الملاحظة، وتشخیص وتحلیل قضایا إدارة الصف.

v     مهارات واستراتیجیات حل المشکلات الکبیرة،وتصمیم البورتفولیو والإعداد لتقییم المربین.

v     المنهج القائم على المعاییر، والتعلیم المتمایز لتلبیة احتیاجات جمیع الطلاب.

v     شکل ومحتوى خطة التطویر المهنى، واحتیاجات المعلم الجدید ومخاوفه.

v     الإرشاد کحوار، ومهارات الاتصال والاستماع النشط

n      مکونات برنامج الإرشاد وتدریب المعلمین الجدد: 

v     أطر المناهج ووحدات المناهج النموذجیة وأسالیب حدیثة فى التدریس.

v     التدریب على تصمیم أدوات تقییم المعلمین وتحلیل نتائجها.

v     نموذج روبریک للمعلمین، وإدارة الصف- النظریة والممارسة.

v     التعلیم القائم على المعاییر والتعلیم التفاضلی والتقییم التکوینی.

v     التکنولوجیا والتعلم الإلکترونی الحدیث، والأخلاقیات المهنیة وإدارة الوقت.

3) تخصیص فریق الدعم:  یتشکل  من مرشد واحد على الأقل ومدیر مؤهل لتقییم المعلمین، ومدیری المدارس، ورؤساء الأقسام، والمرشدین المدربین الآخرین، وممثلی نقابات المعلمین، ومعلمین آخرین مبتدئین، وموظفین متخصصین بالدعم التعلیمی، ومقدمی التنمیة المهنیة. ویوفر فریق

الدعم للمعلمین الجدد تنوع بالأفکار. ویجتمع فریق الدعم مع المعلمین الجدد قبل بدایة العام

الدراسی لإنجاز ما یلی:

  • مراجعة المعاییر التی تتم من خلالها تقویم المعلمین رسمیا.
  • جدولة الاجتماعات فی السنة الأولى للرد على أی أسئلة، وعرض نموذج تقییم المعلم للمعلمین.
  • مناقشة خطط عمل المرشد مع المعلمین الجدد، والجدول الزمنی، والدعم غیر الرسمی.

4) توفیر الوقت لإعطاء اشارة البدء للمعلمین الجدد  لبدایة الانخراط فی الفصول الدراسیة العادیة وأخذ الملاحظات وأنشطة الإرشاد الأخرى، على أن تتم إجراءات الدعم والمتابعة لهم کما یوضحها الجدول التالى:

 

 

 

 

 

جدول (7) الدعم والمتابعة لأنشطة الإرشاد

الدعم والمتابعة

المرشد والمدرسة

  • §         عقد اجتماعات المرشد/ المعلم الجدید على أساس شهری لتقدیم الدعم، واستعراض التقدم المحرز، والتغذیة المرتدة، ومتابعة القضایا، وما إلى ذلک.
  • §         إبلاغ المعلم الحدیث عن کیفیة الوصول إلى الوثائق الأساسیة (مثل خطة تطویرالمدرسة، والأدلة الإجرائیة، وإیجاز النقاط الأساسیة التی یجب علیه أن یعرفها.
  • §         توعیة المعلم الجدید بأهداف برنامج التهیئة والتعرف على محتوى ومجالات برنامج التهیئة.

الأدلة الکمیة- مجالات المعاییر:  التدریس والتعلم ، تطویر الطلاب، تطویر المدرسة، العلاقات المهنیة)

  • §         تسلیط الضوء على سمات  رئیسیة مثل: بیان شخصی عن فلسفة التعلیم - أنشطة التطویر المهنی – مصادر المعرفة المتعلقة بالتدریس والتعلم والتقییم - دراسة حالة واحدة على الأقل حول تنمیة الطلاب.
  • §         مراقبة المعلم الجدید لدرس واحد على الأقل من قبل النظیر/ مرشده، وإجراء تقییم للدرس.
  • §         إجراء اجتماع دورى مع المرشد من أجل أغراض التغذیة المرتدة.

یضمن المرشد وسلطة المدرسة

تواجد دعم مستمر وبرامج تنمیة مهنیة فردیة للمعلمین الجدد، متضمنة ملاحظة المعلمین الجدد للمعلمین الخبراء، والتدریب، والمشورة داخل وخارج المدرسة، ومناقشات بین المعلمین الجدد وزملاؤهم کمجموعات وظیفیة معنیة، ومناقشات مع الزملاء المسؤولین عن الإرشاد.

د- التقییم والمتابعة لبرامج التهیئة والإرشاد: من قبل الوزارة والمدیریات التعلیمیة وتقدیم تقاریر سنویة تتضمن:( أنشطة البرنامج، قائمة کاملة بالمعلمین الجدد، وقائمة کاملة للمرشدین المدربین، وعدد ملاحظات الفصول الدراسیة التی یقوم بها المرشدون، وعدد ساعات الإرشاد المخصصة للمعلمین الجدد، ومعدلات التوظیف والاحتفاظ بالمدرسین المبتدئین، ورضا المشارکین، وإقامة شراکات مع مؤسسات أخرى، وروابط مهنیة.

3- سبل التطویر المقترحة فیما یختص بدور  مدیر المدرسة فى إرشاد المعلمین الجدد:

  • إتباع مدیر المدرسة نمط القیادة التشارکیة فى إدارة العمل المدرسى وتخصیص الموارد المتاحة بالشکل الملائم وأن یشرف علیها ویشجع التنمیة الشاملة لبرامج التهیئة المدرسیة.
  • تشکیل فریق عمل متکامل لملاحظة الدروس تتکون من المدیر ونائب المدیر ومرشد من المعلمین ذوى الخبرة ومرشد من أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة تقوم بزیارة المدرسین دون إشعار مسبق لمساعدتهم فى حل المشاکل فی التدریس والتعلم، واکتشاف الممارسات المبتکرة فی الفصول الدراسیة وتعزیزها بین المعلمین الجدد الآخرین.
  • تبادل الاجتماعات الإداریة مع مدارس أخرى لملاحظة درس للمعلم الجدید بحضور مرشده وإداریین آخریین ومناقشته فى مزایا وعیوب الدرس، وتقدیم اقتراحات له وتخدم هذه الممارسة غرضین: الحفاظ على المشرفین والإداریین على اتصال وثیق بالتدریس فى الفصول الدراسیة، وتسریع التنمیة المهنیة للمعلمین محدودی الخبرة.
  • الاسترشاد بخبرة الصین فى اضطلاع مدیر المدرسة بعقد جلسات التشاور المنتظمة مع

المعلمین المخضرمین من خارج المدرسة، تسمى"استشارات خبیر"، حیث یقوم مدیر المدرسة بتجمیع فریق من المعلمین المتقاعدین لزیارة المدرسة فی مجموعات یوم واحد فی الأسبوع لتقدیم الإرشاد الجماعى للمعلمین الجدد، وتقنیات إعداد الدروس أو أیة أنشطة جماعیة بشأن التدریس. کما یمکنهم ملاحظة دروس للمعلمین الجدد، وتقدیم التشخیص والعلاج لمشاکل الفصول الدراسیة، ومن ثم توثیق علاقات مع مجتمع مهنی أوسع.

  • تخفیف العبء التدریسى على المعلمین الجدد من أجل إتاحة الوقت لهم للتفرغ لملاحظة دروس أقرانهم ودروس المرشدین، ومتابعة النمو اللازم لهم.
  • توعیة المعلمین الجدد بأهمیة التدریب بالمدرسة وتأثیراته الإیجابیة على أدائهم بالعمل، مع توفیر مقومات التدریب الفعال من برامج مخططة وتقنیات تکنولوجیة وحوافز بالمدرسة.

ثالثاً: متطلبات تنفیذ التصور المقترح: یتطلب فى المقام الأول الدعم السیاسى، وتفعیل القوانین والقرارات التى صدرت بشأن منح المعلم ترخیص بمزوالة المهنة، کما یحتاج تنفیذ هذا التصور وجود نظام سلیم للمتابعة والتقویم المستمرین، مع التوسع فى ربط نظام ترقیة المعلمین بمواصلة نموهم المهنى، وعلى قطاع التعلیم توفیر بیئة داعمة لامرکزیة بمزید من الاستقلالیة الإداریة والمالیة لمدیرى المدارس لحسن توظیف الموارد المتاحة، والتأکید على دور الشراکة المجتمعیة والتنسیق مع بعض الهیئات مثل:مراکز البحوث التربویة والجامعات والمدارس ونقابة المهن التعلیمیة والمؤسسات المحلیة والخارجیة والجمعیات الأهلیة وغیرها لدعم التنمیة المهنیة للمعلم، کما یتطلب تنفیذ التصور المقترح ضرورة توجه الأخذ بآلیات جدیدة فى التنمیة المهنیة للمعلم کنظام التدریب الافتراضى ونظم التدریب الالکترونى.

رابعاً: معوقات تطبیق التصور المقترح وسبل التغلب علیها:

  • جمود اللوائح والتشریعات المساندة للتطویر، وارتباطها بالمرکزیة الشدید والبیروقراطیة، وهى ما تتطلب إعادة النظر والتطویر المستدام.
  • افتقار المدارس لاستخدام المداخل الحدیثة فى الإدراة، الأمر الذى یعوق التجدید والابتکار فضلا عن ضعف الإمکانات المادیة والتکنولوجیة اللازمة لتنفیذ الاجراءات المقترحة ویمکن التغلب على ذلک من خلال الاستعانة بالتبرعات المقدمة من رجال الأعمال وتشجیع الجمعیات الأهلیة المختلفة على لعب دور أکبر فى دعم التعلیم العام وخدمة قضایاه.
  • انحصار دور مدیر المدرسة فى الأمور الإداریة والمالیة والکتابیة الروتینیة على حساب أمور التوجیه والإشراف والمتابعة الدقیقة، وهو ما یتطلب تنظیم دورات تدریب لرفع کفاءتهم والتخفیف من المهام الملقاه على عاتقه بتفویض بعض من صلاحیاته.
  • سیادة الثقافة التنظیمیة بالمدارس التى تتسم بالفردیة وعرقلة العمل الجماعى، ویمکن التغلب

على ذلک حشد الجهود لنشر ثقافة العمل الجماعى من خلال عدید من الندوات والمحاضرات

وورش العمل وأسالیب التوعیة الأخرى.


المراجـع

1- نبیل سعد خلیل (2015): مداخل حدیثة فى إدارة المؤسسات التعلیمیة، دار الفجر للنشر والتوزیع، القاهرة، ص 40.

2- Hellsten, Laurie-ann ,M., Prytula, Michelle P. and Lai ,Althea Ebanks,Hollis (2009): Teacher Induction: Exploring Beginning Teacher Mentorship,Canadian Journal of Education,Vol. 32, No.4, p.12.

3- جی أتس ، سی فونک (1993)، إرشاد المعلمین الجدد: معارف ومهارات المرشد، مجلد الإرشاد رقم (1) 1 ص 33.

4- Minhang District, Shanghai (2012): Guidelines for School-based Training for Middle and Primary Schools and Kindergarten Teachers (trial). Retrieved July 5, 2014, from http://jyxy.mhedu.
sh.cn/goodoems/web/MJSJX/159001.htm

5- Eisenschmidt, E., Poom-Valickis, K., & Oder, T. (2008): Supporting novice teachers’ professional development:Monitoring the induction year experience in Estonia. In J. Mikk, M. Veisson & P. Luik ( Eds.), Reforms and innovation in Estonian Educatio ,Frankfurt am Main, Germany: Peter Lang Publisher House,p.75.

6- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم (2007): الخطة الاستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعى (2007/2008-2011/2012)، القاهرة، ص 145.

7- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم: مکتب الوزیر، قرار وزارى رقم (90) بتاریخ 18/4/2001، مادة 4.

8- ج.م.ع، قرار رئیس الجمهوریة رقم 129 لسنة 2008 بتنظیم الأکادیمیة المهنیة للمعلمین وتحدید اختصاصاتها، الجریدة الرسمیة، العدد (19) فى 8 مایو سنة 2008، المادة الأولى.

9- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم (2007): الخطة الاستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعى، مرجع سابق، ص 5.

10- سمیحة مخلوف (2007): الإرشاد الأکادیمى کمدخل من مداخل التنمیة المهنیة للمعلم المبتدىء، المؤتمر العلمى الثامن للتربیة(جودة واعتماد مؤسسات التعلیم العام فى الوطن العربى)، کلیات التربیة والتربیة النوعیة وریاض الأطفال، جامعة الفیوم، ص 887.

11- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم (2007): الخطة الاستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعى، مرجع سابق، ص 6.

12- وزارة التربیة والتعلیم (2007): تأهیل وإرشاد المعلم الحدیث، دورة فی مهارات التأهیلوالإرشاد، أکتوبر، ص 221.

13- عزه أحمد الحسینى، وإیمان زغلول راغب (2005):الثقة التنظیمیة وفعالیة الأداء المدرسی بجمهوریة مصر العربیة، مجلة التربیة، العدد ،12دیسمبر، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، ص 6.

14- نسرین صالح محمد صلاح الدین(2013): آلیات تکیف المعلمین الجدد و الثقافة التنظیمیة بالمدارس المصریة، مجلة التربیة، مج 16، ع 46، ص ص 376-377.

15- محمد عید عتریس(2010): تفعیل دور مدیر المدرسة فی تحقیق التنمیة المهنیة للمعلمین بالتعلیم قبل الجامعی فی ضوء مدخل المدرسة کمجتمع تعلم، مجلة التربیة، مجلد ،12العدد ،35أغسطس، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، بمصر، ص ص 16-17.

16- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم: الخطة الإستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعی فی مصر، مرجع سابق، ص 281.

17- أحمد حسین  الصغیر(2003): ثقافة المدرسة المصریة فی القرن الحادی والعشرین: دراسة میدانیة
فی مدارس التعلیم العام، مجلة التربیة والتنمیة، السنة ،00العدد ،09المکتب الاستثماری للخدمات
التربویة، القاهرة، ص ص 69-93.

18- أسامه ماهر حسین (2012): تصور مقترح لتطویر أداء الأکادیمیة المهنیة للمعلمین فى ضوء المعاییر المعتمدة لمراکز التمیز المعنمدة، مجلة کلیة التربیة، جامعة حلوان، القاهرة، المجلد الثامن عشر، العدد الرابع، أکتوبر، ص 96.

19- أحمد إبراهیم أحمد، سلامه عبد العظیم، فاطمة السید صادق(2012): معاییر اعتماد برامج التنمیة المهنیة للمعلمین فى مصر"رؤیة نقدیة ونظرة عصریة"، مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها، العدد (91)، یولیو، ص 30.

20- Hellsten, Laurie-ann ,M., Prytula, Michelle P. and Lai ,Althea Ebanks,Hollis (2009): Teacher Induction,Op.Cit.,p.706.

21- Anderson, E. M., & Shannon, A. L. (1988): Towards a conceptualization of mentoring. Journal of Teacher Education, 39(1), p.40.

22- سمیحة مخلوف (2007): الإرشاد الأکادیمى کمدخل من مداخل التنمیة المهنیة للمعلم المبتدىء، مرجع سابق، ص 887.

23- Wang, J., & Odell, S. J. (2002). Mentored Learning to Teach According to Standard-Based Reform: A Critical Review. Review of Educational Research, 72(3), p.484.

24- شاکر فتحى أحمد وهمام بدراوى زیدان(2003): التربیة المقارنة، المنهج، الأسالیب، التطبیقات، مجموعة النیل العربیة، القاهرة، ص ص 93-97.

25- مرزوقة حمود البلوی (2011): دور المشرف التربوی فی تنمیة المعلمین الجدد مهنیاً فی منطقة تبوک التعلیمیة
من وجهة نظرهم،رسالة ماجستیر، جامعة مؤته، عمادة الدراسات العلیا، الأردن.

          26-Benjamin Kutsyuruba, (2012):Teacher induction and mentorship policies: the pan ‐  Canadian overview", International Journal of Mentoring and Coaching in Education,Vol.1Issue:3.

27-Salleh, H., & Tan, C. (2013): Novice Teachers Learning from Others: Mentoring in Shanghai Schools. Australian Journal of Teacher Education, 38(3).

28- نسرین صالح محمد صلاح الدین(2013): آلیات تکیف المعلمین الجدد و الثقافة التنظیمیة، مرجع سابق.

29- Mihaela Stîngu (2013):Induction of newly qualified teachers: limits, needs and opportunities, Journal of Education Culture and Society No. 1.

30- Peter Hudson et al. (2013):Learning about being effective mentors: Professional learning

communities and mentoring,Procedia - Social and Behavioral Sciences 93.

31-Ben Pogodzinski (2015):Administrative context and novice teacher-mentor interactions, Journal of Educational Administration,Vol. 53 Issue: 1.

32-Frances Langdon, Lorrae Ward, (2015):Educative mentoring: a way forward", International Journal of Mentoring and Coaching in Education, Vol. 4 Issue: 4.

33-Mihaela Stîngu et al. (2016):Scenarios of Mentor Education in Romania – Towards Improving Teacher Induction, c e p s Journal , Vol.6 ,No3.

34-Rachel Roegman, Emilie Mitescu Reagan, A. Lin Goodwin, Julia Yu, (2017):Support and assist: approaches to mentoring in a yearlong teacher residency", International Journal of Mentoring and Coaching in Education, Vol. 5 Issue: 1

35- Paul Stephen, Tim Crawley(1994): Becoming an Effective Teacher, Redwood Books, Ttowbridge, England, p.137.

36- MARYNA ZEMBYTSKA(2015): SUPPORTING NOVICE TEACHERS THROUGH MENTORING AND INDUCTION IN THE UNITED STATES,Comparative Professional Pedagogy 5(1)/2015,p.107.

37- Ibid,p.108.

38- Moore Johnson, S. (2006). The Workplace Matters. Teacher Quality, Retention
and Effectiveness. National Education Association, p. 27. Retrieved 19.02.2015 from :
http://files.eric.ed.gov/fulltext/ED495822.pdf

39- Goldrick, L., Osta, D., Barlin, D., & Burn, J. (2012). Review of State Policies
on Teacher Induction. Retrieved 30.05.2016 from : www.newteachercenter.org.

40- Carlgren, I. & Klette, K. (2008): Reconstructions of Nordic Teachers: Reform policies and teachers’ work during the 1990s. Scandinavian Journal of Educational Research. 52(2). pp. 120–125.

41- Jokinen, H. & Välijärvi, J. (2006): Making Mentoring a Tool for Supporting Teachers’
Professional Development. In: R. Jakku-Sihvonen & H. Niemi (Eds.) (2006): Research-based Teacher Education in Finland. Reflections by Finnish Teacher Educators. Research in Educational Sciences 25. Turku: Finnish Educational. Research Association. ,pp. 89–99.

42- Heikkinen, H.L.T., Jokinen, H. & Välijärvi, J. (2007): Reconceptualising Mentoring in Teachers’ Professional Development. Paper presented at European Conference of Educational Research. Belgium University of Ghent. 19–22 September 2007.

43- Lombardi, M. (2006):Induction and mentoring: a lifeline for the next generations of teachers,
thesis, University of British Columbia, Vancouver,p.21.

44-Chichibu, T. and Kihara, T. (2013), How Japanese schools build a professional learning
community by lesson study, International Journal for Lesson and Learning Studies,
Vol. 2 No. 1, pp. 17-18.

45- Lewis, C. and Takahashi, A. (2013):Facilitating curriculum reforms through lesson study,
International Journal for Lesson and Learning Studies, Vol. 2 No. 3, pp. 210-212.

46- Ministry of Education, Culture, Sports, Science and Technology (2007):Guideline of training for newly appointed teachers” (in Japanese), available at: www.mext.go.jp/a_menu/shotou/kenshu/006.htm (accessed December 10, 2015),p.43.

47-Groundwater-Smith, S. (2012):Mentoring teacher inquiry: lessons in lesson study, in Fletcher, S. and Mullen, C. (Eds), The SAGE Handbook of Mentoring and Coaching in Education, Sage,London, pp. 494-496.

48- SOU 2008:52 Legitimation och skärpta behörighetsregler. [Swedish Government Offcial Reports 2008:52 Registration and stricter qualifying rules], Ministry of Education and Research,p.22.

49- Morberg, Å. (2005): Med örat mot nyblivna lärare – lärarutbildningen i backspegeln.
[Listening to the Newly Qualifed Teachers – Teacher Education in the Mirror], Studies in Educational Policy and Educational Philosophy,E-Journal 2005. No. 2,p.30.

50-SOU 2008:52 Legitimation och skärpta behörighetsregler. [Swedish Government Offcial,Op.cit.,52.

51- Wynn, S.R., Carboni, L.W. and Patall, E.A. (2007): Beginning teachers’ perceptions of mentoring,

climate, and leadership: promoting retention through a learning communities perspective, Leadership & Policy in Schools, Vol. 6 No. 3, p.70.

52- Richardson, R.C., Glessner, L.L. and Tolson, H. (2010):Stopping the leak: retaining beginning 

teachers, Australian Journal of Teacher Education, Vol. 32 No. 2, p.7.

53- Breaux, A.L. and Wong, H.K. (2003):New Teacher Induction: How lo Train, Support and Retain Good Teachers, Harry K. Wong Publications Inc, Mountain View, CA,p.14.

54- Wong, H.K. (2004): Induction programs that keep new teachers teaching and improving, NASSP Bulletin, Vol. 88 No. 638, p52.

55- Anhorn, R. (2008): The profession that eats its young, The Delta Kappa Gamma Bulletin,Vol. 74 No. 3, p20.

56- Jones, C., Bubb, S., Totterdell, M. and Heilbronn, R. (2002): Reassessing variability of induction for newly qualified teachers: statutory policy and schools’ provision, Journal of In-Service Education, Vol. 28 No. 3, p.497.

57- Harry K. Wong(2004):Induction Programs That Keep New Teachers Teaching and Improving, NASSP Bulletin , Vol. 88 No. 638 March 2004,p.49.

58- Britton, E., Paine, L., Pimm, D., and Raizen, S. (2003) :Comprehensive Teacher Induction. Dordrecht: Kluwer Academic Publishers.pp.3-4.

59- Wong, H.K. (2004): Induction programs that keep new teachers teaching ,Op.Cit.p. 51.

60-Portner, H. (2008): Mentoring New Teachers, Corwin Press Inc, Thousand Oaks, CA,p.23.

61- Higgins, M.C. and Kram, K.E. (2001): Reconceptualizing mentoring at work: a developmental network perspective, Academy of Management Review, Vol. 26 No. 2, p.45.

62- Howe, E.R. (2006): Exemplary teacher induction: an international review, Educational Philosophy and Theory, Vol. 38 No. 3, p.102.

63- Ibid, p.105.

64- Ingersoll, R.M. and Strong, M.(2011): The impact of induction and mentoring programs for beginning teachers: a critical review of the research, Review of Education Research, Vol. 81,No. 2, p.47.

65- Benson, M.A. (2008): Effective mentoring for new music teachers: an analysis of the mentoring programs for new music teachers as described in the literature, Update: Applications of Research in Music Education, Vol. 26 No. 2, p30.

66- sMassachusetts Department of Elementary and Secondary Education(2015): Guidelines for

Induction & Mentoring Programs Providing comprehensive supports to prepare and retain effective educators and to develop leaders, Mitchell D. Chester, Ed.D.,p.18.

67- Harry K. Wong(2004):Induction Programs That Keep New Teachers,Op.Cit.,p.48.

68- Cherian, F. and Daniel, Y. (2008): Principal leadership in new teacher induction: becoming agents of change”, International Journal of Education Policy and Leadership, Vol. 3 No. 2, p7.

69- Jones, C., Bubb, S., Totterdell, M. and Heilbronn, R. (2002):Reassessing variability of induction,Op.Cit., p. 499.

70- Zachary, L. (2005): Creating a Mentoring Culture: The Organization’s Guide, Jossey-Bass, San Francisco, CA,p.23.

71- Massachusetts Department of Elementary and Secondary Education(2015): Guidelines for Induction & Mentoring Programs,Op.Cit,,p.22.

72- نظام التعلیم فى الصین، متاح على: http://toofwshoof14.blogspot.com.eg/p/blog-page_8868.html

73-Tan, C. (2013): Learning from Shanghai: Lessons on achieving educational success,Dordrecht: Springer,p.52.

74-Ibid,p.15.

75- Chinese Ministry of Education. (2016): Tentative regulations of periodic registration of middle school and primary school teachers’ licenses (Retrieved [April 8, 2016] from http://www.moe.edu.cn/publicfiles /business/htmlfiles /moe/s7151/201309/156643.html

76- Shanghai Municipal Education Commission (2011): Municipal Education Commission Releases the ‘Twelfth Five’ Plan for Shanghai Basic Education Reform and Development, Retrieved 10 February 2017 from
http://www.shanghai.gov.cn/shanghai/node2314/node2319/node12344/u26ai30 352.hml

77- Shanghai Municipal Education Commission (2012): Education Statistics 2012,Shanghai: Shanghai Education,p.126.

78-Ministry of Education. (2001): In-service Teacher Training Guide. China: People’s Education Press,p.26.

79-Han Xu(2013): New Teacher Induction in China:A Qualitative Case Study of Practice and

Experience in Yinchuan City through the Lens of Western Literature and Theories and Concepts Therein, A Thesis for the Degree of Doctor of Philosophy, College of Humanities and Social Science Moray House School of Educatio The University of Edinburgh,p.352.

   80-Yinchuan Municipal Bureau of Education (2010) : 2010-2014 Yinchuan Primary and Secondary School Teacher Training Pla. Yinchuan: Ningxia Education Press,p.73.

81-Wang, J., & Paine, L. (2001):Mentoring as Assisted Performance: A Pair of Chinese Teachers Working Together, The Elementary School Journal, 102 (2),p.160.

82- Harrison, J., Dymoke, S., & Pell, T. (2006): Mentoring beginning teachers in secondary schools: An analysis of practice. Teaching and Teacher Education,22, 1057.

   83-Yinchuan Municipal Bureau of Education (2010):2010-2014 Yinchuan Primary,Op.Cit.,p.75.

84- Hairon, S., & Tan, C. (2013): Novice teachers learning from others: Mentoring in Shanghai schools. Australian Journal of Teacher Education, 38(3), p.160.

85- Paine, L., & Ma, L. (1993): Teachers working together: A dialogue on organizational and cultural perspectives of Chinese teachers. International Journal of Educational Research, 19 (8),p.670.

86- Sargent, T., & Hannum, E.(2009):Doing more with less:Teacher professional learning communities in resource-constrained primary schools in rural: China. Journal of teacher education, 60 (3),p.260.

87- Shanghai Research on Education. (2007): Discussion on utilizing high-quality external resources in low-achieving school intervention ,Shanghai Research on Education,p.54.

88- Ben Jensen et al. (2016): Beyond PD: Teacher Professional Learning in High-Performing Systems,Washington, DC: National Center onEducation and the Economy,p.12.

89- Hairon, S., & Tan, C. (2015): Developing Teachers through Professional Learning Communities in Singapore and Shanghai. In Myint, S.K. (Ed.), Science Education in East Asia: Pedagogical Innovations and Research-informed Practices, Singapore: Springer,p.410.

90- Tan, C. (2013): Learning from Shanghai: Lessons on achieving educational success, Dordrecht: Springer,p.45.

91- Wang, D. (2011): The dilemma of time: Student-centered teaching in the rural classroom in China. Teaching and Teacher Education, 27 (1),p.160.

92- Hairon, S., & Tan, C. (2015): Developing Teachers , Op.cit.,p.414.

93- Zhang, M., Xu, J., & Sun, C. (2014): Effective Teachers for Successful Schools and High

Performing Students: The Case of Shanghai In S. K. Lee, W. O. Lee, & E. L. Low (Eds.), Educational Policy Innovations (pp. 143–161). Singapore: Springer Singapore. Retrieved from http://link. springer.com/10.1007/978-981-4560-08-5_9

94-- Ben Jensen et al.(2016):Beyond PD,Op.Cit.,p.17.

95- Minhang District, Shanghai (2012): Guidelines for School-based Training for Middle and Primary Schools and Kindergarten Teachers (trial). Retrieved July 5, 2014, from http://jyxy.mhedu.sh.cn /goodoems/web/MJSJX/159001.htm

96- Ben Jensen et al.(2016):Beyond PD,Op.Cit.,p.15.

97- Shanghai Municipal Education Commission. (2009): Evaluation report ,Op.Cit.,p.23.

98- Dan Wang&yisu Zhou:Building a Teacher Professional Learning Community in a Struggling School(2013): A Case Study in Shanghai, China,Working Paper, PLC IN CHINA ,August ,p.32.

99- Ibid,idem.

100- "Geography – china.org.cn". china.org.cn. Archived from the original on 13 September 2015. Retrieved 31 May 2015,Available at: https://web.archive.org/web/20150913000139

101- Languages of China – from Lewis, M. Paul (2009): Ethnologue: Languages of the World, Sixteenth edition. Dallas, Tex.: SIL International, https://www.ethnologue.com/country/CN

 102- Lilly, Amanda (7 July 2009): A Guide to China's Ethnic Groups". Washington Post.

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2009/07/08/AR2009070802718.html

103- Martin, Michael. "Understanding China's Political System". Congressional Research Service.Available at: https://fas.org/sgp/crs/row/R41007.pdf,2012,p7.

 104- Office of Shanghai Chronicles, Shanghai Municipal Government (Shanghai), 2017. Accessed 12 January 2017. (Chinese)

105- China's Economic Rise: History, Trends, Challenges, and Implications for the United States" (PDF). Congressional Research Service. 5 September 2013, Available at:https://fas.org/sgp/crs/row/RL33534.pdf

106- China , From Wikipedia, the free encyclopedia,Available at: https://en.wikipedia.org/wiki/China.

107- استونیا: من خلف الستار الحدیدی إلى الانخراط فی العصر الرقمی، متاح على:

https://karasat.wordpress.com/2014/10/21/estonia-digital-age/

108- European Parliament (2008): Report on Improving the Quality of Teacher Education. Retrieved from http://www.europarl.europa.eu/sides/getDoc.do?language=EN&reference=A6-0304/2008.

109- European Commission (2010): Developing coherent and system-wide induction programmes for beginning teachers – a handbook for policymakers, Staff Working Document SEC. Retrieved from http://ec.europa.eu/education/news/doc/sec538_en.pdf,p.35.

110- Eisenschmidt, E. (2008): Induction and the teacher professional development: an Estonian project. Retrieved from http://www.tlu.ee/files/arts/1930/induccf3894444024c0d80fe4f14f406e.pdf.

111- Eisenschmidt, E., Poom-Vlalicks, K., Karner, A. (2011): Support programme for novice teachers: benefits and challenges. In: P. Picard, L. Ria (eds.). Beginning teachers: a challenge for educational systems - CINDREEYearbook 2011. Lyon: Institut francais de l’Education,p.12.

112-Õpetaja V kutsestandard, (2005): Teacher’s Professional Standard V, 2005. Complied and adopted by Education Professional Council]. Retrieved from http://www.hm.ee/index.php?044930

113- Fransson, G., Gustafsson, C. (2008): Newly qualified teachers in Northern Europe: Comparative perspectives on promoting professional development. Gavle: Gavle University Press,p.34.

114- Õpetajate koolituse raamnõuded (2016): Framework Requirements for Teacher Education. Passed by Government of the Republic Regulation No 381 of 22 November 2000, http://estlex.ee/estlex/kehtivad/AktDisplay .jsp?id=384&akt_id=38624. Accessed 22 September 2016.

115- Fransson, G., Gustafsson, C. (eds.) (2008): Newly qualified teachers ,Op.Cit.,p.55.

116- Eisenschmidt, E.(2006): Implementation of Induction Year for Novice Teachers in Estonia, Tallinn University Dissertations on Social Sciences,from http://e ait.tlulib./1/eisenschmidt _eve2.pdf

117- Ibid,p.2.

118- Õpetaja V. (2005): The Estonian Teachers’ Standard in Estonian,http://www.kutsekoda.ee/ default.aspx/1/content/135. Accessed 14 September 2008.

119- Göran Fransson & Christina Gustafsson(2008): Newly Qualified Teachers,Op.Cit.,p.55.

120- Õpetaja V. (2005):The Estonian Teachers’ Standard,Op.Cit.,p.21.

121- Garet, M., Porter, A., Desmoine, L., Birman, B., & Kwang, S. K. (2001): What makes professional development effective? American Educational Research Journal, 38(4), p.917.

122- Fransson, G., Gustafsson, C. (eds.) (2008): Newly qualified teachers ,Op.Cit.,p.57.

123- Löfström, E., & Eisenschmidt, E. (2009): Novice teachers’ perspectives on mentoring: Te case of the Estonian induction year. Teaching and Teacher Education, 25(5), p.685.

124- Eisenschmidt, E., Poom-Vlalicks, K., Karner, A. (2011): Support programme,Op.cit.,p.37.

125- Poom-Valickis, K. (2007): Novice teachers’ professional development across their induction year,Tallinn University. Dissertation on Social Sciences. Tallinn: Tallinn University Publishing House,Romanian National Law of Education (1/2011). Retrieved 20.04.2014 from www.edu.ro 

126- Ibid,p.23.

127- Eisenschmidt, E. (2006): Implementation of Induction Year for Novice Teachers,Op.Cit.,p.67.

128- Ibid,p.15.

129- Eisenschmidt, E., Poom-Valickis, K., & Oder, T. (2008):Supporting novice teachers,Op.Cit.,p.80.
130- European Commission (2010): Developing coherent and system-wide induction programmes for beginning teachers – a handbook for policymakers, Staff Working Document SEC. Retrieved from http://ec.europa, eu/education/news/doc/sec538_en.pdf

131- Eisenschmidt, E. (2006):Implementation of Induction Year for Novice Teachers,Op.Cit.,p.23.

132- Ibid,p.24.

133-Patrick P. and Luc R. (2009): Beginning teachers:a challenge for educational systems, Consortium of Institutions for Development and Research in Education in Europe (CIDREE) Yearbook 2011,p.54.

134-Ene-Silvia Sarv(2014): A STATUS PAPER ON SCHOOL TEACHER TRAINING IN ESTONIA, Journal of International Forum of Educational Research, Vol.1 No.2 July-December 2014,p.129.

135- Göran Fransson & Christina Gustafsson(2008): Newly Qualified Teachers,Op.Cit.,p.55.

136- Talilina Ülikool (2008): Implementation of induction year programme in educational institutions in Estonia, Retrieved from http://e-ait.tlulib.ee/103/1/eisenschmidt_eve2.pdf,p.35.

137- Johnson, S. M., & Kardos, S. M. (2002): Keeping new teachers in mind, Educational Leadership, 59(6),p.15.

 138- World InfoZone – Estonia". World InfoZone. World InfoZonek, LTD. Retrieved 20 February 2007,http://www.worldinfozone.com/country.php?country=Estonia

 139- Religious Belief and National Belonging in Central and Eastern Europe: 1. Religious affiliationPew Research Center, 10 May 2017,Available at: http://www.pewforum.org

140- Estonia country profile". BBC. Retrieved 16 March 2013,Available

at:http://www.bbc.com/news/world-europe-17220812

141- Estonian Economic Miracle: A Model For Developing Countries,. Retrieved 5 June 2017

http://web.archive.org/web/20110628230137/http:/www.globalpolitician.com/2614-baltic-eu.

 142- Human Development Report Summary"(2014): United Nations Development Programme. 2014. pp. 21–25. Retrieved 27 July2014,Available at:.http://hdr.undp.org/sites/default/hdr14-summary-en.pdf

143- ج.م.ع - وزارة التربیة والتعلیم (1981): قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981، مکتب الوزیر، مادة (73). 

144-  وزارة التربیة والتعلیم (2007): تأهیل وإرشاد المعلم الحدیث، دورة فی مهارات التأهیل والإرشاد، أکتوبر، متاح على: http://knowledge.moe.gov.eg/Arabic/Departments/cdist/noviceteachers

145- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم: الخطة الإستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعی فی مصر، مرجع سابق، ص 280.
146- المرجع السابق، ص 281.

147- المرجع السابق، ص ص 280-282.

148- الأکادیمیة المهنیة للمعلمین (2013): إنجازات الأکادیمیة المهنیة للمعلمین Available at:Hhtp:llacademy.moe.gov.eg-pdf-achive-achiv6.pdf,Acess at 29-6-2013.

149- وزارة التربیة والتعلیم(2007): سجل التأهیل والإرشاد، برنامج تأهیل وإرشاد المعلم الحدیث ، دیسمبر 2007، ص 3.

150- وزارة التربیة والتعلیم (2007):  دورة فی  مهارات التأهیل والإرشاد، برنامج تأهیل وإرشاد المعلم المساعد،أکتوبر،ص 6.

151- وزارة التربیة والتعلیم (2007):  دورة فی  مهارات التأهیل والإرشاد، مقدم من مجموعة عمل تأهیل وإرشاد المعلم المساعد، وزارة التربیة والتعلیم، برنامج تأهیل وإرشاد المعلم المساعد،أکتوبر،ص ص 8-9.  

152- الأکادیمیة المهنیة للمعلمین (2012): تطبیقات تربویة داخل الفصل للمعلم المساعد- دلیل المدرب، برنامج دعم التعلیم، القاهرة، ص ص 8-9.

153- محمد عید عتریس(2010): تفعیل دور مدیر المدرسة فی تحقیق التنمیة المهنیة للمعلمین بالتعلیم قبل الجامعی فی ضوء مدخل المدرسة کمجتمع تعلم، مجلة التربیة، مجلد ،12العدد ،35أغسطس، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، بمصر، ص ص 17-18.

154- الخطة الإستراتیجیة القومیة لإصلاح التعلیم قبل الجامعی فی مصر   (2007/2008-2011/2012).

155- نسرین صالح محمد صلاح الدین(2013): آلیات تکیف المعلمین الجدد، مرجع سابق، ص ص 376-377.

156-مقابلة تمت مع مدیر إدارة التدریب بالزقازیق فى 7-7-2017.

157-إنعام عبد الوکیل أبوزید و محمد یاسین علام: تقویم برنامج تطبیقات تربویة للمعلم المساعد فی ضوء تحقیق أهدافه، الندوة العلمیة الأولی للجمعیة  العربیة للقیاس والتقویم، 17 دیسمبر 2016.                                   

158- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم: مکتب الوزیر، قرار وزارى رقم (90) بتاریخ 18/4/2001، مادة 4.

159- ج.م.ع، وزارة التربیة والتعلیم:، قطاع الکتب، مبارک والتعلیم- التعلیم المصرى فى مجتمع المعرفة، 2003، ص 147.

160- وزارة التربیة والتعلیم، قرار وزارى رقم (250) بتاریخ 6/9/2005، بشأن تحدید معدلات وظائف الإدارة المدرسیة بالمراحل التعلیمیة المختلفة بالمدیریات والإدارات التعلیمیة، مکتب الوزیر، القاهرة، 2005.

161- مجلس الوزراء، قرار رئیس مجلس الوزراء (2840) لسنة 2007 بإصدار اللائحة التنفیذیة للباب السابع من قانون التعلیم رقم 139 لسنة 1981 المضاف بمقتضى القانون رقم 155 لسنة 2007، مادة 7،8.

162- ج.م.ع، قرار رئیس الجمهوریة رقم 129 لسنة 2008 بتنظیم الأکادیمیة المهنیة للمعلمین وتحدید اختصاصاتها، الجریدة الرسمیة، العدد (19) فى 8 مایو سنة 2008، المادة الأولى.

163- رشیدة السید احمد: تخطیط التنمیة المهنیة للمعلمین فی ضوء الاتجاهات العالمیة "تحدیات وطموحات"، دار الجامعة الجدیدة الاسکندریة، 2010.

164- محمد عید عتریس (2010): تفعیل دور مدیر المدرسة فی تحقیق التنمیة المهنیة للمعلمین، مرجع سابق،  ص 121.

165- رشیدة السید احمد: تخطیط التنمیة المهنیة للمعلمین، مرجع سابق، ص 112.

166-محمد فؤاد إبراهیم: موسوعة الغد:الموسعة الجغرافیة،الجزء الأول، مؤسسة الأهرام، القاهرة، 1980، ص ص 104-110.

167- المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة (2010): دراسة تحلیلیة لسیاسات التعلیم قبل الجامعی منذ تسعینیات القرن العشرین وحتى الآن فی ضوء متطلبات اقتصاد المعرفة، المرکز القومی للبحوث التربویة والتنمیة ،القاهرة، ص 189.

168- على الدین هلال: الثورة الدیمقراطیة العالمیة، مجلة النهضة، کلیة السیاسة والاقتصاد، جامعة القاهرة، ص ب.

رئاسة الجمهوریة: دستور جمهوریة مصر العربیة، 2014، مادة (5).

169- http://www.ar.twikipedia.org/wiki/26/1/2011.

170- الهیئة العامة للاستعلامات (2015):الاقتصاد المصری بعد ثورتی 31ینایر و 21یونیو - متاح
على :http://www.sis.gov.eg/Ar/Templates/Articles/tmp/Articles.aspx?CatI1

171- وزارة التربیة والتعلیم: مبارک والتعلیم: 20 عاماً من عطاء مستنیر، مطابع الأهرام التجاریة، 2003، ص26.

172- رئاسة الجمهوریة (2014): دستور جمهوریة مصر العربیة

173- طلعت عبد الحمید وآخرون: إشکالیات التعلیم المستمر والتدریب المعاود، دار فرحه للنشر والتوزیع، القاهرة،2004، ص 37.

174-Senge, P. M. (2006): The fifth discipline: The art & practice of the learning organization, New York, NY: Doubleday,p.3.

175-  علاءالطاهر (2010): إدارة المعلومات والمعرفة، دار الرایة للنشر والتوزیع، عمان، الأردن، ص 41.

176- Harman, G. & Mak,L.: Repositioning Quality assurance and accreditation in Australian higher education, Center for higher education management and policy university of New England, 2000,P.4.

177- أحمد نجم عیداروس(2004) : تفعیل آلیات الشراکة المجتمعیة فى إدارة وتمویل مؤسسات ریاض الأطفال الحکومیة بمصر فى ضوء خبرة ألمانیا الاتحادیة، مجلة کلیة التربیة، الجمعیة المصریة للتربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة، العدد 13، نوفمبر، ص 76.

178- سعد بن محمد السعید وآخرون (2001): مفاهیم ومصطلحات التخطیط التربوى،مرکز التطویر التربوى، الریاض، ص 106.

179- Emeh,John U (2010): Professionalising Teaching in Nigeria for Effective Service Delivery and National Development, European Journal of Social Sciences, Vol.17,No.3,p.355.

180-David, J. L.,(1996) :The Who , What , and why of site – Based Management, Educational Leadership, No ( 53-54), 1996,p.12 .

181- سلامه عبد العظیم حسین(2006): الإدارة الذاتیة ولامرکزیة التعلیم، الاسکندریة، دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر، ص 114.

ملحق (1)  أسماء السادة محکمى التصور المقترح

       تم تحکیم التصور المقترح من قبل الأساتذة الکرام التالیة أسماؤهم وفق الترتیب الأبجدى:

  • §   أ.م.د. أحمد غانم أستاذ مساعد الإدارة التعلیمیة بکلیة التربیة بجامعة بنى سویف
  • §   أ.د. سهیر على الجیار أستاذ أصول التربیة بکلیة البنات بجامعة عین شمس.
  • §   أ.د. عبد الفتاح الزکى أستاذ أصول التربیة  بکلیة التربیة بجامعة دمیاط.
  • §   أ.د. محمود أبو النور أستاذ ورئیس قسم العلوم التربویة بکلیة التربیة النوعیة بجامعة القاهرة
  • §   أ.د. نجوى جمال الدین أستاذ أصول التربیة والعمید السابق بکلیة الدراسات العلیا بجامعة القاهرة.